موصى به لك

الأقسام

الأفضل شهريًا

    الأعلى تقييمًا

      أحببته أكثر من أهلي

      أحببته أكثر من أهلي

      2025, Jumana

      اجتماعية

      مجانا

      20

      أم بتعاني من ماضي مؤلم بسبب أبوها، وبتحاول تحمي ولادها منه. بتعيش صراع بين رغبتها في الأمان لولادها ورغبة صاحبتها كاري إنها تعيش حياتها وتخرج من قوقعتها. الرواية بتستعرض مخاوف كريستين من الماضي اللي بيطاردها، وكمان بتقول إن الحب ممكن يفتح أبواب جديدة في حياتها.

      كريستين

      مراهقة عندها 17 سنة، بتعاني من حياة صعبة ومشاكل كتير. أبوها بيضربها وعاشت ظروف قاسية، وكمان اتعرضت للاغتصاب وحملت. بالرغم من كل ده، هي قوية وعندها غريزة أمومة بتحركها عشان تحمي إخواتها الصغيرين وتوفرلهم حياة كريمة.

      تايلر

      شاب وسيم ومحترم بيظهر في حياة كريستين فجأة وبيساعدها. هو شخصية جديدة بتدخل حياتها وبتحاول تخرجها من الألم اللي هي فيه، وبتخليها تحس إنها جميلة ومهمة.

      سييرا

      الأخت الصغرى لكريستين، وعندها 3 سنين. هي سبب قوة كريستين وإصرارها على الصمود، وكريستين بتعتبرها زي بنتها وبتعمل أي حاجة عشان تحميها.

      كاري

      الصديقة الوحيدة لكريستين، وهي كمان أم مراهقة. كاري بتحاول تساعد كريستين وتدعمها، وبتحاول تخليها تهتم بنفسها وتخرج من المود الكئيب اللي هي فيه.
      تم نسخ الرابط
      أحببته أكثر من أهلي

      الفصل التاني . . . المقابلة
      كنت في البيت، مش اللي نقلت فيه، لأ بيتي القديم. كنت في أوضتي، الحيطان السودا بتاعتي كانت متغطية دم. قربت عشان ألمسها لما سمعت صوت عفل بيعيط. لفيت ظهري وكل حاجة اختفت. ما بقتش في أوضتي، بالعكس، كنت متطوقة بضلمة سودة. النور الوحيد كان جاي من عربية بيبي كانت بتنور.
      
      مشيت ناحيتها بالراحة ولما بصيت جواها، ما لقيتش حاجة غير بركة دم. فين البيبي؟ فجأة حسيت بإيدين، واحدة لفت حوالين وسطي والتانية حوالين رقبتي.
      
      "ششش... حبيبتي، ده بابا بس. إيه رأيك تدي لبابا بوسة صغننة." ضحك ولحس خدي قبل ما يرميني على الأرض ويضربني برجله في ضلوعي. ضحك على وجعي، صوته كان بيردد في كل حتة حواليا.
      
      "كريستين! كريستين!" قمت مفزوعة من سريري على صوت كاري. "يا ساتر، كريستين، كويسة؟" بصيت حواليا، كنت في الشقة نايمة في سرير سييرا الصغير وهي نايمة جنبي. كانت نايمة نوم عميق وما فيش أي علامة إنها هتصحى خالص.
      
      بدأت أهدى شوية لما سمعت بكاء ابني في الأوضة اللي جنبنا. نطيت من السرير ودفعت كاري بعيد. وصلت بسرعة أوضة البيبي وشلت أوستن من سريره، وبدأت أهزه قدام وورا عشان أهديه. "معلش يا أوستن. معلش يا حبيبي، ماما مش هتخليه يأذيك." بدأت أعيط في صمت على ابني قبل ما أسمع خبط على الباب. مسحت دموعي بسرعة وبصيت لكاري.
      
      "كاري، يا روحي، إيه اللي حصل؟" ابتسمت لها وأدركت إنها ممكن تكون أم عظيمة، ليه سابت ابنها؟
      
      "قصدك إيه؟" سألت عاملة نفسي غبية.
      
      "يعني، قمتي من سريرك وجريتي هنا أسرع من أي حد شفته في حياتي." بصيت لأوستن، ومسحت على راسه بالراحة بصباعي، كان وسيم وناعم أوي.
      
      "والله، إنتي عارفة إحساس الأم. أوستن كان بيعيط وعرفت إني لازم أجي بسرعة. تقريبًا وصلت أسرع ما كنت فاكرة." قلت ومشلتش عيني من على أوستن.
      
      "جاهزة لمقابلتك؟" بصيتلها لفوق وكانت وشها منور. كأنها هي اللي رايحة المقابلة مش أنا.
      
      "ما أعتقدش إني هروح." قلت بصوت واطي قبل ما أحط أوستن في السرير. بعد الحلم اللي حلمته، أدركت إني ما أقدرش أسيب الأطفال لوحدهم. أبويا ممكن يكون بيدور علينا ولو جه هنا وأنا مش موجودة، ممكن يلاقيهم ويقتلهم.
      
      لما لفيت وشي، كانت كاري مكتفة إيديها وقسمت إن كان فيه نار بتنور في عينيها. ما كانش غيرة، بس كان أكتر غضب/متضايقة/قلقانة.
      
      "إيه؟"
      
      "هتروحي. مش فارق معايا لو هشدك من شعرك وألزقك بشريط على كرسيك."
      
      "طيب يا كاري، ما فيش داعي تتعصبي. أنا بس قلقانة على الأولاد."
      
      "الأولاد هيكونوا كويسين معايا. اسمعي، أنا عارفة إننا ما بنتكلمش عن ماضينا، بس أنا بقولك إن أي حاجة حصلت زمان مش هتأثر عليكم دلوقتي. أنا هحميكم." قلبي رق وحسيت إني عايزة أعيط. يا ريت بس كانت تعرف إيه اللي حصل لي بجد، بس لو قلت لها يا إما هتجبرني أروح الشرطة، يا إما هتخاف لدرجة إنها هتجري.
      
      "إنتي مش الفارس بتاعي." ضحكت باستهزاء على كلامي واحنا خارجين من أوضتي للحمام.
      
      "طبعًا لا، هو أنا شكلي رجولي أوي؟" ضحكت وهزيت راسي. "صح. أنا أكتر شبيهة بالجنيا اللي بتحقق الأماني، وأنا هنا عشان أتأكد إنك جاهزة للحفلة. يلا اقعدي على التواليت عشان أعمل شغلي."
      
      غمضت عيني بس قعدت على التواليت. بدأت كاري تنتف حواجبي عشان تديني شكل مقوس أكتر. "ده هيخلي عينيكي شكلها أحلى." إيه حكايتها هي وأنها عايزه تخليني شكلي حلو النهارده؟
      
      "ماما؟" صوت صغنن نادى، زقيت كاري بسرعة على جنب.
      
      "إيه يا حبيبتي؟" كانت بتبصلي مستغربة بس بصت على كاري.
      
      "أهلا يا طنط كاري!" كاري ابتسمت لها.
      
      "أهلا يا سييرا، إزيك يا أميرتي؟" سييرا ابتسمت وبصت على إيديها المتنيين.
      
      "كويسة يا طنط كاري،" لفت ناحيتي تاني، "ماما؟" سألت.
      
      "نعم يا سييرا؟"
      
      "بتعملي إيه؟" اتنهدت ومسحت على شعري بصباعي.
      
      "أنا بخلي مامتك شكلها حلو... جميل." غمضت عيني وسمعت تليفوني بيرن.
      
      نطيت وقمت وخرجت من الحمام على المطبخ حيث كان تليفوني بيرن، وده معناه إن فيه رسالة.
      'هتأخر شوية، قضيت سهرة مع أهلي وفضلوا يسألوني أسئلة، بس هكون هناك في أقرب وقت ممكن!!!! تي.'
      
      حاولت أفتكر إزاي كانت العشا الحلوة مع أهلي، بس لما أدركت إني مش هقدر أفتكر، وقفت. ده خلاني أدرك إني عمري ما هفتكر وقت حلو مع أهلي، وإن سييرا عمرها ما عرفت يعني إيه عشا حلو مع الأبوين الاتنين.
      'تمام، خدي وقتك. أنا هستنى... كريستين'
      حطيت تليفوني، حتى لو رن تاني، واتجهت على طول للحمام، واللي لقيته هناك خلاني أفتح عيني على وسعها.
      
      "كاري!" صرخت، وسمعت بس ضحكة سييرا اللي كانت قاعدة على أرض الحمام و حوالين عينيها ايشادو موف وأخضر زي حيوان الراكون، وبلاشر وردي فاتح على خدودها، وأحمر شفايف أحمر غامق متلطخ على شفايفها ودقنها وخدودها وأسنانها.
      كاري خرجت من ورا باب الحمام بابتسامة خايفة. "هي كانت عايزة شوية ولما قلت لا، بصت لي بالنظرة دي وإزاي تقدري تقولي لا للنظرة دي!" كاري حاولت تشرح أكتر بس رفعت إيدي عشان أوقفها، وغمضت عيني وحاولت أتنفس. كنت عارفة بالظبط شكل النظرة دي وعرفت إنه صعب أقول لا، بس سييرا دلوقتي كانت فوضى.
      
      "ماما، شكلي حلو؟" فتحت عيني وبدأت أتنفس بسرعة. بنتي لسه سألاني إذا كانت شكلها حلو. حلو؟ حلو؟
      "لا يا سييرا! دي كلمة وحشة. ما نقولهاش."
      
      "بس طنط كاري بتقولها." بصيت لكاري واديتها نظرة موت. كانت هتاخد جزاءها.
      "طنط كاري بتحب تقول حاجات وحشة يا سييرا."
      
      "طنط كاري وحشة!" سييرا صرخت وشاورت قبل ما ترجع ناحيتي. "أنا آسفة يا ماما."
      "معلش يا حبيبتي بس ما تقوليهاش تاني. إيه رأيك بقى تجيبي ألوانك وكتبك وتيجي هنا." عينيها نورت قبل ما تجري. لفيت لكاري اللي كانت رافعة إيديها في الهوا.
      
      "إنتي كده موتي."
       
      
      
      "أنا آسفة. ما كنتش أعرف إنها هتقول حاجات زي دي." رجعت قعدت على التواليت.
      "شايفة يا كاري، عشان كده مش عايزة أسيبهم."
      
      "مش هيحصل تاني. أقسم لك، بس انتي لازم تخرجي من هنا ومع تايلر. أعتقد إنه هيكون كويس ليكي." قلبت عيني.
      "إن ولادي يكونوا في أمان ده كويس ليا."
      
      "هيكونوا. أنا هعتني بيهم. انتي بس اقلقي على تايلر وأنا هقلق على أوستن وسييرا، تمام؟"
      
      "ماشي." اتنهدت وسبتها تكمل مكياجي.
      الموضوع خد خمسة وأربعين دقيقة عشان شعري ومكياجي يخلصوا، بس حسيت إنهم سنتين طوال. "تمام. خلصنا!" لفتني ناحية المراية وشهقت لما شفت الشخص اللي قدامي.
      
      كانت جميلة، عينيها كان عليها ايشادو بني غمّق لون عينيها، مع أيلاينر وماسكارا كتير عشان عينيها تبرز بجد. شفايفها كانت متغطية بأحمر شفايف أحمر غامق وفوقه طبقة لامعة. شعرها كان مرفوع وملفوف ونازل منه خصلتين على كل جنب من وشها. كانوا ملفوفين على خدها.
      "دي أنا؟" اضطريت أسأل وأتأكد عشان بالذمة ما كانتش شبهي. البنت دي في المراية ما كانتش باين عليها إنها حست بألم أو حزن. ما كانتش باين عليها إن ماضيها فيه أب بيعذبها وأم متوفية. ما كانتش باين عليها إنها مجبرة تعتني بطفلين بتحبهم أوي. كانت شكلها جميل.
      
      "أيوه يا روحي، دي انتي. قلت لك هخليكي جذابة، بس ما عملتش كده. بدل كده، خليتك جميلة بشكل مش معقول." ابتسمت وهزيت راسي. "يلا نلبس الفستان بتاعك."
      "فستان؟" سألت بس هي سحبتني لأوضتي وعلى سريري كان فيه فستان رائع.
      
      "أنا هجيب لأستاذ أوستن هنا ببرونة. انتي خلصي، هو المفروض يوصل قريب." لما سابت الأوضة لبست الفستان وبصيت في المراية، كنت شكلي تحفة. الفستان كان لحد الركب تقريبًا، كان مفتوح من تحت بشكل كافي عشان يخلي صدري شكله حلو بس ما كانش بارز، السيور كملت ورا ضهري وعملت شكل X لحد ما كملت في الفستان. لبست بسرعة كوتشيي الكعب العالي الأسود ونزلت تحت حيث لقيت كاري قاعدة على الكنبة بترضع أوستن وجنبها سييرا اللي وشها نضيف وبتتفرج على التليفزيون. كانت مندمجة أوي مع التليفزيون لدرجة إنها ما لاحظتش لما رحت عندها وبوستها على خدها.
      "ماما!"
      
      "أهلا يا حبيبتي."
      "شكلك حلو أوي."
      
      "شكرًا يا حبيبتي. هتكوني كويسة مع طنط كاري؟"
      "أيوه." كان فيه خبط على الباب.
      
      "ده ليا أنا، خليكي كويسة." بوستها على خدها تاني وجريت على كاري وأوستن. كان بياكل وبدأ ينام. "بحبك يا ولدي الوسيم." بوست دماغه وبعدين ميلت وبوست كاري على خدها. "خدي بالك من ولادي." قلت وهي هزت راسها.
      "استمتعي بوقتك." نادت وأنا مشيت ناحية الباب. هناك كان واقف تايلر اللي شكله تحفة. كان لابس بنطلون قماش أسود وقميص أبيض. إزاي حاجة بسيطة زي دي تخليه شكله... شكله... شكله يؤكل كده.
      
      قفلت الباب ورايا وابتسمت. "أهلا يا وسيم." هو ما اتكلمش بس فضل يبصلي متأمل كل شبر في جسمي. أخيرًا عينه راحت لوشي، وعينيه كانت مليانة شهوة.
      "أهلا يا جميلة." همس قبل ما يمسك إيدي ويطلعني بره.
      
      "طيب، رايحين فين؟"
      "مفاجأة." جاوب وهو بيوصلنا عربيته. فتح لي الباب وساعدني أركب زي أي راجل محترم قبل ما يروح ناحية السواق.
      
      "أنت عارف إن فيه حاجة لازم تعرفها عني." شغل العربية وبصلي باستغراب.
      "إيه هي دي؟"
      
      "أنا بكره المفاجآت." ضحك وضحكته رنت في وداني وفي روحي حسيت إني في الجنة وفضلت هناك واحنا بنتحرك بالعربية.
      "أنت عارف، أنا بجد كنت فاكرة إنك هتقول إنك راجل." بصيت له وبوقي مفتوح.
      "هو أنا شكلي راجل؟" بص ناحيتي وعينه نزلت على صدري ورجعت لوشي. "بالتأكيد لأ." قلبت عيني. يا له من قليل أدب.
      
      "طيب إيه اللي خلاكي تفكري كده؟"
      "عشان ده حصل قبل كده." قالها بصمت وكان وشه مليان إحراج.
      
      "مستحيل، انت بتهزر معايا صح؟" بص لي ورجع بص على الطريق وابتسم.
      "آه، تمام أنا بهزر." خبطت على دراعه.
      
      "هيييه أنا سايق هنا، ما ينفعش تضربيني." ضحك.
      "أوه، أقدر وعملت كده. هتعمل إيه بقى؟" آخر كلماتي خرجت بشكل مغري.
      
      "هنعرف بعدين. وصلنا." بصيت من الشباك وكل ابتسامة وضحكة كانت على وشي اتحولت لجدية.
      شفت المطعم ده في التليفزيون وفي المجلات، كان مكان رائع للأكل ومكان غالي للأكل. كنت مشغولة أوي ببص عليه لدرجة إني ما لاحظتش إن تايلر كان فاتح لي باب العربية.
      
      "كويسة يا كريستين؟" نزلت من العربية ولفت ناحيته.
      "أنت عارف إنك مش لازم تعمل كده بجد. ممكن ناكل في أي مكان تاني، بجد، أنا مش فارق معايا." ابتسم ومسك إيدي ومشينا لجوه.
      
      المطعم زي ما بتشوف في الأفلام. كان فيه جرسونات ونادلات نضيفة وشكلهم أنيق شايلين أطباق رئيسية شكلها وريحتها تحفة على ترابيزات عليها مفارش بيضا وشموع منورة.
      
      
      
      
      "يا أستاذ برولين، من دواعي سروري أشوفك تاني. ترابيزتك جاهزة من الناحية دي." الوِتر خدنا وقعدنا على ترابيزة في ركن خاص. "الويتر بتاعك هيجيلك حالاً." قال كده ومشى.
      "بتيجي هنا كتير؟" سألت.
      
      "والله، بس في المناسبات الخاصة." بصيت حواليَّا ورجعت بصيت لتايلر.
      "أنا مناسبة خاصة." رفع حاجب وبان عليه إنه هيسأل سؤال، بس الوِتر بتاعنا جه لترابيزتنا.
      
      "أهلاً يا أستاذ بولين، وأهلاً يا ست الكل." الوِتر قال كده قبل ما يمسك إيدي ويبوسها. الموضوع ما كانش مريح خالص. بصيت لتايلر اللي كان بيبصله بغضب.
      "آه... شكرًا؟" سألت ورفعت كتفي لتايلر وده خلاه يبتسم.
      
      "دي المنيوهات بتاعتكم، تحبوا تطلبوا إيه؟"
      "عايز زجاجة شامبانيا لينا إحنا الاتنين، وبالنسبة لأكلي عايز شرائح لحم بقري." ابتسم وادّى الوِتر المنيو تاني.
      
      الراجلين بصوا لي وأنا ببص في المنيو. ده أكيد مش منيو الدولار اللي بتشوفه في ماكدونالدز.
      "ممكن تطلبي أي حاجة عايزها يا كريستين."
      
      "آه... أنا هاخد الـ... آه... لازانيا بالبولنتا." قلت وادّيت الوِتر المنيو تاني.
      "تمام جداً." قال وهو بيديني ابتسامة أخيرة ومشى.
      
      "متأكدة من ده؟" ضحك وهز راسه.
      "متأكد، ما تقلقيش من أي حاجة. أنا متكفل بكل حاجة. مبسوطة هنا؟"
      
      "أيوه، ده غير إن المكان غالي أوي والويتر قليل الأدب." الجزء الأخير فلت مني وعضيت شفايفي.
      "أنا مش عاجبني برضه. أعتقد إني هتكلم معاه." تايلر قام بس أنا مسكت إيده.
      
      "من فضلك بلاش، الموضوع كويس بجد." بص لي وقعد تاني وإيدي لسه في إيده.
      "تمام، بس لو حسيتي إنه ضايقك تاني بأي شكل تقوللي." ابتسمت وهزيت راسي. ليه الراجل ده حامي ومدافع عني كده؟ ليه أستاهل أتعامل بلطف كده؟
      
      "طيب، احكيلي شوية عن نفسك." قال وهو بيغير الموضوع.
      
      "طيب، عايز تعرف إيه؟"
      "كبرتي فين؟"
      
      "على بعد تلات مدن تقريباً." كانت إجابة بسيطة بما فيه الكفاية، أنا فكرت كده. في الوقت ده جه الوِتر بالأكل بتاعنا والشامبانيا. لسه كان بيديني الابتسامة المخيفة دي، بس ما ضايقنيش أوي.
      بعد ما مشى، تايلر بدأ يسألني تاني. "طيب، إيه اللي خلاكي تيجي هنا؟"
      
      خدت شفطة كبيرة من الشامبانيا قبل ما أجاوب. "كان عندي مشاكل كتير في الماضي. كنت حوالين ناس وحشين أوي وقررت أمشي عشان أحمي نفسي." بصيت لتحت على أكلي. ما كنتش عايزة أشوف وشه.
      "إيه أخبار عيلتك؟" عرفت إن السؤال ده هيجي، فكدبت بأحسن طريقة قدرت عليها.
      
      "والدتي ماتت وأنا عندي حداشر سنة، ووالدي، آه، خلينا نقول إنه كان واحد من الناس الوحشة دول."
      "أنا آسف جداً." حط إيده على إيدي تاني، وحسيت بشرارة كهربا بينا إحنا الاتنين.
      
      "ده مش غلطك، فما فيش سبب إنك تبقى آسف." نزل راسه وسحب إيده. وحشتني الدفء، بس ما قلتش أي حاجة وبدأنا ناكل في صمت.
      بعد حوالي خمس دقايق حطيت الشوكة بتاعتي وعملت صوت عالي. تايلر رفع راسه من الأكل وبان عليه إنه متفاجئ.
      
      
      
       
      
      "أنا آسفة، ما كانش ينفع أكون وقحة كده، بس بجد صعب أوي أتكلم عن الماضي بتاعي، ومش عايزة العشا يبقى بالشكل ده. أنا بجد معجبة بيك، وعارفة إن ده يبان غريب بما إنها أول مقابلة لينا، بس أنت ظريف وكويس أوي إني أسمعك و-" هو قاطعني لما لف حوالين الترابيزة وباسني. ما كانتش بوسة عنيفة أو مستعجلة، كانت بطيئة ومليانة مشاعر. يا إلهي، كانت حلوة قد إيه.
      بعد شوية بعدنا عن بعض عشان ناخد نفس. "أنا كنت عايز أعمل كده من أول ما شفتك بالفستان الأسود التحفة ده، بالمناسبة شكلك روعة." همس وسند جبهته على جبهتي. "وأنا كمان معجب بيكي أوي. بحب أسمعك وإنتي بتتكلمي، وأشوف إزاي بتقلقي على كل اللي حواليكي، بس موضوع الثقة ده لازم نغيره." رجعت راسي لورا وبصيت له.
      
      "إيـ- إيه؟" هو لسه قال إنه معجب بيَّا كمان؟
      "ثقتك، محتاجة منها أكتر. إنتي جميلة ومهتمة وكيـ-" المرة دي أنا اللي قاطعته بإن بوسّته. لما بعدت، بصيت حواليَّا وأدركت إن الكل بيبص علينا.
      
      "آه، يمكن نمشي بقى." قال وهو بيضحك بخفة.
      "يلا بينا." جاوبت وهو بص لي بعينيه مليانة شهوة. مسك إيدي وساندني أقوم.
      
      بعد ما حطينا ميتين دولار على الترابيزة، مشينا وكنا في عربيته في أقل من دقيقة.
      "طيب، مش شايف إن ده كان مبلغ كبير شوية هناك. كان ممكن أستنى الفاتورة." هو كان مركز في الطريق ومفاصل إيديه كانت بيضا من كتر ما هو ماسك في دركسيون العربية.
      
      "ما قدرتش." جاوب. حسيت الخوف انتشر في جسمي كله. لو أنا ما بقتش عايزة، هل هيجبرني زي جوش، ولا هو بيقول كل الكلام ده عشان عايز مني حاجة؟ دفعت الأفكار دي بعيد. الليلة دي كانت عشاني أنا، مش فارق إذا كان هو معجب بيَّا زي ما أنا معجبة بيه ولا لأ. الليلة دي كنت عايزة أحس إني بنت عادية. كنت تايهة في أفكاري لدرجة إني ما أدركتش إننا وصلنا شقتي.
      نزلت من العربية قبل ما تايلر يقدر يفتح لي الباب ومسكت إيده. جرينا سوا لبابي. بصيت في شنطتي الصغيرة بحاول ألاقي المفتاح، بس أعتقد إني ما كنتش سريعة كفاية لإن تايلر دفعني بالراحة على الباب وبدأ يبوس رقبتي.
      
      "تاااايلر." أنينت وهو رفع شفايفه لشفايفي. شالني بالراحة ولفيت رجلي حوالين وسطه. إيديه كانت بتتحرك على جسمي كله لحد ما وصلت لفخادي، ووقف خالص. بدأ يدلك دواير حوالين فخدي وهو بيقرب أكتر وأكتر من ملابسي الداخلية. شهقت من المتعة. كان قريب أوي، بس بعيد أوي في نفس الوقت.
      "شوفوا يا رجالة، عندنا هنا عاهرة صغيرة." سحبت راسي لورا وتايلر بص لي باستغراب، بس لما ابتسمت، بدأ يبوس رقبتي تاني.
      
      "امسكواها يا رجالة، عايز أعلم العاهرة الصغيرة درس." دفعت تايلر بعيد وفكيت رجلي بالراحة من حوالين وسطه.
      كنت عايزة تايلر أوي، بس صوت جوش في دماغي بيفكرني باللي عمله فيا. ما قدرتش أعملها.
      
      سندت راسي على الخشب البارد بتاع الباب. "أنا آسفة." همست وحسيت دمعة بتنزل على خدي. غمضت عيني وحسيت تايلر مسح دمعتي وباسني على راسي قبل ما أسمع خطواته الهادية وهو ماشي.
      لما ما بقتش سامعة خطواته، نزلت على الأرض وحطيت وشي بين إيدي. ليه ما أقدرش أكون طبيعية؟ ليه ما أقدرش أعيش ليلة واحدة بس طبيعية ومبسوطة؟ ساعتها أدركت اللي أبويا قاله لي من ساعة ما أمي ماتت.
      
      أنا ما أستاهلش ده.
      
      
         
      wFcOs8ApjI8IZQTQ0vur

      زكري لا تُنِسي - أحمد عماد

      زكري لا تُنِسي

      2025, أحمد عماد

      دراما

      مجانا

      قصة قصيرة مأخوذة عن قصة حقيقة والتعبير من وحى خيال الكاتب. لقاء عابر في الإسكندرية مع رجل أربعيني يجلس يوميًا أمام البحر منذ عشر سنوات، بعد أن فقد زوجته غرقًا فيه. يحاول الراوي فهم سبب جلوسه، ليكشف الرجل أن وجوده هناك ليس ليرى زوجته بل ليشعر بها، مؤكدًا أن الحب الحقيقي يتجاوز الرؤية المادية. يوضح الرجل أن هذه هي آخر نقطة التقيا فيها

      الرجل الأربعيني

      قضى عشرة أعوام منها يجلس يوميًا أمام البحر في الإسكندرية
      تم نسخ الرابط
      زكري لا تُنِسي - أحمد عماد

      في إحدى رحلاتي إلى الإسكندرية، صادفني أحدهم بقصة رجلٍ يبلغ من العمر خمسةً وأربعين عاماً، قضى منها قرابة عشرة أعوام وهو يجلس أمام البحر كل ليلة. وعندما سألته عن السبب، قال لي إن زوجته غرقت في هذا المكان.
      
      في اليوم التالي، ذهبت إلى هذا الرجل لأتحدث معه. كنت أطرح عليه كثيراً من الأسئلة، ولكنه لم يُجِب.
      
      قلت له: "إنها ليست هنا."
      
      فنظر إليَّ لبرهة وقال لي بصوتٍ يبوح بالبكاء: "أنا أعلم أنها ليست هنا."
      
      فسألته: "إذن لماذا تجلس أنت هنا؟"
      
      قال: "حقاً، أنا لا أراها، ولكنني أشعر بها."
      
      ثم أضاف: "إن المرء الذي يرى بعينيه فقط ليس إنساناً... فالحيوانات ترى. عليه أن يرى بقلبه أولاً."
      
      تعجبت من حديثه، فهو ليس بمجنون كما يقول عنه البعض، ولكنه حقاً أحبَّ بحدِّ الجنون.
      
      ثم نظرت إليه وقلت له: "هل استمرارك في الجلوس هنا سيُعيدها؟ أنت تجلس هنا منذ عشرة أعوام ولم يتغير شيء!"
      
      فضحك بسخرية وقال لي: "لم تكن عشرة أعوام... عشرة أعوام إلا ليلةً واحدة قضيتها بجوارها في القبر حين دُفِنت."
      
      قلت: "لِمَ لا تجلس بجانب القبر بدلاً من الجلوس هنا؟"
      
      قال: "هذا آخر مكانٍ التقينا فيه سوياً، هذا المكان الذي التقطت فيه أنفاسها الأخيرة، هذا المكان الذي خرجت فيه روحها."
      
      فسألني: "هل تشعر بالوحدة؟"
      
      قلت: "أحياناً أشعر أنني وحيدٌ تماماً."
      
      فقال: "أنا أفضل منك... أنا أملك شيئاً لا تملكه أنت. أنا لا أشعر بالوحدة عندما أجلس هنا، لأنها تنتظرني كل ليلة."
      
      وأنا أغادر الإسكندرية، حملت معي صورة ذلك الرجل وهو يجلس أمام البحر في انتظار أبدي. فهمت أن الحب الحقيقي لا يعرف الموت، وأن القلوب العاشقة تحوّل الأماكن إلى معابد للذكرى.
      
      علمني أن الوحدة ليست في غياب الآخرين، بل في غياب مَن نحب. وأن هناك مَن يجد في الذكريات صُحبةً أجمل من الواقع.
      
      في تلك الليلة الإسكندرية، تعلمت أن العين ترى الغياب، لكن القلب يرى الحضور الأبدي.
       
      

      جرح قلبي | الفصل الأول

      جرح قلبي

      2025, شذى حماد

      رواية اجتماعية

      مجانا

      بنية تتعذب بحياتها وتهرب من أبويها وزوجها اللي يأذيها، وتبدي حياة جديدة بمكان غريب. تلتقي بـبوب، اللي يصير مثل أبوها، وصوفيا، اللي تصير أختها وصديقتها المقربة، وتتعلم شلون تعيش حياة هادية وسعيدة بعيداً عن الماضي، حتى لو جان الخوف من يكتشفوها يلاحقها. بس هي دتبني عائلة جديدة وتستمتع باللحظة الحالية، رغم إنها تواجه تحديات من ورا الشباب اللي ما يستحون.

      ميا

      عانت هواية بحياتها من الإيذاء الجسدي والنفسي من أبوها وطليقها. قررت تهرب وتبدي حياة جديدة بمكان غريب

      بوب

      صاحب المطعم اللي تشتغل بيه ميا. بوب شخص حنون وطيب القلب، يصير مثل الأب لميا وما يسألها عن ماضيها. هو يقدر اجتهادها وشخصيتها، ويعتبرها مثل بنته، لدرجة إنه يريدها هي وصوفيا يستلمون المطعم من بعده.

      صوفيا

      زميلة ميا بالعمل وصديقتها المقربة، وتصير مثل الأخت الها. صوفيا مرحة، حماسية، وعدها عائلة إيطالية صاخبة تحبها هواية. هي تدعم ميا وتساعدها تتأقلم بحياتها الجديدة، وتكون سند قوي الها.

      أيدن

      واحد من الرجال اللي دخلوا المطعم وشفته ميا. شكله جذاب جداً، لكنه كان وقح في البداية. ويبين إنّو معجب بميا بطريقة معينة.
      تم نسخ الرابط
      جرح قلبي | الفصل الأول

      أباوع عالمراية وأشوف الكدمات كلها - آثار أصابع على رگبتي، وشفتي المگطوعة، وعيني الزرگة، وكدمات متفرقة مغطية جسمي.
      
      احتاريت منو آني. بدلت إيذاء أبوي بإنسان ثاني أسوأ بهواية. من باوعت بالمراية عرفت عندي خيارين بس، لو أطلع هسة، لو أبقى وأموت. هو راح يكتلني ورا اللي سويته. هاي أقوى ضربة ضربني إياها بحياتي كلها.
      
      هو چان فوگ نايم ويا مرة ثانية بفراشنا. عرفت هاي فرصتي الوحيدة حتى أشرد منه. رحت لغرفته وفتحت الخزنة. أخذت ٦٠٠٠ دولار، وجنطتي، وكم قطعة ملابس مالتي چانت بالنشافة. چنت أتمنى هذا يكفي حتى يوديني بعيد عنه.
      
      للأسف، هو چان دوم عنده ناس يحرسون البيت والباب الرئيسي. شغلت الدوش بالحمام وطلعت من الشباك. چانت اكو بس نقطة وحدة يم السياج ما بيها ضوة زين، وهي يم المسبح. بديت أزحف بالگاع وشمرت جنطتي ليغاد. من عبرت جنطتي، شمرت روحي فوگ السياج ووكعت على كعبولتي عدل. آخخخ...
      
      بديت أركض بالغابة. عرفت إذا أتجه شرق، راح ألگى شارع رئيسي. من وصلت للشارع الرئيسي، شفت سيارة بيويك وهزيت إيدي. لحسن الحظ، چانت مرة كبيرة بالعمر، "يا بنتي، إنتي زينة؟" سألتني. هزيت راسي، "ممم... لا، آني... بس أريد أوصل لأقرب وول مارت أو تارجت."
      
      ابتسمت، "صعدي." ركضت لجهة الراكب ودخلت بسرعة. ما مصدگة عبرت بدون ما يشوفوني. زلمته كلش أغبياء. "إنتي شاحدة من القانون؟" السؤال المفاجئ طلعني من أفكاري.
      
      "لا، آني شاردة من طليقي. هو مو زين أبد." گلتلها. عيونها بدت تمسح جسمي. "يا ويلي... هو سوالج كل هاي الكدمات؟" سؤالها چان بي حزن.
      
      بس هزيت راسي والدموع بدت تنزل على وجهي. باوعتلي وهي فاتحة حلگها. "شوفي، ما عندي فلوس هواية، بس هذا اللي عندي." راحت تمدلي فلوس من جنطتها.
      
      هزيت راسي، "لا، ما أگدر أسوي هيچ. أخذت فلوس قبل ما أطلع. راح أكون زينة أوعدج. مساعدتج بس توصليني لمحل، كلش كافية."
      
      هزت راسها إلي، "زين، إذا ما تقبلين فلوسي، على الأقل اقبلي مساعدتي. حفيدي يگدر يساعدج تسوين صفحة جديدة بهوية جديدة. أخاف إذا ما تغيرين اسمج، طليقج راح يلگاج ويقتلج. هذا تلفوني، خابريه. گلّيله جيجي دزتني إلج ببلاش."
      
      آنّي مصدومة هاي المرة مستعدة تساعدني. أخذت تلفونها ودگيت رقم حفيدها. بده يدگ وسمعت رجال يجاوب بالطرف الثاني. "هلو جيجي، أوعدج بعدني ما متورط بمشاكل. سويت اللي گلتيه." ضحكت بخفة، "ممم... هاي مو جيجي، هاي ميا گرگوري. جيجي انطتني تلفونها حتى أخابرك." سكتة...
      
      بعد شوية الرجال بده يحچي، "شتريدين؟" گحيت حتى أنظف بلعومي، "إي، أريد أغير هويتي." سمعت صوت كيبورد. "زين، أريدج تدزيلي صورة وجهج الأمامي. بدون ابتسامة، عيون مفتوحة، ومو شعر على وجهج. راح أوصلها لبيت جيجي خلال ٢٤ ساعة." طق. التفتت أباوع على جيجي. ابتسمتلي، "لعد الظاهر راح تبقين وياي الليلة." تنهدت وأدركت ما عندي خيار هواية هسه.
      
      جيجي ساقتني لبيتها بنص الخرابة. وصلنا للي چان يشبه بيت مزرعة قديم. نزلت من السيارة وأخذت جنطتي. جيجي باوعتلي، "هو مو هواية، بس هو بيت." ابتسمتلها، "هو كلش مثالي." ودتني للبيت. دخلت لبيت المزرعة الأبيض القديم وعلى طول لاحظت هواية صور معلّقة على الحايط. شكلها عائلة. الكل مبينين كلش فرحانين. أتمنى چان عندي هيچ. صوت جيجي طلعني من ذهولي، "عندج أي شي؟" التفت أباوعلها وأدركت هي دتأشر على صور العائلة. هزيت راسي، "لا، ما عندي أي عائلة. آني وحدي."
      
      گدرت أشوف الحزن بعيونها. "راح أحضر چاي ونكعد نحكي على خطواتج الجاية." ميلت راسي باستغراب. طبطبت على الكرسي يم ميز المطبخ. مشيت وكعدت.
      
      وهي دتحط گلاص الچاي گدامي، "حفيدي راح يخلص كلشي الليلة ولازم يوصل هنا باچر الصبح. أنصحج بس يوصل، لازم تطلعين وتصعدين طيارة بعيد من هنا. حالياً عندج أفضلية لأن هو ما يعرف إنّو غيرتي هويتج. وراح أشجعج تستخدمين بس كاش. لحد ما توصلين بعيد من هنا. روحي لمكان ما چنتي ذاكرة إسمه أبد. فعلياً إختاري مكان بالخريطة حتى إنتي ما سامعة بي. راح يكون صعب عليه يلگاج هيچ. ابتعدي عن الأماكن اللي چنتي بيها. هو راح يدور هناك بالبداية." عيوني كبرت وهي دتحچي عن خطواتي الجاية.
      
      حچيت، "وين تعلمتي كل هذا؟" ضحكت، "آني چنت شرطية وبعدين صرت محققة أساعد ضحايا الاعتداء الجنسي."
      
      بديت أتثاوب، "إذا ما عندج مانع، أعتقد راح أروح أنام." هزت راسها وودتني لغرفة النوم. أول ما خليت راسي على المخدة، غطيت بالظلام. فزيت من الچرباية، سمعت أصوات من جوا. آخخخ... لگوني. گلبي يدگ، لميت غراضي وتمشيت على أطراف أصابعي لجوا. سمعت جيجي دتحچي ويا واحد واستدرت بالزاوية، وشفت شاب. توقفت بنص المطبخ، لازمة جنطتي.
      
      جيجي التفتت وباوعتلي، "يا حبيبتي، خفتيني. هذا حفيدي تايلر. عنده رخصتج الجديدة، وشهادة الميلاد، والجواز، وشهادات الكلية بإسمج الجديد، ميا تومسون."
      
      التفتت عليه ومديت إيدي، "شكراً جزيلاً لمساعدتك إلي."
      
      ابتسم وصافح إيدي، "أي شي لخاطر جيجي."
      
      بس طلع، جيجي شغلت السيارة ورحنا للمطار. باوعت على جيجي، "شكراً جيجي. أنقذتي حياتي. ما أعرف شلون راح أگدر أسددلج هذا الجميل."
      
      هزت راسها، "عيشي حياتج بسلام وسوي الشغلات اللي تحبيها. هيچ راح تسددين جميلج. ومن يموت هذا الوصخ أو يروح للسجن، تعالي دوريني. أريد أعرف إنتي بخير. غير هذا، لا تتصلين بأي أحد من ماضيج. لا تدگين حتى على كاليفورنيا. راح تضطرين تعوفين ماضيج. لا تگوليلي وين راح تروحين. كلما قل معرفة الناس، كلما أحسن." هزيت راسي، "شكراً، وراح أتصل بيج من أكون بأمان."
      
      دخلت للمطار واشتريت تذكرتي بكاش. رحت للصالة وسمعت الموظفة تعلن، "الآن صعود الطائرة المتوجهة إلى أتلانتا، جورجيا." انطيت الموظفة تذكرتي وصعدت للطيارة. ما مصدگة نجحت. نزلت من الطيارة ورحت لمحطة القطار. اشتريت تذكرة ذهاب فقط، بكاش إلى تشارلستون، كارولينا الجنوبية.
      
      وصلت لهاي المدينة الحلوة، التاريخية والمليانة حيوية. هي كلش عجيبة. مشيت يم الشط أباوع على المطاعم أدور على شغل ويتر. أحتاج شغل بأسرع وقت. لاحظت حانة قديمة قريبة من الشط. دخلت وسألت عن المدير/المالك.
      
      المالك رجال ضخم وكبير بالعمر، يمكن بالستينات من عمره. مشى باتجاهي وباوعلي من فوگ ليجوا، مو بطريقة مزعجة، بس بفضول أكثر. باوعتله بعيونه عدل، "شوف آني دأمر بيوم... صعب وكلش أحتاج شغل. آني ذكية، وكفوءة، وأتعلم بسرعة. أوعدك راح أكون هنا بالوقت ومستحيل أرفض ساعات عمل إضافية."
      
      هو مصدوم، "واو يا بنتي، عندج گلب سبع. عجببتيني. تبدين باچر. الساعة ١٠ الصبح. لا تتأخرين. البسي جينز حلو، ما بيه ثقوب - لو راح أدزج للبيت تبدلين." وگفت وصافحته.
      
      هسه، لازم أكتشف وين راح أعيش بحق الجحيم. ورا الطيارة، والقطار، وكم أكلة، بعد عندي ٤٠٠٠ دولار. مشيت بالمدينة، أباوع على الشقق. لگيت شقة حلوة ورحت لمحل أثاث حتى على الأقل يكون عندي سرير وفرشة أنام عليها. ورا محل البقالة، نمت على فرشتي، أتخيل شنو راح يكون مستقبلي هسه واني أخيراً تحررت من إيذاء طليقي وأبوي. لأول مرة، گمت أفكر شنو أريد أسوي بحياتي. هذا الإحساس كلش عجيب. وأخيراً، غفيت بأفكاري الهادئة. أفكار، چنت بس أحلم بيها بال٢٠ سنة اللي فاتت.
      
      
      
      
      
      اگعد على منبه الساعة بثمانية الصبح. أطب للحمام وأستمتع بالماي الحار اللي ينزل على جسمي. بس أطلع وأباوع عالمراية، ألاحظ الكدمات اللي حول رگبتي بدت تختفي. وشفتي المگطوعة بدت تطيب وعيني الزرگة صارت بنّية. بعدني ما أبدوا كلش زينة، بس على الأقل دتطيب. أگعد على چربايتي وألزم كوب الگهوة وأشرب رشفة. آخذ نفس عميق حتى أرتاح، بس بالنهاية أگح واللي أتوقعه هي ضلوعي المتأذية. أگدر أگعد هنا ساعات وأستمتع بالهدوء والسلام بس. راح أحب العيش هنا.
      
      الساعة بالتسعة الصبح وآنّي طالعة من الباب لدوامي الجديد. أوصل بالتسعة وربع. المدير، بوب، يطب ويباوعلي مصدوم، "صباح الخير ميا، إنتي جاية كلش وكت." أبتسم، "ردت أتأكد عندي وقت كافي أبدّل يونيفورمي وأتعلم شلون يشتغل المطعم، حتى ما أكون عائق." يضحك، "حماسية، هذا راح يوصلج بعيد بالدنيا. روحي ليورا، هناك كنتور مليان تي شيرتات. البسي واحد وأخذي عشرة وياج، من ترجعين للبيت. التي شيرتات هي يونيفورمكم." أهز راسي وأروح ليورا. من أبدّل، أطلع ألگى بوب گاعد بالبار. يأشرلي عليه. "زين ميا، بنت أختي راح تجي بعد شوية. راح أعرّفج عليها، هي راح تدربج. أعتقد راح تتوالفون زين." أهز راسي "آه وبعد ميا، لا تنسين تبتسمين وتستمتعين." يطبطب على چتفي.
      
      شابة بعمري تقريباً طبّت. شعرها أسود طويل وبشرتها سمرة. باوعتلي عدل وابتسمت، "هلو، آني صوفيا. شنو إسمج؟" أبتسمتلها، "آني ميا." قاطعنا بوب، "صوفيا، راح تدربين ميا لمدة أسبوعين وبعدين هي تگدر تدبر أمرها بالويتر وحدها." إحنا الاثنين هزّينا راسنا. صوفيا لزمت إيدي وودتني للمطبخ. بدت تشرحلي وين كلشي موجود.
      
      وبمرور يومنا، حجتلي قصص عن عائلتها الإيطالية الخبلة. شرحتلي شگد هم صاخبين، بس هي تحب هالشي وما تريد شي ثاني. آني نوعاً ما حسدتها. أتمنى چانت عندي عائلة چبيرة. ما چان يهمني إذا چانوا صاخبين ومزعجين. طالما هم يحبوني صدگ، هذا كل اللي أحتاجه. ضحكنا وگمنا نهمس. كلش حبيتها.
      
      بنهاية اليوم، صوفيا حطت إيدها على ذراعي، "هلو ميا، إذا تريدين، تگدرين تجين تتعشين ويا عائلتي. هم دائماً مسلّين." آخذ نفس عميق، "شكراً على العرض صوفيا، آني كلش أقدره. بس، يمكن راح أروح للبيت." انطتني ابتسامة حزينة، "شوفي، أعرف اكو بيج أكثر من اللي يبين بالعين، أگدر أشوف الكدمات القديمة جوه الجديدة. ما راح أتدخل، بس خلي ببالج إنّو صار عندج ناس بصفج. خالي حبّج. مو بطريقة مو زينة أو هيچ شي، بس إنتي تذكّريه ببنته اللي توفت. أعرف ما تشبهيها بالشكل، بس شخصيتج تشبهها. لطيفة، مهتمة، حماسية، ومليانة حياة. لا تخلين أي أحد ياخذ منج هاي الشرارة أبد." أضحك، "يا له من حكيمة لعمر العشرين." دفعت چتفي، "نفس عمرج. تدرين الناس دائماً يگولون تشبهين أحد من أهلج، إنتي تشبهين منو؟" أبتسم، وأفكر بأمي، "أمي. آني أشبهها بالضبط - شعر أشگر، عيون زرق، بشرة بيضة، نمش، شفايف مليانة، طول ٥'٥ وخصر نحيل. مع إنّو ما عندي حظ بصدرها الأكبر، بس هذا عادي عندي أرداف بدالها. أحسن من لا شي أعتقد." صوفيا تضحك، "إنتي حلوة ميا، بغض النظر عن حجم صدرج. زين... لازم أروح لعشاء عائلتي الخبلة. متأكدة ما تردين تجين ويانا؟" گعدت أفكر، "ليش لأ!" صوفيا تصيح بحماس.
      
      سنة بعدين...
      
      صوفيا صارت صديقتي المفضلة، أو بالأحرى أختي. حجيتلها كم شغلة عن ماضيي. أتذكر كلام جيجي عن إنه كلما قل عدد الناس اللي يعرفون، كلما أحسن. Always چانت هاي الفكرة ببالي. كل اللي تعرفه صوفيا هو إنّو طليقي چان مؤذي وآنّي شردت منه. گلتلها هذا كل اللي أگدر أگللها إياه. هم صرت كلش قريبة من بوب. چان مثل الأب اللي ما چان عندي. مرات ياخذني للصيد. أبد ما سأل عن اليوم اللي جيت بي لمطعمه ووجهي مليان كدمات وشفة مگطوعة. أتمنى لو گدرت أشكره لأنه أبد ما تدخل. چأنّو هو يعرف بس.
      
      يجوز ما عندي ماضي عظيم أو عائلة حقيقية، بس آني سويت عائلتي الخاصة وحبيتهم كلش هواية. عائلة صوفيا أساساً رحبوا بي بإيدين مفتوحة. من گالت هم صاخبين وإيطاليين، ما چانت غلطانة، بس آني حبيت كل لحظة. هم صرت كلش قريبة من أم صوفيا بهالفترة. أساعدها هي وصوفيا بالخبز وأجي لليلة العائلة كل أسبوع. أبد ما عرفت إنّو أگدر أكون سعيدة لهالدرجة.
      
      مع إنّو أحس گلبي راح ينفجر من الفرحة، أعرف بقرارة نفسي، بيوم من الأيام كل هذا راح ينتهي. بعدني تجيني كوابيس عن ماضيي وعن اليوم اللي راح أضطر أقاتل بيه على حياتي من يلكاني طليقي، نيك، أو أبوي، هنري. عندي هواية قلق من أفكر بهذا اليوم. بس، راح أستمتع باللي عندي هسه.
      
      هم رجعت لصفوف التجارة. بفضل تايلر اللي غير اسمي بالشهادات الأصلية، دخلت كلية تشارلستون ودا أكمل شهادتي بالتسويق، مع تخصص فرعي بإدارة الأعمال. هسه خلصت سنتي الثالثة وراح أبدي سنتي الرابعة بالخريف. الحمد لله، هسه عطلة صيف!
      
      دا أشتغل شفت المسائي بمطعم بوب، اللي إسمه "إيماز كورنر". الساعة بالتسعة بالليل، بعد ساعتين بس وراح نسد هالمكان. آه... يا ريت الساعة ١١ تجي أسرع. لا تفهموني غلط، أحب أشتغل هنا، بس تعاملت ويا زبائن مو خوش اليوم وصبري صار كلش قليل.
      
      الباب ينفتح وأشوف ثلاث رجال طوال القامة وجذابين بشكل مو طبيعي يدخلون. واحد منهم مبين كلش سكران، والثانيين يساعدونه يدخلون للمدخل. السكران شكله طوله ست أقدام تقريباً، نحيل، شعره أسود، ولون بشرته حنطاوية. الرجال اللي على يمينه أطول، شعره أسود - أمريكي من أصل أفريقي، عنده أكتاف عريضة وكلش رياضي. هو كلش جذاب. شافني ورا البار وابتسم. جذاب وودود. الرجال اللي وراه بشوية، كلش جذاب، عضلات، أكتاف عريضة، تي شيرته لازگ على عضلات بطنه، شعره بني رملي، عيون زرق مثل الثلج، وبشرة مسمرة من الشمس - ما أعتقد بحياتي شفت رجال هيچ حلو. يا إلهي، هو ديباوعلي عدل. أباوع بعيد عنهم وأبدي أصفط گلاصات ورا البار. صوفيا تجي يمي، "هلو ميا، ممكن تاخذين طلب المشروبات والأكل مالهم؟ لازم أروح أحچي ويا خالي، راح أرجع هسه." أهزلها. هي تروح واني ألزم قلمي وورقتي.
      
      أتجه نحو الطاولة. گلبي يدگ بقوة. أحس راح يطلع من صدري. أقترب من طاولتهم. "هلو، شنو أگدر أقدم للشباب تشربون؟" الرجال السكران يباوع على وجهي وببطء يمسح جسمي، "آني أريد گلاص طويل منج." الرجال الأفريقي يحط قبضة إيده على حلگه ويبدي يضحك بخفة. الرجال ذو العيون الزرقاء يباوعلي وهو يبتسم بخبث.
      
      حواجبي تعقدت. صدگ تحچون؟ ما راح أتعامل ويا هاي السخافة ورا هاليوم اللي قضيته.
      
      آخذ نفس عميق، "آني مو بالمنيو، شنو تريدون تشربون؟" الرجال ذو العيون الزرقاء يحچي، "كلنا راح نشرب ماي." قبل ما الرجال السكران يگدر يعترض، استدرت بسرعة ومشيت. الله يلعنج صوفيا. تعالي بسرعة. ما أگدر أتحمل هذوله الثلاثة اليوم.
      
      رجعت لطاولتهم ويا المايات. "شنو أگدر أقدم لكم تاكلون؟" الرجلان الرصينين انطوني طلباتهم وبعدين هذا الغبي السكران طلعت على وجهه ابتسامة خبث چبيرة وما صدگت الكلمات اللي طلعت من حلگه.
      
      "شنو إذا اللي أريده مو بالمنيو؟" أجز على أسناني. آني مستعدة أكسر راسه. "إذا مو بالمنيو، فمعناها ماكو." بصقت الكلمة.
      
      عيونه كبرت، "أوكي، أوكي، ماكو داعي للعنف." فكي انقبض، يا إلهي آني كلش معصبة، خطفت المنيوهات من إيدين الرجال ذو العيون الزرقاء. استدرت ومشيت.
      
      بس قاموا الثلاثة حتى يروحون، لاحظت الرجال ذو العيون الزرقاء مشى يمي. "هلو، آسف على لي. هو شرب هواية شوية اليوم." أجز على أسناني، "آه؟ شنو خلاك تفكر هيچ؟" سخريتي دتصعد للسطح.
      
      باوعلي، بدون أي تعبير، "آني أيدن بالمناسبة. صديقي الثاني كالب." راسي بده يوجعني من كل هؤلاء الأغبياء وقلة الأدب اللي تعاملت وياها اليوم وهذوله الثلاثة بس كملوا اليوم المخربط. باوعتله عدل، "ما يهمني."
      
      وگف هناك لثواني وباوعلي. زاوية حلگه التوت لابتسامة خبيثة، "تحتاجين مساعدة حتى تطلعين هالخشم؟" غمز وأخذ مفاتيحه وطلع من المطعم. يا له من وغد.
      
      
      
      الصبح اللي وراه، گمت من وكت حتى أروح أركض قبل شفتي اللي يبدي بالعشرة الصبح. لبست صدرية رياضية، وتي شيرت نص ردن، وشورت ركض. بديت أركض بالحي وبعدين لمركز المدينة. ما أعتقد أگدر أمل من هالمكان أبد. الكل ودودين وهاي المنطقة كلش حلوة. من چنت أركض حتى أروّق راسي، لمحت سوق مزارعين بطريقي للبيت. چان زين لو أجيب خضروات وفواكه طازجة. أخذت جنطة صغيرة وبديت أجمع المنتجات الطازجة. بس وصلت للمحاسب، حسبلي كلشي. "تصير ١٥ دولار و ٦٢ سنت." باوعت لجوا، لاحظت كل اللي عندي ١٢ دولار بس. من چنت دأحضر كم شغلة حتى أرجعها، إيد انمدت. "تفضلي." باوعت لگيت رجال حلو. لا... لحظة. هذا إيدن. يا الله.
      
      باوعتله بعينه، "ما أريد فلوسك." هو دار عينه، "يا ربي، شيلي هالعبس من وجهج. هي بس كم دولار." حطيت كم تفاحة على الكاونتر وانطيت المحاسب ١٢ دولار اللي عندي. أخذت الجنطة ومشيت. هو ركض يمي، "إنتي جادة؟ شبيچ شبيچ؟"
      
      باوعت للرصيف، "لا تلحگني." التفت وباوعت بعيونه الزرق مثل الثلج. چان شكله بدون أي تعبير. رفع إيديه، "خلص."
      
      رجعت للبيت وطبيت للحمام، دا أتحضر للدوام. رحت للحانة وبديت شفتي. مر الوقت وخلص شفتي بالساعة ستة العصر. إجاني اتصال من جوليا، ويتر ثانية وصديقة زينة إلي ولصوفيا. "هلو جوليا، شلونج يا بنت؟" سمعتها دتگح، "هلو ميا، آسفة أزعجج، بس آني كلش مريضة. تگدرين تغطين شفتي؟" ضحكت، "طبعاً! إن شاء الله تتحسنين." سديت التلفون وصوفيا مشت باتجاهي، "هلو، خالي يريد يحچي وياچ." هزيت راسي ومشيت باتجاه مكتبه.
      
      دگيت الباب. بوب التفت عليه وأشرلي أدخل. "سدي الباب ميا." يا إلهي، شنو سويت غلط؟ حط إيديه سوية، "ميا، شنو خططچ بعد الكلية؟" هزيت چتفي، "ما أعرف. بعدني ما فكرت لهالدرجة."
      
      ابتسم، "زين... آني ما دأصغر، وحچيت ويا صوفيا. ناوي أتقاعد بعد خمس سنين وأحب إنتِ وصوفيا تستلمون المطعم، هذا إذا جنتوا مهتمين." آني انصدمت. "إنتَ متأكد؟ آني مو من أقاربك." ابتسم وهز راسه بإعجاب. "ميا، يجوز إنتي مو من دمي. بس أحبج مثل بنتي. أريدج إنتي وصوفيا تديرون هالمطعم سوية." ابتسمت، "أي، كلش أحب هالشي!" صرخت.
      
      گام وحضني، "أعرف عندج ماضي صعب، بس إنتي هسه عندج عائلة وهذا كل اللي يهم." دمعة بدت تنزل على خدي. بوب مسح خدي وابتسم. "أتمنى هاي دموع فرح."
      
      هزيت راسي، "أي نعم." ابتسم وهو يباوعلي، "زين، كافي من هالحچي العاطفي. ليش ما تصعدين على الستيج وتغنين. أعرف صوفيا صارلها فترة تريد تسمع صوتج مرة ثانية والمطعم هسة هادئ كلش." گال. ابتسمت وهزيت راسي.
      
      طلعت للمنطقة الرئيسية اللي ينتظرون بيها الزبائن وصوفيا چانت محضرة المايكرفون. قررت أغني أغنية حماسية: "بدلة رسمية" لـكلير دان.
      
      هو ما يحتاج أي ستره ورباط
      ما يحتاج أي أسود وأبيض
      ما يحتاج أي كاميرات حمراء نحاسية تضوي بعيونه
      أوه، لا
      
      لأنّو رجليه على الأرض
      وهو راسخ بأحذيته
      حبيبي يبدو جذاباً جداً وهو يشتغل بأحذيته
      
      أوه، لازم تعرفون
      أوه، رجلي
      عنده هاي الإيدين القوية صدگ
      وبعد يوم كامل من الشغل تحت شمس حارة
      يجي يمشي دايماً شكله كلش حلو
      أوه، گلبي
      يضيء مثل النجوم المتساقطة
      هو مثل فارس درع لامع ولابس ذاك الجينز الأزرق
      تي شيرت أبيض وسخ وحبيبي ما يحتاج، لا
      
      بدلة، بدلة، بدلة رسمية
      بدلة، بدلة، بدلة رسمية
      ما يحتاج
      ما يحتاج
      بدلة رسمية
      
      بهاللحظة، شفت كالب، ولي، وأيدن يدخلون. عيون أيدن چانت تراقبني بقوة واني أغني.
      
      ما أحتاج خواتم الماس
      ما أحتاج سيارات براقة
      هو يخليني أحس كلش غالية من أكون بحضنه
      
      أوه، لازم تعرفون
      أوه، رجلي
      عنده هاي الإيدين القوية صدگ
      وبعد يوم كامل من الشغل تحت شمس حارة
      يجي يمشي دايماً شكله كلش حلو
      
      أوه، گلبي
      يضيء مثل النجوم المتساقطة
      هو مثل فارس درع لامع ولابس ذاك الجينز الأزرق
      تي شيرت أبيض وسخ وحبيبي ما يحتاج لا
      
      بدلة، بدلة، بدلة رسمية
      بدلة، بدلة، بدلة رسمية
      ما يحتاج
      ما يحتاج
      بدلة رسمية
      
      هو مثل نوعية جورج ستريت اللي يغني بالكنيسة
      يعرف الفرق بين الغلط والصح
      وينطيني بالضبط اللي أريده
      طول الليل
      
      وهو مالتي، كله مالتي...
      
      أگدر أشوف أيدن يراقبني من أنزل من الستيج وأتجه نحو البار حتى أساعد أسوي مشروبات قبل ما يبدي زحمة الليل.
      
      صوفيا تجي يمي، حتى تاخذ مشروبات للزبائن، "ميا، چنتي كلش مبدعة! شفت عندج معجب سري - هو كلش حلو هم." تأشر باتجاه أيدن. أدرت عيني، "ما مهتمة."
      
      رفعت راسي ولاحظت كالب دا يمشي باتجاهنا. "هلو، شغل حلو فوگ. إنتي صدگ تگدرين تغنين." حط مرفقه على البار وباوع لصوفيا. مد إيده باتجاه صوفيا، "هلو، آني كالب." هي ابتسمت وصافحت إيده، "آني صوفيا." وبدوا يتغازلون ويا بعض، وآنّي دا أسوي مشروبات لزبائن صوفيا. كالب التفت وباوعلي، "لعد، إنتي وصوفيا بس زميلات؟" صوفيا قاطعته، "لا، هي أختي."
      
      كالب بدى مرتبك باعتبار احنا ما نشبه بعض أبد. هي بدت تضحك بخفة، "مو بالدم، بس عائلتي أساساً تبنتها. هي أختي وأعز صديقاتي. ليش تسأل؟"
      
      ابتسم، "زين... يمكن إنتن الثنين وصديقة ثالثة الكم تطلعن ويّاي آني ولي وأيدن يوم الجمعة هذا." عيوني وسعت برعب. قاطعت صوفيا، "لا، آني زينة. بس، شكراً على العرض." قبل ما صوفيا تگدر تعترض، أخذت المشروبات اللي سويتها ورحت لزبائن صوفيا وانطيتهم مشروباتهم. باوعت ليورا على كالب و هو چان مصدوم من ردّي. رجع لطاولته.
      
      رجعت باتجاه البار ولاحظت صوفيا بعدها واگفة هناك ودا تباوعلي بحقد. "شنو يا ميا؟ ليش دتتصرفين مثل ملكة الثلج؟" أجز على أسناني، "شوفي صوفيا، ما مهتمة أطلع ويا أي رجال. أو أتعرف على ذوله اللي يروحون للچيم وعندهم غرور زايد عن اللزوم." هي أدرت عينيها ومشيت.
      
      بنهاية الأسبوع - يوم الجمعة. رحت للدوام. صوفيا وجوليا ركضوا يمي. "هلو ميا، راح نطلع نركص الليلة." هزيت راسي، "آني ما أحب الرقص." صوفيا لزمت إيدي، "لا اعتراضات، راح تروحين. جبتلج فستان وكعب عالي. راح نتحضر هنا ونروح هناك ورا الشغل." تنهدت ورحت باتجاه البار حتى أسوي مشروبات.
      
      بعدين بالليل إحنا ثلاثة بالحمّام. جوليا، السمرة اللي بشرتها مسمرة من الشمس، لبست فستان وردي قصير ومالوف. صوفيا، لبست فستان لافندر، بفتحة صدر عميقة. وهذا الفستان چان يبرز جمال صدرها. بعدين طلعت فستان أحمر فاتح من قطعتين، نص ردن. هزيت راسي، "ما راح ألبس هذا." ابتسمت بخبث، "لو هذا لو تبقين مصلخة، اختاري." درت عيني وخطفت الفستان منها. لبسته والقطعتين، النص ردن والتنورة، چانت لازگة على انحناءات جسمي. گدرت أشوف بطني الرياضية تماماً. "صوفيا، هذا الفستان يخليني أحس بعدم راحة كلش." لزمت إيدي وهي تگودني آني وجولي برا الباب. "ميا، هو يخليچ تحسين بعدم راحة لأنّو إنتي طالعة بي حلوة بشكل مو طبيعي." جولي ضحكت بخفة، "لازم أتفق ويا صوفيا بهالشي." تنهدت وهزيت راسي وإحنا متجهين للكلوب.
       
      

      Pages

      authorX

      مؤلفون تلقائي

      نظام شراء