موصى به لك

الأقسام

الأعلى تقييمًا

    أعمال أصلية (RO)

      الأفضل شهريًا

        حياتي وقطتي - روايه كوريه

        حياتي وقططي

        2025, تاليا جوزيف

        كوميدية كوريه

        مجانا

        بنت انطوائية، حياتها فوضى بسبب قططها المزعجة، وبتكره العالم بشكل عام. فجأة، بيظهر شب اسمو نامجون بيبلّش يعجب فيها، وهالشي بيزعجها. بعدين، بيجي نامجون وبيحاول يعترفلا بمشاعرو من خلال قطة صغيرة لطيفة، وهون بتكتشف بطلتنا إنّو القطة الجديدة شيطانية. هاي الروايه كوريه إجتماعيه نوعا ما

        كيم نامجون

        بيبلّش يعجب فيها فجأة. هوّي من عيلة "مستذئبين" وعم يدور على "شريكته". رغم إنّو بالبداية بيبين خجول ومتردد، بس هوّي مصمّم على الاقتراب من البطلة وبيستخدم القطة كطعم. بيتمتّع بصفات لطيفة ومحبّة، بس البطلة بتعتبره مزعج بالبداية.

        إيون-جي

        أفضل صديقة وبترافقها بمعظم الأحداث. شخصيتها درامية شوي، خاصةً بعلاقتها المتذبذبة مع حبيبها إن-غوك. بتتقبّل شخصية البطلة الانطوائية ومشاكلها مع القطط، وبتكون داعمة إلها.

        بووبو

        قطة بيضا وصغيرة بيجيبها نامجون كجزء من محاولته للتقرّب منها. بالبداية بتبين لطيفة ومحبوبة جداً، لدرجة إنّها بتسيطر على تفكير البطلة، لكن بالنهاية بتبين شخصية غريبة ومرعبة بتفاجئ الجميع.
        تم نسخ الرابط
        حياتي وقططي - روايه كوريه

        "ليش حياتي هيك؟"
        
        بس إفتح عيوني، وطَفّي المنبّه يلّي صوتو بيزعج عالآخر حدّ تختي، بِـ ٦٠ ثانية ببلّش سَأَل وجودي. معقول الكون بيكرهني؟ أو أنا بس منحوس لهالدرجة؟ شي عملتو خلّى هالكون يلّي فيه قوى يمكن، يعصب منّي؟ أو كل هالقطط الملعونة هيّي السبب؟
        
        أكيد فورًا بَميل لُوم القطط. قبل ما أوعى حتّى، كان واحد منّن عامل عجقة بشعري، ومبلّش شغل بتدمير شعري المنكوش أصلاً. بلحظة ما دقّ المنبّه تبعي، يلّي اسمو ستيف، يلّي كان نايم فوقي، فجأة خاف واستعمل صدري كـ "ترامبولين" ليقوّص حالو لفوق كتير ويقطّع الأوضة، وينزلق ويخبط بلمبة الأرض، يوقعها عالأرض.
        
        حرّكت راسي عالمخدّة لأتطلّع بـ "فولدمورت"، آخر واحد من هالقطط الشياطين التلاتة يلّي بأوضتي، يلّي كان عم يعجن مخدّتي مبسوط، وبطيء وعم يقطّعها بطريقة منهجية لتختفي. تنهّدت بقوّة، وفكّيت القطة التايغر (مدام سباركل بوس) من شعري، ومشيْت بِتعَب بأوضة نومي، دعست فوق اللمبة يلّي صارت بلا طعمة، ودخلت عالقاعة لأوصل عالحمّام وحضّر حالي لنهاري.
        
        بعد عشرين دقيقة، عم بوس القطط تبعي (مسامحتن فوراً على تصرّفاتن يلّي مش كتير حلوي، لأنّي ما بقدر عصب على شي هالقد حلو) وطالع من الباب الأمامي عالمدرسة. بس أوصل لهونيك، بتلحقني رفيقتي المقرّبة، إيون جي، يلّي بلا أي مقدمات، بتبلّش تحكي عن دراما عطلة الأسبوع يلّي صارت مع حبيبها الـ on/off، إن-غوك، من تلات سنين لهلق.
        
        "فـ، متل، شفتو حاطّ لايك على صور بنت كلبة عالانستغرام تبعها-"
        
        "يا إلهي." جاوبت بطريقة درامية لأبيّن إنّي عم إسمع عنجد، وأنا عم طالِع الكتب يلّي بدّي ياها من خزانتي. عنجد بحبّن هالتنين وصرنا رفقات من لما كنّا بالمدرسة الإعدادية. هنّن رفقاتي الحقيقيين الوحيدين، بما إنّو شخصيتي الانطوائية والمزعجة عادةً ما بتتحمّل كون حول ناس كتير. ونصّ الوقت يا دوب بقدر اتحمّل كون مع رفقاتي الخاصين. هنّن بيعرفوا كيف أنا ولسبب غريب بيضلّوا رفقاتي. ما عندي أي فكرة ليش.
        
        "بعرف، صح! فـ بعدين-" قصّتها وقفت فجأة بس شهقت بحماس وسمعتها عم تضحك وهيّي عم تبلّش تنغّش على كتفي بقوّة. قشعت وحوّلت راسي لجهتها، سبّ على طرف لساني، بس بس لحقت نظرتها وشفت على شو عم تضحك. "هيدا معجبك!" غنّت فوق تنهيدتي.
        
        كيم نامجون. ولا مرة حكيت معو. لحدّ من شي شهر وشوي، أنا متأكّدة إنّو ولا مرة طلعنا ببعض. وهيدا كان تمام بالنسبة إلي.
        
        متل ما قلت فوق، أنا انطوائية وبفضّل كون لحالي. بناء صداقات مع ناس تانية ما كان على لائحة أولوياتي العالية، والمواعدة والجنس الآخر ما كانوا حتّى على هاللائحة. مش بعد هلا. تجربة وحدة كانت كافية لتخلّيني أبطلها للأبد. مش إنّي بكره نامجون بالذات.
        
        الفكرة إنّي بكره كل الناس بالعموم.
        
        يا دوب طلعنا ببعض طول فترة الثانوية تبعنا، هوّي صف كامل فوقي. بس فجأة خلال ساعات دوامي بالمدرسة، صار موجود بكل محل بتطلّع فيه. تسع مرّات من أصل عشرة عيونو كانوا عليّي، وبعدني ما قدرت حدّد إذا هوّي خجول أو جريء. التعبير يلّي كان عم يتطلّع فيّي كان تعبير محبّة، لمحة من الشدّة وشي بيشبه اليأس؟ بس كل ما تلتقي عيونا، كان بسرعة يتطلّع بعيد، وبكون كذّابة إذا قلت ما انتبهت لحمار وجهو.
        
        مع إنّي ما بشوف أي نوع من الخطر منّو، ولا شي متل حدس المرأة يلّي بيقولي اتجنّبو، بس النظرات بتخلّيني مش مرتاحة. ما عندي أدنى فكرة ليش اهتمّ هلّق. بعرف إنّو شخصيّتي مش الأفضل. يا دوب بقدر إفهم ليش رفقاتي بدهن يضلوّن معي، فـ أنا أكتر ضايعة ليش هوّي مهتمّ يطلّع فيّي. عنجد، قد ما أنا مش مهتمّة، بتمنّى يقرب منّي هلّق كرمال إرفضو وتوقف هالنظرات.
        
        عيونا التقوا بس طلعت آخر فكرة من راسي وما قدرت ما انتبه إنّو زاوية تمّو ارتفعت شوي قبل ما يتطلّع بعيد، وحمار خفيف بلّش يلوّن خدودو. حولت نظري عن منظر رفقاتو يلّي عم يتشاقوا معو، وحسّيت حرارة بوجهي وأنا عم إسعف لإسكّر خزانتي وروح عالصف.
        
        🐈🐈🐈
        
        "نامجون-يي." رفيقي الأكبر، جين، حطّ إيدو حوالين كتفي وسحبنا باتجاه صفّنا الأساسي بس دقّ الجرس. "ما تقلق كتير واعترف هلّق. حتّى لو قاومت بالبداية، بالنهاية رح تتجاوب. هيّي شريكتك، بعد كل شي."
        
        هزّيت راسي مع إنّي مش مقتنع بالكامل. مش إنّها إنسان ونحن مستذئبين. القطيع تبعنا كان عندو قدرة خاصة على إيجاد شريكات بشرية حتّى كبار السن ما قدروا يفسّروها بالكامل، وما كنت رح أجادل الطبيعة. ما في حواس ذئب ناضجة كفاية لإيجاد شريكها قبل ما يوصلوا لسن التمنطعش، بس هيدا ما بيعني إنّهم رح يلاقوا نصفهم الآخر باللحظة يلّي بتصير. عادةً بتاخد وقت. أشهر، سنين حتّى.
        
        بالنسبة إلي، مع ذلك، صارت الإثنين يلّي بعد عيد ميلادي الـ ١٨ بس رجعت المدرسة. شدّة ريحتها يا دوب خبطتني ووقّعتني. كانت كل شي طبيعي وأرضي ونظيف وفوق هيك شي بيشبه القطط بشكل قاطع. ما احتجت أتطلّع لأعرف إنّها هيّي، عرفتها من هالشمّة الواحدة. بعدين باللحظة يلّي عيوني وقعوا عليها، كل خيط تاني بقلبي بيمثّل شي مهم وقريب منّو ذبل، وظهر خيط جديد، هيّي، عم يلتفّ بقوّة. مرّة، تنين، مية مرّة، وعم يشدّ متل أفعى الأناكوندا. مش إنّي كنت عم إشكي.
        
        بس...متل ما قلت. مش حقيقة إنّو كنّا مستذئبين هيّي يلّي كانت عم تمنعني من الاقتراب منها. مش إنّي كنت خجول حول البنات. مش قبلها، على الأقل. الفكرة إنّو كان عندا... سمعة. سمعة إنّها ما بينقرب منها.
        
        أول مرة شفتها—شفتها عنجد—كانت بهيداك النهار. بعرف بآخر راسي إنّي شفت وجهها من قبل بس ما كان سجّل ببالي. الفكرة كانت محيّرة بالنسبة إلي هلّق. جانبي الذئبي ما كان ناضج كفاية ليتعرّف عليها بعد، بس كيف ما كنت انتبهت لشي حدا ريحتو هالقد حلوة وشكلو هالقد كيوت؟
        
        ي/ن. بس التفكير باسمها كان كافي ليخلّيني دوّب رضى. كل جزء منها كان مثالي بس كان لازم إمسك حالي. شغلة ولا مرة بعملها هيّي إنّي فوت بشي بدون تفكير. بمرّ على كل خطة وسيناريو ممكن. كان صعب، إنّي شوفها وما قرب منها. شمّ ريحتها وما دفن أنفي برقبتها. جزء منّي تمنّى إنّها تكون ذئبة كمان لأنّو بهالحالة هيك تصرّف بكون مقبول ومتبادل، بينما النص التاني منّي (النص يلّي صوتو أعلى) رفض يصدّق إنّها أي شي أقل من مثالي.
        
        فـ قد ما كنت بدي ياها، مسكت حالي، وقرّرت هلّق إنّي راقب وحدّد ببطء شو هيّي أفضل وأسلم طريقة لأقرب منها.
        
        عندها رفيقتين، بقدر إعرف بوضوح إنّها بتهتمّ فيهن، بالرغم من كمية التحديق والتنهّد يلّي كانت بتخصّصها لصحبتن. حكمًا من الريحة وشعر الحيوانات يلّي كان مبين ملزّق بكل خيط من الزي المدرسي يلّي بتلبسو، (يلّي دايماً كانت بتلبسو مع حذاء كونفرس) القطط كانت حيوانها المفضل. نادراً ما كانت تاكل خلال وقت الغدا إلا إذا كانت نوع من الحلوى، وعادةً ما بتختار تقضي هالوقت مع أنفها مدفون بمانغا شوجو بساحة المدرسة. كل هيدا، والإشاعة طلعت صحيحة. هيّي ما بينقرب منها. هيدا الشي كان واضح من الوقت يلّي جيمين قرّر إنّو "أخوي عم ياخد وقت كتير" وإنّو هوّي رح يخليها تجي تحكي معي أول شي.
        
        فكرة ذئب تاني يقرب منها بهاللحظة خلتّني إتلخبط جوّاتي من الغضب بس ما قدرت وقّف هالغبي بوقتو قبل ما يكون عم يقفز وعم ينحني تحية.
        
        "مرحباً! أنا-"
        
        بلا ما تكلّف حالها تطلّع بجهتو، نطقت بـ "لا." قبل ما تكفّي طريقها مع رفيقتها جنبها عم ترمي لجيمين نظرة اعتذار.
        
        كيف حتى هيدا الشي بيعجبني؟
        
        كل شي فيها، حتّى عيوبها، كانت مثالية. وهلّق إجا النهار. راقبتها وقت كافي وهلّق عرفت الاستراتيجية يلّي رح إحتاجها. عندها نقطة ضعف واكتشفتها. فكرة إنّي رح إحكي معها أخيراً بعثت إحساس بالوخز بضهري، بنفس الوقت ما قدرت إمنع قبضاتي من إنّها تنقبض بعصبية. وقت الغدا. رح إعمل حركتي بوقت الغدا.
        
        🐈🐈🐈
        
        تنهّدت بسعادة بس وصلت أخيراً لساحة المدرسة بوقت الغدا، وقعدت تحت شجرتي المفضّلة مع المانغا يلّي اخترتها هلّق. إن-غوك قنع إيون-جي تجي معو لـ "يحكوا" عن علاقتن. ما قدرت إلا إنّي إقلّب عيوني على هالفكرة. كانوا على الأرجح عم يتشاقوا بخزانة عامل النظافة. فـ للمرّة الأولى قدرت إقرأ بهدوء بهالوقت بدل ما إحتاج أعمل مجهود لأتجاهل حديثن.
        
        هدوئي الهادي ما طوّل كتير، بس شي حدا نقّح صوتو وحوّلت عيوني من كتابي لأحدّق بكيم نامجون. تصوّرت إنّو على الأرجح رح يقرب منّي بالنهاية، وبظنّ إنّي كنت لحالي للمرّة الأولى كان وقت مناسب إلو متل أي وقت تاني. بس عنجد كان لازم يزعجني هلّق بس توميو كان على وشك يعترف إنّو بيحبّ نانامي؟ لأ. ما كان لازم. هالنذل.
        
        هالكراهية يلّي ما إلها أساس لوجود هالرجال أكيد بيّنت على وجهي بس ما راح ولا حتّى نزل نظرتو، بالعكس، التقى عيوني ومسكها بثبات. هيدا الشي نوعاً ما شدّني، خاصّة إنّو الوحيدين يلّي ما كانوا يكبّشوا قدّامي بس كون بمزاج سيء كانوا رفقاتي وبيّي.
        
        شي مشوّق. بس مش كافي ليخلّيني سامحو على تدمير لحظة توميو. ولا شي رح يصحّح هالخطيئة... هيدا يلّي كنت عم فكّر فيه لحدّ ما فجأة طالع كرة صغيرة بيضا من الفرو من جيبتو وقدّم قطة صغيرة منفوشة.
        
        ...شو هالخبرية؟
        
        ضلّيت صافنة، مجمّدة مكاني بس رأسها دار لتطلّع فيّي، وآذانها الزهريّة عم ترجف وعيونها الصغيرة عم ترمش بضوّ الشمس. بعدين ميّات بحزَن باتجاهي وحسّيت قلبي انفتح على هالمنظر. شخصيّتي الباردة اختفت بلحظة بس شفت هالجمال كلو. فمّي انفتح واللي كنت ناوي إقولو "آه" تحوّل لصرخة عالية. بعرف إنّو نجوم أكيد كانت عم تطلع من عيوني وأنا على الأرجح كنت مبينة متل "ست القطط المجنونة" يلّي أنا عليها. بس أنا ما بهمني بالمرة.
        
        القطط هيّي الحياة.
        
        لا إرادياً وقعت كتابي ورحت لأمسك القطة قبل ما أتذكّر إنّي ما بقدر بس إمسك قطة حدا. مش إنّو هالشي منعني من قبل بس ما كنت بعرف نامجون. بس هلّق بس عم فكّر فيها... ليش معو قطة بالمدرسة؟ كيف دخلها لهون؟ هلّق كان معو طول النهار؟ بقدر إسرقها منّو بس ما يكون عم يتطلّع؟ هل سرقة هالقطة بتستاهل روح عالسجن كرمالها؟
        
        إيه. الجواب دايماً إيه.
        
        انتبهت إنّو نامجون عم يحكي واضطرّيت إجبر حالي إطلّع بوجهو. "سمعت إنّك بتحبّ القطط ولقيت قطة ضالّة... بدّك ياها؟"
        
        شو هالسؤال الغبي. رح إقتل أي حدا بيجرؤ يمنعني من هالقطة. عم هزّ راسي بعصبية ومدّيت إيدي إلها مرة تانية، عم حاول ما إبيّن حماسية كتير بس ما في شكّ إنّي فشلت بالكامل.
        
        "إذن." نامجون نزل على ركبة وحدة، وعم يقدّم القطة إلي هلّق بإيدين مفتوحين. "لو سمحتي، اطلعي معي."
         
         
         
         
         
         
        "هلّق." نامجون ركع على ركبة وحدة، وقدّملي القطة بإيديه التنّين مفتوحين. "من فضلك، اطلعي معي."
        
        حدّقت فيه مصدومة للحظة بس فهمت كلامو وقصدو. كرمال هيك جبلي هالخلق اللطيف قدّامي، مش هيك؟ كنوع من الطعم المريض يعطيني ياه إذا قلت إيه وياخدو منّي إذا قلت لأ؟ فكرة إنّو هالقطة الصغيرة رح تِتْأخد منّي ملأتني بحزن عميق وثبّتت رأي براسي.
        
        كيم نامجون كان بنت حرام شريرة.
        
        أفكاري ومشاعري أكيد بيّنت على وجهي أكتر ما تخيّلت لأنّو بعد لحظة كان عم يطَمِّنّي بصوت ناعم، فيه شوي قلق. "يعني، القطة الك على كل الأحوال،" قال بسرعة، وعم يجبر الحيوان يلّي عم يتململ يحطّه بإيديي. "ما عندي محل إحطّها فيه."
        
        كيم نامجون كان إنسان رائع.
        
        "وغير هيك،" وقف وحطّ إيدو يفرك ورا عنقو بعصبية، "أنا عنجد بحبّك."
        
        عادةً هالشي أكيد كان رح يربكني شوي بس أنا كنت غرقانة بكرة الفرو الناعمة بإيديي لدرجة يا دوب قدرت ركّز على يلّي عم يقولو. بلهفة فركت خدّي بآذانها الناعمة، مبتسمة بمحبة، وبعدين شهقت بس هيّي علّقت بخصلة من شعري وصارت تهجم عليها بلطافة. بظنّ قلبي انفجر مرة تانية. ليش هالمخلوق الصغير هالقد حلو؟
        
        "عم... عم تسمعي؟"
        
        ما كنت عم إسمع. "إيه." علّقت خصلة الشعر وفركتها على وجه القطة، وهالشي خلاّها ترمش من المفاجأة قبل ما ترجع تهجم عليها مرة تانية. بحلف إنّو هالقطة عم بتحاول تقتلني من كتر اللطافة. يا دوب انتبهت للصمت يلّي كان من جهة نامجون لحدّ ما حكى مرة تانية.
        
        "ممكن إمسكها لدقيقة؟"
        
        استدرت، ودفنت طفلتي الجديدة أقرب لصدري، وإيديي عم يحموها من النّظر. ضيّقت عيوني على الشب الأكبر منّي بشك. "ليش؟"
        
        تنهّد، ورفع إيديه التنّين استسلامًا. "ما رح إخدها منك." طمّنّي. "بس إنتِ-إنتِ-" تلعثم بس خدوده صار لونها زهري خفيف، "ما جاوبتي بعد. فكّرت يمكن هيّي عم تشتّتلك انتباهك."
        
        آه. شو كان السؤال مرة تانية؟ راسي وعالمي كلو صار مليان بهالقطة. بصراحة، ما بتذكّر شو كنت عم أعمل قبل ما يطالعها من جيبتو. بسرعة دقّقت بساحة المدرسة المحيطة وبعض الطلاب التانيين عم ياكلوا مع مجموعات رفقاتن، فتذكّرت. المانغا يلّي انقطعت، القطة الصغيرة، الاعتراف. مش للمرة الأولى، تساءلت إذا هوسي بالقطط كتير زيادة. بقلب عقلي سخرت. كأنّو هالشي ممكن.
        
        بس لنرجع لنامجون. قد ما أنا شاكرة إلو هلّق لأنّو عطاني هالهديّة، بعدني ما حسّيت بأي رغبة بعلاقة رومنسية معو. من لما بلّش نظراتو الغريبة يلّي بتشبه الملاحقة، حاولت حضّر عقلياً لائحة أعذار لأعطيه ياها إذا اعترف عنجد، بتتراوح بين "أنا مثلية" لـ "عيلتي متشددة وممنوع أواعد". هلّق بس تطلّعت بوجه نامجون يلّي كان عم ينطر بصبر، ضميري حطّ تقِل كبير من الذنب على قلبي بفكرة الكذب عليه. هوّي عطاني هديّة وبالمقابل رح أعطيه الحقيقة. هيدا مش تبادل رح يستفيد منّو، بس هيدا أقل شي بقدر قدّم إلو.
        
        حنيت شوي بسرعة عشان ما أزعج القطة بإيديي، وبالنهاية جاوبت. "آسفة،" حكيت وأنا عم حافظ على تواصل بالعيون ليقتنع إنّو اعتذاري صادق. "ما عندي نفس الشعور."
        
        من بين كل السيناريوهات المختلفة لردّة فعلو بس إرفضو، ولا مرة توقّعت الردّ يلّي شفتو.
        
        هزّ راسو بثبات قبل ما يبتسم ابتسامة خفيفة شفّت على غمازتين، وحدة على كل خدّ، خلّتني إرمش مصدومة. ما كنت متوقّعة هجومين لطيفين بيوم واحد. أنا متأكدة إنّو رح يصيبني قصور بالقلب إذا ضلّ هيك. قبل ما بقدر إفكر أكتر بهالفكرة، ابتسامته اختفت ونظرة تصميم ثابتة سيطرت على ملامحه، ذقنه برزت شوي.
        
        "تمام. رح جرّب بكرا، إذن." هزّ راسو مرة تانية قبل ما يستدير ويمشي بثقة راجع للمدرسة.
        
        إيه، شو؟
        
        بما إنّي عم اتطلّع وراه وفمّي مفتوح من الصدمة، ما انتبهت لرجعة إيون-جي بالبداية لحدّ ما وصلت صرخاتها لآذاني. "شو، شو؟ شو في؟" سألت بقلق، حتّى بذهولي مدّيت إيدي تلقائياً وحضنتها. واجهت بكاء بصوت عالي ونظرات طلاب تانيين يلّي تجاهلتها كرمال حاول إفهم شو عم تقول. "جي-جي ما عم بقدر إفهم عليكي." طبطبت على راسها بحنان.
        
        إيديها يلّي كانت حاضنة خصري تراجعت بس رجعت لورا ومسحت عيونها الحمر والمنفخة. "إن-غوك-" كلامها انقطع بس حدّقت بالقطة الصغيرة بإيديي بذهول. "ليش عندك قطة؟" طلع صوتها مهزوز ومجهد. "ليش دايماً عندك قطة؟" صرخت بيأس قبل ما ترجع تبكي على كتفي.
        
        بما إنّو كان عندي حيوان، وإيون-جي ما كانت بحالة تسمح تكفّي يومها الدراسي، قرّرنا نغيّب عن الصفّ ورجعنا على بيتي سوا. قدرت تلملم حالها فترة كافية لتسأل كيف جبت القطة الصغيرة، وشرحتلها عن نامجون، بس امتنعت عن ذكر اعترافه، حسّيت إنّو هالشي بكون غير لائق بهاللحظة.
        
        بالنهاية شرحت إنّو إن-غوك قال بدّو ياخد "بريك" من علاقتن. هالاكتشاف كان مفاجئ بالنسبة إلي، خاصّة إنّو ما كانوا ينفصلوا لأكتر من نهار. هيك كنت تعوّدت على علاقتن. نهار كانوا يتخانقوا، ينفصلوا، بعدين تاني نهار كل شي بصير تمام، شوكولا بخدود وشوكولا بجناحات، والـ "انفصال" ولا مرة ينذكر مرة تانية. إيون-جي نقلت عنو إنّو قال إنّو بعدو بحبها، بس ما بيظنّ إنّو ناضج كفاية ليكون بعلاقة بعد هلّق. بصمت وافقت على تقييمه ومدحتو على هالارتفاع المفاجئ بالنضوج. بس متل اعتراف نامجون، احتفظت بهالكلام لنفسي. هيدا مش يلّي كانت بحاجة تسمعو هلّق.
        
        "هيدا ابن الـ....." غضبت، وهالشي خلّى إيون-جي تضحك. هيّي بتعرف إنّي ولا مرة رح ناديلو هيك بجدّية، بس لسبب ما، كانت بتلاقيه مضحك بس إهينو. "بتنامي الليلة ببيتي." كفّيت، "خلّينا نطلع عالنت وننشر إشاعة عن حجم الـ... تبع هالبغل."
        
        ضحكاتها ضلّت مرافقتنا طول الطريق لبيتي وأنا عم شحّط بكل شي عن رفيقتي الوحيدة التانية بالعالم. بس دخلنا من باب بيتي، نزلت على قرفصاء وحطّيت طفلتي الجديدة بلطف على الأرض الخشب، وصرت حكّ ورا ودانها. "أهلاً وسهلاً ببيتك الجديد يا بيبي،" همست، وما قدرت قاوم رغبتي إنّي إمسكها وأحضنها مرة تانية.
        
        مواء خفيف صدّ بالصالة بس دخل قطي الأكبر، وإجرو عم تركض لتقرب بس انتبهت إنّي وصلت عالبيت. مبتسمة بسعادة، تركت القطة الجديدة كرمال هيدا؛ هوّي قطي المفضل بالعالم كلو. "آسفة، بس إنتَ رح تعيش أكتر." قلت للقطة الصغيرة بجدّية قبل ما إركض باتجاه قطي البرتقالي العجوز، متجاهلة تقليب عيون إيون-جي و تمتماتها الخفيفة "عندك مشاكل."
        
        بس هيدا كان صحيح. بووبو كان عمرو عشرين سنة هالسنة. هوّي كان بداية هوسي بالقطط. كان عمري تلات سنين بس أهلي تطلقوا، وبظنّ كوسيلة للراحة أمّي قدّمتلي قطة عمرها تلات سنين من الملجأ لتشتّتلي انتباهي عن سؤالي الدائم عن بيّي. ونجح الأمر. أول ذكرياتي كانت عن هالقطة، حضنها بالنوم، لحقها بالبيت، أتفرّج بعجب وهيّي عم تنطّ من الأرض لسطح البرّاد بمرونة عظيمة. بقدر اتذكّر بشكل مبهم إنّو الاسم يلّي عطيتو ياها بالأساس وأنا طفلة كان "بابا" بس مع الوقت تحوّل لـ "بووبو". بالسنين يلّي بعدا، رفيقي الوحيد كان هالقطة. أمّي كانت تشتغل دوام ١٢ ساعة لتكفّينا، وبس إرجع من المدرسة الابتدائية، كان بووبو وأنا، كل النهار كل يوم.
        
        بعدين بس كان عمري ١١ سنة، أمّي ماتت وهوّي كان كل شي عندي.
        
        بهديك النقطة، بيّي الخاص ما كان شخص بعرفو أو حتّى بتذكّرو. بس على كل حال، بس شافني لأول مرة بعد سنين، انحضنت بإيديه وانحضنت بقوّة. "ي/ن، ولا مرة رح إتركك مرة تانية. بوعدك." بعدني بتذكّر شعوري بالذهول الشديد من هالردّ، بما إنّو هالرجال كان غريب بالنسبة إلي. وجوده نادراً ما كان موضوع حديث ببيتنا، فبس عرفت إنّي رح روح عيش معو، تملّيت بالرعب. فكّرت أكيد هالرجال رح يكرهني ووجودي لأنّي دخلت على حياتو، بما إنّي ما فكّرت إنّي مرغوبة.
        
        أمور الكبار بهيداك العمر كانت أبعد من نطاق فهمي. ببطء مع الوقت، بس كبرت وصرت أكتر فضول، بيّي على مضض حكاني قصة طلاق أهلي بكلمات لطيفة وطمأنة هادئة. هوّي أدرك، أو يمكن الأفضل نقول تقبّل، بعد فوات الأوان إنّو ما كان عندو انجذاب جنسي للنساء. وأمّي ما كانت متحمسة كتير لفكرة إنّي إكبر بوجوده بس اعترف.
        
        بس بيّي ولا مرة قال كلمة مسيئة عنها إلي، مع إنّي بعرف إنّو رفضها لميوله الجنسية وحقيقة إنّها منعته من طفلته الوحيدة أكيد جرحتو أعمق مما بقدر يقول. بدلاً من هيك، قالّي بلطف: "نحن بس ما اتّفقنا." بس أنا ما كنت غبية. بقدر إقرأ ما بين السطور. هالمرأة كانت أمّي، الأم الوحيدة يلّي رح إملكها، وحبّي إلها كان لا يمكن استبدالو. بس قلبي حسّ بالخزي الشديد.
        
        يمكن بهالعمر بلّشت كراهيتي للعالم ولمعظم الناس تزدهر. بيّي المثلي، يلّي بيبيّن كتير، كان يمكن أكتر شخص مزعج على قيد الحياة. بس إذا شي حدا بيأذيه، أنا بفرح بضربو بحلقو وبعدين بوقف فوق جسمو يلّي وقع وأنا عم بحكي كلام وسخ عن أمّو.
        
        متذكرة الإضافة الجديدة لبيتنا، بست بووبو مرة تانية (بعدين غيّرت رأيي وبستو خمس مرات زيادة) قبل ما إحطّو جنب القطة البيضا ليقدّم حالو.
        
        بحرص تقدّم لقدّام وهنن الإتنين خبطوا خشم بعض، عم يشمّوا بعض بحذر. تطلّعت وإيديي الثنين متشابكتين تحت دقني بانتظار، قلوب بعيوني وأنا عم حاول ما دوّب بالكامل من الجمال الـ... يا للهول!
        
        بووبو شمّ مرة تانية قبل ما يلطش القطة الصغيرة على راسها بلا مبالاة ويمشي، وهالشي خلاّها تدخل بحالة غضب غير متخيّلة.
        
        أنا وإيون-جي تطلّعنا برعب متزايد بس القطة الصغيرة تجمدت، عيونها وسعت وراسها بيّن كأنّو دار ٣٦٠ درجة مستحيلة. بعدين فتحت تمّها وبدل المواء الصغير الناعم من قبل، أطلقت هسيس مخنوق ومرعب، عم تطلّع بالفراغ بعيون مجنونة. بهاللحظة توقّعت سرب جراد أو شي تاني خارق للطبيعة يطّلع من تمّها.
        
        "ياااه! شو إلها هالشي؟" سألت إيون-جي، وصوتها مبين قلقان.
        
        قبل ما أقدر جاوب، الحيوان ركض بطريقة مجنونة، شعرو واقف ومُتَشنّج وهوي عم ينزلق على الأرض وعالطاولة القريبة، وهالشي خلاّ اللمبة يلّي كانت عليها توقع وتتحطّم عالأرض.
        
        شو... هالكابوس. هلّق صار الوقت متأخر لارجّع هالشيطان لنامجون؟
        	
        

        منافسي اللدود جونغكوك - كوريا

        منافسي اللدود جونغكوك

        2025, سهى كريم

        كوميديا كورية

        مجانا

        بنت اسمها مييونج في آخر سنة ثانوي، عندها منافسة قوية وقديمة مع ولد اسمه جيون جونجكوك. جونجكوك ده هو منافسها الأساسي في كل حاجة من وهما صغيرين، ودايماً بياخد المركز الأول اللي كانت بتاخده زمان. المنافسة دي بدأت بسبب تحدي بسيط بين آبائهم وتحولت لخناقة مستمرة بين مييونج وجونجكوك

        مييونج

        بتحكي القصة من وجهة نظرها. كانت دايماً الأولى في كل حاجة لحد ما بقى جونجكوك منافسها. هي بتحب المنافسة جداً ومعجبة بـ تايهيونج، ونايونج هي صاحبته

        جيون جونجكوك

        هو المنافس الرئيسي لمييونج، واللي دايماً بيكسبها في كل حاجة من وقت ما كانوا صغيرين. هو ابن صاحب شركة كبيرة وبيهتم بشغل أبوه، وفي نفس الوقت هو صاحب الانتيم لـ تايهيونج، وبيحب يضايق مييونج بإنها المركز التاني.

        كيم تايهيونج

        هو الشخص اللي مييونج معجبة بيه جداً وبتشوفه مثالي. هو صديق كويس لمييونج وصاحب الانتيم لـ جونجكوك، وموجود معاهم في نفس الفصل وفي أغلب الحصص.
        تم نسخ الرابط
        منافسي اللدود جونغكوك - كوريا

        الرواية دي مستوحاة من الأنمي اللي اسمه "سبيشال إيه". أنا غيرت فيها شوية عشان تبقى على طريقتي وعلى حسب ما أنا حابة أكتبها، بس القصة الأساسية مستوحاة من سبيشال إيه.
        
        في سبيشال إيه، كي وهيكاري (البطلين الأساسيين) كانوا منافسين لبعض من وهما صغيرين. هيكاري كانت زمان الأولى. كانت بتعرف تضرب الأشرار وتجيب درجات كويسة. بس ده كان قبل ما كي يتحداها. من بعدها، وهي دايماً التانية بعده.
        
        سبيشال إيه هو عبارة عن مبنى لوحده كده لأول سبع طلاب في المدرسة. ده برنامج مخصوص ليهم (مع إنهم مش بيتعلموا فيه حاجة في الأنمي) أول ٧ بس هما اللي يقدروا يدخلوا. لو حد قدر يتفوق على واحد من طلاب سبيشال إيه، هو يقدر يدخل سبيشال إيه، لكن العضو القديم بيطلع وبيروح المدرسة العادية.
        
        ^^ بالنسبة للرواية دي، أنا مش هستخدم النظام ده خالص. بدل البرنامج المخصوص، كلهم هيكونوا في فصول عادية زي بقية المدرسة. هيفضل ليهم لقب الأول، التاني، وهكذا؛
        
        وكمان مش هستخدم حلقات الأنمي كمراجع. مثلاً، في حلقة من الحلقات فريق سبيشال إيه بيروح هاواي ويعملوا حاجات هناك (لازم تشوف الحلقة عشان تعرف)، أنا مش هعمل كده. بما إن سبيشال إيه أنمي، فيه حاجات مش ممكن تحصل بشكل طبيعي في الحياة الحقيقية. أنا هخلي القصة دي واقعية على قد ما أقدر.
        
        أنا كمان لا أمتلك حقوق أي من الآيدولز اللي بيمثلوا الشخصيات في الرواية دي. ممكن كمان تغير مين تشوفه هو البطل الأساسي، ده يرجعلك. أنا بس شايفة يييون من فرقة CLC هي البطلة.
         
         
         
         
        سنة تالتة ثانوي
        
        مييونج:
        
        "مييونج!" لفت وشي لقيت صاحبتي الانتيم نايونج جاية تجري عليا وفاتحة دراعاتها. رمت نفسها في حضني وأنا بضحك وبحضنها. "نايونج!"
        
        "مصدقة إننا خلاص في آخر سنة؟ كأننا لسه داخلين المدرسة امبارح كنا صغننين وفي أولى ثانوي!" قالت نايونج بحماس، ولفت دراعها حوالين كتفي واحنا رايحين للدواليب بتاعتنا.
        
        هزيت راسي، "آه والله، مش قادرة أستنى لحد ما نمشي من هنا."
        
        وأبعد عن شخص معين بالذات.
        
        "المحطة الجاية... الجامعة!" قالت بسعادة واحنا وصلنا للدواليب بتاعتنا. ابتسمتلها ابتسامة واسعة وفتحت دولابي عشان أطلع كتبي.
        
        "عندك أول حصة إيه؟" سألت نايونج وهي بتبص فوق كتفي عشان تشوف الجدول بتاعي أحسن.
        
        "آه... أناتومي. وإنتي؟" سألتها، وانا بمسك كتاب الأناتومي وبقفل الدولاب. صرخت وحضنتني، ومن ده فهمت إنها كمان معاها أناتومي.
        
        بدأنا نمشي ناحية قاعة الأناتومي، وبنتكلم عن إجازة الصيف بتاعتنا وعملنا إيه. دخلنا القاعة، وأول ما حطينا رجلينا جوه، اتجمدنا مكاننا.
        
        وشي بدأ يسخن وعيني وسعت. بصيت على نايونج اللي بتضحكلي بمكر.
        
        "كيم تايهيونج معانا في فصلنا!" همست بصوت واطي، وزقتني في جنبي وغمزتلي. رفعت عيني لفوق بملل وهزيت راسي وبصيت في حتة تانية.
        
        كيم تايهيونج. أنا معجبة بالشخص ده اللي زي الحلم من زمان أوي، مش عارفة من إمتى. هو بجد كامل ومفيش فيه غلطة. تقولي إن ربنا تعب في خلقة الراجل ده.
        
        
        
        صرخت في سري وأنا بقعد أقرب للقدام، نايونج حطت كتبها جنبي وهي لسه بتضايقني بالهزار بخصوص تايهيونج. "اسكتي بقى يا بنتي؟" همستلها بغيظ.
        
        مش معنى كده إني عمري ما اتكلمت مع تايهيونج. بالعكس، إحنا كنا أصحاب كويسين جداً. اشتغلنا سوا في مشاريع كتير واتفقنا كويس. بس كل مرة بقرب منه فيها، بيخليني عايزة أرمي نفسي من فوق جبل. بشكل حلو.
        
        لحظة، هو في سبب حلو أصلاً يخلي الواحد يرمي نفسه من فوق جبل؟
        
        فوقت من أفكاري لما سمعت نايونج بتتمتم جنبي بصوت واطي، "يا لهوي." لفت راسي ناحيتها بسرعة، "إيه الـ—"
        
        وأنا لسه بسألها لو هي كويسة، دخل علينا الشيطان بنفسه من الباب. إيدي اتقفلت على طول لوحدها كأنها غريزة. عضيت شفتي وبصيت بغيظ على الولد اللي ابتسم لتايهيونج بغرور وراح ناحيته كده بكل ثقة.
        
        "جيون جونجكوك." إحنا الاتنين تمتمنا تحت نَفَسنا، وبنبص عليه وهو بيسلم على تايهيونج.
        
        فاكرين لما قلت إن تايهيونج كان كامل؟ هو فعلًا كامل، ما عدا إنه صاحب الانتيم لأكبر منافس ليا، جيون جونجكوك.
        
        جونجكوك الغبي ده. من بين كل الفصول دي، ليه لازم ييجي في الفصل ده بالذات؟
        
        إدارة غبية. ليه لازم يحطوه في فصلي أنا من بين كل الفصول؟
        
        تايهيونج الغبي. ليه لازم تبقى صاحب الانتيم للشيطان ده؟
        
        أنا قلت جونجكوك الغبي ده قبل كده؟
        
        جونجكوك ده منافسي من زمان أوي على قد ما أقدر أفتكر. كان دايماً بيكسبني في كل حاجة. في المذاكرة، في الرياضة، حتى إنه ياخد آخر آيس كريم من محل الآيس كريم. كان بيغلبني في أي حاجة أعملها، والأسوأ إنه عمره ما كان بيسيبني أنسى الموضوع ده.
        
        أنا كنت الأولى. ده لحد ما هو قرر إنه فكرة كويسة يوقعني من على الكرسي العالي بتاعي.
        
        ومن وقتها وأنا التانية.
        
        برتعش لما بفكر في الموضوع ده. المركز التاني، ده أسوأ حاجة.
        
        "أهلاً أهلاً. الآنسة مركز تاني معانا في الفصل!" غمضت عيني وأخدت نفس عميق.
        
        جونجكوك الغبي.
        
        "جونجكوك." قلت بصوت غاضب، فتحت عيني لقيت نفسي ببص عليه وهو واقف قدامي وإيده في جيوبه وعلى وشه ابتسامة مستفزة.
        
        آه يا ريتني أقدر أمسح الابتسامة الغبية دي من على وشه.
        
        غبي.
        
        "ماتقوليش عليا كده." قلت بغضب وأنا ببص عليه بغيظ.
        
        "أقول عليكي إيه؟ الآنسة مركز تاني؟"
        
        وقفت من مكاني وكنت خلاص هضربه لما نايونج مسكت دراعي وشدتني قعدتني.
        
        "مييونج." حذرتني. بصت على جونجكوك. "ممكن مثلاً ماتضايقناش النهاردة؟ ده أول يوم لينا في آخر سنة، سيبنا نستمتع بيه بقى!" قالت بنفاذ صبر، وشدت على مسكتها على دراعي.
        
        جونجكوك ضحك بسخرية. "عشان أضايقك بكرة بقى؟" لف ناحيتي وابتسم ابتسامة مصطنعة. "أضايق الآنسة مركز تاني في تاني يوم مدرسة؟"
        
        فلّت إيدي من مسكة نايونج وهجمت على جونجكوك.
        
        مسكت لياقة قميصه وشديته ناحيتي. "فهمت اللي عملته ده. استخدمت رقم 2 مرتين، صح؟ ها ها. ذكي جداً. مش غريبة إنك في المركز الأول. أقسم بالله يا جونجكوك السنة دي هتقع من على الكرسي العالي الغبي بتاعك ده."
        
        جونجكوك ضحك ضحكة خفيفة، نفسه كان بيلمس وشي بالراحة أوي. "متأكدة من كلامك ده؟ بتقولي الكلمة دي بقالك ٨ سنين ولسه مش شايفة أي علامة إنك قربتي حتى من المركز الأول ده."
        
        زقيته لورا وبصيت عليه وهو بيترنح لورا ويقع على الديسكات. "هتشوف."
        
        رجعت قعدت تاني واتنهدت بضيق، حطيت وشي بين إيدي ونايونج بتطبطب عليا على ضهري. "معلش معلش."
        
        جونجكوك الغبي.
        
        
        
        مييونج:
        
        بقية اليوم عدت زي الهوا. كان فيه بصات بغيظ ومواقف بسيطة كده من جونجكوك على فترات، بس غير كده اليوم كان كويس.
        
        ده غير إني عندي كل الحصص بتاعتي مع جونجكوك. اللي عمل الجداول دي ياريت يقابلني عشان نتخانق.
        
        بس من الناحية الحلوة، تايهيونج ونايونج كانوا معايا في أغلب الحصص. هما الاتنين ما كانوش معايا في آخر حصتين.
        
        على الأقل هقدر أتفرج على تايهيونج براحتي أكتر.
        
        السنة اللي فاتت، يا دوبك كان عندي حصص قليلة أوي معاه. على الأقل الإدارة عملت حاجة واحدة صح السنة دي.
        
        "سلام!" ناديت على نايونج، وأنا بشاور بإيدي جامد. ضحكت وشاورتلي بخجل قبل ما تلف وتمشي في الاتجاه التاني.
        
        نايونج ساكنة في الحتة الغنية في البلد بينما أنا ساكنة في الحتة المتوسطة. باباها مدير شركة كيميائيات كده ومامتها محامية كبيرة. هي غالباً بتبقى لوحدها عشان أهلها مسافرين على طول، فعشان كده بيتها بيتي التاني.
        
        أهلي بقى شغلهم مش أوي. بابا بيشتغل في شركة ورق وماما عندها محل ورد مع جدتي وخالتي.
        
        خمنوا مين بقى اللي أبوه يمتلك شركة الورق اللي بابا بيشتغل فيها؟
        
        أبو جونجكوك. مين تتخيلوا؟ مفاجأة.
        
        هي دي الطريقة اللي اتقابلنا بيها. بابا من أكتر الموظفين المفضلين عند مستر جيون، وفي يوم عزمنا على العشاء في بيتهم.
        
        معلومة طريفة: بيت نايونج وش بيت جونجكوك بالظبط. وهي دي الطريقة اللي إحنا الاتنين اتقابلنا بيها.
        
        المهم، قبل ما نروح عندهم، بابا كان بيتفاخر قدام مستر جيون قد إيه بنته بتجيب المركز الأول في كل حاجة وإن محدش قدر يغلبها قبل كده. مستر جيون رد عليه وجاب سيرة ابنه.
        
        أعتقد إن ده كان المفروض يكون مجرد منافسة ودية بين صاحب شغل وموظف، بس أنا وجونجكوك أكيد ما شفناهاش كده خالص.
        
        المنافسة بتاعتنا كانت إننا لازم نجري حوالين البيت الكبير أوي ده بتاع جونجكوك من برا وبعدين نقابل الأهل. اللي يوصل الأول للأهل ياخد لقب "المركز الأول".
        
        طبعاً أنا كوني أكتر واحدة بتحب المنافسة في الدنيا وعمري ما اتغلبت قبل كده، وافقت على السباق بسهولة. كنت واثقة أوي إني هكسب الولد ده.
        
        بس في الآخر، خسرت.
        
        ومن وقتها، جونجكوك بقى بيكسبني في كل حاجة صغيرة. دايماً بيجيب المركز الأول في الامتحانات. دايماً بيجاوب على السؤال في الفصل قبلي. دايماً بيكسب في لعبة الدودج بول. حتى لو خد نَفَس قبلي، هيعرفني.
        
        كأنه شغله إنه يتأكد إني عارفة إني باجي التانية بعده.
        
        هزيت راسي عشان أطلع الأفكار دي من دماغي. إيه فايدة إني أفكر فيه أصلاً؟ مش كإني هكسبه بمجرد التفكير.
        
        "الآنسة مركز تاني." صوت همس بصوت واطي ورايا.
        
        اتخضيت ولفت لقيت جونجكوك بيضحك ضحكة استهزاء على رد فعلي.
        
        جبنا في سيرة الشيطان.
        
        "جونجكوك. إيه اللي ممشيك من هنا؟ بيتك الناحية التانية،" وشاورت على الاتجاه اللي نايونج كانت مشيت فيه قبل كده.
        
        "عندي ميعاد مع واحد من عملاء بابايا. ظاهراً كده هما بيفضلوا يتكلموا معايا أنا بدل المدير التنفيذي نفسه." جونجكوك ضحك بسخرية.
        
        آه صحيح، أبو جونجكوك ده شخص مش مظبوط. دايماً بيدخل جونجكوك في شغله واجتماعاته مع العملاء بتوعه. على قد ما أنا بكره جونجكوك، أبوه مالهوش الحق يستخدمه عشان يعمل شغله.
        
        همهمت ولفت عشان أمشي على بيتنا. بعد كام دقيقة مشي، لاحظت إن جونجكوك لحد دلوقتي لسه ماشي ورايا.
        
        "إيه اللي مخليك لسه ماشي ورايا؟ هتخطفني وتقتلني؟" سألت. ضميت شفتي، "لو كده، أرجوك ماتعملش كده."
        
        "مكاني هو هنا بالظبط." ضحك بضحكة خفيفة، وهو بيشاور على مبنى طويل جنبنا. طلّعت نَفَس، وحسيت وشي احمر على طول. "ماتقلقيش يا آنسة مركز تاني، مستحيل أفكر حتى إني أمشي وراكي لحد البيت. ده تضييع وقت."
        
        قفلت إيدي على شكل قبضة وعيني عليه وهو بيلف ورايح ناحية المبنى، "ماتقوليش عليا كده!"
        
        

        روايه حب بالصدفة

        حب بالصدفة

        2025, أدهم محمد

        رومانسية

        مجانا

        في كومباوند فخم، تتصادم حياة كاتبة منعزلة تعشق الهدوء مع نجم هوكي صاخب محب للحفلات بسبب جارتهما الجديدة. تبدأ العلاقة بكراهية بعد حفلة صاخبة تنتهي بفوضى في حديقتها. ورغم اختلافهما التام، يجد الاثنان نفسيهما أسرى جاذبية ورغبة متبادلة تتصاعد مع كل احتكاك. تتوالى الأحداث بين محاولات تجاهل هذا الشعور والانجراف وراء اللهيب المتصاعد بينهما.

        سيرينا

        كاتبة مشهورة ومنعزلة في أوائل العشرينات من عمرها، تعيش في عالمها الخاص بين الكتب والكتابة، تقدر الهدوء والخصوصية بشدة، وتخفي جاذبية قوية خلف مظهرها البسيط

        كونور

        لاعب هوكي محترف وسيم ومشهور في أواخر العشرينات من عمره، اجتماعي ومحب للحفلات واللهو، ينتقل للعيش بجوار سيرينا ويقلب حياتها الهادئة رأسًا على عقب بجاذبيته وشخصيته الصاخبة.
        تم نسخ الرابط
        روايه حب بالصدفة

         كونور:
         
        سيرينا:
        _________________________ كونور ديلوكا، الواد بتاع الهوكي الجامد اللي عنده 26 سنة، لسه ناقل على كومباوند "بستان الحمضيات" الغالي ده. أما بقى سيرينا جايد، البنت الـ 23 سنة الكاتبة المشهورة اللي الناس يعرفوها باسمها المستعار "سكايلين فوس"، يا عينى عليها، طلعت جارة كونور. الواد كونور سكن في الفيلا الضخمة الفظيعة اللي لازقة في بيت سيرينا الكبير والجميل برضه. الاتنين دول من أول وهلة كده مسكوا في خناق بعض لما كونور عمل "حفلة تعارف على البيت الجديد" بتاعته وقعد يشغل أغاني بأعلى صوت الساعة اتنين بالليل، وكمان الضيوف بتوعه رجعوا في الزرع بتاعها! ده واد بتاع بنات وسهرات، والتانية بتحب الهدوء وعايزة تقعد جوه تقرا طول النهار. مفيش أي حاجة مشتركة بينهم خالص، دول حتى عكس بعض تمامًا. ومع ذلك، كونور مش عارف ينسى شكل جسم سيرينا المتناسق اللي عمال يروح ويجي في دماغه، وسيرينا نفسها بتلاقي نفسها بتتخيل جسم كونور القوي فوق جسمها. التوتر الجنسي والرغبة اللي بتزيد بينهم ولعوا الدنيا، وبقوا عايزين حاجة هما نفسهم مش عايزينها. يا ترى إيه اللي هيحصل بينهم؟ أنا متحمسة جدًا للقصل الأول لما قصة "الحب والشهوة والقاتلة" تخلص، وده هيكون قريب أوي! قوليلي بقى رأيك وإيه توقعاتك، وحب كبير ليكي يا "Virgos"! سيرينا جايد في بيتها! كانت عايشة في أمان وسعادة كده بين حيطان مملكتها. على الصفحات اللي كانت بتغرقها بكلماتها، كانت سيرينا بتعيش بشخصية تانية خالص، اسمها المستعار "سكايلين فوس". سكايلين دي كانت زي القرصانة الجامدة اللي مبتخافش من أي حاجة، بالعكس، كانت بتستقبل المجهول بابتسامة ساحرة وجاذبية تخلي الواحد يتجنن. سيرينا كانت كاتبة مشهورة... أو بمعنى أصح، سيرينا هي الكاتبة، وسكايلين هي اللي مشهورة. وده بقى جمال إنك تكون كاتب مستخبي ورا اسم تاني. كانت بتكسب كويس أوي (كويس دي كلمة قليلة!) ومكانتش بتضطر تخرج من بيتها أبدًا. طبعًا كانت بتخرج من وقت للتاني، عشان الدكتور قالها إنها "محتاجة شوية شمس"، بس أغلب أيامها كانت بتقضيها لوحدها في بيتها الكبير والتحفة ده، جوه الكومباوند اللي اسمه "بستان الحمضيات". بستان الحمضيات ده كان أغلى كومباوند في المحافظة كلها. بيوتهم، ومن ضمنها بيتها، كانت بملايين الدولارات، ومتروحش تسأل حتى على المصاريف الشهرية بتاعة اتحاد مُلاك الكومباوند اللي كانت بتغيظ سيرينا. لحسن حظها، كانت قادرة تعيش الحياة دي وتعمل اللي بتحبه؛ الكتابة. الكومباوند كان مثالي، شوارع هادية، مناظر طبيعية خلابة، وسكان ودودين. طبعًا سيرينا، بحكم إنها كاتبة منعزلة، مكنتش بتتعامل معاهم أوي. بس كانت بتحس إنهم ناس كويسة من التحيات الودية من بعيد، والهزات الصامتة بالراس عبر الحديقة، وإن مفيش حد بييجي يزعج خصوصيتها الهادية. سيرينا كانت حاسة إنها فعلًا مبسوطة بحياتها دي. الحياة اللي تعبت عشان توصلها. أيوة كانت حياة بسيطة. كانت عايشة لوحدها مع قطتها وكلماتها. بيتها الكبير والجميل اللي بملايين الدولارات ده كان تقريبًا الحاجة الوحيدة الغالية أوي اللي اشترتها لنفسها. دي كانت بتسوق عربية فولفو موديل 2008، وإيد باب الراكب بايظة كمان! هي أصلاً مكنتش محتاجة حاجات غالية عشان تفرح، كانت بتفرح وهي بتكتب. لما كانت سيرينا بتغرق في العوالم البعيدة اللي عقلها بيخلقها، عوالم مختلفة تمامًا عن العالم اللي هي عايشة فيه؛ ساعتها بس كانت بتكون أسعد واحدة في الدنيا. حياتها كانت ماشية بوتيرة ثابتة ومتوقعة. وده اللي كانت عايزة تحافظ عليه. النهار ده بدأ زي أي يوم تاني، الربيع كان داخل بقوة ومذوب آثار البرد بتاع الشتا. سيرينا كانت بتعمل اللي بتعمله عادة في أي يوم مشمس وجميل. بتقول لنفسها "يا لهوي! الجو تحفة، لازم أخرج شوية"، بس عمرها ما كانت بتخرج فعلًا. مع ذلك، كان عندها نية تستمتع بالجو الجميل، بس لما دخلت أوضتها المفضلة في البيت؛ المكتبة. نسيت تخرج. سيرينا دخلت الأوضة المنورة وهي بتدور على نوته اليوميات بتاعتها اللي كانت رمتها في أي حتة، فجأة عينها وقعت على الكتاب اللي كانت بتقراه بالليل. وفجأة كده، الإثارة بتاعة آخر فصل وقفت عنده، رجعتلها تاني بحماس جديد. "فصل واحد بس، عشان أعرف إذا كانوا خرجوا من المعبد ولا لأ. وبعدين هبقى بني آدم كبير وأعمل شغلي ومهامي وأي حاجة تانية الكبار المنتجين بيعملوها." كانت بتبرر لنفسها بصمت وهي بتاخد الكتاب. قعدت في الركن الصغير المريح بتاع القراية اللي كان عند شباك كبير أوي يكاد يوصل للسقف. فصل واحد اتحول لتلاتين فصل. سيرينا كانت غرقانة أوي في الكلمات المغرية والمغامرة؛ حتى محستش بالدنيا لما الشمس غربت خالص. مفقتش من الكتاب غير لما سمعت صريخ ناس ومزيكا عالية طالعة من البيت اللي جنبها. شوفي بقى، سيرينا كانت بتحب بيتها لأسباب كتير. من ضمنها إن مكنش ليها غير جار واحد بس حواليها. بيتها كان في آخر شارع مسدود في آخر الكومباوند خالص. كان فيه خمس بيوت بس على ناحية واحدة من الشارع، تلاتة منهم كانوا فاضيين عشان مفيش حد كان عايز بيته بعيد أوي كده عن الخدمات. بس كان فيه زوجين كبار عايشين في البيت اللي في أول الشارع، بعيد عنها بتلات بيوت. التلات بيوت اللي بينهم كانوا فاضيين. أو ده اللي كانت فاكرة إنه حاصل. إيه اللي بيخلي المزيكا تدوي من البيت اللي جنبها ده؟ البيت اللي المفروض كان فاضي. بسرعة حطت فاصل في الكتاب بتاعها وجريت من المكتبة على الصالة. سيرينا زاحت الستاير ولزقت وشها في الشباك، بتحاول تشوف إيه اللي بيحصل بالعافية. يا ترى حد كسر البيت عشان يعمل حفلة؟... مستحيل ده كومباوند متأمن كويس أوي. مفيش حد بيدخل من غير تصريح أو تصريح زوار. كانت بتفكر كده وهي بتشوف ناس أكتر لابسين لبس فيه ترتر، أو مفيش لبس تقريبًا، بدأوا يدخلوا. حواجب سيرينا اتقطبوا وهي بتاكل في ضوافرها بتوتر وهي بتبص من الشباك، بتتمنى لو كانت تعرف ترف عينها وتخلي كل الناس دي تختفي. فجأة، تركيزها كله اتشتت لما شافت راجل بيتلوى وهو ماشي ناحية بيتها. لاحظت إنه ماسك إيده على بقه ووشه متكشر بشكل مش مريح. ده هيستفرغ. ده هيستفرغ وجاي ناحية شجيرات البيتونيا بتاعتها بالظبط. الرعب سرى في دم سيرينا وجريت ناحية الباب بتاعها بخوف. طلعت على البلكونة وهي بتلوح بإيديها، "لأ لأ لأ! أرجوك، مش على-" الراجل انحنى لقدام وهو ماسك بطنه ورجع بكل قوته في الزرع بتاعها. "...البيتونيا بتاعتي..." وش سيرينا اتقلب من القرف والزعل وهي بتسمع صوت ورودها الغالية وهي بتتدمر. "أنا آسفة أوي يا حبايبي يا زهور." همست ومسحت دمعة كدابة. مين ما كان اللي عامل الحفلة دي بوظ ولادها النباتيين. كده كتير أوي. بزعل دخلت جري جوه وجابت الكارديجان القديم بتاعها. لفته حوالين جسمها وهي بتحاول تخبي إنها مش لابسة سوتيان، وزحلقت رجليها في الكونفرس الأبيض المتوسخ بتاعها. سيرينا نفخت بضيق لما المزيكا العالية الرخيصة ملت ودانها وهي بتقرب من البيت. وهي طالعة ناحية الباب، هدت نفسها وخبطت. بس الخبط مكنش ليه أي فايدة، مفيش حد فتح الباب. هي أصلاً مبتروحش حفلات كتير فمكنتش عارفة إزاي الواحد بيدخل حفلة. فتح باب ناس غريبة كده كان بيبان ليها قلة ذوق أوي، بس عملتها برضه. فتحت الباب وندمت في ساعتها على اللي عملته. حوالي مية واحد كانوا حواليها لابسين لبس فاقع ووشوشهم سكرانة. يا إلهي، ليه ناس كتير أوي كده... فكرت بخوف والقلق بيحاول يتسلل لراسها. كانت باينة وسط الزحمة دي زي القلم اللي مش ماشي مع الكتاب، بس لحسن حظها، الكل كان سكران لدرجة إنهم مخدوش بالهم من صوت المزيكا العالي وشرب الخمرة الكتير. خدت نفس عميق وركنت قلقها على جنب، هتبقى تشوفه بعدين. دلوقتي، وردها يستاهل تاخد حقه وهي تستاهل الهدوء. كانت ماسكة في أمل إنها ممكن تتكلم مع صاحب الحفلة وتوصل لحل وسط. سيرينا راحت ناحية واحدة ست كانت بتملى الكوباية بتاعتها من طبق البونش، "أهلًا أنا... أهلًا. استني لأ، أنا سيرينا." ابتسمت بتوتر وهي بتتلعثم في الكلام، كل خبرتها في التعامل مع البني آدمين طارت من دماغها. البنت الشقرا رفعت حواجبها وبصت عليها من فوق لتحت. نظرتها رجعتلها تاني وهي شايلة تعبير فيه حكم، وسيرينا اتكسفت أوي. "أقدر أساعدك؟" سألت بحدة وهي ماسكة الكوباية بتاعتها. ليه ملبستش حاجة تانية. ندمت في ساعتها بس كملت برضه. بلعت ريقها وبدأت تحاول تتكلم بصوت عالي عشان صوت المزيكا، "امم- أيوه. أنا ساكنة في البيت اللي جنبكم وكنت بستفسر إذا كنتوا-" "مين جاهز ينزل البسين!" راجل زعق وراها على طول وخلى كل الناس تهتف معاه. البنت الشقرا اللي كانت بتكلمها بصت على سيرينا وبعدين بصت على الراجل الطويل وابتسمت بخبث. "يا بروس!" نادت قبل ما تشاور بصوابعها المتنورة على سيرينا. "أظن البنت دي أكتر من جاهزة!" زعقت والكل صرخ موافق. الراجل اللي اسمه بروس بص على سيرينا وابتسم. حست إنها هتقع من طولها لما بروس واتنين تانيين قربوا منها. هزت راسها بسرعة وهي بترجع لورا والرجالة بيقربوا منها. الكل بيتفرج على المنظر وبيضحك، "امم لأ، أوعدك أنا مش جاهزة!" البنت الشقرا اللي ورا سيرينا زقتها لقدام على الرجالة وهما مسكوها وشالوها ناحية الباب الازاز اللي بيتزحلق. قلبها كان بيدق بسرعة وهي بتترفس وبتشوط بتحاول تهرب من موتها غرقًا اللي لا مفر منه. "أرجوكم! لأ! نزلوني." حاولت سيرينا تقولهم بس الرجالة مسمعوش من صوت المزيكا والتشجيع بتاع الناس. ترفيسها وصريخها اتجاهل تمامًا. حفلة الكبار السكرانين مشيت ورا سيرينا والرجالة اللي شايلينها. فتحوا باب البلكونة وسيرينا بصت على المية اللي بتنور وهي مستنياها. الرجالة وصلوها لحد طرف البسين وهي بترفس حواليها، بتخلص آخر محاولة ليها عشان تهرب. بس كانوا أقوى منها، وقريب أوي بقت في الهوا. يا خراشي... فكرت قبل ما تنزل في المية السقعة اللي بتجلط. الناس صرخت والـ تلات متخلفين ضحكوا بفخر على فعلتهم العظيمة. طلعت من البسين زي الفار المبلول. ربطة شعرها ضاعت في البسين وشعرها البني المتلخبط كان دلوقتي بينقط مية ومغطي وشها. نفخت بضيق وقلعت الكارديجان وعصرته على طرف البسين. اتغاظت والغضب دلوقتي ملاها بالكامل. مكنتش متخيلة إن ليلتها هتمشي كده خالص. التيشيرت الكت والبنطلون البيجامة القطن الفضفاض بتوعها كانوا غرقانين مية ودلوقتي لازقين على جسمها. كرهت الإحساس ده بالضيق والعري. بروس صفر وهو بيبص على سيرينا من فوق لتحت، "يا بنت الإيه، ده إنتي طلعتي-" سيرينا بصت عليه وادتله نظرة تخوف. هو اتجمد وسكت بسرعة أوي، ورفع إيده الاتنين لفوق وهو بيقول، "يا عم الحاج، أنا آسف كنت بهزر والله." تنفسِت بصعوبة وحاولت تتحكم في أعصابها، "ممكن بس تقوليلي حفلة مين دي؟" "دي حفلة كونور، كونور ديلوكا. دي حفلة تعارف على البيت الجديد بتاعه. لسه ناقل، اهدي كده يا ست..." بروس ضيق عينيه عليها. "فين كونور ده؟" سيرينا لفت عينيها متجاهلة كلامه السخيف. راجل طويل شعره أسود زعق كلام مش مفهوم وهو بيتكلم بصعوبة من على سطح الجراج قبل ما ينط في البسين. "ده كونور."
        رسائل أقدم الصفحة الرئيسية

        Pages

        authorX

        مؤلفون تلقائي

        نظام شراء