موصى به لك

الأقسام

الأفضل شهريًا

    الأعلى تقييمًا

      رواية عائلة في الميناء

      عائلة في الميناء

      2025, Jumana

      رومانسية

      مجانا

      بتحاول تحافظ على بيتها وحانتهم القديمة في بالتيمور سنة 1812، وقت ما الحرب مع بريطانيا كانت لسه معلنة والبلد في فوضى. أخوها تشارلز، الجندي، عايزها تسيب كل حاجة وتهرب معاهم عشان يحموا أختهم الصغيرة لوتي من راجل فرنسي شرير اسمه لو كوكين عايز يتجوز لوتي غصب عنها. فيدليا بترفض تسيب بيت أهلها اللي بيجمع ذكرياتهم، وبتفضل تواجه لو كوكين لوحدها بعد ما تشارلز بيضطر يمشي مع كتيبته، وده بيخليها في موقف صعب جداً.

      فيدليا

      متمسكة ببيتها وذكريات أهلها. بتشتغل في حانة عيلتها وبتحاول تحمي أختها الصغيرة. عنيدة ومبتخافش تواجه الصعاب.

      تشارلز

      أخو فيدليا الكبير، جندي في الجيش الأمريكي. بيحاول يحمي أخواته وبيخاف عليهم جداً، بس بيضطر يسيبهم عشان واجبه العسكري.

      لوطي

      أخت فيدليا وتشارلز الصغيرة، عندها 16 سنة وبتشتغل في الاختراعات. بريئة وشكلها مش بتدرك الخطر اللي حواليها.
      تم نسخ الرابط
      رواية عائلة في الميناء

      بالتيمور، 21 يونيو 1812
      
      فيدليا رمت عجينة العيش على ترابيزة الشغل المتآكلة بتاعتها، والقوة اللي رمت بيها خلت الرجلين الخشب تتهز.
      
      "إزاي تطلب مني أسيب بيتي؟" قالت وهي بتغرز كف إيدها في العجينة الطرية. بقالها تسع سنين بتعجن عيش على الترابيزة دي، وعملت حتة غويطة في السطح البني الناعم.
      
      حانتهم، اللي كانت عبارة عن حظيرة خشب قديمة باباها كان صلحها، ما كانتش حاجة فخمة. بس الألواح، اللي ناعمة من سنين الضباب، كانت لسه بتحمي العيلة من برد مينا بالتيمور.
      
      تشارلز، أخوها الكبير، سَنَد على الترابيزة عشان يثبتها. "أنا مش بطلب. أنا بامر."
      
      شعر فيدليا الكيرلي النحاسي كان متلملم في طرحة قديمة، بس خصلة منه هربت ونزلت على خدها. زقت الخصلة المتمردة دي عن وشها بظهر إيدها وبصتله بغضب. "أنا مش عسكرية زيك."
      
      "وده بالظبط ليه ما تقدريش تقعدي." عينين تشارلز الزرقا الفاتحة، اللي كانت ملفته على بشرته الغامقة، حذرتها ما تناقشوش. "الرئيس ماديسون لسه معلن الحرب على بريطانيا العظمى. فيه شغب في الشوارع. راجل مات."
      
      فيدليا فركت العجينة في الترابيزة تاني. الخشب أنّ من الاعتراض. هيوقع في أي يوم دلوقتي وهي خايفة من تكلفة تصليحه.
      
      بعد سنين من الصراعات الصغيرة بين أمريكا وسيدها القديم، بريطانيا العظمى كانت عندها الجرأة إنها تجبر البحارة الأمريكان يدخلوا البحرية البريطانية وتمنع التجارة مع نابليون. الرئيس ماديسون كان أعلن الحرب على بريطانيا العظمى من أربع أيام، وفي الليلة دي شوية ديمقراطيين مؤيدين للحرب هجموا على مطبعة الفدراليين المعارضين للحرب. المطبعة اتحرقت، والفدراليين اتضربوا في الشوارع، وواحد من المخربين وقع من شباك.
      
      غبي، فيدليا فكرت.
      
      "إحنا عشنا شغب قبل كده،" تمتمت وهي بتشتغل العجينة بغضب. "فاكرة شغب الدكتور اللي كان بيتعلم جراحة على الجثث؟ ناس كتير ماتت وقتها وحانتنا كانت كويسة."
      
      "بس دلوقتي بابا مات، وده مش زي أي شغب عشناه قبل كده." صوت تشارلز علي، وخبط إيده على الترابيزة، "أنا لازم أروح وحدتي النهاردة."
      
      فيدليا اتنفضت. نبرة صوته دخلت برد في جسمها وهي غرست صوابعها في العجينة الطرية عشان تخبي رعشتهم. تشارلز عمره ما زعق لها، ولا في 18 سنة عمرها كلها.
      
      بصتله بغضب. "أنا أعرف أحسن منك إن بابا مات. مين فاكرك كان بيأكل العيلة دي من ساعة ما اتقتل؟"
      
      عينيه نزلت على بنطلونه الكحلي الغامق، والحمالات السودا بتاعته كانت متعلقة من وسطه. دي كانت أول مرة تشوفه لابس هدوم جديدة. بس دي كانت جزء من زيه العسكري وهي كانت عايزة ترجع لما تشوفها. إزاي يقدر يسيبهم؟
      
      "كل اللي بطلبه منك إنك تفكري في الأحسن للوطي،" تشارلز قال، ووشه الغاضب اختفى وبقى الأخ الكبير اللطيف والمألوف اللي كانت بتحبه جدًا.
      
      فيدليا حطت العجينة في طبق خشب عشان تخمر وغطتها بفوطة قديمة. الفوطة كانت صفرا من كتر السن ومهلهلة من الأطراف، مامتها كانت بتستخدمها كده لما وصلوا بالتيمور أول مرة من عشر سنين.
      
      ---
      
      بعد ما قشرت بواقي العجين من بين صوابعها بمريلة المطبخ البني الفاتح بتاعتها، خدت لحظة عشان تكحت العجين من تحت ضوافرها، وبعدين شالت طبق أكل ودسته في إيد تشارلز.
      
      "خد،" قالت، "دول جاهزين يطلعوا." شالت طبقين تانيين ومشيت وراه لباب المطبخ، ووقفت تبص على الحانة اللي ورا.
      
      باباها كان قضى ساعات وهو بيبني ترابيزات من خشب الطوافي وبيجمع كراسي مرمية من السفن. كانت لسه بتشوف مامتها بتطير هنا وهناك، وشايلة أطباق مليانة أكل وروم بإيديها الاتنين. فيدليا غمضت عينيها عشان تشيل المنظر ده، وقلبها كان واجعها.
      
      مع إن أهلها ماتوا، زباين فيدليا الجعانين لسه موجودين. بحار عجوز بخروم في قبعته الصوف الحمرا كان بيبص من غير حركة في النار اللي بتولع وتطفي. مدام فالوي، مرات الحداد، كانت قاعدة في الزاوية مع ستاتين تانيين، وأولادهم بيلعبوا بعرايس قماش على رجليهم.
      
      "أنا بفكر في لوتي،" قالت. حطت طبق قدام الراجل العجوز اللي لابس القبعة الحمرا. فضل من غير حركة.
      
      لوتي، أختهم اللي عندها ستاشر سنة، رفعت راسها من مكان ما كانت قاعدة على السلالم، وبتشخبط في كشكول اختراعاتها. عينيها الزرقا الواسعة كانت باينة عليها مذهولة شوية. قفلت الكشكول بسرعة وقامت وقفت.
      
      "كنت بشتغل،" قالت وهي بتبتسم لهم ابتسامة خجولة. سحبت قماشة من مريلتها ومسحت ترابيزة. "والله."
      
      تشارلز ابتسم لها، مع إن عينيه فضلت بهتانة. لما لوتي اطمنت إنها مش في مشكلة عشان اتلهت تاني، تشارلز رجع بص لفيدليا.
      
      "أرجوكي، فيدليا،" سد طريقها، وبقى شكله خيال في الضوء الساطع اللي جاي من الشبابيك.
      
      قدرت تحس بقوة عينيه اللي بتترجاها، حتى وهي بتبص بعيد.
      
      "تعالي معايا،" توسل. "أنا... فكرة إني أسيبكوا انتوا الاتنين هنا لوحدكوا بتملاني رعب."
      
      بصت وراه، من الشبابيك، على خليج تشيسابيك اللي ورا. حصان رمادي بهتان على ماكينة الطين، كان بيشتغل بجد وهو بيجرف الطين من المينا. وركه اللي باين عظمه كان بيتحرك تحت فروه المترب وهو بيلف ويلف في حزام الشغل بتاعه.
      
      هي كانت دايماً بتتخيل إنها هي كمان هتفضل هنا للأبد، وتشتغل كل يوم. إزاي تقدر تسيب كل اللي فاضل من عيلتها؟
      
      حركة سريعة لفتت نظرها وشدت انتباهها.
      
      راجل مشي من مبنى الكنيسة الأبيض الطويل اللي في الشارع المقابل ووقف قدام شباكهم، وهو بيمشط شعره الخفيف على الحتة اللي ما فيهاش شعر في راسه.
      
      
      
      
      
      ---
      "لوطي!" فيدليا همست، والهلع ملى صدرها.
      لوطي كانت بتمسح ترابيزة ببطء، راسها الشقرا لسه تايهة، وما سمعتش شكلها.
      فيدليا خبطت الطبق على الترابيزة. الشوربة اتدلقت على الخشب القديم والعيش وقع على الأرض اللي كانت لسه ممسوحة. "إنه هو."
      تشارلز اتلفت بسرعة؛ ومن غير صوت، مسك لوطي من دراعها وسحبها لفوق على السلالم لغرف المعيشة بتاعتهم. أختهم الصغيرة صرخت وهي معترضة، بس سكتت لما تشارلز كتم بوقها بإيده.
      فيدليا واجهت المدخل، وكانت بتتمنى إنها كانت خدت سكين من اللي في المطبخ.
      الباب اتفتح بعنف وخبط في الحيطة. الستات اللي في الزاوية شهقوا ولموا عيالهم من على الأرض. الراجل اللي لابس القبعة الحمرا أخيراً رفع راسه، وعينيه التعبانة وسعت.
      
      ---
      
      راجل قصير وتخين بشعر أسود خفيف وأسنان أسود دخل.
      مسيو لو كوكين.
      سبع حراس مستأجرين دخلوا وراه؛ بنادقهم متعلقة على كتافهم وجزمهم المكسرة الموحلة سايبة بقع على أرضها.
      بهمسات خافتة، زباينها هربوا من غير ما يدفعوا. كابتن نابليون المفضل كان سمعته سبقاه، ومحدش كان بيجرؤ يقف في طريقه.
      "صباح الخير يا آنسة،" غنى كده ومسك إيدها جامد. باس كف إيدها بوسة مبلولة وبص وراها. "فين خطيبتي الصغيرة؟ جيت عشان كوباية روم دافي، تقدمها إيديها الجميلة الصغيرة."
      لحس شفايفه وفيدليا نفسها غليت.
      "خلصانين،" شدت إيدها من ماسكته وفركتها في مريلتها الوسخة.
      "الروم بتاعك؟" هددها، وعينيه البني بقت غامقة. "ولا أختك؟"
      "الاتنين."
      نقّر بلسانه، وهز راسه. اتحرك حواليها عشان يدفي إيديه جنب النار، بالرغم من حرارة يونيو اللي كانت شديدة. ده خلاها تتعصب. النار دي كانت عشان تدفي حلة العصيدة.
      لو كوكين نفض صوابعه التخينة، واتنين من حراسه بدأوا يقلبوا الترابيزات والكراسي. اتنين تانيين جريوا ورا فيدليا ناحية مطبخها. ودانها رنت من الغضب وهي مسكت واحد من الرجالة دول من ياقة قميصه الخشنة، وشدته بعيد عن مكانها المقدس.
      "اطلع بره بيتي،" رمته على الأرض وخطفت الطبق من الترابيزة. رفعته فوق راسها، وشعرها الأحمر الكيرلي وقع من الطرحة القديمة.
      لو كوكين خطف معصم إيدها من ورا قبل ما تقدر تهجم ولفها لورا.
      شهقت من الألم والطبق وقع على الأرض واتكسر. الرجالة كملوا قلب الترابيزات، وراجل بأنف خنزير قلب حلة العصيدة، فدلقت العصيدة الكريمية على النار المشتعلة وعلى الأرض. بـ "بوم" و "فحيح"، انفجر بخار ورماد، وانتشر في الأوضة في سحابة كريهة.
      كتلة اتكونت في زور فيدليا لما شافت حانة مامتها بتتدنس.
      "مفيش حد هنا،" الحارس اللي بأنف خنزير بلغ. ركل آخر كرسي واقف ووقع.
      فيدليا قاومت في قبضة لو كوكين وهو بيبص في وشها بشهوانية.
      "فين هي؟" أنفاسه السخنة كانت ريحتها مقرفة من الأسنان المسوسة والويسكي القديم.
      بصتله بغضب، ورفضت إنها تخاف.
      الألواح اللي فوقيهم صرصرت وعينين فيدليا اتجهت بسرعة ناحية السلالم.
      "أنت،" لو كوكين أشار بإصبعه ناحية الراجل اللي بأنف خنزير. "فتش فوق."
      "لا!" فيدليا صرخت، وادركت متأخر إنها كده أكدت شكوكه.
      الحارس المستأجر علق حزام بندقيته على كتفه وطلع السلالم اتنين اتنين.
      ***
      قبالة ساحل خليج ديلاوير، 21 يونيو 1812
      
      ---
      
      اللورد ويليام جريفيل كان بيراقب الساحل في صمت، ورقبته كانت بتوخزه، شديد اليقظة.
      السفينة "يوريديس" كانت بتتمايل ببطء تحت رجليه، وكل صرير وأنين للخشب اللي متعود على البحر كان صوته عالي قوي في ودانه. وزن نفسه على السور وميل على الطرف. خليج ديلاوير، اللي متغطي بالضباب، كان ممتد لجوه زي صباع ملفوف.
      "ده أقصى قرب أقدر أوصلك بيه،" الكابتن روبرتس انضم لويليام. "اتنين من رجالي هيجدفوا بيك للشط."
      "مش ممكن ندخل خليج تشيسابيك؟" ويليام سأل. ما عجبتهوش فكرة إنه يغري الأمريكان المتعطشين للحرب أكتر من الكابتن، بس رسالته للرئيس ماديسون كانت مسألة حياة أو موت. حتى ليلة زيادة يقضيها وهو بيلف حوالين الطرف الشمالي لخليج تشيسابيك ممكن تعني الهزيمة.
      "تلقيت كذا بلاغ عن سفن بريطانية تم الاستيلاء عليها جوه الخليج. بالتيمور هتكون أحسن مكان للرسو، بس حتى لو عدينا من السفن الأمريكية، حصن ماكهنري اللي على التل ممكن يغرقنا بمدفع واحد،" الكابتن روبرتس قال وهو بيهز راسه. كتفين الراجل الكبير اللي دايماً محنيين ووشه اللي زي لحاء شجرة بلوط عجوز كان بيخبي وراهم عقل حاد وده اللي خلاه مثالي لتهريب الجواسيس للأراضي الأجنبية.
      ويليام عدل جاكيته البني السادة وأومأ براسه. ما يقدرش يطلب من الكابتن إنه يخاطر بحياة طاقمه.
      إدموند دي لاسي انضم ليهم، وطبيعته المرحة اللي كانت دايماً موجودة كانت خافتة. "مفيش أمل نوصل هناك على رجلينا،" قال.
      الراجل الأشقر مرر إيده في شعره الفاتح، اللي كان قصير على الموضة الحالية؛ عكس شعر ويليام الطويل الغامق. كتف بكتف، الراجلين وقفوا عند السور. الاتنين كانوا لابسين جواكت بني زي بعض بس جاكيت ويليام كان مفرود على جسمه الرشيق، بينما جاكيت إدموند كان مشدود على ضهره العريض المليان عضلات. بالرغم من اختلافاتهم، الاتنين كانوا أقدم الأصدقاء والزملاء في التجسس. مع بعض، كانوا بيشكلوا فريق قوي.
      "هيبقى لازم نجيب شوية خيل،" ويليام قال.
      "يعني نسرق؟" إدموند قال وهو بيهز راسه. "مستحيل."
      "أنا كمان مش عاجبني الموضوع،" ويليام طبطب على كتف صاحبه، "بس هيكون خطر جداً لو أجرنا أو اشترينا. ما نقدرش نخاطر إن حد يتعرف علينا."
      إدموند تمتم تحت أنفاسه.
      "الزورق جاهز،" الكابتن روبرتس قال، وهو بيشاور على اتنين من طاقمه.
      "يا رب ده ينفع،" ويليام قال، وهو بيبص بصه أخيرة على الشط. "بريطانيا العظمى ما تقدرش تتحمل حرب على جبهتين."
      ***
      بالتيمور، 21 يونيو 1812
      خبطة.
      الراجل اللي بأنف خنزير طار لورا وتدحرج على السلالم.
      إحساس بالرضا لسع فيدليا كل ما راس الراجل وكوعه يخبطوا في درجة لحد ما وقع على الأرض وهو بيئن.
      تشارلز نزل بخطوات بطيئة وثقيلة كانت بتهز السلالم القديمة. كان لابس جاكيته الكحلي الغامق، وعلامة الـ X البيضا على صدره وقبعته اللي فيها ريش كانت بتعرفه كجندي في الفوج الأمريكي.
      الحراس المستأجرين رجعوا خطوة لورا ولو كوكين بص لهم بغضب. بس كونه فرنسي، حتى هو ما تجرأش إنه يتحدى جندي بالزي العسكري على الأراضي الأمريكية.
      
      ---
      
      "مسيو لو كوكين،" تشارلز قال، وهو بيراقب الراجل القصير ده زي ما قطة ممكن تفكر في ناموسة مزعجة بتزن حوالين ودنها.
      فيدليا شدت دراعها بالعافية وجريت لجنب تشارلز. هو مسك إيدها وشدها وراه، وكتفه خبط في مناخيرها. من وراه، بصت على السلالم لغرفة المعيشة الضيقة اللي الأخوات كانوا بيشاركوها.
      لوطي ما كانش ليها أثر؛ ممكن تكون مستخبية تحت السرير.
      لو كوكين وطى راسه للتحية. "مسيو أتويل. يا لها من مفاجأة. كنت فاكرك سافرت إمبارح."
      "واضح،" تشارلز أشار للغرفة المدمرة، قماشة جاكيته الجديدة والناشفة كانت يا دوب بتتكسر لما رفع دراعه.
      "كنت بس بحل سوء تفاهم مع أختك،" لو كوكين قال، وصوته ناعم زي الروم اللي كان بيفضله جداً.
      نظرة تشارلز بقت أشد وراح لإيده عشان يمسك السكين اللي إيده من الكريز اللي كان بيحتفظ بيها مدسوسة في وسط بنطلونه.
      
      
      
      
      
      ---
      الشمس اللي بتغيب كانت بتطفي وتنور من الشبابيك وفيدليا شهقت. مسكت دراع أخوها قبل ما يسحب السكينة.
      الباب اتفتح تاني، والمرة دي دخل الملازم سميث، الضابط القائد بتاع تشارلز. كان أكبر في السن، وبطنه كبيرة من كتر الشرب، بس وشه اللي مليان حفر من الجدري واللي فيه جيوب تحت عينيه ما سابش مجال للنقاش.
      فيدليا قدرت تحس عضلات دراع تشارلز بتتشد تحت صوف جاكيته الجديد الخشن. ببطء، ساب السكينة، صوابعه لسه متعلقة على المقبض. بهزة من راسها، شدت إيده بعيد.
      كتفين لو كوكين انحنت لجوه، وأشار على الأوضة المدمرة.
      "الملازم سميث،" قال، بصوت طفولي مليان دلع، "أنا جيت أمريكا بدعوة من رئيسكم ماديسون وشوف شعبك بيعاملني إزاي."
      الملازم سميث استوعب الموقف بلمعة سريعة من عينيه الغامقة وحواجبه نزلت.
      "أتويل،" قال.
      تشارلز وقف انتباه بالتحية. "الملازم سميث، سيدي."
      "أختك الشيطانة عاملة مشاكل تاني؟" الراجل شخر، وحفر الجدري كرمشت في ابتسامة ساخرة.
      فيدليا استهزأت باعتراض. "تاني؟" تمتمت. التاجر الغني اللي سرق رغيف عيش بالريحان من كشكها في سوق ليكسينجتون السنة اللي فاتت ضربها، ومع ذلك فيدليا هي اللي اتمسكت من العساكر وأجبرها الملازم سميث تدفع تمن الجاكيت اللي اتقطع لما مسكت الحرامي.
      "لو اضطريت أقبض عليها تاني عشان ضربت راجل،" سميث كمل، "مش هيكون عندي خيار غير إني أجلدها."
      تشارلز غير وضع جسمه، وسد عليها الرؤية بكتفه العريض.
      "اشرح الفوضى دي،" أمر الملازم سميث، وهو بيقرب لحد ما صوابع جزمته لمست جزمه تشارلز. سابت بقعة من البولش الأسود على الجلد الباهت في جزمه تشارلز.
      حراس لو كوكين المستأجرين اتفرقوا وطلعوا بره الباب، وما فضلش غير الراجل اللي بأنف خنزير يحرس الفرنسي.
      فيدليا وقفت على صوابع رجليها، وكان فيه رد مرير بيحرق لسانها، بس تشارلز مسك دراعها وشدها بقوة وراه تاني.
      
      ---
      
      "مسيو لو كوكين ما عجبوش الأكل، سيدي،" تشارلز قال، والكلمات كانت هادية وموزونة.
      "الست دي وقعت طبق على رجلي،" مسيو لو كوكين قال، وفجأة بدأ يعرج ويشاور على الطبق الواقع والعيش المتناثر.
      "لا، أنا ما عملتش-" فيدليا اعترضت، بس تشارلز رجع لورا وداس على صباع رجلها بكعب رجله، وهي حطت إيدها على بوقها عشان توقف صرخة الألم. تشارلز عمره ما عمل حاجة زي كده، ولا حتى وهو طفل.
      "أنا اللي عملت كده يا سيدي،" تشارلز قال. "إيدي كانت زلقة."
      بصت من حوالين دراعه واتجمدت تحت نظرة الملازم الغامقة. كان بيبص لها، عينيه بتحسب.
      "أطالب بتعويض عن إصاباتي،" لو كوكين رمى رجله 'المصابة' بضعف ولّوى وشه الدهني في تعبير كشرة.
      ضهر تشارلز اتصلب، والقماش الأزرق الغامق اتشد على لوحين كتفه.
      فيدليا بصت من ضهر أخوها الطويل المفرود للترابيزات المقلوبة والعصيدة المنسكبة، اللي بقت دلوقتي طين أسود، منتشرة على ألواح الأرضية المتآكلة.
      الملازم سميث تنهد بتعبير يوحي بمعاناة طويلة ولف للكابتن الفرنسي بإيماءة سريعة من راسه. "ده حقك. إيه اللي يرضي كبرياءك؟"
      لو كوكين عدل نفسه، وكل أثر للألم اختفى.
      "الأخت الأصغر لأتويل. اديهالي،" قال. سائل بني طلع من الفراغات بين أسنانه السفلية وهو بيبتسم.
      "يا خنزير،" فيدليا همست، وهي بتهجم لقدام.
      تشارلز مد إيده لسكينته في نفس اللحظة، وسحبها نص المسافة من حزامه.
      لو كوكين خاف، وهو بيشتم بالفرنسي.
      الملازم سميث رفع إيده. رجاله جهزوا بنادقهم، والحراب كانت موجهة لتشارلز وفيدليا.
      الصمت ضرب الأوضة زي دفقة مياه باردة.
      "صابع رجل مخبوط بالعافية يبرر إنك تاخد ست شابة،" الملازم سميث شخر، وهو بيميل على لو كوكين. "وإنت بتسمي نفسك راجل؟"
      السخرية في صوته شكلها هدت غضب لو كوكين الشهواني والفرنسي رجع لورا بانحناءة اعتذارية.
      الملازم سميث خرج الهوا من مناخيره في فحيح طويل وبطيء. "عشر جلدات عشان صابع رجل مخبوط. راضي؟"
      طرف شفايف لو كوكين رفع. قرب من فيدليا، رجله بقت سليمة فجأة.
      "أتطلع لمشاهدة ذلك،" همس.
      تشارلز مسك لو كوكين من رابطة عنقه، ولف الحرير حوالين صوابعه لحد ما الفرنسي بدأ يغرغر.
      "أتويل،" الملازم سميث صرخ.
      تشارلز ساب الفرنسي ووقف انتباه تاني، بس فيدليا قدرت تشوف إيديه المقبوضة بترتعش من الغضب.
      "بما أن مسيو أتويل اعترف، هو اللي هيتحمل العقاب،" الملازم قال للو كوكين، ونبرة صوته كانت بتحذر من أي اعتراض.
      "لا!" فيدليا اعترضت، بس تشارلز لف وضغط إيده على شفايفها.
      
      ---
      
      
      "شكراً يا فندم،" تشارلز قال، ونظرته كانت بتخترقها.
      "عقابك هتاخده بعد ما نوصل البيت الأبيض. الرئيس ماديسون بعتلنا خبر إننا لازم نتحرك فوراً،" الملازم سميث شاور لرجاله، وهما علقوا أسلحتهم تاني على كتافهم.
      فيدليا قاومت إيد أخوها، وهي بترجوه في صمت إنه ما يمشيش.
      
      عينيه الزرقا لانت، وحواجبه كرمشت.
      "أرجوكي،" همس. "تعالي معايا."
      فيدليا حركت راسها لجنب، ونفضت إيده. وهي بتتنفس بصعوبة، بصت لأخوها بغضب. "مش هسيب بيتنا، حتى لو إنت سبته."
      "أتويل،" الملازم سميث قال من عند الباب.
      عينين تشارلز لمعت بالدموع، وفيدليا شهقت وهو شدها في حضن قوي. ريحة جاكيته الجديد، اللي لازقة في مناخيرها، خلت الدموع تحرق في زورها.
      
      بتردد، رفعت إيدها عشان تحضنه.
      بس كانت بطيئة جداً.
      
      بعد عنها وبص على لوتي في الدور اللي فوق.
      فيدليا شافته بيغمض عينيه في صمت، كأنه بيتألم.
      لف ومشى ناحية الباب، جزمه بتخبط بصوت تقيل على الأرض. قدرت تحس اهتزاز كل خطوة في عضمها وده هز رئتيها.
      
      كتفه العريض غمّق المدخل وهو ماشي، والخسارة المفاجئة لضوء الشمس عمت فيدليا.
      ركب حصانه وبصلها بآخر نظرة أخيرة.
      كان المفروض تجري له، على الأقل تحضنه عشان تودعه... بس كبرياؤها كان عنيد جداً.
      
      فضلوا يبصوا لبعض فترة طويلة قبل ما يضرب حصانه برجله ويتبع قائده.
      
      فيدليا اتهزت في الظلام اللي بدأ يتجمع في الحانة، اللي كانت فاضية دلوقتي ما عدا لو كوكين وواحد من رجاله.
      صوابعها اللي باين عليها العضم لفت حوالين معصمها، الألم الحاد صحّى فيدليا من ذهولها.
      لو كوكين شدها، وسحبها لدرجة إنها فقدت توازنها لحد ما بقوا وش لوش.
      
      "هتبقى حاجة مؤسفة يا آنسة،" همس في ودنها، "لو، في كل فوضى الشغب دي، أختك الحبيبة... اختفت."
      
      

      رواية القدر يجمعنا

      القدر يجمعنا

      2025, Jumana

      رومانسية

      مجانا

      بنت في تالتة ثانوي حياتها كلها دراسة وامتحانات. في يوم بتتعرف على ست غامضة وجميلة اسمها جال جادوت في المكتبة، وبتتصادف معاها في أكتر من موقف. المفاجأة إن جال دي بتطلع مدرسة الإنجليزي الجديدة بتاعتها في المدرسة، وفوق كل ده، بتكتشف صوفيا إن جال هي خطيبة باباها اللي لسه متعرف عليها، واللي هتبقى قريباً مامت صوفيا الجديدة.

      صوفيا

      طالبة في السنة الأخيرة من المرحلة الثانوية، بتعاني من ضغط الدراسة والامتحانات. شخصيتها بتميل للخجل في المدرسة، لكنها حرة أكتر في البيت. بتمر بمرحلة صعبة بعد وفاة والدتها، وبتحاول تتأقلم مع فكرة خطيبة والدها الجديدة.

      جادوت

      بتشتغل مديرة تنفيذية لشركة خاصة وكمان مدرسة إنجليزي جديدة. شخصيتها حازمة وجدية، ومخطوبة لوالد صوفيا.
      تم نسخ الرابط
      رواية القدر يجمعنا

      صوفيا
      
      جال جادوت
      الكتاب ده كله خيال، يعني كل حاجة فيه مش حقيقية. أنا مش صاحبة الصور دي! كل حاجة لقيتها على جوجل. الكتاب ده ممكن يكون وحش ومحرج لبعض الناس، فـ أنا آسفة مقدماً. آسفة على أي أخطاء إملائية أو نحوية. الكتاب ده فيه بعض المشاهد اللي شبه المسلسلات الكورية. للكبار فقط! (فيه شتيمة، مشاهد جريئة، عنف، إلخ). غير كده، أتمنى لكم قراءة ممتعة! ------- صوفيا فلاش باك (رجوع للماضي) أوووف! سنة تالتة ثانوي دي وحشة أوي. عندي هم الدرجات، والمعدل التراكمي، وترتيبي، وامتحان الـ SAT، وحتى ساعات خدمة المجتمع. أنا تعبت من المدرسة، عايزة إجازة. لازم أروح المكتبة الصغيرة المفضلة بتاعتي، لأن ده المكان اللي بحب أروّق فيه. مشيت للمكتبة الصغيرة اللي في الركن. كانت مريحة أوي وريحتها حلوة من الشموع. مشيت أدور على كتابي المفضل لما لاحظت إنه كله فوق خالص. نفخت ورحت واقفة على طراطيف صوابعي عشان أجيبه، بس حد مسكه. "إي ده أنا كنت..." وقفت لما شفت الست الطويلة الجميلة دي واقفة جنبي وماسكة كتابي. شكلها يخوف ومخيف، فقررت أسيب الموضوع. "خلاص ولا يهمك" قلتها بإحراج. اتمشيت في المحل أدور على حاجة تانية. شفت واحدة شكلها مريب لابسة طاقية، وشفتها بتحط كتاب في شنطتها. هي بتسرق؟ لأ يمكن اشترته وحطيته في شنطتها، صح؟ مالقيتش حاجة في المحل ده، فطلعت بره ومشيت روحت البيت لما شفت حد بيجري معدي من جنبي وبيطاردوه. يا ترى إيه الموضوع ده؟ كملت مشي. "انتي فخورة بنفسك؟" سمعت حد بيقول. وقفت مشي ولفيت شفت نفس الست الطويلة المخيفة اللي كانت في المكتبة. بصيت حواليا أشوف لو كانت بتكلم حد تاني. "انتي بتكلميني أنا؟" سألتها. كانت مربعة دراعتها وواقفة مفرودة. "مين تاني؟ انتي الوحيدة اللي جنبي" قالتها بصرامة. الست دي مالها؟ "أنا آسفة، إيه الـ..." مسكت شنطتي ورمت كل اللي فيها بره. "بتعملي إيه؟!" قلت. "فين الكتاب اللي سرقتيه؟" قالت. "أي كتاب!" قلت وأنا بتلخبط. "ليه تسرقوا كتب؟" كلنا سمعنا ولفينا راسنا. كانت البنت اللي بالطاقية اللي شفتها في المكتبة. "سرقة الكتب برضه سرقة وده جريمة. لازم تيجوا معانا" قالها ظابط. يبقى أنا كنت صح، هي كانت بتسرق كتب. "آه..." الست الطويلة قالت وبدأت تمشي من غير ما حتى تعتذر. إيه الست دي فاكرة نفسها إيه؟ "مش هتعملي إيه؟" قلت وأنا بلم حاجاتي اللي وقعتها من شنطتي وبحطها تاني. "على إيه؟" قالت وأنا قلبت عيني. الست دي معقدة أوي. وقفت ونفضت بنطلوني. "إي! خليكي مكانك! ارجعي!" بصيت فوق وشفت الست دي بتجري من الظباط. زقتني وخبطت فيا وفقدت توازني. حسيت بجسم ورايا بيسندني. حسيت بدراع حوالين وسطي بيمنعني من الوقوع. بصيت فوق وشفت الست الجميلة دي. كنا بنبص لبعض لحد ما بعدت عن جسمها. "ش-شكراً" حسيت بوشي بيحمر. غبية أنا. "اسمك إيه؟" قالت. "صوفيا، وانتي؟" "جال" ابتسمت ابتسامة ماكرة. وفي اللحظة دي، عمري ما كنت أتخيل إيه اللي هيحصل بعد كده... صوفيا "يا حبيبتي!!" بابا زعق وأنا اتأففت. "يا صوفيا يلا هنتأخر! ده أول يوم ليكي في سنة تالتة ثانوي!" سمعت بابا بيزعق تحت وأنا اتنهدت. يا سلام... سنة تالتة ثانوي! فتحت عيني وشفت الساعة قربت 8 الصبح. يا ساتر يمكن هتأخر. قمت من السرير بسرعة ورحت الحمام عشان أروق نفسي شوية. مسكت الليجنز بتاعي وسويتشيرت كبير عشان ألبسه. دي مدرسة، مش حوار كبير إني ألبس حاجة شيك. غسلت سناني وسرّحت شعري. مسكت شنطة ضهري ونزلت تحت شفت بابا بيشرب قهوته اليومية الصبح. "أهي بنتي حبيبتي اللي كبرت خلاص. مش مصدق إنك في تالتة ثانوي. كأن إمبارح بس لما وصلتك الحضانة" قال وهو بيتأثر. "يا بابا" اتأففت وأنا بقضم تفاحة. "آه لازم أمشي وإلا هتأخر، سلام يا بابا!" قلت. "استني!" وقفني مسك دراعي وسحبني "إيه لازم أمشي" قلت وأنا بحاول أهرب وهو ضحك. "ترجعي البيت قبل العشا" قال وهو سايبني "إيه ليه؟ النهاردة اتنين يعني كتابي المفضل هينزل في المكتبة" اتأففت. "عشان خطيبتي جاية تتعشى عندنا. أخيراً لقينا وقت فاضي وكنت عايزها تيجي عشان انتوا الاتنين تتقابلوا" قال وأنا قلبت عيني. "بس ليه ما تحكيليش عنها؟" سألته. "عشان عايزكوا تتكلموا وتتعرفوا على بعض. هي هتبقى مامتك الجديدة فلازم تتعودي عليها. هتتنقل تعيش معانا الشهر الجاي" قال. "إيه؟! يا بابا! بس-" "مفيش بس يا صوفيا. افتكري، تيجي البيت قبل العشا" قال وأنا هزيت راسي "ماشي" اتنهدت وسبت البيت. كملت مشي للمدرسة وفكرت في بابا مع خطيبته الجديدة. كان دايماً يتكلم عنها بس عمري ما شفتلها صورة، فأنا فضولية شوية شكلها إيه. بس أنا مبسوطة شوية إن بابا بيتحرك لقدام بعد ماما اللي ماتت من السرطان من 10 سنين لما كنت لسه بيبي. أنا مبسوطة إني شايفاه بيبقى سعيد تاني، بس عارفة إنه لسه بيحب أمي للابد في أعماق قلبه. بابا بيشتغل في شركة تكنولوجيا تقريباً هو المدير، فبيدخلنا فلوس كويسة. قالي إنه كان بيواعد البنت دي اللي قابلها في حفلة صديق مشترك. كانوا بيتواعدوا حوالي 8 شهور قبل ما يتقدملها ويطلب إيدها في الصيف. سريعة شوية إنك تطلب من حد يتجوزك وأنتوا لسه متواعدتوش سنة. دلوقتي، النهاردة، أول مرة أشوفها وأقابلها. فضولية شوية إيه اللي مميز فيها عشان تخطف قلب بابا. بعد 5 دقايق مشي وصلت المدرسة. حسيت بإحراج على طول. ده اللي بكرهه في نفسي. في البيت بحس إني حرة أوي، لكن في المدرسة بحس إني خجولة أوي لأني بحس إن الكل بيبصلي. أنا معروفة بالدودة عشان أولاً شكلي كده، وثانياً البنات المشهورين بيتنمّروا عليا. مسكت الجدول بتاعي وشفت صاحبي الوحيد صموئيل. هو كان أحسن صديق ليا من تالتة ابتدائي. "إي يا صوفيا، خليني أشوف لو عندنا حصص سوا!" قال بحماس "عندنا إنجليزي ومدني سوا!" ابتسم وأنا ابتسمت له. حلو إن عندك حصة مع حد هيكون جنبك. "بس دول آخر حصتين، فهشوفك في آخر اليوم" قال وأنا ابتسمت "تمام، يلا بينا على الفصل. مش عايزين يتكتب علينا غياب" قلت وهو هز راسه. مشيت لأول حصة ليا وقعدت قدام. بحب أقعد قدام عشان مش عايزة أفوت ولا كلمة من السبورة وقت الشرح. حسيت بعيون بتبصلي ولفيت شفت إيما. واحدة من البنات المشهورين اللي بتتنمر عليا. غمزت وضحكت. بصيت تحت وتجاهلتها. اليوم عدى وأنا أخيراً في آخر حصة، اللي هي إنجليزي. صموئيل كان لازم يروح الحمام بسرعة، فسابني ماشية لوحدي وده مش فارق معايا. دخلت الفصل ومفيش مدرسة. غريبة. قعدت قدام كالعادة واستنيت لحد ما الحصة تبدأ. صموئيل قعد ورايا وابتسم. مادته المفضلة هي الإنجليزي. ناوي يتخصص إنجليزي في الجامعة وممكن يكتب مقالات في ساعة. ضرب الجرس وسمعت كعب عالي بيخبط في الأرض. ماقدرتش أشوف وش المدرسة كويس، بس عارفة إنها ست. كتبت اسمها فوق على الشمال على السبورة البيضاء. "ميس جادوت" اتلقت. لفت وشها وسمعت الكل بلع ريقه. "واو دي جميلة." "مزة." "واو." "هي حلوة." هي حلوة بس مش ده اللي بصه لها عشانه. شكلها مألوف بس مش عارفة ليه... "مساء الخير يا جماعة. اسمي ميس جادوت وهكون مدرسة الإنجليزي الجديدة بتاعتكم. دي أول سنة ليا وأتمنى إن الكل هنا هيكون في أحسن سلوك معايا. هعمل امتحانات كل أسبوعين ومقال من 5 صفحات كل شهر. لو فاكرين إنكم مش هتقدروا تعملوا كده، يبقى لو سمحتوا اطلعوا من حصتي. انتوا طلبة تالتة ثانوي مش أطفال إعدادي فلازم تتصرفوا كده." قالتها بصرامة والكل فضل ساكت. "أسئلة؟" قالت. الكل فضل صامت. "تمام، دلوقتي بما إنه أول يوم، عايزة أعرف حاجة عنكم، فمفيش مشكلة تتكلموا عن أي حاجة" قالت وبعض الناس قالوا حاجات عن نفسهم بس أنا فضلت ساكتة. مفيش حاجة مثيرة للاهتمام فيا. "تمام جداً، بما إني عرفت بعضكم، حد عنده أسئلة ليا؟" قالت ميس جادوت. والكل رفع إيديه ما عدا أنا تاني... "إيه سر اللهجة دي؟" حد قال. "أنا من إسرائيل" قالت. "أنتي سنجل؟!" حد زعق والناس ضحكت. "لأ، أنا مخطوبة في الحقيقة" قالت والكل اتأفف. "عندك كام سنة؟" "عندي 34، وقربت أبقى 35" ردت. شكلها صغيرة أوي مع إنها كده. "إيه كانت وظيفتك قبل ما تبقي مدرسة؟" "أنا في الحقيقة مديرة تنفيذية لشركة خاصة، بس بشتغل هناك في الويك إند" قالت والكل هز راسه بإعجاب. خلال باقي الحصة، ميس جادوت بس شرحت لنا إيه المتوقع من حصتها وبصراحة كان عذاب. ما أظنش إني هقدر أتحمل حصتها. كنت ببص لجادوت عشان شكلها مألوف أوي بس ما عرفتش أفهم ليه. اتنهدت ورجعت أقرا منهجها. المدرسة خلصت أخيراً وصموئيل كان عايز نخرج، بس قلت له إني مشغولة. كنت نسيت تقريباً موضوع مقابلة خطيبة بابا الجديدة. أتمنى إن الموضوع يخلص بسرعة عشان ميس جادوت ادتنا واجب بالفعل. مين بيدي واجب في أول يوم مدرسة؟! رحت أجيب عصير تفاح من مكنة البيع الأوتوماتيكي وكنت بشرب، بس لما لفيت الكورنر، حد خبط فيا ووقع عصير التفاح بتاعي عليه. بصيت فوق وشفت ميس جادوت شكلها غضبان. أنا كده مت. "يا لهوي- أنا- هنا خليني أمسحها" نزلت كمي عشان أمسحها بس هي مسكت دراعي. "أنتي بتخليها أسوأ" قالت وأنا خفت. "خلاص سيبك" مشيت. اتنهدت براحة. ليه هي مخيفة كده؟ روحت البيت حوالي الساعة 3 وخدت دش. غيرت هدومي لشورت وتوب بيجامة قصير. نمت نومة قصيرة ولما صحيت كانت الساعة 5 المغرب. إيه؟!! خطيبة بابا ممكن تكون هنا في أي دقيقة دلوقتي. لو كانت هنا دلوقتي كان بابا صحاني، فبتوقع إنها مش هنا. نزلت تحت عشان أجيب شوية مية. اتناولت وفتحت التلاجة وانحنيت عشان أجيب إزازة مية كانت في قاع التلاجة. قفلت التلاجة وفتحت الإزازة وشربت المية لحد ما فضيت. واو كنت عطشانة أوي. اتكرعت بصمت واعتذرت لنفسي. "أحم." سمعت بابا ولفيت وشفت هو وست قاعدين على ترابيزة المطبخ. بس الست دي... ميس جادوت؟!! إيه اللي بتعمله هنا؟ هل ده بسبب حادثة عصير التفاح النهاردة؟! يا نهار أبيض، من أول يوم وأنا في ورطة. عمري ما وقعت في مشكلة قبل كده. هل ده هيأثر على طلب تقديمي للجامعة؟ "يا بابا كنت فاكرة إن خطيبتك جاية، ليه الـ-" "دي-" قال بس أنا قاطعته لأني كنت خايفة أوي. "يا بابا أنا آسفة ما كنتش مركزة وأنا ماشية النهاردة. أوعدك هبص في الاتجاهين وأنا ماشية. فلو سمحت ما تعاقبنيش أنا آسفة أوي." قلت وأنا ماشية ناحيته. "يا حبيبتي بتتكلمي عن إيه؟" ضحك. "دي جال، خطيبتي" قال وعالمي كله وقف. مدرسة الإنجليزي بتاعتي هي خطيبة بابا... اللي ده معناه إنها هتبقى مامي الجديدة قريب؟!

      حب بين الفايكنج - رواية حربية

      حب بين الفايكنج

      2025, Jumana

      تاريخية

      مجانا

      (انتي)، أرملة بتعيش مع ابنها إيلريك، بعد ما جوزها داجون مات في غارة. بتتعرف على هافدان، محارب قوي بيعلم إيلريك القتال، وبتنمو بينهم علاقة مميزة مليانة بالدعم والمودة. على الرغم من الأحداث الصعبة، بتتحول العلاقة دي لحب بينتهي بزواجهم وإنجاب بنت، وبتبني عيلة سعيدة بتجمع بينهم.

      (انتي. اسمك)

      أرملة مكافحة، بتشتغل خياطة عشان تربي ابنها إيلريك لوحدها بعد وفاة جوزها داجون. هي حنونة وبتخاف على ابنها جدًا، وبتفتح قلبها لـ هافدان بعد ما بتشوف اهتمامه بابنها وحمايته ليه.

      إيلريك

      ابنك. بيحب يتعلم القتال وعنده فضول كبير. بيتعلق بـ هافدان وبيشوفه كأب ليه، وده بيساعد في بناء عائلة جديدة.

      هافدان

      أخو الملك هارالد. بيتعرف على إيلريك وبيعلمه القتال، وبيتعلق بيكي وبأبنك. شخصية حامية ومسؤولة، وبيسعى إنه يكون جزء من حياتك وإيلريك، وبيثبت نفسه كشريك وأب.

      داجون

      جوزك الأول وأبو إيلريك
      تم نسخ الرابط
      حب بين الفايكنج

      أنا مش صاحبة أي صور، أو شخصيات، أو مسلسلات تلفزيونية.
      أنا صاحبة القصة اللي كتبتها بس.
      أنا ممكن أعمل أي طلب بأي شخصية، أي ميول جنسية، أي حاجه. أنا هنا عشان أكتب مش عشان أحكم.
      يا ريت تفتكروا تعملوا فوت، وتضيفوا القصة لقائمة القراءة بتاعتكم.
      أنا كمان بكتب Sons of Anarchy، و American Horror Story، و مخلوقات خيالية، وقريبًا Peaky Blinders.
      
      -------
      
      من سبع سنين، كنت عايشة في جوتالاند أنا وجوزي، داجون، وكنا عايشين مبسوطين. لحد ما راحوا يغزوا، وقلت لداجون إن عندي إحساس وحش في بطني إن فيه حاجة هتحصل. هو ما صدقنيش وقال إن ده في دماغي بس، بس لما المعالجة قالت لي إني حامل كنت فرحانة أوي. إيلريك اتولد بالليل متأخر، بمساعدة جارتي، وشكله بالظبط زي أبوه. في الليلة دي جالي كابوس إن جوزي بيتخرم بسيف. بعد تلات شهور رجعوا، بس داجون ما كانش معاهم. اليارل قال إنه حارب بشجاعة، ومات وهو بيحمي حد كان مصاب. قعدنا في جوتالاند لحد ما إيلريك بقى عنده أربع سنين، وبعدين قررت إن ده وقت بداية جديدة.
      
      أول ما استقرينا، إيلريك بقى عنده ست سنين، وبيلعب حواليا وأنا شغالة خياطة. إيلريك بيمشي بعد ما بيخلص شغل البيت بتاعه، وعادة بيرجع قبل المغرب. الست شهور اللي فاتوا وهو بيحكي لي عن صاحبه هافدان اللي كان بيعلمه إزاي يحارب. اليومين اللي فاتوا وهو بيحكي لي إن هافدان هيطلع رحلة صيد مع أخوه، وإنه نفسه يروح معاهم أوي. أنا ما قدرتش أوافق إني أخليه يروح، لأني ما قابلتش هافدان، ولا حتى أخوه. الصبح ده ما كانش استثناء، وإحنا قاعدين على السفرة بنفطر قبل شغل البيت بتاعنا.
      
      "يا ماما والنبي أنا أوعدك إني هبقى مؤدب." إيلريك بيتوسل وعينيه الخضرا المنورة.
      "يا إيلريك أنا قلتلك هفكر في الموضوع. وبعدين أنا ما أعرفش مين دول. إيه اللي يضمن إنهم مش عايزينك تروح عشان يأذوك؟" بقوله وأنا حاطة إيدي على وسطي.
      "هافدان مش هيأذيني. هو وعدني." بيتمتم.
      بتنهد. "يا إيلريك لو قابلتهم، هاخد قراري أسرع."
      لما سمعني أقول كده، نط وقام جري بره الباب.
      "إيه ده! يا إيلريك، والخنازير!" صرخت وراه، بس هو كان خلاص في نص الطريق. "عصبي... زي أبوه بالظبط." ابتسمت وأنا بفتكر قد إيه داجون كان عصبي بخصوص الحاجات.
      
      كنت عارفة إنه هيرجع قريب، فمسكت نضفت البيت. وأنا بنفض السجاد، سمعت صوت إيلريك بيتكلم مع حد صوته عميق. لفيت وأنا بشوفهم داخلين من البوابة، وعينين شديدة جدًا بتبص في عيني. فضلت في مكاني وهما ماشيين ناحيتي، وإيلريك بيبصلي مبتسم.
      "ماما ده هافدان." بيقول بفخر. "هو اللي كان بيعلمني إزاي أحميكي."
      "ده... يا إيلريك روح خرس الخنازير دي، وأنا هتكلم مع هافدان." وهو بيجري، بصيت على الراجل اللي ابني كان بيقضي وقته معاه. "تعرف لما ابني قالي إنه لقى صاحب، كنت فاكرة حد أقصر." هو بيرفع كتفه على كلامي.
      "كان بيشوفني أنا وأخويا، فسألته إذا كان عايز يتعلم." بيقولي. "هيبقى محارب عظيم، بس مش المفروض أبوه اللي يعلمه إزاي يحارب؟" بيسأل.
      "أبوه مات في غزوة من سبع سنين. ما لحقوش يتقابلوا، بس هو شبه دوجان بالظبط." ببتسم وأنا بلف أبص على إيلريك وهو بينضف الحظيرة. "هو قالي إنك وعدت إنك مش هتأذيه." ببص في عينيه.
      "كنت هحميه كأنه ابني. في اليوم ده كان المفروض أقتل الراجل ده..." بيزعق وهو غضبان.
      "أنهي راجل؟" بقطعه.
      "كنا بندرب، وإيلريك كان واقف على جنب بيقلد حركاتنا. هو بيعمل كده كل مرة، بس المرة دي سيفه، اللي أنا اديتهوله، وقع بالعافية جنب رجلي الراجل ده. الراجل ده دعس ناحية إيلريك ومسكه من قميصه، وصرخ في وشه." بيزمجر وهو بيكشر. "أنا حطيت فأسي على رقبته لحد ما..." حضنته قبل ما يكمل.
      "شكرًا جزيلًا." قلبي كان بيدق بسرعة من مجرد التفكير إن إيلريك يتأذي.
      إيديه الكبيرة بتشد وسطي، ولما أخيرًا أدركت إني بحضن غريب. بعدت، بس إيديه فضلت مكانه.
      "يقدر يروح معاك رحلة الصيد بتاعتك." بقول وأنا ببعد من مسكته. "بس رجعهولي قطعة واحدة." ببتسم.
      "أقسم على سواري إنه هيرجع زي ما مشي بالظبط. هاجي أخده بعد شغل البيت بتاعه بكرة، وهقول لأخويا يبعت حد يساعدك فيهم وإحنا مش موجودين." بيقول وهو بيلف.
      "استنى. أنت... أنا... أنا أقدر أعملها لوحدي." بتلخبط.
      "هارالد هيصر، وبالإضافة لكده ده شغل كتير على شخص واحد." بيشاور لإيلريك مع السلامة.
      "هارالد؟" بتمتم. "قصدك الملك هارالد؟! هو أخوك؟" بجري ناحية البوابة وهو بيمشي.
      "إيلريك ما قالكيش أي حاجة صح؟" بهز راسي بالنفي.
      "أنا عارفة أنت مين، هافدان الأسود، سمعت كل القصص عنك وعن أخوك. أنا بس ما كنتش عارفة إنك أنت." بقول.
      هو بس بيغمز قبل ما يمشي في الطريق، وأول ما بيمشي إيلريك بيجري جنبي.
      "طيب..." بيمط الكلمة.
      "يمكن تكون عايز تاخد شنطتك الكبيرة، عشان تقدر تشيل كل أسلحتك." ببتسم وهو بيجري جوه البيت وهو بيهتف.
      
      هو بيمشي أول ما بيجمع كل أسلحته، وبيقول لي إنه لازم يسنها. أنا رحت اشتغل على الهدوم، والبطاطين، والشنط اللي الناس سابوها امبارح. يومي بيمشي والناس بتاخد حاجتها، وتجيب حاجات، وباخد فترات راحة صغيرة عشان أمشي في السوق. أنا طالعة السلالم لما سمعت صرخة خبطت في قلبي، وكنت هقع لما لفيت بسرعة أوي. داخل من البوابة هافدان شايل إيلريك وهو بيعيط، وأنا بجري ناحيتهم ما قدرتش أمنع نفسي إني ألاحظ قد إيه إيلريك ماسك في هافدان جامد.
       
       
       
       
       
       "إيه اللي حصل؟" سألت وأنا بدخله جوه. "غلطتي أنا. كان عايز يسن سكينه، وأنا سيبته. بصيت بعيد عشان أجيب قماشة، ولقيته بيصوت." وهو بيحكي لي اللي حصل، إيلريك وراني دراعه اللي فيه جرح طويل من تحت الرسغ لحد الكوع. "نضفناها على قد ما قدرنا، ولفيناها بهدوم المعالجة إدتهالنا." بيقول لي وأنا بلف دراعه تاني. "يا إيلريك، ارتاح شوية دراعك هيوجعك." بقوله وهو بيتسند.
      لما إيلريك ارتاح، طلعنا بره، وهافدان بص لي.
      
      "ما كانش ينفع أخليه يعمل كده. كان شافنا بنعملها كتير لدرجة إني افتكرت إنه يقدر يعملها." بيقول لي. "أخيرًا قابلتك، وأنت كنت هتقطع دراعه." بتنهد. "وبعدين بتتصرف كأنك كنت ممكن تمنع ده يحصل." بضحك. "يا هافدان هو ولد صغير وهيتعلم الصح، ومش هيتعلمه مني. أنا مبسوطة إنك سيبته يتبعك، وخليته في أمان." ببتسم وأنا ببص لفوق. "أنتِ مش زعلانة إنه اتصاب؟" بيقرب وهو وشه مصدوم. "كنت زعلانة قبل ما أعرف إيه اللي حصل، ومكانش قصده. وبعدين إني أكون زعلانة على حاجة عملها لنفسه دي حاجة عبيطة." بيهز راسه. "هشوفه قبل ما أمشي بكرة." وبكده مشي. "هافدان؟!" بيلف. "تحب تتعشى معانا النهاردة؟"
      ما ادانيش إجابة؛ هو بس غمز ومشي. فضلت في البيت بعمل التصليحات البسيطة، وبراقب إيلريك. لما صحي لأول مرة سأل على هافدان، بس لما قلتله إنه ممكن يرجع على العشا، استرخى أخيرًا وشرب الأعشاب اللي المعالجة جابتها له. الظاهر وأنا بشتغل، ابني حبيبي كان بيكون صداقات مع كل واحد في ويستفولد تقريبًا، ومجموعات من الناس جم يطمنوا عليه.
      لما الشمس بدأت تغيب، بدأت أجهز العشا، وإيلريك أخيرًا حس إنه عايز يقوم من السرير. كنا لسه هنقعد لما سمعنا صوت خبط على السلالم، وإيلريك نط أعلى من الجرادة وهو بيجري على الباب. وهو بيدخل هافدان، أنا جبت له طبق، وكوباية، وحطيت شوية فراخ في طبقه. كنت لسه هشد كرسي على السفرة، بس إيدين قوية على وسطي وقفتني.
      
      "خليني أنا." بياخد الكرسي من إيدي ويحطه على السفرة.
      "إحنا مبسوطين أوي إنك قدرت تشاركنا العشا يا هافدان." بقول وأنا بشرب الماية بتاعتي.
      "أيوه. أنا مش قادر استنى عشان أروح بكرة." إيلريك بيقول بابتسامة كبيرة.
      "آه يا إيلريك... أعتقد إنك المفروض تخف قبل رحلة الصيد الكبيرة بتاعتك." هافدان بيقول.
      "بس..." إيلريك بيكشر.
      "يا إيلريك، هافدان بس خايف عليك." ببتسم ناحية هافدان. "مع إني أعتقد إنه عادي."
      "أيوه عادي. مابقتش بتوجعني خلاص." إيلريك بيقول.
      "طيب... لو مامتك شايفة إنها عادي يبقى أعتقد إنك تقدر تروح." بيقوله.
      
      بقية الليل، هافدان حكى قصص عن غزواته، وسفرياته، وشوية عن طفولته مع أخوه، بس ما قدرتش أمنع نفسي إني ألاحظ كل مرة هافدان يبصلي بنص عين. بعد العشا، إيلريك قرر إنه تعبان، فراح نام. كنت بغسل الأطباق وهافدان جه من ورايا.
      
      "شكرًا على العشا." صوته بيتمتم.
      "في أي وقت. شكرًا إنك خايف على إيلريك." بمسح إيدي وأنا بلف في دراعاته.
      
      بصينا في عيون بعض للحظة قبل ما يرجع لورا. أنا وصلته لحد الباب، ووقفت في المدخل وهو ماشي في الطريق.
      "أشوفك بكرة." ناديت قبل ما أقفل الباب.
      
      في الليلة دي، أحلامي كانت مليانة بإيلريك وهو بينادي هافدان "يا بابا"، وهو شايل بنت.
      
      
      
      
      الصبح بدري، إيلريك قام قبل الشمس يخلص شغل البيت بتاعه، وشوية من شغلي. كان لازم أبص عليه عشان أتأكد من دراعه اللي كان خف تقريبًا، وقبل ما هافدان يدخل، إيلريك كان بيجري بره الباب. بعد يومين رجعوا، إيلريك معاه أرنبين، وهافدان معاه خنزير بري، وفي الليلة دي أكلنا لحم الخنزير البري وإحنا بنحكي قصص صيد. الظاهر من رحلتهم، اللي كانت من شهرين، إيلريك بيمشي بعد شغل البيت بتاعه، وهافدان بيمشي بعد العشا. النهاردة مكنش عندي حاجة أصلحها، فقررت أروح أشوف ابني بيعمل إيه طول يومه.
      
      طلعت درجات القاعة الكبيرة، سامعة الناس بتهتف، وأول ما دخلت شفت ابني بيصوب سهم على هافدان، اللي ماسك درع وعليه تفاحة فوق راسه. "يا نهار أبيض يا ولاد. إنتوا في ورطة." الملك هارالد بيضحك. "ماما." إيلريك بيقول بوش مصدوم. "كده يعني..." باخد القوس من إيلريك. "أنا ببعت ابني ليك عشان يتعلم، وألاقيه..." برفع السهم. "ماما... لأ." إيلريك بيتوسل. "أنت الهدف." بسيب السهم يطير وده بيخلي هافدان يرفع الدرع، والتفاحة بتلزق في الحيطة. هافدان بيمشي ناحيتي بابتسامة على وشه، وبيدي الدرع لأخوه. "يا هارالد كمل معاه دروسه. أنا عايز أتكلم مع (اسمك)." بديل إيلريك قوسه.
      وإحنا ماشيين في الشارع، هافدان شدني جنبه ودراعه حوالين وسطي. أنا لاحظت إن وسطي بقى الجزء المفضل عنده يلمسه.
      
      "تصويبتك ممتازة." بيقول وإحنا بندخل ساحة بيتي. "شكرًا يا هافدان." ببتسم وأنا ببص له قبل ما ندخل جوه. "(اسمك) عايز أتكلم معاكي في حاجة." رجليه بتتحرك وهو واقف جنب الباب. "فيه حاجة غلط؟" سألت وأنا بتابعه وهو بيجي ناحيتي، وحصرني بين الترابيزة وبينه. "أيوه. أنا لاحظت إن فيه حاجة غلط هنا." بيقول. "كل يوم بتعتني بإيلريك، وبتشتغلي لحد ما صوابعك تنزف، وبالكاد بتنامي." "ما هو لازم حد يعمل كده." بضحك. "أيوه، بس عادة الراجل هو اللي بيعمل كده." بيقرب من ودني. "صوابعك ما كانش المفروض تنزف، المفروض صوابعي أنا، أنتِ المفروض تكوني نايمة طول الليل..." إيديه بتتحرك من وسطي لفوق. "...وأنا بحميكي. (اسمك) قولي أيوه بس، وأنا هحميكي أنتِ وإيلريك." جسمي بيرتعش من صوته الخشن العميق في ودني، وكل اللي أقدر أعمله هو إني أمسك دراعاته. بيقعد على الترابيزة وهو بين رجليا، والجونلة متكومة. "قوليلي، وأنا هعمل أي حاجة." بيبوس ودني. "هافدان!" بتنهد. "أنا..." بعض شفايفي وهو بيتحرك لرقبتي.
      بينزل بنطلونه وأنا بلف رجليا حوالين وسطه، وبسيب راسي ترجع لورا. بيرجع لورا وجبينه على جبيني أول ما بيوصل لمدخلي، وأنا بمسك كتفه. إيديه بتشد وسطي وهو بيبدأ يدخلني ببطء وده بيخليني أتنفس بصعوبة، وأول ما بيدخل بالكامل بيوقف. بعد لحظة بيبدأ يتحرك أسرع وهو بيشد وسطي، وأنا بمسك كتفه. "هافدان." بأوه. بيخليني أنام على الترابيزة، ماسك رجلي، وهو بيبدأ يضرب فيا بقوة، وكل اللي أقدر أعمله هو إني أمسك الترابيزة مش قادرة أوقف صرخاتي. بزمجرة بيخبط فيا وإحنا الاتنين بنخلص مع بعض، وإحنا نايمين هناك، بيسيب رجلي عشان يحط راسه على بطني. من غير كلمة بيرفع بنطلونه قبل ما يشيلني يوديني سريري، وأنا وهو بيشيلني بديله بوسات صغيرة في رقبته. بيساعدني أقلع فستاني قبل ما يخليني أنام، ويغطيني بفرو. بيحرك إبهامه بخفة على خدي، ولما عيني بتبدأ تغمض بيديني بوسة ناعمة. أنا ما نمتش كويس كده من زمان أوي، فلما صحيت ما قدرتش أوقف الابتسامة على وشي.
      وأنا بربط فستاني، إيلريك بيجري جوه وهافدان ماشي وراه، وإيلريك ابتسامته كبيرة على وشه. "ماما مش هتصدقي إيه اللي حصل!" بيكاد يصرخ. "إيه اللي حصل؟" بضحك وأنا بخرج أصلح شعري. "هافدان سأل..." "يا إيلريك اسكت." هافدان بيقاطعه وهو غامز. "أنا سألت إيلريك إيه رأيه إني أبقى أبوه." "إيلريك اطلع بره." بأمر، وبعد وش مصدوم بيجري بره. "كده يعني، عشان إحنا عملنا كذا كذا هتفكر إنك هتبقى أبوه كده وخلاص." بنفعل. "مش قلتلك إني هحميكي أنتِ وإيلريك، وهساعدكم انتوا الاتنين، ومش أنا أثبت إني أقدر أبسطك؟" بيقف قدامي. "(اسمك) أنا مش عايز أحل محل داجون، بس عايز أملى مكانه. انتوا الاتنين محتاجين كده." بيحرك خصلة من شعري ورا ودني. بتنهد. "هافدان... أنت بجد عايز تكون عيلة؟"
      بيبسني بشدة وهو ماسك وشي بإيديه، وبنسمع شهقة ورانا.
      "أنا طول عمري عايز أب!" إيلريك بيصرخ وهو بيتنطط على ضهر هافدان.
      أنا بس ببص على هافدان وهو شايل إيلريك وبيتمشى وأنا ببدأ أطبخ، وفي نص الطريق بحس بهافدان بيلف دراعاته حوالين وسطي.
      "أنا محتاجكم انتوا الاتنين معايا." بيهمس في ودني.
      
      بعد شهر مع بعض، كنت حامل، فاتجوزنا. لما إيلريك تم سبع سنين بعد أسبوع، ولدت بنت اسمها ليندا، وهي مش بس مسيطرة على هافدان، هي مسيطرة على كل النرويج. إيلريك كبر قوي زي هافدان، وذكي زي أبوه.
      
      

      Pages

      authorX

      مؤلفون تلقائي

      نظام شراء