رواية باخرتي خليجية
باخرتي خليجية
2025, تاليا جوزيف
مغامرات
مجانا
حلم مدهش بياخدني على عالم تاني مليان فخامة. بعد ما بتفيق، بتلاقي حالها على باخرة بقلب البحر، زهقانة من السفر الطويل. بتجرب تتواصل مع رفقاتها بالرغم من الوقت المتأخر، وبتكتشف إنو أخوها بيحب يلقي محاضرات علمية بكل موقف. بتنتهي الرواية بظهور شي غامض ومضيء بالمي، وهالشي بيخلق جو من التوتر والترقب بين رفقاتها.
جولييت
بتشخر على التخت وما بتنام أبدًا، وهاد بيدل على إنها ممكن تكون شخصية بتحب السهر أو عندها طاقة عالية.أديلين
بتشاركها الغرفة على الباخرة وهي الشخص الوحيد اللي بتفكر تتواصل معه بالليل، وهاد بيعكس قوة صداقتهن.رافائيل
محب للعلوم" (Sci-Fi). بيميل لإعطاء محاضرات علمية حتى بأوقات غير مناسبة، وهاد بيسبب إزعاج بسيط لأختهن ورفقاته.
وهيك بلّش حلمي. كنت بغرفة كتير كبيرة. السقف كان فيه نجفات ضخمة. الحيطان كان عليها رسومات معينة. وكان في كراسي كتار حوالين سجادة مزخرفة عليها رسومات حلوة كتير ماشية بنص الصالة. الكراسي كانوا مصطفين بنظام. على طرف السجادة كان في باب كبير ومدهش. كان عليه نقوش بتجنن. وعلى الطرف التاني من السجادة كان في درج صغير – بس تلات أربع درجات. بيوصلوا لكرسي أكبر بعد. هالكرسي أكيد كان محشي إسفنج. كان شكله كتير أنيق وفخم. كانت الغرفة حلوة لدرجة إني كنت عم بتأملها حتى بحلمي. لما وعيت إنه ما في حدا بالغرفة غيري، بلّشت حس بالوحدة. بفرنسا، نحنا الرفقة دايماً سوا، حتى بالأحلام! لما كنت عم فكّر بمدينتي – باريس، الباب الكبير فتح. دخلوا ميات الأشخاص وصاروا بصف. الرجال كانوا شكلن غير. كانوا أغمق باللون وعندهم لحى سودة. ما قدرت شوف شعرن كله من ورا الطواقي الغريبة والمزخرفة اللي لابسينها. بس شعرن كان أطول. كانوا رجال بس لابسين مجوهرات فخمة – قلايد، خواتم، أساور، وحتى حلق! المجوهرات كانت بتجنن – مليانة أحجار كريمة. كانوا لابسين تياب غريبة – قميص طويل ولامع بكمام كاملة بألوان ونقشات أنيقة، وبناطيل ضيقة. كعوبهم كانوا غير شكل، ألوانها فاتحة، وبأشكال مختلفة من قدام. كل واحد منهم كان حامل علب بأحجام كتيرة. كل شي شفته كان كتير أنيق ومضيء. الناس كانوا عم يحكوا بس ما قدرت اسمع شي، يمكن لإني ما كنت موجودة هناك. بعد شوي، باب مخفي فتح من ورا الكرسي. كان مخبى لدرجة إني ما قدرت أكتشفه قبل. عيون كل الرجال الموجودين توجهوا نحوه. دخل رجل ومعه تلات نسوان. النسوان كانوا لابسين تياب راقية، أنيقة، وفخمة، وما كانوا أقل من إلهات من السما. كان في غطاء خفيف على روسهن. الرجل وقف قدام الكرسي والنسوان وقفوا قدام الكراسي اللي جنبه. بعدين، كل الرجال حنوا والرجل قعد. كان شكله كبير بالعمر، عنده لحية بيضا وفيها بس كم شعرة سودة. كان لابس عمامة كتير مزخرفة. كان في تجاعيد على وجهه. كان لابس مجوهرات زيادة عن اللزوم. باقي الأشيا كانت متل باقي الناس بس هو كان شكله أغنى وأنيق أكتر، ووجهه كان عم يحكي إنه عنده إصرار كبير، ثابت، وقلبه قاسي. ما كان حلو شوفه. كان عم يحرك إيده فوق لحيته كإنه عم يتأمل حاله. كان كتير طويل وسمين شوي. كان عنده شي كبير مدسوس حد خصره. وكان عنده ابتسامة غريبة على وجهه. واحد واحد، الناس اللي واقفين بالصف سلموا على الرجل، عطوه العلبة، ومشوا – عم يرجعوا لورا لمسافة قصيرة. هلق أكتر من ألف شخص سلموا على الرجل. بلشت إزهق. ليش كنت عم شوف هالمسرحية كحلم؟ بعد شوي، رجل بالصف لفتلي انتباهي. حسيت بإحساس مختلف بعد ما شفته. كل الرجال التانيين كانوا مبينين مبسوطين أو ممتنين لوجودهم قدام هالرجل، بس هيدا كان عنده تعبير حاد على وجهه. كان مبين إنه مش مهتم باللي عم بيصير. حسيت بإحساس إيجابي بعد ما شفته. لو ما كنت دققت فيه منيح، ما كنت عرفت إنه طريقة لبسه وعمامته كانوا مختلفين. كان معه صبي صغير – عمره شي 8-9 سنين. كان شكله ذكي وماسك إيد أبوه بقوة. الرجل كان عم يحكي مع حدا بطريقة قاسية. فجأة، مسك إيد الصبي بقوة وترك الغرفة. الحراس حاولوا يوقفوه بس ما قدروا. حسيت كتير حلو بعد هالحادثة و طاخ! دُب! ---- فقت على صوت دوي ضخم، فتّتلي حلمي. ما عرفت شو كان، وين كنت، ولا مين كانوا هالناس. بس حسيت بشعور غريب، شي ما بقدر حتى أوصفه بالكلمات. المهم، الساعة تقريبًا 3:05 بعد نص الليل. عم حاول نام بس ما عم بقدر من كتر الحماس إني بمومباي ببيت خالي. جينا من محل كتير حلو – باريس بفرنسا. أنا مع أختي جولييت، وصديقتي الغالية أديلين، وأخوها الشاطر رافائيل. أخيرًا، عنا عطلة كبيرة كتير – 3 شهور. أهلنا سمحولنا نزور خالي اللي عايش بمومباي. كان عنا رحلة على دبي ومن هناك، رح نوصل مومباي بالبحر بعد 6 أيام! بس حاليًا، حاسة حالي بلا أي حماس. صرلنا على هالباخرة المنعزلة، المعزولة، المهجورة 25 يوم كامل! يعني 25 ضرب 24 ساعة! يعني كمان 25 ضرب 24 ضرب 60 دقيقة! أختي جولييت عم تشخر على التخت الفوقاني بالسرير الطابقين، فوقي بالزبط. ما في أبدًا حدا أتواصل معه. لا!!! كيف بقدر إنسى أديلين! هيي الشخص الوحيد على هالباخرة اللي رح تكون واعية بهالوقت. خليني شوف إذا موجودة... بسرعة كتبت كلمة مروري ******** وفتحت الآيفون المستعمل تبعي وبعتلها رسالة: "مرحباً" "إلى اللقاء. لازم تكوني نايمة هلأ. البشر لازم يناموا على الأقل 8 ساعات باليوم ليكونوا بصحة منيحة." "مرحباً! هل أنت صديقي الغالي رافائيل محب العلوم؟" "تخمين جيد يا عزيزتي! ليلة سعيدة." "مرحباً! أختك واعية؟" "هي ما بتنام أبدًا." "فيك تقولها تجي على سطح الباخرة الساعة 3:15؟" "رح حاول." "رجاءً..." "أديلين مش متصلة هلأ." "يا عزيزي أليستير، هل جولييت واعية؟" "لا. هي مش واعية." بالآخر، سكرت محادثتنا. رفيقي الغالي، رافائيل، دايماً مميز بالنسبة إلي. بس أفكاره العلمية عن أي حدث مبني على العلم، أو أي حدث عشوائي، مزعجة. طلعت على تلفوني وشفت الوقت. كنت بحاجة إني استعجل. كانت الساعة 3:14 بالفعل! كنت ناطرة أليستير بلهفة. كالعادة، كان متأخر وخلاني أنطر. في أشيا ما بتتغير أبدًا! شفت خيال عم يتحرك وبعده أليستير عم يركض. "أنا آسف، تأخرت... بس المذنب هو راف... ضل يحكي معي وهيك تأخرت." "مرحباً أليستير."، قلت بنبرة هادية كتير. "مرحباً."، رد التحية. "ليش ناديتني لهون بهالليل المتأخر؟!" سألت. "بس لنلقي نظرة على الزهرة..." جاوبني. طلعت فيه نظرة مذهلة. "عنجد!؟" حكيت بصدمة. "إيه... ما حبيتي مفاجأتي؟" سأل، وصار حزين. "لا... منيح... رائع!" قلت، وعم خبي خيبة أملي. كنت عم شوف قناتي المفضلة على تلفوني وهو ناداني لهون بس لأشوف كوكب بشوفه كل يوم بين النجوم اللي ما إلها عدد... "بتعرف وين الزهرة بين المليون مليار شي عم يلمع...؟" سألت وشفت وجهه المحتار. "بالواقع... لا. فكرت إني بقدر اكتشفها بس.." كان عم يحاول يخبي إنه ما بيعرف. "شوف، هيي هنيك." أشرت على الكوكب وكملت، "الزهرة هيي الأسطع بين كل الكواكب. لهيك، غالبًا بتنخلط مع النجوم. هيي الكوكب التالت من الشمس. يومها أطول من سنتها. سطح الزهرة ما بينشاف من ورا الغيوم الكثيفة. هيي نجم الصبح ونجم المساء. بتسمى كوكب الأرض التوأم لإنهن تقريباً نفس الحجم." "أديلين... إنتِ رائعة! من وين تعلمتي كل هاد؟" سأل. "أليستير، تعلمناه السنة الماضية بالجغرافيا..." "آه... بس في شي ناقص. الزهرة هيي آلهة الجمال الإيطالية." ذكر أليستير وضليت ساكتة. مرق عشر دقايق وكنا ساكتين. كنا بس عم نتطلع على الكوكب. رافائيل إجا. وعيت لهالشي بس أليستير كان بس مشغول بالتحديق. "شو الأخبار؟!" حكى بصوت عالي كتير. جولييت إجت وراه. "عم تشوفوا هاد؟! صرخت جولييت بدهشة كبيرة. "شو جولييت؟" حكينا نحنا التلاتة سوا. "هالشي اللي عم يلمع... بالمي.." حكت جولييت بخوف. لوينا روسنا بالاتجاه اللي كانت جولييت عم تأشر عليه. قدرنا نشوف شي عم يشع ضو بمية البحر. كنا بس عم نتطلع عليه وهو عم يقرب ويقرب أكتر... "يا جماعة! لازم نعمل شي! عم يجي لعنا..." قال أليستير. "أليستير، نحنا كمان عم نروح نحوه. هاد اسمه النسبية. اكتشفه ألبرت أينشتاين." بلّش أخي الغبي يعطي محاضرات. "وقف عنك!" صرخت جولييت ووقف.