موصى به لك

الأقسام

الأفضل شهرياً

    هبه والمنتقم الفصل 14

    هبه والمنتقم 14

    2025, خضراء سعيد

    اجتماعية

    مجانا

    معاناة هبة وسما، كل واحدة في لحظة انكسار حاسمة. هبة تواجه عنف زوجها وقسوته، وهي مربوطة وجسدها مليان جروح، لكنها تلمح لحظة تردد في عينه تفتح لها باب الهروب. في المقابل، سما تنهار أمام أخوها آدم بعدما اكتشف صورها الخاصة، فتغرق في شعور الندم والخيانة. المشهدين يكشفوا هشاشة المرأة لما تُخدع باسم الحب، وتتحوّل الثقة لسلاح ضدها.

    هبه

    زوجة مخلصة عاشت سنوات من العنف النفسي والجسدي مع زوجها كريم. كانت تظن أن الحب والرضا يكفيان، لكنها وُضعت في موقف مرعب كشف لها حجم الظلم اللي عاشته. شخصيتها قوية رغم الألم، وبتملك بداخِلها رغبة دفينة في التحرر، وبتظهر في لحظة التردد اللي شافتها في عيون كريم.

    كريم

    زوج هبة، شخص عنيف، متملك، ومهووس بالسيطرة. بيخفي ضعفه الداخلي وقلقه من الخيانة وراء قناع من القسوة والتسلط. بيرى الحب كملكية، ولما بيحس إنه فقد السيطرة، بيلجأ للعنف ليعيد إحساسه بالقوة. رغم وحشيته، ظهرت فيه لحظة ضعف واحدة، كانت كافية تخلّي هبة تفكر في الهروب.

    سما

    عايشة في بيت محافظ. انساقت وراء وعود الحب من شاب خادع، ودفعت ثمن ثقتها غالي. بتمر بلحظة كشف صادمة قدام أخوها، وبتحاول تشرح له إنها مش سيئة، بس ضحية حب كاذب واحتياج عاطفي. شخصيتها حساسة، بريئة، لكنها مش ضعيفة.
    تم نسخ الرابط
    هبه والمنتقم

    مش لأنه هيتجوز، لا…
    بس لأنه قالها كده، بضحكة، وهي على الأرض مربوطة، مجروحة، ومكسورة.
    مرت لحظة سكون، قبل ما يكمل كلامه، وهو بيقلب في تليفونه:اللي جاي أحسن لي... على الأقل، مش هتكون نكدية زيك، ولا بتخوني مع أخوكي."
    هبة حركت راسها بصعوبة، وبصت له… بنظرة مش ضعيفة، بس نظرة حد فقد كل شيء… حتى الرغبة في الحياة.
    كانت بتفكر في كل لحظة عاشتها معاه من أول يوم زواج.
    ازاي كانت بتضحك لما يشيل عنها حاجة…
    ازاي كانت بتحاول تراضيه لما يعصب…
    ازاي كانت بتفكر فيه قبل ما تفكر في نفسها.
    لكن هو؟
    كان بيكسرها كلمة بكلمة، نظرة بنظرة، لمسة بلمسة.
    كان يحرمها من الخروج، من الكلام، من الضحك.
    كانت بتعيش في بيت فيه جدران، بس ما فيهش أمان.
    ومع الوقت، بقت بتنسى هي مين.
    بقت تحط ميك أب مش علشان تطلع حلوة، لكن علشان تخفي الكدمات.
    بقت تضحك قدام الناس علشان ما يسألوش،
    وتبكي في الحمام، علشان ما يسمعوش.
    الليلة دي، وهي مربوطة ومجروحة، ما كانتش مجرد ليلة ألم.
    وكانت مش فاهمة إيه جواها:نظرتها كانت على العلبة اللي رماها كريم قدامها، فيها أوراق متبعترة، بعضها مختوم، وبعضها بخط إيده.
    قال بصوت متقطع من الغضب:دي شغلي، أسراري، المشاريع اللي اشتغلت عليها سنين... أخوكي سرقها، وانتي عارفة وسكتي، يعني شريكة.
    كانت تحاول تنطق، بس الألم بيشد عضلاتها، والدم ساكن في أطرافها، ومع ذلك، نطقت بصوت مرتعش:أنا... ما كنتش أعرف الورق ده يخصك. ظنيت إنه بتاع بابا... سامحني.
    ضحك ضحكة شريرة وقال:اسامحك؟ ده أنا لو سلّمتك للشرطة، ما حدش هينقذك. بس لأ... أنا هخليكي عبرة، وأنا اللي هعاقبك بإيدي.
    راح للدرج وسحب سلك كهربائي، رجع عندها وقال:بس قبل كده، عايز أسمع منك حاجة... تقوليلي إنك خاينة، وإنك ندمانة، وإنك تحت رجلي!"
    نزل على ركبه جنبها، وحط طرف السلك على الأرض، وقربه من إيدها المربوطة…
    هبة شهقت من الرعب، دموعها نزلت بغزارة، قلبها هيوقف.
    قالت وهي تبكي وتترجى:كريم... بالله عليك... أنا غلطت، بس أنا مراتك... ما تذلنيش أكتر من كده.
    لكن هو ما كانش شايف فيها إنسانة.
    كان شايف خيانة، تهديد، فضيحة... وكل حاجة بتخوفه.
    هبة، رغم الخوف والدموع، لمحت لحظة ضعف في عينه… لحظة تردد، صغيرة، لكنها كانت كفاية تزرع فيها فكرة:لو عرفت أهرب الليلة دي، عمري ما هرجع.
    كانت سما قاعدة في أوضتها، شايلة تليفونها في إيدها المرتعشة، وعينيها على الصور اللي بعتلها مجدي من كام يوم.
    صور ما كانتش فاضحة، لكنها كفاية إنها تكسّر صورتها في عين أي حد من أهلها.
    هي ما كانتش تقصد، صدّقت وعده، صدّقت كلمته، وصدّقت إنه بيحبها…
    لكن هو خان.
    اللي ما كانتش تعرفه إن أخوها آدم شاف الصور، بالغلط…
    كان بيستخدم اللابتوب بتاعها في حاجة، وفتح الميل…
    وهناك، كانت الرسائل موجودة…
    باسمه، وبصورها.
    اللحظة دي، كانت لحظة الصدمة.
    دمه غلي، حس إنه اتخدع، وإن أخته الصغيرة اللي بيحاول يحميها، كانت عايشة قصة حب من وراه، ومع مين؟
    مجدي… واحد معروف بسوء سمعته.
    دخل عليها الأوضة والشرر في عيونه، وصرخ:سما!! إيه ده؟! إنتي عاملة إيه؟! الصور دي إيه؟!"
    سما اتجمدت، قلبها وقع، عرفت إنه شاف.
    قالت بصوت مخنوق:مش زي ما انت فاكر... كنت بحبه... صدقته...
    قاطعها بصوت عالي، صوته بيرجّ البيت:تحبّيه؟! دي صورك!! إزاي تعملي كده؟! إزاي تسمحي لحد يحتفظ بحاجات زي دي؟!
    سما كانت بتبكي، ما كانتش قادرة تتنفس من الخوف:كنت فاكرة إنه هيخطبني... قالي إنه عايز يرتبط بيا... ما كنتش أعرف إنه هيخوني.
    آدم لف في الأوضة، ماسك شعره من القهر،
    قال بغضب مكتوم:ده لو بابا عرف، هيموت! انتي بتلعبي باسم العيلة كلها! مش بس نفسك!
    سما وقفت بصعوبة، دموعها على خدها، وقالت بصوت مكسور:أنا غلطت... بس أنا مش سيئة... أنا اتعلقت بحلمه، كنت محتاجة كلمة حلوة… وحسيت إنه شايفني.
    آدم سكت لحظة، نظر لها بنظرة مختلطة، فيها غضب، بس كمان ألم ووجع.
    كلمة دخلت قلبها زي سكينة.
    
    

    هبه والمنتقم - الفصل 13

    هبه والمنتقم 13

    2025, خضراء سعيد

    اجتماعية

    مجانا

    في لحظة من الخوف. تخاطر هبة وتُخفي زاهر، أخيها، في بيت كريم رغم التوتر القائم. يكتشف كريم الأمر، وتتحول المواجهة إلى انفجار عنفٍ وهمجي، يكشف عن وجهه الحقيقي القاسي. تُقيَّد هبة وتُعذَّب، والخذلان يمزقها أكثر من الألم الجسدي. وفي ذروة انكسارها، تنهار أمام ضحكته الباردة وإعلانه بزواجه من أخرى، لتدخل عالمًا من الصمت والوجع لا مفر منه.

    هبه

    عايشة في علاقة خانقة مع كريم، بتحاول تحافظ على إنسانيتها وسط الذل اللي بتتعرض له. رغم الخوف، ما قدرتش ترفض مساعدة أخوها، وده بيكشف أد إيه قلبها متعلق بالدم، حتى لو كان التمن غالي.

    زاهر

    أخو هبة، وعلاقته بيها ضعفت مع الزمن، لكن ما زال جواه الإحساس بالمسؤولية والارتباط بأخته. شايل سر كبير ورا الملف اللي بيدوّر عليه، وبيهرب من خطر مجهول. وجوده في البيت كان لحظة مفصلية في حياة هبة، لحظة خلتها تختار بين الخوف والدم.
    تم نسخ الرابط
    هبه والمنتقم

    هبة كانت مترددة. علاقتها بزاهر كانت شبه مقطوعة، لكن كانت عارفة إنه مش كذاب، وإن في حاجة كبيرة ورا الموضوع ده. وفي غفلة من كريم، فتحت له باب الشرفة الخلفية وخبّته في أوضة صغيرة بالطابق الأرضي.
    زاهر دخل بهدوء، عيونه بتدور على الملف، على الصور، على الأوراق اللي خبّاها أبوهم زمان في درج الخزانة القديمة.
    هبة كانت بتترقّب، قلبها بيدق بسرعة، خوفها من كريم أكبر من أي شيء.
    زاهر لقى الملف، وقال لها بصوت واطي:أنا لازم أهرب دلوقتي، الموضوع كبير... وفي ناس وراي."
    سابت له الباب الخلفي مفتوح، وفضلت واقفة في الصالة، تحاول تتظاهر بالهدوء.
    لكن...
    كريم لمح خيال بيجري من الحديقة.
    صرخ:
    "مين ده؟!"
    هبة وقفت مكانها، دمها جمد. حاولت تخبي، لكن نظراته كانت نار.
    جري على الباب الخلفي، لقى القفل مفتوح والهواء بيدخل. رجع ناحيتها، عيونه مش بس غاضبة… كانت مجنونة.
    قال بصوت عالي:كنتي بتخبي حد؟! مين اللي دخل البيت؟!"
    هبة حاولت تدافع:زاهر... أخويا... بس بس... كان محتاج أوراق... ما عملش حاجة غلط."
    كريم بص ليها كأنه بيشوف خيانة، مش أخوها.
    صفعها الصفعة وقعتها على الأرض.
    صرخ بصوت عالي:فاتحينلي بيتي؟ بتستخبي ورا أخوكي؟ أوراق إيه؟!"
    دخل أوضة المكتب، ولقى الأدراج فاضية.
    صرخ بصوت أشبه بالوحش:سرقتيني يا هبة؟!"
    مسكها من دراعها، جرّها زي لعبة، وبدأ يضربها وهو بيقول:هتدفعيني التمن، كله... دلوقتي، حالاً!"
    ربط إيديها بحبل كان في المخزن، قيدها في طرف السرير، وهي بتبكي وتترجاه:كريم، حرام عليك... أنا ما خنتكش، ده أخويا... الدم اللي من لحمي..."
    لكن ما كانش بيسمع، كان بيكسر كل حاجة حواليه، وكانت هي مكسورة داخليًا أكتر من أي وقت فات.
    دموعها كانت ساكنة، بتنزل في صمت.
    ما كانتش دموع ضعف... كانت دموع وجع، وندم، وإحساس بالخذلان من الدنيا كلها.
    وهي مربوطة، بصت للسقف، وتمتمت بصوت مخنوق:
    "يا رب... يا رب أخرّج من هنا قبل ما أموت وأنا لسه حية..
    الأنفاس بقت تقيلة، والجسد مرمي على الأرض...
    كانت هبة ترتجف، جسمها كله بيصرخ من الألم، القيود بتجرح إيديها، وعيونها مليانة دموع، مش بس من الضرب، لكن من الإهانة… من الذل.
    كل عظمة فيها بتأن، وكل نفس كانت صعب، كأن الضرب ما كانش كفاية، فربنا بعث لها الصمت كمان... عشان يوجع أكتر.
    فجأة، سمعت خطواته داخل الأوضة.
    ما رفعتش راسها، لكن كانت حاسة به...
    واقف وراها، فيه حاجة في إيده، حطها على الكومود، بس ما انتبهتش إيه هي.
    جلس على الكرسي، حط رجل فوق رجل، وبص ليها نظرة كلها سخرية… وضحك.
    ضحكة ما فيهاش رحمة، ولا شفقة.
    وقال بصوت بارد كأنه بيقرأ نشرة أخبار:
    "يا حرام... هو انتي ما تعرفيش إني ناوي أتجوز عليكي؟"
    هبة ما ردتش، ما كانتش حتى قادرة تعي الكلام... كانت في عالم تاني، عالم فاضي، بارد، مليان وجع ومفيهوش باب للهروب.
    لكن الكلمة دخلت قلبها زي سكينة.
    
    

    هبه والمنتقم: الفصل 12

    هبه والمنتقم

    2025, خضراء سعيد

    اجتماعية

    مجانا

    في حارة الزهور البسيطة، يعيش أهلها بقلوب مليانة طيبة وشقاء. سعيد يواجه قرار مصيري بالانتقال لمحافظة تانية، وسط مشاعر مختلطة من أسرته بين الدعم والحزن. رغم الفراق اللي بيهددهم، حبهم بيربطهم وبيخلق لحظات فرح وسط الوداع. وبين صوت مكنة النجارة، وريحة العيش البلدي، وأحلام الشباب البسيطة، بتفضل الحارة شاهد حي على جدعنة ناسها.

    سعيد

    شاب مجتهد ومسؤول، يشتغل في وظيفة كويسة وبيتعرّض لفرصة ترقية هتنقله لمحافظة تانية. بيحب عيلته جدًا ومشاعره دايمًا مخلصة ليهم، وعنده إحساس قوي بالواجب تجاه شغله وأسرته.

    لمياء

    أخته، طيبة ومرحة، بتحب اللمة العائلية وبتخاف من فكرة البُعد. شخصيتها بتتميز بالعفوية والحب الحقيقي لأهلها، بتحاول تحافظ على الجو الدافي في البيت.
    تم نسخ الرابط
    هبه والمنتقم

    سعيد يتنهد: بصراحة... الشغل عاوز ينقلني لمحافظة تانية. لو وافقت، هبعد عنكم فترة طويلة. بس لو رفضت، ممكن أخسر الترقية.
    صمت يسود المكان، ووشوشهم بتتبدل...
    لمياء: "يعني هنرجع نقعد من غيرك تاني؟ ده حتى لو مزعج... بس بتلمّنا حواليك!"
    الأب بهدوء: "إحنا ما بنحبش نوقف طريق حد... بس يا ابني، افتكر إن اللي بيحبك هيستناك."
    الأم بحزن بسيط: "أنا عايزاك تحقق كل اللي نفسك فيه، بس قلبي هيوحشني صوتك في البيت."
    نور بحزن طفولي: "بس أنا كنت عايزاك تحضر حفلة مدرستي الأسبوع الجاي..."
    سعيد يحاول يضحك: "مستحيل أفوّت حفلتك يا نور... حتى لو هاخد أجازة مخصوص."
    خالد بنبرة جادة: "إنت ساند كبير، ولو مشيت... أنا اللي هشيل مكانك، عارف؟"
    سعيد يبتسم وهو بيبص لهم كلهم:
    "أنا كنت فاكر القرار صعب... بس دلوقتي حاسس إني مش لوحدي."
    الجو بيتقلب فجأة على ضحك لما نور تقع وهي بتجري، ويجروا كلهم يطمنوا عليها...
    لمياء: "دي فرصة، نخلّي سعيد يعوّضنا عن الرحيل برحلة للعجمى قبل ما يسافر!"
    خالد: "بس أنا اللى هاختار السندوتشات... المرة دي مش عايز تسمم!"
    ضحكهم يملأ البيت، وبرغم القرار الصعب، الحب كان حاضر، رابطهم ببعض حتى لو الأيام فرّقتهم شوية.
    في حارة صغيرة اسمها "الزهور"، رغم إن مفيهاش ورد، بس كلها ناس جدعة، ووشوشهم فيها الطيبة والتعب. أول ما تدخُل الحارة، تلاقي صوت المكنة شغّال من أول اليوم، ده "عم زكريا" بتاع النجارة. راجل كبير في السن، ضهره محني من كتر ما اشتغل سنين، لكن إيده لسه بتعرف تصنع من الخشب تحف فنية. يقعد ينادي على ابنه "محمود"، اللي بيساعده بعد المدرسة:
    ـ "هاتلي الشاكوش يا واد.. بسرعة قبل ما الزبون ييجي".
    ومحمود يضحك ويقوله:
    ـ "هوا أنا هبقى نجّار زيك يا حاج؟"
    فيبتسم زكريا ويقوله:
    ـ "أهم حاجة تبقى راجل، واللي تتعلمه بإيدك عمره ما يضيع".
    وعند نص الحارة، فيه "أم منى"، الست اللي بتشتغل في فرن عيش بلدي. وشّها دايمًا مفحّم من دخان الفرن، بس قلبها أبيض. كل يوم بعد ما تخلص شغلها، تلم شوية عيش بايت وتوزعه على الجيران الغلابة. تقول دايمًا:الرزق لو اتقسم، يزيد، ولو اتخزن، ينشف".
    وفي آخر الحارة، تلاقي "أشرف"، شاب في العشرينات، شغّال عامل توصيل، راكب عجلته القديمة وبيقول عليها: "رفيقتي في الدنيا دي". بيشتغل من الصبح لحد نص الليل، يوصل طلبات، وياخد الغُلب، بس عمره ما اتأفف. عنده حلم يفتح محل صغير يصلّح فيه موبايلات، بيقول:كل مشوار بجنيه، بيقرّبني لحلمي خطوة".
    وفي نفس الحارة، فيه "ندى"، بنت في تانية كلية، بتشتغل في محل خياطة علشان تساعد أمها وأخوها الصغير. لما بترجع من الجامعة، تلبس الطرحة وتبدأ تركب الباترونات وتخيط، وإيديها بتتحرك كأنها بترقص. بتقول:أنا يمكن مش أغنى واحدة، بس فخورة إني بساعد في مصاريف البيت".
    وفي يوم، الحارة اتجمعت كلها على صوت زفة كبيرة، طلع محمود ابن عم زكريا نجح في دبلوم الصنايع وطلع الأول. الناس كلها اتجمعت، والفرح كان بسيط بس فيه حب كتير. أشرف جاب جاتوه على حسابه، وندى خيطتله بدلة بسيطة، وعم زكريا وقف وقال:الشغل مش عيب.. واللي يتعب يشوف خير".
    من كام يوم، أخوها "زاهر" بعت لها رسالة خفية:
    "لازم أدخل البيت... في أوراق تخص أبويا، وأنا محتاجها ضروري.
    سعيد؟ شكلك مخنوق.
    
    

    رواية هبه والمنتقم: الفصل 11

    هبه والمنتقم

    2025, خضراء سعيد

    اجتماعية

    مجانا

    "خلود" الأم الهادية، و"هبه" البنت اللي لسه خارجة من ضغط امتحانات الثانوية، وسط شقاوة إخواتها وجنان اللحظات اليومية. بس ورا الضحك والركض، فيه همسة غريبة من العلية… كأن في حاجة مش طبيعية بتحصل. ضحك عائلي، ومواقف مجنونة، ونغزة غموض خفيفة بتخلي القارئ مستني اللي جاي.

    لمياء

    شخصية دافئة ومحبة للعائلة، تتذكر لحظات سعيدة وتتوق لتكرارها. تبدو ملاحظة ولديها حساسية تجاه تغير مزاج الآخرين.

    نور

    طفلة متحمسة وبسيطة، تعبر عن رغبتها الصادقة في لم شمل العائلة.
    تم نسخ الرابط
    هبه والمنتقم

    بكت... مش بس من الذكريات، لكن من الإحساس إنها بقت مجرد ظل لبنت كانت بتحب الحياة.
    حاولت تبعت رسالة لصاحبتها، لكن كريم كان ماخد منها الأرقام القديمة. مفيش تواصل، مفيش مخرج.
    وفي ليلة شديدة البرد، بعد ما ضربها بالكلام والشتيمة، قعدت على الأرض تبكي. قلبها بيصرخ، بس صوتها ما بيطلعش. حست إنها بتختنق... مش من القسوة، لكن من الإهمال، من الوحدة، من كونها حبيسة بيت، وزوج، وصمت قاتل.
    وفي عز ده، تذكرت جملة قالتها لصاحبتها زمان:
    "أنا مش هسمح لحد يكسّرني مهما حصل."
    نهضت، مسحت دموعها، وبصت في المراية...
    وجهها كان شاحب، بس عينيها فيها لمعة صغيرة، كأنها بتقول:
    "لسه ما انتهتش الحكاية."
    كريم، في قسوته، ما كانش يعرف إنه بيوقظ في قلبها نار...
    "أنا مش غلطانة، بس كل الناس شايفاني كده."
    كانت سارة واقفة قدام المراية، مش بتبص على وشّها، لأ، كانت بتبص على اللي جواها… على وجع سنين اتحملت فيهم فوق طاقتها، وسكوتها اللي كان دايمًا بيتفسر ضعف، مع إنّه كان قوة.
    اتطلّقت، وده كان قرار صعب، بس كان لازم. تعبت من الإهانات، من الإهمال، من إنها تبقى لوحدها وهي متجوزة. قالت كفاية، واختارت تنقذ نفسها قبل ما تضيع أكتر.
    بس المجتمع؟ آه يا سيدي… بدل ما يشيلها فوق راسه إنها اختارت كرامتها، لاموها. قالوا:
    "أكيد فيها حاجة خلت جوزها يسيبها."
     "يمكن مش عارفة تحافظ على بيتها."
    "مطلقة؟ لأ، ماينفعش تتجوز تاني، دي جربت وبازت!"
    بقت كل خطوة في حياتها محسوبة، كل نظرة حواليها بتحكم، وكل كلمة بتتقال ورا ضهرها زي السكاكين. حتى لما راحت تشتغل وتبدأ من أول وجديد، كانوا بيبصولها كأنها خطر، مش إنسانة عايزة تعيش بكرامة.
    كانت بتحاول تبني نفسها، تربي ولادها، وتضحك من قلبها، بس دايمًا في صوت جواها بيقول:
     "هو أنا لسه لازم أبرر للناس إني اختارت أعيش بدل ما أموت بالبطيء؟"
    بس رغم كل ده، سارة ما استسلمتش. لبست تعبها زي وشاح، وخرجت للدنيا بعينين فيها حزن بس كمان فيها نار. نار الست اللي اختارت نفسها، اللي اتعلمت تحب نفسها حتى لو الكل وقف ضدها.
    لمياء وهي بتقلب في ألبوم صور قديم كان على الرف:
    "فاكرين اليوم ده؟ لما رحنا العجمى وكلنا سندوتشات سمك على البحر؟"
    سعيد يضحك: "يومها خالد اتسمم وقعد أسبوع نايم!"
    خالد: "يا عم قول إني اتدلعّت، مش كده؟"
    نور بحماس: "أنا عايزة نروح تاني! نروح كلنا، بجد."
    الأم تبتسم: "مافيش مانع... بس بشرط: سعيد يسوق، مش خالد!"
    سعيد ساكت لحظة: "أنا أصلًا مش فاضي الفترة الجاية..."
    لمياء بتكشّ: "يعني إيه؟ ده أنت اللي دايمًا بتقول 'العيلة أولًا'!"
    خالد ينظر لسعيد: "هو في حاجة يا سعيد؟ شكلك مخنوق.
    
    
    رسائل أقدم الصفحة الرئيسية

    Pages

    authorX