موصى به لك

الأقسام

الأعلى تقييمًا

    أعمال أصلية (RO)

      الأفضل شهريًا

        تحت سيطرته - الفصل الثاني (أحببت شفتيك)

        تحت سيطرته

        2025,

        رومانسية

        مجانا

        من أول ما سام مسك إيدي وقعدت في العربية، وأنا حاسة بتوتر غريب ممزوج بإثارة. مش عارفة إحنا رايحين فين بالظبط، وكل شوية بتفاجئ بحاجة جديدة. لما وصلنا لعيادة الدكتور اللي شكلها مهجور، قلبي دق بسرعة، والخوف اتخلط بالفضول. الاستمارة اللي مليتها خلتني أوافق على حاجات جريئة، وده أكدلي إن سام مرتب لحاجة كبيرة، ولما الدكتور الطويل ظهر، حسيت إن المغامرة الحقيقية لسه بتبدأ.

        سام

        شريك جس، راجل مبادر وبيحب يفاجئها. بيتحكم في الموقف وبيخطط للمواعيد الغريبة دي، وواضح إنه مهتم بألعاب الدور (role-playing) وبالتحديد دور الدكتور. بيحاول يهدي جس ويطمنها طول الوقت..

        چيس

        بتحب لما سام بيسيطر عليها وبيخططلها، بس في نفس الوقت بتحس بـالقلق والتوتر من المجهول، خاصة لما بتكون الحاجات دي فيها جرأة زيادة أو حد غريب. هي بتثق في سام جداً، بس ده مبيمنعش إنها بتفكر كتير في اللي ممكن يحصل.

        دكتور كارتر

        الدكتور الغامض والطويل جداً اللي قابلوه في العيادة. باين عليه إنه شخصية مسيطرة ومحترفة في المجال ده، وعنده خبرة في التعامل مع الفيتش الطبي. هو اللي هيدير الجلسة أو الفحص اللي جس وسام جايين علشانه
        تم نسخ الرابط
        تحت سيطرته

        سام مسك إيدي ووداني عربيته. وقف فتحلي الباب، وبعدين حط شنطته في الشنطة ورا. أنا اللي متعودة أسوق لما بنكون سوا، فالقعدة في كرسي الراكب ده إحساس غريب.
        
        سام رجع قعد مكانه في كرسي السواق، وحط عنوان عشوائي في موبايله. أنا لسه مش عارفة إحنا رايحين فين. ناولني إزازة الماية بتاعتي اللي كانت مليانة تاني. "ممكن تكوني خلصتي دي لحد ما نوصل؟" سام سألني. "الموضوع هياخد حوالي 20 دقيقة."
        
        "حاضر يا فندم،" رديت. مسكت الإزازة وبدأت أشرب وإحنا ماشيين. يا ريتني كنت فاكرة فين محل الأدوات الجنسية ده. بس أنا حالفة إنه كان على الأقل نص ساعة سواقة، فمش ممكن نكون رايحين هناك. عايزة أسأل أسئلة، بس أنا عارفة إني مش مفروض أتكلم من غير ما يتكلم هو الأول. أنا محتاجة فاصل صغير من حالة الخضوع عشان أفكر.
        
        "ها يا جس،" سام بدأ. "إيه إحساسك لحد دلوقتي؟"
        
        "متهيجة. رطبة خالص ومرتعشة شوية، أنا في حالة فوضى. وأنت موترني على الآخر. ومتحمسة برضه."
        
        "آه يا حبيبتي. ماتبقاش قلقانة! أنا عارف إن عدم المعرفة دي أكتر حاجة بتضايقك. بس أوعدك، هتبسطي باللي هيحصل ده. عايزة نراجع كلمات الأمان بتاعتك معايا؟"
        
        ابتسمت. "ماشي. أحمر يعني وقف خالص، أصفر يعني هدي أو خد استراحة."
        
        "بالظبط كده يا حبيبتي! وطبعاً، إيه أخبار سلوكك، إزاي هنتصرف النهارده؟"
        
        "أممم، ماتكلمش إلا لو اتكلمت أنت الأول. ماكونش عَصية. أسمع كلامك. أكون في أحسن سلوك زي الشرموطة. ماغطيش نفسي. إممم أعتقد كده خلاص."
        
        "أنتِ كده تقريباً قلتي كل حاجة. أنا كمان عايزك بجد بجد تحاولي تستمتعي باليوم ده وتخشي في حالة الخضوع بتاعتك. أنا عارف إنك أحياناً بتحبي توتري نفسك بنفسك، بس أوعدك إنك في وضع آمن. ولو حسيت إن في حاجة غلط، أنا هتأكد إنها توقف. أو لو قلتي أحمر، هنوقف ونمشي. ممكن تحاولي تعملي كده عشاني؟"
        
        توترت أكتر. إحنا بقالنا سوا وقت كفاية لدرجة إنه عارف بالظبط إيه اللي بيضايقني. بس كمان، إني أستسلم لعقليتي الخاضعة وأعدي على الإحساس بعدم الارتياح ده حاجة أنا كنت عايزة أشتغل عليها بقالي فترة. النهارده باين إنه هيختبر ده، أياً كان اللي هنعمله. "حاضر يا فندم. هحاول على قد ما أقدر. شكراً إنك موجود معايا، أياً كان ده إيه."
        
        "طبعاً يا حبيبتي! وشكراً إنك بتحاولي." قعدنا نسمع مزيكا شوية، وأنا كنت متوترة جداً. عندي أسئلة كتير بتتنطط في دماغي، بس أنا عارفة إني ما أسألهاش. كمان، أنا مش عارفة إحنا فين، إحنا رايحين فين بالظبط؟
        
        
        
        
        
        حط سام إيده على فخدي من جوه وإحنا بنقرب. هو كان لافف الـGPS بعيد عني، بس أنا عارفة إن إحنا أكيد قربنا نوصل.
        
        "بعد ميل واحد، الوجهة على يسارك" سمعت سيري بتقول. بصيت على الطريق وإحنا بندخل ساحة انتظار بتاعة... منشأة طبية؟ ولا إيه؟ شكلها عيادة دكاترة مستقلة كده. عمري ما حسيت بالتوتر والإثارة دي كلها. ركن سام وبصلي. عيني كانت مفتوحة على آخرها. لاحظت كمان إنه مفيش ولا عربية في ساحة الانتظار. ده يوم سبت، مش المفروض مكان زي ده يكون مقفول؟
        
        "إيه أخبار الماية يا حبيبتي؟" بصيت لتحت، نسيت خالص أشربها. "يلا بقى اشربي بسرعة." بدأت أشرب وسام راح للشنطة عشان يجيب الشنطة بتاعته. خلصت بسرعة جداً، وسام فتح باب ناحية الراكب. "يا شطورة! جاهزة نمشي؟"
        
        "أممم." فكرت في اللي قاله عن الاستسلام لعدم الارتياح ده. أنا بحب ألعاب الدكتور والممرضة، بس الدكاترة بيخوفوني في الحقيقة وهو عارف إني عندي حدود معينة في الموضوع ده. يا ريتنا كنا اتكلمنا في ده، أنا مش حاسة إن ده دلع خالص إن هو يحددلي ميعاد دكتور فجأة كده. "يا ريتنا كنا اتكلمنا في ده، أنا معيش كارت التأمين بتاعي وأنا..."
        
        "مش اللي في بالك، أنا مستحيل أعمل كده. طيب، يمكن، أنتِ فعلاً محتاجة تروحي. بس ده مش فحص حقيقي، تمام؟" ابتسم ابتسامة عريضة. "ثقي فيا." أنا متوترة جداً. بس فضولية برضه. "عايزة ندخل؟ أنتِ عارفة ممكن نوقف في أي وقت."
        
        بصيت حواليا في ساحة الانتظار الفاضية. نصي عايز يقول لأ. بس يمكن دي فرصتي الوحيدة إني أعمل حاجة حقيقية ليها علاقة بألعاب الدكتور والممرضة غير "الفحوصات المثيرة" بتاعت سام. اتنهدت. "ماشي، يلا بينا." سام بان عليه الارتياح جداً، بس متوتر شوية برضه. "شكراً يا جس. أنا بحبك. أوعدك إننا هننبسط." باسني بوسة على جبيني، وفجأة بقينا في طريقنا لجوه.
        
        
        
        
        
        دخلنا المكتب وشفنا أوضة انتظار كبيرة. سام طلب مني أقعد بعيد شوية وبعت رسالة على موبايله. شفته وهو ماشي ناحية مكتب الاستقبال، بس كنت بعيدة جداً ومش سامعة أي حاجة بتحصل ولا شايفة بيكلم مين. بعد كام دقيقة رجعلي ومعاه دفترين. ناولني واحد، وخد واحد لنفسه. بصيت على اللي معاه، ولقيته باين عليه إنه مليان بيانات. اللي معاه فيه معلومات أكتر بكتير من اللي معايا، وهو بيقلب في كام صفحة. بصلي ولاحظ إني بحاول أقرأ أوراقه، وقرب قعد على كرسي تاني. "أنتِ معاكي أوراقك وأنا معايا أوراقي. ممكن تملي دي عشاني لو سمحتي؟"
        
        هو رجع يراجع الأوراق بتاعته، وأنا مسكت القلم وبصيت على الورقة بتاعتي.
        
        أهلاً بكم في عيادة دكتور كارتر الطبية الاختيارية. موعدكم اليوم مش هيستخدم أي من ملفاتكم الطبية الموجودة بره العيادة دي، سواء كنتوا مرضى في عيادته الحقيقية أو لأ. هيكون ليكوا ملف منفصل لأي فحوصات أو علاجات تحصل النهارده أو في أي زيارات متابعة. فحص النهارده هيكون مبني على الفيتش، وممكن يتوقف في أي وقت عن طريق إنك تبلغ كلمات الأمان بتاعتك لدكتور كارتر أو لشريكك. أنت وشريكك ودكتور كارتر بس اللي هتكونوا موجودين في فحص النهارده، وأي معلومات عن الفحص والعيادة نفسها هتفضل سرية بين كل الأطراف. بإكمالك للاستمارة دي، أنت موافق على المعلومات اللي فوق دي.
        
        بجانب الفحص الطبي التقليدي الشامل، يرجى استخدام علامة X للإشارة إلى أي إجراءات إضافية توافق على إجرائها في فحوصات اليوم والمستقبل:
        
        كان فيه حاجات كتير أوي في الاستمارة دي. بصراحة كنت متوترة إني أوافق على بعضها. بس وأنا بملأ الاستمارة، لقيت نفسي بوافق على حاجات أكتر وأكتر ممكن تزود حدودي. أنا أكيد حاسة إن توتري بيتحول لإثارة. مش مصدقة إن سام لقى حاجة زي دي.
        
        "خلصتي تقريباً يا حبيبتي؟" سمعت سام بيقول. بصيت بسرعة على اختياراتي مرة أخيرة، وبعدين ناولته الاستمارة.
        
        "أيوة يا فندم."
        
        "شكراً،" رد. زحلق الاستمارة تحت ورقته من غير ما يقرأها، ورجعها لمنطقة الاستقبال. قعدت لحد ما رجع، وبعدين لاحظت باب اتفتح وسمعت صوت عميق بينادي: "جيسيكا؟"
        
        حسيت بموجة توتر اجتاحتني. بصيت على سام، ومسك إيدي وقام. "يلا بينا!" أمر، وقمت عشان أمشي ناحية الباب.
        
        بصيت على الراجل اللي أنا بفترض إنه دكتور كارتر. هو لابس بنطلون كاكي، قميص كاروهات، وبالطو دكتور أبيض. شفت سماعته اللي لونها أسود ومكتوب عليها "ليتمن كارديولوجي" محطوطة في جيب جاكيتو. هو حالق دقنه وشعره غامق. أنا طولي 178 سم، بس لازم أبصله لفوق وإحنا بنقرب منه. أكيد هو طوله حوالي 213 سم.
        
        "سام،" الدكتور قال، وصافحه. "سعيد إني قابلتك شخصياً." "ودي المريضة بتاعتنا؟" قال وهو بيشاور ناحيتي بس مش بيكلمني بالضرورة.
        
        "أيوة،" سام رد. "دي جس."
        
        "أهلاً،" قلت بابتسامة خجولة.
        
        "آه، جس." صافح إيدي. لاحظت قد إيه إيده كبيرة مقارنة بإيدي. "سعيد إني قابلتكم انتوا الاتنين. يلا ندخل مكتبي." دكتور كارتر دخلنا واحنا مشينا وراه. مسكت إيد سام ومسكتها جامد. مشينا عدينا أوض كشف كتير ولفينا حوالين ركن لباب لوحده. دكتور كارتر فتحه ورحب بينا ندخل.
        
        بصيت جوه، وفجأة حسيت بالإحساس المتوتر ده اللي عارفاه كويس أوي. دي مش مجرد أوضة كشف. على الناحية الشمال كلها في المكتب فيه مكتب خشبي كبير عليه أوراق وملفات. فيه كرسيين جلد كبار على الناحية التانية. على الحيطان فيه مكتبات عليها اللي باين إنها كتب طبية. فيه شهادات مؤطرة وأعمال فنية متعلقة على الحيطان. على الناحية اليمين فيه أوضة كشف تقليدية أكتر، بس أكبر. فيه ترابيزة كشف كبيرة، وادراج كتير، وكرسي صغير، وميزان، وأدوات طبية تانية.
        
        "اتفضلوا اقعدوا، يلا نتكلم." دكتور كارتر قال وهو بيلف حوالين مكتبه لكرسيه. قعدت على واحد من الكراسي الجلد، وبصيت لسام بنظرة متوترة. هو مسك إيدي وبص للدكتور. "إيه يا سام، أنت جبت جس عشان فحص زي ما أنا فاهم. كانت مطيعة إلى حد ما وهي جاية؟"
        
        "والله،" سام رد، وهو بيبتسم. "أنا ماقولتلهاش زي ما نصحتني. بس دي مفاجأة عيد ميلادها، فقولتلها إنها حاجة هتبسطها. أعتقد إن الدكاترة عموماً بيوتروها، بس هي بتحب ألعاب الدكتور والممرضة والسماعات والأدوات الطبية التانية زي ما أنت عارف، فأعتقد إنها هتبقى مبسوطة إني جبتها."
        
        دكتور كارتر بصلي من فوق لتحت قبل ما يرد. "طبعاً. هي محظوظة جداً إن عندها دكتور زي حضرتك. أنا عارف إنك جديد في عالم ألعاب الدكتور والممرضة، فأنا بحييك إنك مهتم باهتماماتها. لازم أشدد على إنه مهم جداً إنك تعملها فحص شامل بانتظام. كام مرة بتفحصها؟ وهل ده ميعاد ثابت ولا لما تيجي في دماغك؟" حسيت برجلي بدأت تتهز شوية. أنا متهيجة أوي دلوقتي. كنت هعمل أي حاجة عشان أتكلم، بس أنا عارفة الصح.
        
        "والله، هو عشوائي دلوقتي. مرة كل كام شهر."
        
        "آه،" دكتور كارتر رد. "أنا بجد بحسك إنك تخلي الفحوصات دي مواعيدها ثابتة، على الأقل شهرياً. هي خاضعتك في النهاية. لازم تتأكد إنها بتاخد بالها من نفسها وبتظهر بشكل مثالي ليك. بالإضافة لكده، البنات اللي زيها بيحبوا الروتين. دي فرصة عظيمة إنك تفكرها بسلوكها وتراجع أي عقوبات خدتها. إيه أخبار مجموعة الأدوات الطبية بتاعتك، عندك كل حاجة عشان تعملها فحص كامل؟"
        
        شفت سام بدأ يفكر. "أعتقد إن ممكن يكون ناقصنا حاجات بسيطة، بس عندنا كتير. يمكن بعد فحص النهارده هاخد أفكار لحاجات تانية أجيبها."
        
        "تمام أوي،" دكتور كارتر رد. "أنا قرأت المعلومات اللي بعتها بالكامل، أعتقد إني عارف بالظبط إيه اللي هتحتاجوه انتوا الاتنين النهارده. لاحظت أي حاجة تانية تحب تضيفها؟"
        
        "لأ،" سام رد. "أعتقد إن جس بقى ممكن تكون مغامرة أكتر مما كنت متخيل، فممكن تحب تبص على الاستمارة بتاعتها برضه."
        
        دكتور كارتر قلب على الاستمارة بتاعتي وبدأ يقراها. "جس، لسه موافقة على اللي اخترتيه هنا؟"
        
        بصيت على سام اللي كان على وشه ابتسامة كبيرة. "أيوة،" رديت. "الحاجات اللي ماعلمتش عليها أكيد لأ، بس أنا تمام مع كل حاجة تانية اخترتها."
        
        "تمام أوي!" دكتور كارتر رد. "طيب، خليني أأكد بس إننا احنا التلاتة بس، مفيش حد تاني هيكون في المكتب النهارده. أعتقد اللي اتكلمنا فيه قبل كده هيكون هايل. سام، أنت جاهز إني أبدأ مع جس؟"
        
        بصلي بابتسامة. "أيوة، هي جاهزة!"
        
        "تمام كده،" دكتور كارتر رد. "طيب يلا بينا نبدأ."
        
        

        رواية العودة للدراسة

        العودة للدراسة

        2025,

        رومانسية

        مجانا

        بنت عندها 16 سنة، بتنقل لمدرسة خاصة جديدة، بس بتكتشف إنها مدرسة كلها ولاد! بتواجه تنمر من واحد اسمه مايك أندرسون، وبتضطر تثبت قوتها. بعدها، بتلاقي نفسها في مغامرة غريبة في نادي ليلي، وبتكتشف إنها بتشارك السكن مع واحد تاني، وبتتفاجئ إنها بتقابله في النادي ده وبيبقى اسمه رايدر هولاند، وبتتزنق بين مايك ورايدر.

        أودري

        عندها 16 سنة، بتتنقل لمدرسة جديدة وبتتفاجئ إنها مدرسة أولاد بس. هي قوية وبتعرف تدافع عن نفسها.

        مايك

        واحد متنمر في المدرسة، ابن واحد من أغنى الناس في العالم. هو اللي بيشد شعر أودري وبيحاول يتنمر عليها في الفصل.

        رايدر

        شاب بتكتشف أودري إنه بيشاركها السكن، وبتصادفه في النادي الليلي وهو صاحب نفوذ هناك.
        تم نسخ الرابط
        العودة للدراسة

        "النهاردة هو اليوم!" ماما قالت.
        
        النهاردة أول يوم ليا في مدرستي الجديدة. قدرت أخيرًا أبعد عن مدرستي الحكومي القديمة الزبالة. كانت أسوأ مدرسة في حياتي! صدقني، مش هتعجبك هناك خالص.
        
        بس رغم إن مدرستي الجديدة هتكون خاصة، أنا قلقانة شوية من إني أعمل صحاب جداد ومن المتنمرين. إيه اللي يحصل لو ميعجبونيش؟؟؟
        
        "آه..." أنا قلت، وأنا متوترة.
        
        "يا بنتي، تعالي. أنا عارفة إنك متوترة من إنك تعملي صحاب جداد، بس متنسيش، إنتي اللي كنتي عايزة تنقلي أوي."
        
        كانت عندها حق تمامًا، أنا ترجيتها تلاقيلي مدرسة خاصة جديدة بدل ما أعيش في مدرسة الجحيم بتاعتي.
        
        "دلوقتي، أوعديني أول ما تدخلي الممرات. تلفي يمين وتروحي طوالي على مكتب المديرة وهي هتقولك تعملي إيه بعد كده."
        
        هزيت راسي، وباص المدرسة وصل قريبًا.
        
        "مع السلامة يا ماما،" أنا قلت وأنا ماشية ناحية الأتوبيس. بصيت عليها وهي بتشاورلي والأتوبيس بدأ يتحرك تاني.
        
        كان فيه ناس كتير في الأتوبيس بس أنا مكنتش مهتمة. بما إني مكنش عندي زي موحد، استخدمت غطا الكابيشو بتاع السويتشيرت اللي لابساه عشان أغطي وشي وأنا باصة في موبايلي.
        
        أول ما الأتوبيس وقف، نزلت على طول. وكنت منبهرة بجد من كتر ما المدرسة كانت كبيرة.
        
        بعدين، دخلت المدخل الرئيسي وطوالي على الممرات، زي ما ماما كانت قالت، مشيت بسرعة ناحية اليمين وعلى مكتب المديرة.
        
        أول ما خبطت، سمعتها بتقول، "ادخل." خدت نفس كبير وفتحت الباب ببطء ودخلت.
        
        "اقعدي،" هي قالت.
        
        أنا قعدت، وهي سألتني "فـ، إنتي أكيد أودري وودستوك، سنك 16 سنة، وهتتممي 17 السنة دي، صح؟"
        
        "أيوه، دي أنا."
        
        "آه، سمعت عنك كتير! عرفت إنك البنت اللي كنت مستنيها!"
        
        "البنت اللي كنتي مستنيها؟" أنا سألت باستغراب.
        
        "آه يا حبيبتي. مامتك مقالتلكيش عن الموضوع ده؟"
        
        "تقوليلي إيه؟"
        
        "إنتي في مدرسة إيه."
        
        "لأ..." أنا قلت ببطء وهي اتنهدت.
        
        هو فيه حاجة غلط بتحصل؟
        
        "إنتي..."
        
        "في مدرسة خاصة كلها ولاد."
        
        استني، إيه؟
        
        أنا سامعة صح ولا هي فعلاً قالت كده.
        
        "مدرسة كلها... ولاد؟" بدأت أترعش.
        
        "أيوه، شوفي... من ساعة ما مامتك الغالية كانت عايزة تلاقي مدرسة كلها ولاد، هي كانت عايزة تحطك في مدرسة بنات، بس كانت مليانة أوي ومش هينفع تدخليها، فقررت أعمل مقابلة مع مامتك عنك."
        
        "وبناءً على اللي مامتك وصفته عنك، أنا اكتشفت إنك البنت اللي كنت أتمنى أقابلها في مدرستي،" هي كملت.
        
        "آه."
         
         
         
         
         
         
         "إنتي ومامتك بينكم رابطة قوية أوي كأم وبنتها. هي عارفة كل حاجة عنك لدرجة إنها قدرت تديني تفاصيل كتير أوي عنك."
        
        بجد؟ عمري ما عرفت إن ماما تعرفني كويس كده.
        
        الجرس رن -
        
        "المهم، ده رقم اللوكر بتاعك والباسورد بتاعه، ودي جدول الحصص بتاعك، وده مفتاح الأوضة بتاعتك والرقم مكتوب على المفتاح. كل كتبك في اللوكر ومعاها نسخة زيادة من جدول الحصص بس مش محتاجة تاخديهم معاكي الفصل."
        
        "ليه لأ؟"
        
        "عشان في أول يومين في المدرسة، هيكون عندك حصص فاضية."
        
        واو.
        
        "دلوقتي، سيبي حاجاتك هنا وروحي الفصل على طول. فصلك 11-أ. أنا هخلي حد ينقل حاجاتك لأوضتك في السكن. خدي بس مفتاح الأوضة دلوقتي. مش هتحبي تتأخري في أول يوم ليكي، صح؟"
        
        هزيت راسي وأنا بحط مفتاح الأوضة في جيبي وطلعت من المكتب. جريت على الفصول اللي كانت الناحية التانية من الممرات ودخلت فصلي. بس قبل ما أقدر، كان فيه راجل لابس بدلة رمادي واقف عند الباب.
        
        "إنتي أكيد أودري. أنا المدرس بتاعك طول السنة. أهلاً بيكي في مدرسة الأولاد الخاصة."
        
        "شكراً يا أستاذ."
        
        "استني هنا لحد ما أنادي عليكي،" هو قال وهو داخل الفصل. وقفت جنب الباب وأنا سامعة المدرس بيتكلم.
        
        "صباح الخير يا جماعة. سعيد إني أشوف وشوش مألوفة من السنة اللي فاتت تاني. لو متعرفوش أنا مين، أنا مستر هوك. ممكن تنادوني يا أستاذ،" هو عرف بنفسه.
        
        "النهاردة فيه طالب جديد هينضم لينا، وأتمنى إنكم كلكم تعاملوا الطالب المميز ده كويس،" هو كمل.
        
        وبسرعة، الفصل اتملى بهمسات لحد ما واحد واقف وسأل المدرس "يا أستاذ، ليه بتقول على الطالب الجديد مميز؟"
        
        "آه، سؤال كويس. اقعد وهتشوف. يلا يا جماعة كله يرحب ترحيب حار بأودري!" هو قال وهو بيشاورلي أدخل الفصل.
        
        أول ما بقيت قدام الفصل، الكل بدأ يضحك.
        
        إيه اللي يضحك؟
        
        والشاب اللي قام من شويه، قام تاني وسأل المدرس، "يا أستاذ، ليه الطالب الجديد اسمه اسم بنت؟" هو قال وهو بيضحك.
        
        بعدين أنا ومستر هوك بصينا لبعض وهو بسرعة استوعب حاجة، "آه، صح. لو سمحتي ارفعي الكابيشو بتاعك،" هو قال.
        
        آه، صح.
        
        وأول ما رفعت الكابيشو بتاعي، كل العيون كانت عليا. الفصل كان هادي جداً لدرجة إني كنت ممكن أسمع الضوضاء اللي بره الفصل.
        
        "إحم... أهلاً؟" أنا قلت ببطء.
        
        "ليه فيه بنت في فصلنا؟" واحد من الشباب بدأ يسأل وبسرعة الفصل كله بدأ يسأل أسئلة بس أنا مكنتش فاهمة أي حاجة منهم.
        
        "خلاص يا شباب. كفاية كده،" المدرس صرخ فيهم.
        
        "روحي اقعدي هناك في الزاوية،" هو شاور على الكرسي الفاضي في الزاوية.
        
        وأنا ماشية جنب كل واحد، حسيت إن الناس بتبص عليا وكنت ممكن أسمع همسات، غالباً عني. بعدين قعدت.
        
        "يا جماعة، بطلوا تبصوا على البنت الجديدة، هي طبعاً مش مرتاحة. دلوقتي، لو عندكم أي أسئلة، إسألوها عادي. بس مش عايز أي أسئلة غبية أو مش مناسبة، مفهوم؟" هو قال والشباب هزوا راسهم.
        
        "دلوقتي، أنا لازم أروح الحمام. وأنا مش موجود، عايزكم كلكم تتصرفوا كويس وإلا..." هو بص بصة مخيفة للطلاب وهو ماشي.
        
        وبسرعة، كل العيون رجعت عليا تاني. وواحد قاعد قدامي خد صباعه ولف خصلة من شعري على صباعه السبابة قبل ما يخبط على ترابيزتي بعنف بنظرة غضب اللي بتشوفها في أي مشهد من مشاهد أفلام الشرطي الطيب والشرطي الشرير.
        
        "إنتي هنا ليه؟" هو سألني بصوته العميق. "إيه غرضك من إنك تيجي هنا؟" هو سأل تاني، وهو بيشد شعري المرة دي.
        
        إيه ده...
        
        
        
         كنت فين؟ آه صح، في نص الموقف اللي واحد بيشدني في الفصل ومفيش مدرس!
        
        "سيبني!" أنا زأرت.
        
        "آه، شكل أودري هانم بتتعصب! هتعملي إيه؟ هتعيطي؟ هاها!" هو ضحك.
        
        كده كفاية!
        
        مسكت دراعه ولويته وأنا بلف جسمي كله حوالين دراعه. هو سابني بسرعة وهو بيئن من الوجع.
        
        "دراعي! إزاي تتجرأي تعملي كده يا فأرة!" هو قال وهو بيقرب مني وحاصرني.
        
        "هتندمي على اللي عملتيه!" هو قال.
        
        "آه بجد؟ ولا إنت اللي هتندم؟" أنا ابتسمت بخبث وهو حاول يمسكني بس خطفت إيديه واستخدمت ركبتي عشان أخبطه في بطنه. رميته طاير لحد ديسكي. من غير أي ثانية، جريت على منطقة السكن ودوّرت على أوضتي.
        
        أول ما لقيتها، فتحت الباب ودخلت أجري، اتأكدت إني قفلت الباب كويس. بعدين سحبت ضهري على الباب وأنا بنهج.
        
        أنا لسه عملت إيه؟!
        
        بصيت حواليا وشفت شنطي على الأرض. بعدين اتنهدت وأنا بفتح الشنطة بتاعتي. لقيت كمان دولاب فاضي بس مليان تراب جنب شنطي التانية.
        
        قرف!
        
        رحت الحمام ولقيت مناديل مبللة واستخدمتها عشان أنضف الدولاب من جوه وسيبتهم لحد ما ينشفوا قبل ما أحط هدومي.
        
        الجرس رن -
        
        إزاي هرجع الفصل؟ إزاي هشرح للمدرس؟ إزاي هقابله؟!
        
        طلعت موبايلي وبصيت في الساعة، 9:32 الصبح. اتنهدت تنهيدة طويلة وأنا حطيت حاجاتي على جنب، وطلعت من أوضتي ورجعت الفصل.
        
        وأنا راجعة الفصل بتاعي، الكل كان قاعد في مكانه. مستر هوك والكل كان بيبص عليا لما دخلت الفصل، تاني.
        
        "كنتي فين؟" مستر هوك سأل.
        
        "كنت... بدور على الحمام، بس ملقتهوش؟" أنا قلت واللي كان يبدو كأنه سؤال أكتر منه إجابة.
        
        "آه، صح. الحمام الوحيد اللي عندك في أوضتك. آسف إني مقلتلكيش بدري."
        
        "عادي،" أنا قلت وأنا راجعة أقعد في مكاني.
        
        ليه المدرس مسألنيش عن اللي حصل؟ هل مفيش حد قال للمدرس اللي حصل بجد؟
        
        أنا استغربت وأنا ببص على الشاب اللي قدامي اللي شد شعري وحاصرني من شوية. واللي أنا خبطته ورميته.
        
        إزاي هو كويس ومفيهوش حاجة؟
        
        الجرس رن -
        
        
        
        
        
        "تمام يا جماعة، ممكن تاخدوا الفسحة بتاعتكم. بس افتكروا ترجعوا الفصل أول ما الجرس يرن."
        
        بعد ما الكل مشي، أنا بسرعة مشيت على طراطيف صوابعي ناحية الباب وجريت على الكانتين.
        
        محفظتي! نسيتها في الفصل!
        
        رجعت جري على الفصل ومسكت محفظتي بسرعة اللي كانت على ديسكي بس أول ما كنت همشي، لقيت الشاب اللي شد شعري من شوية في طريقي.
        
        "رايحة فين؟" هو سألني.
        
        "ده ميخصكش."
        
        "انتي عارفة أنا مين؟" هو سأل.
        
        "آه، إنت الواد اللي شد شعري من غير أي سبب."
        
        "أنا مايك أندرسون."
        
        "مايك أندرسون؟ إزاي الاسم ده مألوف كده؟" أنا دندنت لنفسي، بس غالباً بصوت عالي كفاية عشان يسمعني.
        
        "عشان أبوه-"
        
        "-أبوه واحد من أغنى الناس في العالم!" أنا شهقت، قاطعته. عينيها وسعت.
        
        "إزاي إنت كويس ومفيكش حاجة؟! أنا خبطتك لدرجة إنك طرت بجد!"
        
        "والله، أنا اتعلمت كام مهارة. وشكله إنتي كمان. مش وحش، بالنسبة لبنت صغيرة."
        
        "إيه ده، أنا مش صغيرة أوي كده!"
        
        "آه، إنتي. بصي لحجمك، صغيرة زي النملة."
        
        "وبعدين؟" أنا قلت وأنا بحاول أعدي من جنبه بس هو سد طريقي تاني.
        
        "سيبني أعدي، معنديش وقت لناس زيك."
        
        "لأ، لحد ما تقوليلي إيه اللي جابك هنا."
        
        "اسأل المديرة."
        
        "أفضل أسألك إنتي."
        
        "إنت فرخة ولا إيه؟"
        
        "لأ، أنا بس أفضل أسألك إنتي."
        
        "بص، أنا مكنتش ناوية آجي هنا بس ماما مكنش عندها اختيار غير إنها تحطني في المدرسة دي عشان مدرسة البنات كانت مليانة."
        
        "شفتي، إنتي جاوبتي على سؤالي، مكنش صعب خالص."
        
        "آه، كان صعب أوي بجد. دلوقتي وسع من طريقي،" أنا قلت وأنا زقيته على جنب واتجنبت أي تلامس معاه.
        
        "إيه ده، رايحة فين؟"
        
        "وقف، سيبني في حالي."
        
        "خليني أعملك جولة."
        
        ليه بقى لطيف فجأة كده؟
        
        "ليه أعمل كده؟ بعد اللي عملته فيا من شوية، مش عايزة أقع في ألاعيبك."
        
        "يلا، أوعدك مش هعملها. شايف؟ صابعك الصغير في صابعي."
        
        على جثتي.
        
        "لأ، وماتفتكرش إني هقع في غرامك لمجرد إنك مشهور."
        
        هو فضل يتبعني في أي مكان أروح فيه، مهما قلتله يبعد. لحد ما واحد من أصحابه نادى عليه، هو بصلي وهو مهزوم، بس هو ميعرفش أنا كنت مبسوطة قد إيه إنه أخيراً مشي.
        
        مشيت على أوضتي وفتحت الباب، مبقاش ليا نفس آكل خلاص. أنا بس كنت عايزة شوية استرخاء وراحة قبل فترة الفراغ الجاية بتاعتنا.
        
        أول ما دخلت، شفت حاجة متوقعتهاش. الشاب دار ووشنا اتقابل.
        
        "آآآآآه!" أنا صرخت.
        
        
        
        "إنت مين؟!" هو سأل.
        
        "إنت بتعمل إيه هنا؟!" أنا سألته تاني.
        
        "جاوبي على سؤالي!" هو زعق فيا.
        
        "لأ، إنت اللي تجاوب على سؤالي!" أنا رديت عليه.
        
        "أنا سألت الأول!" هو قال وهو بيضم دراعاته ورافع حاجب.
        
        عنده حق.
        
        بس ده ميعنيش إني لازم أجاوب!
        
        "خلاص،" أنا اتنهدت باستسلام.
        
        "اسمي أودري وودستوك ودي أوضتي،" أنا قلت.
        
        "يبقى إنتي بنت جديدة، في مدرسة كلها ولاد، وبتقسمي الأوضة معايا."
        
        "أيوه."
        
        وبعدين ساد الصمت والإحراج.
        
        "لو سمحت البس حاجة على جسمك،" أنا قلت وأنا بشاور على جسمه العريان.
        
        "آه صح،" هو قال وهو مسك تيشرت عشوائي من على كرسي ولبسه.
        
        قرف، هما الرجالة بيلبسوا هدومهم كده؟
        
        إيه يعني، مين أنا عشان أحكم أصلاً.
        
        "كنتي بتفكري في إيه؟" هو سألني وهو رجعني للواقع.
        
        "حاجة متخصكش،" أنا قلت وأنا عديت من جنبه.
        
        "آه بجد؟" هو ابتسم بخبث وأنا دخلت الحمام وقفلت الباب في وشه.
        
        إيه العرض الغريب ده.
        
        بعد حوالي 10 دقايق في الدش، أنا بصيت من الباب عشان أشوف لو فيه حد.
        
        الموضوع أمان.
        
        غيرت هدومي، علقت فوطتي على شماعة وطلعت.
        
        الجو هادي أوي...
        
        طلعت اللابتوب بتاعي وبدأت أسمع موسيقى وأنا بغني معاها بصوت واطي.
        
        هو أنا اللي حاسة ولا الجو هادي بزيادة؟
        
        وقفت الموسيقى وبصيت برا أوضتي.
        
        ليه فاضي أوي كده؟
        
        خليني ألف في المكان شوية.
        
        طلعت من أوضتي وأنا قفلت الباب. بدأت أمشي في الممرات ووصلت لبره المدرسة.
        
        مشيت الناحية التانية من الشارع ولفيت حوالين المبنى. كنت بتأمل المنظر الجميل وأنا ماشية لحد ما سمعت حاجة. وقفت مكاني وسمعت كويس الصوت جاي منين.
        
        الصوت ده جاي منين؟
        
        مشيت ورا إيقاع الموسيقى لحد ما شفت نوع من النادي. كنت فضولية أوي أعرف إيه اللي ممكن يكون بيحصل جوه بس مش هتجرأ أدخل لأني عارفة إني مش مكاني هناك ومش عايزة أوقع نفسي في أي مشاكل.
        
        
        
        كنت مستعدة أرجع المدرسة لحد ما سمعت حد بيزعق من بعيد. لفيت عشان أشوف بودي جارد واقف بره النادي بينادي عليا.
        
        يا نهار أبيض! أنا اتمسكت؟
        
        تجمدت مكاني لثانية، مش عارفة أجري ولا أسلم نفسي بس هو كان مستنيني أجي ناحيته فأخدت نفس عميق ومشيت ناحيته.
        
        "إنتي جديدة هنا؟" هو سأل وأنا ماشية ناحيته. "آه،" أنا قلت بثقة لأني فعلاً جديدة هنا.
        
        "تمام، دلوقتي. البسي الطقم ده جوه في حمام البنات واعملي اللي عليكِ،" هو قال وهو مدلي شنطة فيها الطقم اللي بيتكلم عنه.
        
        "اعمل اللي عليا؟ إيه ده؟"
        
        كنت لسه هبص جوه الشنطة بس قبل ما أقدر، هو قاطعني وقالي أسرع وأدخل.
        
        "يا أستاذ، ده سوء فهم، أنا-"
        
        "مفيش وقت للدردشة، أنا لازم أعمل شغلي وإنتي كمان!" هو قال وهو فتح الباب وزقني لجوه.
        
        قفل الباب في وشي على طول قبل ما أقدر أقول كلمة. اتنهدت ولفيت أبص حواليا وكنت منبهرة من كتر ما النادي ده كبير مقارنة بشكله من بره.
        
        كان فيه ناس كتير بترقص على حلبة الرقص وناس بتفرج من الدور اللي فوق. دورت على الحمام ولقيته في ركن المبنى وجريت لجوه.
        
        قفلت الباب وأنا دخلت واحد من الأبواب وطلعت الطقم ولبسته وحطيت هدومي القديمة في الشنطة وطلعت من الحمام من غير ما أبص في المراية حتى.
        
        "أهلاً بيكي،" قال واحد لابس بدلة. "خدي ده وديه لمستر هولاند في أوضة 15،" هو قال وهو مدلي صينية مشروبات وخد الشنطة بتاعتي اللي فيها هدومي.
        
        "أنا آسفة، بس أوضة 15 فين؟" أنا سألت، وأنا متلخبطة.
        
        "آه صح، إنتي أكيد جديدة هنا. إحم، هناك،" هو شاور.
        
        قلت مع السلامة بسرعة وأنا ماشية من جنبه وفكرت في نفسي.
        
        ليه بيطلب مني أوصل دول لأي حد اسمه مستر هولاند؟
        
        أنا بصراحة معرفش ليه بعمل كده، بس يالا بينا.
        
        أول ما خلصت تفكير وصلت أوضة 15، فتحت الباب ودخلت وحطيت المشروبات على الترابيزة من غير ما أبص على مين هو مستر هولاند ده. أنا بس عايزة أطلع من هنا أول ما ألاقي الواد ده وأرجع ألبس هدومي وأمشي من المكان ده.
        
        ده أكيد غير قانوني.
        
        "مشروباتك يا مستر هولاند،" أنا قلت، بصوت احترافي وأنا بتجنب التواصل البصري.
        
        "شكراً،" هو قال. وأنا اتجمدت لحظة.
        
        الصوت ده مألوف أوي.
        
        وقفت وبصيت عليه، إحنا الاتنين بصينا في عيون بعض بصدمة.
        
        "إنت؟!" أنا صرخت فيه.
        
        "أودري؟!" هو صرخ فيا. "إنتي بتعملي إيه هنا؟"
        
        "أنا-"
        
        "مين دي؟" البنت اللي قاعدة على يمينه وشعرها أحمر قاطعني.
        
        "إنت تعرفها؟" قالت البنت التانية اللي قاعدة على شماله وشعرها أشقر.
        
        "ممكن تسيبونا لحظة؟" هو قال لهم الاتنين وهو طلعني من الأوضة وسحبني من وسط الزحمة، لأوضة فاضية تانية.
        
        "إنتي بتعملي إيه هنا؟!" هو اتخض.
        
        "وإنت بتعمل إيه هنا كمان؟!" أنا رديت عليه.
        
        "والله، أنا دايماً باجي هنا،" هو قال وهو بيضم دراعاته.
        
        مش غريب إنه كان يبدو مهم.
        
        طظ في إننا إحنا الاتنين قاصرين. هو غالباً غني كفاية يدفع لنفسه عشان يطلع من أي مشكلة.
        
        "إنتي إيه أخبارك؟ أنا عمري ما شوفتك هنا قبل كده. وليه لابسة طقم نادلة؟"
        
        أنا بصيت لتحت على الطقم اللي لابساه، هو شكله طقم حفلات أكتر من طقم نادلة بس مش مهم. بصيت عليه تاني وهو كان رافع حاجب ومستني شرحي.
        
        "والله، أنا كنت في المنطقة دي وكنت لسه هرجع المدرسة لما البودي جارد اللي بره النادي نادى عليا فرحت ناحيته وهو مدلي شنطة فيها الطقم ده وقالي أغير في حمام البنات وقبل ما أقدر أقول أي حاجة، زقني لجوه ومكانش عندي اختيار غير إني ألبس الطقم بتاعه من غير ما أعرف، وبعدين واحد قالي أقدم المشروبات لحضرتك، مستر هولاند" أنا قلت وأنا ضمت دراعاتي وبصيت عليه بغضب.
        
        "دلوقتي بما إننا حلينا الموضوع ده، أنا هرجعك أوضتك ومتقوليليش مستر هولاند تاني أبداً" هو قال وهو مسك إيدي.
        
        "يبقى ممكن أعرف اسمك الحقيقي؟" أنا سحبت إيدي من إيده وضمت دراعاتي، وبصتله بصة الموت.
        
        "اسمي رايدر، رايدر هولاند."
        
        "تمام يا رايدر. دلوقتي أولاً، أنا محتاجة ألاقي النادل ده. هو خد شنطتي."
        
        "مفيش داعي، هجيبلك طقم جديد."
        
        "في النادي ده؟"
        
        "آه."
        
        "مستحيل يكون فيه محل هدوم أو حاجة."
        
        "عندنا قطع غيار."
        
        "قرف، لأ أنا مش هستخدم هدوم مستعملة. إنت متعرفش كانت فين."
        
        "وإنتي كمان مينفعش تتشوفي بطقم النادلة ده."
        
        "نقطة كويسة،" أنا دندنت وأنا بلف عيني ناحيته.
        
        "يبقى أنا أخدت ده كـ آه،" هو قال وسحبني بره الأوضة.
        
        "هنا،" رايدر قال وهو مدلي فستان أحمر.
        
        "متفتكرش إنه كتير أوي؟"
        
        "معندكيش اختيار تاني، يا إما الفستان الأحمر ده اللي برقبة مربعة وكشكشة من تحت لحد نص الساق أو الفستان الأسود الدانتيل اللي على الجسم."
        
        "خلاص، هاخد الأحمر،" أنا قلت وأنا مسكته ورحت على الحمام وغيرت هدومي.
        
        أنا مش مرتاحة. إزاي اللي كانت لابساه قبل كده كانت بتلبسه أصلاً؟
        
        رجعت الأوضة اللي رايدر كان مستنيني فيها وطلعنا من الأوضة سوا بس بشكل غير متوقع، صدفة خبطنا في شخص أنا أقل واحد كنت عايزة أشوفه.
        
        هو قرب مننا وسد طريقنا ومعاه اتنين شباب وراه شكلهم حراسه الشخصيين.
        
        "أودري؟ إيه اللي جابك هنا؟" مايك سأل.
        
        ممكن اليوم ده يبقى أحسن من كده؟
        
        

        روايه كافيين الحب

        كافيين الحب

        2025, كاترينا يوسف

        رومانسية

        مجانا

        جيسيكا، بنت دماغها سايحة وبتعمل مصايب وهي سكرانة. بتقابل واحد مز اسمه جيك في كافيه وبتدلق عليه القهوة. الحياة بتلعب معاها وبتكتشف إن جيك ده هو الإشبين بتاع خطيب أختها. الموقف بيقلب كوميديا وإحراج، وجيسيكا بتحاول تسيطر على مشاعرها ناحيته، خصوصًا مع وجود صاحبته سيرينا. في الآخر، جيسيكا بتقرر تبص لقدام وتنسى اللي فات، سواء جيك كان مجرد محطة أو بداية لحاجة أكبر.

        جيسيكا

        حظها وحش شوية في الحب. بتشتغل في دار نشر وبتدرس أدب إنجليزي. شخصيتها قوية، بس ساعات بتتصرف بغباء لما بتتوتر أو بتشرب. عندها مشكلة إنها بتتهته لما بتتفاجئ أو بتتحرج.

        سكوت

        حبيب جيسيكا السابق. خانها قبل ست شهور، بس بعد كده اعتذرلها وبقوا أصحاب بشكل أو بآخر. ظهوره بيسبب لجيسيكا انتكاسات في مشاعرها.

        جيك

        الشاب الوسيم اللي جيسيكا بتقابله بالغلط. إشبين برايان وصاحبه المقرب. شخصيته جذابة ومغرورة شوية، وبيحب يهزر ويضايق جيسيكا. له تاريخ مع البنات الكتير.
        تم نسخ الرابط
        كافيين الحب

        عيني تقلانة أوي من قلة النوم، بالعافية فاتحاهم وأنا واقفة. الاتنين مع بعض مخلياني مش قادرة أستنى في الطابور بتاع محل القهوة المفضل بتاعي، اللي هو جنب شقتي على طول، بس عشان جرعة الكافيين الصبح اللي لازم أخدها، بتحمل. حاطة كل أملي في حبوب القهوة اللي بيحمّصوها هناك إنها تنقذني من صداع الخمرة الفظيع اللي عندي. تقريبًا أنا الوحيدة اللي ألومها على إحساسي ده. آه، صاحبتي الانتيم حنة برضه تتحمل جزء من اللوم؛ هي بتستحمل الشرب أحسن مني بكتير، فالشرب معاها في نص الأسبوع مكنتش أحسن أفكاري.
        
        ريحة القهوة الطازة المحمّصة مالية المكان وريحتها تحفة، جسمي كله بيتهز من كتر ما أنا مستنية أدوقها. عارفة، كلام مدمنة صافية، بس القهوة دي هي شريان الحياة بتاعي. وفي اللحظة دي هي تقريبًا الحاجة الوحيدة اللي ممكن تعدل دماغي اللي سايحة دي.
        
        نايمة نص نوم على رجلي ومستنية الطابور يتحرك، واحد قدامي لفت نظري. كلامه العالي في التليفون مع "أعز صاحبه جو" صعب تتجاهله، ووصفه الحي للحفلة اللي حضرها امبارح بيوجع لي دماغي زيادة. الطريقة اللي بوزو بيتعوج بيها بسخرية بتضايقني أكتر من الطبيعي بالنسبة لواحد غريب، بس أنا مفيش عندي طاقة أصلاً أحلل أفكاري المعادية دي. بما إنه شكله حلو، أنا متأكدة إن فيه قصة بنت ورا كل فشرة.
        
        قبل ما أقدر أقفل دماغي، عقلي بدأ يسرح في اللي ممكن يخلّي البوزة دي على وشه (وأنا هنا كنت فاكرة إني دماغي فاصلة مؤقتًا). بدأت أسرح، وأفكر امتى آخر مرة كانت فيه ابتسامة زي دي موجهة ناحيتي.
        
        خطيبي السابق سكوت، خطيبي من ست شهور فاتوا، كان وشه بياخد الابتسامة الشيطانية دي بأكتر طريقة مثيرة ممكنة. كنت بحبها زمان. مكنتش أعرف إن الابتسامة دي كانت بتسخر مني قد إيه. لسه سامعة كلام أحسن صاحبه وهو بيقولي لازم أفوق عشان هو بيخوني كل ما يلاقي فرصة. صاحبه الحقيقي خانه عشان حس بالذنب ناحيتي إني كنت ساذجة أوي. كنت فاكرة بجد إني خلاص تخطيت الموضوع، يعني، يا عم، بقالها ست شهور خلاص. وإحنا كنا مرتبطين لمدة سنة ونص بس. بس امبارح بقى، حصلتلي انتكاسة خرافية.
        
        عيني بتقفل على اللحظة المحرجة أوي اللي افتكرتها من امبارح بليل. أنا غبية أوي لما بشرب.
        
        شفت سكوت في نفس النادي اللي أنا وحنة رحنا له امبارح، وانتهى بينا الحال بنتكلم على حلبة الرقص. كنا مخليين كلامنا خفيف ومحايد من ساعة ما كل دراما انفصالنا حصلت. ممكن أكون غبية، بس أنا مبحبش أشيل الطين. لما قرب مني بعد شهر من انفصالنا عشان يعتذر بجد على كل حاجة، سامحته وقررنا نفضل أصدقاء نوعًا ما. فدي كانت أنا امبارح وأنا بتعامل كصديقة. لحد ما سكرت على الآخر أنا وحنة وانتهى بينا الحال وسكوت روحنا. طبعًا، حنة نزلت بيتها قبلي. معرفش إمتى قررنا إن مناقشة اختيارات علاقاتنا البايظة فكرة كويسة في حالتنا اللي كنا فيها دي، بس ده اللي حصل. وبعد كام تعليق حاد، انهرت. وأنا قصدي انهيار كامل وتام. فضلت أعيط في حضنه لمدة عشر دقايق كاملة، بسأله ليه كان لازم يوجعني كده.
        
        صوت جرس الباب بيطلعني من أفكاري للحظة ومقدرتش أتحكم في نفسي إني أكش من ذكرى إني كنت منهارة بعياطي امبارح. تعبت أوي عشان أتخطاه، بس كنت كويسة خلاص بقالي فترة. أنا غبية موت لما بسكر.
        
        صداع دماغي بيزيد بس مع ذكريات امبارح بالليل وبلف بضيق بعيد عن الراجل اللي بيتكلم في التليفون قدامي. بس مبقتش قادرة أوقف أفكاري. أمسية امبارح بترجع بقوة.
        
        سكوت كان مصدوم بجد وهو شايفني بعيط في حضنه، والطريقة الوحيدة اللي عرف بيها يهديني كانت إنه يبوسني. مسك راسي بإيديه الاتنين وقربني لأقسى بوسة باسها لي في حياته. وأنا رديت على طول، من غير تفكير. الإحباطات من كل اللي حصل صبت في تلامس جسمينا وخليتنا نتعامل مع الوضع الحالي بالطريقة الوحيدة اللي كنا بنعرفها.
        
        كنا بنشد وبعدين بندفع بعض، بنعض شفايف بعض بقوة، ولا واحد فينا كان بيرجع. إيديه اتحركت لضهري وسحبني لصدره في حضن مؤلم تقريبًا، بس سخن بشكل فظيع. لما إيده دخلت تحت قميصي وإيديه الخشنة لمست جلدي اللي كان سخن، قدرت أخيراً أطلع من الدوخة وأزقه، وأفصل أجسامنا المتشابكة. كنا بننهج بشدة، وبنبص لبعض بصدمة وشهوة سوداء نقية. وبعدين دماغي أخيراً استوعبت اللي بيحصل - فوقني على طول.
        مد إيده لذراعي في محاولة إنه يسحبني تاني، بس أنا كنت غضبانة من نفسي لدرجة إني مقدرش أسيب الأمور توصل للدرجة دي. كنت أتمنى إن دماغي العقلاني يظهر بدري. دي كانت يمكن أول مرة في ست شهور أدرك فيها إنه مكنش متأثر بانفصالنا زي ما كنت فاكرة. بس أنا بجد مكنتش عايزة أخلي أفكاري تروح في السكة دي.
        حاولت أتفاهم معاه وأقوله إني مش عايزة أبقى مرتبطة بيه كده تاني أبداً بالرغم من اعترافاتي اللي كنت بعيط فيها. وبعد ما اتكلمنا، وافق على إنه مش هنمشي في الموضوع ده أكتر من كده. كان عارف إن إحنا كنا تركيبة من النوع اللي بيتخبط وبيتحرق. طول عمرنا كده. مكنش هو عايز يبدأ حاجة تاني برضه. دي كانت مجرد الطريقة اللي كنا بنتعامل بيها مع مناقشاتنا اللي ملهاش لازمة زمان. في السرير.
        حضنا بعض وقبل ما أنزل من العربية، سحبني تاني مرة وعينيه الحزينة بصت في عيني قبل ما يتكلم.
        
        "أنا آسف يا جسيكا. آسف إني مقدرتش أكون اللي انتي كنتي محتاجاه. بس إني أشوفك النهاردة بتعيطي في حضني كده..."
        وسكت كده وبعدين تنهد، والندم والحزن باينين على وشه.
        "خليني أقول، أنا عندي قلب في الآخر. عشان هو لسه متكسر لمليون حتة."
        أكيد هو كان كداب وخاين وغبي، بس مكنش شخص وحش. وكلامه لمس قلبي. كنت عارفة إنه كان عنده مشاعر ليا زمان. كان فيه حاجات تانية بس هو كان محتاج يحلها قبل ما يدخل في علاقة جدية. بس أنا حسيت بشوية رضا لما سمعت الكلام ده. قبل ما ألف عشان أمشي بصيت عليه كويس آخر مرة، عينيه الزرقا المخضرة الجميلة، فكه القوي اللي عليه ذقن خفيف ملفوف حوالين شفايفه المذنبة ونازل لذراعه العضلية، إيده بتقفل وتفتح بقبضة. أنا بصراحة فاكرة إن كان فيه مشاعر حقيقية بينا في وقت من الأوقات، بس في اللحظة دي إحنا الاتنين أدركنا إن دي آخر مرة هنكون فيها مرتبطين ببعض. وأنا كنت كويسة مع الموضوع ده. أعتقد إحنا الاتنين كنا كده. اديته بوسة صغيرة على شفايفه قبل ما أنزل من العربية والحاجة الوحيدة اللي فاكراها بعد كده إني صحيت بدماغ وزنها حوالي عشرة طن.
        
        صوت مألوف بتاع الباريستا المفضل بتاعي بول بيطلعني من أفكاري.
        "أهلاً يا جيس، هتطلبي حاجة النهاردة ولا بس بتبصي في الفراغ؟"
        هزيت راسي ولفيت عيني بسخرية، وهو ضحك على حالتي البائسة.
        "أمريكانو، شوت دوبل النهاردة، لو سمحت."
        "كنت عارف إن فيه سبب إن شكلك زي الزفت النهاردة. قضيتي ليلة طويلة؟"
        دلوقتي أنا اللي ابتديت أضحك.
        "ممكن تقول كده."
        
        
        
        
         
         
         هو لف وحضر القهوة بتاعتي، وغمزلي قبل ما يناولني الكوباية ويتمنى لي يوم سعيد. أنا فتحت الغطا بتاع الكوباية وشميت ريحة القهوة بعمق، ودماغي تقريبًا ارتاحت من مجرد الريحة. بدأت ألف عشان أمشي، وطبعًا، مع دماغي اللي سايحة وجسمي النايم اللي ملوش أي رد فعل، خبطت جامد في صدر عريض ورايا، ووقعت نص القهوة بتاعتي على قميص البولو الأبيض النظيف بتاعه. هو فحيح من الألم، غالبًا من قهوتي السخنة أوي، وأنا رفعت عيني وبصيت لأكثر عيون خضرا نافذة شفتها في حياتي. بصيت بصدمة وإعجاب للغريب المذهول ده وبقي مفتوح من كتر ما هو شكله حلو بشكل سخيف. سكوت مين؟
        
        شعره قصير وغامق، وفكه مربع، وذقن خفيف مظبوط على وشه. وشفايفه المليانة، يا إلهي، ليه أنا ببص على شفايفه؟ هو بيبص لي بشوية ضيق، بس لما شافني مش عارفة أتكلم، ظهرت على وشه ابتسامة بطيئة.
        "إ-إ-آسفة. أنا آسفة أوي-ي. أنا حرقتك؟" أنا تهتهت.
        هو بس هز راسه وبص على قميصه. أنا كشيت لا إراديًا لما تابعت بصته. جزء كبير من قميصه اتوسخ ببقعة قهوة بني غامق. مسكت مناديل من جنبي وبدأت أطبطب على قميصه، وإيدي ماشية على صدره اللي كان ناشف بشكل مش معقول تحت لمستي. يا إلهي، أنا هكسف نفسي خالص لو ملمتش نفسي دلوقتي. ده مجرد واحد حلو عشوائي. هو مسك إيدي بالراحة، وقفني عن حركاتي الجنونية في محاولة إني أرجع قميصه أبيض، واللي كنت فيها غالبًا بزود الطين بلة. أقسم إيدي حاسة إنها اتعلمت بشكل ما لما لمسها. إيه ده بجد؟ أعتقد إني ممكن أكون لسه سكرانة.
        "يا هلا، هلا، متقلقيش. عادي. مش لازم تعملي كده."
        بصيت له تاني ودلوقتي مفيش على وشه غير الضحك. عينيه ماسكاني تمامًا ومش قادرة أبص بعيد.
        "إلا لو كنتي عايزة تفضلي تلمسيني، وده برضه عادي معايا." ابتسامة صغيرة شدت شفايفه. أنا وشي احمر أوي وهو ضحك على خجلي.
        "آه، آسفة. هبطل د-دلوقتي." يا رب، ممكن أبطل تهتهة؟
        "خدي، خليني أشتريلك قهوة تانية." واخد الكوباية الفاضية تقريبًا من إيدي ورماها في الزبالة. "أنا جيك، بالمناسبة."
        مد إيده ليا وأنا حطيت إيدي الصغيرة في إيده. جلد إيديه الكبيرة سخن على إيدي ومقدرتش أمنع الوخز اللي طلع في دراعي.
        "أنا جيسيكا. ومينفعش خالص تشتريلي قهوة تانية، بس أنا أكيد هشتريلك واحدة. ولو تديني قميصك ممكن أوديه دراي كلين."
        هو رفع حواجبه باستغراب وابتسملي بلعب. عنده غمازات، عنده غمازات بجد لما بيضحك. هو في حاجة مش كليشيه خالص في الراجل ده؟
        وبعدين استوعبت أنا قلت إيه وليه هو بيضحك عليا تاني.
        "يا إلهي، أنا بفضل أحرج نفسي زيادة. طبعًا مش هتقلع قميصك هنا وإيه اللي هتلبسه عشان تروح... أي مكان كنت رايحه كده كده. ممكن أدفع تمن واحد جديد." أنا ضحكت بضيق قبل ما أكمل.
        "أنا آسفة، أنا مش غبية كده عادةً. النهاردة بس مش أحسن صباح ليا. مش إن ده يهمك في حاجة. و... أنا برغي تاني. آسفة." أنا لفيت عيني على نفسي في سري. أنا غبية.
        بصيت حواليا وقعدت على الترابيزة اللي جنبي، وخدت نفس عميق. كنت خبطت دماغي في السطح الخشبي البارد لو مكنتش في مكان عام. هو قعد جنبي، بيبصلي عن قرب.
        "جيسيكا، تشرفت بمعرفتك. ومتقلقيش على القميص، أنا عندي كتير منهم. بطلي اعتذار."
        حاولت أهز راسي بامتنان لمحاولته الواضحة إنه يحسسني إني أحسن.
        "لكن، محاولتك إنك تخلعيني وإحنا لسه يدوب بدلنا أسماءنا جريئة أوي."
        بصيت له بصدمة، وعيني واسعة من الإحراج وعدم التصديق لكلامه.
        بس وشه فضل فيه لعب وضحك على عدم تصديقي الواضح. حاولت أسترخي قبل ما أرد لما أدركت إنه بيهزر. إيده وصلت وسحبت خصلة شعر سايبة ورا ودني. أنا اتخضيت من حركته، بس هو ملقاش ده غريب.
        "اهدي، أنا بس بهزر معاكي."
        غمز كده وأنا حسيت إن اللي جوايا بدأ يدوب من نظرته النافذة. هو شاطر في ده.
        "آه، آه. مكنتش بفكر في اللي قلته، آسفة." أنا بصيت لتحت عشان ألم نفسي قبل ما أبص له تاني.
        "ومتعملش على نفسك نمرة. مش كل ست عايزة تخلعك من أول نظرة."
        أخيرًا، غروري رجع. شكرًا جزيلاً.
        وشه بان عليه المفاجأة لأول مرة. كده أحسن. بالرغم من إن إني أخلعه كان هيبقى أول حاجة على أجندتي النهاردة لو مكنش، حسنًا، غريب.
        هو ضحك بصوت عالي المرة دي ووشه كله نور، ومبين الغمازات اللعينة دي تاني.
        "شاطرة، شايف."
        مقدرتش أمنع نفسي إني أبتسم. دلوقتي بجد لازم أشتريله القهوة دي.
        "طيب، إيه القهوة اللي بتشربها-..."
        كلامي اتقطع قبل ما أخلص سؤالي لما شقراء زي الموديل وقفت قدام جيك وسحبت انتباهه بعيد عني.
        "جيك، آسفة إنك اضطريت تستنيني. يا إلهي، إيه اللي حصل لقميصك؟"
        هي متجاهلتنيش بأي شكل وهو بص عليها.
        "مجرد حادثة صغيرة. كنت فاكر إني هقابلك بره؟"
        أنا بدأت أقوم من الكرسي بتاعي بما إني واضح إني مقاطعة حاجة هنا. هو بص لي تاني ومسك دراعي بسرعة قبل ما أقدر أتراجع.
        "إيه ده، ماشية خلاص؟"
        "آه، لازم أمشي. آسفة تاني على الفوضى. لسه حابة أشتريلك قهوة كاعتذار." بصيت على الشقراء وذوقي مسمحليش أبقى وقحة، بالرغم من إنها كانت بتبصلي بغضب. "ولصاحبتك برضه، طبعًا."
        هو كان على وشك يقول حاجة لما هي قاطعته. "مش لازم، إحنا هنشتري مشروباتنا بنفسنا. صح يا حبيبي؟"
        النظرة اللي هو بصلها بيها مكنتش ودودة خالص والضيق باين على ملامحه بوضوح، بس أنا بدأت أتراجع بسرعة على أي حال. بعد تذكرة فشل علاقاتي الليلة اللي فاتت، مش عايزة أدخل في دراما جديدة. حتى لو كانت مع واحد من أحلى الرجالة اللي شفتهم في حياتي. قبل ما يقدر يرد أي حاجة، لفيت ومشيت من غير ما أبص ورايا، وقهوة الصبح بتاعتي اتنسيت في السكة.
        خدت نفس عميق أول ما طلعت، وهوا الخريف النضيف دخل في مناخيري وحاولت أروّق دماغي وأنا ماشية لعربيتي وبسوق نفسي للمحاضرات. لسه قدامي أطول يوم. ومن غير قهوة كمان على ما يبدو.
        
        ---
        
        
        
        بعد كام يوم، بالليل كان فيه خطوبة أختي ومفضلش غير كام ساعة بس على ميعاد ما أكون هناك. حنة، صاحبتي الانتيم، هتيجي معايا وهي اللي هتيجي تاخدني عشان نروح سوا.
        
        أختي ريبيكا أكبر مني بعشر سنين والفرق ده خلاها أكتر زي أمي التانية منها أختي. على الأقل لحد ما كبرت كفاية عشان تبدأ تشوفني كشخص كبير وتقدر تشاركني أسرار الكبار اللي محدش يعرفها. هي أحسن أخت ممكن أتمناها. لحسن حظها لقت راجل أحلامها ومكنتش ممكن أكون أسعد منها. هي تعبت كتير السنين اللي فاتت وخطيبها برايان كان السبب إني شفتها بتبتسم بعد شهور طويلة كانت بتنام وهي بتعيط.
        
        بعد انفصال بايظ مع حبيبها بتاع أيام الثانوية وطفل، اللي مبقاش طفل دلوقتي عشان هو هيتم ١٨ سنة كمان شهرين، الأمور سخنت بسرعة وسابت أختي بتعاني من ليالي كتير مابتنامهاش. ابنهم مايك، اختصار لـ مايكل، ابن أختي، وتقريبًا واحد من قليلين اللي بحبهم أكتر من أي حد، أخد الموضوع بصعوبة أوي لما اتطلقوا. تصرفاته بقت مش طبيعية خالص، واخد دور المراهق المدلل اللي جاي من بيت مفكك. نص اللي حصل ده كنت فاهماه، أهلي اتطلقوا وأنا عندي خمس سنين، بس النص التاني كنت عايزة أخنقه. بالرغم من كده، هو واحد من أكتر الناس اللي بحبهم وبما إن فرق السن بينا قليل، هو أقرب حد ليا لأخ.
        
        أنا لسه خارجة من الجامعة اللي بدرس فيها أدب إنجليزي، بخلص آخر سنة ليا هنا على أمل إني ألاقي فرصة شغل تحفة في دار النشر اللي بشتغل فيها حاليًا كـ مساعدة شخصية لواحدة من أهم المحررين. دي كانت أقرب حاجة ممكن أوصلها للوظيفة اللي عايزها، وكمان مرتبها مكفيني إني أقدر أدفع إيجار شقة صغيرة أوضة وصالة في مدينتنا، اللي هي ملكي لوحدي لأول مرة في حياتي. جالي رسالة صوتية من حنة، بتقولي إنها هتيجي تاخدني الساعة ٦:٢٠ بالليل وإنها مش عايزة حد يزعجها لحد الوقت ده، عشان هي قضت ليلة طويلة. شخصية عسل أوي.
        
        أنا لسه مجبتش هدية الخطوبة ولا اشتريت طقم مناسب. يا ريت لو لمرة واحدة بس مكنتش الشخص اللي بيأجل كل التزاماته لآخر لحظة ممكنة.
        
        روحت تيفاني عشان أجيب هدية الخطوبة وبعدين لفيت ناحية المول عشان أجبلي فستان شيك. عادةً بحب التسوق، بالرغم إني دايمًا بحس بالذنب لو صرفت فلوس كتير على الهدوم. النهاردة بالذات، مش كده خالص. معرفش ليه كنت مستنية كل ده قبل ما أشتري طقم.
        
        لفيت في اتجاه محل الأزياء الراقية اللي بحبه، على أمل إني أكون محظوظة على الأقل إني ألاقي فستان مناسب في وقت قليل كده. في الآخر اشتريت فستان أسود دلوع وجزمة جيمي تشو اللي كانت أحلى من إنها تتفوت. هضطر أضيق الحزام الشهر ده ومصرفش تاني، بس كانت تستاهل. هم تحفة. سبت المول وروحت على البيت على طول. فاضلي ساعتين عشان أجهز، فياريت أبدأ. ريبيكا مش هتقدر تأخيري (زي كل مرة).
        
        الساعة ٦:١٥ كنت واقفة قدام المراية في شقتي، ببص على شكلي. وأنا بحط آخر طبقة من الماسكارا ومستنية حنة تيجي، دماغي سرحت في الراجل اللي قابلته من كام يوم في محل القهوة. أنا كشيت من ذكرى إني دلقت عليه القهوة كلها، بس مش قادرة أتخلص من صورته. كان تحفة. وأنا مش بتعجب بسهولة كده.
        
        طبعًا، القدر أكيد بيلعب معايا تاني بما إني أخيرًا قابلت راجل لأول مرة بعد سكوت يخطف أنفاسي، بس القدر بيحطه مع شقراء مقرفة حوالين دراعه وأنا في الآخر مخدتش ولا قهوته. ولا قهوتي كمان.
        
        سمعت صوت الآيفون بتاعي بيرن في الأوضة التانية، بيعرفني إن حنة تحت مستنياني، وبصيت على نفسي آخر بصة. الفستان الأسود الدلوع واصل لنص الفخد وبيحتضن منحنيات جسمي في كل الأماكن الصح. هو فستان مفتوح الظهر مبين ضهري المشدود اللي هو نتيجة تعب في الجيم وده جزء من جسمي فخورة بيه جدًا. أنا مش واثقة في نفسي أوي، بس بشكل عام، أنا راضية جدًا عن شكلي. عندي رجلين طوال نوعًا ما، ووسط منحني، وأرداف حلوة، ووسط رفيع. صدري حلو، بس مش كبير أوي أتباهى بيه وبطريقة ما ده ماشي مع شكلي كله. عندي شعر بني فاتح مموج واصل تقريبًا لنص ضهري وتركيبة عيون مثيرة للاهتمام بين الرمادي والأخضر مع لمسة بني. أنا مش عندي شكل عارضة أزياء، وساعتها صورة صديقة جيك الشقراء المتغطرسة عدت على دماغي، بس بيجيلي اهتمام كافي من الجنس الآخر عشان غروري يبقى راضي.
        
        لبست جزمة جيمي تشو الجديدة بتاعتي ومعاها شنطة يد نفس اللون ونزلت تحت. حنة حضنتني بسرعة لما قعدت في كرسي الراكب ومدحت شكلي. هي شكلها تحفة في فستانها الأخضر الغامق اللي من غير أكمام، وكعبها الأسود العالي، وشعرها الأحمر الطويل المفرود. هي من البنات اللي بتلفت انتباه الرجالة والستات مهما راحت فين. مش إنها يهمها رأي الناس فيها، هي واثقة في نفسها وساحرة جدًا، وده اللي بيزود جاذبيتها.
        
        
        
        
        
        
        بدأنا نسوق في طريقنا لمكان الخطوبة، وأنا بدأت أحكي لها قصة حادثة القهوة، اللي خلتها بتضحك طول الطريق تقريبًا لحد ما ركنا قدام المكان. بس، أنا قدرت أثير اهتمامها بالطريقة اللي وصفت بيها الراجل الغامض. أنا عارفة إنها مدركة إني مكنتش معجبة بواحد كده من بعد سكوت.
        
        لما دخلنا التراس اللي معمول بشكل جميل أوي بديكور أبيض وذهبي، وبيلمع تحت السما الصافية اللي شكلها زي آلاف النجوم، أنا كنت مذهولة. أختي اختارت المكان ده صح أوي وظبطته تحفة. لمحنا بيكا وبرايان بيتكلموا مع واحد من المعازيم، ولما قربنا منهم، كوبايتين شامبانيا اتحطوا في إيدينا. أختي حضنتني جامد.
        
        "أهلاً يا جميلة، أنا فرحانة أوي إنك هنا. أنا بدأت أحس إني متوترة من الموضوع كله. تفتكري كل حاجة شكلها تمام؟ لسه شايفه كرسي شريطه مش ماشي مع الباقيين، وواحد من الجرسونات دلق شامبانيا بالغلط على أخت مرات برايان، وأحسن واحد عند برايان لسه مجاش، آه بس انتي لسه مقابلتيهوش و..."
        
        أنا قطعتها قبل ما تدخل في حالة فزع كاملة.
        
        "يا أختي الكبيرة، كل حاجة شكلها تحفة بجد وانتي شكلك جميل بشكل مش طبيعي. بلاش قلق، هو مثالي خلاص."
        
        يا إلهي، أنا بحبها، بس هي مهووسة بالتفاصيل. هي هزت راسها بامتنان وحضنتني تاني. أنا تقريبًا نسخة أصغر منها؛ إحنا تقريبًا نفس الطول، ونفس تركيبة الجسم، ما عدا إن صدرها أكبر وشعرها البني الفاتح أقصر شوية. النهاردة هي منورة في الفستان الحريري الأخضر الفاتح اللي ماشي تحفة مع عينيها اللي لونها أخضر مصفر تقريبًا.
        
        أنا لفيت عشان أحضن برايان جامد وهو خد فاصل من الكلام العادي اللي كان بيقوله لـ حنة. هو خلاني ألف، مبين الفستان بتاعي وأعلن إني شكلي يجنن. أختي خبطته بهزار على دراعه في محاولة إنها تخليه يبطل يبص عليا كده.
        
        الضحك انفجر في دايرتنا وهو باسها بوسة صغيرة على خدها. يا إلهي، أنا بحبهم أوي.
        
        ابن أختي بدأ يقرب من ناحية الشمال، سحبني في حضن ولف بيا. حلو أوي إني أشوفه هنا. أنا حضنته تاني وهو شاور لـ حنة. دردشنا شوية كمان مع مايك ولمحت شعر أمي الأحمر القصير على الناحية التانية، واقفة جنب المدخل، بتسلم على الناس.
        
        كنت على وشك أروح أشوفها لما بيكا سحبتني تاني عشان تعرفني أخيرًا على أحسن صاحب برايان / الإشبين بتاع الخطوبة، ومرافقته للسهرة. أنا سمعت حاجات كتير عنه، إنه وسيم أوي وإنه ماشي من بنت لبنت. أنا كنت فضولية أوي إني أقابله بجد.
        
        لفيت ووشي بدأ ياخد ابتسامة ودودة لما كدت أفقد توازني من المنظر اللي قدامي.
        
        أنا بالغلط دلقت شوية من الشامبانيا على السجادة من الصدمة وكل واحد بص عليا وعلى خيبتي، بس أنا معرفتش أرد بأي حاجة. فضلت باصة على الغريب الجميل لما برايان بدأ يعرف صاحبه جيك.
        
        وطبعًا، وطبعًا هو نفس الراجل بتاع محل القهوة بكل جاذبيته، المرة دي لابس بدلة رمادي غامق وحالق ذقنه جديد.
        
        أنا متدمرة خالص.
        
        
        
        
        
        عينيه الخضرا اللي بتلمع دي كانت موجهة ناحيتي مباشرة. ريقي نشف وبقيت بالعافية بقدر أعرّف نفسي. "أ-أنا جيس-يكا."
        
        يارب يكون فهم إني مش عايزة حد يعرف إيه اللي حصل. هو بيبصلي بنظرة مرحة وأنا متخيلة بس إيه شكل الكارثة اللي كنت فيها اليوم اللي فات.
        
        "أهلاً أخيرًا عرفت جيسيكا المشهورة. أنا جيك." ابتسامة صغيرة بترقص على شفايفه وهو بيسلم عليا. ليه أنا وشي بيحمر كده؟!!
        
        "ودي سيرينا." بيشاور على الشقرا اللي شفته معاها اليوم اللي فات. هي بتسلم عليا، عاملة نفسها كإننا متقابلناش قبل كده، وبتبصلي من فوق لتحت وابتسامتها مصطنعة أوي. تقريبًا نسيت أقدم حنة لحد ما هي كحت بصوت خفيف.
        
        "آه، آسفة؛ دي صاحبتي الانتيم حنة." هي سلمت عليهم هما الاتنين وابتسمت بأدب، وهي بتفحص جيك بخفة.
        
        "لسه فاكر موضوع القهوة." مفيش مفر من ابتسامته الخبيثة. يا أرض ابلعيني. كنت عارفة إنه مش هيقدر يقفل بقه.
        
        أختي وبرايان بصولي نظرات حيرة وأنا شايفة حنة بتجمع الخيوط في دماغها. حتى مايك رفع راسه من تليفونه، مبين اهتمام خفيف باللي بيحصل. أنا هزيت راسي وابتسمت بتصلب، وبعدين اعتذرت بطريقة مش مهذبة أوي، وسحبت حنة ورايا وشديتها ناحية حمام السيدات. هي مشيت ورايا بسرعة، وإحنا الاتنين تجاهلنا النظرات المحتارة اللي سيبناها ورانا.
        
        لما وصلنا التواليت أخيرًا، قفلت علينا بالمفتاح وبدأت أتنفس بصعوبة، كنت على وشك إني أتنفس بسرعة زيادة (هايبر فنتيليت). حنة لسه مصدومة، بس أنا عارفة إنها هتفوق بسرعة وتغرقني بالأسئلة.
        
        "ده هو الراجل اللعين بتاع اليوم اللي فات؟ اللي كنتي مفتونة بيه وبتتكلمي عنه لمدة عشرين دقيقة كاملة وإحنا جايين هنا؟" مفيش عندي وقت أرد قبل ما هي تكمل رغيها.
        
        "الراجل ده بجد مز أوي، مكنتيش بتكدبي. والشقرا سيرينا دي مغرورة زي ما تخيلت. هتعملي إيه؟ ده طالع من مسلسل تركي. مش مصدقة!"
        
        من الرغي، هي اتحولت لضحك كامل وعينيها دمعت. أخيرًا، قدرت أنضم للمحادثة.
        
        "آه، هو. أنا مش لاقية كلام أعبر بيه عن قرف الموقف ده دلوقتي، فبطلي تضحكي." بالرغم من إني حاسة إن أطراف بوقي عايزة تضحك معاها على سخرية الموقف.
        
        "يارب ميكونش قال لكل الناس على خيبتي الكبيرة وقد إيه وشي احمر. ده محرج أوي. ليه ده بيحصلي أنا دايماً؟"
        
        مكنتش عارفة أضحك ولا أعيط على سخافة الموقف. هو بجد كان سخيف. بس الجزء الصغير مني اللي كان بيتساءل لو هشوفه تاني، راضي جدًا عن نفسه.
        
        حاولت أتجاهل الصوت اللي في دماغي، بس مهما كان مستوى الإحراج اللي حسيته، مقدرتش أنكر قد إيه كان مز بشكل مش طبيعي بالبدلة وإن إعجابي بيه تضاعف من أول مرة شفته فيها. اللعنة، اللعنة، اللعنة.
        
        حنة كانت بتبصلي وعارفة بالظبط إيه اللي بفكر فيه لما ابتسامة خبيثة ظهرت على وشها.
        
        "إحنا هننبسط أوي النهاردة." مع الإعلان ده، سحبوني من حمام السيدات ورجعنا للحفلة. ده وقت العرض.
        
        رجعنا الحفلة عشان نلاقي أماكنا عشان البرنامج كان بدأ خلاص. قاعدة على ترابيزة طويلة على يمين العروسة، أنا كنت جنب أمي آنا. هي ست رائعة وشكلها يجنن، سنها مش باين عليها بالرغم من إنها في نص الخمسينات. هي أكتر شخص حنون ومتفاهم في حياتي؛ مش ممكن أكون ممتنة أكتر من كده إني عنديها أم.
        
        على الناحية التانية مني كانت حنة. عيلة برايان كانت على شماله. بما إن جيك كان واحد من أقرب الناس ليه، هو كان قاعد كام كرسي بعيد عني. كنت مبسوطة بوجود مسافة فيزيائية بيني وبينه، بس مقدرتش أمنع نظراتي إنها تروح في اتجاهه من وقت للتاني. أقدر أحلف إن كام مرة هو كمان راسه لفت ناحيتي.
        
        كنت بحاول أفتكر الحاجات اللي أختي قالتها لي عن 'أحسن صاحب برايان'، بس مقدرتش أفتكر كتير. هي ذكرت إنه مز، وده مقدرش أجادل فيه. أنا فاكرة بشكل غامض إنها قالت حاجة عن إنهم كانوا عايشين قريب من بعض وهما أطفال وجيك كان بيلعب في بيت برايان كتير عشان أهله مكنوش موجودين كتير. أنا عارفة إن جيك أصغر منه بكام سنة، فده معناه إنه حوالي ٣٠ سنة. يعني غالبًا أكبر مني بخمس سنين على الأقل. همم... أنا دايماً كنت بفضل أرتبط برجالة أكبر مني... ماشي، مش دي النقطة.
        
        بيكا قالت برضه إنه بيواعد بنات كتير وإنها بتتمنى إنه ميجيش فرحهم مع أي واحدة تافهة. أنا فاكرة بشكل خفيف إنها قالت إنها شافته مؤخرًا مع نفس الست كذا مرة، فانا خمنت إن دي سيرينا.
        
        كنت بفصل وبأرجع أركز كده طول بقية البرنامج الرسمي، لحد ما الموسيقى بدأت تشتغل والحفلة بدأت تولع. شفت حنة كانت في مودها وأنا كمان حسيت إني دايخة شوية من كتر الشامبانيا اللي شربتها.
        
        أختي لقتني بعد كام "رقصة خطوبة" وسحبتني على جنب. كنت عارفة هي هتسأل إيه.
        
        "إيه الحوار ده كله مع جيك؟ انتي تعرفيه؟" كنت أتمنى إن ده يكون علامة إنه مذكرش الحادثة لأي حد.
        
        "قصة طويلة، بس باختصار،" أنا عملت حركة إيدي عشان أبين إني متضايقة من الموضوع قبل ما أكمل، "أنا قابلته بالغلط اليوم اللي فات في محل القهوة بتاعي ووقعت قهوة سخنة لسه معمولة على قميصه الأبيض. وانتهى بينا الحال بنتكلم ولما كنت على وشك إني أشتريله كوباية، الشقرا سيرينا دي ظهرت. مش عايزة أي دراما، أنا ببساطة هربت من الموقف. كنت فاكرة إني عمري ما هشوفه تاني، بس إحنا هنا... دي قصة حياتي."
        
        كانت بتبصلي بعدم تصديق وبعدين انفجرت في الضحك. آه، مرحبًا بيكي في النادي. كلماتها اللي بعد كده، كانت غير متوقعة شوية.
        
        "وإنتي لقيتيه مز لدرجة إنك بدأت تتهتهي؟"
        
        بدأت أضحك على سؤالها المباشر، بس بجد، إزاي كنت أتوقع إنها مش هتاخد بالها من قلة كلامي. أنا كده كده تمتمت بموافقتي وحاولت أمشيها وأنا بطلب منها إنها تروح تستمتع بليلتهما، وإننا هنتكلم بعدين.
        
        دورت على حنة ومايك وسحبتهم هما الاتنين لساحة الرقص. قررت إني أبطل أفكر فيه خالص وأسترخي بس في صحبة أكتر ناس بحبهم.
        
        مكنتش أعرف إن ليلتي مش هتخلص مريحة زي ما كنت أتمنى.
        
        
        
        
        
        رقصنا واتجننا في ساحة الرقص، وكنت بحاول على قد ما أقدر مابصش عليه. حنة وفّت بوعدها واتأكدت إننا نكون ملفوتين للنظر في الرقص. مايك زهق مننا بعد كام أغنية ورجع مكانه يلعب بتليفونه. بصراحة، أنا حتى اتفاجئت إنه قعد كل المدة دي. لازم أتكلم معاه لوحدنا قريب وأشوف هو مستحمل الوضع ده كله إزاي.
        
        حنة وأنا فضلنا نرقص شوية وبعدين تعبنا أخيرًا، قررت أروح حمام السيدات وهي رجعت للترابيزة عشان تجدد مشروبها.
        
        لما وصلت عند الزاوية، عيني وقفت على راجل واقف قدام باب المكان اللي أنا رايحاه. طبعًا، نجم الليلة.
        
        في لحظة الذعر، ترددت ثابتة مكاني، بفكر ألف وارجع بعدين ولا أمشي على طول وأعمل نفسي مفيش حاجة حصلت. كنت بفكر في الخيارين دول فترة طويلة على ما يبدو لما هو رفع راسه من تليفونه وعينيه وقفت على عيني.
        
        اتسمرت مكاني لحظة، مش قادرة أتحرك تحت نظرته. إزاي ممكن واحد غريب تمامًا يخطفني كده بالكامل؟ جسمي ودماغي بيتفاعلوا معاه حتى من بعيد.
        وبعدين خبطت نفسي في دماغي. أنا مش هعمل دور المصدومة لدرجة إني مش عارفة أتكلم تاني.
        
        خدت نفس عميق وكملت طريقي هناك. عينيه مسبتنيش، بتبصلي من تحت لفوق. حسيت بقشعريرة طالعة من صوابع رجلي لحد فوق كأن جلدي متوصل بعينيه اللي بتلف عليا كلها. بدأت أقرب منه طول الوقت بحاول يائسة إني أقدر إيه اللي بيفكر فيه، بس وشه كان متخبي بعناية من أي مشاعر. خلاص، دلوقتي أو لا.
        
        "أهلاً بيكم،" أهلاً بيكم؟؟ أنا في ابتدائي ولا إيه؟
        
        "أنا كده كده كنت عايزة أشكرك إنك مقلتش لحد على الحادثة اللي حصلت اليوم اللي فات. أنا لسه آسفة جدًا ونفسي أقدر أعتذرلك."
        
        كنت بحاول أكون مهذبة بجد، بس حتى في وداني، الكلام ده كان فيه إيحاء شوية. عقلي الباطن مش رقيق أوي الظاهر. أعتقد إنه خد باله من تلميحي غير المقصود لما حاجة سخنة عدت في عينيه، بس هو خفاها بسرعة.
        
        هو مردش أي حاجة فترة، فضل بس يبصلي بعينيه الخضرا المكثفة دي، بيقيمني بصمت. باين عليا مقدرتش أبطل أبص عليه أنا كمان، غرقانة في عينيه الحلوة، مستنياه يتحرك. ليه أنا بتفاعل معاه كده كان فوق استيعابي.
        
        بعد فترة، هو فك شوية التوتر بانه هز راسه بإيماءة صغيرة ووراني ابتسامته المثيرة اللي فيها غمازات.
        
        "متقلقيش. انتي كنتي حلوة نوعًا ما. آه، وأنا قلت لـ برايان. مكنتش أعرف إن ده سر حربي." هو كان بيسخر مني، بس قاله بصوت خفيف وابتسامة دافية، وده خلاني أسترخي شوية. هو قال إني كنت حلوة نوعًا ما؟
        
        "عادي بجد، مش أحسن لحظاتي. ممكن نبدأ من جديد؟" أنا مدت إيدي قدامه، مستنياه يمد إيده.
        
        "أهلاً، أنا جيسيكا كافاناج، أخت بيكا. تشرفت أخيرًا بمعرفتك."
        
        هو كان بيقيم الموقف شوية وبعدين بدأ يبتسم وهو بيسلم عليا.
        
        "تشرفت بمعرفتك يا جيسيكا، أنا جيك أدامز. إشبين برايان. سمعت عنك حاجات حلوة كتير. بس مكنتش أعرف إن شكلك كده يجنن."
        
        
        
        
        عيني اتفتحت بصدمة على كلامه وفجأة حسيت إني حرّانة أوي في هدومي. حقيقة إنه لسه ماسك إيدي مش بتساعد خالص. حسيت بطاقة بتهزني في المكان اللي صوابعه لمست فيه جلدي ورجلي اترعشت لا إراديًا.
        
        "أنا آس-فة؟"
        
        صوته بقى أوطى وأهدى، وسحبني سنتي أقرب منه وخلاني أشم ريحة البرفان بتاعه من قربنا.
        
        "قلتلك شكلك جميل أوي ولازم تعرفي إزاي تقبلي الإطراء."
        
        كنت دايخة من إني محاطة بريحة البرفان بتاعه اللي بتصوت "جنس" وكلامه خلاني أحس بوخز في كل الأماكن الغلط.
        
        هو كمل، "بس بما إنك أخت أخويا اللي يعتبر أخويا، مفروض ملمسكيش. ودي حاجة مؤسفة بجد لو هتسأليني."
        
        أخت أخويا اللي يعتبر أخويا؟ وأنا اللي كنت فاكرة دماغي دي لخبطة كلمات غريبة. حسيت بقشعريرة في كل جسمي وبدافع مفاجئ سحبت إيدي من إيده. مقدرش أخليه يفتكر إني معجبة بيه بشكل ميؤوس منه لدرجة إني مقدرش أتحكم في نفسي.
        
        "إيه اللي خلاك تفتكر إني عايزة تلمسني؟ أنا يا دوب أعرفك."
        
        عينيه اللي مترصعة برموش كثيفة بنات تموت عليها قيمت تعبيرات وشي، واضح إنه بيفكر في طريقة يرد بيها. مرة تانية مد إيده عشان يرجع خصلة شعر ورا ودني وكان على وشك يرد لما باب الحمام اتفتح وخرجت سيرينا.
        
        هي بصتلي بصة وحشة وبغريزة، أنا بعدت عنه كام سنتي. حاجة زي الضيق عدت على وشه، بس قبل ما أقدر أفهم هو بيفكر في إيه، سيرينا حطت إيديها حوالين رقبته، وهي بتوشوش حاجة في ودنه.
        
        خمنت إن دي إشارتي، بصيت عليه مرة تانية ودخلت حمام السيدات، وقفلت الباب وطلعت نفس مكنتش عارفة إني كنت حابساه. إيه اللي حصل ده كله؟
        
        بعد عشر دقايق من التنفس العميق، هديت نوعًا ما وخرجت من حمام السيدات. عضلاتي فكت من التوتر المكبوت لما أدركت إن مفيش حد واقف على الناحية التانية.
        
        حنة كانت مستنياني لما دخلت القاعة الرئيسية ولاحظت إن الحفلة بتقرب تخلص. قررنا نقول وداعًا للضيوف الباقيين وعيلتي، ونتجه للعربية.
        
        أنا بحاول يائسة إني مأفكرش بقية الليل في حقيقة إن جيك وسيرينا مشيوا خلاص وأنا كنت بتكلم مع نفسي في الحمام. أنا مفروض ميهمنيش هو بيعمل إيه كده كده، صح؟
        
        
        
        الفجر طلع، الشمس دخلت أوضتي. صحيت ودماغي لسه فيها كل تفاصيل إمبارح. مش عارفة أنا مبسوطة ولا متضايقة من اللي حصل مع جيك.
        
        قمت من السرير، بصيت من الشباك. الهوا كان لسه ساقع. حسيت إني عايزة أبدأ من جديد. يمكن اللي حصل ده كان إشارة لحاجة تانية خالص.
        
        بصيت حواليا في الأوضة، كل حاجة مترتبة وهادية. حسيت بهدوء غريب جوايا. قررت إني مش هفكر كتير في اللي فات. الحياة بتمشي، وأنا لازم أمشي معاها.
        
        خدت نفس عميق، وحسيت إني عندي طاقة جديدة. طاقة إني أبص للمستقبل. يمكن جيك ده كان مجرد موقف، أو يمكن بداية لحاجة أكبر. مفيش حاجة مضمونة، بس أنا جاهزة لأي حاجة.
        
        ابتسامة خفيفة ظهرت على وشي. أنا جاهزة. مش مهم إيه اللي حصل، المهم إيه اللي جاي.
        
        

        Pages

        authorX

        مؤلفون تلقائي

        نظام شراء