موصى به لك

الأقسام

الأفضل شهريًا

    الأعلى تقييمًا

      روايه حبيبي الكوري

      حبيبي الكوري

      2025, سهى كريم

      رومانسية كوريه

      مجانا

      "سوزي"، مراهقة فريدة ومختلفة، بتعيش مع أهلها المرحين اللي عندهم قصة حب مميزة. بتواجه سوزي صعوبات بسبب شكلها المختلف، لكن عندها صديقة وفية اسمها "يونا" دايماً بتدعمها. حياتها بتاخد منعطف غامض لما بتقابل شاب مقنع غريب الأطوار في المدرسة، وبتكتشف إنه شخصية مشهورة ومهمة ليها.

      سوزي

      مراهقة فريدة ومختلفة عن أقرانها، خاصة بلون بشرتها وطولها اللي ورثته من أجدادها الهنود. ذكية ومجتهدة في دراستها، لكنها بتواجه بعض التحديات بسبب شكلها. بتتمنى قصة حب سحرية ومختلفة عن العلاقات التقليدية.

      الشاب المقنع

      طالب جديد في المدرسة، ويبدو أنه شخصية مشهورة أو "أيدول" معروف، وتجمعه بسوزي مواقف غريبة وغير متوقعة.

      يونا

      أقرب صديقات سوزي وأختها الروحية. بنت وفية ومخلصة، دايماً بتدعم سوزي وتقف جنبها في كل الظروف. هي من عائلة مشهورة في مجال الأزياء ومستحضرات التجميل الكورية.
      تم نسخ الرابط
      روايه حبيبي الكوري

      "ماما، فين توكة شعري؟" صرخت بأعلى صوتي.
      
      أنا الوحيدة في القرن الواحد وعشرين اللي بتلبس توكة شعر. مشكلة ولا هدية؟ أقول إيه بس؟ هي لسه نايمة في سريرها، وبابا بيجهز الأطباق بسرعة البرق. وأخويا لسه في الحمام بيرقص على أغنية كورية مشهورة.
      
      "هي في باسكت الغسيل النضيف، دوري عليها بنفسك" قالتها وهي بتتثاوب وبتفرد إيديها، يمكن وأنا لسه بتعافر عشان ألاقيها بين أكوام الهدوم وبدخل راسي جواها. أخيرًا لقيتها بس لسه مبلولة. مش عارفة ليه صباح يوم الاثنين بيكون فوضوي كده دايماً.
      
      "ماما، أنا محتاجة توصليني إنتي وأخويا والنبي." أنا عارفة إني ممكن أروح المدرسة بالدراجة، بس هتكون مجازفة لو ما وصلتش في الميعاد بالظبط.
      
      "ماشي، بس قوليلي حاجة واحدة، إمتى هيبقالك حبيب؟" دي بقت هوايتها إنها تضايقني كل يوم لما أطلب منها أي مساعدة.
      
      "يا ماما، أنا في ثانوي دلوقتي. هلاقي واحد لما أدخل الجامعة، وأهدافي شخصية." قلتها بابتسامة متكلفة.
      
      أنا بجد لازم أركز. ماما فاكراني مراهقة عادية بتجري ورا أي حاجة محتاجة اهتمام. بس بابا عارف نوع الحب اللي بتمنى أحصل عليه في حياتي.
      
      "بنتي هتلاقي راجل وسيم قريب زي ما إنتي لقيتي." قال بابا وهو بيغمزلي. ابتسمت لثقته بس هو بينسى إني مختلفة عنهم شوية.
      
      أنا بشرتي غامقة وبهتانة. وعشان أميز جمالي عن الكل، أنا أطول من ولاد فصلي وده ورثته من أجدادي الهنود. مش عارفة ليه شكلي كده. الدكاترة مالهمش حل للون بشرتي. افتكروا إني ممكن أكون عندي فشل في الرئة. وعملوا شوية تحاليل كمان بس مالقوش حل. أنا كنت عارفة من الأول إن ده بسبب أهلي. والدكاترة فهموا لما شافوا أهلي مع بعض.
      
      آه، أنا ماحكتلكوش قصة حب أهلي. حب من أول نظرة. ثنائي كيوت بشكل مدهش!
      
      ماما من الهند وبابا كوري. كانوا ثنائي عالمي مشهور في العشرينات وقتها. لما ماما كانت في حفلة في كوريا مع صحابها، قابلت بابا مع صحابه في الزحمة وبدأوا يتواعدوا.
      
      لما بنطلب حكاية قبل النوم، بنختار دايماً قصة حب أهلي. مرة يقول إنه شاف ملاك بيرقص مع ملائكة، ومرة تانية يحكيلنا إزاي ماما صحت روح الحب في بابا لما خبطت فيه، ومرة تالتة يحكي إزاي ماما خلت قلب بابا يدق بصوت أعلى من صوت الحفلة. كل مرة بنسمع تفسيرات مختلفة لأول لقاء بينهم، بس الحاجة الوحيدة اللي بتفضل زي ما هي هي حبهم لبعض. أنا عايزاه زيهم. عايزاه يكون سحري ومش متوقع أو مجبرة أكون في علاقة زي ما الكل بيعمل.
      
      "ماما، فين جزمتي؟" أخويا الصغير خلص لبس بعد فوضى الصبح دي.
      
      "استنى، هاجي أجيبك يا سكر"، نطت من سريرها. أخويا اداني ابتسامة نصر. خبطته بقبضة إيدي. مش فاهمة حاجة واحدة في علاقة الأم والابن دي. البنت محتاجة تعمل إيه عشان تاخد اهتمام مامتها زي ما أخويا بيعمل طول الوقت؟ هل أغير شخصيتي الكبيرة الناضجة ولا أضحي بدرجاتي عشان أحصل على اهتمامها طول الوقت؟ أيوة، ممكن أختار الاختيار التاني بسهولة إني أسقط بمزاجي. سألت نفسي السؤال ده كتير. بس بطلت حتى أفكر في كده بعد ما شفت شغف بابا لشغله وعيلته.
      
      "خدي غداكي معاكي يا سوزي. أبوكي هيزعل لو نسيتي المرة دي كمان. تعبي لازم يستفاد بيه." قالها بحنان، ومسح دموعه المزيفة بمفرش الترابيزة. ابتسمت لمهاراته التمثيلية.
      
      قلتله كذا مرة إنه لازم يبدأ يمثل في مسلسلات. بس هو بيتجاهل رأيي العظيم ده كأني بهزر معاه. بجد، هو عاشق مسلسلات متعصب، وسماني على اسم ممثلته المفضلة.
      
      "أكيد يا حبيبي يا بابا" قلتها وبوست خدوده. نظرة ماما المتعبة لينا كل صبح ما بتتغيرش أبداً. وأنا عارفة إنها بتغير مننا سراً.
      
      أنا وصحابي بنحب طبخ بابا وبنحبه كتير عشان بيقضي وقت معانا. هو فلاح معاه دكتوراه في الاقتصاد. هو شغال من البيت من ساعة ما أخويا اتولد. هو اللي ماسك ميزانية البيت وبيطبخ حلو جداً لأن ماما من الهند وهي بتعرف الأكل الكوري الأساسي بس، لكن بابا هو الأحسن.
      
      احنا بنفضل أكل بابا أكتر حاجة. أنا وأخويا مستعدين نوافق بابا، عشان يعملنا الفطار والغدا كل يوم، عشان أقدر أعمل شهرة لأكل بابا في المدرسة كمان.
      
      "سوزي، عاملة إيه في الويك إند؟" بنت عندها شخصية ينفع تبقى حبيبة حطت إيديها على وسطي وقالت: "وحشتيني" واديتني بوسة على خدي. أنا بجد بحب الطريقة اللي بتعاملني بيها كأني بيبي.
      
      "يا عمري، ما شفتكيش يوم واحد ووحشتك!" قلتلها بمرح. حضنتها وقولت "إيه ده إنتي رومانسية أوي!"
      
      قلبت وشها لوش الجرو الكيوت وماقدرتش أتحكم في ضحكتي وطبطبت على راسها.
      
      "وسع يا دوشة!" صوت عميق ومزعج من واحد غريب. كنا على وشك نخبط في أطول ولد في طريق المدرسة. أيوة، أطول مني بشكل مفاجئ.
      
      صاحبتي اتضايقت وعملت صوت غريب عشان تزود معنى للكلام الوقح اللي قاله الولد ده.
      
      لف فجأة، كان لابس كمامة وعينيه جت في عيني. شكله كأنه بيدور على روح تاهت بعينيه دول. شديت إيدي وجمدت مكاني لما مشي...........
      
      
      
      
      
      
      لف فجأة، كان لابس كمامة وعينيه جت في عيني. شكله كأنه بيدور على روح تايهة بالعينين دول. شديت إيدي وجمدت مكاني لما قرب مننا.
      
      عينيه بني وشعره متسرح. الجاكيت بتاعه شكله غالي أوي ولايق عليه. شكله مألوف أوي وفكرني بحد. بس مش هيبقى سهل إني أعرفه بالكامل، تخميني كده.
      
      "سوزي هان؟ سنة كام؟" صوته التخين بان أعمق وهو لابس الكمامة.
      
      يونا سحبتني بعيد عنه وخبأتني وراها زي الأم اللي بتحمي ابنها من غريب. بس طولي الشاهق ما خبانيش خالص.
      
      "ياااه، إنت مين وعايز إيه؟ إبعد عنها! وإزاي تتجرأ ترمي كلام على اللي أكبر منك؟ هخليك ما تعرفش تاخد نفسك ببوكس واحد."
      
      مسكت دراعها جامد عشان ما تقولش كلام مش كويس قدام المدرسة وطلبت منها تهدى. هي نزلت حذرها بالراحة من غير ما تقطع التواصل البصري معاه.
      
      "أوه، شكلك مرعب!" ضحك. ده ضايق يونا أكتر بس أنا ترجيتها تهدى.
      
      "أنا مزعج، صح؟" "شايفه أنا ماقدرش أتحكم في كده." اعترف في الآخر. شايفه عينيه نص مقفولة؛ احتمال كبير يكون بيضحك تحت الكمامة. هو مستمتع بده؟
      
      "على العموم، إحنا في نفس السنة. سعيد إني قابلتك." مد إيده والجرس رن.
      
      "إحنا اتأخرنا دلوقتي!" صرخت يونا وسحبتني، وأنا سحبته معانا. أنا بضحك بصوت عالي لسبب واحد. هو لاحظ فورًا وسألني، "إيه؟ مبسوطة إنك بتتجري ولا إنك اتأخرتي؟"
      
      "لأ، دي حاجة بينا إحنا الاتنين. التاريخ بيعيد نفسه يا يونا يا حبيبتي، صح؟" قلتها وبصيت ليونا.
      
      هي أومأت براحة. "معاكي دايماً يا بيبي." دلوقتي واضح أوي على وشه إنه مش طايق علاقتنا القوية دي.
      
      يونا – البنت الصغيرة الكيوت العنيدة اللي مناخيرها بتسيل من المدرسة الابتدائية – بقت زي أختي دلوقتي. مش مصدقة إزاي وصلنا هنا في الفترة القصيرة دي.
      
      لسه فاكرة اليوم ده. ولي أمرها سابها في المدرسة الابتدائية أول يوم خالص، كل الأهل كانوا بيفضلوا لحد ما الفصل يبدأ. وقت الفسحة، مافيش أي عيال اهتمت تتكلم أو تلعب معايا لأني كنت مختلفة عن كل العيال.
      
      خرجت من الفصل وشفتها واقفة جنب الشجرة وبتعيط لوحدها. اديتها منديل عشان تمسح دموعها ومناخيرها اللي بتسيل. هي اترددت تاخده. فروحت أنا اللي مسحت وشها وطبطبت على كتفها.
      
      اكلنا الغدا سوا وعجبها غدايا. فبدلنا الأكل. ما سألتهاش أي حاجة عن أهلها. بدأنا نحب صحبة بعض وقضينا وقت سوا بعد المدرسة في بيتي. الأيام عدت، وأهلنا بقوا صحاب كمان. سمحولنا نقعد عند بعض أيام.
      
      يونا هي منقذتي، ومنشط طاقتي وداعمي طول الوقت. عمرها ما استسلمت فيا حتى في أسوأ الظروف وبتوقف ضد كل الصعاب. لسه فاكرة إزاي وقفت جنبي لما المدرسة اشتكت إني ضيعت ملف التقرير عمداً، وساعدتني ألاقيه بدليل إني عمري ما كنت مهملة.
      
      كل واحد محتاج صديق زيها في حياته. كتير كانت موجودة لأخويا وعيلتي كمان وعيلتي بيعاملوها زي ما بيعاملوني. وبصفتها الطفلة الوحيدة لأهلها ووريثة عائلتها، هي تنافسية أوي ومحققة نجاحات كبيرة في ترويج شغلهم.
      
      عيلتها عندها محل ملابس كوري تريندي ومستحضرات تجميل في شارع إيتيون وأهلها عندهم امتياز رحلات مع فنانين مشهورين لأغراض الشغل كمان. بنجيب تواقيع وصور ليهم كتير وقابلنا كام فنان. أهلها بيبعتولنا كمان فساتين للثنائيات.
      
      هي معايا من البداية من غير ما تفكر في وضعي أو اختلافاتي وبتعتبر أخويا وأنا زي إخواتها.
      
      يونا وأنا رحنا الفصل، ووريناه اتجاهات غرفة المدرسين. يوم دراسي عادي بدأ. ماقدرش أقول إني مش بفكر فيه. طبعاً، أنا عندي فضول.
      
      روحت لغرفة المدرسين عشان أقابل مدرسة فصلي، وهناك شفت الولد اللي لابس الكمامة بيتكلم مع مدرسة فصلي.
      
      أوه لا! هو هيبقى معانا؟ في نفس الفصل؟ مش عارفة ليه، بس أنا مرعوبة منه بالفعل. ده بسبب صدمتي النفسية؟ غمضت عيني كام ثانية وقولت كام كلمة زي، ده واجبك وإنتي تقدري تعمليه. بعدين رحت للمدرسة على طول وأنا بتحكم في أفكاري المتسارعة.
      
      "لو سمحتي يا أستاذة، آسفة على المقاطعة. أنا خلصت الشغل اللي اديتيهولي وبعتلك إيميل إمبارح، هل أعمل أي تغييرات يا أستاذة؟" حسيت بالولد اللي لابس الكمامة واللي طوله شاهق بيبصلي وهو مايل ناحيتي.
      
      "طالبتنا المتفوقة سوزي مجتهدة من أول يوم." مدحني فجأة وكسفت قدام الولد اللي لابس الكمامة. "تمام، هراجعها وأقولك تعملي إيه تاني."
      
      لما كنت على وشك أمشي، ناداني تاني، "نعم يا أستاذة." الغريب إن عينيه دايماً بتتبعني كل ما أكون حواليه. هو بيدور على إيه؟
      
      "سوزي هو طالب جديد من بوسان، اتنقل لمدرستنا. لما تكوني فاضية، وريه المدرسة والملعب بتاعنا. هو هينضم لينا من النهارده."
      
      كنت مصدومة. هو مين ده بجد؟ اتنقل؟ هو ضحية ولا متنمر؟ هان ما يقدرش يكون ضحية، بس في احتمالات يكون متنمر بالنظر لحجمه. شوفوا وشه. لو طلع زعيم عصابة؟ هعمل إيه من غير يونا؟ أنا في ورطة دلوقتي...
      
      
      
      
      
      أنا جمدت مكاني لما قرب مني. فتحت بقي عشان أقدم نفسي كويس المرة دي بس هو شاورلي إني أتبعه. ياربي، هو بيفكر في إيه؟ هيعمل إيه دلوقتي؟ وليه أنا ماشية وراه؟ هو بالذات؟ الولد اللي لابس الكمامة؟
      
      "سوزي، إحنا محتاجين مقدمة رسمية؟ تعالي معايا، عايز أوريكي حاجة." مسك إيدي وسحبني ناحيته وكنا بنجري وسط الفصول.
      
      هو بيتكلم بجد دلوقتي؟ رحلة مدرسية لمدرستي أنا؟ إيه اللي بيحصل ده؟ وأنا بجري معاه. المدرسة كلها بتتفرج علينا وهبقى حديث الموسم قريب. قلبي بيدق زي الطبلة. ده بسبب الجري ولا إيده اللي ماسكة إيدي؟ فين مشاكلي في الثقة؟ سابتني ولا أنا فقدت كل قلقي؟ إيه اللي بيحصلي في الدنيا وأنا معاه؟
      
      وقف لحظة وهو باصص باستغراب وشد على إيدي. أنا كنت بنهج وبضايقه بالعمد.
      
      "إيه، نسيت الطريق يا بتاع الكمامة؟" هو باين عليه اتفاجئ. بتاع الكمامة؟ أنا؟ باين من تعابير وشه.
      
      سألني بعينيه وهو بيحط إيدي على صدره، اللي كان مفتول العضلات تحت قميصه، وحسيت بنبضات قلبه.
      
      ما شلتش إيدي وهو كمل، "إيه الاسم الشائع الممل ده؟ ناديني كويبيتو."
      
      صوته مضحك وباين عليه اسم دلع بلغة غريبة. أومأت على طول من غير ما أسأله، وأنا بفكر في مشاهد الرعب في الأفلام اللي زعيم العصابة بيقتل الناس اللي ما بيسمعوش كلامه.
      
      هو بيحك في راسه بصوابعه المدببة، وطلع أفكاره بصوت عالي، "مستحيل، أنا متأكد ألف في المية من الطريق. إزاي ممكن يختفي؟" كان شكله كيوت ومحير. أنا لقيت ده مضحك أوي في نفس الوقت.
      
      "اسمحلي أكون دليلك يا كويبيتو." هو بيبصلي من غير ما يرمش. "عايز تروح فين الأول؟" الكلمات طلعت أخيرًا. حط إيده على راسي وطبطب عليا كأني حيوانه الأليف. شكله مبسوط بس أنا مرعوبة لحد الموت.
      
      "دكو ديمو، كوايكو تشان." هو بيبصلي بالعينين دول تاني. "بتقول إيه يا كويبيتو؟" منين كده صوتي القيادي اشتغل، "ارجع كوري وترجم بسرعة." ندمت على طول إني اتكلمت بجرأة قدام زعيم العصابة.
      
      غمزلي وهمس في ودني "السطح، لو سمحت يا كواي." بلعت ريقي وجسمي حس بوهن من قربه. يا ربي، ده معناه إيه دلوقتي؟ وليه صوته باين حنون؟ يا رب، ساعدني. ما اقدرش أحب زعيم عصابة. اتماسكي يا سوزي.
      
      "أكيد يا كويبيتو." "كنت بخطط آخدك هناك في الآخر بس إنت مصر تروح دلوقتي." حاولت أخلي صوتي عادي.
      
      هو أنا هموت النهاردة؟ ماما وبابا، شكرًا على الحياة دي. هو هيرميني من السطح؟ يونا حبيبتي، إنتي فين؟ هتيجي بسرعة وتنقديني لو سمحتي؟ لو لأ، لازم أطلع بخطة عشان أنقذ نفسي. فجأة حسيت إني تعبانة. نادي الدراما أخيرًا بيجيب فايدته.
      
      "حاسة بغثيان." "ممكن نروح وقت تاني يا كويبيتو، لو سمحت؟" "أنا تعبت فجأة بجد، يمكن عشان الجري كل المسافة دي."
      
      عينيه احمرت وحواجبه انكمشت. هو غضبان دلوقتي وأنا هموت. مسك كتافي بقبضة قوية وأنا غمضت عيني من الخوف. مفيش حد يقدر ينقذني دلوقتي.
      
      أنا طايرة في الهوا. هو أنا اتضربت دلوقتي؟ إيدي بتلمس حاجة ناعمة وقوية في نفس الوقت. استني، إيه اللي بيحصل بالظبط؟ ليه ما حستش بألم الوقوع؟
      
      فتحت عيني بالراحة ووشه كان على بعد 5 سم من وشي وكنت ماسكة رقبته وكتفه. هو أنا بحلم وإيه اللي بعمله في دراعه؟ هو شايلني في إيديه، ماسك دراعاتي ورجليا. حسيت نبضات قلبه أوضح دلوقتي وحسيت بصدمة كهربائية منه. أنا عايشة وسالمة؟
      
      "سوزي كويسانها يوسايو؟ فين السكن؟" "قوليلي الاتجاه بسرعة!" "هتبقى كويسة!" "أكلتي إيه الصبح؟" "حاسة بدوخة؟ قوليلي يا كوايكو تشان."
      
      هو قلقان أوي وأنا مش عارفة أعمل إيه عشان أهديه. بتساءل مين هو ده بالظبط وليه باين عليه قلقان كده. عقلي بيعالج إيه اللي المفروض أجاوبه الأول.
      
      "إهدى يا عم، نزلني. أنا كويسة دلوقتي. أقدر أمشي يا كويبيتو ومش حاسة بدوخة." "يلا، نزلني." أنا حتى ما أجبرتهوش ينزلني على الأرض بس هو عمل كده على طول. واو، هو مطيع أوي. عرق جبينه بيقولي إنه صدق تمثيلي. يا نهار أبيض، دلوقتي أنا حاسة إني وحشة.
      
      "إنتي كويسة بجد؟" "عايزة أجيبلك مايه أو دواء؟" "تقدري تمشي؟" مسك كوعي وفحصني بأسئلة كتير عشان يتأكد تاني.
      
      "أنا كويسة تماماً دلوقتي وهاخدك للسطح لو وعدتني تسمع كلام قائدة فصلك." إيه اللي بعمله دلوقتي؟ بزود ثقتي بنفسي ولا بحذره. ولا واحد فيهم هينقذ حياتي النهاردة.
      
      "كوايكو تشان، أوعدك. ممكن نروح السطح دلوقتي لو سمحت؟" بيتوسل بعيون جرو. قرب مني عشان يمسك إيدي وما رفضتش. مسك إيدي برشاقة وعينيه لمعت. بالرغم من إني مش فاهمة تماماً هو بيعمل إيه أو إيه معناه، أنا اقتنعت أثق فيه دلوقتي.
      
      عدينا الفصل وإيدينا في إيد بعض، بس المرة دي أنا اللي كنت بقود الطريق. لمحت منقذتي يونا واقفة بره وباين عليها قلقانة عليا. يمكن تكون شافتني بجري معاه من كام دقيقة. شورتلها بتمي بقي؛ أنا كويسة وهاجي قريب. هي أومأت وورتني قبضتها عشان تفكرني أستخدم اللي علمتهولي. عملت إشارة تمام وبعتلها بوسة.
      
      "ده معناه إيه ولمين؟" هو بيدور على الشخص اللي بيستقبل كل حبي. تجاهلت سؤاله وسحبته أسرع، وأنا بفكر في إني هفوت الحصة.
      
      كان الجو فيه نسمة حلوة على السطح وهو بان عليه هادي ومطمن. "طب قوللي دلوقتي؟ عايز تعمل إيه دلوقتي؟"
      
      "عايزك تشوفي وشي الأول قبل أي حد في المدرسة دي." صوته التخين خلى الموضوع رومانسي أكتر وقرب مني. "كوايكو تشان، اعمليلي معروف شيلي الكمامة بتاعتي." ترددت في الأول، بس ده كان أمر من زعيم العصابة. فروحت حاطة إيدي على وشه عشان أشيل الكمامة بتاعته وأشوف وشه الغامض.
      
      وش فنان مشهور مثالي بغمازات كيوت بتفكرني باللي أمي كرست نص حياتها عشانه من حضور حفلات وشراء ألبومات ولقاءات المعجبين وجمع بوسترات وعرايس وميداليات وكروت وشوش من وهي مراهقة.
      
      أكيد هو. هو بيعمل إيه هنا؟ إزاي ده ممكن؟ ليه أنا اللي لازم أشوف وشه الأول؟ أنا إيه بالنسبة له؟
       
      

      كوكب أكيرا | رواية فانتازيا

      كوكب أكيرا

      2025, Adham

      فانتازيا

      مجانا

      تجد إيزابيلا العالمة المنطوية نفسها عالقة في الصحراء بعد مقابلة عمل مهمة، لتجد نفسها مخطوفة من قبل كائنات فضائية. تستيقظ لتجد نفسها على كوكب غريب، وتصارع الخوف والوحدة. عندما يتبدد اليأس، تلتقي بامرأة فضائية تُدعى أكيرا، وتبدأ محاولات التواصل بينهما، لتفتح نافذة أمل في عالم جديد تمامًا.

      إيزابيلا

      عالمة شابة، منطوية بطبعها، وذكية جدًا. نشأت في دور رعاية الأيتام، واعتمدت على الكتب والعلم والخيال لتجاوز صعوبات حياتها. على الرغم من كونها تفضل العزلة، إلا أنها تتمتع بشغف كبير بالعلوم البيئية والتعلم. هي شخصية مثابرة وقوية، تظهر شجاعتها وقدرتها على التكيف في الظروف الصعبة، حتى عندما تجد نفسها في موقف لا يصدق مثل الاختطاف الفضائي.

      أكيرا

      كائنة فضائية شبه بشرية، تصفها الرواية بأنها أنثى ذات ذيل وجسم رشيق وعينين ورديتين. تبدو بدائية في مظهرها وملابسها، وتحمل سهمًا، مما يوحي بأنها ربما تعيش في بيئة طبيعية. تظهر أكيرا فضولًا وتفهمًا تجاه إيزابيلا، وتحاول التواصل معها رغم اختلاف اللغات، مما يبرز طبيعتها الودودة وغير العدائية.
      تم نسخ الرابط
      كوكب أكيرا

      إيزابيلا
      
      جلستُ في منطقة الاستقبال، أعبثُ بملفي المليء بالسير الذاتية والمراجع، أحاول تهدئة أفكاري المتسارعة. لماذا اخترتُ ارتداء هذه الأحذية عالية الكعب الغبية؟ أنا عالمة، لستُ عارضة أزياء. ولماذا وافقتُ على مقابلة المدير التنفيذي لهذه المقابلة؟ أنا شخصية منطوية ومنعزلة، لستُ اجتماعية.
      
      وبينما كنتُ أنتظر، بدأتُ أفكاري تتجول. كيف وصلتُ إلى هنا، على أي حال؟ من دور رعاية الأيتام إلى الدراسات العليا، لقد كانت رحلة جامحة. تذكرتُ طفولتي، متنقلة من منزل لآخر، لم أشعر بالانتماء تمامًا قط. لكنني كنتُ أملك دائمًا كتبي، وتجاربي العلمية، وخيالي.
      
      تذكرتُ المرة التي حاولتُ فيها إنشاء بركان في مرآب عائلتي البديلة. دعنا نقل إن الأمر لم ينتهِ جيدًا. أو المرة التي قضيتُ فيها عطلة نهاية أسبوع كاملة أشاهد وثائقيات عن وكالة الفضاء الأمريكية وقررتُ أن أصبح رائدة فضاء. لم تكن والدتي البديلة مستمتعة عندما حاولتُ بناء مركبة فضائية في فناء منزلنا الخلفي.
      
      على الرغم من الفوضى، وجدتُ العزاء في التعلم. التهمتُ كتبًا عن الفيزياء والبيولوجيا والكيمياء. حتى أنني أقنعتُ أحد آبائي البدلاء بأخذي إلى مختبر حقيقي في جولة. حينها علمتُ أنني أرغب في أن أكون عالمة.
      
      عادت أفكاري إلى طفولتي في المزرعة. تذكرتُ رائحة التربة الطازجة، صوت زقزقة الطيور، وشعور الشمس على وجهي. والداي البديلان الأولان، آل واتسون، احتضناني عندما كان عمري 8 سنوات، ولأول مرة، شعرتُ أنني أنتمي. شجعا فضولي، سمحا لي باستكشاف الحقول والغابات المحيطة بممتلكاتنا.
      
      فكرتُ في وظيفتي بدوام جزئي في ورشة الميكانيكا في المدرسة الثانوية كعاملة نظافة، حيث تعلمتُ كيفية إصلاح السيارات والدراجات النارية. من كان يظن أن فتاة ريفية مثلي ستصبح مهووسة بالعلم؟ لكن السيد جينكينز، المالك، رأى شيئًا فيّ وقام بتوجيهي في طرق حل المشكلات.
      
      بعد المدرسة الثانوية، جاءت المنحة الدراسية كمفاجأة. قُبلتُ في برنامج العلوم البيئية بالجامعة، وتوسع عالمي. التهمتُ دورات في علم النبات وعلم الحيوان والجيولوجيا، وحصلتُ على شهادتي الجامعية في أربع سنوات. الشهادة الشرفية التي تلت ذلك عمقت معرفتي بالزراعة المستدامة والحفاظ على البيئة.
      
      لكن برنامج الماجستير الخاص بي هو الذي تحداني حقًا. بالجمع بين العلوم البيئية والبيولوجيا والهندسة، تعمقتُ في استعادة البيئة. كان منصب مساعد باحث بدوام جزئي في قسم العلوم البيئية بالجامعة عندما كنتُ أقوم بدراساتي العليا، هو المكمل المثالي لدراساتي وخبرتي العملية.
      
      بسرعة إلى اليوم، وها أنا هنا، أنتظر مقابلة عمل في مؤسسة بحثية مرموقة. أنا متحمسة وخائفة في نفس الوقت. ماذا لو سألوني شيئًا لا أعرفه؟ ماذا لو تعثرتُ على قدمي؟
      
      الآن، بينما كنتُ أجلس في منطقة الاستقبال هذه، لم أستطع إلا التفكير في الرحلة التي أوصلتني إلى هنا. من فتاة مزرعة إلى عالمة، مع بعض الانحرافات على طول الطريق. قومتُ كتفيّ، مستعدة لمواجهة ما قد تحمله هذه المقابلة.
      
      ناديت موظفة الاستقبال اسمي، ووقفتُ، أسوي فستاني وأحاول أن أستجمع ثقتي الداخلية. حان الوقت لتقديم عرض.
      
      عندما دخلتُ غرفة المقابلة، استقبلتني لجنة مكونة من ثلاثة أفراد، كل منهم بابتسامة لطيفة وتعبير جاد. قدمت المدير التنفيذي، وهي امرأة في منتصف العمر ذات مصافحة قوية، نفسها باسم الدكتورة ماريا رودريغيز. كان عضوي اللجنة الآخران، الدكتور جون تايلور والدكتورة صوفيا باتيل، عالمين مرموقين في مجالاتهما.
      
      بدأت المقابلة، وتعرضتُ لوابل من الأسئلة. من شرح بحثي في استعادة البيئة إلى مناقشة أفكاري حول الزراعة المستدامة، حاولتُ مواكبة الأمر. لكن عندما طلب مني الدكتور تايلور أن أشرح وجهات نظري حول الحفاظ على البيئة، شعرتُ بموجة من الشغف تسيطر عليّ.
      
      قلتُ، بصوت أقوى: "الحفاظ على البيئة ليس مجرد حماية للبيئة؛ إنه الحفاظ على وجودنا نفسه". "نحن بحاجة إلى اعتماد نهج شامل، يوازن بين احتياجات الإنسان واحتياجات الكوكب. الأمر لا يتعلق فقط بإنقاذ الدببة القطبية؛ بل يتعلق بإنقاذ أنفسنا."
      
      عم الصمت في الغرفة، وللحظة، خشيتُ أنني قلتُ الكثير. لكن بعد ذلك، أومأت الدكتورة رودريغيز برأسها، مع لمحة ابتسامة على وجهها. "أخبريني يا إيزابيلا، ما الذي يجعلك تعتقدين أنك مناسبة لفريق البحث لدينا؟"
      
      أخذتُ نفسًا عميقًا وبدأتُ في تقديم نفسي، مسلطة الضوء على خلفيتي المتعددة التخصصات، وخبرتي البحثية، وشغفي بالعلوم البيئية. بينما كنتُ أتحدث، شعرتُ بطاقة الغرفة تتغير، وأعضاء اللجنة يميلون إلى الأمام، وعيونهم مركزة.
      
      عندما انتهت المقابلة أخيرًا، غادرتُ الغرفة وأنا أشعر بالإرهاق ولكن الأمل يحدوني. بينما كنتُ أنتظر المصعد، لم أستطع إلا أن أفكر أنه ربما، ربما، وجدتُ هدفي.
       
       
       
       
       إيزابيلا
      
      بينما كنتُ أقود عائدة إلى شقتي الصغيرة المستأجرة، كانت المقابلة تتكرر في ذهني كشريط تسجيل يعاد مرارًا وتكرارًا. "هل أجبتُ على هذا السؤال بشكل صحيح؟ هل كان ينبغي لي أن أذكر خبرتي البحثية في وقت أبكر؟" تمتمتُ لنفسي، أحاول أن أطمئن نفسي بأنني بذلتُ قصارى جهدي.
      
      لكن حديثي الداخلي قُطع عندما تعطلت سيارتي القديمة الموثوقة، "برثا"، فجأة وتوقفت. تنهدتُ، ضاربة رأسي بعجلة القيادة. "بالطبع يا برثا. بالطبع تختارين الآن أن تتعطلي."
      
      نظرتُ حولي، لكن كل ما رأيته كان امتدادًا لا نهاية له لطريق صحراوي، لا توجد أي علامات على وجود حضارة في الأفق. بدأ الذعر يتسلل، لكنني حاولتُ أن أبقى هادئة، أتحدث إلى نفسي بنبرة مهدئة. "حسنًا، إيزابيلا، ابقي هادئة. لقد تعاملتِ مع ما هو أسوأ من عطل في السيارة. لقد نجوتِ من دور الرعاية، بعد كل شيء."
      
      مددتُ يدي لألتقط هاتفي لأتصل بشركة التأمين الخاصة بي، لكن قلبي غرق عندما رأيتُ علامة "لا توجد خدمة". لا يوجد استقبال للخلوي؟ كيف كان من المفترض أن أبقى على قيد الحياة بدون رفيقي الموثوق، جوجل؟
      
      "حسنًا، يا برثا، يبدو أننا عالقتان هنا لبعض الوقت،" قلتُ، محاولة أن أبدو مرحة. "قد نستمتع بالمنظر على أي حال."
      
      خرجتُ من السيارة، مددتُ ساقي وأخذتُ أتأمل الامتداد الشاسع للمناظر الطبيعية الصحراوية. كانت الشمس تغرب، تلقي توهجًا ذهبيًا على الرمال والصخور. كان المنظر جميلًا، لكنني كنتُ أفضل الاستمتاع به من مسافة مريحة، وليس عالقة في مكان ناء.
      
      بينما كان الظلام يتجمع، أدركتُ أن لدي خيارين: الانتظار والأمل في مرور شخص ما، أو محاولة إصلاح برثا بنفسي. رفعتُ غطاء المحرك، أنظر إلى المحرك بشعور من اليأس. كنتُ أعرف ما يكفي لتغيير إطار، لكن هذا كان خارج نطص خبرتي.
      
      "برثا، أنتِ وحدكِ،" قلتُ، أغلق الغطاء وأسندتُ ظهري على السيارة. "آمل أن تعرفي ما تفعلينه."
      
      بينما بدأت النجوم تتلألأ في سماء الليل، تساءلتُ عما إذا كنتُ سأصل إلى المنزل قبل الفجر.
      
      عدتُ إلى السيارة، أبحث عن مأوى من برد ليل الصحراء. بينما استقريتُ في مقعد السائق، فكرتُ: "ربما يمكنني النوم هنا فقط وأتمنى أن يأتي أحدهم لإنقاذي في الصباح. أعني، كم من الوقت يمكن أن يستغرق الأمر حتى يلاحظ أحدهم أنني مفقودة؟" أوه صحيح، أنا وحيدة وليس لدي أصدقاء مقربون. إلا إذا... إلا إذا لاحظت جارتي العجوز، السيدة جينكينز، أنني لم أسقِ نباتاتها منذ فترة. (ضحكتُ لنفسي) نعم، هذا هو على الأرجح السبيل الوحيد الذي قد يلاحظ فيه أي شخص أنني ذهبت.
      
      بينما كنتُ أجلس هناك، غارقة في أفكاري، ظهر شعاع ضوء مفاجئ في المسافة، يتحرك نحوي بصمت غريب. تجمدتُ، وقلبي يتسارع، بينما ازداد الضوء سطوعًا واقترابًا. "ما هذا بحق الجحيم...؟" فكرتُ، وعقلي يتسابق بالاحتمالات. هل يجب أن أخرج وأبدأ في الركض؟ لكن إلى أين سأذهب؟
      
      قبل أن أتمكن من اتخاذ قرار، وصل شعاع الضوء إلى سيارتي وبدأ في رفعي، مع السيارة. كنتُ محاصرة، غير قادرة على التحرك أو الهروب. سيطر الذعر، وشعرتُ أنني أرتجف كالأوراق. بينما غمرني الضوء، رأيتُ نقاطًا سوداء تتراقص أمام عيني، ثم... ساد الظلام كل شيء.
      
      فقدتُ الوعي، غير مدركة لما كان يحدث أو إلى أين يتم اصطحابي. كل ما عرفته هو أن يومي العادي قد اتخذ منعطفًا غير عادي.
      
      فتحتُ عيني ببطء، أستوعب محيطي بتثاقل. "أين أنا؟" هذا بالتأكيد ليس سيارتي ولا أي مكان زرتُه من قبل. فركتُ صدغيّ، محاولة التخلص من الغبش. "ربما ما زلتُ أحلم؟ نعم، هذا هو. لا بد أنني غفوتُ ورأيتُ حلمًا جامحًا عن شعاع ضوء و... و... كائنات فضائية؟" ها! لا تكوني سخيفة يا إيزابيلا. أنتِ عالمة، لستِ مهووسة بالخيال العلمي.
      
      لكن بينما نظرتُ حولي، بدأ إنكاري يتهاوى. الغرفة كانت على عكس أي شيء رأيته من قبل. الجدران كانت مادة غريبة نابضة، والهواء كان سميكًا برائحة من عالم آخر. ترنحتُ على قدمي، وقلبي يتسارع. "حسنًا، ابقي هادئة. هذا مجرد مختبر غريب أو شيء من هذا القبيل. ستفهمين الأمر."
      
      "مرحبًا؟" صرختُ، وصدى صوتي يتردد على الجدران. "هل يوجد أحد هنا؟ أين أنا؟"
      
      قابلت كلماتي صمت. درتُ حول نفسي، أبحث عن أي علامة على الحياة أو مخرج. لكن لم يكن هناك شيء. فقط أنا، وحدي في هذه الغرفة الغريبة.
      
      بدأتُ أتمشى، أحاول التفكير بمنطقية. "حسنًا، إيزابيلا، أنتِ شخص ذكي. يمكنكِ فهم هذا." لكن عقلي كان عبارة عن فوضى من الخوف والارتباك. ثم، تسلل الفكر السخيف مرة أخرى... "ماذا لو اختطفتني كائنات فضائية حقًا؟"
      
      لا، لا، لا. لا تكوني سخيفة. هذا مستحيل. لكن بينما نظرتُ حولي إلى الجدران الغريبة المتوهجة، لم أستطع التخلص من الشعور بأن عالمي قد انقلب رأسًا على عقب.
      
      واصلتُ المشي والصراخ، أحاول البقاء هادئة، لكن صوتي كان أجش من الصراخ. لا بد أن ساعات قد مرت، لكن لم يكن لدي أي إدراك للوقت. بدأتُ أفقد الأمل. في لحظة يأس، بدأتُ أمزح في الصلاة، "حسنًا يا الله، أعلم أنني لم أذهب إلى الكنيسة منذ فترة، ولكن أرجوك، أرجوك، أرجوك، قل لي إن هذا نوع من الحلم المجنون وليس عملية اختطاف حقيقية من قبل الكائنات الفضائية!"
      
      ضحكتُ بعصبية، أحاول تهدئة نفسي. لكن بعد ذلك، سمعتُ صوتًا. فتحتُ عيني لأرى... هم. كائنات فضائية، على عكس أي شيء رأيته من قبل. كانوا طوال القامة، بأذرع طويلة نحيلة وعيون سوداء كبيرة. تحركوا برشاقة غريبة، وتقنيتهم تدور وتصدر صفيرًا حولهم.
      
      صرختُ وتراجعتُ بعيدًا، وقلبي يتسارع. أصدر أحد الكائنات الفضائية صوتًا، أشبه بالهمهمة اللطيفة، وهو يراقبني. ألقى شيئًا صغيرًا مكعب الشكل على الأرض واستدار ليغادر. راقبتُه، وأنا أرتجف، بينما اختفى في باب منزلق.
      
      تغلب الفضول عليّ، واقتربتُ بحذر من المكعب. كان نوعًا من التكنولوجيا، لكن لم يكن لدي أي فكرة عما يفعله. التقطته، وشعرتُ أنه دافئ بشكل غريب عند لمسه. بينما كنتُ أُمعن النظر فيه، أدركتُ أنه يصدر همهمة خفيفة، أشبه بالاهتزاز اللطيف.
      
      كنتُ ما زلتُ في حالة ذعر، لكن فضولي العلمي كان يسيطر عليّ. ما هذا الشيء؟ ماذا يفعل؟ وماذا تريد هذه الكائنات الفضائية مني؟
      
      بينما واصلتُ فحص الجسم، أصدر فجأة صوتًا عالي النبرة، وشعرتُ بصدمة حادة تسري في جسدي. حاولتُ الصراخ، لكن صوتي انقطع بينما أصبحتُ أرى كل شيء ضبابيًا. شعرتُ بنفسي أسقط، وكانت آخر فكرة لدي هي الكائنات الفضائية، عيونها السوداء تحدق فيّ بينما فتحوا باب غرفتي.
      
      عندما عدتُ لوعيي، كنتُ مستلقية على طاولة معدنية غريبة. كانت الكائنات الفضائية متجمعة حولي، وعيونها مثبتة عليّ بكثافة مقلقة. حاولتُ الجلوس، لكن ألمًا حادًا اخترق رأسي، وسقطتُ مرة أخرى، ألهث.
      
      مال أحد الكائنات الفضائية إلى الأمام، وأذرعه الطويلة النحيلة تمتد نحوي. ارتجفتُ، متوقعة صدمة أخرى، لكن بدلًا من ذلك، لمس جبهتي بلطف. ملأ همهمة مهدئة عقلي، وبدأ الألم يتلاشى.
      
      تحدث الكائن الفضائي بصوت غريب وموسيقي، كلماته غير مفهومة بالنسبة لي. لكن بطريقة ما، علمتُ أنه يحاول التواصل، ليخبرني شيئًا مهمًا. ركزتُ على كلماته، أحاول فهمها، بينما واصلت الكائنات الفضائية فحصي بنظرة لا تومض. فجأة، اجتاحتني موجة من الإرهاق، وبدأت عيني تنغلق، وبغض النظر عن مدى محاولتي البقاء مستيقظة لم أستطع، ثم حل الظلام مرة أخرى.
      
      بينما فتحتُ عيني ببطء، وعقلي ضبابي ومشوش، وجدتُ نفسي في هيكل صغير مستدير يشبه سفينة. كانت الجدران رمادية معدنية باهتة، والهواء كان راكدًا وعفنًا. حاولتُ الجلوس، لكن ألمًا حادًا اخترق رأسي، مما جعلني أتأوه. استلقيتُ مرة أخرى، أحاول تذكر كيف وصلتُ إلى هنا. آخر شيء تذكرته كان... كان... يا إلهي، الكائنات الفضائية! كنتُ على متن سفينتهم، وكانوا يفحصونني، ثم... ثم... لا بد أنني قد أُلقيتُ هنا. أينما كان "هنا". كافحتُ للجلوس مرة أخرى، هذه المرة ببطء أكثر، ونظرتُ حولي. كان الهيكل صغيرًا، بباب واحد ينزلق مفتوحًا بزيز. ترنحتُ خارجه، ساقاي ترتجفان تحتي، إلى ضوء ساطع ودافئ.
      
      عندما خرجتُ من الهيكل، هبطت قدمي على شيء ناعم ومضغوط. أطلقتُ صرخة صغيرة بينما قفزتُ بعيدًا، فاتحة عينيّ لأرى مخلوقًا غريبًا يشبه الحشرة يركض إلى الأدغال. لم يكن يشبه أي شيء رأيته من قبل - جسده كان أزرق وأخضر زاهيًا، بأرجل طويلة نحيلة وزوائد هوائية ترتعش أثناء تحركه. أغمضتُ عينيّ، وقلبي ما زال يتسارع من الصدمة، وهمستُ لنفسي، "ربما... ربما أعادوني إلى الأرض؟ ربما أنا في غابة الأمازون أو شيء من هذا القبيل؟ لم أرَ حشرة كهذه من قبل... أو ربما أستراليا؟ أعني، هم معروفون بوجود حشرات غريبة وأشياء... أرجوك، أرجوك، أرجوك، ليت هذا هو الحال..." واصلتُ الهمس، وعينيّ ما زالتا مغلقتين، أحاول تهدئة نفسي وفهم ما يحدث.
      
      بينما كنتُ واقفة هناك، عينيّ ما زالتا مغلقتين، أحاول جمع أفكاري، واصلتُ الهمس لنفسي، "ربما أدركوا خطأهم وأعادوني إلى المنزل؟ ربما هذا نوع من... من... لا أعرف، هدية ترحيب غريبة بالعودة إلى الأرض أو شيء من هذا القبيل؟ هدية 'آسفون على اختطافكم'؟" ضحكتُ بعصبية، أحاول أن أطمئن نفسي بأن هذا كله مجرد سوء فهم كبير. "نعم، هذا هو. هذا هو بالتأكيد. أعني، لماذا يتركونني على كوكب فضائي؟ هذا لا معنى له... أليس كذلك؟" تراجعتُ، وبدأ عقلي يتجول مرة أخرى إلى الأحداث على متن سفينة الكائنات الفضائية. هززتُ رأسي، أحاول إزالة شبكات العنكبوت. "لا، لا، لا. أحتاج إلى التركيز. أحتاج إلى معرفة أين أنا وكيف أعود إلى الحضارة." أخذتُ نفسًا عميقًا، مستعدة لما هو قادم، وفتحتُ عينيّ ببطء.
      
      عندما فتحتُ عينيّ، قوبلتُ بمنظر جعل أنفاسي تحبس في حلقي. المنظر الطبيعي أمامي كان على عكس أي شيء رأيته من قبل. السماء كانت أرجوانية عميقة وغنية، والأشجار كانت خضراء زاهية بدت وكأنها تتوهج في الضوء الخافت. شعرتُ وكأنني دخلتُ عالمًا جديدًا تمامًا، عالمًا كان جميلًا ومرعبًا في آن واحد. تسارع عقلي بينما كنتُ أحاول استيعاب ما كنتُ أراه، وكل ما استطعتُ أن أهمس به كان... "يا إلهي!"
      
      
      
      
      إيزابيلا
      
      "أنا على كوكب فضائي"، تمتمتُ لنفسي، وصوتي يرتجف من الذعر. "أنا بالفعل على كوكب فضائي." نظرتُ حولي، أحاول استيعاب كل شيء دفعة واحدة. كانت الأشجار تشبه تلك الموجودة على الأرض، ذات لحاء بني وأشكال مألوفة، لكن الأوراق كانت خاطئة تمامًا. كانت أرجوانية وزرقاء وصفراء، وبدت وكأنها تتوهج في الضوء. كان العشب مختلفًا أيضًا، أطول وأكثر كثافة من أي شيء رأيته من قبل. والنباتات... كانت تشبه نباتات الأرض، لكن مع التواءات وانعطافات غريبة.
      
      لكن السماء هي التي جعلت قلبي يتسارع حقًا. كانت الشمس أكبر من شمس الأرض، وألقت توهجًا برتقاليًا غريبًا على كل شيء. ثم كان هناك... القمر؟ كان ضخمًا، وكان معلقًا منخفضًا في السماء، على الرغم من أن الوقت كان منتصف النهار. شعرتُ بكتلة تتكون في حلقي بينما كنتُ أحدق فيه، وعقلي يترنح من تداعيات ذلك.
      
      "لا، لا، لا،" همستُ، أحاول تهدئة نفسي. "لن أبكي. أنا بخير. أنا بخير." لكن صوتي كان يرتجف، وعينيّ امتلأتا بالدموع. أخذتُ نفسًا عميقًا، أحاول أن أثبت نفسي، لكن ذعري كان يتصاعد بسرعة. كنتُ وحدي، عالقة على كوكب فضائي بلا وسيلة للتواصل مع أي شخص، بلا وسيلة للعودة إلى المنزل... ولا فكرة عن نوع الأخطار التي قد تكون كامنة في المجهول.
      
      في حالة من الذعر، درتُ وركضتُ عائدة إلى الهيكل الشبيه بالسفينة، آملة ضد الأمل أنني فاتني شيء، أي شيء، يمكن أن يساعدني. اقتحمتُ الباب، أبحث في الداخل بجنون، لكن لم يكن هناك شيء. لا شيء، باستثناء أداة غريبة الشكل ملقاة على الأرض. كانت تبدو مثل سكين، لكنها تحتوي على وعاء صغير متصل بالمقبض، وكان الوعاء مليئًا بالماء.
      
      التقطتُ الأداة، وشعرتُ بيأس يجتاحني. هذا هو. هذا كل ما لدي. جلستُ على الأرض، الأداة بين يدي، وسمحتُ لنفسي بالبكاء أخيرًا. انتحبتُ، وشعرتُ بالدموع تتدفق على وجهي، بينما كنتُ أفكر في وضعي. كنتُ عالقة، وحدي، على كوكب فضائي. لم يكن لدي طعام، ولا ماء، ولا وسيلة للتواصل مع أي شخص. كنتُ سأموت.
      
      أرسلت الفكرة موجة جديدة من الذعر عبر جسدي، وبكيتُ بصوت أعلى، وشعرتُ وكأنني أفقد السيطرة تمامًا. كنتُ وحدي، وكنتُ سأموت. ترددت الفكرة في ذهني، مرارًا وتكرارًا، بينما كنتُ أجلس هناك، عاجزة وخائفة.
      
      مرت ساعات، وكنتُ منهكة، وجفت دموعي، وجسدي يرتجف من الخوف. كانت الشمس تغرب، تلقي توهجًا ذهبيًا على المناظر الطبيعية الفضائية. كنتُ متكوّرة على الأرض، أمسك بركبتي، عندما سمعتُ حفيفًا في الشجيرات القريبة. قفزتُ على قدمي، أمسك بالأداة الشبيهة بالسكين أمامي، وقلبي يتسارع.
      
      استمر الحفيف، وكتمتُ أنفاسي، أنتظر لأرى ما سيخرج. ثم، ظهرت. كائنة فضائية، شبه بشرية، وبدت... أنثى؟، مع بعض الاختلافات الرئيسية. كان لديها ذيل، وجسم رشيق، وصدر أصغر، وخط فك أكثر حدة قليلاً من البشر. كان شعرها طويلًا وناعمًا، وعيناها بلون وردي. كانت ترتدي ملابس تشبه الجلد تبدو بدائية، وكانت تمشي حافية القدمين، تحمل سهمًا في يد واحدة.
      
      نظرت إلي بفضول، وعيناها تمسحانني من الرأس إلى أخمص القدمين. حافظتُ على ثباتي، أحاول أن أبدو أشجع مما كنتُ أشعر به، ويدي ترتجف قليلاً بينما كنتُ أمسك بالأداة الشبيهة بالسكين. وقفنا هناك للحظة، في نظرة صامتة، مخلوقان من عالمين مختلفين، غير متأكدين مما يجب فعله تجاه بعضهما البعض.
      
      تسابق عقلي بالسؤال القديم: قتال أم فرار؟ هل يجب أن أركض إلى الغابة، أم أغامر مع المرأة الفضائية؟ قررتُ أن أثبت مكاني، آملة ألا تؤذيني. أمسكتُ بالأداة الشبيهة بالسكين في وضع دفاعي، أحاول مرة أخرى أن أبدو أشجع مما كنتُ أشعر به.
      
      اقتربت المرأة الفضائية مني بحذر، وعيناها تحللاني وكأنني نوع من المخلوقات الغريبة. وهو ما كنتُ عليه من وجهة نظرها، على ما أعتقد. اقتربت أكثر فأكثر، وسهمها ما زال جاهزًا، لكنه لم يكن موجهًا إلي مباشرة. لاحظتُ أنها لا تبدو عدائية، لذا خفضتُ ببطء الأداة الشبيهة بالسكين، أحاول أن أظهر أنني لا أقصد أي ضرر.
      
      لدهشتي، خفضت سهمها أيضًا. اقتربت أكثر، تتفحصني بنظرة فضولية. فحصت عيني، وشعري، بل وتحركت حولي، تدرسني من جميع الزوايا. بقيتُ ثابتة، أفكر في نفسي، "الرجاء ألا تعتقدي أنني طعام، الرجاء ألا تعتقدي أنني طعام..." مازحتُ نفسي، أحاول أن أهدأ.
      
      كان تعبير المرأة الفضائية غير قابل للقراءة، لكنها لم تبدو عدوانية. بدت تقريبًا... مفتونة بي. حبستُ أنفاسي، آملة ألا تنقلب علي فجأة. بينما واصلت فحصي، تساءلتُ عما إذا كنتُ قد ارتكبت خطأ بعدم الهرب. لكن شيئًا ما في سلوكها أراحني، وقررتُ أن أثق بحدسي. في الوقت الحالي، على الأقل.
      
      بعد أن انتهت المرأة الفضائية من فحصي، قررتُ أن أحاول التواصل معها. كنتُ لا أزال خائفة، لكنني اعتقدتُ أنه من الأفضل محاولة تكوين نوع من الارتباط بدلاً من مجرد الوقوف بصمت. أخذتُ نفسًا عميقًا وقلتُ "مرحبًا" بينما ألوّح بعصبية.
      
      تراجعت المرأة الفضائية قليلاً، متفاجئة من الأصوات والحركات التي قمتُ بها. حاولتُ مرة أخرى، هذه المرة أشير إلى نفسي وأقول "إيزابيلا، إيزا-بيلا". أملتُ أن تفهم أنني أحاول التعريف عن نفسي.
      
      نظرت المرأة الفضائية إلي بفضول وحاولت تقليدي، قائلة "إيزا" لكنها عانت في نطق الجزء "بيلا". كررتها عدة مرات، وكنتُ أراها تحاول نطقها بشكل صحيح. أخيرًا، تمكنت من قول اسمي، على الرغم من أنه بدا مختلفًا قليلاً وأكثر خشونة مما اعتدت عليه. كان أشبه بـ "إي-سا-با-لا"، لكنني كنتُ سعيدة لأنها كانت تحاول التواصل معي!
      
      ابتسمتُ وأومأتُ، أحاول تشجيعها على الاستمرار. أشرتُ إليها وقلتُ "ما اسمكِ؟" أملتُ أن تفهم. نظرت إليّ بتفكير، وكنتُ أراها تحاول معالجة ما أقوله.
      
      أشارت المرأة الفضائية إلى نفسها وقالت اسمها، أكيرا بابتسامة لطيفة. حاولتُ تكرارها، قائلة "أخيرا"، لكنها عبست وأمالت رأسها، من الواضح أنها غير راضية عن نطقي. كدتُ أضحك من فكرة أنني أخطئ في نطق اسمها، لكنني حاولتُ مرة أخرى، هذه المرة قائلة "أكيرا" بعناية أكبر. أشرق وجهها بابتسامة راضية، ووضعت يدها على صدرها.
      
      تساءلتُ عما إذا كانت هذه لفتة ثقافية من نوع ما، لذا تبعتها، وضعتُ يدي على صدري. أومأت أكيرا، بدا أنها توافق على أفعالي. شعرتُ بارتياح يجتاحني - ربما يمكننا التواصل بعد كل شيء!
      
      "أكيرا،" قلتُ مرة أخرى، أحاول نطقها بشكل صحيح تمامًا. ابتسمت وأومأت، وشعرتُ وكأننا قد تبادلنا لحظة صغيرة من التفاهم. أشرتُ إلى نفسي مرة أخرى وقلتُ "إيزابيلا"، وكررتها لي، نطقها أكثر ثقة هذه المرة. وقفنا هناك للحظة، ننظر إلى بعضنا البعض، وشعرتُ وكأننا نحاول سد الفجوة بين عالمينا.
      
      

      زميل سكن الجامعة - رواية حب

      زميل سكن الجامعة

      2025, تريزا عبدالمسيح

      مراهقة

      مجانا

      لقت نفسها فجأة من غير مكان تعيش فيه قبل الجامعة بأيام قليلة. بعد بحث كتير ويأس، لقت إعلان عن أوضة شكلها مثالي في شقة كويسة. لما راحت تشوف المكان، اكتشفت إن صاحبه شاب هو نفسه اللي صادفته في موقف محرج في الجراج. رغم التردد والقلق الواضح بين الاتنين، خصوصاً من ناحيته بسبب تجارب قديمة. قرروا يجربوا يعيشوا زملاء سكن لعدم وجود خيارات أفضل، مع وجود تحفظات عند كل واحد فيهم.

      ريان

      شابة وطالبة جامعية بتدرس تمريض وعلم نفس. لقت نفسها فجأة من غير بيت قبل بداية الدراسة بكم يوم بسبب ظروف خارجة عن إرادتها. باين عليها بنت مسؤولة لكن نفسها في الاستقلال.

      إيثان

      الشاب صاحب الشقة اللي ريان لقت إعلان عن أوضة فيها. طالب في كلية التجارة وكابتن فريق الهوكي بتاع الجامعة. شكله جذاب لكن عنده تحفظات ومشاكل من علاقات سابقة، وكان بيدور على زميل سكن راجل.

      إيزابيل

      صاحبة ريان الانتيمة. هي السبب غير المقصود في الأزمة اللي ريان فيها حالياً بسبب غلطة في حجز الشقة الأولى. باين عليها طيبة ومحبة لكن يمكن مش خبرة أوي في أمور الحياة، وقدمت لرّيان حل مؤقت للسكن.
      تم نسخ الرابط
      زميل سكن الجامعة

      ريان:
      عمري ما كنت أتخيل إني هلاقي نفسي من غير بيت وأنا عندي واحد وعشرين سنة. بس بصراحة صاحب العمارة اللي طلع مش تمام وصاحبتي الانتيمة اللي مش بتعتمد عليها هما السبب، وده بالظبط اللي كان بيحصل.
      
      "قصدك إيه إن فيه مشكلة في عقد الإيجار بتاعنا يا إيز؟" سألت وأنا بلزق بسرعة باللصق آخر كرتونة من كراتين النقل عشان أقفلها. "إيه اللي حصل؟"
      
      بعد ما لقيت شغلانة صيفية (تدريب صيفي) في بلد الكلية بتاعتنا، إيزابيل كانت مسؤولة إنها تلاقي لنا مكان نأجره للسنة التالتة في الكلية. على حسب كلامها، كانت لقت المكان: شقة صغيرة وحلوة ومريحة أوضتين نوم في منطقة الكلية وبسعر معقول. كنا هنقابل صاحب العمارة ونمضي عقد الإيجار وناخد المفاتيح لما أوصل بكرة.
      
      "مش عارفة!" صرخت. "أعتقد إن صاحب العمارة لقى مستأجرين تانيين مستعدين يدفعوا أكتر. بما إننا ممضناش عقد الإيجار بإيدينا لسه، هو باعنا وسابنا في نص الطريق."
      
      الأحلام الوردية المفصلة اللي كنت بنيتها طول الصيف عن السنة اللي جاية دي اتبخرت. لا لا لا.
      
      كنا مخططين لكل حاجة؛ من أول إزاي هنديكور (نزين) الشقة (ستايل قديم بس شيك ومريح) لحد القواعد اللي هتحكم زيارات الصحاب الولاد الافتراضيين (يبياتوا عندنا يومين في الأسبوع بالكتير). كنت قريبة أوي من الحرية الحلوة بتاعت السكن برة الكلية لأول مرة.
      
      اتأففت بضيق. "الكلية هتبدأ كمان أقل من أسبوع. كان لازم بجد نمضي العقد ده من بدري."
      
      "هو قال إننا منقدرش نعمل كده غير لما ترجعي،" إيزابيل قالت. "حاجة ليها علاقة بالأوراق الرسمية لو عملناها إلكتروني (أونلاين)."
      
      هي نسيت تقول الأسباب دي في كلامنا اللي فات. ربنا يهديها، أنا بحب إيزابيل بس ساعات بتكون مش خبرة في الدنيا أوي.
      
      "ده، إممم، شكله مش تمام شوية يا إيز."
      
      "أظن كده، مش كده؟ وبصراحة كده، صاحب العمارة ده كان شكله ممكن يكون بتاع مشاكل. كان عمال يبص على صدري وهو بيفرجني على الشقة. غالباً فيه كاميرات مستخبية في كل حتة في الشقة دي كده كده،" قالت وهي بتفكر وسرحت بخيالها، وكانت بسرعة بتخترع نظرية مؤامرة مجنونة تانية من نظرياتها.
      
      وقفت وسيبت اللصق من إيدي. مابقاش فيه لازمة أستعجل وأخلص الشنط دلوقتي وأنا مابقاش عندي مكان أفضّي فيه الشنط. "يمكن عندك حق، بس دلوقتي مابقاش عندي مكان أنقل فيه بكرة. هعمل إيه؟ هتعملي إيه؟"
      
      "مممم..." قالت وهي مترددة. "خالتي وعمي قالوا إني ممكن أقعد هنا دلوقتي. بيت حمام السباحة بتاعهم ده تحفة."
      
      يا سلام. هي كان عندها خطة بديلة، لكن أنا لأ.
      
      كأنها سمعت أفكاري، زودت وقالت: "دي مجرد أوضة مفتوحة (استوديو). مفيش مكان كفاية لشخصين يعيشوا هنا فترة طويلة، بس ممكن تنامي على الكنبة دلوقتي (في الوقت الحالي). هتبقى حاجة مسلية. كأننا في سكن الكلية تاني (أيام السكن الجامعي من أول وجديد)."
      
      آه، تسلمي، متعة لا توصف. مفيش خصوصية، مفيش مساحة شخصية، ومفيش أوضة نوم تبقى بتاعتي. آه، كده تبقى فعلاً زي أيام السكن الجامعي. بدأت أشوف زي هالات كده قدام عيني، صداع نصفي بيستخبى في الضلمة عشان يهاجم. لازم ألاقي العلاج بتاعي قبل ما الصداع يزيد أوي.
      
      "شكراً يا إيز. ده هينفع دلوقتي." اتنهدت وأنا بدعك مناخيري من فوق (بين العينين).
      
      وأنا ببص على أوضة النوم الفاضية، كنت بعصر دماغي وبحاول أفتكر كنت حطيت البرشام بتاعي فين في الشنط. يمكن لسه في شنطة إيدي... أياً كان مكانها فين.
      
      نور الشمس كان داخل من الشباك على سريري بتاع زمان اللي مقاسه فردة ونص وتسريحة خشب بلوط، المنظر هو هو زي ما كان طول عمري فاكرة. حسيت بحنين كده للماضي وجع قلبي للحظات. غالباً دي كانت آخر صيف أقضيه في بيتنا. وللأسف، دلوقتي شنطي كلها جاهزة ومفيش مكان أروحه.
      
      "ممكن نبدأ ندور على مكان جديد في أسرع وقت ممكن، أوعدك. مين عارف، يمكن نلاقي مكان أحسن كمان. كل حاجة هتبقى تمام وهتتسهل،" قالت.
      
      حسيت من نبرة صوتها إنها كانت already زعلانة من نفسها وبتلوم نفسها على اللي حصل؛ هي من النوع اللي يفضل صاحي ومش بينام لأيام بسبب حاجة زي دي. وأنا مكنتش غضبانة منها، بس كنت زعلانة وخايبة الأمل إن شقتنا اللي كانت زي الحلم اتخدت مننا في ثانية. اختفت.
      
      "تمام. أنا متأكدة إنها هتبقى كويسة،" وافقت وأنا بُمثل إني مبسوطة. بصراحة، أنا مكنتش متأكدة خالص. وكان قدامي خمس أيام بس ألاقي فيهم مكان أسكن فيه قبل ما الدراسة تبدأ.
      بعد ما بلعت برشام الصداع النصفي بشوية شاي تقيل أوي، عملت لفة في الأوضة وبصيت كويس على أي حاجة يمكن كنت نسيتها. كل اللي اتبقى كان كام شماعة وحيدة في الدولاب الفاضي وكام كرتونة نقل قدامي.
      مكنتش عارفة أقرر إذا كان ده حزين ولا مريح لما عرفت إن كل حاجتي دخلت في كراتين قليلة أوي كده. أو يمكن مجرد حاجة مريحة وبس، دلوقتي وأنا خلاص هعيش في عربيتي.
      *
      دماغي كانت بتلف طول بقية بعد الضهر وأنا عمالة أحاول ألاقي حل بسرعة. قولت لنفسي إن الأمور هتتسهل. لازم تحصل كده. بس لسه معرفتش أقنع نفسي بالواقع ده لما قعدت على السفرة عشان آكل العشا، وده كان باين عليا.
      ريحة الجبنة السايحة والطماطم والريحان كانت بتوصلني وأنا بتسحب على الكرسي بتاعي اللي قصادها على السفرة.
       
       
       
       
       
      "ريان يا حبيبتي، مالك؟" ماما بصت في وشي كويس وهي بتناولني طبق من المكرونة بالبشاميل بتاعتها المشهورة. أخدت لنفسي قطعتين، ومعاهم حتة كبيرة أوي من عيش بالوم. قولت لنفسي في يوم من الأيام لازم أطبخ حلو زيها كده. أصلاً إني أطبخ أي حاجة خالص يمكن تكون بداية كويسة. "صداعك لسه تاعبك؟"
      أخدت قطمة من العيش بالوم ومضغتها ببطء عشان أكسب وقت. مكنتش عايزة أكدب عليها، بس الصراحة كمان مكنتش باينة فكرة كويسة. هي كانت بتبص عليا وأنا مترددة إذا كنت أقول لها الحقيقة كاملة وأقلقها على وضعي الحالي إني من غير بيت، ولا أقول لها نص الحقيقة.
      رديت وأنا بحاول أكون حذرة: "بس بظبط شوية تفاصيل سكن كده في آخر لحظة أنا وإيزابيل. النقل بيوتر وبيزهق، بس كده." تمام، يعني أنا كده كنت بكدب بس بطريقة إني مخبية جزء من الحقيقة، بس اخترت إني أتجاهل التفصيلة دي.
      
      ظهر خط كده بين حواجبها، فكّرني قد إيه هي كبرت في السن من ساعة ما مشيت رحت الكلية. كانت لسه جميلة، بس كنت بسأل نفسي إذا كانت عيشة لوحدها صعبة عليها أكتر مما كانت بتبين. مع إنها كانت بتصر إنها مبسوطة لوحدها، ساعات كنت بتمنى إن يكون فيه حد جنبها يونسها.
      
      كشّرت وخطوط القلق زادت. "إنتي عارفة، أنا بقلق عليكي وإنتي قاعدة في شقة لوحدك خالص. سكن الكلية هيبقى مكان أمان أكتر بكتير ليكي."
      
      ماما ربّتني لوحدها؛ عمري ما شفت أبويا. من ساعة ما وعيت على الدنيا، كنا دايماً أنا وهي بس. كنا قريبين أوي من بعض، وده في الأغلب كان حاجة كويسة. بس ده كمان كان معناه إن هي كانت بتميل إنها تقلق عليا زيادة عن اللزوم، وأنا كنت بموت وعايزة الاستقلالية الزيادة اللي سكن الكلية مش هيديهالي. حاجات زي مفيش مواعيد رجوع متأخرة ومفيش قواعد صعبة عن مين ممكن يبيات معانا.
      
      أنا بصراحة مكنتش عايزة أبقى مش مسؤولة (أتهور)، أنا بس كنت عايزة يكون متاح ليا الاختيار ده.
      
      "مش هبقى لوحدي يا ماما، هبقى مع إيز." ماما كانت بتحب إيزابيل؛ أغلب الناس كانوا بيحبوها.
      
      "عارفة، بس إنتوا الاتنين لسه صغيرين أوي إنكم تبقوا لوحدكم كده،" قالت وهي قلقانة وبتشك حتة خس من سلطة السيزر بالشوكة بتاعتها.
      
      "إنتي مكنتيش أكبر بكتير لما خلفتيني،" قولت لها. "أنا حتى معنديش بيبي أقلق عليه. أنا هبقى كويسة."
      على الأقل، هبقى كويسة أول ما أحل مشكلة السكن دي وألاقي مكان أسكن فيه.
      
      مشيت الصبح تاني يوم بعد كذا حضن كده مليان دموع ووعود إني أتصل أول ما أوصل. للأسف، السواقة لحد الكلية تاني كانت طويلة ومملة ومليانة غيطان درة ملهاش آخر. سمعت برامج صوتية، كتب صوتية، الراديو وقايم التشغيل بتاعتي، بس الوقت كان بيعدي ببطء أوي برضه. بعد ست ساعات طوال، وصلت بالعربية لحد القصر الكبير بتاع خال وعم إيزابيل اللي على طراز تيودور وركنت على جنب. فتحت شنطة العربية، ونزلت نطّيت من العربية بسرعة وأنا عايزة أخلص من القفص المعدني بتاعي ده (العربية).
      
      "ريان!" إيزابيل صرخت بصوت عالي ومتحمس. شعرها الأشقر العسلي كان طاير في كل حتة وهي بتجري عليا عشان تحضني حضن دافي بريحة ورد. "وحشتيني أوي!"
      رديت عليها الحضن، وإحساس الراحة بتاع الصداقة الحلوة غمرني. "إنتي كمان وحشتيني يا إيز." بعدنا عن بعض وشاورت على العربية براسي. "ممكن تساعديني في الكراتين دي؟ عايزة أشوف المكان الفخم ده."
      
      "ممكن أساعدك،" قالت. "بس بعد كده لازم أروح بسرعة على محطة الراديو لكام ساعة كده."
      
      "آه، أنا كنت فاكرة إنك قلتي إمبارح كان آخر يوم في التدريب بتاعك."
      
      "وأنا كمان كنت فاكرة كده." عملت وش كده. "بعد كده ماندي جتلها نزلة معوية ودلوقتي ناقصهم مساعدين إنتاج. أنا محتاجة منهم توصية كويسة عشان كده مقدرتش أسيبهم كده. المفروض أخلص على نص الليل تقريباً. ممكن نقعد ونتكلم بعدين لو لسه صاحية."
      
      في الوقت اللي طلاب الكلية كانوا بيبقوا سهرانين طول الليل تقريباً، أنا كنت بصحى بدري أوي بطبعي. حتى لما كنت بسهر لوقت متأخر، كنت بلاقي نفسي بصحى مع شروق الشمس، مهما حاولت أرجع أنام تاني. ده كان كويس في أيام الأسبوع؛ بس أقل في إجازة آخر الأسبوع.
      
      "طب، خلينا نشوف هعمل إيه في موضوع إني ألاقي مكان،" قولت. "يمكن أفضل سهرانة طول الليل أدور."
      
      إيزابيل عملت لي بإيديها (كأنها بتقول متقلقيش). "يا عم متقلقيش. ممكن تقعدي هنا براحتك خالص على قد ما تحتاجي." حاجة كويسة منها إنها قالت كده، بس غالباً مش هتفضل كده بعد كام أسبوع من إننا نشارك حمام واحد.
      
      بسرعة دخلنا الكراتين، ورصينا أغلبهم على جنب جنب الدولاب اللي عند المدخل. إيزابيل كان عندها حق: بيت حمام السباحة كان تحفة. مكانه في الجنينة الخضرا الكبيرة بتاعت الفيلا، كان متشطب كله تشطيبات فخمة أوي. بلاط رخام، أسطح رخام كوارتز رمادي، أرضيات خشب بلوط أبيض شكله قديم أو معتّق. كان شكله كإنه طالع من مجلة ديكورات بيوت.
      
      المكان المثالي لوحدة عايشة لوحدها - لواحدة بس. استوديو مفتوح، أوضة النوم ومكان القعدة كانوا حاجة واحدة. ده خلى المكان ضيق وكنت شاكة إننا هنفضل بنتخبط في بعض طول الوقت. لحسن الحظ، ولا واحدة فينا بتشخّر. بصراحة، ساعات إيزابيل كانت بتشخّر. عمري ما كان عندي قلب أقول لها كده عشان كانت هتتحرج جداً، بس على الأقل مكنش صوت الشخير عالي.
      
      شغّلت جهاز ماك بوك الدهبي بتاع إيزابيل وبدأت أدور بجنون على الإنترنت على أماكن متاحة للإيجار. ده كان في أواخر شهر تمانية، والفرص كانت قليلة أوي بما إن أغلب الناس كانوا Already ظبطوا أمور سكنهم لحد دلوقتي. لحد وقت قريب، كنت فاكرة إني أنا كمان من الناس دي.
      
      إيجار شقق لينا إحنا الاتنين كانت حاجة مستحيلة من البداية. تقريباً كل حاجة كانت متأجرة، وأي حاجة كانت موجودة كانت ضعف الفلوس اللي نقدر ندفعها. إيزابيل كانت دورت شوية برضه، بس لحد دلوقتي محالفناش الحظ إننا نلاقي مكان نشاركه سوا أو مكان ليا لوحدي.
      
      صحباتي التانيين القريبين مني برضه مفيش منهم فايدة. هانا لسه ناقلة تعيش مع صاحبها سام، وآفا كانت مشاركة في بيت أصلاً ضيق تلات أوض نوم مع 3 بنات تانيين، وده مكنش أحسن بكتير من وضعي مع إيزابيل. كان ممكن أتواصل مع كام بنت تانية من دفعتي في التمريض، بس من غير أي معلومات أكيدة (من غير أي حاجة توصلني لحل)، هكون كإني ماسكة في الهوا (بحاول في الفاضي).
      
      إني مبقاش عندي مكان أقول عليه بيتي كان حاجة مقلقة ومزعجة؛ كنت قلقانة وعايزة أنقل وأفضّي شنطي بسرعة. دلوقتي، هحتاج بس الحاجات الأساسية أوي في شنطة السفر بتاعتي. كان ممكن ألجأ لسكن الكلية وأسلم أمري لظروفه، بس مكنتش متأكدة إذا كنت هستحمل سنة تانية من أكل السكن الجامعي أو قواعد السكن الجامعي. أو زميلة سكن تانية يختاروها لي. ده كان آخر حل ممكن أفكر فيه (حاجة مستحيلة تقريباً).
      
      وأنا قاعدة مفرودة على الكنبة اللي عاملة سرير مؤقت، كنت بقلّب في إعلانات الكلية المبوبة، وبعمل دايرة على إعلانات 'مطلوب زميل سكن' بالقلم الجاف الموف اللامع بتاعي. بما إن الكلية كانت بتراجع الإعلانات دي وتتأكد منها عشان تتأكد إن الطلاب المسجلين بس هما اللي ينزلوا إعلانات، ده بان إنه أكتر طريقة أمان (أنسب طريقة أمشي فيها).
      
      
      
      
      
      
      
      بس زي ما كنت متوقعة، محالفنيش الحظ أوي. لما اتصلت بكام واحد كده كانوا باينين كويسين، طلعوا خلاص اتملوا. على الوضع ده، كنت متأكدة إني هلزق في بيت حمام السباحة ده للأبد. كنت خلاص هقفل جهاز ماك بوك عشان أتفرج على أي برنامج واقعي كده أنسى بيه همومي لما لاحظت إعلان جديد تحت خالص في آخر الصفحة.
      
      أوضة للإيجار في شقة واسعة (كوندو) أوضتين نوم على طراز اللوفت. حمام خاص بيا. واسعة، هادية، ونضيفة. موقع ممتاز قريبة من كلية برودر مشي. ممنوع التدخين، مطلوب طالبة جامعية ناضجة.
      
      كانت باينة مثالية أوي، عشان كده غالباً كانت خلاص اتملت زي الإعلانات التانية. بس لسه تستاهل إني أجرب. بعتت رسالة على الرقم اللي كان في الإعلان.
      
      "إزيك، أوضة الإيجار دي لسه موجودة؟ لو كده، أحب آجي أشوفها. قوليلي إيه الوقت المناسب ليكي. - ريان."
      
      كتمت نفسي، مستنية الرد بفارغ الصبر. دي كانت فرصتي الأخيرة. يا دي يا إما سكن الكلية. لقيت إن التبصيص في الموبايل مش بيفيد، عشان كده قررت أعمل كوباية شاي ألهي نفسي بيها. وأنا بملى براد الشاي في مطبخ إيزابيل، الموبايل بتاعي رن (بصوت رسالة). جريت بسرعة تاني على أوضة المعيشة، وأنا مجهزة نفسي لخيبة أمل أكيدة.
      
      "لسه موجودة. الإيجار بـ 500 دولار في الشهر. العنوان: 2550 شارع أوبرن، وحدة 605. الساعة 7 بليل النهاردة؟"
      
      يا سلام! 500 دولار في الشهر لمكاني الخاص بيا وحمامي لوحدي هيبقى صفقة ممتازة. أكيد فيه حاجة غلط؛ حالة تانية لحاجة أحلى من إنها تكون حقيقة، غالباً. المكان غالباً كان مليان نمل أو حاجة. بس في اللحظة دي، كان يستاهل إني أجرب. هخسر إيه؟
      
      
      
      
      
      
      ريان
      
      الواجهة (الخارجية) المصنوعة من الإزاز والحديد لعمارة شقق حديثة ومذهلة مش عالية أوي كانت بتلمع قدامي في نور شمس المغرب اللي كان بيقل. كانت الساعة قبل سبعة بالظبط وكنت راكنة في الشارع، متأكدة إني أكيد غلطانة.
      
      مش ممكن يكون ده صح، صح؟ استغربت وبصيت تاني، بصيت على العنوان تاني: 2550 شارع أوبرن. دي كانت العمارة اللي أنا وإيزابيل كنا بنعدي عليها بالعربية واحنا رايحين اليوجا. كنا دايماً بنحلم نسكن فيها، بس الشقق اللي بتتأجر كانت ملك لأصحاب خاصين وكانت دايماً أغلى بكتير من اللي نقدر ندفعه. بناءً على شكل العمارة، المكان نفسه كان أكيد ينفع أعيش فيه. بصراحة، أكتر من مجرد ينفع أعيش فيه، بما إن ده مجمع شقق فاخر.
      
      علامة استفهام واحدة بس اللي كانت فاضلة: زميل السكن. بعد ما عشت في سكن الكلية سنتين، مكنتش غريبة عليا موضوع زملاء السكن الوحشين؛ أنا وإيزابيل اتقابلنا لما كانوا حاطينا سوا في أوضة سكن جامعي فيها 4 بنات في أول سنة في الكلية، واللي كانت معاها بنت تانية سرقت هدومي، ولبستها قدامي، وبعد كده كدبت في وشي بخصوص الموضوع ده. كان موقف صعب، والكلية رفضت تعمل أي حاجة بخصوصه.
      
      على الأقل في الموقف ده، أنا اللي كنت بتحكّم في مين هعيش معاه، بدل الإدارة بتاعة سكن الكلية اللي ملهاش وشوش واللي ماشية بالنظام المعقد ده.
      
      نزلت بالراحة على المطلع بتاع الدخول ولفيت جوه الجراج اللي تحت الأرض، وأنا بحاول أشوف بصعوبة في النور الخافت وأنا بدور على مكان فاضي أركن فيه. أغلب الأماكن كانت مترقمة عشان تبقى تبع شقق الكوندو بتاعتها، واللي مكنتش مترقمة كانت Already متقفلة بعربيات تانية. كنت بكره الجراجات اللي تحت الأرض دي؛ كانوا دايماً بيخلوني أحس بإني مخنوقة. كل ما أركن وأطلع فوق أسرع، كل ما كان أحسن.
      
      وأنا بلف الكورنر، ظهر مكان فاضي لوحده قدامي على اليمين. كنت لسه يا دوبك شغّلت إشارة العربية لما عربية نقل (بيك أب) جديدة موديل حديث لونها أبيض وبتلمع جاية من الناحية التانية، دخلت بسرعة أوي وأخدت المكان قبل حتى ما أرمش بعيني. ضربت كلاكس العربية على السواق، اللي يا دوبك طلع إيده من الشباك وعمل لي بإيده. مستفز!
      
      ركن ونزل من عربية النقل وجري ومشي بسرعة. لازم أعترف، إنه كان حيوان جذاب. جسمه رياضي، بكتف عريض وطويل كده؛ أنا نقطة ضعفي الرجالة الطوال. يا خسارة إن ده بالذات عمل فيا المقلب ده بخصوص مكان الركن ده، وخلاّني أتأخر على مقابلتي. كنت بتمنى إن تأخيري ده ميلبسنيش لزميل السكن اللي ممكن أعيش معاه. لو الموضوع ده مبقاش نصيب، مكنش عندي أي اختيارات تانية.
      
      إيثان
      
      جرس باب الشقة (الكوندو) رن بعد الساعة سبعة بكام دقيقة، وده خلاني أعرف إن الراجل اللي بعت رسالة بخصوص الإعلان وصل. فتحت له الباب (من تحت بالزرار)، ولاحظت إن الالتزام بالمواعيد مش نقطة قوته. دي أول حاجة تتحسب عليه Already.
      
      كان جالي كام استفسار بخصوص الأوضة الزيادة اللي عايز أأجرها، بس لحد دلوقتي ملاقتش حد أكون مستعد أعيش معاه. مكنتش مستعجل. بصراحة كده، مكنتش محتاج حد يساعدني في تكاليف القسط بتاع الشقة، عشان كده كان ممكن أختار براحتي. وكنت لازم أكون انتقائي، بعد اللي حصل مع آخر زميل سكن كان معايا.
      
      بعد لحظات، حد خبط على الباب. مشيت لحد الباب، أخدت نفس عميق، ودعيت. يا رب ميطلعش راجل كبير في السن أصلع وغريب الأطوار لابس تي شيرت عليه جارفيلد زي المرة اللي فاتت. مع إنه يمكن كان بياخد دروس أو كورسات في الكلية، مكنش ده اللي في بالي لما كتبت 'طالب جامعي' في الإعلان.
      
      على الناحية التانية من الباب، لقيت عكس اللي توقعته بالظبط؛ كانت فيه بنت حلوة بشعر بني وقوام ممشوق واقفة قدامي، لابسة بنطلون جينز مقطع وتي شيرت أبيض ضيق. نفس البنت اللي شعرها بني اللي أنا لسه يا دوبك خطفت منها مكان الركن في الجراج اللي تحت الأرض. إيه ده؟!
      
      استغربت للحظة، وحاولت ألاقي أي حاجة أقولها بسرعة. "إنتي؟"
      
      "إنت!" ضيّقت عينيها البني اللي زي عينين الغزال كده.
      
      "إنتي هنا عشان أنا خطفت مكان الركن بتاعك؟" كنت بحاول أكتم ابتسامة محرجة بدأت تظهر على وشي.
      
      "لأ، أنا هنا بخصوص إعلان زميل السكن." بصت عليا كإني اتجننت. "بس ليه عملت كده أصلاً؟ إنت مش عندك مكان ركن محجوز بتاعك؟"
      
      بصراحة، دلوقتي حسيت إني وحش.
      رفعت كتفي. بصراحة معنديش حجة. كنت مستعجل ومتأخر. كان أقرب للأسانسير من مكان الركن المخصص للشقة بتاعتي.
      "آسف على اللي حصل. كنت فاكر إني هتأخر على المقابلة دي. إنتي ريان؟" لو كده، تبقى أحلى واحدة اسمها ريان شفتها في حياتي.
      هزّت راسها بـ "آه". "أيوه. ريان وينترز."
      "إنتي هنا... بخصوص إعلان أوضة الإيجار؟" سألت وأنا لسه مش فاهم إيه اللي بيحصل.
      هزّت راسها تاني وهي بتبص لي بصة غريبة. "أيوه."
      هو أكسل ده بيعمل فيا مقلب غريب؟ دي مش أول مرة يعمل كده، وحاجة زي دي كانت أسلوبه. زي مرة ما بدّل خوذة الهوكي البيضة بتاعتي بخوذة لونها بمبي فاتح قبل واحدة من أهم المباريات بتاعت السنة. هو كان فاكر إن ده يضحّك؛ الفريق التاني كان فاكر إنها حاجة تموت من الضحك.
      وضحت كلامي: "إنتي عايزة تسكني... هنا؟"
      "إيه ده، تحقيق؟" ضحكت، وهي بتزود كلامها بضيق: "هتخليني أدخل ولا إيه؟"
      مكنتش فاهم إيه اللي بيحصل، بس مكنتش عايز أبقى مش مرحب بيها، عشان كده قررت أمشي مع الموضوع ووريّتها الشقة. بدأنا بأوضة النوم الزيادة والحمام اللي فوق، وخلصنا في الدور الرئيسي اللي فيه المطبخ، أوضة المعيشة، والمكتب.
      
      "أوه، أنا حبيت المطبخ أوي." بصت عليه لفة كده بسرعة وهي بتهز راسها بموافقة. "إحساس صناعي أوي."
      
      "شكراً." كنت فخور بكده عشان أنا اللي اخترت أسطح المطبخ اللي من الخرسانة والدواليب الحديثة اللي بتلمع لما اشتريت الشقة وهي لسه تحت الإنشاء. أنا مبعرفش أعمل ديكورات خالص، بس كنت فاكر إني عملت شغل كويس في أساسيات المكان نفسها.
      
      "هي كبيرة أوي، مش كده؟" هي أكيد كانت قصدها على الشقة، بس كنت عايز أوي أعمل إفيه بايخ عن الحجم. مسكت نفسي، وأنا بهني نفسي في سري إني قدرت أمسك نفسي بالدرجة دي. مكنتش عايز أبقى شكلي مريب من الأول، حتى لو كنت فاكر إن الإفيه بتاعي كان جامد أوي.
      
      "مقاسها كويس. حوالي 1100 قدم مربع." رجعنا تاني لأوضة المعيشة الكبيرة، وقفنا كده من غير ما نتحرك كتير بما إن ولا واحد فينا كان عارف بالظبط إيه اللي المفروض نعمله بعد كده. "إيه الأخبار، تشربي حاجة؟ ممكن نقعد نتكلم شوية."
      
      رفعت كتفها. "آه، تمام، حلو."
      
      قعدت جنبها على الكنبة الكبيرة اللي لونها رمادي غامق في أوضة المعيشة بتاعتي، فتحت علبتين مياه فوارة بالليمون وناولتها واحدة.
      مدّت إيدها الناعمة ومتقلمة ضوافرها كويس عشان تاخدها. "مياه فوارة، مممم؟ كنت فاكراك بتحب البيرة."
      
      "ساعات. بس أنا محافظ على أكل صحي ونظام غذائي صارم بشكل عام عشان التدريب بتاعي،" وضحت لها. هزّت راسها كده من غير ما تكون فاهمة أوي، كأنها مش عارفة أنا بتكلم عن إيه بس مش عايزة تقول إنها مش فاهمة.
      
      "المهم... يا ريان. لازم أعترف، كنت متوقع إن اللي جاي راجل. إيه الحكاية ورا اسمك؟"
      
      "بصراحة كده، هو يعتبر اسم ينفع للولاد والبنات." ابتسمت ابتسامة ساخرة. "ماما ناشطة حقوق المرأة أوي. كانت فاكرة إن ده هيديني ميزة لما أقدم السير الذاتية بتاعتي في سوق العمل. حاجة ليها علاقة بدراسات أثبتت إن الستات فرصتهم أقل إنهم يجيلهم مقابلات شغل."
      
      غريب! بس مقدرتش أقول كده من غير ما أضايقها. بدل ما أقول كده، هزّيت راسي بس. "مممم. أعتقد ده منطقي."
      
      "ما عدا إن، قررت أطلع ممرضة. واللي هي تقريباً أكتر مجال بتشتغل فيه ستات كده كده."
      
      
      
      
      
      "إنتي في كلية التمريض؟" سؤال غبي يا إيثان. ما هي لسه قايلة كده. موضوع إنها ممرضة ده كان فيه حاجة جذابة شوية. استنى، الجاذبية دي حاجة وحشة. الجاذبية دي مش لزملاء السكن. بطل كده.
      "أنا بصراحة عاملة تخصص مزدوج، والتخصص التاني بتاعي علم نفس." شبّكت رجليها وعدّلت قعدتها. "هي مجرد كام مادة زيادة. وإنت إيه نظامك، بتدرس إيه؟"
      
      آه، كده فهمت ليه مشوفتهاش قبل كده. مباني التمريض والعلوم الاجتماعية كانوا في الناحية التانية خالص من الجامعة عن كلية التجارة. بس التخصص المزدوج ده حاجة مبهرة بصراحة؛ كانت باينة ذكية. دي كمان حاجة جذابة. يا نهار أسود.
      "إدارة أعمال وتخصصي تمويل."
      
      هزّت راسها وهي بتفكر، وهي بتبص عليا من فوق لتحت. "آه، شكلك كده فعلاً."
      حطيت إيدي على صدري وعملت نفسي إني متضايق. "وإيه معنى الكلام ده بقى؟"
      
      "أوه، مفيش حاجة وحشة. إنت بس عندك مكان حلو، ولابس كويس، لايق عليك. بس كده،" قالت.
      أخدت بالي كده في سري إن البنطلون الجينز الجديد اللي شكله قديم اللي كنت لابسه كان عاجبها. بعد كده لمت نفسي إني اهتميت بالموضوع ده. أنا مش هنا عشان أعاكسها، أنا هنا عشان ألاقي حد يسكن معايا. ومكنتش متأكد إحنا الاتنين موقفنا إيه من الموضوع ده.
      
      "يمكن المفروض أقول إني بسافر كتير بسبب الهوكي،" قولت. "عندنا تمرينات كتير متأخرة بالليل ومباريات برة المدينة."
      "أوه. تمام." هزّت راسها وكأنها موافقة، وملامح وشها عادية.
      
      ده كان أكتر رد فعل بارد شفته في حياتي كلها. بجد؟ في كليتنا الصغيرة دي اللي مهتمة بالرياضة أوي، الهوكي ده حاجة كبيرة أوي. أغلب الناس في الجامعة كانوا عارفين الفريق - وعارفيني أنا كمان.
      
      "أنا الكابتن،" زودت، مستنيها تربط الأحداث ببعضها. بعد كده استغربت ليه بحاول أبهرها أوي كده. الموضوع كان باين مقلوب - زميل السكن اللي ممكن يعيش معايا هو اللي المفروض يحاول يبهرني - بس مقدرتش أتحكم في نفسي.
      
      "آه." فضلت زي ما هي مش متأثرة. يا إما هي ممثلة شاطرة أوي ومقنعة، يا إما هي فعلاً متعرفش أنا مين خالص. "بقول إيه؟ الأوضة لسه متاحة؟"
      
      "لسه عايزة الأوضة؟" سألت. "حتى لو أنا..."
      
      "راجل؟" ريان كملت كلامي.
      
      "آه، يعني." أبويا غالباً كان هيجيله سكتة لو عرف إني عايش مع بنت. بس قولت في بالي إن دي حاجة كويسة تتحسب لي، مع الأخذ في الاعتبار كل حاجة.
      
      "مش بيفرق معايا." رفعت حاجبها. "هو بيضايقك إنت؟ إنت معترض على إنك تعيش مع ممرضات؟ ولا بنات؟"
      هي كانت بتقصد إن إني مقدرش أستحمل أعيش مع بنت؟ كانت باين عليها كده قوية شخصية شوية. أنا نوعاً ما عجبني الموضوع ده. ده ممكن يخلي الأمور مسلية.
      
      "أنا كان عندي زميلة سكن بنت قبل كده، وكانت الأمور كويسة. الموضوع مش كبير." بصراحة، كانت بنت عمي/خالي الكبيرة اسمها صوفي. بس برضه تتحسب.
      
      "أوه، الحمد لله." ريان طلعت نفس براحة كده، وهي بترمي نفسها على الكنبة تاني. "ده كان آخر حل ممكن ألجأ له."
      بصراحة، ده مكنش باين تزكية قوية أوي.
      
      خلصت آخر بق في شربها، وهي بتقوم تقف تاني. "لازم أمشي، لسه عندي غسيل كتير أوي لازم أعمله في البيت. إحم، قصدي عند إيزابيل. المكان اللي قاعدة فيه دلوقتي." عينيها بصت عليا بسرعة كده وبقلق واترددت للحظة قبل ما تتكلم. ريان شاورت علينا إحنا الاتنين. "الموضوع ده مش هيبقى غريب... صح؟"
      
      "الموضوع مش هيبقى غريب غير لو إحنا اللي خليناه غريب." مشيت معاها لحد باب الشقة الرئيسي، وأنا محافظ على ملامح وشي عادية وبحاول أوصل إحساس إني شخص ناضج وعصري.
      
      "بالظبط كده،" قالت. "وإحنا مش هنخلي الموضوع غريب."
      
      "ابعتي لي رسالة بكرة ونشوف التفاصيل."
      
      "تمام." وهي بتسلم بإيديها، لفت بسرعة حوالين نفسها ومشيت في الطرقة.
      
      قفلت الباب وراها، ودماغي كانت بتلف. كنت مبسوط إني قابلتها؛ يمكن مبسوط زيادة عن اللزوم. يمكن دي تكون غلطة. بعد ما بقالي 9 شهور لوحدي وبيزيدوا، الحياة كانت سهلة وبسيطة، ومعنديش أي رغبة أبوظ الموضوع ده. مبدئي كان مفيش علاقات عابرة، مفيش خروجات، مفيش دراما، ومفيش وجع قلب. بعد ما الأمور باظت شوية الربيع اللي فات، رجعت سيطرت على حياتي تاني؛ كنت مكسّر الدنيا في الهوكي وكنت دايماً من الأوائل في الكلية. كانت الحياة مملة شوية، وساعات كانت وحيدة كمان، بس لسه أفضل من مرجيحة المشاعر. عرفت ده من تجربتي. مقدرش أستحمل اللي حصل السنة اللي فاتت يتكرر تاني.
      
      قعدت أفكر في اختياراتي: إني أجازف وأعيش معاها ولا أفضل في عزلتي اللي فرضتها على نفسي. إني أرجع البيت والشقة فاضية كان ساعات بيجيب لي اكتئاب بصراحة، وزميل السكن ممكن يحل المشكلة دي من غير تعقيدات أي علاقة.
      
      هي تفرق في إيه يعني لو هي كانت جذابة؟ ما هو ده كان حال بنات كتير اللي أنا رفضتهم الكام شهر اللي فاتوا دول؛ مفيش أي سبب يخلي الموضوع ده مختلف. ممكن نكون بمنتهى البساطة زميلين سكن ناضجين وبس.
      
      

      Pages

      authorX

      مؤلفون تلقائي

      نظام شراء