موصى به لك

الأقسام

الأعلى تقييمًا

    أعمال أصلية (RO)

      الأفضل شهريًا

        بحر عيونه - مراهقه ثانويه

        بحر عيونه

        2025,

        روايات مراهقين

        مجانا

        بنت تعاني من حيرة تجاه زميلها بيرسي، الذي عاد إلى المدرسة بعد غياب غامض دام لعدة أشهر. تلاحظ فيريس التغييرات الكبيرة في شخصيته، من كونه طالباً مرحاً إلى رجل محطم يحمل أسراراً ثقيلة. تتساءل هي وأصدقاؤها عن سر غيابه وما حدث له، بينما يسعى طالب آخر يدعى بيرس لمضايقته، ليكتشف أن بيرسي الجديد ليس ضعيفاً كما كان.

        فيريس غايفر

        تفضل العزلة، إلا أن عودة بيرسي أثارت فضولها وشعورها بالضياع الذي شعرت به في غيابه.

        بيرسي

        عاد إلى المدرسة بعد غياب طويل كشخص مختلف تماماً. كان في الماضي مرحاً وساحراً، أما الآن فهو رجل مكتئب، حذر، ويحمل على كتفيه هموم الدنيا. يبدو وكأنه خاض تجربة قاسية غيرت شخصيته تماماً.

        آية

        ابنة لاجئ من السعودية. تبدو أكثر هدوءاً وحساسية من أليس، وتميل إلى البحث عن السلام وتجنب الدخول في الخلافات.
        تم نسخ الرابط
        رواية بحر عيونه - حب

        فيريس غايفر
        
        
        أنا عارف إن الكلام ده ممكن يبدو وحش أوي، بس أنا كنت على أمل إنه ما يرجعش. كان فيه حاجة غريبة فيه أنا ما كنتش قادر أفهمها. فكرة إني ما أعرفش الحاجة دي كانت مضايقاني. ما كنتش عارف ليه أنا مش عايزه يرجع تاني، وده كان مضايقني أكتر وأكتر.
        
        نرجع بالزمن لورا.
        
        في أول سنة في الثانوية، الكل كان قلقان من السنة الجديدة. "يا ترى هعمل صحاب؟" "هنجح في المواد؟" "هعرف كام خشب بيحدف الراجل اللي بيحدف خشب؟" كان فيه صوت وشوشة خفيف من الناس اللي بتتكلم في الطرقة. ناس صوتهم عالي وناس واطي، وناس كلامهم كله سخرية، وناس كلامهم كله وجع. أياً كان، مفيش حد كان زي بيرسي جاكسون. هو ما كانش بيتكلم مع حد خالص. كان بيقعد في آخر الفصل، يطلع كراسة زرقا واحدة متطبقة من الشنطة بتاعته، ويبص من الشباك وهو بيلعب بقلم.
        
        هو ما كانش باين عليه إنه زعلان. أغلب العيال اللي ما بيتكلموش مع حد وبيقعدوا في الآخر بيكونوا دايماً مضايقين من أي حاجة في الدنيا. يا إما ده، يا إما بيلبسوا أسود كتير. وممكن الاثنين. بيرسي ما كانش كده ولا كده. بالعكس، كان باين عليه إنه مرتاح. كان قاعد مرجع ضهره لورا في الكرسي، واخد نفس عميق ومستريح خالص في قعدة الكرسي. كان بيلف القلم، والقلم كان بيتزحلق على صوابعه بشكل مرح. وشه كان هادي. حواجبه مرفوعة شوية، وعينيه صاحية، وشفايفه عليها ابتسامة خفيفة. كان باين عليه وكأنه كان في وسط بحر هايج، وبعد ما العاصفة هديت، هو بيتفرج على قوس قزح.
        
        أنا فاكر بيرسي جاكسون ده. بيرسي جاكسون اللي كان بيضحك ويعمل حاجات هبلة عشان يضحك غيره. اللي كان بيستمتع باللحظة. أغلب الناس، ده كان كل اللي بيشوفوه. ما كانوش بيشوفوا الأجزاء الغريبة. يمكن شافوها من غير ما يحسوا، هو عمره ما كان عنده صحاب كتير بالرغم من شخصيته اللطيفة. كان فيه حاجة مش مظبوطة. كل ما كان بيرجع ضهره لورا في الكرسي، كتفه كان بيبقى مفرود، جاهز. عينيه الصاحية كانت بتدور على أعداء ومخارج، جاهزة. دماغه كانت بتتحرك دايماً، رجليه كانت بتبقى على أطراف صوابعها وهو قاعد، الطريقة اللي كان ماسك بيها القلم، هو كان جاهز. جاهز دايماً. أنا بس ما كنتش عارف جاهز لإيه.
        
        وبعدين اختفى. في نص سنة تانية ثانوي، خرج في إجازة نص السنة وما رجعش. ومحدش اهتم، حتى لو لاحظوا. هو كان لسه العيل اللي بيقعد في آخر الفصل وما بيتكلمش غير لو حد كلمه. كله نسى الموضوع لما ما رجعش بقية السنة. هما افترضوا إنه اتطرد لما سمعوا إشاعات عن طرد حصل قبل كده للمراهق ده.
        
        أنا ما كنتش فاكر إني هشوفه تاني. وبشكل ما، أنا لسه ما شفتوش. بيرسي جاكسون اللي فاكره من حوالي تمن شهور بس، ده راح من زمان. هو مات. في آخر الفصل قاعد واحد تاني. راجل. آه، شعره لسه أسود فحمي وبيلمع في النور ومكعبل زي كابلات سماعات الأذن. عينيه لسه لون البحر، بس بدل ما تكون زي ينبوع هادي، هي كانت بنفس لون الماية اللي حوالين سفينة غرقانة من قريب. لسه بتقلب. سودا بشكل مستحيل من اليأس.
        
        كتفه محني من وزن الدنيا. خطوط الضحك اللي كانت حوالين عينيه اختفت ودوائر سودة جات مكانها. لابس كاب بيعمل ضل على وشه وبنطلون جينز باين عليه إنه اتغسل مع سلك شائك مصدي. هو لسه غريب. بس غريب بشكل مختلف. بدل ما يكون جاهز، هو كانه مستني حاجة وحشة تحصل. وكأنها مسألة وقت بس.
        
        المرة الوحيدة اللي شفت فيها حد بتعبير وشه ده كانت في فيديو لأبطال حرب كانوا بيوعوا الناس بمرض اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
        
        يا ترى إيه اللي حصل لبيرسي جاكسون ده.
        
        
        
        
        في أول يوم في سنة تالتة ثانوي، وزي أول سنة بالظبط، كان فيه وشوشة مش مفهومة. بس الفرق دلوقتي إننا بقى عندنا السلطة إننا نبص باحتقار على نص المدرسة. كانت الحصة الأولى، إنجليزي مع الأستاذة دريتس. ست ناشفة وكشرية زي اسمها. بيرسي كان رجع مكانه في آخر الفصل.
        
        أنا قعدت جنبه. كرسي واحد بس بعيد عن الشباك.
        
        "بيرسي؟" هو اتخض شوية ولف وشه ليا.
        
        "أهلاً، فيريس." دايماً كانت بتفاجئني ازاي كان فاكر اسم كل الناس بالرغم من إنهم يا دوب كانوا بيخطروا على باله.
        
        "أهلاً بيك. فين كنت كل الفترة دي؟" لهجتي بقت أكتر حدة. بالرغم من إنه كان دايماً مختلف، أنا كمان كنت كده. أنا كنت بقول اللي في بالي بسرعة، وكنت بفضل إني أتفرج على الناس من بعيد. بصراحة، كنت اتعودت على وجوده. ولما مشي، أنا ما كنتش عايز الراحة دي ترجع. كنت عايز أكون لوحدي، من غير ارتباطات. دلوقتي إنه رجع، أنا مضطر إني أعيش حزن اختفاءه لأول مرة.
        
        "كنت موجود" هو رد.
        
        "موجود؟ ما كانش فيه شبكة 'موجود'؟" أنا تجاهلت فكرة إني عمري ما اديته رقمي أساساً.
        
        "أنا معنديش تليفون ولا رقمك، والحاجتين دول مهمين أوي عشان أكلمك." صوته بان فيه لمحة سخرية بسيطة وهو بيقول الكلمة دي. للحظة، هو كان موجود بجد.
        
        "كان ممكن تعمل حاجة، تقول لي إنك مسافر، بس أنت اختفيت فجأة."
        
        "أنا كنت فاكر إني هرجع بعد إجازة نص السنة." أنا بصيت على وشه الغرقان في ضل الكاب بتاعه. ما قدرتش ألومه.
        
        "إيه اللي حصل؟" هو أخد نفس كبير وطلع الكراسة الزرقا بتاعته اللي متطبقة. صوت الحلقات المعدن خبطت في الديسك.
        
        "ده..." هو لف وشه ليا ومركز بعينيه فيا تماماً. هو كان مديني اهتمامه. "...مالكش دعوة بيه." وبعدين عينيه رجعت للكراسة وهو فتح صفحة جديدة وبدأ يفهم المكتوب على السبورة.
        
        مرور الوقت على الغدا
        
        أنا قعدت في الفناء واستنيت أصحابي. هما كانوا اتنين بس، وهما في الأساس كانوا بيسيبوني في حالي. السبب الوحيد إني صاحبتهم هو إنهم كانوا مختلفين زيي بالظبط. أليس كانت مهاجرة إيطالية، وآية كانت بنت لاجئ من السعودية. احنا اتقابلنا قبل أول سنة ثانوي في توجيه منفصل للناس اللي الإنجليزي مش لغتهم الأم. أليس كانت بتتكلم إيطالي، آية بتتكلم عربي، وأنا كنت بتكلم برتغالي برازيلي عشان أمي ما كانتش بتتكلم أي حاجة تانية. هي أصلاً من البرازيل، جات أمريكا عشان أبويا اللي سابها بعد ما عرف إنها حامل. هي فضلت هناك عناد.
        
        من ورايا، سمعت الكلام المميز بتاع أليس وآية. لهجتهم بقت ضعيفة على مر السنين بس لسه مميزة.
        
        "فيريس، خمني إيه!" أليس زعقت وهي لسه على بعد كام متر.
        
        "إيه؟"
        
        "فاكرة الولد جاكسون؟ اللي اختفى السنة اللي فاتت؟"
        
        "آه..."
        
        "هو رجع!" أليس قالت بحماس.
        
        "أنا عارف!" أنا قلدتها.
        
        "أنتي عارفة؟"
        
        "آه، هو كان معايا في أول حصة."
        
        "يااه." هما قعدوا على التربيزة القديمة اللي كنا واخدينها من زمان.
        
        "هو كان باين عليه إنه زعلان،" آية علقت وهي بتبص على التربيزة وعلبة الغدا بتاعتها.
        
        "هو باين عليه إنه واحد ما شوفناهوش من تمن شهور. أنتي حساسة زيادة عن اللزوم،" قالت أليس. هي دايماً صريحة وبتجرح بكلامها. آية كان باين عليها إنها اتضايقت وفتحت بوقها عشان تعترض، بس قفلته بسرعة لما شافت وش أليس. هي كانت مبتسمة. مستنية معركة من الشتائم عارفة إنها هتكسبها.
        
        "أياً كان،" آية اتنهدت. أنا ضحكت ضحكة خفيفة.
        
        "بس آية عندها حق. أنا قعدت جنبه. هو اتغير،" أنا فكرت في حوارنا. زعلان كانت كلمة غير مكتملة للغز اللي كان اسمه بيرسي جاكسون.
        
        "سيبي الولد في حاله، هو يمكن يكون تعبان بس،" أليس قالت.
        
        من وراها مشي موضوع نقاشنا. هو كان أطول. بعضلات أكتر. هو كان من النوع اللي لو كنت بنت، كان هيبهرني.
        
        "أهلاً، بيرسي!" أنا ناديت. ليه عملت كده؟ احنا مش أصحاب بجد. أنا مش زعلانة عليه. ولا أنا زعلانة؟ فات الأوان، هو سمعني. هو جه وقعد بطريقة غريبة جنبي. أنا بصيت لآية اللي كان باين عليها إنها مستعدة تواسيه على أي حاجة. هي بصت لي بغضب.
        
        كان فيه لحظات محدش اتكلم فيها. بيرسي كان بيقعد معانا ساعات، بس دايماً كان بيبقى رايح في حتة للغدا وما كانش بيعرف يقعد.
        
        "فايه، هو أنت موت ورجعت للحياة؟ البنت لازم تعرف،" أليس اتحمست وكسرت الصمت. بيرسي ضحك.
        
        "حاجة زي كده." هو ابتسم وكشر حواجبه شوية. "أنتي فكرتيني ببنت عمي،" هو ضاف.
        
        
        
        
        
        "يبقى بنت عمك دي أكيد جامدة أوي" أليس قالت وهي فخورة بنفسها ومبتسمة.
        "هي عنيفة. وصوتها عالي. عالي أوي كمان."
        "هو ده المفروض يبقى حاجة وحشة؟"
        "لأ، بس حاسس إني لازم أقول إني ممكن أكسبها في خناقة." أنا كنت معجب بأليس عشان عندها قدرة غريبة إنها تكسر أي جو محرج أنا ممكن أعمله بجملتين هزار بس. بيرسي كان مرتاح في قعدته وحاطط كوعه على الترابيزة وبيتلاعب بالقلم ده. في نص كلامهم كده، كان كمان شال الكاب بتاعه. أنا لمحت كام بنت من الناحية التانية من الفناء بيبصوا عليه.
        "أراهنك إنك ما تعرفش تكسبني في خناقة" أليس قالتها بطريقة كانت تحدي أكيد.
        "يا سلام" بيرسي قال وهو مرجع ضهره لورا ولف عينيه بطريقة مبالغ فيها. "هفرمك زي النملة." هو مسك صباعه السبابة والإبهام وعصرهم في بعض. "هرش."
        "أنا فلوسي على أليس" أنا قلت بسرعة. أليس على طول رفعت إيدها في الهوا.
        "خبط يا جدع!" هي قالت.
        "أنا اتضايقت" بيرسي قال بابتسامة على وشه باين إنه مش متضايق خالص. "إيه رأيك يا آية؟ أنتي في فريقي؟"
        "أنا مش هتدخل." كلامها كان قاطع بشكل غريب بالنسبة لكلام بيصالح، بس دي كانت آية. أنا كنت متوقع نص نص إن بيرسي هيتحايل عليها عشان تاخد صفه، بس هو ما عملش كده. الغبي ده رجع لخبطني تاني. الموضوع ده كان مضايقني.
        "ده عادي" هو رجع استرخى تاني.
        
        واحدة من البنات اللي كانوا من شوية كانت باين عليها إنها بتتشجع عشان تعمل حاجة. خدودها كانت حمرة وكانت حاطة طبقة جديدة من ملمع الشفايف. هي كانت حلوة. شعرها أحمر، منمشة، عينيها خضرا، وجسمها صغير. أنا فاكرة إن اسمها كان سيسيليا أو حاجة زي كده. آه، كان أكيد اسمها سيسيليا، هي ساعدتني في الكيمياء السنة اللي فاتت. أنا اتفرجت عليها وهي بتقوم وبتمشي ناحية تربيزتنا في الضلة وأليس وبيرسي لسه بيتكلموا مين فيهم عنده لكمة أقوى. آية كانت بتاكل تفاح. هي ناولتي واحدة. أحسن تفاحة في حياتي.
        "أهلاً، بيرسي، صح؟" البنت سألت بهدوء. خدودها كانت حمرة تقريباً زي شعرها والنمش بتاعها بدأ يندمج مع اللون.
        "آه، وأنتي سيسي. أنا فاكرك من حصة الإنجليزي. خير؟" هو كان باين عليه إنه مش واخد باله خالص من ازاي عينيها لمعت عشان هو فاكر اسمها. ولا من ازاي مسحت العرق من على إيدها في البنطلون الجينز الأسود بتاعها. هو كان باين عليه إنه شايف زميلة قديمة وبس.
        "أنا كنت آممم..." هي بصت لتحت. "أنا كنت بس بتساءل لو آممم، تحب نروح فيلم أو حاجة؟ يعني، بعد المدرسة؟" هي كانت متوترة.
        "لازم أشوف خططي، مين كمان رايح؟" يا بيرسي يا مسكين.
        "يا غبي، هي بتطلب منك معاد غرامي" ودي الصراحة القوية من أليس. عين بيرسي وسعت شوية ناحيتها. هو بص تاني لسيسيليا اللي كان باين عليها إنها ارتاحت من حمل التوضيح، بس لقت نفسها محشورة مع فيل في الأوضة وملهاش مخرج. هي ابتسمت.
        "آه! أنا آسف" وشها سقط على طول. "ماقدرش، بس شكراً على كل حال."
        "لأ، عادي. كان غباء مني إني أسأل أساساً، أنا بس هسيبك لوحدك، آسفة إني ضايقتك يا بيرسي" هي قالت الكلام ده بسرعة وهي بتجري بعيد. أول ما بعدت ومبقوش سامعين، أليس ضربت كتف بيرسي بضهر إيدها.
        "آي!" بيرسي قال.
        "إيه ده؟ كان المفروض تقول آه!" أليس قالت بصوت عالي.
        "أنا موافقة، هي لطيفة جداً. هي مرة اديتني كيس تفاح" آية ضحكت.
        "هي كويسة، بس أنا مقدرش أخرج معاها في معاد غرامي."
        "وليه ما تقدرش يا أخ؟"
        "عشان ده هيبقى خيانة لخطيبتي،" هو قال بوضوح. كأنه مش خبر صاعق.
        "أنت عندك خطيبة؟" أنا سألت، وبحاول أكون هادية عشان خاطر سيسي.
        "آه، بقالي سنة كاملة دلوقتي، ليه؟"
        "إزاي احنا ما نعرفش ده؟" أنا كملت وكلامي اتقابل بتردد.
        "معلش، بس احنا ما كناش أصحاب جامد أبداً." هو كان عنده حق، أنا كنت عارفة إنه صح. بس، ده كان بيحسسني إن الولد اللي في آخر الفصل ده فجأة عنده حياة سرية.
        غريب.
        
        
        
        
        
        
        
         بيرس جريسون
        
        فيمكن، مجرد يمكن، إني كنت معجب بسيسيليا. مجرد احتمال، تخمين لو حبيت. بعد كده هي راحت تتكلم مع الولد الفاشل ده اللي أنا أقسم بالله ما شفته من نص السنة. أسوأ حاجة إنه بقى بجسم أقوى. هو كان ممكن يبقى حاجة غير مجرد عيل ساكت في آخر الفصل ملوش أي لقب غير رقم الخزانة بتاعته. أنا كرهته.
        
        مرور الوقت بعد المدرسة
        
        أنا اتفرجت عليه وهو بيتمخطر خارج من المدرسة. كان لازم يزق الناس عشان يمشي وسط الزحمة اللي ما كانتش واخدة بالها من وجوده. اللي عملته بعد كده كان بصراحة غبي، بس أنا عملته برضه.
        
        "أهلاً يا جاكسون!" أنا زقيت كتفه فلف وشه ليا. وشه اتحرك ناحية إيدي اللي لسه كانت محطوطة على كتفه بقوة. حواجبه كانت متكشرة وبقه مفتوح شوية، هو كان باين عليه وكأنه لسه واخد باله من دبانة على كتفه وبيحاول يحس بالأسف عليها قبل ما يفعصها.
        
        الغريبة، إن مش لما رفع نظره ليا إلا لما عرفت إني في ورطة كبيرة. حاجة كده في طريقة فكه أو الضلمة اللي في عينيه. ده ما كانش الغبي الرفيع اللي مشي في الشتا اللي فات. أنا شلت إيدي من على كتفه.
        
        "إيه" هو رد. مفيش رجوع، أنا مش هعرف أتراجع.
        
        "أتمنى إنك ما كنتش متوقع ترحيب كبير بالرجوع يا فاشل." يا نهار أبيض. هو رفع حاجبة باستمتاع خفيف.
        
        "بس كده؟ أنت جاي بس تكلمني عن إيه، بتتمرن على شتائم فاشلة؟ يا جدع، أنت محتاج حياة." هو ضحك وبدأ يمشي.
        
        "أنت فاكر نفسك مين؟" هو كمل مشي وأنا بدأت أمشي وراه بسرعة. "يا عم أنا بكلمك!"
        
        "أنا واخد بالي. أتمنى إنك تبطل بجد." أنا مديت إيدي وزقيته على الحيطة بتاعة المدرسة. أو على الأقل، دي كانت خطتي. هو باين عليه كان شايفها وهي جاية ومسك رسغي. رماه بعيد قبل ما ألحق أستوعب إيه اللي بيحصل.
        
        "سيبني في حالي يا غبي" هو اتنهد. أنا اتفرجت عليه وهو بيركب عربية بريوس متقطعة وبيسوق بعيد. أنا هنتقم منه عشان اللي عمله ده"
         
        

        رواية korean School Lovers مترجمة للعربية

        korean School Lovers

        2025,

        كورية

        مجانا

        بنت متكبرة وغنية بتحب تتحكم في كل حاجة حواليها، خاصةً في زمايلها اللي من منح دراسية. بتستخدم نفوذها وفلوسها عشان تعمل ألعاب وتحديات خطيرة، بتكشف بيها أسرار وتوقع الناس في مشاكل، زي ما عملت بين "جايي" و"ريان" عشان تسليهم بس. القصة بتلف حوالين سيطرتها ومكرها، وإزاي بتستخدم أي حد لمصلحتها، لحد ما بتكشف ألاعيب بتوصل لكسر قلوب.

        إيريس

        بنت غنية بتحب تتحكم في كل حاجة حواليها، خاصةً الناس اللي بتشوفهم أقل منها زي طلاب المنح. بتستمتع إنها تلعب بالناس وتوقعهم في مشاكل عشان تتسلى، وبتستخدم ذكائها ونفوذها لتحقيق أهدافها. بتعتقد إنها فوق القانون وإن كل حاجة بتعملها صح.

        كيم ريان

        حبيب جايي وصديق إيريس

        جونج

        حبيبة ريان وصديقة إيريس المقربة. بتسيب ريان لأسباب مش واضحة في الأول، بس بعدين بتظهر إنها جزء من خطة أو تحدي كبير مع إيريس. هي كمان عنيدة ومبتتراجعش عن قراراتها بسهولة.

        لي ووجين

        بيبان إنه طيب القلب وممكن يكون عنده مشاعر لـ هيرا.

        كانج

        طالب منحة جديد، وشقيق توأم لواحد ليه علاقة بـ إيريس. بيظهر إنه شجاع وبيقدر يواجه إيريس، وده بيخليه مميز عن باقي طلاب المنح. بيبان إن ليه دور مهم في خطط إيريس، خاصةً بعد التحدي اللي عملته معاه.
        تم نسخ الرابط
        روايه korean School Lovers مترجمه للعربيه

        موسم أول!
        الفصل الأول: إيريس
        
        الناس غالبًا بينادوني النسخة البشرية من الآلهة اليونانية إيريس. هل مصدقاهم؟ مش أوي. آه، بس ده بس عشان في أي لحظة ممكن أرمي تفاحة الخلاف. أه، وأنا عملت كده بالفعل لما سمحت لأخوه التوأم إنه يدخل مدرسة جوشين الثانوية.
        
        باب القاعة بيتفتح على آخره بشكل درامي، وإيديا الاتنين زقته على الآخر عشان أعمل دخول فخم في أول يوم دراسة. دي بداية وحشة خصوصًا لترم الدراسة ده. أما عن الأبواب، أنا ببص على المنظر: كل واحد قام وقف احترامًا. الإشارة دي بس خلتني أبتسم ابتسامة بطيئة ومتكبرة، وأنا ماشية ناحية مكاني. كعبي العالي الأسود دولتشي آند غابانا بيعمل صوت واضح على الأرض، صوته بيرن في القاعة كلها وبيفرض الصمت. المايكات مقفولة، وده بروتوكول بيحصل كل ما كيم ريان أو أنا ندخل.
        
        "إنتي متأخرة،" بتقول هيرا وهي واقفة مع الباقيين. الوحيد اللي فضل قاعد هو كيم ريان. ببتسملها وبقعد جنب ريان، هو المكان الوحيد الفاضي في الصف بتاعنا.
        
        "ليه المفروض أكون في ميعادي عشان أسمع لواحد طالب منحة؟" بقولها وبوشي براءة مصطنعة، وده اللي بيخلي هيرا تضحك، وأنا بضحك معاها، صوت ضحكنا بيقطع التوتر. لما ضحكنا بيبطل، الكل بيقعد، ومايك طالب المنحة بيرجع يتفتح تاني، وده بيخليه يكمل كلامه.
        
        "سمعتي أي أخبار عن جايي؟" بيقول ريان بصوت واطي، وعينيه على شاشة قفل موبايله اللي عليها صورته مع جايي، صاحبته اللي بيحبها، كخلفية شاشة.
        
        بدخل السماعتين في وداني، وبستمتع بترقب إجابتي اللي متعلقة في الهوا. ببتسم وأنا بختار قايمة الأغاني بتاعتي. "آخر حاجة سمعتها كانت من يومين. على حسب كلام أبوها، هي هتيجي المدرسة الترم ده،" بقول وأنا ببص في عينيه. هو بسرعة بيبعد عينيه، وبيركز على الشات بتاعه مع جايي اللي مش بتبان كتير. بتريق، وشي بيبقى شفقة مصطنعة. "عمري ما كنت أتخيل إني أشوف كيم ريان بيزحف لست. واو، المفروض نسقف لـ جونج جايي بتاعتنا على كده،" بقول بصوت ساذج وأنا بتريق عليه، وهو عارف كده.
        
        "يا طلاب، كل واحد يروح الفصل بتاعه،" بتعلن هان جيسو أول ما كنت لسه هدوس تشغيل في قايمة الأغاني بتاعتي. كل الطلاب بيستنوا ريان وأنا نقوم الأول. لكن طالب المنحة الجديد باين عليه مستعجل. زمايله بتوعه اللي معاهم منحة بيوقفوه وبيخلوه يقعد تاني، وده بيخليني أضحك.
        
        "ده كان مضحك،" بقول وأنا بضحك وأنا بقوم، وده اللي بيخلي ريان يقوم هو كمان. ببتدي أمشي، وأنا في الصدارة ووشي فيه ابتسامة سخرية. مضحك إزاي الدنيا بتمشي: أنا دخلت آخر واحدة، ودلوقتي بخرج أول واحدة. مش ده مضحك؟ بس هي كده الدنيا بتشتغل، واللي تحت المفروض يتعلموا إزاي يتعاملوا معاها.
        
        "مرة كمان يا أستاذة سيو،" بتقول مدرسة الأوبرا، صوتها حازم بس فيه لمسة صبر، وهي بتبدأ تعزف لحن "أصوات الربيع، أوب. 410" لـ يوهان شتراوس الثاني على البيانو.
        
        باخد نفس عميق، النوتات اللي أنا عارفاها بتدور حواليا، بتطلب الكمال. عينيا بتلقط خليط من العزيمة والضيق. إني أجيب النوتة الصح كل مرة ده توقعي، بس إصرار المدرسة بيضايقني.
        
        في الأوضة الفاضية، الشاهد الوحيد على أدائي هو البيانو والمدرسة. برفع راسي، وبطلع ثقة وأنا بستعد أغني تاني. صوتي، قوي ومتقن، بيقطع الصمت، وبيدخل بسلاسة مع اللحن. كل نوتة مظبوطة، وكل نفس متحكم فيه، بيبين طموحي اللي مش بيتهز وسعيي الدائم للتميز.
        
        "العصفورة ارتفعت في الأعالي الزرقاء، بأغنيتها اللي بتفرح،" بغني، صوتي واضح وقوي، وبيجسد جمال أغنية القبرة وهي بتطير للسما.
        
        الموسيقى بتكمل، وأنا بتقبل التحدي، وبصب كل إحساسي في السطور اللي بعدها، "الدنيا بتبقى أحلى لما بتغني، والقلوب بتتهز بفرح."
        
        عينين المدرسة بتفضل متثبتة عليا، تعبير وشها خليط من التدقيق والتوقع. هنا، في المكان الخاص ده، مفيش زملا أوريهم إني كويسة، ولا جمهور أبهرهم، بس معاييري أنا ونظرة المدرسة اللي مش بتتغير.
        
        آخر نوتات متعلقة في الهوا، دليل على براعتي. المدرسة بتهز راسها بموافقة، بس أنا بشوف التحدي اللي مش بيتقال في عينيها. هي عايزة أكتر، بتتوقع أكتر، وأنا أكتر من إني مستعدة أديها ده. وجودي في الأوضة دي، تحكمي في الموسيقى، ده إعلان عن سيطرتي.
        
        "ده كان أحسن،" وافقت بابتسامة وهي بتاخد كل نوتاتها عشان تشيلهم لحصتنا الجاية، بس للحظة بصت لحد، "أستاذة سيو، في ناس جايين يزوروكِ." لما قالت كده، أنا لفيت على رجلي عشان أشوف لي ووجين واقف هناك بابتسامة.
        
        "لي ووجين،" بقول بصوت مليان فرحة وأنا بجري أحضنه، "إيه اللي جابك هنا؟" برفع راسي عشان أبص في عينيه، وأنا لسه حضناه.
        
        "أنا هنا عشان أفكرك تاكلي الغدا،" بيوريني كيس بلاستيك فيه أكل، "ريان وأنا كنا قلقانين عشان مجتيش وقت الغدا،" بيقول وأنا بفك حضني ليه وباخد الكيس من إيده، وبتحرك أقعد على واحد من الكراسي وبحط الأكل على الترابيزة. ووجين بيعمل نفس الحكاية، بيقعد على الكرسي اللي جنبي وبيبتدي يقطعلي شوية عيش.
        
        "أنا مجتش عشان إنت بتحب هيرا، هيرا بتحب..." ببتدي أشرح، بس هو بيقطعني وبيحط أكل في بوقي. ببصله بنظرة غضب، بس هو بس بيرد بابتسامته الكبيرة الحلوة اللي بتميزه. بمضغ ببطء، وبستمتع بالطعم، قبل ما أبلع وأبتدي أتكلم تاني. "ممكن تخليني أخلص جملي في يوم من الأيام؟"
        
        "لأ، إلا لو قلتي حاجة مفهومة،" بيقول وهو بيطلع لسانه وهو بيتريق.
        
        جاتلي فكرة، هو عايز حاجة مفهومة، يبقى الشو يبتدي.
        
        بقوم بوضعية جسمي ناحيته، وبخليه يشوفني بالكامل. ابتسامتي بتتحول من حلوة لواحدة مليانة خبث وغطرسة. إيدي اليمين بتبتدي تطبطب على دراعه، وأظافري الصناعية بتلمس جلده بخفة. ببصله بإغراء، إيدي بتطلع لحد كتفه وبعدين لخده اليمين. صباعي الكبير بيداعب خده بينما صوابعي بتلعب على المنطقة الحساسة بين ودنه ورقبته، وده بيخليه يغمض عينيه ويميل ناحية لمستي.
        
        هو خجول بشكل مش طبيعي، وده واضح من توتره. ارتباكه ده بيزود استمتاعي. صباعي الكبير بيتحرك عشان يقف على شفايفه، وده بيخليه يفتح عينيه فجأة. بيبصلي بتوتر، زي جرو عايز مكافأته المفضلة. الشو لازم يكمل، فبميل أقرب، الحاجة الوحيدة اللي بتفصل بين شفايفنا هي صباعي الكبير وشوية سنتيمترات بسيطة.
        
        "هترجعلي قلم التجسس بتاعي إمتى؟" بهمس بإغراء. ووجين بيرجع لورا فجأة كأنه شاف عفريت، ومقدرش أمسك نفسي من الضحك على رد فعله.
        
        هو بجد فاكر إن أي حاجة بتحصل هنا من غير إشرافي الأول؟ يا لهوي على السخافة.
        
        وأنا لسه بضحك، ببتدي أقطع قطع من الأكل عشان آكلها وهو بيحاول يفوق من الصدمة. بيقوم يقف، كأنه بيهرب من شبح، وبيدندن حاجة عن إنه لازم يقابل ريان عشان تدريب المبارزة.
        
        
        
        
        
        
        
        
        هو بيرجع لورا لحد ما بيوصل للباب. "لي ووجين،" بنادي عليه، وده بيخليه يتجمد ويلعن بصوت واطي. بيلف ناحيتي، تعابير وشي بقت جدية. "معندكش مبارزة النهارده، عشان كده،" بشاور بالسكينة ناحيته، "ليه متستخدمش وقاية لو رحت تشوف الأستاذة؟" وشه بيخطف، وبيخرج من الأوضة بسرعة، ويسيبني بتشنجات من الضحك.
        
        هو طلب الترابط، وأنا اديته حاجة مترابطة.
        
        إشعار رسالة بيقطع ضحكي. بسيب السكينة والشوكة، وبمسك موبايلي. دي رسالة إنستجرام من حساب معرفهوش وعمري ما كنت هتابعه. بفتح الشات، بلاقي صورة ليا أنا وووجين من كام دقيقة، ومعاها الرسالة: "حيوانك الأليف الجديد هو لي ووجين؟ أنا هكون حيوان أليف أحسن."
        
        ليه مفيش غير ناس غريبة في المعهد الملعون ده؟
        
        "أنا مش آسفة إني اتأخرت، كنت مشغولة بختار طقم اليوم بتاعي،" بقول وأنا بدخل جراج العربيات. "بس بصراحة، الفستان ده مثالي، بيصرخ، جونج جايي وحشتيني، صح؟" جايي بتبصلي بابتسامة وهي بتفتح دراعاتها عشان أحضنها.
        
        "إنتي وحشتيني كمان يا ريونج،" جايي بتحضني جامد، وأنا بطلع لساني لـ ووجين وهيرا.
        
        "ليه مكلمتينيش؟ كنت جيت أخدك من المطار." بقول وأنا بسيبها من الحضن وبمسك إيديها. "أنا زعلانة إنك مكلمتينيش، اضطريت أعرف إنك هنا من تطبيق تحديد الموقع بتاعي، ده مش عدل."
        
        "ملاحقة،" هيرا بتهمسلي بابتسامة.
        
        "ده اسمه وقاية، إحنا ناس مهمة، إيه اللي يحصل لو اختفينا؟ أه، وعندي كمان التطبيق ده على موبايلاتكم كلكم،" بيبصولي بوشوش كأنهم بيقولوا مش مصدقين، "إيه؟ أبويا هو رئيس جهاز المخابرات الوطني، طبعًا أنا زيه بالظبط،" بدافع عن نفسي، وده اللي بيخلي جايي تبتسم.
        
        "ريونج، آسفة، مكنتش عايزة أضايقك وأنا عارفة قد إيه إنتي بتذاكري بجد عشان تجيبي درجة مثالية للجامعة،" لما جايي بتقول كده، ده بيخليني أبصلها كأنها لسه خارجة من دكتور نفسي.
        
        "من إمتى أنا بذاكر؟ أنا ذكية بالفطرة يا حبيبتي،" برد عليها.
        
        "ده اللي بتقوله الأخبار، مش اللي إنتي عليه فعلا يا ريونج،" ووجين بيبصلي وهو بيطلع لسانه، بيتريق على معرفتي. يعني، لي ووجين، بيتريق على معرفتي؟ وإحنا الاتنين عارفين إن أحسن واحد في الفصل ليه اسم أول واسم أخير وده سيو هاريونج، c'est moi (دي أنا).
        
        وش هيرا بيبتدي يركز عليا، وبعدين بيبص لحاجة ورايا. لما بلفت، بفهم مين ده، كيم ريان، صاحب البنت اللي ماسكة إيدي كأنها هتموت في أي لحظة. هي كمان بتبصله، من غير أي إحساس. بسيب إيديها وباقف جنب هيرا، اللي بتمسك دراعها بتوقع، مستنية إيه اللي هيحصل بعد كده.
        
        لكن كل اللي بيعمله إنه بيفضل ثابت، بيبصلها مباشرة في وشها، وهي بتبصله بنفس الوش. ببص على أصحابي الاتنين، اللي بيبصولي، متوقعين مني إني أقول حاجة، بحاول أدافع عن نفسي بعمل إشارات بإيدي، بس مش مجدية عشان الاتنين بيبصولي كأنهم بيقولوا: إنتي تعرفيهم من ساعة ما اتولدوا، اعملي حاجة.
        
        "إيه رأيكم نروح ناكل حاجة بعدين؟ أنا هموت وأكل..." ببتدي أقول، وطبعًا، كعادة أصحابي الأعزاء، ريان بيقاطعني.
        
        "جونج جايي،" هيرا، ووجين وأنا بنبصلهم الاتنين بتوقع، "معندكيش حاجة تقوليها ليا؟"
        
        دلوقتي أنا حاسة بالذنب أوي، أنا عارفة ليه هي مشيت، بس أنا مقولتلوش عشان وعدتها، وهي أعز صحابي، بس هو كمان أعز صحابي، وبسبب السر ده هو اتأذى من كتر الكدب اللي كنت بقولهوله من ساعة ما هي مشيت، وجايي عارفة كده.
        
        "هيرا،" جايي بتنادي على البنت اللي أنا ماسكة دراعها، هيرا بتنط في مكانها كأنها خايفة، وده اللي بيخليني أحاول أمنع ضحكة إنها تطلع من زوري. "أنا بتحدى ريان على رهان."
        
        مستحيل يكون اللي أنا فكراه، صح؟
        
        "رهان؟ أي نوع من الرهانات؟" هيرا بتبص لـ جايي وهي متلخبطة، بس جايي بتبص مباشرة في عينين ريان.
        
        "الفائز ليه أمنية تتنفذ."
        
        "إيه نوع الأمنية؟" السؤال ده من ووجين لسه جاوب في دماغي، دماغي بتطلع مليون إجابة محتملة.
        
        "هقولك لو كسبت،" هي دلوقتي بتبصلي، ريان بيبصلي هو كمان، بوش متلخبط، مقدرتش استحمل نظرة ريان، فببساطة تجنبتها وبصيت على أظافري الصناعية اللي لسه معموله. "تلات لفات. أنا هاخد المسار الداخلي. ده كل حاجة. مفيش اعتراضات بغض النظر عن النتيجة."
        
        ريان دلوقتي بيبصلها بوش جاد ومستقيم، "خليها لو كسبتي. لو أنا كسبت، هتبقي لازم تبدأي بشرح إيه اللي بتعمليه بالظبط." هي مش بترد، بس بتلف وتمشي ناحية أوضة تغيير الملابس.
        
        "ده هيكون نار،" بقول، وبتلقى نظرة وحشة من ووجين، اللي بيمسك دراعي وبيسحبني للناحية التانية، عشان نشوف السباق أحسن.
        
        السباق بيبدأ بعربية حمرا لـ جايي وعربية صفرا لـ ريان.
        
        كنت عارفة إنها هتكسب، هي كانت مستعدة تاخد أي خطر عشان تكسب وربما تسيبه. وده هيكون أغلى انفصال في التاريخ.
        
        بعد تلات لفات، لفات طويلة. متفهمش غلط، أنا أكبر معجبة بسباقات الفورمولا وان، بس مش أكبر معجبة بـ جايي وريان وهما فاكرين نفسهم سواقين فورمولا وان. إنت فاهم قصدي، صح؟
        
        خرجت من العربية، بتبصلي وهي بتخلع خوذتها، نظرتها لسه عليا، هي كانت هتعملها، كانت هتسيبه، ده اللي نظرتها كانت بتقوله، هي عارفة إن في خيارات أكتر من كده، بس جايي عنيدة لدرجة إن مفيش حاجة عمرها ضايقتها. مستحيل تخليها تغير رأيها أو فكرتها لما تكون خلاص قررت.
        
        "أنا كسبت،" بتقول لما ريان بيقرب منها، بيوبخها إنها كان ممكن يحصلها حادثة بسبب سواقتها لحد الموت لمجرد إنها تكسب. بس ده مكنش لمجرد الفوز، ده كان عشان تحميه. "أنا قلت إني كسبت،" بتقول تاني، "ممكن أقولك أمنيتي؟" بتبصله، مفيش أي مشاعر، مفيش أي حاجة تبان كأنها لسه لابسة قناع. "يلا نسيب بعض يا ريان."
        
        "واو، ده أغلى انفصال في التاريخ،" بقول وأنا بتسحب من ووجين وهيرا. وبنظرة خيبة أمل منهم هما الاتنين، "إيه؟ أنا عمري ما هدفع سنت واحد عشان انفصال."
        
        "وإيه اللي حصلها قبل ما تروح أمريكا؟" هيرا بتبصلي بوش متلخبط.
        
        "معرفش. معنديش فكرة،" ووجين بيرد عليها بصوت مذنب.
        
        أنا عارفة، وعارفة كمان ليه صوته مذنب.
        
        "هاريونج، أهلاً،" يون هيرا بترحب بيا في المدرجات، حيث الكل قاعد، "كنت بدور عليكي، كنتي فين؟" بتقول بصوت قلق.
        
        "كنت باكل مع جاي ري،" برد وأنا بقعد جنب ييجي، اللي بتبصلي بابتسامة وأنا برد عليها بنفس الابتسامة.
        
        "هل هي..."
        
        "هي متكلمتش عنك يا ريان، باين عليها جادة أوي في موضوع الانفصال منك،" بقطعه من غير ما أبصله، أنا مركزة على حساب الانستجرام اللي بيبعتلي صور ليا برسايل ملاحقة غريبة.
        
        "هاريونج،" ييجي بتنادي عليا، "بصي،" ببص على المكان اللي بتشاور عليه، وطالب المنحة الجديد ماشي قريب مننا.
        
        بيقَف لحد ما يبقى قدام ريان. بيصفي صوته عشان يلفت انتباهنا، بس تحديدًا انتباه القائد "أنا هنا بقالي فترة، بس عمري ما عرفت أقول أهلاً."
        
        هيرا بتبصلي بنظرة فضول، وده بيخليني أبص على الشاب اللي لسه اتجرأ يجي يكلمنا. كان موقف مضحك، وشجاع كمان، هو زيه زي أخوه بالظبط، زيه بالظبط.
        
        "فاكر اسمي، صح؟ كانج ها،" بيقول وهو بيبص على الكل، وبعدين بيبتسم لـ ريان، وعايز يسلم عليه، لكن، "تشرفت بمعرفتك يا كيم ريان." ريان مقبلش إيده.
        
        "مضحك،" بضحك، صوت عالي، شبه موسيقي، بيرن شوية. هيرا بتشاركني بضحكة خفيفة، وووجين بيطلع تنهيدة تعبانة قبل ما يقوم يقف ويتجه ناحية ملعب كرة القدم الأمريكية. ريان بيلحقه، متجاهل طالب المنحة، كانج ها، تمامًا.
        
        
        
        
        
        
        
        بقوم من المدرج وبتمشى ببطء ناحية زبالة المنح الجديدة، قطعة زبالة جديدة محتاجة تتخلص منها صح. بابتسامة متمرنة، شبه تمثيلية، بقف مكان ما ريان كان واقف من لحظات. هيرا وكل اللي معاها بيتفرجوا عليا بترقب، بس أنا عمري ما برمي الزبالة قدام جمهور.
        
        "إنت وسيم،" بضحك ضحكة فرحانة، وبشبك إيدي في بعض وبحطهم جنب وشي بحركة سويت كأنها مصطنعة "بس،" صوتي بيتحول لنبرة باردة ومشمئزة وأنا بفك إيديا، وبستخدم صباعي السبابة اليمين عشان أرفع دقنه، وأجبره إنه يبص في عيني "أنا مبحبش الناس الجديدة اللي متعرفش مكانها في الإمبراطورية دي." ببتسم ابتسامة بطيئة، شبه مفترسة، وبميل أقرب لودنه، وبهَمَس "هحب أشوفك حواليا يا كانج ها." بضحك بصوت واطي، صوت شرير، وبعدين بلف وبنزل السلالم، وبقف لحظة عشان أبص ورايا بنظرة مرحة في عيني "عندي حصة أوبرا، ومبحبش أشوف المراهقين المعرقين. يوه، مقرفين."
        
        رسالة بتظهر على موبايلي، نفس حساب الانستجرام: "النهاردة شكلك حلو أوي."
        
        "ريونج! هتفوتك كل المتعة!" صوت هيرا أعلى من كل الموسيقى رن في وداني، وده خلاني ابتسم على الخبر ده. مشيت بخطوات سريعة، لحد ما قعدت على رجل تشوي يون سوك، اللي رحب بيا بدراعين مفتوحين. لقيت نفسي بحط دراعي على كتف الولد وهو ماسك وسطي.
        
        نظري وقع على كانج ها. هو كان بيبصلي بتركيز، كأنه بيحاول يلاقي نوع من المعلومات في نظرتي. صوت هيرا الصاخب قطع معركة النظرات.
        
        "تمام! نبدأ حفلة الترحيب رسميًا؟" الكل بيبدأ يهتف. ببتسم وأنا ببصلها، وبوافق بإيماءة على اللعبة اللي هتعملها. "نبدأ بمشروبات الترحيب."
        
        "مشروبات ترحيب!" مسؤول المنح الكبير، بايك تشان مين، بيجيب المشروبات بابتسامة كلها بهجة.
        
        "دي زي لعبة حظ،" هي بتشرح.
        
        موبايلي بيهتز، بيعرفني إن فيه إشعار جديد، ده لي ووجين، اللي كان قاعد قدامي حرفيًا: "هل وافقتي على اللعبة دي؟ فاكرة إيه اللي حصل آخر مرة؟"
        
        إجابتي؟ حسنًا، إجابتي هي: "أنا وافقت، وإيه المشكلة لو واحد منحة ياخد مخدرات، هو مش هيقول."
        
        ووجين بيبصلي بعدم تصديق، فببتسم بس. دي عادة للمنحة، مقدرش أغيرها لمجرد إن السنة اللي فاتت حد مات، كأنه مات بسبب المخدرات.
        
        "خمسة من الشوتس دول كحول عادي، بس واحد فيهم حاجة بجد تحفة." الكل بيبدأ يصرخ من القواعد، كأنهم ميعرفوهاش.
        
        "تحفة؟"
        
        "هتعرف لو شربت،" هي بتخلي اللعبة أكتر غموض "أنا اللي هختار الأول."
        
        "خمس آلاف إنها المشروب الأحمر،" بهَمس في ودن يون سوك.
        
        "ماشي،" هو بيوافق وهو بيداعب وسطي.
        
        هيرا بتمسك المشروب الأحمر "قلتلك،" بضحك.
        
        "كانت خمرة عادية،" بتضحك بعد ما خلت نفسها غامضة بخصوص المشروب اللي شربته. الكل بيبدأ يضحك، وده بيخلي الجو أكتر حماس.
        
        "دورك يا بتاع المنحة،" بصرخ وأنا ببتسم وببص في عينيه مباشرة وأنا بسرح شعر يون سوك.
        
        هو بيطلع ضحكة مش مقتنعة. "أنا مش بشرب." الكل بيبدأ يصفر.
        
        "اشرب! اشرب! اشرب!" الكل بيبدأ يحاول يحفزه.
        
        بيقوم يقف، باين على وشه الإرهاق من الموقف، بس أنا حاسة إن في أعماقه، هو مستمتع بالضجة دي كلها من الكل. "فكر في كل واحد ساعد في الحفلة دي، يا بتاع المنحة." هيرا بتحاول تخليه يفكر في الموضوع مرة تانية.
        
        هو بيستسلم، وبيوافق إنه يختار واحدة. وهو بيحاول يختار بإيده، نظره بيرتفع عشان يبصلي، إجابتي ببساطة هي ابتسامة وعيني الشمال مرفوعة. مفيش مشروبات تانية فيها كحول، كل المشروبات كان فيها مخدرات. وده كان واضح.
        
        بعد انتظار طويل، بيوافق يختار واحدة، ويشربها مرة واحدة. وده بيخلي الكل يبتدي يضحك ويصرخ من الفرحة.
        
        بعدين بالليل، كانج ها بيبدأ يظهر عليه الدوخة بشكل واضح. قاعد لوحده في ركن، محاط بالناس الصاخبة. مع إني براقبه، قلقي قليل. الحفلة في أوجها، بضحك وموسيقى وألعاب بتعمل جو كهربائي.
        
        بتحرك وسط الزحمة، وبصور اللحظات على موبايلي. ضحكة هيرا بترن وهي بتقود لعبة تانية، وأنا بشارك، وبهتف وبضحك. من وقت للتاني، ببص على كانج ها. هو بيدعك صدغيه، واضح إنه بيعاني، بس متعة الليل بتمنعني من إني أقلق زيادة.
        
        بصور فيديو للأوضة، بلف عشان أصور الفوضى. كانج ها بيظهر في الإطار، باين عليه الاستسلام. بضيف الفيديو للستوري بتاعتي بكلام مرح. الليل ده بتاعنا، وأنا مصرة أستمتع بكل لحظة، حتى وكانج ها قاعد لوحده، تايه في دوخته.
        
        كانج ها بيقوم فجأة، بعد ما مسؤول المنح الكبير بتاعه سحبه عشان يتحرك. أول ما بيقوم، بيفقد توازنه، وبيكسر ترابيزة وكل حاجة عليها. بالرغم من تعليقات أصحابي وزملائي، الولد قام وكمل طريقه، أكيد للحمام.
        
        "هروح أطمن على ريان،" بهَمس في ودن هيرا، وإجابتها ابتسامة مع كلمة "تمام" بسيطة منها.
        
        ببتدي أمشي جوه البيت، بدور على الأوضة اللي عايزة أدخلها. وأنا بطلع حباية من شنطتي، بدخل الحمام من غير حتى ما أخبط على الباب.
        
        "ليه اتأخرتي أوي كده؟" صوت كانج ها مشدود من الغضب. بيبصلي، عينيه بتولع. "إنتي كنتي عارفة إن كلهم فيهم مخدرات."
        
        "إنت كنت عارف برضه، أخوك قالك، يا أهبل." بديله الحباية. "دي حباية هتعاكس مفعول المخدر." بياخدها، بيحطها في بوقه وبيبلعها.
        
        "هنلعب حقيقة أو تحدي. أنا هتأكد إنك تاخد سؤال محدد. إجابتك لازم تكون شو،" بقول، وأنا بظبط الروج الأحمر بتاعي وأنا ببص لنفسي في المراية. كانج ها واقف قريب ورايا، عينينا بتتقابل في الانعكاس. التوتر بيشرق بيننا.
        
        "لازم تطلع الدور اللي فوق، تاني باب على الشمال. جايي هتكون هناك مع ريان، هو بيعملها مفاجأة عشان يكسبها تاني. إنت بس المفروض..." بلف، وببصله. جسمنا على بعد سنتيمترات قليلة، المسافة بينا مشحونة بكلمات مكتومة وتوتر كهربائي. بحط دراعاتي حوالين كتافه، وبسحبه أقرب وأنا ببصله من الجنب وببتسم. "لازم تبوس جونج جايي قدام الكل."
        
        نفسه بيتحبس، وللحظة، الهوا بيكثف باحتمالية بوسة. قلبي بيدق بسرعة ووشوشنا على بعد سنتيمترات قليلة، وأنا قادرة أحس بالحرارة اللي طالعة من جلده. نظره بينزل لشفايفي، ويفضل هناك.
        
        بصفي حلقي، وبقطع السحر. "لازم تروح دلوقتي،" بقول بصوت واطي، صوتي بيبين تلميح لعدم رغبة. برجع لورا، وبسيب دراعاتي تنزل لجنبي، والمسافة اللي بينا بتحس إنها فجأة باردة وفاضية. "هجيلك كمان دقايق."
        
        هو بيتردد لثانية أطول، بعدين بيهز راسه، تعبير وشه بيشد. من غير كلمة تانية، بيلف وبيخرج من الحمام. بتفرج عليه وهو ماشي، قلبي لسه بيدق، التوتر لسه بيرن في الهوا.
        
        باخد نفس مهزوز وبلف تاني للمراية، بظبط الروج بتاعي تاني عشان أثبت إيديا. الانعكاس اللي بيبصلي وشه محمر، عينيه بتلمع بأدرينالين اللحظة. باخد نفس عميق، بحاول أثبت نفسي، وأنا عارفة إن الليل لسه طويل وإن لازم أركز.
        
        بخرج من الحمام، وباتجه تاني للحفلة. الموسيقى أعلى دلوقتي، والطاقة أكتر كهربائية. الناس بترقص، بتضحك، وبتستمتع بالليل. بشق طريقي وسط الزحمة، عينيا بتدور على يون سوك. بلاقيه قاعد على كنبة، شكله هادي من غير مجهود، عينيه بتنور لما بيشوفني.
        
        
        
        
        
        
        من غير أي تردد، بتجه ناحيته. بيفتح دراعاته، وبيرحب بيا وأنا بتزحلق على رجله. إيديه بتلاقي وسطي، بتشدني أقرب. دفء جسمه ضدي بيعمل تناقض مريح مع هوا الليل البارد. بميل ناحيته، وشوشنا على بعد سنتيمترات، صوت الحفلة بيختفي في الخلفية.
        
        "اخدتي وقتك،" بيدندن، أنفاسه دافية على ودني.
        
        "كان لازم أخلص حاجة،" برد، صوتي هادي بس فيه لمسة إثارة من اللحظة.
        
        عينينا بتتلاقى، التوتر بينا ملموس. إيده بتتحرك على أسفل ضهري، بتشدني أقرب. حاسة بالترقب بيبني وأنا بلمس خط فكه بصباعي.
        
        "كيوت،" بقول بابتسامة مرحة، صوتي فيه لمسة دلع.
        
        بيبتسم بسخرية، عينيه بتلمع بمرح وحاجة أعمق. "إنتي شايفة كده؟" بيسأل، قبضته على وسطي بتشد شوية.
        
        بهز راسي، لسه ببتسم، وحاسة بحرارة جسمه ضدي. "أه، بس متخليهاش تطلع لراسك."
        
        بيضحك، صوته واطي وحميمي. "فات الأوان على كده."
        
        "أه، وصلت للإمبراطورة،" تشان مين بيعلن بابتسامة.
        
        "إحم، إيه السؤال؟" ييجي بتسأل، وهي بتفكر للحظة. "إمتى، وفين، ومع مين كانت آخر مرة عملتي فيها سيكس؟" ييجي بتبتسم بسخرية، واضح إنها مبسوطة بالسؤال الجريء ده.
        
        برد على ابتسامتها الساخرة بواحدة زيها، ولمعة خبيثة في عيني. "من تلات ساعات، في أوضة في البيت، مع الراجل ده،" بقول، وأنا بشاور على يون سوك.
        
        الأوضة بتنفجر ضحك وشهقات، عينين الكل بتروح بين يون سوك وبيني. يون سوك بيرجع لورا بابتسامة متغطرسة، وبيحاوط وسطي بدراعه بشكل تملكي. أنا بستمتع بالاهتمام، وحاسة بحرارة جسم يون سوك جنبي.
        
        أنا مش بصاحبه، إحنا بس أصحاب مع امتيازات، مجرد سيكس مفيش مشاعر، مجرد متعة، فاهمين قصدي، وده غير إنه عنده مشاعر لـ ريو بادا، بس هو شكله مش واخد باله ولا بادا واخدة بالها.
        
        العباة بتكمل، التحديات والحقائق بتزيد جرأة مع مرور الليل. كل جولة مليانة ضحك، ومزاح مرح، وشهقة مفاجئة من وقت للتاني. الطاقة في الأوضة كهربائية، الكحول وإثارة اللعبة بيعملوا سحر على الكل.
        
        "ده كانج ها."
        
        "أخيرًا، بتاع المنحة!" بصرخ بفرحة، أنا مستمتعة أوي في اللحظة دي.
        
        "ريونج، أنا اللي هسأل السؤال،" ييجي بتقول بابتسامة وهي بتقوم "هل فيه أي بنات تحب تنام معاهم؟" ببتسم ابتسامة ساخرة، ييجي، ييجي الجميلة بتاعتي لسه عملت السؤال اللي المفروض تعمله.
        
        "إيه، اختار بحكمة،" يون سوك بيقوله بصوت فيه مرح.
        
        عينيه متسبش عيني، أنا ببصله بنفس الطريقة، هو عارف إيه اللي يعمله بنفسه، لو عايز يكمل الخطة، لازم يبدأ دلوقتي.
        
        بيسيب نظرتي، ونظره بيروح لـ هيرا، وابتسامة بتظهر على وشه. "تحدي."
        
        "تحدي. تمام،" ييجي بتبتسم، وهي بتبصلي، بهز راسي عشان تكمل "بوس واحدة من البنات هنا بوسة فرنسية لمدة تلات دقايق."
        
        "بوسة فرنسية! بوسة فرنسية!" الكل بيبدأ يهتف بحماس.
        
        بيقوم من مكانه ويبدأ يبص في عيون كل البنات الموجودين، آخر نظرة ليه بتنتهي في عيني، ردي كان إني ابتسمتله ورفعت حاجب، هو عارف إيه اللي لازم يعمله.
        
        بتاع المنحة بيبدأ يمشي جوه البيت، وكلنا كنا بنتبعه، البعض بيسجل بموبايلاتنا، والبعض التاني بيحاول يعرف هو رايح فين. لحد ما دخل الأوضة دي، الأوضة اللي جايي وريان المفروض يكونوا بيتصالحوا فيها، مكان يمكن يخلي جايي حاسة بعدم راحة شديدة.
        
        بيكلم البنت، ومن غير سابق إنذار، بيمسكها من رقبتها ويبدأ يبوسها، دي بوسة فرنسية، بالظبط زي ما ييجي طلبت.
        
        جايي بتتبادل البوسة، وبتحط دراعاتها على كتفه وهي بتكثف البوسة أكتر وأكتر.
        
        التحدي تم، والمرحلة الأولى تمت.
        
        آسفة مش آسفة يا ريان وجايي.
         
        

        خبايا الحرم الجامعي - حب وعلاقات توكسيك

        خبايا الحرم الجامعي

        2025,

        رومانسية

        مجانا

        رئيسة اتحاد الطلبة. بتلاقي حياتها الهادية بتتقلب لما بتظهر "بيكي"، المشاغبة اللي بتكسر القواعد وبتتفوق في كل حاجة. بيكي، اللي بتظهر بعبقريتها في الدراسة والملاكمة، بتستفز فريـن وبتلعب عليها ألعاب بتشدها وتضايقها في نفس الوقت. بالرغم من إن فريـن بتحاول تتجاهلها، بيكي بتصمم إنها تكسر جدار البرود بتاع فريـن وتكتشف اللي وراه.

        فريـن

        رئيسة اتحاد الطلبة. الأولى على قسم إدارة الأعمال. عندها حائط نفسي قوي حوالين نفسها بسبب تجربة شخصية مؤلمة مع والدها، وده اللي خلاها قليلة الكلام ونادرًا ما بتبتسم

        بيكي

        عبقرية ومتفوقة أكاديميًا، لدرجة إنها الأولى على قسم القانون. بالإضافة لذكائها، بيكي ملاكمة أسطورية ومحدش قدر يغلبها في الجامعة، سواء من البنات أو الولاد. بيكي شخصية جريئة ومستفزة، وبتستمتع بأنها "تستفز" فريـن وسينت. عندها فضول كبير ناحية فريـن، ومقتنعة إن ورا وشها البارد ده فيه حاجة مخبية، وبتسعى بكل طاقتها إنها تكتشفها

        سينت

        ملاكم تاني في الجامعة، وبيعتبر نفسه الأفضل بين الشباب، لكنه دايمًا بيقع في مقارنة مع بيكي اللي بتتفوق عليه. هو معجب بفريـن وبيدعمها، وبيحاول يكسب إعجابها، لكن أسلوبه بيكون تقليدي ومابيعرفش يوصلها زي بيكي. بيتضايق جدًا من تصرفات بيكي وبيشوفها بنت مدلعة ومغرورة، وده بيخليه يدخل معاها في مناوشات دايمًا.
        تم نسخ الرابط
        خبايا الحرم الجامعي - حب وعلاقات توكسيك

        قعدت "فريـن" في مكانها المعتاد ورا المكتب الكبير الدهبي بتاع رئيسة مجلس اتحاد الطلبة.
        الأوضة، اللي شبابيكها واصلة من الأرض للسقف وتصميمها شيك ومودرن، كانت مراية لجامعة IDF نفسها – مرموقة، نضيفة، وبتخوف أي حد يدخلها. الطلبة كانوا بيسموا المكان ده "أوضة العرش"، وده كان دليل على القوة اللي رئيسة اتحاد الطلبة كانت ماسكاها جوه الجامعة.
        
        جامعة IDF ماكانتش أي جامعة وخلاص – دي كانت أحسن جامعة في تايلاند. متصنفة رقم واحد في الدراسة، والمرافق، والسمعة، وبتجذب أذكى الناس وأغنى الأغنياء. الجامعة كانت بتتباهى بمبانيها العالية وتكنولوجيتها المتطورة، ومكتبة على أعلى مستوى، وجناين واسعة شكلها عامل زي ما تكون بتاعت قصر مش مؤسسة تعليمية. الجامعة كانت بتشتغل زي المكنة اللي زيّتها مظبوط، وعلى رأس اتحاد طلبتها كانت "فريـن" – باردة، هادية، وبتسيطر على الكل.
        
        فريـن كانت في سنتها التانية، بس كانت خلاص رسخت نفسها كـ"ملكة النحل"، لقب لا هي سعت له ولا رفضته. الطلبة كانوا بيحترموا سلطتها؛ والمدرسين كانوا بيعتمدوا على دقتها. ومع قوتها في إنها تحدد الأحداث، والإجراءات التأديبية، وحتى توزيع الميزانية، تأثير فريـن كان واصل لمدى واسع وكبير. ومع ذلك، بالرغم من مركزها وسيطرتها، فضلت لغز بالنسبة لمعظم الناس.
        
        صحباتها، "نام"، و"كيت"، و"نوي"، و"هينج"، كانوا الوحيدين اللي شافوا لمحة من شخصيتها اللي تحت وشها البارد ده، بس حتى هما كانوا عارفين إن في خط مكنوش يقدروا يتعدوه. فريـن مكنتش بتتكلم كتير عن حياتها الشخصية، ونادرًا ما كانت بتبتسم. صحباتها كانوا دايمًا بيهزروا إن آخر مرة شافوها مبتسمة كانت غالبًا وهي بتتولد. وبالرغم من إنهم كانوا قريبين، فريـن كانت دايمًا محافظة على مسافة بينهم – حاجز مش باين بس دايمًا موجود.
        
        "المفروض تبتسمي أكتر، عارفة؟" قالت "نام" في يوم كده عادي وهما قاعدين في مكتب اتحاد الطلبة بعد مواعيد الدراسة.
        نظرة فريـن فضلت ثابتة على كومة الورق اللي قدامها. "ليه؟"
        نام سندت لورا في كرسيها، وقلبت عينيها بمرح. "عشان الناس ممكن تبطل تفتكر إنك مصنوعة من التلج."
        كيت، اللي كانت قاعدة قريب منها ومربعة رجليها، ضحكت بصوت واطي. "صحيح. كل طلبة الجامعة مرعوبين منك. قصدي، هما بيحترموكِ، بس برضه... ممكن تبقي أقرب شوية."
        فريـن أخيرًا رفعت وشها من الورق، تعابيرها باردة وبعيدة زي ما هي. "إني أبقى أقرب مش في وصف وظيفتي."
        نوي، اللي كانت بتسمع في هدوء، زودت: "آه، طيب، ده ممكن يخلي الأمور أسهل ليكي. مش كل الناس عاوزة تأذيكي يا فريـن."
        شفايف فريـن شدت على بعض. الكلمات جرحتها أكتر مما هتعترف. كانت عارفة إن صحابها يقصدوا خير، بس هما مكنوش فاهمين. هما ما عاشوش حياتها. ميعرفوش إحساس إن أبوك يسيب حياتك من غير ما يفكر لحظة، ويسيب وراه عيلة متكسرة وثقة متدمرة في الحب. من اليوم ده، فريـن بنت حيطانها – قوية، عالية، ومحدش يقدر يعديها.
        صحباتها سابوا الموضوع، حسوا بتغير مزاجها. كانوا اتعلموا مع الوقت إن الضغط على فريـن في أمورها الشخصية عمره ما بيجيب نتيجة كويسة.
        
        الجامعة كانت بتشتغل زي مكنة صارمة ومنظمة، وواحدة من أهم – وأتعب – واجبات فريـن كانت إنها تتعامل مع قائمة العقوبات اليومية. القايمة كانت بتيجي في مواعيدها كل صبح، بتفاصيل المخالفات المختلفة اللي الطلبة ارتكبوها اليوم اللي قبله. المدرسين كانوا بيعتمدوا عليها في إنها تطبق العقوبات بالعدل، وفريـن كانت بتاخد المسؤولية دي بجدية.
        
        كانت معروفة إنها صارمة بس عادلة. المخالفات البسيطة، زي التأخير على المحاضرة أو الكلام وقت الشرح، عادة كانت بتجيب معاها واجبات – تنضيف الحمامات، دعك ملعب الكورة، أو مساعدة مدرس. المخالفات الكبيرة كانت بتوصل لحبس أو، في الحالات الصعبة، فصل. الطلبة كانوا عارفين إن فريـن مابتتحملش الكسل، أو المشاغبة، أو التحدي، ومع ذلك، كان في اسم بيظهر في القايمة دي كل يوم تقريبًا: "بيكي ريبيكا باتريشيا أرمسترونج".
        
        فريـن بصت على قايمة النهارده، مادتش أي اهتمام لما شافت الاسم في أولها.
        "طبعًا،" فريـن تمتمت لنفسها، تعابيرها الباردة زادت قسوة. "بيكي أرمسترونج. تاني."
        
        بيكي كانت مشهورة في جامعة IDF. كأصغر فرد في عيلة أرمسترونج – أغنى عيلة في تايلاند – بيكي كانت مصدر مشاكل دايم، بس مش بطريقة البنت المدلعة اللي الناس ممكن تتوقعها. في حين إن معظم الطلبة كانوا بيفترضوا إنها مجرد وريثة غنية بتعمل فوضى للمرح، فريـن كانت شاكة إن في حاجة أكتر ورا تصرفات بيكي. بس هي ما اهتمتش إنها تعرف. كل اللي فريـن كانت شايفاه بنت بتضيع إمكانياتها ومابتحترمش القواعد.
        مخالفة النهارده مكنتش حاجة غريبة. بيكي كانت حطت لبان على كرسي المدرس، وده عمل فوضى في نص المحاضرة لما الأستاذ اللي حظه وحش قعد.
        
        فريـن اتنهدت، متضايقة أصلًا من فكرة إنها هتضطر تتعامل مع حركات بيكي المعتادة. وهي بتعدي على باقي الأسماء، سمعت خبط على الباب.
        من غير ما تستنى إذن، الباب اتفتح، وظهرت هي – بيكي ريبيكا باتريشيا أرمسترونج، واقفة بابتسامتها المميزة، شعرها الأشقر سايب على كتفها، لابسة يونيفورم الجامعة كأنه أحدث موضة.
        
        
        
        
        
        
        "صباح الخير، يا ريسة فريـن،" قالت بيكي بابتسامة كسولة، ودخلت المكتب وكأنها صاحبته.
        
        فريـن ما كلفتش خاطرها ترفع وشها من ورقها. "متأخرة."
        
        "عارفة، عارفة،" بيكي لوحت بإيدها بإهمال، ورمت نفسها على الكرسي اللي وش مكتب فريـن. "بس أنا هنا دلوقتي، مش كده؟"
        
        الأوضة حست إنها صغرت بوجود بيكي فيها. طاقتها كان مستحيل تتجاهل، بس فريـن كانت بقت ماهرة في إنها تقفل على ده.
        
        "لبان على كرسي المدرس؟" سألت فريـن ببرود، صوتها مافيهوش أي إحساس. "إنتِ فقتي نفسك."
        
        "أقول إيه؟ بزهق في المحاضرة،" قالت بيكي وهي بتضحك. "وبصراحة، بيبقى مضحك شوية لما أشوف المدرسين بيتنرفزوا."
        
        عينين فريـن أخيرًا رفعت، وقابلت نظرة بيكي بنظرة ممكن تجمد النار. "بتلاقي إنك تضيّعي وقت الناس حاجة مضحكة؟"
        
        ابتسامة بيكي اهتزت شوية تحت نظرة فريـن، بس بسرعة استعادت نفسها، وميلت لقدام على المكتب بلمعة مشاغبة في عينيها. "بلاقيها مضحكة لما تبقي جدية وباردة كده."
        
        فريـن تجاهلت المغازلة، ورجعت تركز في الورق اللي على مكتبها. "يومين شغل في الجنينة. مع أستاذ يانج."
        
        بيكي اتنهدت بصوت عالي، ورمت نفسها بشكل درامي في كرسيها. "الجنينة؟ بجد؟ بكره المكان ده! كله حشرات."
        
        "يبقى يمكن تفكري مرتين قبل ما تخالفي القواعد تاني،" ردت فريـن ببرود. "هتبلغي أستاذ يانج الساعة ٧ الصبح بكرة. متتأخريش."
        
        بيكي، من غير ما يفرق معاها، ميلت لقدام تاني، صوتها بقى واطي أكتر وبنبرة مرحة. "إنتِ عارفة يا فريـن، ممكن نعمل صفقة. مش هيفرق معايا التنضيف... لو انضميتي لي."
        
        تعابير فريـن ما اتغيرتش. "ما بعملش صفقات مع اللي بيخالفوا القواعد."
        
        "يا ستي،" بيكي ساومت، وعينيها بترقص بمكر. "متقوليش إنك مش فضولية شوية تعرفي عني. قصدي، لازم تعترفي، بتحبي تشوفي اسمي في القايمة دي. زي هدية صغيرة كل صبح."
        
        قبضة فريـن على القلم زادت، بس رفضت إنها تخلي بيكي تستفزها. "اطلعي يا بيكي."
        
        بيكي رفعت إيديها كأنها مستسلمة، وقامت من كرسيها وغمزت. "ماشي، ماشي. همشي. بس متوحشنيش أوي. هتشوفيني بكرة... بدري بدري في الجنينة."
        
        ابتسمت ابتسامة أخيرة قبل ما تخرج بتمايل من المكتب، وسابت الباب موارب وراها.
        
        أول ما بيكي مشيت، فريـن زفرت ببطء، وعينيها رجعت للقائمة اللي قدامها. بيكي أرمسترونج كانت كل حاجة فريـن مابتحبهاش – متهورة، مدلعة، وباين عليها إنها مالهاش أي هم في الدنيا. ومع ذلك، كان عندها حضور ما يتنكرش، وحضور فريـن لقت صعوبة إنها تتجاهله مهما حاولت.
        
        بس فريـن مكنش عندها وقت للمشتتات. عندها جامعة تديرها وسمعة تحافظ عليها. ومهما كانت بيكي عنيدة، فريـن مكنتش هتسمح لنفسها إنها تنزل حذرها.
         
         
         
         
         
         
         
         دراعين بيكي كانت وجعاها، صوابعها مليانة طين، بس مسحت العرق من جبينها بابتسامة نصر. واجب الجنينة كان مرهق، بس هي رفضت تبيّن أي علامات ضعف، لا قدام أستاذ يانج وبالذات مش عشان فريـن. بعد ساعات من تقليم الشجر، وتنظيف أحواض الورد من الحشائش الضارة، ونقل التربة، أخيرًا خلصت. وقفت مستقيمة، طقطقت صوابعها، ورمت شنطة ضهرها على كتفها.
        
        بالرغم من شكلها اللي مابيهمهاش حاجة، بيكي مكنتش من اللي بيتراجعوا عن الشغل الصعب. طاقتها كانت مالهاش حدود تقريبًا، وحتى بعد صبح طويل في الجنينة، كانت جاهزة تكمل باقي اليوم. بصة سريعة على ساعتها فكرتها إن عندها يا دوب وقت تلحق محاضراتها بعد الضهر.
        
        الطلبة اللي كانوا ماشيين في ممرات جامعة IDF كانوا بيبصولها بفضول وإعجاب، زي ما كانوا بيعملوا دايمًا. بيكي أرمسترونج كانت معروفة بحاجات كتير – ثروة عيلتها، وشخصيتها المتمردة – بس كانت معروفة بحاجة تانية كمان: موهبتها اللي مالهاش مثيل في الرياضة، بالذات الملاكمة. ومع إن الناس ممكن تفكر فيها كبنت مدلعة، محدش يقدر ينكر قدراتها الجسدية. أندية الرياضة كانوا بيتكلموا عنها كأنها أسطورة، واسمها كان مرادف للانتصار.
        
        بيكي خلصت محاضراتها الباقية بسهولة، بتاخد ملاحظات وبتشارك لما يكون ضروري، بس دماغها كانت خلاص في اللي جاي – حصة الملاكمة بتاعتها. دي كانت متنفسها، المكان الوحيد اللي تقدر تطلع فيه كل الطاقة والمشاعر المكبوتة اللي بتكتمها جواها. ولما جرس النهاية رن، بيكي كانت أول واحدة تطلع من قاعة المحاضرات، بتفكر خلاص في إحساس قفازاتها، الصوت المعتاد للكمات وهي بتضرب الواقيات، والأدرينالين اللي بيجري في عروقها.
        
        مجمع الرياضات في جامعة IDF كان من أروع المرافق في البلد. الهوا دايمًا كان مليان طاقة، سواء كان صوت الكور اللي بتتنطط بإيقاع، أو صرخات اللعيبة وهما بينظموا لعبهم في ملعب الكورة، أو التركيز الهادي للطلبة وهما بيتدربوا على التنس. بس كان في أوضة واحدة مختلفة عن الباقي – صالة الملاكمة، بيت بيكي التاني.
        
        اللحظة اللي بيكي دخلت فيها الصالة، حست بالاندفاع المعتاد. الحيطان كانت مزينة ببوسترات ملاكمين أسطوريين وصور لأبطال سابقين. جزء واحد من الأوضة كان مخصص لبيكي بالكامل. حيطة شخصية معروض عليها إنجازاتها: ميداليات، كؤوس، وصور مؤطرة لمبارياتها اللي كسبتها، سواء على مستوى الجامعة أو من طفولتها. بيكي كسبت ٧٣ مباراة في حياتها، ١٩ منهم في جامعة IDF في أول سنة ليها بس. كانت بتلعب مباراة أو اتنين كل شهر، والنتيجة دايمًا كانت واحدة – النصر. اسمها بقى مرادف للتميز في الحلبة.
        
        غيرت بسرعة لبس الملاكمة، ورمت يونيفورمها في دولابها، وربطت قفازاتها وهي ماشية ناحية الحلبة. بيلي باتشانون، مدربها الخاص، كان مستنيها أصلًا وإيديه متكتفة. بيلي ماكانش أي مدرب وخلاص – هو كان من الأحسن، بطل ملاكمة سابق في حد ذاته. عنده ٣٠ سنة، كان صغير لمدرب، بس مسيرته اتقطعت بسبب إصابة. مابقاش يقدر ينافس، فبيلي بقى مدرب عشان يفضل متواصل مع الرياضة اللي بيحبها. كان يعرف عيلة بيكي بقاله سنين، وكصديق ريتشي، أخوها، المقرب، كان بيفتخر تدريبها بشكل خاص.
        
        عينين بيلي ضيقت وهو بتقرب. "إنتِ متأخرة،" قال بنبرته اللي مفيهاش هزار المعتادة، بالرغم من إن كان في ابتسامة خفيفة على شفايفه.
        
        بيكي قلبت عينيها وهي بترمي شنطتها على كرسي قريب. "٣ ثواني بس،" قاطعته، ودخلت الحلبة وهي بتتنطط بخفة على رجليها. "كنت بخلص ملاحظاتي."
        
        "٣ ثواني زيادة عن اللزوم،" رد بيلي بسرعة، دراعاته دلوقتي متغطية بواقيات سميكة. "سخني الأول. مش عاوز أي أعذار لو حصلت لك حاجة."
        
        بابتسامة، بيكي طاعته، وبدأت في روتين الإحماء بتاعها. مدت دراعاتها ورجليها، لفت رقبتها، وعملت كام لفة حوالين الصالة. ولما خلصت، حست عضلاتها بتفك، والتوتر بتاع اليوم بيختفي. أول ما خلصت، رجعت الحلبة، جاهزة للشغل.
        
        بيلي رفع إيديه، والواقيات مربوطة كويس. "تمام، وريني القوة دي. ماتمسكيش نفسك."
        
        بيكي مكنتش محتاجة تتقالها مرتين. اندفعت لقدام، وقبضتها عملت صوت "تخ" مريح وهي بتلمس الواقي. بيلي رجع لورا خطوة، وامتص الضربة بتمتمة.
        
        "كويس،" تمتم، وظبط وقفته تاني. "دلوقتي، تخيلي إن ده وش خصمك."
        
        شفايف بيكي اتلوت في ابتسامة. "عايزني أوقعهم من أول لكمة؟" قالتها بسرعة قبل ما ترمي لكمة قوية تانية هزت دراع بيلي كله.
        
        "بالظبط،" بيلي أومأ براسه، وراح على جنب وهي كملت بسلسلة لكمات سريعة. "قوتك مبهرة، بس متعتمديش على ده بس. استخدمي سرعتك، وحركة رجلك. راوغيهم قبل ما تسحقيهم."
        
        الاتنين دخلوا في إيقاع – لكمة، تفادي، رد، لكمة تاني. حركات بيكي كانت سلسة، قوية، ودقيقة. اتحركت برشاقة راقصة، بس كل لكمة كانت بترميها كان فيها قوة ممكن تكسر عضم. مش مستغرب إنها عمرها ما خسرت مباراة.
        
        مع استمرار التدريب، بيكي نست نفسها في الاندفاع المعتاد للأدرينالين والتركيز. كل لكمة كانت أقوى من اللي قبلها، كل حركة أدق. بيلي كان بيضغط عليها أكتر، بينادي تعليمات، وبيكي كانت بترد من غير ما تفوت أي حاجة.
        
        اتدربوا أكتر من ساعة، وفي الآخر، جسم بيكي كان بيلمع بالعرق، بس مكنتش تعبانة. هي بتزدهر في لحظات زي دي. قدرتها على التحمل مالهاش مثيل – ممكن تكمل ساعات لو احتاجت.
        
        "حصة كويسة،" بيلي قال أخيرًا وهي بيكي بترمي آخر لكمة، ورجعت لورا تاخد نفسها. "بتقوي كل يوم."
        
        قبل ما بيكي ترد، لاحظت حركة من طرف عينها. شخصيتين واقفين قريب من مدخل الصالة، بيتفرجوا عليهم. عرفت واحدة منهم على طول – فريـن ساروشا تشانكيمها. رئيسة مجلس اتحاد الطلبة كانت واقفة وإيديها متكتفة، وتعبير مجهول على وشها، نائبتها وصديقتها المقربة، "نام"، واقفة جنبها.
        
        عينين نام وسعت وهي بتبص على بيكي في الحلبة. "يا إلهي، هي مش معقولة،" نام تمتمت، وباين عليها إنها مبهورة. "ماكنتش أعرف إنها بالروعة دي. بصي على حركاتها!"
        
        نظرة فريـن فضلت باردة ومش مهتمة، بالرغم من إن عينيها رفرفت لحظة وهي بتبص على أداء بيكي. "كويسة،" فريـن قالت بفتور، صوتها مافيهوش أي إحساس. "مش حاجة مميزة."
        
        نام بصتلها باستغراب. "مش حاجة مميزة؟ بتهزري؟ هي أحسن من معظم الولاد في الفريق! بصي على اللكمات دي – دي قوة جبارة."
        
        فريـن هزت كتفها، وتعبير وشها ثابت. "لو كانت بتقضي وقت في المذاكرة زي ما بتقضي في الملاكمة، يمكن ماكنتش هتبقى في مشاكل طول الوقت."
        
        بيكي، وهي بتسمع الكلام، ماقدرتش تتمسك بابتسامة خفيفة وهي بتشوف عين فريـن. بتحب التحدي، وموقف فريـن اللي مابيهمهاش ده كان بيستفزها حرفيًا عشان تثبتلها إنها غلطانة.
        
        "مستمتعة بالفرجة، يا آنسة الرئيسة؟" بيكي نادت، وساندة بلامبالاة على حبال الحلبة.
        
        عينين فريـن ثبتت على بيكي، بس تعبير وشها فضل بارد. "أنا هنا للتفتيش، مش للترفيه،" قالت، صوتها حاد زي دايمًا.
        
        نام، لما حست بالتوتر، كحت بخجل. "يمكن المفروض نمشي، صح يا فريـن؟"
        
        فريـن أومأت براسها بإيجاز. "أيوه. عندنا أماكن تانية نفحصها."
        
        من غير أي كلمة تانية، فريـن لفت وخرجت من الصالة، نام ماشية وراها بنظرة حيرة خفيفة. بيكي بصت عليهم وهما ماشيين، ابتسامتها لسه مكانها، بالرغم من إن حاجة في تصرف فريـن البارد ده شدت فضولها. هي ماكنتش متعودة إن الناس تتجاهلها بالسهولة دي.
        
        "دي صعبة أوي،" بيلي علّق، وهو بيلاحظ التبادل القصير اللي حصل بين بيكي وفريـن.
        
        بيكي ابتسمت، ومسحت العرق من جبينها. "ده اللي بيخليها ممتعة."
        
        
        
        
        
        
        
        
        
        الممر اللي بره لوح الإعلانات كان مليان حركة، والطلبة متجمعين حواليه، وكل واحد منهم بيشوف نتيجته بشغف. بالنسبة لطلبة سنة تانية، دي كانت لحظة كانوا مستنيينها بفارغ الصبر. أول نتائج ليهم في الجامعة أخيرًا اتعلقت، وفي حين إن البعض كان بيتململ بتوتر، كان فيه تانيين بيمسحوا القوائم بحماس وابتسامات واثقة، متأكدين من أدائهم.
        
        فريـن ساروشا تشانكيمها، بقى، ماكانتش من ضمنهم. هي كانت عارفة إيه المتوقع. كانت الأولى على قسم إدارة الأعمال، زي ما الكل كان متوقع. ماكانش في داعي إنها تتزاحم مع باقي الطلبة. بدل من كده، كانت قاعدة بهدوء في الكافيتريا، بتشرب قهوتها المثلجة من غير سكر. صحابها، نام، كيت، نوي، وهينج، كانوا قاعدين حواليها، بيتكلموا بحماس وهما بيبصوا على تليفوناتهم من وقت للتاني، مستنيين أخبار من الطلبة اللي عند لوح الإعلانات.
        
        "فريـن، إنتِ الأولى على إدارة الأعمال تاني، صح؟" سألت كيت، وهي بتبصلها بابتسامة فاهمة.
        فريـن أومأت براسها بخفة، وشها مفيش عليه أي تعبير. "زي ما كان متوقع."
        هينج ضحك. "طبعًا. محدش يقدر يكسبك في إدارة الأعمال. رئيسة اتحاد الطلبة لازم تفضل في القمة، صح؟"
        لكن الكلام اتغير بسرعة لما بدأت همهمات تنتشر في الممر، وبعدها بشوية، موضوع اليوم مابقاش بس عن إنجاز فريـن.
        
        "سمعتوا؟" قالت نوي، وهي بتبص على تليفونها وبتقرا الشتات في جروبات الطلبة. "باين إن في مفاجأة في قسم القانون."
        نام رفعت حاجبها. "مفاجأة؟ نوع إيه المفاجأة دي؟"
        "حد مش متوقع طلع الأول على قسم القانون. الناس بتقول إنه مش واحد من المتفوقين دراسيًا المعتادين."
        قبل ما فريـن تسأل أكتر، مجموعة من الطلبة دخلوا الكافيتريا، بيتكلموا بحماس بين بعض.
        "مش معقول!" واحد منهم قال. "بيكي أرمسترونج؟ كنت عارف إنها وحش في قسم الرياضة، بس طلعت عبقرية في الدراسة كمان؟"
        
        المجموعة قعدت على ترابيزة قريبة، ولسه بيتكلموا عن نجاح بيكي غير المتوقع. "هي مش بس الأفضل في الملاكمة، دي كمان الأولى على قسم القانون. محدش كان يتوقع ده."
        نام كادت تتخنق وهي بتشرب. "استني، إيه ده؟" قالت، وشها مزيج من عدم التصديق والفضول. "بيكي؟ نفس البنت اللي بتقضي نص وقتها في الحبس والنص التاني في الملاكمة؟ هي الأولى على قسم القانون؟"
        نوي سندت لورا في كرسيها، وباين عليها إنها مصدومة زيها بالظبط. "كنت أتوقع أي حاجة إلا كده. كنت فاكراها مشغولة أوي بإنها تحط لبان على كراسي المدرسين وتتغيب عن المحاضرات عشان تذاكر بجد."
        هينج ابتسم. "البنت دي مليانة مفاجآت. مين عارف، يمكن تكون شاطرة في كل حاجة سراً."
        كيت ضحكت، وهي بتهز راسها بعدم تصديق. "لازم يكون عندها جانب عبقري سري محدش يعرف عنه. يعني بجد، ملاكمة، رياضة، ودلوقتي دراسة؟ إيه تاني مخبياه؟"
        نام رفعت حاجبها بشك. "بتقوليلي إنها شاطرة في الملاكمة، والدراسة، وغالبًا أكتر؟ ده... نوعًا ما مش عدل، مش كده؟"
        
        قبل ما أي حد يرد، صوت جديد قطع كلامهم – أعلى، أكتر ثقة، ومشاغب بشكل واضح.
        "مجهودك ده راح على الفاضي يا سينت."
        الرؤوس لفتت عشان تشوف بيكي ريبيكا باتريشيا أرمسترونج، واقفة على بعد كام خطوة ومعاها صحابها إيرين ونوب. ابتسامة بيكي المميزة كانت مرسومة على وشها، وعينيها بتلمع بمرح.
        
        "شايف، فريـن مابتحبش تشرب شاي بلبن سكره ١٠٠٪." نبرة بيكي كانت مرحة، بس كان فيها حدة، وكأنها بتستمتع باستفزاز سينت.
        
        المجموعة كلها لفت ناحية الصوت، ماعدا فريـن اللي فضلت هادية. اللي اتكلم كان سينت، واقف جنب ترابيزتهم بابتسامة شماتة على وشه.
        سينت كان معاهم في نفس الدايرة بقاله سنين، بالرغم من إن أصحاب فريـن ماكانوش بيحبوه أوي. كانوا بيستحملوا وجوده عشان صداقته الطويلة مع فريـن، بس الكل كان عارف إنه بيحمل ليها مشاعر أكتر من مجرد صداقة. كان مفتون بيها سنين، وبالرغم من برودها معاه، عمره ما استسلم.
        
        سينت كان أحسن ملاكم ذكر في الجامعة – ده اللي كان بيحب يفكر فيه. في حين إنه كان موهوب بلا شك، إنجازاته كانت بتتغطى بشخص واحد: بيكي أرمسترونج. المقارنة كانت حتمية، وده كان بيحبط سينت بشكل لا نهائي. عمره ما واجه بيكي في الحلبة، بس الطلبة كانوا دايمًا بيتهامسوا إنهم لو اتقابلوا، بيكي غالبًا هتدمره. هي كانت، بعد كل حاجة، undefeated (محدش غلبها) ضد منافسين من الرجال والنساء.
        
        نام اتنهدت، وقلبت عينيها شوية. "سينت، متتكلمش في الموضوع ده."
        بس سينت تجاهلها، وتركيزه كله كان على فريـن. "أهلاً يا فريـن،" حيّاها، وابتسامة واسعة انتشرت على وشه. "جبتلك حاجة."
        مد إيده في الشنطة اللي كان ماسكها وطلع كوباية شاي بلبن كبيرة، وحطها بهدوء قدام فريـن. "ده شاي بلبن سكره ١٠٠٪، من المحل اللي بتحبيه. فكرت إنك هتستمتعي بيه بعد إنجازك الكبير النهارده."
        فريـن يا دوب بصت على المشروب، وشها مفيش عليه أي تعبير زي دايمًا. "شكرًا،" تمتمت، صوتها كان خالي من أي حماس.
        قبل ما الصمت المحرج يقعد، صوت تاني قطع الجو – أعلى، أكتر ثقة، ومشاغب بشكل لا يخطئ.
        "مجهودك ده راح على الفاضي يا سينت."
        الرؤوس لفتت عشان تشوف بيكي ريبيكا باتريشيا أرمسترونج، واقفة على بعد كام خطوة ومعاها صحابها إيرين ونوب. ابتسامة بيكي المميزة كانت مرسومة على وشها، وعينيها بتلمع بمرح.
        "شايف، فريـن مابتحبش تشرب شاي بلبن سكره ١٠٠٪." نبرة بيكي كانت مرحة، بس كان فيها حدة، وكأنها بتستمتع باستفزاز سينت.
        
        
        
        
        
        
        
        سينت قبض إيديه، وباين عليه إنه متضايق. "ده مالوش دعوة بيكِ يا بيكي."
        "أوه، بس ليه دعوة،" بيكي ردت بسرعة، وخطت خطوة أقرب. "مابحبش أشوف مجهود الناس يروح على الفاضي. خسارة بجد."
        من غير ما تستنى رد، بيكي خطفت الكوباية من قدام فريـن وخدت شفة طويلة، ومبالغ فيها. طقطقت شفايفها بشكل درامي، مستمتعة بالطعم قبل ما تبص لسينت بصة مقصودة.
        "همم، مش سكر ١٠٠٪،" قالت، نبرتها بتسخر. "هو ٥٣٪ تقريبًا. شكل صاحب المحل كدب عليك."
        فك سينت شد، بس قبل ما يرد بغضب، بيكي لفت لفريـن، وحطت الكوباية بهدوء في إيدها، صوابعها لمست جلد فريـن ثانية زيادة عن اللزوم.
        "متقلقيش يا حلوة،" بيكي قالت، صوتها بقى واطي وأكتر حميمية. "طعمها حلو. أنا كمان زودتلها طعم فراولة. استمتعي."
        فريـن بصت في الكوباية اللي في إيدها، اتفاجئت بجرأة بيكي. صحابها، في الوقت ده، كانوا قاعدين مصدومين، بيتفرجوا على المشهد في صمت تام.
        بابتسامة خفيفة أخيرة، بيكي لفت ومشيت بتمايل، وصحابها ماشيين وراها قريب. وهي خارجة، بصت لسينت بصة جانبية، ابتسامتها وسعت أكتر. "حظ أوفر المرة الجاية يا بطل."
        
        مفاصل صوابع سينت ابيضت وهو قابض إيديه على جنبه. وشه احمر من الغضب اللي مكنش قادر يخفيه وهو بيبص على بيكي وهي بتختفي ورا الركن. المقارنة بينه وبين بيكي حاجة، بس إنها تذله قدام فريـن والكل كان كتير أوي.
        "الحقيرة دي،" سينت تمتم تحت نفسه، صوته مليان سم.
        الكل على الترابيزة فضل ساكت للحظة، مصدومين لدرجة إنهم ماقدروش يقولوا حاجة. ولما نام أخيرًا لقت صوتها، بدأ التوتر يتفك.
        "تمام،" نام قالت، وهي بترمش وكأنها بتحاول تستوعب اللي حصل. "ليه شكلها كان حلو كده دلوقتي؟"
        فريـن بصتلها بصة حادة، بس ماقالتش حاجة. ماقدرتش تفهم ليه بيكي عملت الحركة دي، ومحبتش ده. سينت وبيكي الاتنين كان عندهم غرور بيضايقها، ومواقفهم كانت شبه بعض أكتر مما أي واحد منهم ممكن يدرك. الفرق الوحيد إن بيكي بطريقة ما كانت بتعرف تستفزها بطرق سينت عمره ما يقدر يعملها.
        
        سينت، لسه بيغلي، بص لفريـن، بيأمل في أي طمانينة أو دعم. سينت شاف فريـن ماسكة المشروب "مش هتشربيه بجد، صح؟" سأل، نبرته مزيج من عدم التصديق والإحباط.
        فريـن بصت على الكوباية اللي في إيدها، وعقلها لسه بيعيد كلام بيكي. من غير ما تفكر كتير، رفعت الكوباية لشفايفها وخدت شفة بطيئة. طعم الفراولة بتاع مرطب شفايف بيكي كان خفيف، بس اختلط تمامًا مع الشاي باللبن. بلعت وحطت الكوباية تاني على الترابيزة، وشها مفيش عليه أي تعبير زي دايمًا.
        عينين سينت وسعت بعدم تصديق. "إنتِ بتشربيه بجد؟" صوته كان حاد، وإحباطه مكنش قادر يخفيه.
        فريـن مسحت طرف بقها وردت بهدوء، "مش وحش." هي بس عايزاه يمشي ويسبها في حالها.
        نام، نوي، كيت، وهينج بصوا لفريـن وكأنها لسه عاملة أسوأ فعل فاضح. حقيقة إن فريـن مارمتش المشروب، والأكثر صدمة، إنها مابدتش متضايقة من حركة بيكي الجريئة، خلاهم كلهم في حالة صدمة.
        سينت، بقى، ماكانش بس مصدوم – كان غضبان جداً. قبضته شدت أكتر، وحس بحرارة الغضب بتعلى في صدره. "هي بتلعب بيكِ يا فريـن،" قال، بيحاول يستعيد سيطرته على الموقف. "بيكي دايمًا بتتصرف كده – بتفتكر إنها ممكن تيجي وتتصرف كأنها صاحبة المكان. هي متكبرة ومدلعة. إنتِ أحسن من كده."
        تعبير فريـن فضل جامد، زي دايمًا. "ده مالوش دعوة بيك. " وش فريـن كان بارد زي التلج دلوقتي. كانت مستعدة ترمي كام كلمة.
        نام، حست بالتوتر، حاولت تهدي الوضع. "يا عم سينت، ماتضايقش نفسك أوي كده. مش بيكي حطت سم في المشروب ولا حاجة."
        بس سينت ماكانش بيسمع خلاص. ماقدرش يتحمل إزاي بيكي دايمًا بتبين إنها أحسن منه، بالذات قدام فريـن. كان معجب بفريـن سنين، وبالرغم من برودها، كان دايمًا بيصدق إنها، في النهاية، هتشوفه الراجل المثالي – قوي، ذكي، ومخلص ليها. بس بعدين بيكي ظهرت فجأة، وبتكسر كل القواعد ولسه بتعرف تطلع في المقدمة.
        "هي فاكرة إنها أحسن من الكل بس عشان هي شاطرة في الملاكمة ودلوقتي باين إنها شاطرة في الدراسة كمان،" سينت تمتم بظلمة. "بس هي مش مميزة."
        نام رفعت حاجبها. "والله، هي طلعت الأولى على قسم القانون، ومحدش غلبها في الملاكمة، حتى الرجالة." ترددت قبل ما تضيف، "قصدي، الناس بتقول إنها ممكن حتى تكسبك يا سينت."
        عينين سينت ولعت عند تعليق نام. "هي عمرها ما اتخانقت معايا."
        هينج، وهو ساند لورا في كرسيه، ضاف بعفوية، "يمكن المفروض تتحداها بقى."
        
        
        
        
        
        
        
        
        
        الاقتراح ده فضل معلق في الهوا للحظة. الكل كان عارف إن بيكي هي أحسن ملاكمة في جامعة IDF. كانت مسيطرة على أي منافس، راجل أو ست، وسمعتها كانت مالهاش منافس. بس سينت عمره ما واجهها بشكل مباشر، ومن جواه، كان عارف إن الطلبة دايمًا بيقارنوا بين الاتنين، وبيتساءلوا مين هيكسب لو اتقاتلوا.
        
        "يمكن هعمل كده،" سينت قال، صوته كان واطي بشكل خطر.
        
        الباقيين بصوا لبعض، مش متأكدين لو سينت بيتكلم بجد ولا مجرد بيخف. فريـن، بقى، فضلت ساكتة، وشها مفيش عليه أي تعبير وهي بتاخد شفة تانية من الشاي باللبن بتاعها. ريحة بيكي – فراولة ومشاغبة – كانت باين إنها متعلقة في الهوا، وفريـن كرهت إزاي البنت دي بتعرف تعمل مشاكل بالسهولة دي.
        
        بس قبل ما الكلام يتطور أكتر، أبواب الكافيتريا اتفتحت تاني، وموجة جديدة من الطلبة دخلت، وده شتت انتباه الكل عن اللحظة المتوترة دي.
        
        في نفس الوقت، بيكي وصحابها وهما ماشيين في الساحة اللي بره الكافيتريا، ماقدرتش تتمسك بإحساس بالرضا. حركتها الصغيرة نجحت بالظبط زي ما خططت. النظرة على وش سينت لما خطفت الشاي باللبن كانت مالهاش تمن، وعدم رد فعل فريـن كان مثير للاهتمام. كانت متوقعة رد فعل أكبر – غضب، ضيق، أي حاجة – بس فريـن دايمًا كانت مسيطرة أوي، وصعب أوي إنك تقراها. ده بس خلى بيكي عايزة تدفع حدودها أكتر.
        
        "ده كان جريء منك يا بيك،" إيرين قالت، وهي بتزق صاحبتها. "إنتِ بجد بتعرفي تستفزيه."
        بيكي ابتسمت. "سينت سهل أوي تستفزيه. ده ممل تقريبًا."
        نوب ضحك. "إنتِ أكيد حافظاه. بس إيه رأيك في فريـن؟ هي ما منعتكيش إنك تاخدي المشروب."
        ابتسامة بيكي وسعت. "فريـن دي صعبة. ما أفتكرش إنها بتكرهني زي ما بتتصرف."
        إيرين رفعت حاجبها. "إنتِ بجد فاكرة كده؟ هي باين عليها إنها مش مهتمة بأي حد."
        "هي دي الفكرة،" بيكي ردت، وعينيها بتلمع بمكر. "فريـن مخبية حاجة. محدش يقدر يكون بالبرود ده طول الوقت. أنا هقدر أكسر الجدار البارد ده. مسألة وقت بس."
        إيرين ضحكت، وهي بتهز راسها. "إنتِ مجنونة يا بيكي."
        "يمكن،" بيكي قالت، وهي بتهز كتفها بمرح. "بس إيه هي الحياة من غير تحدي صغير؟"
        
        في الكافيتريا، سينت لسه ما هداش. قبضته كانت مشدودة أوي لدرجة إن مفاصل صوابعه كانت بتبيض، وعينيه كانت ثابتة على المكان اللي بيكي كانت واقفة فيه من لحظات.
        
        "مش مصدقها،" تمتم تحت نفسه. "مش مهم هي شاطرة إزاي في الرياضة أو الدراسة – هي مجرد بنت غنية مدلعة تانية فاكرة إن القواعد مابتنطبقش عليها."
        فريـن أخيرًا اتكلمت، صوتها هادي بس حاد. "إنتَ بتبالغ يا سينت."
        "أبالغ؟" رد بحدة. "هي أهانتني قدام الكل. وهي بتعمل كده بقالها أسابيع. دايمًا لازم تكون الكلمة الأخيرة ليها، دايمًا لازم تكون مركز الاهتمام."
        نام قاطعت، بتحاول تمنع الأمور تخرج عن السيطرة. "يمكن بيكي بس... يعني، بتغازل. هي كده."
        سينت هز راسه. "هي مش بتغازل. هي بتحاول تخليني أبدو ضعيف قدام فريـن." هو بيتكلم كأن فريـن مش موجودة.
        نام رفعت حاجبها. "أفتكر إنك واخد الموضوع بشكل شخصي أوي."
        سينت بصلها بغضب بس ما ردش. إحباطه كان أقل بكتير له علاقة بالشاي باللبن أو بمغازلة بيكي وأكثر له علاقة بحقيقة إنه مهما عمل، فريـن فضلت باردة وبعيدة، في حين إن بيكي عرفت تدخل أي موقف وتسيطر عليه بسهولة.
        فريـن، لما حست بالتوتر بيزيد، وقفت. "عندي شغل في مكتب اتحاد الطلبة." مسكت شنطتها، وسابت الشاي باللبن وراها.
        نام، نوي، كيت، وهينج بصوا لبعض وهما بيبصوا على فريـن وهي بتمشي، سايباهم في صمت محرج.
        
        سينت، لسه بيغلي، تمتم لنفسه. "هخليها تندم إنها فكرت تتعدى حدودها معايا."
        
        فريـن وهي في طريقها لمكتب اتحاد الطلبة، أفكارها رجعت للمشهد اللي في الكافيتريا. جرأة بيكي كانت... مثيرة للاهتمام. مافيش إنكار إن بيكي مختلفة عن أي حد تاني في الجامعة. على عكس سينت، اللي دايمًا كان بيسعى لموافقة فريـن بطرق متوقعة ومضايقة في أحيان كتير، بيكي باين عليها إنها بتستمتع بتحدي التوقعات. ده كان حاجة بتضايق وفي نفس الوقت – بالرغم من إنها عمرها ما هتعترف بكده – مثيرة للاهتمام.
        
        بس فريـن مكنش عندها وقت للمشتتات. عندها مسؤوليات، وسمعة لازم تحافظ عليها، ومفيش أي اهتمام باللعب في ألعاب بيكي.
        على الأقل، ده اللي قالت لنفسها.
         
        

        Pages

        authorX

        مؤلفون تلقائي

        نظام شراء