موصى به لك

الأقسام

الأفضل شهريًا

    الأعلى تقييمًا

      فقدان في غابة - الفصل الأول

      فقدان في غابة

      2025, شذى حماد

      خيال علمي

      مجانا

      شاب يخلق بوابة لعالم ثاني بعد ما لگى معلومات سرية. يروح هو وأصدقائه لهذا العالم المليان كائنات حيوانية، و تنقلب رحلتهم لمغامرة خطرة من ينلزم واحد منهم. يحاولون يرجعونه بكل شجاعة رغم كل الصعاب اللي تواجههم، ويواجهون عالم غريب ممكن يكون بيه سحر ومخاطر هواي. روايه خيال علمي

      ماث

      هو أول من يدخل البوابة للعالم الثاني وينلزم من قبل الكائنات الحيوانية، مما يدفع أصدقاءه لرحلة إنقاذه.

      بات

      ينضم للمجموعة في النهاية للمساعدة في إنقاذ ماث. هو شخصية تمثل الجانب الحذر بالمجموعة.

      آيزاك

      صياد خبير وواقعي. يمتلك معرفة جيدة بالأسلحة والتخييم، وهو عملي ومسؤول في التخطيط لعملية الإنقاذ وتوفير المستلزمات.
      تم نسخ الرابط
      فقدان في غابة

      "بس كولّي شنو السالفة،" هيچ حچه ماث وهو يتنهد ع التليفون.
      "لا، لازم تشوف بنفسك،" رديت عليه.
      ما چنت أريد أكشف اللي سويته بالتليفون، ردت أصدقائي يشوفوه گدام عينهم.
      "زين، راح ألمّ الكل ونجي لبيتك قريبا،" كال ماث بنبرة شوي متضايقة.
      "تمام، أشوفك،" رديت بفرحة.
      "أشوفك."
      سد الخط، فبقى بس أنتظر هو والبقية. وأنا أنتظر، رجعت للكراج وين چانت الجهاز اللي سويته. چان ممكن أخفيه بمكان ثاني، بس بما أنو أهلي راح يبقون بكوخ چم يوم، فما چنت قلق أكون مسترخي شوية بمشروعي.
      لزمت الجهاز من الكاونتر اللي عفته عليه وبديت أفحص شگد باقي بيه طاقة وإذا الأزرار تشتغل لو لا. ما ردت تصير مشكلة من أراويه لأصدقائي. بعد ما تأكدت كلشي يشتغل تمام، حطيت الجهاز بصفحة وگعدت.
      باوعت حوالي بالكراج المكيف وأنا أنتظر أصدقائي. كلشي چان نظيف ومنظم كالعادة، چنت أحاول أحافظ على كلشي بأحسن حالة ممكنة لمن أسوي شغلات ثانية مثل صناعة سكاكين وفؤوس من أي خردة معدنية أگدر أحصل عليها.
      مرت الدقايق لمن سمعت جرس الباب. گمت وطلعت من الكراج حتى أفتح الباب. فتحته وشفت كل أصدقائي الثلاثة ينتظروني.
      "شنو المفاجأة اللي عندك النا؟" سأل صديقي آيزاك.
      "تعالوا شوفوا بنفسكم،" گلت وأنا أگودهم للكراج.
      "أتمنى تكون مخدرات،" گال ماث يمزح.
      دخلنا للكراج ولزمت الجهاز. رفعته لأصدقائي وواحد منهم، بات، تنهد.
      "يا أخي، چنت دا أتفرج مسلسل وتجيبني لهنا على بوم بوكس مكبر؟" كال بخيبة أمل.
      "يا نوع بوم بوكس شفته بيه نتوءات طالعة من الصفاح؟" سألت.
      "ما أدري يا أخي. منين جبته هذا أصلا؟"
      ابتسمت وسألت، "تتذكر شلون ذاك المختبر يم إدمونتون احترگ بسبب واحد من الموظفين؟"
      "أي، الموظف تخبّل وحرگ الدنيا وهذا سبب انفجارات وهالشي،" رد آيزاك.
      "أي، صحيح. المهم، چنت ببيت أبويه قبل ما يبدي الصيف بشوية، وبما أنو بيته قريب من مكان المختبر المحترگ، تسللت بالليل أباوع. لگيت چم شغلة مو كلش متضررة مثل بطل مي، أدوات، قطع، وشغلات ثانية ما لفتت انتباهي هواي. وذاك الوقت لگيت خزنة بالحايط بيها ثقب من الجانب."
      "يا غبي حط هالماكينة بخزنة حايط؟" سأل ماث.
      "هاي ما چانت بالخزنة اللي بالحايط،" وضحت. "الخزنة اللي بالحايط چانت بيها فلوس محروقة وفلوس سليمة، وهاي الفلاشة اللي جبتها للبيت. الفلاشة چانت بيها معلومات عن تجارب، خرائط، وشغلات هواي تتعلق بهذا الجهاز."
      "يعني أنت تعبت وسويته، هسة فهمت؟" سأل بات.
      "أي، استخدمت الأدوات والأجزاء السليمة اللي لگيتها بالمختبر المحترگ حتى أبدي أبني الجهاز. ورا فترة، أخيرا سويت هذا اللي يشتغل مثل ما أريد." وضحت. "من شغلته فعلا-"
      "أي، تمام، كيفك." قاطع بات. "بس راوينا شنو يسوي."
      باوعت عالجهاز وگلت، "تمام، ماشي."
      
      شغلته وكتبت كلمة سر. دست زر التشغيل وحطيته عالگاع. كل الأضواء بدت تضوي و٣ نتوءات بالوسط بدت تفتّر. بعدين الموسيقى بدت تطلع منه بوضوح.
      "أعتقد هو صدگ بوم بوكس،" ماث گال يمزح.
      تنهدت وگلت، "لا، بداية التشغيل مجرد صوت طنين مزعج، فشبكت أغنية 'As I was going to St. Clair' بيه. الكلمات تتزامن ويا الجهاز وهو يشتغل."
      النتوءات بدت تدور أسرع وأسرع ويا ومضات كهربائية صغيرة. أصدقائي رجعوا ليورا بينما أنا بقيت هادئ. شعاع أسود صغير بدأ يتكون فوقه ويكبر. لمن وصلت الأغنية لكلمة 'She said'، الشعاع أخيراً توقف عن النمو وانتهت البوابة أخيراً. كل اللي بقى هو فراغ أسود بحجم باب ويا صورة شفافة لغابة بي.
      "أنا إله، والعباس!" صرخت بفرح.
      "شنو هذا اللعين؟" بات سأل بقلق.
      "هاي بوابة،" جاوبت.
      "شلون تشتغل؟"
      "ما أدري. أنا ما سويت العلم اللي وراها، أنا بس سرقتها من مختبر عشوائي."
      "تتوقع أحد ثاني عنده جهاز خاص بي من المختبر اللي احترگ؟" سأل آيزاك.
      "أشك بهذا بشدة. قضيت وقت طويل أدور أخبار تتعلق بالمختبر، والموظف اللي طلع عن السيطرة حذف كل المعلومات اللي چان حافظها والنار والانفجارات دمرت كلشي ثاني. الفلاشة اللي لگيتها بصعوبة نجت وچانت بخزنة قوية. راح أجاوب على أسئلة أكثر عن هذا الشي بعدين. منو يريد يطب بيها أول شي؟"
      الكل باوعوا على بعض. بعد چم ثانية من الصمت، كال ماث، "يلا، إذا راح أموت، أفضل أموت بهاي البوابة على ما أموت من كبر السن."
      مشى باتجاهها وتوقف لثانية. نكزها بإصبعه وما صار شي غير أنها اختفت داخل الفراغ. أخيراً خطى خطوة خلالها، واختفى داخل الفراغ.
      مرت چم ثانية قبل ما البوابة بدت تنتفخ شوية وماث رجع للعالم الحقيقي.
      "يا ويلي، هذا شي مو معقول ابد." كال بحماس.
      "شلون چان؟" سأل بات.
      "تعالوا شوفوا، شي يجنن،" كال ماث قبل ما يرجع يطب بالبوابة.
      آيزاك لحگ ورا هو وبات. أنا چنت آخر واحد مشيت للبوابة. چنت لازم أجيب الجهاز وياي، ولمن أطفيه، راح يكون عندي بس چم ثانية قبل ما يختفي بالعالم الحقيقي.
      بسرعة طفيته وعلگته على چتفي مثل الجنطة وخطيت خلال البوابة. عيني صارت سودة وجسمي حسيت بيه كلش خفيف ودا أوگع. بعد چم ثانية رجع نظري طبيعي و چنت أدخل غابة حيوية مليانة حياة.
      الأشجار، سواء كانت نفضية أو صنوبرية، چانت تبدو أخضر وأقل خشونة من العالم الحقيقي. معظمها چانت أطول وأعرض من المعتاد. الأرض چانت أنظف هواي لأنو چان اكو أوراق ميتة وأغصان وأشجار ميتة أقل هواي منتشرة عالگاع. الشمس چانت تشرق، ف الضوء چان يمر من بين فروع الأشجار.
      كلشي چان خلاب بشكل مو طبيعي، مثل الصور اللي تشوفها عالإنترنت. ما اهتميت إذا ما چانت هاي أول مرة أشوف هيچ شغلات، چنت بعدني منبهر.
      فاجئني ماث بسؤاله، "ليش أخذت چم دقيقة حتى تمشي خلال البوابة؟"
      "ما چانت چم دقيقة بالنسبة إلي،" جاوبت. "يوم واحد بالعالم الحقيقي يعني أسبوع هنا، ف بقائي بالعالم الحقيقي مثلاً، 10 ثواني إضافية يعني دقيقة أو دقيقتين هنا."
      
      
      
      
      
      "صدك تحچي؟"
      "أعتقد هيچ، ما أعرف الحساب الدقيق لوقت الشغل. تريدون تشوفون قرية مهجورة؟"
      كلهم باوعوا على بعض قبل ما يجاوبون أي، بعدين بديت أقودهم لطريق قريب لگيته. بدأوا ياخذون صور للعالم بعد ما تأكدت منهم أنهم وعدوني ما يراوونها لأحد أبد. هاي الشغلات لازم تبقى خاصة.
      چان شي حلو أكون أنا القائد للمجموعة. عادةً من نطلع أنا وأصدقائي نسوي شي، محد بينا يصير المسؤول. بس هالمرة، أنا المسؤول. وهذا أحسن شي لأنو گضيت الأيام الفاتت أتعلم شلون تشتغل البوابة.
      وإحنا نمشي سأل ماث، "شلون شكل القرية؟"
      "صغيرة ومهجورة. تبين چن مجموعة جنود أو حرامية هاجموها وحرگوا چم بناية بيها،" جاوبت.
      "هي حديثة؟"
      "لا، تبين مزيج بين عصر النهضة وشغلات القرون الوسطى. بس تخيل الشغلات اللي بسكاي ريم ممزوجة بالصور اللي رادونا إياها بالمدرسة عن عصر النهضة."
      "أكو شي ثاني مهم عن هذا العالم؟" سأل.
      "مو كلش. أعتقد الطبيعة تزدهر أكثر مثل ما لاحظت أنت يمكن. بعض الحيوانات البرية مختلفة، بس ما أعرف هواي عن الناس اللي يعيشون هنا. يبينون أطول شوية من الشخص العادي من طريقة تصميم الأبواب."
      كملنا نمشي وأنا أباع على الشغلات. طبيعة أجمل، سما صافية، طرق مسويها يمكن للعربات والخيل، ونوع من الطيور ما شفته قبل. كملت أمشي لمن صدگ استوعبت إنو الطير مختلف.
      توقفت عن المشي وأشرت عليه لأصدقائي. الطير چان گاعد على غصن على يمنا. چان جسمه يشبه الغراب الأزرق، بس لونه چان أسود.
      "آيزاك، أنت صياد، هذا طير طبيعي بعالمنا؟" سألت.
      "لا، أبد مو طبيعي. ما أعتقد اكو غراب أسود. هذا نوع جديد بالكامل."
      "خل نلزمها وناكلها. أكيد طعمها غريب،" ماث يمزح.
      "إياك تأذي هذا الطير، أذية الغربان الزرگ حرام، وأنا متأكد نفس الشي بالنسبة لهذا الغراب الأسود،" حذر آيزاك.
      "تمام، اهدأ،" ماث ضحك.
      طلعت تلفوني وأخذت صورة للطير قبل ما نكمل طريقنا. كملنا نمشي وبات يحچي عن المسلسل اللي چان يشوفه. چان عن اللي صار بعد ما نوع جديد من الناس حاولوا يبيدون الجنس البشري وفشلوا.
      الشغلات چانت تبين نفسها، شغلات بعد بيها آثار حروگ، شغلات مثل العربات والطاولات مقلوبة، وما چان اكو أحد عايش هناك. البنايات چانت مبنية أغلبها من الطابوق، ف يمكن هذا السبب اللي ما خله النار تنتشر لكلشي ثاني.
      دخلنا للقرية الفارغة وماث لزم بطل من الگاع. باوع عليه وشال السدادة مالته قبل ما يشرب رشفة. عيونه انفتحت على وسعها وگال، "هذا خمر."
      "شلون طعمه؟"
      "طعمه زين. مو كلش يختلف عن شغلنا الحديث."
      كمل يشرب وإحنا نتمشى أعمق بالبلدة.
      "آيزاك، أعرف أنت تحب الأسلحة والصيد، فأراهن راح يعجبك هذا،" گلت وأنا أمشي باتجاه هاي العربة المگلوبة. رفعتها وطلعت بندقية قديمة چنت مخفيها.
      "بس لگيت شوية بارود وفتيل يروح ويا طلقة وحدة، بس أنا متأكد راح تحب تجرب تطلق بيها طلقة وحدة،" گلت بفرح وأنا أنطيها إياها.
      
      باوع على البندقية وسكب البارود بداخل الماسورة. حط الطلقة ودفعها بالعصا قبل ما يسحب الزناد ويحط الفتيل بمكانه.
      "هي ماث، حط بطل الخمر بنص الطريق،" آيزاك أمر.
      ماث شرب رشفة ثانية ومشى للمكان وهو يگول، "آه، ليش لا. أنا شربت نصه أصلا."
      الكل وگفوا ورا آيزاك وهو يصوب. بعد چم ثانية طويلة، سحب الزناد، وشغل الفتيل والبارود مما خلى البندقية تطلق. الطلقة ضربت الگاع على بعد چم إنچ يمين البطل، وهذا خلى ماث يضحك.
      "أنا حسبتك گلت أنت تصوب زين،" ماث استهزئ.
      "مو غلطتي إنو هاي الماسورة ملساء. اللي يسوون أسلحة لازم يطورونها بسرعة كافية حتى يسوون الأخاديد شي حقيقي،" آيزاك مزح.
      بعد ما باوع بات سأل، "شنو نكدر نسوي هنا؟"
      "تكدرون تسوون اللي تريدوه، بس لا تروحون بعيد كلش،" جاوبت.
      "أنا راح أروح أدور على طلقات أكثر، تريد تجي بات؟" آيزاك سأل.
      "لا، أنا راح أحاول ألكي چم قطعة ذهب. يمكن أگدر أبيعها بفلوس زينة إذا لگيت كافي،" بات رد وهو يمشي بعيد.
      "ماث، أنت ابقى وياي لأنو شربت نص بطل خمر،" أمرت.
      "شنو، ليش؟"
      "لأنو راح ينتهي بيك الحال سكران وتيهان لو هيچ شي،" حذرت.
      ماث تنهد ولحگني لبيت قريب. ردت أحاول ألكي نوع من الكتب اللي تشرح تاريخ هذا العالم. لگيت چم كتاب بالفعل وهن بالإنجليزي، وهذا شي مفاجئ ومحظوظ بنفس الوقت، بس الكتابة تبين رسمية. مو مثل كتابات شيكسبير، بس مرتبة ويا عامية حديثة.
      وإنا دا أدور ماث گال يمزح، "سويت البوابة حتى تنهزم من العالم الحقيقي؟"
      فكرت لثانية قبل ما أگول، "أي، نوعا ما. لمن لگيت الفلاشة وعرفت شنو بيها، حسبتها فرصة حتى أسوي حياتي شي أكبر، شي مختلف. ويا كل المصايب اللي تصير بحياتي وبالعالم الحقيقي، يمكن بداية شي جديد هنا تكون نعمة من رب العالمين."
      "اووو تعال، الحياة مستحيل تكون لهالدرجة سيئة وياك،" ماث گال حتى يطمئني.
      توقفت عن البحث ورديت، "هي نوعا ما هيچ، عائلتي بحالة حرب أهلية حاليا، على الأقل أعتقد هذا شلون أگدر أوصفها. ويا الطلاق بين أهلي وأختي ما تريد تشوف أبويه بعد، أنا مجرد رسول حظه تعيس بين أبويه وأمي هسة."
      "اللعنة رجال هذا شي مو زين،" ماث گال بهدوء.
      "أي، يمكن أگدر أبدي من جديد هنا. حياتي الحقيقية مو زينة، يمكن بداية جديدة تكون زينة إلي."
      "ما تكدر تكون جدي."
      "إممم، 40/60. عندي هواي شغلات لازم أعوفها وراي، مثلكم أنت وآيزاك وبات. أنتو أقرب شي أگدر أحصل عليه لأخوة زينين، أحسن من أختي اللي هي شيطان."
      "يا صاح، لازم تلقي صديقة حتى تشيل عائلتك من بالك. بس لا تشوفها كأخت مثل ما تشوفني أنا والبقية،" ماث مزح.
      لاحظت إنو رغم المزحة، ماث چان شوية قلق عليه حتى لو الكحول چانت مبينة ماخذه مفعولها بيه. قررت أغير الموضوع وسألته، "شنو خططك لبقية الصيف؟"
      "أنا وعائلتي راح نروح تخييم بجاسبر بعد چم أسبوع. عندنا چم قريب عايشين هناك وراح نزورهم."
      "حلو."
      
      
      
      
      
      بدأ يشرح شي ثاني بس اني شتت انتباهي من سمعت صوت خشخشة فوگ راسنا. باوعت عالسگف و همست، "اششش."
      هو وكف حچي و انتظرنا. بس سكون. دعيت سراً انو چان بخيالي. الثواني الطويلة مرت لمن انسمع صوت خشخشة ثاني من فوگ. أكيد اكو واحد فوگ.
      انا وماث باوعنا على بعض قبل ما نطلع مستعجلين من البناية. من صرنا برة صحت، "يا جماعة! ارجعوا للمكان اللي چنه بي آخر شي، راح نطلع من هنا بسرعة!"
      أنا وماث انتظرنا البقية بنص الشارع الفارغ. حسيت بالخوف. من تكون بمكان چنت تعتقد فارغ، وبالتالي آمن، بس تكتشف إنك مو وحدك، هذا شي يرعب.
      وإحنا ننتظر، لزمت حچاية من الگاع تحسباً لأي شي يصير. ردت أباوع على الطابق الثاني من البناية اللي طلعنا منها و أشوف إذا اكو أحد واگف بأي شباك، بس ما ردت أخاطر أشوف أحد يراقبني أنا وماث. معرفة إنو اكو أحد يراقبك صدگ أسوأ هواي من مجرد تخيل هذا الشي.
      وإحنا ننتظر، اعتقدت سمعت شي يتحرك ورانا، ف درت وجهي، وبالگوة لمحت شي ينزل ورا زاوية حايط. رفعت إيدي وشمرت الحچاية اللي چانت عندي على الحايط. الحچاية ارتدت منه، و سوت صوت طگة شبه عالي.
      بعد ثانية، مجموعة من درزن ناس مسلحين لابسين ملابس غامقة شكلها مثل عصر النهضة طلعوا من ورا الحايط. ما گدرت أتحرك من مكاني من الصدمة. مو بس لأنو چانو اكو ناس مسلحين هنا، چان أغلب شي لأنو چانو ناس حيوانات.
      چانو يبينون ثدييات أمريكا الشمالية مثل الذئاب، ذيابة البراري، ثعالب، دببة، وهالسوالف.
      كلهم چانو مصدومين من باوعوا عليه أنا وماث، وواحد شكله ذيب سأل، "منو أنتو؟"
      ما جاوبت. ما چانو يبينون ودودين، چانو يبينون لابسين ملابس أقرب للمدنيين من الزي العسكري الحقيقي. أي، چان عدهم بنادق قديمة، رماح، وحتى چم درع، بس چانو يبينون أقرب للميليشيا. للي أعرفه، هذول يمكن چانوا الجماعة اللي حركوا هاي القرية.
      قبل ما أي شي ثاني يكدر يصير، ماث دار وجهه و ركض. اني ارتبكت وركضت لأقرب بناية اللي للأسف چانت اللي بيها الشخص الفوگ. دخلت و طبگت الباب بقوة، و لگيت القفل القديم حتى أتأكد ما ينفتح.
      چنت يادوب سريع بما فيه الكفاية لأنو اكو واحد بدأ يرفس الباب. رجعت ليورا خطوة وبوعت حوالي أدور على سلاح. ما لگيت شي والرفس وكف. حسيت إنو اكو شي راح يصير ف صرت أكثر جنون بالبحث حوالي الغرفة اللي چنت بيها.
      بعد چم ثانية، ضوه قوي ضوا برة، بعدين كرة نار انفجرت بالباب، ودمرت المقبض والقفل. درت وجهي وصعدت فوگ قبل ما أحد يگدر يدخل. فتحت باب أول غرفة شفتها وركضت بيها قبل ما أطبگه بقوة. دفعت كبت گدام الباب ورجعت چم خطوة ليورا.
      شنو اللعين هذا؟! هل هم صدگ أطلقوا كرة نار ملعونة على الباب؟! درت وجهي أحاول ألكي طريقة أطلع بيها، بس شفت شخص أنثى على شكل غرير مصوبة بندقية عليه. ما چانت تبين جزء من المجموعة اللي لاحگتني، بدالها، چانت تبين مثل متشردة عايشة بالقرية المهجورة.
      ما گدرت أشرح وضعي لأنو سمعت خطوات ركضت فوگ و اكتشفوا بسرعة أنا بهاي الغرفة. الغرير ركضت عالشباك وفتحته قبل ما تنزل للگاع جوة. لحگتها وبديت أنزل بنفس اللحظة اللي الباب انفتح بقوة ب انفجار نار ثاني.
      من وصلت للگاع باوعت حوالي و استوعبت أنا بزقاق. درت وركضت باتجاه عشوائي لشارع فارغ قبل ما أزحف تحت عربانة مگلوبة حتى أتخبى. كتبت كلمة السر بالجهاز حتى أجهز الجهاز بينما خطوات تركض بالزقاق للشارع اللي چنت أتخبى بي.
      طلقات نار من أجزاء ثانية من هاي القرية خلت الخطوات تتحرك بعيد. البقية لازم لگوا أصدقائي البقية ودا يحاولون يلزگوهم، چنت لازم أوصللهم قبل حتى نطلع من هنا.
      من صار الطريق واضح، طلعت من مكاني اللي متخبي بي وركضت للمكان اللي انا وأصدقائي چنه متجمعين بي آخر مرة. وصلت هناك وصحت الكل يجون هنا حتى نطلع. و أنا أنتظر، تخبيت بزقاق ثاني ورا طاولة تبين چانت تستخدم للذبح.
      چم واحد من ناس الحيوانات طلعوا وبدأوا يباعون حوالي وأنا أحاول أشغل الجهاز. دست زر التشغيل و الأضواء اشتغلت. النتوءات اللي بالوسط بدت تفتّر و الأمل بدأ يبني بيه.
      هذا الأمل تحطم فوراً من بدأت الطبول بداية الأغنية اللي حطيتها هناك تدگ، و بصوت عالي كلش. ناس الحيوانات بالشارع داروا باتجاهي ف گمت وركضت أبعد بالزقاق.
      سمعت صوت طلقة بندقية، الطلقة ضربت الحايط يمي. درت يمين و لزمت حچاية حتى أكسر الشباك الخلفي لبيت. دخلت بسرعة ببطء، و جرحت نفسي بالگزاز و هم ركضوا بالزقاق وراي. دخلت و ركضت باتجاه الباب الأمامي و هم بدأوا يتسلقون من الشباك وراي.
      طلعت بسرعة من الباب الأمامي و لاحظت بات ينتظرني بالشارع. حطيت الجهاز عالگاع و البوابة بدأت تتكون. لاحظت آيزاك يركض بالشارع و ناس الحيوانات يلاحقونه. من وصل آيزاك يمنا، كلنا ركضنا بزقاق عشوائي حتى ندور ونرجع للبوابة من تنفتح.
      لحسن الحظ ناس الحيوانات ما چان عدهم وقت يعيدون تعمير أسلحتهم، ف چنه بس لازم نكون أسرع منهم، و هذا چان كلش سهل ويا كل الشغلات اللي چانو لازم يشيلوها. كل دروعهم و أسلحتهم أثرت كلش على سرعتهم.
      درنا لفتين يسار ورجعنا للبوابة المفتوحة هسة. آيزاك ركض خلالها بينما بات بس قفز وغطس بيها. أنا چنت ورا الكل وبديت أدوس زر الإطفاء و ناس الحيوانات صاروا أقرب. دست زر الإطفاء بسرعة حتى أگدر أجيب الجهاز وياي. أخيراً طفيته و قفزت خلال البوابة بنفس اللحظة اللي واحد من ناس الحيوانات حاول يلزمني.
      رؤيتي صارت سودة لچم ثانية قبل ما أوگع على صدري بگاراجي. تگلبّت وبوعت على البوابة اللي اختفت بعد چم ثانية. بالعالم الثاني، البوابة چانت راح تبقى موجودة حوالي دقيقة، وبما أنو محد لحگنا، أتخيل أنهم چانو حذرين من دخول الفراغ.
      لاحظت هودي آيزاك چان بي دم فسألته، "أنت زين؟"
      "أي،" رد. "بس طعنت واحد منهم بسچينة جيبي. چانت بس طعنة بذراع ف راح يكونون زينين، أنا كلش سعيد لأنو ما قتلت أحد."
      "اللعنة چانت قريبة كلش،" گال بات بين أنفاسه. "أنت زين يا صاحبي؟"
      "أي، بس جرحت رجلي ببعض الگزاز،" رديت.
      ساعدوني و بات سأل، "ليش رجعنا للگراج مو مكان ثاني؟"
      "البوابة دائماً تجيب أي واحد يطب بيها هنا. أعتقد هي تسوي نوع من باب الدخول اللي تتذكره من تطلع من العالم الثاني. باب الخروج يتغير." جاوبت.
      أخذت چم نفس وبوعت حوالي. بات، آيزاك، وأنا رجعنا للگراج، و هذا شي زين. چان اكو واحد بينا مفقود، و هذا چان ماث.
      "اوو اللعنة، وين ماث؟" سألت.
      كلنا باوعنا على بعض بخوف. لزمت الجهاز وبديت أشغله فوراً. أتمنى چم دقيقة بالعالم الحقيقي ما انطت ناس الحيوانات وقت كافي ياخذون ماث ويودونه لمكان ثاني.
      البوابة أخيراً بدت تشتغل ف طبّينا بيها، دخلنا المكان بالغابة اللي بالأصل رويتها لأصدقائي. جبت الجهاز ويانا وإحنا نركض للقرية اللي چنه بيها قبل. ما اهتمينا إذا ناس الحيوانات بعدهم هناك، چنه لازم نرجع ماث بأسرع وقت ممكن.
      لاحظت چم دقيقة إلنا بالعالم الحقيقي خلت الشمس تتحرك شوية هنا، ف منو يعرف شگد مر وقت بالعالم الثاني. من وصلنا للقرية چانت فارغة، ماكو ناس حيوانات ولا حتى نيران مشتعلة من الأبواب اللي انفجرت.
      كلنا نادينا على ماث وتمشينا بالقرية. وإحنا ندور آيزاك لاحظ شي يلمع قريب من حافة القرية. لزمه و چان تلفون ماث اللي لازم وگع من جيبه أثناء صراع. چم قطعة قماش ممزقة بيها دم من هودي ماث چانت قريبة. هذا كل اللي گدرنا نلگيه منه.
      
      
      
      
      
      
      
      حالياً ما نعرف شنسوي. بعد ما لگينا التليفون والقماش المشگگ، ما عرفنا شنو نسوي ف طبّينا بالبوابة ورجعنا للعالم الحقيقي. مو معقولة نكدر ندور ونواجه ناس حيوانات مسلحين بدون أي خطة أو تجهيزات أو أي شي أبداً. بس لازم نسوي شي، ما نكدر نخلي ماث يبقى مأسور ومحبوس بالعالم الثاني.
      
      بالنهاية گلت، "لازم نرجع ماث."
      "ما نكدر نسوي شي حتى نساعده،" بات علّق.
      "لازم نسوي شي، ما نكدر نخليه ينقتل أو ينحبس مدى الحياة بعالم مثل هذا."
      "لعد شنو نكدر نسوي؟" بات سأل. "هذول الأنثروس ماخذين ماث لمكان يعلمه بس الله، يمكن عدهم الله وحده يعلم شنو حتى يدافعون عن نفسهم، وإذا مات أو انلزم أي واحد ثاني راح يلغي كل فكرة رحلة الإنقاذ من الأساس."
      "أعرف، بس اللعنة، أهله راح يتخبلون من يدرون بيه مختفي، أنا راح أحس روحي زفت لأنو بوابتي خلتو يختفي، وأنتو الاثنين راح تحسون بالسوء لأنو ما ردتوا تساعدون،" رديت بيأس.
      "اوه انتظر،" آيزاك رد. "أنا ما گلت ما أريد أساعد، والله، أريد أنقذ ماث. بس بات هو اللي ما يريد يسوي شي."
      "أنا أريد أساعد!" بات صاح. "بس ما أعتقد اكو شي نكدر نسويه صدگ."
      "لعد خل نسوي خطة،" آيزاك اقترح.
      
      كلنا گعدنا ساكتين نفكر. يوم واحد هنا يعني أسبوع هناك، ف نكدر نختلق چذبة حتى نغطي على غيابنا ليوم لو يومين هنا. و هم نحتاج تجهيزات تكفينا چم يوم لأسبوع بالعالم الثاني. أخيراً، لازم نعرف منين نبدي لمن ندور على ماث.
      
      "زين، عندي فكرة،" أعلنت. "لازم نطلع ب چذبة نشرح بيها اختفائنا للأيام الجاية. بعدين نحتاج چم تجهيز وأسلحة. من نكون جاهزين لازم نلگي فد دليل نكدر نتبعه يرجعنا للمكان اللي ممكن يكونون ماخذين ماث إليه."
      "عندي كومة تجهيزات تخييم وبقاء بالبيت،" آيزاك وضح.
      "أكو أي أسلحة؟" سألت.
      "همم، خل أفكر. أنا گلتلك عن قصص الصيد مالتي و عندي صور وأنا لازم غزلان صيادها. أعتقد ممكن يكون اكو سلاح بالبيت،" آيزاك جاوب بسخرية.
      "اوه كافي،" رديت بضيق.
      "آسف،" آيزاك اعتذر.
      "شنو بالنسبة لچذبة التغطية علينا؟" بات سأل.
      "أنا أصلاً لازم أكذب على أهلي چذبة تشرح أخذي لمعدات التخييم. خل نكول راح نروح لغابة حتى نخيم للأيام الجاية. و نكدر نكول هم إنو ماكو إشارة تليفون هناك ف ما لازم يتعبون روحهم يتصلون بينا،" آيزاك اقترح.
      "زين، هسه شنو نسوي بالنسبة للأدلة؟" سألت.
      بات فكر لثانية قبل ما يگول، "أعتقد نكدر نلگي الأثر اللي استخدموه الأنثروس حتى يوصلون للقرية اللي چنه بيها."
      "أنثروس؟" استغربت.
      "أي، هذا اسمهم، على الأقل بالمسلسل اللي چنت أشوفه بي ناس مشابهين للي بهذاك العالم،" هو وضح.
      "أفترض أحسن نسميهم ناس حيوانات،" رديت. "ف ناخذ تجهيزات، ندخل للعالم، نلگي الأثر، بعدين ننقذ ماث. يمكن أسبوع واحد نروح ونرجع. أهلي أصلاً خارج المدينة ف أنتو الاثنين بس لازم تگولون لأهلكم خلال جلب التجهيزات."
      "تمام، خل نسويها،" آيزاك گال قبل ما هو وبات يگومون ويطلعون.
      
      چنت وحدي ف استغليت الوقت حتى أشحن البوابة وأكمل بطاريتها قبل الرحلة. وهم دخلت على تليفون ماث حتى أدز رسالة لأهله لأنو چنت لاحظته يكتب كلمة السر مرة. چانت مجرد كلمة سر مزاحية 6969. سويت روحي ماث وگلت لأهله إنه راح يخيم.
      
      بعد ما خلص كل هذا، گعدت بگاراجي المكيف وانتظرت بقية أصدقائي يرجعون. كل اللي چان لازم نسويه هو نلگي أثر الأنثروس، نتبعه لمخيمهم مال حرامية أو ميليشيا، نتسلل، نلگي ماث، نفتح البوابة حتى نطلع، بعدين نحتفل بأخذ چم شغلة من تيم هورتنز بالمدينة. يبين سهل، بس أعرف راح يكون صعب. أتمنى نكدر نسوي هذا بدون ما أحد ينأذي.
      
      
      
      
      
      من گعدت بالگراج وأنا أباع حوالي، انتبهت على صندوق مالتي محطوط بالزاوية. هذا چان الصندوق اللي أخلي بي الأغراض اللي أسويها بالگراج، ومع إنو ما چان اكو شي مفيد أكدر آخذه، مشيت و فتحته. چانت بي سكاكين مختلفة، سكاكين جزارة، فؤوس صغيرة، رأس فأس ما كملته أبد، و چم سكين سويتهن خصيصاً للرمي.
      چنت أگضي وقت طويل أذبهن بصندوق بمسافات مختلفة. صرت زين كلش بيهن و حتى بديت أصير زين برمي السكاكين الثانية. أعرف إنو سكاكين الرمي مالتي ما راح تفيد أبداً، بس على الأقل أگدر أستخدمهن أتسلى بوقت الفراغ.
      حطيتهن بجيبي الخلفي و باوعت على أغراضي الثانية وأنا أتذكر شغلات صارت وياهن. مرة چنت أستخدم گرايندر حتى أضيّق نصل سكين و الشرار حرك WD40 اللي چان مطشوش يمها.
      مرة ثانية چنت أبري نصل و صار شي خلى النصل يرتد عليه. لمن ضرب إيدي، شگها و چان توجع شوية.
      و اكو مرة ثانية چنت أتدرب على رمي السكاكين و علگت بالسياج چم مرة و سوت چم علامة كبيرة. من أمي عرفت بدت تصيح عليه و حتى هددت ترمي كل الشغلات اللي سويتها برة و حتى أدواتي. شي مو زين، هاي مو المرة الوحيدة اللي صاحت و هددت تخرب أغراضي.
      ردت أبطل أفكر بالماضي بعد هذا الشي، ف سديت الصندوق و رحت لغرفتي حتى أجيب أغراض للرحلة. ما راح تكون اكو حمامات بهذا العالم ف مزيل العرق والعطر شي أكيد لازم أخذهن وياي. لزمت ذني و باوعت حوالي أدور على شغلات ثانية أگدر أجيبها.
      لابتوبي راح يكون بلا فائدة، شاحن تليفوني ما يهم، و ما عندي أي كتب صغيرة تستاهل أجيبها. بس لزمت دستة ورق لعب (شدة) ورجعت للگراج لأنو آيزاك يمكن يكدر يدبر كلشي ثاني.
      مرت ساعة وأنا أنتظر أصدقائي يرجعون. أتمنى من نلگي ماث يكون بخير. بس ما أريده ينعدم أو ينحبس مدى الحياة أو أي شي فظيع ثاني. حتى ممكن يتجرب عليه أو يستجوبونه لأنو يبين إنو الناس الوحيدين بالعالم الثاني هم أنثروس، ناس مثلي أنا وأصدقائي يمكن يكونون شي نادر أو مجهول.
      بس ما أريد ألكيه ميت أو شي أسوأ، هذا راح يكون محطم كلش لأنو أعرفه من يوم ما نقلت لهالمدينة و هذا غلطتي إنو هو انلزم بالأساس. چان لازم أبقى وياه. بدالها، ارتبكت و ركضت لأقرب بيت. إذا فشلنا بلكيه، راح أظل غرقان ببحيرة من الذنب لأني فشلت الكل، و بالأخص هو.
      و أنا أفكر، باوعت على قطعة هودي ماث المشگگة. چانت بيها شوية دم، ف بس أتمنى أي جرح صارله ما يلتهب. أشك إنو المضادات الحيوية موجودة أو حتى مفهومة بهذاك الوقت بالعالم الثاني.
      السحر موجود، على الأقل أنا هيچ أعتقد. چانت اكو كرة النار العملاقة اللي فجرت الباب، ف إذا السحر موجود يمكن عدهم نوع من السحر الشافي. يمكن حتى عدهم جرعات.
      اللعنة، ما أصدگ أنا يائس لهدرجة من الأمل بحيث أطبق منطق ألعاب الفانتاسيا على العالم الثاني. أنا كلش متورط من نبدي رحلتنا صدگ.
      قبل ما أكدر أفكر أكثر بهالشغلات، رن جرس الباب. طلعت من الگراج و دخلت أصدقائي. چان عدهم 3 جنط تخفي، كل وحدة مبينة مليانة أغراض. آيزاك هم چانت وياه بندقية وحدة.
      
      "ليش جبت بندقية وحدة بس؟" سألت.
      "أهلي گالولي بس أگدر أجيب وحدة من البنادق حتى نحمي نفسنا من الدببة أو شغلات ثانية،" آيزاك وضح.
      "اللعنة، أتمنى راح تكون كافية،" رديت.
      "أعتقد راح تكون، أنا چيد التصويب مالتي كلش زين."
      وإحنا نمشي بالبيت باتجاه گراجي، سألت، "شنو جايبين بكل جنطة؟"
      "أكياس طعام مجفف، خيوط، حبل، سكاكين، فأس، ساطور، أكياس نوم، مشمع، گدر، سلك، و كومة شغلات ثانية ممكن تكون مفيدة ب فد وقت،" هو رد.
      "يا ويلي، صدگ نحتاج كل هذا؟"
      "ما أعرف شگد راح نبقى بالعالم الثاني ف ما دا أخذ أي فرصة. إذا راح ندخل، ندخل جاهزين. راح تشكرني بعدين."
      "راح نشوف هذا الشي،" علّقت مزاحاً.
      شغلت البوابة وبدت الموسيقى تشتغل و النتوءات تدور. وأنا دا أشغلها، باوعت حوالي بالگراج للمرة الأخيرة. تكييف، تنظيم، ألفة، و أمان. ما أعتقد راح أستمتع بشي مثل هذا بالعالم الثاني، على الأقل بالمكان اللي راح نروحله على الأغلب.
      البوابة أخيراً اشتغلت ف طبّينا بيها. وصلنا لنفس بقعة الغابة اللي البوابة دائماً تاخذنا إلها. الاختلاف الوحيد هاي المرة هو شلون چان الوقت غروب. ساعة مرت بعالمنا، ف أي شي من چم ساعة ليوم واحد چان مر هنا.
      مشينا بالطريق للقرية. هاي المرة چانت عندنا بندقية و حسيت بالأمان أكثر، بس چنت بعدني حذر لأنو ما أعتقد أي واحد بينا عنده إرادة حتى يطلق النار على أحد.
      من وصلنا للقرية بات سأل، "منين نبدي ندور أول شي؟" فكرت لثانية و قررت إنو أفضل فرصة إلنا هي البيت اللي شفت بي الأنثروس أول مرة. وإحنا دا نتوجه إله، آيزاك وكف يم بيت حتى ياخذ شي من هناك.
      بعد دقيقة طلع وهو لازم البندقية اللي رويتها إياه و هو انطاها لبات وهو يگول، "لگيت شوية ذخيرة إلها قبل ما يطلعون الأنثروس، ف هاي أحسن من لا شي كسلاح."
      "ما أريد أقضي 5 دقايق أعبّيها حتى أطلق طلقة وحدة مو دقيقة،" بات رد.
      "صدگ تريدني أنطي السلاح الوحيد الثاني لواحد ثاني؟" آيزاك سأل.
      بات فكر لثانية قبل ما يلزمها.
      بعد هذا، أخيراً مشينا للبيت اللي شفت بي الأنثروس، و چان مدمّر كلش. الباب ما چان موجود بعد، و چانت الشبابيك مبينة متكسرة من الغضب. رويت أصدقائي الزقاق اللي شفت الأنثروس متخبين وراه و مشينا بي.
      آيزاك جاب وياهم كشافات رأس إلنا وهذا ساعد بإضاءة الزقاق. چانت اكو شغلات مگلوبة، بس ما گدرت أفرق إذا هذا صار من الهجوم اللي صار قبل ما يطلعون الأنثروس، أو من بعد ما الأنثروس لاحگونا.
      توقفت عن المشي لثانية و باوعت فوگ على الشباك اللي قفزت منه. ما گدرت أصدگ الشي اللي عشته بهذا البيت اليوم الصبح. أنثروس، كرات نار سحرية محتملة، و غرير يصوب بندقية عليه.
      "شنو السالفة؟" آيزاك سأل من لاحظ إني دا أباع عالشباك.
      
      
      
      "شفت غريرية چانت جزء من جماعة الأنثروس بهاذا البيت. أتمنى تكون بخير، أنا نوعاً ما خرّبت بيتها الصغير لمن جبت هاي جماعة الحرامية لو الميليشيا هناك." "أنا متأكد راح تكون بخير. من شكل الأوضاع بهاي القرية، هي چانت عايشة وحدها لفترة طويلة. هي على الأغلب قوية بما يكفي تدبر أمورها بنفسها،" آيزاك گال حتى يخليني أحس بذنب أقل.
      مشينا بالزقاق لحد ما وصلنا لأطراف القرية. ما چان اكو غير الغابة المظلمة بعدها. سلطنا أضويتنا حوالينا لحد ما آيزاك لاحظ وصلة قماش بيضة بيها دم يابس. يم الوصلة چان اكو حشيش طويل مطوي على صفحة، مسوي أثر طريق. مشينا باتجاه الوصلة المدمومة و گلت، "هاي أكيد منهم." "صدگ؟" بات سأل بسخرية. تنهدت وسألت، "شنو رأيكم هاي الوشلة چانت تستخدم لشنو؟" "يمكن چانو يستخدموها حتى يضغطون على أي جرح صار لماث،" بات خمن. "لو هو لو الأنثرو اللي طعنته بذراعه،" آيزاك أضاف. "و هم هذا الأثر يبين مستخدم هواي، أعتقد جماعة الأنثروس چانوا يمشون بهالمكان كل فترة." "ليش؟" سألت. "أتمنى أگدر أجاوب على هذا الشي. أنا بس أعتقد هذا الأثر مستخدم هواي حتى يوصلون من نقطة أ لنقطة ب."
      أخذنا چم خطوة بعد بالأثر قبل ما بات يگول، "لگيت بطل." لزمها و رويالنا إياها. چانت كلش صغيرة و ما چانت تاخذ هواي سوائل بداخلها. حتى ما چان بيها أي كتابة أو صور تدل على شنو چانت تستخدم. بات حطها بجيبه و كملنا نمشي. وإحنا نمشي، آيزاك ظل يباع على چتفه. لاحظت وسألت، "أكو شي غلط؟" "ما أدري، بس أحس اكو أحد يراقبنا." "أطلق طلقة تحذيرية،" بات اقترح. "أنا عندي بس 3 علب طلق 7ملم-08، ما راح أضيع طلقة وحدة حتى أخوف بيها قلقي،" آيزاك رد بصرامة.
      بالنهاية وصلنا لنهاية الأثر ف كل اللي گدرنا نسويه هو نمشي باتجاه اللي ممكن يكون الأثر رايحله. قبل ما نكدر نسوي هيچ، گلت، "ما نكدر نرجع بعد هذا."
      "دا تعرض علينا فرصة نطلع؟" بات سأل.
      "أبد لا، أنا بس أريدكم تعرفون ما نكدر نرجع للعالم الحقيقي لأي سبب بعد ما نلتزم بهذا الشي. البوابة راح ترجعني لگراجي، بعدين البوابة الثانية اللي نسويها راح تجيبنا لنفس بقعة الغابة يم القرية. الرجعة راح تعيد رحلتنا من البداية."
      "لعد خل نكدر ما ننصاب إصابات خطيرة حتى ما نحتاج نروح للمستشفى،" آيزاك اقترح.
      باوعت على الغابة المظلمة و فحصت بوصلة آيزاك حضّرها إلي حتى أتأكد إنو راح نتوجه بالاتجاه الصحيح. بعد هذا باوعت على الفراغ الفارغ للغابة اللي راح نتوجه إلها.
      راح نكون بخير، هاي راح تكون رحلة قصيرة. محد بينا راح ينأذي، ما راح نحتاج نرجع للعالم الحقيقي لحد ما نلگي ماث، بعدين كلنا راح نكون بخير.
      بعد ما گلت هذا الشي لنفسي، أخذت أول خطوة للمجهول، و بدينا رحلتنا.
       
      

      سحر النجمة - روايه خيال علمي

      سحر النجمة

      2025, أدهم محمد

      خيال علمي

      مجانا

      شابة بتصحى فاقدة الذاكرة بعد هجوم غامض، بتكتشف إن عندها قوى غريبة، وتكتشف إنها جيدي. بتلاقي نفسها في قاعدة المقاومة، وبتحاول تتأقلم مع حياتها الجديدة واسمها الجديد بمساعدة بو دامرون. في نفس الوقت، كايلو رن بيكتشف إنها لسه عايشة، وبينطلق في مهمة عشان يرجعها، وهو غاضب من فشله في حمايتها.

      أستريد

      بتصحى فاقدة للذاكرة تماماً بعد هجوم عنيف. بتكتشف إن عندها قوى غريبة، وبتعرف إنها من الجيداي. بتتميز بعزيمتها وإصرارها على فهم ماضيها وبناء مستقبل جديد لنفسها، رغم إنها كانت بتعاني من تهور في شخصيتها قبل فقدان الذاكرة.

      كايلو

      قائد في الفيرست أوردر وبيستخدم الجانب المظلم من القوة. كان هو المرشد لثيو (أستريد)، وعلاقته بيها فيها مزيج من الغضب والاهتمام. بيبان عليه القسوة والصرامة، لكن داخله بيصارع مشاعره، وبيحس بذنب كبير بعد اختفاء

      بو دامرون

      طيار ماهر وشجاع من المقاومة. بيظهر كمنقذ لأستريد بعد ما بيلتقط إشارة استغاثتها. بيتمتع بشخصية ودودة ومرحة، وبيساعد أستريد في التغلب على فقدان ذاكرتها وبناء هويتها الجديدة. بيمثل الأمل والمساعدة في عالم مليان صراعات.
      تم نسخ الرابط
      سحر النجمة

      "تاني."
      
      "أنا بكرهم."
      
      "دي مش الإجابة. تاني."
      
      "كتير أوي."
      
      "لسه مش الإجابة."
      
      "سيبني في حالي يا حمار،" ثيو قالت وهي بتتأوه وبتسند على جنبها وهي بتقوم من الأرض. هي وكايلو كانوا بيتدربوا، وهو بصفته المرشد، قرر إن فكرة كويسة يشتغلوا على مهاراتهم في السيف الضوئي ويسألها عن الأنواع المختلفة لأساليب القتال وهو بيوريهالها.
      
      "شيلي سيفك الضوئي،" قالها، وهي بصتله بغضب قبل ما تشيل السلاح وتستعد. سيفها الضوئي كان ماسك كويس في إيدها، والمقبض المقوس كان بيخليها تمسك أحسن. هو رفع سيفه الضوئي وهاجمها.
      
      صدت هجومه بس تركيزها اتلخبط خالص لما صرخ "إيه الشكل؟"، واللي خلاها تتعثر شوية.
      
      "الشكل التاني!" صرخت رداً عليه، سيفها الضوئي بيتخبط مع سيفه. هو فضل يهجم عليها بسيفه الضوئي، وهي حاولت بكل طاقتها تتفادى الهجمات. بعد وابل من الضربات السريعة، سيفهم الضوئي أخيراً خبطوا في بعض، الاتنين منعوا التاني من الحركة. فضلوا على وقفتهم، الشفرات بتزيق وهي بتلمس بعض. هو بص عليها ووقف سلاحه، وهي عملت نفس الكلام بسعادة.
      
      "أنتِ مش بتحاولي أصلاً. ده كان الشكل التالت،" قالها بوضوح.
      
      "طب ما هو صعب أركز لما حد يكون بيزعقلي،" قالت وهي مكتفة إيدها على صدرها.
      
      هو قلب عينه. "هناخد استراحة دقيقة واحدة."
      
      "يا سيد رن، كرمك ده بيبهرني. أنا مش مستاهلة كل الكرم ده في حياتي،" قالت بتمثيل. هو قلب عينه تاني بس ابتسامة خفيفة ظهرت على وشه.
      
      الاتنين قعدوا على أرض التدريب، الاتنين تعبانين من ساعات التدريب اللي كانوا فيها.
      
      من ساعة ما انضمت من تلات سنين، كايلو رن كان مكلف بتدريبها. لقوها على ستويجون خلال غارة من الفيرست أوردر. هناك، كايلو قابل البنت وحس بالقوة جواها. قوة ما كانتش تعرف إنها عندها. كان بدون سؤال إنه جابها للسوبيريم ليدر سنوكي، وهناك اتقرر إن كايلو هيعلمها طرق القوة، وبالتحديد الجانب المظلم من القوة.
      
      كانت بتتعلم بسرعة، بس كانت عاطفية زيادة عشان تكون مستخدمة قوة من الجانب المظلم. دايماً كان عندها مشكلة في التحكم في عواطفها، بس اللي كان ناقصها في المنطقة دي، كانت بتعوضه بإصرارها على النجاح، عشان تلاقي إحساس بالانتماء. ده كان بيجي مع تهورها، وده كان بيضايقه، بس بغض النظر، هي كانت مستخدمة القوة الوحيدة التانية غيره.
      
      "تمام. يلا نبدأ،" قال وهو بيقف.
      
      "احنا خدنا استراحة 50 ثانية بس،" قالت بصوت واطي بس قامت برضه عشان تكمل تدريب. "أنا تعبانة."
      
      "يمكن لو بدأتي تركزي أكتر، ماكناش هنفضل هنا كل ده،" قالها.
      
      "يا بارد."
      
      "قلتي إيه؟"
      
      "لا ولا حاجة، ولا حاجة."
      
      شفايف كايلو ابتسمت ابتسامة خفيفة، وهز راسه. "أنتِ هتجيبي أجلي."
      
      "بحبك أنا كمان يا رن،" هي قالت وهي بتداعبه قبل ما تسكت، وهي بتدرك اللي قالته. ودانها احمرت. كايلو سمع تعليقها بس اختار ما يتكلمش أكتر، وهو ملاحظ إحراجها.
      
      "استعدي،" قالها قبل ما يهجم عليها تاني بالسيف الضوئي الأحمر الملتهب.
      
      "أنا هموت."
      
      "بطل دراما."
      
      "مش حاسة برجلي... مش حاسة برجلي،" قالت وهي بتتنفس بصعوبة وهي نايمة على الأرض بعد جلسة التدريب اللي قعدت خمس ساعات، وهي بتتنفس بصعوبة.
      
      هو قلب عينه للمرة الألف في اليوم ده. ولما كان لسه هيزعقلها عشان هي رخمة، أبواب غرفة التدريب اتفتحت، وكشفت عن جنرال طويل لابس بدلة رمادي وشعره البرتقالي متسرح بعناية على الجنب.
      
      وقفته اتغيرت تماماً وهو وقف مستقيم وابتسامته اتحولت لعبوس. "جنرال هاكس،" كايلو قال وهو بيسلم. ثيو قامت من الأرض فوراً، وسلمت على هاكس بصوت واطي.
      
      "القائد الأعلى عايز يشوفك،" هاكس قال بنبرة عمل. "وياريت ماتخليهوش يستنى."
      
      ثيو بصت لكايلو وهو بيتوتر لمجرد ذكر القائد الأعلى، وشافت تصرفه يتغير لتصرف كايلو رن الشرير اللي الناس تعرفه، ومش كايلو اللي عرفته لما كانوا لوحدهم.
      
      "هكون هناك،" قال بجمود ولف لثيو. "التدريب خلص للنهارده."
      
      مشي من غير كلمة زيادة.
      
      "أنت اللي هتقود القوات للبحث عن سكاي ووكر،" سنوكي قال. الهولوجرام الطويل لشكله بيطل على كايلو رن وهو بيظهر قدامه. الشخص ده كان لابس عبايته السودا المعتادة ومعاها قناعه الأيقوني اللي مخبي وشه.
      
      "أيوة يا سيدي،" كايلو رد باخلاص. مغير الصوت في قناعه خلى صوته أعمق، تقريباً زي روبوت ملوش عقل بيتبع الأوامر.
      
      "خد البنت معاك."
      
      ده خلى كايلو رن يرفع راسه باستغراب لسيده. صحيح، تعابير الصدمة بتاعته كانت مخفية ورا القناع، بس هو برضه ماقدرش يخفي استغرابه.
      
      "البنت مش جاهزة،" قالها.
      
      "أنت بتشكك في قراري يا ولد؟" ده كان رد سنوكي اللي كان باين عليه السخرية.
      
      "مستحيل يا قائد أعلى،" كايلو رد بجمود. "أنا مجرد بقول ملاحظة لاحظتها وأنا بشرف على تدريبها. بعد حادثة نابو، عندي شكوك لو هي قادرة على-"
      
      "خدها معاك. مش هتقدر تخبيها عن ساحة المعركة للأبد. مش هنضيع وقت في اكتمالها الكامل للجانب المظلم."
      
      كايلو جز على سنانه جامد قبل ما يحني راسه بالموافقة ويطلع من الأوضة.
      
      "أيوة!" ثيو قالت فوراً لما قالها الأخبار.
      
      "مش عايزك تروحي،" قالها.
      
      "طب ما هو القائد الأعلى أمر بكده، مش كده؟" سألته بابتسامة عريضة. "مش هخذلك. هكون أحسن مقاتلة في ساحة المعركة وممكن-"
      
      "مش هيكون فيه قتال،" قال وهو بيقطع كلامها. "على الأقل مش لما تكوني أنتِ موجودة."
      
      هي بصتله كده. "بس أنا بعرف أقاتل."
      
      "شوفي إيه اللي حصل آخر مرة يا ثيو. ولا نسيتي؟" قالها. هو تقريباً حس بالذنب لما حس بمزاجها بيتغير بشكل كبير من خلال رابط القوة بتاعهم.
      
      "ده كان من سنة..." تمتمت. "أنا عارفة إني عملت غلطة المرة دي، بس أنا لسه بعرف أقاتل-"
      
      "ممكن يكون خطر. مش هقدر أخاطر إنك تتصابي-" هو وقف نفسه. "أنتِ عبء."
      
      "أسلوبك حلو في الكلام يا رن،" قالت وهي بتداعبه بخفة مع إنها ماكانتش بنفس الحماس المعتاد في كلامها، وهي بتقوم من قعدتها على الكنبة في مكتبه.
      
      "هكون كويسة. أنا اتدربت بجد أوي عشان فرصة تانية. مش هعمل أي مشاكل. مش هكرر نفس الأخطاء اللي عملتها في نابو،" قالت بإصرار. بصتله واتفاجئت بالغضب الواضح في عينيه. ومن خلال رابط القوة بتاعهم، حست بلسعة غضب.
      
      
      
      "رن؟" سألته، مش متأكدة من مزاجه.
      
      "لما تكوني في ساحة المعركة، هتفضلي جنبي،" قال وصوته بقى بارد، وده رجّع ثيو لسنة تدريبها الأولى لما كان بيعاملها بعدائية. العدائية دي خفت على مر السنين، بس من الواضح، مش بالقدر اللي ثيو كانت فاكراه. "مش هتهاجمي إلا لما أقولك، ومش هتسيبيني لحظة واحدة. أنا مفهوم كلامي؟"
      
      هزت راسها في صمت.
      
      "قوليها."
      
      "مش هسيب جنبك، ومش ههاجم،" كررت.
      
      "هنمشي الفجر،" قال قبل ما يقعد على مكتبه، وده كان إشارة لنهاية كلامهم. ثيو فضلت في مكانها، مش لاقية كلام تقوله. لما كمل شغله كأن مفيش حاجة حصلت، قامت وطلعت من الأوضة.
      
      لما جه وقت المهمة، ثيو كانت لابسة عباية سودة ببطانة حمرا زي الدم، ومعاها عباية سودا طويلة بغطاء راس. على عكس كايلو، ما كانش عندها قناع كامل. كان عندها خيار باندانا حمرا زي الدم عشان تغطي الجزء السفلي من وشها، فاختارتها. الدرع، كانت لازم تعترف، خلاها تحس إنها جامدة جداً، وملاها أدرينالين، متحمسة جداً لمهمتها اللي جاية.
      
      قابلت كايلو وعساكر العاصفة في الهنجر، وبسرعة، مشيوا لوجهتهم. ثيو انضمت لكايلو في المقاتلة بتاعته، بينما عساكر العاصفة راحوا في سفينة أكبر. ثيو حاولت تفضل هادية، بس لقت الموضوع صعب أكتر وأكتر تفضل ثابتة على فكرة إنها هترجع ساحة المعركة تاني.
      
      "بطلة حركة،" جه الصوت الميكانيكي من وراها، وهي اتخضت في رد فعلها، ونسيت تقريباً إنه موجود.
      
      "مش قادرة أتحكم في نفسي. أنا متحمسة،" قالت، بس عملت مجهود إنها تفضل ثابتة. كايلو، اللي كان مركز على قيادة المقاتلة، لقى حماسها ده مشتت جداً. حتى لو بطلت تتحرك، كان بيحس بالأدرينالين بتاعها من خلال الرابط بتاعهم في القوة. وهو بيقلب عينه، ركز على إنه يوصل للوجهة بس.
      
      "ليه أنتِ متحمسة أوي ترجعي للقتال بعد الحادثة دي؟" سألها.
      
      "دي فرصتي. أخيراً هقدر أصلح الأمور،" جاوبت، وهي مكشرة شوية. "أنا عارفة إن المهمة فاتت غلط شوية-"
      
      "ده أقل ما يقال."
      
      "ماشي، بس دلوقتي القائد الأعلى بيديني فرصة تانية بجد. مش هقدر أبوظها. هقتل أي حد محتاجة أقتله-"
      
      "مش هتقتلي أي حد."
      
      "بس-"
      
      "مش هتقتلي،" قالها. "مش هتمدي إيدك على أي حد. مش هتهاجمي إلا لو اتهاجمتي. سيبي الباقي عليا."
      
      تكشيرة ثيو زادت وهي بتغرق أكتر في كرسيها. "بطل تعاملني زي الأطفال."
      
      هو اختار يتجاهل كلامها، وده خلاها متضايقة أكتر. بعدين لفت بالكامل، وبتتكلم لظهر خوذته وهما قاعدين بضهر بعض في المقاتلة الصغيرة. "أنت دايماً بتتكلم عن قتل الماضي. فليه بتحس إنك لازم تتمسك بالجزء ده من حياتي وتخليه يحددني؟"
      
      "أنتِ بتكبتي الذكرى دي، همم؟" سألها وهو بيبصلها من فوق كتفه، مزاجه كان بيغلي. "كنتِ في حالة صعبة بعد المهمة دي. نسيتي اللي عملته فيكي؟ ودلوقتي فاكرة إنك ممكن تجري على معركة تقتلي أي حد تشوفيه؟"
      
      "أنا مش ضعيفة!"
      
      "أنا عمري ما قلت إنك ضعيفة،" قالها. "دلوقتي، بطلي كلام."
      
      لحسن حظه، هي فعلاً بطلت كلام. ماكانش شايف إيه اللي بتعمله، بس كان ممكن يخمن إنها بتبص بغضب من الشباك. لما وصلوا الكوكب أخيراً، كايلو وقف عشان يبصلها. "فاكرة اللي قلته؟"
      
      "مفيش قتال. مفيش تسيب جانبي. مفيش تصرفات مستفزة،" ردت من خلال قناعها.
      
      "ثيودوسيا، أنا بتكلم جد،" قالها. هي ما كانتش شايفة وشه من ورا القناع، بس كانت ممكن تعرف إنه مكشر عليها.
      
      "هكون حريصة،" وعدت، وهي بتسحب غطاء راسها لفوق، وده خبا معظم وشها وهي ماسكة سيفها الضوئي في إيدها.
      
      لما نزلوا من السفينة، عساكر العاصفة كانوا واقفين صف، مستنيين الأوامر.
      
      كايلو أداهم أمر يبحثوا في المنطقة. ثيو اتحركت معاهم، بس هو مسكها من رسغها وشدها.
      
      "ما تسيبينيش،" قالها. هي طلعت تنهيدة صغيرة وفضلت جنبه، سيفها الضوئي المتفعل كان متعلق في إيدها بشكل مش مفيد.
      
      كايلو خد طريق مختلف عن القوات، رايح للأماكن الهادية في الكوكب. طلعوا الجبال على الكوكب.
      
      "ليه ما قدرناش نطير بالسفينة وندور؟" سألته، وهي بتتنفس بصعوبة بعد ما مشيوا حوالي نص ساعة.
      
      "لأن ده كان هيجذب انتباه كتير،" رد، وهو بيقود الطريق وهو بيطلع الجبل. كان فيه كلام إن فيه راجل في المنطقة عارف مكان لوك سكاي ووكر. كايلو كان ممكن بسهولة يجيب الإجابة من أي حد عن مكان الراجل ده لولا إن ثيو كانت موجودة. مهاجمة ناس الكوكب ممكن يحطها في خطر ملوش لازمة وغير كده، هو كان عنده إحساس إنها مش جاهزة لمعركة. مش دلوقتي على الأقل. هي لسه محتاجة وقت.
      
      "أنا عارفة إن المفروض ندور على الراجل سكاي ووكر ده وأيوة، هو جيدي وكل ده بس إيه اللي هيتحقق لما نلاقيه؟"
      
      كايلو تجاهلها. هي كشرت شوية بس ساعدته في البحث في المنطقة. "أنت قابلته قبل كده؟" كملت.
      
      "ماليش أي علاقة بالراجل ده،" جه رده الميكانيكي.
      
      "أنا ما سألتش إذا كنتوا قرايب، أنا بس-"
      
      "بطلة كلام،" قال، وهو بيشاورلها بصابعه.
      
      "إيه دلوقتي؟" سألت، بس هو سكتها وهو بيغطي بوقها. عينيه لفت حوالين المنطقة، وفعل سيفه الضوئي، وسابها. من بين الأشجار، بحث عن أي مصدر حياة. خرج من مكانه في اللحظة اللي طلقة ضربت ناحيته. بسهولة، سيد رن وقف الطلقة في الهوا.
      
      طلع من أماكن اختباء مختلفة مجموعة من المهاجمين متغطيين بعبايات بني. ثيو انضمت لكايلو جنبه. هي بصعوبة فاتت طلقة وهي رايحة هناك.
      
      "إذن بالقتال؟" سألت.
      
      كايلو كان عايز يقلب عينه. هي بس اللي ممكن تعمل نكتة في موقف زي ده. "مسموح."
      
      الاتنين بدأوا يهاجموا الناس. سيوفهم الضوئية بترمي أضواء حمرا في كل مكان. ثيو ابتسمت وهي بتحس بالأدرينالين بيعلى فيها، طلعت صرخة معركة ماكانتش مبررة لقتال صغير زي ده، بس بغض النظر، طلعت صرخة المعركة وهجمت بسيفها الضوئي بغضب، قتلت معظم المهاجمين، الاندفاع ده خلاها تحس بإثارة جامدة.
      
      جنبها، كايلو كان بيقاتل بسهولة، كل حركة بيعملها كانت محسوبة بس متهورة، تقريباً رشيقة في طريقة مسكته للسيف الضوئي.
      
      المهاجمين ظهروا أكتر وأكتر، وثيو رجعت لورا لما مجموعة من ستة منهم ركزوا انتباههم عليها. إثارة القتال كانت بتموت بالبطيء لما جثث أكتر وقعت على الأرض بعد ما قابلت لسعة سيفها الضوئي. الإثارة كانت بتستبدل تدريجياً بالذنب، وقتالها بطّأ، وفقدت حيويتها. هي قاومتهم بس مع كل هجوم، كانت بتبعد أكتر. بتبعد عن كايلو.
      
      كانت بتسمع كايلو بينادي اسمها، بس هي كانت مشغولة جداً بقتال المهاجمين عشان ترد.
      
      المهاجمين صرخين حاجة مش مسموعة لثيو. فوق صرخاتهم، سمعت كايلو، صوته كان يا دوب مسموع بسبب المسافة.
      
      "ثيو! خليكي مكانك. أنا هلاقيكي!"
      
      "أنا هنا! أنا-"
      
      في اللحظة دي، واحد من المهاجمين من وراها خبط عصايته في جنب راسها. كان فيه انفجار حاد من الألم قبل ما الدنيا تسود.
      
      "ثيو!" كايلو صرخ. هو كان لسه قاتل مجموعة المهاجمين. وهو بيتنفس بصعوبة من القتال، مشي في الاتجاه اللي سمع فيه صوتها. لف الزاوية ورفع سيفه الضوئي. مالقاش أي أثر ليها. كل حاجة بقت صامتة. تبع آثار الأقدام اللي كانت محفورة في التراب.
      
      على الأرض، لمح سيفها الضوئي وشاله بحذر، وهو بيفحصه في إيده.
      
      "ثيو،" نادى تاني. الصمت رد عليه. غمض عينيه ومد إيده من خلال رابط القوة بتاعهم لأي علامة ليها. مالقاش حاجة. إحساس بالذنب تقيل ملاه. هو فشل يحافظ عليها آمنة في أول مهمة ليها بعد ما رجعت.
      
      سمع خطوات تقيلة وراه، وهو لف بسرعة، وهو بيرفع سلاحه. عساكر العاصفة كانوا لسه وصلوا.
      
      "سيد رن-" عسكري عاصفة بدأ يقول.
      
      "لاقتوها!" كايلو صرخ، وده خض عسكري العاصفة. "فتشوا المنطقة وماتقفوش إلا لما تلاقوها،" أمر وعساكر العاصفة مضيعوش وقت في الانتشار عشان يدوروا على ثيو.
      
      كايلو طلع زئير وضرب بسيفه الضوئي، دمر كل حاجة قدامه. هي اختفت. صرخ بغضب وهو بيدمر الغطاء النباتي اللي حواليه، وهو بيطلع غضبه. وغضبه كان بيغذيه حاجة واحدة بس بتشغل تفكيره: هو فشل يحميها.
      
      ومش هيوقف لحد ما يلاقيها.
      
      
      
      
      
      صحيت في فزع، جسمها اتنفض من على الأرض. وقفت حركتها، وهي بتتأوه لما الدنيا حواليها بدأت تلف. راسها بدأت توجعها ألم شديد، وسندت على الحيطة عشان تحافظ على توازنها، وهي بتستحمل موجة غثيان. صوابعها راحت لجانب راسها حيث حست بانتفاخ. سحبت إيدها لقت عليها دم.
      
      فين هي؟
      
      بصت حواليها، مش قادرة تتعرف على أي حاجة. كانت في مكان إضاءته خافتة. مكان شكله مهجور. كشرت حواجبها، وهي بتحاول تفتكر إزاي وصلت لهنا. إزاي أصلاً وصلت لهنا؟ بالرغم من كده، الحقيقة الوحيدة اللي قلقتها أكتر كانت:
      
      مين هي؟
      
      راسها وجعتها أكتر كل ما فكرت. إيه اسمها؟ مش قادرة تفتكر حتى. بصت على نفسها. كانت لابسة عباية سودة، العباية كانت متقطعة في كذا حتة. كانت في خناقة؟ لا، هي اتهاجمت. بس مين اللي هاجمها؟
      
      اتأوهت من الألم. راسها وجعتها أكتر. خدت وقت شوية بس في النهاية قدرت تقف مستقيمة، وأول ما قدرت، خدت خطوات مهزوزة ناحية الباب. اتفاجئت إنه مش مقفول. طلعت بره.
      
      دخلت أوضة فيها كذا واحد متغطيين بهود، بيبصوا على شاشات وأجهزة، بيتكلموا مع بعض.
      
      "...وإيه أخبار الجيدي؟" واحد من الشخصيات المتغطية سأل. "هي عندنا تحت، بس هيكون خطر إننا نخليها هنا."
      
      "الفيرست أوردر هيجي ورانا،" شخصية تانية قالت.
      
      "يبقى مفيش قدامنا حل تاني،" واحد تاني قال بجمود. "هنضطر نقتلها."
      
      يمكن كانت بتلاقي صعوبة في التذكر، بس هي عرفت كويس إنها الشخص اللي بيتكلموا عنه. عينيها وسعت، وطاطت عشان تلاقي مكان تستخبى فيه. لازم تطلع. بس إزاي؟
      
      عينيها مسحت الأوضة. بصرها وقع على باب مفتوح بيخرج منه نور. راحت ناحيته. كانت أوضة الاتصال الداخلي. بصت جواها لقتها فاضية. جريت ناحية أقرب جهاز اتصال داخلي، ودست على زرار أحمر كبير كانت بس بتتمنى يكون زرار التوصيل.
      
      صوت عالي خرج من الأوضة، وهي كشرت. دست على أزرار أكتر وأكتر لحد ما سمعت أخيراً صوت وشوشة. "ألو؟ حد موجود؟" قالت في المايك. وشوشة أكتر جت من الطرف التاني.
      
      "أرجوكم! أي حد هناك، أنا محتاجة مساعدة. أنا...اتخطفت، وأنا فاكرة إنهم هيقتلوني- وأنا حتى مش عارفة أنا فين!" توسلت بيأس، الدق اللي في راسها بيزيد. الشخصيات المتغطية هتلاقيها قريب.
      
      "تم رصد إشارة استغاثة. تم استلام الإحداثيات. مين بكلم؟" جه صوت من الناحية التانية. هي طلعت نفس بارتياح.
      
      "أنا...أنا مش فاكرة اسمي، بس أنا مش عايزة أذى لأي حد. أنا بريئة، أنا فاكرة؟ أيوه، أنا بس اتأخدت. أنا بس محتاجة مساعدة-"
      
      "تمام، أنا عايزك تفضلي هادية. اسمي بو دامرون. هكون هناك في-"
      
      "يا سلام، شوف مين عندنا هنا،" حد قال من وراها. واحد من الشخصيات المتغطية شاور عليها بعصايته.
      
      "لا، استنوا. ممكن أشرح!" حاولت. ما كانتش عارفة بتقول إيه في اللحظة دي. إيه في الكون ممكن تستخدمه عشان تشرح الموقف؟ كانت هتقول أي حاجة عشان تفضل عايشة. "أنا مش هأذيكم!"
      
      "بتغيري كلامك دلوقتي بعد ما كايلو رن مش هنا، أنا فاهم،" الشخص المتغطي قال بغضب. ثيو كشرت حواجبها. كايلو... اتأوهت لما ألم حاد انتشر في راسها.
      
      "مش عارفة مين اللي بتتكلم عنه. مش أنا-"
      
      "بلاش كدب يا بنتي. مش هتطلعي من هنا عايشة،" قال بتهديد وبغضب، ورمى نفسه عليها.
      
      "تباً-" مسكت أقرب حاجة ممكنة، جهاز هولوغرافي كان مرمي، ورمته على الراجل. هو تفاداه بسهولة، وهي نطت فوق الترابيزة عشان تحمي نفسها. هو بدأ يضرب الترابيزة اللي كانت مستخبية تحتها، كل ضربة كانت بتخلي الدق في راسها يسوء.
      
      "شوف، مش ممكن نتكلم ونتفاهم؟" صرخت عليه. "زي ناس عاقلين؟"
      
      ردها الوحيد كان مزيد من الهمهمات وفجأة نط فوق الترابيزة وشدها من تحت ملجأها. "سيبني يا حيوان-"
      
      كلامها اتقطع لما خبط العصاية في الأرض جنب راسها بالظبط. عينيها وسعت. حاولت تقف على رجليها بس اترمت تاني على الحيطة بضربة. اتأوهت، غمضت عينيها وهي بتحس بالدنيا بتلف حواليها. فتحت عينيها للحظة وشافت الراجل بيهجم عليها. رفعت إيدها للدفاع، قوة غير مرئية انفجرت من إيدها، ورمت الراجل لورا، وطرحته أرضاً فوراً. طلعت شهقة.
      
      "ما كنتش أقصد..." بصت على إيديها. "أنت كويس؟" الراجل طبعاً ما كانش كويس. في اللحظة دي، حست باستكشاف لطيف في عقلها، وكشرت حواجبها. فيه حاجة في الوجود ده كانت مألوفة. كانت يائسة ومحتاجة. كانت بتتوسل. مش عارفة تعمل إيه، ضغطت صوابعها على صدغها وحاولت تركز على الوجود ده. فجأة حست باتصال بالوجود ده، وكان مريح جداً. صوت عالي من خارج الأوضة شتتها عن الوجود ده. وقررت إن ده مش أحسن وقت عشان تفهم قدراتها الجديدة، جريت تاني لجهاز الاتصال الداخلي.
      
      "أنت لسه موجود؟!" صرخت. ماكانش فيه صوت من الناحية التانية. لعنت وبدأت تمشي ناحية المخرج. مهاجمين أكتر وأكتر بدأوا يتدفقوا، كلهم أسلحتهم موجهة ناحيتها.
      
      رفعت إيديها، بابتسامة ملتوية. "ما أعتقدش إنك هتحب تتفاوض على شروط الاستسلام؟" سألت. القائد صرخ بأمر، وكلهم هجموا عليها.
      
      "تمام، تمام. اعملي الحركة دي تاني،" قالت لنفسها، وهي بترفع إيديها ناحيتهم، صوابعها مفتوحة. "تباً. تمام، مش شغالة! مش شغالة!"
      
      سمعت دوي عالي من ورا المجموعة، وراجل بشعر أسود مجعد طلع منه، بيحمل مسدس ليزر. "يا جماعة، نزلوا أسلحتكم!" صرخ. الشخصيات المتغطية لفت ناحيته.
      
      "صدفة تعرف حد اسمه بو دامرون؟" سألت. هو حول انتباهه ناحيتها بابتسامة خفيفة.
      
      "سعيد إنك سألتي،" رد، بس في اللحظة دي، المهاجمين بدأوا يهاجموا، وانقسموا لمجموعتين، واحدة بتهاجم بو وواحدة بتهاجمها. وهي من غير دفاع، فضلت ترمي عليهم أي حاجة عشوائية، وأحياناً كانت بتلكمهم وتركلهم بقوة. الأدرينالين اللي اتقلب مع الألم اللي حست بيه، عمل اندفاع كبير جواها لدرجة إنه لما مجموعة منهم قربت منها، رفعت إيدها وطلعت صرخة انفجار قوة من إيدها رمتهم على الحيطة تاني بقوة، وده طلع صوت كسر عظم مقرف، وهي ماسكاهم هناك.
      
      بو، اللي كان لسه مخلص على المهاجمين التانيين، لف يبص على البنت في صدمة. كانوا هما الاتنين بس اللي فاضلين. هي نزلت إيديها والجثث الفاقدة للوعي للمهاجمين وقعت على الأرض. بصت على بو، وهي بتتنفس بصعوبة من المجهود. الدنيا كانت بتلف. نفسها بقى صعب. وبسرعة، رجليها سابتها والدنيا اسودت.
      
      "هي محتاجة مسعف دلوقتي!"
      
      ..... 
      
      
      
      "القائد دامرون، مين دي؟"
      "لو سمحت، هي محتاجة مساعدة."
      "لقيتها فين؟"
      "بص، هي بتنزف كتير. خبطت راسها بعد ما أغمى عليها. لو سمحت بس ساعدها. أنا هشرح كل حاجة بعدين."
      
      "...دخلوها."
      "هتكوني كويسة. هتكوني كويسة..."
      في لحظات الوعي القصيرة، كانت يا دوب قادرة تفهم إيه اللي بيحصل. بس لما أخيراً حست إن جسمها بيرجع للحياة ببطء، فتحت عينيها، ورمشت كذا مرة عشان الأضواء القوية اللي كانت موجهة عليها. حركت صوابعها شوية، وهي بتحاول تمسك أي حاجة تساعدها تقوم. إيدها خبطت في الجانب بتاع السرير، مسكته قبل ما تشد نفسها وتقوم. طلعت أنين خفيف.
      
      بو، اللي كان نام على كرسي غرفة العنبر، صحي على صوتها. نط على رجليه. "إيه، إيه. بالراحة،" قال وهو ماسك دراعها. هي بصتله، وكشرت حواجبها لما عرفته.
      
      "دامرون؟" سألته، صوتها كان خشن. هو بسرعة صبلها كوباية مية، وهي قبلتها بامتنان، وشربتها كلها.
      
      "أيوة، أنا. بو،" قال وهو بيبتسم. "أنتِ في العيادة الطبية في قاعدة المقاومة."
      
      "المقاومة؟" كررت. "إيه...إيه اللي حصل؟"
      
      "وصلني إشارة استغاثة منك. تتبعت إحداثياتك ولقيتك في السفينة دي مع المهاجمين وطلعتك. مع إني شايف إنك كنتِ ممكن تتصرفي بنفسك،" جاوبها. هي حاولت تقوم، وهو ساعدها ساند جسمها عشان تخليها في وضعية قعدة مريحة أكتر. "كنتِ فاقدة الوعي حوالي يوم. الممرض لقى جرح في راسك قبل ما تقعي، وأنا فاكر إن إغمائك ما ساعدش في أي حاجة، عشان كده لازم تتحركي ببطء عشان تتجنبي أي مضاعفات."
      
      هي كانت فاكرة المهاجمين بس مش فاكرة نفسها. "صدفة تعرف اسمي؟" سألته، صوتها كان مش متأكد.
      
      "يعني أنتِ مش فاكرة أي حاجة؟" قالها. هي كانت قالتها قبل كده، لما كانت نادت على إشارة الاستغاثة، بس هو كان بيتمنى إن ده كان مجرد صدمة.
      
      "أنا...أنا فاكرة إني صحيت في الأوضة الضلمة دي وبعدين كان فيه المهاجمين دول...و-" شهقت، عقلها افتكر الحادثة اللي في أوضة الاتصال الداخلي. "أنا هاجمتهم بـ...بـ قوة كده أو حاجة. زي درع قوة غير مرئي حماني،" سكتت، وبصت على إيديها. ضحكت ضحكة مالهاش روح. "أكيد فاكرني مجنونة."
      
      "لا، مش فاكرك كده،" قالها. هي بصتله. "أنا شفتها. أنتِ استخدمتي القوة."
      
      "القوة؟"
      
      "أيوة، القوى اللي عند الجيداي. أنا عمري ما شفتها بتشتغل قبل كده. بصراحة، كنت فاكر معظم الجيداي اختفوا، ورغم كده أنتِ هنا،" قال وهو بيهز راسه بذهول. هي فكرت في لما خرجت أول مرة من الأوضة اللي كانت فيها، لما واحد من الشخصيات المتغطية نادى عليها جيدي.
      
      "جيدي..." تمتمت. هزت راسها، وهي بتحاول تفتكر أي قوى سابقة للقوة اللي لسه اكتشفتها. كان فيه نوع من الضباب في راسها، وجود غامض بيخليها تحس إن كل ذكرياتها على طرف صوابعها ومش موجودة أصلاً. ده خلاها تحس إنها ضعيفة جداً.
      
      "أنتِ كويسة؟" بو سأل، وهو شايفها سكتت. "ممكن أجيب الممرضة-"
      
      "أيوة، أنا بس..." عملت ابتسامة مزيفة. "أنا فاكرة إني محتاجة اسم جديد، صح؟" مازحت بخفة رغم شعورها بالعجز.
      
      بو ضحك. "أعتقد كده. فيه أي أسماء في بالك؟"
      
      هي ابتسمت وفكرت شوية. "الأفضل تفكري كويس. مش كلنا بنقدر نختار أسامينا،" علق بابتسامة تشجيع.
      
      "همم، ممكن أسمي نفسي حاجة جامدة أوي زي روان، مش كده؟" هي ماشيت معاه في اللعب. "أو يمكن حاجة شيك زي أناستازيا؟"
      
      بو رفع إيديه مستسلم. "اختيارك."
      
      ابتسامة صغيرة ظهرت على وشها، وما كانتش مصطنعة زي اللي قبلها. "بس،" قالت وهي بتبص من الشباك الصغير بتاع العنبر اللي كانت شايفة منه النجوم في المجرة. "أنا فاكرة إني هختار أستريد."
      
      "أستريد؟" بو كرر باستغراب. "مفيش أسماء شيك لولادتك الجديدة؟"
      
      "لأ،" ابتسمت. "أنا أستريد. أستريد وبس."
      
      "طيب، أهلاً يا أستريد وبس. أنا بو دامرون،" قال وهو بيغمز.
      
      "يا عم غور!" قالت وهي بتضحك، وبو ضحك معاها.
      
      "أهلاً بيكي في الدنيا يا أستريد..." سكت، وساب السؤال غير المنطوق معلق. هي فكرت شوية.
      
      "جونز،" قالت أخيراً.
      
      "أهلاً بيكي في الدنيا يا أستريد جونز!" بو صرخ بصوت عالي، صوته علا وهو بيرفع كوباية مية. "نخب أستريد جونز، جيدي الـ-"
      
      "إشششش!" المعالجة اللي كانت بره الأوضة وبابها كان مفتوح شوية، لمت شفايفها بسرعة، وكشرت عليه. بو عمل وش وحط إيده على بوقه، وده خلاها تضحك.
      
      بصوت واطي، كمل نخبه ليها، وشربوا ميتهم عشان كده. كانت فيه لحظة لما أستريد حست إنها في سلام تقريباً رغم وضعها الحالي. وبالرغم من إنها كانت بتتمنى تفتكر ماضيها، إلا إنها اتساءلت إذا كانت دي فرصة عشان تبدأ من جديد. تعيش حياة جديدة.
      
      دردشت مع بو شوية كمان قبل ما الممرضة، الممرضة أوزوالد، دخلت. الممرضة طلعت جهاز هولوغرافي وبدأت تسأل أستريد أسئلة.
      
      "ممكن تفتكري اسمك اللي اتولدتي بيه؟"
      
      "لا..." أستريد ردت بصوت واطي.
      
      "عندك كام سنة؟" الممرضة سألت، وهي بتعلم على حاجة في الجهاز الهولوغرافي.
      
      "اممم...خمسة وعشرين؟" حاولت.
      
      "إيه آخر حاجة ممكن تفتكريها قبل إصابتك؟"
      
      "مش متأكدة...أنا بس فاكرة إحساس انفجار الألم ده على جانب راسي، واللي بعده عرفته إني صحيت في قاعدة المهاجمين اللي بو لقاني فيها."
      
      الممرضة أوزوالد قعدت معاها وكملت تسألها أسئلة عشان تشوف قد إيه من ذاكرتها ضاعت. وكما اتضح، هي فعلاً عانت من فقدان ذاكرة كامل. هيكون تمام، الممرضة قالت، ممكن يعملوا اختبارات معرفية وفحوصات عشان يتأكدوا من نشاط دماغها. بعد ساعة من مجرد أسئلة أستريد ماقدرتش تلاقي إجابات ليها، الممرضة قالتلها تستريح قبل ما تطلع من الأوضة.
      
      "أنا فاكرة إني هنام،" قالت وهي بتكتم تثاؤب.
      
      بو وافق وساعدها ترجع تنام. "شكراً إنك أنقذتني يا بو،" قالت بابتسامة. "كنت فاكرة إني هموت هناك، فشكراً."
      
      ابتسملها. "مفيش مشكلة، يا أستريد."
      
      إحساس بالفرحة غلبها لما سمعت اسمها الجديد. أيوة، دي كانت فرصتها عشان تبدأ من جديد. نامت ولقيت النعاس غلبها بسرعة، وهي يا دوب واعية إن بو رجع لكرسيه جنب سريرها، قبل ما ينام.
      
      كايلو رن كان غضبان. غضبان لأن ثيو اختفت. غضبان لأنها غالباً كانت بتعاني في مكان ما في المجرة لو ما كانتش ماتت بالفعل. هو قاعد في بقايا مكتب كان بوظه قبل كده بسيفه الضوئي، ريحة البلاستيك والمعدن المحروق كانت بتخنقوا تقريباً. ما ردش لما هاكس دخل بعد ما كسر نظام التحكم. الجنرال بس بص عليه بنظرة غير راضية وشال أي حاجة متبقية من التكنولوجيا الغالية، حتى ما اتكلمش عن ضيقه. ساب كايلو في الأوضة، والراجل الأصغر فضل قاعد، سانده ضهره على الحيطة وركبه مرفوعة على صدره. بس في اللحظة دي، لما سكت الفوضى اللي في دماغه، حس بانفجار في القوة.
      
      عينيه اتفتحت بسرعة. هو عرف توقيع القوة. وجود مألوف في دماغه كان سكت اليوم اللي فات. دي كانت ثيو. غمض عينيه، وحس بيها من خلال الرابط بتاعهم. قدر يحس بخوفها. حواجبه كشرت. هي كانت خايفة. مد إيده ناحيتها من خلال الرابط بتاعهم، وهو بيتمنى يتواصل معاها. وهو حاسس بالعجز، فضل يحاول يتواصل معاها، وللحظة، جزء من الثانية، اتصلوا، قبل ما وجودها يتسحب منه. وطلع زئير غضب، كايلو شال سيفه الضوئي، وحس بإحساس جديد بالانتقام بيستهلكه وهو متجه ناحية الهنجر. هي كانت عايشة. ده كل اللي كان محتاجه.
      
      يتبع-- 
      
      

      Pages

      authorX

      مؤلفون تلقائي

      نظام شراء