موصى به لك

الأقسام

الأفضل شهرياً

    منافسي اللدود جونغكوك - كوريا

    منافسي اللدود جونغكوك

    2025, سهى كريم

    كوميديا كورية

    مجانا

    بنت اسمها مييونج في آخر سنة ثانوي، عندها منافسة قوية وقديمة مع ولد اسمه جيون جونجكوك. جونجكوك ده هو منافسها الأساسي في كل حاجة من وهما صغيرين، ودايماً بياخد المركز الأول اللي كانت بتاخده زمان. المنافسة دي بدأت بسبب تحدي بسيط بين آبائهم وتحولت لخناقة مستمرة بين مييونج وجونجكوك

    مييونج

    بتحكي القصة من وجهة نظرها. كانت دايماً الأولى في كل حاجة لحد ما بقى جونجكوك منافسها. هي بتحب المنافسة جداً ومعجبة بـ تايهيونج، ونايونج هي صاحبته

    جيون جونجكوك

    هو المنافس الرئيسي لمييونج، واللي دايماً بيكسبها في كل حاجة من وقت ما كانوا صغيرين. هو ابن صاحب شركة كبيرة وبيهتم بشغل أبوه، وفي نفس الوقت هو صاحب الانتيم لـ تايهيونج، وبيحب يضايق مييونج بإنها المركز التاني.

    كيم تايهيونج

    هو الشخص اللي مييونج معجبة بيه جداً وبتشوفه مثالي. هو صديق كويس لمييونج وصاحب الانتيم لـ جونجكوك، وموجود معاهم في نفس الفصل وفي أغلب الحصص.
    تم نسخ الرابط
    منافسي اللدود جونغكوك - كوريا

    الرواية دي مستوحاة من الأنمي اللي اسمه "سبيشال إيه". أنا غيرت فيها شوية عشان تبقى على طريقتي وعلى حسب ما أنا حابة أكتبها، بس القصة الأساسية مستوحاة من سبيشال إيه.
    
    في سبيشال إيه، كي وهيكاري (البطلين الأساسيين) كانوا منافسين لبعض من وهما صغيرين. هيكاري كانت زمان الأولى. كانت بتعرف تضرب الأشرار وتجيب درجات كويسة. بس ده كان قبل ما كي يتحداها. من بعدها، وهي دايماً التانية بعده.
    
    سبيشال إيه هو عبارة عن مبنى لوحده كده لأول سبع طلاب في المدرسة. ده برنامج مخصوص ليهم (مع إنهم مش بيتعلموا فيه حاجة في الأنمي) أول ٧ بس هما اللي يقدروا يدخلوا. لو حد قدر يتفوق على واحد من طلاب سبيشال إيه، هو يقدر يدخل سبيشال إيه، لكن العضو القديم بيطلع وبيروح المدرسة العادية.
    
    ^^ بالنسبة للرواية دي، أنا مش هستخدم النظام ده خالص. بدل البرنامج المخصوص، كلهم هيكونوا في فصول عادية زي بقية المدرسة. هيفضل ليهم لقب الأول، التاني، وهكذا؛
    
    وكمان مش هستخدم حلقات الأنمي كمراجع. مثلاً، في حلقة من الحلقات فريق سبيشال إيه بيروح هاواي ويعملوا حاجات هناك (لازم تشوف الحلقة عشان تعرف)، أنا مش هعمل كده. بما إن سبيشال إيه أنمي، فيه حاجات مش ممكن تحصل بشكل طبيعي في الحياة الحقيقية. أنا هخلي القصة دي واقعية على قد ما أقدر.
    
    أنا كمان لا أمتلك حقوق أي من الآيدولز اللي بيمثلوا الشخصيات في الرواية دي. ممكن كمان تغير مين تشوفه هو البطل الأساسي، ده يرجعلك. أنا بس شايفة يييون من فرقة CLC هي البطلة.
     
     
     
     
    سنة تالتة ثانوي
    
    مييونج:
    
    "مييونج!" لفت وشي لقيت صاحبتي الانتيم نايونج جاية تجري عليا وفاتحة دراعاتها. رمت نفسها في حضني وأنا بضحك وبحضنها. "نايونج!"
    
    "مصدقة إننا خلاص في آخر سنة؟ كأننا لسه داخلين المدرسة امبارح كنا صغننين وفي أولى ثانوي!" قالت نايونج بحماس، ولفت دراعها حوالين كتفي واحنا رايحين للدواليب بتاعتنا.
    
    هزيت راسي، "آه والله، مش قادرة أستنى لحد ما نمشي من هنا."
    
    وأبعد عن شخص معين بالذات.
    
    "المحطة الجاية... الجامعة!" قالت بسعادة واحنا وصلنا للدواليب بتاعتنا. ابتسمتلها ابتسامة واسعة وفتحت دولابي عشان أطلع كتبي.
    
    "عندك أول حصة إيه؟" سألت نايونج وهي بتبص فوق كتفي عشان تشوف الجدول بتاعي أحسن.
    
    "آه... أناتومي. وإنتي؟" سألتها، وانا بمسك كتاب الأناتومي وبقفل الدولاب. صرخت وحضنتني، ومن ده فهمت إنها كمان معاها أناتومي.
    
    بدأنا نمشي ناحية قاعة الأناتومي، وبنتكلم عن إجازة الصيف بتاعتنا وعملنا إيه. دخلنا القاعة، وأول ما حطينا رجلينا جوه، اتجمدنا مكاننا.
    
    وشي بدأ يسخن وعيني وسعت. بصيت على نايونج اللي بتضحكلي بمكر.
    
    "كيم تايهيونج معانا في فصلنا!" همست بصوت واطي، وزقتني في جنبي وغمزتلي. رفعت عيني لفوق بملل وهزيت راسي وبصيت في حتة تانية.
    
    كيم تايهيونج. أنا معجبة بالشخص ده اللي زي الحلم من زمان أوي، مش عارفة من إمتى. هو بجد كامل ومفيش فيه غلطة. تقولي إن ربنا تعب في خلقة الراجل ده.
    
    
    
    صرخت في سري وأنا بقعد أقرب للقدام، نايونج حطت كتبها جنبي وهي لسه بتضايقني بالهزار بخصوص تايهيونج. "اسكتي بقى يا بنتي؟" همستلها بغيظ.
    
    مش معنى كده إني عمري ما اتكلمت مع تايهيونج. بالعكس، إحنا كنا أصحاب كويسين جداً. اشتغلنا سوا في مشاريع كتير واتفقنا كويس. بس كل مرة بقرب منه فيها، بيخليني عايزة أرمي نفسي من فوق جبل. بشكل حلو.
    
    لحظة، هو في سبب حلو أصلاً يخلي الواحد يرمي نفسه من فوق جبل؟
    
    فوقت من أفكاري لما سمعت نايونج بتتمتم جنبي بصوت واطي، "يا لهوي." لفت راسي ناحيتها بسرعة، "إيه الـ—"
    
    وأنا لسه بسألها لو هي كويسة، دخل علينا الشيطان بنفسه من الباب. إيدي اتقفلت على طول لوحدها كأنها غريزة. عضيت شفتي وبصيت بغيظ على الولد اللي ابتسم لتايهيونج بغرور وراح ناحيته كده بكل ثقة.
    
    "جيون جونجكوك." إحنا الاتنين تمتمنا تحت نَفَسنا، وبنبص عليه وهو بيسلم على تايهيونج.
    
    فاكرين لما قلت إن تايهيونج كان كامل؟ هو فعلًا كامل، ما عدا إنه صاحب الانتيم لأكبر منافس ليا، جيون جونجكوك.
    
    جونجكوك الغبي ده. من بين كل الفصول دي، ليه لازم ييجي في الفصل ده بالذات؟
    
    إدارة غبية. ليه لازم يحطوه في فصلي أنا من بين كل الفصول؟
    
    تايهيونج الغبي. ليه لازم تبقى صاحب الانتيم للشيطان ده؟
    
    أنا قلت جونجكوك الغبي ده قبل كده؟
    
    جونجكوك ده منافسي من زمان أوي على قد ما أقدر أفتكر. كان دايماً بيكسبني في كل حاجة. في المذاكرة، في الرياضة، حتى إنه ياخد آخر آيس كريم من محل الآيس كريم. كان بيغلبني في أي حاجة أعملها، والأسوأ إنه عمره ما كان بيسيبني أنسى الموضوع ده.
    
    أنا كنت الأولى. ده لحد ما هو قرر إنه فكرة كويسة يوقعني من على الكرسي العالي بتاعي.
    
    ومن وقتها وأنا التانية.
    
    برتعش لما بفكر في الموضوع ده. المركز التاني، ده أسوأ حاجة.
    
    "أهلاً أهلاً. الآنسة مركز تاني معانا في الفصل!" غمضت عيني وأخدت نفس عميق.
    
    جونجكوك الغبي.
    
    "جونجكوك." قلت بصوت غاضب، فتحت عيني لقيت نفسي ببص عليه وهو واقف قدامي وإيده في جيوبه وعلى وشه ابتسامة مستفزة.
    
    آه يا ريتني أقدر أمسح الابتسامة الغبية دي من على وشه.
    
    غبي.
    
    "ماتقوليش عليا كده." قلت بغضب وأنا ببص عليه بغيظ.
    
    "أقول عليكي إيه؟ الآنسة مركز تاني؟"
    
    وقفت من مكاني وكنت خلاص هضربه لما نايونج مسكت دراعي وشدتني قعدتني.
    
    "مييونج." حذرتني. بصت على جونجكوك. "ممكن مثلاً ماتضايقناش النهاردة؟ ده أول يوم لينا في آخر سنة، سيبنا نستمتع بيه بقى!" قالت بنفاذ صبر، وشدت على مسكتها على دراعي.
    
    جونجكوك ضحك بسخرية. "عشان أضايقك بكرة بقى؟" لف ناحيتي وابتسم ابتسامة مصطنعة. "أضايق الآنسة مركز تاني في تاني يوم مدرسة؟"
    
    فلّت إيدي من مسكة نايونج وهجمت على جونجكوك.
    
    مسكت لياقة قميصه وشديته ناحيتي. "فهمت اللي عملته ده. استخدمت رقم 2 مرتين، صح؟ ها ها. ذكي جداً. مش غريبة إنك في المركز الأول. أقسم بالله يا جونجكوك السنة دي هتقع من على الكرسي العالي الغبي بتاعك ده."
    
    جونجكوك ضحك ضحكة خفيفة، نفسه كان بيلمس وشي بالراحة أوي. "متأكدة من كلامك ده؟ بتقولي الكلمة دي بقالك ٨ سنين ولسه مش شايفة أي علامة إنك قربتي حتى من المركز الأول ده."
    
    زقيته لورا وبصيت عليه وهو بيترنح لورا ويقع على الديسكات. "هتشوف."
    
    رجعت قعدت تاني واتنهدت بضيق، حطيت وشي بين إيدي ونايونج بتطبطب عليا على ضهري. "معلش معلش."
    
    جونجكوك الغبي.
    
    
    
    مييونج:
    
    بقية اليوم عدت زي الهوا. كان فيه بصات بغيظ ومواقف بسيطة كده من جونجكوك على فترات، بس غير كده اليوم كان كويس.
    
    ده غير إني عندي كل الحصص بتاعتي مع جونجكوك. اللي عمل الجداول دي ياريت يقابلني عشان نتخانق.
    
    بس من الناحية الحلوة، تايهيونج ونايونج كانوا معايا في أغلب الحصص. هما الاتنين ما كانوش معايا في آخر حصتين.
    
    على الأقل هقدر أتفرج على تايهيونج براحتي أكتر.
    
    السنة اللي فاتت، يا دوبك كان عندي حصص قليلة أوي معاه. على الأقل الإدارة عملت حاجة واحدة صح السنة دي.
    
    "سلام!" ناديت على نايونج، وأنا بشاور بإيدي جامد. ضحكت وشاورتلي بخجل قبل ما تلف وتمشي في الاتجاه التاني.
    
    نايونج ساكنة في الحتة الغنية في البلد بينما أنا ساكنة في الحتة المتوسطة. باباها مدير شركة كيميائيات كده ومامتها محامية كبيرة. هي غالباً بتبقى لوحدها عشان أهلها مسافرين على طول، فعشان كده بيتها بيتي التاني.
    
    أهلي بقى شغلهم مش أوي. بابا بيشتغل في شركة ورق وماما عندها محل ورد مع جدتي وخالتي.
    
    خمنوا مين بقى اللي أبوه يمتلك شركة الورق اللي بابا بيشتغل فيها؟
    
    أبو جونجكوك. مين تتخيلوا؟ مفاجأة.
    
    هي دي الطريقة اللي اتقابلنا بيها. بابا من أكتر الموظفين المفضلين عند مستر جيون، وفي يوم عزمنا على العشاء في بيتهم.
    
    معلومة طريفة: بيت نايونج وش بيت جونجكوك بالظبط. وهي دي الطريقة اللي إحنا الاتنين اتقابلنا بيها.
    
    المهم، قبل ما نروح عندهم، بابا كان بيتفاخر قدام مستر جيون قد إيه بنته بتجيب المركز الأول في كل حاجة وإن محدش قدر يغلبها قبل كده. مستر جيون رد عليه وجاب سيرة ابنه.
    
    أعتقد إن ده كان المفروض يكون مجرد منافسة ودية بين صاحب شغل وموظف، بس أنا وجونجكوك أكيد ما شفناهاش كده خالص.
    
    المنافسة بتاعتنا كانت إننا لازم نجري حوالين البيت الكبير أوي ده بتاع جونجكوك من برا وبعدين نقابل الأهل. اللي يوصل الأول للأهل ياخد لقب "المركز الأول".
    
    طبعاً أنا كوني أكتر واحدة بتحب المنافسة في الدنيا وعمري ما اتغلبت قبل كده، وافقت على السباق بسهولة. كنت واثقة أوي إني هكسب الولد ده.
    
    بس في الآخر، خسرت.
    
    ومن وقتها، جونجكوك بقى بيكسبني في كل حاجة صغيرة. دايماً بيجيب المركز الأول في الامتحانات. دايماً بيجاوب على السؤال في الفصل قبلي. دايماً بيكسب في لعبة الدودج بول. حتى لو خد نَفَس قبلي، هيعرفني.
    
    كأنه شغله إنه يتأكد إني عارفة إني باجي التانية بعده.
    
    هزيت راسي عشان أطلع الأفكار دي من دماغي. إيه فايدة إني أفكر فيه أصلاً؟ مش كإني هكسبه بمجرد التفكير.
    
    "الآنسة مركز تاني." صوت همس بصوت واطي ورايا.
    
    اتخضيت ولفت لقيت جونجكوك بيضحك ضحكة استهزاء على رد فعلي.
    
    جبنا في سيرة الشيطان.
    
    "جونجكوك. إيه اللي ممشيك من هنا؟ بيتك الناحية التانية،" وشاورت على الاتجاه اللي نايونج كانت مشيت فيه قبل كده.
    
    "عندي ميعاد مع واحد من عملاء بابايا. ظاهراً كده هما بيفضلوا يتكلموا معايا أنا بدل المدير التنفيذي نفسه." جونجكوك ضحك بسخرية.
    
    آه صحيح، أبو جونجكوك ده شخص مش مظبوط. دايماً بيدخل جونجكوك في شغله واجتماعاته مع العملاء بتوعه. على قد ما أنا بكره جونجكوك، أبوه مالهوش الحق يستخدمه عشان يعمل شغله.
    
    همهمت ولفت عشان أمشي على بيتنا. بعد كام دقيقة مشي، لاحظت إن جونجكوك لحد دلوقتي لسه ماشي ورايا.
    
    "إيه اللي مخليك لسه ماشي ورايا؟ هتخطفني وتقتلني؟" سألت. ضميت شفتي، "لو كده، أرجوك ماتعملش كده."
    
    "مكاني هو هنا بالظبط." ضحك بضحكة خفيفة، وهو بيشاور على مبنى طويل جنبنا. طلّعت نَفَس، وحسيت وشي احمر على طول. "ماتقلقيش يا آنسة مركز تاني، مستحيل أفكر حتى إني أمشي وراكي لحد البيت. ده تضييع وقت."
    
    قفلت إيدي على شكل قبضة وعيني عليه وهو بيلف ورايح ناحية المبنى، "ماتقوليش عليا كده!"
    
    

    روايه حب بالصدفة

    حب بالصدفة

    2025, أدهم محمد

    رومانسية

    مجانا

    في كومباوند فخم، تتصادم حياة كاتبة منعزلة تعشق الهدوء مع نجم هوكي صاخب محب للحفلات بسبب جارتهما الجديدة. تبدأ العلاقة بكراهية بعد حفلة صاخبة تنتهي بفوضى في حديقتها. ورغم اختلافهما التام، يجد الاثنان نفسيهما أسرى جاذبية ورغبة متبادلة تتصاعد مع كل احتكاك. تتوالى الأحداث بين محاولات تجاهل هذا الشعور والانجراف وراء اللهيب المتصاعد بينهما.

    سيرينا

    كاتبة مشهورة ومنعزلة في أوائل العشرينات من عمرها، تعيش في عالمها الخاص بين الكتب والكتابة، تقدر الهدوء والخصوصية بشدة، وتخفي جاذبية قوية خلف مظهرها البسيط

    كونور

    لاعب هوكي محترف وسيم ومشهور في أواخر العشرينات من عمره، اجتماعي ومحب للحفلات واللهو، ينتقل للعيش بجوار سيرينا ويقلب حياتها الهادئة رأسًا على عقب بجاذبيته وشخصيته الصاخبة.
    تم نسخ الرابط
    روايه حب بالصدفة

     كونور:
     
    سيرينا:
    _________________________ كونور ديلوكا، الواد بتاع الهوكي الجامد اللي عنده 26 سنة، لسه ناقل على كومباوند "بستان الحمضيات" الغالي ده. أما بقى سيرينا جايد، البنت الـ 23 سنة الكاتبة المشهورة اللي الناس يعرفوها باسمها المستعار "سكايلين فوس"، يا عينى عليها، طلعت جارة كونور. الواد كونور سكن في الفيلا الضخمة الفظيعة اللي لازقة في بيت سيرينا الكبير والجميل برضه. الاتنين دول من أول وهلة كده مسكوا في خناق بعض لما كونور عمل "حفلة تعارف على البيت الجديد" بتاعته وقعد يشغل أغاني بأعلى صوت الساعة اتنين بالليل، وكمان الضيوف بتوعه رجعوا في الزرع بتاعها! ده واد بتاع بنات وسهرات، والتانية بتحب الهدوء وعايزة تقعد جوه تقرا طول النهار. مفيش أي حاجة مشتركة بينهم خالص، دول حتى عكس بعض تمامًا. ومع ذلك، كونور مش عارف ينسى شكل جسم سيرينا المتناسق اللي عمال يروح ويجي في دماغه، وسيرينا نفسها بتلاقي نفسها بتتخيل جسم كونور القوي فوق جسمها. التوتر الجنسي والرغبة اللي بتزيد بينهم ولعوا الدنيا، وبقوا عايزين حاجة هما نفسهم مش عايزينها. يا ترى إيه اللي هيحصل بينهم؟ أنا متحمسة جدًا للقصل الأول لما قصة "الحب والشهوة والقاتلة" تخلص، وده هيكون قريب أوي! قوليلي بقى رأيك وإيه توقعاتك، وحب كبير ليكي يا "Virgos"! سيرينا جايد في بيتها! كانت عايشة في أمان وسعادة كده بين حيطان مملكتها. على الصفحات اللي كانت بتغرقها بكلماتها، كانت سيرينا بتعيش بشخصية تانية خالص، اسمها المستعار "سكايلين فوس". سكايلين دي كانت زي القرصانة الجامدة اللي مبتخافش من أي حاجة، بالعكس، كانت بتستقبل المجهول بابتسامة ساحرة وجاذبية تخلي الواحد يتجنن. سيرينا كانت كاتبة مشهورة... أو بمعنى أصح، سيرينا هي الكاتبة، وسكايلين هي اللي مشهورة. وده بقى جمال إنك تكون كاتب مستخبي ورا اسم تاني. كانت بتكسب كويس أوي (كويس دي كلمة قليلة!) ومكانتش بتضطر تخرج من بيتها أبدًا. طبعًا كانت بتخرج من وقت للتاني، عشان الدكتور قالها إنها "محتاجة شوية شمس"، بس أغلب أيامها كانت بتقضيها لوحدها في بيتها الكبير والتحفة ده، جوه الكومباوند اللي اسمه "بستان الحمضيات". بستان الحمضيات ده كان أغلى كومباوند في المحافظة كلها. بيوتهم، ومن ضمنها بيتها، كانت بملايين الدولارات، ومتروحش تسأل حتى على المصاريف الشهرية بتاعة اتحاد مُلاك الكومباوند اللي كانت بتغيظ سيرينا. لحسن حظها، كانت قادرة تعيش الحياة دي وتعمل اللي بتحبه؛ الكتابة. الكومباوند كان مثالي، شوارع هادية، مناظر طبيعية خلابة، وسكان ودودين. طبعًا سيرينا، بحكم إنها كاتبة منعزلة، مكنتش بتتعامل معاهم أوي. بس كانت بتحس إنهم ناس كويسة من التحيات الودية من بعيد، والهزات الصامتة بالراس عبر الحديقة، وإن مفيش حد بييجي يزعج خصوصيتها الهادية. سيرينا كانت حاسة إنها فعلًا مبسوطة بحياتها دي. الحياة اللي تعبت عشان توصلها. أيوة كانت حياة بسيطة. كانت عايشة لوحدها مع قطتها وكلماتها. بيتها الكبير والجميل اللي بملايين الدولارات ده كان تقريبًا الحاجة الوحيدة الغالية أوي اللي اشترتها لنفسها. دي كانت بتسوق عربية فولفو موديل 2008، وإيد باب الراكب بايظة كمان! هي أصلاً مكنتش محتاجة حاجات غالية عشان تفرح، كانت بتفرح وهي بتكتب. لما كانت سيرينا بتغرق في العوالم البعيدة اللي عقلها بيخلقها، عوالم مختلفة تمامًا عن العالم اللي هي عايشة فيه؛ ساعتها بس كانت بتكون أسعد واحدة في الدنيا. حياتها كانت ماشية بوتيرة ثابتة ومتوقعة. وده اللي كانت عايزة تحافظ عليه. النهار ده بدأ زي أي يوم تاني، الربيع كان داخل بقوة ومذوب آثار البرد بتاع الشتا. سيرينا كانت بتعمل اللي بتعمله عادة في أي يوم مشمس وجميل. بتقول لنفسها "يا لهوي! الجو تحفة، لازم أخرج شوية"، بس عمرها ما كانت بتخرج فعلًا. مع ذلك، كان عندها نية تستمتع بالجو الجميل، بس لما دخلت أوضتها المفضلة في البيت؛ المكتبة. نسيت تخرج. سيرينا دخلت الأوضة المنورة وهي بتدور على نوته اليوميات بتاعتها اللي كانت رمتها في أي حتة، فجأة عينها وقعت على الكتاب اللي كانت بتقراه بالليل. وفجأة كده، الإثارة بتاعة آخر فصل وقفت عنده، رجعتلها تاني بحماس جديد. "فصل واحد بس، عشان أعرف إذا كانوا خرجوا من المعبد ولا لأ. وبعدين هبقى بني آدم كبير وأعمل شغلي ومهامي وأي حاجة تانية الكبار المنتجين بيعملوها." كانت بتبرر لنفسها بصمت وهي بتاخد الكتاب. قعدت في الركن الصغير المريح بتاع القراية اللي كان عند شباك كبير أوي يكاد يوصل للسقف. فصل واحد اتحول لتلاتين فصل. سيرينا كانت غرقانة أوي في الكلمات المغرية والمغامرة؛ حتى محستش بالدنيا لما الشمس غربت خالص. مفقتش من الكتاب غير لما سمعت صريخ ناس ومزيكا عالية طالعة من البيت اللي جنبها. شوفي بقى، سيرينا كانت بتحب بيتها لأسباب كتير. من ضمنها إن مكنش ليها غير جار واحد بس حواليها. بيتها كان في آخر شارع مسدود في آخر الكومباوند خالص. كان فيه خمس بيوت بس على ناحية واحدة من الشارع، تلاتة منهم كانوا فاضيين عشان مفيش حد كان عايز بيته بعيد أوي كده عن الخدمات. بس كان فيه زوجين كبار عايشين في البيت اللي في أول الشارع، بعيد عنها بتلات بيوت. التلات بيوت اللي بينهم كانوا فاضيين. أو ده اللي كانت فاكرة إنه حاصل. إيه اللي بيخلي المزيكا تدوي من البيت اللي جنبها ده؟ البيت اللي المفروض كان فاضي. بسرعة حطت فاصل في الكتاب بتاعها وجريت من المكتبة على الصالة. سيرينا زاحت الستاير ولزقت وشها في الشباك، بتحاول تشوف إيه اللي بيحصل بالعافية. يا ترى حد كسر البيت عشان يعمل حفلة؟... مستحيل ده كومباوند متأمن كويس أوي. مفيش حد بيدخل من غير تصريح أو تصريح زوار. كانت بتفكر كده وهي بتشوف ناس أكتر لابسين لبس فيه ترتر، أو مفيش لبس تقريبًا، بدأوا يدخلوا. حواجب سيرينا اتقطبوا وهي بتاكل في ضوافرها بتوتر وهي بتبص من الشباك، بتتمنى لو كانت تعرف ترف عينها وتخلي كل الناس دي تختفي. فجأة، تركيزها كله اتشتت لما شافت راجل بيتلوى وهو ماشي ناحية بيتها. لاحظت إنه ماسك إيده على بقه ووشه متكشر بشكل مش مريح. ده هيستفرغ. ده هيستفرغ وجاي ناحية شجيرات البيتونيا بتاعتها بالظبط. الرعب سرى في دم سيرينا وجريت ناحية الباب بتاعها بخوف. طلعت على البلكونة وهي بتلوح بإيديها، "لأ لأ لأ! أرجوك، مش على-" الراجل انحنى لقدام وهو ماسك بطنه ورجع بكل قوته في الزرع بتاعها. "...البيتونيا بتاعتي..." وش سيرينا اتقلب من القرف والزعل وهي بتسمع صوت ورودها الغالية وهي بتتدمر. "أنا آسفة أوي يا حبايبي يا زهور." همست ومسحت دمعة كدابة. مين ما كان اللي عامل الحفلة دي بوظ ولادها النباتيين. كده كتير أوي. بزعل دخلت جري جوه وجابت الكارديجان القديم بتاعها. لفته حوالين جسمها وهي بتحاول تخبي إنها مش لابسة سوتيان، وزحلقت رجليها في الكونفرس الأبيض المتوسخ بتاعها. سيرينا نفخت بضيق لما المزيكا العالية الرخيصة ملت ودانها وهي بتقرب من البيت. وهي طالعة ناحية الباب، هدت نفسها وخبطت. بس الخبط مكنش ليه أي فايدة، مفيش حد فتح الباب. هي أصلاً مبتروحش حفلات كتير فمكنتش عارفة إزاي الواحد بيدخل حفلة. فتح باب ناس غريبة كده كان بيبان ليها قلة ذوق أوي، بس عملتها برضه. فتحت الباب وندمت في ساعتها على اللي عملته. حوالي مية واحد كانوا حواليها لابسين لبس فاقع ووشوشهم سكرانة. يا إلهي، ليه ناس كتير أوي كده... فكرت بخوف والقلق بيحاول يتسلل لراسها. كانت باينة وسط الزحمة دي زي القلم اللي مش ماشي مع الكتاب، بس لحسن حظها، الكل كان سكران لدرجة إنهم مخدوش بالهم من صوت المزيكا العالي وشرب الخمرة الكتير. خدت نفس عميق وركنت قلقها على جنب، هتبقى تشوفه بعدين. دلوقتي، وردها يستاهل تاخد حقه وهي تستاهل الهدوء. كانت ماسكة في أمل إنها ممكن تتكلم مع صاحب الحفلة وتوصل لحل وسط. سيرينا راحت ناحية واحدة ست كانت بتملى الكوباية بتاعتها من طبق البونش، "أهلًا أنا... أهلًا. استني لأ، أنا سيرينا." ابتسمت بتوتر وهي بتتلعثم في الكلام، كل خبرتها في التعامل مع البني آدمين طارت من دماغها. البنت الشقرا رفعت حواجبها وبصت عليها من فوق لتحت. نظرتها رجعتلها تاني وهي شايلة تعبير فيه حكم، وسيرينا اتكسفت أوي. "أقدر أساعدك؟" سألت بحدة وهي ماسكة الكوباية بتاعتها. ليه ملبستش حاجة تانية. ندمت في ساعتها بس كملت برضه. بلعت ريقها وبدأت تحاول تتكلم بصوت عالي عشان صوت المزيكا، "امم- أيوه. أنا ساكنة في البيت اللي جنبكم وكنت بستفسر إذا كنتوا-" "مين جاهز ينزل البسين!" راجل زعق وراها على طول وخلى كل الناس تهتف معاه. البنت الشقرا اللي كانت بتكلمها بصت على سيرينا وبعدين بصت على الراجل الطويل وابتسمت بخبث. "يا بروس!" نادت قبل ما تشاور بصوابعها المتنورة على سيرينا. "أظن البنت دي أكتر من جاهزة!" زعقت والكل صرخ موافق. الراجل اللي اسمه بروس بص على سيرينا وابتسم. حست إنها هتقع من طولها لما بروس واتنين تانيين قربوا منها. هزت راسها بسرعة وهي بترجع لورا والرجالة بيقربوا منها. الكل بيتفرج على المنظر وبيضحك، "امم لأ، أوعدك أنا مش جاهزة!" البنت الشقرا اللي ورا سيرينا زقتها لقدام على الرجالة وهما مسكوها وشالوها ناحية الباب الازاز اللي بيتزحلق. قلبها كان بيدق بسرعة وهي بتترفس وبتشوط بتحاول تهرب من موتها غرقًا اللي لا مفر منه. "أرجوكم! لأ! نزلوني." حاولت سيرينا تقولهم بس الرجالة مسمعوش من صوت المزيكا والتشجيع بتاع الناس. ترفيسها وصريخها اتجاهل تمامًا. حفلة الكبار السكرانين مشيت ورا سيرينا والرجالة اللي شايلينها. فتحوا باب البلكونة وسيرينا بصت على المية اللي بتنور وهي مستنياها. الرجالة وصلوها لحد طرف البسين وهي بترفس حواليها، بتخلص آخر محاولة ليها عشان تهرب. بس كانوا أقوى منها، وقريب أوي بقت في الهوا. يا خراشي... فكرت قبل ما تنزل في المية السقعة اللي بتجلط. الناس صرخت والـ تلات متخلفين ضحكوا بفخر على فعلتهم العظيمة. طلعت من البسين زي الفار المبلول. ربطة شعرها ضاعت في البسين وشعرها البني المتلخبط كان دلوقتي بينقط مية ومغطي وشها. نفخت بضيق وقلعت الكارديجان وعصرته على طرف البسين. اتغاظت والغضب دلوقتي ملاها بالكامل. مكنتش متخيلة إن ليلتها هتمشي كده خالص. التيشيرت الكت والبنطلون البيجامة القطن الفضفاض بتوعها كانوا غرقانين مية ودلوقتي لازقين على جسمها. كرهت الإحساس ده بالضيق والعري. بروس صفر وهو بيبص على سيرينا من فوق لتحت، "يا بنت الإيه، ده إنتي طلعتي-" سيرينا بصت عليه وادتله نظرة تخوف. هو اتجمد وسكت بسرعة أوي، ورفع إيده الاتنين لفوق وهو بيقول، "يا عم الحاج، أنا آسف كنت بهزر والله." تنفسِت بصعوبة وحاولت تتحكم في أعصابها، "ممكن بس تقوليلي حفلة مين دي؟" "دي حفلة كونور، كونور ديلوكا. دي حفلة تعارف على البيت الجديد بتاعه. لسه ناقل، اهدي كده يا ست..." بروس ضيق عينيه عليها. "فين كونور ده؟" سيرينا لفت عينيها متجاهلة كلامه السخيف. راجل طويل شعره أسود زعق كلام مش مفهوم وهو بيتكلم بصعوبة من على سطح الجراج قبل ما ينط في البسين. "ده كونور."

    روايه باد بوي

    باد بوي

    2025, Jumana

    حب طريف

    مجانا

    لقاء غير متوقع بين "جيمس"، الشاب الانطوائي الغاضب، و"آنابيث"، الفتاة الخرقاء المرحة، في مقهى، حيث تتسبب آنابيث في إفساد قميص جيمس. يتكرر لقاؤهما في ملعب كرة القدم، حيث يكتشفان أنهما يدرسان في نفس المدرسة. تتطور الأحداث بينهما بين مشاعر متضاربة ما بين الغضب والإنجذاب.

    جيمس

    شاب انطوائي وغاضب، يفضل قضاء وقته وحيدًا. لديه شخصية ساخرة وحادة، لكنه يخفي وراء ذلك جانبًا أكثر تعقيدًا.

    آنابيث

    فتاة خرقاء ومرحة، ذات شخصية إيجابية ومفعمة بالحيوية. تميل إلى الوقوع في المواقف المحرجة، لكنها تتعامل معها بروح الدعابة.

    تايلر

    صديق جيمس المقرب، ذو شخصية مرحة واجتماعية. غالبًا ما يحاول إخراج جيمس من قوقعته.
    تم نسخ الرابط
    روايه باد بوي

    جيمس:
    
    يومي كان ماشي زي الفل لحد الساعة 8:37 الصبح. اللحظة دي بالظبط هي اللي صحيت فيها. ومكنتش مبسوط خالص وأنا بتسحب من نومي في يوم ماليش فيه أي التزام إني أصحى في الوقت ده.
    
    "بتسحب" هي الكلمة المناسبة، لأن تايلر -اللي بعتبره أقرب واحد لصاحبي المقرب- حاول يسحبني من السرير عشان أخرج معاهم أو أي حاجة تانية.
    
    أنا بكره الخروج. بس زي ما ممكن الواحد يقول، أنا بكره كل حاجة تقريبًا.
    
    محاولته -اللي كانت شجاعة- جابتله فك وارم، وهو دلوقتي بيداوي فيه قدامي.
    
    وصلنا لمرحلة في صداقتنا مبقتش حاسس فيها بالذنب خالص.
    
    "كان لازم تضربني في وشي؟" بيتأوه بغضب، وخالتي جانين بتبصلي بنظرة استنكار.
    
    "أكيد طبعًا،" بتمتم، وبقلب الصفحة اللي بعدها في الكتاب من غير ما أبصله.
    
    "مراتك وولادك التلاتة هيقولوا إيه على العنف ده؟"
    
    "أنا معنديش مرات ولا تلات ولاد."
    
    "طب جوزك؟"
    
    مبضيعش وقتي في الرد عليه.
    
    "التلج بيخفف الألم يا حبيبي؟" خالتي بتسأله بقلق، وبقاوم رغبتي إني ألف عيني من قلقها اللي مش في محله.
    
    دي كانت أضعف لكمة ممكن أكون اديتهاله وموجعتهوش خالص. الواد ده بيستعبط أوي، ممكن تسميه فلاح.
    
    "أه،" بيهز راسه بامتنان، وبيديها ابتسامته المخلصة واللطيفة والساحرة، "شكرًا يا جانين. ممكن لو جيمس ييجي معانا برضه؟"
    
    "أنا عندي مانع،" بقوله، بس هو بيتجاهلني -عينيه بتلمع ومقلد طفل بيتوسل وهو بيبص لخالتي.
    
    "أكيد ممكن ييجي،" بتقول بابتسامة دافئة بتفكرني أوي بحد تاني، وبتديني نظرة استنكار تانية، "ربنا يعلم إنه مش هيختلط بأي روح طول حياته لو كان ليه الاختيار. قوم يا جيمس، ده أقل حاجة ممكن تعملها بعد ما ضربت الولد الغلبان في وشه."
    
    ولد غلبان إيه يا ست الكل.
    
    ببصله بغضب من فوق الكتاب، بس الواد ده مش فارق معاه خالص -بيردلي النظرة بابتسامة خبيثة.
    
    "إيه رأيك أديك كدمة تانية تخليك تسحب الدعوة؟" بسأله بسخرية، ورافع حاجب، "دي ممكن تغير رأيك-"
    
    "جيمس،" خالتي بتحذرني.
    
    ببلع شتيمة وابتسامة تايلر بتوسع.
    
    جزء من عقلي بيحاول يقنعني أروح، لسبب غريب. مش هيحصل حاجة مهمة النهاردة، واعترفت لنفسي بتردد -ليه أكون ممل في البيت لما ممكن أكون ممل وسط شوية عيال هبل؟
    
    الأولاني كان أحسن. أنا شخص انطوائي ابن ناس لو ده مش واضح.
    
    بس النظرة اللي خالتي بتديهالي بتتحول لتوسل خفيف، وبتنهد جوايا باستسلام.
    
    هي بتحب لما بختلط بالناس.
    
    ده أقل حاجة ممكن أعملها عشان أسعدها. بعد كل اللي عملته عشاني.
    
    "تمام،" بقول بين سناني، "هاجي."
    
    الناس اللي ساكنين في البلدة الصغيرة دي على حدود بيتسبرغ، بنسلفانيا، كانوا أصليين أوي في تسمية الحاجات.
    
    وده السبب، طبعًا، إن أشهر كافيه في البلدة اسمه "الكافيه". أصالة إيه دي.
    
    النهارده كان زحمة أكتر، فيه ناس أكتر من الزباين المعتادة. فيه شوية مجموعات من سننا معرفهمش، بس مهتمتش أعرف عنهم.
    
    "تايلر!" سمعت صوت راجل تاني بين دوشة الكافيه.
    
    

    "إيثان!" الواد الأهبل اللي قدامي بيرد، بنفس الحماس الجامح، خلاني ألف عيني. "جيمس!" إيثان، المعروف برضه إنه وجع دماغ، بيصرخ تاني. تجاهلته بإخلاص، وتفاديته وهو بيجري ناحيتنا زي جرو مبسوط. يوه. حاجة محزنة إني اخترت أصاحب ناس مهتمة بمظهرها زيادة عن اللزوم طول الوقت. آرتشر، واحد تاني بيخرج معانا أحيانًا، بيديني إيماءة تعاطف من الترابيزة اللي كان قاعد عليها. "جاكسون،" بيحييني بإيماءة بسيطة، وأنا برمي نفسي على الكرسي اللي قدامه. أنا بهز راسي بتوهان، وتايلر وإيثان - الأغبياء الرغايين - بينضموا للترابيزة برضه. "جيمس،" إيثان بيتذمر بعبوس مبالغ فيه، وأنا بردله النظرة بنظرة فارغة، "مفيش 'أهلًا يا إيثان- وحشتني من قلبي الأسود الميت' منك؟ أنت بتحطمني هنا-" "اخرس." "أهو ده الكلام،" بيبتسم بانتصار للتحية الوقحة، "فاتتك بريتني على فكرة. كانت هنا، بتدور عليك." "الحمد لله،" بتمتم. بريتني دي كانت ست شريرة جدًا، واضح إنها ادعت ملكيتها ليا. بتناسب نموذج الملكة النحلة - البنت الشريرة زيادة عن اللزوم أحيانًا، وده خلاها مقتنعة إني المفروض أكون معاها. "يا عم،" تايلر بيخبط بإيده على الترابيزة، "يا ريتك مكنتش ضربتني في وشي يا جيمس. كنا شوفنا الدراما دي من الصف الأول-" أنا لسه قاعد، وعايز أقوم وأمشي. لحسن الحظ، عندي عذر ممتاز جاهز: أروح أجيب قهوة قبل ما أنام تاني. "رايح فين؟" تايلر بيرفع حاجبه وأنا بقوم. "القارة القطبية الجنوبية،" بقوله بوش مستقيم تمامًا، "لأني أفضل ألاقي قطعة تلج وأطعن نفسي بيها بدل ما أسمع كلامكم." إيثان عنده الجرأة يديني نظرة ألم مصطنع. "دي حرفيًا أكتر محادثة ممتعة ممكن تشوفها،" بيقول وعينيه واسعة، "بنتكلم عن الاستمتاع بدراما البنت الشريرة." باختصار: بنحب نشوفك وأنت بتتعرض لمضايقات من الست دي. "ممكن تروح تولع،" بقوله - وبضيق عيني، قبل ما أقرر أكون مهذب شوية، "عايزين حاجة تاكلوها؟ أنا هجيب قهوة." "بصوا مين بقى لطيف معانا،" تايلر بيتنهد، وبيحط وشه بين إيديه وبيطلعلي بنظرة إعجاب، "شكله بيتألم وهو بيعمل كده." "سحبت العرض،" بلتف، وبزق الكرسي مكانه بلفة عين. "مافن بالتوت هيعمل معايا الصح!" بسمع واحد منهم بينادي. "قولت العرض اتلغى،" برد بحدة، من غير ما ألف. دلوقتي عندي نص النية أشتري المافن بالتوت اللعين ده وأقرقض فيه قدامه عشان أغيظه. لما وصلت للطابور، فيه بنت واقفة قدامي. من طريقة الكاشير وهو بيحاول يغازلها، عرفت إن هيطول قبل ما ييجي دوري. "اتفضل مشروبك،" بيقول بابتسامة كان المفروض تكون ساحرة. شكلها أقرب لابتسامة لزجة. "اختيار ممتاز لبنت ممتازة." يا نهار أسود. ببصله بغضب بقلة صبر، بس هو مش واخد باله. "شكرًا على الكاراميل لاتيه،" سمعت البنت بتقول، وللحظة - اتفاجئت بمدى صدق ولطف صوتها. نفضت الفكرة دي فورًا، وعيني بتتنقل بسرعة للوحة عشان أشتت نفسي. بس، أسوأ حاجة ممكنة بتحصل. البنت دي بتلف، وبتخبط في صدري - وبتكب نص الكاراميل لاتيه اللعين عليا. أخدت نفس حاد. بالراحة جدًا، ميلت راسي لتحت عشان أشوف الكارثة. المرة الوحيدة اللي قررت ألبس فيها سويت شيرت فاتح، حد قرر إن ده اليوم اللعين المثالي عشان يبوظه. وكمان كبت شوية على جزمتي. مثالي جدًا. سمعتها بتلهث، وهي بترجع لورا ومحدش تاني في الكافيه واخد باله، بس كنت متأكد إنهم هياخدوا بالهم قريب. لأني كنت فاضلي ثانيتين وأفقد أعصابي.

    "أنا آسفة جدًا،" بدأت كلامها - وصوتها بيرتجف بشكل بسيط، "أنا آسفة جدًا جدًا-" "أه، بجد؟" قلت بنصف زمجرة، ولسه باصص على الكارثة، "أنتِ عميا؟" "أنت كنت ورايا!" قالت بدافع عن نفسها، بس صوتها كان مضطرب أكتر من الأول، "يا عم، أنا بجد مكنتش أقصد-" "يا عم؟" كررت، وكأني بسخر بعدم تصديق، "أنا مش ياعم بتاعك اللعين-" سكتت لما بصيت عليها. تمام. يا نهار أسود. كانت حلوة. حلوة أوي. عيون زرقا واسعة بتقابل عيوني الرمادية، معتذرة وخايفة في نفس الوقت، وللحظة صغيرة، أنا متأكد إني نسيت كنت هقول إيه بعد كده. بعدين، عبست. مش معنى إنها حلوة إنها تكب نص مشروبها عليا. زقت في وشي حزمة من المناديل قبل ما أقدر أقول كلمة تانية. "ممكن أدفع تمن مشروبك،" قالت بسرعة، وزقتهم أكتر ناحيتي، "وجزمتك، والسويت شيرت بتاعك. هدفع كمان تمن الصدمة العاطفية اللي ممكن تكون حصلت بسبب التفاعل ده لو عايز-" "اخرسي،" خطفتهم من إيديها، وهي اتنفضت - حركة شبه مش ملحوظة. لسبب غريب أوي، ده خلاني أحس بشعور وحش جوايا. "أنا بتكلم جد!" أصرت، واستعادت نفسها بسرعة وخطت خطوة أقرب. أنا تقريبًا خطيت خطوة لورا بشكل غريزي - بس لأ. مش هظهر ضعف وهتلكك. حتى لو كانت حلوة وريحتها حلوة أوي - دي لافندر؟ يا نهار أسود، فيه حاجة غلط جدًا فيا. "هشتريلك مافن كمان بفلوسي-" "مش عايز فلوسك اللعينة،" قلت بحدة، وببصلها بغضب، "روحي شوفي طلبك وامشي بقى." "طلبي أشـ.. أه،" بصت على السويت شيرت بتاعي وبعدين بصتلي من تحت رموشها، "أه، أعتقد لازم أعمل كده بما إن نصه عليك دلوقتي-" "وده غلطة مين اللعينة؟" "قولتلك أنا آسفة!" "آسفة مش كفاية، يا كاراميل لاتيه،" قلت بين سناني، ولفيت عيني، "إيه الجزء اللي بيقول تخلصي طلبك وتمشي اللي مفهمتيهوش؟" للحظة، بصتلي بنظرة شبه موجوعة وأنا ببصلها بغضب. أعتقد إني ثبتت نظري عليها لحظة أطول من اللازم. ده عشان عمري ما شوفت درجة اللون الأزرق دي في عيون حد قبل كده، بقول لنفسي بحزم - بس كان فيه حاجة خفيفة بتتحرك في مؤخرة عقلي. هي اللي كسرت النظرة الأول، ونضفت حلقها وهي بتلف للكاشير اللي كان بيتفرج وعينيه واسعة. "أهلًا تاني،" قالت، وصوتها كان مهزوز شوية، "ممكن تعبيلي تاني، لو سمحت؟" بقول لنفسي إنه مكنش عندي أي سبب أحس حتى بأصغر شعور بالذنب، لأنها هي اللي كبت مشروبها الغبي عليا في المقام الأول. بس، لأول مرة في حياتي، لسه حاسس إني عايز أضرب نفسي في وشي عشان كنت غلس معاها. لحسن الحظ، مكنتش مشكلة كبيرة أوي. تقريبًا محدش بص ناحيتنا، والدوشة كانت زي ما هي لما دخلنا. "عشانك؟" سمعت الكاشير بيقول، "على حسابنا." "بجد؟" صوتها كان مرتاح، "شكرًا، جدًا - فيه أي حاجة ممكن أعملها-؟" "رقمك هيبقى أحلى هدية،" قال بنفس الابتسامة اللزجة. اتأكدت إني نضفت حلقي بصوت عالي زيادة - غضبًا وضيقًا. هي متجاهلتش إني سمعتها، بس أخدت المشروب من على الكاونتر من غير ما تقول كلمة، ولفت بالراحة زيادة، بحذر تقريبًا. عيونها قابلت عيوني بنظرة خاطفة قبل ما تتحرك عشان تتفاداني. "مش مصدق إني كنت بحب الكاراميل لاتيه في وقت من الأوقات،" طلعت مني الكلمة قبل ما أقدر أتحكم فيها. إيه ده؟ "إيه؟" رفعت عينيها عليا باستغراب. "أنا كنت بحب المشروب اللعين ده فعلًا،" قولتلها بسبب رغبة غريبة وحمقاء عشان أكمل الكلام، "بس دلوقتي، الحاجة الوحيدة اللي هربطها بيها، هي بنت غبية كبتها عليا كلها." اخرس، اخرس، اخرس، بطل تكمل الحوار- "أنت غلس أوي،" علقت بتكشيرة صغيرة، "حد قالك كده قبل كده؟" "كتير،" هزيت كتفي، واديتها نظرة زهقانة، "هتمشي ولا إيه؟" "أنت اللي مكمل كلام معايا." جزيت على سناني. "عشان أنتِ سادة طريقي." هزت راسها، وتفادتني بجد المرة دي - ومشيت. مبطلتش أراقبها، وقاومت كل رغبة جوايا إني ألف وأديها نظرة تانية. الكاشير اللي قدامي، كان أقل حياءً بكتير. نضفت حلقي تاني بقوة أكتر من اللازم. عيونه رجعت بسرعة لفوق، ولحظة وحشة، كنت متأكد إنه هيديني نفس الابتسامة اللزجة اللي اداهالها. بس بدل كده، قال، "مؤخرتها جامدة. كنت ضربت دي." فجأة بقيت متضايق أكتر بكتير من ما كنت من ثانيتين. "ممكن قبضتي تضرب وشك،" قلت بحدة، وعيني بتضيق، "ايه رأيك؟" ده كان تصرف غريب أوي عني. كنت بدافع عن بنت غبية ضد متحرش زي سامري كويس. يوه. وشه اصفر، وبتمتم بكلام مش مفهوم وهو باصص على آلة الحساب. "تحب إيه يا فندم؟" قال، بوضوح أكتر المرة دي. اللي كنت أحبه، هو إني أنسى البنت الغبية دي وعيونها الزرقا الحلوة، دي كانت أول فكرة. بس اللي طلع من بوقي كان أول إشارة إني أكيد مش هنساها، لوقت طويل أوي. "واحد كاراميل لاتيه. كبير لو سمحت."

    آنابيث للأسف، كونك أخرق مش صفة لطيفة زي ما ناس كتير بتفترض. بتتعوري كتير أوي، وجزء منك بيتعود على ده بعد فترة - بس مبيتحسنش. كمان بتحرجي نفسك قدام ناس غرب. "إزاي مشيتي في الباب الازاز ده بالظبط؟" بدي لبيثاني، صاحبتي المقربة، ابتسامة دامعة وهي بتحط كيس تلج على مناخيري الورمة. "مشوفتوش هناك،" بقولها، بخجل شوية. "لأ، يا عبقرية،" بتلف عينيها، "إزاي مشوفتيهوش هناك؟" "هو شفاف أوي،" بقترح، بهزة راس صادقة، "افتكرت مفيش حاجة هناك، بس بام-" بعمل حركة خبطة- "طلع فيه باب ازاز هناك فعلًا. مستخبي في وضح النهار- مستني أغلط." الأبواب الازاز كانت أكبر عدو ليا في الدنيا. مع السلالم، والأرض، وحاجات تانية كتير- بس مش ده المهم. "يا هبلة،" إليوت، صاحبي المقرب التاني، بيقول- وإيده متكتفة على صدره وهو بيبصلي بنظرة نص قلقانة نص مستنكرة. "أنا كويسة دلوقتي، بجد،" بقولهم بصدق، وأنا بقوم على رجلي- بزق إيد بيثاني بالراحة. لما هما الاتنين فضلوا يبصولي بحذر، نفخت بقلة صبر، "مكنتوش قلقانين على حجز كراسي كويسة من ثانيتين بالظبط؟" "كراسي،" إليوت بيرمش قبل ما يستوعب- "أوه، كراسي!" "كريج حاجز تلات كراسي لينا،" بيثاني بتمتم، وهي بترمي كيس التلج في سلة زبالة قريبة، قبل ما تشبك إيديها بإيدينا، "العفو." "شكرًا،" ببتسم ليها ببريق، وهي بتديني نظرة من طرف عينها، "لو كورة قدم جت ناحيتنا، هخبطها بعيد عنكوا. لأني رياضية أوي." يا سلام، أنا مش بعرف أمشي في خط مستقيم من غير ما أقع. أنا، بحاول أمسك كورة؟ غالبا هتيجي في وشي. طراخ! ده صوت مناخيري وهي بتتكسر وأنا بحاول أصد كورة قدم. "أكيد هتعملي،" بيثاني بتقول ببرود، واحنا بنروح لكراسينا في ملعب كرة القدم. احنا في مدينة بعيدة عن بيوتنا دلوقتي، بنحضر ماتش كرة قدم عشان ندعم واحدة من المدارس: المدرسة اللي مستضيفانا في برنامج تبادل طلابي. بس نتكلم عن ده بعدين.

    كريج، صاحب بيثاني، شافنا قبل ما نشوفه، ورفع إيده عشان يشاورلنا نيجي. أول ما استقرينا في الكراسي اللي جنبه، مع كام واحد تانيين من مدرستنا، لفيت لبنت تانية من مدرستنا. "إيه يا ميليسا،" ابتسمتلها، "فاتنا إيه؟" مبصتش عليا، وقعدت تنفش شعرها والكاميرا الأمامية بتاعتها متثبتة قدامها زي المراية. "مفاتناش كتير، بس المذيعين بيقدموا شوية لاعيبة كورة قدم جامدين." "رقم 10 عنده مؤخرة جامدة،" سمعت إليوت بتمتم من جنبي. بيثاني مالت عشان تضيق عينيها عليه. "إيه؟" قال بدافع عن نفسه لما لاحظ إنها بتبصله بغضب، "أنا لسه بحب جاكس." "مش هيضرك لو قلتها من وقت للتاني،" بيثاني رجعت لورا في كرسيها، وعينيها لسه متضيقة. جاكس كان أخوها الكبير، وهما الاتنين بيحموا بعض أوي. "مسموحلي برضه أقدر البضاعة،" إليوت قال، وعينيه مثبتة على لاعب معين. لفيت عيني عشان أشوف هو بيتكلم عن مين- و يا نهار أزرق. الواد ده كان عنده مؤخرة خرافي. عنده كيكة جامدة، لو تسمحولي. ممكن يفتح مخبز، يا خراشي. "جاكسون،" قرأت من ضهر التيشيرت بتاعه، وسحبت عيني لفوق لما أدركت إني كنت بتفرج عليه بشكل منحرف. "هاه، ده اسم عيلة رقم 10، أعتقد." "ده الكابتن كمان،" ميليسا دخلت في الكلام، وهي بتحط روج تاني، "مشوفتش شكله من غير الخوذة دي، بصراحة." "عشرة جنيه إنه وشه جامد،" إليوت قال فورًا. بيثاني مدت إيدها وخبطت كف إيده. "تم." جاكسون- لو ده اسمه- مكنش بس لاعب وسط خرافي، ده كان كابتن عظيم كمان. كل واحد في فريقه كان بينفذ كل حاجة بيقولها، أو بيشاور عليها- وحتى في التجمعات الفريقية في وقت الراحة، كنت تقدر تشوف إن الكل بيحترمه. مكنتش قاصدة أبص عليه. بجد مكنتش قاصدة. بس كان فيه حاجة جذابة أوي في طريقة وقفته الطويلة وسيطرته على انتباه الكل بسهولة. طريقة وقفته كانت جذابة أوي، حتى من بعيد. مساعدش كمان إنه كان مفتول العضلات. لو العضلة الأمامية في دراعاته مكنتش دليل كافي، المرة اللي رفع فيها التيشيرت عشان يمسح العرق من وشه كشفت عن عضلات بطن خرافي. تقريبًا نص الجمهور اتنهدوا، أنا متأكدة. هل أنا اتنهدت كمان؟ يمكن شوية بس، أي بنت ممكن تضعف قدام عضلات زي دي- مش كده؟ حتى وقتها، مشوفتش وشه كويس لأن الخوذة كانت بتضلل ملامحه، بس كنت أقدر أقول إنه كان وسيم- بشكل خشن وجذاب. واضح أوي، فريق جاكسون كسب الماتش. بينما الكل في الملعب من فريقه كانوا بيجروا ويحتفلوا بالنصر- هو مكنش باين عليه إنه عايز يكون جزء من الاحتفال ده. كان بيقبل خبطات قبضة الإيد من وقت للتاني، أو خبطات على الضهر، أو حتى المصافحات الرجالي اللي الأولاد بيعملوها، بس غير كده كان بيتجنبها خالص. لما كان على بعد كام ياردة من الدكة، بدأ يلعب بأحزمة الخوذة بتاعته. "لحظة الحقيقة،" سمعت إليوت بيقول، وهو بيميل لقدام بترقب. شال الخوذة، رماها على الأرض، وعدى إيده في شعره الأسود- ورفع رقبته لورا. ولما شوفت وشه أخيرًا لأول مرة الليلة، فكي وقع.

    "ياااس!" إليوت بيهتف من جنبي، "كسبت، كسبت، عشا فراخ. أسهل عشرة جنيه في حياتي." "هو فعلًا وشه جامد،" سمعت بيثاني بتعترف على مضض، وإليوت بس بيعايرها أكتر. بس أنا مش مركزة معاهم أصلا. كل اللي بفكر فيه، وأنا ببص على جاكسون ده، هو: واد الكافيه؟؟!! رجليا بتتحرك لوحدها قبل ما أقدر أفكر. "هرجع حالا،" سمعت نفسي بقول لأصحابي، وعيني مثبتة على الواد وهو بيميل عشان ياخد زجاجة مية من الدكة بتاعته. أنا مش عارفة حتى ليه بمشي ناحيته. أعمل انطباع أحسن من اللي فات؟ أقوله إنه كان عظيم؟ أحرج نفسي أكتر؟ جزء من عقلي استوعب إنه من نفس المدرسة اللي مستضيفانا، وده معناه إني هشوفه كتير. يا إلهي، ممكن يكون شريك مع حد أعرفه لو كان بيشارك في برنامج التبادل الطلابي! كل ما بقرب منه، وأنا بتفادى الناس وبزق نفسي بينهم- بستوعب إنه أطول بكتير مما كان باين من بعيد. وأضخم كمان- يا خراشي. لما بقيت على بعد عشرين قدم منه، ولسه بتفادى الناس، فتح زجاجة مية وفضاها على راسه بالراحة. أوه. أوه تمام. أنا محرجة إني أعترف إني وقفت أبص عليه بذهول. شوية صغيرة بس. دفاعًا عني، بنات كتير كانوا بيبصوا. واحدة وصلت لدرجة إنها هوت على نفسها بمروحة وقعدت بشكل مسرحي وهو نفض شعره ورجعه لورا. وبينما كنت زي أي بنت هنا، بتفرج على الواد ده، على الأقل معملتش كده. غصبت نفسي أفوق، وزقيت نفسي بين آخر كام واحد. حاجة واحدة باين إني فوتها خالص، هي إن معظم الناس- رغم إنهم بيبصوا من بعيد- كانوا بيتجنبوه. محدش خالص قرب منه. إلا هبلة معينة. ودي، سيداتي سادتي، أنا، أنا "الهبلة المعينة". "ياااي!" ناديت، لما كنت على بعد كام قدم وراه، "ياي، يا واد الكافيه!" بس لما الكلمات طلعت من بوقي استوعبت إني صوتي غبي أوي. الواد وقف. اتعدل، وفجأة عايزة ألف الناحية التانية وأجري. غصبت نفسي أثبت وأنا واقفة وهو لف، بالراحة جدًا، وعيونه الرمادي الغامق قابلت عيوني. "أنتِ،" قال، ونظرته ضاقت. حتى متعبش نفسه يخبي الازدراء في ابتسامته الساخرة. "أنا!" قولتهاله بابتسامة مشرقة، وأنا خطيت خطوة أقرب. "مفتكرتش إنك هتفتكرني-" "مش أعتقد إني أقدر أنساكي لو عايز،" قاطعني قبل ما أخلص. في سياق تاني، ده كان هيبقى كلام رومانسي وحلو أوي، بس بالطريقة اللي كان بيبصلي بيها بغضب- أقدر أقول إن اللي كان في دماغه بعيد كل البعد عن الرومانسية. يمكن أقرب للقتل. "عشان كنت ساحرة أوي في آخر مرة اتقابلنا؟" اقترحت بخجل. "عشان بوظتي السويت شيرت المفضل بتاعي،" رد بسخرية، وضيق عينيه أكتر. "أنا بجد آسفة،" قولتهاله تاني، والذنب بيخنقني، "بص، ممكن أديك فلـ..." "مش عايز فلوسك اللعينة،" قال بحدة، خلاني أبلع كلامي. "أنتِ بتعملي إيه في مدرستي أصلا؟ بتدرسي هنا؟" مكنتش فاكرة إن الواد ده بيعرف يكون لطيف. أو مؤدب. بس تمام، ساعات الناس بتكون كده ومتقدرش تعمل حاجة. يمكن أكون لطيفة ومبهجة زيادة عشان أعوض. هزيت راسي بس ابتسمتله مع ذلك. "أنت من ليكفيو؟ حاسة إننا هنشوف بعض كتير أوي." عبست على كلامي أول ما قولته. يا سلام على الغرابة والرعب. "رعب،" تمتم، وهز راسه. شفت عينيه بتديني نظرة بطيئة جدًا، بس خفيفة، وشفايفه انكمشت في تعبير شبه الغضب لما شاف اللي على التيشيرت بتاعي. "كاريت؟" قال، ورفع حاجبه، "أنتِ سخيفة زي شكلك." "يا عم،" ضيقت عيني عليه، "دي نكتة راقية، تمام؟" إنك تكون غلس معايا تمام، بس تهين التورية؟ هنا بقى فيه خط أحمر. التيشيرت بتاعي كان واحد من تيشرتات نكت الخضار اللي عندي- وكان عليه جزرة كرتونية في وضع قتال مع كلمة كاريت. كانت عبقرية في رأيي. مش في رأي السيد نكدي. "محتاج مبيض لعيوني،" قال ببرود. "أنت محتاج حس فكاهي أحسن،" وبخته، "دي مضحكة، تمام؟ أنا ضحكت." مش محتاج يعرف إني بضحك على أي نكتة بايخة. "دي غبية،" رد بحدة، "أغبى حتى من التيشيرت اللي كنتِ لابساه لما كبيتي مشروبك عليا. كان إيه ساعتها- ليتوس دو اور بيست؟" رمشت عليه. "إزاي فاكر ده أصلا؟" أنا مش فاكرة فطرت إيه، والواد ده فاكر إيه كان على التيشيرت بتاعي من يومين.

    لثانية، تعبيره اتجمد- كأنه مش عارف إجابة السؤال ده- بس بعدين رجع قاسي تاني. "لأني كان عندي نص النية أكب عليكِ مشروب، عشان تعرفي إحساس الملابس المتبهدلة إيه-" "ده تاني؟" كرمشت مناخيري، "قولتلك أنا آسفة- بص، إيه رأيك نبدأ من جديد؟" "مش مهتم،" قال ولف عينه، وكتف إيديه على صدره. اتجاهلته، ومديت إيدي بابتسامة. "أنا آن- استنى. أنا عارفة اسم عيلتك بس، يبقى لازم أقولك اسمي. إيفانز." أداني نظرة اشمئزاز لإيدي، قبل ما يرفع حاجبه. "مش فارق معايا." "المفروض تسلم عليا،" قولتهاله، متظاهرة إنه مقالش كده. هو بس فضل يبصلي بنظرة غير مهتمة وساخرة وأنا فضلت أبصله بتوقع. "بصي يا إيفيلز،" بدأ كلامه، "إيفانز،" صححتله. "-أنا مش عارف مين اللعنة أنتِ،" كمل كأني مقولتش حاجة، "ومش ناوي أعرف. إيه رأيك تسبيني في حالي، تمام؟" حسيت ابتسامتي بدأت تضعف. كتمت ارتعاشة. "مش محتاج بنت غبية تانية تمشي ورايا زي جرو،" ثبت نظره عليا، وتعبيره قاسي، "أنا مش بـ..." لمحة شعر أشقر لفتت انتباهي في المدرجات وراه، وشتتني عن اللي كان بيقوله. ومن حظي التعيس، عينين خضرا مألوفة قابلت عيوني. عيونه اتسعت، وشفايفه نطقت اسمي. لأ. لأ لأ لأ لأ- "أنت عندك حق تمامًا،" قولتها فجأة، ورجعت انتباهي للواد اللي قدامي- وقطعت كلامه اللي كان هيقوله، "همشي أنا بقى-" "إيه؟" عبس عليا، وعيوني رجعت تبص من فوق كتفه تاني. كان قايم من كرسيه، وعينيه لسه مثبتة عليا. يا خراشي، لازم أهرب من هنا. "أنت سامعني أصلا؟" "أكيد سامعاك،" قولتها ببريق، وأنا بدأت أرجع لورا، "هسيبك في حالك-" إيد لفت حوالين معصمي، وسحبتني ناحية جسم صلب. عيوني الواسعة قابلت عيونه الرمادية وهو بيبصلي بغضب.

    "إيه اللي عندك؟" بيبصلي من فوق، وتعبيره قلق وغضبان، وقبضته على معصمي بتشد، بس مش بتوجع. حاسة بدفا أكتر من أي حاجة. "مفيش،" بصيت من فوق كتفه، وشفت عينيه بتضيق على التفاعل ده، "بص، أنت عايزني أسيبك في حالك؟ بام- ترمش، وهكون اختفيت، إيه رأيك؟" "إيـ..." كان بدأ يمشي في الاتجاه ده. أصحابه الاتنين كانوا بيبصوا عليه بحذر، بيقرروا يمشوا وراه ولا لأ، بس اتأخروا. بس أنا مش عايزة أتكلم معاه. مش عايزة أكون قريبة منه. "لو سمحت سيبني،" ابتسامتي اختفت، وأنا متأكدة إني شكلي أقرب للرعب دلوقتي. ده باين إنه جاب نتيجة. جاكسون، لو ده اسمه أصلا، ساب إيدي كإني حرقته، وتكشيرته زادت. بس أنا متأخرتش، ومحاولتش أحلل لو جزء من التعبير ده كان قلق. أنا بس لفيت وجريت.
    رسائل أقدم الصفحة الرئيسية

    Pages

    authorX