موصى به لك

الأقسام

الأعلى تقييمًا

    أعمال أصلية (RO)

      الأفضل شهريًا

        رواية موف أون

        موف أون

        2025,

        رومانسية

        مجانا

        خربطت ويه زوجها وصارت وحيدة، وقررت تسافر حتى تبدي حياة جديدة وتتخلص من آلام الماضي، بس القدر خلاها تلتقي بـبشير، اللي هو همين جان دا يعاني من أثر وفاة مرته ويريد يربي بنته نضال وحدها. بيبيتهم دتحاول تقنع بشير يتزوج سارة حتى نضال يكون عدها أم، وبنفس الوقت منال دتتصارع ويه مشاعرها بعد ما قابلت بشير لأول مرة وكسرت تليفونه. الأحداث دتدور بين محاولات منال إنها تستعيد حياتها وهدوئها، وبين بشير اللي ديحاول يتجاوز الماضي ويوافق على الزواج لخاطر بنته، وصدفة اللقاءات بيناتهم تزيد الأمور تعقيد.

        منال

        تعاني من صراعات داخلية بسبب علاقتها بزوجها السابق وتصرفاته اللي تغيرت بشكل جذري. هي تبحث عن مساحة لنفسها ولحياتها، وتسعى للابتعاد عن الفوضى والألم اللي عاشته. رغم نجاحها المهني كمديرة تنفيذية، تشعر بفراغ داخلي كبير. هي حنونة وتهتم بعائلتها، وتحاول جاهدة تتجاوز الماضي وتصنع مستقبل أفضل.

        بشير

        ، رجل أثرت بيه وفاة زوجته فضيلة بشكل عميق. هو أب حنون لبنته الوحيدة نضال، ويحاول يربيّها ويهتم بيها بكل طاقته، لدرجة إنه فضل تعليمها بالبيت بعد ما توفت أمها. بشير يمر بصراع داخلي حول فكرة الزواج مرة ثانية، خاصة بعد إلحاح عائلته. هو شخص هادئ وعملي، لكن الماضي يظل يطارده ويأثر على قراراته. يهتم جداً براحة بنته وسعادتها.

        نضال

        بنت بشير الصغيرة

        ميمونة

        أخت بشير وصديقة منال المقربة
        تم نسخ الرابط
        موف أون

        منال:
        كعدت على الكرسي، صافنة وتايهة بأفكاري، بالي راح لأحداث قبل أسبوع. جان وكتها شوية بعد صلاة العصر، وكاعدة بمكتبي، ومحسورة شلون حياتي اللي جنت اشوفها كلش تمام فجأة تخربطت بلحظة. هو تصرفاته كلش اتغيرت، والي سواه ذاك الأسبوع خلاني احس شكد محتاجة مساحة.
        
        ما كدرت بعد اتجاهل حقيقة إنه هو جان يصدك كل كلمة تكولها اله وبدون تفكير. مشاكله بالعصبية بس زادت الطين بلة، وغوشت حكمه وما خلت مجال للعقل. بدل ما يحاول يفتهم، جان يعصب حيل، وبس يخلص يرجع يزحف يعتذر.
        
        باوعت على اللوحة الشفافة مال اسمي على مكتبي، والحروف الكبيرة "مدير تنفيذي" جانت تباوعلي. تحملت هالهم تقريباً سنة كاملة، بس بعد ما اكدر. لازم اروح – اعوفه هو، اعوف هالخرابيط، اعوف كلشي.
        
        مديت ايدي على تليفون المكتب، ودكيت على المساعدة مالتي.
        
        "نعم ست"، جاوبتني من أول دكة.
        
        "احجزيلي تذكرة لإيرلندا"، كلتها واني ابلع الغصة اللي صارت بحنجرتي. "راح ابقى هناك فترة".
        
        ورا ما سديت الخط، وكفت وبديت افر بالمكتب الواسع، صوت كعب حذائي جان يتردد بكل خطوة. ذكريات الماضي غلبتني، وجانت تجر گلبي.
        
        تذكرت الوكت اللي انهرت بيه تماماً ورا ما توفى مفتي، وجنت واكفة على البلكونة فوك السياج، وجنت افكر بالشي اللي ما ينفكر بيه. اتذكرت شلون هو لزمني من خصري بنفس اللحظة اللي جنت بيها راح اوكع. نبرته جانت كلش هادية ومطمنة، ومن وعدني إن الأمور راح تصير احسن.
        
        رجعتلي ذكرى شلون جان يدافع عني كدام أقاربه، وياها كلماته: "مستحيل أذيج ولا اخلي أحد يفرقنا". ضحكت بمرارة.
        
        مشيت للمراية اللي بكامل طولي يم الكرسي مالتي، وباوعت على شكلي. اني بعد مو منال نفسها اللي جنت عليها قبل أربع سنين. المرة اللي بالمراية لابسة حمرة وشعر صناعي وعباية غالية، وشالها الأسود ملفوف على راسها وكتوفها بطريقة أنيقة. بس رغم كل هالثروة والسلطة اللي جمعتها، ما احس بشي غير الفراغ.
        
        الالم لزمني – مو بس عاطفي وإنما جسدي، جان ياكل بگلبي. عضيت اصبعي الإبهام، دا احاول اخنك الوجع، بس ما فاد. الرجال اللي جنت احبه من كل گلبي هجرني عاطفياً. وحتى بكل الفلوس اللي عندي، ماكو شي يكدر يملي الفراغ اللي خلاه.
        
        تذكرت تحذيرات ميمونة. جان لازم اسمع كلامها وابتعد عنها. هسة اني اللي دا ادفع الثمن.
        
        عصبيته صارت ما تنطاق، ووجودي جان يستفزه. جلسات علاج العصبية اللي رتبتها اله ورا عيد زواجنا الأول جانت واضحة إنها على الفاضي. هو بعد مو الرجال اللي حبيته – الرجال اللي جان يملي غرفة المعيشة ورد ورا كل عركة، اللي جان يبتسملي حتى لو جان يكره يبتسم، اللي جان يلزمني ويبوسني بهيج شغف جنت احس روحي اسعد مرة بالدنيا.
        
        هسه كل هذا صار مجرد ذكرى بعيدة.
        
        انهاريت، دموعي جانت تجري على وجهي واني مليانة قهر وحزن. حسيت روحي وحيدة تماماً، حتى لو امي واخواني وخواتي بعدهم عايشين. كلهم بنص الدنيا بعاد عني، واني هنا، متشبثة بس بإرث ابوي – الشركة اللي عافها وراها، واللي وسعتها لبلد ثاني. جان عندي خطط جبيرة للتوسع أكثر، بس بعد كل هذا ما يهم.
        
        لازم اروح.
        
        مسحت دموعي، ودرت وجهي للمراية، شكلي جان مغوش بسبب الدموع. لزمت تليفوني ودكيت على "مي مي"، وكتلها تحضيرلي جنطتين. بعدين لزمت تليفوني الثاني، والآيباد مالتي، وحقيبة اللابتوب.
        
        لميت كم شغلة احتاجها، وتوجهت للباب. صوت كعب حذائي جان يتردد بالمكتب واني رايحة للمصعد.
        
        ما اكدر بعد اتحمل هذا الشي.
        
        لازم اطلع.
        
        
        
        
        
        
        بشير
        
        كعدت وشفت نضال يمي، باوعت على الطفلة اللي عمرها ثلاث سنين نايمة بهدوء على الجرباية. الحياة جانت كلش متعبة من ماتت أمها. قررت اخليها بالبيت، بعيد عن المدرسة العادية، وهسه هي تتعلم ويا مدرسة خصوصية.
        
        صارلي أشهر، بيبيتي، أمي، وخالاتي كلهم يلحون عليّ حتى اتزوج مرة ثانية. تنهدت واني أفكر بالموضوع، وهزيت راسي. فكرة الزواج مرة ثانية ما جانت عاجبتني.
        
        باوعت على صورة مرتي المرحومة اللي محطوطة على الميز الصغير يم الجرباية. ضليت صافن عليها شوية قبل لا اروح للحمام. ورا ما سبحت بسرعة، لبست دشداشة كحلية، وياها قبعة زنة بوكار سودة، واخذت نعالي الأسود الهرمز من رف الأحذية. عدلت قبعتي كدام المراية اللي بالكنتور مالتي، سمعت دكة على الباب.
        
        فتحت الباب وشفت بيبيتي واكفة.
        
        "صباح الخير"، سلمت عليها، ونزلت راسي شوية احتراماً الها.
        
        "شلونك؟" سألتني وهي تدخل للغرفة.
        
        "الحمد لله"، جاوبتها واني واكف عدل.
        
        ابتسمتلي شوية، بعدين تعابير وجهها تغيرت. "بشير، اجيت احاجيك على دراسة نضال، المدرسة كالت عدها نقص بالرياضيات."
        
        "إي هي المدرّسة حجّت وياي بالموضوع بس راحت عن بالي كلش،" جاوبتها.
        
        تنهدت بيبيتي وهزت راسها، وعبّست حواجبها. "هذا مو شي بسيط تاخذه بسهولة، بشير. الرياضيات أساس، إذا تعاني هسه، راح يصير أصعب عليها بعدين."
        
        "أدري،" كلت واني افرك ورا ركبتي. "بس... الشغل كلش هواية، وما صار عندي مجال اكعد وافكر بالموضوع زين."
        
        "الشغل راح يبقى موجود دائماً،" كالت بحزم، صوتها جان هادئ بس قوي. "جهالك أولويتك. نضال تحتاج توجيهك، مو بس توجيه المدرسة."
        
        هزيت راسي، وحسيت بوخزة ذنب. "صح كلامج. راح أخصص وقت. شنو تقترحين؟ نجيبلهة مدرسة ثانية؟"
        
        "هذا يمكن يساعد،" كالت بيبيتي وهي تكعد على كرسي. "بس أكثر من هيج، تحتاج تشجيع. مرات مو المادة بحد ذاتها هي المشكلة، بس الاعتقاد إنها ما تكدر تسويها."
        
        لزمت ساعة ايدي، وضليت أباوع عليها شوية. بيبيتي – مرة عربية گلبها طيب – مو كلش طويلة ولا قصيرة، خشمها مدبب، حواجبها غامقة، وشفايفها صغار. بشرتها فاتحة وطبيعتها الهادئة تعكس شجاعتها وصدقها. شكرت الله بصمت لأنه انطاني شخص مثلها بحياتي.
        
        "بشير؟" صاحت بصوت ناصي، وطلعتني من أفكاري.
        
        "ها بيبي؟" جاوبتها بابتسامة.
        
        "احجي شي يمه." باوعتلي بقلق.
        
        "خلي نجيب مدرسة جديدة،" كلت أخيراً، واني ادخل محفظتي وتليفوني بجيبي.
        
        "اوه، وبعد، عفية هذا انطيه لمدرسة نضال من تجي،" كلت واني انطيها ظرف بني.
        
        "ماشي،" جاوبتني.
        
        "باي بيبي."
        
        "سوق بأمان حبيبي."
        
        هزيت راسي، ورحت لغرفة الطعام حتى آخذ علبة مشروب طاقة من الثلاجة قبل لا أطلع من البيت.
        
        وخلال الطريق للمكتب، بالي ضل يروح ويجي على كلام بيبيتي. لازم اكمل بالزواج؟ سارة بنية حبابة وأخلاقها زينة، بس اني ما مهتم بيها. مع ذلك، اكدر اتجاهل احتياجات بنتي؟
        
        وصلت للمكتب، صفيت السيارة، ودخلت البناية.
        
        "صباح الخير سيدي،" سلمت ليندا موظفة الاستقبال.
        
        "صباح النور،" جاوبتها واني رايح للمصعد. دست الزر مال الطابق الخامس، وبسرعة انفتحت الأبواب بصوت.
        
        مشيت لمكتبي وبسرعة غطست بالشغل.
        
        وبين ما جنت غارگ بالشغل، دك تليفوني – جانت أماني، اختي المرحة، اللي بيها شوية جنون. ضحكت واني اجاوب المكالمة.
        
        "صباح الخير عكّي!" صاحت بفرح.
        
        "صباح النور أماني. شلونج؟"
        
        "زينة،" جاوبتني، بس بعدين سكتت.
        
        رفعت حاجب. "بس خابرتي حتى تضوجيني، مو؟"
        
        "لا، والله... أمم..." تلعثمت.
        
        "شكو أماني؟"
        
        "نضال... وكعت بالمسبح بالغلط. هسة فاقدة الوعي، وحرارتها كلش مرتفعة!" صاحت بسرعة وبنفس واحد.
        
        "شنو؟! شلون صار هيج؟" سألتها، واني بسرعة دا أجمع الأوراق المتناثرة من مكتبي.
        
        "إي... جنت اركض وراها يم المسبح، وهي شوية تزحلقت،" اعترفت بصوتها مليان خوف.
        
        "أماني! شجنتي تفكرين من جنتي تركضين وراها يم المسبح؟" صاحت بيها واني احس بوجع قوي براسي.
        
        "آسفة!" همست، وبعدين سدت الخط فجأة.
        
        
        
        
        
        
        
         عجلت وطلعت من المكتب، قفزت بسيارتي، وسقت بسرعة. بالي جان يركض واني لازم السكان بقوة. خسرت فضيلة، وما اتحمل اخسر طفلتي الوحيدة همين. دست على دواسة البنزين بقوة أكبر، وگلبي يدك حيل بصدر.
        
        اللحظة اللي وصلت بيها للبيت، صفيت السيارة بسرعة ونسيت اطفي المحرك. ركضت جوا، واتجهت مباشرة لغرفة نضال.
        
        لكيت بيبي كاعدة على سجادة الصلاة، تقرا الأذكار بهدوء. أماني جانت كاعدة على حافة الجرباية، لازمة ايد نضال الصغيرة الشاحبة، ووجهها مليان ندم. ميمونة، أختي الثانية، جانت ممددة على القنفة، تتصفح بتليفونها.
        
        "السلام عليكم،" سلمت، ولفت انتباههم.
        
        "وعليكم السلام،" جاوبوا كلهم بنفس الوقت.
        
        أماني ظلت مدنكة راسها، تستعد للرزالة اللي تعرف راح تجيها. باوعتلها بنظرة غضب قبل لا التفت على بيبي.
        
        "بيبي، شلونها؟"
        
        "بعدها ما كعدت، ودكتورة العائلة بالطريق،" جاوبت بيبي. بهاللحظة، دخلت الخادمة، ووراها الدكتورة.
        
        "صباح الخير بيبي،" سلمت بابتسامة حارة.
        
        "صباح النور حبيبتي. شلونج؟"
        
        "زينة، الحمد لله."
        
        "آسفين على الاتصال المفاجئ. جان كلش محتاجين مساعدتج."
        
        "أبد ماكو مشكلة. أتفهم،" كالت، وخلت جنطتها السودة على الميز وبدت تشتغل راساً.
        
        بين ما الدكتورة تفحص نضال، بيبي اشرتلي اجيها يم كعدة الصالة حتى نحجي على انفراد.
        
        "بشير، لازم احاجيك،" كالت، واني كعدت كعدة القرفصاء على الزولية كدامها.
        
        "اني اسمع بيبي."
        
        "شفت شنو صار هسه، مو؟"
        
        "اي، شفت."
        
        "لعد تعرف بنتك تحتاج أكثر من بس رعايتك. هي تحتاج حب أم، بشير."
        
        تنهدت بعمق. "بس بيبي، كتلج راح افكر بالموضوع."
        
        ظلوا يلحون عليّ اتزوج مرة ثانية من كد ما اتذكر، بس ما اكدر اقنع نفسي اتزوج أي وحدة إلا إذا نضال وافقت عليها.
        
        "لا يمه. أريد جواب صريح هسه. باوع لحالة نضال. هي تحتاج وجود أم بحياتها." صوت بيبي جان حازم، وتعابير وجهها جدية.
        
        كعدت ساكت، اباوع عليها صافن، وثقل كلامها يضغط عليّ. بعد لحظة، تنهدت وانطيتها جوابي.
        
        "تمام بيبي... راح اتزوج سارة." ابتسمت غصب عني، رغم إن گلبي جان ثكيل.
        
        وجه بيبي نور بالفرح. "هذا هو بنيتي!" صاحت، وهي تبتسم من الأذن للأذن.
        
        واحنا ثنينا ضحكنا، والتوتر بالغرفة خف، ولو للحظة وحدة.
        
        بعد أيام
        
        الحدث اللي صار ويا نضال قبل كم يوم خلاني افكر بعمق بحياتي. الدكتورة كالت عدها التهاب رئوي مزمن، وهذا خلاني افكر بالحديث اللي صار بيني وبين بيبي. رجعت ظهري على كرسي المكتب، واني اتميل يمين ويسار بهدوء، غارگ بأفكاري. اتذكرت المرحلة الصعبة اللي مريت بيها بعد وفاة فضيلة – شلون صرت غارق بالحزن، ودخلت باكتئاب وعصبية. لجأت للمخدرات حتى الاكي راحة، بس هذا بس زاد الأمور سوء، وبالأخير دخلت مركز تأهيل بروسيا لمدة سنة كاملة. نفضت هالذكرى المؤلمة وباوعت على ساعة الحايط – جانت الساعة 6:38 بالليل.
        
        وكفت، واني اشكر الله بصمت إن الشغل صار هو هوسي الجديد. جان إدمان أحسن بهواية من الإدمان اللي جان راح يكلفني حياتي.
        
        رحت للموقف مال السيارات واتوجهت للبيت. من وصلت، مشيت لجناح أهلي ورحت راساً لغرفة أمي. جانت تحجي بالتليفون، على الأغلب ويا أم سارة. كعدت على الكرسي الملكي الوحيد بزاوية الغرفة الواسعة، انتظرها بصبر تخلص.
        
        "هاي أم سارة،" كالت بابتسامة من سدت المكالمة.
        
        "إي، تخيلت،" جاوبتها، واني أمشي باتجاهها.
        
        "مساء الخير أمي،" سلمت عليها، وبست ظهر ايدها وخلّيتها على كصتي – لفتة احترام تقليدية.
        
        "مساء النور يمه،" كالت بحنان، وهي تبادلني الابتسامة واني كعدت يمها على الجرباية.
        
        "بيبي كالتلي إنك أخيراً وافقت! كلش فرحانة! سارة هم متحمسة. بالحقيقة، أمها هي اللي اقترحت الفكرة، وأبوها جان صديق مقرب لأبوك،" كالت بصوتها مليان حماس.
        
        ابتسمتلها ابتسامة قوية، وهي ردت بابتسامة تفهّم.
        
        "اني فخورة بيك لأنك دتمشي لقدام. لا تظل محبوس بالماضي – كلشي يصير لسبب،" كالت، وهي تفرك ذراعي بحركة مريحة.
        
        "اوه، وبالمناسبة، أعمامك، واخوتك، والممثلين اللي عينهم أبوك راح يروحون لعائلة سارة يخطبوها. من يخلص هذا، نبدي بتحضيرات العرس،" أضافت، وهذا فاجأني.
        
        "هذا كلش سريع،" كلت واني اضحك.
        
        باوعتلي نظرة مشاكسة. "اوه، عفية. صارلنا هواية دا نحاول نقنعك. بعد ماكو داعي للتأخير!"
        
        بعد توقف قصير، هزيت راسي. "اني همين فرحان لأن دأمشي لقدام."
        
        تعبيرات وجه أمي صارت أنعم. "عفية حاول تنجح هالزواج. لا تصعّبها على سارة – هي دتعوف حياتها بدبي حتى تكون وياك، فاصبر عليها."
        
        وعدتها راح اسوي اللي أكدر عليه، على الأقل لخاطر نضال. حجينا بعد شوية، قبل لا اكللها تصبحين على خير، ورحت لجناح بابا.
        
        كالعادة، نضال جانت تركض بصالة بابا، وهو يشجعها.
        
        "السلام عليكم،" سلمت، ولفت انتباههم.
        
        "وعليكم السلام،" جاوب بابا بلهجته العربية المميزة.
        
        "ما شاء الله! أبوك هنا – روح هاجمه!" كالت بمرح.
        
        ضحكت نضال وركضت باتجاهي، ولفت ايديها الصغار حول رجلي. نزلت، وشلتها بيدي، وقرصت خشمها الصغير، وهذا خلاها تضحك.
        
        "شلونها كب كيك مالتي؟" سألتها، واني اباوع عليها مبتسم.
        
        "زينة بابا. اشتاقيتلك،" كالت بصوتها الطفولي، وهي تحضني من ركبتي.
        
        "واني هم اشتاقيتلج حبيبتي،" جاوبتها، واني امشي باتجاه بابا.
        
        "مساء الخير بابا،" سلمت، وبست ظهر ايده وخليتها على كصتي.
        
        "مساء النور يمه. شلونك؟ شلون الشغل؟" سأل، وهو يشع بالفخر.
        
        "الحمد لله، كلشي تمام. شلون صحتك؟"
        
        "احس أحسن من أي وقت مضى هسه، بما إن ابني مستعد يمشي لقدام. هذا يعنيلي الدنيا كلها،" كال، رغم إن لمحة قلق ظلت بتعبيرات وجهه. بعدين، بابتسامة مشاكسة، أضاف، "وأتوقع أحفاد أكثر بالطريق همين، ها؟" حرك حواجبه بخبث.
        
        ضحكت على حس الفكاهة المعتاد مالته. بابا جان دائماً هو المرح، ويخفف حتى أثقل اللحظات. بسرعة، حول كلامه لوحدة من دروس الحياة مالته، وحثني على اترك الماضي بمكانه.
        
        بعد ما كتلها تصبح على خير، شلت نضال – اللي جانت نامت بحضني – ورجعتها لبنايتي. واني لازمها قريب، تمنيت بصمت إن هالزواج راح ينجح. إذا مو إلي، فعلى الأقل الها. من شفت عائلتي هيج فرحانة، أدركت إن يمكن، بس يمكن، حان الوقت حتى اني أمشي لقدام صدك.
        
        
        
        
        
        
        منال
        
        كعدت من وكت، سبحت بسرعة، ولبست ملابسي قبل لا اروح للمطبخ، وين لكيت ماما دتطبخ ريوك.
        
        "صباح الخير ماما،" سلمت عليها، وحضنتها حضن سريع.
        
        "صباح النور حبيبتي. شلونج؟" سألتني بحرارة.
        
        "زينة،" جاوبتها، والتحقت بيها حتى نكمل. حضرت صندوق غدا أيان، بس ليلى ما جانت تحتاج واحد – جانت تشوف صناديق الغدا طفولية كلش.
        
        بعدين، رجعت لغرفة الطعام وشفت ماما دتصبل لأيان و ليلى جانت نص أكلها، اثنيناتهم لابسين زي مدرستهم بشكل مرتب، وشكلهم ذكي.
        
        "صباح الخير يا منال،" صاحوا بنفس واحد بدون ما يرفعون راسهم عن اطباقهم.
        
        "صباح النور،" جاوبتها، واني صبيت لنفسي شوية بطاطا وصلصة بيض. كعدت واكلت بهدوء، مستمتعة بالصباح الهادئ. من خلصت، رحت لغرفتي حتى اخذ جنطتي.
        
        ماما وصلّت أيان وليلى للمدرسة، وبما إن ما جان عندي سيارة خاصة بيّ بعد، هي وصلّتني للشغل. صارلي شهرين من حصلت الشغل، واني أخيراً بديت اتأقلم وياه.
        
        جانت جمعة مشمسة بشهر آذار، وبما إن طلعت من الشغل من وكت، قررت أمر على قصر العرب. صارلي هواية كلش ما زايرته، خصوصاً ميمونة. ما شفت هاي المهرجة المخبلة من العيد اللي فات، مع إننا بعدنا على اتصال.
        
        من وصلت، نزلت من التكسي وكفت كدام البوابة السودة الكبيرة. لوحة ذهبية عليها اسم "آل العرب" محفور بأحرف بارزة جانت تلمع تحت الشمس. حارسين جانوا واكفين على جانبي البوابة، واقفين بشكل مستقيم وايديهم ورا ظهورهم.
        
        "مساء الخير سيدتي. شلون اكدر اساعدج؟" صوت انبعث من جهاز الاتصال الداخلي.
        
        ضغطت الزر الجوا. "اني منال، صديقة ميمونة."
        
        "اوه، منال! شلونج؟"
        
        "زينة،" جاوبتها، واني بعدني لازم الزر.
        
        بهمسة ناعمة، انفتحت البوابة، وكشفت عن رجل قصير لابس زي أمني رمادي وأسود.
        
        "آه! سيدتي، أهلاً وسهلاً بيج!" سلم بابتسامة، وابتعد على جهة حتى يخليني اعبر.
        
        "أوكا سامويل، شلونك؟" سألته بحرارة.
        
        "اني زين! صارلي هواية ماشايفج!"
        
        "اي، جنت كلش مشغولة،" شرحتله.
        
        هز راسه بسرعة ورجع لمكانه.
        
        مشيت عبر الساحة الواسعة كدام البيت، واني اتفرج على المنظر مال أربع بنايات مختلفة. واني اتمشى باتجاه البوابة اللي تؤدي للبيت الرئيسي، عيوني دارت على اليمنة، وين صفوف من السيارات الأنيقة جانت صافطة بترتيب. بعدين، على يساري، لاحظت كلب يركض باتجاهي، كلب راعي ألماني أبيض ومنفوش.
        
        "سنو!" صوت صغير صاح، وظهرت بنية صغيرة. جانت عدها شفايف وردية متورمة، حواجبها غامقة وكثيفة، وشعرها الطويل المجعد مربوط بضفيرتين.
        
        "نضال!" ركضت ورا البنية خادمة لابسة زي موحد. الكلب قفز باتجاهي، ينبح بحماس.
        
        "سنوي!" صاحت البنية الصغيرة بحماس، وهي تنزل حتى تشيل الجرو النشيط.
        
        "كلش آسفة سيدتي. مساء الخير،" كالت الخادمة، وهي تبتسم بلطف بخدودها السمينة.
        
        "مساء النور. شلونج؟" سألتها، واني اقلد نبرتها المبهجة.
        
        "زينة، شكراً. منو جايتله هنا؟"
        
        "اني جايت لميمونة. موجودة؟"
        
        "اي، كلهم جوا،" جاوبت الخادمة، وهي تأشر باتجاه وحدة من البنايات الأبعد.
        
        "شكراً،" كلت، وابتسمتلها ابتسامة صغيرة قبل لا اكمل طريقي.
        
        بجزء ميمونة من البيت، دست جرس الباب. خادمة لابسة فستان أسود ويا صدرية بيضة ولفة راس مطابقة فتحت الباب.
        
        "مساء الخير،" سلمت، ودخلتني جوا.
        
        "مساء النور. شلونج؟" سألتها.
        
        "زينة، شكراً. عفية كعدي، منو جايتله و ممكن اعرف اسمج؟" سألت بابتسامة عريضة.
        
        "اني جايت لميمونة، اني منال."
        
        "تمام. تحبين شاي لو مي؟"
        
        "مي زين، شكراً،" جاوبتها، واني ابادلها الابتسامة.
        
        هزت الخادمة راسها ورجعت بسرعة ويا كلاص مي بارد ويا شريحة ليمون.
        
        "شكراً،" كلت، واخذت رشفة. رجعت ظهري على القنفة، وتنهدت بارتياح.
        
        بعد لحظات قليلة، رجعت الخادمة. "كالت تكدرين تقابليها فوك."
        
        هزيت راسي، وخليت الكلاص على الميز، واتوجهت باتجاه الدرج، واني اتصفح تليفوني واني امشي. واني دا اكتب، ضربت بشخص، وصوت طشر التليفون على الكاع فاجأني.
        
        "انتي عمية؟" صاح الشخص، وهو يشيل تليفونه المكسور.
        
        رفعت راسي وشفت رجال طويل، أسمر، ويا سوالف مرتبة، ولابس دشداشة رصاصية. للحظة، بس وكفت هناك، انصدمت بشكله شكد جان وسيم.
        
        "هيي!" كال، وهو يطك اصابعه كدام وجهي.
        
        "انتي مخبلة؟ كسرتي تليفوني، ومكدرتي حتى تعتذرين؟" نبرته جانت حادة، والقهر واضح على وجهه مع انه بعده يبين هادي.
        
        اني بقيت تعابير وجهي هادئة. "جنت راح اعتذر، بس طريقة تصرفك توضح إنك عصبي بطبيعتك. بصراحة، شكلك احسن بهواية من تصرفاتك. بس على العموم، الأخطاء تصير."
        
        باوعلي نظرة حادة. "ما اعرف ليش هاي البنات يظلن يصادقن هيج ناس،" تمتم بصوت ناصي، وهو يمر من يمي ويمشي.
        
        هزيت راسي وكملت صعود الدرج. بالعلالي، لمحت ميمونة تركض باتجاهي، وجهها مشع بالحماس.
        
        "اشتاقيتلج كلللش هواية!" صاحت، وهي تحضني حضن قوي.
        
        "واني هم اشتاقيتلج، بس دتخنقيني،" كلت واني الهث.
        
        "اووبس،" كالت وهي تضحك من عافتني.
        
        "بعدج دتسبين مو؟" ضحكت عليها، واني ارمش بعيوني عليها.
        
        "عفية! طلعت مني بالغلط!" اعترضت.
        
        "بكيفج." درت عيني واني احنا نمشي لغرفتها.
        
        الخادمة جابتلنا أكل ومرطبات.
        
        حجينا وضحكنا ساعات لحد ما صار وقت صلاة العصر.
        
        "امم، ميمونة؟" بديت، واني اطوي الحجاب اللي صليت بيه.
        
        "ها؟"
        
        "ضربت بشخص قبل شوية، و... اعتقد كسرت تليفونه."
        
        "منو؟"
        
        
        
        
        
        
        "ما أدري. شفته جوا واني رايحة لغرفتج."
        "وصفيه،" حثتني.
        "هو طويل، أسمر، عنده سوالف، وجان لابس دشداشة رصاصية."
        فكرت ميمونة للحظة. "اوه! هذا أكيد عكّي بشير."
        
        "منو هذا؟"
        "متتذكرين؟ هو أول واحد انولد بهاي العائلة. اللي جان عايش بلندن ويا خالتنا اللي تضوج... ونفس الرجال اللي أميرة جانت معجبة بي بشكل مو طبيعي."
        "اووو، هو. سمعت إنه تزوج أحسن صديقة لسميرة."
        "إي، بس هي توفت قبل ثلاث سنين، ورا ما سووا عقيقة بنتهم."
        "هذا شي كلش مو زين،" تمتمت.
        "فعلاً هو هيج. هو بعد ما رجع مثل قبل من ذاك الوقت،" كالت ميمونة بهدوء. "هم يادوب رجعوا لنيجيريا، هو تقريباً أخذ نضال وانتقل لباريس ورا كلشي صار. جنت ازورهم مرات قبل ما اتخرج."
        "يعني، نضال بنته؟" سألتها.
        "إي. هي مليانة طاقة – ومخبوصة بهذا الجرو من وصل،" كالت ميمونة بابتسامة.
        قضينا باقي المساء نسولف عن حياتها ببريطانيا قبل ما تتخرج وترجع لنيجيريا بشكل دائم. ورا صلاة المغرب، مشينا لجناح أهلها، واحنا نضحك ونسولف.
        من دخلنا، عطر البخور الحلو ملأ الجو، والبرودة القوية مال مكيف خلت شعري يوكف.
        "خلي نروح لغرفة بيبي،" اقترحت ميمونة.
        صعدنا الدرج ودكينا باب بيبي، ودخلنا ويا سلام ناعم.
        "صدق الله العظيم،" همست بيبي، وسدت القرآن. عيونها لمعت من شافتني.
        "آه، منال! شلونج؟" سألت بحرارة، وهي توكف تسلم عليّ.
        "زينة، الحمد لله،" جاوبتها، واني مبتسمة.
        "شلون أمج واخوانج؟"
        "كلهم زينين،" جاوبتها.
        "صار هواية كلش يمه. نسيتينا؟"
        "عفية! مستحيل أنساج،" كلت واني اضحك.
        بهاللحظة، دك تليفوني. استأذنت وطلعت لغرفة الطعام حتى اجاوب المكالمة.
        "مرحبا ماما، شلونج؟" كلت واني لازمة التليفون على أذني.
        "زينة. شلون بيبي؟"
        "كلهم زينين،" جاوبتها، واني اباوع ورا كتفي.
        "شلون صحة نضال؟" سألت ماما.
        "نضال كلش زينة،" جاوبتها، بس من درت وجهي، عيني اجت بعين بشير. جان واكف هناك، شكله ضايج، ووجهه عابس دائماً. درت عيني وتجاهلته، وركزت على المكالمة.
        "اتمنيت متنسين تاخذين دوائها؟"
        "اوه يا ربي، نسيته بمكتب سميرة،" اعترفت، واني خجلانة.
        "انتي هاي البنية، كلش مطفية!"
        "ماما، جنت مستعجلة!" دافعت عن نفسي، واني نادمة على نسياني.
        "على العموم، تعالي للبيت بسرعة، الوقت ديتأخر. كولي لبيبي راح ادز الدوا باجر."
        "اوكي، باي،" كلت وسديت المكالمة. درت وجهي بس لكيت بشير بعده واكف هناك، ايديه مدفوعة بجيبه، ويباوعلي بغضب. حاولت أمشي من يمه، بس هو وكف بطريقي، سد عليّ الدرب.
        "شلون تعرفين سميرة؟ وشنو تريدين من بنتي؟" سأل، وصوته جان هادي بشكل مفاجئ هالمرة.
        رفعت حاجب على السؤال، واني شوية مستمتعة بحمايته الزايدة. "تعرف، الناس مترابطة بطرق غير متوقعة. اصدقائك ممكن يكونون اصدقائي. احنا كلنا عائلة وحدة جبيرة."
        
        "ضحك باستهزاء، مو عاجبه. "ما سألت عن درس جغرافية. بس جاوبي على السؤال،" كال، ورفع صوته شوية، رغم انه بعده مسيطر على نبرته.
        باوعتله نظرة حادة "سيد بشير آل العرب،
        "سيد بشير، إذا دتدور على أجوبة حقيقية، أقترح توجه أسئلتك لسميرة. هي عدها صبر تجاوب على قلقك بتفكير." مشيت من يمه بس وكفت بنص الخطوة. "اوه، وبالمناسبة، هذا مو جغرافية – هاي بس حقيقة،" أضفت بابتسامة ساخرة قبل لا اكمل صعود الدرج.
        بجناح بيبي، غرقت بالقنفة وتمددت. "بيبي، ماما قبل شوية اتصلت. كالت راح تدز دوا نضال باجر،" كلت بنفس اللحظة اللي دخل بيها شخص ويا سلام مبهج.
        "آه، بشير، رجعت! شلون جان الاجتماع؟" سألت بيبي.
        فزيت من جوايا وبشير كعد على الجرباية، تليفونه بيده. أكيد صلحه.
        "الحمد لله، جان زين،" جاوب، حتى بدون ما يرفع راسه.
        بيبي التفتت باتجاهي. "بشير، قابل بنت الدكتورة كولو،" كالت بابتسامة فخر.
        بشير باوعلي نظرة باردة. "إي، احنا التقينا،" كال بجفاف.
        قررت اشرد. "بيبي، لازم اروح للبيت. الوقت ديتأخر،" كلت، واني واكف واشيل جنطتي على كتفي.
        بهاللحظة، دخلت أمي. جانت تخبل – بشرتها الغامقة جانت تلمع تحت الأضواء الهادئة، وحواجبها الحادة والمعقوفة نطتها مظهر أنيق وملكي.
        "منال! شلونج؟" سألت بحرارة، وهي تحضني حضن ناعم.
        "زينة، الحمد لله،" جاوبتها، واني استنشق ريحة الحمرة الحلوة منها.
        
        
        
        
        
        "شلون أمج واخوانج؟" سألت بابتسامة حارة، وكشفت عن سن ذهب يلمع بين باقي اسنانها.
        "كلهم زينين،" كلت.
        "سلميلي على أمج! اوه، لحظة – راح انطيج كم علبة بخور تاخذينها الها،" كالت قبل لا تستعجل وتطلع.
        كعدت مرة ثانية، احاول أتجاهل بشير، اللي بعده جان ملتهي بتليفونه. سكوته جان كلش يناسبني. بعد لحظات، رجعت أمي ويا جنطتين ورق سودة أنيقتين، ومكتوب عليهن "D'scent" بالذهبي.
        "هسه طالعة؟" سألت، وهي تنطيني الجنطتين.
        "إي، ماما."
        "منو راح يوصلج؟" سألت، والقلق تسلل لصوتها.
        "راح اطلب تكسي،" كلت، واني ارفع كتفي.
        "لا لا. كلش خطر بهالوقت، وانتي بنية، فدوة لله. بشير راح يوصلج،" أصرت.
        رفع بشير حاجب بس ما رفع راسه. "شنو صار للسواق؟" تمتم.
        بيبي زجرته بمرح. "السواق اشتغلوا بما فيه الكفاية اليوم. خليهم يرتاحون."
        "ماشي، زين،" كال بشير، وهو يوگف على مضض. "يلا نمشي."
        ودعتهم، وميمونة مشت وياي للباب الأمامي.
        "وين التوم؟ ما شفتهم من اجيت،" سألت واني هي تفتح الباب.
        "أمل على الأغلب بغرفتها، وأماني احتمال ببيت صديقتها،" جاوبت ميمونة بنفس اللحظة اللي وكفت بيها مرسيدس بيضة أنيقة.
        حضنتها وصعدت للكرسي الخلفي، بس سمعت صوت بشير الجاف قطع الصمت.
        "إذا ما غلطان، اني ما أشبه سايقج،" كال بدون ما يباوعلي.
        درت عيني، وذبيت الجنط الورقية على الكرسي الخلفي، وصعدت بالكرسي الأمامي بدلاً من ذلك.
        "شنو عنوانج؟" سأل، وعيونه على الطريق.
        "رقم 4، ويك سبرينغ، مايتاما،" جاوبته، وعيني ثابتة لقدام.
        الرحلة جانت صامتة بشكل محرج. ولا واحد بينا حجه كلمة، وهذا جان كلش يناسبني. بسرعة، وصلنا لبيتي، ونزلت، واخذت الجنط الورقية من الكرسي الخلفي.
        قبل حتى لا ادك الباب، ليلى فتحت الباب بقوة، ووجهها نور.
        "أهلاً وسهلاً أختي الحلوة!" صاحت، وهي تحضني وتخطف الجنط من ايدي.
        باوعتلها بنظرة فضول. "شوكت آخر مرة حضنتيني هيج؟"
        "ما ادري، بس انتي تستاهلينها اليوم،" ابتسمت واني دخلنا جوا.
        نزعت حذائي، وخلّيته على الرف، واني اتفرج على ليلى وهي تفتش بالجنط الورقية مثل طفلة فضولية.
        "عرفت هالحدنة ما جانت صادقة،" تمتمت.
        "جنت بس اريد اشوف شنو بيها!" اعترفت، وهي تبتسم بخبث.
        "الله يساعدج،" كلت واني اهز راسي.
        "آمين، اووه! انتظري، هذا بخور آل العرب؟" صاحت بلهفة، وهي ترفع علبة وكأنها كنز.
        رفعت كتفي. "إي."
        "والله، احب هاي العائلة. بما إن عندج أحسن صديقة هناك، وماما دكتورتهم العائلية، وبابا جان صديق أبوهم، يمكن يوم من الأيام اصير جنتهم. أو على الأقل انتي لازم تصيرين،" كالت بحلم.
        "انتي مخبلة،" كلت، واني اضحك على أفكارها المجنونة.
        "جادة ترى."
        "بالتأكيد مو جدية" ضحكت، واني اهز راسي. "وين ماما؟"
        "بغرفتها، اعتقد."
        "وأيان؟"
        "بغرفته."
        "ليلى، اني كلش جوعانة. تكدرين تسويلي نودلز؟"
        "اكيد، بس خليني اشوف شنو بعد هنا،" كالت، واني بعدني غارقة بمحتويات الجنط الورقية.
        "تعرفين هذا لماما، مو؟" حذرتها.
        "ما راح آكله، بس دأشوف – لأسباب أمنية،" ابتسمت.
        اخذت الجنط منها وكفت. "رجعيها. وعفية، من تسوين النودلز، لا تغركيها بهذا الفلفل مالج اللي يكدر يكتل واحد."
        ضحكت، ورجعت العلب للجنطة.
        دكيت باب ماما ودخلت ويا سلام ناعم، خليت الجنط على جربايتها واني كعدت يمها.
        "رجعتي،" ابتسمت بحرارة.
        "إي. عمتي أمي كالتلي انطيج ذني."
        "طوه، الله ساركي أمينة، هيج مرة حبابة،" كالت ماما بابتسامة حنونة.
        "هي فعلاً هيج،" وافقت، واني اوگف حتى اطلع. "راح اروح لغرفتي – تعبانة."
        "طوه، تصبحين على خير. نومة العوافي،" كالت ماما، وحضنتني حضن سريع.
        "وانتي هم، ماما،" همست، واني اتوجه لغرفتي.
        ورا حمام سريع ووضوء، صليت. بنفس اللحظة اللي خلصت بيها، اجت ليلى ويا النودلز مالتي، وهي تسولف بدون توقف عن ولد اسمه فواز من مدرستها. اكلنا سوية وهي تكمل حجيها، وما كدرت ما اضحك.
        الحياة ويا ليلى جانت دائماً فوضوية، بس مستحيل ابدلها بأي شي.
        بالرغم من وفاة أبوي، احنا بعدنا دا نسعى حتى نلكي السعادة ونمشي لقدام بحياتنا، وهذا شي اني كلش شاكرة وسعيدة بيه والحمد لله.
        
        

        أميرة الصين السرية - روايه مافيا

        أميرة الصين السرية

        2025, شذى حماد

        أكشن

        مجانا

        مارينيت، أميرة الصين السرية، اللي تتأخر على مدرستها وتتفاجئ هي وصديقها وحارسها الشخصي نينو بخبر سفر صفهم كله للصين حتى يحضرون تتويجها. بسبب هذا السفر المفاجئ، مارينيت ونينو يخافون على أصدقائهم لأن حياتها بخطر وناس هواي يريدون يقتلوها. ولهذا السبب، يقررون يدربون أصدقائهم على الدفاع عن النفس، وتبدي الأحداث تتصاعد بمواجهة نينو ومارينيت بالحديقة، واللي تكشف قدراتهم القتالية الخارقة أمام زملائهم المصدومين.

        مارينيت

        بنية عادية بمظهرها الخارجي بس بالحقيقة هي أميرة الصين السرية. عندها قدرات قتالية عالية ومتدربة عليها، ودا تشيل هم وحمل حماية أصدقائها بسبب الخطر اللي يحيط بيها. هي شخصية قوية، ذكية، وعندها حس فكاهة، بس بنفس الوقت قلقة على سلامة اللي تحبهم.

        نينو

        صديق مارينيت المقرب من الطفولة وحارسها الشخصي. هو متدرب على القتال مثل مارينيت، ويهتم كلش بيها وبسلامتها. عنده شخصية جريئة ومتهورة أحيانًا، ودائمًا يكون ويا مارينيت بكل المواقف الصعبة. العلاقة بيناتهم مبنية على الثقة الكبيرة والتفاهم العميق.

        أدرين

        زميل مارينيت بالصف، واللي مارينيت معجبة بي. هو شخصية مشهورة ومحبوبة، ويبين عليه القلق على مارينيت ونينو من يشوفهم يتصرفون بغرابة. هو القط الأسود (بشكل سري)، وهذا ينطي لمحة عن قدراته القتالية اللي ما يعرف بيها أغلب الناس.

        سابين وتوم

        يبين عليهم إنهم يعرفون حقيقة مارينيت كأميرة، وقرارهم بدعوة صف مارينيت لتتويجها هو اللي سبب كل هذه الفوضى، وهذا يدل على إنهم يا إما متفهمين للوضع أو قليلين التفكير بتبعات قراراتهم..
        تم نسخ الرابط
        أميرة الصين السرية

        مارينيت
        
        آخخخ، تأخرت!! تأخرت تأخرت تأخرت!!!
        
        "ماري راح تتأخرين!!" حذّرت تيكي.
        
        "آخ!! أدري أدري."
        
        وأخيرًا كملت و نزلت ركض عالدرج، جنت مستعدة أطلع من الباب بس وكفوني.
        
        "أووه، حبيبتي لازم نكولج شي قبل لا ترحين." كالت سابين.
        
        "ماكو وقت!! تأخرت!!" صرخت و ركضت برا الباب.
        
        ركضت بالشارع وصعدت درجات المدرسة مالتي. صعدت بعد أكثر درجات و طبيت للصف مالتي.
        
        "آني هنا!!" صرخت و آني ألهث والكل باوعلي، ما متفاجئين.
        
        "مرة ثانية مارينيت؟" كالت المس بي و هي تبتسم ابتسامة تعرف شكو.
        
        "آسفة." ابتسمت و مشيت لميزي و آني أعبر أحلى إنسان بالدنيا... أدرين أغريست.
        
        "صدك تحجين؟" سألتني صديقتي المقربة، آليا.
        
        ابتسمت ابتسامة عريضة و مشاغبة و درت وجهي عالسبورة.
        
        "زين الكل، عندي إعلان!! مدرستنا فازت بجائزة "أحسن مدرسة"!!" كالت المس بي.
        
        الكل، و آني وياهم، صفقوا وهتفوا.
        
        "انتظروا انتظروا، بعد ما كملت." بدت وهي تسكت، "بما إنو فزنا، باجر عدنا سفرة صفية لـ..."
        
        الكل تقدم ليگدام.
        
        "الصين حتى نحضر تتويج الأميرة!!" صرخت بفرح.
        
        ياااي! راح نكدر... و-و-و-انتظر و-شنو؟ اوه لا. لا لا لا.
        
        كعدت بمكاني جامدة، ما تحركت ولا عضلة بينما الكل يهتف ويصيح. جانوا كلش فرحانين بس آني جنت مرعوبة؛ بس ما جنت الوحيدة... نينو دار وجهه ببطء، جامد مثلي، و ضلينا نباوع واحد على اللاخ. اثنيناتنا جانت تعابير وجوهنا فارغة بس آني جنت أدري هو هم جان خايف.
        
        "هلو ماري، زينة انتي؟" سألت آليا بس آني بقيت جامدة و أباوع على نينو.
        
        "ولك انت زين؟" سأل أدرين نينو بس هو بقى جامد وعيونه علي.
        
        "هلوووو!؟!" صرخت آليا و هي تلوّح بإيدها بينا حتى نكدر نكسر نظراتنا... بس ما صار شي. وهسه، عيون الكل علينا و آليا و أدرين جانت عيونهم بيها قلق، يباوعون علينا ذهاباً و إياباً.
        
        "مارينيت؟ نينو؟ انتوا زينيين؟" سألت المس بي.
        
        آني و نينو أخيرًا درنا وجوهنا عن بعض ببطء. الكل جان بعده يباوع علينا بقلق، يتأملون إنو راح نكول شي بس ما كُلنا. بنفس الوقت، آني و نينو طببنا راسنا عالميز، و أخذنا نئن و خليناهم هناك؛ الكل شهق من المفاجأة.
        
        "أحنا زينيين." كال نينو بصوت ناصي.
        
        "امممم زين؟" كالت المس بي بس جانت كأنما سؤال و كملت الدرس.
        
        هذا ما ديصير.
        
        صار وقت الغدا و آني و نينو بعدنا مصدومين.
        
        هسه خليني أشرح... آني أميرة الصين و نينو صديق طفولتي، وهسه هو الحارس الشخصي مالي. كبرنا طول حياتنا و أحنا نعرف إنو من يصير تتويجي كملكة، راح يكونون الضيوف من الطبقة الراقية من العوائل الصينية. من كالت المس بي راح نروح، هالشي طبعاً صدمنه اثنيناتنا. ما جان عدنا أي فكرة إنو هالشي راح يصير و هسه أحنا اثنيناتنا خايفين لأن ما نعرف شنو غير رأيهم و هسه الكل راح يكون بخطر. شوفوا، كل الناس اللي تكدر تجي لتتويجي متدربين على القتال لأن اكو ناس هناك يريدون يقتلوني و أي شخص قريب مني، صديق أو ضيف... وهذا السبب اللي يخلي نينو الحارس الشخصي مالي.
        
        ماكو أحد بمدرستنا يعرف يقاتل غيري آني و نينو و شوية أدرين. ليش أدرين؟ لأن هو أحسن لاعب سيافة؟ لا... آني أدري هو القط الأسود و نينو هم يدري. القناع مالته ولا مرة خداعنا. آني و نينو متدربين نكون كلش ملاحظين و نميز الناس اللي يلبسون أقنعة و هذا اللي سويناه. فمن داكول هالشي، أي، نينو يدري آني الدعسوقة هم.
        
        "زين شبيكم انتوا الاثنين؟" كالت آليا و هي تكعد يمي. أدرين جان كدامي، و نينو كدام آليا.
        
        "ماكو شي يدعو للقلق." جذبت و نينو باوعلي بنظرة غاضبة بالسر.
        
        "متأكدة؟" سأل أدرين.
        
        "أي." ابتسمت و آني أطمنه بس آني أكدر أقرأ الناس كلش زين و عرفت هو ما صدكني.
        
        الكل عاف الموضوع و آليا بدت تحجي عن المدونة مالتها عن الدعسوقة...
        
        
        
        
        
        أدرين
        أني هسة كلش دايخ. مارينيت ونينو ديضمون شي علينا وميريدون يكلولنا. كلش قلقان على ماري لأنو نينو جان مبين عليه خايف عليها. هل أميرتي بخطر؟! لا!! متصير هيج. ماكو أي سبب لهالشي. إذا هي بخطر، لازم ما أخسرها... أبد. أحتاجها.
        
        "يا عاشق، راح تعترف بحبك لأبو كصايب زرك؟" سأل بلاك.
        
        "شنو؟ لا. هي مجرد صديقة."
        
        "مجرد صديقة؟ مجرد صديقة؟! ولك، أني وياك ندري إنو أنت تحبها." كال بلاك وهو يباوع عليّ.
        
        "أني ما أحب مارينيت بلاك." كلت واني أتنهد.
        
        "بطل تجذب على روحك." كال بلاك وطار على الجبن مالته.
        
        هو صح، أنت تحب ماري... هواية. بس أني هم أحب الدعسوقة... اوه منو دا أضحك عليه؟ هي مستحيل تحبني بس قطعة من كلبي راح تبقى إلها دائمًا. أتمنى لو مارينيت والدعسوقة نفس الشخص بس بحظي، أدري هالشي ما راح يصير.
        
        ما أكدر أنتظر حتى أروح للصين باجر، وهذا يذكرني، لازم أبدأ ألم جنطتي لشهرين.
        
         مارينيت
        فتحت باب المخبز بقوة ودخلت بعصبية، ونينو يمشي وراي. عمتي سابين وعمي توم شافونا وابتسموا.
        
        "أهلاً حبيبتي- اوه ونينو أنت هم هنا!! شلونك؟" سألت سابين بلطف.
        
        "زين." جاوب نينو.
        
        "تريدون تفسرون ليش صفي انصقل حتى يجي لحفلة تتويجي آني؟!؟" صرخت بالصيني لأن جان اكو زبائن.
        
        اثنيناتهم تنهدوا وجابونا ليورا...
        
        "هم صقلوا صفج لأنهم كلهم أصدقاءج وأهلج حسبوا إنه راح يكون حلو يجون ويجربون مرة بالعمر -"
        
        "هل حتى فكرتوا إنهم ممكن ينقتلون؟!؟" صرخت، وقطعت كلام عمتي.
        
        تجمدت بمكانها...
        
        "صدك تحجون؟" كلت بجدية، وبديت أعصب.
        
        "زين -"
        
        "لا 'زين'، بما إنكم متكدرون تفكرون زين، راح تتصلون بأهلي وتخلون عمي يين يعلمنا دروس دفاع عن النفس." كلت بصرامة واني خياشيمي منفخة ويدي مشدودة. درت ظهري وطلعت من المخبز.
        
        وصلت أني ونينو للحديقة وكنت أعرف إنه يدري شراح نسوي.
        
        نتقاتل.
        
        ما اهتمينا أبد لأن جنا نحتاج نتدرب، وفوقها إذا أي أحد من صفنا شافنا فما راح يفرق لأن راح يسوون أسوأ من اللي راح نسويه... وشكرًا لله ما اهتمينا لأن كنا على وشك نحصل على شوية رفقة...
        
        أني ونينو وجهنا بعضنا ودخلنا بوضعيات قتال بعد ما حيينا بعض بالانحناء. نينو هو الشخص الوحيد، بنية أو ولد، المسموحله يضربني فعلاً بالقتال. بالنسبة لواحد متفرج، راح يبين الموضوع غريب كلش من يشوف ثنين فجأة يبدون يتقاتلون من العدم.
        
        نينو وجه الضربة الأولى وخليني أكلكم، الضربات مالته سريعة بشكل مو طبيعي.
        
        أني ونينو نتوافق بالقتال. نعرف نقاط ضعف بعض حتى نكدر نقويها. أحنا مثل عقل واحد من نتقاتل بس أني عندي الضربة الأقوى بينما هو عنده الضربة الأسرع. مرات هالشي يخوف البقية لأن دخلنا واحد اللاخ للمستشفى أكثر من مرة وجنا كلش خايفين نتقاتل مرة ثانية بس هسه كأنه نريد ندخل للمستشفى، كأنه اللي يروح للمستشفى أول، يخسر.
        
        لحسن الحظ، انحنيت وهو فاتته الضربة بينما آني رجعت على إيديّ ولويت جسمي حتى أقدر أحط رجلي ورا رجليه وأوكعه. من وكع، كلبت روحي ليورا ووكفت بوضعية قتال.
        
        "ولك حجينا بهذا الموضوع، بطل تكون طفل صغير وتخليني أطيحك هيج!!" صرخت عليه، وأتمنى أخليه يعصب. شأكول بعد، آني مقاتلة شرسة وإحنا نسب واحد اللاخ حتى نكدر نسيطر على عصبيتنا إذا انلزمنا.
        
        نهض بسرعة واندفع باتجاهي. وجه لكمة لي بس صدّيتها. لزم معصمي ورمني عليه ووكعت على رجلي، ولويت إيدي حتى صار معصمه بإيدي. سحبته ليورا وكفزت، وضربت صدره برجلي وكلبت روحي ليورا، وعفت معصمه حتى يوگع. من نزلت، رفعت راسي وواجهت قبضة بوجهي بس لأن نينو ضربني هواية، راسي ما تحرك هواية بالعكس، بالكاد تأذيت.
        
        بحلول الوقت اللي سحب إيده بيه، شفت بعيونه إنه عرف شنو اللي جاي وما جان زين أبد. لزمت معصميه اثنينهم وسحبته ليورا، ضربته بركبتي ببطنه كلش قوي وخليته يتأوه ورفعت وجهه، وضربته مرتين. لزمت جسمه وبعدين رميته عليه، وخليته يوكع بصوت قوي. نينو نهض بسرعة وكنت أدري إنه لفتنا انتباه شوية ناس بس هاي القاعدة رقم 1: لتخلي الجمهور الجديد يشتتك.
        
        هو رفسني بس صدّيت الرفسة ورميت رجله ليجوا. رفسني مرة ثانية وصدّيتها واني أتحرك ليورا شوية.
        
        "يلا خايف أنت؟ جبان لدرجة متكدر تضربني لأن راح تتأذى؟" نينو استهزأ، عرفت شيسوي. أني أبد ما أطيق من الناس ميصدكون إنو البنية، خاصة الأميرة، تكدر تتقاتل وتوجه لكمة.
        
        زأرت واندفعت عليه وضربته ضربة قوية بكتفه وقفزت حتى أسوي رفسة دائرية بس هو لزم رجلي ورمني عبر الحديقة. دحرجت على الأرض وقفزت، سمعت جم صرخة بس تجاهلتها. مثل ما توقعت، نينو جان كبالي مباشرة، موجه لكمة لوجهي بس انحنيت ليورا، وتفاديتها. الصرخات صارت أعلى بس بعدني تجاهلتها. سويت شقلبتين ليورا من نينو حاول يسوي رفسة دائرية عليّ. اثنيناتنا صرنا بوضعية قتال ومستعدين للهجوم بس مكدرنا لأن اثنيناتنا انلزمنا وبالانعكاس، كلبت الشخص عليّ. سمعت أنين وباوعت ليجوا...
        
        "اوووبس، آسفة كيم." كلت وأني أضحك، أي راح يحتاجون هالتدريب مال قتال.
        
        باوعت حولي وشفت صفي كله يباوع عليّ وعلى نينو مصدومين، وخصوصًا عليّ لأن كلبت واحد من أقوى طلاب المدرسة عليّ.
        
        "شنو. هذا. الجحيم!؟!" صرخت آليا علينا.
        
        نينو، اللي أدرين جان لازمه، باوعلي وسوا روحه يبوسني بإيماءة رأس خفيفة وغمز. الكل باوع عليه وبعدين باوع عليّ. نينو عيونه كبرت لأن شاف الابتسامة على وجهي وبده يضطرب، فسويت وياه أسوأ شي ممكن.
        
        ركضت.
        
        
        
        
        
        
        أدرين
        الكل من المدرسة راح يتجمعون سوية وبعدين يرحون للحديقة. كلنا التقينا وبدينا نمشي للحديقة.
        
        "اووه شباب" كالت أليكس.
        
        كلنا وكفنا وباوعنالها.
        
        "يا إلهي، شوفوا" كالت بعيون مفتوحة على وسعها.
        
        الكل شهقوا من المنظر. بتليفونها، جان اكو بث مباشر لثنين يتقاتلون بالحديقة بس مو أي أحد... جانوا ماري ونينو.
        
        "راح أقتله" كالت آليا بعصبية.
        
        كلنا ركضنا باتجاه الحديقة واللي شفناه جان مرعب وبدينا نصيح حتى يوكفون. شفنا ماري تنرمي بالحديقة من قبل نينو. راح أقتله على اللي سواه بأميرتي. بس اللي صدمنه إنها تدحرجت على الأرض ووكفت كأنما ما صار شي بس بعدين نينو صار كبالها بسرعة. هو وجه لكمة لماري وهي بطريقة ما انحنت ليورا وتفادتها وبعدين سوت شقلبتين ليورا. قبل لا يتهجمون واحد على اللاخ إحنا كنا واصلين يمهم. آني لزمت نينو وكيم لزم ماري، زين لحد ما سمعنا صوت طخ.
        
        "اووبس، آسفة كيم" كالت ماري وهي تضحك.
        
        كلنا باوعنا على ماري مصدومين. هي توها كلبت كيم عليها!! شلون؟
        
        "شنو. هذا. الجحيم!؟!" صرخت آليا.
        
        ما أدري شنو سوى بس الكل جان يباوع على نينو وبعدين شي خلاه يضطرب بس آني بعدني لازمته. باوعت ليورا وماري ما جانت موجودة. شنو هذا الجحيم؟
        
        "وين-؟ زين لعد... ممكن تكولنا شصار؟" كالت آليا لنّينو وآني عفته.
        
        "ليش هيج أذيتها ولك؟!" صرخت كيم.
        
        "أي هذا مو صحيح تضرب بنية، وخاصة مارينيت!!" صرخت أليكس.
        
        كلنا بدينا نصيح على نينو على اللي سواه بس...
        
        "انتظروا!!!" صرخت أليكس، "هو راح" كالت بدهشة.
        
        كلنا باوعنا حوالينا مثل الأغبياء. وين راح؟
        
        "شلون ضيعناه؟! جان كبالنا مباشرة!!" صرخت جوليكا وتجاهلنا حقيقة إنها جانت تصرخ لأول مرة بحياتها.
        
        كلنا تنهدنا وقررنا نسألهم باجر...
        
          مارينيت
        ركضت للمخبز وأني أضحك بينما الكل يباوعلي بدهشة ورعب... اوه صح.
        
        "ماري!! شصار بـ - انتظري دقيقة، صدك تحجين ماري" كالت سابين بـ 'جدية' واني بس ابتسمت وركضت لغرفتي.
        
        من وصلت لغرفتي دخلت للحمام بعد ما انطيت لتيكي الصادمة والمذهولة كوكيز.
        
        "يا إلهي" كلت وأني أباوع على صورتي بالمرآة، "أني مو بهالسوء اللي توقعته."
        
        غسلت الدم من وجهي ونظفت الجروح مالتي. جان عندي جرح بحاجبي، وشفتي متفطرة، وخد متكدم شوية. لصقت حاجبي سوا بشريط لاصق أبيض رفيع وهذا هو.
        
        طلعت من حمامي وبدلت ملابسي لبيجاما واني أشرح لتيكي اللي صار. بعد ما بدلت وصلتني رسالة من نينو.
        
        نينو: يا يا... آني فرحان إنو أصدقائنا ضلوا يسألوني أسئلة وإلا جان لازم أشرح إشارة إصبع الوسطى
        
        تبًا لك نينو!! ما جان المفروض تنهزم منهم!!
         
        

        رواية الفانوس السحري

        الفانوس السحري

        2025, شذى حماد

        فانتازيا

        مجانا

        جانت محبوسة بقنديل سحري سنين طويلة، وهسه راح تطلع للعالم الحديث اللي كله سحر ومشاكل. بنفس الوكت، نتعرف على ناثانيل، شاب يعاني من ضغوطات بحياته العائلية والعاطفية، ويحتاج معجزة حتى يرتاح. صدفة، ناثانيل يوصل لمحل غامض ويلگه علبة قديمة، وميعرف إن هاي العلبة راح تربط مصيره بكلاريسا وتغير حياتهم للأبد. هل اللقاء راح يحل مشاكلهم لو يزيدها تعقيد؟

        كلاريسا

        محبوسة بقنديل سحري من مئات السنين. تعاني من ذنب الماضي بسبب استخدام سحرها مرات لأغراض شريرة، وتتمنى تطلع للعالم الخارجي حتى تحمي الأبرياء. هي تنتظر من يفرك قنديلها ليحررها وتعيش حياة طبيعية، لكنها متوترة من المستقبل المجهول.

        ناثانيل

        شاب يعاني من مشاكل عائلية وعاطفية. والدته مريضة بالسرطان، ووالده يشتغل هواي حتى يوفر فلوس العلاج، مما يخليه يحس بضغط كبير. علاقة ناثانيل بصديقته ديستني متوترة بسبب غيرتها الزائدة وتصرفاتها المزعجة. يبحث عن حل لمشاكله ويحس إن حياته دتتدهور، ولهذا يصدف ويوصل لمحل غامض يغير مجرى حياته

        لويس

        تنين كلاريسا الأخضر ورفيقها الوحيد. هو صديقها المقرب وعائلتها، ودائماً وياها بالقنديل. لويس وفيّ ومتحمس للخروج من القنديل مثل كلاريسا، لكنه أحياناً يكون كسول وميحب التعب

        ديستني

        صديقة ناثانيل. غيورة ومزعجة، وتتوقع من ناثانيل اهتمام وتفاني كامل. اهتمامها الأكبر هو الفوز بلقب ملكة الحفل، وهذا الشي يسوي ضغط على علاقتها بناثانيل اللي ميهتم بهالأمور.

        السيدة جيني

        صاحبة المحل السحري الغامض. امرأة عجوز حكيمة وغريبة الأطوار، يبدو أنها تعرف أكثر مما تتكلم. السيدة جيني تمنح ناثانيل العلبة اللي بيها القنديل، وتلمح له بأنه "محتاج" للمساعدة، وهذا يوحي بأن عندها دور أكبر بالمستقبل.
        تم نسخ الرابط
        الفانوس السحري

        تعرفوا على كلاريسا.
        هيّ حلوة، حبابة، وذكية.
        بس بيها عيب واحد.
        محجورة بقنينة (بطل) مئات السنين.
        إلى أن تنجلب (تُستدعى)...
        شوفوا كلاريسا شلون تعاني وتكافح بالعالم الحديث، لأن السحر طريقة تخلي الأمور معقدة. ولمن يرجع عدو قديم، كلاريسا تحارب حتى تحمي أصدقائها الجدد وعائلتها.
         أتمنى تستمتعون!
        مع حبي،
        
        --------
        
        
        
        الوكِت.
        
        إشگد مر وكت من طلعت على السطح؟ من عفت حدود هذا المكان؟ حتى أحس وأتنفس الهوا النظيف؟
        
        تمددت على فراشي وأباوع للسگف الذهبي.
        
        الحياطين مجلّبة بستاير قديمة وعتيگة بيها رسومات لمعارك فرسان من زمن فات بعدني أتذكره من آخر مرة انجلبت (استدعيت). طوبة زغيرة من الضوّ جانت تضوّي الغرفة الچبيرة.
        
        "لويس، إشگد تتوقع العالم برا تغير؟" تنهدت بحسرة لتنيني الأخضر الچبير. هو الشي الوحيد اللي عندي كرفيق، وسمعني أسأل نفس السؤال مليون مرة خلال آلاف السنين اللي قضيناها سوه. لويس دائماً وياي، هو جان وياي من جنت زغيرة. جان عائلتي وصديقي المفضل.
        
        گعدت وعدلت راسي بخفة على صفحة القنديل.
        
        أني انخلقت بداخل هذا القنديل وانحجرت بي مدري إشگد. انخلقت من الكون قبل آلاف السنين، وعندي هدف حتى أحقق أمنيات العاجزين، وأخدم وأحمي الآخرين. على مر القرون، سويت هيچ بالضبط. أنقذت أرواح هواي، حميت قرى، وداويت المرضى والمجروحين.
        
        بس جانت اكو أوقات هم لمن سحري جان ينستخدم للقوة، طمع البشر جان يسيطر على عطشهم للسلطة. سببت حروب، وأذيت وقتلت هواي. عشت ويا هذا الذنب، والدم اللي على إيدي جان يخدم غاية للقتال، حتى أحمي الأبرياء دائماً.
        
        بس ما أكدر أسوي هيچ إذا جنت محبوسة هنا.
        
        ما جنت أدري إشگد عمري بهالنقطة بحياتي. ما جنت أدري يا سنة ولا يا يوم. جوه القنديل، الليل والنهار واحد. ما تلاحظ الأيام، الأسابيع، ولا حتى السنين تمر لمن تكون محبوس بقنديل طول عمرك.
        
        لويس طلع صوت ونام على الفراش مالتي. حيوان زاحف كسول. خلي لا يحركلي الفراش مالتي. القنديل راح تظل بي ريحة دخان لأسبوع. على الأقل هيچ جنت أحس. جان اكو وكت جنت أحسب الأيام لحد ما ألتقي بسيدي الجديد، بس ورا فترة، ما جان يسوى أظل أحسب.
        
        تمددت يمه، أفكر وأنا أداعب حراشفه. دائماً يرجع الموضوع للوكت.
        
        صارلي هواي ما طالعة. ردت أشوف العالم برا مرة لخ. حبيت أستكشف برا قنديلي. أكدر أستكشف وأشوف التطورات الجديدة بهذاك العصر. العالم يختلف كل مرة. شي يسوي الواهس.
        
        آخر مرة جنت بيها حرة من حبستي، الناس جانت توها تبدي تستخدم أسلحة جديدة... أسلحة "گنات" أعتقد جان اسمها. ما جنت أعرف بالضبط شنو تسوي، بس جنت أعرف إنها ممكن تسبب إصابات. هل تطورت من ذاك الوكت؟ هل بعدهم يستخدمون الگنات اليوم؟
        
        تأففت من أفكاري الفضولية، وضربت بقبضتي على المعدن البارد من القهر.
        
        أني ولويس صرنا ما نتحمل – زين، أني أكثر منه. بس ردنا نكون أحرار. بس طبعاً، هذا الشي مستحيل يصير بدون سيد جديد يفرك قنديلي. حاولنا نهرب مرة، وراها رفضنا نحاول مرة لخ.
        
        حاولنا نطلع من الفوگ. لويس دفع روحه عليه، بس كل اللي حققناه هو تنين مجروح ومعصب.
        غمضت عيني وسمحت لروحي أدخل بنومة عميقة، أحلم بالعالم برا. دفو الشمس؛ إحساس الهوا؛ حرية العالم برا.
        
        
        
        
        
        "ناثانيل!" ديستني صحت بضوجة. درت عيني على صديقتي. جانت بس تتذمر.
        
        هي هيچ جانت دائماً؟
        "ها؟" سألت ودا أحاول أخفي الضوجة من صوتي. ديستني ضيقت عيونها الزرگ عليه.
        
        "ما جنت ديربالك عليه! چنت لو ما چنت دتغازل ذيچ السمرا الغبية هناك؟" ديستني صاحت وأشرت بظفرها المصبوغ والمحدد بنهاية الممر.
        باوعت على البنية اللي ذكرتها. گطبت حواجبي قبل ما أتذكرها. هي بنية گعدت بصفها بدرس الإنكليزي. سألتها سؤال عن الواجب مال الأسبوع الجاي.
        
        "ديستني، اهدي. بس سألتها على الواجب المدرسـ" انقطعت كلامي بسبب عياطها المستمر.
        "أي نيث، 'الواجب المدرس'. أني مو غبية. شتحسبني، غشيمة؟" ديستني بتهكم.
        
        أي. صدگ أحسبها غبية وغشيمة إذا ما فهمت جملتي قبل ما تگطع كلامي.
        "ألو! دتسمعني؟! بطل تباوع على ذنيچ البنات. راح أخلي ذيچ الحقيرة تدفع الثمن لأن غازلتك، بس لازم تكرس انتباهك إلي وتكون أكثر حنية. إذا ردنا نفوز بملك وملكة الحفل، لازم الكل يعشقنا!" ديستني صرخت. ما أفهم ليش هذا الشي مهم إلها.
        درت عيني بعقلي. كل شي يهون ولا أصير ملك الحفل. آخر شي أريده هو أصعد مسرح وعلى راسي تاج بلاستيك وهي لازگة بيه.
        
        طز بهذا الحچي.
        مشيت وعفت ديستني وما كلفت نفسي أباوع ليورا. سمعتها تصيح اسمي، بس تجاهلتها ورحت للبيت. أعرف هي بس راح تظل واگفة وتصيح مثل الطفل الضايع بسوگ.
        
        من وصلت للبيت، رميت نفسي على الفراش، أحاول أتخلص من الصداع اللي سببتلي إياه ديستني.
        أخذت نفس عميق، أحاول أرجع هدوئي. ما أريد أمي تشوفني هيچ. من هديت، گمت ورحت لغرفة أهلي.
        
        شفت أمي متمددة بالفراش، دتقرا كتاب. ابتسمت إلها بهدوء وگعدت على طرف الجرباية. نزلت شوية بالمخده وتنهدت بهدوء.
        أمي جان عدها سرطان بالرئة مرحلة ثالثة. حالياً، دتاخذ علاجات، بس ما دا تجيب نتيجة. عيوني دمعت بس ما قبلت أخليها تشوف شلون أحس. هي عدها ما يكفي على راسها. بس ردت أرجعها بصحتها. ترجع أمي السعيدة.
        
        أبويه جان متأذي كلش بهذا الشي. جان لازم يشتغل أكثر حتى يدفع فواتير المستشفى، فجان نادراً بالبيت وإذا جان، يروح راساً ينام. ردت أعوف المدرسة حتى أساعد بالفلوس، بس أبويه گال التعليم مهم. فوافقت على مضض.
        
        أني بس وأهلي. ما عندي إخوة غير أعز أصدقائي، تايلر وزاك. همه عملياً جانوا عايشين هنا طول الوكت وجانوا إخوة إلي. چنت أكون بوضع أسوأ لو ما همه.
        أمي باوعت عليه وابتسمت، خلت الكتاب على رجليها. حتى بأسوأ حالاتها، جانت دائماً عدها ابتسامة دافية على وجهها. أكثر مما أكدر أجمعها آني.
        
        "يا هلا بيك حبيبي. شلون جانت المدرسة اليوم؟" صوتها جان خشن ومبين بي تعب. حاولت ما أنصدم وأتصرف طبيعي. أمي تستاهل ينحترم بيها، مو تتعامل مثل اللعبة. عرفت هي تكره لمن الناس ينطوها أي إشارة شفقة.
        "جانت زينة، هيچ شي. أني وديستني تعاركن مرة لخ." تمتمت.
        
        أمي گطبت حاجبها. أمي ما جانت تحب ديستني هواي بس أبد ما گالت شي قوي ضدها لأن ما رادت تضوجني.
        "آسفة حبيبي. أتمنى كل شي يصير زين بالمستقبل." أمي حاولت تگول بإقناع بابتسامة مصطنعة.
        
        ضحكت بسخرية وابتسمت إلها.
        "لا، ما تتمنين."
        
        دورها جان تنطيني ابتسامة حقيقية.
        "تمام، لزمتني. ناثانيل، ما أريدك تضيع وكتك وي هيچ نوع من البنات اللي ما يفكرون بمصلحتك. لازم تلتقي بنية زينة وصغيرة. وحدة تخليك دايماً صاحي. وفوگ هذا، حتى ما مبين عليك تحب البنية!"
        
        "ديستني تدوس على رجلي هواي. هذا ينحسب شي؟" گلت، دأسوي شقة صغيرة.
        أمي ضحكت وهزت راسها.
        
        سولفنا ساعة تقريباً قبل ما أمي تحتاج ترتاح. بست جبهتها وطلعت من الباب.
        سويت واجبي بغرفتي واني أراسِل تايلر وزاك. عزمتهم وبالأخير إجوا حتى نلعب ألعاب فيديو.
        
        "ها شلونها وياك ويا ديستني؟" سأل تايلر وهو يتحرك بسرعة بجهاز التحكم مالته.
        ضحكت بسخرية وجريت حسرة لمن انضرب اللاعب مالتي.
        
        "لهالدرجة مو زين؟ چنت أكدر أگلك هذا الشي." تايلر ضحك.
        "شگد ما ديستني مزعجة، هي كلش... مادية (جسدية)،" تجاهلت الأصوات المعترضة اللي سواها أصدقائي. همه ما وافقوا على "علاقتي" وي ديستني. "تعرف شلون الموضوع بالنسبة إلي، تايلر. بس أحتاج أطلع كل الضغط اللي بيه. أرفض يكون عندي سمعة لعّاب بمدرستنا وديستني جانت تبين الخيار الصح." جاوبت.
        
        "خيار غبي،" تايلر تمتم.
        شاف النظرة على وجهي، تايلر تنهد وهز راسه. انقطع كلامنا بصيحة المعركة مال زاك.
        
        "موتوا! كلكم يا حقيـ-"
        "ممنوع الغلط بهذا البيت زاك!" أمي صاحت بنهاية الممر. تايلر وأني ضحكنا على زاك، اللي گطب حاجبه.
        
        ورا چم جولة، قررنا نشوف فلم. وإحنا دَنشوف الفلم، فكرت شگد حياتي دتتدهور.
        وي ديستني وأمي، شلون راح أكدر أظل صاحي؟
        
        جنت أحتاج معجزة حتى هذا يصير.
        گعدت على ريحة البِيكن. حلكي صار بيه مي، گمت من الفراش وركضت نزلت الدرج.
        التقيت بأبويه بالمطبخ وسرقت قطعة بِيكن من صحنه.
        
        "صباح الخير بابا،" گلت واني ألوچ بالبيكن. حبيت هيچ أيام، وين أكدر أگعد وأشوف أبويه قبل ما يروح للشغل.
        أبويه دندن "صباح الخير" وشي بي ريحة. نطاني ابتسامة صغيرة. عرفت شگد هو تعبان ودائماً أقدّر قضاء وكت وي أحد غير الناس اللي بالشغل.
        
        ورا ما سولفنا شوية، رحت لغرفتي حتى أحضر نفسي. لبست تي شيرت أسود وجينز ويا حذائي الكونفرس القديم.
        طلعت برا ورحت لبيت زاك، اللي جان يسكن بصفنا. دخلت بدون ما أدگ الباب ورحت لغرفته. لگیته على قنفاته ديباوع تلفزيون.
        
        "ها خويه، شكو ماكو؟" سألت. گعدت على قنفاته. هز راسه كعلامة معرفة، وما اتفاجأ بوجودي أبداً. أحنا ندخل بيوت بعض دائماً.
        زاك تنهد ومسح وجهه.
        
        "أمي دتجبرني آخذ ليزي لمحل سحري لعيد ميلادها. تريد تجي ويانا؟" سأل.
        هزيت راسي. "محل سحري؟ صدگ؟ لا." گلت بقرف واضح.
        
        ليش واحد يريد يروح لمحل سحري؟ كلها بس حيل رخيصة تنباع بأسعار خيالية.
        "فدوة؟ راح أدينك خدمة." زاك توسل بيأس.
        
        خدمة؟ ابتسمت بسخرية. راح ألزمه بيها.
        "تمام، راح أجي وياكم بهاي الرحلة السحرية. بلكي نشوف أرنب يطلع من قبعة أو هيچ شي،" گلت بتهكم، موافق بس بسبب وعده.
        
        زاك ابتسم وگام بسرعة.
        "شمنتظرين؟ خل نخلص من هذا الشي."
        
        
        
        
        
        هذا مو چان شلون ردت أقضي يومي.
        
        زاك جان مديونلي خدمة جبيرة على هذا الشي. چنه بمحل السحر ندور على "الخدعة" المثالية. باوعت على الحبل الطويل مال الباندانات المربوطة، دا أتساءل إذا چان لازم أخلص نفسي من عذابي هسه. زاك دگني بقوة على بطني، يعرف وين جانت أفكاري رايحة.
        
        "إذا أني دا أتأذى، أنت هم راح تتأذى،" زاك صاح بصوت ناصي وأني باوعت عليه بقرف.
        
        "زاكي! أكدر آخذ هاي القبعة؟ فدوة؟" ليزي صرخت وهي تلوّح بقطعة الخردة. البنية ذات الشعر الكيرلي البني خلتها على راسها، دتباوع لأخوها الچبير بتوقع.
        
        جانت قبعة "ساحر" عادية. ما بيها أي شي مميز. چانت تبين شي ممكن تلگيه بقسم المفقودات. بس ما جان عندي گلب أگلها هذا الشي.
        
        زاك ما جان عنده مشكلة يگلها. "ليزي، أكدر أجيبلك هاي من أبو الدولار. لگي شي ثاني." زاك تذمر. زاك أعلن إذا هو راح يصرف فلوسه عليها، لازم الغرض يكون بجودة زينة. ما أكدر أجادل وياه على هذا الشي. معظم هذا الهوس شنو ممكن تلگيه بمحل أبو الدولار أو بمكب نفايات.
        
        "لا زاكي! المرة گالتلي بيها قوى سحرية من أخليها على راسي!" ليزي گالت بنفاذ صبر. باوعت على مزهرية، وضغطت عيونها مثل ما لو چانت تكدر تخليها تنفجر.
        
        أني وزاك التفتنا على المرة اللي بالصندوق. انطتنا نظرة مثل الغزال اللي انصاد بالضوء وابتسامة خجولة. أتصور چانت دتدور على بيعة سهلة.
        
        زاك باوع عليها بقرف ورجع لليزي.
        
        "رجعّيها. ما راح أشتريها." زاك أمر.
        
        ابتسامة ليزي تحولت لنظرة قرف.
        
        "وليش لا؟" ليزي صاحت.
        
        "لأنها سخيفة. نگدر نلگاها بأبو الدولار!" زاك صاح عليها.
        
        ورا ما تجادلنا خمس دقايق، ليزي راحت تدور على شي ثاني. بس مو بدون ما تشمر القبعة على وجه زاك. ضحكت على نظرة القرف بوجع زاك. مرات ليزي ممكن تكون قوية. بس إذا وصل الموضوع للجد، زاك يسوي أي شي لأخته.
        
        ورا عشرين دقيقة، خلص صبري من الوگفة بالمحل. جنت أحتاج أتحرك.
        
        "يا معوّد، راح أتمشى بالمركز التجاري. هذا الشي دا ياخذ هواي وكت." گلت لزاك. قبل ما يعترض، طلعت من الباب.
        
        تجوّلت بالمركز التجاري، ما دا أدور على شي معين. ورا ما مشيت لنهاية المحلات، لمحت لافتة بطرف عيني.
        
        "تعويذات وعلامات غامضة"
        
        رفعت حاجبي بس حس فضول يزداد عندي. ما شفت هاي اللافتة قبل. هل هذا المحل توه انفتح؟ بلكي يساعد ليزي ونكدر نطلع أسرع. توجهت للمدخل. من فتحت الباب، دق جرس، ينطي إشارة لدخول زبون – اللي هو أني.
        
        باوعت على المكان اللي داير ما دايري وعيوني چانت مفتوحة. جان يشبه گلخانه داخلية. جانت اكو نباتات وأعشاب معلگة من السگف، وكتب مكومة ومبعثرة بكل مكان. چانت اكو قناني هواي مليانة بسوائل ألوانها غريبة مرتبة على رفوف. جان المحل تراب هم. مو المفروض هذا المكان جديد؟
        بلكي لهذا السبب ما انتبهت على هذا المحل الخامل.
        
        "مرحبا؟" صحت. ماكو أحد هنا. هزيت بكتفي، باوعت داير ما دايري. ماكو شي مبين ذاك الزود مثير للاهتمام هنا. كله جان يبين مثل خردة عشوائية من بيع كراج. هل هذا شي منتشر بمحلات السحر؟
        "لگيت شي يعجبك؟" فزيت على الصوت وگلت راح أوگع رف. خليت إيدي على گلبي اللي جان ينبض بسرعة. هل چانوا ناويين ينطوني جلطة؟ التفتت على المتطفل.
        
        گبالي چانت مرة عجوز ذكرتني ببيتي وايت. چانت لابسة فستان ورد محافظ يوصل للأرض، شعرها الرمادي مربوط ذيل حصان حلو، وابتسامة على وجهها اللي بي تجاعيد قليلة. إذا باوعت عليها مرة وحدة، چنت راح تعتقد إنها المفروض تكون بمكان أحلى، مثل نادي گلف راقي. مو هذا… المكان.
        
        "آسفة حبيبي، أني السيدة جيني. يسعدني وجودك هنا بمحلي. صار سنين ماكو أحد دخل بيه. بس اللي يحتاجون يجون لهذا المكان، وأتصور القدر جابك لهنا. شلون أكدر أساعدك اليوم؟" السيدة جيني سألت بلطف.
        بس اللي يحتاجون شنو؟ زين، أتصور أحتاج مساعدة. زاك جان وسيلتي للبيت. گلتلها على ورطتي.
        
        "دا أدور على شي أنطيه لبنية زغيرة. هي تريد خدع سحرية قديمة. عندچ هيچ شي؟" سألت بأدب.
        السيدة جيني تفحصتني وباوعت مباشرة بعيوني. چانت مثل ما لو دتدور على روحي. ضجت وما ارتاحيت. جان شي مزعج. شنو اللي چانت دتسوي؟
        
        "كلش حزين ومحتار. آسفة يا بني،" گالت بحزن. "لازم تفهم المعنى الحقيقي للحياة والفرح، يا وليدي. حتى تسوي هيچ، حياتك تحتاج شوية شي. أعتقد ممكن يكون عندي اللي تحتاجه."
        يا هو هذا؟ ما طلبت حظ. تجاهلت خطابها الصغير. هي عجوز، شراح تسوي؟ تنطيني نبتة؟
        
        السيدة جيني مشت بخطوات متمايلة لورا المحل. سمعت هواي صوت شغلات دتتحرك لحد ما رجعت وياها علبة قديمة مصممة.
        "بس استلمت هذا قبل چم شهر. أعتقد هذا راح يحل كل مشاكلك، ناثانيل." السيدة جيني گالت بابتسامة.
        
        
        
        
        باوعتلها مصدوم وشوية خايف. ما گلتلها اسمي أبد.
        السيدة جيني ضحكت عليه.
        
        "لا تخاف على نفسك، أنت شكلك ناثانيل. وأتصور هذا يعني چنت صح." ابتسمت وعيونها بيها لمعة.
        استرخيت شوية. حسيت چانت بس دتشاقه وياي هسه.
        
        انطتني العلبة.
        "هسه، لا تفتحها إلا لمن تكون مستعد. فتحها بالوقت الغلط ممكن يسبب عواقب وخيمة. بلكي تريد تنتظر لحد ما توصل للبيت. هسه روح. أصدقائك د ينتظروك برا."
        
        أخذت العلبة على مضض. أتصور هذا اللي راح أنطيه لليزي؟
        شكرت المرة وسألتها شگد السعر. گالتلي على حساب البيت.
        
        ياهو!
        طلعت من المحل بإحساس غريب. السيدة جيني خلتني أقشعر.
        
        التقيت بليزي وزاك، اللي چانوا بباب المحل.
        "لگيتوا شي؟" سألت.
        
        "أي! لگيت شي بي دويرة!" ليزي صرخت وهي دتراويني حلقتين مربوطات سوه.
        
        باوعت على زاك وهو بس هز بكتفه.
        "شنو عندك هناك، نيث؟" زاك سأل، مأشر على العلبة.
        
        لزمت العلبة أقوى. لسبب ما، ما ردت أگلهم على العلبة. بلكي ما أعرف شنو بداخلها، بس ما أريد أكشفها الهم. حسيتها ثمينة كلش بحيث أنطيها هيچ بسهولة.
        طز بتقديمها لليزي.
        
        "هاي بس مرة انطتني اياها. مو شي يابه" گلت بلا مبالاة.
        كلنا مشينا لسيارة زاك وسقنا للبيت. بس صف بالحديقة مال بيته، ودعتهم ومشيت لبيتي.
        
        ركضت لغرفتي وقفلت الباب.
        خليت العلبة على فراشي وباوعتلها.
        
        شنو المفروض أسوي هسه؟ السيدة جيني گالتلي أفتحها لمن أكون "مستعد". شنو چانت تقصد؟ چانت تحچي بألغاز هواي. ما أكدر بس أفتحها هسه؟
        لحظة؟ أني صدگ دا أفكر بكلامها؟ مرة عجوز بمحل تعبان انطتني علبة مجاناً. هذا مو مبين مشبوه؟ شنو بحق الجحيم ممكن يكون هنا؟ قنبلة؟
        
        مديت إيدي للعلبة، بس سمعت أمي تصيحني. باوعت على العلبة مرة لخ قبل ما أطلع من الغرفة على مضض.
        
        "تريد چاي، لويس؟ عندي چاي أخضر!" عرضت ومديت الغلاية.
        لويس رفرَف بجناحيه بحماس. ضحكت وصبّيت شوية بوعاء. خليته بالگاع وهو شرب بسرعة بلسانه.
        جبت لنفسي بكاسة وخليته على الطاولة. رحت حتى أشيله لحد ما شفت الشاي يتگلب. الكاسة بدت ترج ويا كلشي بالقنديل. بديت أقلق لحد ما حسيت خطوات دا تقترب.
        برا القنديل.
        شهگت.
        أحد قريب من القنديل!
        گمت أطفر. راح نطلع عن قريب! باوعت على لويس بحماس.
        "الوكِت گرب! لزم شي، لويس. القنديل راح يتحرك عن قريب."
        حسيت أحد شالنا وحركنا. الشاي انچب بكل مكان، بس تجاهلته. حسيت القنديل انحط بإيد شخص ثاني. سمعت أصوات محادثة مخربطة، بس ما گدرت أفهم شنو چانوا دَيگولون.
        ورا چم مطب ومرجوحة، حسيت بالغثيان. الأثاث بدى يتحرك أو يوگع من الحركة القوية وتفاديت كبت چان راح يضربني. تنهدت بارتياح ولزمت أطراف چربايتي بقوة. تمنيت نتوقف عن الحركة عن قريب.
        أخيراً، ورا حوالي تلاثين دقيقة، انحط القنديل على سطح ثابت. ارتاحيت.
        تفقدت لويس وشفته وعاء الشاي على راسه، والشاي كله عليه. ضحكت.
        باوع بقرف وطلع بخار من خشمه، دا يگلي إنه ما جان مستمتع أبد.
        "آسفة على الضحك. بس لويس – هذا ديصير! أتمنى سيدنا الجديد يكون حباب ويانا." گلت بحلم.
        نظفت الفوضى بلمحة أصبع. كل شي بقنديلي رجع مكانه الصحيح.
        لويس رجع راضي، لأن نشف. ركض على چربايتي حتى ياخذ غفوة قصيرة قبل ما لازم نطلع.
        باوعت على فتحة القنديل. بعد ماكو ضو مبين من القنديل، فما گدرت أشوف العالم الخارجي. بينما هذا الشي چان يضوجني عادةً، بس حسيت بحماس.
        تنهدت، فركت إيدي سوه.
        چنت مستعدة.
        
        ---
        
        شگد ما جنت متحمسة، الخوف همشة لزم گلبي. شنو جان ينتظرني برا هذا القنديل؟ هل راح يكون سيدي الجديد مثل اللي قبله، لو راح يختلف؟ وهل هذا العالم اللي راح أطلعله بعده مثل ما جنت أتذكره لو لا؟ كل هاي الأسئلة دارت براسي واني أحس بلمسة إيد على القنديل. مو أي لمسة... چانت لمسة قوية، بيها شي غريب، مثل الطاقة اللي تنبعث من نجم جديد.
        
        حسيت القنديل دا ينهز بقوة، مو حركة نقل عادية. چانت مثل ما لو اكو زلزال صغير دا يصير جوة إيدي. ضوء ساطع اخترق الظلام اللي جنت بيه، خلا عيوني تتغمض. فتحتها ببطء، وشفت وجه جديد گبالي. عيونه چانت بيها خليط من الخوف والفضول، وشعره أسود مثل الليل. لزمت أنفاسي، واني أنتظر الكلمة الأولى اللي راح تطلع منه. هل راح يكون هذا الشخص خلاصي لو بداية مشكلة جديدة؟ ما چنت أعرف، بس شي واحد چنت متأكدة منه... حياتي جانت على وشك تتغير للأبد.
        
        ملاحظة للمتابعين:
        
        نتمنى تكونون استمتعتوا بنهاية هاي الرواية الغامضة. إذا جنتوا متشوقين لتعرفون شنو صار ويا كلاريسا وناثانيل، وهل راح يگدرون يحلون مشاكلهم ويكشفون أسرار العالم الجديد، يا ريت تبلغونا برأيكم! إذا وصلتنا تعليقات كافية، أكيد راح نبدي نشتغل على جزء ثاني للرواية!
         
        

        Pages

        authorX

        مؤلفون تلقائي

        نظام شراء