موصى به لك

الأقسام

الأعلى تقييمًا

    أعمال أصلية (RO)

      الأفضل شهريًا

        رواية حضن الخيانة

        حضن الخيانة

        2025,

        رومانسية

        مجانا

        في ذكرى زواج آويف ورونان الأولى، تنتظره آويف بفارغ الصبر لكنه لا يعود. بعد اكتشافها أنه في بار، يواجهها رونان في ليلة ماطرة ويعترف بأن زواجهما كان مدبرًا، وأنه لم يحبها قط، بل كان يحب أختها مايف. تتضح الحقيقة الصادمة لآويف: كل صداقتهما وزواجهما كان خطة من مايف للاحتفاظ بتحالفات العائلة. تجلس آويف وحيدة، وتستوعب كيف كانت مجرد بديلة في حياة اعتقدت أنها كانت حقيقية، تاركة إياها محطمة ومخدوعة.

        آويف

        طبيبة أطفال ناجحة في دبلن، تحب عملها مع الأطفال. كانت تعتبر نفسها محظوظة بزواجها من صديق طفولتها رونان، وتؤمن بالحب الذي ينمو ببطء. هي شخصية حالمة، صبورة، ومخلصة. لكنها اكتشفت أن كل ما عاشته كان وهمًا، وأنها مجرد وسيلة لتحقيق مصالح عائلية.

        رونان

        صديق طفولة آويف وزوجها. يظهر في البداية كزوج غائب وبعيد، لكن تتكشف دوافعه الحقيقية لاحقًا. كان يحب أخت آويف، مايف، وكان زواجه من آويف مجرد خطة لدمج العائلتين. شخصيته مركبة، فهو يشعر بالذنب تجاه آويف، لكنه لم يستطع أن يبادلها نفس الشعور.

        مايف

        أخت آويف وكانت تحب رونان
        تم نسخ الرابط
        رواية حضن الخيانة

        رواية حضن الخيانة
        دقت الساعة ستة.
        كانت أمسية هادية، من النوع اللي كانت تحلم فيه وهي صغيرة—مطر خفيف يدق على الشبابيك، شموع بريحة القرفة تولع جوا قزاز، وريحة الحب اللي مالية الجو زي ريحة المرق اللي يفور على النار. بس هذا ما عاد صار حلم. كان يوم ذكرى زواجها الأول.
        وهو ما رجع للبيت.
        آويف برينان وقفت قدام المراية، وتعدل كسرات فستانها الحريري الكحلي. كانت لافة شعرها بنفس الطريقة اللي كان يقول إنه يحبها وهي صغيرة—أيام ما كان يضحك معاها على الكوكيز المحروق والأحذية اللي كلها طين. أيام ما كانوا لسه أصحاب.
        عيونها راحت جهة الممر. هدوء.
        هي كانت ماخذة إجازة من مستشفى الأطفال—لغت أربعة مواعيد، وأجلت استشارة مهمة، وأرسلت رسالة اعتذار لأم جديدة كان عندها طفل مصاب بمغص. كلهم تفهموا. في النهاية، حتى أفضل طبيبة أطفال في دبلن تستاهل تاخذ راحة عشان تحتفل بذكرى زواجها الأول.
        لكن الشخص اللي خططت اليوم كله عشانه ما كان يدري وش ضحت فيه.
        البيت ريحته دجاج مشوي بالروزماري وشوكولاتة فوندان. أكلاته المفضلة. في غرفة المعيشة، قائمة بأغاني كانوا يحبونها أيام المدرسة تشتغل بصوت خفيف مع صوت قزاز الكاسات. البانيو مليان مويه دافية. بريحة. حتى إنها حجزت مساج للأزواج—في البيت، سرّي، ورومانسي.
        ومع ذلك، ما في أي خبر عنه.
        هذا الشيء ما كان غريب—ما عاد صار. رونان صار بعيد. أول شيء، كانت تقول لنفسها إنه من الشغل. بعدين من الضغط. بعدين توقعات أبوه. في الفترة الأخيرة، ما كانت متأكدة وش الكذبة اللي قاعدة تصدقها.
        كانوا أصحاب طفولة. دايم مع بعض. أول شيء يتراشقون بكرات الثلج، بعدين يسولفون على الأسطح، بعدين يشاركون بعض أحلامهم عن كيف ممكن تكون حياتهم. زواجهم كان منطقي—على الأقل لأهلهم. عائلة الأوسوليفان وعائلة البرينان كانوا حلفاء في التجارة من زمان، قبل ما يعرفون آويف ورونان وش يعني تحالف. لكن ما حسوا إنه زواج مدبر. مو في وقتها.
        هي كانت تحبه. بهدوء. بصبر. كانت تعتقد إنه بيتغير.
        لكن في هالايام، ما عاد صار حتى صديقها.
        شيكت على جوالها مرة ثانية. لسه ما في شيء. آخر رسالة كانت الصباح. بس كلام مختصر:
        "بشتغل لوقت متأخر. لا تنتظريني."
        لكن هي انتظرت.
        صارت الساعة إحدى عشر ونص. المويه اللي في البانيو بردت. الدجاج نشف في الفرن. الفوندان هبط شوي من النص.
        لكنها جلست، وتراقب الباب. وتراقب الساعة.
        صارت الساعة إثناعش.
        وقفت، فصخت كعبها، ولبست جاكيت خفيف فوق الفستان. المطر بدأ يشتد. ما عاد تقدر تتجاهل الإحساس اللي يشد في بطنها—الإحساس اللي يقول إن فيه شيء مو مضبوط. شيء غلط.
        حاولت تتصل فيه. مرة. مرتين. ما يرد.
        بسرعة، مسكت مفاتيحها وراحت للسيارة.
        البار اللي جنب مكتبه—نفس البار اللي دايم يروح له مع زملاه—يبعد عشرين دقيقة. مفاصل يدها صارت بيضا وهي تسوق، وقلبها يدق بسرعة. كل السيناريوهات الأسوأ مرت على بالها: حادث، السيارة تعطلت، أحد سوى فيه شيء.
        لكن لما وصلت أخيرًا قدام مكسورليز، الحقيقة كانت أسوأ.
        كان جالس عند البار، لحاله، يشرب ويسكي. شعره كان منكوش، وقميصه مفتوح شوي، وربطة عنقه مرتخية. أول ما دخلت من الباب، ضربتها الريحة—ريحة خشب قديم، كحول، وريحة الخيانة القوية.
        هو ما شافها في البداية.
        لمحته جالس متكئ على البار، وأكتافه ثقيلة، ويد مرتخية حول كاسة فاضية نصها. كان فيه قزازة ويسكي على الطاولة—مفتوحة، كأنها شاهد صامت على الخراب اللي يسويه في نفسه.
        هي تقدمت، بهدوء.
        "رونان؟"
        هو لف، وهو يرمش بعيونه اللي مو قادرة تركز. "آويف."
        اسمها طلع من لسانه كأنه ما هو مكانه.
        "ما رجعت للبيت،" قالت، بصوت واطي، وتحاول ما يبين إنها منهارة.
        هو ابتسم بابتسامة مايلة، مرتخية وحزينة. "ما حسيت إني أبغى."
        "أنت تعرف وش اليوم."
        هو ضحك—ضحكة قوية ومريرة. "أيوة. ذكرى زواج. مبروك لنا، صح؟"
        كلامه أخذ نفس منها. اضطرت تبلع بصعوبة قبل ما تتكلم مرة ثانية. "يلا نروح البيت."
        "البيت؟" كررها. "هذا مو بيت. هذي غرفة انتظار."
        هي رمشت. "غرفة انتظار؟"
        هو شرب اللي باقي في كاسته. "أيوة. غرفة الانتظار ما تزينها. ما تحبها. بس تجلس فيها لين يجي دورك."
        شيء بارد لف حول ظهرها.
        "يلا،" قالت، وهي تحاول تخلي صوتها ثابت. "أنت سكران. يلا—يلا نمشي."
        اللي فاجأها إنه قام بدون ما يعترض. تعثر مرة، وهي مسكت يده.
        "أنتِ دايم تسوين كذا،" تمتم.
        "وشو؟"
        "تمسكيني قبل ما أطيح."
        طلعوا برا في المطر، وتبللوا هم الاثنين في ثواني. هي فتحت له باب السيارة، وساعدته يدخل، بعدين دخلت في جهة السواق. اشتغل المحرك، لكن الصمت بينهم كان أقوى.
        في نص الطريق، هو كسره.
        "تتذكرين عيد ميلاد مايف الخمسطعش؟"
        آويف توترت. "ليه؟"
        "هذاك الفستان الأخضر. اللي ظهره مكشوف. يا إلهي، كانت طالعة زي الإلهة."
        
        
        
        
        
        
        
        طيح بطنها.
        ابتسم لحاله، كأنه في ذكرى ثانية تمامًا. "هذيك الليلة عرفت إني أبيها."
        شدت يدين آويف على الطارة.
        ناظرها وقتها، عيونه متغيمة بس مفتوحة بطريقة ما شافتها من شهور. "أنتِ كنتي هناك بعد، طبعًا. كنتي دايم موجودة. ظل في الخلفية. ظلي الصغير."
        "وقف يا رونان. وش فيك؟" همست.
        لكنه ما وقف.
        "صرت صديقك بس عشان أقرب منها. كذا بدأت السالفة. أنتِ كان سهل أكلمك. فكاهية. لطيفة. بس مايف كانت هي المقصودة."
        ناظرت قدامها، وفي هذيك اللحظة، سمعت تحطم القلب اللي كان يجرأ يستمر يدق في صدرها. خطوط المطر على القزاز، تشوه العالم اللي برا—زي الدموع اللي رفضت تنزلها.
        "بعدين بدأت العوائل تهمس،" كمل. "سالفة زواج. ضغط. أبوك كان يبغى يعطي جزء من الأراضي لأبوي. أبوي كان يحتاج الدمج. بس مايف... ما كانت مستعدة."
        طلع ضحكة مكسورة.
        "هي كانت تبغى تتولى شركة أوسوليفان للأدوية بنفسها. تبين لأبوك إنها ما تحتاج زوج عشان تكون مديرة تنفيذية. قالت إن الزواج بيخليهم يشككون في إصرارها."
        آويف كانت يا دوب تقدر تتنفس.
        "فهي اللي جات بالخطة،" قال بلهجته الثقيلة. "قالت لي أخطبك. قالت إنك بتقولين نعم. كنتي دايم سهلة علي، صح؟"
        رؤيتها صارت ضبابية. رمشت بسرعة.
        "قلت لها إن هذا مو عدل،" قال. "بس هي قالت ما عندنا خيار. لو قلتي لا، أبوي كان بيدور على شخص ثاني. وهي ما كانت تبغى أي أحد ثاني ياخذ هذا التحالف. لازم يبقى في العائلة."
        السيارة كانت تبطئ الحين. هي ما تدري وين كانت تسوق.
        "قالت لي أكون لطيف. أذكرك بالأيام القديمة. قالت لازم أبوسك على الجسر اللي كنا نتسابق عليه بالدراجات. سويتها. أنتِ بكيتي. عرفت وقتها إني كسبتك."
        "وقف، تكفى،" همست وهي تتوسل.
        "فكرت إنها بتكون بس سنة أو سنتين،" تمتم. "زواج مؤقت. أنتِ بتفهمين. مايف قالت بنعلمك لما الأمور تستقر. لما هي تتولى كل شيء. بس الوقت طال. وأنتِ استمريتي... تحبيني."
        رجع ظهره على مسند الراس. "كنتي مبينة سعيدة في الزواج. كأنه كل شيء حقيقي. ما قدرت أكسرك وقتها. ما كان عندي قلب."
        قلبها كان ينكسر الحين.
        "حاولت يا آويف. والله العظيم حاولت. بس كل ما لمستك، حتى لو لثانية، أشوف وجهها. كل بوسة كانت كذبة—كأني أخونكم أنتوا الاثنين. كان الألم أقل لما أبعد."
        السيارة وقفت. ما تتذكر متى وقفت. ولا تتذكر متى فكت حزام الأمان. هي كانت بس... برا فجأة، واقفة في المطر. مبللة. متخدرة.
        هو ما لحقها.
        جوا السيارة، كان جالس متكوم، وراسه بين يدينه، ويكرر نفس الشيء.
        "أنا آسف. أنا آسف. أنا آسف."
        هي وقفت ثابتة، بردانة، والعاصفة اللي حولها تعكس اللي بداخلها.
        هو كان سكران. لكن السكر ما يخترع الكذب—هو بس يطلق الحقيقة.
        والحين عرفت.
        زواجها كان مجرد صفقة.
        زوجها يحب أختها.
        هي كانت مجرد بديلة. وسيلة للوصول للهدف. "السهلة،" "اللي سهلة"، "اللي بتقول نعم."
        هي أعطته قلبها.
        وهو رجعه لها، وهو متفتت.
        
        
        
        
        
        
        
        الخمر ما له أي طعم.
        جلست آويف متربعة على أرضية غرفة المعيشة، وظهرها على الكنبة، تناظر في الظلام. النور الوحيد كان يجي من شباك المطبخ، يتفلتر عبر ستارة خفيفة وضوء خافت من عمود إنارة برا. شعرها كان لسه مبلول من المطر، يلزق على وجهها خصل ضعيفة. الساعة كانت تدق بهدوء. الوقت يمشي، بس هي ما تتحرك.
        القزازة اللي في يدها كانت ترجف—مو من البرد، لكن من الصمت اللي استقر بداخلها. مو الصمت الهادي. الصمت اللي يجي بعد قنبلة.
        قربت القزازة من فمها بس يا دوب شربت رشفة.
        كل كلمة قالها رونان تدور في راسها زي الغربان.
        "كنتِ سهل أتكلم معك. فكاهية. لطيفة... لكن مايف كانت هي المقصودة."
        الكلام ما كان يوجع. كان ينحت. ببطء ونظافة.
        هي كانت تحاول تفهم. تحاول تفسر شيء ما له تفسير. تربط الخمسطعش سنة اللي فاتت ببعض زي ما تفكك سويتر—كل ذكرى تكشف شيء كانت غافلة عنه. كان الإحساس كأنك تعيد تشوف فيديو عائلي كنت تحبه كل حياتك، بس تنتبه على شخص في الخلفية يلوح بعلم أحمر—وأنت ما شفته أبدًا.
        قابلت رونان وهي عمرها ثلاثة عشر. هو كان ستطعش. آباءهم كونوا علاقة تجارية بعد ما أبوها وسع خط الأدوية حقه لدبلن، وبدأوا يحضرون هذيك العزائم الرسمية اللي توجع القلب مع بعض. بدلات ناشفة، أصوات منخفضة، بالغين يتكلمون في مواضيع مالها أول ولا آخر عن الأرباح والدمج. هي تتذكر إنها كانت تتخبى تحت الطاولات أو تتسلل للمطبخ عشان تسرق شوكولاتة. رونان كان أول شخص ما فتن عليها لما لقاها هناك.
        "شكلك على وشك تنفجرين،" همس، وهو يجلس جنبها ومعه بسكوت مسروق بيده.
        هذي كانت البداية.
        من وقتها، كانوا دايم آويف ورونان. مو علاقة رومانسية. ولا حتى إعجاب مراهقين. هي بس... وثقت فيه. كان دايم جنبها في المناسبات الطويلة المملة، الزواجات، الحفلات الخيرية. عائلتها كانت دايم مشغولة بالمظاهر والتوقعات. حتى مايف—مايف الكاملة، الرزينة—كانت مشغولة مرة بتميزها لدرجة ما انتبهت إن آويف كانت تحس أحيانًا إنها شخصية ثانوية في حياتها.
        لكن رونان كان يشوفها.
        أو كذا كانت تظن.
        هو كان أول شخص تقول له عن حلمها إنها تصير طبيبة قلب. في وقتها، اهتمامها بالقلوب ما كان له أي علاقة بالمشاعر. كانت تحب العلم—الإيقاع، والموثوقية. لكن رونان قال، "بتصيرين أفضل مع الأطفال. عيونك تولع لما يكونون حولك." هي ضحكت وقتها، ما أخذت كلامه بجد.
        بس كان معه حق.
        تتذكر اليوم اللي قالت له إنها غيرت رأيها—وإنها حبت طب الأطفال وقت التدريب. كانوا جالسين على التلة اللي ورا مدرستها، يتغيبون عن المحاضرات عشان ياكلون بطاطس دهنية ويشربون ميلك شيك بالفراولة. هو ابتسم ابتسامة حقيقية، وقال، "قلت لك."
        يا إلهي. هي حبته في هذيك اللحظة.
        مو حب رومانسي.
        بس... الطريقة اللي تحب فيها شخص يعرفك. يتذكرك.
        والحين هي تتساءل—هل حتى هذيك اللحظات كانت عن مايف؟
        هل جلس جنبها على هذي التلة بس عشان ينتظر أختها تمر من عند بوابة المدرسة؟
        هل ابتسم مو عشان هي تغيرت، بس عشان مايف ممكن تكون فخورة فيها بعد؟
        شدت رجولها على بعض أكثر.
        هو قال إنه حب مايف وهي عمرها خمسطعش. هذا يعني... دايم كانت هي.
        آويف تذكرت عيد ميلاد مايف الخمسطعش. حفلة في الحديقة في بيتهم القديم. رونان كان هناك. كثير ناس كانوا هناك. بس هي تذكرت إنها شافته وهو يناظر—مو في الألعاب النارية ولا الكيكة—بس في مايف، اللي كانت تضحك، مرتاحة، تخطف الأنظار بفستان حرير أخضر أمهم ترددت تشتريه لأن "شكله كبير على عمرها."
        في وقتها، هي ظنت إنه كان بس... يفكر. معجب، يمكن.
        ما كانت تدري إنها كانت تشوف بداية خرابها.
        كل هذيك السنين، كانت تظن إن رونان صديقها. تذكرت لما قالت له إنها كادت ترسب في الفيزياء، كيف مايف ضحكت ورا الأبواب، وهي تقول إن آويف ما راح تكمل في كلية الطب. تذكرت إنها بكت عنده بعد ما سمعت أهلها يقولون إنهم لازم يرسلون آويف لجامعة حكومية لأن "شهادة مايف في التجارة تكلفتها كافية للاثنتين."
        هو سمع. هز راسه. قال أشياء زي، "هم ما يشوفونك زي الناس." و "خليهم يولون. أنتِ عبقرية."
        بس الحين... هل كل هذا كان تمثيل؟
        هل سمع ألمها بس عشان يكسب ثقتها؟
        هل واساها عشان مايف بس عشان يقرب منها؟
        شدت على أسنانها. ناظرت قزازة الخمر اللي على الأرض.
        كل شيء كان يبين حقيقي مرة. لما جات خطبة الزواج—متوترة، ولطيفة، على الجسر اللي يمشون عليه جنب نهر ليفي اللي كانوا يجلسون فيه وياكلون بطاطس مقلية—هي قالت نعم لأنها ظنت إن هذا يعني شيء. ما كانت تتوقع شغف. لكنها كانت تظن إن فيه تاريخ. صداقة. أساس ممكن ينمو.
        أليس هذا ما تبنى عليه الزواجات المدبرة؟
        الثقة. الوقت. الألفة.
        
        
        
        
        
        
        
        تذكرت وهي مراهقة، كانت تحب تشوف مسلسلات تركية بعد الامتحانات. المسلسلات اللي يكون فيها الزوجين يكرهون بعض في البداية، أو يكونون غرباء، بعدين ببطء، وبصعوبة، يقعون في الحب. كانت تظن إن هذا اللي بيصير معاهم. إنه يمكن، حتى لو رونان ما كان يحبها في وقتها، بيجي يوم ويحبها.
        هو زوجها. هو اختارها.
        هذا كان لازم يعني شيء.
        لكن الحين، في هذا الظلام البارد اللي يرجع صدى الصوت، شافت كل شيء على حقيقته.
        هي ما انختيرت.
        هي كانت مجرد شيء مناسب.
        بديلة.
        اسم على ورقة خلى عائلتين مرتبطين ببعض.
        عيونها حرقت، بس ما بكت.
        الخيانة كانت أسوأ من كذا.
        كان محو.
        هو ما شافها أبدًا. مو بجد.
        حتى في الصداقة، كان يبغى شيء ثاني—شخص ثاني.
        كل محادثة، كل نكتة خاصة، كل ابتسامة تشاركوا فيها صارت الحين... ملوثة. حست إنها زي بيت عاش فيه شخص بدون ما ينظر لجدرانه أبدًا. زي مذكرات كتبها شخص بس عشان يخلي شخص ثاني يغار.
        أخذت رشفة ثانية من الخمر—مو عشان الطعم، لكن عشان تسكت الصرخة اللي تكبر في حلقها.
        الأسوأ؟
        ما كانت تدري مين هي زعلانة عليه أكثر—هو... ولا نفسها.
        لأنه يمكن هي كانت تدري. في مكان عميق جواها. يمكن هي شافت كيف عيونه تعلق في مايف في غداء الأحد، كيف كان دايم يسأل لو هي بتجي للمناسبات حتى لو آويف قالت لا. يمكن هي راقبته من طرف عينها، تسجل كل انسحاب صغير—سهراته لوقت متأخر، أعذاره، القبلات اللي ما كانت تطول.
        وهي كانت تقول لنفسها قصص عشان تملي الفراغ.
        هو بس يتأقلم.
        هو يحاول بعد.
        بيحبني.
        والحين شافت هذي القصص على حقيقتها.
        كذب. كذب جميل، مليان أمل.
        خلت راسها يطيح على الكنبة وناظرت السقف كأنه ممكن يثبتها.
        حياتها انشطرت بالنص.
        زوجها ما هو صديقها.
        أختها عطتها لشخص ثاني زي قطعة شطرنج.
        وهي... هي قالت نعم وعيونها مليانة نجوم.
        لأنها ظنت إن لها قيمة.
        لأنها آمنت بأسطورة الصداقة، وأمان الألفة، وتفتح الحب ببطء.
        والحين؟
        الحين هي جالسة في أنقاض هذا الإيمان، تشرب خمر مو كويس في نص الليل، تتساءل كم بياخذ وقت عشان تبطل تحس إنها غبية.
        
         
        

        رواية صغيرتي

        صغيرتي

        2025,

        رومانسية

        مجانا

        بقبض إيدي عشان أمنع دموعي تنزل. سمعتها بتنادي اسمي بس ما بصيتش. ركبت عربيتي وطلعت على الطريق. فتحت الراديو عشان مافضلش لوحدي مع أفكاري. الأيام دي، السكوت بقى غريب عليا. طول عمري كان هو مكاني اللي بيريحني، بس الظاهر إنه اتغير. زي حياتي بالظبط. ما بقتش زي الأول خالص من ساعة ما هي مشيت. كنت بعيد عنها. كانت مديني ضهرها. نور موبايلي كان جاي على الزرع. "ليه بستيني؟ رحلة الحب والفرح والألم. تبدأ باللقاء الأول والزواج وتكوين أسرة سعيدة مع ولادة طفلتهما كايلي. لكن سرعان ما تنقلب الفرحة إلى حزن عميق عندما تتعرض الزوجة لحادث مروع يؤدي إلى وفاتها، تاركة الزوج وحيدًا مع طفلتهما الرضيعة في لحظة مأساوية تُفطر القلب.

        تايلر

        زوج براندي تتغير حياته جذريًا بعد الحادث الأليم الذي يفقد فيه زوجته. تظهر قوته في محاولته التماسك من أجل طفلته.

        براندي

        زوجة تايلر وحب حياته، وأم كايلي

        آشلي

        صديقة تايلر، بتحبه وبتقرب منه بعد موت زوجته تايلر
        تم نسخ الرابط
        صغيرتي

        كتبت الروايه مع Dena Ahmed هي الشخصيه الانثى في الروايه عشان ممكن تلاقي كلام انثوي فهي اللر كتباه
        .. دي اول روايه ليا هنا على منصه روايه اعتقد انها هتبقى وحشه لكن يمكن تعجبكم
        *-------*
        
        بعد ما هي مشيت...
        
        بقبض إيدي عشان أمنع دموعي تنزل. سمعتها بتنادي اسمي بس ما بصيتش. ركبت عربيتي وطلعت على الطريق.
        
        فتحت الراديو عشان مافضلش لوحدي مع أفكاري. الأيام دي، السكوت بقى غريب عليا. طول عمري كان هو مكاني اللي بيريحني، بس الظاهر إنه اتغير.
        
        زي حياتي بالظبط. ما بقتش زي الأول خالص من ساعة ما هي مشيت.
        
        كنت بعيد عنها. كانت مديني ضهرها. نور موبايلي كان جاي على الزرع. "ليه بستيني؟
        
        -------
        
        - الفصل الأول -
        
        التاسع من يونيو عام 2008.
        
        هذا هو اليوم الذي التقيت فيه بحب حياتي. براندي. راكبة أمواج إيطالية الأصل، انتقلت إلى ماليبو عام 2006. إنها محترفة بالكامل في ركوب الأمواج، محبة للطبيعة ومُنفتحة لكنها أنثى بالكامل في جوهرها.
        التقيت بها على شاطئ ماليبو.
        كانت جميلة. نوع الفتاة التي أحبها بكل معنى الكلمة.
        
        الثالث من مايو عام 2010.
        
        اليوم الذي تقدمت فيه للزواج منها ووافقت.
        
        الثاني من يوليو عام 2010.
        
        اليوم الذي انتقلنا فيه إلى منزل معًا. مثالي تمامًا لنا نحن الاثنين، بدأنا حياتنا في كاليفورنيا.
        
        الخامس والعشرون من سبتمبر عام 2010.
        
        اليوم الذي تزوجنا فيه. اليوم الذي تحققت فيه أمنياتي.
        حب حياتي وأنا، متزوجان.
        
        السادس من نوفمبر عام 2010.
        
        اليوم الذي أخبرتني فيه أنها حامل بطفلنا الأول. بكيت دموع الفرح.
        
        السابع عشر من يوليو عام 2011 - اليوم.
        
        اليوم الذي وُلد فيه طفلنا الأول. طفلة صغيرة.
        
        "إنها جميلة حقًا يا براندي." قبلت زوجتي على شفتيها. كانت إحدى ذراعي حولها وإحدى يدي على رأس طفلتي.
        "ماذا يجب أن نسميها؟" نظرت براندي إلى الطفلة الهادئة.
        لم نفكر حقًا في أسماء بنات لأننا أردنا أن تكون مفاجأة.
        "لطالما أحببت اسم كايلي." ابتسمت.
        "ماذا عن كايلي فيث؟" سألت براندي.
        "هذا مثالي." قلت مقبلاً رأس براندي.
        
        أخرجت هاتفي من جيبي وأرسلت رسالة نصية جماعية للأشخاص في مسلسل "كاذبات صغيرات جميلات". (كيجان، إيان، ترويان، لوسي، آشلي، شاي، ساشا ومارلين).
        
        أنا - 17 يوليو 2011 الساعة 11:33 صباحًا. الطفلة كايلي فيث بلاكبيرن. وزنها 5 أرطال و 3 أوقيات.
        
        ل - يا إلهي تهانينا! 💜
        
        ك - تهانينا تايلر!
        
        ت - يا لها من فرحة! يا إلهي سعيدة جدًا لك!
        
        ساشا - يا لها من رائعة يا كايلي! هذا لطيف جدًا!
        
        شاي - يا لها من طفلة! لا أستطيع الانتظار لمقابلتها!
        
        إيان - يا للطفها! تهانينا تاي!
        
        أ - حسنًا، سأحتاج إلى صور وأريد أن أحملها!
        
        م - تهانينا تايلر! سأخبر الجميع في موقع التصوير! سعيدة جدًا لك ولا أستطيع الانتظار لمقابلتها!
        
        أنا - شكرًا لكم جميعًا :)
        
        لقد تمكنت للتو من وضع كايلي في الفراش. إنها مثالية. مثل والدتها.
        إنها طفلتي الصغيرة الجميلة. طفلتنا الصغيرة الجميلة.
        
        "أنا فخور بكِ جدًا يا براندي." ابتسمت وأنا أحتضن زوجتي. استلقت على الأريكة ووضعت رأسها على حجري.
        "أعلم. لقد قلت ذلك مرات عديدة." ضحكت بلهجتها الإنجليزية الجميلة الممزوجة بالإيطالية.
        "حسنًا، أنا كذلك."
        قررنا مشاهدة فيلم ولكن ليس بصوت عالٍ حتى لا نوقظ كايلي أو لا نسمع بكاءها.
        
        لقد عدنا إلى المنزل منذ أسبوع. اليوم هو أول يوم لي في موقع التصوير.
        لقد تأقلمت كايلي بشكل مذهل. براندي أم رائعة وأنا أستمتع بالأبوة.
        سآخذ كايلي معي إلى موقع التصوير. براندي ستأتي أيضًا.
        
        "براندي، هل أنتِ جاهزة؟" صرخت صعودًا على الدرج.
        "نعم. أنا فقط أجهز كايلي!" أجابت. ظهرت براندي في أعلى الدرج وكايلي بين ذراعيها وحقيبة على كتفها.
        عندما وصلت إلى أسفل الدرج، أخذت كايلي من براندي وحملتها بحذر.
        غادرنا المنزل وقمت بتثبيت كايلي في مقعدها.
        
        تستغرق القيادة إلى الاستوديو من منزلنا حوالي عشرين دقيقة. حملت كايلي في مقعد السيارة وحملتها بينما حملت براندي حقيبتها وأمسكت بيدي. فتحت الباب وتوجهنا إلى مكتب مارلين. طرقت الباب. "ادخلوا!" صرخت مارلين بصوتها المألوف من الداخل. فتحت الباب ودخلت. "تايلر!" ابتسمت. "ولقد أحضرت الطفل!" وضعت مقعد السيارة على الطاولة. هرعت مارلين وبدأت في الإعجاب بكايلي بشدة. فككت حزام كايلي وسلمتها لمارلين. "يا لها من رائعة!" ابتسمت مارلين وهي تجلس على كرسيها وتحتضن الطفل. "كيف كانت الولادة؟" سألت براندي. "كانت جيدة. كانت ولادة استغرقت ثلاث ساعات فقط وهذا جيد." ابتسمت براندي. "حسنًا هذا جيد! بسرعة كبيرة في الواقع. يا لها من رائعة. لكن، سأدعك تعيدها لأن طاقم العمل يتوق لمقابلتها. خاصة آشلي!" شكرت مارلين، وأخذت كايلي وأعدتها إلى مقعد السيارة. "مرحبًا، أعتقد أنني سأذهب للجلوس في غرفة تبديل ملابسك." ابتسمت براندي. "حسنًا يا حبيبتي. سأعود قريبًا معها." قبلتها بسرعة وسارت إلى غرفتي، بينما توجهت أنا إلى غرفة تبديل ملابس آشلي. طرقت الباب. "إنه مفتوح!" صرخت. فتحت الباب. آشلي، ترويان، شاي، ساشا ولوسي، كن يجلسن ويتحدثن. "تايلر!" ابتسمت آشلي. "يا إلهي لقد أحضرت كايلي!" أومأت برأسي ووضعت المقعد على الأرض. أخرجت كايلي مرة أخرى. "يا تايلر! إنها ثمينة!" ابتسمت شاي. "يمكنك حملها إذا أردتِ." قلت وأنا أسلمها لها.
        بعد أن أُعجب بها الجميع ورأى الجميع يحملها. غادرت براندي وأخذت كايلي معها.
        
        
        
        
        
        
        
        السابع عشر من ديسمبر عام 2011
        
        "براندي. أرجوكِ كوني حذرة!" توسلت إلى زوجتي عبر الهاتف.
        "سنكون بخير." أصرت.
        "حسنًا. إذن، قولي لأختكِ أنني أُسلم عليها."
        "سأفعل! أحبكِ."
        "أحبكِ أنتِ وكايلي أيضًا!"
        "يجب أن أذهب، لكن سأراكِ غدًا يا حبيبي." أغلقت براندي المكالمة وفعلتُ الشيء نفسه.
        براندي في نيويورك، تزور أختها وصهرها وأطفالهما. لقد أخذت كايلي معها. بقيتُ أنا للتصوير لكنهما ستعودان في الثاني والعشرين. أنا سعيد لأنهما ذهبتا ولكني أفتقدهما كثيرًا.
        
        وضعت هاتفي على الطاولة بجانب السرير، ونهضت من السرير ثم بدأت أُشغل الماء في الدش.
        بعد استحمام سريع ودافئ، خرجت ولففت منشفة حول خصري ثم دخلت غرفة النوم لأرتدي ملابسي الداخلية والملابس.
        التقطت ملابسي الداخلية وبنطال جينز أسود ضيق وقميصًا أبيض عاديًا.
        
        وضعت عطر ما بعد الحلاقة، والتقطت هاتفي ونزلت إلى المطبخ وأعددت لنفسي وعاءً من حبوب الإفطار. تحققت من الوقت على هاتفي. "تبًا!" صرخت وأنا أسرع إلى غرفتي، أُفرش أسناني بسرعة. أسرعت عائدًا إلى الطابق السفلي، أرتدي زوجًا من أحذية كونفيرس السوداء وألتقط ترمس القهوة الخاص بي. وضعت نظارتي الشمسية وغادرت المنزل وتوجهت إلى الاستوديو.
        وصلت في الوقت المناسب تمامًا. المحطة الأولى، قسم الأزياء.
        تم تسليمي قميصًا أحمر داكن، جينزًا أسود، سترة دينيم مطوية الأكمام لتكشف عن بطانة سوداء، أحذية فانز بيضاء وقبعة صوف سوداء.
        أخذت الملابس إلى غرفة تغيير ملابسي وغيرت ملابسي. غادرت لتصفيف شعري.
        
        لقد صورتُ بعض المشاهد الآن مع آشلي. كنت جالسًا في غرفة تغيير ملابس آشلي معها ومع كيغان وترويان. كنا نتحدث فقط. "إذن، كيف حال كايلي؟" سألت آش. "إنها بخير. تكبر كل يوم." ابتسمت. "لا أصدق أنها بلغت عامها الأول بالفعل!" ابتسمت ترويان بلطف. "لا تصدقين ذلك؟ حاولي أن تكوني والدها." ضحكت، وشارك الجميع في الضحك. "أين هذا القرد على أي حال؟" سألت آشلي. "إنها في نيويورك مع براندي." "انتظر، هل أنت وحيد في عيد الميلاد؟" قاطع كيغان. "لا، لا! أخت براندي لم ترَ كايلي قط. لذا، لقد ذهبتا لبضعة أيام. سيعودان إلى المنزل في الثاني والعشرين." "حسنًا، هذا لطيف." ابتسمت لي تروي. "نعم. من الجيد أن يكون المنزل لي وحدي ولكن غريب في نفس الوقت. لست معتادًا على عدم استيقاظ كايلي لي في الصباح." "لكن، من الجيد لكما قضاء بعض الوقت بعيدًا عن بعضكما." "نعم أعتقد ذلك." اهتز هاتفي في جيبي. إميليا، أخت براندي، تتصل بي. رفعت السماعة. "مرحباً؟" قلت. "تايلر! تعال الآن!" بكت بهستيرية على الخط الآخر. "توقف! ماذا حدث؟!" سألت وأنا أقفز. "لقد وقع حادث!" صرخت. "براندي وكايلي في المستشفى!" اختنقت. أسقطت هاتفي وسالت الدموع على وجهي. لا. لا. لا يمكن أن يحدث هذا. "يا إلهي تايلر. ماذا حدث؟!" سألت آشلي. سقطت على الأرض وبكيت في يدي. "أ-يجب أن أذهب إلى نيويورك..." همست. "لماذا، ماذا حدث؟" سألت وهي تضع ذراعها حولي. "حادث. مستشفى." هذا كل ما استطعت قوله. اتسعت عيون الجميع وتحولت وجوههم إلى اللون الشاحب. "يا. إلهي." همس كيغان. "يجب أن أذهب. أرجوكم أخبروا مارلين بما حدث." قلت وأنا أركض خارج الباب. قفزت إلى سيارتي وأسرعت إلى المطار.
        استغرقت الرحلة بضع ساعات. وصلت إلى نيويورك الثلجية. استقللت سيارة أجرة وذهبت إلى المستشفى. أعطتني إميليا تفاصيل مكانها. دفعت لسائق سيارة الأجرة بينما ركن خارج المستشفى. ركضت إلى المبنى. "أرجوكم ساعدوني!" بكيت. "حسنًا يا سيدي. من تبحث عنه؟" سألت المرأة. "زوجتي وطفلتي. اسمهما براندي بلاكبيرن وكايلي بلاكبيرن." بكيت. "هما في الطابق الثالث في العناية المركزة. لا يمكنك الدخول في الوقت الحالي ولكن يمكنك الانتظار في ذلك الطابق." قالت. أومأت برأسي وبدأت أركض صعودًا على الدرج.
        وصلت إلى الطابق الثالث ورأيت إميليا وجاكسون وأليكسا وبايسلي. "أين هما؟!" سألت وأنا ما زلت أبكي. "هناك. تايلر لا يمكنك الدخول!" أمسكت إميليا بيدي وسحبتني للخلف. "هذه زوجتي وابنتي!" "نعم أعلم. لكنهما في أيدٍ أمينة!" جلست بجانبها. "ماذا حدث؟" سألت. لم أُخبر قط بما حدث بالفعل، فقط، أنه وقع حادث. "كانت براندي تتسوق لعيد الميلاد. كانت في طريقها للعودة. سيارة خلفهما، انزلقت واصطدمت بمؤخرة سيارتهما. انحرفت السيارة عن الطريق واصطدمت بعمود." أخبرني جاكسون. لم أستطع السيطرة على نفسي. بدأت أبكي.
        مرت أكثر من خمس ساعات ونحن نجلس هنا. غادر جاكسون مع الأطفال. تاركًا إميليا وأنا.
        خرج طبيب من العناية المركزة.
        "براندي وكايلي هاستينغز؟" سأل. قفزنا كلانا من مقاعدنا وتوجهنا إلى الطبيب.
        "كيف حالهما؟!" أصابني الذعر.
        "ابنتك بخير. إنهم يجرون عليها فحوصات. إنها مستيقظة ولم تصب بجروح خطيرة من الاصطدام. إنها مصدومة قليلاً. لكنها تستجيب لنا جيدًا." تنهدت بارتياح لكنني تمالكت نفسي مرة أخرى.
        "ماذا عن براندي...؟"
        "إنها لا تزال على قيد الحياة. نحن نبذل قصارى جهدنا لإنقاذها. العمود الذي دخل السيارة أصاب زوجتك. لديها إصابات خطيرة في الرأس. لكن، نحن نفعل كل ما في وسعنا." تنهد.
        "ه-هل يمكنني رؤية ابنتي؟" سألت.
        "بالتأكيد. اتبعني."
        "سأنتظر هنا يا تايلر." ابتسمت إميليا بلطف. أومأت برأسي وتابعت الطبيب.
        
        كانت طفلتي الصغيرة مستلقية في سرير مستشفى موصولة بأسلاك. انكسر قلبي عند هذا المنظر.
        مشيت نحوها واتسعت عيناها عندما رأتني.
        حبست الدموع ومشيت نحوها.
        "مرحباً يا طفلتي!" قلت وأنا أقبل رأسها.
        "سيد بلاكبيرن." تحدث نفس الطبيب السابق. "لقد قررنا إبقاءها هنا طوال الليل للمراقبة. لكن، يجب أن تُخرج غدًا."
        "شكرًا." قلت وأنا أحمل ابنتي، وأنتقل إلى السرير، أجلس على السرير وأجلسها على حجري.
        ظهرت إميليا عند الباب بعد حوالي عشر دقائق.
        "سأعود إلى المنزل. أرجوك اتصل بي إذا كان هناك أي تحديثات."
        "سأفعل. لا تقلقي."
        "شكرًا." ابتسمت وغادرت الغرفة.
        بدأ الظلام يحل في الخارج.
        كانت كايلي تغفو بين ذراعي. وضعتها في سرير الأطفال وأحضرت كرسيًا بجانبه.
        لن أغادر جانب طفلتي.
        
        -- نهايتنها ممكن يبقى في فصل ثاني و Dena عامه هي اللي هتكتبه --
        
        

        رواية صوت عائشة

        صوت عائشة

        2025,

        رومانسية

        مجانا

        طالبة بالجامعة، ملتزمة بيوم الإتنين لرفيقتها اللي توفيت. وأبو بكر، شاب تعرف عليها بالصدفة خلال عرض بالجامعة وانعجب فيها كتير من أول نظرة. بالرغم من إنها ما عطتو رقمها، بس هو مصمم يلاقيها. القصة بتجمع بين روتين الحياة اليومي والعلاقات الأسرية والصداقات، مع لمسة حب بلشت بين عائشة وأبو بكر.

        عائشة

        طالبة جامعية ملتزمة، بتكره نهار التنين لأنو بتكون عندها صفوف طول النهار وما عندها وقت ترتاح. عائشة وفية لرفيقتها اللي توفيت، "بليسنج"، وخصصت يوم التنين لتكتب كتاب عنها. هي بتحب عيلتها كتير وبتحلم بزواج سعيد متل أهلها.

        أبو بكر

        بيلتقي بـ "عائشة" صدفة بالجامعة خلال عرض، وبينعجب فيها من أول نظرة وبيقرر يعمل المستحيل ليتعرف عليها.

        فريدة

        هي الصديقة المقربة لـ "عائشة". بتحاول تقنع "عائشة" تتخطى حزنها على "بليسنج" وتركز على حياتها، بس بتزعل "عائشة" بكلامها أحيانا
        تم نسخ الرابط

        عائشة
        
        كان نهار التنين، وأنا بكره التنين كتير. ليش؟ لإنه عندي صفوف كل النهار وما في وقت للراحة، وبدي اتنفس نفس العالم اللي ما برتاح فيه.
        
        طلعت بالدكتور وبكرشو الكبير بجلابيتو اللي بيضل يرفعها ويعدّلها. بس بتمنى يخلّص اللي عم يعملو بسرعة لإنه الشوب بالصف ما بينحمل.
        
        صرت بدي نام كذا مرة، "وهيك بنكون خلصنا لليوم"، سمعت الدكتور عم يقول، وعيوني اللي كانوا عم يغمضوا فتحوا فورًا.
        
        أخد غراضو وفلّ من الصف. وبسرعة، بلشوا الطلاب يظهروا من الصف وعم يحكوا حكي مش مفهوم وما كنت عم انتبه عليه، بس بدي اطلع من الصف بأسرع وقت ممكن.
        
        بالأخير كنت برا، بس سبيت بصمت. الشمس كانت بقمة حرارتها عم تحرق وجهي، وعبايتي السودا ما كانت عم تساعد أبدًا لإنه كانت عم تمتص الحرارة كلها.
        
        دعست حالي ببالي لإني ما أخدت نظاراتي الشمسية. نسيت نظاراتي بالبيت وهلأ وجهي بدو يعاني. رفعت الدفتر تبعي لأغطي وجهي وأنا عم امشي بسرعة ودور على شي ضل.
        
        فجأة سمعت اسمي: "عائشة!" "عائشة!"
        
        وقفت خطواتي ودرت، وشفتها كانت وحدة من رفقاتي بالجامعة اسمها بتول.
        
        "صرلي زمان عم ناديكي"، قالت بتول عم تتنفس بصعوبة كأنها ركضت ماراثون.
        
        "آسفة، ما سمعتك"، كملت مشي وهي لحقتني وعم ندور على ضل، ولحسن الحظ لقينا شجرة، وللصدفة كان في صخرة تحتها، فقعدنا عليها.
        
        "شوفي؟" سألتها.
        
        "آه يا عائشة!" عطتني نظرة مترددة وأنا درت عيوني، "طلبت منك تساعديني بـالـ 'بايو ستاتيستكس' تبعي".
        
        "أه! نسيت"، قلت وتذكرت إني وعدتها ساعدها بمشكلة الـ 'بايو ستاتيستكس' تبعها.
        
        "نروح على محل هادي أو نروح على غرفتي بالمهجع؟" سألت، وحسيت حالي انزعجت فورًا، كان عندي شي بدي أعمله وبكره إني أرفض طلبات الناس.
        
        "ما فينا نعملها بكرا؟" سألتها بطريقة ترجي، بس هي سكتت، وقررت كمل: "عندي شي كتير مهم أعملو".
        
        "خلص إذا هيك، بس رجاءً أكّدي إنك بتلاقيلي وقت بكرا، عنا فحص الرجال قريب"، قالت بتول عم تترجى.
        
        "ما تعتلي هم، إن شاء الله رح لاقيلك وقت"، قلتلها وهي ابتسمت.
        
        "كتير شكراً، الله يبارك فيكي"، قالت وهي عم توقف.
        
        "آمين"، رديت عليها وهي فلّت.
        
        تنهدت، مددت إجريي وعم حرك أصابع إجريي لأخفف التوتر اللي بينهم لما سمعت اسمي مرة تانية.
        
        "عائشة، انتِ هون؟" سألت رفيقتي المقربة فريدة.
        
        "لأ شبحي"، رديت بتهكم ودرت عيوني، هي ضحكت وقعدت حدي.
        
        "الشوب مش مزحة"، قالت فريدة وأنا هزيت راسي.
        
        "صرت ركضت لهون، الشمس كتير قوية"، رديت.
        
        "رؤوف طلب مني نطلع موعد وبدي ياكي تجي معنا"، قالت فريدة، "بعرف إنو صفك خلص لليوم فما تفكري تكذبي".
        
        "آسفة ما فيني روح معك"، قلت.
        
        "ليش؟" سألت.
        
        "اليوم تنين، وانتِ بتعرفي شو بعمل بـأيام التنين تبعي"، رديت.
        
        "مش عادل ها، مش معقول إنو اللي عم تعمليه ما في يتأجل ليوم تاني"، تنهدت.
        
        "ما في يتأجل وانتِ بتعرفي إني عملت التنين يوم خاص لإلي ولـ 'بليسنج'"، قلت بضيق خفيف.
        
        "وحدة ميتة، ما فيكي تخليها ترتاح؟ صارلها أربع سنين ميتة، صار وقتك تكفي حياتك وتنسي هالكتاب اللي عم تكتبيه، ما حدا مهتم"، قالت وهي عم تدور عيونها، وبدون ما تعرف كانت حركت زر غضبي.
        
        "حذرتك كذا مرة ما تحكي عن 'بليسنج' بهالطريقة، كانت رفيقتي من زمان كتير بتذكر، وكتابة هالكتاب هي طريقة لأفرجي قديش بتعنيلي"، قلت وعيوني كادوا يدمعوا.
        
        "بس فيكي تكتبي كتابك بعدين وتطلعي معي بهالموعد"، حاولت تقنعني وأنا غضبت زيادة.
        
        "ما عندي وقت الك"، قلت بضيق ووقفت.
        
        تركتها بمحلها لأروّق حالي. بكره لما حدا بيستهين بكتابي اللي هو عن رفيقتي.
        
        'بليسنج' وأنا التقينا أول يوم دخلت فيه المدرسة الثانوية بصف الـ 'جي اس اس 1'، كانت شخصيتها رائعة وصرنا رفقات بنفس الدقيقة، كنا نروح على كل محل سوا، نطلع استراحات سوا، نعمل فروضنا سوا، كنا تقريبًا توأم.
        
        مرضت لما كنا بصف الـ 'اس اس 1' وتأكدوا إنو معها سرطان الدم اللي أدى لوفاتها. تدمرت بيوم اللي ماتت فيه وما فيني اعترض على إرادة الله.
        
        حطيت أولويتي إني أكتب كتاب عنها وعن الأوجاع اللي مرت فيها قبل ما تموت بالنهاية.
        
        وقفت تكتك وطلبت منو ياخدني على مكتبة الجامعة وهو عمل هيك.
        
        نزلت ودفعتلو، مشيت بهدوء على مكتبة الجامعة ودخلت ببطاقة هويتي الجامعية.
        
        قعدت بآخر المكتبة وطلعت كتبي ولابتوبي الصغير من شنطة المدرسة.
        
        مرقت على كل الصور اللي أخدتها مع 'بليسنج'، دمعة نزلت من عيني وحاولت ابتسم على الذكريات الحلوة اللي قضيناها سوا.
        
        
        
        
        
        
        
        
        
        رجعت ضهري على الكرسي وشهقت نفس عميق قبل ما بلّش شغلي. بلّشت طبعت وكتبت شي آلاف كلمة قبل ما سكّر اللابتوب.
        
        تأكدت من الوقت، كانت الساعة خمسة وتلاتين، فقررت روح عالبيت. أنا وأهلي ساكنين بـ "زاريا" وبدرس بـ "جامعة أحمد بيللو" بـ "زاريا" وهلأ أنا سنة تانية، بدرس تغذية وعلوم الأطعمة.
        
        أخدت تكتك عالبيت، دقيت عالبوابة بخفة، وانفتح الباب وطلع حارس البوابة تبعنا "دانجومو".
        
        "أهلاً، كيف المدرسة اليوم؟" سأل.
        
        "المدرسة منيحة"، قلت ومبتسمتلو ودخلت لجوا.
        
        لقيت خيي الصغير قاعد على كرسي محطوط بالبارج عم يلتهي بتلفونو.
        
        "عبد ال؟" ناديتو.
        
        "رجعتِ من المدرسة؟" ابتسم ووقف.
        
        "إيه، وين أمي؟" سألت.
        
        "هي جوا"، ساعدني بحقيبتي ودخلنا.
        
        رحت دغري على غرفتي وتحممت، لبست بنطلون أسود وتوب زهري واسع.
        
        جيت على غرفة القعدة ولقيت أختي الكبيرة مع طفلها.
        
        "قديرة؟!" اتفاجئت لما شفتها، نزلت طفلها على الكنباية وإجت لقدام لتحضني.
        
        "عائشة، اشتقتلك"، قالت وأنا ضحكت وحضنتها.
        
        "يا لهالمفاجأة، ما كنت متوقعتك اليوم"، قلت ورحت شلت الطفلة "فايزة"، "كيفها؟" سألت.
        
        "منيحة، ماما بالمطبخ"، قالت وبلشنا نمشي باتجاه المطبخ، الطفلة فايزة كانت عم تشد شعري بس تجاهلت الموضوع.
        
        "بيي جاي عالبيت اليوم، لهيك أنا هون"، قالت قديرة وأنا وقفت.
        
        "يعني بيي جاي عالبيت اليوم؟" سألت ومتفاجئة.
        
        "ما بتعرفي؟" سألت وهي عم نرجع نمشي.
        
        "ما حدا قالي"، دخلنا المطبخ ولقيت أمي، كانت لابسة عباية زرقا ملكية واسعة، وربطة حجابها الأحمر على راسها بطريقة مش مرتبة.
        
        "عائشة، رجعتِ"، ابتسمت أمي ورحت حضنتها، فايزة بلّشت تشد حجاب أمي وهالشي خلّى الكل يضحك.
        
        "والله هالبنت كتير مشاغبة"، قالت أمي وهي عم تهز راسها بينما أنا وقديرة كنا عم نضحك.
        
        "طلعت لأمها"، رديت.
        
        "بالأحرى طلعت لخالتها"، قالت أختي وهي عم تدور عيونها وأنا ضحكت بسخرية.
        
        "أنا مش مشاغبة، أنا بس ما بقبل بالهزيمة"، ابتسمت بينما أختي شالت فايزة مني.
        
        "شو ما كان!" قالت بجدية.
        
        "ماما ليش ما قلتيلي إنو بابا جاي عالبيت اليوم؟" سألت وعم حاجب شوي.
        
        "آسفة يا حبيبتي، انتِ دايماً مشغولة وأنا نسيت"، قالت أمي وعاملة وش آسف.
        
        "لا بأس على أي حال"، قلت ومبتسمتلا.
        
        السيد سليمان، بيي، هو رجل أعمال، بيبيع جلابيات وعبايات وحجابات غالية مع مجوهرات، بيروح على دبي ليشتري بضاعت.
        
        راح على دبي ليشتري بضاعتو، وبما إنو رح يرجع عالبيت يعني جلابية جديدة وحجابات ومجوهرات إلنا كلنا. بيي بيتأكد إنو بيشتريلنا كلنا شي كل ما يرجع.
        
        مع إنو عبد ال مش دايماً مبسوط لإنه صبي وما بيحصل على كل الأشياء الحلوة، بس بيي بيحاول يعوضو بأنو بيشتريلو جزمات ما بيكون راضي عنها أبدًا.
        
        فجأة سمعنا صوت عالي.
        
        "بابا!" كان عبد ال، كلنا ركضنا من المطبخ لغرفة القعدة ولقينا بيي واقف وشكلو تعبان. بدون أي إنذار نطيت عليه.
        
        "بابا!" قلت وحاطة راسي على صدرو، "اشتقتلك".
        
        "اشتقتلك أنا كمان"، ابتسم بيي عليّ.
        
        "أهلاً بابا!" سلمت أختي الكبيرة وابتسم بيي وربت على ضهرها وشال فايزة منها.
        
        "حفيدتي عم تكبر كل يوم"، قال وكلنا ضحكنا. لعب معها شوي قبل ما أمي تقاطعو أخيرًا.
        
        "قديرة شيلي بنتك، بدي وقت حلو مع جوزي"، قالت وكلنا ضحكنا.
        
        "كلنا اشتقنالو يا أمي"، قال عبد ال. أمي حضنت بيي بلطف وحطت راسها على صدرو.
        
        كان واضح إنو أمي اشتاقت لبيي، بالأحرى اشتاقوا لبعض، والحب بيناتهم دايماً موجود وواضح. بحب حياتهم ودايماً بتمنى يكون عندي زواج سعيد متلن، مع إنهم دايماً بيمروا بصعوبات وبيطلعوا أقوى.
        
        بعد الاستقبال، بيي تحمم وكلنا تعشينا قبل ما يجي جوز أختي يونس لياخد عيلتو.
        
        بس قبل هيك، بيي عطانا الأشياء اللي اشتراها إلنا وكنت كتير مبسوطة بأغراضي الجديدة، حبيت الجزمات أكتر شي.
        
        دخلت على غرفتي لأنزل أغراضي لما تلفوني عمل صوت.
        
        شلتو ولقيت رسالة من فريدة.
        
        "مرحباً يا أعز رفيقة، أنا كتير آسفة على تصرفي، بس كنت بدي ياكي تطلعي معي بالموعد. آسفة لأني زعّلتك، بتمنى تسامحيني."
        
        ابتسمت، كنت بعرف إنو فريدة أكيد رح تبعتلي رسالة اعتذار وأحلى شي إني ما فيني ضل زعلانة منها لفترة طويلة.
        
        بعتتلا رسالة رد:
        
        "لازم تعطيني كل تفاصيل الموعد وإلا بموتك."
        
        هاي طريقتنا لقبول الاعتذارات.
        
        رميت حالي على سريري وابتسمت، كنت كتير محظوظة بحياة حلوة وسعيدة ومباركة بوجود عائلة مثالية.
        
        
        
        
        
        
        أبو بكر
        
        كنت قاعد بغرفة القعدة عم بتفرج على مصارعة لما بلش تلفوني يدق. شلت التلفون وكان رفيقي المقرب إبراهيم.
        
        ارتخيت على الكنباية ورديت على المكالمة.
        
        "شو الأخبار؟" سألت.
        
        "ما في سلام يا غبي"، قال وأنا ضحكت بسخرية.
        
        "كأنك أحسن مني"، خففت صوت التلفزيون عشان أقدر أسمعه منيح.
        
        "بصراحة أنا مش هون لأتجادل معك، بدي ياك تطلع معي".
        
        "وين؟" سألته.
        
        "زبيدات، قالت إنو عندها شي عرض بدها تعملو بالمدرسة وعزمتني، ما فيني رفضها بتعرف كيف ممكن تكون وجع راس"، قال وأنا لا إرادياً بلشت أفرك رقبتي.
        
        "أي عرض؟" سألت.
        
        "ما بعرف، ما رح نطول، بس تشوف وشي، بفلّ".
        
        "آه! كنت بدي أترك هالنهار لحالي، اليوم سبت كرمال الله!" قلت بإحباط.
        
        "آسف، رح أعوضك، بليز ما فيني روح لهنيك لحالي، رح أزهق كتير"، ترجى.
        
        "أبا، أنت وجع راس"، قلت بانزعاج. أنا وباقي رفقاتو منناديلو أبا عادةً.
        
        "بطل تستهبل وجهز حالك، أنا جايي لأخدك"، قال ونهى المكالمة.
        
        تنهدت وحطيت إيدي على وشي. كنت عم أستمتع بوقتي، وأبا قرر ينهيها. ما كان عندي خيار إلا إني أعمل متل ما قال، مع إني رح ردلو ياها.
        
        وقفت ورحت على حمامي، فرشت سناني وتحممت. لبست منشفة بيضا من الحمام لغرفتي وعم دور بخزانتي على شي لابق لألبسه.
        
        استقريت على بنطلون جينز أسود وقميص رمادي. نسقتو مع كوندرا بالينسياغا السودا تبعي.
        
        لبست تيابي ورحت على المراية، حطيت كريم لشعري ومشطت شعري. شلت مزيل العرق والعطر وحطيت الكمية اللي بدي ياها.
        
        كنت عم ألبس جزمتي لما كان في دقة على الباب. وقفت فوراً ورحت على الباب.
        
        كان أبا، لابس بنطلون جينز أسود وقميص أبيض. لابس كوندرا نايكي بيضا وسودا، ومسرح شعرو بشكل مثالي.
        
        أبا بيحب يترك شعرو طويل متل معظم الشباب، أما أنا فبحب كتير قصة الشعر القصيرة.
        
        "عم تفحصني ولا شو؟" أبا ضحك وأنا درت عيوني.
        
        "ادخل يا غبي"، قلت وتركت الباب ورجعت على غرفتي. سمعت الباب سكر وسمعت خطواتو عم تلحقني.
        
        شلت كوندرا بالينسياغا تبعي ولبستها. شلت محفظتي ومفاتيح سيارتي.
        
        "أنا رح سوق"، قال أبا.
        
        "ما بثق فيك، ممكن تشوف بنت هناك وتقرر تتركني، أنا مش غبي"، قلت وهزيت راسي برفض.
        
        "هاي غلطة مرة وحدة يا زلمة، أنت أكيد بتحتفظ بالأشياء ببالك"، قال أبا وهو عم يضحك بسخرية، وحسيت إني بدي حطمو راسو. هزيت راسي بس وطلعت من الغرفة مع مفاتيح سيارتي.
        
        "فبعدك عم تاخد مفاتيح سيارتك؟" سأل.
        
        "لأ، أنا عم بضحي فيها للآلهة"، قلت وفتحت البوابة. أبا طلع بسيارتو أول شي قبل ما طلع سيارتي، ساعدني سكر البوابة وبسرعة صرنا على طريق زاريا المزدحم.
        
        بعد تلاتين دقيقة وصلنا بخير وسلامة على جامعة أحمد بيللو "زاريا". شفت طلاب عم يمشوا رايحين جايين وصفيت سيارتي جنب محل ما أبا صف سيارتو.
        
        نزلنا من السيارة وشال تلفونو ودق لـ "زبيدات".
        
        بعد دقايق قليلة من الوقوف، إجت "زبيدات" الحلوة باتجاهنا.
        
        "آسفة إني خليتكم تنطروا"، قالت وهي عم تبتسم بابتسامة معدية، رديت عليها بابتسامة.
        
        "ما في مشكلة"، قلت بينما هي حوطت أبا بإيديها وحضنتو، وبوسته على خدو قبل ما تتركو.
        
        أبا ما بان عليه أي تأثر، بان عليه إنو متضايق من هالشي. تبعنا "زبيدات" بهدوء على قاعة وهي عطتنا كراسي نقعد عليها.
        
        "ما فيني ضل معكم، لازم انضم لفرقتي"، قالت وهزينا راسنا، وهي فلّت.
        
        "حبيبتك حلوة"، قلت عم حاول ضايق أبا.
        
        "هي مش حبيبتي، هي رفيقتي"، قال وهو عم يكشّر وأنا درت عيوني.
        
        "مع فوائد، بطل تخدع حالك يا أبا، هي حبيبتك"، قلت.
        
        "هاي طريقتك لتردلي ياها لأني ضايقتك اليوم؟" سأل وهو رافع حاجب واحد.
        
        "يمكن"، قلت.
        
        بلش العرض أو شو ما كان. "الرجاء الترحيب بسليمان عائشة، طالبة تغذية وعلوم الأطعمة، حالياً سنة تانية"، قال المتحدث.
        
        "هي حتى مش أول وحدة بتقدم، إيمتى بدي فلّ من هون اليوم"، أبا تنهد.
        
        بنت صغيرة مش كتير طويلة طلعت على المسرح، كانت لابسة بلوزة بالازو حمرا غامقة وبلوزة سودة ضيقة، كانت حلوة وبتخطف الأنفاس.
        
        شالت الميكروفون من المتحدث وهي عم تبتسم له، الابتسامة كانت معدية وما قدرت غير إني ابتسم أنا كمان.
        
        "اسمي سليمان عائشة"، قالت وعجبتني صوتها فوراً، صوتها كان متل لحن لأذنيي، ابتسمت مرة تانية.
        
        "أبا"، ناديتو.
        
        "همم"، رد.
        
        "سامحتك لأني جبتني لهون"، قلت وابتسم بسخرية.
        
        "ليش؟" ضحك.
        
        "هالبنت اللي على المسرح، هي السبب"، قلت وأنا مبتسم.
        
        "شكلها منيحة بالسرير"، قال بعد ما قيمها.
        
        دعست راسو، "هي مش أداة جنسية، بس اشكر ربك إنها أنقذتك مني"، قلت وهو ضحك بهدوء.
        
        "إيه إيه فهمت"، قال.
        
        عرض عائشة كان عن الأكل الصح اللي لازم ناكلو. عادةً، أنا ما بعطي اهتمام لعروض متل هيك، بس ما قدرت غير إني راقب كيف جسمها بيتحرك، ابتساماتها المستمرة وصوتها الجذاب، حبيت كل شي فيها فوراً وكنت مبسوط مرة تانية إنو أبا جبرني إجي لهون.
        
        
        
        
        
        
        
        "زبيدات" قدمت عرضها الخاص، مع إني ما كنت عم انتبه. عقلي كان مشغول بـ "عائشة" وكيف رح ارجع شوفها. تعمدت إني خلي "أبا" ينطر لآخر العرض عشان يكون عندي فرصة كافية دور على "عائشة".
        
        "لازم نمشي، خلص كل شي"، قال "أبا" وهو عم يتطلع بساعتو.
        
        "إيه، فيك تروح أنت، أنا عندي شي أعملو"، قلتلو، وهو ضحك بسخرية.
        
        "ما تقلي إنك رايح تلحق هالبنت!" ضحك، "أنت اللي عم تتركني هلأ!"
        
        "مبسوط بهالشي"، ابتسمت بسخرية.
        
        "تأكد إنك بتجي لعندي، بدي اسمع القصة كاملة إذا قدرت تحصل عليها"، أبا ضحك.
        
        "إيه، كنت عم فكر اقضي الليلة معك لأزعجك"، قلت وأنا عم فرك دقني بغفلة.
        
        "هالشي رح يكون رائع، رح روح اشتري الـ 'بلاي ستيشن' الجديدة فوراً، رح نقضي ليلة ما بتنتسى"، قال وكلنا ضحكنا.
        
        راح على سيارتو وساق وراح.
        
        بلشت دور بالجامعة كلها على "عائشة"، ولحسن الحظ بعد عشرين دقيقة شفتها واقفة مع بنت سمرا طويلة، وجنب البنت كان في شب طويل، كان طويل متل "أبا".
        
        رحت لقدام وقححت عمداً لألفت انتباهن.
        
        "مرحباً بالجميع"، قلت بحرج.
        
        "كيف فينا نساعدك؟" سألت السيدة السمرا.
        
        "بدي احكي مع "عائشة"".
        
        "أنا؟" تطلعت بالبنت والشب قبل ما تركز نظراتها الحلوة عليي، "كيف فيني أساعدك؟" سألت.
        
        "فيكِ نحكي على انفراد؟" سألت، وهي تطلعت بالبنت مرة تانية اللي هزت راسها بالموافقة.
        
        "تمام، منرجع منحكي بعدين"، قالت للبنت وتبعوني.
        
        رحت على سيارتي وفتحتلا الباب لتقعد.
        
        "هل هالشي ضروري؟" سألت.
        
        "بدك توقفي؟" سألت، هي ابتسمت وقعدت، ورحت على كرسي السائق وقعدت.
        
        "حبيت عرضك كتير"، قلت وهي ضحكت بسخرية.
        
        "شكراً"، ردت.
        
        "على أي حال، اسمي أبو بكر، رفقاتي بينادوني أبو، فيكِ تناديني باللي بدك ياه"، قلتلها.
        
        "عائشة، أنت بتعرف أساساً"، قالت.
        
        "إيه"، رديت وظلينا ساكتين لفترة، مش صمت محرج، بس صمت مريح.
        
        "بحب أكون رفيقك"، كسرت الصمت.
        
        "همم، ليش؟" سألت.
        
        "أنا أمممم أه بس بدي أكون رفيقك"، قلت وأنا عم حاك ظهري راسي وهي ضحكت.
        
        "ما فيك بس بدك تكون رفيق لغريب"، قالت.
        
        "إيه، صحيح"، قلت.
        
        "لازم تحاول أكتر إذا بدك تكون رفيقي"، ابتسمت بسخرية.
        
        "طبعاً"، ضحكت بتوتر، "فيني آخد رقمك؟" سألت بصدق.
        
        "ما فهمت شو قلت قبل شوي، لازم تحاول أكتر"، قالت وهي عم تبتسم بخبث، وعرفت إنو لازم أطلع عن طريقي لأحصل عليها.
        
        وين رح ارجع شوفها؟
        
        "فيكِ على الأقل تعطيني دلائل عن كيف بدي حاول أكتر؟" سألت، عنجد كنت بتمنى تعطيني رقمها.
        
        "لأ، حاول أكتر"، ضحكت بسخرية، "على أي حال، كان حلو إني تعرفت عليك يا أبو بكر، رفيقتي عم تنطرني ولازم روح"، قالت وفتحت الباب، وراقبتها وهي عم تطلع من السيارة.
        
        "آآآه!" ضربت مقود السيارة وأنا عم تنهد.
        
        "من وين بدي بلش؟" فركت صدغي.
        
        بعد ما قعدت بنفس الوضعية شي عشر دقايق، استعدت طاقتي وسقت وطلعت من الجامعة.
        
        وصلت على بيت "أبا"، "أبا" بيعيش مع عيلتو، هو وريث شركات أبوه المتعددة، مليونير شاب وكمان "بلاي بوي" نموذجي.
        
        صفيت سيارتي بالكراج ونزلت لما شفت أخت "أبا" من أبوه، "سمية"، عم تركض باتجاهي، هي بنت عمرها تسع سنين.
        
        "سمية!" صرخت بحماس وهي نطت عليّ.
        
        "عمو أبو، وين كنت؟" سألت وأنا ضحكت.
        
        "كنت مشغول بالشغل"، قلت ونزلتها عم إمسك إيدها الشمال ونحن عم نمشي باتجاه البيت.
        
        لقيت أم "أبا" بغرفة القعدة.
        
        "نهار سعيد يا مدام"، سلمت، وقدرت شوف قديش هي مبسوطة لما شافتني.
        
        "أبو! كتير مبسوطة إني شفتك، ما كنت هون مؤخراً"، قالت بينما "سمية" قعدت بحضنها، عدلتها لتقعد براحة.
        
        "آسف، الشغل كان مرهق".
        
        "عادي عادي"، هي لوحت بإيدها، بعدين إجت أم "أبا" من أبوه على غرفة القعدة.
        
        "أبو كيفك؟" سألت، كانت حاملة طفلها "غاني".
        
        "أنا منيح يا مدام"، قلت وهي ابتسمت.
        
        "رفيقك بغرفتو"، قالت وأنا هزيت راسي.
        
        "رح روح لجوا"، قلت.
        
        "تمام"، ردوا الزوجتين.
        
        أحياناً بفكر قديش "أبا" مبارك عنجد، أو قديش أبوه مبارك. زوجتيه بيحبوا وبيحترموا بعض، ومن الصعب تعرف مين ابن مين من التاني.
        
        فتحت باب غرفة "أبا" بدون ما دق، لقيته لابس بوكسر وضحكت بعد ما شفت مؤخرته العارية.
        
        "يا زلمة كان المفروض تدق الباب"، قال وهو عم يبين عليه إنو متضايق شوي بينما أنا ضحكت أكتر، المي كانت عم تنقط من راسو وعرفت إنو لساتو متحمم.
        
        "مش كرهك، بس روق"، رديت عليه باللغة البيدجينية، هو شال مخدة ورماها عليّ، ضحكت ورميتها عليه وهو قدر يتفاداها بنجاح.
        
        "ف، شو صار مع البنت؟" سأل وهو عم يلبس بنطلونو.
        
        "قالتلي لازم حاول أكتر"، قلت بإحباط، هالمرة كان دور "أبا" ليضحك.
        
        "يعني قالتلك لازم تحاول أكتر، قديش بدك تحاول أكتر؟" سأل.
        
        "ما بعرف أنا بس محتار وما تحاول حتى تضايقني بهالشي"، قلت وأنا عم أطلع فيه بغضب.
        
        "وأنت حولتها رسميًا لموضوع للمضايقة."
        
        أبا كان عند كلمتو، ضايقني طول الليل.
         
        

        Pages

        authorX

        مؤلفون تلقائي

        نظام شراء