موصى به لك

الأقسام

الأعلى تقييمًا

    أعمال أصلية (RO)

      الأفضل شهريًا

        رواية بنت عربية في اوروبا - يومياتها مع الشباب والدراسة

        بنت عربية في اوروبا

        2025,

        اجتماعية

        مجانا

        بنت عاشت فترة في أوروبا وتحديداً هنغاريا، وتشاركنا تجربتها بكل صراحة. تتكلم عن ثقافتهم المختلفة، من ناحية الشباب اللي ما يعجبونها، ونظام المدارس اللي تشوفه غريب، وكمان عن الأكل اللذيذ اللي جربته. البنت هذي تلاحظ قد إيش الموضة والموسيقى الأمريكية توصل أوروبا متأخر، وفي النهاية تشرح لنا بعض الكلمات الهنغارية بطريقة فكاهية.

        الشباب الأوروبي

        مؤدبين ولا محترمين مثل الشباب في كندا وأمريكا

        نظام المدرسة

        غير عملي وفيه فوضى كبيرة

        العادات الاجتماعية

        الناس في أوروبا نادرًا ما يبتسمون أو يسلمون على الغرباء في الشارع
        تم نسخ الرابط
        رواية بنت عربية في اوروبا - يومياتها مع الشباب والدراسة

        الشباب الأوربيين...
        
        ...
        
        وش كنت تفكر فيه قبل شوي؟ كنت تفكر إني بتكلم عن قد إيش الشباب اللي هنا مزز ويهبلون؟ يا شيخ انقلع.
        
        لا.
        
        أنا آسفه جداً، بس الشباب الأوربيين ما يعجبوني.
        
        ماعدا زين مالك، ونايل هوران، وبيودي باي، ما قد شفت ولد/رجال يستاهل لقب "عارض أزياء".
        
        أنا آسفه يا بنات، بس إذا هذا سبب تفكيركم في السفر لأوروبا، روحوا مكان ثاني. ما بتشوفون إلا الخيبة.
        
        وأنت يا أستاذ، أقل منافسة لك، صح؟
        
        ما راح أستخدم هذي النظرة النمطية مرة ثانية أبداً.
        
        الشباب اللي هنا لا هم مؤدبين ولا محترمين، لا هم شيء إذا قارناهم بالشباب اللي بكندا أو أمريكا.
        
        ما فيه شيء اسمه "صديق ولد" هنا. كان عندي صديق أمريكي عايش هنا، وكنا نقضي وقت كثير مع بعض. كل ما رحت معاه مكان، كل اللي أسمعه وأنا طالعة من المدرسة هو "يا زين ميرسيد وصديقها!!" أو شيء زي كذا.
        
        ليش؟
        
        ما أشوفكم تقولون "يا زين ميرسيد وصديقتها!" لما أطلع مع بنت. أنا ما أقول "يا زين فلان/فلانة مع صديقها/صديقتها!" فلا تسوونها معي.
        
        أنا أحب أطلع مع أصدقائي الشباب، يا ليتكم تشوفون قد إيش إنتم كول! بس إذا ما قدرت أطلع من المدرسة معاك من دون ما يكون فيه مصورين من الطلاب والمدرسين يسألون إذا أنا أواعدك، أو أنام معاك، أو أتباوس معاك، يمكن ما راح أطلع معك بعد كذا.
        
        ويا ليت توقفون عن لمس مؤخرتي. ما يهمني إذا كان هذا الشيء عادي بأوروبا، أنا مو أوروبية، وما راح أتعود على هالشيء.
        
        أدري إن هذا الشيء عادي بكل مكان، بس يا إلهي، وش سالفة الشباب وغرورهم؟
        
        مثلاً، إذا قلت رد ذكي، لا تسوي مشكلة، أنت بس كذا تخلي شكلك غبي. أو إذا ما تبي تلعب "ميتا" (وهي لعبة زي الكيك بول، أو أحياناً البيسبول) بحصة الرياضة، لا تفكر تلقائياً إن مسموح لك ما تسوي حصة الرياضة. هذا مو قرارك، تقدر ما تسويها إذا كنت تعبان، أو مو لابس لبس الرياضة، بس ما تقدر ما تسويها عشان الأشياء مو ماشية على كيفك.
        
        هل إنت لابس تاج؟ لا؟ أجل لا تتصرف كأنك أميرة.
        
        شكراً.
        
        وأخيراً، تحية لكل الشباب الأوربيين الكويسين، أنتم تعرفون أنفسكم.
        
        وهنا سؤالي لكم، مدرس الرياضة حقك وش كان يسوي إذا فيه أحد رد عليه، أو ببساطة رفض يسوي حصة الرياضة؟ همم؟
        
        مع حبي،
        
        
        
        ---------
        
        
        
        المدرسة...
        
        نظام المدارس هنا مو عملي أبد.
        
        في بعض الأيام، أبوي يضطر يروح لمدرستي، بعدين يروح للمدرسة الثانوية، بعدين يرجع لمدرستي، وبعدين يروح للمدرسة الثانوية مرة ثانية عشان اجتماعات التخطيط.
        
        وبرضو يعطون مدرسين يدرسون مواد المفروض ما يدرسونها. كان عندي مدرس السنة اللي فاتت ترك المدرسة بسبب هالشيء. هو مدرس إنجليزي متخصص، لكنهم خلوه يدرس علوم بس. فيزياء، ورياضيات، وأحياء، وكيمياء. طلابه المساكين ما كانوا يتعلمون أي شيء! أنا عارفة هالشيء لأني عشت التجربة، ولحسن حظي هو ما درسني إلا رياضيات، بس بما إني ما أتكلم اللغة الهنغارية، وهو ما كان يجي إلا مرة بالأسبوع، مع نهاية السنة كنت ما تعلمت إلا نص المنهج.
        
        الشيء الثاني اللي يغث بشكل مو طبيعي هو إن المدرسين يحسبون إنهم عادي يقطعون عن الشغل فجأة. يعني، مو من الاحترافية إنك تقول لهم قبل ما تترك الشغل؟ إذا بتستقيل، لازم يكون عندك الجرأة تسويها وتقول لهم ليش. ما راح يتعلمون إلا كذا. أنا كان عندي ثلاث مدرسين موسيقى وأربع مدرسين رياضيات السنة اللي فاتت. واحد من مدرسين الموسيقى حتى ما علم صاحب البيت اللي هو مستأجره إنه بيمشي. فجأة كذا مشى.
        
        الجداول. يا. إلهي.
        
        أنا آسفه على كلماتي، بس يا ربي.
        
        خلال شهر، جدوليني تغيروا يمكن خمس مرات. والتغيرات مو بسيطة، تغيرات كاملة يعني كل شيء كتبته لازم تمسحه وتكتبه من جديد. أصلا، واحد من جداولي توه تغير مرة ثانية لأن مدرس العلوم حقي مشى.
        
        كون إن عندي جدولين (أسبوع أ، وأسبوع ب) هذا شيء سخيف. وش رأيكم يوم واحد، ويوم اثنين؟ أو جدول واحد بس؟ وليش عندي ٧ حصص بيوم وخمسة أو ستة باليوم الثاني؟ أنا متأكدة إن فيه طريقة منطقية أكثر عشان يسوونها. يا جماعة.
        
        ببساطة، الدراسة هنا صعبة زي الدراسة بأي مكان ثاني، وإذا ما كانت أصعب.
        
        تنويه: هذا الكلام من تجربتي الشخصية في هنغاريا. ما قد درست بأي دولة ثانية.
        
        
        
        -----
        
        
        
        الأكل الأوروبي رهيب.
        
        أكلتي الهنغارية المفضلة إلى الآن هي شيء يسمونه "لانغوش".
        
        هي عجينة مقلية، مع الإضافات اللي تختارها. القشطة والجبن خيار شعبي، وزي القشطة لحالها (مرة مشهورة هنا، ما فيه طبق رئيسي تاكله إلا معها)، بس ممكن تاخذ لانغوش حالي يكون فيه مربى، أو سكر بس، أو نوتيلا، أو صوص شوكولاتة. صوص الشوكولاتة والنوتيلا مو نفس الشيء! صوص الشوكولاتة طعمه مو مرة، مو حالي. كأنه قهوة سوداء مع لمسة شوكولاتة. اختاروا النوتيلا أحسن.
        
        أكلتي الألمانية المفضلة هي "براتورست" (آسفة للألمان، ما عندي كيبورد ألماني - ما أدري إذا كتبتها صح) وهي سجق أبيض، ينوكل بالغالب مع خردل حالي.
        
        في سلوفاكيا، أكلت نيوكي مع زبدة وسكر مطحون. مرة ودي أرجع آكل منه.
        
        في النمسا أكلنا ماكدونالدز بس. ما أدري ليش... كان شيء يزعل.
        
        في كثير من رحلاتنا كنا نطبخ أكلنا بأنفسنا، بس جربت سلطة الأخطبوط في كرواتيا، وكانت لذيذة بشكل مفاجئ، وأكلت كثير من الكريب في سلوفينيا.
        
        أقدر أقول إن الأكل الأوروبي لذيذ.
        
        
        
        
        ------
        
        
        
        الأكل الأوروبي رهيب.
        
        أكلتي الهنغارية المفضلة إلى الآن هي شيء يسمونه "لانغوش".
        
        هي عجينة مقلية، مع الإضافات اللي تختارها. القشطة والجبن خيار شعبي، وزي القشطة لحالها (مرة مشهورة هنا، ما فيه طبق رئيسي تاكله إلا معها)، بس ممكن تاخذ لانغوش حالي يكون فيه مربى، أو سكر بس، أو نوتيلا، أو صوص شوكولاتة. صوص الشوكولاتة والنوتيلا مو نفس الشيء! صوص الشوكولاتة طعمه مو مرة، مو حالي. كأنه قهوة سوداء مع لمسة شوكولاتة. اختاروا النوتيلا أحسن.
        
        أكلتي الألمانية المفضلة هي "براتورست" (آسفة للألمان، ما عندي كيبورد ألماني - ما أدري إذا كتبتها صح) وهي سجق أبيض، ينوكل بالغالب مع خردل حالي.
        
        في سلوفاكيا، أكلت نيوكي مع زبدة وسكر مطحون. مرة ودي أرجع آكل منه.
        
        في النمسا أكلنا ماكدونالدز بس. ما أدري ليش... كان شيء يزعل.
        
        في كثير من رحلاتنا كنا نطبخ أكلنا بأنفسنا، بس جربت سلطة الأخطبوط في كرواتيا، وكانت لذيذة بشكل مفاجئ، وأكلت كثير من الكريب في سلوفينيا.
        
        أقدر أقول إن الأكل الأوروبي لذيذ.
        
        
        
        -------
        
        
        الناس بالشوارع:
        
        
        هذا شيء ما أقدر أقول إني معاه أو ضده.
        
        يمكن هذا شيء أمريكي بس، لكن لما تمشي بالشارع تبتسم، أو على الأقل تقول "أهلاً" إذا ما كان الشخص مشغول بمحادثة. صح ولا لا؟
        
        هنا، إذا مريت بأحد وقلت له "أهلاً"، بيطالع فيك كأنه مسكك مع شريك حياته. وإذا ابتسمت، بيشك فيك فوراً، ويبعد عنك كم متر.
        
        زي ما قلت، ما أدري إذا عجبني هذا الشيء أو لا.
        
        في بعض الأيام، إذا أحد قال لي "أهلاً" بابتسامة، يمكن أصفقه. وفي أيام ثانية، أكون محتاجة أحد يفرحني، وأحياناً ولد مزيون يقول "أهلاً"، يجنن. وأحياناً يكون عندي مزاج أسولف...
        
        وأنا ما أتكلم هذي اللغة. أنا أفهم "أهلاً"، وبعض الكلمات الثانية. لكن إذا طاحت علي عجوز، وبدت تسولف لي عن قصة ركبتها اللي تعورها، الكلمات الوحيدة اللي بفهمها هي أي أرقام، وبعض الكلمات اللي تربط الجمل ببعض، أو كلمات عشوائية مو مهمة.
        
        فمن هالناحية، شيء كويس إن الغرباء ما يسولفون معي فجأة. موقف محرج.
        
        والذوق هنا سيء. إذا كنت في الباص، وركبت عجوز تمشي بصعوبة، تعطيها مكانك. هذا من الأدب.
        
        بس لا.
        
        أمي شافت هذي الحرمة في الباص، كانت رافعة رجلينها على الكرسي اللي جنبها وحاطة شنطتها. وركبت عجوز. هل تحركت؟ لا. ركبت عجوز ثانية. لسا ما تحركت. وركبوا ولدين شباب حلوين؟ حطت رجلينها وشنطتها على حجرها بسرعة.
        
        بعض الناس، وش نقول.
        
        
        
        -------
        
        
        يمكن تفكر إن شيء مشهور زي أغنية "غانغنام ستايل" (للمغني ساي، إذا ما تعرفها لسا، أكيد إنك عايش تحت صخرة)، أو فيديو "لايك ماي ستاتس" (فيديو على يوتيوب لـ "مايلز جاي برودكشنز"، أنصح فيه بقوة)، أو "سموش" (قناة يوتيوب)، أو "شاين داوسون"، أو أي أغنية أو فيلم مشهور، راح ينتشر بسرعة بالخارج، صح؟ أكيد، أصلها من أمريكا بس الإنترنت ينتشر زي النار في الهشيم...
        
        طيب، لا. مثال واضح هو أغنية "أشر" هذي، تعرفونها "بيبي تونايت ذا دي جيز قاوت أس فولين إن لوف أقين". صح؟ أنا سمعتها أول ما نزلت. جيت هنا، بعد سنة تقريباً، وما عندهم أي فكرة وش أنا أتكلم عنه. ولا شيء.
        
        أنا اللي علمتهم على كثير من الفيديوهات المختلفة، "غراديول ريبورت"، "أويشي هاي سكول باتل"، "بيو دي باي". والأغاني والفنانين. أنا اللي عرفتهم على الدب ستيب العجيب. ومن اللي نصحهم بـ "بلود أون ذا دانس فلور"؟ أنا. "سليبينغ ويث سايرنز"؟ أنا.
        
        شيء غريب. يشغلون أغنية بحفلة، تكون مرة مشهورة في كندا، وأنا وشخص واحد ثاني بس اللي نعرف كل الكلمات.
        
        أنا مرة أحط نفسي بموقف "وش؟ أنت ما تعرف هذي الأغنية؟!".
        
        "هلا ليندا، قد سمعتي بـ "مارياناس ترينش"؟"
        
        "لا"
        
        "هلا فيري، قد سمعتي بـ "مايكل بوبليه"؟"
        
        "لا أبداً"
        
        "هلا بيلي، قد سمعتي بـ "كرويلا"؟"
        
        "أمم لا"
        
        شيء يغث أحياناً.
        
        ومو بس بالموسيقى أو يوتيوب.
        
        أكون على انستقرام (@merci_penguinsarecute، تابعوني! [ترويج لنفسي بدون خجل]) وأشوف شورتات كثيرة، اللي واضحة إنها موضة، وما تنتشر هنا إلا بعد شهور.
        
        مرة سويت أظافر بنقشة الأزتيك، ما كان فيه أحد شايفها قبل، مع إن كثير منهم عندهم "تمبلر". (اللي برضو أخذ شهور لين انتشر).
        
        "الكروب توب" (البلوزة القصيرة) موضة هنا بقوة، بس هذي الموضة قديمة في كندا. لأن الموضة هنا لسبب ما، تاخذ سنة وزيادة عشان تنتشر.
        
        أشياء زي "البلانكينغ" برضو. يعني، أنتم كذا تفوتون على أنفسكم مرحلة المراهقة هنا!
        
        خلصتتتتتت رأيكم.. للعلم اني عراقيه عشت بأمريكا 8 سنوات فبعرف كتير عنها وعن الحياه بأوروبا
        
        

        رواية ذكريات بيتنا القديم

        ذكريات بيتنا القديم

        2025,

        اجتماعية

        مجانا

        بنوته بتدرس فنون في ويلز، بتحوش عشان تشتري بيت خاص بيها. لما زميلتها في السكن بتطلب منها تسيب الشقة، بتلاقي إعلان عن بيت متهالك للبيع في مزاد بسعر رخيص. بالرغم من إن أصحابها بيحاولوا يمنعوها، إلا إنها بتصمم تروح تشوف البيت، وبتنبهر بمنظره على المدينة. بتقرر تدخل المزاد، على أمل إنها تقدر تشتري البيت وتحوله لبيتها الخاص.

        رايلي

        بتدرس فنون في جامعة أبيريستويث. بتحب الفن وبتتمنى تكون فنانة مشهورة. عندها تصميم وإرادة قوية، وده اللي خلاها تسيب كاليفورنيا وتنتقل لويلز. شخصية مستقلة وبتحب الهدوء، عشان كده نفسها تلاقي بيت لوحدها تركز فيه على رسمها.

        ليلى

        زميلة رايلي في السكن

        ديكلان جونسون

        سمسار العقارات اللي بيعرض البيت اللي في المزاد
        تم نسخ الرابط
        ذكريات بيتنا القديم

        أنا عندي أربعة وعشرين سنة وبدرس فنون في جامعة أبيريستويث. أنا جيت هنا من كاليفورنيا من حوالي سنتين.
        فاكر إن ماما وبابا اتصدموا لما قلت لهم إني هسيب كاليفورنيا وأمشي. بس بعد ما أقنعتهم شوية، فهموا ليه أنا عايزة أروح أبيريستويث.
        "أظن إنك بتعملي زي ما إحنا عملنا بالظبط، يا رايلي،" فاكر ماما وهي بتبتسم شوية، بس لسه زعلانة إني همشي.
        لما كانوا قد سني كده، هما الاتنين سابوا سيدني وراحوا كاليفورنيا عشان يبدأوا شغلهم. ماما فتحت معرض فنون هناك، والمعرض ده دلوقتي الناس كلها في أمريكا بتتكلم عنه. بيجيلها سياح كتير من أماكن تانية في أمريكا عشان يشوفوا اللوحات اللي هي رسمتها. أظن إني ورثت موهبة الرسم دي منها.
        أما بابا، فهو مدير بنك من أكبر البنوك في العالم. بس هو ما بيحبش يتكلم عن الموضوع ده.
        ~ ~ ~ ~ ~
        ماكنش سهل إني أسيب أهلي وأروح الناحية التانية من العالم، بعيدة عنهم بمسافات طويلة. بس إحنا وعدنا بعض إننا هنيجي نزور بعض على قد ما نقدر ونتكلم في التليفون كل ما يكون فيه فرصة. بس ساعات بيكون صعب إنك تتكلم مع أهلك في التليفون لما بيكون فيه فرق تمان ساعات بين كاليفورنيا وأبيريستويث.
        ~ ~ ~ ~ ~
        وأنا صغيرة، ماما كانت بترسم معايا كتير، وده اللي خلاني أحب الفن. عشان كده، كان حلمي طول عمري إني أدرس فنون ويبقى عندي أمل إني في يوم من الأيام أبقى فنانة مشهورة زي فان جوخ أو بيكاسو.
        أنا اخترت جامعة أبيريستويث، عشان من ناحية، كنت عايزة أسافر وألف العالم وأشوف إيه إحساس العيشة في ويلز، اللي دايماً كانت بتبهرني بمناظرها الطبيعية الجميلة والأراضي الواسعة، ودي بتديني إلهام كبير للرسم. ومن الناحية التانية، المبنى الرئيسي بتاع الجامعة، اللي فيه كلية الفنون، بيبص على خليج كارديجان، وده منظر تحفة.
        بس أنا طول عمري وأنا عايزة أعيش في أبيريستويث. السبب الرئيسي في كده إن أبيريستويث مليانة ثقافة فنية. مثلاً، فيه مركز أبيريستويث للفنون، اللي الفنانين بيقضوا وقتهم فيه بيرسموا ويعملوا تماثيل من الخزف. أبيريستويث كمان فيها المكتبة الوطنية بتاعة ويلز، اللي مليانة كل أنواع الفن، ولوحات أو بورتريهات لفنانين ويلزيين مشهورين، زي ماري لويد ديفيز، أو سيري ريتشاردز أو كيفين ويليامز. أبيريستويث مليانة إلهام فني وجامعة أبيريستويث فيها واحد من أحسن الكورسات الفنية في العالم. وده كمان سبب إني مخططة ألاقي بيت حقيقي ليا هناك. أنا بقالي سنين بحوش مخصوص عشان الموضوع ده. عارفة إن أهلي ماكنوش مبسوطين أوي لما قلت لهم أول مرة إني مش بس عايزة أدرس هناك، لأ ده كمان عايزة أقضي بقية حياتي هناك. بس تجاربهم الخاصة خلتهم يغيروا رأيهم ويدعموني على قد ما يقدروا.
        ~ ~ ~ ~ ~
        فـ بقالي السنتين اللي فاتوا، أنا عايشة في سكن طلبة جنب الجامعة بالظبط.
        زميلتي في الشقة ليلى، اللي أنا مقيمة معاها طول الفترة دي، قررت إنها عايزة خطيبها يعيش معاها.
        والشقة بصراحة صغيرة أوي على تلاتة، فهي بكل ذوق سألتني إذا كنت بفكر أجيب مكان لوحدي ولا لأ. أكيد أنا كنت بشتكي كتير من المساحة الضيقة في أوضتي.
        غير كده، أنا وليلى عمرنا ما كنا متفاهمين أوي، فـ كنا بنحاول على قد ما نقدر نبعد عن سكة بعض.
        ببساطة، السبب الوحيد اللي خلاني أعيش في المكان ده هو إنه قريب جداً من الجامعة، فـ مش محتاجة عربية ولا تذكرة أتوبيس. وده كمان بيخليني أحوش فلوسي لحاجات أهم أنا محتاجاها في دروس الفن أو إني أرسم في وقت فراغي لما يكون ليا مزاج.
        أظن جه الوقت إني أدور على مكان تاني أعيش فيه. أوضتي بقت صغيرة عليا أنا كمان بصراحة. معدات الرسم بتاعتي واخدة معظم المساحة اللي في الأوضة، فـ مفيش مكان أتحرك فيه أصلاً.
        وبسبب المعدات دي، كل اللي عندي في الأوضة هو سرير ودولاب صغير أحط فيه هدومي.
        فـ ليه لأ أدور على مكان أكبر بقى؟ خصوصاً مكان ليا لوحدي. حاجة أنا كنت عايزاها بقالي فترة كبيرة. وساعتها هيكون عندي مساحة كفاية أعلق فيها كل لوحاتي، اللي حالياً مرمية في ركن صغير في أوضتي.
        يمكن، يمكن ألاقي بيت صغير بالصدفة – مش كبير أوي ومش غالي أوي – ويكون فيه جنينة صغيرة. ساعتها هقدر أخيراً أرسم برة في هدوء.
        الوقت الوحيد اللي بعرف أرسم فيه برة في هدوء هو لما بروح الأرض الواسعة اللي على أطراف أبيريستويث. بس ده مشوار طويل وصعب عليا إني أروح هناك وأنا شايلة كل معداتي، زي الحامل ولوحة الرسم. في اللحظات دي بتمنى يكون عندي عربية. هتساعدني أوي إني أشيل كل معداتي بسهولة.
        بس المشكلة دي ممكن تبقى ماضي، لو بس كان عندي مكان لوحدي بجنينة حلوة وصغيرة. ساعتها هقدر أرسم برة في أي وقت أنا عايزاه ومش هضطر أروح حتة بعيدة.
        ممكن كمان أبني سقف صغير على البلكونة وبعدين أشتري حامل مخصوص للبرة وأسيبه هناك.
        
        
        
        
        
        
        فـ كل اللي هكون محتاجاه من البيت هو لوحة رسم وألوان وفرش. كل اللي ناقصني دلوقتي هو إني ألاقي مكان زي ده.
        
        "أنا ممكن أساعدك تدوري على مكان تقدر عليه," ليلى قالتلي، وباين عليها إنها حاسة بذنب شوية عشان طردتني من الشقة.
        
        أنا بصراحة ماكنتش فاكرة إنها هتهتم أصلاً. بس أنا كنت غلطانة. هي أكيد بتحاول تعمل حاجة، عشان تاني يوم جت ومعاها جرنال مليان إعلانات عن بيوت وشقق للبيع في المنطقة.
        
        "خدي، عديت على المحل وجبت ده. فكرت يمكن يساعد."
        
        "شكراً على مساعدتك," قولتلها وأنا ببتسملها وآخد منها الجرنال وأبدأ أقلب فيه.
        
        "ده أقل حاجة أعملها عشانك. أنا عمري ما كان قصدي إني أطردك. لو عايزة، أنا وآندي ممكن ندور على مكان تاني لينا، وإنتي تفضلي هنا," هي قالتلي وهي بتبصلي وبتضحك ضحكة خفيفة.
        
        "شكراً يا ليلى. ده ذوق منك بجد، بس متقلقيش," رديت عليها وأنا ببتسملها.
        
        فجأة عيني جت على حاجة في الصفحة اللي قدامي.
        
        مزاد على عقار هيبدأ يوم 6 يونيو 2019.
        
        بيت بيتباع من غير حد أدنى. مفيش أي سعر أقل للمزايدة على العقار ده. البيت مفروش بالكامل وفيه جنينة بمنظر روعة على أبيريستويث من تحت. فيه بيانات الاتصال تحت لو حابين تبصوا على العقار قبل المزاد.
        
        "مثالي," قولتها بصوت عالي.
        
        "في إيه؟ لقيتي حاجة؟" ليلى قالت بصوت مهزوز. أكيد خضيتها.
        
        "آه، هو ده," قولتها وأنا مبسوطة. "هتصل بيهم حالاً."
        
        ليلى بصت على المقال وعلى الصورة اللي تحته، اللي أنا حتى ماكنتش واخدة بالي منها من كتر حماسي.
        
        "إنتي عايزة تعيشي هناك؟" شكلها كان مصدوم.
        
        "آه، إيه اللي فيها؟" سألتها.
        
        "والله، هو شكله بيت مسكون بالنسبة لي في الصورة. هو متهالك خالص، وشكله مكان فاضي بقاله قرون."
        
        "هي صورة بس. يمكن متصورة من زاوية وحشة. أنا كده كده هروح أبص عليه," قولتلها بعد ما بصيت على الصورة كويس.
        
        أنا عارفة إن دي الفرصة الوحيدة ليا إني آخد بيت لوحدي، عشان أنا معيش فلوس كتير أوي عشان أشتري بيت جديد مثلاً. منين تاني هقدر أجيب بيت أرخص من غير مقدم؟
        
        "ماشي، ده اختيارك بقى," ليلى ردت. "عايزاني أجي معاكي عشان نشوفه؟ عينين أحسن من عين واحدة."
        
        "آه، ياريت. شكراً يا ليلى," ابتسمتلها. وبعدين مسكت التليفون وبدأت أتصل.
        
        
        
        
        
        --------
        
        الراجل اللي كلمته في التليفون قالي ممكن أجي أشوف البيت لو أنا مهتمة. ناس كتير بتحب تشوف البيوت اللي هتنزل المزاد بنفسها الأول قبل ما يقرروا يزايدوا عليها في المزاد.
        
        عشان أنا كنت واخدة قراري بسرعة، قررت أروح أشوفه تاني يوم على طول. هستنى ليه أكتر من كده؟ وبعدين، إحنا خلاص يوم 4 يونيو، فـ مفيش وقت كتير فاضل على المزاد وأنا طبعاً مش عايزاه يفوتني.
        
        
        
        
        
        الساعة اتنين تاني يوم، انطلقنا عشان نشوف البيت اللي هينزل المزاد. آندي، صاحب ليلى، كان ذوق منه إنه يوصلنا بالعربية، عشان مش ناخد أتوبيس ولا قطر.
        
        سوقنا في شوارع ضيقة. فيه بيوت لازقة في الشارع، من غير حتى رصيف يفصلها عن الطريق والعربيات اللي بتعدي. لو كنت عايشة في حتة زي دي، هخاف كل ما أطلع من باب بيتي عشان ممكن عربية تدوسني بالغلط. مش عايزة حتى أتخيل إيه اللي ممكن يحصل لو كان فيه حادثة قدام بيتك بالظبط، أو الأسوأ من كده، لو عربية دخلت غلط وراحت في أوضة قعدتك.
        
        يارب المكان اللي بفكر أشتريه يكون قدامه ممر صغير قبل ما يوصل للشارع.
        
        وإحنا ماشيين، شفت يافطة بتقول إننا بنسيب أبيريستويث. بعدها بشوية، شفت يافطة تانية بتقول إننا دخلنا شارع "بو ستريت". ده الشارع اللي المفروض البيت يكون فيه.
        
        كنا على وشك نفوت الشارع عشان كان متغطي بشجر كثيف.
        
        آندي طلع في الممر الصغير اللي بيوصل للبيت اللي شفته في الجرنال إمبارح.
        
        المشوار كله أخد مننا سبع دقايق بالعربية، فـ لحسن الحظ مش بعيد عن الجامعة.
        
        سمسار العقارات، اللي بيوري الناس البيوت قبل ما تتباع، كان مستنينا برة البيت أول ما وصلنا.
        
        ~ ~ ~ ~ ~
        
        الانطباع الأول عن البيت من برة كان مخيف شوية. ليلى كان عندها حق، البيت شكله بالظبط زي الصورة اللي في الجرنال اللي إدتهولي إمبارح.
        
        فيه حتت من السقف متكسرة. الشبابيك فيها شروخ. البيت نفسه كان أبيض في وقت من الأوقات، بس دلوقتي بقى لونه رمادي وحش من كتر الأوساخ، والطحالب لفت حوالين معظم الحيطة اللي برة. الطريق بتاع العربية كمان متكسر، كأن حد جاب شاكوش وكسر كل الحجارة.
        
        بس برضه، كل ده ما بيخوفنيش. في الآخر هو بيت، وعندي فرصة إني آخده بسعر رخيص أوي، أرخص من أي بيت تاني. وبعدين، أنا متأكدة إنه هيبقى شكله حلو، لما يتجدد ويتعمل ديكور جديد.
        
        "أهلاً، مرحب بكم. أنا اسمي ديكلان جونسون، بس ممكن تنادوني ديكلان," الراجل سلم علينا بابتسامة دافية.
        
        هو أطول مني بحاجة بسيطة وشعره أشقر كيرلي. لابس بدلة سودة وفي إيده الشمال شنطة سفر ماشية مع البدلة بالظبط.
        
        "أهلاً. أنا اسمي رايلي ريفرز ودول ليلى وآندي," عرفتهم علينا.
        
        "تمام، وإنتي بتدوري على مكان ليكي لوحدك، صح؟"
        
        "آه. عايزة يكون عندي شوية هدوء وسلام. ده بيساعدني أركز أكتر على رسمي," شرحتله.
        
        "يبقى المكان ده مثالي. البيت ده للبيع من غير حد أدنى. مفيش أقل سعر ممكن تزايدوا عليه في البيت ده، فـ ممكن تبدأوا المزايدة بالسعر اللي يناسبكم... طب يلا بينا ندخل بقى؟" ديكلان سأل وهو بيشاورلنا نتبعه.
        
        "الموضوع يخض شوية، مش كده؟" ليلى بصتلي بقلق.
        
        "آه، إنتي بجد بتفكري تعيشي في الخرابة دي... دي بصراحة..." آندي بدأ يتكلم بس ليلى قاطعته.
        
        "...متكسرة من كل حتة," هي كملت جملة آندي.
        
        "آه، أنا عارفة، بس أنا شايفة إنه بشوية شغل، ممكن يبقى شكله حلو أوي," رديت عليهم وأنا ببتسم من فكرة إن البيت ده ممكن يبقى بيتي في يوم من الأيام.
        
        
        
        
        
        
        دخلنا من الباب الأمامي ولقينا نفسنا في أوضة المعيشة على طول.
        
        كل حاجة كانت ضلمة والأثاث لسه موجود في كل حتة، بس فيه حد مغطي الأثاث ده بملايات بيضاء عشان يخليك بس تقدر تميز شكل الحاجات اللي تحتها.
        
        "فـ الأثاث ده بتاع المالك اللي فات. هو رجع ألمانيا من حوالي 49 سنة وماكنش عايز ياخد أي حاجة معاه. ممكن يكون ليه علاقة بـ إن مراته اختفت ومحدش لقاها. أظن إن الحاجات دي كانت بتفكره بيها أوي. بس هو ساب البيت زي ما هو. من الواضح إنه ماكنش قادر يسيبه خالص. بس بعدين، من تمن سنين، صاحب البيت دخل دار مسنين وما بقاش قادر يدفع تكاليف البيت ده، فـ الدولة قررت دلوقتي تبيعه من غير حد أدنى," هو شرح.
        
        "في حد اختفى هنا؟" ليلى كان شكلها مصدوم.
        
        "ده بيوضح الأجواء المرعبة اللي في المكان هنا," آندي همس لها، بس أنا سمعته برضه عشان أنا كنت واقفة جنب ليلى بالظبط.
        
        "آه، راجل في العشرينات كان عايش هنا مع مراته. كان معروف باسم المحقق إم. سي. كراوس، ألماني، جه هنا وفتح مكتب تحقيقات خاص بيه. كان مشهور هنا، وحل ألغاز كتير محدش كان عارفها. ومراته، كان اسمها جين كراوس، كانت من "لاندريندود ويلز"، على ما أتذكر، وكانت عندها محل ورد صغير تحت عند الخليج," ديكلان شرح. "بس كفاية كلام عن كده. نكمل الجولة في البيت؟"
        
        هزيت راسي ومشيت. ديكلان ورانا كل أوضة في البيت لحد ما فاضل الجنينة بس.
        
        طلعنا على الجنينة، واللي شفته هناك خلاني أقف مكاني. المنظر على أبيريستويث والخليج كان يخطف الأنفاس. ده أكيد هيديني أفكار كتير للوحات جديدة.
        
        "الله," قولتها بصوت عالي. "المكان جميل ومثالي بجد."
        
        "إنتي بجد بتفكري تشتريه في المزاد؟" ليلى كان شكلها مصدوم.
        
        "آه," قولتلها وأنا ببتسملها بحماس.
        
        "هشوفك في المزاد بقى؟" ديكلان سأل وهو طالع من الباب.
        
        "آه، هنكون هناك," رديت عليه.
        
        ~ ~ ~ ~ ~
        
        وبعدين إحنا التلاتة رجعنا على شقتنا.
        
        "هنيجي معاكي المزاد، لو عايزة," ليلى عرضت علينا في الطريق للبيت.
        
        "ياريت," ابتسمتلها بصدق.
        
        
        
        
        
        
        تاني يوم صحينا بدري أوي عشان المزاد هيبدأ الساعة عشرة الصبح.
        
        في الطريق، ليلى حاولت تقنعني إن البيت ده مش المكان المناسب ليا.
        
        "أنا متأكدة إن فيه أماكن أحسن ممكن تعيشي فيها في أبيريستويث وتشتريها. حتى شقة صغيرة أحسن من بيت رعب غريب. إنتي بجد مش بتتكلمي جد، يا رايلي. خلاص خليكي عايشة في الشقة اللي إحنا فيها دلوقتي وأنا وآندي هنحاول نلاقي مكان تاني لنفسنا، صح؟" ليلى بصت على آندي واستنته يوافق.
        
        "آه، عندك حق خالص، يا حبيبتي," ده كان الرد الوحيد من آندي.
        
        أولاد، عادي، فكرت في سري. هو أكيد ماكنش سامع في الأول وخد باله بس إن ليلى سألته سؤال. فـ رد بالرد التقليدي اللي كل الأولاد بيقولوه لما مايكونوش مركزين، وهو إنه يوافق صاحبته أو أي ست بشكل عام.
        
        ليلى نفسها كان باين عليها إنها متضايقة من رده القصير، عشان بصتله بضيق قبل ما ترجع تبص عليا. "شفتي، الموضوع مش مشكلة خالص، بوعدك!"
        
        "شكراً يا جماعة، بس أنا أخدت قراري," رديت وأنا ببتسم.
        
        ليلى دلوقتي مش عارفة تعمل إيه بالظبط، وبصت برة من الشباك بدل ما تبص عليا وأنا قاعدة في الكنبة اللي ورا، زي ما كانت بتعمل من شوية.
        
        آه، أنا فعلاً أخدت قراري. لو مكنش فيه مزايدين كتير على البيت النهارده والسعر مايعديش الميزانية بتاعتي، فـ فرصة إن البيت ده يبقى بتاعي في المستقبل عالية أوي.
         
        

        تجارب بنات - البارت الأول (ليلى)

        تجارب بنات

        2025,

        علاقات توكسيك

        مجانا

        بنت عايشة لحالها في كوخ بالغابة. راحت تشتري مقاضي عشان تسوي كيكة، بس فلوسها ما كفت. التقت بشاب اسمه رومن في دكانه، واتفقوا على "صفقة" عشان تاخذ اللي تبيه. تطورت علاقتهم وصارت لقاءاتهم في المخزن، مليانة شغف وإثارة. في النهاية، ليلى رجعت لكوخها وهي مبسوطة، ومتحمسة لتكملة مغامراتها مع رومن، اللي جمعهم القدر بشيء أكبر من مجرد مقاضي.

        ليلى

        تعيش بمفردها في كوخ بالغابة. لديها لسان "حاد" و"صدر مليان" (في إشارة إلى قوتها وصرامتها)، وهي محبة للخبز. تظهر الرواية جانبها المغري والجريء، حيث تستخدم جاذبيتها للحصول على ما تريد، لكنها في نفس الوقت تمتلك عاطفة وشغفًا عميقًا.

        رومن

        شاب قوي وعضلاته واضحة، يدير دكان عائلته. يظهر رومن كرجل مهيمن وجذاب، ينجذب لقوة ليلى وثقتها بنفسها. علاقته بليلى تتجاوز مجرد المعاملات التجارية، وتتحول إلى لقاءات عاطفية مليئة بالرغبة. هو شخصية منفتحة على المغامرة ويبدو أنه يجد في ليلى شريكته المثالية.
        تم نسخ الرابط
        تجارب بنات - البارت الأول

        في كل فصل بتعيش حكاية بنت، تتكلم عن مشاعرها وتجاربها العاطفية بكل صراحة. بنسمع منها عن علاقتها بجسمها، وكيف قدرت تتحول من الضعف للقوة.
        
        هذا البارت الأول
        البنت الأولى: ليلى
        
        
        - أنا، ليلى، كنت عايشة لحالي في كوخ صغير وحلو وسط الغابة. 
        صدري كان مليان، ولساني حاد، وهذا اللي خلاني قوية وما أحد يقدر علي. كنت أحب أخبز، واليوم ما كان غيره. كنت أحتاج دقيق وحليب وبودرة كاكاو وفراولة عشان أسوي كيكة.
        
        رحت للبلدة ولقيت نفسي قدام دكان عائلة رومن. رومن كان شاب قوي، وعضلاته باينة من تحت قميصه وهو شغال في الدكان وأبوه مسافر. جمعت مقاضي وراحت عند الكاشير، بس طلع فلوسي ناقصة.
        
        قلت له بصوت هادي: "للأسف، ما عندي فلوس تكفي للدقيق يا رومن." عيونه وسعت، وباين فيها فضول.
        
        قال بصوت عميق: "طيب يا ليلى، أنا متأكد إننا نقدر نتفاهم."
        
        ابتسمت ابتسامة خبيثة: "أدري إنك بتقول كذا."
        
        رحنا لغرفة المخزن اللي ورا، والجو كان مشحون. سندت نفسي على صناديق، وصدري كان يتحرك بقوة، ورومن قرب مني. حط يدينه على خصري وقربني منه. حسيت بقوته ضدي، وخلاني أتمنى قربه.
        
        قال بصوت خشن: "أبيك يا ليلى." هزيت راسي، وأنا آخذ نفس، وهو لفني وضغطني على الصناديق. رفع تنورتي، وكشف لي عن مؤخرتي العارية. سمعته وهو يفك بنطلونه، وعضو الذكري طلع.
        
        دخله فيني، وعضوه ملاني. شهقت، وكسي ضيق عليه. بدا يدخل ويطلع بقوة وسرعة. تأوهت، ويديني تمسك بالصناديق وهو يمارس الجنس معي.
        
        قال وهو يتألم: "اللعنة، ليلى." سرّع من حركته. دفعت عليه بمؤخرتي، وصارت مؤخرتي تضرب خصره. مد يده من ورا، ولقى البظر حقي. بدا يفركه، وخلاني أصرخ من المتعة.
        
        قلت: "رومن، يا لعنة." نشوتي كانت تزيد. دخل بقوة، وعضوه ضرب مكاني الحساس. وصلت للنشوة بقوة، وكسي ضيق على عضوه. تنهد بصوت عالي، وحركاته صارت عشوائية وهو يوصل للنشوة، وملاني.
        
        انهرنا على الصناديق، واحنا نلهث. رومن طلع مني، وسائله ينزل على فخوذي. لفيت وجهي، وعيوني صارت بعيونه.
        
        قلت له بصوت مغري: "أنا لسه أبي الحليب." هز راسه، وعيونه صارت غامقة من الرغبة. مسك سطل وكرسي، وأشر لي أجلس. جلست، وقلبي ينبض بقوة.
        
        نزل على ركبه قدامي، ويدينه تمسك صدري. عصرها، وصار الحليب ينزل في السطل. جمع الحليب، وعيونه ما فارقت عيوني. كنت أراقبه، وأنا آخذ نفس بصعوبة وهو يوصل الحليب لشفايفه.
        
        تذوقه، وعيونه وسعت من المفاجأة: "طعمه زي الفراولة." قالها بصوت مليان دهشة. ابتسمت، وقلبي يرفرف في صدري.
        
        قلت له بصوت هادي: "قلت لك إني مميزة." هز راسه، وعيونه مليانة رغبة. قرب مني، وشفايفه لقت شفايفي في بوسة حارة.
        
        طلعت من المحل، وفي وجهي ابتسامة رضا. كان عندي مقاضي وذكرى بتبقى معي طول عمري. رجعت لكوخي، وقلبي مليان شوق. خبزت الكيكة، وطعم الحليب اللي بطعم الفراولة خلاها لذيذة. أكلتها، وأنا أفكر في رومن.
        
        رجعت للمحل اليوم اللي بعده، وفي وجهي ابتسامة شقية. عيون رومن نورت لما شافني، وفي وجهه ابتسامة جانبية.
        
        قلت بصوت مليان وعد: "عندي وصفة جديدة أبي أجربها." هز راسه، وعيونه صارت غامقة من الرغبة.
        
        قال بصوت عميق: "ما أقدر أستنى أشوف وش مخبية لي يا ليلى."
        
        وهكذا، استمرت مغامراتنا، وصارت أجسامنا شيء واحد في رقصة قديمة قدم الزمن. أنا، ليلى، كنت حرمة بمواهب كثيرة، ورومن كان الرجل المحظوظ اللي جربها. ومع بعض، عشنا حياتنا في عالم مليان شغف ومتعة.
         
        

        روايه الغجرية والدوق

        الغجرية والدوق

        2025,

        تاريخية

        مجانا

        دوق مستقبلي أُرسل إلى الريف عقابًا له على فضيحة، حيث يلتقي بـأماليا، عازفة كمان موهوبة من الغجر. على الرغم من أن أماليا تسرق محفظة أيدن، إلا أنه يكتشف موهبتها الموسيقية ويعرض عليها مبلغًا كبيرًا لتعليمه العزف على الكمان. توافق أماليا، مدفوعةً بحاجتها للمال لتحقيق استقلالها، لكنها تواجه تحديات الثقة والمخاطر المترتبة على التعامل مع رجل من طبقة اجتماعية مختلفة تمامًا، مما يضعها في موقف حرج بين فرصتها للحرية والخوف من العواقب.

        أماليا

        غجرية موهوبة بشكل استثنائي في العزف على الكمان. تمتلك مهارة فطرية ومشاعر جياشة في عزفها، مما يجعلها مختلفة عن غيرها. ذكية، جريئة، ومستقلة، تسعى جاهدة لجمع المال من أجل تحقيق حريتها والهروب من حياتها الحالية تحت سلطة والدها وإخوتها. تظهر قوتها وعزيمتها حتى في أصعب المواقف.

        شوارتز

        عازف كمان وملحن ألماني شهير، ومعلم أيدن. . يدرك أن أيدن يحتاج إلى ما هو أكثر من مجرد تقنية لإتقان الموسيقى، ويلعب دورًا محوريًا في توجيه أيدن نحو أماليا، بعد أن انبهر بموهبتها الفريدة.

        أيدن

        دوق مستقبلي وشاب أرستقراطي، أُرسل إلى الريف كنوع من العقاب بعد تورطه في فضيحة
        تم نسخ الرابط
        روايه الغجرية والدوق

        "هواء الريف جيد لك يا صديقي. أنت تتعافى جيدًا،" أعلن شوارتز بلكنته الألمانية الثقيلة، متناولًا رشفة أخرى من قدح البيرة.
        
        عَبَسَ أيدن، غير موافق على هذا القول. في الواقع، لم يكن متأكدًا مما إذا كان سيستطيع البقاء صيفًا في الريف. لكنه لم يكن يملك خيارًا. لم يقضِ أكثر من أسبوعين متتاليين في قصر العائلة منذ أن غادره قبل عشر سنوات عندما أُرسل إلى مدرسة داخلية في لندن. لم يستغرق الأمر سوى ثمانية أيام في المنفى ليتذكر لماذا لم يمكث هناك طويلاً. لم تكن هناك أي وسائل تشتيت في الريف، حيث كان عالقًا بالقرب من بلدة صغيرة بين ليدز ويورك.
        
        "لو كان الخيار لي، لبقيت في لندن،" أوضح بمرارة.
        
        لقد اعتاد على حياته في المدينة والأنشطة المستمرة التي تقدمها. كانت هناك حفلة راقصة مختلفة كل ليلة. وكان هناك أيضًا ناديه الرياضي، حيث كان يمارس المبارزة والملاكمة الفرنسية. كما كان يستمتع بالذهاب إلى جونسون، حيث كان يلعب الورق ويسمح للمضيفات الجميلات بتسليته.
        
        "ولكن بدون أي علاوة، أعتقد أنني أفضل حالًا هنا،" اعترف أيدن.
        
        كان والده، دوق ليدز، قد قطع عنه دخله وأمر أيدن بالقدوم إلى ملكيتهم للصيف مهددًا إياه بالحرمان من الميراث وإلا. كونه الوريث الذكر الوحيد، كانت هناك فرص ضئيلة جدًا لأن يُحرم من الميراث، لكن كان لديه ابن عم بعيد يمكن أن يرث اللقب ولن يتردد لثانية واحدة في قبوله. كان أيدن غالبًا ما يقلق بشأن أن يكون خيبة أمل لوالده مرة أخرى، وأن يُطرد من العائلة بسبب ذلك.
        
        كان يهتم أيضًا بما سيحدث لأخواته الثلاث ووالدته إذا اضطررن إلى الاعتماد على قريب بعيد للبقاء على قيد الحياة. لذا، ولأول مرة، قرر أن يطيع والده، وسيكون حذرًا هذا الصيف.
        
        "ربما في المرة القادمة، حاول ألا تسبب فضيحة؟" اقترح شوارتز بفكاهة، ببريق مرح في عينيه.
        
        "أنت تعلم أنني لم أفعل شيئًا خاطئًا. على الأقل، لا شيء لا يفعله الجميع أيضًا. إنه ذلك اللعين العجوز الذي يجب أن يُمنع من المدينة."
        
        "كنت على علاقة بزوجته."
        
        "لم أكن الأول، وأنا واثق من أن شابًا محظوظًا يحل محلي بالفعل. في الحقيقة، الخطأ كله يقع على عاتق الفيكونت. إذا تزوجت امرأة شابة جميلة، شقراء وفاتنة، فمن الأفضل أن تكون قادرًا على إشباع احتياجاتها. لقد توليت مهمة مواساة السيدة المسكينة. أنا رجل نبيل، بعد كل شيء..."
        
        "واحد تعرض للضرب حتى كاد أن يموت بسبب تلك الفتاة الجميلة."
        
        "لا داعي للتذكير،" تمتم أيدن، واضعًا يده تلقائيًا على أضلاعه حيث لا تزال بقايا الألم تلازمه حتى بعد أسابيع.
        
        لم تكن هذه المرة الأولى بالتأكيد، ولن تكون الأخيرة، التي يُقبض عليه في وضع مخل للآداب مع امرأة متزوجة. لكن الزوج، في هذه الحالة، كان مستاءً بشكل خاص من خيانة زوجته. لقد أُمسك بهما متلبسين أثناء حفل عشاء في لندن. وأصبحت العلاقة علنية جدًا على الفور. كان ينبغي النظر في مبارزة، لكن مهارات أيدن بالأسلحة كانت معروفة جيدًا بين أقرانه، لذا تجنب الزوج المخدوع ذلك.
        
        فضل الجبان العجوز حل المسألة بطريقة أكثر سرية. مجموعة من اللصوص الصغار كسروا بعض أضلاع أيدن، وخلعوا فكه، وأصابوه بكمية كبيرة من الكدمات والجروح السطحية. لحسن الحظ، لم تكن أي من إصاباته مهددة للحياة.
        
        "أقسم، لو لم تنتزع الفيكونتيسة ذلك الوعد مني، لانتقمت من ذلك الوغد. لكن لديها حقًا فم موهوب،" أوضح أيدن، متذكرًا كيف ركعت الشقراء الجميلة أمامه لتضمن عدم حدوث أي ضرر لزوجها. لقد زارته بعد حوالي أسبوع من الاعتداء، وقد قاما بذلك مرة أخيرة قبل أن يفترقا.
        
        "نعم، أرى كيف كان يمكن أن يؤثر ذلك عليك. وأنت رجل نبيل وشريف."
        
        "ليس دائمًا، لكنني رجل يفي بكلمته. لن أنتقم لكرامتي المجروحة من الفيكونت العجوز. سيموت قريبًا على أي حال."
        
        هذا ما جعل شوارتز يطلق ضحكة عالية وصادقة، مما خفف من مزاج أيدن الكئيب. "إذن ربما بمجرد أن تصبح أرملة، يمكنك أنت والفيكونتيسة العودة إلى ترتيبكما."
        
        "أخشى أنني قد تجاوزت الأمر. لقد تلاشى سحرها حتى قبل هذه المحنة الفوضوية."
        
        "حقًا؟ هل وجدت أحدًا هنا ليحل محلها؟"
        
        عَبَسَ أيدن مرة أخرى، كارهًا التذكير بأنه كان، بالفعل، في فترة امتنع قسرًا. "أنا عالق هنا مع الخدم بينما سافرت عائلتي إلى لندن للموسم. الجميع من ذوي الأهمية في دائرة قطرها عشرون ميلًا موجودون هناك أيضًا. إذا كان هناك شيء واحد لا أفعله، فهو ممارسة الجنس مع العامة. يمنحهم ذلك إحساسًا متضخمًا بالذات، ولا يمكنني التعامل مع هذا السلوك."
        
        "آه، أعتقد أن الدوق المستقبلي لا يستحق إلا الأفضل،" أشار شوارتز ببعض السخرية.
        
        خشي أيدن أن يكون قد أهان صديقه القديم، فحاول إيجاد طريقة لتبرير بيانه clumsy. "أنت تعلم أنني أكن لك أسمى تقدير يا شوارتز. على الرغم من أنك أكبر مني بثلاثين عامًا، إلا أنك تتمتع ببراعة أكثر مما سأمتلكه أنا. أنت ديدريش شوارتز العظيم، أفضل عازف كمان أعرفه وملحن رائع."
        
        لوح الرجل رافضًا الإطراء بحركة يد غامضة، محرجًا من فيض المديح. هذا شيء أعجب أيدن حقًا في الألماني. حتى الآن، كان معلموه مجرد رجال عجائز متشددين مقتنعين بأنهم هبة الله للبشرية. كان شوارتز رجلًا بسيطًا بموهبة لا تصدق، ولم يسمح لها أن تصعد إلى رأسه.
        
        "نعم، نعم... لهذا السبب تدفع لي لتعليمك."
        
        "أو على الأقل محاولة تعليمي."
        
        "أوه، نعم. هذه مهمة شاقة تستغرق حتى بعض إجازاتي!" حان دور أيدن ليضحك بصوت عال. لقد افتقد الرجل حقًا بطريقة ما، وكان وجود رفيق أخيرًا محل تقدير كبير.
        
        كان شوارتز في طريقه إلى اسكتلندا، حيث كان ينوي قضاء بضعة أسابيع بحثًا عن الإلهام لسمفونية جديدة. كان يسافر مع زوجته الحامل وطفليه، لذلك أصر أيدن على مبيتهم في القصر للراحة والانتعاش. لقد رفضوا في البداية، لكنهم لن يخاطروا بإهانة دوق ليدز المستقبلي عندما طالب بذلك.
        
        اليوم، وكأن الله نفسه قد سمع صلواته، جاء بعض التشتيت لينقذه من هذا الجحيم الممل. هنا في الريف، لم يكن لديه سوى ركوب الخيل ومكتبة مليئة بالكتب القديمة والمتربة لشغل عقله المتقد. لذا، استغل أيدن ذلك على أفضل وجه.
        
        قضوا جزءًا كبيرًا من فترة ما بعد الظهر في غرفة الموسيقى لدرس طويل. بعد ساعتين من الدروس المحبطة، اقترح أيدن الذهاب في نزهة في القرية، تليها وقفة في الحانة، بينما تستمتع السيدة شوارتز بأمسية هادئة في القصر.
        
        على الرغم من أن اللورد الشاب كان غالبًا ما يُمدح لموهبته في العزف على الكمان، إلا أنه لم يستطع إلا أن يحسد مهارات معلمه. لأكثر من عامين، حاول تعلم كل ما يستطيع من معلمه، لكن لم تكن هناك أي علامات تحسن أخرى منذ بضعة أشهر، مما أحبطهما كليهما.
        
        كان هذا هو السبب في وجوده هنا، في أكثر حانة لائقة في المدينة، برفقة معلمه. "ربما يجب أن نعود قبل أن توبخني زوجتك على مقدار الوقت الذي أستغرقه،" أعلن أيدن، قبل أن يشرب ما تبقى من بيره. لقد بدأ الوقت يتأخر، وإذا كان آل شوارتز سيغادرون مبكرًا في الصباح، فعليهم العودة إلى القصر.
        
        في غضون دقائق، كانوا في الشوارع، في طريقهم إلى العربة. كان الهواء المحيط رطبًا، لكن لم يبدُ أنها ستمطر. الآن بعد أن حل الصيف أخيرًا، سيكون الطقس أكثر اعتدالًا.
        
        "يجب أن أجعلك تعزف، الآن بعد أن تناولت بضعة أكواب،" قال شوارتز. "مشكلتك، كما ترى، هي أنك تفكر كثيرًا عندما تعزف." عبس أيدن. بالطبع، كان يركز عند العزف. لم يكن يريد أن يرتكب خطأ ويحرج نفسه. "أنت تعرف الأغاني الآن. يمكنك أن تترك نفسك، وتدع روحك تسيطر، وتكون الموسيقى. الكحول يجب أن يساعد في ذلك!" ضحك للحظة، ووضع يده على كتف أيدن، وانحنى نحوه، وكأنه يخبره سرًا.
        
        "كما ترى، أنت تعامل الموسيقى كعلم، مثل الرياضيات، لكن الحقيقة هي أنها فن، فكرة، حلم، تصور..." كان أيدن يرى الشغف، التنوير في عيني الرجل، وحسده على ذلك. لا شيء في حياته بأكملها بدا له بهذه الأهمية مثلما كانت الموسيقى بالنسبة لشوارتز. "تقنيتك لا تشوبها شائبة، لكنك لا تعزف بقلبك. فقط برأسك. الموسيقى يجب أن تحركك. يجب أن تجعلك تشعر بالأشياء." توقف، سامحًا لأيدن بمعالجة تلك المعلومات الجديدة. "هل تشعر بأي شيء عندما تعزف؟"
        
        
        
        

        هز أيدن رأسه. عندما كان يكمل مقطوعة موسيقية ببراعة، لم يشعر سوى بالرضا. كان هناك شعور لا يمكن إنكاره بالفخر عندما يقف جمهوره ليصفق لأدائه. حتى أنه شعر بنوع من المتعة عندما أتقن مقطوعة جديدة بعد ساعات من التدريب. لكن الفعل نفسه لم يحركه أبدًا. وكأنهم قد استحضروها، ارتفعت الموسيقى من الشوارع. وصل إلى آذانهم صوت كمان خافت ورقيق. تجمد شوارتز على الفور، ولم يتحرك سوى رأسه يمينًا ويسارًا، محاولًا تحديد اتجاه اللحن. دون كلمة، تحرك الألماني نحو الصوت، وكأنه فجأة ممسوس. تبعه أيدن، مفتونًا بسلوكه. لقد رآه هكذا من قبل - غالبًا عند التأليف. كان الأمر كما لو أن الموسيقى أصبحت الشيء الوحيد المهم، جوهر الحياة نفسها. عندما اقتربوا، فهم أيدن لماذا كان شوارتز يتفاعل بقوة مع صوت الكمان. من كان يعزف كان يمتلك موهبة لا تصدق. كانت النوتات دقيقة بشكل مثير للإعجاب والموسيقى غاية في العذوبة. بعد بضع منعطفات، وصلوا خلف تجمع صغير. شق شوارتز طريقه، غير مبالٍ بالناس المحيطين به، ووصل إلى الصف الأمامي بينما تبعه أيدن. أصابه الذهول وكاد يسقط فكه. لم يكن يعرف بالضبط ما كان يتوقعه، لكن ليست امرأة، وبالتأكيد ليست شابة جدًا. ومما زاد المفاجأة، كان عليها أن تكون أجمل مخلوق رآه على الإطلاق. كانت الجميلة تقف أمام باب، وأول ما لاحظه أيدن هو شعرها الكثيف، الداكن كليلة بلا قمر، ويمكنه تخمين تجعيداته الوفيرة، على الرغم من أنها كانت ملفوفة في ضفيرة طويلة تستقر على كتفها. وكأنما مجبرًا، أخذ أيدن لحظة للإعجاب بها، ففضوله يطلب ذلك. كانت حواجبها مقوسة بأناقة، ومن عينيها المغلقتين، لم يستطع رؤية سوى أهداب كثيفة، طويلة لدرجة أن ظلها امتد على خديها. الأنف تحتها كان مستقيمًا ورفيعًا. تبعتها شفاه شهية، ممتلئة بلون وردي داكن. كان رأسها مائلًا نحو الكمان، مكشفًا عن المنحنى الدقيق لحلقها. بدا شيء ما في المرأة غريبًا بشكل لذيذ، وكان تغييرًا مرحبًا به عن النساء الإنجليزيات الفاتنات اللواتي يراه باستمرار. مفتونًا بجمالها الحيوي، استغرق وقتًا حتى أدرك ما كانت عليه. كان فستانها الأزرق سيء الخياطة، القماش خشن، مجوهراتها الفضية الوفيرة كانت بسيطة، معظمها مطروق، وبشرتها كانت ذات سمرة طبيعية لم تترك شكًا في أصولها. كانت مع قطيع الغجر الذين وصلوا في وقت سابق من هذا الأسبوع. استدار أيدن إلى معلمه، ليدرك أن الرجل كان مفتونًا تمامًا. لم ير شوارتز مفتونًا بهذا الشكل من قبل. كان يركز على المرأة لدرجة أنه لم يكن يرمش. كان فمه مفتوحًا في دهشة صامتة بينما كانت عيناه تتلألآن بالمشاعر. بمعرفة الألماني، ربما كان لذلك علاقة قليلة بجمال المرأة، ولكن كل شيء يتعلق بموهبتها في العزف على الكمان بدلًا من ذلك. بفضول، شاهد أيدن عزفها. كانت أصابعها تمسك القوس برقة وكأنه قد ينكسر في أي لحظة. كانت يدها الأخرى تنزلق بسهولة لا تصدق على رقبة الكمان. جعلت الأمر يبدو بلا مجهود، لكن النوتات التي أخرجتها من آلتها لم تكن سهلة على الإطلاق. بالنظر إلى مدى ضعف تجهيزاتها، تساءل عما كان يمكن أن تفعله بآلة ستراديفاريوس الخاصة به. لم تكن قد فتحت عينيها بعد، وكانت تتأرجح بخفة مع الموسيقى. تجعد حاجباها واسترخيا مع اللحن. كان النظر إليها مشهدًا أعظم حتى من الموسيقى التي أنتجتها. أخيرًا، انتهت الأغنية. بعد نوتة أخيرة، طويلة، وخافتة، حل الصمت. لم يحدث شيء للحظة، ثم وضعت قوسها وكمانها قبل أن تفتح عينيها. هتف بعض المتجمعين، بينما كان بعضهم قد بدأ بالتحرك. ابتسمت الغجرية بتواضع وانحنت. عندما استقامت، ومسحت نظراتها الحشد، بحثًا عن المحسنين الذين قد يميلون إلى تعويض جهودها. متابعة لمسارها، التقت عيناها في النهاية بعيني أيدن. للحظة خاطفة، نسي كيف يتنفس. كانت تلك القزحية الداكنة تسحبه نحو فراغ سعيد، فراغ كان أكثر من مستعد للغرق فيه. احتفظت بنظرته للحظة، ترمش مرة، مرتين، قبل أن تحول نظرها بعيدًا. وضعت آلتها، وأمسكت صندوقًا خشبيًا صغيرًا. هزته قليلاً، مما جعل العملات المعدنية بداخله ترن، وسارت بين الحشد، طالبة بضع بنسات. شوارتز، الذي تحرر أخيرًا من دهشته، ربت على معطفه ليخرج محفظته. فعل أيدن الشيء نفسه. عندما جاءت الغجرية إليهما، أسقط كل منهما بضع عملات معدنية في صندوقها. ابتسمت بأدب، مما جعل قلب أيدن يخفق أسرع قليلاً، وانتقلت إلى المتفرجين التاليين. "كان ذلك..." بدأ شوارتز، غير قادر على إيجاد الكلمات المناسبة. "كان ذلك غير متوقع. هل ترى ما أعنيه الآن؟ عندما أقول لك أن تشعر بالموسيقى؟" كان الرجل متحمسًا لدرجة أن لكنته بدت أكثر سمكًا من المعتاد. أومأ أيدن بإبهام، بينما كان انتباهه لا يزال على الصورة الظلية الأنيقة للمرأة وهي تشق طريقها بين الناس. "إنها إحدى الأشياء التي أحبها في الموسيقى، كما ترى. مع بعض العمل الجاد والإصرار، يمكن لأي شخص أن ينجح،" أوضح شوارتز. إنها صغيرة جدًا لكي تكون قد عملت بجد، فكر أيدن. كان واضحًا له أنها موهوبة بشكل خاص. "ربما يجب أن أطلب منها أن تأتي إلى القصر وتعطيني بعض الدروس،" مازحًا. وكأن غجرية يمكنها أن تعلم ابن دوق أي شيء. "أعلم أنك تمزح، لكنها ليست فكرة سيئة. أخشى أنني وصلت إلى طريق مسدود معك. من الآن فصاعدًا، لا يمكنني تحسين تقنيتك أكثر. تحتاج إلى فتح شيء بداخلك للوصول إلى المستوى التالي." استدار ليرى المرأة التي كانت تصل إلى آخر المتفرجين. أشار إليها وسأل، "هل سمعت أخطائها عندما عزفت؟"

        لم يسمع أيدن أي أخطاء، وكان على دراية بهذه المقطوعة. "هل ارتكبت أي أخطاء؟" سأل بشك. "لقد ارتكبت العديد من الأخطاء، نعم،" قال الألماني. "ولكنك ترى، كانت أشبه بتحسينات، مثل لمستها الخاصة لهذه الأغنية. لم تعزف مجرد مقطوعة - لقد عاشتها، ويمكنك أن تشعر بذلك. كانت تسير أبطأ من المطلوب في بعض الأحيان ثم تسرع. في بعض الأحيان كانت تعزف نوتة لمدة أطول قليلاً..." كان أيدن في حيرة. فهل يجب عليه الآن ارتكاب الأخطاء ليعزف أغنية بشكل مثالي؟ كان هذا سخيفًا وغير محترم للملحن. قاطعت أفكاره عندما رأى الغجرية عائدة. أبقى عينه عليها بحذر. بينما كانت تقترب منهم، تعثرت. مد أيدن يده لمنعها من السقوط. في اللحظة التي اصطدمت به بقوة، سرت قشعريرة في جسده كله. انضغط شكلها الناعم عليه، والتقط رائحة شيء زهري. بقيت هناك للحظة، ثم رفعت وجهها لتنظر إليه. بسرعة، استعادت رباطة جأشها وابتعدت عنه. بسرعة كبيرة بالنسبة لذوقه. "أنا آسفة جدًا،" هتفت بلكنة لم يستطع تحديدها. "اعتذاراتي، أيها السادة، أخشى أن إجهادي قد تمكن مني." ذهبت لتضع آلتها في حقيبتها واستدارت إليهم مرة أخيرة قبل المغادرة. "أنا آسفة جدًا مرة أخرى، يا سيدي." ومع ذلك، اختفت في زقاق. لا يزال أيدن تحت تأثير قرب أجسادهم، ظل يحدق في الزقاق لفترة، يميل إلى متابعتها. شوارتز نبهه بحركة من حلقه. "ربما يجب أن تطلب منها بعض النصائح بعد كل شيء. أعتقد أنك قد تستمتع بالعديد من الأشياء منها... بخلاف دروس الموسيقى." ابتسم أيدن. لم تكن دهشته سرية على الإطلاق. استدار إلى صديقه. "سألتقي بك في العربة. لدي درس لأؤمنه." دون انتظار إجابة، ذهب أيدن إلى الشارع الضيق الذي اختفت فيه. بخطى حازمة، بحث عن المرأة. لم يكن بإمكانها الذهاب بعيدًا بهذه السرعة. بحث عنها عند كل تقاطع، لكنها لم تكن في أي مكان. بينما كان على وشك الاستسلام، لمح بقعة زرقاء في الضوء المعتم، واقفة في شارع مسدود مجاور. شعر بالارتياح، وذهب إليها. عندما اقترب منها، أدرك أنها كانت تعد عملاتها المعدنية. لقد انتهت للتو من الصندوق الخشبي عندما وصلت إلى فتحة في جانب فستانها، وأخرجت منها حقيبة جلدية صغيرة. واحدة تمامًا مثل حقيبته. ربت على معطفه وأدرك أنها مفقودة من جيبه. اللعنة... لقد سرقت الحسناء الصغيرة محفظته عندما سقطت بين ذراعيه، وهو ما فعلته على الأرجح عن قصد. اللعنة، شعر وكأنه غبي. أفرغتها في يدها، وارتسمت ابتسامة عريضة على وجهها. بدأت تعد تلك العملات أيضًا، ابتلع أيدن كبرياءه قبل أن يتقدم. "تعلمين أنني يمكن أن أجعلك تُشنقين بسبب هذا، أليس كذلك؟" قال بصوت مهدد عندما اقترب بما فيه الكفاية. استدارت المرأة إليه، متجمدة من الرعب، وعيناها مفتوحتان على مصراعيهما. عندما فتحت أماليا عينيها، انتقلت من قصر العقل الذي نقلتها إليه المقطوعة الموسيقية، لتعود فقط إلى الساحة الصغيرة التي كانت تقف فيها. توقف المزيد من الناس للاستماع إلى عزفها، مما يعني المزيد من العملات المعدنية مما توقعت. على الرغم من أن بعض المتفرجين كانوا يتفرقون بالفعل. انحنت، متلهفة للمرور وجمع أي مال سيعطيها جمهورها. بعد أن استقامت، أخذت لحظة لتقييم من بقي بسرعة. بحلول هذا الوقت، تعلمت التعرف على من يهمها، وكان عليها الوصول إليهم قبل أن يغادروا. معظمهم كانوا من البسطاء الذين من المؤكد أنهم لن يعطوها الكثير، على الرغم من استمتاعهم بحرفتها. توقفت نظرتها عن مسح الحشد عندما اصطدمت بزوج من العيون الحادة. الرجل الذي يملكها كان مختلفًا عن أي شخص آخر هنا. لم يكن يبدو ثريًا فحسب، بل كان أيضًا أطول من البقية، وجذابًا بشكل ملحوظ. بياض شعره الأشقر والزرقة المذهلة لعينيه، كان هناك شيء شبه ملائكي فيه. بمجرد أن تمكنت من صرف نظرها عن نظرته الحادة، لاحظت أماليا بقية جسده. كانت ملابسه باهظة الثمن ومفصلة - مما يدل على ثرائه. كان إما تاجرًا ناجحًا أو أرستقراطيًا. كان مشهدًا يستحق المشاهدة؛ لا يشبه أي من الناس الذين رأتها في القرية. هو. كانت بحاجة للذهاب إليه. لأنه بالتأكيد سيعطيها أكثر من الجميع مجتمعين. وضعت كمانها، وأمسكت صندوق نقودها، وسارت بين الناس الذين بقوا، متجهة نحو الرجل اللافت للنظر. كان الرجل مع شخص ما - رجل أشقر في منتصف العمر لم تلاحظه. أعطاها الرفيق شيئًا أولاً، ثم تبعه الرجل الوسيم. أخرج حقيبة، ثقيلة بالمال، من جيب داخل سترته. كما هو متوقع، أعطاها عملتين كبيرتين، ثم أعاد حقيبته إلى مكانها، تحت قفصه الصدري الأيسر مباشرة. متجاهلة إياهم في الوقت الحالي، انتقلت إلى بقية الحشد المتلاشي بسرعة. بقيت محفظة الرجل الجلدية في ذهنها طوال الطريق حتى نهاية الساحة. سيكون مالًا سهلًا، وكان هناك جاهزًا للاستيلاء عليه. لقد كانت هنا طوال اليوم، تعزف كمانها على الرغم من التشنجات في أصابعها وألم رقبتها. إذا لم يكن لديها ما يكفي من المال بحلول الوقت الذي عادت فيه إلى المخيم، فربما سيعتقد والدها أنها قضت يومها لا تفعل شيئًا مرة أخرى. عندما كان ذلك ممكنًا، كانت تتجنب تحمل عقوباته القاسية. باعترافها، كان لدى أماليا بالفعل ما يكفي لضمان رضا والدها. لكنها كانت بحاجة للمزيد. كانت تفعل ذلك دائمًا. لسنوات حتى الآن، كانت تدخر بعض أرباحها، عملة تلو الأخرى، لكي يكون لديها ما يكفي للمغادرة يومًا ما. بهذا المعدل، ستتمكن من الفرار في حوالي عقد من الزمان. كانت فترة طويلة بشكل فظيع للانتظار، لكنها كانت على استعداد لفعل أي شيء إذا كان ذلك يعني أنها ستكون مستقلة، خالية من إخوتها المتسلطين ووالدها المتطلب. عندما استدارت، كان الرجل الجذاب لا يزال هناك، يتحدث مع صديقه الأكبر سنًا. هذا حسم الأمر. ستأخذ محفظته، وتهرب، وسيقربها ذلك خطوة واحدة من اليوم الذي ستكون فيه امرأة حرة. براعتها كانت جيدة، على الرغم من أنها ليست بجودة إخوتها، لكنها عملت عليها بما يكفي لتعرف أنها تستطيع تنفيذها. لم يكن هذا شيئًا تفعله بخفة، لكن هذه الفرصة كانت جيدة جدًا لكي تفوتها. بمجرد أن أصبحت قريبة بما فيه الكفاية، تظاهرت بأنها تعثرت في فستانها، فسقطت إلى الأمام على الرجل. تفاعل على الفور، وبينما كان يمسك كتفيها لتأمين توازنها، هبطت يدها على جانبه - تمامًا حيث كان الجيب الذي يحتوي على المال. أمسك بها وكأنها لا تزن شيئًا وساعدها على الوقوف. كان عليها أن تعترف بأن إلقاء نفسها في ذراعيه لم يكن مزعجًا على الإطلاق. كان يفوح منه رائحة جيدة، وصلابة صدره ضد صدرها جعلت شيئًا يرفرف في معدتها. بعد أن أخرجت يدها من جيبه ووضعت الحقيبة بأمان في يدها، ابتعدت وأعجبت بميزاته. أول ما لاحظته كان عينيه. لقد خمنت أنهما جميلتان من بعيد، ولكن من قريب، كان اللون أكثر جاذبية. كانت درجة من الأزرق الفاتح جدًا، لا تشبه أي شيء رأته من قبل. كان يمكن أن يجعلها تبدو باردة وبعيدة، لكن نظراته كانت تشبه النار، تدفئها من الداخل إلى الخارج. كان فكه المربع مشدودًا، وشفتاه مضمومتان بإحكام. كان بإمكانها أن تبقى هكذا لفترة طويلة، لكنها تذكرت أنه كان عليها الهرب قبل أن يدرك أنها سرقته. مبتعدة عن الرجل، لم يكن عليها حتى أن تتظاهر بتعلثم صوتها عندما اعتذرت. كانت مشغولة جدًا بالطريقة التي كان بها قلبها يخفق في صدرها، بالكاد تستطيع التفكير في الحقيبة المليئة بالثروات التي سرقتها للتو. بعد أن استعادت رباطة جأشها، ذهبت لتحضر أغراضها وغادرت بسرعة، معتذرة مرة أخرى. بعد بضع لفات ومنعطفات، وجدت نفسها مختبئة بعمق في القرية، في زقاق عشوائي. مختبئة هناك، عدت أرباحها الأخيرة من اليوم قبل أن تنتقل إلى محفظة الرجل. أصابها شعور بالرضا الشديد عندما أدركت أن هناك ما لا يقل عن أربعة جنيهات بداخلها. هذا أكثر مما كانت تكسبه في شهور! كانت تعد البنسات الأخيرة عندما ارتفع صوت عميق أجش يهدد من يسارها. "تعلمين أنني يمكن أن أجعلك تُشنقين بسبب هذا، أليس كذلك؟" سأل رجل. استدارت أماليا على الفور، وتحول وجهها إلى أحمر قانٍ عندما تعرفت عليه. تلك العيون الزرقاء الجليدية لم تعد تحمل أي دفء. كانت تنضح بالخطر فقط. كانت غريزتها الأولى هي الهروب، لكن عندما نظرت حولها، لاحظت أنها قد حبست نفسها في طريق مسدود. بعد أن تمتمت بشتيمة تحت أنفاسها، نظرت إلى الرجل. لم يكن هناك سبيل للهروب من هذا، لذا ستواجه عواقب أفعالها برأس مرفوع. كانت غجرية فخورة. ستتعامل مع الأمر هكذا. شَدَّت كتفيها ورفعت ذقنها، ورمقت الرجل بنظرة متحدية. "شعبنا يعتبر أنه إذا خرجت بهذا القدر من المال معك، فأنت تستحق أن تُسرق."

        ظهرت لمحة ابتسامة على وجهه. "حسنًا، شعبنا يعتبر أنه إذا سرقت أي مبلغ من المال، يجب أن تذهب إلى السجن بسبب ذلك. علاوة على ذلك، إذا سرقته من إيرل، ودوق مستقبلي مع ذلك، فأنت تستحق أن تُشنق بسببه." لم تدم رباطة جأش أماليا طويلاً، وأصيبت بالذعر مرة أخرى. ماذا فعلت؟ لم تكن تريد أن تموت! غمرها الخوف، وتسارعت أنفاسها؛ لم تعد تستطيع التفكير بوضوح. "اهدئي،" قال الرجل وهو يقترب، واقفًا أمامها مباشرة. "لن أدعك تُشنقين بسبب هذا. سيكون ذلك إهدارًا فظيعًا." توقف، ونظر إليها من رأسها حتى أخمص قدميها، وأضاف، "كم عمرك؟" "أنا في التاسعة عشرة من عمري،" قالت، متحفظة قليلاً. بدا الرجل راضيًا عن هذه المعلومة، وأدركت أماليا السبب. لقد أرادها. سيتفاوض على جسدها مقابل حياتها. "كم كان فيها؟" سأل، مشيرًا إلى الحقيبة التي كانت لا تزال تمسكها. "أربعة جنيهات، أحد عشر شلنًا وثلاثة بنسات،" أجابت، متلصصة عليه بعينيها. مقابل هذا القدر من المال، كان يمكنه بسهولة أن يجعلها تُشنق. لكن ربما كان رجلًا عاقلًا؟ ربما سيغفر لها بعد بعض الاعتذارات، وتعليقًا مثيرًا للشفقة حول وضعها، وذكر أخواتها الفقيرات؟ ربما حتى يترك لها بضعة عملات معدنية؟ كانت ستفعل أي شيء لتخرج من هذا الموقف سالمة ودون أن يمسسها أحد. "ماذا عن أن تكسبين هذا المبلغ كل يوم لبقية الصيف؟" اقترح الرجل. اتسعت عيناها بصدمة. يا إلهي! هل كانت حقًا تستحق هذا القدر من المال؟ أكثر من ثلاثمائة جنيه لشهرين. هذا أكثر مما كانت تتوقع أن تكسبه في سنوات. كان ذلك كافيًا لها لشراء استقلالها والهرب أخيرًا من حياتها - بما يكفي لبدء حياة جديدة في مكان آخر. كان العرض مغريًا بشكل لا يصدق، لذا فكرت فيه للحظة. كل ما كان عليها فعله هو الاستلقاء والانتظار حتى ينتهي مما يريد أن يفعله بها. لمدة شهرين. ثم ستكون حرة من كل شيء، والدها، إخوتها، هذه الحياة... عندما التقت عينا الرجل، كانت قرارها شبه جاهز. كان جذابًا بما يكفي ليجعل هذا أقل مللاً مما كان سيكون عليه. سيكون لديها شيء جميل لتنظر إليه بينما يحدث ذلك. وبالنظر إلى الطريقة التي تفاعل بها جسدها عندما اصطدمت به، يمكنها أن تعتقد تقريبًا أنها ستستمتع ببعض ذلك. قبل أن تصل إلى نتيجة مرضية، تمرد شيء عميق بداخلها. لطالما أخبرتها والدتها أنهن لسن عاهرات. لا ينامن من أجل المال. هذا سيكون دائمًا أقل من مستواهن. لطالما اعتنت أماليا بنفسها. لم تكن بحاجة للاعتماد على أموال هذا الرجل لمواصلة ذلك. مرة أخرى، استقامت، محاولة أن تبدو مهيبة، على الرغم من أن الرجل كان أطول منها قدمًا على الأقل. "أنا لست عاهرة. لن أسمح لأي شخص أن يعاملني كواحدة. خاصة ليس بعض الحمقى ذوي الدم الأزرق الذين يحتاجون إلى مضاجعة نساء أقل شأنًا ليشعروا بالقوة!" ندمت أماليا على الكلمات بمجرد خروجها. مرة أخرى، تحدثت أسرع مما يستطيع دماغها معالجته، لكن هذه المرة، قد يكلفها حياتها. حدق الرجل بها في صدمة. مرت الثواني، وأخيرًا، حدث شيء ما. ضحكة لا يمكن السيطرة عليها اجتاحته. عبست أماليا، مرتبكة. هل كان يسخر منها؟ استغرق الأمر بعض الوقت حتى يتمكن من التحدث مرة أخرى. نبه حنجرته، وأخمد بقية ضحكاته. "صدق أو لا تصدق، هذا ليس بالضبط ما كنت أخطط له. على الرغم من ذلك، يمكننا الاحتفاظ به في الاعتبار." كان يتلاعب بها، ولم تكن تحب أن يُسخر منها. "إذا لم تكن تسعى وراء الجنس، فماذا تريد مني؟" سألت بفظاظة. بدا مندهشًا بعض الشيء من صراحتها. سيكون من المنطقي أنه لم يعتاد على النساء يتحدثن بهذه الفظاظة. ابتسم مرة أخرى، وهز رأسه، ونظر إليها بحيرة. "أنتِ حقًا شرسة، أليس كذلك؟" لم تعرف أماليا ماذا يعني ذلك، لكن نبرة صوته بدت تقديرية أكثر من كونها مهينة. "ما أريده، كما ترين، هو أن تعلميني العزف على الكمان كما تفعلين." توقف، منتظرًا إجابتها. ماذا؟ أراد أن يتعلم العزف على الكمان؟ هل كانت هذه خدعة لإحضارها إلى مكانه؟ "أنا لست معلمة،" أجابت. "مقابل هذا المال، يمكنك بسهولة العثور على معلم حقيقي يمكنه تعليمك العزف." "لدي واحد. هو من بين الأفضل في البلاد لأقول لك الحقيقة. ومع ذلك، هو نفسه، أخبرني أنك تستطيعين تعليمي شيئًا أو شيئين." "لا أستطيع،" أجابت. "ربما والدي. هو من علمني." "لا، يجب أن تكوني أنتِ."

        "لماذا؟" "لسبب واحد، لم أرَ أحدًا يعزف كما تفعلين. أيضًا، أعتقد أنكِ أجمل بكثير من والدكِ،" أضاف بغمزة سريعة وابتسامة ساحرة. كانت أماليا في حيرة. هل يمكنها حقًا تعليمه أي شيء؟ ألن يقرر أنه مضيعة للوقت والمال ويتوقف عن الدروس؟ لم تكن لديها أي فكرة حقيقية عن كيفية نقل معرفتها إليه. ولكن حتى لو أدرك أخطائه، يمكنها كسب الكثير من المال بسهولة بالغة. "كيف لي أن أثق بك؟" سألت. مرتبكًا، عبس للحظة، ونظر إلى محفظته في يدها. يمكنها أن تفهم حيرته، لكن مخاوف أماليا كانت أكثر أهمية من المال. ما هو الضمان الذي تملكه ألا يطلب الرجل ترتيبًا مختلفًا لاحقًا؟ كيف يمكنها أن تكون متأكدة من أنه لن يسيء إليها ويفرض نفسه عليها عندما يكونان وحدهما خلال دروس الكمان هذه؟ "لن أنام معك، لذا انسَ الأمر تمامًا." "حبيبتي، يمكنني أن أطقطق أصابعي وتأتي ثلاث نساء راغبات في طريقي،" أعلن بغرور مكشوف. "أعدكِ، هذا ليس ما يدور في ذهني." طمأنها جوابه، واسترخت توتر كتفيها. "إذا فعلنا هذا،" أضافت، "عليك أن تدفع لي كل يوم، وليس فقط كل المبلغ في نهاية الصيف." أومأ بالموافقة. "لا يمكن لأحد أن يعرف بترتيبنا. إذا علم والدي كم من المال سأكسبه، فسيأخذه مني." أظلمت عيناه للحظة، وأومأ مرة أخرى. "سيعرف أتباعي أنكِ ستأتين للدروس، لكن لا أحد سيعرف كم أدفع لكِ، هل هذا كافٍ؟" حان دورها لتومئ. "حسنًا جدًا. هل لديكِ أي شيء آخر في ذهنكِ؟" هزت أماليا رأسها. "ليس في الوقت الحالي، لكن قد يتبادر لي شيء في المستقبل. سأخبركِ إذا تبادر لي شيء." "ممتاز!" هتف، يصفق بيديه قبل أن يفركهما بقوة. "ستأتين إلى قصر لانغستون غدًا بعد الظهر. سنبدأ الدروس حينها." أشار إلى يدها، التي كانت لا تزال ممسكة بالمحفظة. "يمكنكِ الاحتفاظ بها كدفعة مقدمة لتأمين تدريسكِ." بهذا، انحنى بأناقة، غمز، وتركها هناك. حدقت أماليا في الزاوية التي اختفى فيها لفترة طويلة، مصدومة مما حدث للتو. ما نوع الموقف الذي ورطت نفسها فيه؟ قصر لانغستون كان أكبر عقار لمسافة مائة ميل حولها. عائلة هذا الرجل كانت من أهم العائلات في المملكة. وبطريقة ما، كانت سيئة الحظ بما يكفي لسرقة محفظته؟ الآن سيتعين عليها أن تعطيه دروسًا، وهي تعلم تمامًا أنه يمكن أن يجعلها تُشنق بسبب ما فعلته. المال الذي عرضه كان نعمة، لكن المخاطر التي ستواجهها كانت تعادل كل ذلك. لا يوجد مبلغ من المال يستحق الموت من أجله. لكنها لم يكن لديها خيار، أليس كذلك؟

        Pages

        authorX

        مؤلفون تلقائي

        نظام شراء