موصى به لك

الأقسام

الأفضل شهريًا

    الأعلى تقييمًا

      علاقة خارج حدود المنطق - رواية رومانسية

      علاقة خارج حدود المنطق

      2025, شذى حماد

      قصص حب

      مجانا

      بنت من نيويورك انتقلت للوس أنجلوس عشان تدرس بالكلية. حياتها هناك تبدأ بفوضى، خاصة مع رفيقتها تايلور اللي تجرها لعالم الحفلات والأغنياء. تصطدم نيكي بـ بيونسي، سيدة أعمال مشهورة ومصممة أزياء، في حفل فاخر. بين نيكي الجريئة وبيونسي المتكبرة، تتطور علاقة غير متوقعة تبدأ بلقاءات صدفة، وتكتشف بيونسي أن نيكي ممكن تكون "مشكلة" بحياتها.

      نيكي

      انتقلت من نيويورك للوس أنجلوس عشان تدرس بالجامعة، وهي مو متعودة على حياة الأغنياء والنجومية. لسانها طويل وصريحة، وهذا اللي يخليها تتميز عن اللي حواليها. هي اللي بتواجه التحديات الجديدة في حياتها الجامعية والشخصية، وبتبدأ علاقتها الغريبة مع بيونسي.

      بيونسي

      تملك إمبراطورية أزياء ومطاعم. متعودة إن الكل يحترمها ويتملق لها، لكن شخصية نيكي الصريحة والواثقة تلفت انتباهها وتثير فضولها. بيونسي تحب عائلتها، خاصة بنتها بلو، وتوازن بين عملها المكثف وحياتها كأم. على الرغم من مظهرها الخارجي المتكبر، إلا إن عندها جانب إنساني يظهر لما تهتم بنيكي.

      تايلور

      صديقة نيكي المقربة، هي اللي تدفع نيكي للعالم الجديد في لوس أنجلوس، سواء كان بدخول النوادي الفاخرة أو حضور الحفلات. هي "واسطة" نيكي في عالم الأغنياء، وتتميز بشخصيتها المنفتحة وقدرتها على بناء العلاقات بسرعة.
      تم نسخ الرابط
      علاقة خارج حدود المنطق

      أونيكا
      
      مطار جون إف كينيدي كان زحمة حيل. صوته مزعج، فوضى، ومليان ناس يمشون جنهم عندهم شي مهم لازم يسوونه. رجال أعمال ببدل رسمية صايرين يصارخون بسماعات البلوتوث، عوايل يجرون جنطهم المتروسة، جهال يصارخون على وجباتهم.
      
      كل هذا كان طبيعي حيل، طبيعي بالنسبة لنيويورك، ومع هذا كنت على وشك إني أخلي كل هالشي وراي.
      
      وقفت يم خط التفتيش، جنطتي يمي وحياتي كلها محطوطة بشنطتين. للحين ما حسيت إن هالشي صج.
      
      "متأكدة إنك خذيتي كل شي؟"
      
      التفتت على أمي اللي كانت واقفة يمي ومكتفة إيدينها. ما كانت تبكي، ولا كانت مسوية موضوع كبير، بس كنت أعرف من طريقة ضغطتها لشفايفها إنها قاعدة كاتمة شي. إحنا جذي طبعنا. ما نحب اللحظات العاطفية القوية. نتحمل الأمور ونكمل طريقنا.
      
      عدلت شنطة الظهر اللي علي ورفعت جتفي. "إيه، خذيت كل شي."
      
      ضيّقت عيونها علي جنها مو مصدقة، بعدين تنهدت. "متوترة؟"
      
      ابتسمت بخبث. "لا."
      
      طالعتني بنظرة. نظرة الأمهات هذي. "دوم تمثلين إنك فاهمة كل شي."
      
      رفعت جتفي. "لأني فاهمة."
      
      ضحكت ضحكة خفيفة، وهزت راسها. بعدين، بعد وقفة، مدت إيدها وعدلت سحاب سترة الكابوي اللي كنت لابستها جنها قاعدة تعدل على طفل صغير للحين.
      
      "دوم تقدرين ترجعين البيت إذا كرهتي الوضع," قالت بصوت أنعم الحين.
      
      هزيت راسي. "ما راح أكرهه."
      
      زفرت الهوا من خشمها، طالعتني لوقت طويل قبل لا تسحبني لحضنها. ما كان حضن ناعم، ولا تم لوقت طويل، بس كان حضن قوي.
      
      "خلاص أجل،" تمتمت. "روحي سوي اللي تبينه."
      
      وبسرعة، صار وقت الرحيل.
      
      التفت، خذيت جنطتي، ومشيت باتجاه التفتيش. ما طالعت ورى. مو لأني ما اهتميت، بس لأني لو طالعت، كان ممكن أغير رأيي.
      
      أول شي، ليش الجو كان حار حيل؟
      
      نزلت من الطيارة، وللحين لابسة سترة الكابوي لأني ما كنت أبغى أتجمد بالرحلة، وعلى طول ندمت. الجو ما كان دافي بس – كان هالدفى الثقيل، الناشف اللي يخليك تبغى تفصخ هدومك أول ما تطلع برى.
      
      والهوا كانت ريحته غريبة. مو ريحة خايسة، بس... مختلفة. جنها خلطة من نخل، ودخان سيارات، وعطر غالي حيل. كوينز ما عمرها كانت ريحتها جذي.
      
      بالكاد قدرت أستوعب هالشي قبل لا أسمع –
      
      "يا زفتة!!! نيكي!!!"
      
      قبل لا أقدر أتصرف، أحد هجم علي.
      
      تايلور صدمتني، ويدينها لفت على كتفي وهي تصرخ بأذني مباشرة.
      
      "يا زفتة، وش بلاك," شهقت، وأنا أحاول أبعدها عني.
      
      بالأخير فلتتني، ورجعت لي ورا تطالعني. تايلور كانت طويلة حيل، طولها متر وسبعين سانتي وشعرها الطويل حيل مموج ولبسها جنها عندها مكان مهم بتروحه. هي دوم تلبس جنها قاعدة تنتظر أحد يكتشفها.
      
      "شكلج حلو حيل، بس ليش لابسة سترة كابوي كاملة؟" سألت، عيونها تمسحني من فوق لتحت.
      
      رفعت جتفي. "عشان الراحة."
      
      تايلور سوت صوت بأسنانها، وشبكت ذراعها بذراعي وجرتني لقدام. "يلا، أوبري قاعد ينتظر. جاهزة عشان تصيرين أجدد مشكلة بلوس أنجلوس؟"
      
      ابتسمت. "يا زفتة، أنا مولودة جاهزة."
      
      أول ما دخلنا الشقة، عرفت إني راح أعيش بفوضى.
      
      شقتنا كانت فوضى مو طبيعية.
      
      ما أدري وش كنت أتوقع – تايلور كانت ساكنة قبل شهر، وهي عمرها ما كانت من النوع اللي يرتب أغراضه – بس مع ذلك.
      
      ملابس؟ بكل مكان.
      
      مكياج؟ منكب على كل طاولة الحمام.
      
      صناديق؟ للحين ما تفككت.
      
      طالعت تايلور بنظرة جانبية. "يا زفتة، وش هذا؟"
      
      رَمت نفسها على الكنبة، يدينها مفرودة. "مملكتي."
      
      "هذي فوضى."
      
      "هذي فوضى إبداعية."
      
      طالعت حولي. "هذا اللي يصير لما تسكنين بمكان قبل شهر كامل قبلي."
      
      تأففت. "كنت مشغولة، تمام؟ شبكات علاقات."
      
      رفعت حاجب. "شبكات علاقات ولا خرابيط؟"
      
      تايلور جلست بطريقة درامية. "تمام، أولاً، قابلت واحد غني حيل يسوي حفلات مجنونة. ومن خلاله، قابلت منسقة أزياء تشتغل مع ناس مشاهير حيل. وعزمتني على حفل خيري للأزياء بكرة."
      
      رمشت. "شنو؟"
      
      تايلور ابتسمت بخبث. "أتمنى إنك جبتي فستان يا قلبي.".
      
      
      
      
      
      اعتقدت إني لميت أموري. صج اعتقدت جذي.
      بس أول جم يوم لي في لوس أنجلوس؟ كانت فوضى مو طبيعية.
      اليوم الأول: بغيت أنصدم من سيارة تسلا.
      اليوم الثاني: ضعت بالحرم الجامعي لمدة ساعة لأن خرائط جوجل كانت كذابة زفتة.
      اليوم الثالث: جربت مطعم إن-إن-أوت وعلى طول استوعبت إن بطاطهم مو حلو إلا إذا غرقته بصلصة.
      اليوم الرابع: كنت قاعدة أنجر لأمور غير قانونية.
      
      "يا زفتة، شلون بندخل؟ إنتِ عمرج 18 سنة وأنا 20," همست وأنا أمشي باتجاه مدخل واحد من أرقى نوادي لوس أنجلوس. المكان اللي يمكن كوب الفودكا يكلف 50 دولار، ومحد يلبس حمالة صدر.
      تايلور دارت عيونها. "أنا حطيت أسماءنا باللسته، روقي."
      طالعتها جنها مجنونة. "شلون؟"
      ابتسمت بخبث. "واسطات."
      وهذا كان رمز تايلور حق: أنا تغزلت بواحد غني يدير الأمور.
      
      قبل لا أجادلها، مشت مباشرة للبواب جنها تملك المكان.
      "هلا حبيبي," قالت، وهي ترفرف برموشها على رجل طوله مترين بنية جسمه جنها لاعب كرة قدم أمريكية.
      بقيت ساكتة، وأنا أطالع وهو فعلاً ابتسم ورجع حبل المخمل.
      "تفضلوا," قال، وهو يأشر لنا ندخل.
      رمشت. "وش ذا القرف."
      تايلور مسكت ذراعي، وسحبتني داخل قبل لا أقدر أسأل.
      
      الداخل كان عبارة عن ضغط حسي مو طبيعي.
      صوت البيس كان عالي حيل لدرجة إني كنت أحس فيه بصدري، الهوا كانت ريحته عطر غالي وتكيلا مبالغ بسعرها، والإضاءة كانت مظلمة بما فيه الكفاية عشان تخلي الكل يبدو أحلى بـ 20% من واقعهم.
      كان مليان بالمؤثرين، والعارضات، وعيال الأغنياء اللي يمكن ما اشتغلوا بيوم بحياتهم. ناس ياخذون سيلفي، يصورون فيديوهات تيك توك، ويرقصون جنهم يحاولون يلفتون انتباه أحد مهم.
      تايلور قادتني لقسم كبار الشخصيات، وين كانت مجموعة تنتظر.
      "يا جماعة، هذي رفيقتي المقربة، نيكي," أعلنت تايلور، وهي تحط ذراعها حولي.
      
      مسحت المجموعة بعيوني. إيه، هذول الناس صايرين يصرخون "طاقة عيال لوس أنجلوس الأغنياء."
      الأسماء:
      زارا – طويلة، شقراء، ولابسة جنها على وشك تمشي على منصة عرض أزياء. لبسها يمكن يكلف أكثر من إيجار شقتي.
      أليك – مدلع فلوس أبوه وكان سكران حيل، يتأرجح شوي وهو يحاول يصب شمبانيا زيادة بكاسه بس أخطأ.
      مايا – صغيرة، شعرها مضفر طويل ونظرتها حادة. طالعتني من فوق لتحت جنها تحاول تعرف إذا عجبتها أو لا.
      لوغان – موسيقي مبتدئ عنده وشوم على ذراعيه وابتسامة ثابتة. شكله يقضي وقت أكثر وهو يضبط فكه السفلي من إنه يسوي موسيقى.
      ليلي – مؤثرة عندها نص مليون متابع وعندها ستايل خاص فيها باللون الوردي. هذي البنت من النوع اللي يمكن تبدأ كل جملة بـ "حبيبتي، أحس إن..."
      كاميرون – واحد من عيال الأغنياء اللي حتى ما كلف نفسه يعرّف عن نفسه لأنه كان مشغول حيل يتصفح جواله.
      
      زارا شربت رشفة من مشروبها وطالعتني. "إنتِ من نيويورك؟"
      هزيت راسي. "كوينز."
      مايا ابتسمت بخبث. "باين. صوتك جنك على وشك تسبين أحد طول الوقت."
      ابتسمت. "لأني يمكن أكون."
      أليك، سكران حيل، حط ذراعه حول لوغان. "يا ولد، هالبنت عندها طاقة البطلة الرئيسية. أحب هالشي."
      تايلور صفقت إيدينها. "طبعاً. عشان جذي هي هني."
      رفعت حاجب. هذول الناس مجانين، بس عجبني الوضع شوي.
      زارا مالت علي، والشرارة بعيونها. "طيب، قولي لي، نيكي... إنتِ تحبين البنات، الشباب، ولا الاثنين؟"
      ابتسمت بخبث. "بنات."
      مايا رفعت حاجب. "بس بنات؟"
      رفعت جتفي. "ثنائية الجنس، بس ما أحب أتعامل مع الريايل وايد."
      ليلي صرخت. "يا إلهي، نحب هالشي."
      أليك أشر علي. "نيكي، عمرك ما كنتي مع وحدة كبيرة وجميلة (MILF) يعني ؟
      شرقت وانا بشرب. "وش ذا القرف؟!"
      المجموعة ضحكت، وابتسمت زارا بخبث. "أليك مهووس بالنساء الكبار الجميلات، طنشي."
      تايلور دفعتني. "بس يعني... إنتِ تحبين الحريم الكبار، صح؟"
      عطيتها نظرة "يا زفتة، لا تبدين".
      ابتسمت. هذي الابتسامة الشيطانية اللي تعني إنها قاعدة تخطط لشي.
      "المهم," قالت، وهي ترمي شعرها. "بكرة رايحين حفلة فاخرة حيل. نيكي تحتاج فستان."
      مايا ابتسمت بخبث. "آه، الحين الوضع صار مثير للاهتمام."
      تأففت. هذي راح تكون فوضى كاملة.
      
      اليوم اللي بعده، تايلور كانت في مهمة عشان تحولني لشخصية اجتماعية.
      تأففت، ودفنت وجهي بمخدتي. "يا زفتة، خليني أعيش."
      "نيكي," تذمرت، وهي ترمي نفسها على سريري. "لازم نروح هالحفلة. هذي فرصة ذهبية."
      رفعت حاجب. "لمن؟ لج ولا لي؟"
      "لنا كلنا! ما تدرين من ممكن نقابل. يعني تخيلي تقابلين وحدة كبيرة حلوة ممكن تقلب حياتك."
      استهزأت. "تايلور، هذي لوس أنجلوس. كل هالنساء الكبار الغنيات يا متزوجات، يا مطلقات وحاقدات، يا يديرون طوائف."
      تايلور شهقت. "بالضبط. فكري بالدراما."
      تأففت. "ما عندي شي ألبسه."
      تايلور ابتسمت. "آه، يا حلوتي. هذا اللي كنت أنتظره أسمعه."
      بعد عشر دقايق، دولابي انتهك.
      تايلور كانت قاسية، ترمي فستان ورا فستان على سريري. "وايد عادي. وايد ممل. وايد قبيح."
      خطفت واحد منهم. "يا زفتة، هذا مالك."
      تجاهلتني، ترمي فستان ورا فستان على سريري.
      بعد ساعة من العذاب، رفعت فستان حريري شكله غالي حيل.
      ضيّقت عيني. "...هذا شكله غير قانوني."
      تايلور ابتسمت بخبث. "ومع ذلك، هذا مقاسك. صدفة؟ ما أعتقد."
      المحطة اللي بعدها؟ الحفل. وما كان عندي أي فكرة وش كنت قاعدة أدخل فيه.
      بس بداخلي، كنت متحمسة شوي.
      
      
      
      
       بيونسي
      
      ثبتت قفل حلقي الألماس، أملت راسي شوي وأنا أتفحص انعكاسي. مكياجي كان لا يعلى عليه – ناعم ولامع، بس كافي عشان يبرز ملامحي بدون ما يبين مبالغ فيه. شعري، مصفف بتموجات خفيفة، كان يتساقط على كتفي، واللون العسلي الدافئ كان يعكس أضواء طاولة الزينة.
      
      حرير الفستان الأخضر الزمردي كان محتضن جسمي بالتمام، تصميم "دار جيزيل" الخاص كان منظم بس في نفس الوقت أنيق وبدون تكلف. الشق العميق كان مرتفع على فخذي، أنيق بس يلفت الانتباه. ما كنت مجرد لابسة الفستان. أنا كنت الفستان.
      
      على كثر ما كنت أبدو حلوة، تفكيري ما كان على الحفل. هالفعاليات جزء من الشغل – بناء علاقات، الظهور، تذكير الناس منو يدير هالصناعة. بس هذا ما يعني إني كنت متحمسة بشكل خاص للذهاب.
      
      مسكت جوالي من طاولة الزينة، وضغطت على الشاشة عشان أكلم بنتي "بلو" فيس تايم. المكالمة بالكاد رنت قبل لا ترد، ووجهها نور الشاشة وهي تبتسم لي.
      
      "ماما! ليش كاشخة هالكثر؟" سألت، صوتها مرح.
      ابتسمت. "عجبك؟" دورت الكاميرا شوي عشان أوريها الفستان.
      "تشبهين شريرة غنية," ضحكت بصوت خفيف.
      ابتسمت بخبث. "هذا بالضبط اللي قاعدة أروح عشانه."
      "رايحة حفلة عيايز ثانية؟" سخرت، وهي تتكرفس بالسرير.
      "انتبهي على نفسج," حذرتها، وخليتها تضحك بصوت خفيف.
      بلو تكرفست على سريرها، وهي تلعب بخصلة من شعرها. وراها، كنت أسمع التوأم يضحكون، يمكن لسى قاعدين يركضون ويصيحون ببيت أبوهم.
      
      "رومي وسير طول اليوم قاعدين يسوون مشاكل," خبرتني، وهي ترفع عيونها جنها كبيرة. "سير حاول يقط البروكلي على أبوه، ورومي قالت له 'حرر نفسك من الاضطهاد'."
      ضغطت على شفاهي عشان أمنع نفسي من الضحك. "هالبنت تتكلم وايد."
      "أتساءل من وين جابت هالشي," سخرت بلو، وخلتني أضيق عيوني عليها.
      "إنتِ صج مضحكة بالنسبة لعمر العشر سنين."
      "عندي نكت."
      هزيت راسي، وأنا مبتسمة. "وش كليتوا؟"
      "أبوي طلب سوشي. بس ما كان حلو مثل مالج."
      همهمت، وأنا أعدل واحد من حلقاني. "ممم. إنتِ بس قاعدة تقولين جذي لأن أنا أمك."
      "لا! أبوي ما يحط صوص كافي عليه. يتصرف جنها يخاف من النكهة."
      ضحكت ضحكة خفيفة، وأنا أهز راسي. "خلاص، بسويلكم لما أشوفكم بكرة."
      "تمام ماما، استمتعي بحفلتك. بس لا تستمتعين وايد!"
      رفعت حاجب. "بنت، أي نوع من المتعة تظنين إني راح أستمتع فيه؟"
      "ما أدري! متعة العيايز!" سخرت قبل لا تضحك وتسكت المكالمة.
      زفرت، وحطيت جوالي.
      حياتي كانت مليانة – إمبراطورية "دار جيزيل"، علامتي التجارية الفاخرة للأزياء، تعاوني مع أديداس بـ "آيفي بارك"، ومطعمي "سيليست"، واحد من أرقى الأماكن في لوس أنجلوس. بين إدارة الأعمال وكوني أم، ما كان عندي وقت لأي شي ثاني. وبالتأكيد ما كنت بمزاج هالحفلة.
      بس كان عندي اسم لازم أحافظ عليه. وبهالصناعة، لازم تظهر.
      لذلك، ظهرت.
      
      المكان كان فخم زي ما توقعت – شمبانيا متدفقة، مجوهرات بملايين الدولارات تتلألأ تحت الثريات، محادثات مليانة ضحكات مصطنعة وصفقات عمل متخفية كحديث خفيف.
      
      تحركت وسط الزحمة بكل سهولة، تبادلت التحيات مع المستثمرين، أومأت بابتسامة مصقولة بس بعيدة لوجوه مألوفة. كنت متعودة على هالشي.
      
      وبعدين، من الجانب الآخر للقاعة، شي – أو بالأحرى، أحد – لفت انتباهي.
      
      كانت واقفة وعاطيتني ظهرها، لابسة فستان من "دار جيزيل" عرفته على طول. واحد من مفضلاتي. الحرير بلون الشمبانيا كان محتضن منحنيات جسمها بشكل مثالي، الكورسيه المنظم كان يبرز خصرها الصغير، والتفاصيل الشفافة تاركة بس ما يكفي للخيال.
      
      بس ما كان بس الفستان. كانت هي.
      
      طريقة وقفتها – واثقة، بس مو بطريقة متعمدة، جنها ما تدرك الانتباه اللي قاعدة تجذبه.
      
      اقتربت منها، توقفت وراها مباشرة. "هذا فستاني."
      التفتت، حواجبها معقودة. "ها؟"
      ضحكت ضحكة خفيفة. "أنا صممت هالفستان."
      تغير تعبيرها لإدراك، بعدين لشي ثاني – تسلية. "آه. طيب، هو لي الحين."
      رمشت.
      أغلب الناس كانوا يتملقون لي، متحمسين عشان يبهروني. بس هالبنت؟ قاعدة تسخر مني.
      
      الحين اللي قدرت أشوف وجهها، خذيت لحظة عشان أتمعن فيها. كانت صغيرة، بس مو بطريقة ساذجة. قصيرة – بالكاد طولها متر وستين سانتي – شعرها داكن وأملس، عيونها البنية الواسعة فيها لمعة مشاكسة، وشفايفها ممتلئة ملتفة بابتسامة خبث سهلة.
      
      "وش اسمك؟" سألت.
      "أونيكا. بس محد يناديني بهالاسم. ناديني نيكي."
      "نيكي," كررت، وخليت الاسم يستقر. "أنا بيونسي. بس تقدرين تناديني بي."
      هزت راسها. "أعرف منو حضرتك، يا سيدة نولز."
      رفعت حاجب. "سيدة نولز؟"
      نيكي ابتسمت بخبث. "شنو؟ ما عجبك؟"
      "يخليني أبدو عجوز."
      همهمت، وأمالت راسها شوي. "طيب..."
      ضيّقت عيني عليها. "شوفي عاد. ما أحب هالنبرة."
      ضحكت، جرئية ومو مهتمة.
      كنت متعودة على الرجال الأقوياء والأغنياء اللي يتغزلون فيني. متعودة على الإعجاب، التبجيل، حتى التخويف. بس نيكي كانت مختلفة.
      ما كانت قاعدة تحاول تبهرني. كانت قاعدة تتحداني.
      "إنتِ دوم هالكلام؟" سألت.
      ابتسمت. "إنتِ دوم هالتكبر؟"
      طالعتها، شفاهي ترتعش. "إنتِ جريئة."
      نيكي رفعت جتفها. "الحياة أقصر من إنك تخاف."
      كان عندها لهجة نيويورك، سميكة وبدون فلتر، كلماتها مملوءة بثقة أغلب الناس لازم يكسبونها.
      وبعدين، وبكل عفوية، سألت، "طيب، إنتِ تحبين الحريم؟"
      بغيت أشرق على الشمبانيا حقتي.
      
      ضحكت ضحكة ناعمة، وهزيت راسي. "إنتِ صج ما عندج فلتر، صح؟"
      "مو وايد."
      ابتسمت بخبث، بعدين زفرت. "أنا أكبر منج، يا حبيبتي. ممكن أكون أمج."
      نيكي ابتسمت. "هذا قلة احترام."
      ضحكت، رغم عن نفسي.
      "طيب، إنتِ عايشة هني في لوس أنجلوس؟" سألت، وأنا أحاول أوجه المحادثة لشي أكثر حيادية.
      نيكي هزت راسها. "توّي انتقلت هني عشان الكلية. ما أعرف وايد أشياء للحين."
      رفعت حاجب. "وش قاعدة تدرسين؟"
      بهالنقطة، شفت شي يمر بسرعة على وجهها – سريع حيل، بغيت ما أنتبه له. ما كانت تبغى تتكلم عنه.
      رفعت كتفها بسرعة، وشربت رشفة من مشروبها. "آه، الكلية أي شي."
      طريقة تجاهلها للموضوع خلتني أتوقف.
      بس ما ضغطت عليها.
      بدل كذي، استأذنت عشان أروح أتكلم مع أحد.
      هذا كان كل شي.
      أو كذي ظنيت.
      
      كانت الساعة 2 بالليل وكنت ميتة جوع.
      ما كان عندي طاقة أطبخ، فروحت تشيك-فيل-أيه، وقعدت في نافذة السيارة، أنتظر دوري.
      وبهاللحظة شفتها.
      نيكي.
      جم سيارة جدامي، واقفة عند الشباك، ترتجف بس بفستانها، وحذاءها بكف إيدها.
      نزلت شباكي. "يا بنت، تعالي اركبي السيارة قبل لا تتجمدين من البرد."
      التفتت، ضيّقت عيونها قبل لا تتعثر وتجي.
      تنهدت. كانت سكرانة حيل.
      عطيتها سترة "بلو" الكابوي، اللي بلعتها كلها تقريباً.
      "وش قاعدة تسوين هني جذي؟"
      "طلعت من الحفل بدري، رحت حفلة ثانية، سكرت. رفيقتي تركتني عشان واحد، فمشيت لهني."
      طالعتها. مشت؟ بهالفستان؟ بهالساعة؟
      "مشيتي؟" طالعتها بدهشة.
      نيكي تثاوبت. "إيه. جوالي طفى."
      "نيكي، تدرين شكثر هالشي خطير؟" غريزة الأم اللي فيني اشتعلت على طول.
      رفعت جتفها. "ما كان عندي خيار."
      يا رب.
      طلبت أكل لنا احنا الاثنين، بعدين، بما إنها ما قدرت تتذكر عنوان بيتها، خذيتها معاي للبيت.
      بنص الطريق، طالعت عليها.
      كانت نامت، راسها ساند على الشباك، شكلها صغير، هادي.
      زفرت.
      هالبنت راح تكون مشكلة.
      ----
      
      أفكار؟
      
      بي؟
      نيكي؟
      
      إذا عندكم أي أفكار أو اقتراحات للفصول القادمة، بلغوني!
       
      

      طالبة مراهقه

      طالبة مراهقه

      2025, Jumana

      رواية رومانسية

      مجانا

      مراهقة حملت وهربت بطفلين من أبوها اللي كان بيضربها. في عز صراعها عشان تعيش وتوفر لأطفالها، قابلت تايلر، راجل شكله وسيم ومختلف عن كل اللي شافته، وده فتح باب جديد في حياتها يمكن يكون فيه أمل وفرصة للحب، بس ده بيصدمها لأنها متعرفتش على نوع الإحساس ده قبل كده. قوية وعندها غريزة أمومة بتحركها عشان تحمي إخواتها الصغيرين

      كريستين

      مراهقة عندها 17 سنة، بتعاني من حياة صعبة ومشاكل كتير. أبوها بيضربها وعاشت ظروف قاسية، وكمان اتعرضت للاغتصاب وحملت. بالرغم من كل ده، هي قوية وعندها غريزة أمومة بتحركها عشان تحمي إخواتها الصغيرين وتوفرلهم حياة كريمة.

      تايلر

      شاب وسيم ومحترم بيظهر في حياة كريستين فجأة وبيساعدها. هو شخصية جديدة بتدخل حياتها وبتحاول تخرجها من الألم اللي هي فيه، وبتخليها تحس إنها جميلة ومهمة.

      سييرا

      الأخت الصغرى لكريستين، وعندها 3 سنين. هي سبب قوة كريستين وإصرارها على الصمود، وكريستين بتعتبرها زي بنتها وبتعمل أي حاجة عشان تحميها.

      كاري

      الصديقة الوحيدة لكريستين، وهي كمان أم مراهقة. كاري بتحاول تساعد كريستين وتدعمها، وبتحاول تخليها تهتم بنفسها وتخرج من المود الكئيب اللي هي فيه.
      تم نسخ الرابط
      طالبة مراهقه

      تحذير: القصة دي عن علاقة عاطفية بين طالبة ومدرسها، وفيها إساءة وحاجات تانية مش مناسبة لكل القراء. لو حسيت إنك متضايق أو غضبان بأي شكل، وقف قراية فورًا! القصة دي مش معموله عشان تأذي أو تضايق حد، هي بس للترفيه.
      
      ولو عندك أي اقتراح للقصة، متتكسفش تكتبه في التعليقات تحت. أنا هقرا كل تعليق وهفكر في اقتراحك.
      
      شكرًا،
      Jumana
      استمتع
      
      ________
      
      المقدمة...
      (عشر شهور فاتوا...)
      
      "يا بنت الكلب. يا بنت الكلب!" أبويا زعق في وشي قبل ما يرميني على السلالم. حطيت إيدي على بطني، وغريزة الأمومة اللي جوايا اشتغلت.
      
      لما بتقولي لأبوكي إنك حامل بقالك شهر، كل مراهقة بتبقى عارفة إن أبوها هيتضايق، بس حالتي أنا كانت مختلفة شوية.
      
      من ست سنين، أختي الصغيرة اتولدت. كان مفاجأة حتى إننا نعرف إن أمي حامل، خصوصًا إن أمي كانت في أواخر الأربعينات وقتها، بس أنا وأبويا كنا طايرين من الفرحة بالخبر. بعد تسع شهور، أمي جالها آلام الولادة. أنا وأبويا روحنا المستشفى واحنا مبتسمين، ولما الدكتور خرج كان شايل بيبي في بطانية بمبي، بس كان وشه مكشر. ليه مكشر وهو لسه جايب روح جديدة للدنيا؟ أنا استغربت وقتها.
      
      أمي ماتت وهي بتولد أختي.
      
      أبويا اتحطم وأنا اتصدمت، الست اللي وعدتني إنها مهما حصل هتفضل موجودة كدبت. مكنتش موجودة جنبي، وأنا كان عندي إحدى عشر سنة بس. من وقتها أبويا كان بيضربني ويشتمني ويقولي إني مليش أي قيمة وإني كان المفروض أنقذ أمي، بس أنقذها من إيه؟ من إنها تجيب أختي للدنيا؟
      
      كان كلام فارغ أنا عارفة، بس هو كان دايماً سكران، فطبعاً كلامه كان عبيط، بس كونه سكران كان معناه ضرب أكتر من العادي، وكان بيوجع أكتر بكتير. لسبب ما، مهما ضربني وشاتني وبهدلني ورزعتني على السلالم، الموت مكنش بييجي. أحياناً كنت بقع على الأرض مليانة دم وأدعي ربنا ياخد روحي، بس بعدين كنت بسمع صوت البيبي الصغير وهو بيعيط، وكنت لازم أقوم. أبويا كان هيأذي البيبي البريء لو فضلت تصرخ، وأنا مكنتش هسمح بده. هي كانت زي بنتي.
      
      فعشان كده، كنت بتحمل الضرب عشان الطفلة دي تلاقي أكل وسقف يحميها، لأن أختي كانت زي بنتي، وكنت بحبها. مكنتش هسيبها تجوع أو تعيش في المطر، ومكنتش عايزة حد تاني معاها غيري أنا بالذات. ممكن ده يبان أناني، بس أنا كنت بحميها. كنت بتحمل الضرب عشانها، ولو اتخذت مني مكنتش هقدر أحميها. افتكرت حياتي مش ممكن تسوء أكتر من كده، بس كنت غلطانة.
      
      في المدرسة، كان فيه رياضي كورة أمريكية اسمه جوش كاسيدي. كان وسيم أوي وكامل أوي. على الأقل ده اللي كنت بفتكره. الظاهر إن جوش وصحابه كانوا بيتريقوا عليا. قالوا لكل الناس إني بلاحقه، وفي يوم كنت رايحة الحمام في المدرسة وهو وصحابه شدوني لجوة مخزن عامل النظافة و... حسناً... هو اغتصبني وصحابه كانوا ماسكيني وبيضحكوا. قالولي إني كويسة بس وانا نايمة على ضهري. مين يقول كده لبنت؟ لأ، مين يعمل كده لبنت؟
      
      بعد ما هو... خلص، حسيت إني وسخة ومقرفة ومكسوفة و... وكرهت نفسي، لأ أنا كرهتهم! كنت عايزة حياتي تخلص، بس بعدين جاتلي أفكار. مين هيعتني بأختي؟ مين هيعتني بأبويا؟ أنا عارفة إن ده يبان غبي بعد اللي عمله فيا، بس مكنتش عايزاه يموت، هو لسه أبويا. فقمت من على الأرض ومشيت لفصلي كأن مفيش أي حاجة غلط. مش عشان حد هياخد باله أصلاً، أنا مكنتش مشهورة ولا محبوبة، بس محدش كان شايف ألمي ولا دموعي في عيني؟ حتى صاحبتي الوحيدة مخدتش بالها.
      
      على العموم، دي كانت طريقتي عشان أوصل لهنا. كنت مرمية على الأرض بعد ما وقعت على السلالم، ماسكة بطني وبعيط، أبويا كان مشي وراح بار، وأختي جت جارية على السلالم وهي بتعيط. لمست شعري وبطني.
      
      "كريستين، والبيبي؟" سألت بصوتها الناعم بتاع تلات سنين. كانت شكلها ملاك بشعرها الأشقر وعينيها الزرقا. كانت لابسة فستان أبيض شكله ملائكي تقريباً، بس الدموع اللي في عينيها خلتني أرجع للواقع. والبيبي بتاعي؟ هو أو هي كويسين؟ مصلتش لربنا على حاجة بالصعوبة دي في حياتي.
      
      "سييرا، حبيبتي، لازم تطلعي فوق أوضتك، وأنا هطلع في دقيقة." أختي نزلت دمعة ومسحتها بابتسامة. بعدين طلعت السلالم وسابتني على الأرض الساقعة.
      
      "يا رب، أنا عارفة إني مصلتش ليك بقالي فترة، ولما صليت كنت بتمنى الموت بس،" بلعت ريقي بصعوبة وغمضت عيني، "من فضلك متخليش البيبي بتاعي يموت. دلوقتي، أنا هعمل حاجة هتكون صعبة بس أنا محتاجة مساعدتك فيها. آمين." عملت علامة الصليب وأجبرت نفسي أقوم من على الأرض وزحفت على السلالم لحد باب سييرا اللي شفتها قاعدة على السرير بتعيط.
      
      "يا روحي،" قمت من على الأرض وشلتها في دراعاتي، "متعيطيش. أنا هنقذنا." بست راسها قبل ما أبعدها عني ومشيت لدولابها اللي طلعت منه شنطة سفر 'عروسة البحر' بتاعتها وبدأت أرمي هدومها فيها. لما خلصت حطيتها على سريرها، مسكت إيدها وجريت على أوضتي. عملت نفس الكلام وعبّيت هدومي وبعدين دخلت إيدي جوه كيس المخدة وطلعت رزمة فلوس كان فيها أكتر من ألفين دولار من شغلي في محل القهوة اللي كنت مخبياها، وحطيتها في جيبي. مسكت شنطنا أنا وسييرا وجرينا بره.
      
      بعد ما حطيت شنطنا وسييرا في عربيتي القديمة الصدئة اللي زي الخردة، قعدت في كرسي السواق وبصيت لسييرا ورا.
      
      كنت عايزة ألف ورا وأنسى الفكرة دي كلها بس حاجة جوه دماغي همست، "روحي، هتعيشي." وده كان كل اللي محتاجاه وسقت بعيد عن الجحيم.
      
      إيه رأيكم بقى؟ أكمل ولا إيه؟ عرفوني رأيكم إيه! ده محل تقدير، والتصويت كمان. آه، وصورة كريستين وينشستر على اليمين.
       
      
      
       الفصل الأول... الحرية
      بقالي كذا شهر من ساعة ما سيبت أبويا، ولازم أقول إننا كويسين. جبت شقة أوضتين ظبطتها حلو بالفلوس القليلة اللي كانت معايا. بما إني دفعت كل حاجة كاش، أبويا مالقناش، ويا رب ما يلاقناش أبدًا.
      
      على الجانب الحلو، أنا ولدت ولد جميل سليم. اسمه أوستن توماس وينشستر، ووزنه كان حوالي 3 كيلو و800 جرام. كان كله بتاعي، وسييرا كانت طايرة من الفرحة لما شافته. هي بتحب الأطفال، بس كانت بتغير شوية لما بتشوف إنه بياخد اهتمام وهي مبقتش البيبي المدللة، بس عدى شهر وهي حاسة أحسن، وبتحبه عشر أضعاف أكتر من الأول.
      
      لحسن الحظ، لقيت صاحبة في سني كانت هي كمان أم مراهقة، بس هي سابت ابنها للتبني. محبناش نتكلم عن ده ولا عن وضعي أنا. هي كانت مساعدة كبيرة مع عيالي ودايماً كانت بتعرض إنها ترعاهم. زي دلوقتي، هي راعتهم وأنا مشيت للسوبر ماركت بما إني اضطريت أبيع عربيتي عشان فلوس زيادة. اتباعت بـ 500 دولار، مش كتير بس كنت محتاجة الفلوس.
      
      كنت في طريقي للبيت وإيدي مليانة مشتريات وبغني أغنية بينك "بيرفكت".
      
      "غلطت في طريق مرة أو مرتين، طلعت نفسي بالدم والنار.
      قرارات وحشة، ده عادي، أهلاً بيكي في حياتي السخيفة.
      معاملة سيئة، في غير مكاني، مش مفهومة..."
      
      مكنتش مركزة وقبل ما أعرف اللي حصل، اتزحلقت على طوبة وكنت على وشك إني أقع على الأرض، بس إيدين دافية وقوية مسكوني من دراعاتي، ونبض كهربا مشي في جسمي كله.
      
      "انتي كويسة؟" صوت سألني. كان خشن وعميق. فوراً افتكرت أبويا. فكرت إنه هو، فنطيت من إيديه. لما لفيت، شفت إنه مش أبويا، ده كان أحلى راجل شفته في حياتي. شعره كان أشقر ومرفوع، عينيه بني غامق، مناخيره مستقيمة تماماً، شفايفه كانت مليانة لدرجة إنها شكلها يجنن للتقبيل. بصيت على جسمه كله ولقيته لابس فانلة بيضا وبنطلون شورت بتاع كورة سلة، والاتنين كانوا غرقانين عرق. دراعاته ورجليه العضلية كانت مليانة عرق، وكنت بتمنى أكون العرق ده دلوقتي.
      
      "يا آنسة؟" الصوت نادى تاني، وفوقني من تفكيري. "آ-آسفة، أ-أ-أنا مكنتش أقصد." قلت وأنا ببص في رجلي.
      
      "لأ، يا ستي خلاص. مفيش داعي للاعتذار." معرفش ليه، بس أنا اتخضيت من الكلام اللطيف ده. خافني إزاي كان كويس معايا. أبويا عمل كده مرة واحدة بس، وكانت فخ عشان أروح المطبخ وكان معاه أسلحة أكتر يضربني بيها.
      
      "ممكن أساعدك في الشنط بتاعتك؟" قبل ما أمي تموت، دايماً كانت بتقولي متتمشيش مع رجالة غريبة. يا ترى هتقول إيه على الراجل ده؟
      
      "امممم... أكيد، ليه لأ." الراجل ابتسم وخد الشنطتين من إيدي. "أنت عارف إن 'مساعدة' معناها تشيل شنطة أو اتنين مش كلهم." قلت وأنا لسه ببص في الأرض.
      
      "آه، بس أنا جنتل مان." ابتسم وأسنانه كانت أبيض من السحاب اللي فوقينا. "بالمناسبة أنا تايلر برولين." قال وهو بنبتدي نمشي في الطريق.
      
      "أنا كريستين وينشستر، وشكراً بالمناسبة." هو ابتسم بس.
      
      "أه، وده من دواعي سروري. مش كل يوم بتلاقي فرصة تساعد بنت جميلة زي كده." هو كمل كلام بس أنا بطلت أسمع لما قال "بنت جميلة". في السنين اللي فاتت اتقالي إني ولا حاجة، لدرجة إني حسيت إني ولا حاجة، فليه الراجل ده بيخليني أحس إني حاجة مكنتش فيها.
      
      "كريستين، أنتي معايا؟" تايلر قال وهو بيفوقني من تفكيري.
      بضحكة خفيفة هزيت راسي. "آسفة، انت بس صدمتني شوية."
      
      "صدمتك؟"
      كنا قربنا من الشقة. كنت شايفاها.
      
      "آه، صدمتني." قلت وأنا ببتسم ابتسامة خفيفة.
      "وإزاي عملت كده يا كريستين؟" كان باين عليه مهتم ومبسوط. كنا عند الشقة دلوقتي واقفين قدام السور الصغير.
      
      "قلت إني جميلة." حسيت بخجل خفيف على خدي وهو ابتسم ابتسامة عريضة.
      
      "وخليني أخمن، أنتي مش بتعتقدي كده؟"
      "حسناً، أنا مش ملكة جمال أمريكا بالظبط." بصيت في رجلي تاني وأنا مدركة إن ده حقيقي. كان شعري بني معدي كتفي، وعيني لونها بندقي، ومبتحطش مكياج تقريباً غير كونسيلر وماسكارا، وهدومي كانت يا إما بتاعة صاحبتي الوحيدة كاري اللي ادتهالي، أو من المحلات الخيرية.
      
      "اسمعي،" تايلر قال وهو بيرفع دقني بصباعه، "أنتي جميلة. خليني أعزمك على العشا عشان أثبتلك ده." شفت خوف ورغبة في عينيه الغامقة، وكنت عايزة أقول آه أوي بس كنت عارفة إني مقدرش. أنا عندي سبعتاشر سنة وعندي طفلين أرعاهم، مكنتش أستحق حياة المراهقة زي البنات التانيين.
      "هي هتحب ده أوي!" صوت عرفته كويس أوي صرخ.
      
      "كاري!!!!" زعقت في البنت الشقرا الطويلة اللي قدامي. سمعت تايلر بيضحك قبل ما يشيل صباعه، حسيت ببرد ووحدة أوي لما لمسته راحت.
      "أنت عارفة أنا موافق صديقتك. أعتقد إنك هتحبي تقضي وقت معايا قد ما أنا هحب أقضي وقت معاكي." فضلت واقفة أبص من كاري لتايلر وبعدين لكاري تاني.
      
      "حسناً، أنا عندي حاجات لازم أعتني بيها." بـ "حاجات" كنت أقصد الأطفال.
      "ده اللي صديقتك المقربة موجودة علشانه." قلبت عيني عليها ولفيت لتايلر.
      "ممكن آخد رقمك؟" هز راسه وحط شنط البقالة على الأرض قبل ما ياخد التليفون من إيدي. ضرب أرقام ورجعلي التليفون. "هاجي أخدك من هنا بكرة بالليل حوالي الساعة تمانية؟" كنت على وشك إني أهز راسي بس كاري سبقتني. "طبعاً هي هتيجي!"
      
      تايلر ضحك. "شكراً، عايزاني أشيل الشنط جوه؟"
      "لأ أنا هتصرف فيهم، بس شكراً وهشوفك بكرة."
      
      "اعتبريها كده يا جميلة." قالها قبل ما يبوسني على خدي ويجري راجعاً في الطريق.
      "أنا بكرهك أوي دلوقتي." كاري تنهدت. أنا بس هزيت راسي ودخلتها جوه وكل واحدة فينا شايلة شنطة مشتريات.
      
      دخلنا المطبخ وبدأنا نرص الأكل لما لاحظت الهدوء اللي كان في المكان.
      "العيال فين؟"
      
      هي هزت كتفها كأن الموضوع عادي، "نايمين. طيب هتلبسي إيه بكرة؟"
      "جيبة وبلوزة."
      
      "لأ، لأ، لأ، مش هينفع. راجل جذاب زي ده لازم يكون معاه ست جذابة، وجيبة وبلوزة مش هينفعوا."
      "أنا أم مراهقة أنتِ عارفة، لسه مخسستش وزن البيبي، عندي علامات تمدد وبواسير، مش فاكرة إن فيا أي حاجة جذابة." ضحكت، فعلاً مفيش فيا أي حاجة جذابة.
      
      "أنتي بنت جميلة عندك سبعتاشر سنة، احنا بس محتاجين نظبطك شوية." قلبت عيني وكملت أرص الحاجات وأنا بتجاهل أي حاجة بتقولها.
      "مامي؟" لفيت وشفت سييرا لابسة قميص نوم أميرة صغير، شعرها منكوش، وكانت بتدعك عينيها بإيد وبالإيد التانية ماسكة دبدوبها القديم. سييرا كانت بتذوب قلبي خصوصاً لما نادتني "مامي". أنا مكنتش بحاول أحل محل أمي، بس هي كانت تستحق حد في حياتها تناديه ماما، عشان كده وريتها صورة أمنا، وقلتلها إنها مع الملايكة فوق، وسألتني لو ممكن أكون مامتها التانية.
      
      "نعم يا روحي؟"
      "ممكن أتفرج على عروسة البحر؟" "ليتل ميرميد" كانت المفضلة عندها وعند أنا كمان.
      
      "آه يا حبيبتي، أنا هحطها ليكي." شلت سييرا وبدأت أشيلها لغرفة المعيشة لما سمعت، "المناقشة دي مخلصتش يا كريستين بكرة بالليل هتكوني جذابة!" ضحكت وخدت سييرا لغرفة المعيشة وأنا مرعوبة من اللي كاري هتحاول تخليني ألبسه بكرة بالليل.
      
      

      أنا وتايهيونج - درس بعد المدرسة

      أنا وتايهيونج

      2025, سهى كريم

      رومانسية كورية

      مجانا

      بنت وشاب في المدرسة، هروبهم من العقاب بيجمعهم في مواقف طريفة وخطيرة. بيتعرضوا لمضايقات وبيدافعوا عن بعض، وبتظهر مواقف بتكشف عن شخصية كل واحد فيهم. الرواية بتتنقل بين مغامراتهم اليومية في المدرسة وخارجها، وبتوضح إزاي الصداقة ممكن تبدأ من مواقف غير متوقعة وتتطور لـ علاقة قوية.

      لي هايجين

      الشاب اللي بيشارك هيجين مغامراتها. شخصية متهورة ومتمردة، بيحب المرح والتسلية ومش بيهتم كتير بالقواعد أو العقاب. بيشوف الحياة من منظور مختلف، وإنه لازم نعيشها بحرية ومن غير قيود. رغم مظهره اللامبالي، هو في الأساس جدع وصديق مخلص، وده بان لما أنقذ هيجين من الموقف الصعب في الزقاق، حتى لو كان ده على حساب إنه يتصاب.

      كيم تايهيونج

      هو الشاب المشاغب في المدرسة، مبيحبش يلتزم بالقواعد وواضح إنه بيعمل مشاكل كتير. بيحب يعمل مقالب ويضايق هايجين بالذات. شخصيته بتبان إنه مغرور ومش بيهتم باللي حواليه، وحتى بيعتبر نفسه ذكي في تهرب من المذاكرة والواجبات. لكن ورا كل ده، بيبان إنه وحيد شوية وإنه بيدور على مكان خاص بيه زي "مخبئه السري". أحيانًا بتظهر له لمحات من الجانب البريء أو الطيب، وده بيخلي شخصيته معقدة أكتر.
      تم نسخ الرابط
      رواية المشاغب والذكية

      الساعة فضلت تدق لحد ما جرس المدرسة رن أخيرًا والطلبة كلهم جريوا بره، رايحين على البيت. حسيت براحة إن المدرسة خلصت أخيراً بس افتكرت إني لازم أنضف الحمامات. لميت شنطتي وسحبت رجلي بالعافية وطلعت من الفصل.
      بس تايهيونج ما كانش موجود. ساعتها جتلي فكرة. يمكن يكون هناك.
      طلعت الدور التالت سراً، واتأكدت إن مفيش حد شاكك فيا. جريت على المخزن وشميت ريحة الدخان من بره.
      حاولت أفتح الباب بس ما عرفتش، كان مقفول. خبطت، "يا في، أنا، افتح."
      سمعت همهمات قبل ما الباب يتفتح أخيرًا.
      "أيوة، في احنا المفروض..."
      تايهيونج شدني جوه المخزن وقفل الباب.
      كحيت أول ما ريحة الدخان دخلت في مناخيري. "أنت..." نهجت وباخد نفسي بالعافية.
      قدامي شفت جيمين وجونجكوك بيبصوا عليا وكل واحد في بقه سيجارة.
      تايهيونج كمان كان بيدخن.
      "مش قادر أتنفس... هنا"، خرجت من المخزن وفضلت أكح.
      حسيت بقرف وأنا شايفهم بيدخنوا. قررت أتجاهلهم وطلعت الدور اللي فوق، جبت مقشة وجردل مية وكل الأدوات اللي محتاجها.
      فضلت أتأفف وأتنهد وأصرخ وأعيط من إني هنضف الحمامات. كانت مقرفة أوي لدرجة إني فضلت أرجع بعد ما نضفت كل زاوية. كان فيه فوط صحية مرمية في بعض الحمامات.
      خلصت حمامين بس، فاضل تلاتة. سحبت الجردل بتاعي للحمام اللي بعده. ما كنتش عارفة أنا بعيط ليه، كان قرف وتعب بجد.
      "بتعيطي ليه؟" قال صوت.
      شدني من الحمام وخد مني الفرشة والمقشة من إيدي.
      "أنا مش بعيط، ده عرقي"، قلت وعملت نفسي بمسح عرقي.
      "أيوه، أيوه أكيد بتشربي عرقك من مناخيرك"، قالها بوقاحة وبدأ ينضف التواليت.
      "أنا هعملها"، قلت. "اخرسي أنا بنضف." "روحي هاتي فرشتك ومقشتك. دول بتوعي!" "روحي هاتيهم انتي"، قالها وكمل تنضيف.
      اتنهدت. خرجت لمخزن عمال النضافة ورجعت بالأدوات. وبدأت أنضف أنا كمان.
      كانت الساعة خمسة العصر لما خلصنا تنضيف أخيراً. قعدنا الاتنين على الأرض، واحنا ميتين من التعب.
      "هننضف باقي الحمامات إزاي وإحنا بقينا الساعة خمسة. عايزة أروح البيت وأعمل واجباتي"، اتنهدت.
      هو كمان اتنهد. "يلا نخلص بسرعة وهنخلص."
      شيلنا الجرادل والحاجات وروحنا للحمام اللي جنبه على طول، ده كان حمام الولاد.
      قرف.
      كان أوسخ مما توقعت وحسيت إني هارجع. دي كانت أول مرة أدخل حمام الولاد وحسيت إني غريبة أوي. ما قدرتش أحط رجلي كلها على أرضية الحمام وأنا ماشية. مشيت على أطراف صوابعي لحد الحوض ومليت الجردل مية.
      بصيت حواليا في الحمام وشفت المبولة.
      "أنتوا يا جماعة مش بتصوبوا صح؟" سألت تايهيونج وبصيت بقرف على البول اللي على الأرض.
      "أحياناً بنلعب وبنعملها في أي حتة"، قال وهو بيهزر.
      طلعت الفكرة من دماغي وكبيت مسحوق تنضيف في كل حتة على الأرض وبدأت أدعك التراب. تايهيونج عمل نفس الحاجة بس بمجهود قليل جداً.
      "تعبت خلاص"، قال ورمى فرشاته.
      "يلا، لسه عندنا حمامات تانية نخلصها"، قلت ومسحت عرقي.
      "تفتكري إني مهتم؟" قال وسند على الحيطة، ما عملش أي حاجة. اتنهدت ومشيت لأول حمام.
      كنت بكب شوية مسحوق تنضيف لما فجأة شفت صرصار بيزحف من ورا قاعدة التواليت.
      "آآآآآآآآآآه!!" طلعت أجري من الحمام وجريت على تايهيونج.
      "إيه إيه إيه؟" عنيه وسعت، متفاجئ شوية.
      بصيت في اتجاه الحمام وكنت على وشك الإغماء لما لقيت الصرصار بيزحف بره الحمام.
      "ده!!" صرخت وأنا بشاور على الصرصار وروحت وراه، وبشد قميصه جامد. كنت خايفة جداً، جداً من الحشرات أو أي حاجة بتزحف.
      هو بص بصة فاضية شوية.
      "إيه ده."
      زقني على جنب وراح للصرصار. كان على وشك يطير لما داس عليه برجله.
      "أهو، مات"، قال وبصلي.
      بصيت على الصرصار اللي كان مفعوص خلاص على الأرض. اتنهدت براحة، بس بلعت ريقي وأنا بفكر في احتمالية وجود حشرات تانية مستخبية ورا الحمامات التانية.
      كملت تنضيف الحمامات وأنا مش عايزة، وببص في كل اتجاه كل حوالي 30 ثانية احتياطي لو أي حشرة تيجي تهجمني.
      طلعت من الحمام التالت ومسحت عرقي. بصيت في ساعتي ولقيتها بقت 6.30 بالليل.
      "كفاية شغل ويمشي من المدرسة"، قال.
      "ما ينفعش. الأستاذة جيل هتخلينا نعمل عقاب تاني أو أي حاجة. مش عايزة أي مشاكل تانية."
      "هي مش هتعرف، أكيد مشيت."
      "هي مش غبية. أكيد هتكون قالت لحراس الأمن على الموضوع"، قلت، "بس لو عايز تمشي أنت الأول اتفضل."
      "إزاي أسيبك لوحدك." "نادر أوي لما أسمع منك الكلام ده يا كيم تايهيونج،" قلت وهو بصلي بغيظ.
      روحت للحمام اللي بعده، وكنت بتنهد بقوة كل دقيقة وأنا بنضف.
      وقتها، إيد مسكت دراعي والفرشة والمسحوق وقعوا من إيدي.
      اتسحبت بره الحمام.
      "يالا! كيم تايهيونج بتعمل إيه؟!"
      كان لسه ماسك دراعي وجرى للمكان اللي حاطين فيه شنطنا. "شيل شنطتك"، قال.
      كنت مترددة.
      "شيلها"، كرر وهو بيبصلي بنظرة مرعبة.
      شلت شنطتي بسرعة. هو كمان عمل نفس الحاجة وفضلنا نجري.
      جرينا على الدور الأول وعرفت إنه هيخرجني أهرب من المدرسة. مشينا بخفية وحاولنا نلاقي أماكن نهرب منها.
      "هناك"، قلت وشاورت على البوابة المفتوحة.
      "لا"، شدني لورا، "فيه حارس أمن ورا الشجرة دي عند البوابة."
      بصيت كويس وفعلاً كان فيه راجل بلبس أبيض واقف عند البوابة. الغريب إن عين تايهيونج كانت حادة أوي.
      "ليه ما قفلش البوابة لحد دلوقتي؟" سألت. "زي ما قلتي، الأستاذة جيل غالباً قالتلهم يستنونا."
      تايهيونج بص بعنيه في كل مكان.
      "اتبعي"، قال ومسك إيدي وجرينا بسرعة.
      كان فيه سور. "لازم نتسلق"، قال.
      تسلق للناحية التانية في ثواني بس وبصيتله بغرابة. "أنا إزاي..."
      "تسلقي بس، أنا هسندك، بسرعة،" قال.
      بصراحة، مشيت بحذر وتسلقت السور وبعدين وثقت في سنده ونزلت على الناحية التانية من السور بأمان.
      "منظر حلو"، قال وابتسم بسخرية.
      بصيت لتحت وأدركت إني كنت لابسة جيبة.
      "يا قذر"، ضربته جامد على صدره وهو ضحك.
      "يلا بينا بسرعة قبل ما أي حراس يشوفونا"، قال ومشينا احنا الاتنين.
      
      
      
      بعد ما هربنا من المدرسة، ما روحناش البيت. كنا جعانين جداً، وخلص بينا الحال بناكل عند كشك أكل قريب من مدرستنا.
      "بصراحة، ما كانش لازم نجري من الأمن، هما مش هيعرفوا إذا كنا خلصنا تنضيف ولا لأ، طول ما هما شايفيننا بنخرج، كان ممكن يخلصوا شغلهم بدري..." قلت.
      "بالظبط،" قال، "أنا خرجت من المدرسة بالطريقة دي عشان أتفنن، وعشان أصعب شغل الأمن، عشان التسلية."
      شرب الراميون بتاعه وأكل وكأنه ما أكلش بقاله سنين.
      "كل حاجة بالنسبالك عشان التسلية؟" سألته.
      "أيوه، احنا بنعيش مرة واحدة بس، ليه هتسمعي كلام الكبار القساة وتقضي أيامك كلها مذاكرة وتكسري دماغك. في الآخر هتكوني عجوزة وتموتي من غير أي تسلية."
      لقيت شوية حقيقة في اللي قاله.
      "ده يفسر ليه ما بتعملش واجباتك في المدرسة،" قلت. "بس ليه لسه بتعمل المهام اللي عليها درجات؟"
      "لازم أعيش أنا كمان، مش كده؟" جاوب، "ما فيش حاجة متاحة ليا في المستقبل لو ما عنديش أي... اللي تسميه علم."
      هزيت راسي وأكلت أكلي.
      بعد ما خلص أكل، مسح بقه وقام.
      "ادفعي أنتِ،" قال ومشي بعيد وسابني.
      "يا كيم تايهيونج!" صرخت.
      كل اللي كانوا بياكلوا بصوا عليا. بصيت لتحت في إحراج ودفعت بسرعة للست.
      جريت وراه ورفسته في رجله. "ليه خلتني أدفع! أنت مديون لي بخمس آلاف وون!"
      "لما الخنازير تطير، هدفعلك،" قال ومشي ببساطة. قلبت عيني ومشيت معاه.
      "ليه بتتبعيني؟" سأل فجأة.
      بصيت في ساعتي، كانت ٨ وقربت تبقى ٩. الشوارع كانت ضلمة شوية، وما قدرتش أمشي لوحدي للبيت.
      "حسنًا، أممم ولا حاجة. بيتي هناك بس،" شورت على الاتجاه اللي كنا ماشيين ناحيته.
      "ما تكدبيش، بيتك الناحية التانية. أنا عارف لأني كنت بتتبعك وأنا اللي حطيت السحلية المزيفة دي في جزمتك اللي سبتيها بره اليوم اللي فات،" قال.
      بصيتله بغيظ، "يبقى أنت اللي عملتها بجد!"
      "اخرسي وامشي،" قال وكمل مشي.
      لفيت على طول ومشيت في الاتجاه المعاكس، مع إني كنت مترددة شوية. لازم أمشي في زقاق قصير وضلمة عشان أروح البيت، وده مخيف بالليل.
      كل ما كنت بقرب من الزقاق اللي بخاف منه أكتر، سمعت محادثات بصوت عالي، زي بتاعة رجالة.
      استجمعت شجاعتي، وسرعت خطواتي وحاولت أمشي في الزقاق، بقنع نفسي إن ما فيش حاجة هتحصلي، ده زقاق قصير كده كده.
      وأنا ماشية، لاحظت إن فيه راجلين بيدخنوا في الزقاق وفي أضواء الشارع الخافتة قدرت أشوف التاتوهات بتاعتهم. مشيت من جنبهم بسرعة، وتجنبت التواصل البصري بس حسيت بعنيهم عليا.
      "يا سلام على الحلوة الصغيرة دي،" قال واحد منهم.
      ياساتر، هل أجري؟ هعمل إيه؟ أرجوك ما تأذينيش، أرجوك لا.
      أفكار كتير عدت في دماغي بالجملة الواحدة دي. عرفت إنهم هيعملوا حاجة فيا، خطواتي كانت بتزيد سرعتها ونفسي كان بيتقل. الزقاق القصير فجأة حسيت إنه رحلة طويلة.
      سمعت خطوات ورايا، وشفت خيالات اعتقدت إنها بتاعتهم. ضربات قلبي كانت سريعة جداً حسيت إن قلبي هيقع.
      الخيالات قربت وبقت أوضح. أخيرًا حاولت أجري، بس كان فات الأوان.
      ذراعي اتمسك جامد ولفيت عشان أشوف راجل وشه فيه ندوب. "ليه جريتي يا حلوة،" قال وشدني ليه، شميت ريحة الدخان من نفسه وكنت بحس بالضعف، أنا بكره الريحة دي.
      "عايز إيه، سيبني!" حاولت أحرر دراعي من مسكته بس عرفت إن ده مستحيل لأنه كان مفتول العضلات.
      "اشش،" الراجل التاني اسكتني، "احنا عايزينك بس."
      ابتسم بسخرية ولمس كتفي. ارتجفت، كنت مرعوبة بجد بس قدرت أرفعه في مكان حساس وسقط على الأرض بدون حول ولا قوة.
      "إزاي تجرئي يا حلوة، عايزة تلعبي خشن؟" استفزني الراجل التاني اللي كان ماسك دراعي. زقني على حيطة وابتسم بسخرية.
      حاولت أرفسه أنا كمان، بس قبل ما أعملها كان هو already داس على رجلي.
      "ذكية أوي، بس بطيئة."
      "سيبني!" صرخت في وشه وكنت بتحمل الألم في رجلي لأنه كان دايس عليهم جامد شوية.
      صرخت وطلبت المساعدة، على أمل إن حد يسمعني بس قدر يكتم صرخاتي بتغطية بوقي.
      "اخرسي وإلا هكسر-"
      "أنا اللي هكسرك الأول!" قال صوت والراجل اللي كان ماسكني على الحيطة اتطرح على الأرض بضربة.
      "مين أنت بحق الجحيم؟" صرخ الراجل.
      "مش شغلك،" قال تايهيونج.
      كنت بتنفس بصعوبة جداً وكنت في حالة ذعر.
      تايهيونج راحله عشان يديله ضربة تانية، بس فشل لما الراجل قدر يمسك دراعه ووقعه على الأرض.
      "ما تعملش نفسك بطل يا ولد صغير،" قال الراجل ووجه لتايهيونج لكمة.
      ارتعشت ورجلي كانت زي الجيلي، ما عرفتش أعمل إيه.
      لحسن الحظ، من طرف عيني، شفت لوح خشبي بحجم الذراع. التقطته ببطء وضربت الراجل بقوة على ظهره. ساب تايهيونج على الفور بسبب الألم الشديد.
      تايهيونج، مع إنه كان مصاب، قام بسرعة ومسك إيدي، وجرينا احنا الاتنين بسرعة لمكان آمن.
      ما كناش بعاد أوي عن بيتي وأخيراً وقفنا، بنلهث، وسيبنا إيدين بعض.
      "في؟" ناديته.
      كان بياخد نفسه وبصلي. "إ-إيه؟"
      لمست وشه، مكان ما كان فيه ندبة، وكانت بتنزف.
      زق إيدي بعيد، "روحي البيت."
      "بس-"
      "امشي!" صرخ عليا ببرود. عيني دمعت ومشيت بخطوات تقيلة للبيت. لما وصلت قدام باب بيتي، لفيت ورايا بس ما كانش هناك خلاص. اتنهدت ودخلت.
      
      
      
      دخلت الفصل وكانت نفس اللقطة المعتادة، زمايلي بيرموا على بعض ورق مكرمش، ورئيسة الفصل بتحاول على قد ما تقدر تخلي الكل محترم.
      بصيت حواليا في الفصل وتايهيونج ما كانش موجود. حسيت بقلق وأنا قاعدة بشخبط أي حاجة على ورقة.
      "يا فصل، قفوا"، أمرت رئيسة الفصل والكل رجع أماكنه.
      "صباح الخير يا جماعة"، سلمت الأستاذة جونج.
      الكل رد عليها السلام بصوت واطي وقعد.
      "طلعوا واجب الرياضيات بتاعكم، أنا جاية ألمه"، قالت والكل طلعه، إلا أنا.
      امبارح بالليل كنت تعبانة أوي إني أكمله، وكمان كنت بفكر في اللي حصل امبارح بالليل وأنا مروحة البيت.
      إزاي تايهيونج لقاني هناك؟ ليه أنقذني؟
      "لي هيجين؟"
      فقت من أفكاري. "نعم؟"
      "فين واجبك؟" سألتني الأستاذة جونج.
      "أنا ممم... أنا..." "ما عملتيهوش؟" قاطعتني وبصتلي. أنا كده مت. الأستاذة جونج مش حد يستهان بيه.
      "ليه؟ بقيتي زي تايهيونج؟" سألتني.
      في اللحظة دي، الباب اتفتح ودخل تايهيونج الفصل.
      "على ذكر الشيطان، كيم تايهيونج،" قالت، "أنا متأكدة إنك كمان ما عملتش واجبك."
      "كان فيه؟" سأل والفصل ضحك بهدوء.
      "إيه العقاب اللي عايزينه المرة دي؟" سألتنا الأستاذة جونج. "ما اعرفش، اختاري أنتِ"، رد.
      دعيت في سري الصغير إنها ما تكونش إني أرفع إيدي وأنا واقفة بره تاني. لكن بدل كده، كانت حاجة أسوأ.
      "ساعتين حجز. تقابلوني بعد المدرسة."
      فمي سقط. أنا بكره الحجز. "يا أستاذة جونج بس أنا ما اقدرش-" وقفت كلام لما لفت وبصتلي بعيون مرعبة.
      أما تايهيونج، من ناحية تانية، كان هادي وقعد ببساطة من غير أي مشاكل، وده أساساً لأنه متعود على الحجز.
      "ادخلوا. ما تحاولوش حتى تهربوا من الفصل ده"، قالت الأستاذة جونج ورزعت الباب ورايا بعد ما دخلت أنا وتايهيونج فصل الحجز.
      ثواني بعد ما مشيت من الباب، اتأففت. "ليه خليتيها تختار؟!"
      "اخرسي دول ساعتين بس ما فيهمش أي حاجة"، رد.
      "أيوه، بس أنا جعانة وعايزة أروح البيت، يييييييييه..." فضلت أشتكي وأدب رجلي في الأرض.
      قعدت في نص الفصل، وبعدين نقلت مكاني قدام تايهيونج، وفضلت أبص عليه.
      "مالك يا متخلف صغير"، قلب عينه.
      "ولا حاجة، إزاي أنت، قصدي فين أنت، ليه أنت..." فضلت كلامي وقعدت أفكر شوية. ما كنتش عارفة أسأل إيه الأول.
      "عن إيه؟" سأل وسند راسه على الترابيزة اللي بينا.
      "إزاي وليه أنقذتني امبارح بالليل؟" سألت.
      "حسنًا،" اتنهد وقعد مستقيم، قرب مني وبص في عيني. اتوترت، كنت متوقعة شرح عميق.
      "...كنت عايز أعمل فيكي مقلب."
      قلبت عيني وفقدت اهتمامي، وسندت ضهري على الكرسي. "كمل"، قلت.
      "...كنت عايز أخوفك ففعلاً اتتبعتك لحد الزقاق، بس ساعتها سمعتك بتصرخي،" شرح، "...فأه، وبعدين حصل اللي حصل ده."
      هزيت راسي، بوريله إني فهمت. بعدين استنيته يتكلم تاني بس هو كان ساكت.
      "إيه؟"
      "أنا ما سألتكش سؤال تاني؟" قلت.
      بص متلخبط. "إزاي، وليهههه؟" قلت.
      "ما اعرفش ليه، أنتِ صاحبتي، أعتقد، عشان كده ساعدتك. أنا مش مديونلك بخمس آلاف وون خلاص"، ابتسم.
      ضحكت، "أيوه، أيوه ماشي."
      فضلت أبص على الساعة بتدق بس حسيت إنها أبدية وأنا محبوسة في الحجز. لحسن الحظ، كان فاضل ١٥ دقيقة.
      لفيت يميني، ٥ ترابيزات بعيد وشفت تايهيونج نايم وضهره ساند على الكرسي وبقه مفتوح، وإيديه متكتفة.
      ابتسمت بسخرية. أزعجه؟ إزاي؟
      مشيت على أطراف صوابعي ناحيته واتأكدت إنه نايم بجد. بيشخر؟ تمام.
      طلعت قلمي الماركر ورسمت عين على جبينه بعناية. هو أحياناً كان بيرتعش بس نجحت إني أشوه وشه، رسمت قلب صغير أوي جنب عينيه للمسة أخيرة. كده، المكياج خلص. أحلى مني بكتير.
      حاولت على قد ما أقدر أمسك ضحكتي، بس لما رجعت مكاني ما قدرتش غير إني أضحك بصوت عالي لما شفت وشه، وده صحاه.
      "في إيه؟" قال ومسح عينيه.
      "ولا حاجة"، قلت وابتسمت.
      اتنهد واتتاوب. قام يتمطى ومشي ببطء ناحية الشباك.
      "الجو حلو النهارده، استني... وشي..." شاف انعكاسه في زجاج الشباك وبعدين لف وبصلي. "لي هيجين!"
      فضلت أضحك وهو فضل يجري ورايا في الفصل.
      "يا شيطانة يا صغيرة إزاي تجرئي ترسمي على وشي!!"
      طلعت لساني وجريت منه لحد ما تعبت، جريت في زاوية، بنهج بصعوبة.
      جه ناحيتي، وهو كمان بينهج. كنت عايزة أجري بس زقني على الحيطة.
      "وقت الانتقام"، قال وطلع قلم ماركر من جيبه.
      "لاااااااا!!" صرخت وحاولت أبعده بس هو كان قوي كفاية إنه يفضل حابسني في الزاوية.
      "اثبتي، خليني أعملك مكياج"، قال ومسك دراعي جامد عشان يوقفني عن التلوي. قرب سن الماركر من وشي.
      "وقف!" دوست على رجله جامد.
      حاول يتحمل الألم بس فشل ووقع على ضهره، بس بما إنه كان ماسك دراعي، اتسحبت ووقعت معاه، ووقعت فوقيه.
      "آه"، قال وهو بيفرك ضهره وبعدين بصلي، وأنا بصيتله.
      الباب اتفتح ودخلت الأستاذة جونج الفصل.
      "حجزكم خلص-"
      شافتنا في الوضع المحرج ده، وفضلت واقفة مكانها، مش مصدقة عينيها.
      لفيت من فوقيه وقمت بسرعة، بنفض نفسي. تايهيونج كمان قام بسرعة ووقف بعيد عني.
      "يا أ-أستاذة جونج، ممم، أهلاً. خلص؟" سألت، بحاول أشتتها عن اللي شافته.
      "أ-أيوه، ممكن تمشوا"، قالت وبصتلنا من راسنا لرجلينا.
      "الرسمة حلوة أوي على وشك يا تايهيونج"، قالت، "أنتوا كنتوا بترسموا على وشوش بعض بس صح؟"
      ابتسمت ومشيت.
      يا نهار أسود.
      
      

      Pages

      authorX

      مؤلفون تلقائي

      نظام شراء