موصى به لك

الأقسام

الأعلى تقييمًا

    أعمال أصلية (RO)

      الأفضل شهريًا

        بحر عيونه - مراهقه ثانويه

        بحر عيونه

        2025,

        روايات مراهقين

        مجانا

        بنت تعاني من حيرة تجاه زميلها بيرسي، الذي عاد إلى المدرسة بعد غياب غامض دام لعدة أشهر. تلاحظ فيريس التغييرات الكبيرة في شخصيته، من كونه طالباً مرحاً إلى رجل محطم يحمل أسراراً ثقيلة. تتساءل هي وأصدقاؤها عن سر غيابه وما حدث له، بينما يسعى طالب آخر يدعى بيرس لمضايقته، ليكتشف أن بيرسي الجديد ليس ضعيفاً كما كان.

        فيريس غايفر

        تفضل العزلة، إلا أن عودة بيرسي أثارت فضولها وشعورها بالضياع الذي شعرت به في غيابه.

        بيرسي

        عاد إلى المدرسة بعد غياب طويل كشخص مختلف تماماً. كان في الماضي مرحاً وساحراً، أما الآن فهو رجل مكتئب، حذر، ويحمل على كتفيه هموم الدنيا. يبدو وكأنه خاض تجربة قاسية غيرت شخصيته تماماً.

        آية

        ابنة لاجئ من السعودية. تبدو أكثر هدوءاً وحساسية من أليس، وتميل إلى البحث عن السلام وتجنب الدخول في الخلافات.
        تم نسخ الرابط
        رواية بحر عيونه - حب

        فيريس غايفر
        
        
        أنا عارف إن الكلام ده ممكن يبدو وحش أوي، بس أنا كنت على أمل إنه ما يرجعش. كان فيه حاجة غريبة فيه أنا ما كنتش قادر أفهمها. فكرة إني ما أعرفش الحاجة دي كانت مضايقاني. ما كنتش عارف ليه أنا مش عايزه يرجع تاني، وده كان مضايقني أكتر وأكتر.
        
        نرجع بالزمن لورا.
        
        في أول سنة في الثانوية، الكل كان قلقان من السنة الجديدة. "يا ترى هعمل صحاب؟" "هنجح في المواد؟" "هعرف كام خشب بيحدف الراجل اللي بيحدف خشب؟" كان فيه صوت وشوشة خفيف من الناس اللي بتتكلم في الطرقة. ناس صوتهم عالي وناس واطي، وناس كلامهم كله سخرية، وناس كلامهم كله وجع. أياً كان، مفيش حد كان زي بيرسي جاكسون. هو ما كانش بيتكلم مع حد خالص. كان بيقعد في آخر الفصل، يطلع كراسة زرقا واحدة متطبقة من الشنطة بتاعته، ويبص من الشباك وهو بيلعب بقلم.
        
        هو ما كانش باين عليه إنه زعلان. أغلب العيال اللي ما بيتكلموش مع حد وبيقعدوا في الآخر بيكونوا دايماً مضايقين من أي حاجة في الدنيا. يا إما ده، يا إما بيلبسوا أسود كتير. وممكن الاثنين. بيرسي ما كانش كده ولا كده. بالعكس، كان باين عليه إنه مرتاح. كان قاعد مرجع ضهره لورا في الكرسي، واخد نفس عميق ومستريح خالص في قعدة الكرسي. كان بيلف القلم، والقلم كان بيتزحلق على صوابعه بشكل مرح. وشه كان هادي. حواجبه مرفوعة شوية، وعينيه صاحية، وشفايفه عليها ابتسامة خفيفة. كان باين عليه وكأنه كان في وسط بحر هايج، وبعد ما العاصفة هديت، هو بيتفرج على قوس قزح.
        
        أنا فاكر بيرسي جاكسون ده. بيرسي جاكسون اللي كان بيضحك ويعمل حاجات هبلة عشان يضحك غيره. اللي كان بيستمتع باللحظة. أغلب الناس، ده كان كل اللي بيشوفوه. ما كانوش بيشوفوا الأجزاء الغريبة. يمكن شافوها من غير ما يحسوا، هو عمره ما كان عنده صحاب كتير بالرغم من شخصيته اللطيفة. كان فيه حاجة مش مظبوطة. كل ما كان بيرجع ضهره لورا في الكرسي، كتفه كان بيبقى مفرود، جاهز. عينيه الصاحية كانت بتدور على أعداء ومخارج، جاهزة. دماغه كانت بتتحرك دايماً، رجليه كانت بتبقى على أطراف صوابعها وهو قاعد، الطريقة اللي كان ماسك بيها القلم، هو كان جاهز. جاهز دايماً. أنا بس ما كنتش عارف جاهز لإيه.
        
        وبعدين اختفى. في نص سنة تانية ثانوي، خرج في إجازة نص السنة وما رجعش. ومحدش اهتم، حتى لو لاحظوا. هو كان لسه العيل اللي بيقعد في آخر الفصل وما بيتكلمش غير لو حد كلمه. كله نسى الموضوع لما ما رجعش بقية السنة. هما افترضوا إنه اتطرد لما سمعوا إشاعات عن طرد حصل قبل كده للمراهق ده.
        
        أنا ما كنتش فاكر إني هشوفه تاني. وبشكل ما، أنا لسه ما شفتوش. بيرسي جاكسون اللي فاكره من حوالي تمن شهور بس، ده راح من زمان. هو مات. في آخر الفصل قاعد واحد تاني. راجل. آه، شعره لسه أسود فحمي وبيلمع في النور ومكعبل زي كابلات سماعات الأذن. عينيه لسه لون البحر، بس بدل ما تكون زي ينبوع هادي، هي كانت بنفس لون الماية اللي حوالين سفينة غرقانة من قريب. لسه بتقلب. سودا بشكل مستحيل من اليأس.
        
        كتفه محني من وزن الدنيا. خطوط الضحك اللي كانت حوالين عينيه اختفت ودوائر سودة جات مكانها. لابس كاب بيعمل ضل على وشه وبنطلون جينز باين عليه إنه اتغسل مع سلك شائك مصدي. هو لسه غريب. بس غريب بشكل مختلف. بدل ما يكون جاهز، هو كانه مستني حاجة وحشة تحصل. وكأنها مسألة وقت بس.
        
        المرة الوحيدة اللي شفت فيها حد بتعبير وشه ده كانت في فيديو لأبطال حرب كانوا بيوعوا الناس بمرض اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
        
        يا ترى إيه اللي حصل لبيرسي جاكسون ده.
        
        
        
        
        في أول يوم في سنة تالتة ثانوي، وزي أول سنة بالظبط، كان فيه وشوشة مش مفهومة. بس الفرق دلوقتي إننا بقى عندنا السلطة إننا نبص باحتقار على نص المدرسة. كانت الحصة الأولى، إنجليزي مع الأستاذة دريتس. ست ناشفة وكشرية زي اسمها. بيرسي كان رجع مكانه في آخر الفصل.
        
        أنا قعدت جنبه. كرسي واحد بس بعيد عن الشباك.
        
        "بيرسي؟" هو اتخض شوية ولف وشه ليا.
        
        "أهلاً، فيريس." دايماً كانت بتفاجئني ازاي كان فاكر اسم كل الناس بالرغم من إنهم يا دوب كانوا بيخطروا على باله.
        
        "أهلاً بيك. فين كنت كل الفترة دي؟" لهجتي بقت أكتر حدة. بالرغم من إنه كان دايماً مختلف، أنا كمان كنت كده. أنا كنت بقول اللي في بالي بسرعة، وكنت بفضل إني أتفرج على الناس من بعيد. بصراحة، كنت اتعودت على وجوده. ولما مشي، أنا ما كنتش عايز الراحة دي ترجع. كنت عايز أكون لوحدي، من غير ارتباطات. دلوقتي إنه رجع، أنا مضطر إني أعيش حزن اختفاءه لأول مرة.
        
        "كنت موجود" هو رد.
        
        "موجود؟ ما كانش فيه شبكة 'موجود'؟" أنا تجاهلت فكرة إني عمري ما اديته رقمي أساساً.
        
        "أنا معنديش تليفون ولا رقمك، والحاجتين دول مهمين أوي عشان أكلمك." صوته بان فيه لمحة سخرية بسيطة وهو بيقول الكلمة دي. للحظة، هو كان موجود بجد.
        
        "كان ممكن تعمل حاجة، تقول لي إنك مسافر، بس أنت اختفيت فجأة."
        
        "أنا كنت فاكر إني هرجع بعد إجازة نص السنة." أنا بصيت على وشه الغرقان في ضل الكاب بتاعه. ما قدرتش ألومه.
        
        "إيه اللي حصل؟" هو أخد نفس كبير وطلع الكراسة الزرقا بتاعته اللي متطبقة. صوت الحلقات المعدن خبطت في الديسك.
        
        "ده..." هو لف وشه ليا ومركز بعينيه فيا تماماً. هو كان مديني اهتمامه. "...مالكش دعوة بيه." وبعدين عينيه رجعت للكراسة وهو فتح صفحة جديدة وبدأ يفهم المكتوب على السبورة.
        
        مرور الوقت على الغدا
        
        أنا قعدت في الفناء واستنيت أصحابي. هما كانوا اتنين بس، وهما في الأساس كانوا بيسيبوني في حالي. السبب الوحيد إني صاحبتهم هو إنهم كانوا مختلفين زيي بالظبط. أليس كانت مهاجرة إيطالية، وآية كانت بنت لاجئ من السعودية. احنا اتقابلنا قبل أول سنة ثانوي في توجيه منفصل للناس اللي الإنجليزي مش لغتهم الأم. أليس كانت بتتكلم إيطالي، آية بتتكلم عربي، وأنا كنت بتكلم برتغالي برازيلي عشان أمي ما كانتش بتتكلم أي حاجة تانية. هي أصلاً من البرازيل، جات أمريكا عشان أبويا اللي سابها بعد ما عرف إنها حامل. هي فضلت هناك عناد.
        
        من ورايا، سمعت الكلام المميز بتاع أليس وآية. لهجتهم بقت ضعيفة على مر السنين بس لسه مميزة.
        
        "فيريس، خمني إيه!" أليس زعقت وهي لسه على بعد كام متر.
        
        "إيه؟"
        
        "فاكرة الولد جاكسون؟ اللي اختفى السنة اللي فاتت؟"
        
        "آه..."
        
        "هو رجع!" أليس قالت بحماس.
        
        "أنا عارف!" أنا قلدتها.
        
        "أنتي عارفة؟"
        
        "آه، هو كان معايا في أول حصة."
        
        "يااه." هما قعدوا على التربيزة القديمة اللي كنا واخدينها من زمان.
        
        "هو كان باين عليه إنه زعلان،" آية علقت وهي بتبص على التربيزة وعلبة الغدا بتاعتها.
        
        "هو باين عليه إنه واحد ما شوفناهوش من تمن شهور. أنتي حساسة زيادة عن اللزوم،" قالت أليس. هي دايماً صريحة وبتجرح بكلامها. آية كان باين عليها إنها اتضايقت وفتحت بوقها عشان تعترض، بس قفلته بسرعة لما شافت وش أليس. هي كانت مبتسمة. مستنية معركة من الشتائم عارفة إنها هتكسبها.
        
        "أياً كان،" آية اتنهدت. أنا ضحكت ضحكة خفيفة.
        
        "بس آية عندها حق. أنا قعدت جنبه. هو اتغير،" أنا فكرت في حوارنا. زعلان كانت كلمة غير مكتملة للغز اللي كان اسمه بيرسي جاكسون.
        
        "سيبي الولد في حاله، هو يمكن يكون تعبان بس،" أليس قالت.
        
        من وراها مشي موضوع نقاشنا. هو كان أطول. بعضلات أكتر. هو كان من النوع اللي لو كنت بنت، كان هيبهرني.
        
        "أهلاً، بيرسي!" أنا ناديت. ليه عملت كده؟ احنا مش أصحاب بجد. أنا مش زعلانة عليه. ولا أنا زعلانة؟ فات الأوان، هو سمعني. هو جه وقعد بطريقة غريبة جنبي. أنا بصيت لآية اللي كان باين عليها إنها مستعدة تواسيه على أي حاجة. هي بصت لي بغضب.
        
        كان فيه لحظات محدش اتكلم فيها. بيرسي كان بيقعد معانا ساعات، بس دايماً كان بيبقى رايح في حتة للغدا وما كانش بيعرف يقعد.
        
        "فايه، هو أنت موت ورجعت للحياة؟ البنت لازم تعرف،" أليس اتحمست وكسرت الصمت. بيرسي ضحك.
        
        "حاجة زي كده." هو ابتسم وكشر حواجبه شوية. "أنتي فكرتيني ببنت عمي،" هو ضاف.
        
        
        
        
        
        "يبقى بنت عمك دي أكيد جامدة أوي" أليس قالت وهي فخورة بنفسها ومبتسمة.
        "هي عنيفة. وصوتها عالي. عالي أوي كمان."
        "هو ده المفروض يبقى حاجة وحشة؟"
        "لأ، بس حاسس إني لازم أقول إني ممكن أكسبها في خناقة." أنا كنت معجب بأليس عشان عندها قدرة غريبة إنها تكسر أي جو محرج أنا ممكن أعمله بجملتين هزار بس. بيرسي كان مرتاح في قعدته وحاطط كوعه على الترابيزة وبيتلاعب بالقلم ده. في نص كلامهم كده، كان كمان شال الكاب بتاعه. أنا لمحت كام بنت من الناحية التانية من الفناء بيبصوا عليه.
        "أراهنك إنك ما تعرفش تكسبني في خناقة" أليس قالتها بطريقة كانت تحدي أكيد.
        "يا سلام" بيرسي قال وهو مرجع ضهره لورا ولف عينيه بطريقة مبالغ فيها. "هفرمك زي النملة." هو مسك صباعه السبابة والإبهام وعصرهم في بعض. "هرش."
        "أنا فلوسي على أليس" أنا قلت بسرعة. أليس على طول رفعت إيدها في الهوا.
        "خبط يا جدع!" هي قالت.
        "أنا اتضايقت" بيرسي قال بابتسامة على وشه باين إنه مش متضايق خالص. "إيه رأيك يا آية؟ أنتي في فريقي؟"
        "أنا مش هتدخل." كلامها كان قاطع بشكل غريب بالنسبة لكلام بيصالح، بس دي كانت آية. أنا كنت متوقع نص نص إن بيرسي هيتحايل عليها عشان تاخد صفه، بس هو ما عملش كده. الغبي ده رجع لخبطني تاني. الموضوع ده كان مضايقني.
        "ده عادي" هو رجع استرخى تاني.
        
        واحدة من البنات اللي كانوا من شوية كانت باين عليها إنها بتتشجع عشان تعمل حاجة. خدودها كانت حمرة وكانت حاطة طبقة جديدة من ملمع الشفايف. هي كانت حلوة. شعرها أحمر، منمشة، عينيها خضرا، وجسمها صغير. أنا فاكرة إن اسمها كان سيسيليا أو حاجة زي كده. آه، كان أكيد اسمها سيسيليا، هي ساعدتني في الكيمياء السنة اللي فاتت. أنا اتفرجت عليها وهي بتقوم وبتمشي ناحية تربيزتنا في الضلة وأليس وبيرسي لسه بيتكلموا مين فيهم عنده لكمة أقوى. آية كانت بتاكل تفاح. هي ناولتي واحدة. أحسن تفاحة في حياتي.
        "أهلاً، بيرسي، صح؟" البنت سألت بهدوء. خدودها كانت حمرة تقريباً زي شعرها والنمش بتاعها بدأ يندمج مع اللون.
        "آه، وأنتي سيسي. أنا فاكرك من حصة الإنجليزي. خير؟" هو كان باين عليه إنه مش واخد باله خالص من ازاي عينيها لمعت عشان هو فاكر اسمها. ولا من ازاي مسحت العرق من على إيدها في البنطلون الجينز الأسود بتاعها. هو كان باين عليه إنه شايف زميلة قديمة وبس.
        "أنا كنت آممم..." هي بصت لتحت. "أنا كنت بس بتساءل لو آممم، تحب نروح فيلم أو حاجة؟ يعني، بعد المدرسة؟" هي كانت متوترة.
        "لازم أشوف خططي، مين كمان رايح؟" يا بيرسي يا مسكين.
        "يا غبي، هي بتطلب منك معاد غرامي" ودي الصراحة القوية من أليس. عين بيرسي وسعت شوية ناحيتها. هو بص تاني لسيسيليا اللي كان باين عليها إنها ارتاحت من حمل التوضيح، بس لقت نفسها محشورة مع فيل في الأوضة وملهاش مخرج. هي ابتسمت.
        "آه! أنا آسف" وشها سقط على طول. "ماقدرش، بس شكراً على كل حال."
        "لأ، عادي. كان غباء مني إني أسأل أساساً، أنا بس هسيبك لوحدك، آسفة إني ضايقتك يا بيرسي" هي قالت الكلام ده بسرعة وهي بتجري بعيد. أول ما بعدت ومبقوش سامعين، أليس ضربت كتف بيرسي بضهر إيدها.
        "آي!" بيرسي قال.
        "إيه ده؟ كان المفروض تقول آه!" أليس قالت بصوت عالي.
        "أنا موافقة، هي لطيفة جداً. هي مرة اديتني كيس تفاح" آية ضحكت.
        "هي كويسة، بس أنا مقدرش أخرج معاها في معاد غرامي."
        "وليه ما تقدرش يا أخ؟"
        "عشان ده هيبقى خيانة لخطيبتي،" هو قال بوضوح. كأنه مش خبر صاعق.
        "أنت عندك خطيبة؟" أنا سألت، وبحاول أكون هادية عشان خاطر سيسي.
        "آه، بقالي سنة كاملة دلوقتي، ليه؟"
        "إزاي احنا ما نعرفش ده؟" أنا كملت وكلامي اتقابل بتردد.
        "معلش، بس احنا ما كناش أصحاب جامد أبداً." هو كان عنده حق، أنا كنت عارفة إنه صح. بس، ده كان بيحسسني إن الولد اللي في آخر الفصل ده فجأة عنده حياة سرية.
        غريب.
        
        
        
        
        
        
        
         بيرس جريسون
        
        فيمكن، مجرد يمكن، إني كنت معجب بسيسيليا. مجرد احتمال، تخمين لو حبيت. بعد كده هي راحت تتكلم مع الولد الفاشل ده اللي أنا أقسم بالله ما شفته من نص السنة. أسوأ حاجة إنه بقى بجسم أقوى. هو كان ممكن يبقى حاجة غير مجرد عيل ساكت في آخر الفصل ملوش أي لقب غير رقم الخزانة بتاعته. أنا كرهته.
        
        مرور الوقت بعد المدرسة
        
        أنا اتفرجت عليه وهو بيتمخطر خارج من المدرسة. كان لازم يزق الناس عشان يمشي وسط الزحمة اللي ما كانتش واخدة بالها من وجوده. اللي عملته بعد كده كان بصراحة غبي، بس أنا عملته برضه.
        
        "أهلاً يا جاكسون!" أنا زقيت كتفه فلف وشه ليا. وشه اتحرك ناحية إيدي اللي لسه كانت محطوطة على كتفه بقوة. حواجبه كانت متكشرة وبقه مفتوح شوية، هو كان باين عليه وكأنه لسه واخد باله من دبانة على كتفه وبيحاول يحس بالأسف عليها قبل ما يفعصها.
        
        الغريبة، إن مش لما رفع نظره ليا إلا لما عرفت إني في ورطة كبيرة. حاجة كده في طريقة فكه أو الضلمة اللي في عينيه. ده ما كانش الغبي الرفيع اللي مشي في الشتا اللي فات. أنا شلت إيدي من على كتفه.
        
        "إيه" هو رد. مفيش رجوع، أنا مش هعرف أتراجع.
        
        "أتمنى إنك ما كنتش متوقع ترحيب كبير بالرجوع يا فاشل." يا نهار أبيض. هو رفع حاجبة باستمتاع خفيف.
        
        "بس كده؟ أنت جاي بس تكلمني عن إيه، بتتمرن على شتائم فاشلة؟ يا جدع، أنت محتاج حياة." هو ضحك وبدأ يمشي.
        
        "أنت فاكر نفسك مين؟" هو كمل مشي وأنا بدأت أمشي وراه بسرعة. "يا عم أنا بكلمك!"
        
        "أنا واخد بالي. أتمنى إنك تبطل بجد." أنا مديت إيدي وزقيته على الحيطة بتاعة المدرسة. أو على الأقل، دي كانت خطتي. هو باين عليه كان شايفها وهي جاية ومسك رسغي. رماه بعيد قبل ما ألحق أستوعب إيه اللي بيحصل.
        
        "سيبني في حالي يا غبي" هو اتنهد. أنا اتفرجت عليه وهو بيركب عربية بريوس متقطعة وبيسوق بعيد. أنا هنتقم منه عشان اللي عمله ده"
         
        

        رواية العودة للدراسة

        العودة للدراسة

        2025,

        رومانسية

        مجانا

        بنت عندها 16 سنة، بتنقل لمدرسة خاصة جديدة، بس بتكتشف إنها مدرسة كلها ولاد! بتواجه تنمر من واحد اسمه مايك أندرسون، وبتضطر تثبت قوتها. بعدها، بتلاقي نفسها في مغامرة غريبة في نادي ليلي، وبتكتشف إنها بتشارك السكن مع واحد تاني، وبتتفاجئ إنها بتقابله في النادي ده وبيبقى اسمه رايدر هولاند، وبتتزنق بين مايك ورايدر.

        أودري

        عندها 16 سنة، بتتنقل لمدرسة جديدة وبتتفاجئ إنها مدرسة أولاد بس. هي قوية وبتعرف تدافع عن نفسها.

        مايك

        واحد متنمر في المدرسة، ابن واحد من أغنى الناس في العالم. هو اللي بيشد شعر أودري وبيحاول يتنمر عليها في الفصل.

        رايدر

        شاب بتكتشف أودري إنه بيشاركها السكن، وبتصادفه في النادي الليلي وهو صاحب نفوذ هناك.
        تم نسخ الرابط
        العودة للدراسة

        "النهاردة هو اليوم!" ماما قالت.
        
        النهاردة أول يوم ليا في مدرستي الجديدة. قدرت أخيرًا أبعد عن مدرستي الحكومي القديمة الزبالة. كانت أسوأ مدرسة في حياتي! صدقني، مش هتعجبك هناك خالص.
        
        بس رغم إن مدرستي الجديدة هتكون خاصة، أنا قلقانة شوية من إني أعمل صحاب جداد ومن المتنمرين. إيه اللي يحصل لو ميعجبونيش؟؟؟
        
        "آه..." أنا قلت، وأنا متوترة.
        
        "يا بنتي، تعالي. أنا عارفة إنك متوترة من إنك تعملي صحاب جداد، بس متنسيش، إنتي اللي كنتي عايزة تنقلي أوي."
        
        كانت عندها حق تمامًا، أنا ترجيتها تلاقيلي مدرسة خاصة جديدة بدل ما أعيش في مدرسة الجحيم بتاعتي.
        
        "دلوقتي، أوعديني أول ما تدخلي الممرات. تلفي يمين وتروحي طوالي على مكتب المديرة وهي هتقولك تعملي إيه بعد كده."
        
        هزيت راسي، وباص المدرسة وصل قريبًا.
        
        "مع السلامة يا ماما،" أنا قلت وأنا ماشية ناحية الأتوبيس. بصيت عليها وهي بتشاورلي والأتوبيس بدأ يتحرك تاني.
        
        كان فيه ناس كتير في الأتوبيس بس أنا مكنتش مهتمة. بما إني مكنش عندي زي موحد، استخدمت غطا الكابيشو بتاع السويتشيرت اللي لابساه عشان أغطي وشي وأنا باصة في موبايلي.
        
        أول ما الأتوبيس وقف، نزلت على طول. وكنت منبهرة بجد من كتر ما المدرسة كانت كبيرة.
        
        بعدين، دخلت المدخل الرئيسي وطوالي على الممرات، زي ما ماما كانت قالت، مشيت بسرعة ناحية اليمين وعلى مكتب المديرة.
        
        أول ما خبطت، سمعتها بتقول، "ادخل." خدت نفس كبير وفتحت الباب ببطء ودخلت.
        
        "اقعدي،" هي قالت.
        
        أنا قعدت، وهي سألتني "فـ، إنتي أكيد أودري وودستوك، سنك 16 سنة، وهتتممي 17 السنة دي، صح؟"
        
        "أيوه، دي أنا."
        
        "آه، سمعت عنك كتير! عرفت إنك البنت اللي كنت مستنيها!"
        
        "البنت اللي كنتي مستنيها؟" أنا سألت باستغراب.
        
        "آه يا حبيبتي. مامتك مقالتلكيش عن الموضوع ده؟"
        
        "تقوليلي إيه؟"
        
        "إنتي في مدرسة إيه."
        
        "لأ..." أنا قلت ببطء وهي اتنهدت.
        
        هو فيه حاجة غلط بتحصل؟
        
        "إنتي..."
        
        "في مدرسة خاصة كلها ولاد."
        
        استني، إيه؟
        
        أنا سامعة صح ولا هي فعلاً قالت كده.
        
        "مدرسة كلها... ولاد؟" بدأت أترعش.
        
        "أيوه، شوفي... من ساعة ما مامتك الغالية كانت عايزة تلاقي مدرسة كلها ولاد، هي كانت عايزة تحطك في مدرسة بنات، بس كانت مليانة أوي ومش هينفع تدخليها، فقررت أعمل مقابلة مع مامتك عنك."
        
        "وبناءً على اللي مامتك وصفته عنك، أنا اكتشفت إنك البنت اللي كنت أتمنى أقابلها في مدرستي،" هي كملت.
        
        "آه."
         
         
         
         
         
         
         "إنتي ومامتك بينكم رابطة قوية أوي كأم وبنتها. هي عارفة كل حاجة عنك لدرجة إنها قدرت تديني تفاصيل كتير أوي عنك."
        
        بجد؟ عمري ما عرفت إن ماما تعرفني كويس كده.
        
        الجرس رن -
        
        "المهم، ده رقم اللوكر بتاعك والباسورد بتاعه، ودي جدول الحصص بتاعك، وده مفتاح الأوضة بتاعتك والرقم مكتوب على المفتاح. كل كتبك في اللوكر ومعاها نسخة زيادة من جدول الحصص بس مش محتاجة تاخديهم معاكي الفصل."
        
        "ليه لأ؟"
        
        "عشان في أول يومين في المدرسة، هيكون عندك حصص فاضية."
        
        واو.
        
        "دلوقتي، سيبي حاجاتك هنا وروحي الفصل على طول. فصلك 11-أ. أنا هخلي حد ينقل حاجاتك لأوضتك في السكن. خدي بس مفتاح الأوضة دلوقتي. مش هتحبي تتأخري في أول يوم ليكي، صح؟"
        
        هزيت راسي وأنا بحط مفتاح الأوضة في جيبي وطلعت من المكتب. جريت على الفصول اللي كانت الناحية التانية من الممرات ودخلت فصلي. بس قبل ما أقدر، كان فيه راجل لابس بدلة رمادي واقف عند الباب.
        
        "إنتي أكيد أودري. أنا المدرس بتاعك طول السنة. أهلاً بيكي في مدرسة الأولاد الخاصة."
        
        "شكراً يا أستاذ."
        
        "استني هنا لحد ما أنادي عليكي،" هو قال وهو داخل الفصل. وقفت جنب الباب وأنا سامعة المدرس بيتكلم.
        
        "صباح الخير يا جماعة. سعيد إني أشوف وشوش مألوفة من السنة اللي فاتت تاني. لو متعرفوش أنا مين، أنا مستر هوك. ممكن تنادوني يا أستاذ،" هو عرف بنفسه.
        
        "النهاردة فيه طالب جديد هينضم لينا، وأتمنى إنكم كلكم تعاملوا الطالب المميز ده كويس،" هو كمل.
        
        وبسرعة، الفصل اتملى بهمسات لحد ما واحد واقف وسأل المدرس "يا أستاذ، ليه بتقول على الطالب الجديد مميز؟"
        
        "آه، سؤال كويس. اقعد وهتشوف. يلا يا جماعة كله يرحب ترحيب حار بأودري!" هو قال وهو بيشاورلي أدخل الفصل.
        
        أول ما بقيت قدام الفصل، الكل بدأ يضحك.
        
        إيه اللي يضحك؟
        
        والشاب اللي قام من شويه، قام تاني وسأل المدرس، "يا أستاذ، ليه الطالب الجديد اسمه اسم بنت؟" هو قال وهو بيضحك.
        
        بعدين أنا ومستر هوك بصينا لبعض وهو بسرعة استوعب حاجة، "آه، صح. لو سمحتي ارفعي الكابيشو بتاعك،" هو قال.
        
        آه، صح.
        
        وأول ما رفعت الكابيشو بتاعي، كل العيون كانت عليا. الفصل كان هادي جداً لدرجة إني كنت ممكن أسمع الضوضاء اللي بره الفصل.
        
        "إحم... أهلاً؟" أنا قلت ببطء.
        
        "ليه فيه بنت في فصلنا؟" واحد من الشباب بدأ يسأل وبسرعة الفصل كله بدأ يسأل أسئلة بس أنا مكنتش فاهمة أي حاجة منهم.
        
        "خلاص يا شباب. كفاية كده،" المدرس صرخ فيهم.
        
        "روحي اقعدي هناك في الزاوية،" هو شاور على الكرسي الفاضي في الزاوية.
        
        وأنا ماشية جنب كل واحد، حسيت إن الناس بتبص عليا وكنت ممكن أسمع همسات، غالباً عني. بعدين قعدت.
        
        "يا جماعة، بطلوا تبصوا على البنت الجديدة، هي طبعاً مش مرتاحة. دلوقتي، لو عندكم أي أسئلة، إسألوها عادي. بس مش عايز أي أسئلة غبية أو مش مناسبة، مفهوم؟" هو قال والشباب هزوا راسهم.
        
        "دلوقتي، أنا لازم أروح الحمام. وأنا مش موجود، عايزكم كلكم تتصرفوا كويس وإلا..." هو بص بصة مخيفة للطلاب وهو ماشي.
        
        وبسرعة، كل العيون رجعت عليا تاني. وواحد قاعد قدامي خد صباعه ولف خصلة من شعري على صباعه السبابة قبل ما يخبط على ترابيزتي بعنف بنظرة غضب اللي بتشوفها في أي مشهد من مشاهد أفلام الشرطي الطيب والشرطي الشرير.
        
        "إنتي هنا ليه؟" هو سألني بصوته العميق. "إيه غرضك من إنك تيجي هنا؟" هو سأل تاني، وهو بيشد شعري المرة دي.
        
        إيه ده...
        
        
        
         كنت فين؟ آه صح، في نص الموقف اللي واحد بيشدني في الفصل ومفيش مدرس!
        
        "سيبني!" أنا زأرت.
        
        "آه، شكل أودري هانم بتتعصب! هتعملي إيه؟ هتعيطي؟ هاها!" هو ضحك.
        
        كده كفاية!
        
        مسكت دراعه ولويته وأنا بلف جسمي كله حوالين دراعه. هو سابني بسرعة وهو بيئن من الوجع.
        
        "دراعي! إزاي تتجرأي تعملي كده يا فأرة!" هو قال وهو بيقرب مني وحاصرني.
        
        "هتندمي على اللي عملتيه!" هو قال.
        
        "آه بجد؟ ولا إنت اللي هتندم؟" أنا ابتسمت بخبث وهو حاول يمسكني بس خطفت إيديه واستخدمت ركبتي عشان أخبطه في بطنه. رميته طاير لحد ديسكي. من غير أي ثانية، جريت على منطقة السكن ودوّرت على أوضتي.
        
        أول ما لقيتها، فتحت الباب ودخلت أجري، اتأكدت إني قفلت الباب كويس. بعدين سحبت ضهري على الباب وأنا بنهج.
        
        أنا لسه عملت إيه؟!
        
        بصيت حواليا وشفت شنطي على الأرض. بعدين اتنهدت وأنا بفتح الشنطة بتاعتي. لقيت كمان دولاب فاضي بس مليان تراب جنب شنطي التانية.
        
        قرف!
        
        رحت الحمام ولقيت مناديل مبللة واستخدمتها عشان أنضف الدولاب من جوه وسيبتهم لحد ما ينشفوا قبل ما أحط هدومي.
        
        الجرس رن -
        
        إزاي هرجع الفصل؟ إزاي هشرح للمدرس؟ إزاي هقابله؟!
        
        طلعت موبايلي وبصيت في الساعة، 9:32 الصبح. اتنهدت تنهيدة طويلة وأنا حطيت حاجاتي على جنب، وطلعت من أوضتي ورجعت الفصل.
        
        وأنا راجعة الفصل بتاعي، الكل كان قاعد في مكانه. مستر هوك والكل كان بيبص عليا لما دخلت الفصل، تاني.
        
        "كنتي فين؟" مستر هوك سأل.
        
        "كنت... بدور على الحمام، بس ملقتهوش؟" أنا قلت واللي كان يبدو كأنه سؤال أكتر منه إجابة.
        
        "آه، صح. الحمام الوحيد اللي عندك في أوضتك. آسف إني مقلتلكيش بدري."
        
        "عادي،" أنا قلت وأنا راجعة أقعد في مكاني.
        
        ليه المدرس مسألنيش عن اللي حصل؟ هل مفيش حد قال للمدرس اللي حصل بجد؟
        
        أنا استغربت وأنا ببص على الشاب اللي قدامي اللي شد شعري وحاصرني من شوية. واللي أنا خبطته ورميته.
        
        إزاي هو كويس ومفيهوش حاجة؟
        
        الجرس رن -
        
        
        
        
        
        "تمام يا جماعة، ممكن تاخدوا الفسحة بتاعتكم. بس افتكروا ترجعوا الفصل أول ما الجرس يرن."
        
        بعد ما الكل مشي، أنا بسرعة مشيت على طراطيف صوابعي ناحية الباب وجريت على الكانتين.
        
        محفظتي! نسيتها في الفصل!
        
        رجعت جري على الفصل ومسكت محفظتي بسرعة اللي كانت على ديسكي بس أول ما كنت همشي، لقيت الشاب اللي شد شعري من شوية في طريقي.
        
        "رايحة فين؟" هو سألني.
        
        "ده ميخصكش."
        
        "انتي عارفة أنا مين؟" هو سأل.
        
        "آه، إنت الواد اللي شد شعري من غير أي سبب."
        
        "أنا مايك أندرسون."
        
        "مايك أندرسون؟ إزاي الاسم ده مألوف كده؟" أنا دندنت لنفسي، بس غالباً بصوت عالي كفاية عشان يسمعني.
        
        "عشان أبوه-"
        
        "-أبوه واحد من أغنى الناس في العالم!" أنا شهقت، قاطعته. عينيها وسعت.
        
        "إزاي إنت كويس ومفيكش حاجة؟! أنا خبطتك لدرجة إنك طرت بجد!"
        
        "والله، أنا اتعلمت كام مهارة. وشكله إنتي كمان. مش وحش، بالنسبة لبنت صغيرة."
        
        "إيه ده، أنا مش صغيرة أوي كده!"
        
        "آه، إنتي. بصي لحجمك، صغيرة زي النملة."
        
        "وبعدين؟" أنا قلت وأنا بحاول أعدي من جنبه بس هو سد طريقي تاني.
        
        "سيبني أعدي، معنديش وقت لناس زيك."
        
        "لأ، لحد ما تقوليلي إيه اللي جابك هنا."
        
        "اسأل المديرة."
        
        "أفضل أسألك إنتي."
        
        "إنت فرخة ولا إيه؟"
        
        "لأ، أنا بس أفضل أسألك إنتي."
        
        "بص، أنا مكنتش ناوية آجي هنا بس ماما مكنش عندها اختيار غير إنها تحطني في المدرسة دي عشان مدرسة البنات كانت مليانة."
        
        "شفتي، إنتي جاوبتي على سؤالي، مكنش صعب خالص."
        
        "آه، كان صعب أوي بجد. دلوقتي وسع من طريقي،" أنا قلت وأنا زقيته على جنب واتجنبت أي تلامس معاه.
        
        "إيه ده، رايحة فين؟"
        
        "وقف، سيبني في حالي."
        
        "خليني أعملك جولة."
        
        ليه بقى لطيف فجأة كده؟
        
        "ليه أعمل كده؟ بعد اللي عملته فيا من شوية، مش عايزة أقع في ألاعيبك."
        
        "يلا، أوعدك مش هعملها. شايف؟ صابعك الصغير في صابعي."
        
        على جثتي.
        
        "لأ، وماتفتكرش إني هقع في غرامك لمجرد إنك مشهور."
        
        هو فضل يتبعني في أي مكان أروح فيه، مهما قلتله يبعد. لحد ما واحد من أصحابه نادى عليه، هو بصلي وهو مهزوم، بس هو ميعرفش أنا كنت مبسوطة قد إيه إنه أخيراً مشي.
        
        مشيت على أوضتي وفتحت الباب، مبقاش ليا نفس آكل خلاص. أنا بس كنت عايزة شوية استرخاء وراحة قبل فترة الفراغ الجاية بتاعتنا.
        
        أول ما دخلت، شفت حاجة متوقعتهاش. الشاب دار ووشنا اتقابل.
        
        "آآآآآه!" أنا صرخت.
        
        
        
        "إنت مين؟!" هو سأل.
        
        "إنت بتعمل إيه هنا؟!" أنا سألته تاني.
        
        "جاوبي على سؤالي!" هو زعق فيا.
        
        "لأ، إنت اللي تجاوب على سؤالي!" أنا رديت عليه.
        
        "أنا سألت الأول!" هو قال وهو بيضم دراعاته ورافع حاجب.
        
        عنده حق.
        
        بس ده ميعنيش إني لازم أجاوب!
        
        "خلاص،" أنا اتنهدت باستسلام.
        
        "اسمي أودري وودستوك ودي أوضتي،" أنا قلت.
        
        "يبقى إنتي بنت جديدة، في مدرسة كلها ولاد، وبتقسمي الأوضة معايا."
        
        "أيوه."
        
        وبعدين ساد الصمت والإحراج.
        
        "لو سمحت البس حاجة على جسمك،" أنا قلت وأنا بشاور على جسمه العريان.
        
        "آه صح،" هو قال وهو مسك تيشرت عشوائي من على كرسي ولبسه.
        
        قرف، هما الرجالة بيلبسوا هدومهم كده؟
        
        إيه يعني، مين أنا عشان أحكم أصلاً.
        
        "كنتي بتفكري في إيه؟" هو سألني وهو رجعني للواقع.
        
        "حاجة متخصكش،" أنا قلت وأنا عديت من جنبه.
        
        "آه بجد؟" هو ابتسم بخبث وأنا دخلت الحمام وقفلت الباب في وشه.
        
        إيه العرض الغريب ده.
        
        بعد حوالي 10 دقايق في الدش، أنا بصيت من الباب عشان أشوف لو فيه حد.
        
        الموضوع أمان.
        
        غيرت هدومي، علقت فوطتي على شماعة وطلعت.
        
        الجو هادي أوي...
        
        طلعت اللابتوب بتاعي وبدأت أسمع موسيقى وأنا بغني معاها بصوت واطي.
        
        هو أنا اللي حاسة ولا الجو هادي بزيادة؟
        
        وقفت الموسيقى وبصيت برا أوضتي.
        
        ليه فاضي أوي كده؟
        
        خليني ألف في المكان شوية.
        
        طلعت من أوضتي وأنا قفلت الباب. بدأت أمشي في الممرات ووصلت لبره المدرسة.
        
        مشيت الناحية التانية من الشارع ولفيت حوالين المبنى. كنت بتأمل المنظر الجميل وأنا ماشية لحد ما سمعت حاجة. وقفت مكاني وسمعت كويس الصوت جاي منين.
        
        الصوت ده جاي منين؟
        
        مشيت ورا إيقاع الموسيقى لحد ما شفت نوع من النادي. كنت فضولية أوي أعرف إيه اللي ممكن يكون بيحصل جوه بس مش هتجرأ أدخل لأني عارفة إني مش مكاني هناك ومش عايزة أوقع نفسي في أي مشاكل.
        
        
        
        كنت مستعدة أرجع المدرسة لحد ما سمعت حد بيزعق من بعيد. لفيت عشان أشوف بودي جارد واقف بره النادي بينادي عليا.
        
        يا نهار أبيض! أنا اتمسكت؟
        
        تجمدت مكاني لثانية، مش عارفة أجري ولا أسلم نفسي بس هو كان مستنيني أجي ناحيته فأخدت نفس عميق ومشيت ناحيته.
        
        "إنتي جديدة هنا؟" هو سأل وأنا ماشية ناحيته. "آه،" أنا قلت بثقة لأني فعلاً جديدة هنا.
        
        "تمام، دلوقتي. البسي الطقم ده جوه في حمام البنات واعملي اللي عليكِ،" هو قال وهو مدلي شنطة فيها الطقم اللي بيتكلم عنه.
        
        "اعمل اللي عليا؟ إيه ده؟"
        
        كنت لسه هبص جوه الشنطة بس قبل ما أقدر، هو قاطعني وقالي أسرع وأدخل.
        
        "يا أستاذ، ده سوء فهم، أنا-"
        
        "مفيش وقت للدردشة، أنا لازم أعمل شغلي وإنتي كمان!" هو قال وهو فتح الباب وزقني لجوه.
        
        قفل الباب في وشي على طول قبل ما أقدر أقول كلمة. اتنهدت ولفيت أبص حواليا وكنت منبهرة من كتر ما النادي ده كبير مقارنة بشكله من بره.
        
        كان فيه ناس كتير بترقص على حلبة الرقص وناس بتفرج من الدور اللي فوق. دورت على الحمام ولقيته في ركن المبنى وجريت لجوه.
        
        قفلت الباب وأنا دخلت واحد من الأبواب وطلعت الطقم ولبسته وحطيت هدومي القديمة في الشنطة وطلعت من الحمام من غير ما أبص في المراية حتى.
        
        "أهلاً بيكي،" قال واحد لابس بدلة. "خدي ده وديه لمستر هولاند في أوضة 15،" هو قال وهو مدلي صينية مشروبات وخد الشنطة بتاعتي اللي فيها هدومي.
        
        "أنا آسفة، بس أوضة 15 فين؟" أنا سألت، وأنا متلخبطة.
        
        "آه صح، إنتي أكيد جديدة هنا. إحم، هناك،" هو شاور.
        
        قلت مع السلامة بسرعة وأنا ماشية من جنبه وفكرت في نفسي.
        
        ليه بيطلب مني أوصل دول لأي حد اسمه مستر هولاند؟
        
        أنا بصراحة معرفش ليه بعمل كده، بس يالا بينا.
        
        أول ما خلصت تفكير وصلت أوضة 15، فتحت الباب ودخلت وحطيت المشروبات على الترابيزة من غير ما أبص على مين هو مستر هولاند ده. أنا بس عايزة أطلع من هنا أول ما ألاقي الواد ده وأرجع ألبس هدومي وأمشي من المكان ده.
        
        ده أكيد غير قانوني.
        
        "مشروباتك يا مستر هولاند،" أنا قلت، بصوت احترافي وأنا بتجنب التواصل البصري.
        
        "شكراً،" هو قال. وأنا اتجمدت لحظة.
        
        الصوت ده مألوف أوي.
        
        وقفت وبصيت عليه، إحنا الاتنين بصينا في عيون بعض بصدمة.
        
        "إنت؟!" أنا صرخت فيه.
        
        "أودري؟!" هو صرخ فيا. "إنتي بتعملي إيه هنا؟"
        
        "أنا-"
        
        "مين دي؟" البنت اللي قاعدة على يمينه وشعرها أحمر قاطعني.
        
        "إنت تعرفها؟" قالت البنت التانية اللي قاعدة على شماله وشعرها أشقر.
        
        "ممكن تسيبونا لحظة؟" هو قال لهم الاتنين وهو طلعني من الأوضة وسحبني من وسط الزحمة، لأوضة فاضية تانية.
        
        "إنتي بتعملي إيه هنا؟!" هو اتخض.
        
        "وإنت بتعمل إيه هنا كمان؟!" أنا رديت عليه.
        
        "والله، أنا دايماً باجي هنا،" هو قال وهو بيضم دراعاته.
        
        مش غريب إنه كان يبدو مهم.
        
        طظ في إننا إحنا الاتنين قاصرين. هو غالباً غني كفاية يدفع لنفسه عشان يطلع من أي مشكلة.
        
        "إنتي إيه أخبارك؟ أنا عمري ما شوفتك هنا قبل كده. وليه لابسة طقم نادلة؟"
        
        أنا بصيت لتحت على الطقم اللي لابساه، هو شكله طقم حفلات أكتر من طقم نادلة بس مش مهم. بصيت عليه تاني وهو كان رافع حاجب ومستني شرحي.
        
        "والله، أنا كنت في المنطقة دي وكنت لسه هرجع المدرسة لما البودي جارد اللي بره النادي نادى عليا فرحت ناحيته وهو مدلي شنطة فيها الطقم ده وقالي أغير في حمام البنات وقبل ما أقدر أقول أي حاجة، زقني لجوه ومكانش عندي اختيار غير إني ألبس الطقم بتاعه من غير ما أعرف، وبعدين واحد قالي أقدم المشروبات لحضرتك، مستر هولاند" أنا قلت وأنا ضمت دراعاتي وبصيت عليه بغضب.
        
        "دلوقتي بما إننا حلينا الموضوع ده، أنا هرجعك أوضتك ومتقوليليش مستر هولاند تاني أبداً" هو قال وهو مسك إيدي.
        
        "يبقى ممكن أعرف اسمك الحقيقي؟" أنا سحبت إيدي من إيده وضمت دراعاتي، وبصتله بصة الموت.
        
        "اسمي رايدر، رايدر هولاند."
        
        "تمام يا رايدر. دلوقتي أولاً، أنا محتاجة ألاقي النادل ده. هو خد شنطتي."
        
        "مفيش داعي، هجيبلك طقم جديد."
        
        "في النادي ده؟"
        
        "آه."
        
        "مستحيل يكون فيه محل هدوم أو حاجة."
        
        "عندنا قطع غيار."
        
        "قرف، لأ أنا مش هستخدم هدوم مستعملة. إنت متعرفش كانت فين."
        
        "وإنتي كمان مينفعش تتشوفي بطقم النادلة ده."
        
        "نقطة كويسة،" أنا دندنت وأنا بلف عيني ناحيته.
        
        "يبقى أنا أخدت ده كـ آه،" هو قال وسحبني بره الأوضة.
        
        "هنا،" رايدر قال وهو مدلي فستان أحمر.
        
        "متفتكرش إنه كتير أوي؟"
        
        "معندكيش اختيار تاني، يا إما الفستان الأحمر ده اللي برقبة مربعة وكشكشة من تحت لحد نص الساق أو الفستان الأسود الدانتيل اللي على الجسم."
        
        "خلاص، هاخد الأحمر،" أنا قلت وأنا مسكته ورحت على الحمام وغيرت هدومي.
        
        أنا مش مرتاحة. إزاي اللي كانت لابساه قبل كده كانت بتلبسه أصلاً؟
        
        رجعت الأوضة اللي رايدر كان مستنيني فيها وطلعنا من الأوضة سوا بس بشكل غير متوقع، صدفة خبطنا في شخص أنا أقل واحد كنت عايزة أشوفه.
        
        هو قرب مننا وسد طريقنا ومعاه اتنين شباب وراه شكلهم حراسه الشخصيين.
        
        "أودري؟ إيه اللي جابك هنا؟" مايك سأل.
        
        ممكن اليوم ده يبقى أحسن من كده؟
        
        

        رواية عائلة في الميناء

        عائلة في الميناء

        2025, Jumana

        رومانسية

        مجانا

        بتحاول تحافظ على بيتها وحانتهم القديمة في بالتيمور سنة 1812، وقت ما الحرب مع بريطانيا كانت لسه معلنة والبلد في فوضى. أخوها تشارلز، الجندي، عايزها تسيب كل حاجة وتهرب معاهم عشان يحموا أختهم الصغيرة لوتي من راجل فرنسي شرير اسمه لو كوكين عايز يتجوز لوتي غصب عنها. فيدليا بترفض تسيب بيت أهلها اللي بيجمع ذكرياتهم، وبتفضل تواجه لو كوكين لوحدها بعد ما تشارلز بيضطر يمشي مع كتيبته، وده بيخليها في موقف صعب جداً.

        فيدليا

        متمسكة ببيتها وذكريات أهلها. بتشتغل في حانة عيلتها وبتحاول تحمي أختها الصغيرة. عنيدة ومبتخافش تواجه الصعاب.

        تشارلز

        أخو فيدليا الكبير، جندي في الجيش الأمريكي. بيحاول يحمي أخواته وبيخاف عليهم جداً، بس بيضطر يسيبهم عشان واجبه العسكري.

        لوطي

        أخت فيدليا وتشارلز الصغيرة، عندها 16 سنة وبتشتغل في الاختراعات. بريئة وشكلها مش بتدرك الخطر اللي حواليها.
        تم نسخ الرابط
        رواية عائلة في الميناء

        بالتيمور، 21 يونيو 1812
        
        فيدليا رمت عجينة العيش على ترابيزة الشغل المتآكلة بتاعتها، والقوة اللي رمت بيها خلت الرجلين الخشب تتهز.
        
        "إزاي تطلب مني أسيب بيتي؟" قالت وهي بتغرز كف إيدها في العجينة الطرية. بقالها تسع سنين بتعجن عيش على الترابيزة دي، وعملت حتة غويطة في السطح البني الناعم.
        
        حانتهم، اللي كانت عبارة عن حظيرة خشب قديمة باباها كان صلحها، ما كانتش حاجة فخمة. بس الألواح، اللي ناعمة من سنين الضباب، كانت لسه بتحمي العيلة من برد مينا بالتيمور.
        
        تشارلز، أخوها الكبير، سَنَد على الترابيزة عشان يثبتها. "أنا مش بطلب. أنا بامر."
        
        شعر فيدليا الكيرلي النحاسي كان متلملم في طرحة قديمة، بس خصلة منه هربت ونزلت على خدها. زقت الخصلة المتمردة دي عن وشها بظهر إيدها وبصتله بغضب. "أنا مش عسكرية زيك."
        
        "وده بالظبط ليه ما تقدريش تقعدي." عينين تشارلز الزرقا الفاتحة، اللي كانت ملفته على بشرته الغامقة، حذرتها ما تناقشوش. "الرئيس ماديسون لسه معلن الحرب على بريطانيا العظمى. فيه شغب في الشوارع. راجل مات."
        
        فيدليا فركت العجينة في الترابيزة تاني. الخشب أنّ من الاعتراض. هيوقع في أي يوم دلوقتي وهي خايفة من تكلفة تصليحه.
        
        بعد سنين من الصراعات الصغيرة بين أمريكا وسيدها القديم، بريطانيا العظمى كانت عندها الجرأة إنها تجبر البحارة الأمريكان يدخلوا البحرية البريطانية وتمنع التجارة مع نابليون. الرئيس ماديسون كان أعلن الحرب على بريطانيا العظمى من أربع أيام، وفي الليلة دي شوية ديمقراطيين مؤيدين للحرب هجموا على مطبعة الفدراليين المعارضين للحرب. المطبعة اتحرقت، والفدراليين اتضربوا في الشوارع، وواحد من المخربين وقع من شباك.
        
        غبي، فيدليا فكرت.
        
        "إحنا عشنا شغب قبل كده،" تمتمت وهي بتشتغل العجينة بغضب. "فاكرة شغب الدكتور اللي كان بيتعلم جراحة على الجثث؟ ناس كتير ماتت وقتها وحانتنا كانت كويسة."
        
        "بس دلوقتي بابا مات، وده مش زي أي شغب عشناه قبل كده." صوت تشارلز علي، وخبط إيده على الترابيزة، "أنا لازم أروح وحدتي النهاردة."
        
        فيدليا اتنفضت. نبرة صوته دخلت برد في جسمها وهي غرست صوابعها في العجينة الطرية عشان تخبي رعشتهم. تشارلز عمره ما زعق لها، ولا في 18 سنة عمرها كلها.
        
        بصتله بغضب. "أنا أعرف أحسن منك إن بابا مات. مين فاكرك كان بيأكل العيلة دي من ساعة ما اتقتل؟"
        
        عينيه نزلت على بنطلونه الكحلي الغامق، والحمالات السودا بتاعته كانت متعلقة من وسطه. دي كانت أول مرة تشوفه لابس هدوم جديدة. بس دي كانت جزء من زيه العسكري وهي كانت عايزة ترجع لما تشوفها. إزاي يقدر يسيبهم؟
        
        "كل اللي بطلبه منك إنك تفكري في الأحسن للوطي،" تشارلز قال، ووشه الغاضب اختفى وبقى الأخ الكبير اللطيف والمألوف اللي كانت بتحبه جدًا.
        
        فيدليا حطت العجينة في طبق خشب عشان تخمر وغطتها بفوطة قديمة. الفوطة كانت صفرا من كتر السن ومهلهلة من الأطراف، مامتها كانت بتستخدمها كده لما وصلوا بالتيمور أول مرة من عشر سنين.
        
        ---
        
        بعد ما قشرت بواقي العجين من بين صوابعها بمريلة المطبخ البني الفاتح بتاعتها، خدت لحظة عشان تكحت العجين من تحت ضوافرها، وبعدين شالت طبق أكل ودسته في إيد تشارلز.
        
        "خد،" قالت، "دول جاهزين يطلعوا." شالت طبقين تانيين ومشيت وراه لباب المطبخ، ووقفت تبص على الحانة اللي ورا.
        
        باباها كان قضى ساعات وهو بيبني ترابيزات من خشب الطوافي وبيجمع كراسي مرمية من السفن. كانت لسه بتشوف مامتها بتطير هنا وهناك، وشايلة أطباق مليانة أكل وروم بإيديها الاتنين. فيدليا غمضت عينيها عشان تشيل المنظر ده، وقلبها كان واجعها.
        
        مع إن أهلها ماتوا، زباين فيدليا الجعانين لسه موجودين. بحار عجوز بخروم في قبعته الصوف الحمرا كان بيبص من غير حركة في النار اللي بتولع وتطفي. مدام فالوي، مرات الحداد، كانت قاعدة في الزاوية مع ستاتين تانيين، وأولادهم بيلعبوا بعرايس قماش على رجليهم.
        
        "أنا بفكر في لوتي،" قالت. حطت طبق قدام الراجل العجوز اللي لابس القبعة الحمرا. فضل من غير حركة.
        
        لوتي، أختهم اللي عندها ستاشر سنة، رفعت راسها من مكان ما كانت قاعدة على السلالم، وبتشخبط في كشكول اختراعاتها. عينيها الزرقا الواسعة كانت باينة عليها مذهولة شوية. قفلت الكشكول بسرعة وقامت وقفت.
        
        "كنت بشتغل،" قالت وهي بتبتسم لهم ابتسامة خجولة. سحبت قماشة من مريلتها ومسحت ترابيزة. "والله."
        
        تشارلز ابتسم لها، مع إن عينيه فضلت بهتانة. لما لوتي اطمنت إنها مش في مشكلة عشان اتلهت تاني، تشارلز رجع بص لفيدليا.
        
        "أرجوكي، فيدليا،" سد طريقها، وبقى شكله خيال في الضوء الساطع اللي جاي من الشبابيك.
        
        قدرت تحس بقوة عينيه اللي بتترجاها، حتى وهي بتبص بعيد.
        
        "تعالي معايا،" توسل. "أنا... فكرة إني أسيبكوا انتوا الاتنين هنا لوحدكوا بتملاني رعب."
        
        بصت وراه، من الشبابيك، على خليج تشيسابيك اللي ورا. حصان رمادي بهتان على ماكينة الطين، كان بيشتغل بجد وهو بيجرف الطين من المينا. وركه اللي باين عظمه كان بيتحرك تحت فروه المترب وهو بيلف ويلف في حزام الشغل بتاعه.
        
        هي كانت دايماً بتتخيل إنها هي كمان هتفضل هنا للأبد، وتشتغل كل يوم. إزاي تقدر تسيب كل اللي فاضل من عيلتها؟
        
        حركة سريعة لفتت نظرها وشدت انتباهها.
        
        راجل مشي من مبنى الكنيسة الأبيض الطويل اللي في الشارع المقابل ووقف قدام شباكهم، وهو بيمشط شعره الخفيف على الحتة اللي ما فيهاش شعر في راسه.
        
        
        
        
        
        ---
        "لوطي!" فيدليا همست، والهلع ملى صدرها.
        لوطي كانت بتمسح ترابيزة ببطء، راسها الشقرا لسه تايهة، وما سمعتش شكلها.
        فيدليا خبطت الطبق على الترابيزة. الشوربة اتدلقت على الخشب القديم والعيش وقع على الأرض اللي كانت لسه ممسوحة. "إنه هو."
        تشارلز اتلفت بسرعة؛ ومن غير صوت، مسك لوطي من دراعها وسحبها لفوق على السلالم لغرف المعيشة بتاعتهم. أختهم الصغيرة صرخت وهي معترضة، بس سكتت لما تشارلز كتم بوقها بإيده.
        فيدليا واجهت المدخل، وكانت بتتمنى إنها كانت خدت سكين من اللي في المطبخ.
        الباب اتفتح بعنف وخبط في الحيطة. الستات اللي في الزاوية شهقوا ولموا عيالهم من على الأرض. الراجل اللي لابس القبعة الحمرا أخيراً رفع راسه، وعينيه التعبانة وسعت.
        
        ---
        
        راجل قصير وتخين بشعر أسود خفيف وأسنان أسود دخل.
        مسيو لو كوكين.
        سبع حراس مستأجرين دخلوا وراه؛ بنادقهم متعلقة على كتافهم وجزمهم المكسرة الموحلة سايبة بقع على أرضها.
        بهمسات خافتة، زباينها هربوا من غير ما يدفعوا. كابتن نابليون المفضل كان سمعته سبقاه، ومحدش كان بيجرؤ يقف في طريقه.
        "صباح الخير يا آنسة،" غنى كده ومسك إيدها جامد. باس كف إيدها بوسة مبلولة وبص وراها. "فين خطيبتي الصغيرة؟ جيت عشان كوباية روم دافي، تقدمها إيديها الجميلة الصغيرة."
        لحس شفايفه وفيدليا نفسها غليت.
        "خلصانين،" شدت إيدها من ماسكته وفركتها في مريلتها الوسخة.
        "الروم بتاعك؟" هددها، وعينيه البني بقت غامقة. "ولا أختك؟"
        "الاتنين."
        نقّر بلسانه، وهز راسه. اتحرك حواليها عشان يدفي إيديه جنب النار، بالرغم من حرارة يونيو اللي كانت شديدة. ده خلاها تتعصب. النار دي كانت عشان تدفي حلة العصيدة.
        لو كوكين نفض صوابعه التخينة، واتنين من حراسه بدأوا يقلبوا الترابيزات والكراسي. اتنين تانيين جريوا ورا فيدليا ناحية مطبخها. ودانها رنت من الغضب وهي مسكت واحد من الرجالة دول من ياقة قميصه الخشنة، وشدته بعيد عن مكانها المقدس.
        "اطلع بره بيتي،" رمته على الأرض وخطفت الطبق من الترابيزة. رفعته فوق راسها، وشعرها الأحمر الكيرلي وقع من الطرحة القديمة.
        لو كوكين خطف معصم إيدها من ورا قبل ما تقدر تهجم ولفها لورا.
        شهقت من الألم والطبق وقع على الأرض واتكسر. الرجالة كملوا قلب الترابيزات، وراجل بأنف خنزير قلب حلة العصيدة، فدلقت العصيدة الكريمية على النار المشتعلة وعلى الأرض. بـ "بوم" و "فحيح"، انفجر بخار ورماد، وانتشر في الأوضة في سحابة كريهة.
        كتلة اتكونت في زور فيدليا لما شافت حانة مامتها بتتدنس.
        "مفيش حد هنا،" الحارس اللي بأنف خنزير بلغ. ركل آخر كرسي واقف ووقع.
        فيدليا قاومت في قبضة لو كوكين وهو بيبص في وشها بشهوانية.
        "فين هي؟" أنفاسه السخنة كانت ريحتها مقرفة من الأسنان المسوسة والويسكي القديم.
        بصتله بغضب، ورفضت إنها تخاف.
        الألواح اللي فوقيهم صرصرت وعينين فيدليا اتجهت بسرعة ناحية السلالم.
        "أنت،" لو كوكين أشار بإصبعه ناحية الراجل اللي بأنف خنزير. "فتش فوق."
        "لا!" فيدليا صرخت، وادركت متأخر إنها كده أكدت شكوكه.
        الحارس المستأجر علق حزام بندقيته على كتفه وطلع السلالم اتنين اتنين.
        ***
        قبالة ساحل خليج ديلاوير، 21 يونيو 1812
        
        ---
        
        اللورد ويليام جريفيل كان بيراقب الساحل في صمت، ورقبته كانت بتوخزه، شديد اليقظة.
        السفينة "يوريديس" كانت بتتمايل ببطء تحت رجليه، وكل صرير وأنين للخشب اللي متعود على البحر كان صوته عالي قوي في ودانه. وزن نفسه على السور وميل على الطرف. خليج ديلاوير، اللي متغطي بالضباب، كان ممتد لجوه زي صباع ملفوف.
        "ده أقصى قرب أقدر أوصلك بيه،" الكابتن روبرتس انضم لويليام. "اتنين من رجالي هيجدفوا بيك للشط."
        "مش ممكن ندخل خليج تشيسابيك؟" ويليام سأل. ما عجبتهوش فكرة إنه يغري الأمريكان المتعطشين للحرب أكتر من الكابتن، بس رسالته للرئيس ماديسون كانت مسألة حياة أو موت. حتى ليلة زيادة يقضيها وهو بيلف حوالين الطرف الشمالي لخليج تشيسابيك ممكن تعني الهزيمة.
        "تلقيت كذا بلاغ عن سفن بريطانية تم الاستيلاء عليها جوه الخليج. بالتيمور هتكون أحسن مكان للرسو، بس حتى لو عدينا من السفن الأمريكية، حصن ماكهنري اللي على التل ممكن يغرقنا بمدفع واحد،" الكابتن روبرتس قال وهو بيهز راسه. كتفين الراجل الكبير اللي دايماً محنيين ووشه اللي زي لحاء شجرة بلوط عجوز كان بيخبي وراهم عقل حاد وده اللي خلاه مثالي لتهريب الجواسيس للأراضي الأجنبية.
        ويليام عدل جاكيته البني السادة وأومأ براسه. ما يقدرش يطلب من الكابتن إنه يخاطر بحياة طاقمه.
        إدموند دي لاسي انضم ليهم، وطبيعته المرحة اللي كانت دايماً موجودة كانت خافتة. "مفيش أمل نوصل هناك على رجلينا،" قال.
        الراجل الأشقر مرر إيده في شعره الفاتح، اللي كان قصير على الموضة الحالية؛ عكس شعر ويليام الطويل الغامق. كتف بكتف، الراجلين وقفوا عند السور. الاتنين كانوا لابسين جواكت بني زي بعض بس جاكيت ويليام كان مفرود على جسمه الرشيق، بينما جاكيت إدموند كان مشدود على ضهره العريض المليان عضلات. بالرغم من اختلافاتهم، الاتنين كانوا أقدم الأصدقاء والزملاء في التجسس. مع بعض، كانوا بيشكلوا فريق قوي.
        "هيبقى لازم نجيب شوية خيل،" ويليام قال.
        "يعني نسرق؟" إدموند قال وهو بيهز راسه. "مستحيل."
        "أنا كمان مش عاجبني الموضوع،" ويليام طبطب على كتف صاحبه، "بس هيكون خطر جداً لو أجرنا أو اشترينا. ما نقدرش نخاطر إن حد يتعرف علينا."
        إدموند تمتم تحت أنفاسه.
        "الزورق جاهز،" الكابتن روبرتس قال، وهو بيشاور على اتنين من طاقمه.
        "يا رب ده ينفع،" ويليام قال، وهو بيبص بصه أخيرة على الشط. "بريطانيا العظمى ما تقدرش تتحمل حرب على جبهتين."
        ***
        بالتيمور، 21 يونيو 1812
        خبطة.
        الراجل اللي بأنف خنزير طار لورا وتدحرج على السلالم.
        إحساس بالرضا لسع فيدليا كل ما راس الراجل وكوعه يخبطوا في درجة لحد ما وقع على الأرض وهو بيئن.
        تشارلز نزل بخطوات بطيئة وثقيلة كانت بتهز السلالم القديمة. كان لابس جاكيته الكحلي الغامق، وعلامة الـ X البيضا على صدره وقبعته اللي فيها ريش كانت بتعرفه كجندي في الفوج الأمريكي.
        الحراس المستأجرين رجعوا خطوة لورا ولو كوكين بص لهم بغضب. بس كونه فرنسي، حتى هو ما تجرأش إنه يتحدى جندي بالزي العسكري على الأراضي الأمريكية.
        
        ---
        
        "مسيو لو كوكين،" تشارلز قال، وهو بيراقب الراجل القصير ده زي ما قطة ممكن تفكر في ناموسة مزعجة بتزن حوالين ودنها.
        فيدليا شدت دراعها بالعافية وجريت لجنب تشارلز. هو مسك إيدها وشدها وراه، وكتفه خبط في مناخيرها. من وراه، بصت على السلالم لغرفة المعيشة الضيقة اللي الأخوات كانوا بيشاركوها.
        لوطي ما كانش ليها أثر؛ ممكن تكون مستخبية تحت السرير.
        لو كوكين وطى راسه للتحية. "مسيو أتويل. يا لها من مفاجأة. كنت فاكرك سافرت إمبارح."
        "واضح،" تشارلز أشار للغرفة المدمرة، قماشة جاكيته الجديدة والناشفة كانت يا دوب بتتكسر لما رفع دراعه.
        "كنت بس بحل سوء تفاهم مع أختك،" لو كوكين قال، وصوته ناعم زي الروم اللي كان بيفضله جداً.
        نظرة تشارلز بقت أشد وراح لإيده عشان يمسك السكين اللي إيده من الكريز اللي كان بيحتفظ بيها مدسوسة في وسط بنطلونه.
        
        
        
        
        
        ---
        الشمس اللي بتغيب كانت بتطفي وتنور من الشبابيك وفيدليا شهقت. مسكت دراع أخوها قبل ما يسحب السكينة.
        الباب اتفتح تاني، والمرة دي دخل الملازم سميث، الضابط القائد بتاع تشارلز. كان أكبر في السن، وبطنه كبيرة من كتر الشرب، بس وشه اللي مليان حفر من الجدري واللي فيه جيوب تحت عينيه ما سابش مجال للنقاش.
        فيدليا قدرت تحس عضلات دراع تشارلز بتتشد تحت صوف جاكيته الجديد الخشن. ببطء، ساب السكينة، صوابعه لسه متعلقة على المقبض. بهزة من راسها، شدت إيده بعيد.
        كتفين لو كوكين انحنت لجوه، وأشار على الأوضة المدمرة.
        "الملازم سميث،" قال، بصوت طفولي مليان دلع، "أنا جيت أمريكا بدعوة من رئيسكم ماديسون وشوف شعبك بيعاملني إزاي."
        الملازم سميث استوعب الموقف بلمعة سريعة من عينيه الغامقة وحواجبه نزلت.
        "أتويل،" قال.
        تشارلز وقف انتباه بالتحية. "الملازم سميث، سيدي."
        "أختك الشيطانة عاملة مشاكل تاني؟" الراجل شخر، وحفر الجدري كرمشت في ابتسامة ساخرة.
        فيدليا استهزأت باعتراض. "تاني؟" تمتمت. التاجر الغني اللي سرق رغيف عيش بالريحان من كشكها في سوق ليكسينجتون السنة اللي فاتت ضربها، ومع ذلك فيدليا هي اللي اتمسكت من العساكر وأجبرها الملازم سميث تدفع تمن الجاكيت اللي اتقطع لما مسكت الحرامي.
        "لو اضطريت أقبض عليها تاني عشان ضربت راجل،" سميث كمل، "مش هيكون عندي خيار غير إني أجلدها."
        تشارلز غير وضع جسمه، وسد عليها الرؤية بكتفه العريض.
        "اشرح الفوضى دي،" أمر الملازم سميث، وهو بيقرب لحد ما صوابع جزمته لمست جزمه تشارلز. سابت بقعة من البولش الأسود على الجلد الباهت في جزمه تشارلز.
        حراس لو كوكين المستأجرين اتفرقوا وطلعوا بره الباب، وما فضلش غير الراجل اللي بأنف خنزير يحرس الفرنسي.
        فيدليا وقفت على صوابع رجليها، وكان فيه رد مرير بيحرق لسانها، بس تشارلز مسك دراعها وشدها بقوة وراه تاني.
        
        ---
        
        "مسيو لو كوكين ما عجبوش الأكل، سيدي،" تشارلز قال، والكلمات كانت هادية وموزونة.
        "الست دي وقعت طبق على رجلي،" مسيو لو كوكين قال، وفجأة بدأ يعرج ويشاور على الطبق الواقع والعيش المتناثر.
        "لا، أنا ما عملتش-" فيدليا اعترضت، بس تشارلز رجع لورا وداس على صباع رجلها بكعب رجله، وهي حطت إيدها على بوقها عشان توقف صرخة الألم. تشارلز عمره ما عمل حاجة زي كده، ولا حتى وهو طفل.
        "أنا اللي عملت كده يا سيدي،" تشارلز قال. "إيدي كانت زلقة."
        بصت من حوالين دراعه واتجمدت تحت نظرة الملازم الغامقة. كان بيبص لها، عينيه بتحسب.
        "أطالب بتعويض عن إصاباتي،" لو كوكين رمى رجله 'المصابة' بضعف ولّوى وشه الدهني في تعبير كشرة.
        ضهر تشارلز اتصلب، والقماش الأزرق الغامق اتشد على لوحين كتفه.
        فيدليا بصت من ضهر أخوها الطويل المفرود للترابيزات المقلوبة والعصيدة المنسكبة، اللي بقت دلوقتي طين أسود، منتشرة على ألواح الأرضية المتآكلة.
        الملازم سميث تنهد بتعبير يوحي بمعاناة طويلة ولف للكابتن الفرنسي بإيماءة سريعة من راسه. "ده حقك. إيه اللي يرضي كبرياءك؟"
        لو كوكين عدل نفسه، وكل أثر للألم اختفى.
        "الأخت الأصغر لأتويل. اديهالي،" قال. سائل بني طلع من الفراغات بين أسنانه السفلية وهو بيبتسم.
        "يا خنزير،" فيدليا همست، وهي بتهجم لقدام.
        تشارلز مد إيده لسكينته في نفس اللحظة، وسحبها نص المسافة من حزامه.
        لو كوكين خاف، وهو بيشتم بالفرنسي.
        الملازم سميث رفع إيده. رجاله جهزوا بنادقهم، والحراب كانت موجهة لتشارلز وفيدليا.
        الصمت ضرب الأوضة زي دفقة مياه باردة.
        "صابع رجل مخبوط بالعافية يبرر إنك تاخد ست شابة،" الملازم سميث شخر، وهو بيميل على لو كوكين. "وإنت بتسمي نفسك راجل؟"
        السخرية في صوته شكلها هدت غضب لو كوكين الشهواني والفرنسي رجع لورا بانحناءة اعتذارية.
        الملازم سميث خرج الهوا من مناخيره في فحيح طويل وبطيء. "عشر جلدات عشان صابع رجل مخبوط. راضي؟"
        طرف شفايف لو كوكين رفع. قرب من فيدليا، رجله بقت سليمة فجأة.
        "أتطلع لمشاهدة ذلك،" همس.
        تشارلز مسك لو كوكين من رابطة عنقه، ولف الحرير حوالين صوابعه لحد ما الفرنسي بدأ يغرغر.
        "أتويل،" الملازم سميث صرخ.
        تشارلز ساب الفرنسي ووقف انتباه تاني، بس فيدليا قدرت تشوف إيديه المقبوضة بترتعش من الغضب.
        "بما أن مسيو أتويل اعترف، هو اللي هيتحمل العقاب،" الملازم قال للو كوكين، ونبرة صوته كانت بتحذر من أي اعتراض.
        "لا!" فيدليا اعترضت، بس تشارلز لف وضغط إيده على شفايفها.
        
        ---
        
        
        "شكراً يا فندم،" تشارلز قال، ونظرته كانت بتخترقها.
        "عقابك هتاخده بعد ما نوصل البيت الأبيض. الرئيس ماديسون بعتلنا خبر إننا لازم نتحرك فوراً،" الملازم سميث شاور لرجاله، وهما علقوا أسلحتهم تاني على كتافهم.
        فيدليا قاومت إيد أخوها، وهي بترجوه في صمت إنه ما يمشيش.
        
        عينيه الزرقا لانت، وحواجبه كرمشت.
        "أرجوكي،" همس. "تعالي معايا."
        فيدليا حركت راسها لجنب، ونفضت إيده. وهي بتتنفس بصعوبة، بصت لأخوها بغضب. "مش هسيب بيتنا، حتى لو إنت سبته."
        "أتويل،" الملازم سميث قال من عند الباب.
        عينين تشارلز لمعت بالدموع، وفيدليا شهقت وهو شدها في حضن قوي. ريحة جاكيته الجديد، اللي لازقة في مناخيرها، خلت الدموع تحرق في زورها.
        
        بتردد، رفعت إيدها عشان تحضنه.
        بس كانت بطيئة جداً.
        
        بعد عنها وبص على لوتي في الدور اللي فوق.
        فيدليا شافته بيغمض عينيه في صمت، كأنه بيتألم.
        لف ومشى ناحية الباب، جزمه بتخبط بصوت تقيل على الأرض. قدرت تحس اهتزاز كل خطوة في عضمها وده هز رئتيها.
        
        كتفه العريض غمّق المدخل وهو ماشي، والخسارة المفاجئة لضوء الشمس عمت فيدليا.
        ركب حصانه وبصلها بآخر نظرة أخيرة.
        كان المفروض تجري له، على الأقل تحضنه عشان تودعه... بس كبرياؤها كان عنيد جداً.
        
        فضلوا يبصوا لبعض فترة طويلة قبل ما يضرب حصانه برجله ويتبع قائده.
        
        فيدليا اتهزت في الظلام اللي بدأ يتجمع في الحانة، اللي كانت فاضية دلوقتي ما عدا لو كوكين وواحد من رجاله.
        صوابعها اللي باين عليها العضم لفت حوالين معصمها، الألم الحاد صحّى فيدليا من ذهولها.
        لو كوكين شدها، وسحبها لدرجة إنها فقدت توازنها لحد ما بقوا وش لوش.
        
        "هتبقى حاجة مؤسفة يا آنسة،" همس في ودنها، "لو، في كل فوضى الشغب دي، أختك الحبيبة... اختفت."
        
        

        Pages

        authorX

        مؤلفون تلقائي

        نظام شراء