موصى به لك

الأقسام

الأعلى تقييمًا

    أعمال أصلية (RO)

      الأفضل شهريًا

        رواية بنت عربية في اوروبا - يومياتها مع الشباب والدراسة

        بنت عربية في اوروبا

        2025,

        اجتماعية

        مجانا

        بنت عاشت فترة في أوروبا وتحديداً هنغاريا، وتشاركنا تجربتها بكل صراحة. تتكلم عن ثقافتهم المختلفة، من ناحية الشباب اللي ما يعجبونها، ونظام المدارس اللي تشوفه غريب، وكمان عن الأكل اللذيذ اللي جربته. البنت هذي تلاحظ قد إيش الموضة والموسيقى الأمريكية توصل أوروبا متأخر، وفي النهاية تشرح لنا بعض الكلمات الهنغارية بطريقة فكاهية.

        الشباب الأوروبي

        مؤدبين ولا محترمين مثل الشباب في كندا وأمريكا

        نظام المدرسة

        غير عملي وفيه فوضى كبيرة

        العادات الاجتماعية

        الناس في أوروبا نادرًا ما يبتسمون أو يسلمون على الغرباء في الشارع
        تم نسخ الرابط
        رواية بنت عربية في اوروبا - يومياتها مع الشباب والدراسة

        الشباب الأوربيين...
        
        ...
        
        وش كنت تفكر فيه قبل شوي؟ كنت تفكر إني بتكلم عن قد إيش الشباب اللي هنا مزز ويهبلون؟ يا شيخ انقلع.
        
        لا.
        
        أنا آسفه جداً، بس الشباب الأوربيين ما يعجبوني.
        
        ماعدا زين مالك، ونايل هوران، وبيودي باي، ما قد شفت ولد/رجال يستاهل لقب "عارض أزياء".
        
        أنا آسفه يا بنات، بس إذا هذا سبب تفكيركم في السفر لأوروبا، روحوا مكان ثاني. ما بتشوفون إلا الخيبة.
        
        وأنت يا أستاذ، أقل منافسة لك، صح؟
        
        ما راح أستخدم هذي النظرة النمطية مرة ثانية أبداً.
        
        الشباب اللي هنا لا هم مؤدبين ولا محترمين، لا هم شيء إذا قارناهم بالشباب اللي بكندا أو أمريكا.
        
        ما فيه شيء اسمه "صديق ولد" هنا. كان عندي صديق أمريكي عايش هنا، وكنا نقضي وقت كثير مع بعض. كل ما رحت معاه مكان، كل اللي أسمعه وأنا طالعة من المدرسة هو "يا زين ميرسيد وصديقها!!" أو شيء زي كذا.
        
        ليش؟
        
        ما أشوفكم تقولون "يا زين ميرسيد وصديقتها!" لما أطلع مع بنت. أنا ما أقول "يا زين فلان/فلانة مع صديقها/صديقتها!" فلا تسوونها معي.
        
        أنا أحب أطلع مع أصدقائي الشباب، يا ليتكم تشوفون قد إيش إنتم كول! بس إذا ما قدرت أطلع من المدرسة معاك من دون ما يكون فيه مصورين من الطلاب والمدرسين يسألون إذا أنا أواعدك، أو أنام معاك، أو أتباوس معاك، يمكن ما راح أطلع معك بعد كذا.
        
        ويا ليت توقفون عن لمس مؤخرتي. ما يهمني إذا كان هذا الشيء عادي بأوروبا، أنا مو أوروبية، وما راح أتعود على هالشيء.
        
        أدري إن هذا الشيء عادي بكل مكان، بس يا إلهي، وش سالفة الشباب وغرورهم؟
        
        مثلاً، إذا قلت رد ذكي، لا تسوي مشكلة، أنت بس كذا تخلي شكلك غبي. أو إذا ما تبي تلعب "ميتا" (وهي لعبة زي الكيك بول، أو أحياناً البيسبول) بحصة الرياضة، لا تفكر تلقائياً إن مسموح لك ما تسوي حصة الرياضة. هذا مو قرارك، تقدر ما تسويها إذا كنت تعبان، أو مو لابس لبس الرياضة، بس ما تقدر ما تسويها عشان الأشياء مو ماشية على كيفك.
        
        هل إنت لابس تاج؟ لا؟ أجل لا تتصرف كأنك أميرة.
        
        شكراً.
        
        وأخيراً، تحية لكل الشباب الأوربيين الكويسين، أنتم تعرفون أنفسكم.
        
        وهنا سؤالي لكم، مدرس الرياضة حقك وش كان يسوي إذا فيه أحد رد عليه، أو ببساطة رفض يسوي حصة الرياضة؟ همم؟
        
        مع حبي،
        
        
        
        ---------
        
        
        
        المدرسة...
        
        نظام المدارس هنا مو عملي أبد.
        
        في بعض الأيام، أبوي يضطر يروح لمدرستي، بعدين يروح للمدرسة الثانوية، بعدين يرجع لمدرستي، وبعدين يروح للمدرسة الثانوية مرة ثانية عشان اجتماعات التخطيط.
        
        وبرضو يعطون مدرسين يدرسون مواد المفروض ما يدرسونها. كان عندي مدرس السنة اللي فاتت ترك المدرسة بسبب هالشيء. هو مدرس إنجليزي متخصص، لكنهم خلوه يدرس علوم بس. فيزياء، ورياضيات، وأحياء، وكيمياء. طلابه المساكين ما كانوا يتعلمون أي شيء! أنا عارفة هالشيء لأني عشت التجربة، ولحسن حظي هو ما درسني إلا رياضيات، بس بما إني ما أتكلم اللغة الهنغارية، وهو ما كان يجي إلا مرة بالأسبوع، مع نهاية السنة كنت ما تعلمت إلا نص المنهج.
        
        الشيء الثاني اللي يغث بشكل مو طبيعي هو إن المدرسين يحسبون إنهم عادي يقطعون عن الشغل فجأة. يعني، مو من الاحترافية إنك تقول لهم قبل ما تترك الشغل؟ إذا بتستقيل، لازم يكون عندك الجرأة تسويها وتقول لهم ليش. ما راح يتعلمون إلا كذا. أنا كان عندي ثلاث مدرسين موسيقى وأربع مدرسين رياضيات السنة اللي فاتت. واحد من مدرسين الموسيقى حتى ما علم صاحب البيت اللي هو مستأجره إنه بيمشي. فجأة كذا مشى.
        
        الجداول. يا. إلهي.
        
        أنا آسفه على كلماتي، بس يا ربي.
        
        خلال شهر، جدوليني تغيروا يمكن خمس مرات. والتغيرات مو بسيطة، تغيرات كاملة يعني كل شيء كتبته لازم تمسحه وتكتبه من جديد. أصلا، واحد من جداولي توه تغير مرة ثانية لأن مدرس العلوم حقي مشى.
        
        كون إن عندي جدولين (أسبوع أ، وأسبوع ب) هذا شيء سخيف. وش رأيكم يوم واحد، ويوم اثنين؟ أو جدول واحد بس؟ وليش عندي ٧ حصص بيوم وخمسة أو ستة باليوم الثاني؟ أنا متأكدة إن فيه طريقة منطقية أكثر عشان يسوونها. يا جماعة.
        
        ببساطة، الدراسة هنا صعبة زي الدراسة بأي مكان ثاني، وإذا ما كانت أصعب.
        
        تنويه: هذا الكلام من تجربتي الشخصية في هنغاريا. ما قد درست بأي دولة ثانية.
        
        
        
        -----
        
        
        
        الأكل الأوروبي رهيب.
        
        أكلتي الهنغارية المفضلة إلى الآن هي شيء يسمونه "لانغوش".
        
        هي عجينة مقلية، مع الإضافات اللي تختارها. القشطة والجبن خيار شعبي، وزي القشطة لحالها (مرة مشهورة هنا، ما فيه طبق رئيسي تاكله إلا معها)، بس ممكن تاخذ لانغوش حالي يكون فيه مربى، أو سكر بس، أو نوتيلا، أو صوص شوكولاتة. صوص الشوكولاتة والنوتيلا مو نفس الشيء! صوص الشوكولاتة طعمه مو مرة، مو حالي. كأنه قهوة سوداء مع لمسة شوكولاتة. اختاروا النوتيلا أحسن.
        
        أكلتي الألمانية المفضلة هي "براتورست" (آسفة للألمان، ما عندي كيبورد ألماني - ما أدري إذا كتبتها صح) وهي سجق أبيض، ينوكل بالغالب مع خردل حالي.
        
        في سلوفاكيا، أكلت نيوكي مع زبدة وسكر مطحون. مرة ودي أرجع آكل منه.
        
        في النمسا أكلنا ماكدونالدز بس. ما أدري ليش... كان شيء يزعل.
        
        في كثير من رحلاتنا كنا نطبخ أكلنا بأنفسنا، بس جربت سلطة الأخطبوط في كرواتيا، وكانت لذيذة بشكل مفاجئ، وأكلت كثير من الكريب في سلوفينيا.
        
        أقدر أقول إن الأكل الأوروبي لذيذ.
        
        
        
        
        ------
        
        
        
        الأكل الأوروبي رهيب.
        
        أكلتي الهنغارية المفضلة إلى الآن هي شيء يسمونه "لانغوش".
        
        هي عجينة مقلية، مع الإضافات اللي تختارها. القشطة والجبن خيار شعبي، وزي القشطة لحالها (مرة مشهورة هنا، ما فيه طبق رئيسي تاكله إلا معها)، بس ممكن تاخذ لانغوش حالي يكون فيه مربى، أو سكر بس، أو نوتيلا، أو صوص شوكولاتة. صوص الشوكولاتة والنوتيلا مو نفس الشيء! صوص الشوكولاتة طعمه مو مرة، مو حالي. كأنه قهوة سوداء مع لمسة شوكولاتة. اختاروا النوتيلا أحسن.
        
        أكلتي الألمانية المفضلة هي "براتورست" (آسفة للألمان، ما عندي كيبورد ألماني - ما أدري إذا كتبتها صح) وهي سجق أبيض، ينوكل بالغالب مع خردل حالي.
        
        في سلوفاكيا، أكلت نيوكي مع زبدة وسكر مطحون. مرة ودي أرجع آكل منه.
        
        في النمسا أكلنا ماكدونالدز بس. ما أدري ليش... كان شيء يزعل.
        
        في كثير من رحلاتنا كنا نطبخ أكلنا بأنفسنا، بس جربت سلطة الأخطبوط في كرواتيا، وكانت لذيذة بشكل مفاجئ، وأكلت كثير من الكريب في سلوفينيا.
        
        أقدر أقول إن الأكل الأوروبي لذيذ.
        
        
        
        -------
        
        
        الناس بالشوارع:
        
        
        هذا شيء ما أقدر أقول إني معاه أو ضده.
        
        يمكن هذا شيء أمريكي بس، لكن لما تمشي بالشارع تبتسم، أو على الأقل تقول "أهلاً" إذا ما كان الشخص مشغول بمحادثة. صح ولا لا؟
        
        هنا، إذا مريت بأحد وقلت له "أهلاً"، بيطالع فيك كأنه مسكك مع شريك حياته. وإذا ابتسمت، بيشك فيك فوراً، ويبعد عنك كم متر.
        
        زي ما قلت، ما أدري إذا عجبني هذا الشيء أو لا.
        
        في بعض الأيام، إذا أحد قال لي "أهلاً" بابتسامة، يمكن أصفقه. وفي أيام ثانية، أكون محتاجة أحد يفرحني، وأحياناً ولد مزيون يقول "أهلاً"، يجنن. وأحياناً يكون عندي مزاج أسولف...
        
        وأنا ما أتكلم هذي اللغة. أنا أفهم "أهلاً"، وبعض الكلمات الثانية. لكن إذا طاحت علي عجوز، وبدت تسولف لي عن قصة ركبتها اللي تعورها، الكلمات الوحيدة اللي بفهمها هي أي أرقام، وبعض الكلمات اللي تربط الجمل ببعض، أو كلمات عشوائية مو مهمة.
        
        فمن هالناحية، شيء كويس إن الغرباء ما يسولفون معي فجأة. موقف محرج.
        
        والذوق هنا سيء. إذا كنت في الباص، وركبت عجوز تمشي بصعوبة، تعطيها مكانك. هذا من الأدب.
        
        بس لا.
        
        أمي شافت هذي الحرمة في الباص، كانت رافعة رجلينها على الكرسي اللي جنبها وحاطة شنطتها. وركبت عجوز. هل تحركت؟ لا. ركبت عجوز ثانية. لسا ما تحركت. وركبوا ولدين شباب حلوين؟ حطت رجلينها وشنطتها على حجرها بسرعة.
        
        بعض الناس، وش نقول.
        
        
        
        -------
        
        
        يمكن تفكر إن شيء مشهور زي أغنية "غانغنام ستايل" (للمغني ساي، إذا ما تعرفها لسا، أكيد إنك عايش تحت صخرة)، أو فيديو "لايك ماي ستاتس" (فيديو على يوتيوب لـ "مايلز جاي برودكشنز"، أنصح فيه بقوة)، أو "سموش" (قناة يوتيوب)، أو "شاين داوسون"، أو أي أغنية أو فيلم مشهور، راح ينتشر بسرعة بالخارج، صح؟ أكيد، أصلها من أمريكا بس الإنترنت ينتشر زي النار في الهشيم...
        
        طيب، لا. مثال واضح هو أغنية "أشر" هذي، تعرفونها "بيبي تونايت ذا دي جيز قاوت أس فولين إن لوف أقين". صح؟ أنا سمعتها أول ما نزلت. جيت هنا، بعد سنة تقريباً، وما عندهم أي فكرة وش أنا أتكلم عنه. ولا شيء.
        
        أنا اللي علمتهم على كثير من الفيديوهات المختلفة، "غراديول ريبورت"، "أويشي هاي سكول باتل"، "بيو دي باي". والأغاني والفنانين. أنا اللي عرفتهم على الدب ستيب العجيب. ومن اللي نصحهم بـ "بلود أون ذا دانس فلور"؟ أنا. "سليبينغ ويث سايرنز"؟ أنا.
        
        شيء غريب. يشغلون أغنية بحفلة، تكون مرة مشهورة في كندا، وأنا وشخص واحد ثاني بس اللي نعرف كل الكلمات.
        
        أنا مرة أحط نفسي بموقف "وش؟ أنت ما تعرف هذي الأغنية؟!".
        
        "هلا ليندا، قد سمعتي بـ "مارياناس ترينش"؟"
        
        "لا"
        
        "هلا فيري، قد سمعتي بـ "مايكل بوبليه"؟"
        
        "لا أبداً"
        
        "هلا بيلي، قد سمعتي بـ "كرويلا"؟"
        
        "أمم لا"
        
        شيء يغث أحياناً.
        
        ومو بس بالموسيقى أو يوتيوب.
        
        أكون على انستقرام (@merci_penguinsarecute، تابعوني! [ترويج لنفسي بدون خجل]) وأشوف شورتات كثيرة، اللي واضحة إنها موضة، وما تنتشر هنا إلا بعد شهور.
        
        مرة سويت أظافر بنقشة الأزتيك، ما كان فيه أحد شايفها قبل، مع إن كثير منهم عندهم "تمبلر". (اللي برضو أخذ شهور لين انتشر).
        
        "الكروب توب" (البلوزة القصيرة) موضة هنا بقوة، بس هذي الموضة قديمة في كندا. لأن الموضة هنا لسبب ما، تاخذ سنة وزيادة عشان تنتشر.
        
        أشياء زي "البلانكينغ" برضو. يعني، أنتم كذا تفوتون على أنفسكم مرحلة المراهقة هنا!
        
        خلصتتتتتت رأيكم.. للعلم اني عراقيه عشت بأمريكا 8 سنوات فبعرف كتير عنها وعن الحياه بأوروبا
        
        

        رواية ذكريات بيتنا القديم

        ذكريات بيتنا القديم

        2025,

        اجتماعية

        مجانا

        بنوته بتدرس فنون في ويلز، بتحوش عشان تشتري بيت خاص بيها. لما زميلتها في السكن بتطلب منها تسيب الشقة، بتلاقي إعلان عن بيت متهالك للبيع في مزاد بسعر رخيص. بالرغم من إن أصحابها بيحاولوا يمنعوها، إلا إنها بتصمم تروح تشوف البيت، وبتنبهر بمنظره على المدينة. بتقرر تدخل المزاد، على أمل إنها تقدر تشتري البيت وتحوله لبيتها الخاص.

        رايلي

        بتدرس فنون في جامعة أبيريستويث. بتحب الفن وبتتمنى تكون فنانة مشهورة. عندها تصميم وإرادة قوية، وده اللي خلاها تسيب كاليفورنيا وتنتقل لويلز. شخصية مستقلة وبتحب الهدوء، عشان كده نفسها تلاقي بيت لوحدها تركز فيه على رسمها.

        ليلى

        زميلة رايلي في السكن

        ديكلان جونسون

        سمسار العقارات اللي بيعرض البيت اللي في المزاد
        تم نسخ الرابط
        ذكريات بيتنا القديم

        أنا عندي أربعة وعشرين سنة وبدرس فنون في جامعة أبيريستويث. أنا جيت هنا من كاليفورنيا من حوالي سنتين.
        فاكر إن ماما وبابا اتصدموا لما قلت لهم إني هسيب كاليفورنيا وأمشي. بس بعد ما أقنعتهم شوية، فهموا ليه أنا عايزة أروح أبيريستويث.
        "أظن إنك بتعملي زي ما إحنا عملنا بالظبط، يا رايلي،" فاكر ماما وهي بتبتسم شوية، بس لسه زعلانة إني همشي.
        لما كانوا قد سني كده، هما الاتنين سابوا سيدني وراحوا كاليفورنيا عشان يبدأوا شغلهم. ماما فتحت معرض فنون هناك، والمعرض ده دلوقتي الناس كلها في أمريكا بتتكلم عنه. بيجيلها سياح كتير من أماكن تانية في أمريكا عشان يشوفوا اللوحات اللي هي رسمتها. أظن إني ورثت موهبة الرسم دي منها.
        أما بابا، فهو مدير بنك من أكبر البنوك في العالم. بس هو ما بيحبش يتكلم عن الموضوع ده.
        ~ ~ ~ ~ ~
        ماكنش سهل إني أسيب أهلي وأروح الناحية التانية من العالم، بعيدة عنهم بمسافات طويلة. بس إحنا وعدنا بعض إننا هنيجي نزور بعض على قد ما نقدر ونتكلم في التليفون كل ما يكون فيه فرصة. بس ساعات بيكون صعب إنك تتكلم مع أهلك في التليفون لما بيكون فيه فرق تمان ساعات بين كاليفورنيا وأبيريستويث.
        ~ ~ ~ ~ ~
        وأنا صغيرة، ماما كانت بترسم معايا كتير، وده اللي خلاني أحب الفن. عشان كده، كان حلمي طول عمري إني أدرس فنون ويبقى عندي أمل إني في يوم من الأيام أبقى فنانة مشهورة زي فان جوخ أو بيكاسو.
        أنا اخترت جامعة أبيريستويث، عشان من ناحية، كنت عايزة أسافر وألف العالم وأشوف إيه إحساس العيشة في ويلز، اللي دايماً كانت بتبهرني بمناظرها الطبيعية الجميلة والأراضي الواسعة، ودي بتديني إلهام كبير للرسم. ومن الناحية التانية، المبنى الرئيسي بتاع الجامعة، اللي فيه كلية الفنون، بيبص على خليج كارديجان، وده منظر تحفة.
        بس أنا طول عمري وأنا عايزة أعيش في أبيريستويث. السبب الرئيسي في كده إن أبيريستويث مليانة ثقافة فنية. مثلاً، فيه مركز أبيريستويث للفنون، اللي الفنانين بيقضوا وقتهم فيه بيرسموا ويعملوا تماثيل من الخزف. أبيريستويث كمان فيها المكتبة الوطنية بتاعة ويلز، اللي مليانة كل أنواع الفن، ولوحات أو بورتريهات لفنانين ويلزيين مشهورين، زي ماري لويد ديفيز، أو سيري ريتشاردز أو كيفين ويليامز. أبيريستويث مليانة إلهام فني وجامعة أبيريستويث فيها واحد من أحسن الكورسات الفنية في العالم. وده كمان سبب إني مخططة ألاقي بيت حقيقي ليا هناك. أنا بقالي سنين بحوش مخصوص عشان الموضوع ده. عارفة إن أهلي ماكنوش مبسوطين أوي لما قلت لهم أول مرة إني مش بس عايزة أدرس هناك، لأ ده كمان عايزة أقضي بقية حياتي هناك. بس تجاربهم الخاصة خلتهم يغيروا رأيهم ويدعموني على قد ما يقدروا.
        ~ ~ ~ ~ ~
        فـ بقالي السنتين اللي فاتوا، أنا عايشة في سكن طلبة جنب الجامعة بالظبط.
        زميلتي في الشقة ليلى، اللي أنا مقيمة معاها طول الفترة دي، قررت إنها عايزة خطيبها يعيش معاها.
        والشقة بصراحة صغيرة أوي على تلاتة، فهي بكل ذوق سألتني إذا كنت بفكر أجيب مكان لوحدي ولا لأ. أكيد أنا كنت بشتكي كتير من المساحة الضيقة في أوضتي.
        غير كده، أنا وليلى عمرنا ما كنا متفاهمين أوي، فـ كنا بنحاول على قد ما نقدر نبعد عن سكة بعض.
        ببساطة، السبب الوحيد اللي خلاني أعيش في المكان ده هو إنه قريب جداً من الجامعة، فـ مش محتاجة عربية ولا تذكرة أتوبيس. وده كمان بيخليني أحوش فلوسي لحاجات أهم أنا محتاجاها في دروس الفن أو إني أرسم في وقت فراغي لما يكون ليا مزاج.
        أظن جه الوقت إني أدور على مكان تاني أعيش فيه. أوضتي بقت صغيرة عليا أنا كمان بصراحة. معدات الرسم بتاعتي واخدة معظم المساحة اللي في الأوضة، فـ مفيش مكان أتحرك فيه أصلاً.
        وبسبب المعدات دي، كل اللي عندي في الأوضة هو سرير ودولاب صغير أحط فيه هدومي.
        فـ ليه لأ أدور على مكان أكبر بقى؟ خصوصاً مكان ليا لوحدي. حاجة أنا كنت عايزاها بقالي فترة كبيرة. وساعتها هيكون عندي مساحة كفاية أعلق فيها كل لوحاتي، اللي حالياً مرمية في ركن صغير في أوضتي.
        يمكن، يمكن ألاقي بيت صغير بالصدفة – مش كبير أوي ومش غالي أوي – ويكون فيه جنينة صغيرة. ساعتها هقدر أخيراً أرسم برة في هدوء.
        الوقت الوحيد اللي بعرف أرسم فيه برة في هدوء هو لما بروح الأرض الواسعة اللي على أطراف أبيريستويث. بس ده مشوار طويل وصعب عليا إني أروح هناك وأنا شايلة كل معداتي، زي الحامل ولوحة الرسم. في اللحظات دي بتمنى يكون عندي عربية. هتساعدني أوي إني أشيل كل معداتي بسهولة.
        بس المشكلة دي ممكن تبقى ماضي، لو بس كان عندي مكان لوحدي بجنينة حلوة وصغيرة. ساعتها هقدر أرسم برة في أي وقت أنا عايزاه ومش هضطر أروح حتة بعيدة.
        ممكن كمان أبني سقف صغير على البلكونة وبعدين أشتري حامل مخصوص للبرة وأسيبه هناك.
        
        
        
        
        
        
        فـ كل اللي هكون محتاجاه من البيت هو لوحة رسم وألوان وفرش. كل اللي ناقصني دلوقتي هو إني ألاقي مكان زي ده.
        
        "أنا ممكن أساعدك تدوري على مكان تقدر عليه," ليلى قالتلي، وباين عليها إنها حاسة بذنب شوية عشان طردتني من الشقة.
        
        أنا بصراحة ماكنتش فاكرة إنها هتهتم أصلاً. بس أنا كنت غلطانة. هي أكيد بتحاول تعمل حاجة، عشان تاني يوم جت ومعاها جرنال مليان إعلانات عن بيوت وشقق للبيع في المنطقة.
        
        "خدي، عديت على المحل وجبت ده. فكرت يمكن يساعد."
        
        "شكراً على مساعدتك," قولتلها وأنا ببتسملها وآخد منها الجرنال وأبدأ أقلب فيه.
        
        "ده أقل حاجة أعملها عشانك. أنا عمري ما كان قصدي إني أطردك. لو عايزة، أنا وآندي ممكن ندور على مكان تاني لينا، وإنتي تفضلي هنا," هي قالتلي وهي بتبصلي وبتضحك ضحكة خفيفة.
        
        "شكراً يا ليلى. ده ذوق منك بجد، بس متقلقيش," رديت عليها وأنا ببتسملها.
        
        فجأة عيني جت على حاجة في الصفحة اللي قدامي.
        
        مزاد على عقار هيبدأ يوم 6 يونيو 2019.
        
        بيت بيتباع من غير حد أدنى. مفيش أي سعر أقل للمزايدة على العقار ده. البيت مفروش بالكامل وفيه جنينة بمنظر روعة على أبيريستويث من تحت. فيه بيانات الاتصال تحت لو حابين تبصوا على العقار قبل المزاد.
        
        "مثالي," قولتها بصوت عالي.
        
        "في إيه؟ لقيتي حاجة؟" ليلى قالت بصوت مهزوز. أكيد خضيتها.
        
        "آه، هو ده," قولتها وأنا مبسوطة. "هتصل بيهم حالاً."
        
        ليلى بصت على المقال وعلى الصورة اللي تحته، اللي أنا حتى ماكنتش واخدة بالي منها من كتر حماسي.
        
        "إنتي عايزة تعيشي هناك؟" شكلها كان مصدوم.
        
        "آه، إيه اللي فيها؟" سألتها.
        
        "والله، هو شكله بيت مسكون بالنسبة لي في الصورة. هو متهالك خالص، وشكله مكان فاضي بقاله قرون."
        
        "هي صورة بس. يمكن متصورة من زاوية وحشة. أنا كده كده هروح أبص عليه," قولتلها بعد ما بصيت على الصورة كويس.
        
        أنا عارفة إن دي الفرصة الوحيدة ليا إني آخد بيت لوحدي، عشان أنا معيش فلوس كتير أوي عشان أشتري بيت جديد مثلاً. منين تاني هقدر أجيب بيت أرخص من غير مقدم؟
        
        "ماشي، ده اختيارك بقى," ليلى ردت. "عايزاني أجي معاكي عشان نشوفه؟ عينين أحسن من عين واحدة."
        
        "آه، ياريت. شكراً يا ليلى," ابتسمتلها. وبعدين مسكت التليفون وبدأت أتصل.
        
        
        
        
        
        --------
        
        الراجل اللي كلمته في التليفون قالي ممكن أجي أشوف البيت لو أنا مهتمة. ناس كتير بتحب تشوف البيوت اللي هتنزل المزاد بنفسها الأول قبل ما يقرروا يزايدوا عليها في المزاد.
        
        عشان أنا كنت واخدة قراري بسرعة، قررت أروح أشوفه تاني يوم على طول. هستنى ليه أكتر من كده؟ وبعدين، إحنا خلاص يوم 4 يونيو، فـ مفيش وقت كتير فاضل على المزاد وأنا طبعاً مش عايزاه يفوتني.
        
        
        
        
        
        الساعة اتنين تاني يوم، انطلقنا عشان نشوف البيت اللي هينزل المزاد. آندي، صاحب ليلى، كان ذوق منه إنه يوصلنا بالعربية، عشان مش ناخد أتوبيس ولا قطر.
        
        سوقنا في شوارع ضيقة. فيه بيوت لازقة في الشارع، من غير حتى رصيف يفصلها عن الطريق والعربيات اللي بتعدي. لو كنت عايشة في حتة زي دي، هخاف كل ما أطلع من باب بيتي عشان ممكن عربية تدوسني بالغلط. مش عايزة حتى أتخيل إيه اللي ممكن يحصل لو كان فيه حادثة قدام بيتك بالظبط، أو الأسوأ من كده، لو عربية دخلت غلط وراحت في أوضة قعدتك.
        
        يارب المكان اللي بفكر أشتريه يكون قدامه ممر صغير قبل ما يوصل للشارع.
        
        وإحنا ماشيين، شفت يافطة بتقول إننا بنسيب أبيريستويث. بعدها بشوية، شفت يافطة تانية بتقول إننا دخلنا شارع "بو ستريت". ده الشارع اللي المفروض البيت يكون فيه.
        
        كنا على وشك نفوت الشارع عشان كان متغطي بشجر كثيف.
        
        آندي طلع في الممر الصغير اللي بيوصل للبيت اللي شفته في الجرنال إمبارح.
        
        المشوار كله أخد مننا سبع دقايق بالعربية، فـ لحسن الحظ مش بعيد عن الجامعة.
        
        سمسار العقارات، اللي بيوري الناس البيوت قبل ما تتباع، كان مستنينا برة البيت أول ما وصلنا.
        
        ~ ~ ~ ~ ~
        
        الانطباع الأول عن البيت من برة كان مخيف شوية. ليلى كان عندها حق، البيت شكله بالظبط زي الصورة اللي في الجرنال اللي إدتهولي إمبارح.
        
        فيه حتت من السقف متكسرة. الشبابيك فيها شروخ. البيت نفسه كان أبيض في وقت من الأوقات، بس دلوقتي بقى لونه رمادي وحش من كتر الأوساخ، والطحالب لفت حوالين معظم الحيطة اللي برة. الطريق بتاع العربية كمان متكسر، كأن حد جاب شاكوش وكسر كل الحجارة.
        
        بس برضه، كل ده ما بيخوفنيش. في الآخر هو بيت، وعندي فرصة إني آخده بسعر رخيص أوي، أرخص من أي بيت تاني. وبعدين، أنا متأكدة إنه هيبقى شكله حلو، لما يتجدد ويتعمل ديكور جديد.
        
        "أهلاً، مرحب بكم. أنا اسمي ديكلان جونسون، بس ممكن تنادوني ديكلان," الراجل سلم علينا بابتسامة دافية.
        
        هو أطول مني بحاجة بسيطة وشعره أشقر كيرلي. لابس بدلة سودة وفي إيده الشمال شنطة سفر ماشية مع البدلة بالظبط.
        
        "أهلاً. أنا اسمي رايلي ريفرز ودول ليلى وآندي," عرفتهم علينا.
        
        "تمام، وإنتي بتدوري على مكان ليكي لوحدك، صح؟"
        
        "آه. عايزة يكون عندي شوية هدوء وسلام. ده بيساعدني أركز أكتر على رسمي," شرحتله.
        
        "يبقى المكان ده مثالي. البيت ده للبيع من غير حد أدنى. مفيش أقل سعر ممكن تزايدوا عليه في البيت ده، فـ ممكن تبدأوا المزايدة بالسعر اللي يناسبكم... طب يلا بينا ندخل بقى؟" ديكلان سأل وهو بيشاورلنا نتبعه.
        
        "الموضوع يخض شوية، مش كده؟" ليلى بصتلي بقلق.
        
        "آه، إنتي بجد بتفكري تعيشي في الخرابة دي... دي بصراحة..." آندي بدأ يتكلم بس ليلى قاطعته.
        
        "...متكسرة من كل حتة," هي كملت جملة آندي.
        
        "آه، أنا عارفة، بس أنا شايفة إنه بشوية شغل، ممكن يبقى شكله حلو أوي," رديت عليهم وأنا ببتسم من فكرة إن البيت ده ممكن يبقى بيتي في يوم من الأيام.
        
        
        
        
        
        
        دخلنا من الباب الأمامي ولقينا نفسنا في أوضة المعيشة على طول.
        
        كل حاجة كانت ضلمة والأثاث لسه موجود في كل حتة، بس فيه حد مغطي الأثاث ده بملايات بيضاء عشان يخليك بس تقدر تميز شكل الحاجات اللي تحتها.
        
        "فـ الأثاث ده بتاع المالك اللي فات. هو رجع ألمانيا من حوالي 49 سنة وماكنش عايز ياخد أي حاجة معاه. ممكن يكون ليه علاقة بـ إن مراته اختفت ومحدش لقاها. أظن إن الحاجات دي كانت بتفكره بيها أوي. بس هو ساب البيت زي ما هو. من الواضح إنه ماكنش قادر يسيبه خالص. بس بعدين، من تمن سنين، صاحب البيت دخل دار مسنين وما بقاش قادر يدفع تكاليف البيت ده، فـ الدولة قررت دلوقتي تبيعه من غير حد أدنى," هو شرح.
        
        "في حد اختفى هنا؟" ليلى كان شكلها مصدوم.
        
        "ده بيوضح الأجواء المرعبة اللي في المكان هنا," آندي همس لها، بس أنا سمعته برضه عشان أنا كنت واقفة جنب ليلى بالظبط.
        
        "آه، راجل في العشرينات كان عايش هنا مع مراته. كان معروف باسم المحقق إم. سي. كراوس، ألماني، جه هنا وفتح مكتب تحقيقات خاص بيه. كان مشهور هنا، وحل ألغاز كتير محدش كان عارفها. ومراته، كان اسمها جين كراوس، كانت من "لاندريندود ويلز"، على ما أتذكر، وكانت عندها محل ورد صغير تحت عند الخليج," ديكلان شرح. "بس كفاية كلام عن كده. نكمل الجولة في البيت؟"
        
        هزيت راسي ومشيت. ديكلان ورانا كل أوضة في البيت لحد ما فاضل الجنينة بس.
        
        طلعنا على الجنينة، واللي شفته هناك خلاني أقف مكاني. المنظر على أبيريستويث والخليج كان يخطف الأنفاس. ده أكيد هيديني أفكار كتير للوحات جديدة.
        
        "الله," قولتها بصوت عالي. "المكان جميل ومثالي بجد."
        
        "إنتي بجد بتفكري تشتريه في المزاد؟" ليلى كان شكلها مصدوم.
        
        "آه," قولتلها وأنا ببتسملها بحماس.
        
        "هشوفك في المزاد بقى؟" ديكلان سأل وهو طالع من الباب.
        
        "آه، هنكون هناك," رديت عليه.
        
        ~ ~ ~ ~ ~
        
        وبعدين إحنا التلاتة رجعنا على شقتنا.
        
        "هنيجي معاكي المزاد، لو عايزة," ليلى عرضت علينا في الطريق للبيت.
        
        "ياريت," ابتسمتلها بصدق.
        
        
        
        
        
        
        تاني يوم صحينا بدري أوي عشان المزاد هيبدأ الساعة عشرة الصبح.
        
        في الطريق، ليلى حاولت تقنعني إن البيت ده مش المكان المناسب ليا.
        
        "أنا متأكدة إن فيه أماكن أحسن ممكن تعيشي فيها في أبيريستويث وتشتريها. حتى شقة صغيرة أحسن من بيت رعب غريب. إنتي بجد مش بتتكلمي جد، يا رايلي. خلاص خليكي عايشة في الشقة اللي إحنا فيها دلوقتي وأنا وآندي هنحاول نلاقي مكان تاني لنفسنا، صح؟" ليلى بصت على آندي واستنته يوافق.
        
        "آه، عندك حق خالص، يا حبيبتي," ده كان الرد الوحيد من آندي.
        
        أولاد، عادي، فكرت في سري. هو أكيد ماكنش سامع في الأول وخد باله بس إن ليلى سألته سؤال. فـ رد بالرد التقليدي اللي كل الأولاد بيقولوه لما مايكونوش مركزين، وهو إنه يوافق صاحبته أو أي ست بشكل عام.
        
        ليلى نفسها كان باين عليها إنها متضايقة من رده القصير، عشان بصتله بضيق قبل ما ترجع تبص عليا. "شفتي، الموضوع مش مشكلة خالص، بوعدك!"
        
        "شكراً يا جماعة، بس أنا أخدت قراري," رديت وأنا ببتسم.
        
        ليلى دلوقتي مش عارفة تعمل إيه بالظبط، وبصت برة من الشباك بدل ما تبص عليا وأنا قاعدة في الكنبة اللي ورا، زي ما كانت بتعمل من شوية.
        
        آه، أنا فعلاً أخدت قراري. لو مكنش فيه مزايدين كتير على البيت النهارده والسعر مايعديش الميزانية بتاعتي، فـ فرصة إن البيت ده يبقى بتاعي في المستقبل عالية أوي.
         
        

        قهوة سرمد - رواية خليجية

        قهوة سرمد

        2025,

        اجتماعية

        مجانا

        موظف في مقهى اسمه تارون، يتحدى نفسه كل يوم ويحاول ينسى تعبه بدوامه ودراسته. في يوم من الأيام، يلتقي بزبون غامض اسمه وينتر، ويعجب فيه بعد ما يكتب له ملاحظة صغيرة على الفاتورة. مع مرور الوقت، يكتشف تارون إن هذا الزبون هو مصدر إلهامه ودافعه في الحياة، ويقرر يسعى عشان يتعرف عليه أكثر، موقن إنه هو شريكه المستقبلي.

        تارون

        طالب جامعي في سنته الأولى، يشتغل باريستا في مقهى "بالاي داهون". شخصية مجتهدة ومكافحة، لكنه يعاني من شكوك في نفسه. حياته تتغير بعد ما يلتقي بشخص يثير اهتمامه.

        وينتر

        زبون دائم في المقهى. تتكشف ابتسامته اللي تكون دافع كبير لتارون. وصفه تارون بأنه "عاشق قهوة"، وهو الشخصية اللي تلهم تارون وتخليه متحمس للحياة.

        ليون

        زميل تارون في العمل.

        ريان

        زميلة تارون في العمل، تحب تشارك سواليفها مع الفريق، وهي اللي تعطي تارون معلومات عن شخصية وينتر.
        تم نسخ الرابط
        قهوة سرمد

        يقولون إن القهوة بداية رائعة ليومك. لكن هل فعلاً تخلي يومك أفضل من اللي تتوقعه؟ أنا أشوف إنها تسويه. في حياتي اليومية، دائماً أكون مستعد إني أتحدى نفسي بأشياء جديدة ومختلفة أسويها، بالرغم من بعض الشكوك اللي تجيني.
        
        لما تبدأ بوظيفة جديدة، الشعور يكون حماسي في البداية، لكن مع مرور الأيام تصير مملة. زي ما صار معي في قصتي. اسمي تارون هيز، وأنا طالب جامعي في سنتي الأولى. أروح للجامعة بالليل، وفي النهار أشتغل باريستا في مقهى "بالاي داهون". هذا المقهى يعتبر من أقل المطاعم شهرة هنا في تاغايتاي. شيء منعش نسمعه، صح؟
        
        
        القصة تبدأ وأنا أقولكم كيف حبيت "عاشق قهوة".
        
        ----
        
        
        8 سبتمبر 2019
        
        "تفضلي الموكا لاتيه الحجم الوسط يا مدام، بالعافية!" أعطيت الحرمة طلبها.
        
        واحد من زملائي ناداني عشان أساعده: "رون، ممكن تساعدني في الأكواب اللي تتغسل وترجع تستخدم من جديد؟"
        
        "أكيد أكيد!" رحت عنده وعلى طول شلت معه الكرتون وودّيناه المطبخ.
        
        واحد ثاني ناداني: "رون، تعرف وين الأدوات؟"
        
        "إي، هي في المخزن." مشت وراي للمخزن ووريتها وين ملصقات الأدوات، اللي توضح أي وحدة تستخدم الصبح والظهر والليل.
        
        "الحجم كبير ولا طويل؟... فيه طلبات زيادة يا مدام/سيد؟... حسابك الإجمالي 525 بيسو لثلاث مشروبات... شكراً، يوم سعيد! الزبون اللي بعده لو سمحت..."
        
        أخيراً صارت الساعة 11 الصباح، وهذا وقت استراحتنا المبكرة للغداء قبل ما تجي دفعة جديدة من الزباين الساعة 12 الظهر. رحت للدور الثاني من المقهى اللي ممنوع يدخله غير الموظفين. بدل ما آكل، كملت تعديل قوالب الإعلانات على الكمبيوتر.
        
        "رون، ما راح تتغدى؟ تحتاج مخ صاحي إذا عندك محاضرات العصر. وبعدين أنت ما أكلت فطور، صح؟" سألني ليون.
        
        استغربت كيف عرف إني ما أكلت لسى. لأني اضطريت أركب الباص الساعة 5 الفجر عشان ما أتأخر على دوامي. يمكن عرف من ريان. لأنها تحب تتشارك سواليف عشوائية مع فريقنا أغلب الوقت.
        
        "آسف، ما قدرت أخلص هذا أمس. كنت ناوي أسويه بعد ما أخلص مراجعة لاختباراتي، بس نمت بعدها." رديت وأنا أحك راسي.
        
        سألني: "أي سنة أنت الحين؟"
        
        "أولى." قلت.
        
        "عندي ساندويتش زيادة. تفضل خذه." مدّه لي وقال: "بس تأكد إنك تأكل. لا تنسى إن 'الصحة أولاً' هي وحدة من أولويات مقهى بالاي داهون لنا كموظفين." بعدها ليون رجع تحت للمطبخ.
        
        بعد ما أكلت الساندويتش، نزلت أنا بعد عشان أساعد زملائي الباقين في خدمة الزباين. حسيت بشوية تأنيب ضمير لأني خليتهم يسوون أغلب شغلي.
        
        ريان تطوعت تكون هي المسؤولة عن الكاونتر. وأنا صرت أسجل أسماء الزباين على الأكواب اللي تتغسل وتستخدم من جديد. وفجأة، طلبت مني أودّي الطلبات لطاولاتهم. زين إن عليها أرقام. لو ما كان عليها كان وديتها للطاولة الغلط.
        
        أخذت سبع دقايق عشان أقدم الطلبات. شفت القائمة حقتي وكانت الطاولة رقم ثمانية هي آخر طلب على صينية التقديم الخشبية حقتي. دورت يمين ويسار بس ما لقيتها. مشيت لين ركن الطاولات ولقيت الرقم.
        
        جاتني فكرة ممكن تخلي الزبون مبسوط. خشيت الفاتورة في جيبي الخلفي وقلت للزبون إني نسيت أعطيه إياها. رجعت للكونتر وأخذت ورقة ملاحظات وردية. قبل ما أرجع لطاولة الزبون ومعها الورقة مشبكة في الفاتورة، كتبت رسالة قصيرة.
        
        وأنا من عند الكونتر، شفت الزبون وهو طالع من المقهى وهو يقرا الرسالة. ابتسم الزبون. حسيت ببطني زي الفراشات. كتبتها من قلبي عشان أخلي يوم الزبون حلو قد ما أقدر.
        
        أتمنى إن الرسالة عجبت الزبون.
        
        
        
        
        
        
         13 سبتمبر 2019
        
        رن! رن! رن!
        
        صوت منبه جوالي صحاني الساعة أربع العصر. ما قدرت أوقف ولا أمشي. جسمي أحسّه كيس رز. مسكت جوالي عشان أشوف وش السالفة. في ذيك اللحظة، استوعبت إني متأخر على موعدي مع أصحابي في "سوليناد".
        
        "يا إلهي! نمت زيادة عن اللزوم بعد اللي صار أمس في الليل." كان هذا رد فعلي. بسرعة غيرت ملابسي وأخذت شنطتي الفرو الغامقة معي.
        
        وأنا نازل الدرج، "بتروح تطلع مع أصحابك مرة ثانية؟" سألتني عمتي. ذكّرتني إني أرجع البيت على طول بعد ما أخلص. هزيت براسي قبل ما أطلع من الباب.
        
        الهواء البارد لف حولي وأنا أمشي على الرصيف. شفت البحيرة اللي فيها ثلاثة قوارب بيضاء مغطاة جنب منطقة الصيد. لمست الحشيش الطويل اللي يتمايل مع الهواء. كان أنعم من الباذنجان. وصلت المول الساعة خمس العصر.
        
        المنطقة كانت مظلمة في أغلبها، بس الأنوار حقت الكريسماس خلت المشي فيها جميل. أخذت كذا صورة سيلفي في أماكني المفضلة.
        
        كل صورة آخذها، أحس إني مو حلو ولا شكلي مقبول. مسحت خمس صور سيلفي وخليت وحدة بس. ممكن تنفع تكون صورة بروفايلي على الإنستقرام.
        
        فجأة اهتز جوالي وشفت رسالة من صاحبي.
        
        كال: "وينك يا وين؟ إحنا في مطعم كوري للوجبات السريعة في سوليناد 3."
        
        بديت أركض بسرعة البرق عشان ألحقهم قبل ما يطلبون.
        
        "أوه، أهلاً يا وين!" لوح لي فينس.
        
        "أهلاً يا شباب! آسف على التأخير." قلت لهم وأنا آخذ أنفاسي بصعوبة. "شكلي نمت زيادة بعد كل المهام اللي سويتها أمس."
        
        رد غَال: "عادي. وآسف إذا طلبنا أكل. حسبنا إنك ما راح تجي اليوم."
        
        طلبت سمك وبطاطس من المنيو. هذي أكلي المفضل من "بني تشون" من وأنا صغير. شكرت الجرسون يوم حط طلبي. بعد كذا سوالفنا شوي.
        
        أنا أفضل أكون مع ناس أعرفهم بدال ما أكون لحالي وما أعرف أحد من المدرسة. هذا يعطيني مساحة كافية أكون على طبيعتي. لأني في البيت أحس إني ما أقدر أكون كذا.
        
        طلعنا من المطعم بعد ساعتين من العشاء. كان الوقت ممتع معهم. الشكوك اللي تجيني في نفسي مو موجودة في بالي الحين. أخيراً أقدر أنام في غرفتي. يوم وصلت البيت، أمي كلمتني فجأة. لو سألتني وش سويت طول اليوم، كان كل أعصابي توترت. بس ما سألتني، عشان كذا ارتحت.
        
        يومي ما يكتمل إلا بميلك شيك أوريو. اشتريت واحد من مطعم تايلاندي قبل شوي. عشان أشربه وأنا أتدرب على خطابي باللغة الإنجليزية اللي عندنا الشهر الجاي.
        
        يوم جلست قدام طاولة المذاكرة حقتي، كانت الساعة 9:47 في الليل. قلبت في التابلت عشان أقرأ مخطوطتي فقرة فقرة. بس ما قدرت أتذكرها. يمكن مخي تعب من اليوم. قعدت أقول لنفسي إني بخلص مهامي اليوم، بس قعدت أأجلها كم يوم.
        
        أخذت رشفة من مشروبي. حسيت بطعم الحليب اللذيذ والبارد وأنا أشرب الميلك شيك. شعور الرضا في أحسن حالاته صدق.
        
        فجأة، دخل الهواء من شباكي لطاولة المذاكرة. يا إلهي! نسيت أسكره قبل ما أشغل المكيف.
        
        طفيت التابلت وأخذت الملاحظة. قريت نفس الكلام اللي قريته آخر مرة. الملاحظة ذكرتني إن لسى فيه أمل في هالعالم. المقاهي هي المكان اللي أرتاح فيه.
        
        خلتني أبغى أزورها مرة ثانية في يوم من الأيام، أو يمكن... أغلب الوقت.
        
        
        
        
        
        
        
        
        26 أكتوبر 2019
        
        الجو غيوم شوي اليوم. أنا خايف إذا الزباين بيكونون قليل. قربنا على آخر الشهر. أقدر أشم ريحة راتبنا اللي بيجي يوم 31. قاعد أخطط آخذ إجازة في الهالوين. ما أخذت إجازة من شهر أبريل اللي راح.
        
        غرفت كمية كبيرة من الثلج المطحون وأنا أخلط الموكا فرابتشينو في الخلاط قبل ما أحط كريمة مخفوقة فوقه.
        
        "كال!" ناديت على الاسم بصوت عالي بس مو معصب. "ثلاثة مشروبات صح؟" هز راسه لي. "ممكن أشوف الفاتورة حقتك؟" سألت احتياط.
        
        "تفضل." مدّها لي ورجعتها له بعدها.
        
        "سفَري يا سيد؟"
        
        "إي نعم!"
        
        طلع من المقهى وهو ماسك المشروبات الثلاثة بكلتا يديه. شفت كم شخص ينتظرونه برا. يمكن يكونون أصحابه. مسحت طاولتي قبل ما يوقف زبون قدام الكاشير.
        
        "أهلاً! ممكن آخذ شفاطات؟" سأل شخص بصوت مرح.
        
        "أكيد!" بسرعة سكرت الدرج اللي تحت عشان أكلم الزبون. فجأة قعدت أطالعه لمدة عشر ثواني.
        
        "أحم... فيه شيء غلط؟ آسف إذا صاحبي نسي يطلب واحدة."
        
        "آه لا أبداً! عادي! تفضل الشفاطات." لفيتها بثلاث طبقات من مناديل الطاولة.
        
        شكرني قبل ما يطلع من المقهى. رجعت للكونتر وشفت زملائي يطالعوني وهم رافعين حاجبهم. هالشيء ضايقني شوي.
        
        "كان هذا تصرف غريب منك." قال ليون وهم يقربون مني.
        
        "هاه؟"
        
        "مين هذا؟ تعرفه؟" سألت ريان بفضول.
        
        "مو مرة. شكله مألوف لي بس." رديت وأنا أحك مؤخرة راسي.
        
        "أوه، هذا الزبون دايم يجي هنا مع أصحابه في سوليناد." وضحت. "يمكن ما انتبهت له. لأنك مشغول بالشغل والدراسة." حطت كوب القهوة وكملت: "اسمه وينتر بالمناسبة. كلمته كم مرة قبل كذا وهو إنسان لطيف جداً!"
        
        "آه... ما كنت أعرف هالشيء بس شكراً يا ريان." رديت وأنا تهز راسها قبل ما ترجع لدوامها.
        
        أنا بصراحة مبسوط إنه صار يحس إنه أسعد. أعتقد إن ورقة الملاحظات اللي كتبتها نفعت، بس كنت خايف وش كان ممكن يصير لو ما سويتها.
        
        التعب اللي كان على وجهي اختفى يوم لقيت دافع جديد. واللي هو إني أتعرف عليه. فيه شيء بداخلي يخليني أبغى أعرف أكثر عن هالزبون الغامض.
        
        مهما كان من وين، عاشق القهوة هذا بيكون شريكي في المستقبل.
        
        
        -- نهايه الفصل --
        
        

        Pages

        authorX

        مؤلفون تلقائي

        نظام شراء