علاقة خارج حدود المنطق - رواية رومانسية
علاقة خارج حدود المنطق
2025, شذى حماد
قصص حب
مجانا
بنت من نيويورك انتقلت للوس أنجلوس عشان تدرس بالكلية. حياتها هناك تبدأ بفوضى، خاصة مع رفيقتها تايلور اللي تجرها لعالم الحفلات والأغنياء. تصطدم نيكي بـ بيونسي، سيدة أعمال مشهورة ومصممة أزياء، في حفل فاخر. بين نيكي الجريئة وبيونسي المتكبرة، تتطور علاقة غير متوقعة تبدأ بلقاءات صدفة، وتكتشف بيونسي أن نيكي ممكن تكون "مشكلة" بحياتها.
نيكي
انتقلت من نيويورك للوس أنجلوس عشان تدرس بالجامعة، وهي مو متعودة على حياة الأغنياء والنجومية. لسانها طويل وصريحة، وهذا اللي يخليها تتميز عن اللي حواليها. هي اللي بتواجه التحديات الجديدة في حياتها الجامعية والشخصية، وبتبدأ علاقتها الغريبة مع بيونسي.بيونسي
تملك إمبراطورية أزياء ومطاعم. متعودة إن الكل يحترمها ويتملق لها، لكن شخصية نيكي الصريحة والواثقة تلفت انتباهها وتثير فضولها. بيونسي تحب عائلتها، خاصة بنتها بلو، وتوازن بين عملها المكثف وحياتها كأم. على الرغم من مظهرها الخارجي المتكبر، إلا إن عندها جانب إنساني يظهر لما تهتم بنيكي.تايلور
صديقة نيكي المقربة، هي اللي تدفع نيكي للعالم الجديد في لوس أنجلوس، سواء كان بدخول النوادي الفاخرة أو حضور الحفلات. هي "واسطة" نيكي في عالم الأغنياء، وتتميز بشخصيتها المنفتحة وقدرتها على بناء العلاقات بسرعة.
أونيكا مطار جون إف كينيدي كان زحمة حيل. صوته مزعج، فوضى، ومليان ناس يمشون جنهم عندهم شي مهم لازم يسوونه. رجال أعمال ببدل رسمية صايرين يصارخون بسماعات البلوتوث، عوايل يجرون جنطهم المتروسة، جهال يصارخون على وجباتهم. كل هذا كان طبيعي حيل، طبيعي بالنسبة لنيويورك، ومع هذا كنت على وشك إني أخلي كل هالشي وراي. وقفت يم خط التفتيش، جنطتي يمي وحياتي كلها محطوطة بشنطتين. للحين ما حسيت إن هالشي صج. "متأكدة إنك خذيتي كل شي؟" التفتت على أمي اللي كانت واقفة يمي ومكتفة إيدينها. ما كانت تبكي، ولا كانت مسوية موضوع كبير، بس كنت أعرف من طريقة ضغطتها لشفايفها إنها قاعدة كاتمة شي. إحنا جذي طبعنا. ما نحب اللحظات العاطفية القوية. نتحمل الأمور ونكمل طريقنا. عدلت شنطة الظهر اللي علي ورفعت جتفي. "إيه، خذيت كل شي." ضيّقت عيونها علي جنها مو مصدقة، بعدين تنهدت. "متوترة؟" ابتسمت بخبث. "لا." طالعتني بنظرة. نظرة الأمهات هذي. "دوم تمثلين إنك فاهمة كل شي." رفعت جتفي. "لأني فاهمة." ضحكت ضحكة خفيفة، وهزت راسها. بعدين، بعد وقفة، مدت إيدها وعدلت سحاب سترة الكابوي اللي كنت لابستها جنها قاعدة تعدل على طفل صغير للحين. "دوم تقدرين ترجعين البيت إذا كرهتي الوضع," قالت بصوت أنعم الحين. هزيت راسي. "ما راح أكرهه." زفرت الهوا من خشمها، طالعتني لوقت طويل قبل لا تسحبني لحضنها. ما كان حضن ناعم، ولا تم لوقت طويل، بس كان حضن قوي. "خلاص أجل،" تمتمت. "روحي سوي اللي تبينه." وبسرعة، صار وقت الرحيل. التفت، خذيت جنطتي، ومشيت باتجاه التفتيش. ما طالعت ورى. مو لأني ما اهتميت، بس لأني لو طالعت، كان ممكن أغير رأيي. أول شي، ليش الجو كان حار حيل؟ نزلت من الطيارة، وللحين لابسة سترة الكابوي لأني ما كنت أبغى أتجمد بالرحلة، وعلى طول ندمت. الجو ما كان دافي بس – كان هالدفى الثقيل، الناشف اللي يخليك تبغى تفصخ هدومك أول ما تطلع برى. والهوا كانت ريحته غريبة. مو ريحة خايسة، بس... مختلفة. جنها خلطة من نخل، ودخان سيارات، وعطر غالي حيل. كوينز ما عمرها كانت ريحتها جذي. بالكاد قدرت أستوعب هالشي قبل لا أسمع – "يا زفتة!!! نيكي!!!" قبل لا أقدر أتصرف، أحد هجم علي. تايلور صدمتني، ويدينها لفت على كتفي وهي تصرخ بأذني مباشرة. "يا زفتة، وش بلاك," شهقت، وأنا أحاول أبعدها عني. بالأخير فلتتني، ورجعت لي ورا تطالعني. تايلور كانت طويلة حيل، طولها متر وسبعين سانتي وشعرها الطويل حيل مموج ولبسها جنها عندها مكان مهم بتروحه. هي دوم تلبس جنها قاعدة تنتظر أحد يكتشفها. "شكلج حلو حيل، بس ليش لابسة سترة كابوي كاملة؟" سألت، عيونها تمسحني من فوق لتحت. رفعت جتفي. "عشان الراحة." تايلور سوت صوت بأسنانها، وشبكت ذراعها بذراعي وجرتني لقدام. "يلا، أوبري قاعد ينتظر. جاهزة عشان تصيرين أجدد مشكلة بلوس أنجلوس؟" ابتسمت. "يا زفتة، أنا مولودة جاهزة." أول ما دخلنا الشقة، عرفت إني راح أعيش بفوضى. شقتنا كانت فوضى مو طبيعية. ما أدري وش كنت أتوقع – تايلور كانت ساكنة قبل شهر، وهي عمرها ما كانت من النوع اللي يرتب أغراضه – بس مع ذلك. ملابس؟ بكل مكان. مكياج؟ منكب على كل طاولة الحمام. صناديق؟ للحين ما تفككت. طالعت تايلور بنظرة جانبية. "يا زفتة، وش هذا؟" رَمت نفسها على الكنبة، يدينها مفرودة. "مملكتي." "هذي فوضى." "هذي فوضى إبداعية." طالعت حولي. "هذا اللي يصير لما تسكنين بمكان قبل شهر كامل قبلي." تأففت. "كنت مشغولة، تمام؟ شبكات علاقات." رفعت حاجب. "شبكات علاقات ولا خرابيط؟" تايلور جلست بطريقة درامية. "تمام، أولاً، قابلت واحد غني حيل يسوي حفلات مجنونة. ومن خلاله، قابلت منسقة أزياء تشتغل مع ناس مشاهير حيل. وعزمتني على حفل خيري للأزياء بكرة." رمشت. "شنو؟" تايلور ابتسمت بخبث. "أتمنى إنك جبتي فستان يا قلبي.". اعتقدت إني لميت أموري. صج اعتقدت جذي. بس أول جم يوم لي في لوس أنجلوس؟ كانت فوضى مو طبيعية. اليوم الأول: بغيت أنصدم من سيارة تسلا. اليوم الثاني: ضعت بالحرم الجامعي لمدة ساعة لأن خرائط جوجل كانت كذابة زفتة. اليوم الثالث: جربت مطعم إن-إن-أوت وعلى طول استوعبت إن بطاطهم مو حلو إلا إذا غرقته بصلصة. اليوم الرابع: كنت قاعدة أنجر لأمور غير قانونية. "يا زفتة، شلون بندخل؟ إنتِ عمرج 18 سنة وأنا 20," همست وأنا أمشي باتجاه مدخل واحد من أرقى نوادي لوس أنجلوس. المكان اللي يمكن كوب الفودكا يكلف 50 دولار، ومحد يلبس حمالة صدر. تايلور دارت عيونها. "أنا حطيت أسماءنا باللسته، روقي." طالعتها جنها مجنونة. "شلون؟" ابتسمت بخبث. "واسطات." وهذا كان رمز تايلور حق: أنا تغزلت بواحد غني يدير الأمور. قبل لا أجادلها، مشت مباشرة للبواب جنها تملك المكان. "هلا حبيبي," قالت، وهي ترفرف برموشها على رجل طوله مترين بنية جسمه جنها لاعب كرة قدم أمريكية. بقيت ساكتة، وأنا أطالع وهو فعلاً ابتسم ورجع حبل المخمل. "تفضلوا," قال، وهو يأشر لنا ندخل. رمشت. "وش ذا القرف." تايلور مسكت ذراعي، وسحبتني داخل قبل لا أقدر أسأل. الداخل كان عبارة عن ضغط حسي مو طبيعي. صوت البيس كان عالي حيل لدرجة إني كنت أحس فيه بصدري، الهوا كانت ريحته عطر غالي وتكيلا مبالغ بسعرها، والإضاءة كانت مظلمة بما فيه الكفاية عشان تخلي الكل يبدو أحلى بـ 20% من واقعهم. كان مليان بالمؤثرين، والعارضات، وعيال الأغنياء اللي يمكن ما اشتغلوا بيوم بحياتهم. ناس ياخذون سيلفي، يصورون فيديوهات تيك توك، ويرقصون جنهم يحاولون يلفتون انتباه أحد مهم. تايلور قادتني لقسم كبار الشخصيات، وين كانت مجموعة تنتظر. "يا جماعة، هذي رفيقتي المقربة، نيكي," أعلنت تايلور، وهي تحط ذراعها حولي. مسحت المجموعة بعيوني. إيه، هذول الناس صايرين يصرخون "طاقة عيال لوس أنجلوس الأغنياء." الأسماء: زارا – طويلة، شقراء، ولابسة جنها على وشك تمشي على منصة عرض أزياء. لبسها يمكن يكلف أكثر من إيجار شقتي. أليك – مدلع فلوس أبوه وكان سكران حيل، يتأرجح شوي وهو يحاول يصب شمبانيا زيادة بكاسه بس أخطأ. مايا – صغيرة، شعرها مضفر طويل ونظرتها حادة. طالعتني من فوق لتحت جنها تحاول تعرف إذا عجبتها أو لا. لوغان – موسيقي مبتدئ عنده وشوم على ذراعيه وابتسامة ثابتة. شكله يقضي وقت أكثر وهو يضبط فكه السفلي من إنه يسوي موسيقى. ليلي – مؤثرة عندها نص مليون متابع وعندها ستايل خاص فيها باللون الوردي. هذي البنت من النوع اللي يمكن تبدأ كل جملة بـ "حبيبتي، أحس إن..." كاميرون – واحد من عيال الأغنياء اللي حتى ما كلف نفسه يعرّف عن نفسه لأنه كان مشغول حيل يتصفح جواله. زارا شربت رشفة من مشروبها وطالعتني. "إنتِ من نيويورك؟" هزيت راسي. "كوينز." مايا ابتسمت بخبث. "باين. صوتك جنك على وشك تسبين أحد طول الوقت." ابتسمت. "لأني يمكن أكون." أليك، سكران حيل، حط ذراعه حول لوغان. "يا ولد، هالبنت عندها طاقة البطلة الرئيسية. أحب هالشي." تايلور صفقت إيدينها. "طبعاً. عشان جذي هي هني." رفعت حاجب. هذول الناس مجانين، بس عجبني الوضع شوي. زارا مالت علي، والشرارة بعيونها. "طيب، قولي لي، نيكي... إنتِ تحبين البنات، الشباب، ولا الاثنين؟" ابتسمت بخبث. "بنات." مايا رفعت حاجب. "بس بنات؟" رفعت جتفي. "ثنائية الجنس، بس ما أحب أتعامل مع الريايل وايد." ليلي صرخت. "يا إلهي، نحب هالشي." أليك أشر علي. "نيكي، عمرك ما كنتي مع وحدة كبيرة وجميلة (MILF) يعني ؟ شرقت وانا بشرب. "وش ذا القرف؟!" المجموعة ضحكت، وابتسمت زارا بخبث. "أليك مهووس بالنساء الكبار الجميلات، طنشي." تايلور دفعتني. "بس يعني... إنتِ تحبين الحريم الكبار، صح؟" عطيتها نظرة "يا زفتة، لا تبدين". ابتسمت. هذي الابتسامة الشيطانية اللي تعني إنها قاعدة تخطط لشي. "المهم," قالت، وهي ترمي شعرها. "بكرة رايحين حفلة فاخرة حيل. نيكي تحتاج فستان." مايا ابتسمت بخبث. "آه، الحين الوضع صار مثير للاهتمام." تأففت. هذي راح تكون فوضى كاملة. اليوم اللي بعده، تايلور كانت في مهمة عشان تحولني لشخصية اجتماعية. تأففت، ودفنت وجهي بمخدتي. "يا زفتة، خليني أعيش." "نيكي," تذمرت، وهي ترمي نفسها على سريري. "لازم نروح هالحفلة. هذي فرصة ذهبية." رفعت حاجب. "لمن؟ لج ولا لي؟" "لنا كلنا! ما تدرين من ممكن نقابل. يعني تخيلي تقابلين وحدة كبيرة حلوة ممكن تقلب حياتك." استهزأت. "تايلور، هذي لوس أنجلوس. كل هالنساء الكبار الغنيات يا متزوجات، يا مطلقات وحاقدات، يا يديرون طوائف." تايلور شهقت. "بالضبط. فكري بالدراما." تأففت. "ما عندي شي ألبسه." تايلور ابتسمت. "آه، يا حلوتي. هذا اللي كنت أنتظره أسمعه." بعد عشر دقايق، دولابي انتهك. تايلور كانت قاسية، ترمي فستان ورا فستان على سريري. "وايد عادي. وايد ممل. وايد قبيح." خطفت واحد منهم. "يا زفتة، هذا مالك." تجاهلتني، ترمي فستان ورا فستان على سريري. بعد ساعة من العذاب، رفعت فستان حريري شكله غالي حيل. ضيّقت عيني. "...هذا شكله غير قانوني." تايلور ابتسمت بخبث. "ومع ذلك، هذا مقاسك. صدفة؟ ما أعتقد." المحطة اللي بعدها؟ الحفل. وما كان عندي أي فكرة وش كنت قاعدة أدخل فيه. بس بداخلي، كنت متحمسة شوي. بيونسي ثبتت قفل حلقي الألماس، أملت راسي شوي وأنا أتفحص انعكاسي. مكياجي كان لا يعلى عليه – ناعم ولامع، بس كافي عشان يبرز ملامحي بدون ما يبين مبالغ فيه. شعري، مصفف بتموجات خفيفة، كان يتساقط على كتفي، واللون العسلي الدافئ كان يعكس أضواء طاولة الزينة. حرير الفستان الأخضر الزمردي كان محتضن جسمي بالتمام، تصميم "دار جيزيل" الخاص كان منظم بس في نفس الوقت أنيق وبدون تكلف. الشق العميق كان مرتفع على فخذي، أنيق بس يلفت الانتباه. ما كنت مجرد لابسة الفستان. أنا كنت الفستان. على كثر ما كنت أبدو حلوة، تفكيري ما كان على الحفل. هالفعاليات جزء من الشغل – بناء علاقات، الظهور، تذكير الناس منو يدير هالصناعة. بس هذا ما يعني إني كنت متحمسة بشكل خاص للذهاب. مسكت جوالي من طاولة الزينة، وضغطت على الشاشة عشان أكلم بنتي "بلو" فيس تايم. المكالمة بالكاد رنت قبل لا ترد، ووجهها نور الشاشة وهي تبتسم لي. "ماما! ليش كاشخة هالكثر؟" سألت، صوتها مرح. ابتسمت. "عجبك؟" دورت الكاميرا شوي عشان أوريها الفستان. "تشبهين شريرة غنية," ضحكت بصوت خفيف. ابتسمت بخبث. "هذا بالضبط اللي قاعدة أروح عشانه." "رايحة حفلة عيايز ثانية؟" سخرت، وهي تتكرفس بالسرير. "انتبهي على نفسج," حذرتها، وخليتها تضحك بصوت خفيف. بلو تكرفست على سريرها، وهي تلعب بخصلة من شعرها. وراها، كنت أسمع التوأم يضحكون، يمكن لسى قاعدين يركضون ويصيحون ببيت أبوهم. "رومي وسير طول اليوم قاعدين يسوون مشاكل," خبرتني، وهي ترفع عيونها جنها كبيرة. "سير حاول يقط البروكلي على أبوه، ورومي قالت له 'حرر نفسك من الاضطهاد'." ضغطت على شفاهي عشان أمنع نفسي من الضحك. "هالبنت تتكلم وايد." "أتساءل من وين جابت هالشي," سخرت بلو، وخلتني أضيق عيوني عليها. "إنتِ صج مضحكة بالنسبة لعمر العشر سنين." "عندي نكت." هزيت راسي، وأنا مبتسمة. "وش كليتوا؟" "أبوي طلب سوشي. بس ما كان حلو مثل مالج." همهمت، وأنا أعدل واحد من حلقاني. "ممم. إنتِ بس قاعدة تقولين جذي لأن أنا أمك." "لا! أبوي ما يحط صوص كافي عليه. يتصرف جنها يخاف من النكهة." ضحكت ضحكة خفيفة، وأنا أهز راسي. "خلاص، بسويلكم لما أشوفكم بكرة." "تمام ماما، استمتعي بحفلتك. بس لا تستمتعين وايد!" رفعت حاجب. "بنت، أي نوع من المتعة تظنين إني راح أستمتع فيه؟" "ما أدري! متعة العيايز!" سخرت قبل لا تضحك وتسكت المكالمة. زفرت، وحطيت جوالي. حياتي كانت مليانة – إمبراطورية "دار جيزيل"، علامتي التجارية الفاخرة للأزياء، تعاوني مع أديداس بـ "آيفي بارك"، ومطعمي "سيليست"، واحد من أرقى الأماكن في لوس أنجلوس. بين إدارة الأعمال وكوني أم، ما كان عندي وقت لأي شي ثاني. وبالتأكيد ما كنت بمزاج هالحفلة. بس كان عندي اسم لازم أحافظ عليه. وبهالصناعة، لازم تظهر. لذلك، ظهرت. المكان كان فخم زي ما توقعت – شمبانيا متدفقة، مجوهرات بملايين الدولارات تتلألأ تحت الثريات، محادثات مليانة ضحكات مصطنعة وصفقات عمل متخفية كحديث خفيف. تحركت وسط الزحمة بكل سهولة، تبادلت التحيات مع المستثمرين، أومأت بابتسامة مصقولة بس بعيدة لوجوه مألوفة. كنت متعودة على هالشي. وبعدين، من الجانب الآخر للقاعة، شي – أو بالأحرى، أحد – لفت انتباهي. كانت واقفة وعاطيتني ظهرها، لابسة فستان من "دار جيزيل" عرفته على طول. واحد من مفضلاتي. الحرير بلون الشمبانيا كان محتضن منحنيات جسمها بشكل مثالي، الكورسيه المنظم كان يبرز خصرها الصغير، والتفاصيل الشفافة تاركة بس ما يكفي للخيال. بس ما كان بس الفستان. كانت هي. طريقة وقفتها – واثقة، بس مو بطريقة متعمدة، جنها ما تدرك الانتباه اللي قاعدة تجذبه. اقتربت منها، توقفت وراها مباشرة. "هذا فستاني." التفتت، حواجبها معقودة. "ها؟" ضحكت ضحكة خفيفة. "أنا صممت هالفستان." تغير تعبيرها لإدراك، بعدين لشي ثاني – تسلية. "آه. طيب، هو لي الحين." رمشت. أغلب الناس كانوا يتملقون لي، متحمسين عشان يبهروني. بس هالبنت؟ قاعدة تسخر مني. الحين اللي قدرت أشوف وجهها، خذيت لحظة عشان أتمعن فيها. كانت صغيرة، بس مو بطريقة ساذجة. قصيرة – بالكاد طولها متر وستين سانتي – شعرها داكن وأملس، عيونها البنية الواسعة فيها لمعة مشاكسة، وشفايفها ممتلئة ملتفة بابتسامة خبث سهلة. "وش اسمك؟" سألت. "أونيكا. بس محد يناديني بهالاسم. ناديني نيكي." "نيكي," كررت، وخليت الاسم يستقر. "أنا بيونسي. بس تقدرين تناديني بي." هزت راسها. "أعرف منو حضرتك، يا سيدة نولز." رفعت حاجب. "سيدة نولز؟" نيكي ابتسمت بخبث. "شنو؟ ما عجبك؟" "يخليني أبدو عجوز." همهمت، وأمالت راسها شوي. "طيب..." ضيّقت عيني عليها. "شوفي عاد. ما أحب هالنبرة." ضحكت، جرئية ومو مهتمة. كنت متعودة على الرجال الأقوياء والأغنياء اللي يتغزلون فيني. متعودة على الإعجاب، التبجيل، حتى التخويف. بس نيكي كانت مختلفة. ما كانت قاعدة تحاول تبهرني. كانت قاعدة تتحداني. "إنتِ دوم هالكلام؟" سألت. ابتسمت. "إنتِ دوم هالتكبر؟" طالعتها، شفاهي ترتعش. "إنتِ جريئة." نيكي رفعت جتفها. "الحياة أقصر من إنك تخاف." كان عندها لهجة نيويورك، سميكة وبدون فلتر، كلماتها مملوءة بثقة أغلب الناس لازم يكسبونها. وبعدين، وبكل عفوية، سألت، "طيب، إنتِ تحبين الحريم؟" بغيت أشرق على الشمبانيا حقتي. ضحكت ضحكة ناعمة، وهزيت راسي. "إنتِ صج ما عندج فلتر، صح؟" "مو وايد." ابتسمت بخبث، بعدين زفرت. "أنا أكبر منج، يا حبيبتي. ممكن أكون أمج." نيكي ابتسمت. "هذا قلة احترام." ضحكت، رغم عن نفسي. "طيب، إنتِ عايشة هني في لوس أنجلوس؟" سألت، وأنا أحاول أوجه المحادثة لشي أكثر حيادية. نيكي هزت راسها. "توّي انتقلت هني عشان الكلية. ما أعرف وايد أشياء للحين." رفعت حاجب. "وش قاعدة تدرسين؟" بهالنقطة، شفت شي يمر بسرعة على وجهها – سريع حيل، بغيت ما أنتبه له. ما كانت تبغى تتكلم عنه. رفعت كتفها بسرعة، وشربت رشفة من مشروبها. "آه، الكلية أي شي." طريقة تجاهلها للموضوع خلتني أتوقف. بس ما ضغطت عليها. بدل كذي، استأذنت عشان أروح أتكلم مع أحد. هذا كان كل شي. أو كذي ظنيت. كانت الساعة 2 بالليل وكنت ميتة جوع. ما كان عندي طاقة أطبخ، فروحت تشيك-فيل-أيه، وقعدت في نافذة السيارة، أنتظر دوري. وبهاللحظة شفتها. نيكي. جم سيارة جدامي، واقفة عند الشباك، ترتجف بس بفستانها، وحذاءها بكف إيدها. نزلت شباكي. "يا بنت، تعالي اركبي السيارة قبل لا تتجمدين من البرد." التفتت، ضيّقت عيونها قبل لا تتعثر وتجي. تنهدت. كانت سكرانة حيل. عطيتها سترة "بلو" الكابوي، اللي بلعتها كلها تقريباً. "وش قاعدة تسوين هني جذي؟" "طلعت من الحفل بدري، رحت حفلة ثانية، سكرت. رفيقتي تركتني عشان واحد، فمشيت لهني." طالعتها. مشت؟ بهالفستان؟ بهالساعة؟ "مشيتي؟" طالعتها بدهشة. نيكي تثاوبت. "إيه. جوالي طفى." "نيكي، تدرين شكثر هالشي خطير؟" غريزة الأم اللي فيني اشتعلت على طول. رفعت جتفها. "ما كان عندي خيار." يا رب. طلبت أكل لنا احنا الاثنين، بعدين، بما إنها ما قدرت تتذكر عنوان بيتها، خذيتها معاي للبيت. بنص الطريق، طالعت عليها. كانت نامت، راسها ساند على الشباك، شكلها صغير، هادي. زفرت. هالبنت راح تكون مشكلة. ---- أفكار؟ بي؟ نيكي؟ إذا عندكم أي أفكار أو اقتراحات للفصول القادمة، بلغوني!