موصى به لك

الأقسام

الأفضل شهريًا

    الأعلى تقييمًا

      روايه بيكي بلايندرز - حب توماس وبيث

      بيكي بلايندرز

      2025, علياء عمرو

      تاريخية

      مجانا

      أهلها ماتوا وحبيبها "تومي شلبي" رجع من الحرب متغير. بتورينا إزاي بيث بتحاول تتأقلم مع الواقع الجديد وتساعد تومي اللي بيعاني من صدمة الحرب وكوابيسها، بالرغم من كل الصعوبات. الرواية بتغوص في علاقتهم المعقدة والحب اللي بينهم، وبتكشف كمان عن عالم "البيكي بلايندرز" والمشاكل اللي بتواجههم مع رجوع تومي وإخوته. في خمس سطور، القصة بتوصف رحلة بيث وتومي في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية عشان يلاقوا الراحة والأمان لبعضهم في عالمهم القاسي.

      توماس شلبي

      حبيب بيث، قائد عائلة البيكي بلايندرز. رجع من الحرب متغير، بارد، ومتوتر، وبيعاني من كوابيس ليلية بتخليه ينفصل عن اللي حواليه. بالرغم من قسوته الظاهرية، إلا إنه بيحب بيث جداً وبيعتبرها نقطة ضعفه الوحيدة

      بولي

      عمة أولاد شلبي، وهي بمثابة الأم ليهم. ست قوية وذكية، بتدير أعمال العائلة في غياب الأولاد أثناء الحرب. بتحاول تحافظ على ترابط العائلة وتدعمهم في كل الأوقات.

      جون

      واحد من إخوة تومي، بيث بتعتبره أقرب أصدقائها. تأثر بالحرب وبيواجه صعوبات في النوم. بيث بتلاقي فيه راحة كبيرة.

      بيث

      شابة فقدت أهلها وأخوها في فترة قصيرة. بتحاول تتأقلم مع الحزن وتداعيات الحرب اللي رجعت حبيبها "تومي" متغير تماماً. قوية، حنونة، وعندها إحساس بالمسؤولية تجاه عائلة شلبي اللي بتعتبرها عيلتها التانية.

      أرثر

      الأخ الأكبر لتومي وجون.
      تم نسخ الرابط
      روايه بيكي بلايندرز - حب توماس وبيث

      بيثاني كلوفر كانت قاعدة فوق، على سريرها، بتقرا في الجوابات اللي الشلبيين كانوا باعتينها من ساعة ما مشيوا للحرب. كانت محتفظة بكل الجوابات ومخبياها في علبة خياطة قديمة تحت سريرها. العلبة كانت مليانة جوابات مختلفة من التلات ولاد الشلبي وأخوها الكبير كالفن، كلهم اللي اتسحبوا للجيش عشان الحرب في فرنسا. كان من أسبوع واحد بس لما بولي رجعت البيت مستعجلة، وإيديها بتترعش وهي بتدي لبيث الظرف الكبير اللي كان عليه ختم "مهم" بخط أحمر كبير. وفي الزاوية، كان مكتوب اسم بيثاني كلوفر وعنوانها.
      
      بيث مَضيَّعتش وقت، وفتحت الجواب بسرعة، بس لما قرت إن أخوها الكبير مات في الميدان، حياتها حست إنها انهارت بالكامل. بولي كانت تعرف بيثاني كلوفر طول عمرها بس حلفت إنها عمرها ما شافت حاجة بالصعوبة دي زي صرخات بيث اللي كانت بتتردد في أوضة المعيشة وهي قاعدة قدام النار، والكلمات الوحيدة اللي كانت بتقولها هي اسم أخوها وهي بتعيط أكتر مع إدراكها للموقف. ده كان من أسبوع. بس ربنا وحده اللي يعلم كالفن مات امتى بالظبط وبيث كانت بتفضل صاحية بتعيط كل ليلة وهي بتتساءل إذا كان الدور هيجي على الشلبيين بعد كده.
      
      آدا دخلت أوضة بيث في بيت بولي وقعدت على سريرها ومدت إيدها لبيث بهدوء وهي كمان بتبص في علبة الجوابات الصدأ. "كل حاجة هتبقى تمام يا بيث، فاضل كام يوم بس والولاد هيرجعوا البيت قريب!" آدا قالت بصوت واطي وهي بتضحك، مع إنها كانت من أصغرهم إلا إنها كبرت وبقت أنضج لما الولاد مشيوا، زي ما كل الستات حصل لهم كده. "أعتقد إنك صح يا آدا يا حبيبتي." بيث اتكلمت بهدوء، وحطت الجوابات في العلبة وزحفلتها تاني تحت السرير.
      
      "ممكن تسرحي لي شعري؟" آدا سألت، وعملت وش بتترجى بيث اللي زفرت بضيق. "يا إلهي أنا كنت خلاص هفكر إنك بقيتي بتحبيني. يا بنت يا قليلة الأدب." هي ضحكت، صوتها كان مجرد همس وهي بتسرح شعر آدا البني القصير. الباب الأمامي اتفتح فجأة وبيث شهقت بصدمة، وطلعت بسرعة من أوضتها لأول السلم عشان تشوف بولي شلبي وعليها أكبر ابتسامة شافتها في حياتها. "إيه اللي مخليكي مبسوطة أوي كده يا بول؟" بيث قالت بتريقة، وآدا جت وقفت جنبها فوق السلم، والبنتين بصوا لبعض بصة فيها معرفة.
      
      "هيرجعوا البيت النهاردة." بولي صرخت بابتسامة، وحطت إيدها على بوقها وهي بدأت تضحك بحماس. "هيرجعوا البيت يا بنات. هيرجعوا البيت!" قلب بيث سقط في بطنها وآدا بدأت تنط وتصرخ من الفرحة. "بولي لو بتهزري، أنا هحلف بجد..." بيث بدأت تتكلم بس ابتسامة بولي على وشها قالتلها ألف كلمة. "أنا مش بهزر يا بيث. يا إلهي. هيرجعوا البيت. يلا روحوا جهزوا نفسكم على ما أجهز ولاد جون." بولي أشارت، وجريت لجوه. بيث بصت لآدا بصدمة، وهي بتتفرج عليها وهي بتنط عملياً ناحية أقرب مراية عشان تتأكد إن شكلها مظبوط.
      
      "يلا ما تقفيش زي الموميا. تومي راجع، مش عايزة تبقي حلوة؟" آدا ضحكت، وسحبت بيث لأوضتها بشدة. بيث أخيراً ابتسمت، ورفعت عينيها وهي قلبها بدأ يدق بسرعة وهي بتحاول تسرح شعرها الأشقر المتلخبط. كانت عارفة إنها هتتألم لما ما تشوفش أخوها مستنيها وإيديه مفتوحة وابتسامة مشرقة، بس كانت عارفة كمان إنه هيكون غلط إنها ما تبقاش موجودة لعيلتها التانية، التلات ولاد اللي كبرت معاهم طول عمرها. وقفت وهي حاطة إيدها على قلبها اللي كان بيدق مليون ميل في الساعة.
      
      "تعالوا يا بناتي الحلوين. أنا خلاص جهزت ولاد جون، لازم نروح محطة القطر فوراً." بولي نادت، ولفت ونزلت السلالم عشان تجمع مجموعة ولاد جون، كلهم اللي كانوا قاعدين في المطبخ بلعبهم. آدا مَضيَّعتش وقت ومسكت إيد بيث وسحبتها لتحت السلالم، والبنتين كانوا في قمة السعادة عشان يشوفوا ولادهم راجعين لسمول هيث.
      
      بيث وتومي كانوا نفس السن وكبروا أصحاب عمرهم كله، صداقتهم في الأول كانت بسبب مفاوضات أهلهم في الشغل، بس لما كبروا بقوا ما يتفارقوش، كانوا بيعملوا كل حاجة تقريباً سوا، وبيث اتكسر قلبها لما تومي راح الحرب. نصها التاني اختفى. الشخص اللي كانت بتسهر معاه وتتكلم وتتسلل عشان تقابله. الشخص اللي كان بيكتب لها شعر وكان بيقعد عند الرصيف يستناها كل ليلة عشان يقضوا تقريباً كل وقتهم مع بعض. أول ولد باستو وأول وآخر إعجاب ليها. هو كان تومي بتاعها.
      
      جون وأرثر وبيث كانوا قريبين من بعض وهما أطفال بس الولاد الاتنين كانوا فاهمين إنها بنت تومي. ربطتهم علاقة زي الأخوات، وحيثما كان الشلبيين، كانت بيثاني كلوفر دايماً بتتبعهم. بس أي حد كان يقدر يشوف إن بيث وتومي كانوا بيحبوا بعض بجنون قبل الحرب. بمجرد ما الولاد مشيوا، بيث نقلت في واحدة من الأوض الفاضية في بيت بولي، وبتحاول أقصى ما عندها إنها تساعد في رعاية عيال جون الكتير.
      
      بيث بصت بين آدا والمطبخ قبل ما تشتم في سرها. "أنا آسفة بجد يا بول. ماقدرش أستنى. لازم أروح..." بيث كانت يا دوبك خلصت جملتها، وفتحت الباب الأمامي بسرعة بابتسامة الطفولة دي. آدا انفجرت في نوبة ضحك وبولي صرخت بس ما كانش فيه فايدة، بيث كانت خلاص مشيت وآدا كانت بتتبعها بسرعة. الشوارع كانت مليانة ناس، كلهم ماشيين في اتجاه واحد؛ محطة القطر، فبيث حرصت إنها تشق طريقها بينهم.
      
      كانت مسافة قصيرة للمحطة، فبيث وصلت بسرعة في خلال دقيقتين وقدرت تزحم طريقها وسط الزحمة. آدا زفرت وراها وهي بتنهج شوية. "يا إلهي يا بيث، انتي سريعة أوي!" البنتين قدروا بس يضحكوا ضحكة خفيفة بس اتقطعت بسبب صوت القطر العالي وهو بيوصل والناس بدأت تسقف. بيث رفعت نفسها عشان تشوف أحسن، وفحصت كل باب قطر، وقلبها بيدق بسرعة من الترقب. "شايفاهم؟ هما هناك؟" آدا سألت، وهي بتحاول تشوف ناحية أبواب القطر.
      
      بيث لمحت جون وأرثر الأول. يا دوبك نزلوا من باب القطر وهي حست بالدموع في عينيها. "ده جون وأرثر. لسه نازلين." ابتسمت، وسحبت آدا وسط الزحمة. "جون شلبي! أرثر شلبي!" بيث صرخت، والراجلين بصوا في الزحمة لحد ما أخيراً شافوهم. "بيثاني!" جون صرخ، وسحب البنت في حضن قوي وأرثر ضم أخته الصغيرة. "يا إلهي، إحنا في الجنة يا أرثر! أنا شايف ملاك!" جون ابتسم، وباس صاحبة عمره على خدها. "وحشتيني أوي!" بيث ابتسمت، ورجعت لورا عشان تبص على وشه. "انتي وحشتيني أكتر."
      
      
      
      
      "دوري!" آدا صرخت، وراحت ناحية جون. "أنا بقى هضطر أحضنك يا أرثر." بيث ضحكت، وصوتها كله تريقة والراجل الكبير بدأ يضحك. "يا صباح الفل على بنت تومي شلبي." أرثر قال بصوت عالي، وحضنها حضن رقيق. "يا صباح الفل على جدي العزيز." بيث ردت، وده خلى أرثر يضحك تاني بصوت عالي ويزقها بعيد. "لسه جريئة زي ما هي، بيثاني بتاعتنا، مش كده يا جون؟" أرثر ضحك، وهما الاتنين الشلبيين مبتسمين.
      
      "بما إننا جبنا سيرة تومي، هو فين بقى؟" صوت بيث كان هادي بالرغم من دقات قلبها السريعة اللي كانت مالية بطنها. "المفروض يكون نازل في أي لحظة." جون رد، وهو بيراقب بيث وهي بتحاول تظبط شعرها وفستانها وفي نفس الوقت بتبص حواليها في المحطة. "شكلك حلو أوي، ما تتوتريش. هو هيبقى مبسوط أوي لما يشوفك." خدود بيث احمرت، وابتسامتها كانت دافية وهي بتهز كتفها. "لو ما كانش مبسوط لما يشوفني، أنا هاخدك بكل سرور يا جون. مليان مجاملات من ساعة ما رجعت." جون ما لحقش يرد لأن أرثر صرخ. "أهو هناك، أهو دلوقتي!"
      
      راس بيث لفت، وعينيها ركزت على تومي اللي كان بيخرج من أبعد باب في المحطة، راسه لتحت. من غير ولا كلمة زيادة للناس التانية، انطلقت لقدام، بتعدي بخجل وسط الزحمة وعينيها لازقة في جنب راسه. "تومي!" عينيه الزرقا الباهتة اتحركت عشان تقابل عينيها وبيث ما قدرتش تمنع الدموع اللي بدأت تنزل. عينيه كانت فاضية ولأول مرة في حياتها، ما قدرتش تعرف هو حاسس بإيه وهما بيبصوا لبعض. "تومي." المرة دي طلعت كهمسة.
      
      هو خد خطوة لقدام وده كل اللي بيث كانت محتاجاه، رجليها حركتها ناحيته لحد ما جسمهم خبط في بعض وهي كانت ماسكة فيه. هو كان جامد وغريب بس بعد ثانية، سمح لجسمه إنه يرتاح في لمستها، بيستمتع بالاهتمام اللي كان عايزه أوي وهو بعيد. إيديه اتحركت عشان تضم راسها وضهرها، وماسك فيها كأنها ممكن تتزحلق في أي ثانية. "وحشتني أوي." همست، بالرغم من المحطة الصاخبة والمليانة ناس. كانت حاسة بدموعه على كتفها بس لما حاولت تبعد، هو بس حضنها أقوى.
      
      بولي شقت طريقها في المحطة، وعيال جون كانوا بالفعل بيجروا على أبوهم اللي شالهم في دراعاته. هي حضنت الولاد الاتنين زيادة بس بعدين خطر على بالها إنها ناقصاها حد. "تومي فين؟" بولي سألت، وحواجبها مكرمشة. "تتخيلي فين يا عمتو بول؟" جون ابتسم، وشاور ناحية آخر المحطة مكان ما تومي وبيث كانوا واقفين حاضنين بعض. "أنا ليه أصلاً مستغربة؟" بولي ضحكت، ورفعت عينيها. لو كنتي عايزة تلاقي تومي، كان لازم تلاقي تومي وبيث.
      
      "ممكن نروح نقول لتومي إزيك دلوقتي؟ هما بقالهم كتير أوي بيحضنوا بعض." آدا اتذمرت، وحاولت تمشي في المحطة بس بولي مسكت دراعها، وسحبتها بالراحة. "تومي هيجي لما يكون جاهز يا آدا. اديله بس شوية وقت مع بيث. أنا متأكدة إن عندهم كلام كتير يقولوه لبعض."
      
      "عمرك ما هتغيب تاني بالشكل ده أبداً، عارف كده صح؟" بيث همست، وهي بتبعد عشان تشوف لمحة من العينين الزرقا دي اللي كانت بتخلي قلبها يتشقلب. "مش عايز أسيبك تاني أبداً." تومي همس، وإيده بتلمس بخفة على عظم خدها. "أبداً تاني."
      
      
      
      
      
      بيثاني كلوفر: "كل الناس شايفاني البنت الضعيفة الصغيرة اللي دايماً محتاجة توماس شلبي ينقذها من أي خطر وأنا زهقت من القرف ده."
      توماس شلبي: "قولي لبيثاني إنها صح يا بول، هي مش محتاجاني أنقذها، بس سواء عجبها ولا ما عجبهاش أنا دايماً هكون موجود عشان أنا عمري ما حسيت إني مكسور أوي كده من غيرها، ودي كانت ليلة واحدة بس." الفصل الأول: كوابيس الليل كانت بيث عارفة إن إخوة شلبي لما هيرجعوا من الحرب مش هيكونوا زي الأول، بس ما توقعتش إن التغيير هيكون جذري كده. مفيش حاجة كانت هتحضر أي حد للتغييرات اللي حصلت لكل واحد فيهم. جون كان لسه زي ما هو، مرح وغرامي، وأرثر كان لسه دب طيب ومحبوب، بس تومي كان بارد ومتوتر طول الوقت، وكان بينتفض من أقل لمسة أو صوت. بعيد أوي عن الشاب اللطيف والمحب اللي كان بيكبر عليه، واللي كان دايماً بيشتاق للمسة جسدية من حبيبته الشقرا بتاعة طفولته. قبل الحرب، تقريباً كل ليلة كانت بيث بتتسلل لبيت بولي وتجري على أوضة نوم تومي وتتسلل للسرير جنبه، وبيث وتومي كانوا بيفضلوا صاحيين يتكلموا ويضحكوا تقريباً طول الليل لحد ما يناموا وهما متشبكين في دراعات بعض. ده كان روتين ليلي، حاجة بدأت وهما أطفال. لكن لما تومي رجع من الحرب، كان بيقفل باب أوضة نومه كل ليلة خوفاً من إنه يأذي بيث في واحد من كوابيسه الليلية. هي حست بإهانة بسيطة كمان، هو كان بيرفضها عملياً. بس بيث كانت محرجة أوي إنها تسأل وتومي كان عنيد أوي إنه يقول أي حاجة، عشان كده توتر غريب كان معلق في الهوا، زي سحابة سودا. كل الأفكار سابت راسها وهي بتتعثر وهي داخلة بيتها جنب جون وهما متشابكين الأذرع والضحك بيتدفق من بوقهم على المشاكل اللي عملوها، فقاعة من السعادة بتحاوطهم هما الاتنين. ده خفف شوية من حقيقة إن جون ما نامش بقاله أسابيع زي تومي ومفروض أرثر. كان عندهم دايماً رابط لا يمكن إنكاره، جون وبيث. أفضل أصدقاء من ساعة ما اتقابلوا. حاجة تومي ما كانش بيحبها أوي بس اضطر يتعود عليها بما إن بيث كانت بتحب أوي مش بس جون لكن كل إخوته. "يا جماعة!" أرثر هتف بسعادة، وهو بيبتسم وهو بيبص على أخوه وبيث. بيث ما قدرتش غير إنها تبتسم لأرثر، ولوحت بإيدها عشان تقول مرحباً وهي بتفحص الأوضة. ابتسامتها بدأت تتلاشى لما شافت تومي، راسه بين إيديه وهو بيدعك عينيه من التوتر. سابت جون وأرثر اللي بدأوا يتكلموا مع بعض وببطء شقت طريقها ناحية تومي اللي لسه ما لاحظش وجودهم. ببطء مدت إيدها، وحطتها برفق على كتفه وبالرغم من نفوره، تومي فضل ثابت. أخد نفس بطيء قبل ما يقوم بزفير ويترك بيث واقفة تتفرج وهي محرجة. كانت بتتمنى أكتر من أي حاجة إنها تمد إيدها وتحضنه وتمسكه جامد زي ما عملت لما اتقابلوا أول مرة في محطة القطر. بيث كانت بتتعامل مع شياطينها الخاصة وبالرغم من إنهم ما كانوش دراماتيكية زي الخروج من الحرب، إلا إنهم كانوا لسه بيطاردوا عقلها. مامتها ماتت قبل شهرين من ما الولاد مشيوا للحرب، التهاب الشعب الهوائية كان بياكل جسمها ببطء وكان بعد أسبوع واحد بس من ما مشيوا إنها لقيت أبوها ميت عند الأرصفة. أصعب خسارة فيهم كلهم كانت أخوها الكبير، كالفن. بيث كانت عايزة تسأل عنه، عايزة تعرف مات إزاي، حتى إمتى بس ده هيكون أنانية لو سألت لأن الولاد كلهم كانوا بيعتبروه أخ بنفس القدر. كانت عارفة إنها أنانية إنها تتوقع منهم يكونوا زي ما هم، بس ده كان لسه بيطارد عقلها، زي ما كان بيطارد بولي وآدا. الولاد اللي كانوا يعرفوهم ويحبوهم زمان بقوا مجرد هياكل فاضية لنفسهم. شكلهم هو هو بس عمرهم ما هيكونوا زي الأول. بس كل ليلة وحيدة كانت بتنام قبل ما الرجالة ترجع من الحرب، كانت بتصلي لبولي إنه يرجع أولاد شلبي بسلام. بالرغم من إنه رجعهم، إلا إنهم ما كانوش زي الأول أبداً. بيث كانت غالباً بتلاقي الراحة في أرثر لما الأمور بتسوء، بس جون كان بالتأكيد أقرب أصدقائها. شخصياتهم بتكمل بعض وجون كان ممتع وما بيهتمش نص الوقت وأحياناً لما بتتعامل مع شغل جاد كده بتحتاج شخص واحد في حياتك يكون ما بيهتمش. جون غالباً فكر في إنه يتجوز البنت بعد ما مارثا ماتت قبل الحرب بس أرثر وبخه على الفكرة وحذره لو تومي عرف هينسلخ حياً، عيلة ولا لأ. ده كان حقيقي برضه، بالرغم من إنهم ما كانوش مع بعض، كل واحد في سمول هيث كان عارف إن بيثاني كلوفر وتومي شلبي لبعض. أرثر سعل بخفة عشان يلفت انتباه الشقرا. عيون بيث حادت من ضهر تومي لأرثر اللي أومأ لها عشان تقعد زي ما بقية الترابيزة قعدت، ومع احمرار في خدودها، بيث قعدت بابتسامة صغيرة لأرثر. "طيب أنا ناديت على الاجتماع ده عشان عندي أخبار مهمة جداً. سكاد بوت ولوفلوك رجعوا من بلفاست امبارح بالليل." أرثر بدأ، وهو بيشاور على الراجلين اللي واقفين على شماله. "كانوا بيشتروا حصان عشان يلقحوا بيه فرسهم. كانوا في حانة في شانك هيل رود امبارح وفي الحانة دي كان فيه عسكري، بيوزع دول." أرثر شال كوم ورق واداه لآدا. حواجب بيث اتكرمشت، وهي بتبص لبولي اللي عملت نفس تعبير الارتباك. "لو طولك أكتر من خمس أقدام وتقدر تحارب، تعالى برمنجهام." جون قرأ بصوت عالي، وهو بيسلم الورقة لبولي. "هما بيجندوا رجالة أيرلنديين بروتستانت عشان يجوا هنا كقوات خاصة." أرثر شرح، وإيديه متقاطعة على صدره. آدا بصت لأرثر بارتباك، وحواجبها مرفوعة. "يعملوا إيه؟" "عشان ينضفوا المدينة يا آدا." تومي بدأ، وعينيه على أرثر. "هو رئيس المفتشين. آخر أربع سنين كان بيطهر الجيش الجمهوري الأيرلندي من بلفاست." حواجب أرثر اتعقدت وهو بيبص على أخوه. "يا إلهي، إيه القرف ده." بيث اتذمرت، وهي بترجع بضهرها على الكرسي. بصت لجون وبمجرد ما عيونهم اتقابلت بدأوا يضحكوا بصمت. "إيه اللي خلاك تعرف كتير أوي كده؟" أرثر زمجر، كونه يتقزم قدام أخوه الأصغر ده كان مجرد إحراج له، خصوصاً في اجتماع عائلي. "عشان تومي إله، ما كنتش تعرف؟" بيث همست بسخرية، وهي بتمد إيدها على الترابيزة لزجاجة الويسكي. "لأني سألت العساكر اللي شغالين عندنا." تومي رد، متجاهلاً كلام بيث وهو مركز عينيه على أرثر. "ليه ما قولتليش؟" الأوضة سكتت والراجلين بيبصوا لبعض. "أنا بقولك دلوقتي." تومي رد، أرثر خد رشفة من قارورته وهو بيزفر بضيق. "ليه بيبعتوه برمنجهام؟" بولي سألت بهدوء، وهي بتبص لتومي. "كان فيه كل الإضرابات دي في مصنع بي إس إيه ومصنع أوستن مؤخراً. دلوقتي الجرايد بتتكلم عن التمرد والثورة. أنا أعتقد إنه بيدور على الشيوعيين." تومي رد ببرود، وهو بيحط إيديه على ضهر كرسي بيث. "يعني العسكري ده هيسيبنا في حالنا، صح؟" بيث سألت، بجدية مفاجئة في نبرة صوتها كأن مفتاح اتغير. "فيه أيرلنديين في جرين لينز سابوا بلفاست عشان يهربوا منه. بيقولوا إن الكاثوليك اللي كانوا بيعارضوه كانوا بيختفوا بالليل." تومي رد، وعينيه على إيديه اللي كانت بتلامس برفق لوح كتفها بطريقة كأنها بتطمنها. "آه بس إحنا مش الجيش الجمهوري الأيرلندي. إحنا حاربنا للملك. على أي حال إحنا البيكي بلايندرز. إحنا مش خايفين من العساكر." جون هتف، وهو بيضحك لوحده. "هو صح." أرثر تمتم. "لو جم لنا هنعلمهم ابتسامة لكل واحد فيهم." جون أعلن. تومي ما قدرش غير إنه يهز راسه، وعينيه بتلمع وهو بيبص لأخوه الكبير بحواجب مكرمشة. "يبقى كده يا أرثر، خلصنا؟" أرثر تجاهل تومي، وهو بيبص لبولي اللي قاعدة على الترابيزة. "إيه رأيك يا عمتو بول؟" عيون بولي بصت لبيث وهي بدأت تتكلم، وهي بتهز راسها للشقرا. "العيلة دي بتعمل كل حاجة مع بعض. ما عندكش حاجة تانية تقولها في الاجتماع ده يا توماس؟" ضغطت عليه. تومي هز راسه. "لأ." صمت للحظة بسيطة. "مفيش حاجة تخص الستات." بيث حركت كتفها من قبضته وطلعت زفير بصوت عالي، وهي بتلف عشان تبصله بغضب. "المشروع ده كله كان شغل ستات وأنت كنت في الحرب. إيه اللي اتغير؟" بيث زمجرت، وعينيها بتخترق جمجمته. تومي بص لتحت على الستات الاتنين. "إحنا رجعنا." بيث حست إن قلبها بدأ يدق أقوى في صدرها من الغضب. وقفت من على كرسيها، وطلعت من الأوضة بغضب وهي بتهز راسها. هو اتغير آه، بس ما كانش غافل. مش كل الرجالة رجعوا وكانوا بيقولوا تعليق زي ده ما كانش إلا مهين. آدا وقفت عشان تتبع بيث، بس نظرة تومي الصارمة خلتها تقف. "سيبيها يا آدا. بيثاني محتاجة وقت عشان تحزن." الهوا في الأوضة حس إنه تقيل، التوتر كان عالي وتومي خرج وراها من الباب، وعينيه الخالية من المشاعر بتراقبها وهي ماشية في شوارع برمنجهام الضلمة. بيث فتحت عينيها بتعب لما سمعت صرخة صغيرة جاية من الناحية التانية في الطرقة. بعد ما سابت الاجتماع، كانت راحت المقابر. بما إن كالفن مات في فرنسا، ما كانش عنده قبر في سمول هيث، فبدل كده، قعدت عند قبور مامتها وباباها لحد ما الدنيا بقت ضلمة. دي كانت طريقة عشان تنضف دماغها، وتتكلم مع أهلها عن التغييرات اللي حصلت في حياتها في الشهور اللي فاتت. لما الليل جه والمقابر بقت ضلمة، بيث راحت لبيت بولي ونامت. جون وأرثر كانوا بره بيشربوا في الجاريسون، بولي في الكنيسة، تومي ما كانش له أثر، فبيث غطت فين في السرير ونامت هي كمان. بس بعد كام ساعة بس من نومها، صحيت على الصرخة اللي في الطرقة اللي بدأت تعلى أكتر. قعدت تسمع وهي بتعلى ولبست قميص نومها، وراحت بالراحة للطرقة عشان ما تصحيش فين. وقفت في الطرقة، مستنية الصوت يتكرر عشان تعرف جاي من أنهي أوضة. خدت لحظة بس سمعت صرخة تانية وبيث كانت متأكدة إنها جاية من أوضة تومي. تومي، لأول مرة من ساعة ما رجع، نام نوم عميق، الحرب كانت مالية دماغه وهو بيتقلب في نومه، بيحاول يهرب من عقله بيأس. من كتر إرهاقه، تومي نسي يقفل باب أوضة نومه، فلأول مرة من شهور، بيث لقت طريقها لأوضته. حواجبها اتكرمشت من الارتباك، وهي بتراقبه وهو بيصرخ من الألم تقريباً وهو بيتقلب، دراعاته بتتحرك ورجليه بتركل زي المجنون. كان لازم تكون حذرة وهي بتصحيه عشان ما تتأذيش في نفس الوقت، عشان كده هي لفت دراعاته المتحركة برفق ومسكت كتفه وهزته. عيون تومي اتفتحت فجأة، وجسمه قام قعدة وهو بيلهث عشان ياخد نفسه، ودرعاته لسه بتخون دماغه وهو بيحركها. "تومي؟" بيث همست، إيدها لسه ماسكة كتفه وهي بتبص عليه. "توم؟" صوتها كان أهدى دلوقتي وهو سمح لجسمه إنه يرتاح، وعينيه بصت عليها بخوف بيث عمرها ما شافته قبل كده. "أنت كويس يا حبيبي، أنت كويس." بيث همست، وهي قاعدة على طرف السرير وبتشده في حضن قوي. وهو بيلهث، تومي مسك جسمها، الهوا دخل رئتيه وهو قدر أخيراً يتنفس. بيث حاولت تبعد بس زي محطة القطر، دراعاته مسكتها جامد وهو بيكمل محاولاته عشان ياخد نفسه. "خليكي. لو سمحتي." كانت يا دوبك مسموعة بس بيث سمعتها، واتحركت عشان تنام جنبه في السرير وتشده تاني ليها. "كله تمام يا تومي." همست، وإيدها بتسرح في شعره الأسود وهو ماسك فيها. "مجرد كابوس وحش، مش أكتر." تومي طمنها، صوته كان تعبان. "أنتي كويسة؟" بيث ما قدرتش غير إنها تبتسم، وإيدها بتتحرك على ضهره العاري. "يمكن كنتي هتعرفي لو ما كنتيش بتتجنبيني بكل قوتك. بس لو أنت كويس، أنا كويسة." تومي ما قدرش غير إنه يرفع عينه وهو بيضحك، بالرغم من إن بيث ما كانتش قادرة تشوفه في ضلمة أوضته. "كان عندي مشترين في لندن، طلبت من رجالي يسرقوا أربع عجل بمواتير بنزين. أعتقد إنهم كانوا سكرانين، أكيد خدوها من مخزن الاختبار بدل مخزن التصدير- خدوا الصندوق الغلط يا بيث." تومي صمت شوية، وإيده بتتحرك على وشها. "جوه لقينا 25 رشاش لويس، 10 آلاف طلقة ذخيرة، 50 بندقية نصف آلية، 200 مسدس بطلقاتهم." بيث قعدت، حواجبها مكرمشة وهي بتبص عليه. "هما فين دلوقتي؟" تومي بص عليها، والصمت لفهم وهما بيوزنوا خياراته. "تومي هما فين بالظبط؟" هو قعد، وإيده ماسكة إيدها. "في ساحة تشارلي سترونج. قاعدين في آخر إسطبل." بيث ما قدرتش غير إنها تزفر، وإيدها وصلت عشان تشد في جذور شعرها بقلق. "يا إلهي. يا إلهي." همست، دماغها بدأت تدور. "وعشان كده المفتش هنا. يا إلهي." "بيث، أوعدك إن مفيش أي حاجة هتحصل مع المفتش." هو صمت، للحظة لاحظ الدموع في عينيها. "إحنا بيكي بلايندرز يا حبيبتي، مفيش أي حاجة هتحصل لأي حد فينا." بيث ما قدرتش تمنع القلق اللي اجتاح جسمها، هي لسه خسرت عيلتها ودلوقتي عندها خوف من إنها تخسر عيلتها التانية. "أنا بس خايفة يا تومي، أنا لسه رجعتكم كلكم ومش عايزة أخسركم تاني." صوتها ما كانش أكتر من همس وده خلى تومي يبتسم. "أوعدك من كل قلبي إنك عمرك ما هتخسريني تاني." بيث قلدت ابتسامته، وشدته عشان ينام جنبها تاني. "أنتي لافاني حوالين صباعك الصغير، زي دايماً." تومي همس، وإيده بتسرح في شعرها الأشقر. "هنبقى كويسين، مش كده؟" تومي بص لتحت لما مفيش رد عشان يلاقي بيث نايمة نوم عميق، وعلى وشها ابتسامة صغيرة.

      ملكة الفايكنج المنتظرة - رواية تاريخية

      ملكة الفايكنج المنتظرة

      2025, هاني ماري

      تاريخية

      مجانا

      الابنة الصغرى لراغنار لوثبروك والملكة أسلوغ، التي تعيش في كاتيغات بعد غياب والدها لمدة عشر سنوات. على الرغم من كونها أميرة، تشعر "برونهيلدر" بالبعد عن والديها وتاريخهما الأسطوري، وتكافح لتجد مكانها بين إخوتها الذين يختلفون في نظرتهم لوالدهم. تتكشف النبوءات القديمة التي تخصها، وتبرز شجاعتها وقوتها، خاصة عند عودة راغنار المفاجئة، مما يضعها في مواجهة مع ماضي عائلتها ومستقبلها المجهول.

      راغنار لوثبروك

      ملك كاتيغات السابق، ومحارب أسطوري. غائب عن حياة أبنائه لمدة عشر سنوات، وتعود شخصيته المعقدة التي تتأرجح بين المجد والإهمال. عودته تثير مشاعر متباينة بين أبنائه.

      الملكة أسلوغ

      والدة برونهيلدر وزوجة راغنار. تتميز بالحكمة والذكاء، وهي حاكمة قوية لكاتيغات في غياب راغنار. تؤمن بالنبوءات، خاصة تلك المتعلقة بابنتها برونهيلدر.

      برونهيلدر

      الابنة الصغرى لراغنار لوثبروك. تحمل نبوءة قديمة تشير إلى مصير عظيم ومختلف عن عائلتها.
      تم نسخ الرابط
      ملكة الفايكنج المنتظرة

      مملكة كاتيغات، 816 بعد الميلاد في النرويج، إسكندنافيا
      بعد عشر سنوات من اختفاء راغنار لوثبروك
      
      ادعى البعض أنها نصف إله.
      
      من أقدم ذكرياتها، تذكرت من حولها يروون لها قصص عائلتها. كانت والدتها تتحدث غالبًا عن والديها، المحاربين المشهورين الذين يجري دمهم في عروقها. ثم جاءت حكايات والدها، الرجل العبقري الشرير الذي تحول من مزارع بسيط إلى إيرل ثم ملك كاتيغات.
      
      كان شعبها يدعونها "الأميرة" لكنهم همسوا بأنها وُلدت لإله وامرأة بشرية تستحق أن تحمل ذريته. لأنه لا يمكن لإله إلا أن يفعل الأشياء التي فعلها راغنار لوثبروك، ولا يمكن لإله إلا أن يكون له مثل هذه الحكايات المنسوجة باسمه، قصائد أُلفت لتُغنى في قاعات جميع الإيرلات والجالرات في النرويج والدنمارك.
      
      لم تعتقد أنها نصف إله. إخوتها بالكاد اعتبروها ابنة والدهم في المقام الأول. لقد أخبر العجوز راغنار بأنه سيكون لديه العديد من الأبناء، أبناء سيتحدث عنهم الناس طالما أن لديهم ألسنة تتكلم. سيستمتعون بالشهرة. سيرغبون في أن يكونوا أفضل منه. أحب شقيقها سيغورد أن يقول إن هذه النبوءة لم تذكرها، وأكد لها أنها من المرجح أن تكون طفلة عاشق والدتهم، رجل ربما كان أودين نفسه، يُدعى هاربارد عندما زار كاتيغات.
      
      ردت بأن إنكار نسبها غير ممكن. أولاً، جاء هاربارد لرؤيتهم عندما كانت تبلغ من العمر عامين، وهو ما أكده أخواها الأكبر سناً، متذكرين جيدًا ما حدث بالضبط في المرة الأولى التي جاء فيها إلى كاتيغات. لقد كادوا يموتون خلال تلك الزيارة وكانوا شهودًا على السحر الغريب الذي يبدو أن هاربارد يستطيع أن يؤديه لتخفيف آلام الآخرين.
      
      ثانيًا، على الرغم من أن النبوءة لم تذكر ابنة راغنار، إلا أنها كانت تعلم أنه كان لديه ابنة من قبل ولم يكن مستحيلاً أن يكون لديه أخرى. حتى أن والدها أخبرها ذات مرة بفخر أنها تذكره كثيرًا بأختها الكبرى غير الشقيقة، غيدا، التي توفيت قبل حوالي خمس أو ست سنوات من ولادتها، فتاة جميلة تبلغ من العمر حوالي ستة عشر عامًا. كيف يمكن أن تحمل هذا الشبه دون أن يتشاركا الأب؟
      
      وثالثًا - وقد تم تأكيد هذه الحقيقة من قبل إخوتها الثلاثة الأكبر سنًا - كانت هناك ليلة شارك فيها والدها فراشه مع والدتها، الملكة أسلوغ، ومقاتلة الدرع الشهيرة لاغرثا - زوجة راغنار السابقة وأم غيدا وأخيها الأكبر، بيورن - حدث ذلك قبل حوالي تسعة أشهر من ولادتها. كيف، إذن، يمكن لأي رجل آخر أن يكون قد أنجبها؟ في الواقع، الوحيد الذي كان إخوتها يمزحون بأنه يمكن أن يكون والدها حقًا إذا لم يكن راغنار هو لاغرثا، لأنها كانت حاضرة عند حملها. كانت مزحة سخيفة لم يجد سيغورد أي متعة فيها لأنها كانت تعني أنه لا يستطيع مضايقتها بكونها ابنة هاربارد.
      
      "هل أنت قادمة يا أختي؟" نادى سيغورد، يضرب مقبض سيفه على مؤخرة رأسها عندما وجدها جالسة عند الأرصفة، وقدماها في الماء. "أم سترفضين الصيد بجانبنا مرة أخرى؟"
      
      "سآتي،" قالت، مبعدة السيف. رفعت نفسها، نفضت الماء عن قدميها وربطت حذائها، كان إخوتها ينتظرون على خيولهم. ركضت للحاق بهم، قبضت على اللجام وقفزت على ظهر الحصان، أسلحتها تنتظرها. ركلت جانب حصانها، تبعتهم صعودًا إلى الجبال، نحو كوخ كانوا يستخدمونه عندما كانوا يصطادون. هذا بالضبط ما يفعله أنصاف الآلهة. يا لها من مزحة.
      
      كان فخرها الكبير أن تعتقد أنه ما كان يجب أن تولد في المقام الأول. كان حمل والدتها صعبًا مع الأخ الذي جاء قبلها. عذبها إيفار من داخل بطنها وخرج بساقين مشوهتين لدرجة أنه كان معجزة أنهم لم يتركوه ليموت، لأنهم جميعًا كانوا يعلمون أنه لن يمشي كبقية الأطفال.
      
      ضد كل الصعاب، وُلدت. ربتها مجموعة كاملة من الناس الذين أحبوها. كانت الوحيدة من بين إخوتها التي كانت تُشار إليها بلقب والدتها، واللقب الذي اكتسبته الآن بعد أن أصبح والدها ملكًا - الطفلة الوحيدة التي وُلدت له بعد حصوله على تاجه. أميرة، الأميرة المثالية وأصغر أبناء راغنار لوثبروك.
      
      لم تتذكر سيغي، المرأة التي اعتنت بها أكثر من غيرها. امرأة كانت زوجة الإيرل الذي هزمه راغنار ليحصل على مكانه في كاتيغات. امرأة كانت متزوجة أيضًا من عمها رولو. لقد أنقذت إخوتها من الغرق في بحيرة متجمدة عندما جاء هاربارد ليشتت انتباه والدتهم ولم تعد إلى السطح أبدًا. قيل إنها بكت لأيام بعد وفاة سيغي، واشتاقت إليها أكثر من أي شخص آخر.
      
      فكرت والدتها في إعطائها ذلك الاسم، قبل أن تقرر اسمًا آخر. كانت قد سميت ابنيها الأولين من تفضيلها للصوت، أوبه وهفيتسرك. ابنها الثالث، سمته هي ووالدها على نبوءة نطقتها وهي تحمله، قائلة إن ابنها سيكون له صورة الثعبان فافنير في عينه، نفس الثعبان الذي قتله والد أسلوغ. أطلق راغنار عليه اسم سيغورد "عين الثعبان". إيفار، لسوء حظهم جميعًا، سُمي اعتقادًا منه بأنه سيكون أقوى بكثير، على الرغم من أن والدتها كانت تعلم دائمًا أنه سيولد وحشًا.
      
      
      
      

      لابنتها، اختارت اسمًا عنيفًا، على الرغم من أنها فكرت في تسميتها ألفهيلد، تيمنًا بوالدة راغنار. أطلقت عليها اسم برونهيلدر نسبة إلى والدتها، مقاتلة درع مشهورة والأهم من ذلك، فالكيري. أولى ذكريات برونهيلدر عن والدتها تتضمن نبوءة، حيث أخبرت ابنتها أنها ستقوم بأعمال عظيمة لن يحققها إخوتها حتى. ستترك عائلتها وراءها، ستجد نفسها في أرض لن يمسها الفايكنج أبدًا، ستحمل عبئًا كبيرًا وتمسك بين أصابعها نهاية سلالة، وعلى الرغم من أن اسمها لن يكون مشهورًا، إلا أن كلماتها ستكون قوية بما يكفي لتغيير التاريخ. "مينيري،" نادى هفيتسيرك وهما ينزلان من على خيولهما، ويربطانها بعمود خشبي. "ستأخذين الصدارة في صيدنا اليوم." "أخيرًا،" قال أوبه وهي تدحرج عينيها. "دعونا نرى ما إذا كان جرو الدب الصغير يمكنه فعل أي شيء على الإطلاق." "أنا لست صغيرة،" تذمرت. "أنا طويلة مثلك يا أوبه." "ومع ذلك، ما زلت أتذكرك أنت وهفيتسيرك كطفلة صغيرة،" قال، مادًا يده لبعثر شعرها. سحبت سكينها، وضغطتها على حلقه. ابتسم بخبث، متراجعًا ببطء. "طفلة تعلمت القتل." "لم تقتل شيئًا لا يمشي على أربع قوائم بعد،" قال إيفار، بعد أن ساعده سيغورد على النزول من حصانه. زحف على الأرض، نحو الحقل العشبي المؤدي إلى الغابة. "اصمت يا إيفار،" قالت برونهيلدر بحدّة. "قتلي الأول سيكون رجلًا حقيقيًا، وليس طفلًا لم تستطع تحمله في الفناء. يمكنني استخدام جميع الأسلحة التي تستخدمها، فقط أفضل، وسأقتل أشياء لها قدمان." بدا له أن هذا إهانة. "نعم، بالطبع،" قال إيفار بسخرية، "أنتِ دائمًا تنظرين إليّ بازدراء." "ليس عليك، بل إليك. أنت لست رجلًا أقل شأنًا، بل رجل أقرب إلى الأرض." كانت ستركله للتأكيد، لكن أوبه ألقى عليها نظرة تحذيرية فامتنعت. حتى شقيقها الأكبر كان حاضرًا كأب أكثر من والدهم الحقيقي. حسنًا، على الأقل بالنسبة لها وإيفار. أوبه وهفيتسيرك لديهما ذكريات أكثر عنه. "مينيري، مزاجك هذا سيء تقريبًا مثل مزاج إيفار،" قال هفيتسيرك، على الرغم من أنه تراجع عندما وجهت سيفها إليه قبل أن تتجه نحو الكوخ الصغير، المبني تحت التل، وتلقيه جانبًا مع الأسلحة الأخرى التي لن تحتاجها. كان لقبها غبيًا. عندما كانت في الرابعة من عمرها، واجهت صعوبة في ربط الكلمات بشكل صحيح، وفي الحفل الذي تلقى فيه أوبه وهفيتسيرك أساور أذرعهما، حاولت أن تطلب واحدة لنفسها. بالنسبة لهفيتسيرك، بدا الأمر وكأنها قالت "مينيري"، ولم يتوقف عن مناداتها بذلك منذ ذلك الحين. كان هو الوحيد المسموح له باستخدام ذلك الاسم اللعين - لقد جرحت سيغورد بالفعل مرة واحدة لمحاولته ذلك. لماذا قدر لها الآلهة أن تُعرف بمثل هذه الكلمة ذات الصوت الطفولي؟ في الآونة الأخيرة، شعرت أنه لا يوجد الكثير مما يمكنها فعله لتشعر بالارتباط بهذه النبوءة الغريبة لوالدتها أو أي قدر مقدر من قبل آلهة بدا أنها تسخر منها. ظلت عالقة في كاتيغات، ليس لديها من تلعب معه سوى إخوتها. كان لديها أصدقاء في عمرها من قبل - ابنة أخيها سيغي كانت أصغر منها بسنتين، لكنها غرقت في إحدى اللحظات العديدة التي أهملت فيها والدتها أطفالها. لولا أن سيغورد كان يمسك بيد برونهيلدر بإحكام دائمًا، عارفًا ميلها للتجول، ربما غرقت ولم تر أراضٍ جديدة. ثم كانت هناك أنغربودا، ابنة فلوكي وهيلغا، الأشخاص الذين اعتبرتهم والديها الحقيقيين. ماتت أنغربودا بسبب الحمى، لكن فلوكي وهيلغا لم يتوقفا عن رعاية برونهيلدر وإيفار بشكل خاص. كانوا أناسًا طيبين ظلوا مخلصين لراغنار وأنقذوا حياته، على الرغم من العديد من الخلافات. عهدت والدتها إليهما بتعليم أصغر طفليها عن الآلهة، خشية أن يفسدهما والدهما المحب للمسيحية بمعتقداته. في الواقع، المرة الوحيدة التي تذكرت فيها برونهيلدر أن والدها ضرب والدتها كانت عندما أخبرته أسلوغ أن فلوكي لم يرتكب أي خطأ عندما قتل كاهن راغنار المفضل (وصديقه المقرب المفترض) أثيلستان. وهكذا، على الرغم من أنها كانت تُدعى أميرة ونصف إله، إلا أنها لم تجد نفسها مرتبطة كثيرًا بالقصص التي تُروى عن والديها. لم تشعر بالقرب منهم، ولم تشعر بالحب منهم أو بضرورة حبهم، أيضًا. لم تعتقد أنهم كانوا مميزين أكثر من غيرهم من الناس، بل كانوا ببساطة أكثر ذكاءً. لقد أثبتت والدتها ذكاءها عندما التقت والدها لأول مرة، وأظهر راغنار أنه لم يكن رجلًا جائعًا لعرشه - أخبر بيورن ذات مرة أن السلطة خطيرة. إنها تفسد الأفضل وتجذب الأسوأ. لا تُمنح إلا لمن هم مستعدون للتنازل عن أنفسهم لالتقاطها. كيف إذن يمكن أن يكون والدها إلهًا؟ اعتقد الكثيرون أن والدتها أدخلت نفسها في حياة راغنار، وحققت نبوءته ومع ذلك خدعته. لقد نزف مثل أي رجل آخر. ربما كان من سلالة أودين، لكنها شكت في أنه كان مميزًا أكثر من أي فايكنج آخرين. لقد كان ببساطة أكثر استعدادًا لفتح عقله على الاحتمالات. كان هذا هو السبب الوحيد الذي جعلها تعجب بوالدها. لم يحد من نفسه بمنظور الآخرين. لقد بحث عن منظوره الخاص، وأصبح ما هو عليه لأنه أراد أن يرى ما يقدمه العالم أيضًا. الإله لا يربط نفسه بالعالم بهذه الطريقة. حتى والدتها لم تكن امرأة تعبدها. إذا كان هناك من يحتل هذا المكان، فهو لاغرثا، المرأة التي كانت برونهيلدر تطمح أن تكون مثلها، المرأة التي قيل إنها تقاتل مثل فالكيري حقيقية. لكن أسلوغ، حتى وهي والدتها، كانت امرأة بها العديد من العيوب. لم تشعر أبدًا أن إخوتها كانوا مرتبطين بوالدتهم كثيرًا، باستثناء إيفار، الذي كان بحاجة إليها لبقائه على قيد الحياة لسنوات عديدة. "اذهبي أولاً، مينيري،" قال هفيتسيرك، يدفعها بين كتفيها بطرف سيفه. نفضته عنها، سهم مثبت في القوس الذي كانت تحمله، متسللة على أطراف أصابعها إلى الغابة لترى ما سيجدونه. كانت خطواتها أكثر هدوءًا من خطوات إخوتها، الذين كانوا دائمًا صاخبين للغاية مما جعلها تتمنى لو كانت طفلة وحيدة. أشارت إليهم بالتوقف على بعد حوالي خمسين ياردة داخل خط الأشجار. ركعت، وأطلقت السهم مباشرة في عين أرنب. وبينما سقط، ثبتت سهمًا آخر، وأمسكت على حين غرة بأرنب ثانٍ كان يحاول الفرار. "لا توجد خدوش عليهم،" قال أوبه، معجبًا، وهو يتقدم حولها لاستعادة الأرانب. "ستكون كل لحومهم مفيدة لنا." "لم تعد صغيرة بعد الآن،" قال سيغورد، ينقر مؤخرة رقبتها بأصابعه. "إذا فعلت ذلك مرة أخرى، فلن يكون لديك أصابع بعد الآن،" هددت برونهيلدر، مبتعدة عن الطريق ليتقدم إيفار زاحفًا، وكيس مفتوح ليجمع جثث الأرانب. "نعم يا سيغورد،" وافق هفيتسيرك، على الرغم من أن صوته بدا وكأنه يسخر منها. "ألم تتعلم ألا تختبر صبر مقاتلة الدرع؟ يجب أن تخشى غضب المرأة." المرأة التي كانت تلجأ إليها للحصول على المشورة، كل هذه السنوات، كانت هيلغا. الرجل الذي كانت ترغب في التعلم منه هو فلوكي. كان والدها حاضرًا في حياتها بشكل نادر للغاية، وعلى مدى السنوات الإحدى عشرة الماضية، كان غائبًا تمامًا. شعرت بدوامة من الفخر والغضب لذلك. كرهت أنه غادر، كرهت أنه كان يفضل بيورن دائمًا. كرهت أن أوبه وهفيتسيرك قد أخذا إلى باريس بينما كانت هي عالقة مع سيغورد وإيفار تحت رعاية امرأة يمكن أن تنسحب بسهولة مع هاربارد وتنسى أن لديها أطفالًا لترعاهم. من فلوكي، تعلمت عن غارات نورثمبريا، ويسيكس، وباريس. يا إلهي، كم أحبت القصة حيث تظاهر والدها بالموت للتسلل إلى المدينة واستخدم الأميرة جيزيلا - الآن زوجة عمهم، الدوق رولو - للسماح لجيشه بالدخول للغارة. والأكثر من ذلك، أحبت كيف أوصلتهم قوارب فلوكي إلى إنجلترا في المقام الأول. لقد علمها منذ صغرها بناء القوارب، وعبادة آلهتهم. لم تحيد عن ذلك أبدًا. حتى الآن، وهي فتاة في الخامسة عشرة من عمرها، كانت مستعدة لحمل إيفار البالغ من العمر ستة عشر عامًا على ظهرها إلى كوخ فلوكي حتى يتمكنا من الجلوس لأخذ درس معه، وهي تنحت ألواح الخشب بينما يخبرهم فلوكي عن معنى كونهم فايكنج. ومع ذلك، على الرغم من مرارتها تجاه راغنار وترددها في الإعجاب بأي من القصص عنه كثيرًا، فقد تذكرت اللحظات القليلة التي كانت فيها عائلتها معًا بحب. تذكرت الكنوز التي أحضرها بيورن من باريس. كيف تم القبض على فلوكي ثم أطلقه والدها. بيورن يجلسها على ركبته ليريها هي وأوبه خريطة وجدها في باريس، لأرض أراد استكشافها. أخبرتها والدتها ووالدها أنها ستصبح محاربة عظيمة. إحدى ذكرياتها المبكرة كانت عن وليمة كبيرة حيث أجلسها والدها وإيفار في حجره، ولم يشعرا قط بهذا الطول. "انتظر،" قال سيغورد، مشيرًا إلى حصان آخر وصل إلى الوادي بالأسفل بمجرد عودتهم من الغابة، حقيبتهم مليئة بالأرانب والدراج. "بيورن قادم لينضم إلينا." كانت برونهيلدر سعيدة لأنهم انتهوا، وإلا لم تكن لتُسمح لها بأخذ الصدارة أبدًا. "يا للآلهة، عمره خمسة وثلاثون عامًا، لماذا يصر على مشاهدة كل ما نفعله؟" على الرغم من أنها لم تحب الالتزام بقواعد بيورن - كان يعتقد غالبًا أنه يستطيع أن يخبرها ماذا تفعل كما لو كان والدها - إلا أنها كانت تعجب بأخيها كثيرًا. لقد حملها على كتفيه بينما كان والدها مهووسًا بفتاة عبدة بالكاد تتذكرها. لقد قتل ذات مرة دبًا بيديه العاريتين، وذهب يغامر بمفرده في الثلج، وسبح تحت بحيرة متجمدة ونجا، ثم عاد إلى كاتيغات كرجل حقيقي. الشقيق الذي لم تحبه كثيرًا وللأسف اضطرت إلى تحمله أكثر هو إيفار. كان دائمًا يتحدث بصراحة ولا يهتم بمشاعر من يتأذى. تذكرت أنهم كانوا يلعبون مع مجموعة من الأطفال ذات مرة - نادرًا ما كان إيفار ينضم لأنه لا يستطيع المشي، ونتيجة لذلك، نادرًا ما كانت برونهيلدر تنضم لأنه "ليس عدلاً" أن تلعب بينما هو لا يلعب - وتسببت مشادة في أن يطعن إيفار في سن الخامسة فقط بفأس في رأس صبي صغير آخر. حتى أنه وصف والدتهم ذات مرة بأنها "غبية" لأنها كانت مشتتة بسبب فقدان هاربارد ولم تهزمه في لعبة لوح سخيفة. كانت برونهيلدر ستترك إيفار ليموت بكل سرور لو كانت كبيرة بما يكفي لاتخاذ قرار بشأن ذلك عندما كان طفلًا.

      ومع ذلك، كانت هذه هي العائلة التي اختارتها الآلهة لها. العائلة التي أصبحت عالقة بها الآن، على الرغم من غياب والدها الذي كان له وزن ثقيل. لمدة إحدى عشرة سنة، شاهدت والدتها تحكم كاتيغات. شاهدتها تزدهر بطرق لم تفعلها أبدًا عندما كان راغنار ملكًا. على الرغم من أن والدتها لم تتحدث عن والدها بسوء أبدًا، إلا أن برونهيلدر كانت تتذكر غالبًا من أسلوغ أنهما امرأتان. الأمور ستكون مختلفة دائمًا بالنسبة لهما. سيتحملان دائمًا عبئًا أثقل، وقد نُسجت أقدارهم بعناية أكبر لتناسب عالمًا يسيطر عليه الرجال. أصرت أسلوغ على أنها مقدر لها العظمة، ومع ذلك شعرت برونهيلدر أنها لن تراها أبدًا. عندما وصل بيورن راكبًا، تجمعوا في العشب ونظروا إليه بتوقع، كانت صيدهم جاهزة ومستعدة للطهي. "أخي،" قال أوبه. "هل أتيت لتنضم إلينا؟" "لقد جئت لأخبركم بشيء،" قال بيورن، واضعًا درعه وهو ينزلق من حصانه. "عن ويسكس." رفع هفيتسيرك حاجبيه، وصب لنفسه وسيغورد قرنًا من الجعة من قارورة كانوا قد احتفظوا بها في آخر مرة جاءوا فيها، بينما قامت برونهيلدر بتسوية بالة قش ليجلس عليها إيفار. همهم أوبه، مجهزًا سكاكينه لسلخ الأرانب. "أثق بأن هذا لن يكون شيئًا نحب سماعه." هز بيورن رأسه، جالسًا على المقعد بجانب طاولة أوبه. "لقد جاء رجل ليخبرني خبرين. الأول، أن والدنا يُزعم أنه أنجب ابنًا من الملكة كوينثريث من ميرسيا، صبي يدعى ماغنوس يبلغ من العمر حوالي اثني عشر عامًا الآن. هذا لا يهم في الوقت الحالي. لقد أخبرني أيضًا بشيء عن المستوطنة الزراعية التي تركها والدنا في ويسكس. على ما يبدو، دُمرت تقريبًا بمجرد إبحار راغنار. سُمح لبعض المستوطنين بالفرار لإخبار راغنار كتحذير، ومع ذلك، لم نسمع بهذا أبدًا." عبس أوبه، والبقية يفكرون في الأمر. "هل تعتقد أن والدنا لم يعرف أبدًا؟" "إنه ممكن،" اعترف بيورن، على الرغم من أنه لم يبد متأكدًا وهو يحرك نارًا أشعلتها برونهيلدر بالصوان والصلب. "في تلك الأيام المبكرة، لم يكن من السهل التنقل في البحر." لم يوافق هفيتسيرك، ومرر المزيد من الجعة إلى إيفار وبرونهيلدر. "لقد عرف. كان عليه أن يعرف." "إذا عرف،" قال سيغورد، يتلاعب بأرجل أحد الأرانب، "كان يجب أن يخبر الناس. الجميع فقد أقاربه. آباء وأعمام، أبناء وبنات. كانوا سيطالبون بالانتقام." "لهذا السبب لم يخبرهم،" برر إيفار. "ماذا تقصد؟" تساءل أوبه. "كان مضيعة للوقت. لقد ماتوا! أراد راغنار الإبحار إلى باريس. أراد أن يكون مشهورًا. أليس هذا أهم؟" ظلوا صامتين حتى تمتم بيورن: "يمكنك القول ذلك." "هل يمكنني قول ذلك؟" سأل إيفار متهماً. "ماذا يعني هذا؟" "إليك ما يعنيه،" قاطع هفيتسيرك، "على الأقل بالنسبة لي. والدنا هجرنا. كنا مجرد أطفال وهو هرب. مينيري بالكاد تتذكره. الله وحده يعلم إذا كان لا يزال على قيد الحياة. والآن نسمع أنه احتفظ بهذا السر الكبير عن الجميع. أنه لم يكن صادقًا أو أمينًا." "نعم،" وافقت برونهيلدر. "لقد اختار الشهرة، كما قلت يا إيفار، على حساب كونه معروفًا الآن بمثل هذا السر. هذا لا يجعله رجلًا عظيمًا كما يزعم الجميع. شرفه مبالغ فيه." "هذا يجعلني أشعر بالغثيان،" قال سيغورد. "كيف يمكن لأب ألا يخبر الناس بما حدث؟" "ربما لو أخبرهم،" اقترح بيورن، "لكانوا قد قتلوه." ألقت برونهيلدر يديها في الهواء. "وكان عليه ببساطة أن يدافع عن نفسه. لم يكن خطأه أن رجال ويسكس تراجعوا عن الاتفاق الذي أبرمه. أصبح ملكًا لأنه وقف في وجه الملك هوريك. كان بإمكانه الوقوف في وجه أي شخص حاول إيذاءه لشيء من هذا القبيل." أشار أوبه إليها أن تهدأ. "إذا كان صحيحًا أن والدنا كذب على شعبه، وهجرهم، فآمل ألا يعود أبدًا." "لقد خان اسمنا،" أكد هفيتسيرك. "إذا عاد يومًا، سأقتله." "أنا أيضًا،" قالت برونهيلدر. "إذا كان هذا هو الحال، فلم يكن يستحق أن يكون ملكًا." أومأ سيغورد بالموافقة. تنهد بيورن، وهو يفرك جبهته. بعبوس، ألقى إيفار قرن الجعة على سيغورد، مما أثار ضحكة هفيتسيرك. "تبًا لكم! جميعكم. لم يرتكب أي خطأ أبدًا. إنه والدنا. وهذا كل شيء. جميعكم تبدون كجماعة من المسيحيين." "قد يكون والدنا، لكن لا يزال بإمكاننا قبول أخطائه،" قالت برونهيلدر. كانت ستركله هذه المرة لو لم يسحبها بيورن بنفسه لتجلس بجانبه. "أحب والدنا بقدر ما تحبه أنت،" قال أوبه في محاولة لتهدئة إيفار. مد إيفار ذراعيه. "من قال إني أحبه يا أوبه؟ قلت إني أعجب به. إنه فايكنج. وأنت ضعيف." غاضبًا، انتزع أوبه أحد الأسهم من عين أرنب ووجهه نحو إيفار. "أنا لست ضعيفًا. لا أحد منا ضعيف. لكننا نريد أن نفهم ما فعله والدنا، وماذا كان. كابنه، لا تهمني شهرته. ما الذي استخدم قوته من أجله، هذا ما سيهمني." شخر هفيتسيرك، "بحلول الآن، سيكون هناك الكثير من الغضب في كاتيغات. الآن يعرفون الحقيقة. والدنا خان جيلًا كاملًا من الناس." "لذا إذا عاد يومًا--" بدأ سيغورد. "لا أعتقد أنه سيعود أبدًا،" قال بيورن. "أعتقد أن ما حدث في باريس قد كسره أخيرًا. يمكنكم جميعًا قول ما تشاؤون، لكنه كان بشرًا. بدأ الناس يتحدثون وكأنه إله. لم يكن إلهًا، لقد كان رجلًا!" أومأت برونهيلدر بالموافقة. "رجل لديه العديد من الأحلام والعديد من الإخفاقات. لقد تعلمت ذلك في السنوات التي مرت منذ ذهابه. لو كنت مكانه، لما عدت." صمت للحظة. "على الرغم من كل إخفاقاته، لا يزال أعظم رجل في العالم بالنسبة لي." كانت هذه النقطة قابلة للنقاش بالنسبة لبرونهيلدر، لكنها اختارت أن تظل صامتة بشأن الأمر. وقف بيورن، "يجب أن أذهب لأتحدث مع فلوكي وهيلغا الآن بعد أن علمتم أنتم الخمسة. قريبًا، ستكون سفني جاهزة لاستكشاف البحر الأبيض المتوسط." ودعوه دون حماس كبير. في اللحظة التي انطلق فيها حصانه، تنهدت برونهيلدر، وأخذت أحد الأرانب من أوبه وبدأت في سلخها. "دعونا ننهي الأمر هنا،" تمتمت. "أريد العودة إلى المدينة، لأكون هناك عندما يبدأ الناس في استجواب والدتنا." بينما كانت تزيل الفراء عن الأرنب، تخيلت السكين على جلد والدها. تستجوبه، لماذا كانت المغامرة أهم من عائلته؟ لماذا تخلى عن واجباته تجاه شعبه بينما كان لا يزال يطلق على نفسه ملكًا؟ لماذا احتاج أن يكون رجلًا ترغب في سماع المزيد عنه وفي نفس الوقت لا شيء عنه؟ لماذا تمنت لو لم يكن والدها ومع ذلك شعرت بالامتنان لأنه على الرغم من قلة حب والديها لبعضهما البعض، إلا أنها وُلدت؟ عادوا إلى كاتيغات صامتين، بطونهم ممتلئة ولكن عقولهم لا تزال تدور بأفكار حول راغنار، وقلوبهم فارغة لأب لم يكن جزءًا من حياتهم لفترة طويلة. لاحظوا ضجة على حافة المدينة بعد أن أعطوا خيولهم الطعام والماء. اخترق الإخوة الثلاثة والأخت الحشد، وفتحوا طريقًا لإيفار الذي كان يزحف بين الناس الذين كانوا يحدقون في رجل دخل كاتيغات، ينظر إلى الأمام وكأنه يرى شبحًا. لم تره برونهيلدر منذ أن كانت في الخامسة من عمرها، ومع ذلك عرفت من هو منذ اللحظة التي دخل فيها مجال رؤيتها. بدا أن أوبه وهفيتسيرك يحميان الثلاثة الأصغر سنًا غريزيًا، على الرغم من أنهم شكلوا خطًا على حد سواء، غير مصدقين أنه عاد بينما كان بيورن يقول للتو إنه ربما لن يعود أبدًا. بينما زحف إيفار إلى الصف، وقف الأربعة وسيفهم مسلولة، حدق راغنار في ابنه المشلول، حاملاً سيفه في غمده ويميل رأسه بفضول. "مرحبًا، إيفار،" قال، صوته كالحلم البعيد في ذهن برونهيلدر. "لا يمكن الخلط بينك وبين أي أحد آخر." تومضت عيناه إلى ابنته، وبدا متفاجئًا عندما وجدها واقفة بطول إخوتها، على الرغم من أن والدتها كانت تشاركها هذا الطول الكبير. "ولا أنتِ، فالكيري الصغيرة." تنفس راغنار بعمق، ملاحظًا أن أطفاله لم يبتسموا (على الرغم من أن إيفار وبرونهيلدر لم يستطيعا كبح نظرة الدهشة عند رؤية رجل بالكاد يتذكرانه). "يبدو أن عودتي غير مرحب بها. من الواضح أنكم جميعًا قد اتخذتم قراركم بشأني. لا يمكنني لومكم على ذلك." بدأ يخطو عبر الصف. "إذن. حسنًا، يا فتيان--" بدا يبتسم لبرونهيلدر، "يا فتاة، من سيفعلها إذن؟ من سيقتلني؟ حسنًا، لا أمانع." بدت عيناه مجنونة. "هيا. من فضلكم." توقف أمام الأكبر الثاني. "ماذا عنك يا هفيتسيرك؟ هل تعتقد أنك رجل الآن؟ هاه؟" همس: "أتحداك. خلصني من عذابي. افعلها،" نقر على صدره بمفاصله، "افعلها، افعلها، افعلها--" صرخ فجأة، "افعلها!" قفز الناس خلف هفيتسيرك بعيدًا، وانكمش هفيتسيرك نفسه. "انظروا إلى هؤلاء الناس!" صرخ راغنار، مادًا ذراعيه. "لم يعودوا يدعمونني! انظروا! لماذا يفعلون ذلك؟ أنا قائدكم، ولقد غادرت للتو! أي نوع من القادة يفعل ذلك، هاه؟ أي نوع من الملوك يهجر شعبه؟"

      مشى نحو أبنائه وابنته، "أي نوع من الآباء يهجر أبناءه وبنته؟ إذن، من يريد أن يصبح ملكًا؟" صرخ، ساحبًا سيفه، "أوه، أنتم تعرفون كيف يسير الأمر! إذا أردت أن تصبح ملكًا، فعليك قتلي." عرض سيفه على رجل واقف على حافة الحشد. "خذه. لا؟ أنت - ماذا عنك؟ لا؟ لا؟" رفض الجميع. "أي أحد؟" ضرب سيفه في التراب، "من يريد أن يصبح ملكًا؟" ترك السيف هناك، وتوجه بسرعة نحو ابنه الرابع، "ماذا عنك يا سيغورد؟ هل تريد أن تصبح ملكًا؟" لم يُظهر أي رد فعل، وبدا أن راغنار يكاد يرفع عينيه استهزاءً. التفت إلى ابنه الثاني، "هل تريد أن تصبح ملكًا يا أوبه؟ اقتلني وستصبح ملكًا." وضع يده على كتفه، "الملك أوبه!" لكمه في وجهه، وقاوم أوبه بشدة لئلا يُظهر أي رد فعل. "ماذا تنتظر؟" صفعه، وأوبه صرّ على أسنانه. "هل أنت خائف؟ كن رجلًا." عندما مد يده ليلمس رأس إيفار، حتى دون أن يسأله، وأدار ظهره تمامًا لبرونهيلدر، ضربت هي بحافة سيفها غير الحادة بطن راغنار وسحبت سكينها من حزامها، ووضعتها تحت حلقه. "كن رجلًا، كما تقول؟" تحدّت. "كنت سأجد ذلك تحديًا لو اعتقدت أنك رجل حقيقي. سأبلل نصل سيفي بدم الخائن، لكنه سيكون دمًا على أي حال. دم رجل تركنا وراءه، دم رجل يجرؤ على ضرب أخي بعد ما فعله." التوت شفتا راغنار بابتسامة، ومد ذراعيه، متقبلاً نهايته. كان أوبه هو من وضع يده على كتفها، مشيرًا إليها بالانسحاب. أدار والده ليواجهه، فمد الرجل يده ليمسك جانب وجه أوبه. ثم، تعانقا. صرّت برونهيلدر على أسنانها، وأعادت سكينها وسيفها إلى غمدهما. لم تشك في كلمات والدتها، التي زعمت أنها ستترك عائلتها يومًا ما. كان هفيتسيرك وسيغورد متأكدين تمامًا من أنهما سيقتلان راغنار بسعادة، ومع ذلك لم تجرؤ إلا هي على التحرك ضده. فقط هي من أثبتت أنها فايكنجية. عرفت حينها أن أسلوغ كانت على حق. مسارها سيكون مختلفًا، بصمتها ستُصنع. هذا لم يكن حيث ينتظر مكانها. لا، هذا لم يكتشف بعد. تساءلت برونهيلدر إذا كان والدها سيكشف لها ذلك.

      ايفار بلا عظم - رواية الفايكنج

      إيفار

      2025, تاليا جوزيف

      تاريخية

      مجانا

      هيدي قصة إيفار "بلا عظم"، المحارب الفايكينغي يلّي كان يشوف فالكيري خاصّة فيه، (اسمك/اسمكِ)، من صغرو. هي كانت رفيقتو وسندُه، تخفّف عنّو ألمو وتوجيهو، حتّى بوقت يأسو من حالتو الجسدية. كانت بتوعدو بمستقبل عظيم حدّ أودين ومعاها بـفالهالا. وبالنهاية، بتظهرلو بآخر معركة بحياتو، وبتاخد روحو لعالم تاني، محقّقة وعدها ليه.

      إيفار

      محارب فايكينغي بيعاني من إعاقة جسدية (ما عنده عظم برجليه)، بس هالشي ما بيمنعه يكون قائد شرس وذكي. بيتميز بذكائه الحاد وغضبه الشديد، وهوي شخصية معقدة بتصارع بين قوته وضعفه. الأهم من كل هيدا، هو إيمانه بوجود فالكيري خاصة فيه بتحميه وبتوجهه.

      (اسمك/اسمكِ)

      هي الفالكيري الخاصة بـإيفار. شخصية روحانية وجميلة، بتظهر لإيفار من لما كان طفل صغير. هي مش مجرد خادمة للآلهة، بل هي رفيقته، حبيبته، ومصدر قوته وأمله. دورها محوري بتهدئة إيفار وتوجيهه، وبتوعده بمصير عظيم بعد الموت.
      تم نسخ الرابط
      ايفار

      تعا معي، خلينا نروح برحلة على كاتيغات، مملكة راغنار "ذو السروال الأشعر" سيغوردسون. بتمنى ارجعك للوقت يلّي كانوا فيه الفايكينغ أخطر المحاربين، وأمهر البحّارة يلّي استكشفوا العالم. لزمن كانوا فيه الوثنيين عم يحاربوا المسيحيين.
      
      هون رح تلاقي صور لكثير من شخصياتك المفضلة. قصص عن الحب، الشهوة، الحرب والأساطير. عن ملوك، آلهة، محاربات الدّرع، وأبطال. بتمنى نتسلّى باني ضمّن أكبر قدر ممكن من ثقافة الفايكينغ. ويكون في شخصيات للقراء كبعض المخلوقات يلّي بتتربص بالأساطير القديمة. فبتمنى تستمتع، وتحس حالك جزء من هيدا العالم.
      
      --------
      
      
      إيفار (بلا عظم)
      
      بعرف إنو لازم بلّش بـراغنار؛ بس كان لازم جبلك هيدا المقطع لشخصيتي المفضّلة أول شي. بتمنى يعجبك.
      
      كان شايفُن بساحات المعارك قبل. وهلّق عم بيشوفُن بساحة المعركة؛ "مُختاري القتلى"، لابسين دروعُن يلّي بتلمع، سيف بإيد، وترس بالإيد التانية. عم يفتشوا عن يلّي سقطوا ويلّي انعتبروا بيستاهلوا يقعدوا حدّ أودين. الـآينهيريار يلّي رح يحاربوا مع "الأب الكُل" والباقيين، لمّا يجي راغناروك، ولمّا فينرير ابن الإله لوكي يتحرّر من قيودو ويهجم عليهُن.
      
      بس كان في وحدة عم يفتّش عليها. وحدة كان يتمنّى تجي تاخدو لمّا يعمل يلّي لازم يعملو ليخلّي هفيتسرك عايش؛ وهيدي كانت الفالكيري تبعو. الـ(اسمك/اسمكِ) تبعو.
      
      صحيح إنو كل وحدة من الـفالكيريات كانت حلوة. أحلى وأكمل من أي إمرأة شافها بحياتو. بس بعيونو، الـ(اسمك/اسمكِ) كانت أحلاهن كلّن.
      
      شافها أول مرة لمّا كان ولد صغير. عيونو وساع لمّا كان يلقطها عم تطلع فيه. كانت تحط أصابعها ع شفايفها، لمّا يكون بدو يخبر التانيين، يخبر إخواتو عن الإمرأة الحلوة يلّي قاعدة مش بعيد. إيفار بيتذكّر كيف هزّ راسو وحط إصبعو ع شفايفو. ضحكتها كانت تخلّيه يحسّ بالسعادة، يحسّ بالأمان. مع إنو خبر إمو عنها، أسلاوغ بس ابتسمت لحالها، قبل ما تقلو إنها شافتها بالمنام. وإنها فالكيري، انبعتت لتعتني فيه، لتحميه. إيفار الصغير صار مبسوط ليشوفها، مشتاق يشوفها. ما كان يحس بالهدوء إلّا لمّا تظهر حدّ تختو وتحكيه. لمّا تحكيلو قصص عن أسكارد، فالهالا، والآلهة.
      
      كل ما كبر، ضلّ يشوفها، مع إنو ما كان يذكُر شي عنها، متأكد إنو إخواتو رح يضّحكوا عليه، وإنو التانيين رح يفكّروه مجنون ليصدّق إنو عندو فالكيري انبعتت من الآلهة لتعتني فيه. هيدا كلو، وغير هيك، كان بدو يخلّيها إلو لحالو، ما بدو يشارِكها مع حدا. ما بدو ياخد هالمجازفة إنو إذا قال شي، الـ(اسمك/اسمكِ) تبعو فجأة ترجع ع أسكارد، وما تنشاف أبداً مرة تانية؛ أو إنها رح تظهر للكل؛ وتصير الـفالكيري مش إلو لحالو بعد.
      
      كانت دايماً موجودة لمّا يكون بحاجتها. قادرة تسيطر ع غضبو، تخفّف الألم برجليّه؛ الشغلة الوحيدة يلّي كان بيقدر يتمسّك فيها، بيقدر يوثق فيها عن جد. المرة الوحيدة يلّي كان قاسي عليها، كانت لمّا صارت الحادثة بينو وبين مارغريت. لمّا ما قدر يعمل يلّي لازم يعملو الرجل. صرخ عليها لمّا ظهرت. الـفالكيري حطّت إيدها ع كتفو، بس انزاحت. إيفار طالب يعرف ليش الآلهة عملوا فيه هيك. ليش إنو خلاّص مش كافي إنو صار مشلول؛ ليش لازم ياخدوا منّو القدرة ليكون رجل حقيقي. يشبع إمرأة، وحتى ينجب أولاد. دموع عم تنزل ع خدودو، لمّا طلع فيها. إيفار وقع بحضنها وصار يمزّق فستانها بأظافرو، عم يتوسّل ليعرف السبب. يتوسّل ليعرف ليش الآلهة خلوه ناقص، لمّا حتى سيغورد بيقدر يستمتع بالنسوان. بيقدر يستمتع بـمارغريت. دموعو، غضبو ما خفّوا إلّا لمّا نامت معو ع التخت، أصابعها عم تسرح بشعرو. صوتها الناعم، لمّا ضمّتو لصدرها، شوي شوي خلّتو ينام نوم عميق، وهي عم تشرحلو إنو لو كان كامل، كان رح يكون خطير كتير. وإنو الآلهة خلقوه متل ما هو، ليحافظوا ع سلامة التانيين؛ مشان ما يصير قوي كتير. بس وعدتو إنو لمّا يجي الوقت المناسب، رح يعرف شو يعني عن جد يكون عندو إمرأة. إمرأة ما رح يضطر يشاركها مع حدا تاني. رح تكون إلو إلو لحالو للنهاية. إيفار متأكد إنو الإمرأة الحلوة، قصدها هي. وإنو بغضّ النظر عن شو ممكن يصير بهالعالم، شو ممكن يعاني، لمّا يوصل لنهايتو، مكافأتو رح تكون كرسي بقاعات فالهالا، وفالكيري إلو لحالو. هالفكرة، هالأمل، هلّق عم يدفع إيفار يلّي بيبدو غير قابل للتدمير، ليواجه مصيرو.
      
      القتال كان بعدو مشتعل حواليه. إيفار شدّ حيلو قبل ما يطلق زئير ويضرب سيفو بصدرو.
      
      "أنا إيفار بلا عظم!" صرخ فوق أصوات الموت.
      
      "بتعرفوا مين أنا! بتعرفوا إنكن ما فيكن تقتلوني! مهما حاولتوا! لأنو أنا رح عيش للأبد!" كفّى إيفار. مش متأكد إذا كان عم يصرخ ع العدو، أو ع الآلهة. زئيرو، ضحكتو عم تتردد بالساحة الفوضوية. إيفار فجأة حسّ بـالفالكيري تبعو معو، وصارت طعنات سيفو متل طعنات الرجال والنسوان حواليه.
      
      "خايفين من الموت؟ لأ!" نادى، سيفو مرة تانية ضرب صدرو بإشارة تحدّي.
      
      "مش ناويين نموت بتختنا كرجال عجايز، بل نتغدّى مع أحبابنا بـفالهالا!" كفّى، المحارب زأر مرة تانية، قبل ما يلتفت ويشوف شب صغير خايف واقف قدامو وعيونو وساع، إيفار متأكد إنو الشاب خاف لدرجة انو تبوّل ع حالو، لأنو كان عم يرجف. الخنجر يلّي كان بإيدو، مبين وكأنو بأي لحظة رح يوقع بالأرض المليانة دم تحت رجليهن.
      
      "لا تخاف." قال إيفار للرجال بابتسامة، وهو عم يشوف فوق كتف عدوّه، فالكيري؛ الفالكيري تبعو، لابسة أحلى دروعها، عم تمد إيدها إلو. الرجل، تردّد للحظة، قبل ما يغرس نصلو بالفايكينغ، مرة بعد مرة. إيفار واقف للحظة، الدم عم ينسكب من تمّو قبل ما يلتفت ليطلع بـهفيتسرك. كلمة "أخ" تركت شفاهن، قبل ما تنكسر رجلَي إيفار ويسقط بالوحل. هفيتسرك ركض لجنب إيفار، بينما (اسمك/اسمكِ) واقفة فوقهن التنين. أعداؤه طلبوا يوقفوا القتال، لمّا إيفار العظيم "بلا عظم" كان بحضن أخوه، الدموع عم تطلع بعيونو.
      
      "أنا خايف." بكى إيفار، بينما (اسمك/اسمكِ) طلعت فيه.
      
      "ما في داعي تكون هلّقد.........." قالت (اسمك/اسمكِ)، قبل ما هفيتسرك أكّدلو إنو ما حدا رح ينسى إيفار "بلا عظم".
      
      "أنت رح تقعد بحدّ "الأب الكُل" يا إيفار. لتكون واحد من أعظم محاربيه. وأنت وأنا أخيراً رح نقدر نكون سوا." كفّت الـفالكيري. مرة تانية مدّت إيدها إلو ليقبض عليها. إيفار حسّ حالو عم يمد إيدو، وهو عم ياخد آخر نفس إلو بهالعالم.
      
      "تعال، فالهالا ناطرة، يا حبيبي." خبرتو الـفالكيري، بينما هنّي التنين وقفوا للحظة فوق جثتو وهفيتسرك. إيفار ابتسم، وهو قرب ليقبّلها، قبل ما مسك إيدها، وخلّاها تقودو للحياة التانية.
      
      

      Pages

      authorX

      مؤلفون تلقائي

      نظام شراء