موصى به لك

الأقسام

الأفضل شهريًا

    الأعلى تقييمًا

      نساء في الجيش - روايه حقيقيه

      نساء في الجيش

      2025, كاترينا يوسف

      عسكرية حقيقية

      مجانا

      في شتاء موسكو القارس عام 1955، تتلقى ناديجدا بتروفا استدعاءً غامضًا لمقر الـKGB، تواجه الكولونيل فولكوف، الذي يكشف لها عن عرض غير عادي: أن تصبح واحدة من "عصافير العسل"، العميلات المدربات على الإغواء والتلاعب لجمع الأسرار من أعداء الاتحاد السوفيتي. وبينما يُخيَّرها بين العيش كفتاة عادية أو أن تصبح سلاحًا قاتلًا في الحرب الباردة

      ناديجدا بتروفا

      شابة روسية جميلة تتحدث الفرنسية بطلاقة، تُجندها الـKGB لتصبح جاسوسة من نوع خاص.

      الكولونيل ألكسندر فولكوف

      ضابط استخبارات سوفيتي مخضرم مسؤول عن تجنيد "عصافير العسل" وتدريبهن على الإغواء والتلاعب.
      تم نسخ الرابط
      نساء في الجيش

      - هذه الرواية مستوحاة من أحداث حقيقية عن تجنيد النساء من قبل الاتحاد السوفييتي خلال الحرب العالمية الثانية، حيث تم استخدامهن كسلاح لإغواء العدو والتأثير على مجريات الحرب.

      - موسكو، 1955 – بداية الأحداث

      في شتاء 1955، كانت موسكو تعيش في قلب الحرب الباردة، الصراع الصامت بين الشرق والغرب. بعد وفاة ستالين في 1953،

      كان الاتحاد السوفيتي يمرّ بمرحلة انتقالية. نيكيتا خروتشوف، الزعيم الجديد، بدأ يفكك إرث ستالين تدريجياً، لكن قبضة الدولة الأمنية ما زالت قوية. كان جهاز الاستخبارات السوفيتي (KGB)،

      الذي تأسس رسميًا عام 1954، في أوج نشاطه، يُعيد ترتيب أوراقه ليصبح أكثر قوة وتنظيمًا لمواجهة خصمه الأكبر: وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA).

      في هذا الوقت، لم تكن الحرب تُخاض بالرصاص فقط، بل بالمعلومات، بالأسرار، بالخداع. لم تكن هناك إنترنت أو أقمار صناعية تجسسية متطورة مثل اليوم، بل كانت المعركة تعتمد على العملاء، على الجواسيس، على العقول التي تستطيع التلاعب بالآخرين. كانت السياسة العالمية تعجّ بالأزمات:

      فيتنام بدأت تتحول إلى نقطة اشتعال بين أمريكا والاتحاد السوفيتي.

      ألمانيا ما زالت مقسّمة بين الشرق والغرب، وبرلين كانت بؤرة توتر وصراع استخباراتي

      أمريكا بدأت مشروعها السري "MKUltra" للتحكم بالعقول والتلاعب بالبشر.

      المفاعل النووي في "أوبيينسك" بدأ العمل كأول مفاعل نووي لإنتاج الطاقة في العالم، ما جعل السوفييت يثبتون تفوقهم في الطاقة الذرية.

      وسط هذا العالم المعقد، حيث كل شخص قد يكون جاسوسًا أو ضحية، كانت هناك حرب غير مرئية تُدار في الغرف المظلمة، في الحفلات الفاخرة، في اللقاءات السرية داخل الفنادق والمقاهي الباريسية والبرلينية. وهنا... دخلت "ناديجدا بتروفا" إلى الصورة.

      كانت ناديجدا مجرد فتاة أخرى في موسكو، أو هكذا كانت تبدو. جميلة، ذكية، تتحدث الفرنسية بطلاقة، وعيناها تخفيان أكثر مما تُظهران. لكنها لم تكن تعلم أن حياتها العادية على وشك أن تتحول إلى لعبة خطيرة، حيث كل لمسة، كل همسة، كل نظرة قد تكون سلاحًا في يدها أو ضدها.

      في إحدى الأمسيات الباردة، تلقت ناديجدا استدعاءً رسمياً لحضور "مقابلة عمل" في مبنى رمادي ضخم بوسط موسكو. كانت تعرف أن هذا المبنى ليس مجرد مكان عمل عادي، بل هو مقر الـ KGB

      لم تكن تعلم بالضبط ما يريدونه منها، لكنها لم تستطع رفض الدعوة. في تلك الليلة، وقفت أمام المرآة، تأملت وجهها للحظات، ثم ارتدت معطفها الصوفي واتجهت نحو المصير الذي لم تكن تتخيله.

      - أول لقاء مع الاستخبارات - KGB

      كان المبنى الضخم يقف كقلعة باردة وسط المدينة، نوافذه معتمة، وأبوابه الثقيلة تشي بأن الداخل إليه لا يخرج كما كان. لم يكن مجرد مبنى حكومي، بل كان رمزًا للقوة والخوف…

      كان مقر الـ KGB، الجهاز الذي لا يخطئ، أو هكذا يعتقد الجميع.

      ناديجدا بتروفا وقفت أمام الباب المعدني، قلبها ينبض بإيقاع ثابت لكنه متوجس. لم تكن تعلم لماذا استُدعيت، لكنها لم تكن ساذجة لتظن أن الأمر مجرد مقابلة عادية. أخذت نفسًا عميقًا، ثم دفعت الباب بخطوات ثابتة.

      في الداخل، كان الجو دافئًا على عكس الخارج، لكنه لم يكن مُريحًا. الجدران رمادية، والمكان هادئ بشكل غير طبيعي، لا أصوات ضحك أو حديث جانبي كما يحدث في أي مبنى حكومي عادي. تقدم نحوها رجل في بدلة سوداء، عيونه باردة كقطعة جليد.

      "ناديجدا بتروفا؟"

      قالها بنبرة جافة.

      "نعم."

      "اتبعيني."

      سارت خلفه في ممر طويل مضاء بمصابيح فلورية قاسية، حتى وصلا إلى باب خشبي قديم. فتحه دون أن يطرق، وأشار لها بالدخول.

      الغرفة 42

      دخلت إلى غرفة بسيطة، مكتب خشبي عليه عدد قليل من الملفات، كرسي جلدي في المنتصف، وأمام المكتب، كرسي خشبي واضح أنه غير مريح… لها.

      خلف المكتب جلس رجل في منتصف الأربعينات، رأسه أصلع من المنتصف لكن عيناه كانتا الأكثر حضورًا… سوداوان، ثاقبتان، وكأنهما ترى ما خلف الروح نفسها. كان يرتدي بدلة رمادية، يدخن سيجارة ببطء، وكأن الزمن ملك يديه.

      "اجلسي."
      جلست دون أن تنطق، محاولة الحفاظ على هدوئها.

      "تعلمين لماذا أنتِ هنا؟"
      هزت رأسها بالنفي.
      ابتسم، لكن الابتسامة لم تصل لعينيه.

      "أنا الكولونيل ألكسندر فولكوف، وأنتِ هنا لأن لدينا عرضًا لكِ."

      أخرج من درجه ملفًا، فتحه، وأخذ يقلب الصفحات ببطء قبل أن يضعه أمامها. نظرت إلى الأوراق، فرأت صورًا… صورًا لها. في الجامعة، في الشارع، في المقهى الذي تحب الجلوس فيه وحدها. صور لم تكن تعرف أنها التُقطت يومًا.

      "أنتِ موهوبة يا ناديجدا. جميلة، ذكية، تُجيد الفرنسية بطلاقة، وتعرفين كيف تجذبين الانتباه… رأيناكِ. نراقبكِ منذ فترة."

      رفعت نظرها إليه، هذه المرة بعينين أكثر حدة.

      "ماذا تريدون؟"

      انحنى للأمام، أطفأ سيجارته ببطء، ثم قال:
      "نريدكِ أن تصبحي سلاحًا."

      - عرض التجنيد

      نظرت ناديجدا إلى الكولونيل فولكوف بعينين متحفزتين، لكن بداخلها كانت تحاول فهم الموقف. ما الذي يريدونه

      فولكوف استند بظهره إلى الكرسي، وكأنه يمنحها لحظة لاستيعاب الموقف، ثم قال بنبرة هادئة لكنها تحمل ثقلًا:

      "أنتِ تعلمين كيف يعمل العالم، أليس كذلك؟ الرجال… هم من يملكون القوة، المال، النفوذ. لكنهم ضعفاء أمام شيء واحد…"

      توقّف لحظة، ثم ابتسم ابتسامة باردة:
      "النساء."

      كانت ناديجدا تعرف هذه الحقيقة جيدًا، لكنها لم تعلّق، فقط انتظرته ليكمل.

      "لدينا عدو، عدو لا يمكن هزيمته بالدبابات أو الطائرات. العدو الذي نحاربه اليوم يجلس في مكاتب فاخرة في واشنطن، لندن، وباريس. يخططون، يسرقون معلوماتنا، يحاولون تدمير دولتنا من الداخل."

      فتح درج مكتبه، وأخرج ملفًا آخر، هذه المرة به صور لرجال مختلفين… بعضهم في بزات رسمية، وآخرون في حفلات أنيقة، يضحكون مع نساء أجنبيات.

      "هؤلاء هم أهدافنا. سياسيون، رجال أعمال، عملاء استخبارات غربيون… رجال لديهم أسرار، وأنتِ ستكونين المفتاح لفتح تلك الأسرار."

      رفعت حاجبها، الآن بدأت تفهم.

      "هل تريدونني أن أصبح جاسوسة؟"

      هز رأسه ببطء.

      "ليس جاسوسة تقليدية. نحن ندرّب نخبة خاصة جدًا… نسميهن 'عصافير العسل'. مهمتهن ليست مجرد التجسس، بل التلاعب، الإغواء، التحكم في الأهداف دون أن يدركوا ذلك."

      ثم مال للأمام، نبرة صوته أصبحت أكثر جدية:

      "إذا قبلتِ، لن تعودي فتاة عادية بعد اليوم. ستتدربين على كل شيء: كيف تتحدثين، كيف تنظرين، كيف تجعلين الرجل يظن أنه هو من يسيطر، بينما الحقيقة أنكِ أنتِ من يتحكم به."

      "وإذا رفضت؟"

      ابتسم فولكوف، لكنه لم يُجب مباشرة، فقط أشار إلى الصور التي التقطت لها في حياتها اليومية

      "رفضكِ لن يغير شيئًا. أنتِ بالفعل تحت أنظارنا. ولكن لماذا ترفضين؟ نحن لا نجبر أحدًا… نحن نقدم الفرص."

      "هل تريدين أن تظلي نادجة بتروفا العادية؟ أم تريدين أن تصبحي امرأة يمكنها تغيير مجرى التاريخ؟"

      رواية ظل الفارس

      ظل الفارس

      2025, أدهم محمد

      تاريخية

      مجانا

      تدور الرواية حول فارس، رجل قسى عليه الزمن وأشعلته المعارك، حتى صار قائدًا لا يهاب الموت. بين معارك لا تنتهي وأشباح ماضيه التي تطارده، يجد نفسه في مواجهة مع الظلم، لا لينتصر فقط، بل ليجد ذاته التي ضاعت بين أوجاع الطفولة وسيوف الحرب. رواية عن القوة، الفقد، والبحث عن الخلاص في عالم يملأه الصراع والظلم.

      فارس

      رجل قاسي الملامح قوي الشكيمة، نشأ في بيت مليء بالعنف والقسوة، حتى أصبح قائدًا عسكريًا عظيمًا يُعرف بعدله وقوته.

      روبي

      فتاة شجاعة من إحدى القرى المظلومة، تحمل بداخلها ألم الفقد والخوف، لكنها تملك روحًا لا تعرف الاستسلام.

      ليلى

      حب فارس الأول، فتاة غامضة اختفت في ظروف قاسية وتركت جرحًا عميقًا في قلبه، لتبقى صورتها تطارده في كل معاركه.
      تم نسخ الرابط
      ظل الفارس

       أنا الفارس... مش لقب اتولد معايا، ولا اسم اتقال لي كنوع من الفخر. ده اسم أخدته بعد ما الألم صهرني، وبعد ما الضرب خلّى جسمي يحفظ وجع كل سوط وكل كلمة قاسية. اتعلمت إن السلاح مش دايمًا بيكون في إيدك، ساعات بيبقى في قلبك، في صبرك، في قدرتك على الوقوف تاني حتى بعد ما تقع مليون مرة.
      
      كنت عيل صغير، ضعيف، عايش في بيت كله ظلمة. بيت كل جدرانه شاهدة على وجعي. لما كانت إيدي الصغيرة بتترفع عشان تدافع عن نفسي، كانت بتتهز من الخوف. لما كنت بصرخ، ماكنش فيه حد بيسمع. كانوا دايمًا شايفيني حمل تقيل، كأن وجودي لوحده خطيئة.
      
      بس في ليلة... ليلة كان القمر فيها شاهد عليا، وأنا واقف قدام النهر، ببص في الميّة الساكنة، وقلبي مليان عاصفة. كنت ببص لنفسي، للندبات اللي على جلدي، للجرح اللي في روحي. وقررت. قررت إني مش هكون ضحية. إني هكون فارس، حتى لو العالم كله شايفني ضعيف.
      
      من يومها، وأنا بحارب. بحارب عشان أكون، عشان أعيش، عشان أطلع من الظلمة اللي حبستني فيها سنين. مش سهل... كل يوم هو معركة، وكل ليلة هي حرب. بس أنا لسه واقف. لسه عايش.
      
      كل جرح بقى وسام، كل دمعة بقت سيف، وكل مرة وقعت فيها، كانت خطوة أقوى لقدام.
      
      
      دخلت الجيش وأنا لسه مراهق، كنت باين قدامهم شاب ضعيف، بس جوايا كان في نار مش بتطفي. نار السنين اللي فاتت، نار القهر، نار الذل. مكنتش بدور على المجد، ولا كنت بحلم بالبطولة. كنت بدور على مكان أدفن فيه ضعفي القديم، وأولد من جديد.
      
      في أول معركة، حسيت إن قلبي هيقف من الخوف، بس كنت عارف إن اللي خايف يموت، وأنا مش كنت مستعد أموت قبل ما أعيش. صوت السيوف كان زي طنين النحل، ريحة الدم كانت بتلسع أنفي، وصراخ الرجالة كان بيشق السما. كنت بضرب عشان أنقذ نفسي، وعشان أثبت إني مش ضعيف زي ما كانوا فاكرين.
      
      ومرة ورا مرة، سيفي اتلطخ بالدم، وقلبي اتلطخ بالندم. بس كان لازم أكمل. بقيت الفارس اللي يخاف منه الكل، بس الحقيقة؟ أنا اللي كنت بخاف من نفسي. بخاف من الوحش اللي كبر جوايا، من الحزن اللي بيجري في دمي.
      
      وفي وسط المعارك، لقيتها... كانت واقفة هناك، زي شعاع نور في أرض كلها ظلمة. اسمها ليلى. كانت بتعالج الجرحة، وكانت ضحكتها بتطفي نار جوايا. أول مرة شفتها، كنت متأكد إن الحرب الحقيقية بدأت. مش حرب سيوف، لكن حرب قلب.
      
      قربت منها، وبكلام بسيط حكيتلها عن نفسي. عن اللي شفته واللي عشته. مكانتش بتخاف مني، مكانتش بتبعد. كانت بتسمعني... بتسمع صوتي اللي محدش عمره سمعه. وكل مرة كنت ببص في عيونها، كنت بحس إني بني آدم تاني. مش الفارس اللي الناس بتهابه، لكن إنسان... إنسان كان نفسه يتحب، يتحس.
      
      لكن الحب زي الحرب... مش دايمًا بينتهي بنصر. وفي يوم، اختفت. كأن الأرض بلعتها. سألت، دورت، صرخت، بس مفيش رد. كأنها كانت حلم عدى من قدامي، وسابني أرجع للظلمة تاني.
      
      ومن وقتها، بقيت الفارس اللي فقد كل حاجة، حتى نفسه. بقيت بحارب، بس مش عشان النصر، لأ... بحارب عشان أنسى، عشان أهرب من الذكرى اللي بتطاردني كل ليلة. عشان أنسى ليلى، وعشان أنسى إني بني آدم ممكن يحب ويتحب.
      
      أنا الفارس... والظل اللي بيطاردني، مش ظل العدو، لكن ظل الحب اللي خسرته، والوجع اللي عمره ما هيفارقني.
      
      
      كانت الحرب هي ملجأي، الساحة اللي فيها كل وجعي بيتحول لقوة، وكل لحظة ضعف بتختفي ورا لمعان السيف. كنت بدخل المعركة وقلبي حجر، وملامحي مافيهاش أي أثر للخوف. لما السيوف بتتصادم، ولما الدم بيغرق الأرض، كنت بحس إني عايش... عايش بجد. كنت بدور على الموت، بس كل مرة الموت كان بيهرب مني، وبيسيبني أعيش يوم جديد في جحيم أكتر من اللي قبله.
      
      أيام المعارك كانت طويلة، ولياليها أطول. كنا بنقضي الليل وسط الخيام، والنار بتولع، والدخان بيخنق صدورنا. الرجالة حواليَّ كانوا بيحكوا قصص عن نساء وأطفال، عن بيوتهم اللي بعدوا عنها. وأنا؟ كنت ساكت. ماليش حكايات أقولها. كان عندي حكاية واحدة، ومش قادر أتكلم عنها. ليلى كانت الحكاية اللي لو اتفتحت، هتقطع قلبي نصين.
      
      أوقات كنت بقعد لوحدي، بعيد عن الكل. ببص للسيف اللي بقى جزء من إيدي، وأفكر... كام مرة قتل؟ كام مرة أنقذني؟ وكام مرة خدمني وأنا بدور على أي حاجة تهربني من روحي؟
      
      وفي ليلة من الليالي، وإحنا في قلب الصحراء، كان القمر مداري ورا سحابة سودا، والهواء مليان ريحة دم. سمعت صوت خُطا، خُطا هادية، بس مليانة خوف. لما قرب الصوت، رفعت سيفي مستعد لأي خيانة، لكن اللي شوفته كان غير متوقع. كانت بنت صغيرة، عيونها مليانة رعب، ووشها عليه تراب السنين.
      
      قالت بصوت متهدج: "أنت اللي بيقولوا عليه... فارس الظل؟"
      
      مكنتش عايز أرد، لكن سكتها ما طالتش. قالت: "أخويا اتاخد، والظلم بقى ساكن أرضنا. مافيش حد يقدر يواجههم غيرك."
      
      ساعتها حسيت بوجع غير وجع الحرب. وجع الحكايات اللي بتموت قبل ما تبدأ، وجع الناس اللي بيستغيثوا ومفيش حد بيسمعهم. سألتها عن اسمها، قالت: "رُبى."
      
      قعدت أسمع حكايتها، حكاية ظلم وجوع، حكاية ناس ماتت قبل ما تموت. ووسط الكلام، حسيت بشعلة قديمة بتشتعل جوايا. يمكن الحرب علمتني أقتل، بس ليلى علمتني إن فيه حاجات تانية تستاهل القتال. وعدتها إني هساعدها، مش علشان الشرف، ولا علشان البطولة. بس علشان يمكن في كل مرة بننقذ فيها روح، بننقذ جزء من روحنا اللي ضاع.
      
      ومن هنا بدأت رحلة جديدة... رحلة ماكانتش مع جيش ولا ضد جيش، لكن ضد الظلم اللي بينخر في قلوب الناس. كنت بدخل القرى المهجورة، أواجه رجال الطغيان، أقطع ظلمهم زي ما بقطع السيف الحبل. كنت بلا رحمة، مش بس علشانهم، لكن علشان كل اللي اتظلموا قبلي، وكل دمعة نزلت من عين طفل زي ما كنت زمان.
      
      ومع كل مواجهة، كان قلبي بيتقل، بس عيني كانت بتشوف أمل بسيط في كل وش بنقذوه. كإن الحرب دي، رغم سوادها، كانت الطريق الوحيد إني ألاقي جزء من نفسي اللي اتسرق.
      
      بس كل ما كنت أمد إيدي للحرية، كانت الذكريات بتشدني ورا. كنت دايمًا فاكر ليلى... فاكر اللي اختفت وسابتني أواجه العالم لوحدي. ليه راحت؟ وليه كل مرة كنت بحس إني لقيتها، ألاقيها سراب؟
      
      وكنت بسأل نفسي دايمًا، هل هي اللي راحت، ولا أنا اللي اتدفنت في الحرب؟
      
      
      
      ومع مرور السنين، بدأت أسيب بصمتي في كل معركة، وكل مواجهة. بقيت معروف مش بس بسيفي، لكن بقراراتي، بحكمتي اللي طلعت من قلب الوجع. الكل بقى يشاور عليا، مش كجندي عادي، لكن كقائد. حد بيعرف يقود رجاله، حد بيدخل المعارك وهو عارف إن الخوف مش عيب، لكن الاستسلام هو العيب الحقيقي.
      
      بدأت أوامر الجيش تجيني، وكل قرار كنت باخده كان بحساب. مش بس علشان النصر، لكن علشان الرجال اللي بتحارب معايا. كنت عارف إن كل واحد فيهم عنده حد مستنيه، حد بيصلي إنه يرجع حي. كنت بحاول أحميهم، بحاول أخليهم يشوفوا الأمل حتى وسط الموت.
      
      ومع كل انتصار، كان اسمي بيكبر، وصوتي بيعلى. اتكرمت في المجالس، اتقال عني كلام كتير، بس أنا كنت دايمًا ساكت. جوايا كان فيه حروب أكبر من اللي بشوفها في الساحات. حروب مع نفسي، مع ذكرياتي، مع ليلى اللي عمرها ما سابتني.
      
      وفي يوم، اتفاجئت بمرسوم رسمي... ترقية. مش بس جندي ولا قائد. لأ، بقت لي مكانة، بقى لي شأن في الجيش. بقى لي حق اتخاذ القرارات الكبيرة، وقيادة المعارك المصيرية. اللي كانوا زمان بيشوفوني عيل ضعيف، دلوقتي بقوا واقفين قدامي بينتظروا كلمتي، كأنها أمر من السماء.
      
      لكن رغم كل المجد ده، جوايا كان فيه فراغ. فراغ عمره ما اتملأ، حتى مع كل انتصار وكل معركة. فراغ ليلى... والظل اللي ساكن قلبي.
      
      بدأت أستخدم موقعي مش بس علشان الحرب، لكن علشان أواجه الظلم. بقيت أرسل فرساني للقرى اللي بيقهرها الطغاة، أساعد كل مظلوم، أحرر كل عبد، وأوقف الظلم قبل ما يطول أكتر. كنت عارف إن ده مش هيغير الماضي، مش هيرجع ليلى، لكنه كان الشيء الوحيد اللي بحس إنه بيخليني أعيش بجد.
      
      وفي كل مرة كنت بمشي وسط الجنود، كنت بحس إن السيوف مش هي اللي بتحدد مصيري. لكن الماضي... الحكايات اللي لسه محفورة في قلبي.
      
      وبرغم كل حاجة وصلت ليها، كان السؤال دايمًا بيرن في عقلي... لو ليلى شافتني دلوقتي، يا ترى هتعرفني؟ يا ترى كانت هتفتخر بيا، ولا كانت هتشوفني وحش تاني خرج من رحم الحرب؟
      
      

      روايه اجتماعيه - رحلتي مع القدر

      رحلتي مع القدر 22

      2025, خضراء سعيد

      دراما نفسيه

      مجانا

      في لحظة مشحونة بالغضب والخوف، علي يهاجم يارا بعنف ويهددها بالطرد، إلا أن مازن يتدخل بشجاعة لحمايتها، مما يشعل مواجهة حادة بين الاثنين. يارا تهرب من الموقف مذعورة، لكنها تقع في حضن أنس الذي يطمئنها بحنان قبل أن تفقد وعيها. تستفيق لاحقًا في مكان آمن، حيث يحاول أنس ومازن تخفيف توترها ومساعدتها على الشعور بالأمان.

      يارا

      تتعرض لتهديد من علي لكنها تجد الحماية في مازن وأنس.

      علي

      يكنّ كرهًا واضحًا ليارا ويحاول إيذاءها وطردها.

      مازن

      شاب شجاع، يتدخل لحماية يارا من علي ويقف بجانبها.
      تم نسخ الرابط
      روايه اجتماعيه - رحلتي مع القدر

       
      فغضب حين رأى مازن يضحك لها ويقدم لها علبة ويقرص خدها بمرح فابتعدت عنه بخجل فزاد غضب علي يريد أن يفتك بهم فهو لا يطيقهما ويتمنى أن تختفي للأبد فلمح أنس يصافح مازن ويدعوه للدخول فوافق وهي بقيت وحدها فاستقل الفرصة وتقدم نحوها فخافت حين رأته يتقدم
      بهدوء ويستمتع بخوفها منه فجذبها بشعرها بقسوة وغل
      فقال:أنا قدرك الأسود و مستحيل أخليك تلعبي على عمي الرجل الطيب. أنتِ لازم تغوري من هنا اليوم قبل بكره، فاهمه ولا أفهمك بطريقتي.
      كانت يارا ترتعش من الخوف، ودموعها تنهمر بغزارة، حاولت أن تقاوم وترد عليه، ولكنه كان قويًا ولم يسمح لها بالتكلم. في تلك اللحظة، جاء مازن ودفعه بقوة عنها، وصرخ في وجهه بغضب هائل، قائلاً: أنت أكيد اتخبلت في نافوخك، عايز بنت عمي تروح فين؟ أنا مستحيل أسمح لك بذلك يا أخي.
      بينما كانت المواجهة تتصاعد، بقيت يارا تشهق ببكاء هستيري، ولكنها شعرت بالأمان والحماية بوجود مازن بجانبها. فاتجهت نحو الشارع وخرجت وظلت تمشي وتهيم على وجهها تنهمر الدموع من عينيها بغزارة، تنزلق على وجنتيها الباردتين.
      فجأة، شعرت بيد تجذبها بقوة، جعلتها تنتبه للواقع من حولها. كان هناك شخص ما يمسك بها برفق، ويضمها بحنان وخوف في آن واحد. كانت تستنشق رائحة عطر تعرفها، تأسر حواسها وتجعلها تشعر بالأمان والحماية.
      لم يكن هناك رد، فقط صمت غامض يحيط بهما. ثم، سمعت صوتاً مليئاً بالقلق ينادي اسمها، يارا، يارا،هل أنت بخير؟ بينما كانت تحاول فهم ما يحدث من حولها، بدأت تشعر بالدوار يلف حولها، حتى سقطت ببطء على الأرض، وغابت عن الوعي.
      عندما فتحت عينيها مرة أخرى، وجدت نفسها مستلقية على سرير ناعم، بينما كان أنس يجلس بجانبها بابتسامة تملؤها الارتياح. فرأت ذلك الكلب المخيف يدخل الغرفة فارتجفت فضمها أنس وهو يضحك فقال مازن بضحك حين دخل:هل لا تزالين تخافين منه يا كتكوته أجلس يا كلود أنت تخيفها فجلس وهو ينبح له و كان مازن يربت على ضهره
      
      

      عرب في كوريا

      عرب في كوريا

      2025, سهى كريم

      ثقافية

      مجانا

      في أولى خطواتهم نحو مغامرة جديدة، يتم اختيار أربعة أصدقاء عرب – سما المصرية، راندا اللبنانية، علياء الإماراتية، وأحمد المصري – ضمن بعثة دراسية إلى كوريا. بين فرحة الاكتشاف وقلق الغربة، يبدأ الأصدقاء في التحضير لرحلتهم، حيث تتداخل أحلامهم وتوقعاتهم حول تجربة قد تغير مجرى حياتهم.

      سما

      فتاة مصرية مرحة وعفوية، تحب توثيق اللحظات وكتابة التفاصيل، تنظر إلى الحياة بروح متفائلة ومغامرة.

      راندا

      لبنانية مليئة بالحيوية وحب الحياة، تعشق التصوير والتألق، وتسعى دائمًا لترك بصمة خاصة بها

      علياء

      إماراتية هادئة وعملية، تهتم بتعلم كل جديد وتوثيق التجارب بحكمة وتأمل.

      أحمد

      شاب مصري، يهتم بالتكنولوجيا ويبحث عن تجربة تثري معرفته وتفتح له آفاقًا جديدة.
      تم نسخ الرابط
      عرب في كوريا

      أنا سما، مصرية أصيلة من قلب القاهرة، والحكاية دي عنّي وعن صحابي اللي جمعتنا جامعة القاهرة، وبالتحديد كلية تجارة. إحنا أربعة: أنا، وأحمد المصري اللي دايمًا بيحب يهزر ويضحك، وعلياء الإماراتية الهادية اللي كلامها قليل بس دايمًا بيكون في مكانه، وراندا اللبنانية اللي دايمًا صوتها عالي وضحكتها مالية الدنيا.
      
      اتعرفنا على بعض من تلات سنين، أول يوم في الكلية كان مليان قلق وخوف، بس الصدفة لعبت لعبتها وجمعتنا. كان فيه محاضرة عن الاقتصاد، ولقينا نفسنا قاعدين جنب بعض. أحمد كان أول واحد يكسر الجليد، ضحك وقال: "هو إحنا جينا نتعلم ولا نتعذب؟" وضحكنا كلنا. من ساعتها، بقينا مع بعض على طول.
      
      كل يوم في الجامعة ليه حكايته. من أول قعدة على السلالم تحت شمس الظهر، لحد قعدات الكافتيريا اللي دايمًا مليانة ضحك وجدال عن المحاضرات، والدكاترة اللي ساعات بتحس إنهم جايين يعقدونا مش يعلمونا.
      
      راندا دايمًا بتحب تحكي عن لبنان، وأكلهم اللي نفسي أجربه يوم، وعلياء بتحكي عن دبي، وأبراجها اللي بتمس السما. وأنا؟ دايمًا بحكيلهم عن القاهرة، عن الزحمة اللي مبتخلصش، وعن الحنين اللي بيشدني لكل ركن فيها.
      
      أوقات كتير كنا بنخلص المحاضرات ونروح نقعد عند الكورنيش، نضحك، ونتكلم عن أحلامنا. أحمد كان دايمًا بيحلم إنه يبقى رجل أعمال كبير. علياء بتحب الفن وعايزة تبقى مصممة أزياء. راندا بتحب التصوير وعايزة تلف العالم. وأنا؟ نفسي أعيش كل لحظة بحبها، وأكتب عنها، يمكن عشان كده بحب أكتب عننا.
      
      المواقف اللي بينا كتير، من امتحانات كنا بنذاكرلها لحد الفجر، وخروجتنا اللي دايمًا كانت بتحمل مفاجآت. وفي كل مرة كنا بنكتشف إن اللي بيجمعنا أكتر من مجرد زمالة، دا صداقة بجد، صداقة بتكمل الحكاية.
      
      ودي كانت بداية حكايتنا، ولسه اللي جاي أكتر.
      
      
      
      في يوم من الأيام، كنا قاعدين في الكافيتيريا، قاعدين على الترابيزا اللي بقت مكاننا المفضل. أحمد كان قاعد يراجع شوية ملاحظات قبل المحاضرة، وأنا وراندا وعلياء كنا بنهزر ونضحك. فجأة، علياء قالت بصوت واطي:
      "تفتكروا لو غبنا عن المحاضرة النهارده، الدكتور هيحس؟"
      
      راندا ردت بسرعة وضحكت:
      "هيحس؟ ده يمكن يوزع شوكولاتة احتفالًا بغيابنا!"
      
      أنا ضحكت وقلت:
      "طب وهنقعد فين؟ نروح الكورنيش؟ ولا نتمشى في الحرم الجامعي زي العادة؟"
      
      أحمد رفع عينه من الورق وقال:
      "إنتوا بتفكروا في الغياب وإحنا عندنا امتحان قريب؟!"
      
      بصيت له وقلت:
      "يعم ما تقلقش، كله بيتحل قبل الامتحان بيومين، المهم نعيش النهارده."
      
      وطبعًا زي كل مرة، أحمد استسلم واتفق معانا. وفعلاً خرجنا واتمشينا حوالين الحرم. الشمس كانت دافية والجو مليان حياة. كنا بنتكلم عن كل حاجة، من أحلامنا الصغيرة لحد حاجات مالهاش لازمة زي ليه القهوة في الكافيتيريا طعمها غريب!
      
      راندا كانت بتحكي عن يوم من أيام المدرسة في بيروت، لما كانت تزوغ وتروح تاكل من عند بياع الكعك اللي في آخر الشارع. وعلياء كانت بتحكي عن المرات اللي كانت تهرب من حر دبي وتستخبى في المولات. وأنا حكيت عن ذكرياتي مع أصحابي في شوارع القاهرة، والضحك اللي بيطلع من قلب الزحمة.
      
      الحظات دي كانت بسيطة، لكن كانت بتخلق ذكريات مش ممكن تتنسي. ذكريات مليانة ضحك، صدق، وشوية تهريج. وكل مرة بنقعد ونتكلم عن حياتنا، كنت بحس إن صداقتنا دي مش بس حكاية جامعة، لأ، دي حكاية عمر.
      
      
      وفي يوم ماكنش عادي خالص، واحنا قاعدين في الكافيتيريا، كل واحد ماسك مشروبه، دخل علينا مشرف الكلية، وكان معاه ورقة في إيده. وجه علينا، وابتسم ابتسامة مريبة، وقال:
      "في خبر مهم جدًا… تم اختيار مجموعة من طلاب الكلية لبعثة دراسية إلى كوريا لمدة شهر، و... مبروك، انتوا الأربعة من ضمن الطلاب المختارين."
      
      أنا وقفت مكاني، ومبقتش مصدقة!
      "كوريا؟ إحنا؟!"
      
      أحمد ضحك وقال:
      "أكيد بيهزر، هو إحنا لسه هنصدق إن الحظ بيلعب معانا؟"
      
      راندا كانت أول واحدة تصدق، ضحكت وصرخت:
      "يااااي! أنا هموت وأشوف كوريا، دي أحلى حاجة حصلتلي في حياتي!"
      
      أما علياء، كانت قاعدة هادية كعادتها، بس في عينيها لمعة فرح باينة وقالت:
      "ده حلم! مش قادرة أصدق إننا رايحين فعلاً."
      
      أنا كنت واقفة، مش عارفة أقول إيه، مشاعر كتير داخلة في بعضها، فرحة وقلق واستغراب. قلت لهم:
      "يعني خلاص؟ إحنا رايحين كوريا؟ بجد؟"
      
      المشرف أكد الخبر، وقال إن البعثة فيها 19 طالب من الكلية، وإنها تجربة دراسية وثقافية، هنعيش مع طلاب كوريين، ونتعرف على ثقافتهم، وناخد كورسات هناك.
      
      خرجنا من الكافيتيريا وإحنا مشيين في الحرم الجامعي، ودماغنا كلها شغالة بخيالها. راندا كانت بتتكلم عن الأماكن اللي عايزة تزورها:
      "أنا عايزة أزور سيول كلها! وعايزة أجرب الأكل الكوري… الكيمتشي، والراميون، وأي حاجة تانية!"
      
      أما أحمد، فقال:
      "أنا أكتر حاجة عايزها، أشوف التكنولوجيا بتاعتهم… وعايز أروح عند الشركات الكبيرة زي سامسونج! عايز أشوف هما بيفكروا إزاي."
      
      علياء ابتسمت وقالت:
      "أنا نفسي أشوف الناس، أتعرف على ثقافتهم وأشوف إزاي حياتهم ماشية. ده غير إننا أكيد هنتعلم حاجات كتير."
      
      أما أنا؟
      "أنا نفسي أمشي في شوارعهم، وأحس إننا عايشين في مسلسل كوري… نفسي أكتب عن كل حاجة هتحصل، كل تفصيلة وكل لحظة."
      
      كانت لحظة حماس مش طبيعي. طبعًا بدأنا نفكر في كل التفاصيل، هنحتاج إيه؟ هنروح فين؟ وهنعيش إزاي هناك؟ بس كان واضح إن الرحلة دي مش بس هتكون مجرد سفرية، دي كانت بداية لتجربة جديدة في حياتنا، يمكن تغير حاجات كتير جوانا.
      
      وعلى قد ما كنا فرحانين، كان فيه رهبة… هل فعلاً هنقدر نتأقلم؟ وهل صداقتنا دي هتفضل زي ما هي وإحنا في مكان جديد؟ كل ده كان جوايا، بس كنت سايبة كل حاجة تمشي لوحدها، مستنية اللحظات الجديدة اللي هتتكتب في حكايتنا.
      
      
      
      أسبوع واحد! أسبوع واحد بس وهنكون في كوريا. كانت الفرحة مسيطرة علينا بس مع شوية توتر. إحنا مش مسافرين رحلة عادية، دي بعثة دراسية هنعيش فيها وسط ناس مختلفين تمامًا عننا. وده لوحده كان كفيل يخلي دماغي مشغولة 24 ساعة.
      
      أول يوم بعد ما عرفنا الخبر، قعدنا كلنا نخطط ونفكر، وكالعادة كنا قاعدين على ترابيزتنا في الكافيتيريا.
      
      أحمد قال وهو ماسك كوباية القهوة:
      "أول حاجة، لازم نجهز لبس كويس. كوريا هناك برد في الوقت ده، مش زي حر القاهرة."
      
      راندا ضحكت وقالت:
      "وإيه يعني؟ نلبس طبقات فوق بعض، وخلصت! أهم حاجة نكون ستايلش، مش هينفع أروح كوريا وأطلع في الصور وأنا شبه المومياء!"
      
      علياء كانت بتفكر في الجانب العملي أكتر، وقالت:
      "لازم نعرف شوية كلمات كورية. مش معقول هنقعد هناك وإحنا مش فاهمين حاجة."
      
      أنا قلت وأنا بفكر:
      "أنا ناوية أوثق كل لحظة، هنكتب كل حاجة ونصور كل موقف. عايزة أفتكر الرحلة دي بكل تفاصيلها."
      
      وبدأنا فعلاً نجهز. أول خطوة كانت الشوبينج. نزلنا مع بعض وسط البلد، ودورنا على لبس تقيل، جاكيتات وكوفيات، وأحمد كان مصر يشتري شنطة سفر جديدة، وقال:
      "أنا شنطتي دي خلاص، معفنة من كتر السفر الداخلي، لازم أكون شيك قدام الكوريين."
      
      راندا كانت مركزة في الحاجات اللي هتخلي الصور تطلع حلوة:
      "أنا عايزة شنطة شكلها حلو وألوانها تبان في الصور. لازم أطلع تريند في كوريا!"
      
      أما علياء، اشترت دفتر صغير وقالت:
      "هسجل فيه كل حاجة هنتعلمها هناك، عايزة أرجع بأفكار جديدة."
      
      وأنا؟ اشتريت كاميرا صغيرة. كان نفسي أوثق كل حاجة بعيني.
      
      وبعد الشوبينج، رحنا قعدنا في كافيه صغير، وبدأنا نتكلم عن اللي ممكن نقابله هناك. أحمد كان قلقان من الأكل:
      "أنا مش عارف هعرف آكل إيه هناك! يا ترى عندهم كشري؟"
      
      راندا قالت وهي بتضحك:
      "كشري؟ هناك في كيمتشي وراميون! جرب واتعلم، يمكن تحب الأكل الكوري أكتر."
      
      أنا بصيت لهم وقلت:
      "بصراحة أنا متحمسة أجرب كل حاجة، مش عايزة أفوت ولا لحظة."
      
      في الأيام اللي بعدها، كل واحد فينا كان بيرتب حاجاته، يحضر هدومه، أوراق السفر، ويقرأ عن كوريا. كانت فيه حالة من الحماس والترقب. كل يوم كنا بنقعد مع بعض، ونخطط إحنا هنزور إيه، وهنجرب إيه أول ما نوصل.
      
      ورغم الحماس، كان فيه شوية قلق جوايا. فكرة إننا هنسافر ونعيش في بلد غريب وسط ناس مختلفة كانت غريبة ومخيفة شوية. بس وجودهم جنبي كان مخليني مطمنة. كنا دايمًا بنضحك ونقول:
      "مهما حصل، إحنا مع بعض، والرحلة دي هتكون أحلى حكاية."
      
      ولما قرب اليوم الموعود، اتجمعنا في بيت أحمد عشان نودع بعض ونتأكد إن كل حاجة جاهزة. راندا جابت لب وسوداني، وقالت:
      "عشان نفتكر طعم القاهرة قبل ما نروح هناك!"
      
      وعلياء جابت معاه شوية صور لبلدها، وقالت إنها عايزة توريهم لزمايلنا الكوريين. وأنا كنت مجهزة نوتتي والكاميرا.
      
      أسبوع عدى بسرعة، واليوم المنتظر جه، يوم السفر. كانت شنطنا جاهزة، وقلوبنا مليانة حماس وقلق. طلعنا على المطار، وكل خطوة كنا بنخطوها كانت تقربنا من بداية حكاية جديدة.
      
      ----- يتبع -----
      
      
      رسائل أحدث رسائل أقدم الصفحة الرئيسية

      Pages

      authorX

      مؤلفون تلقائي

      نظام شراء