موصى به لك

الأقسام

الأفضل شهرياً

    نظرات إعجاب - الفصل الثاني (رواية حب إجباري)

    نظرات إعجاب

    2025, كاترينا يوسف

    رومانسية

    مجانا

    في الفصل ده، الجو بين جابرييل وإيليا بيكون مشحون بالتوتر، وبيزيد لما بتظهر واحدة اسمها ماديسون فجأة. إيليا بيحاول يسيطر على جابرييل بطرق غريبة، وماديسون بتحاول تلفت نظره ليها بدلع. الأحداث دي بتخلي جابرييل تحس بضعف وضيق من اللي بيحصل في حياتها، وفي الآخر إيليا بيتحكم حتى في شغلها.

    جابرييل

    فتاة مستقلة تحاول أن تعيش حياتها بشكل طبيعي، لكنها تجد نفسها في وضع صعب بسبب وجود إيليا ورجاله. هي شخصية صبورة ومحاولة لتجنب المشاكل، لكنها تبدأ في التمرد على سيطرة إيليا.

    إيليا

    زعيم المجموعة الموجودة في منزل جابرييل. يتميز بشخصية متقلبة المزاج، وعصبية، وقدرة على التلاعب بالآخرين. نظرته حادة وتصرفاته غير متوقعة، ويبدو أنه يخفي الكثير.

    ماديسون

    امرأه تظهر فجأة ويبدو أنها على علاقة بإيليا من الماضي. تحاول التقرب منه بأسلوب لعوب ومغازل، لكن إيليا يبدو غير مهتم بها بشكل كبير. وجودها يثير تساؤلات حول علاقتها بإيليا وماضيها.
    تم نسخ الرابط
    نظرات إعجاب

    الأيام عدت عادي كأن إيليا والرجالة مش موجودين. حاولت على قد ما أقدر إني مطنشهم ومخليهمش يأثروا فيا، بس بدأت أستغرب إمتى هيمشوا بقى. كانوا واخدين على المكان أوي، بيتفسحوا فيه كأنهم أصحابه.
    
    كان نفسي أفتح الموضوع ده. ربنا وحده اللي عالم كنت عايزة أعمل كده قد إيه، بس مكنتش عايزة أبين إني قليلة الذوق. ومش بس كده، أنا مكنتش عايزة أغضب إيليا. عرفت إنه عصبي جداً، وكأنه أي حاجة بعملها بتضايقه. كان بيدور على أي تفصيلة عشان يعلق عليها. كأنه بيحب يزعقلي عشان يأمرني وخلاص.
    
    فـ سكت وكملت اللي كنت بعمله عادي كأنهم مش موجودين. نزلت المخبز أخدم زبايني الحلوين. وبعد ما أقفل كنت بطبخ العشا للكل وبعدين أروح أنام. الموضوع كان بسيط أوي. كنت بتجنبهم وهما مكنوش بياخدوا بالهم مني. ده لحد قريب.
    
    بقيت ألاقي عينين إيليا عليا أكتر من الأول. كان بيبصلي بس، سواء كنا في مكان عام أو لوحدنا. مكنش بيهمه لو لمحته وهو بيبص، نظراته مبتتحركش. حسيت إن الموضوع غريب شوية، بس سكت ومبينتش أي حاجة كأن مفيش حاجة بتحصل.
    
    وأنا بخلص لبسي ورايحة أعمل الفطار، أخدت بالي إن الرجالة مش موجودين. هما كانوا بييجوا ويروحوا على طول، بس عمرهم ما سابوني لوحدي. دايماً كان إيليا وداود يمشوا ونوح يقعد عشان يخلي باله مني، أو داود ونوح يمشوا وإيليا يقعد. بس النهارده كلهم مشيوا. مفيش أي أثر ليهم.
    
    كان نفسي أفكر إنهم مشيوا خلاص. وإن الموضوع خلص أخيراً، بس كنت عارفة كويس أوي إني مينفعش أصدق ده. كنت عارفة إنهم مش هيمشوا كده فجأة. بس حتى وأنا عارفة كده، برضه كنت بأتمنى إن يكون فيه أي فرصة إني مشوفهمش تاني. مجرد أمل كاذب.
    
    مظهرتش غير بالليل. كنت لسه مخلصة عشا لما سمعتهم دخلوا. كلهم دخلوا المطبخ وغرفوا لنفسهم أكل من غير حتى ما يسلموا عليا.
    
    كلهم إلا إيليا اللي قعد على الترابيزة ساكت مستني إني أنا اللي أغرفله. كان مغرور أوي. كان عارف إنه شكله حلو ومكنش بيحاول يخفي ده أبداً. ساعات كنت بستغرب أوي إزاي كان متوقع مني إني أكون تحت أمره على طول.
    
    غرفتله الأكل وحطيته قدامه وكنت هارجع أوضتي. بس إيليا كان ليه خطط تانية.
    
    "اقعدي يا جابرييل."
    
    "أنا مش جعانة." تمتمت وأنا مبصش عليه.
    
    "أنا سألتك جعانة ولا لأ؟" عقدت حواجبي وبصيتله. "اقعدي خرا." قعد نوح وحط طبق أكل قدامي قبل ما يقعد جنبي. بدأت أكل على مضض. الصمت اللي كان مال المكان كان خانق.
    
    "وبعدين؟" داود سأل إيليا.
    
    "وبعدين؟ مش عارف." إيليا جاوب وكأنه مش فارق معاه.
    
    "خلاص، كله تمام زي ما خططنا. مفيش سبب يخلينا قاعدين. ما تيلا بينا نمشي ونرجع بيتنا؟" نوح قال. بصيت لفوق بخلسة، وباصة على كل كلمة.
    
    إيليا اتسند لورا على الكرسي وهو بيبص لـ نوح بتقييم. "والبنت؟ هنعمل معاها إيه؟" داود سأل دلوقتي. بلعت ريقي بصعوبة وأنا مستنية رد إيليا بتوتر.
    
    "مفيش. ممكن تكمل حياتها وتعمل نفسها إن مفيش حاجة حصلت. مش لازم ندخلها في الموضوع." حسيت بابتسامة صغيرة بترتسم على شفايفي وأنا ببص لـ نوح. كان طيب أوي. إيليا لسه متكلمش، بالعكس كان بيتفرج في صمت.
    
    "دي عرفت كتير أوي. وإيه اللي يضمن إنها متروحش تبلغ البوليس؟" داود، بتاع المشاكل، زود.
    "مش هعمل كده، أوعدك. مش هقول ولا كلمة... كأنكم أصلاً مكنتوش موجودين." قلت بسرعة. ده لفت انتباه إيليا. نظرته الباردة جمدتني في مكاني.
    "تحبي كده يا جابرييل؟ تحبي نمشي؟" إممم... هو كان عايز إجابة بجد؟ مكنتش عارفة أقول إيه فـ سكت.
    "رُدي على السؤال الزفت." قالها بنبرة تهدد بالقتل تقريباً. حسيت قلبي بيدق بسرعة من الخوف. نوح أكيد كمان لاحظ إن الحوار بقى خطير.
    "اهدي يا صاحبي، هي مش متعودة على كده. أكيد هتبقى عايزانا نمشي، ليه لأ؟ كل اللي عملناه إنا خوفناها من ساعة ما جينا." عينين إيليا الزرقاء الساحرة اخترقت عينيّ العسليتين. بصيت بعيد ومش قادرة أستحمل نظرته الباردة. مفيش كلام تاني اتقال بعد الحوار السخن ده.
    بعد العشا كنت مترددة شوية إني أرجع أوضتي. مكنتش عايزة أبقى لوحدي مع إيليا. وإيه اللي يضمن إنه ميرجعش لحالاته دي تاني؟ نوح مش هيكون موجود عشان ينقذني المرة دي.
    بصيت لإيليا بخلسة. كان بيتكلم مع نوح وداود عن حاجة في الصالة. دخلت أوضتي بسرعة وجبت بيجامة وطلعت على الحمام. طولت في الدش على قد ما قدرت بس في الآخر كان لازم أواجه الأمر.
    مخدش وقت طويل قبل ما إيليا يدخل الأوضة. كنت خلاص في السرير وبقرأ كتاب لما إيليا دخل. بدل ما يدخل كله، اتسند على الباب وهو بيبصلي بتركيز شديد. حاولت مطنش بس الكلام أسهل من الفعل.
    "تعالي هنا." عيني جت في عينه وبصتله باستغراب. كان فيه حاجة في طريقته وهو بيقولها خلتني أقوم بالراحة وأروح ناحيته لحد ما بقيت واقفة قدامه بالظبط. عضيت شفايفي بتوتر وأنا مستنية حركته اللي جاية.
    قلبي كان هيدق ويطلع من صدري لما مسك فكي ومطنش المسافة الصغيرة اللي كانت بيننا. معملش حاجة غير إنه فضل يبصلي كأنه للأبد. عينيه الزرقاء كانت أغمق من العادة. كنت عايزة أبعد، أحط مسافة صغيرة بيننا، بس الخوف جمدني في مكاني.
    "إنتي جميلة أوي." عيني وسعت. "كيوت أوي بجد. عينيكي الكبيرة العسلي." مشي صباعه بالراحة على عيني. "النمش الخفيف ده." صوابعه لمست بالراحة عظمة مناخيري اللي كانت متغطية بنمش خفيف. "شفايفك المليانة اللي عاملة بوز." لما حسيت بصابعه الكبير وهو بيمشي على شفايفي، بعدت عنه بخضة. ده معجبهوش. عرفت من طريقة عينيه الزرقاء اللي اغمقت.
    "إيه... إيه اللي بتعمله؟" همست. كأن إيليا رجع للواقع فجأة. نظرته الباردة رجعت تاني. شكله كان زهقان فجأة بجد. مطنش إنه يرد عليا، لف ومشي من الأوضة. نمت وأنا مستغربة أوي اللي حصل ده.
    
    في يوم الصبح كنت لسه مخلصة الدش وكنت مستعدة ألبس، إيليا شد هدومي من إيدي بعنف. بصيتله بعينين واسعة. من غير أي تفسير رمالي كيس. عقدت حواجبي وأنا بطلع الهدوم من الكيس وببص عليها باستغراب.
    "إيه ده؟"
    "هدوم." جاوب ببرود. "عايزك تلبسيها." إممم...
    "كرم أخلاق منك أوي بس شكراً. أنا عندي هدومي." حاولت أرجعله الكيس بس مرضهوش ياخده.
    
    "أنا مكنتش بسأل."
    "أنا... أنا مش فاهمة. أنا مرتاحة بهدومي اللي عندي." هو مش هيجبرني ألبسها بجد.
    "يا جابرييل، هديكي تلات دقايق. لو مكنتيش لبستي، أنا اللي هلبسك بنفسي." سمعت الجدية في صوته. حسيت قلبي بيدق بسرعة من خوفي إنه ينفذ وعده، فـ مسكت الكيس وطلعت ناحية الباب. "رايحة فين؟"
    مكنتش قادرة أتكلم، فأشرت على الباب. "هنا... هتغيري هنا." قال وهو شكله متضايق.
    "لأ، مينفعش أغير هنا." هو... هو كان متوقع مني ألبس هنا... قدامه.
    "مبحبش أكرر كلامي."
    "مينفعش ألبس قدامك. ممكن تطلع من الأوضة؟ مش هاخد غير دقيقة."
    "الوقت بيخلص." يا إلهي.
    "أنا... أنا مينفعش." همست. قلبي حرفياً وقف لما بدأ يمشي ناحيتي فجأة. "خلاص، تمام... أنا اللي هعملها بنفسي." رجعت كام خطوة لورا وأنا بحاول أبعد نفسي عنه.
    عضيت شفايفي بتوتر. "ممكن على الأقل تلف وشك، لو سمحت." كنت ممتنة لما عمل كده. اتحركت بأسرع ما يمكن، وغيرت هدومي بسرعة باللي ادهالي.
    كانت تيشرت بسيطة ضيقة بكم قصير وبنطلون جينز أزرق غامق نازل أوي على وسطي. كل حاجة في اللبس كانت مش مناسبة. كانت ضيقة أوي ومبينة أكتر من اللازم. حسيت إني مكشوفة أوي.
    إيليا لف من غير ما يستنى مني إذن. عينيه اغمقت على طول وهو بيبصلي بتقييم. اتحركت وأنا حاسة بعدم ارتياح شديد. كنت هرفع شعري كحكة بس وقفت لما إيليا مسك دراعي وجرني تقريباً برا الأوضة. الرجالة كانوا تحت خلاص. المحل كان فاتح وكان فيه كام زبون بس.
    لما دخلت في مجال رؤيتهم، عينيهم اغمقت، وبقهم اتفتح تقريباً.
    

    روايه حب إجباري

    حب إجباري

    2025, كاترينا يوسف

    رومانسية

    مجانا

    تدير جابي مخبزًا صغيرًا ورثته عن جدتها. حياتها الهادئة تنقلب رأسًا على عقب بوصول ثلاثة مجرمين وسيمين يختبئون في منزلها. تتصاعد الأحداث بين الخوف والفضول، وتجد جابي نفسها مجبرة على التعامل مع وجودهم الغريب، بينما تحاول الحفاظ على حياتها وعملها. تتشابك مشاعر الخطر والانجذاب بشكل غير متوقع، مما يخلق ديناميكية معقدة بينها وبين خاطفيها، خاصة زعيمهم الغامض والقاسي.

    جابرييل

    شابة تدير مخبزًا ورثته عن جدتها. طيبة القلب وعنيدة، تجد نفسها في موقف خطير وغير متوقع مع المجرمين.

    إليجاه نايت

    زعيم المجرمين الثلاثة، يتميز ببروده وقسوته وجاذبيته الغامضة. علاقته بجابي معقدة ومليئة بالتوتر والصراع.

    نوح براون

    أحد المجرمين، يبدو أكثر لطفًا وودًا من إليجاه. يتفاعل مع جابي بشكل مختلف ويحاول تخفيف حدة التوتر.
    تم نسخ الرابط
    حب إجباري

    "تصبحي على خير يا ست روجر، يا رب الكوكيز المعسلة تعجبك." قلت وأنا بأشاورلها باي باي وهي خارجة من المحل وماسكة علبة البسكوت في إيديها.
    
    "وإنتي من أهل الخير يا حبيبتي، خلي بالك من نفسك." ابتسمت، ست طيبة قوي. رجعت أكمل تلميع الترابيزة، متأكدة إني ما سبتش ولا حتة.
    
    أنا فتحت الفرن بتاعي ده من تلات سنين. أنا وجدتي فكرنا إنها هتبقى حاجة ممتعة نعملها سوا تساعد في مصاريف البيت.
    
    في الأول ما كانتش أكتر من قهوة بلدي تحت في بيتنا، وده لحد ما جدتي اتوفت. عملت كل اللي أقدر عليه عشان البيزنس يستمر، مع إن الموضوع كان صعب قوي في الأول. ما كنتش عارفة أعمل إيه من غير جدتي، كنت قربت أيأس وأقفل القهوة، بس عرفت إني لازم أكمل، لو مش عشاني يبقى عشان خاطر جدتي.
    
    أول ما اتعودت على الشغلانة، قررت أحول القهوة لفرن حلويات. أنا باحب الطبخ وكنت عارفة إن شغلانة الحلويات دي هتبقى حاجة استمتع بيها. الفرن كان أسهل بكتير في إدارته لما بقى فيه شوية مساعدة، وقريب سميته "حلويات شارع السكر" أو "تريبل إس" اختصارًا.
    
    كنت مركزة في دعك بقعة القهوة اللي على الترابيزة لما سمعت حد بيحنحن عشان ياخد باله مني. رفعت عيني وشفت راجل قاعد على واحد من الكراسي شكله رسمي قوي.
    
    "أنتِ جابرييل لين؟" ابتسمت ومديت إيدي.
    
    "أنا هي، بس لو سمحت قوليلي جابي." الراجل هز راسه وهو بيسلم عليا.
    
    "أنا اسمي كارتر سكوت، كنت عايز أتكلم عن المحل بتاعك. عندك بيزنس شكله حلو قوي هنا، إزاي الحلويات بتاعتك مسكرة كده... يعني بجد؟" سأل وهو شكله فضولي بجد.
    
    "دي حاجات كده بألفها في المطبخ وبأكتبها بسرعة في كتاب الوصفات السري بتاعي... ده عندي من زمان قوي."
    
    "وإيه اللي بتحطيه فيها؟" عقدت حواجبي باستغراب.
    
    "لو قلتلك مش هيبقى سر يا أستاذ سكوت." قلت وأنا بهز راسي. يعني مش ده كان واضح؟
    
    "طبعًا، أنا عارف إن مع مكان زي ده، الدنيا ممكن تبقى زحمة ساعات. بنت صغيرة زيك ماسكة مكان كبير ومعروف زي ده، أكيد بيبقى صعب في أوقات. أنا مستعد أشتري المكان ده وأريّحك منه." قالي كأنه بيعمل معايا معروف. أنا كشرت. هو ما كانش أكبر مني بكتير، يعني في نص العشرينات كده، بس طريقته في الكلام كانت بتخليني أحس إني صغيرة قوي على إني أدير البيزنس بتاعي.
    
    "أنا متشكره جدًا لاهتمام حضرتك، بس الموضوع مش متعب خالص. أنا باحب إني أسعد زبايني، مش معنى كده إن الدنيا سهلة على طول. يعني مش كل حاجة زي أكل العسل، بس أنا بتعلم وأنا ماشية. فشكرًا على عرضك بس لا شكرًا." فضل باصصلي لحظة قبل ما يهز راسه. طلع كارت صغير من جيب بدلته وحطه على الترابيزة.
    
    "أنا فاهم، بس لو غيرتِ رأيك في أي وقت يا ريت تتصلي بيا." مسكت الكارت وبدأت عيني تقراه. بصيت عليه وبعدين رجعت بصيت على الكارت تاني.
    
    "دي طريقتك عشان تديني رقمك؟" قلت بتريقة. عينيه وسعت وما قدرتش أمسك نفسي من الضحك على رد فعله. "أنا بس بأهزر يا أستاذ سكوت." طرف بقه ابتسم قبل ما يهز راسه ويمشي.
    
    "تشرفت بحضرتك." وأنا لسه ماسكة الفوطة في إيدي، شورتله باي باي.
    
    ابتسم. "أنا أكتر يا آنسة لين، ويا ريت تفكري في العرض بتاعي." الراجل ده ما بيفهمش كلمة "لا".
    
    "هأفكر فيه لو ده هيخليك مبسوط، مع إني متأكدة إني مش هوافق." قلت قبل ما أدخل المطبخ الرئيسي. ما كانش فيه شغل كتير عشان الوقت كان بدأ يتأخر. ساعدت الكل في التنظيف، مش عايزة أسيبهم يعملوا كل حاجة لوحدهم. وأنا داخلة أشوف الدنيا بره، ماديسون وقفت في طريقي.
    "جابي، أنا لازم أمشي بدري ومش هأقدر أجي بكرة." كشرت مش فاهمة.
    "ليه كده؟"
    "مشكلة عائلية، هأحتاج كام يوم إجازة." قالت وهي بتتفحص ضوافرها.
    "ماشي لو دي مشكلة عائلية." يعني هأقول إيه تاني، مش هأقدر أمنعها تقعد مع أهلها لو فيه حاجة غلط.
    "شكرًا، أنتِ أحسن واحدة." قالت وهي بتاخد شنطتها وبتخرج من الباب.
    "أنا مش فاهمة إزاي بتسيبيها تعمل كده." إيميلي قالت وهي بتتسلل ورايا فجأة. اتخضيت ما كنتش متوقعة إنها تكون هنا.
    "يا بنتي خضتيني." قلت وأنا باخد نفسي بالعافية وماسكة صدري.
    هي لفت عينها بملل. "أنتِ عارفة إنها هتهرب مع الواد بتاعها ده." إيه ده؟
    "يعني إيه؟"
    اتعصبت. "أنتِ ساذجة قوي. ما كانش فيه أي مشكلة عائلية، هي عايزة تقضي وقت مع صاحبها عشان كده خدت كام يوم إجازة. كانت بتتكلم معاه في التليفون طول النهار وبيخططوا لرحلة. حتى ما غسلتش الأطباق زي ما قلتي لها. ليه ما بترفديهاش وخلاص؟"
    شهقت. "ما أقدرش أعمل كده، ده مش عدل ليها. هي بس قلقانة إنها ما بتقضيش وقت كفاية مع صاحبها، وده شيء مفهوم." إيميلي بصتلي وهي مش مصدقة.
    "طيب نقول إن ده كان السبب. ليه ما قالتلكيش بدل ما تكذب؟" سكت ما عرفتش أرد عليها. "شايفة؟ هو ده اللي أنا باقوله... أنتِ بتخلي الكل يستغلك."
    "أنا مش كده خالص."
    هزت راسها. "ماشي، عندك حق... أنا هاخد كام يوم إجازة الجايين، وهارجع الأسبوع اللي جاي."
     
     
     
     
     "بس وأنتِ وماديسون مش موجودين، مين هيعملي رسومات التورتة بالكريمة؟"
    هزت كتفها بلا مبالاة. "مش مشكلتي، عندي حاجات لازم أخلصها." لو عندها حاجات تخلصها، يبقى من حقي إني أديها كام يوم إجازة.
    عقدت حواجبي. "أظن ممكن تاخدي كام يوم إجازة..." اتفاجئت لما إيميلي رفعت إيديها في الهوا وبتتمتم بحاجة مش مفهومة.
    "شوفتي قصدي؟ كنتِ عارفة إنك محتاجاني وبرضه اديتيني كام يوم إجازة."
    كشرت. "كنت بس باحاول أكون طيبة." تمتمت وأنا حاسة إني عبيطة.
    ملامح إيميلي لانت. "عارفة يا حبيبتي بس لازم تتعلمي تقفي للناس وتقولي لأ." هزيت راسي. "يلا بقى ساعديني في غسيل الأطباق دي." ابتسمت. أنا عارفة إيميلي من ساعة ما جدتي ماتت.
    هي أكبر مني بكتير، حوالي أواخر الأربعينات، وقدرت تساعدني كتير لما فتحت "حلويات شارع السكر" في الأول. لولا إنها عرضت تعلمني أصول البيزنس، ما كنتش عارفة هأكون فين دلوقتي. ساعدتني في اختيار مين أوظف ومين المفروض يعمل إيه. بتقول إني شفقت على كام موظف لما وظفتهم، بس شرحت لها إن كل واحد يستاهل فرصة.
    
    الوقت كان بيتأخر وكان لازم نقفل. إيميلي سألتني لو عايزة إنها تبات معايا الليلة، عارفة إني ممكن أحس بالوحدة وأنا قاعدة هنا لوحدي. رفضت عرضها وطمنتها إني هأكون كويسة. بعد جدال كتير، سابتني أخلص قفل الفرن. كان ساعات بيبقى كويس إني ساكنة فوق المحل، عمري ما اضطريت أمشي لوحدي بالليل.
    كنت خلاص هأقفل الباب لما شفت كيس الزبالة اللي أكيد ديلان نسي ياخده. قررت أنا اللي هأعملها بما إني كل اللي هأعمله إني هاوديها الناحية التانية من الشارع. نفضت إيدي على بنطلوني الجينز القديم قبل ما أمسك الكيس التقيل وأروح الناحية التانية من الشارع. رجعت للمحل وكنت لسه هأفتح الباب لما حسيت بحاجة معدن باردة متسلطة على صدغي. قلبي وقع في بطني.
    "ما تصوتييش ومحدش هيتأذي." حد همس وهو واقف ورايا بالظبط. ما تجرأتش أتحرك. "افتحي الباب." عملت زي ما قالي. دخلنا الفرن والمسدس لسه متوجه ناحية صدغي. سمعته بيئن من الألم قبل ما يزقني بقوة على الأرض. لفيت وشفت تلات رجالة، كل واحد ماسك مسدس في إيده. آخر واحد دخل قفل الباب قبل ما يبص على الاتنين التانيين.
    "إيه الهبل ده يا عم؟" زعق للراجل التاني.
    "أنا؟ أنت اللي كان المفروض تتأكد."
    "أنت اللي كان المفروض تظبط الكاميرات، إزاي لخبطت الدنيا كده؟"
    "ما كانش سهل كده-"
    "سهل؟ أنت قلت إنك مسيطر على كل حاجة."
    "أنت اللي..."
    "اخرس خالص!" الراجل اللي كان ماسك المسدس ناحيتي زعق، فسكتوا الاتنين وخوفوني أكتر. "ما تتحركيش!" أيوه، ده منعني إني أتحرك أكتر. لاحظت حاجة بتنزل دم على كتف قميصه. "ما يهمنيش مين فيكوا الاتنين الأغبيا دول اللي غلط، اللي مهم دلوقتي إننا لازم نستخبى كام يوم." هزوا راسهم.
    "والبنت دي؟" اتوترت لما حسيت إنهم بيبصوا عليا دلوقتي.
    الراجل اللي شكله هو الكبير حك راسه بالمسدس قبل ما يهز كتفه. "مش عارف، هنشوف حل." كنت متأكدة إني هيجيلي سكتة قلبية لما مسك دراعي ورفعني لفوق بسهولة. "تعالي." قال وهو بيشدني على السلم اللي بيودي على أوضة المعيشة الصغيرة. قعد على الكنبة والاتنين التانيين قعدوا على الكنبة اللي قصاده.
    "عندك صندوق إسعافات أولية؟" الراجل اللي كان ماسك المسدس ناحيتي سأل. هزيت راسي بغباء. "روحي هاتيه." جريت بسرعة على الحمام وجبت صندوق الإسعافات الأولية. لما رجعت الأوضة وقفت مكاني متجمدة. دلوقتي والنور قايد، قدرت أشوف وشوشهم كويس. كلهم كانوا وسيمين إلى حد ما، عيني وقعت على الراجل اللي شكله هو الكبير وكنت متأكدة إن قلبي عمل نبضة زيادة. كان تحفة. عينيه زرقاء فاتحة قوي. شعره أسود، دقنه متظبطة... أيوه وسيم جدًا بجد.
    مشيت بتردد ودخلت الأوضة بالكامل وحطيت صندوق الإسعافات الأولية على الترابيزة اللي في النص. الراجل الكبير قلع قميصه وبسرعة بصيت الناحية التانية وحسيت إن وشي سخن. جسمه كان رياضي جدًا.
    "يا بت، نضفيلي الجرح." عيني وسعت. ما كنتش أعرف حاجة عن تنظيف الجروح، أكتر حاجة عملتها إني حطيت بلاستر. الدم نفسه كان بيخليني عايزة أرجع.
    بصيت عليه بالراحة وعيني وقعت على جرح الرصاصة البشع اللي في كتفه. بلعت ريقي بصعوبة ومسكت صندوق الإسعافات الأولية بالراحة وقعدت جنبه. كان بيبص على كل حركة بعملها وأنا بنضف جرحه على قد ما أقدر، وبتمتم بكلمة "آسفة" كل ما كان شكله بيوجعه. مع إنه ما ظهرش عليه أي علامات ألم. عيني كانت مركزة على الشغل اللي في إيدي مش عايزة أبص على نظرته الحادة. حطيت شاش على الجرح قبل ما ألفه بالضمادة.
    
    "خلصت." أعلنت. الراجل هز راسه وساد صمت طويل. "إيه أسماؤكم؟" سألت مش عارفة منين جتلي الثقة المفاجئة دي.
    "أنتِ متأكدة إنك عايزة تعرفي؟ كل ما تعرفي أكتر، كل ما فرصتك في إنك تخرجي من هنا حية تقل." واحد من الرجالة التانيين اتكلم. كان شكله أسمراني ووسيم أكتر.
    "ما تركزش معاه، هو بس متضايق عشان بوظ الدنيا." الراجل التاني قال. "أنا نوح براون. وده ديفيد مور-" قال وهو بيشاور على الراجل اللي شكله شرير. "-وده إليجاه نايت." هزيت راسي مش فاهمة ليه قالي أسماءهم بسهولة كده. لو خرجت من هنا حية، هيبقى معايا أسماؤهم الكاملة وأقدر أروح للشرطة.
    "أنا جابرييل لين، بس لو سمحتوا قولولي جابي." قلت بابتسامة. بصوا عليا لحظة كأنهم بيحاولوا يفهموني.
    "هي بتتكلم بجد؟" إليجاه نايت سأل. عقدت حواجبي باستغراب.
    "أنا بتكلم بجد جدًا يا أستاذ نايت، ودلوقتي لو حضرتك ورجالتك خلصتوا، أنا عايزة أنام... لازم أصحى بدري بكرة وأنا أصلاً سهرانة بعد معاد نومي." بصيت عليهم بغيظ. الرجالة بصوا عليا كأنهم بيحاولوا يتأكدوا إني حقيقية.
    "دي بتهزر معايا صح؟"
    شهقت. "يا أستاذ نايت ممكن تتفضل ما تستخدمش الألفاظ دي قدامي... مش شايفاها مناسبة."
    "إليجاه." كشرت للراجل اللي قدامي اللي بيحير ده.
    "نعم؟"
    "قولي إليجاه مش أستاذ نايت." اممم، ماشي...
    "ماشي... دلوقتي لو سمحت، أنا محتاجة أنام..." إليجاه هز راسه. ابتسمت وقمت عشان أروح أوضتي بس استغربت لما إليجاه قام هو كمان. رفع حاجبه لما بصيت عليه بس مش عارفة أعمل إيه.
    "إيه؟ عايزة تنامي؟" هزيت راسي بتردد.
    "أيوة..."
    "وريني الطريق." عيني وسعت لما فهمت قصده.
    "أنت مش هتقدر تنام هنا... معايا. فيه أوضة فاضية، ممكن تنام فيها-"
    "لأ، أنا هنام معاكي في أوضتك."
    "بس-"
    "إيه اللي حصل لرغبتك في النوم... عندك يوم طويل بكرة." قالها بدهاء.
    "أنا مش عايزة أنام تاني." هزيت راسي وقعدت تاني. إليجاه ابتسم. كان تحفة... يعني جمال قاتل.
    "لأ، أنا تعبان دلوقتي." مسك دراعي بقوة مؤذية وشدني بعيد عن نوح وديفيد. "أوضتك فين؟" أشرت بتردد على أوضتي وهو زقني جواها تقريبًا. بصيت عليه وهو بيقفل الباب وبيستريح على سريري. وقفت هناك متوترة مش عارفة أعمل إيه. عيني وقعت على الكنبة الصغيرة، أظن إني هأنام هناك الليلة.
    "ادخلي السرير." إيه؟
    عيني وسعت. "نعم؟"
    "ادخلي السرير." كررها ببرود. ما قدرتش أنام معاه في السرير. ده غلط.
    "لأ شكرًا، هأنام على الكنبة." قلت وأنا بأتمنى إنه يوافق.
    
    "يا جابرييل، أنا باحاول، بجد باحاول." عقدت حواجبي باستغراب.
    "اسمها جابي." صححت له.
    رفع حاجبه. "يا جابي، قدامك خمس ثواني تدخلي السرير ده." لما سمعت الغضب بيعلى في صوته، دخلت السرير بسرعة ورحت على الطرف التاني. "لو حاولتي تعملي أي حاجة هأقتلك من غير ما أفكر ثانية." هزيت راسي ببطء.
    ما بصليش وهو بيلف عشان يديني ضهره ونام. كنت عايزة أروح أنام على الكنبة وبعيد عن الراجل الجذاب ده بس كنت خايفة أضايقه. في الآخر نمت وأنا بأتمنى إنهم يمشوا بكرة.
    صحيت قبل الكل وقررت أحضر الفطار. وأنا بأخلص رص الأكل في الأطباق، ديفيد ونوح دخلوا. بصوا عليا دقيقة كأنهم بيدرسوني. حطيت أطباق الأكل على الترابيزة وشوفتهم وهما بيقعدوا بتردد وبدأوا ياكلوا. ابتسمت لهم قبل ما أقعد أنا كمان. محدش فيهم نطق ولا كلمة وهما بياكلوا الفطار بشراهة. بعد شوية، إليجاه دخل، وأول ما عينيه الزرقاء الجميلة وقعت عليا، اتغيرت وبقت غامقة.
    "أنا قلتلك تقدري تخرجي من الأوضة؟" اممم...
    
    
    
    
    عقدت حواجبي باستغراب. "لأ."
    "إمال عملتي كده ليه؟"
    "كنت زهقانة وجعانة فعملت فطار." قلت وأنا بأشاور على طبقه اللي كان على الترابيزة. خده وقعد قصادي.
    "ليه ما حاولتيش تهربي؟" نوح سأل بعد دقيقة.
    "ليه هأهرب من بيتي؟" بصوا عليا دقيقة طويلة.
    "أنتِ عارفة أسامينا كلنا... كان ممكن تروحي للشرطة." قالها كأنه بيكلم طفل عنده تلات سنين.
    هزيت كتفي بلا مبالاة. "عشان يقتلني؟ أظن مش عايزة." قلت وأنا بأشاور على إليجاه. "أنا بس عايزة إنكم تمشوا في أقرب وقت ممكن." نوح هز راسه وسكت.
    "مش عاجبك وجودنا هنا يا حلوة؟" بصيت على إليجاه مش متأكدة إذا كان عايز إجابة بجد ولا لأ. هزيت كتفي قبل ما أرجع أبص على أكلي مش قادرة أستحمل نظرته الحادة.
    بعد الفطار غسلت أطباق الكل ونضفت شوية. وأنا رايحة ناحية الباب، إليجاه اللي كان قاعد في أوضة المعيشة مع نوح وديفيد، سألني فاكرة نفسك رايحة فين.
    "تحت، لازم أفتح الفرن."
    "أيوة، كأن ده هيحصل. اقعدي." كشرت بس رحت ناحيتهم وقعدت بين نوح وديفيد. لسبب ما كنت خايفة من إليجاه أكتر من نوح وديفيد. إليجاه أكيد حس بكده عشان رفع حاجبه. بعد ما قعدت أكتر من ساعة، قررت أتكلم أخيراً.
    "لازم أفتح الفرن."
    إليجاه اللي ما كانش مركز معايا، هز راسه. "أيوة، أنتِ قلتي كده قبل كده."
    "عندي موظفين." بدل ما يرد، فضل قاعد باصص على تليفونه. "هأعمل إيه لما ييجوا هنا مستنيين يشتغلوا؟"
    "ابعثي لهم رسالة... قوليلهم ما يجوش." كانت إجابته.
    "أبعث لهم رسالة؟" سألت باستغراب. هز راسه. "أنا ما عنديش أي تليفون محمول، بس عندي تليفون أرضي." بص عليا أخيراً. عينيه الزرقاء الغامقة ما كانتش بتوريني غير ضيق. مش ذنبي. جدتي عمرها ما سمحت بحاجات زي كده في بيتها، لسبب ما ما كانتش بتحب تكنولوجيا دلوقتي.
    
    "أنتِ بتهزري صح؟" كنت عايزة أزعقه جامد على كلامه بس كنت خايفة أضايقه. "اتصلي وقوليلهم ما يجوش النهاردة. ما تحاوليش تعملي أي حاجة غريبة، مش هأتردد أقتلك." هزيت راسي. "يا ديفيد روح معاها."
    عملت زي ما قالي وبلغت كل واحد فيهم ما يجيش، وده اللي عملوه من غير أي شكوى، ما عدا إيميلي. سألتني إذا كنت كويسة ولو عايزة إنها تيجي... بسرعة قلتلها إني كويسة وبس مش حاسة إني كويسة. بعد إقناع كتير وافقت أخيراً وسابتني في حالي.
    
    اليومين اللي بعد كده قضيتهم وأنا باعمل كل حاجة عشان أتجنب إليجاه، وده كان سهل إلى حد ما عشان معظم الوقت كان بيتجاهلني، إلا لو كان محتاج أغيرله الضمادة أو أنضفله الجرح، ما كانش حتى بيبص ناحيتي. نوح هو اللي كان دايماً بيتكلم معايا وبيساعدني أبقى مشغولة. حذرني إني ما أقفش في طريق إليجاه وإني أبقى ساكتة لما يكون موجود. وده اللي عملته، مش كأنه راجل صعب تجاهله.
    في صباح يوم وأنا خارجة من الحمام لابسة وجاهزة لبداية يوم جديد، إليجاه فاجئني لما سألني سؤال بجد.
    "إيه اللي أنتِ لابساه ده؟" عقدت حواجبي وبصيت على لبسي باستغراب. كنت لابسة قميص بكم طويل تريكو وتنورة قديمة واصلة لتحت ركبتي وشعري مربوط كعكة نضيفة ورا راسي. شكلي كان معقول إلى حد كبير.
    "إيه اللي مش عاجبك؟"
    "كأنك ست عجوزة."
    كشرت. "إزاي بتفترض إني بألبس؟"
    "كأنك بنت صغيرة..."
    كشرت أكتر. "لو قصدك إني ألبس تنانير وفساتين بتوري جلد أكتر من اللازم، فشكرًا بس مش عايزة. أنا مرتاحة في لبسي ده." إليجاه فضل باصصلي دقيقة طويلة، عينيه الزرقاء الباردة كأنها بتدور على حاجة. يا إلهي الراجل ده كان تحفة، ما فهمتش إزاي حد جذاب كده ممكن يكون قاسي كده. يمكن شكله خلاه يتغر.
    "عندك جمال نادر... شايفاه ميزة؟" مش فاهمة ليه سألت، أظن من الفضول.
    ضيّق عينيه عليا. "إيه؟"
    "عشان تجذب الستات... دي ميزة ليك؟"
    هز كتفه. "حاجة زي كده." ما بقاش شكله مهتم يتكلم معايا، كأنه فجأة زهق من كلامنا. اتفاجئت لما قام من السرير فجأة ومن غير ما يبصلي ثانية، خرج من الأوضة.
    لو قلت إني كنت خايفة من إليجاه، ده هيكون أقل من الحقيقة. لسبب ما كان بيرعبني، عمري ما قابلت حد بارد كده... مش مهتم كده. مع إنه ما بيدينيش أي اهتمام، كنت عارفة إنه هيقتلني من غير أي ندم.
    أخدت نفس عميق وكنت لسه هأخرج من الأوضة لما لاحظت حاجة على الكومودينو اللي جنبي. ده كان تليفون إليجاه. يمكن لازم أتصل بالشرطة، إليجاه غالباً هيقتلني ودي ممكن تكون فرصتي الأخيرة.
    من غير ما أفكر ثانية، مسكت التليفون. لعبت بيه بغرابة وأنا باحاول أفهم إزاي أستخدم الجهاز المعقد ده. يا خراشي على التليفونات دي.
    قبل ما أقدر أشغل الجهاز المعقد ده، الباب اتفتح. بسرعة حطيت التليفون ورا ضهري وأنا باصه على إليجاه وهو داخل الأوضة. وقف أول ما عينيه وقعت عليا واتسند على الباب اللي اتقفل دلوقتي وهو بيفرك دقنه المتظبطة. عينيه الزرقاء دي درستني وأنا باحاول على قد ما أقدر إني ما أتحركش تحت نظرته الثاقبة. شاورلي عشان أقرب، اترددت بس مشيت ناحيته.
    
    "ناوليني إياه." عضيت شفتي بتوتر.
    "أناولك إيه؟" سألت وأنا باعمل نفسي مش فاهمة. ابتسم. قبل ما أقدر أرجع لورا، إيده اتصلت بخدي وزقتني على الأرض. حطيت إيدي على خدي اللي بيوجعني وأنا باصه عليه بصدمة. مش مصدقة إنه عمل كده. عمري ما حد ضربني قبل كده، حسيت إن عينيه بتدمع من الوجع.
    إيد إليجاه لفت حوالين رقبتي الصغيرة ورفعني من على الأرض. "تعالي نحاول تاني." حسيت قلبي بيدق بسرعة في صدري. "ناوليني إياه." من غير تردد حطيت التليفون المحمول في إيد إليجاه الممدودة. زقني بعيد وحط التليفون في جيبه. "ما تلعبيش معايا يا جابرييل، مش هأتردد أقتلك. لو عايزة تعيشي ما تحاوليش تعملي أي هبل تاني."
    كشرت. "اسمها جابي." تمتمت. هز راسه ومسك دراعي وشدني برا الأوضة.
    "اعملي فطار." عقدت حواجبي بس عملت زي ما قالي. بعد ما خلصنا فطار غسلت الأطباق وقعدت في أوضة المعيشة مع الرجالة زي ما باعمل دايماً.
    "عايزة أفتح المحل بتاعي." قلت وأنا باصه على إليجاه. رفع حاجبه.
    "بجد؟"
    هزيت راسي. "أيوة... أيوة عايزة. بقالي كام يوم قافلة، وعندي زباين وموظفين أوفياء محتاجيني. اللي بتعمله ده مش بيأذيني أنا بس، ده بيأذي ناس تانية كمان." قلت بحماس.
    "البت دي بتتكلم بجد؟" إليجاه لف ناحية نوح وديفيد اللي هزوا كتافهم بس.
    كشرت. "لو سمحت يا إليجاه، أنا كل اللي بأطلبه منك إنك تسيبني أفتح المحل بتاعي. أوعدك مش هأقول لحد. أنا بس عايزة أفتح المحل." همست بالجزء الأخير وأنا بأترجاه بعيني. إليجاه ما كانش راضي خالص.
    "يلا يا إليجاه، لازم نسيبها تفتح عاجلاً أم آجلاً، الناس هتبدأ تشك." نوح قال. إليجاه شكله كان بيفكر في الموضوع. عيني المليانة أمل كانت باصه عليه وما فاتنيش هزّة راسه الصغيرة.
    صرخت بفرحة. "شكراً! شكراً! شكراً!" قلت وأنا بانط وبجري برا الباب لتحت على المحل. بسرعة اتصلت بإيميلي وقولتلها تكلم الكل، صرخت لما قولتلها إننا هنفتح النهاردة.
    ابتسامة على وشي وأنا باصه على المحل وهو بيتملي بالناس. الموظفين دخلوا شكلهم مرتاح إنهم رجعوا الشغل، حتى إيميلي كانت شكلها مبسوطة إنها رجعت المحل.
    "يا إلهي، وحشتيني قوي." قلتلها وأنا باخدها في حضني. ضحكت.
    "وأنتِ كمان وحشتيني. ليه ما فتحتيش المحل؟" اممم...
    "أخدت بنصيحتك وأخدت إجازة من المكان ده." ما كانش شكلها مصدقة كذبتي بس ما ضغطتش على الموضوع، بدل كده حاجة تانية لفتت انتباهها وملامحها اتغيرت لقلق.
    "إيه اللي حصل لوشك؟" أوه، أيوه. حطت إيديها على خدي وأنا اتوجعت. كنت عارفة إنه أكيد أحمر ومنتفخ من اللي حصل الصبح.
    "أنا... أه... خبطت في الحيطة." ما كانتش كذبة بالظبط. لما إليجاه قالي إني أقدر أفتح الفرن النهاردة، أنا تقريباً خبطت في الحيطة بالغلط وفوت الباب بسنتيمتر واحد.
    "بجد يا جابي؟" عرفت إنها مش مصدقاني.
    "أيوة، أنتِ عارفة إني ممكن أكون خرقاء إزاي." ما اقتنعتش بس سابت الموضوع. بداية اليوم عدت زي أي بداية يوم تاني، ده قبل ما إليجاه ونوح وديفيد يدخلوا حياتي. أخدت طلبات، اتكلمت كلام عادي مع زبايني... كل حاجة رجعت زي ما كانت.
    
    سرعان ما رجعت للواقع لما شفت إليجاه ونوح وديفيد نزلوا على المحل. عقدت حواجبي باستغراب وأنا بأتساءل إيه اللي جايبهم هنا تحت. بصيت عليهم باستغراب وهما بيقعدوا على الكراسي اللي قدام الترابيزة الطويلة. نظر إليجاه اتنقل للقائمة اللي على اللوحة.
    رفع حاجبه. "حلويات شارع السكر؟" اممم...
    "أيوة..." رديت بتردد واضح في صوتي.
    "اسم مرح قوي لمحل حلويات."
    ابتسمت. "اسم مرح لبنت مرحة."
    "تمام." إليجاه بص الناحية التانية وتجاهلني تماماً.
    
    
    
    
    "طيب، عايزني أجيبلكوا حاجة؟" حسيت فجأة إني متوترة وأنا واقفة كده.
    "يا ريت والله." نوح قال بسرعة وهو بيحاول يلطف الجو. ابتسمت وأنا مستنياه يطلب. "فاجئونا." هزيت راسي بسعادة قبل ما أروح المطبخ بسرعة وأعمل أي حاجة.
    "يا بت الإيه، مين دول؟" إيميلي سألت وهي بتتسلل ورايا. بصيت وراها على إليجاه ونوح وديفيد.
    "مجرد أصحاب قدام لجدتي." كذبت وأنا بأتمنى إنها تصدقني مع إنها عارفة إني كذابة فاشلة. كنت ممتنة إنها كانت مشغولة قوي بمراقبة الرجالة اللي بره لدرجة إنها ما خدتش بالها من كذبتي.
    "يا خراشي عليهم، يجننوا، خصوصاً اللي عينيه زرقاء تحفة دي." لفيت عيني بملل على صاحبتي. إيميلي ما بتعرفش تمسك لسانها. أي حاجة بتفكر فيها بتقولها.
    "طيب يا ست، ارجعي لشغلك بقى." اتأففت وأنا ضحكت ضحكة خفيفة. رجعت للرجالة وحطيت المقبلات قدامهم، وباصة عليهم بتركيز وهما بياكلوا.
    "ها؟"
    نوح اتأوه. "ده تحفة يا جابي، عمري ما أكلت حاجة بالطعمة دي."
    "أوه، ده ولا حاجة."
    "لأ بجد. عمري ما ذقت حاجة بالطع... بالجمال ده." ابتسمت وأنا حاسة بالفخر بنفسي. "إيه السر؟"
    "عايز تعرف بجد؟" نوح هز راسه. شورتله يقرب. "فانيليا مع شوية حب زيادة." همست وأنا باحاول أهز حواجبي. نوح انفجر في الضحك. ديفيد وإليجاه أكيد ما عجبتهمش نكتتي، أكلوا المقبلات بتاعتهم من غير ما يبصوا عليا.
    فضلت أساعد في الفرن وأنا مبسوطة إني قادرة أسعد زبايني. ديفيد ونوح راحوا قعدوا في ركن وأنا رتبته لهم بفرحة، بس إليجاه رفض يتحرك من مكانه. ديفيد ونوح ما بداش عليهم إنهم متضايقين إنهم راحوا قعدوا في ركنهم من غيره.
    كنت ساعات بألاقي نظرات إليجاه عليا، بيبصلي بعينيه الباردة اللي لونها مميز. ما خليتش مزاجه المتعكر يأثر عليا. بقالي كام يوم فاتحة المحل ومش هأخليه يعكر صفوي.
    وأنا لسه مخلصة أخد طلب، الجرس اللي فوق الباب رن ولفت انتباهي لماديسون اللي كانت متأخرة قوي. مشيت ورا الترابيزة من غير ما تبصلي وهي بتاخد إزازة مية.
    "أنتِ متأخرة." إيميلي قالتها وهي بتبص بغيظ على ماديسون اللي شكلها زهقان.
    هزت كتفها بلا مبالاة. "أيوة، وبعدين؟" ماديسون شربت المية كلها من غير أي قلق. حطت الإزازة الفاضية على الترابيزة وكانت لسه هتدخل المطبخ لما عينيها وقعت على إليجاه. كتمت ضحكتي على رد فعلها لما بصت عليه مرتين. إليجاه ما كانش مهتم بينا، عمل نفسه مش شايفنا زي ما بيعمل دايماً.
    
    "أهلاً يا مز، ممكن أجيبلك حاجة؟" ماديسون سألت بصوت مغري. صوتها كان كده لما كانت بتتكلم في التليفون مع صاحبها. أو على الأقل أظن إنه كان صاحبها. إليجاه بص على ماديسون، مال راسه شوية وهو بيبص عليها من فوق لتحت قبل ما يبص الناحية التانية.
    "لأ." وش ماديسون وقع في ساعتها وحسيت بالذنب ناحيتها شوية. إليجاه كان بارد قوي وكان فاكر إن الكل أقل منه.
    إيميلي هزت راسها. "هتفضلي واقفة كده وتسيبها تعمل كده؟" عضيت شفتي بتوتر.
    "اممم... يا ماديسون يا حبيبتي، فيه سبب لتأخيرك؟" سألت وأنا حاسة بعدم ارتياح شديد.
    "أوه! ما كنتش في المدينة لما وصلني الاتصال. افتكرتك سيبتنا وهتقفل المحل. يعني أنتِ كنتِ غايبة أسابيع، كنت مفروض أفكر إيه؟" هزيت راسي. ده تفسير معقول. إيميلي هزت راسها وبتتمتم بحاجة مش مفهومة. رجعت المطبخ وسابتني أتصرف لوحدي.
    "طيب... كويس، بس ما تخليش ده يحصل تاني." قلت وأنا باحاول أكون حازمة.
    ضحكت. "أكيد." لفت على كعبها وراحت ورا إيميلي في المطبخ بس قبل ما تروح بصت على إليجاه تاني. طلعت برا محتاجة شوية هوا. بقالي كام يوم ما طلعتش برا وحسيت بالشمس الساطعة وهي نازلة عليا، حسيت بانتعاش وراح التوتر اللي كنت حاسة بيه من دقايق.
    "بتخلي الكل يستغلك؟" صرخت صرخة خفيفة وحطيت إيدي على قلبي اللي بيدق بسرعة دلوقتي.
    "يا لهوي، خضتيني." إليجاه بصلي وهو متسند على الحيطة. "ولأ، مش باعمل كده."
    "لأ؟"
    "لأ." رفعت دقني لفوق.
    "من اللي شفته في الساعتين اللي فاتوا، الكل بيعاملك كأنك طفلة." إيه ده؟
    عقدت حواجبي. "أنا آسفة، مش فاهمة."
    "الكل بيعاملك كأنك ما عندكيش أي إحساس بالاتجاهات. كأنك طفلة ما عندهاش مخ."
    شهقت. "هما مش كده."
    "لأ؟" هزيت راسي للراجل اللي قدامي اللي بيحير ده.
    
    
    
    
    
    "ليه بتستهزأ بيا؟"
    هز كتفه بلا مبالاة. "ضيقتك بتسليني."
    كشرت. "ده كلام فظيع." إليجاه ما اهتمش وهو بيطلع حاجة من جيبه. شهقت لما عرفت إنها علبة سجاير. ولعها وشفط السم القاتل ده. "دي عادة وحشة." أخد نفس تاني وطلع الدخان في وشي وفاجئني. كحيت بهستيريا وأنا باهوي الريحة المقرفة دي بعيد.
    بصيت عليه بغضب. "أنت راجل قاسي قوي." ابتسم وخطى خطوة ناحيتي. خطيت خطوة لورا بغريزة. مسك وشي وعصر خدودي بوجع. اتوجعت لما غرز صباعه في خدي اللي كان مجروح أصلاً.
    "عندك حق... أنا راجل قاسي. معظم الناس هتفكر تبعد عن طريق الراجل القاسي ده، بس أنتِ؟ لأ. أنتِ طيبة زيادة عن اللزوم عشان تهتمي بشغلك وبس، وده يا جابرييل... ده هيوقعك في مشاكل كتير في يوم من الأيام." اتكلم وهو قريب قوي من وشي. من وجهة نظر أي حد تاني، هيبان كأننا بنبوس بعض. حسيت إن وشي سخن من التفكير ده. إليجاه رفع حاجبه قبل ما يسيبني.
    "ليه دايماً بتقولي جابرييل؟ أنت طلبت مني ما أقولكش يا أستاذ نايت وأنا احترمت ده. ليه ما تقدرش تحترم رغبتي وتقولي جابي؟" قلت وأنا حاسة إني زهقت.
    "أنتِ عنيدة قوي على فكرة." كشرت. أنا مش كده. قبل ما أرد على كلامه، إليجاه رمى سيجارته ومشي رجع جوه. عملت زيه ورجعت شغلي. اليوم عدى بسرعة وأنا باعمل روتيني العادي. إيميلي شكلها كانت بتضايق أكتر وأكتر من ماديسون اللي فضلت تحاول تفتح كلام مع إليجاه.
    كنت بس باصه من بعيد وأنا شايفة إيميلي بتروح لماديسون وبتقولها ترجع شغلها قبل ما تتطرد. ماديسون كانت بترجع المطبخ وهي بتدوس على الأرض بغيظ. غير كده اليوم عدى كويس إلى حد ما.
    لما الشمس غربت، كنت خلاص ودعت الكل وقفلت المحل. لاحظت إن ماديسون ما غسلتش الأطباق وديلان نسي ياخد الزبالة تاني. زهقت وخلصت أنا ده وطلعت الزبالة بسرعة. نوح عرض يساعدني بس رفضت.
    "مش ده شغل رجالة؟" نوح سأل لما دخلت المحل. كان راجل نبيل قوي.
    "أيوة بس أظن ديلان نسي تاني. هأفكرّه بكرة." هزيت كتفي. طلعنا كلنا فوق. كنت تعبانة قوي عشان أحضر عشا، دخلت أوضتي على طول عشان أخد دش. ما حسيتش إني نسيت أجيب هدوم النوم بتاعتي غير لما خلصت.
    لفيت فوطة حوالين جسمي وبصيت من الباب أشوف لو إليجاه موجود في أي مكان. لما ما شفتهوش، جريت بسرعة على دولابي أدور على ملابسي الداخلية. اتخضيت لما سمعت حد بيشتم بصوت واطي.
    لفيت ووشي بقى في وش إليجاه. عينيه الباردة كانت أغمق وهي بتنزل على جسمي بوقاحة، وهو بيفرك إيده على بقه. حسيت فجأة إني مكشوفة قوي. قلبي وقف لما مشي ناحيتي، حاولت أرجع لورا بس وقفت لما إيده مسكت دراعي وثبتتني مكاني.
    إيده التانية طلعت ومسكت خصلة شعر طايرة وحطيتها ورا ودني. شكله كان في حالة زي التنويم المغناطيسي كأنه مش واخد باله من اللي بيعمله. فجأة زقني، فمسكت الفوطة جامد عشان ما تقعش.
    "روحي البسي هدومك الزفتة دي." من غير ما أستنى، جريت على الحمام ولبست ملابسي الداخلية. لبست قميص بيجامة واسع مكتوب عليه "بطل حرب الوسائد" وبنطلون بيجامة صوف. رفعت شعري كعكة منكوشة قبل ما أرجع الأوضة بالراحة. إليجاه كان نايم على ضهره على السرير وإيده على عينيه. عيني وقعت على الكنبة. يا ترى ممكن أنا بس-
    "يا جابرييل. على السرير. حالا." كشرت ودخلت السرير بالراحة قوي ونمت ومدية ضهري ليه. حسيت بعدم ارتياح فغيرت جمبي، المشكلة الوحيدة إني بقيت باصه على إليجاه. حاولت أنام على بطني بس ما كنتش مرتاحة. "بطلي حركة زفتة."
    تجمدت دقيقة قبل ما ألف وأبقى باصه على إليجاه تاني. حاولت أنام بس ما قدرتش أفضل قافلة عيني. مهما كنت مرهقة جسدياً من اليوم، ما قدرتش أنام. بصيت على إليجاه. عيني وقعت على الضمادة بتاعته وما قدرتش ما أسألش عنها.
    "جرحك عامل إيه؟" اتأوه بس ما ردش. "حاسس إنه أحسن؟" ما ردش. "إزاي اتصابت؟ يعني مش كل يوم حد بيدخل محلي برصاصة في كتفه." قلت بمزاح.
    "يا جابرييل-"
    "جابي، اسمها جابي. أنت طلبت مني أقولك إليجاه وأنا عملت كده. إيه الصعب في إنك تقولي جابي؟ أنت إليجاه، وأنا جابي." حطيت إيدي على صدره. "إليجاه." وبعدين حطيت إيدي على صدري وقلت... "جابي."
    إليجاه بصلي. ما قالش ولا كلمة وفضل باصصلي بس. حواجبه اتقابلت شوية وهو بيفكر في أي حاجة كان بيفكر فيها. أخد نفس عميق واداني ضهره وتجاهلني.
    "روحي نامي يا جابرييل."
    
    

    حياتي سايكو

    حياتي سايكو

    2025, Jumana

    اجتماعيه نفسيه

    مجانا

    فتاة تتعرض للتنمر المستمر من قبل هايز في المدرسة، مما يسبب لها ألماً نفسيًا وجسديًا. تحاول إيڤ التأقلم مع حياتها المضطربة في المنزل بعد زواج والدتها من رجل آخر، وابتعاد والدها عنها. تجد الدعم من صديقاتها المقربات، لكنها تشعر بالعجز أمام قوة هايز. تتمنى إيڤ انتهاء هذه الفترة الصعبة من حياتها وتنتظر التخرج. تتخلل الأحداث محاولات إيڤ لتجاهل هايز والتأقلم مع التغيرات في حياتها، مع إشارات إلى مشاعر معقدة تجاه أصدقائها وعائلتها.

    إيڤ

    بطلة الرواية، فتاة تتعرض للتنمر من هايز في المدرسة. حساسة وتحاول التأقلم مع التغيرات الصعبة في حياتها العائلية.

    هايز دي لوكا:

    المتنمر الرئيسي في المدرسه طالب ثري ومشهور يستقوي على الضعفاء، وخاصة إيڤ.

    توم

    زوج والدة إيڤ الجديد، علاقته بإيڤ متوترة وتشعر بالضيق من وجوده في حياتها.
    تم نسخ الرابط
    حياتي سايكو

    - الكتاب ده مابيدعمش أو بيجمّل التنمر بأي شكل من الأشكال.
     
    رواية "سرها" قصة تانية خالص، لو عايزين قصة أحداثها بتمشي بالبطيء، اقروا دي.
    محدش يسيب أي تعليقات سخيفة، وإلا هبلغ عنها.
    
    زي ما متعودين، لو عندكم أي أسئلة أو تعليقات أو اقتراحات للكاتبة، تقدروا تسيبوا رسالتكم في قسم التعليقات
    وبس كده، قراءة ممتعة!
    ________________________
    
    
    _______ إيڤ: "كل ده هيخلص قريب،" كررتها لنفسي للمرة العاشرة وأنا متكتفة على اللوكر بتاعي بين دراعين بلطجيته الاتنين، چيسون ومارك. عيونه السودا الباردة بصت في عيني وهو واقف قدامي وحاطط إيده في جيوب بنطلونه. زحمة كبيرة اتلمت ورانا بسرعة، والكل كان مستني يعرف هيعمل فيا إيه تاني. على جنب الزحمة، واقفين أعز تلاتة صحابي، آرون وبيلي وتشيس، وعينيهم مقفولة. مش قادرة ألومهم؛ كانوا عارفين إنهم عاجزين زيي بالظبط. چيسون بص ناحيته، "هتعمل فيها إيه المرة دي؟" نظرة الملل اللي كانت على وشه اتقلبت بسرعة لنظرة شيطانية. معدتي اتقلبت في ساعتها. كنت مرعوبة لإني مكنتش قادرة أتوقع هيعمل إيه تاني. حسب القاموس، كلمة 'haze' معناها حالة من التشويش الذهني، بس في رأيي، هايز دي لوكا هو اللي بيسبب التشويش الذهني ده. بكرهه بكل عظمة في جسمي. من أولى ثانوي، وهو عاملها مهمته الشخصية يعذبني كل يوم. التعذيب ده بيتراوح بين إهانة بسيطة لحد المدرسة كلها تشوفني وأنا بلم بقايا المشروع اللي قضيت أسابيع بشتغل عليه بعجز. مش عارفة ليه بيعمل كده. بحاول أتجنبه بكل الطرق، بس دايماً بيلاقيني وبيعمل اللي هو عايزه فيا. طبعاً، أنا مش الوحيدة اللي بيضايقها. هو بيحب يستقوى على الضعفاء أو اللي مشهورين أوي في المدرسة. لو بصيت عليه بس بصة مش عاجباه، فيه احتمال كبير إنك هتحتاج تروح للناظرة في طريقك للحصة اللي بعدها. هو ده اللي هو عليه، بلطجي. بدأت أتلوى عشان أفلت من إيدين الوادين الضخمين دول، بس قبضتهم زادت بس. "أرجوك،" بدأت أتوسل وهو خطى خطوة لقدام، بس طبعاً مسمعش ولا اهتم أصلاً. لما بقى أخيراً قدامي، الاتنين اللي معاه سابوني واختفوا في الزحمة اللي كانت دلوقتي بقت الضعف. كل الناس دي ومحدش تجرأ يساعدني. مسك شنطتي اللي كنت ماسكاها جامد أوي قبل ما يفضي كل اللي فيها على الأرض قدام الكل. لحسن حظي، مكنش فيها غير كام كتاب وقلم. ده شكله ضايقه عشان وشه اتعصب. بعدين مسكني من شعري، وشد جذوره في العملية، "أعمل فيكي إيه بجد؟" فضلت ساكتة لأني كنت عارفة إن ده سؤال مش محتاج إجابة. شد شعري جامد أكتر قبل ما يشدني لقدام وبعدين يخبطني في اللوكر بتاعي. وجع جامد حسيت بيه في ضهري على طول. حركت إيدي عشان أدلكه بس هو مسكها بسرعة. "يلا يا إيڤ، فكري! أعمل فيكي إيه؟" سأل تاني كأنها لعبة بالنسبة له. "أرجوك!" اتوسلت. تعبيرات وشه فضلت متنرفزة. "لأ، إجابة غلط،" قال وهو بيرميني على الأرض والزحمة الكبيرة دي هتفت. اتأوهت وأنا بحاول أقوم. جسمي كان بيرتعش وكنت متلخبطة ومش عارفة أقف كويس. "إيه اللي بيحصل هنا!؟" زعقت الآنسة ڤينسنت، ناظرة المدرسة بتاعتنا، من بعيد. مشيت بسرعة لقدام الزحمة اللي كنا أنا وهايز في النص. "يا آنسة باركر، كل حاجة تمام؟" لفيت وشي شوية عشان أشوف هايز وهو بيبص عليا من غير ما يبين أي تعبير. حاجة واحدة كنت متأكدة منها، وهي إني لو قلت أي حاجة مش هتعجبه، يبقى نهايتي قربت. ابتسمت بتكلف وهزيت راسي. "أيوة يا أبله، شنطتي وقعت وهايز كان بس بيساعدني ألمها." ابتسمت هي. "يا سيد دي لوكا، أنا مبسوطة أوي إني شايفة إنك مبقتش تعمل مشاكل. اتفضلوا بقى." هايز رفع حاجبه، "نعم؟ أتفضل بإيه؟" "بلم كتبها طبعاً،" قالت قبل ما تبص للزحمة. "يلا يا جماعة، كل واحد على فصله، حالا!" الزحمة اختفت في ثواني لأنهم كانوا عارفين إنهم هيتعاقبوا لو فضلوا واقفين أكتر من كده. بصيت على هايز والنظرة اللي ادّاهالي دي خلت رعشة تسري في جسمي. كنت عارفة إني بوظت الدنيا. مفيش أي طريقة هايز هيسكت على كده. "يا هايز، مستني إيه؟" سألت الآنسة ڤينسنت، مستعجلة إننا نروح الفصل. اتنهد قبل ما يوطي ويرجع كل الحاجات اللي كانت في شنطتي. وقف وزق الشنطة جامد في بطني، "كله تمام." "شكراً،" تمتمت وأنا باصة في حتة تانية. ابتسمت الآنسة ڤينسنت، "أنا مبسوطة أوي إني شايفة إنكم بقيتوا أصحاب دلوقتي. عارفة إن بدايتكم مع بعض كانت صعبة شوية بس أنا فرحانة إنكم كبرتوا." هايز ابتسم لها بس أنا مقدرتش أجبر نفسي أبتسم ابتسامة كدابة. كان بلطجي قاسي ومش بيحترم حد وبكرهه وهفضل أكرهه طول عمري. سقفت بإيديها، "يلا يا جماعة، كل واحد على فصله!" هايز مخدش وقت عشان يمشي من هنا. لفيت ضهري وبدأت أمشي في الاتجاه التاني، مع إن فصلي كان في الناحية التانية. أول ما لفيت الزاوية، لقيت آرون وبيلي وتشيس واقفين. تشيس بسرعة ناولني إزازة مية فيها تلج. "لضهرك." ابتسمت بتكلف، "شكراً." "إحنا آسفين أوي إننا مقدرناش نعمل حاجة،" بيلي اعتذرت وعينيها فيها دموع. كلهم كانوا باين عليهم الذنب بس مكنش فيه أي حاجة يقدروا يعملوها غير إنهم يتأذوا زيي بالظبط. آرون هز راسه وهو مكشر. "ده مش صح. الواد الأهبل ده مش لازم يفضل يكسب طول الوقت. لازم يتعاقب!" "سمعت إن الآنسة ڤينسنت ادّته فرصة أخيرة قبل ما تطرده،" تشيس زود. "عشان كده مبقاش يعمل خناقات كتير الفترة اللي فاتت،" آرون رد وهو بيبدأ يمشي. مسكت إزازة المية الساقعة على ضهري بس ده مكنش بيعمل مفعول. هايز بيعمل حاجات ومش فارق معاه خالص لو أفعاله ليها عواقب. "مش مهم يا جماعة. مش هنقدر نعمل حاجة. كل اللي نقدر نعمله إننا نستنى لحد ما نتخرج كمان كام شهر." "ولو اتخانقت معاه؟" آرون سأل. بيلي وتشيس وأنا ضحكنا. آرون مكنش نص حجم هايز. مكنش هيقدر عليه. "إيه؟" "يا آرون، مينفعش تتخانق مع هايز؛ هينتهي بيك المطاف في أوضة الممرضة،" وضحت. هز كتفه، "بتديني حلويات ببلاش. كده كده مكسب ليا." لفيت عيني بملل، عارفة إنه هيلعب لعبة خطر. "متعملش كده يا آرون، الواد ده مجنون،" تشيس أمر. آرون رفع عينيه، "خلاص خلاص، مش هعمل." "أنتِ متأكدة إنك كويسة؟" تشيس همس في ودني. كان ليه مكانة خاصة في قلبي. ابتسمت وهزيت راسي. عارفة إنه مصدقنيش بس سكت. "ده فصلك يا إيڤ،" بيلي قالت وإحنا واقفين قدام باب فصلي. اتنهدت، "شكراً إنكم وصلتوني لحد الفصل يا جماعة." كلهم بصوا لي نظرة فيها شفقة. كلنا كنا بنتعرض للتنمر بس للأسف أنا كنت باخد النصيب الأكبر. لوحت لهم تاني قبل ما أدخل الجحيم. "نورتي يا إيفلين،" قالت الآنسة ويبستر. وشاورت على كرسي فاضي جنب هايز، "اقعدي هنا." قلبي دق بسرعة. ده هيكون يوم طويل أوي. ___________ رجع مكانه وبدأ يحل مسائل الرياضة فعلاً. كان مغطي ريحة الحشيش ببخاخ فانيليا. الجرس رن والكل جريوا من الفصل عشان يروحوا البيت. لميت حاجتي ومشيت لحد مدخل المدرسة، وهناك الباقيين كانوا مستنيني. ساعات بركب معاهم لما مببقاش عايزة أسوق أو لما بابا بيكون في البلد. آرون كان واقف باصص في موبايله، وبيلي وتشيس كانوا ماسكين إيدين بعض وبيتباسوا. استنيت كام ثانية قبل ما أعمل صوت عشان ألفت نظرهم. بعدوا عن بعض ونزلوا إيديهم بسرعة كأنهم عملوا جريمة كبيرة. "إيڤ،" تشيس بدأ كلامه بس سكت. "مفيش مشكلة، مش لازم تبقوا ماشيين على قشر بيض وأنتوا معايا." بيلي ابتسمت قبل ما تحضني، "عشان كده بحبك." حضنتها أنا كمان. "وأنا كمان بحبك." تشيس كان بيتفرج بصمت وهو متضايق. أيوة، كان فيه حاجة بيني وبين تشيس بس هو كان معجب ببيلي أكتر شوية. هما أعز أصحابي؛ هكون مبسوطة عشانهم. مين عارف، يمكن أنا وتشيس كنا هننتهي نهاية مش كويسة، وكنت هخسر أحسن صاحب. بيلي بعدت وحنا الأربعة اتجهنا لعربية تشيس. وإحنا طالعين من الجراج، شفت هايز وآشلي، أكتر بنت مشهورة في المدرسة، بيتخانقوا جنب عربيته. عمري ما فهمت ليه هما مع بعض. يعني هما الاتنين بلطجية ومشهورين بس غير كده، الموضوع باين إنه غصب. بيتصوروا صور كتير مع بعض بس عمرهم ما بيبانوا مبسوطين. "إيڤ!" بيلي زعقت عشان تطلعني من أفكاري. "سمعتي اللي قلته؟" "همم؟" اتنهدت، "طبعاً مسمعتيش. قلت عايزكي مديرة حملتي الانتخابية. محتاجة دستتين من المنشورات." انتخابات رئيس مجلس الطلاب كانت قربت، وبيلي كانت عايزة تترشح. كانت عايزة ده من أيام الإعدادي. "أي حاجة عشانك يا حبيبتي،" قلت ببساطة. "أنتِ بتعملي كل ده ليه أصلاً؟ كده كده هتكسبي،" تشيس قال وهو بيلف بالعربية. ده صحيح، هي هتفوز لأن مفيش حد مهتم كفاية عشان يترشح. هي الوحيدة. والسبب الوحيد إن فيه انتخابات هو بس عشان الشكل. "عارفة بس عايزة الناس تعرف إني مهتمة بالمنصب ده،" بيلي قالت. آرون ضحك، "يا بيلي، مجرد ترشحك ده بيبين إنك مهتمة." الناس في المدرسة دي كانوا مهتمين بالفرق الرياضية أكتر من انتخابات رئيس مجلس الطلاب. "وصلنا يا إيڤ،" تشيس قال والعربية بتهدي بالراحة. بص ورايا. "متنسيش تحطي تلج على ضهرك، تمام؟" هزيت راسي بصمت وطلعت من العربية. "أشوفكم بكرة." كلهم لوحوا قبل ما العربية تجري بسرعة. اتنهدت قبل ما أحط سماعاتي من غير ما أنوي أشغل أي أغنية. فتحت الباب وريحة الكوكيز الطازجة خبطت في وشي على طول. جريت بسرعة على السلم بس هو كان سمعني خلاص. "إيڤ، أنتِ جيتي. عملت كوكيز!" توم قال. فضلت أجري على السلم كأني مسمعتش حاجة. متفهموش غلط، أنا مش قليلة الذوق بس مش قادرة أعمل غير كده. توم ده جوز أمي التاني. أمي خانت بابا معاه من سنة واتجوزوا بعد ست شهور بس. تخيل إنك عايش في بيت سعيد مع أمك وأبوك وفجأة تلاقي أبوك مرمي بره البيت ومتجاب مكانه حد جديد كأنه مكنش يعني لها أي حاجة. بابا دلوقتي عايش في ولاية تانية خالص بعيدة عننا وبالعافية بيعرف يكلمني دلوقتي. كل مرتب بياخده، بيبعتلي نصه. بيحاول يزورني كل فترة بس تكاليف السفر لهنا غالية أوي. أنا بحب بابا ومفيش حد أبداً هيعرف ياخد مكانه. في الأول، مكنتش متضايقة من توم. كان بيروح الشغل بدري ويرجع متأخر فمكنتش بشوفه كتير، بس الشهر اللي فات، فكر إنها فكرة عبقرية إنه يشتغل من البيت. ومن ساعتها وهو مجنني. بروح المكتبة ساعات عشان أخد بريك بس اتقفلت الأسبوع اللي فات عشان بيجددوها. اتمددت بالراحة على ضهري اللي بيوجعني وسبت الوجع يعمل اللي هو عايزه. عيني اتملت دموع. ليه هايز اختارني أنا بالذات من بين كل الناس؟ ليه مكنتش بنت تانية؟ أو محدش خالص؟ اتمددت ناحية الكومودينو اللي جنب السرير اللي كان بابا سابهولي. ادّاهولي في الليلة اللي مشي فيها وقالي أكتب كل الأسئلة اللي عندي ليه عشان منساش حاجة. قعدت وسندت ضهري على الحيطة البيضا اللي سريري كان لازق فيها. فتحت على آخر صفحة كنت فيها وبدأت أكتب.
    رسائل أقدم الصفحة الرئيسية

    Pages

    authorX