موصى به لك

الأقسام

الأعلى تقييمًا

    أعمال أصلية (RO)

      الأفضل شهريًا

        رواية حضن الخيانة

        حضن الخيانة

        2025,

        رومانسية

        مجانا

        في ذكرى زواج آويف ورونان الأولى، تنتظره آويف بفارغ الصبر لكنه لا يعود. بعد اكتشافها أنه في بار، يواجهها رونان في ليلة ماطرة ويعترف بأن زواجهما كان مدبرًا، وأنه لم يحبها قط، بل كان يحب أختها مايف. تتضح الحقيقة الصادمة لآويف: كل صداقتهما وزواجهما كان خطة من مايف للاحتفاظ بتحالفات العائلة. تجلس آويف وحيدة، وتستوعب كيف كانت مجرد بديلة في حياة اعتقدت أنها كانت حقيقية، تاركة إياها محطمة ومخدوعة.

        آويف

        طبيبة أطفال ناجحة في دبلن، تحب عملها مع الأطفال. كانت تعتبر نفسها محظوظة بزواجها من صديق طفولتها رونان، وتؤمن بالحب الذي ينمو ببطء. هي شخصية حالمة، صبورة، ومخلصة. لكنها اكتشفت أن كل ما عاشته كان وهمًا، وأنها مجرد وسيلة لتحقيق مصالح عائلية.

        رونان

        صديق طفولة آويف وزوجها. يظهر في البداية كزوج غائب وبعيد، لكن تتكشف دوافعه الحقيقية لاحقًا. كان يحب أخت آويف، مايف، وكان زواجه من آويف مجرد خطة لدمج العائلتين. شخصيته مركبة، فهو يشعر بالذنب تجاه آويف، لكنه لم يستطع أن يبادلها نفس الشعور.

        مايف

        أخت آويف وكانت تحب رونان
        تم نسخ الرابط
        رواية حضن الخيانة

        رواية حضن الخيانة
        دقت الساعة ستة.
        كانت أمسية هادية، من النوع اللي كانت تحلم فيه وهي صغيرة—مطر خفيف يدق على الشبابيك، شموع بريحة القرفة تولع جوا قزاز، وريحة الحب اللي مالية الجو زي ريحة المرق اللي يفور على النار. بس هذا ما عاد صار حلم. كان يوم ذكرى زواجها الأول.
        وهو ما رجع للبيت.
        آويف برينان وقفت قدام المراية، وتعدل كسرات فستانها الحريري الكحلي. كانت لافة شعرها بنفس الطريقة اللي كان يقول إنه يحبها وهي صغيرة—أيام ما كان يضحك معاها على الكوكيز المحروق والأحذية اللي كلها طين. أيام ما كانوا لسه أصحاب.
        عيونها راحت جهة الممر. هدوء.
        هي كانت ماخذة إجازة من مستشفى الأطفال—لغت أربعة مواعيد، وأجلت استشارة مهمة، وأرسلت رسالة اعتذار لأم جديدة كان عندها طفل مصاب بمغص. كلهم تفهموا. في النهاية، حتى أفضل طبيبة أطفال في دبلن تستاهل تاخذ راحة عشان تحتفل بذكرى زواجها الأول.
        لكن الشخص اللي خططت اليوم كله عشانه ما كان يدري وش ضحت فيه.
        البيت ريحته دجاج مشوي بالروزماري وشوكولاتة فوندان. أكلاته المفضلة. في غرفة المعيشة، قائمة بأغاني كانوا يحبونها أيام المدرسة تشتغل بصوت خفيف مع صوت قزاز الكاسات. البانيو مليان مويه دافية. بريحة. حتى إنها حجزت مساج للأزواج—في البيت، سرّي، ورومانسي.
        ومع ذلك، ما في أي خبر عنه.
        هذا الشيء ما كان غريب—ما عاد صار. رونان صار بعيد. أول شيء، كانت تقول لنفسها إنه من الشغل. بعدين من الضغط. بعدين توقعات أبوه. في الفترة الأخيرة، ما كانت متأكدة وش الكذبة اللي قاعدة تصدقها.
        كانوا أصحاب طفولة. دايم مع بعض. أول شيء يتراشقون بكرات الثلج، بعدين يسولفون على الأسطح، بعدين يشاركون بعض أحلامهم عن كيف ممكن تكون حياتهم. زواجهم كان منطقي—على الأقل لأهلهم. عائلة الأوسوليفان وعائلة البرينان كانوا حلفاء في التجارة من زمان، قبل ما يعرفون آويف ورونان وش يعني تحالف. لكن ما حسوا إنه زواج مدبر. مو في وقتها.
        هي كانت تحبه. بهدوء. بصبر. كانت تعتقد إنه بيتغير.
        لكن في هالايام، ما عاد صار حتى صديقها.
        شيكت على جوالها مرة ثانية. لسه ما في شيء. آخر رسالة كانت الصباح. بس كلام مختصر:
        "بشتغل لوقت متأخر. لا تنتظريني."
        لكن هي انتظرت.
        صارت الساعة إحدى عشر ونص. المويه اللي في البانيو بردت. الدجاج نشف في الفرن. الفوندان هبط شوي من النص.
        لكنها جلست، وتراقب الباب. وتراقب الساعة.
        صارت الساعة إثناعش.
        وقفت، فصخت كعبها، ولبست جاكيت خفيف فوق الفستان. المطر بدأ يشتد. ما عاد تقدر تتجاهل الإحساس اللي يشد في بطنها—الإحساس اللي يقول إن فيه شيء مو مضبوط. شيء غلط.
        حاولت تتصل فيه. مرة. مرتين. ما يرد.
        بسرعة، مسكت مفاتيحها وراحت للسيارة.
        البار اللي جنب مكتبه—نفس البار اللي دايم يروح له مع زملاه—يبعد عشرين دقيقة. مفاصل يدها صارت بيضا وهي تسوق، وقلبها يدق بسرعة. كل السيناريوهات الأسوأ مرت على بالها: حادث، السيارة تعطلت، أحد سوى فيه شيء.
        لكن لما وصلت أخيرًا قدام مكسورليز، الحقيقة كانت أسوأ.
        كان جالس عند البار، لحاله، يشرب ويسكي. شعره كان منكوش، وقميصه مفتوح شوي، وربطة عنقه مرتخية. أول ما دخلت من الباب، ضربتها الريحة—ريحة خشب قديم، كحول، وريحة الخيانة القوية.
        هو ما شافها في البداية.
        لمحته جالس متكئ على البار، وأكتافه ثقيلة، ويد مرتخية حول كاسة فاضية نصها. كان فيه قزازة ويسكي على الطاولة—مفتوحة، كأنها شاهد صامت على الخراب اللي يسويه في نفسه.
        هي تقدمت، بهدوء.
        "رونان؟"
        هو لف، وهو يرمش بعيونه اللي مو قادرة تركز. "آويف."
        اسمها طلع من لسانه كأنه ما هو مكانه.
        "ما رجعت للبيت،" قالت، بصوت واطي، وتحاول ما يبين إنها منهارة.
        هو ابتسم بابتسامة مايلة، مرتخية وحزينة. "ما حسيت إني أبغى."
        "أنت تعرف وش اليوم."
        هو ضحك—ضحكة قوية ومريرة. "أيوة. ذكرى زواج. مبروك لنا، صح؟"
        كلامه أخذ نفس منها. اضطرت تبلع بصعوبة قبل ما تتكلم مرة ثانية. "يلا نروح البيت."
        "البيت؟" كررها. "هذا مو بيت. هذي غرفة انتظار."
        هي رمشت. "غرفة انتظار؟"
        هو شرب اللي باقي في كاسته. "أيوة. غرفة الانتظار ما تزينها. ما تحبها. بس تجلس فيها لين يجي دورك."
        شيء بارد لف حول ظهرها.
        "يلا،" قالت، وهي تحاول تخلي صوتها ثابت. "أنت سكران. يلا—يلا نمشي."
        اللي فاجأها إنه قام بدون ما يعترض. تعثر مرة، وهي مسكت يده.
        "أنتِ دايم تسوين كذا،" تمتم.
        "وشو؟"
        "تمسكيني قبل ما أطيح."
        طلعوا برا في المطر، وتبللوا هم الاثنين في ثواني. هي فتحت له باب السيارة، وساعدته يدخل، بعدين دخلت في جهة السواق. اشتغل المحرك، لكن الصمت بينهم كان أقوى.
        في نص الطريق، هو كسره.
        "تتذكرين عيد ميلاد مايف الخمسطعش؟"
        آويف توترت. "ليه؟"
        "هذاك الفستان الأخضر. اللي ظهره مكشوف. يا إلهي، كانت طالعة زي الإلهة."
        
        
        
        
        
        
        
        طيح بطنها.
        ابتسم لحاله، كأنه في ذكرى ثانية تمامًا. "هذيك الليلة عرفت إني أبيها."
        شدت يدين آويف على الطارة.
        ناظرها وقتها، عيونه متغيمة بس مفتوحة بطريقة ما شافتها من شهور. "أنتِ كنتي هناك بعد، طبعًا. كنتي دايم موجودة. ظل في الخلفية. ظلي الصغير."
        "وقف يا رونان. وش فيك؟" همست.
        لكنه ما وقف.
        "صرت صديقك بس عشان أقرب منها. كذا بدأت السالفة. أنتِ كان سهل أكلمك. فكاهية. لطيفة. بس مايف كانت هي المقصودة."
        ناظرت قدامها، وفي هذيك اللحظة، سمعت تحطم القلب اللي كان يجرأ يستمر يدق في صدرها. خطوط المطر على القزاز، تشوه العالم اللي برا—زي الدموع اللي رفضت تنزلها.
        "بعدين بدأت العوائل تهمس،" كمل. "سالفة زواج. ضغط. أبوك كان يبغى يعطي جزء من الأراضي لأبوي. أبوي كان يحتاج الدمج. بس مايف... ما كانت مستعدة."
        طلع ضحكة مكسورة.
        "هي كانت تبغى تتولى شركة أوسوليفان للأدوية بنفسها. تبين لأبوك إنها ما تحتاج زوج عشان تكون مديرة تنفيذية. قالت إن الزواج بيخليهم يشككون في إصرارها."
        آويف كانت يا دوب تقدر تتنفس.
        "فهي اللي جات بالخطة،" قال بلهجته الثقيلة. "قالت لي أخطبك. قالت إنك بتقولين نعم. كنتي دايم سهلة علي، صح؟"
        رؤيتها صارت ضبابية. رمشت بسرعة.
        "قلت لها إن هذا مو عدل،" قال. "بس هي قالت ما عندنا خيار. لو قلتي لا، أبوي كان بيدور على شخص ثاني. وهي ما كانت تبغى أي أحد ثاني ياخذ هذا التحالف. لازم يبقى في العائلة."
        السيارة كانت تبطئ الحين. هي ما تدري وين كانت تسوق.
        "قالت لي أكون لطيف. أذكرك بالأيام القديمة. قالت لازم أبوسك على الجسر اللي كنا نتسابق عليه بالدراجات. سويتها. أنتِ بكيتي. عرفت وقتها إني كسبتك."
        "وقف، تكفى،" همست وهي تتوسل.
        "فكرت إنها بتكون بس سنة أو سنتين،" تمتم. "زواج مؤقت. أنتِ بتفهمين. مايف قالت بنعلمك لما الأمور تستقر. لما هي تتولى كل شيء. بس الوقت طال. وأنتِ استمريتي... تحبيني."
        رجع ظهره على مسند الراس. "كنتي مبينة سعيدة في الزواج. كأنه كل شيء حقيقي. ما قدرت أكسرك وقتها. ما كان عندي قلب."
        قلبها كان ينكسر الحين.
        "حاولت يا آويف. والله العظيم حاولت. بس كل ما لمستك، حتى لو لثانية، أشوف وجهها. كل بوسة كانت كذبة—كأني أخونكم أنتوا الاثنين. كان الألم أقل لما أبعد."
        السيارة وقفت. ما تتذكر متى وقفت. ولا تتذكر متى فكت حزام الأمان. هي كانت بس... برا فجأة، واقفة في المطر. مبللة. متخدرة.
        هو ما لحقها.
        جوا السيارة، كان جالس متكوم، وراسه بين يدينه، ويكرر نفس الشيء.
        "أنا آسف. أنا آسف. أنا آسف."
        هي وقفت ثابتة، بردانة، والعاصفة اللي حولها تعكس اللي بداخلها.
        هو كان سكران. لكن السكر ما يخترع الكذب—هو بس يطلق الحقيقة.
        والحين عرفت.
        زواجها كان مجرد صفقة.
        زوجها يحب أختها.
        هي كانت مجرد بديلة. وسيلة للوصول للهدف. "السهلة،" "اللي سهلة"، "اللي بتقول نعم."
        هي أعطته قلبها.
        وهو رجعه لها، وهو متفتت.
        
        
        
        
        
        
        
        الخمر ما له أي طعم.
        جلست آويف متربعة على أرضية غرفة المعيشة، وظهرها على الكنبة، تناظر في الظلام. النور الوحيد كان يجي من شباك المطبخ، يتفلتر عبر ستارة خفيفة وضوء خافت من عمود إنارة برا. شعرها كان لسه مبلول من المطر، يلزق على وجهها خصل ضعيفة. الساعة كانت تدق بهدوء. الوقت يمشي، بس هي ما تتحرك.
        القزازة اللي في يدها كانت ترجف—مو من البرد، لكن من الصمت اللي استقر بداخلها. مو الصمت الهادي. الصمت اللي يجي بعد قنبلة.
        قربت القزازة من فمها بس يا دوب شربت رشفة.
        كل كلمة قالها رونان تدور في راسها زي الغربان.
        "كنتِ سهل أتكلم معك. فكاهية. لطيفة... لكن مايف كانت هي المقصودة."
        الكلام ما كان يوجع. كان ينحت. ببطء ونظافة.
        هي كانت تحاول تفهم. تحاول تفسر شيء ما له تفسير. تربط الخمسطعش سنة اللي فاتت ببعض زي ما تفكك سويتر—كل ذكرى تكشف شيء كانت غافلة عنه. كان الإحساس كأنك تعيد تشوف فيديو عائلي كنت تحبه كل حياتك، بس تنتبه على شخص في الخلفية يلوح بعلم أحمر—وأنت ما شفته أبدًا.
        قابلت رونان وهي عمرها ثلاثة عشر. هو كان ستطعش. آباءهم كونوا علاقة تجارية بعد ما أبوها وسع خط الأدوية حقه لدبلن، وبدأوا يحضرون هذيك العزائم الرسمية اللي توجع القلب مع بعض. بدلات ناشفة، أصوات منخفضة، بالغين يتكلمون في مواضيع مالها أول ولا آخر عن الأرباح والدمج. هي تتذكر إنها كانت تتخبى تحت الطاولات أو تتسلل للمطبخ عشان تسرق شوكولاتة. رونان كان أول شخص ما فتن عليها لما لقاها هناك.
        "شكلك على وشك تنفجرين،" همس، وهو يجلس جنبها ومعه بسكوت مسروق بيده.
        هذي كانت البداية.
        من وقتها، كانوا دايم آويف ورونان. مو علاقة رومانسية. ولا حتى إعجاب مراهقين. هي بس... وثقت فيه. كان دايم جنبها في المناسبات الطويلة المملة، الزواجات، الحفلات الخيرية. عائلتها كانت دايم مشغولة بالمظاهر والتوقعات. حتى مايف—مايف الكاملة، الرزينة—كانت مشغولة مرة بتميزها لدرجة ما انتبهت إن آويف كانت تحس أحيانًا إنها شخصية ثانوية في حياتها.
        لكن رونان كان يشوفها.
        أو كذا كانت تظن.
        هو كان أول شخص تقول له عن حلمها إنها تصير طبيبة قلب. في وقتها، اهتمامها بالقلوب ما كان له أي علاقة بالمشاعر. كانت تحب العلم—الإيقاع، والموثوقية. لكن رونان قال، "بتصيرين أفضل مع الأطفال. عيونك تولع لما يكونون حولك." هي ضحكت وقتها، ما أخذت كلامه بجد.
        بس كان معه حق.
        تتذكر اليوم اللي قالت له إنها غيرت رأيها—وإنها حبت طب الأطفال وقت التدريب. كانوا جالسين على التلة اللي ورا مدرستها، يتغيبون عن المحاضرات عشان ياكلون بطاطس دهنية ويشربون ميلك شيك بالفراولة. هو ابتسم ابتسامة حقيقية، وقال، "قلت لك."
        يا إلهي. هي حبته في هذيك اللحظة.
        مو حب رومانسي.
        بس... الطريقة اللي تحب فيها شخص يعرفك. يتذكرك.
        والحين هي تتساءل—هل حتى هذيك اللحظات كانت عن مايف؟
        هل جلس جنبها على هذي التلة بس عشان ينتظر أختها تمر من عند بوابة المدرسة؟
        هل ابتسم مو عشان هي تغيرت، بس عشان مايف ممكن تكون فخورة فيها بعد؟
        شدت رجولها على بعض أكثر.
        هو قال إنه حب مايف وهي عمرها خمسطعش. هذا يعني... دايم كانت هي.
        آويف تذكرت عيد ميلاد مايف الخمسطعش. حفلة في الحديقة في بيتهم القديم. رونان كان هناك. كثير ناس كانوا هناك. بس هي تذكرت إنها شافته وهو يناظر—مو في الألعاب النارية ولا الكيكة—بس في مايف، اللي كانت تضحك، مرتاحة، تخطف الأنظار بفستان حرير أخضر أمهم ترددت تشتريه لأن "شكله كبير على عمرها."
        في وقتها، هي ظنت إنه كان بس... يفكر. معجب، يمكن.
        ما كانت تدري إنها كانت تشوف بداية خرابها.
        كل هذيك السنين، كانت تظن إن رونان صديقها. تذكرت لما قالت له إنها كادت ترسب في الفيزياء، كيف مايف ضحكت ورا الأبواب، وهي تقول إن آويف ما راح تكمل في كلية الطب. تذكرت إنها بكت عنده بعد ما سمعت أهلها يقولون إنهم لازم يرسلون آويف لجامعة حكومية لأن "شهادة مايف في التجارة تكلفتها كافية للاثنتين."
        هو سمع. هز راسه. قال أشياء زي، "هم ما يشوفونك زي الناس." و "خليهم يولون. أنتِ عبقرية."
        بس الحين... هل كل هذا كان تمثيل؟
        هل سمع ألمها بس عشان يكسب ثقتها؟
        هل واساها عشان مايف بس عشان يقرب منها؟
        شدت على أسنانها. ناظرت قزازة الخمر اللي على الأرض.
        كل شيء كان يبين حقيقي مرة. لما جات خطبة الزواج—متوترة، ولطيفة، على الجسر اللي يمشون عليه جنب نهر ليفي اللي كانوا يجلسون فيه وياكلون بطاطس مقلية—هي قالت نعم لأنها ظنت إن هذا يعني شيء. ما كانت تتوقع شغف. لكنها كانت تظن إن فيه تاريخ. صداقة. أساس ممكن ينمو.
        أليس هذا ما تبنى عليه الزواجات المدبرة؟
        الثقة. الوقت. الألفة.
        
        
        
        
        
        
        
        تذكرت وهي مراهقة، كانت تحب تشوف مسلسلات تركية بعد الامتحانات. المسلسلات اللي يكون فيها الزوجين يكرهون بعض في البداية، أو يكونون غرباء، بعدين ببطء، وبصعوبة، يقعون في الحب. كانت تظن إن هذا اللي بيصير معاهم. إنه يمكن، حتى لو رونان ما كان يحبها في وقتها، بيجي يوم ويحبها.
        هو زوجها. هو اختارها.
        هذا كان لازم يعني شيء.
        لكن الحين، في هذا الظلام البارد اللي يرجع صدى الصوت، شافت كل شيء على حقيقته.
        هي ما انختيرت.
        هي كانت مجرد شيء مناسب.
        بديلة.
        اسم على ورقة خلى عائلتين مرتبطين ببعض.
        عيونها حرقت، بس ما بكت.
        الخيانة كانت أسوأ من كذا.
        كان محو.
        هو ما شافها أبدًا. مو بجد.
        حتى في الصداقة، كان يبغى شيء ثاني—شخص ثاني.
        كل محادثة، كل نكتة خاصة، كل ابتسامة تشاركوا فيها صارت الحين... ملوثة. حست إنها زي بيت عاش فيه شخص بدون ما ينظر لجدرانه أبدًا. زي مذكرات كتبها شخص بس عشان يخلي شخص ثاني يغار.
        أخذت رشفة ثانية من الخمر—مو عشان الطعم، لكن عشان تسكت الصرخة اللي تكبر في حلقها.
        الأسوأ؟
        ما كانت تدري مين هي زعلانة عليه أكثر—هو... ولا نفسها.
        لأنه يمكن هي كانت تدري. في مكان عميق جواها. يمكن هي شافت كيف عيونه تعلق في مايف في غداء الأحد، كيف كان دايم يسأل لو هي بتجي للمناسبات حتى لو آويف قالت لا. يمكن هي راقبته من طرف عينها، تسجل كل انسحاب صغير—سهراته لوقت متأخر، أعذاره، القبلات اللي ما كانت تطول.
        وهي كانت تقول لنفسها قصص عشان تملي الفراغ.
        هو بس يتأقلم.
        هو يحاول بعد.
        بيحبني.
        والحين شافت هذي القصص على حقيقتها.
        كذب. كذب جميل، مليان أمل.
        خلت راسها يطيح على الكنبة وناظرت السقف كأنه ممكن يثبتها.
        حياتها انشطرت بالنص.
        زوجها ما هو صديقها.
        أختها عطتها لشخص ثاني زي قطعة شطرنج.
        وهي... هي قالت نعم وعيونها مليانة نجوم.
        لأنها ظنت إن لها قيمة.
        لأنها آمنت بأسطورة الصداقة، وأمان الألفة، وتفتح الحب ببطء.
        والحين؟
        الحين هي جالسة في أنقاض هذا الإيمان، تشرب خمر مو كويس في نص الليل، تتساءل كم بياخذ وقت عشان تبطل تحس إنها غبية.
        
         
        

        قصص ليزبيان قصيره

        قصص ليزبيان قصيره

        2025,

        رومانسية

        مجانا

        بنت دحيحة بتحب صاحبتها الانتيم ريفن، بس ريفن بتحب البنات وبتشوف سبرينج مجرد صاحبة. سبرينج بتعاني من حبها ده من طرف واحد، وبتفضل جنب ريفن رغم كل حاجة. الأحداث بتتطور وبيحصل موقف بيخلي ريفن تكدب على سبرينج في عيد ميلادها عشان تروح تسهر مع واحدة تانية، وده بيكشف قد إيه سبرينج متأذية من تصرفات ريفن رغم إنها بتحاول تبان قوية ومتقبلة.

        سبرينج

        بتحب صاحبتها الانتيم ريفن حب من طرف واحد، وده مسبب لها وجع بس بتحاول تتخطاه وتفضل جنب ريفن مهما حصل. هي مخلصة جداً وعايزة تحافظ على صداقتها بريفن حتى لو ده على حساب مشاعرها.

        ريفن

        بتعتبر سبرينج صاحبتها الانتيم ومهمة ليها، بس ما بتقدرش تفهم عمق مشاعر سبرينج ناحيتها، وده بيخليها تتصرف بطريقة تجرح سبرينج من غير ما تقصد.
        تم نسخ الرابط
        قصص ليزبيان قصيره

        سبرينج
        
        كنت بتفرج من بعيد على صاحبتي الانتيم اللي كانت بتبوس واحدة شقرا بتاعة تشجيع وشكلها وحش.
        
        تخيلوا قد إيه صعب إنك تحب صاحبتك اللي بتحب البنات، واللي بتتصاحب على بنات كتير غيرك؟ يعني إيه الغلط فيا؟ ليه ما تشوفنيش كبنت؟ هي شايفاني صاحبة وبس.
        
        إيه اللي عند البنات دول مش عندي؟ هو صدرهم الكبير؟ ولا مؤخرتهم المفتولة؟
        
        طيب، أنا بعترف. أنا مش حلوة زي البنات اللي بتتصاحب عليهم. أنا بسيطة وعملية. ممكن يعتبروني دحيحة شوية. يعني بصراحة مش صعب إن الواحد يعرف ليه أنا مش بلفت انتباهها.
        
        لما لاحظت إن في حد بيبصلها واكتشفت إنها أنا، بدأت تيجي ناحيتي ومعاها الشقرا لازقة فيها، حاضنين بعض.
        
        "إزيك يا سبرينج، لسه هنخرج بالليل؟" قالتها وهي بتبتسملي ابتسامة دافية.
        
        "آه يا ريفن. بس إياكي تتأخري. تيجي الساعة ٦:٣٠ بالظبط، مفهوم؟" قلتلها بنبرة حادة.
        
        "مفهوم يا أستاذة، مفهوم." ضحكت وسابتني هي والبت التانية وراحوا مكان تاني يكملوا بوس.
        
        لما بشوفها مع بنات تانية، مش بقدر أمنع قلبي إنه يوجعني.
        
        ريفن وأنا كنا صحاب انتيم من تالتة ابتدائي. زي أي قصة صحاب انتيم، هي أنقذتني من متنمر ومن هنا بدأت الحكاية. دلوقتي احنا في سنة عاشرة، ولسه صحاب وهي لسه بتحميني من المتنمرين بتوعي. زي ما قلت قبل كده، أنا دحيحة شوية فالمتنمرين دول حاجة مفروغ منها بالنسبة لي.
        
        جرس الإنذار رن وكسر شرودي، وهو بيشاور للطلبة إنهم يروحوا فصولهم.
        
        اليوم عدى بسرعة، وقبل ما أحس، كنت في آخر حصة ليا اللي هي حساب، عدوي اللدود.
        
        كان عندي الحصة دي مع ريفن عشان كده كنت مستنياها تيجي. لما دخلت الأوضة قعدت جنبي على طول وابتسمتلي.
        
        الحصة بدأت وأنا ما فهمتش أي حاجة، بجد بالنسبة لدحيحة زيي كنت ممكن تفتكر إني شاطرة في كل حاجة بس لما بتيجي سيرة الأرقام مخي بيقفل خالص. لحسن الحظ، ريفن كانت شاطرة في الحساب جدا عشان كده ماما طلبت منها تدرسلي بعد المدرسة كل يوم. وده اداني وقت أكتر أقضيه معاها.
        
        بعد مليار سنة، الجرس رن. لمينا حاجتنا وبدأنا نطلع على الباركينج.
        
        ريفن كان عندها موتوسيكل بتحبه جدا. ده بصراحة ماشي مع شكلها بتاع البنات الشقاوة، وده مزود جمالها أصلا.
        
        اديتني الخوذة الاحتياطية بتاعتها وأنا طلعت على الموتوسيكل بتاعها. بدأت تزود السرعة في طريقنا لبيتي. في أقل من عشرين دقيقة، وصلنا لبيتنا المتواضع.
        
        لما دخلنا البيت، العشا كان جاهز وكانوا مستنيينا نيجي. قعدنا وبدأنا نتعشى مع كلام لطيف عن اللي حصل معانا في اليوم. بعد العشا، ريفن وأنا قررنا نبدأ حصة المذاكرة فوق في أوضتي.
        
        قعدنا على الأرض، واستخدمنا ترابيزة القهوة الصغيرة اللي في أوضتي وطلعنا الحاجات اللي محتاجينها للمذاكرة.
        
        بدأت تشرح دروس الحساب ومع إني في الأول ما كنتش فاهمة ولا كلمة بتقولها لأني كنت مشغولة أبص عليها. هي كانت صبورة معايا وكملت تشرح لحد ما فهمت. لما بدأت أفهم القانون، ادتني مسألة أحلها لوحدي. كنت مركزة في الإجابة لما حسيت إن ريفن بتبصلي. بصيتلها وسألتها.
        
        "إيه المشكلة؟" سألتها، وأنا مكشرة وشي.
        
        "ولا حاجة، كنت باخد بتاري منك عشان كنت بتبصيلي من شوية." قالتها بنبرة بتغاظ.
        
        وشي احمر شوية وعملت نفسي مهتمة بالمسألة اللي بحلها.
        
        ضحكت وقبل ما أحس، كانت بتدغدغني في جنبي وخلتني أضحك من غير توقف. فضلت تدغدغني لحد ما كنت على وشك العياط من كتر الضحك. ترجيتها تبطل عشان من كتر الضحك كان نفسي بيتقطع بجد.
        
        لما أخيرا رحمتني وبطلت، وقتها بس أدركت إنها كانت فوقي، قاعدة على بطني وأنا كنت نايمة على الأرض خالص. وشها كان على بعد سنتيمترات مني وفجأة بطلنا نضحك وبصينا في عيون بعض.
        
        الموقف بدأ يبقى محرج ولما ريفن حاولت تقوم من فوقي، انتهزت الفرصة وشديت وشها ناحيتي وبستها. مخي كان فاضي وكل اللي كنت بفكر فيه إن ده الوقت المثالي إني أعترف بحبي ليها.
        
        لفترة كده، هي ما ردتش على بستي لكن لما ردت، كانت أحلى بوسة عمري ما جربتها، فراشات بدأت تملى بطني. لما البوسة خلصت فضلت مغمضة عيني ومبتسمة. يا دلوقتي يا ما فيش، قلت لنفسي.
        
        "ريفن، أنا بحبك." قلتها وأنا بفتح عيني عشان أشوف رد فعلها على اعترافي.
        
        "سـ سبرينج، مش عارفة أقول إيه بس أنا آسفة أنا بحبك بس مش بالطريقة اللي أنت عايزاني أحبك بيها. أنت عارفة إنك مش النوع اللي أنا بتصاحب عليه. أنا آسفة جدا من فضلك ما تخليش ده يأثر على صداقتنا، أنا لسه عايزة نبقى صحاب." قالتها وهي بتحضني حضن مريح ما ريحنيش خالص.
        
        
        
        
        
        
        
        
         سبرينج
        
        بعد ما ريفن رفضتني الجمعة اللي فاتت، عملت نفسي كويسة وقلتلها إن مفيش حاجة هتتغير بين صداقتنا.
        
        قولتلها تنسى اعترافي وخلاص ونكمل حياتنا، ولما سابت بيتي وقتها فضيت كل الوجع اللي جوايا. قعدت أعيط طول الويك إند وأنا بفكر في رفضها، واللي بيوجع أكتر إنها متوقعة إني أتعامل معاها زي الأول وأنا بحبها جداً، بس عشان أنا شهيدة وعايزة أبقى جنبها، وافقت على كده.
        
        صحيت يوم الإثنين الصبح وعيني وارمة وفيها هالات سودا من قلة النوم والاكتئاب الخفيف.
        
        خدت دُش عشان أبدأ اليوم، وكنت بتمنى إن ده يخفف من كآبتي.
        
        نزلت تحت عشان أفطر وشفت أهلي بيحضنوا بعض في المطبخ، كانوا غرقانين في مشاعر حب وده زود تعاستي. ليه في حياتي كلها مش ممكن أبقى مبسوطة زيهم؟ اتنهدت وسلمت عليهم وأكلت فطاري بسرعة.
        
        وأنا باكل الفطار، أدركت إني ماليش مواصلة أروح بيها المدرسة النهاردة. ريفن عادتها تيجي تاخدني بس هي بعتتلي رسالة يوم السبت إنها مش هتقدر تاخدني النهاردة بحجة ما، بس أنا عارفة إنها بتتهرب مني بسبب اعترافي يوم الجمعة اللي فات.
        
        الحمد لله أخويا كان لسه موجود فاترجيته يوصلني المدرسة.
        
        لما وصلت المدرسة كان فاضل خمستاشر دقيقة على بداية الحصص. أخويا كان عامل زي الأطفال ولازم يقف عشان آيس كريم وده خلاني أتأخر تقريبا.
        
        جريت على أول حصة ليا اللي هي إنجليزي، واللي هي كمان مع ريفن. شفتها قاعدة جنب الشقرا أمورة اللي كانت معاها الجمعة اللي فاتت. كشرت شوية، هي اللي قالت إنها عايزة تفضل صحاب معايا ودلوقتي بتتجاهلني؟
        
        قعدت بسرعة في مكاننا المعتاد وتجاهلت حقيقة إن ريفن مش معبراني. الحصة بدأت وأنا سرحت وأنا بفكر في ريفن وجمالها.
        
        أوووف... أنا بائسة قوي...
        
        وقت الغدا جه ورحت الكافتيريا أشتري أكل. ريفن وأنا عادتنا بناكل سوا وقت الغدا بره المدرسة جنب الشجرة، بس شكله كده هاكل لوحدي النهاردة. اشتريت ساندويتش ومشروب من الست بتاعة الأكل وطلعت بره.
        
        قعدت تحت ضل الشجرة وأكلت غدايا وأنا بفكر في الخطوة الجاية. ريفن ملخبطاني جداً. قالت إنها عايزة نكمل صحاب ودلوقتي بتتجنبني كأني مرض معدي.
        
        الجرس رن إشارة لانتهاء فترة الغدا. رميت الساندويتش اللي ما اكلتش منه غير حاجات بسيطة لأني كنت مشتتة جدا عشان آكل.
        
        رحت لأول حصة ليا بعد الظهر عشان أخلص اليوم وأخلص. العصر عدى بسرعة وماتعلمتش أي حاجة في المدرسة النهاردة لأني كنت بفكر هل أروح أكلم ريفن وأتكلم معاها عن اللي حصل.
        
        قررت أطلع من الباركينج وأستناها عند الموتوسيكل بتاعها.
        
        بعد كام دقيقة انتظار وصلت ومعاها نفس البنت اللي كانت معاها من شوية. لما لاحظتني واقفة جنب الموتوسيكل بتاعها بدت مترددة تقرب مني، بس هتعمل إيه يعني، هتستنى لحد ما أمشي؟
        
        "إزيك يا ريفن، ممكن أتكلم معاكي لحظة من فضلك؟"
        
        "سـ سبرينج أهلاً، أكيد نتكلم..."
        
        همست حاجة للبنت اللي جنبها والبنت باستها على شفايفها، بعد دقيقة البوسة خلصت والبنت بصتلي ودورت عينها وراحت.
        
        "إيه يا سبرينج، هنتكلم في إيه؟" سألتها بحرج.
        
        "بجد؟ بتسأليني كده؟ يلا بينا نروح بيتك ونتكلم هناك." قلت بنبرة باردة.
        
        "أحم.. ما اعتقدش إن دي فكرة كويسة..."
        
        "ليه؟ أهلك في البيت النهاردة؟" سألت بإصرار.
        
        "طبعا لأ، عمرهم ما بيكونوا في البيت بس أنا-" قبل ما تكمل جملتها قاطعتها.
        
        "طيب مستنيين إيه؟ يلا بينا." قلتها وأنا بطلع على الموتوسيكل بتاعها.
        
        هي بس اتنهدت ومشت ورا طلبي وهي مش راضية. ركبت الموتوسيكل بتاعها وسافرت على بيتها.
        
        بجد كنت ممتنة إنها بتسوق الموتوسيكل بتاعها بسرعة، ده بيديني حجة إني أحاوط وسطها بإحكام وأبقى قريبة منها.
        
        لما وصلنا بيتها نزلت من الموتوسيكل بتاعها ومشيت لباب بيتهم الأمامي، لما فتحت الباب بمفاتيحها، دخلت لوحدي وعملت نفسي في بيتي. ما كانش يهمني إذا كنت وقحة، بس إحنا بجد لازم نتكلم ومش هنوصل لحاجة لو فضلت خجولة وخجولة.
        
        قعدت على الكنبة في أوضة المعيشة بينما ريفن كانت في المطبخ بتسألني إذا كنت عايزة أي مشروبات. رفضت وقولتلها إني عايزة أدخل في الموضوع على طول. هي قعدت بعيد عني وفضلت ساكتة.
        
        غيرت وضع قعدتي بحيث بقيت وشي ليها وبدأت أتكلم.
        
        "إيه اللي حصل في "لسه عايزة أكون صحاب معاكي"؟" سألتها ببرود.
        
        "والله أنا عايزة نكمل صداقتنا." قالت ريفن وهي بتتجنب عيني.
        
        "أه بجد؟ طب اشرحيلي ليه اتجنبتيني في المدرسة كإني عندي مرض خطير معدي." قلت وأنا لسه بوشي ليها.
        
        "والله ما اعرفش، أنت صدمتيني جدا باعترافك المفاجئ، ولما رفضتك الجمعة اللي فاتت كان وشك حزين جدا وحسيت إني مذنبة قوي." قالت وهي بتوطي راسها.
        
        "أنا مش محتاجة شفقتك يا ريفن. أنا قلتلك إن الموضوع عادي وانسى اللي قلته." قلت بعصبية.
        
        "مش شفقة يا سبرينج، أنا فعلا قلتلك إني بحبك كصاحبة انتيم، وكمية صاحبتك الانتيم مش بحب أشوفك متأذية، واللي بيخليني أكره نفسي أكتر إني أنا سبب وجعك." قالت وهي أخيرا بصتلي.
        
        "ريفن ما ينفعش تلومي نفسك، ده أكيد مش غلطتك إنك ما بتحبينيش زي ما بحبك. أنا ممكن أكون بتوجع دلوقتي بس في الآخر هتخطى. أنا مش عايزة أخسرك، أنت صاحبتي الانتيم وأنا كويسة بس إني أبقى جنبك." قلتلها وأنا مديت إيدي ليها وحضنتها.
        
        "أنا آسفة جدا إني تجنبتك في المدرسة، وأوعدك مش هعملها تاني." قالت وهي باستني على جبيني.
        
        اتكلمنا أكتر وطول الليل قعدنا نتكلم عن حياتنا وخططنا المستقبلية.
        
        بعد حديثنا من القلب للقلب، حياة المدرسة الثانوية عدت بسلاسة بين صداقتنا. ومع ذلك، بالنسبة ليا لسه فيه وجع ثابت في صدري بيشير لحبي ليها اللي مالهوش نهاية ومش متبادل، لكن برضه فيه السعادة اللي بتحس بيها لما تكون جنب اللي بتحبه وده يستاهل الوجع.
        
        
        
        
        
        
        سبرينج
        
        الصداقة بيني وبين ريفن كملت لحد الجامعة، ودلوقتي إحنا سكنة في نفس الأوضة. بندرس في نفس الجامعة بس كل واحدة في كلية مختلفة. هي بتدرس محاسبة عشان تحضر لـ "حقوق"، وأنا بدرس صيدلة عشان أحضر لـ "طب".
        
        شخصية ريفن "اللعوب/الشقية" فضلت معاها لحد الجامعة، وحبي ليها من طرف واحد، صدق أو لا تصدق، لسه ما اختفاش بس أكيد مش زي الأول.
        
        أنا مثيرة للشفقة، صح؟ طب ما أنا حاولت ولسه بحاول أطفي مشاعري ناحيتها. ساعات بخرج مع بنات تانية وهما بيخلوني أنسى ريفن شوية، بس أنت عارف "أول حب ما بيموتش".
        
        
        
        
        
         ريفن
        
        أنا محظوظة جداً إن عندي صاحبة انتيم متفهمة زي سبرينج. لما اعترفتلي واحنا في سنة عاشرة، كنت خايفة بجد إن رفضي يغير ويبوظ صداقتنا، بس إحنا أهو دلوقتي سكنة في نفس الأوضة وبندرس في جامعة أحلامنا.
        
        أنا وسبرينج كنا بنجهز لدروسنا الصبح، وإحنا الاتنين كنا واقفين قدام المراية بنحط اللمسات الأخيرة لما هي فجأة اتكلمت.
        
        "إزيك يا ريفن، فاضية يوم السبت ده؟" سألتها وهي وقفت تمشيط شعرها للحظة.
        
        "آه أعتقد كده، ليه؟" رديت وأنا بلبس الجاكت الجلد الأسود بتاعي.
        
        "طب أنا هعمل حفلة يوم السبت ده، وبتمنى إنك تيجي."
        
        "ليه تسألي أصلا؟ أكيد هاجي، هكون أي نوع من الصاحبات الانتيم لو ما حضرتش حفلتك." قلتلها بحماس.
        
        "بما إن يوم الجمعة ده إجازتي، أنا رايحة البيت أعمل ترتيبات الحفلة. فممكن تيجي بيتي يوم السبت، الساعة خمسة بالليل. ما تتأخريش." قالتها وهي خرجت من أوضتنا عشان حصتها الأولى.
         
         
         
         
         
         
         
         
          ريفن
        
        كان يوم الجمعة الصبح، وأول حصة ليا بتبدأ الساعة ١١. مش لاقية سبرينج في أي حتة، فـ أعتقد إنها مشيت خلاص وراحت البيت.
        
        بما إني صحيت بدري النهاردة ولسه قدامي ساعتين على ما حصتي تبدأ، قررت أروح كافيه قريب وأفطر هناك.
        
        لما الويتر الجميلة جابتلي طلبي، غمستلها بعيني فـ هي وشها احمر ومشيت بسرعة.
        
        وأنا في نص فطاري، باب الكافيه اتفتح ودخلت واحدة ست مزة. شافتني ببص عليها بوضوح. الست ابتسمت وبدأت تيجي ناحيتي.
        
        "إزيك، أنا شيلا، ممكن أقعد هنا معاكي؟" قالتها وهي بتعض شفايفها بدلع.
        
        "مش هتفرق. يشرفني أقعد هنا مع ست جميلة جداً، وبالمناسبة أنا ريفن." رديت عليها بنبرة غزل.
        
        "طيب يا ريفن، أنا مش هلف وادور كتير، لما دخلت الكافيه ده عرفت إني عايزة أكون معاكي، عشان كده عايزة نتقابل؟"
        
        "واو أنتِ صريحة جداً بس مين أنا عشان أرفض عرضك السخي؟" قلت بابتسامة عريضة.
        
        "عظيم، ده رقمي وهبعتلك التفاصيل بعدين." قالتها قبل ما تمشي وتخرج من الكافيه.
        
        الوقت عدى بسرعة وجه وقت أول حصة ليا. دفعت الحساب وروحت المدرسة.
        
        الحصص كانت مملة كالعادة، بس الوقت عدى، وقبل ما أحس، الأستاذ سرحنا بدري. رميت حاجتي في شنطتي وطلعت بره.
        
        وأنا ماشية في الممرات، فجأة وصلتني رسالة.
        # 917 04321 123
        
        "أهلاً أنا شيلا. نتقابل بكرة بالليل الساعة ٥:٣٠ في الكافيه وبعدين نروح بيتي عشان نعمل اللي عايزينه. ماشي؟ ما تتأخريش! 💋😏❤️"
        # أنا
        
        "هكون هناك." رديت على رسالتها.
        ضحكت لنفسي في صمت وفكرت؛ شكلي هسهر سهرة حلوة يوم السبت بالليل.
        
        موبايلي عمل صوت تاني، وعلى طول افترضت إنها من شيلا، بس طلعت رسالة جماعية.
        # 696 2468 010
        
        "إيه يا ولاد الـ***، عامل حفلة في البار النهاردة، اللي عايز يجي يتفضل."
        ما عرفتش مين اللي بعت الرسالة دي بس أنا أكيد رايحة. محتاجة شوية كحول النهاردة. روحت أوضتي بسرعة وغيرت هدومي لهدوم سهر.
        
        روحت النادي، وأول ما دخلت، احتفلت على كيف كيفي.
        
        
        
        
        
        
        اليوم التالي:
        
        آه يا دماغي... راسي وجعاني جداً من صداع رهيب. صحيت الصبح أو المفروض أقول العصر، والشمس كانت ضاربة في الشباك وده خلى دماغي توجعني أكتر ما هي بتوجعني.
        
        غصبت نفسي أقوم من السرير وروحت الحمام أخد دُش، يمكن يخفف الوجع ده.
        
        بعد الدش اللي ما فادش بحاجة، عملت لنفسي غدا عشان بطني اللي كانت بتصوصو.
        
        بعد ما أكلت فضلت مريحة في الأوضة، شغلت التلفزيون واتفرجت على مسلسل كوميدي كان شغال.
        
        كنت بضحك من قلبي لما موبايلي رن، رديت عليه من غير ما أبص على اسم المتصل.
        
        "إزيك يا ريفن، أنا سبرينج. كنت بتصل عشان أفكرك بالحفلة. هتبدأ الساعة خمسة ومن فضلك البسي حاجة محترمة ورسمية."
        
        يا خرة! نسيت حفلة سبرينج. ده النهاردة وأنا عملت خطط بالفعل مع شيلا. ضميري كان بيقولي حاجة بس غريزة اللعب بتاعتي كانت بتقول حاجة تانية. ده قرار صعب جداً أخده. هختار إيه؟ حفلة صاحبتي الانتيم ولا فرصة لإني أعمل أحلى حاجة مع أحلى بنت قابلتها.
        
        "أنا آسفة جداً يا سبرينج، مش هقدر أجي الحفلة." عملت نفسي صوتي ضعيف وأنا بتكلم.
        
        "ليه؟ إيه اللي حصل؟ إيه المشكلة؟ أنتِ كويسة؟" فضلت تسألني أسئلة كتير بصوت قلقان.
        
        عملت نفسي بكح ورديت:
        
        "عندي سخونية عالية ودماغي وجعاني جداً." قلتها وأنا بكبر في الكذب.
        
        "طيب عايزاني أجيلك؟ فيه حد بيعتني بيكي هناك؟" قالت بقلق.
        
        "لأ، أنا هبقى كويسة بشوية راحة وممكن أعتني بنفسي. ما تقلقيش أوي. بصي، لازم أروح آخد دوايا." قلتها وأنا بتمنى إن كلامنا يخلص عشان ما أكدبش أكتر.
        
        "تمام، سلام. خفي بسرعة..." قالتها قبل ما تقفل السكة.
        
        إيه اللي عملته في نفسي ده؟ كدبت على صاحبتي الانتيم بس عشان أعمل حاجة مع بنت مزة. حد المفروض يضربني بالنار دلوقتي.
        
        كنت غرقانة في التفكير في اللي عملته لما لاحظت إن الساعة بقت ٥:٠٠. فكرت إذا كنت أروح ولا لأ بس قررت ما أضيعش الكدبة بتاعتي وأكمل.
        
        لبست وجهزت، وبعد شوية صغيرة كنت ماشية في الشارع ناحية مكان مقابلتي أنا وشيلا.
        
        لمحت شيلا مستنية جنب الشباك في واحد من كبائن الكافيه. خبطت على الشباك وشاورتلها، هي ابتسمتلي ابتسامتها المثيرة وطلعت بره.
        
        مسكت في دراعاتي، بين صدرها الكبير، وبدأنا نمشي لبيتها.
        
        (تحذير: محتوى جنسي بسيط!!!!)
        
        عرفت إنها مش صبورة، لأن واحنا ماشيين مسكت إيدي وحطتهم تحت فستانها القصير. اتأوهت بصوت خفيف لما حسيت إنها مش لابسة أي حاجة تحت، وبعد شوية حسيت بـ ... رطوبتها.
        
        قررت أجاريلها في شقاوتها ودخلت صباع جوه، اتأوهت بصوت عالي. الحمد لله الشارع اللي كنا فيه كان فاضي عشان كده محدش سمع آهايتها.
        
        قررنا نوقف لعبتنا الشقية بره عشان نوصل أسرع لبيتها وننقل على الطبق الرئيسي على طول، لو فهمت قصدي؟ *_^
        ++++++++انتهاء المحتوى الجنسي++++++++
        
        صحيت في أوضة نوم مش مألوفة بس على طول افتكرت الليلة السخنة اللي قضيتها مع شيلا. حاولت أدور عليها بس كل اللي لقيته ورقة بتقول إنها لازم تروح حصصها الصبح وبتشكرني على الليلة الرائعة.
        
        قررت أسيب مكان شيلا وقفلته وأنا خارجة.
        
        روحت البيت للسكنات وأنا مبسوطة، بس اللي لقيته جوه الأوضة مسح كل السعادة اللي حسيت بيها.
        
        كانت سبرينج واقفة في نص الأوضة وشكلها بيولع من الغضب.
        
        "إيه اللي عملتيه ده يا ريفن؟! أنا روحت بدري من الحفلة لأني كنت قلقانة إنك مش هتقدري تعتني بنفسك بسبب "سخونيتك العالية ووجع دماغك"، عشان أعرف بس إنك كنت بتكدبي. سألت الطلبة اللي جنبنا وقالي إن شكلك كان كويس بالليل إمبارح وحتى شافوكي مع واحدة شقرا لازقة فيكي. مش مصدقة إنك كدبتي في وشي كده، وعشان تعملي حاجة مع واحدة مش محترمة، فوتِ حفلة عيد ميلادي." قالت بصوت غضبان وزعلان جداً.
        
        "بصي، أنا آسفة بجد ماشي؟ أنا ندمانة جداً إني كدبت عليكي، بس كنت أعمل إيه؟ أقولك أنا آسفة مش هقدر أجي حفلتك السخيفة لأني مخططة أعمل حاجة النهاردة بالليل؟ وبعدين، إيه المشكلة الكبيرة؟ ممكن تعملي حفلة تانية بعدين وأنا أوعدك إني هكون هناك ماشي؟" قلتها وأنا بحاول أهديها.
        
        "لأ، مش ماشي. دي ما كانتش حفلة عادية، الحفلة اللي أنتِ لسه قايلاها سخيفة دي كانت حفلة عيد ميلادي الـ ١٨!!" سبرينج صرخت وخرجت من الأوضة.
        
        
        
        

        رواية اتركني من فضلك - علاقات حب إجبارية

        اتركني من فضلك

        2025,

        مافيا

        مجانا

        بنت زعيم مافيا بتتغصب تتجوز سيلاس كريمسون، وريث مافيا تانية، عشان تحالف. كاثرين بترفض الموضوع ده بشدة، وبتلاقي نفسها محبوسة في بيت سيلاس، اللي هو وعيلته باردين ومبيتحملوش. وسط التوتر ده، كاثرين بتحاول تحمي نفسها وتكتشف طريقها في عالم جديد هي مجبرة عليه، وبتواجه صعوبات كتير من عيلة جوزها المستقبلي.

        كاثرين

        بنت زعيم مافيا قوية وعنيدة، مش بتقبل إنها تتجوز سيلاس بالإجبار. عندها جروح وعلامات من معاملة أبوها القاسية، وبتكره الضعف. شخصيتها حادة وسريعة الغضب، ودايماً مستعدة للدفاع عن نفسها.

        سيلاس

        وريث مافيا "ملوك كريمسون". شخصيته غامضة وهادية، ومبيبانش عليه أي مشاعر. طويل وعضلات، وباين عليه البرود. هو كمان مش مبسوط بالجوازة دي زي كاثرين.

        بارون

        بيعامل بنته بعنف ومبيهتمش بمشاعرها. بيستخدمها لتحقيق أهدافه ومصلحة المافيا بتاعته.

        ماريا

        بتشتغل في بيت سيلاس، ودورها إنها تهتم بالبيت وتساعد كاثرين. شخصية هادية ومبتسمة.
        تم نسخ الرابط
        اتركني من فضلك

        كاثرين:
        
        "مش هتجوزه!"
        
        أبويا قام من على ترابيزة السفرة، زي ما أنا قمت بالظبط ثواني بعد ما طلب مني أتجوز راجل عمري ما قابلته.
        
        طبعًا كنت عارفة هو مين. الكل كان عارف. سيلاس كريمسون، وريث مافيا "ملوك كريمسون".
        
        "متعليش صوتك عليا يا كاثرين!" زعق فيا وشوفت أمي اتنفضت من جنبه. "هتعملي اللي أقولك عليه!"
        
        "مش هتجوز حد. مش فارقلي إذا كان عشان تحالف، عشان إحنا الاتنين عارفين إننا مش محتاجينه!" رديت عليه بعصبية. المافيا بتاعتنا كانت من أكتر المافيات اللي بيتخاف منها، إن ماكنتش هي الأكتر. مفيش حد كان يجرؤ يقربلنا، فليه أتجوز راجل مش هيقدر يدينا أي حاجة.
        
        قبل ما أتكلم تاني، أبويا اداني قلم على وشي. شهقت وحطيت إيدي على خدي. بقي ساكتة وقعدت في صمت.
        
        لا أمي ولا أخويا عملوا أو قالوا أي حاجة. ومكنتش متوقعة منهم يعملوا، لأنهم عمرهم ما عملوا.
        
        "أنا أبوكي ولازم توريني الاحترام!" طلب وقعد تاني.
        
        خدي كان بيوجعني وعرفت إنه هيسيب علامة. علامة هضطر أخفيها بعدين.
        
        "بس يا بابا، لو بس تقولي ليه،" حاولت وهو قطع كلامي تاني لما مسك شوكة ورماها في اتجاهي. فاتني ببضع سنتيمترات بس.
        
        أمي كانت بتبص في طبقها بلامبالاة، مش عايزة تبين لأبويا أي رد فعل.
        
        "متسألنيش يا كاثرين. هتسافري بكرة." قالها أخيرًا.
        
        كنت عايزة أرمي أي حاجة، أي حاجة. عليه وعلى أمي اللي حتى محاولتش توقف اللي بيحصل ده.
        
        قبل ما أعمل حاجة أندم عليها، قمت وسيبت الأوضة من غير ما أقول كلمة تانية. مفيش حاجة أقولها للراجل اللي بسميه بابا. بيبيعني لراجل تاني من غير ما أعرف، ودلوقتي بيقولي لازم أسافر بكرة!
        
        لما دخلت أوضتي، كل اللي كنت عايزاه هو إني أنام، بس كنت عارفة إني لما أصحى هضطر أسافر. معرفش أي حاجة عن الراجل ده اللي قريب هيبقى جوزي. على الأقل مش الحاجات المهمة.
        
        وكنت بحلم بس إني أتجوز جوازة سعيدة. ده مش منتشر أوي في المافيا. هنا الرجالة بيختاروا ست تعجبهم. كتير منهم حتى مبتتجوزش. بيستخدموا الستات بتوعهم للمتعة بس.
        
        قعدت على سريري وعملت بحث عن اسمه على الإنترنت. "سيلاس كريمسون." مفيش أي حاجة ظهرت. هو راجل غامض ومع ذلك الكل عارفه.
        
        بعد كام دقيقة سمعت خبط على باب أوضتي. "كاثرين؟" كانت أمي. مرديتش، بس هي دخلت أوضتي كده كده.
        
        "إزيك؟" سألت وهي بتقفل الباب وراها. "أه يا ماما أنا زي الفل. مبسوطة أوي إنك جوزتيني من غير ما أعرف." قلتها بسخرية.
        
        اتنهدت وقعدت على السرير جنبي. "يا كات يا حبيبتي، مكنتش أعرف– بجد. بس مفيش حاجة أقدر أعملها." اتكلمت بذنب في صوتها. عرفت إنها قصدت كلامها، بس كلماتها مكانش ليها أي معنى عندي.
        
        "أنتي عارفة أبوكي عامل إزاي. كل أفكاره المجنونة عن إيه اللي كويس ليكي." حاولت تدافع عنه.
        
        ضحكت ضحكة سخيفة. "إيه اللي كويس ليا؟ عمره ما اهتم إيه اللي كويس ليا. فمتحاوليش للحظة إنك تقنعيني إنه بيعمل كده علشاني، عشان إحنا الاتنين عارفين إن ده مش صح."
        
        حواجبها نزلت. هي كمان كانت عارفة. هو عمره ما بيفكر في حد غير نفسه.
        
        "أنا صغيرة أوي على الجواز." قلتلها بعد دقيقة طويلة من الصمت. "أنا كنت في سنك لما اتجوزت أبوكي." هي دايماً كانت بتحاول تخليني أشوف الإيجابيات في الحاجات، بس في الحالة دي مفيش أي إيجابيات.
        
        "طب أنا مش عايزة جوازة زي جوازة حضرتك وبابا." مفيش أي حب في قلبه. هي بقى على الناحية التانية بتبين حب كتير.
        
        "معرفش أي حاجة عنه." بصت في عينيها وسرحت خصلة شعر ورا ودني. بعدت عن لمستها ووشها بان عليه الزعل على طول.
        
        "هو مش أكبر منك بكتير على الأقل." قالتلي كإن ده هيخلي الوضع أحسن بكتير. "واحد وعشرين بس." سنتين فرق.
        
        "ممكن تسيبيني لوحدي دلوقتي؟" سألت وقمت. هزت راسها ومشيت ناحية الباب. "لازم تبدأي تجهزي حاجتك قريب." اقترحت وسابتني لوحدي.
        
        دخلت الحمام المتوصل بأوضة نومي وبصيت لنفسي في المراية. هيندم إنه اتجوزني أصلاً. هبقى أسوأ زوجة عرفها في حياته، لدرجة إنه هيترجى بابا ياخدني تاني.
        
        لما طلعت لأوضة نومي تاني، شوفت فستان أسود طويل محطوط على سريري. دمي بدأ يغلي وحسيت إني عايزة أزعق.
        
        مديت إيدي تحت المخدة ومسكت السكينة اللي هناك ورميتها بغضب بكل قوتي على الحيطة.
        
        
        
        
        
        
        تاني يوم
        لو مكنتش متعصبة بما فيه الكفاية من أبويا، فدلوقتي بقيت أكتر. أكيد أنا فاهمة إنه عايزني ألبس فستان، بس ده؟ بالعافية ممكن تسميه فستان! الجزء اللي فوق كان شفاف تقريبًا بالكامل والچيب كانت مفتوحة من الجنبين. رجليا الاتنين كانوا باينين بالكامل.
        
        كان لازم أحط ميك أب على كذا حتة في جسمي عشان أخبي الجروح والعلامات اللي أبويا عملها. كنت مكسوفة إني مقدرتش أحمي نفسي منه.
        
        كنت واقفة قدام المرايا متوترة وأمي دخلت الأوضة. مابتخبطش المرة دي. شهقت لما شافتني.
        
        "شكلك جميل." ابتسمت. أنا بصتلها بصة غضبانة. "أنتي اللي اخترتي الفستان ده؟" قلتلها بعصبية.
        
        هزت راسها. "أبوكي اللي اختاره." طبعًا هو. شكلي زي الـ... هو ده اللي هو عايزه غالبًا.
        
        "لازم أغير." قلت وكنت لسه هقلع الفستان. "لأ، لأ مفيش وقت للكلام ده. إحنا ماشيين دلوقتي." مشيت ناحيتي وسرحت إيدها في شعري الأسود المموج شوية.
        
        "يلا بسرعة عشان تلحقي تسلمي على أخوكي." اتنهدت ومشيت وراها لتحت.
        
        أبويا كان واقف جنب الباب مستني. أخويا جري في حضني وأنا بنزل آخر درجة.
        
        "خلي بالك يا كاثرين." همس وهو بيحضني. هو أصغر مني ومع ذلك هو أطول مني بكتير.
        
        "دايمًا." همستله. "يلا يا كاثرين." أبويا نادى من عند الباب.
        
        سيبت أخويا ومشيت ورا أمي وأبويا. قلبي بدأ يدق في صدري. حسيت إني هرجع. أنا مش عايزة ده.
        
        إيه اللي هيحصل لو جريت. نزلت من العربية دلوقتي وجريت عشان أنقذ حياتي. بدأت حياة جديدة في بلد تانية. غيرت هويتي واستخبيت.
        
        أنا بضحك على مين. هو دايمًا هيلاقيني. رجاله منتشرين في كل حتة في العالم. مفيش فرصة ليا ضدهم، ولا ضده.
        
        هو عارفني. عارف نقط ضعفي وقوتي. على مدار سنين طفولتي، هو دايمًا كان بيحرص على إنه يكون موجود لما أنا وأخويا نتدرب. عمل كده عشان يعرفنا. عشان يعرف بالظبط إيه اللي نقدر نعمله وإيه اللي منقدرش.
        
        كان عشان يستخدمه ضدنا. عشان لما منتصرفش كويس يقدر يعرف إزاي يعاقبنا. إزاي وفين يضرب.
        
        العربية وقفت قدام مبنى ضخم. مش بيت، بس غالبًا مكان الاجتماع.
        
        نزلنا كلنا من العربية وأبويا جرني من دراعي، كاد يخليني أتعثر بسبب كعبي العالي.
        
        "اتصرفي كويس. لو متصرفتيش كويس، مش هفكر مرتين قبل ما أضرب رصاصة في رجلك." تاني نسي يضيف كلمة تاني...
        
        مسكته لدراعي كانت قوية أوي لدرجة إني صرخت من الوجع. سابني و شوفت بقعة حمرا ظهرت على دراعي.
        
        حاولت أخبي دراعي ورا ضهري وأنا ماشية جوه المبنى ورا أهلي.
        
        دخلنا جوه اللي كان شبه قاعة رقص، بس كانت فاضية. أكيد إحنا اللي وصلنا الأول.
        
        نبضات قلبي كانت سريعة وكنت بحاول أخلي نفسي أتنفس طبيعي.
        
        أنا مش عايزة ده - أنا مش عايزة ده - أنا مش عايزة ده
        
        عمري ما صدقت في أي نوع من الإله قبل كده، بس لو ده اللي هيوقف الموضوع ده، هعملها بكل سرور.
        
        أنا أؤمن - أنا أؤمن - أنا أؤمن
        
        أنقذني - أنقذني - أنقذني
        
        دعيت من جوايا لأي منقذ من ده. بس ده مفيش فايدة.
        
        الأبواب اللي في الناحية التانية من الأوضة مننا اتفتحت وخرج منها راجلين.
        
        مكنتش عايزة أخمن مين مين قبل ما يقدموا نفسهم. صدري كان بيرتفع وينخفض بسرعة أوي. كإني لسه جاية من ماراثون.
        
        "ريتشارد كريمسون." عرف الراجل الأكبر منهم نفسه وهما وقفوا قدامنا.
        
        "بارون لوبيز، ده شرف ليا." أبويا قال. "دي بنتي كاثرين." لما نطق اسمي أخيرًا قدرت أرفع راسي بالكامل.
        
        بلعت ريقي بصعوبة وريتشارد بصلي من فوق لتحت ببطء. ببطء شديد، وده كان مخليني مش مرتاحة. أعتقد إن ده بان عليا. عينيه وقفت على صدري قبل ما ترجع لأبويا.
        
        "سيلاس كريمسون." اتكلم أخيرًا. صوته عميق و أجش. بصتله. أيوة بصتله لفوق. لأنه كان طويل أوي. شعره البني الغامق كان ناعم وخصلات صغيرة كانت نازلة على وشه. تقابلت عينايا بعينيه. عينيه العسلي كانت لازقة في عيني.
        
        أبويا كان بيتكلم مع أبوه، بس أنا مكنش فارقلي أسمع.
        
        فضلت بصاله مش عايزة أبين ضعف إني أبص بعيد. وشه كان خالي تمامًا من أي تعبيرات. مفيش أي عاطفة باينة. كان بارد زي التلج زي ما الكل بيقول. على الأقل من شكله.
        
        الموقف كله كان شديد أوي، وقبل ما أعرف، كنت بطلع بره قاعة الرقص. بس مش في الاتجاه اللي جيت منه.
        
        قلبي وجعني لما بصيت ورايا وشوفت أمي وأبويا بيسيبوني كده بالظبط. أبويا، أكيد كنت أتوقع منه كده. بس أمي. كنت على الأقل هفكر إني هحصل على آخر حضن منها.
        
        
        
        
        
        
        سوقنا لحد بيته في صمت مطبق. مكنتش قادرة أفكر في قد إيه الموقف كان محرج، بس كل اللي كنت بفكر فيه هو قد إيه أنا مش عايزة ده يحصل.
        
        لما دخلنا بيته، قابلتني ست كبيرة في السن. "هو" وريتشارد كل واحد مشي في اتجاه مختلف.
        
        "أهلاً بيكي، أنا هوصلك لأوضتك." قالت بابتسامة. حاولت تاخد شنطتي، بس أنا صممت إني أشيلها بنفسي.
        
        بيتهم كان كبير. السلم بقى كان ضخم. كان فيه سلمتين. واحدة بتوصل للناحية اليمين من البيت وواحدة للشمال. أنا اتجهت للجهة الشمال، ولاحظت "هو" كان رايح للجهة اليمين.
        
        أوضتي كمان كانت كبيرة، بس كان ناقصها كتير من الديكورات.
        
        آه أنا خلاص مابتش طايقة المكان هنا.
        
        "دي أوضتك وده حمامك، ودي دولابك." قالت وهي بتشاور على الأبواب المختلفة.
        
        هزيت راسي وسألت سؤال. "ممكن أسأل، حضرتك مين؟" سألت لأني كنت عايزة أعرف إذا كانت والدته.
        
        "آه طبعًا، اسمي ماريا. أنا بشتغل هنا بس." شرحت. ده كان منطقي لأنها مكنتش شبه سيـ... شبهه خالص.
        
        "آه، ولو احتجتي أي حاجة ممكن تسألي سيلاس." اتضايقت من اسمه. كرهته أسرع مما كنت أتخيل.
        
        و أيوة—لأ، أنا مش هسأله أي حاجة. في الحقيقة، هحاول أبقى بعيدة عنه على قد ما أقدر.
        
        بس هزيت راسي ليها وهي سابتني لوحدي في "أوضتي" المزعومة.
        
        غيرت هدومي. لبست جينز وبلوزة مغطية معظم جسمي. مكنتش عايزة ألبس الفستان ده أكتر من اللازم.
        
        بعد ثواني بس من ما لبست البلوزة على راسي، سمعت خبط على باب أوضتي. "العشا جاهز." صوت راجل عميق قال من الناحية التانية من الباب. مكنتش قادرة أحدد مين ده بالظبط. إذا كان "هو" ولا لأ.
        
        استنيت كام ثانية على أمل إن الشخص يكون مشي. وفعلاً مشي. نزلت السلم الطويل ولقيت أوضة السفرة.
        
        ريتشارد كان قاعد على رأس الترابيزة ومعاه ست على جنب و"هو" على الجنب التاني. الست لفت ناحيتي وقامت من كرسيها بابتسامة لطيفة على وشها.
        
        "أهلاً يا حبيبتي، من فضلك اتفضلي اقعدي." قالت وسحبت الكرسي اللي جنبها ليا. أنا مابتسمتش في المقابل، بس قعدت جنبها.
        
        كان فيه أكل بالفعل على أطباقنا والكل بدأ ياكل. ترددت في التفكير في إنهم ممكن يسمموني. بس بعدين من ناحية تانية، لو عملوا كده على الأقل مش هضطر أبقى هنا، فأكلت.
        
        "قوليلي، إيه اسمك؟" سألت بنبرة هادية. كنت بخمن إنها الأم بما إنها بتاكل معانا، بس اللي خلاني أتردد هو سنها. كانت باينة صغيرة أوي إنها تكون أم لواحد عنده واحد وعشرين سنة.
        
        "كاثرين." "هو" رد قبل ما أقدر. بصيت ببطء. نظراته كانت موجهة ليا تاني. عينيه بتفتش في وشي عن إجابات. أنا مدتهوش أي إجابات.
        
        "اسم جميل يا كاثرين. أنا أليس، والدة سيلاس." يبقى هي والدته. كنت قادرة أشوف التشابه بينهم، بالرغم من إنها كانت باينة أصغر بكتير من إنها تكون والدته.
        
        هزيت راسي شوية مش عارفة أقول إيه. "إيه رأيك في ابني؟" ريتشارد سأل وهو بياخد رشفة من كاس النبيذ بتاعه. أنا كمان كان اتصبلي كاس نبيذ. يا ترى يعرفوا إني مش كبيرة بما فيه الكفاية إني أشرب قانونياً، بس مين يهتم.
        
        "إيه رأيي في ابنك؟" سألت وأنا بكرر سؤاله. هز راسه. "أعتقد إني معرفش ابنك." قلت بنبرة حادة. مكنتش بحاول أكون وقحة، بس أعتقد إنها طلعت كده.
        
        ريتشارد بصلي بتعبير مش سعيد. "هو ده أسلوبك في الكلام مع حماكي؟" سأل وده ولع فيا نار. عرفت إني هرد عليه تاني.
        
        "لأ، لأني مفيش حاجة اسمها حمايا. وحضرتك بالتأكيد مش ده." حطيت الشوكة بتاعتي وبصيت لريتشارد في عينيه مباشرة وأنا بتكلم.
        
        خبط قبضة إيده على الترابيزة وخلى طبق واحد على الأقل يتكسر حتت على الأرض. "طلّعوها من وشي!" زعق في حد معين.
        
        يا ترى بيفكرني بمين...
        
        اديته ابتسامة مزيفة. "هعمل كده بكل سرور عشانك." سيبت أوضة السفرة ورحت أوضتي. سمعت صريخ من تحت، بس أنا مهتمتش.
        
        مكنتش حاجة ذكية مني إني أتصرف كده في بيت مليان أعضاء مافيا. بس هيعملوا إيه، هيقتلوني؟ يلا، المكان اللي هروحه هيكون أحسن من هنا.
        
        
        
        
        
        
        كاثرين:
        مابتش خرجت من "أوضة نومي" من ساعة اللي حصل في العشا. مكنتش عايزة أشوف ولا أتكلم مع أي حد من أفراد عيلته دلوقتي.
        
        بس أنا لقيت الموضوع كله غريب. ليه يتجوزني وهو حتى مش هيكلمني. هو ما قالش كلمة ليا مباشرة من ساعة ما اتقابلنا. مش إن ده مضايقني، بس برضه.
        
        مش عارفة بقالي قد إيه قاعدة هنا. كل اللي أعرفه إني مش عايزة أنام. باب أوضة نومي فيه كالون، بس مفيش مفتاح. وأنا مش واثقة في الناس اللي في البيت ده. أفضل إني ما أصحاش والاقي حد بيقطع رقبتي أو يضرب رصاصة في راسي.
        
        فجأة سمعت خطوات من بره باب أوضتي. كعوب من الصوت. وقفت وبعدين خبط على بابي.
        
        "كاثرين، أنتي صاحية؟" أليس سألت. مشيت ناحية الباب وفتحته ببطء.
        
        "أهلاً." ابتسمت. قدرت أشوف ابتسامتها كانت حقيقية، مش زي اللي أمي بتحطها قدام بابا. بتاعتها كانت حقيقية زي أول ابتسامة اديتهالي على العشا. بس المرة دي أنا ابتسمت ليها.
        
        هي خدت ده كترحيب ودخلت. أنا وقفت عند الباب وهي قعدت عند رجل السرير.
        
        "أنا آسفة جدًا على تصرف جوزي. هو بيميل للمبالغة في رد الفعل على أبسط الحاجات." اعتذرت عن تصرفه، بس الحقيقة أنا اللي خليته يتصرف كده.
        
        هزيت راسي. "ده كان غلطي أنا كمان." صوتي كان هادي معاها. مكنتش عايزة أزعقلها ولا أقول تعليقات ساخرة.
        
        "هو مش فاهم إن إحنا جداد عليكي، وإنه مينفعش يتوقع منك تكوني مبسوطة بكل ده على طول." بصت في حجرها وهي باين عليها الأسف.
        
        "سيلاس كمان مش مبسوط أوي بالموضوع ده، بس أنا أعتقد لو إنتوا الاتنين حاولتم تتكلموا هتتفاهموا كويس." ابتسامة سخيفة اترسمت على شفايفي وحاولت أخفيها. هو مش عايز يتكلم معايا وأنا مش عايزة أتكلم معاه، فليه أحاول أصلاً.
        
        قامت من على السرير. "طيب أنا وريتشارد هنسافر كام يوم عشان إنتِ وسيلاس تقدروا تتعرفوا على بعض لوحدكم الأول." بصتلي وهي بتأمل إني أديها ابتسامة في المقابل. فاكرة إني أنا كمان هفكر إنها فكرة كويسة. بس أنا لأ، بالتأكيد لأ!
        
        "حاولي تتكلمي معاه على الأقل." قالت وهي بتعدي من جنبي وادتني طبطبة خفيفة على كتفي واختفت من الباب.
        
        هاه، هي مضحكة. مفيش أي طريقة في الدنيا هتخليني أتكلم مع ابنها بإرادتي.
        
        آه أنا عارفة إني هزهق في البيت ده. بكرة لازم أطلع من هنا شوية. يمكن مش شوية بس. يمكن هفضل بره خالص. إيه اللي نعرفه.
        
        فتحت شنطة سفري وبشوف إيه اللي كنت حاطاه. أيوة—بالتأكيد حاجات كتير ملهاش لازمة. لقيت كتاب في قاع الشنطة وقررت أقرأ لحد ما أنام.
        
        اتأكدت إني حطيت واحدة من سكاكيني الكتيرة اللي كنت حطاها تحت مخدتي احتياطًا. عمرك ما تعرف امتى تحتاجها. وأنا بتوقع إن في البيت ده هتكون محتاجة جداً.
        
        صحيت فجأة الصبح بدري. في الأول كنت نسيت تمامًا أنا فين. كل اللي كنت أعرفه إن سكيني لسه موجود. من ارتباكي والخبط العالي على الباب، أنا تحولت من إني نايمة في السرير ومابتتحركش ولا حركة، إني أنط على رجلي وأرمي السكينة على الباب على طول.
        
        الخبط وقف. "إيه القرف ده؟" صوت راجل متضايق سأل. أنا اتجمدت وأنا بأمل إنه يكون أبوه.
        
        الباب اتفتح وآمالي ودعواتي مابتش اتجاوبت. هو كان واقف طويل لابس قميص أبيض، الكمام متنية لنصها ومبينة دراعاته السمرة اللي عليها وشم.
        
        رجلي كانت متجمدة في الأرض وهو دخل. "أنا مقلتش إنك ممكن تدخل." قلتله بعصبية.
        
        هو تجاهلني وبص على الناحية التانية من الباب، مكان سكيني. سحبها من الباب واضطر يستخدم قوة كبيرة.
        
        وضهره ليا، أنا انتهزت الفرصة إني أبص عليه. شكله. العضلات اللي في ضهره بتتحرك وهو بيتحرك. كنت عارفة إنهم موجودين حتى لو مش قادرة أشوفهم. مالحقتش أدرسه كتير قبل ما يلف.
        
        "رمية حلوة." ده كان كل اللي قاله قبل ما يختفي من الباب تاني، وسكيني في إيده.
        
        حرامي!
        
        "الفطار جاهز." زعقلي من الممر.
        
        كنت عايزة أزعق بس بدل كده مشيت ناحية الباب وقفلته بقوة. اللوحة الوحيدة اللي على الحيطة وقعت وده خلى مزاجي أسوأ.
        
        غيرت هدومي ولبست سويتر كبير و بنطلون ليجن أسود طويل قبل ما أنزل. السلم الطويل أخد وقت طويل أوي عشان أنزل. كنت أخدت وقت زيادة في تغيير هدومي على أمل إنه يكون مشي لما أنزل.
        
        مشيت في نفس الطريق اللي مشيته إمبارح ووصلني لأوضة السفرة، ومن هناك لقيت المطبخ جنبها.
        
        لما دخلت مالقيتش اللي كنت متوقعاه. شابين عمري ما شوفتهم قبل كده كانوا قاعدين على ترابيزة بياكلوا وبيضحكوا على بعض.
        
        وقفت في صمت بدرسهم. من ضهرهم بس. واحد شعره أسود زيي والتاني درجة بني فاتح. الاتنين باين عليهم إنهم مفتولين العضلات. اللي شعره بني ضحك بصوت عالي على حاجة كانوا بيتكلموا عليها، وفجأة لف راسه ناحيتي وهو لسه بيضحك.
        
        رفع حاجب وهو شافني لسه بدرسهم، مش متضايق من إنه اتقفش وأنا ببص عليهم. "وإنتي مين؟" سأل بابتسامة خفيفة. دلوقتي الشاب التاني كمان لف.
        
        قبل ما أقدر أرد، حد جه من ورايا ورد الأول. "دي كاثرين." قالها وهو بيعدي من جنبي وسكيني لسه في إيده. رماها كذا مرة في الهوا وهو بيمسكها كل مرة.
        
        "بطل ترد عني." قلت ومشيت ناحية مكان الأكل. الشابين كانوا بيتابعوا كل حركة ليا.
        
        "أنا عزرا." قال الشاب اللي شعره بني. عينيه كانت متثبتة عليا وأنا مسكت سندويتش وخدت منه قضمة.
        
        "مين صاحبتك دي يا سيلاس؟" عزرا سأل من غير ما يبص بعيد عني.
        
        بصيت على سكيني وهي لسه في إيده، وفي اللحظة اللي حطها فيها، مديت إيدي ومسكتها.
        
        هو كشر في وشي ومسح إيده في شعره.
        
        "أنا مش صاحبته." دي كانت آخر كلمة قلتها قبل ما أمشي من عندهم.
        
        

        Pages

        authorX

        مؤلفون تلقائي

        نظام شراء