موصى به لك

الأقسام

الأفضل شهريًا

    الأعلى تقييمًا

      رواية باخرتي خليجية

      باخرتي خليجية

      2025, تاليا جوزيف

      مغامرات

      مجانا

      حلم مدهش بياخدني على عالم تاني مليان فخامة. بعد ما بتفيق، بتلاقي حالها على باخرة بقلب البحر، زهقانة من السفر الطويل. بتجرب تتواصل مع رفقاتها بالرغم من الوقت المتأخر، وبتكتشف إنو أخوها بيحب يلقي محاضرات علمية بكل موقف. بتنتهي الرواية بظهور شي غامض ومضيء بالمي، وهالشي بيخلق جو من التوتر والترقب بين رفقاتها.

      جولييت

      بتشخر على التخت وما بتنام أبدًا، وهاد بيدل على إنها ممكن تكون شخصية بتحب السهر أو عندها طاقة عالية.

      أديلين

      بتشاركها الغرفة على الباخرة وهي الشخص الوحيد اللي بتفكر تتواصل معه بالليل، وهاد بيعكس قوة صداقتهن.

      رافائيل

      محب للعلوم" (Sci-Fi). بيميل لإعطاء محاضرات علمية حتى بأوقات غير مناسبة، وهاد بيسبب إزعاج بسيط لأختهن ورفقاته.
      تم نسخ الرابط
      باخرتي خليجية

      وهيك بلّش حلمي.
      
      كنت بغرفة كتير كبيرة. السقف كان فيه نجفات ضخمة. الحيطان كان عليها رسومات معينة. وكان في كراسي كتار حوالين سجادة مزخرفة عليها رسومات حلوة كتير ماشية بنص الصالة. الكراسي كانوا مصطفين بنظام. على طرف السجادة كان في باب كبير ومدهش. كان عليه نقوش بتجنن. وعلى الطرف التاني من السجادة كان في درج صغير – بس تلات أربع درجات. بيوصلوا لكرسي أكبر بعد. هالكرسي أكيد كان محشي إسفنج. كان شكله كتير أنيق وفخم. كانت الغرفة حلوة لدرجة إني كنت عم بتأملها حتى بحلمي. لما وعيت إنه ما في حدا بالغرفة غيري، بلّشت حس بالوحدة. بفرنسا، نحنا الرفقة دايماً سوا، حتى بالأحلام!
      
      لما كنت عم فكّر بمدينتي – باريس، الباب الكبير فتح. دخلوا ميات الأشخاص وصاروا بصف. الرجال كانوا شكلن غير. كانوا أغمق باللون وعندهم لحى سودة. ما قدرت شوف شعرن كله من ورا الطواقي الغريبة والمزخرفة اللي لابسينها. بس شعرن كان أطول. كانوا رجال بس لابسين مجوهرات فخمة – قلايد، خواتم، أساور، وحتى حلق! المجوهرات كانت بتجنن – مليانة أحجار كريمة. كانوا لابسين تياب غريبة – قميص طويل ولامع بكمام كاملة بألوان ونقشات أنيقة، وبناطيل ضيقة. كعوبهم كانوا غير شكل، ألوانها فاتحة، وبأشكال مختلفة من قدام. كل واحد منهم كان حامل علب بأحجام كتيرة. كل شي شفته كان كتير أنيق ومضيء. الناس كانوا عم يحكوا بس ما قدرت اسمع شي، يمكن لإني ما كنت موجودة هناك.
      
      بعد شوي، باب مخفي فتح من ورا الكرسي. كان مخبى لدرجة إني ما قدرت أكتشفه قبل. عيون كل الرجال الموجودين توجهوا نحوه. دخل رجل ومعه تلات نسوان. النسوان كانوا لابسين تياب راقية، أنيقة، وفخمة، وما كانوا أقل من إلهات من السما. كان في غطاء خفيف على روسهن. الرجل وقف قدام الكرسي والنسوان وقفوا قدام الكراسي اللي جنبه. بعدين، كل الرجال حنوا والرجل قعد. كان شكله كبير بالعمر، عنده لحية بيضا وفيها بس كم شعرة سودة. كان لابس عمامة كتير مزخرفة. كان في تجاعيد على وجهه. كان لابس مجوهرات زيادة عن اللزوم. باقي الأشيا كانت متل باقي الناس بس هو كان شكله أغنى وأنيق أكتر، ووجهه كان عم يحكي إنه عنده إصرار كبير، ثابت، وقلبه قاسي. ما كان حلو شوفه. كان عم يحرك إيده فوق لحيته كإنه عم يتأمل حاله. كان كتير طويل وسمين شوي. كان عنده شي كبير مدسوس حد خصره. وكان عنده ابتسامة غريبة على وجهه.
      
      واحد واحد، الناس اللي واقفين بالصف سلموا على الرجل، عطوه العلبة، ومشوا – عم يرجعوا لورا لمسافة قصيرة. هلق أكتر من ألف شخص سلموا على الرجل. بلشت إزهق. ليش كنت عم شوف هالمسرحية كحلم؟ بعد شوي، رجل بالصف لفتلي انتباهي. حسيت بإحساس مختلف بعد ما شفته. كل الرجال التانيين كانوا مبينين مبسوطين أو ممتنين لوجودهم قدام هالرجل، بس هيدا كان عنده تعبير حاد على وجهه. كان مبين إنه مش مهتم باللي عم بيصير. حسيت بإحساس إيجابي بعد ما شفته. لو ما كنت دققت فيه منيح، ما كنت عرفت إنه طريقة لبسه وعمامته كانوا مختلفين. كان معه صبي صغير – عمره شي 8-9 سنين. كان شكله ذكي وماسك إيد أبوه بقوة. الرجل كان عم يحكي مع حدا بطريقة قاسية. فجأة، مسك إيد الصبي بقوة وترك الغرفة. الحراس حاولوا يوقفوه بس ما قدروا.
      
      حسيت كتير حلو بعد هالحادثة و طاخ! دُب!
      
      ----
      
      فقت على صوت دوي ضخم، فتّتلي حلمي. ما عرفت شو كان، وين كنت، ولا مين كانوا هالناس. بس حسيت بشعور غريب، شي ما بقدر حتى أوصفه بالكلمات.
      
      المهم، الساعة تقريبًا 3:05 بعد نص الليل. عم حاول نام بس ما عم بقدر من كتر الحماس إني بمومباي ببيت خالي. جينا من محل كتير حلو – باريس بفرنسا. أنا مع أختي جولييت، وصديقتي الغالية أديلين، وأخوها الشاطر رافائيل. أخيرًا، عنا عطلة كبيرة كتير – 3 شهور. أهلنا سمحولنا نزور خالي اللي عايش بمومباي. كان عنا رحلة على دبي ومن هناك، رح نوصل مومباي بالبحر بعد 6 أيام! بس حاليًا، حاسة حالي بلا أي حماس.
      
      صرلنا على هالباخرة المنعزلة، المعزولة، المهجورة 25 يوم كامل!
      
      يعني 25 ضرب 24 ساعة!
      
      يعني كمان 25 ضرب 24 ضرب 60 دقيقة!
      
      أختي جولييت عم تشخر على التخت الفوقاني بالسرير الطابقين، فوقي بالزبط. ما في أبدًا حدا أتواصل معه.
      
      لا!!! كيف بقدر إنسى أديلين! هيي الشخص الوحيد على هالباخرة اللي رح تكون واعية بهالوقت. خليني شوف إذا موجودة...
      
      بسرعة كتبت كلمة مروري ******** وفتحت الآيفون المستعمل تبعي وبعتلها رسالة:
      
      "مرحباً"
      
      "إلى اللقاء. لازم تكوني نايمة هلأ. البشر لازم يناموا على الأقل 8 ساعات باليوم ليكونوا بصحة منيحة."
      
      "مرحباً! هل أنت صديقي الغالي رافائيل محب العلوم؟"
      
      "تخمين جيد يا عزيزتي! ليلة سعيدة."
      
      "مرحباً! أختك واعية؟"
      
      "هي ما بتنام أبدًا."
      
      "فيك تقولها تجي على سطح الباخرة الساعة 3:15؟"
      
      "رح حاول."
      
      "رجاءً..."
      
      "أديلين مش متصلة هلأ."
      
      "يا عزيزي أليستير، هل جولييت واعية؟"
      
      "لا. هي مش واعية."
      
      بالآخر، سكرت محادثتنا. رفيقي الغالي، رافائيل، دايماً مميز بالنسبة إلي. بس أفكاره العلمية عن أي حدث مبني على العلم، أو أي حدث عشوائي، مزعجة.
      
      طلعت على تلفوني وشفت الوقت. كنت بحاجة إني استعجل. كانت الساعة 3:14 بالفعل!
      
      
      
      
      كنت ناطرة أليستير بلهفة. كالعادة، كان متأخر وخلاني أنطر. في أشيا ما بتتغير أبدًا! شفت خيال عم يتحرك وبعده أليستير عم يركض.
      
      "أنا آسف، تأخرت... بس المذنب هو راف... ضل يحكي معي وهيك تأخرت."
      
      "مرحباً أليستير."، قلت بنبرة هادية كتير.
      
      "مرحباً."، رد التحية.
      
      "ليش ناديتني لهون بهالليل المتأخر؟!" سألت.
      
      "بس لنلقي نظرة على الزهرة..." جاوبني.
      
      طلعت فيه نظرة مذهلة.
      
      "عنجد!؟" حكيت بصدمة.
      
      "إيه... ما حبيتي مفاجأتي؟" سأل، وصار حزين.
      
      "لا... منيح... رائع!" قلت، وعم خبي خيبة أملي. كنت عم شوف قناتي المفضلة على تلفوني وهو ناداني لهون بس لأشوف كوكب بشوفه كل يوم بين النجوم اللي ما إلها عدد... "بتعرف وين الزهرة بين المليون مليار شي عم يلمع...؟" سألت وشفت وجهه المحتار.
      
      "بالواقع... لا. فكرت إني بقدر اكتشفها بس.." كان عم يحاول يخبي إنه ما بيعرف.
      
      "شوف، هيي هنيك." أشرت على الكوكب وكملت، "الزهرة هيي الأسطع بين كل الكواكب. لهيك، غالبًا بتنخلط مع النجوم. هيي الكوكب التالت من الشمس. يومها أطول من سنتها. سطح الزهرة ما بينشاف من ورا الغيوم الكثيفة. هيي نجم الصبح ونجم المساء. بتسمى كوكب الأرض التوأم لإنهن تقريباً نفس الحجم."
      
      "أديلين... إنتِ رائعة! من وين تعلمتي كل هاد؟" سأل.
      
      "أليستير، تعلمناه السنة الماضية بالجغرافيا..."
      
      "آه... بس في شي ناقص. الزهرة هيي آلهة الجمال الإيطالية." ذكر أليستير وضليت ساكتة.
      
      مرق عشر دقايق وكنا ساكتين. كنا بس عم نتطلع على الكوكب. رافائيل إجا. وعيت لهالشي بس أليستير كان بس مشغول بالتحديق. "شو الأخبار؟!" حكى بصوت عالي كتير. جولييت إجت وراه.
      
      "عم تشوفوا هاد؟! صرخت جولييت بدهشة كبيرة.
      
      "شو جولييت؟" حكينا نحنا التلاتة سوا.
      
      "هالشي اللي عم يلمع... بالمي.." حكت جولييت بخوف.
      
      لوينا روسنا بالاتجاه اللي كانت جولييت عم تأشر عليه. قدرنا نشوف شي عم يشع ضو بمية البحر.
      
      كنا بس عم نتطلع عليه وهو عم يقرب ويقرب أكتر...
      
      "يا جماعة! لازم نعمل شي! عم يجي لعنا..." قال أليستير.
      
      "أليستير، نحنا كمان عم نروح نحوه. هاد اسمه النسبية. اكتشفه ألبرت أينشتاين." بلّش أخي الغبي يعطي محاضرات.
      
      "وقف عنك!" صرخت جولييت ووقف.
       
      

      وسط سبع رجالة - رواية مراهقة

      وسط سبع رجالة

      2025, تريزا عبدالمسيح

      شبابية

      مجانا

      انضمت فجأة لفرقة "إنهايبن" المكونة من سبع شباب، وهما كانوا فاكرين الموضوع مقلب في الأول. بتورينا إزاي ليليا بتثبت نفسها كراقصة ومغنية موهوبة، وإزاي بتحاول تتأقلم مع كونها البنت الوحيدة في الفرقة. الرواية بتسلط الضوء على تحدياتها في إثبات ذاتها، وبتوريك اللحظات الكوميدية والعلاقات اللي بتبدأ تتكون بينها وبين الأعضاء، خصوصاً نيكي وجونجون اللي بيكتشفوا موهبتها بدري.

      ليليا

      بنت عندها 16 سنة، دخلت فرقة "إنهايبن" كالعضوة التامنة. ليليا قوية وموهوبة في الرقص والغناء، وبتثبت نفسها رغم إن الأعضاء في الأول كانوا فاكرين إنها مقلب. شخصيتها مستقلة ومبتحبش إن حد يقلل منها عشان هي بنت. عندها حس فكاهة واضح، وبتحاول تتأقلم مع الحياة الجديدة اللي كلها شباب.

      جونجون

      واحد من أعضاء "إنهايبن"، وأول واحد اكتشف موهبة ليليا في الرقص. جونجون شخص هادي وملاحظ، وبيكون من أول الناس اللي بتصدق إن ليليا بجد جزء من الفرقة.

      نيكي

      العضو الأصغر في الفرقة (في نفس سن ليليا تقريباً)، نيكي بيكون فضولي جداً بخصوص ليليا وموهبتها. هو كمان من أوائل اللي بيصدقوا في ليليا وبيعجب بقدراتها، وبيكون مرح ومتحمس.
      تم نسخ الرابط
      وسط سبع رجالة - رواية مراهقة

      "أخيرًا طلعنا على المسرح."
      
      سمعت الأعضاء وهما بيدخلوا. سمعت شهقاتهم وهما بيتفرجوا على السكن وبيدخلوا كل أوضة. أنا بقى طبعي كده، استخبيت تحت البطانية على سريري، اللي كان السرير اللي فوق جنب الشباك في آخر الأوضة. سمعت الباب بيتفتح والأنوار بتشتغل.
      
      "ياااه.. هنا اللي هننام فيه." واحد منهم قال. بصيت شوية من تحت البطانية من جنب سريري، شفت إيد، وده خلى عنيا تتفتح على آخرها.
      
      فجأة، ولد بيشد نفسه لفوق وأول ما بيشوف جسمي المستخبي تحت البطانية، بيصرخ وبيسيب إيده.
      
      من غير ما أفكر، مسكت إيده وشديته تاني عشان ما يتأذاش، وبعض الأعضاء التانيين صرخوا لما شافوني وأنا بكشف عن نفسي.
      
      "أنتوا أخيراً وصلتوا." ابتسمت لهم كلهم وهما بيبصولي بصدمة. "ايه ده.. أنتي مين؟" الشاب اللي كان هيقع سألني، وأنا سبت إيده وقعدت كويس، ظبطت شعري وبعدين اتنهدت.
      
      "أهلاً يا جماعة." ابتسمت، وحنيت راسي وأنا قاعدة قبل ما أبص عليهم تاني.
      
      "أنا كيم ليليا، العضوة التامنة في إنهايبن."
      
      
      
      زي ما كنت متوقعة، بصولي كأني مجنونة. واحد منهم بدأ يضحك والباقيين ضحكوا معاه بكسوف.
      
      "ما تتوقعوش إني أقولكم أوبا، أنا أسترالية وعشت مع فانز الكيبوب اللي بيقولوا 'يا تايهيونج أوبا بتاعي' وده رعبني طول حياتي." قلت لهم قبل ما أبص على الشاب اللي سادد طريقي عشان أقوم من السرير.
      
      "استني أنتي مش بتهزري..."
      
      "أنت هيسونج صح؟" سألته فهز راسه، ونزل من السلم ورجع لورا. "أيوه يا هيسونج، أنا مش بهزر. أنا البنت الوحيدة في فرقتكم، ممكن تعاملوني زي الولاد ومش هزعل. بس فيه حدود، مش عايزة أتربط بأي حد فيكم."
      
      "واو، دي بتدخل في الموضوع على طول."
      
      "أيوه يا جاي، كبنت صغيرة كان لازم أثبت طول الوقت إن كوني بنت ده مش معناه إني أقل من الراجل وده اللي علمني." ابتسمت قبل ما أشق طريقي ناحية الباب. "اختاروا سرايركم، أنا هعمل الأكل."
      
      سمعتهم بيوشوشوا إنها مقلب، وكنت عارفة إنهم هيفتكروا كده، بس أنا لازم أثبت نفسي تاني.
      
      "أنتوا موافقين على رز مقلي؟ لسه مجبتش طلبات كتير!" صرخت وأنا مستنية الردود. سمعت شوية "أه" فبدأت أطبخ الرز. بعد ما غسلته وحطيته في حلة الرز، بدأت أقطع الخضار.
      
      فجأة كلهم دخلوا وقدموا نفسهم كأني مديرة عليهم وبعدين فضلوا باصينلي.
      
      "يعني... أنتي جد؟" رفعت راسي وبصيت على جاي وهزيت راسي. "أنتوا ممكن تفتكروا إنه مقلب، بس مع الوقت هتشوفوا إنه مش مقلب."
      
      "محتاجة مساعدة؟" جونجون سألني فهزيت راسي. "ممكن تجيب جزرتين وتبدأ تقطعهم مكعبات؟" سألته فهز راسه، وبص حواليه ولقى كل حاجة قبل ما يبدأ. "طيب سنك كام؟"
      
      "خمستاشر."
      
      "واو أصغر مني!" نيكي قال وأنا وقفت ثانية قبل ما أهز راسي. "آسفة أنا قلت سني الدولي، أنا عندي 16 سنة. نفس سنك بس أكبر منك بكام شهر." قلت له وسمعت شوية "واو".
      
      "كنت فاكر إنك نفس سني..." سونجهون قال وأنا هزيت راسي. "أنا مش طويلة، بس أنا طويلة بالنسبة لسني وبتصرف أكبر من سني مش كده؟" سألتهم وكلهم هزوا راسهم. سألوا أسئلة عشوائية وأنا بدأت أقلي المكونات والفراخ اللي مستوية نص سوا.
      
      "يبقى أنتي أسترالية كمان؟" أعتقد جيك سأل بما إنه قال 'كمان' وهزيت راسي قبل ما أبص عليه تاني. "اتولدت وتربيت في ميلبورن، نقلت هنا من حوالي سنة."
      
      "بتوحشك؟"
      
      "طبعاً، سبت كل أصحابي وعيلتي هناك. بس فيه سبب إني نقلت هنا." قلت وأنا حلة الرز بتصفر.
      
      خلصت الأكل بسرعة وهما كلهم كانوا بيتكلموا براحة، قدمت لهم الأكل وأكلت بهدوء وهما بيضحكوا مع بعض. بسرعة نيكي وأنا اتطلب مننا نروح أوضتنا لأننا كنا صغيرين على إننا نظهر في التلفزيون في وقت متأخر كده، فجهزنا للنوم ورحنا سرايرنا.
      
      "هاه..." نيكي فجأة طلع على السرير اللي جنبي وقعد هناك، وفضل باصصلي. "أيوه...؟" سألته فمال راسه. "يعني أنتي جد بجد؟" سألني فهزيت راسي. "أنتي رابر ولا مغنية ولا راقصة...؟" سأل، وعينيه كانت مليانة فضول وهو بيحاول يفهم إزاي فجأة الفرقة اللي كانت كلها ولاد بقت مختلطة.
      
      "أنا راقصة ومغنية." قلت له فبدأ يتحمس. "تمام، بما إنه مفيش مكان نرقص فيه هنا، غني حاجة." قال وأنا رفعت حاجب. "عشان أثبت إني بجد في الفرقة دي...؟" سألته فهز راسه.
      
      "تمام... إيه الأغنية؟"
      
      "أغنية اختبار الأداء بتاعتك." قال وأنا هزيت راسي، ونزلت من على سريري وطلعت حاجة من تحت السرير اللي تحت. "إيه اللي أنتي..." نيكي سكت بس فهم لما شافني بطلع جيتار. حطيته على السرير وطلعت مكاني.
       
      
      
      بدأت أعزف الجيتار قبل ما أبدأ أغني.
      
      شروق الشمس وأنتِ على صدري
      مفيش ستاير في المكان اللي عايشة فيه
      شروق الشمس افتحي عينيكِ
      عشان ده كان مقدرله ليلة واحدة بس
      ومع ذلك، بنغير رأينا هنا
      كوني حبيبتي، كوني عزيزتي
      قريبة منكِ بشفاهي
      أنوفنا تلمس بعضها، أحس بإنفاسك
      ادفعي قلبك وابتعدي، أيوه
      كوني صيفي في يوم شتوي يا حبيبتي
      مش شايفة أي حاجة غلط
      بيننا إحنا الاتنين
      كوني لي، كوني لي، أيوه
      في أي وقت، في أي وقت
      
      بدأت أغني "فولين أول إن يو" لشون مينديز. في نص الأغنية وقفت أغني وبصيتله، عينيه كانت واسعة. بدأ يسقف بابتسامة قبل ما يطلع حاجة من جيبه.
      
      "خدِ." مسك معصمي ولبسني أسورة سودة مصنوعة يدوي، شد الخيوط عشان يضيقها وابتسم. "سنو هيونج وأنا عملناها للأعضاء وعملنا واحدة زيادة للعضو السري، اللي هي أنتي." ابتسم وأنا ابتسمت كمان، فيه حد صدقني دلوقتي.
      
      "آسف لو أخدت وقت، كلنا كنا فاكرين إنه هيكون ولد لأنهم عمرهم ما قالولنا إنه ممكن تكون بنت كمان. بس دلوقتي لما بفكر فيها، هما عمرهم ما قالوا إنه هيكون ولد برضو..." سكت وأنا هزيت كتفي.
      
      "فاهمة، فما تقلقش."
      
      "ليه اخترتي تكوني في فرقة مع ولاد بدل بنات تانيين؟" سألني وأنا هزيت كتفي بس. "أنا بفضل الرقصات اللي بيعملوها لفرق الولاد، هما دايماً بيقللوا من فرق البنات ومهارتهم في الرقص." قلت بصراحة وهز راسه، موافقني.
      
      "شفت راقصات كتير شاطرين جداً، بس الشركات مش بتخليهم يبرزوا موهبتهم." ضاف وأنا هزيت راسي. "عموماً، أنا بتمرن طول اليوم فمجهدة، هروح أنام." قلت له فهز راسه، ونزل من السرير اللي جنبي وراح على السرير اللي فوق قصاد سريري.
      
      "مش ده سريرك...؟" سألته وأنا بشاور على السرير اللي كان قاعد عليه فهز راسه. "قعدت هنا عشان ده أقرب واحد، بس لا ده سرير جونجون." قال وأنا هزيت راسي، واستريحت في ترنجي وتيشرتي الواسع. "تصبح على خير." تمتمت قبل ما أغمض عيني.
      
      
      
      
      
      ليليا
      
      7:00 الصبح
      
      الولاد كلهم كانوا لسه نايمين، نومهم تقيل أوي. مش هيصحوا قريب... صح؟ عشان كده لما صحيت، أخدت هدومي ورحت على طول للحمام عشان أغير. مكسلتش أخد دش عشان كنت ناوية أستحمى بعدين. غسلت سناني ورحت المطبخ، أكلت شوية كورن فليكس قبل ما أروح أوضة التليفزيون/أوضة التدريب على الرقص عشان كانت واسعة.
      
      7:15 الصبح
      
      أكيد مش هيكونوا صحيوا...
      
      حطيت تليفوني على الأرض، وشغلت أغنية "لايتس أوت" لـ "صن آند آيل" وبدأت أعمل تصميم الرقصات اللي كانت بتعملها بنت اسمها بيلي سوك في لوس أنجلوس. عليت الصوت لدرجة أقدر أسمعها، بس متصحيش الأعضاء.
      
      غمضت عيني وبدأت أرقص على تصميم الرقصات اللي كنت فكراها.
      
      في الآخر وقفت مكاني، عيني مغمضة وأنا بسمع الموسيقى بتخلص.
      
      "واو..."
      
      فتحت عيني فجأة.
      
      وجهة نظر جونجون
      
      أنا محتاج أعمل حمام بجد.
      
      عيني كانت نص مغمضة وأنا قعدت على سريري، نفشت شعري قبل ما أبص حواليا على باقي الأعضاء، وبعدين عيني راحت على السرير الفاضي اللي جنبي.
      
      مادققتش أوي، فنـزلت من السلم ومشيت ناحية الباب اللي كان... مفتوح بالفعل؟ سمعت موسيقى وأنا بخرج فوقفت في نص طريقي وبصيت حواليا، قبل ما أشوف ليليا وعينيها مغمضة وهي بترقص لوحدها.
      
      هي مذهلة...
      
      اتفرجت عليها وهي بتخلص ببطء، عينيها لسه مغمضة وهي واقفة مكانها، بتاخد أنفاسها.
      
      "واو..." تمتمت، مخدتش بالي لحد ما فتحت عينيها وبصتلي. "أهلاً." تمتمت بابتسامة خفيفة وهي بتوطي على الأرض وتاخد تليفونها، وقفت الموسيقى اللي كانت شغالة على الأغنية اللي بعدها.
      
      "أنتي راقصة شاطرة." قلتلها بصراحة وهي ابتسمت. "لسه عايزة أتحسن كتير، بس شكراً." حنت راسها شوية قبل ما تبص في تليفونها.
      
      "الساعة 7 الصبح... ليه صحيتي؟" سألتني وفجأة افتكرت ليه. "آه... كنت محتاج أروح الحمام." ضحكت بخفة قبل ما أمشي ببطء وأروح للحمام.
      
      
      
      
      
      ليليا
      
      ضحكت بهدوء كده قبل ما أقعد على المخدة اللي كانت على الأرض، قعدت أقلّب في تليفوني قبل ما تجيلي رسالة.
      
      طفل بالمعنى الحرفي.
      
      مرحباً أنا عارف إنك صاحية
      وغالباً فاضية فإزيك؟ اتأقلمتي؟
      
      إزاي عرفت إني صاحية، الساعة ٧ الصبح
      
      لأنك دايماً بتصحي بدري
      عشان ترقصي لوحدك قبل ما
      تعملي أي حاجة عندك.
      
      ...
      تمام أنا كويسة..؟
      أعتقد واحد بس منهم صدق
      إني معاهم في الفرقة.
      فاكرين إنه مقلب.
      طيب قوليلهم عني
      وممكن يصدقوكي؟
      لو قلتلهم عنك
      هيعتقدوا بجد إنه مقلب يا برو.
      هتكلم معاهم أنا بقى، لما
      يصحوا كلميني وأنا
      هتكلم.
      مش عايزة يعرفوا
      أنت مين.
      ليه لأ؟
      عشان هيفتكروا
      إني دخلت بسببك.
      طيب قوليلهم إنك
      اضطريتي تثبتي نفسك
      أكتر بسببي.
      أنا كويسة، واحد منهم
      صدقني فإحنا هنستنى.
      تمام طيب بالتوفيق.
      شكراً.
      
      تعالي بيتي لما
      تقدري، أمي هتعملك
      أكلك المفضل.
      أيوه، عمتي قالتلي خلاص.
      
      تمام هشوفك قريب بقى؟
      أكيد. مع السلامة.
      
      حطيت تليفوني ونفخت. أكيد مكنتش هكمل رقص، إحساس إن واحد منهم بس بيراقبني وأنا برقص مريحنيش. مكنتش مرتاحة معاهم كفاية عشان أوريهم إيه اللي أقدر أعمله وإيه اللي مقدرش. حالياً يقدروا يتخيلوا بس.
      
      شفت جونجون وهو ماشي للأوضة وأعتقد إنه رجع ينام. بعد كذا دقيقة شغلت موسيقى هادية عشوائية، فردت رجلي ووطيت لقدام، لمست صوابع رجلي وأنا مناخيري لمست ركبي.
      
      بعد كذا دقيقة من التمارين حسيت بملل فقررت أجهز وأستحمى. مشيت على أطراف صوابعي في أوضة النوم والولاد السبعة كانوا بيشخروا بهدوء، جبت شنطتي اللي كانت في الدولاب وطلعت شوية هدوم.
      
      مشيت للحمام وقلعت هدومي، بصيت لنفسي في المراية. بصيت لشعري الطويل والغامق اللي كان مموج طبيعي، وعيني الغامقة، شكلها كان أكبر بما إن أبويا أسترالي، أعتقد إن كان عندي شفايف ومناخير متوسطة الحجم، والنمش بتاعي اللي دايماً كانوا بيقولولي أخبيه.
      
      جسمي... عمري ما عرفت أفكر فيه إزاي. كل الناس كانوا بيقولولي إني رفيعة جداً وجميلة وإزاي خلاص كبرت ومبقاش عندي خدود بيبي، بس الحفاظ على جسم الكل بيتوقعه مكنش سهل.
      
      لفيت وشي عن المراية وربطت شعري كحكة، دخلت الدش واستحميت. بعد ما خلصت غيرت هدومي، لبست ترنج رمادي، سويتر أسود قصير بس مش قصير أوي، الجو هيكون تلج النهارده.
      
      أخدت هدومي القديمة، حطيتها في كيس بلاستيك قبل ما أحطها في شنطتي العادية عشان أغسلها بعدين لما يكون عندي هدوم أكتر أغسلها.
       
      
      
      وأنا خارجة من الأوضة، والولاد السبعة لسه نايمين، سبت شعري ونزلت الطاقية بتاعتي (البونيه)، مسكت تليفوني واتنهدت من الملل.
      
      طفل بالمعنى الحرفي
      
      يا ليليا، قالولنا إمبارح
      إننا هنروح الشركة النهاردة. هتكوني
      هناك؟
      
      لو رايح الصبح،
      أيوه.
      
      يبقى ممكن أشوفك،
      متمثليش إنك تعرفيني.
      بس عندي هدية ليكي.
      
      أنا--
      شكراً.
      بس بجد مكنش ليه لزوم.
      
      مش فارقلي هلاقي
      هلاقيكي النهاردة وهديها لك.
      
      ...
      متمثليش إنك شاكة.
      عموماً أنا زهقان و
      الكل نايم.
      
      مكالمة فيس تايم واردة من "طفل بالمعنى الحرفي".
      
      "ليه-" قاطعني ضحكة. "عندي وقت فاضي." قال وأنا ماشية لأوضة التلفزيون اللي رقصت فيها قبل كده، وقعدت ساندة على الحيطة. "عندك أي أسئلة؟" سألني فهزيت كتفي، ظبطت الكاميرا عشان يشوفني كويس.
      
      "أنا عارفة إنك مش هتعرف بجد... بس تفتكر هيكون إزاي بالنسبة لي...؟ أنا البنت الوحيدة في فرقة مختلطة كلها ٧ شباب." سألته فقعد مكانه، بيفكر شوية قبل ما يهز كتفه. "طيب تخيلي إزاي هيكون لو بنت انضمت لفرقتك."
      
      "آه، ده هيكون غريب."
      
      رد فعله السريع خلاني أضحك. "هخاف إن واحد من الأعضاء ممكن يعجب بيها لو هكون صريح." قال وأنا كتمت ضحكة. "إيه؟" لاحظ وشي. "أنتوا كلكم مثليين يعني إيه اللي بتقوله ده."
      
      "إيه!"
      
      "أنا بكذب؟"
      
      "... بعضنا ثنائي الميول..."
      
      "أغلبكم مثليين بس، متكدبش حتى. أنتوا كلكم بتحبوا بعض." كدت أضحك بصوت عالي لما شفت وشه المغلوب. "الوضع اللي حاطة فيه تليفونك ده شكله زي بث مباشر."
      
      "إزاي عرفت شكل بث مباشر بتاعي."
      
      "أنا معجب يا صاحبي، يعني يمكن لما أشوفها أنت بقفل، بس أعضائك التانيين..." ابتسمت وعينيه وسعت. "أنت طفل."
      
      "السن مجرد رقم."
      
      "أنا هقفل الخط!"
      
      "أنا بهزر يا صاحبي، بعد ما عرفتني عليهم شكلهم إخوة جذابين ومخيفين...؟" سألت عن اللي بقوله بس هزيت راسي بطريقة غريبة عشان ده كان غريب. "هتجاهل ده."
      
      "أنا كمان." رديت وضحكنا إحنا الاتنين.
      
      موظف دخل فجأة وبص لي لثانية قبل ما يميل راسه. "أنتي جاهزة خلاص...؟" الراجل قال وأنا هزيت راسي، دورت وش تليفوني بعيد عشان ميشوفوش مين اللي بتكلمه.
      
      "ممكن تصحيهم؟" سألني وهزيت راسي، اداني ابتسامة ومشى. "يا صاحبي، لما أقول صرخ ممكن تصرخ عشاني؟" سألته فضحك. "يعني أنا المنبه بتاعك؟" سألني وهزيت راسي.
      
      مشيت لأوضة النوم وحطيت تليفوني على أعلى صوت قبل ما أبص عليه. "اصرخ."
      
      "اصحوا يا عيال يا صُغار، عايزين تتطردوا في أول يوم شغل ليكم؟ متخلوش الست دي تستنى، هي مستنية خلاص—"
      
      المكالمة انتهت.
       --- يتبع
       
      

      طالبة مراهقه

      طالبة مراهقه

      2025, Jumana

      رواية رومانسية

      مجانا

      مراهقة حملت وهربت بطفلين من أبوها اللي كان بيضربها. في عز صراعها عشان تعيش وتوفر لأطفالها، قابلت تايلر، راجل شكله وسيم ومختلف عن كل اللي شافته، وده فتح باب جديد في حياتها يمكن يكون فيه أمل وفرصة للحب، بس ده بيصدمها لأنها متعرفتش على نوع الإحساس ده قبل كده. قوية وعندها غريزة أمومة بتحركها عشان تحمي إخواتها الصغيرين

      كريستين

      مراهقة عندها 17 سنة، بتعاني من حياة صعبة ومشاكل كتير. أبوها بيضربها وعاشت ظروف قاسية، وكمان اتعرضت للاغتصاب وحملت. بالرغم من كل ده، هي قوية وعندها غريزة أمومة بتحركها عشان تحمي إخواتها الصغيرين وتوفرلهم حياة كريمة.

      تايلر

      شاب وسيم ومحترم بيظهر في حياة كريستين فجأة وبيساعدها. هو شخصية جديدة بتدخل حياتها وبتحاول تخرجها من الألم اللي هي فيه، وبتخليها تحس إنها جميلة ومهمة.

      سييرا

      الأخت الصغرى لكريستين، وعندها 3 سنين. هي سبب قوة كريستين وإصرارها على الصمود، وكريستين بتعتبرها زي بنتها وبتعمل أي حاجة عشان تحميها.

      كاري

      الصديقة الوحيدة لكريستين، وهي كمان أم مراهقة. كاري بتحاول تساعد كريستين وتدعمها، وبتحاول تخليها تهتم بنفسها وتخرج من المود الكئيب اللي هي فيه.
      تم نسخ الرابط
      طالبة مراهقه

      تحذير: القصة دي عن علاقة عاطفية بين طالبة ومدرسها، وفيها إساءة وحاجات تانية مش مناسبة لكل القراء. لو حسيت إنك متضايق أو غضبان بأي شكل، وقف قراية فورًا! القصة دي مش معموله عشان تأذي أو تضايق حد، هي بس للترفيه.
      
      ولو عندك أي اقتراح للقصة، متتكسفش تكتبه في التعليقات تحت. أنا هقرا كل تعليق وهفكر في اقتراحك.
      
      شكرًا،
      Jumana
      استمتع
      
      ________
      
      المقدمة...
      (عشر شهور فاتوا...)
      
      "يا بنت الكلب. يا بنت الكلب!" أبويا زعق في وشي قبل ما يرميني على السلالم. حطيت إيدي على بطني، وغريزة الأمومة اللي جوايا اشتغلت.
      
      لما بتقولي لأبوكي إنك حامل بقالك شهر، كل مراهقة بتبقى عارفة إن أبوها هيتضايق، بس حالتي أنا كانت مختلفة شوية.
      
      من ست سنين، أختي الصغيرة اتولدت. كان مفاجأة حتى إننا نعرف إن أمي حامل، خصوصًا إن أمي كانت في أواخر الأربعينات وقتها، بس أنا وأبويا كنا طايرين من الفرحة بالخبر. بعد تسع شهور، أمي جالها آلام الولادة. أنا وأبويا روحنا المستشفى واحنا مبتسمين، ولما الدكتور خرج كان شايل بيبي في بطانية بمبي، بس كان وشه مكشر. ليه مكشر وهو لسه جايب روح جديدة للدنيا؟ أنا استغربت وقتها.
      
      أمي ماتت وهي بتولد أختي.
      
      أبويا اتحطم وأنا اتصدمت، الست اللي وعدتني إنها مهما حصل هتفضل موجودة كدبت. مكنتش موجودة جنبي، وأنا كان عندي إحدى عشر سنة بس. من وقتها أبويا كان بيضربني ويشتمني ويقولي إني مليش أي قيمة وإني كان المفروض أنقذ أمي، بس أنقذها من إيه؟ من إنها تجيب أختي للدنيا؟
      
      كان كلام فارغ أنا عارفة، بس هو كان دايماً سكران، فطبعاً كلامه كان عبيط، بس كونه سكران كان معناه ضرب أكتر من العادي، وكان بيوجع أكتر بكتير. لسبب ما، مهما ضربني وشاتني وبهدلني ورزعتني على السلالم، الموت مكنش بييجي. أحياناً كنت بقع على الأرض مليانة دم وأدعي ربنا ياخد روحي، بس بعدين كنت بسمع صوت البيبي الصغير وهو بيعيط، وكنت لازم أقوم. أبويا كان هيأذي البيبي البريء لو فضلت تصرخ، وأنا مكنتش هسمح بده. هي كانت زي بنتي.
      
      فعشان كده، كنت بتحمل الضرب عشان الطفلة دي تلاقي أكل وسقف يحميها، لأن أختي كانت زي بنتي، وكنت بحبها. مكنتش هسيبها تجوع أو تعيش في المطر، ومكنتش عايزة حد تاني معاها غيري أنا بالذات. ممكن ده يبان أناني، بس أنا كنت بحميها. كنت بتحمل الضرب عشانها، ولو اتخذت مني مكنتش هقدر أحميها. افتكرت حياتي مش ممكن تسوء أكتر من كده، بس كنت غلطانة.
      
      في المدرسة، كان فيه رياضي كورة أمريكية اسمه جوش كاسيدي. كان وسيم أوي وكامل أوي. على الأقل ده اللي كنت بفتكره. الظاهر إن جوش وصحابه كانوا بيتريقوا عليا. قالوا لكل الناس إني بلاحقه، وفي يوم كنت رايحة الحمام في المدرسة وهو وصحابه شدوني لجوة مخزن عامل النظافة و... حسناً... هو اغتصبني وصحابه كانوا ماسكيني وبيضحكوا. قالولي إني كويسة بس وانا نايمة على ضهري. مين يقول كده لبنت؟ لأ، مين يعمل كده لبنت؟
      
      بعد ما هو... خلص، حسيت إني وسخة ومقرفة ومكسوفة و... وكرهت نفسي، لأ أنا كرهتهم! كنت عايزة حياتي تخلص، بس بعدين جاتلي أفكار. مين هيعتني بأختي؟ مين هيعتني بأبويا؟ أنا عارفة إن ده يبان غبي بعد اللي عمله فيا، بس مكنتش عايزاه يموت، هو لسه أبويا. فقمت من على الأرض ومشيت لفصلي كأن مفيش أي حاجة غلط. مش عشان حد هياخد باله أصلاً، أنا مكنتش مشهورة ولا محبوبة، بس محدش كان شايف ألمي ولا دموعي في عيني؟ حتى صاحبتي الوحيدة مخدتش بالها.
      
      على العموم، دي كانت طريقتي عشان أوصل لهنا. كنت مرمية على الأرض بعد ما وقعت على السلالم، ماسكة بطني وبعيط، أبويا كان مشي وراح بار، وأختي جت جارية على السلالم وهي بتعيط. لمست شعري وبطني.
      
      "كريستين، والبيبي؟" سألت بصوتها الناعم بتاع تلات سنين. كانت شكلها ملاك بشعرها الأشقر وعينيها الزرقا. كانت لابسة فستان أبيض شكله ملائكي تقريباً، بس الدموع اللي في عينيها خلتني أرجع للواقع. والبيبي بتاعي؟ هو أو هي كويسين؟ مصلتش لربنا على حاجة بالصعوبة دي في حياتي.
      
      "سييرا، حبيبتي، لازم تطلعي فوق أوضتك، وأنا هطلع في دقيقة." أختي نزلت دمعة ومسحتها بابتسامة. بعدين طلعت السلالم وسابتني على الأرض الساقعة.
      
      "يا رب، أنا عارفة إني مصلتش ليك بقالي فترة، ولما صليت كنت بتمنى الموت بس،" بلعت ريقي بصعوبة وغمضت عيني، "من فضلك متخليش البيبي بتاعي يموت. دلوقتي، أنا هعمل حاجة هتكون صعبة بس أنا محتاجة مساعدتك فيها. آمين." عملت علامة الصليب وأجبرت نفسي أقوم من على الأرض وزحفت على السلالم لحد باب سييرا اللي شفتها قاعدة على السرير بتعيط.
      
      "يا روحي،" قمت من على الأرض وشلتها في دراعاتي، "متعيطيش. أنا هنقذنا." بست راسها قبل ما أبعدها عني ومشيت لدولابها اللي طلعت منه شنطة سفر 'عروسة البحر' بتاعتها وبدأت أرمي هدومها فيها. لما خلصت حطيتها على سريرها، مسكت إيدها وجريت على أوضتي. عملت نفس الكلام وعبّيت هدومي وبعدين دخلت إيدي جوه كيس المخدة وطلعت رزمة فلوس كان فيها أكتر من ألفين دولار من شغلي في محل القهوة اللي كنت مخبياها، وحطيتها في جيبي. مسكت شنطنا أنا وسييرا وجرينا بره.
      
      بعد ما حطيت شنطنا وسييرا في عربيتي القديمة الصدئة اللي زي الخردة، قعدت في كرسي السواق وبصيت لسييرا ورا.
      
      كنت عايزة ألف ورا وأنسى الفكرة دي كلها بس حاجة جوه دماغي همست، "روحي، هتعيشي." وده كان كل اللي محتاجاه وسقت بعيد عن الجحيم.
      
      إيه رأيكم بقى؟ أكمل ولا إيه؟ عرفوني رأيكم إيه! ده محل تقدير، والتصويت كمان. آه، وصورة كريستين وينشستر على اليمين.
       
      
      
       الفصل الأول... الحرية
      بقالي كذا شهر من ساعة ما سيبت أبويا، ولازم أقول إننا كويسين. جبت شقة أوضتين ظبطتها حلو بالفلوس القليلة اللي كانت معايا. بما إني دفعت كل حاجة كاش، أبويا مالقناش، ويا رب ما يلاقناش أبدًا.
      
      على الجانب الحلو، أنا ولدت ولد جميل سليم. اسمه أوستن توماس وينشستر، ووزنه كان حوالي 3 كيلو و800 جرام. كان كله بتاعي، وسييرا كانت طايرة من الفرحة لما شافته. هي بتحب الأطفال، بس كانت بتغير شوية لما بتشوف إنه بياخد اهتمام وهي مبقتش البيبي المدللة، بس عدى شهر وهي حاسة أحسن، وبتحبه عشر أضعاف أكتر من الأول.
      
      لحسن الحظ، لقيت صاحبة في سني كانت هي كمان أم مراهقة، بس هي سابت ابنها للتبني. محبناش نتكلم عن ده ولا عن وضعي أنا. هي كانت مساعدة كبيرة مع عيالي ودايماً كانت بتعرض إنها ترعاهم. زي دلوقتي، هي راعتهم وأنا مشيت للسوبر ماركت بما إني اضطريت أبيع عربيتي عشان فلوس زيادة. اتباعت بـ 500 دولار، مش كتير بس كنت محتاجة الفلوس.
      
      كنت في طريقي للبيت وإيدي مليانة مشتريات وبغني أغنية بينك "بيرفكت".
      
      "غلطت في طريق مرة أو مرتين، طلعت نفسي بالدم والنار.
      قرارات وحشة، ده عادي، أهلاً بيكي في حياتي السخيفة.
      معاملة سيئة، في غير مكاني، مش مفهومة..."
      
      مكنتش مركزة وقبل ما أعرف اللي حصل، اتزحلقت على طوبة وكنت على وشك إني أقع على الأرض، بس إيدين دافية وقوية مسكوني من دراعاتي، ونبض كهربا مشي في جسمي كله.
      
      "انتي كويسة؟" صوت سألني. كان خشن وعميق. فوراً افتكرت أبويا. فكرت إنه هو، فنطيت من إيديه. لما لفيت، شفت إنه مش أبويا، ده كان أحلى راجل شفته في حياتي. شعره كان أشقر ومرفوع، عينيه بني غامق، مناخيره مستقيمة تماماً، شفايفه كانت مليانة لدرجة إنها شكلها يجنن للتقبيل. بصيت على جسمه كله ولقيته لابس فانلة بيضا وبنطلون شورت بتاع كورة سلة، والاتنين كانوا غرقانين عرق. دراعاته ورجليه العضلية كانت مليانة عرق، وكنت بتمنى أكون العرق ده دلوقتي.
      
      "يا آنسة؟" الصوت نادى تاني، وفوقني من تفكيري. "آ-آسفة، أ-أ-أنا مكنتش أقصد." قلت وأنا ببص في رجلي.
      
      "لأ، يا ستي خلاص. مفيش داعي للاعتذار." معرفش ليه، بس أنا اتخضيت من الكلام اللطيف ده. خافني إزاي كان كويس معايا. أبويا عمل كده مرة واحدة بس، وكانت فخ عشان أروح المطبخ وكان معاه أسلحة أكتر يضربني بيها.
      
      "ممكن أساعدك في الشنط بتاعتك؟" قبل ما أمي تموت، دايماً كانت بتقولي متتمشيش مع رجالة غريبة. يا ترى هتقول إيه على الراجل ده؟
      
      "امممم... أكيد، ليه لأ." الراجل ابتسم وخد الشنطتين من إيدي. "أنت عارف إن 'مساعدة' معناها تشيل شنطة أو اتنين مش كلهم." قلت وأنا لسه ببص في الأرض.
      
      "آه، بس أنا جنتل مان." ابتسم وأسنانه كانت أبيض من السحاب اللي فوقينا. "بالمناسبة أنا تايلر برولين." قال وهو بنبتدي نمشي في الطريق.
      
      "أنا كريستين وينشستر، وشكراً بالمناسبة." هو ابتسم بس.
      
      "أه، وده من دواعي سروري. مش كل يوم بتلاقي فرصة تساعد بنت جميلة زي كده." هو كمل كلام بس أنا بطلت أسمع لما قال "بنت جميلة". في السنين اللي فاتت اتقالي إني ولا حاجة، لدرجة إني حسيت إني ولا حاجة، فليه الراجل ده بيخليني أحس إني حاجة مكنتش فيها.
      
      "كريستين، أنتي معايا؟" تايلر قال وهو بيفوقني من تفكيري.
      بضحكة خفيفة هزيت راسي. "آسفة، انت بس صدمتني شوية."
      
      "صدمتك؟"
      كنا قربنا من الشقة. كنت شايفاها.
      
      "آه، صدمتني." قلت وأنا ببتسم ابتسامة خفيفة.
      "وإزاي عملت كده يا كريستين؟" كان باين عليه مهتم ومبسوط. كنا عند الشقة دلوقتي واقفين قدام السور الصغير.
      
      "قلت إني جميلة." حسيت بخجل خفيف على خدي وهو ابتسم ابتسامة عريضة.
      
      "وخليني أخمن، أنتي مش بتعتقدي كده؟"
      "حسناً، أنا مش ملكة جمال أمريكا بالظبط." بصيت في رجلي تاني وأنا مدركة إن ده حقيقي. كان شعري بني معدي كتفي، وعيني لونها بندقي، ومبتحطش مكياج تقريباً غير كونسيلر وماسكارا، وهدومي كانت يا إما بتاعة صاحبتي الوحيدة كاري اللي ادتهالي، أو من المحلات الخيرية.
      
      "اسمعي،" تايلر قال وهو بيرفع دقني بصباعه، "أنتي جميلة. خليني أعزمك على العشا عشان أثبتلك ده." شفت خوف ورغبة في عينيه الغامقة، وكنت عايزة أقول آه أوي بس كنت عارفة إني مقدرش. أنا عندي سبعتاشر سنة وعندي طفلين أرعاهم، مكنتش أستحق حياة المراهقة زي البنات التانيين.
      "هي هتحب ده أوي!" صوت عرفته كويس أوي صرخ.
      
      "كاري!!!!" زعقت في البنت الشقرا الطويلة اللي قدامي. سمعت تايلر بيضحك قبل ما يشيل صباعه، حسيت ببرد ووحدة أوي لما لمسته راحت.
      "أنت عارفة أنا موافق صديقتك. أعتقد إنك هتحبي تقضي وقت معايا قد ما أنا هحب أقضي وقت معاكي." فضلت واقفة أبص من كاري لتايلر وبعدين لكاري تاني.
      
      "حسناً، أنا عندي حاجات لازم أعتني بيها." بـ "حاجات" كنت أقصد الأطفال.
      "ده اللي صديقتك المقربة موجودة علشانه." قلبت عيني عليها ولفيت لتايلر.
      "ممكن آخد رقمك؟" هز راسه وحط شنط البقالة على الأرض قبل ما ياخد التليفون من إيدي. ضرب أرقام ورجعلي التليفون. "هاجي أخدك من هنا بكرة بالليل حوالي الساعة تمانية؟" كنت على وشك إني أهز راسي بس كاري سبقتني. "طبعاً هي هتيجي!"
      
      تايلر ضحك. "شكراً، عايزاني أشيل الشنط جوه؟"
      "لأ أنا هتصرف فيهم، بس شكراً وهشوفك بكرة."
      
      "اعتبريها كده يا جميلة." قالها قبل ما يبوسني على خدي ويجري راجعاً في الطريق.
      "أنا بكرهك أوي دلوقتي." كاري تنهدت. أنا بس هزيت راسي ودخلتها جوه وكل واحدة فينا شايلة شنطة مشتريات.
      
      دخلنا المطبخ وبدأنا نرص الأكل لما لاحظت الهدوء اللي كان في المكان.
      "العيال فين؟"
      
      هي هزت كتفها كأن الموضوع عادي، "نايمين. طيب هتلبسي إيه بكرة؟"
      "جيبة وبلوزة."
      
      "لأ، لأ، لأ، مش هينفع. راجل جذاب زي ده لازم يكون معاه ست جذابة، وجيبة وبلوزة مش هينفعوا."
      "أنا أم مراهقة أنتِ عارفة، لسه مخسستش وزن البيبي، عندي علامات تمدد وبواسير، مش فاكرة إن فيا أي حاجة جذابة." ضحكت، فعلاً مفيش فيا أي حاجة جذابة.
      
      "أنتي بنت جميلة عندك سبعتاشر سنة، احنا بس محتاجين نظبطك شوية." قلبت عيني وكملت أرص الحاجات وأنا بتجاهل أي حاجة بتقولها.
      "مامي؟" لفيت وشفت سييرا لابسة قميص نوم أميرة صغير، شعرها منكوش، وكانت بتدعك عينيها بإيد وبالإيد التانية ماسكة دبدوبها القديم. سييرا كانت بتذوب قلبي خصوصاً لما نادتني "مامي". أنا مكنتش بحاول أحل محل أمي، بس هي كانت تستحق حد في حياتها تناديه ماما، عشان كده وريتها صورة أمنا، وقلتلها إنها مع الملايكة فوق، وسألتني لو ممكن أكون مامتها التانية.
      
      "نعم يا روحي؟"
      "ممكن أتفرج على عروسة البحر؟" "ليتل ميرميد" كانت المفضلة عندها وعند أنا كمان.
      
      "آه يا حبيبتي، أنا هحطها ليكي." شلت سييرا وبدأت أشيلها لغرفة المعيشة لما سمعت، "المناقشة دي مخلصتش يا كريستين بكرة بالليل هتكوني جذابة!" ضحكت وخدت سييرا لغرفة المعيشة وأنا مرعوبة من اللي كاري هتحاول تخليني ألبسه بكرة بالليل.
      
      

      Pages

      authorX

      مؤلفون تلقائي

      نظام شراء