رواية أنت وبس

أنت وبس

2025,

سايكو

مجانا

قلبها اتكسر لما اكتشفت إن حبيبها، اللي حبته 5 سنين، خانها مع صديقته المقربة. بتنهار حياتها بعد الخيانة وبتتحول لشخصية تانية خالص. وبعد سنة، والدها بيجبرها تسافر لوس أنجلوس وتقيم عند شريكه في العمل، وده بيفتح فصل جديد في حياتها مليان تحديات ومفاجآت في مكان غريب ووسط ناس متعرفهمش.

أميرة

تغيرت شخصيتها بشكل كبير بعد صدمة عاطفية قوية تعرضت لها. أصبحت أكثر قسوة وبرودة، وتكره العلاقات الاجتماعية المزدحمة والأطفال. والدها يجبرها على السفر للعيش والعمل في لوس أنجلوس.

يعقوب

حبيب أميرة السابق. خانها مع صديقتها المقربة، مما تسبب لها في ألم نفسي كبير وترك أثراً عميقاً في شخصيتها.

أميليا

صديقة يعقوب المقربة، والشخص الذي خانه يعقوب أميرة معها. تظهر وكأنها لا تشعر بالندم على أفعالها.
تم نسخ الرابط
رواية أنت وبس

"أميرة، أرجوكي اسمعيني..."

الهوا مدخلش صدري، حاولت أتنفس بس مقدرتش. الدنيا كانت بتلف بيا ومقدرتش أقف على رجلي بالعافية.

عيني دمعت وأنا ببص بينه وبين البتاة اللي كان بيقولي متقلقيش منها.

صاحبته الانتيم.

مشوفتش ولا نقطة ندم على وشها على اللي عملته. كانت بتبصلي بابتسامة خبيثة على وشها، كأنها كانت بتتمنى إني آجي هنا الحفلة دي وأشوفهم.

أشوفهم بيبوسوا بعض قدام صحابه وهو بيقرص على مؤخرتها.

قلبي بيدق بسرعة أوي لدرجة إني حاسة إنه هيقف في أي لحظة. بصيت على يعقوب، اللي كان واقف مكانه مذهول تماماً. كنت شايفة في عينيه إنه متوقعش إني هاجي هنا.

ده مش يعقوب بتاعي. لأ، مستحيل يكون هو.

مش عايزة أصدق إن الولد اللي بحبه بقالي 5 سنين ممكن يعمل فيا كده.

لحظات عشوائية جات في دماغي، لحظات سعيدة شاركناها السنين دي، وده خلى قلبي يتملي وجع مع كل ثانية بتعدي.

أنا بتنفض، مش قادرة أتحكم في جسمي. حاولت أهدى وألقط نفسي والدموع بتنزل واحدة ورا التانية.

أنا مثيرة للشفقة أوي إني أقعد أعيط قدامه، وقدامها، وقدام صحابه، اللي أكيد كانوا عارفين من الأول.

"ليه؟"

صوتي كان واطي ومكسور لدرجة إنه بالكد مسموع. حياتي كلها اتهدت أول ما شفت شفايفه لازقة في شفايفها.

"أميرة، أرجوكي خلينا نخرج من هنا وأنا هشرحلك كل حاجة، يا ساتر، هشرحلك كل حاجة."

صوته اترعش وهو بيقول الكلمات دي، بيبصلي والدموع في عينيه. نظراته كانت ماسكة نظراتي كأنه أنا وهو الوحيدين في الأوضة دي. كنت شايفة اليأس في عينيه.

العينين الخضرا اللي كنت بحبها أوي دي.

"كفاية يا يعقوب، جه الوقت اللي تقولها. أنا تعبت من إني أستخبى من الخسرانة دي عشان أنت مش قادر تبطل تخونها."

صوت أميليا رن في الأوضة كلها، وده خلى الكل يسكت ويبصلنا. محدش اتحرك ولا عمل صوت.

بصيت على غرايسون، صاحب يعقوب الانتيم.

الشخص اللي بعتلي الرسالة عشان أجي هنا.

بس هو وطى عينيه، بيحاول يتجنب نظراتي.

هو عارف من الأول، زي أي حد تاني.

"أنتو كلكم كنتو عارفين" قلتها تقريباً زي الهمس، ببص لكل واحد في الأوضة دي، ومحدش فيهم تجرأ يبص في عيني.

"أرجوكي اديني فرصة أشرح."

"لأ"

قطعت الكلمات بسرعة أوي، وعيني قابلت عينيه. دمي كان بيغلي، كنت عايزة أضرب حد، كنت عايزة أزعق، كنت عايزة أختفي وبس.





نظرت للوشم اللي على رسغه الشمال من جوه.

"أ"

ألف لأميرة.

مش قادرة أصدق إنه لمسها والوشم ده على إيده، من غير أي ندم خالص، وفي نفس الوقت كنت فاكرة إن اللي بينا كان حقيقي.

آه، يمكن أنا خسرانة.

معدتش بخبي دموعي، كانت بتنزل واحدة ورا التانية ومش فارقلي إن الكل شايفها.

"احنا خلصنا"

صوتي كان أقوى، بس قلبي كان بيتكسر. نظرتي باردة أوي، لو الناس بتقدر تقتل بعينيها كان زمانه مات دلوقتي.

يعقوب بصلي ببوق مفتوح، مذهول، رجع لورا شوية كأن الكلمات دي آخر حاجة كان متوقع يسمعها.

"استمتعوا بالحفلة" قلتها وأنا ببص على الكل، وبثبت عيني على غرايسون وبعدين على يعقوب.

قلعت الخاتم اللي يعقوب كان اداني ورميته عليه بكل الغضب اللي في جسمي.

خاتم وعد.

هو وعد إنه في يوم من الأيام هيغير الخاتم ده بخاتم خطوبة.

هو قال إنه عايز مستقبل معايا.

الغضب كان بيطلع من جسمي، وأنا فاكرة كل الكذب اللي قالهولي.

كان لازم أخرج من هنا قبل ما أعمل حاجة غبية.

زي إني أقتلهم هما الاتنين.

سمعت يعقوب بينادي اسمي بعد ما سبت البيت وصوت أميليا المستفز. سمعتهم وهما بيتخانقوا، بس معدتش فارقلي.

كنت بجري.

بجري بسرعة أوي والمطر بينزل عليا من غير ما اهتم إيه اللي هيحصل بعد كده.

مش فارقلي أي حاجة. هو كده كده خد مني أكتر حاجة بحبها.

هو كان عارف إنه كل حاجة بالنسبة لي.

ومن غير تفكير خانني.

بصيت على رسغي اليمين.

"ي"

وخلاص كده.

وقعت على الأرض وصرخت.

ولما غمضت عيني،

كل اللي شفته هو شفايف يعقوب على شفايف أميليا.

ماما زمان قالتلي "خلي بالك يا حبيبتي هتدي قلبك لمين"

كانت عندها حق.

وأنا وحشتني أوي.

هل تحبين أن نترجم جزء آخر من الرواية، أم أن هذا القدر كافٍ؟


-------




بعد سنة:

"أنا بهتم بيكي يا أميرة وعشان كده بعمل كده."

ضحكت بصوت عالي، وبصيت لبابا من غير أي اهتمام.

"ولا عشان تقضي وقت أكتر مع صاحبتك الجديدة؟" رفعت حواجبي وبصيتله بسخرية.

"كلنا عارفين إنك في أسبوع هتسيبها" شبكت دراعاتي قدام صدري.

وشي بقى جامد، فكي مشدود، سناني بتطحن.

تحس بالتوتر في الأوضة.

"أميرة، متكلمنيش كده" بابا زعق، وخبط على الترابيزة بغضب.

متحركتش ولا رمشت. لو هو فاكر إن حاجة زي دي ممكن تخوفني وتخليني أسكت، يبقى ميعرفش بنته كويس.

"أنتي اتغيرتي أوي، مبقتش أعرف بنتي" ضافها وهو عينه فيها هزيمة، وأنا هزيت راسي موافقة.

"خدت وقت طويل عشان تفهم" ابتسمت. "مبروك يا بابا."

"أنتي رايحة وده قرار نهائي."

"أنا عندي 20 سنة، ملكش حق تقولي أعمل إيه" زعقت تاني، ومش فارقلي مين ممكن يسمعنا.

الخدم أكيد بيتفرجوا على مسرحية حلوة دلوقتي.

"لي حق طالما أنا اللي بديكي فلوس. أنتي رايحة ودي آخر كلمة."

زمجرت بصوت عالي بغضب شديد، ورميت راسي لورا.

جسمي كله كان بيولع دلوقتي.

"أنا بكرهك" بصقت الكلمة قبل ما أديله ضهري.

وراسي مرفوعة بفخر، سبت مكتبه في قصرنا.

أنا ست عندي 20 سنة، مالوش حق يعاملني كأني عيلة صغيرة.

إزاي يبعت بنته لوس أنجلوس لراجل معرفوش... لسنة كاملة؟

ولازم أعيش مع مراته وبنته الصغيرة كمان.

حلو أوي.

أنا بكره الأطفال.

إزاي المفروض أبص على الشيطانة الصغيرة دي من غير ما أبقى عايزة أموت نفسي؟

الراجل ده اللي لازم أعيش معاه، هو شريك بابا في الشغل بقاله 3 سنين دلوقتي.

عمري ما قابلته بس أعرف إن عنده شغل ناجح بيديره لوحده.

أنا بس ممكن أتخيل الراجل العجوز المسكين فكر إيه لما بابا كلمه، وكان بيترجاه تقريباً عشان يشغلني في شركته.

مش هقدر أبص في عين الراجل ده، من غير ما أحس بالخزي.

ليه مشتغلش هنا في شركة بابا في نيويورك؟

ليه لازم يبعتني لوس أنجلوس؟

آه عايز أكسر حاجة.

طلعت أوضتي عشان أجهز شنطي عشان رحلتي بكرة.

وخلي أسوأ سنة في حياتي تبدأ.

~~ ~~ ~*~

"أميرة كارسون"

شفت اسمي مكتوب على سبورة بيضا، ماسكها راجل غالباً في أوائل الستينيات.

افترضت إن ده الشخص اللي هقعد معاه.

سحبت شنطي ناحيته، وشققت طريقي بجرأة وسط زحمة الناس في المطار.

آه، أنا بكره المطارات، بكره الأماكن المزدحمة، بكره الناس.

وقفت قدامه وابتسمت ابتسامتي المزيفة.

بصلي ورفع حواجبه.

"أنتي أميرة كارسون؟"

كنت عايزة أضربه بالقلم.

لأ، أنا بس قررت أقف قدامك عشان معنديش شغل تاني. أنت غبي؟





فاكرة يا أميرة، الراجل العجوز ده هيخليكي تقعدي في بيته السنة الجاية، فمتكونيش وقحة. صوت بابا المستفز رن في دماغي تاني. أخدت نفس عميق ومحافظة على الابتسامة المزيفة على وشي. "أكيد أنا" تمتمت، وهو هز راسه. "أهلاً بيكي في لوس أنجلوس." ابتسم بلطف، محافظ على التواصل البصري معايا. هزيت راسي، بحاول أتجنب أي محادثات ملهاش لازمة لأني مكنتش عايزة أكون هنا من الأساس، فليه أتعب نفسي وأتكلم؟ ناولته حاجاتي واتجهنا لخروج المطار. وقفنا قدام عربية. أو بالأحرى، أجمل عربية شفتها في حياتي. الجيبات نقطة ضعفي، وقدامي كانت أحدث عربية بي إم دبليو جيب بلون أسود مطفي. "ألكسندر أندرسون، صح؟" سألت وأنا بركب العربية، وهو ابتسم ابتسامة خفيفة. "لأ، ده مديري." بدأ العربية "هتقابليه قريب." حلو أوي، استخدمت ابتسامتي المزيفة على شخص طلع مش هو أصلاً. محدش ممكن يقتلني دلوقتي؟
مصدقتش إني ممكن أشوف قصر أكبر من قصرنا في حياتي، بس كنت غلطانة.
بابا لازم ياخد كام درس، لأن اللي أنا شايفاه دلوقتي ده جميل بشكل لا يصدق.
الراجل ده معاه فلوس كتير.
القصر كان باين بفخر ورا البوابات الدهبية الضخمة. عند مدخله كان فيه نافورة رخامية رقيقة. النجيلة اللي حواليها كانت خضرا ومتصينة كويس. على كل جانب من السلالم البيضا اللي بتوصل للباب الأمامي الكبير، كان فيه تمثالين أسدين واقفين بفخر.
"عيلة أندرسون مستنيينك يا آنسة" ستيف قال وهو بيفتحلي باب العربية.
أيوة، الراجل اسمه ستيف وهو لطيف جداً. حكالي حوالي عشرين نكتة واحنا في الطريق لهنا. هو روح حلوة أوي. الرحلة اللي مدتها 40 دقيقة ساعدتني أفهم ده.
ابتسمت ابتسامة خفيفة وهزيت راسي وأنا بنزل من العربية.
بصيت على القصر وأخدت نفس عميق.
365 يوم بس يا أميرة. أنتي قدها!
قدام الباب الأمامي الكبير للقصر كانت واقفة ست، عندها حوالي 30 سنة أو حاجة كده، وعلى كل جانب منها، خادمتين بالزي الرسمي الأسود والأبيض.
قربت منهم، وستيف ورايا بشنطي.
ابتسمت من الودن للودن، مبينة ابتسامتها الجميلة.
"أميرة، صح؟" سألت بصوت حنون، وأنا هزيت راسي.
"سعدت بلقائك يا حبيبتي."
الحاجة اللي حسيتها بعد كده كانت إنها حضنتني. كنت مكسوفة جداً لأني مكنتش خليت حد يلمسني السنة اللي فاتت، ولا حتى بابا، بس استجبت للحضن بخفة وطبطبت على ضهرها.
مكنتش وحشة أوي كده، صح؟
"أنا ستيفاني أندرسون. مرات ألكسندر" عرفت نفسها بابتسامة كبيرة، فابتسمتلها تاني.
الست جميلة، مقدرش أنكر ده. قوامها طويل ورفيع، شعرها أشقر بطول الكتف، عينيها زرقا، وابتسامة جميلة.
"شكراً إنكم خليتوني أقيم في بيتكم" قلتها بأدب، وهي لوحت بإيدها كأن الموضوع ولا حاجة، لسه مبتسمة.
"ده شرف لينا. أبوكي شريك مهم لألكسندر وهو دايماً هيساعده" شرحت وهي بتدخل القصر.
كل حاجة كانت أنيقة، مرتبة، وغالية.
ولا أقل من كده.
واضح إن حد ذوقه حلو هو اللي عمل كده.
أنا متعودة على الرفاهية والحاجات دي متقدرش تبهرني.
"آفا ودي أميرة أوضتها لو سمحتي" ستيفاني طلبت بأدب، والبنت هزت راسها وهي بتمشي ناحيتي.
اللي فاجئني إن آفا صغيرة، يمكن أصغر مني. شعرها البني ملموم في كحكة مرتبة، وشها جميل أوي ومدور شوية، بس مقدرش أقول أقل من إنه يخطف الأنفاس. عيون بني شوكولاتة دافية، شفايف مليانة، ومناخير صغيرة وحواجب كثيفة. هي مثالية.
آفا ودتني للسلالم الكبيرة في صمت تام واحنا بنطلع للدور التاني. متجرأتش حتى تبصلي.
"عندكم قاعدة بتمنعكم تتكلموا ولا إيه؟" كسرت الصمت، ولحقتها عشان أبصلها بابتسامة خفيفة، وهي احمر وشها وهي لسه باصة لتحت.
"مش من الأدب إني أكلمك من غير إذن يا آنسة" قالت بصوت خفيف، صوتها كان ناعم ومسالم.
"كلام فارغ. أنا عايزة تتكلمي معايا، كده كده هنشوف بعض كتير السنة الجاية" هزيت كتفي، وهي هزت راسها بخجل خفيف.
"مدام أندرسون مبتخليناش نتكلم مع الضيوف."
رفعت حواجبي باستغراب، ببص لآفا.
هي لسه قايلة كده ولا أنا بسمع حاجات؟
الست الجميلة المسالمة اللي لسه قابلاها؟ لأ، مش قادرة أصدق.
"تمام، يبقى ده هيكون سرنا الصغير" ابتسمت ابتسامة عريضة، وهي احمر وشها أكتر، ومن غير ما تقول أي حاجة زيادة، فتحت باب من الأبواب اللي في الدور التاني.
الأوضة كانت جميلة.
حوايط لونها كريمي، وفيها سرير كبير كينج سايز. شبابيك فرنسية، بتخلي الأوضة أنور بكتير، مع ترابيزة وكنبة بيطلوا على جنتهم الخلفية المذهلة.

بسيطة، بس مثالية.

"دي أوضتك" آفا قالت بصوت خفيف، وأنا هزيت راسي.

يمكن المكان ده يطلع أحسن مما كنت فاكرة.
 

تعليقات

authorX

مؤلفون تلقائي

نظام شراء