موصى به لك

الأقسام

الأعلى تقييمًا

    أعمال أصلية (RO)

      الأفضل شهريًا

        روايه سفر الأقدار - عالم غريب بانتظاركم

        سفر الأقدار

        2025,

        خيال علمي

        مجانا

        يا زين هذي الرواية! تبدأ بسوالف عن زخات شهب نادرة، بس كل شيء يتلخبط لما بطلتنا جيانغ هوي تحاول تاكل اندومي بعد يوم شاق. مكالمة عمل تزعجها، وتنتقم من الكمبيوتر، اللي يسبب كارثة كهربائية. وفجأة، تلقى نفسها في مكان ثاني، في عالم غريب بعد ما روحتها انسلخت من جسمها وراحت في الفضاء.

        جيانغ

        موظفة كادحة تتعرض لضغوط الشغل ولسانها سليط. حياتها مليانة حظ سيء، لدرجة إنها ما قدرت تاكل وجبة اندومي بسبب مكالمات العمل اللي ما تخلص. شخصيتها قوية وتتحمل، بس عندها حد للصبر، وفي الأخير يخلص وتنفجر.

        الفريق الفلكي الصيني

        هم أعلنوا عن زخات الشهب

        الناس العاديين في الكوكب الأزرق والكوكب 732

        ..
        تم نسخ الرابط
        روايه سفر الأقدار - عالم غريب بانتظاركم

        الساعة 3:45 العصر بتوقيت بكين، عالم الفلك الصيني المشهور "جيا منغ" وفريقه الفلكي، اللي يعتبرون الأفضل في البلد، أعلنوا أول توقع لهم عن حدث فلكي ضخم، هو زخات شهب بتكون بالآلاف. الزخات هذي تنبأوا إنها بتمر أقرب مدار لكوكبنا الأزرق من أي شيء شافه الإنسان من قبل. القياسات الحالية تدل على وجود جسم سماوي ضخم في المنطقة الإشعاعية اللي حولها، ممكن يكون ثقب أسود...
        
        "هنا، هنا... إيوه، اللي رقمها الأخير 7474، هذي هي. عطني إياها، يعطيك العافية." طلعت البنت نص جسمها من الباب ومدت يدها، وأخذت الطرد من الرجال.
        
        ظل حق التوصيل يطالع في الباب اللي تسكر وهو شوي يهتز. الكلام اللي كان يبغى يقوله ما لحق يطلعه، وبقى بس آخر "يعطيك العافية" تتردد في الجو.
        
        آه، ليش شباب هالزمن كذا مستعجلين؟ كان وده يسولف شوي، حتى لو جملة ولا جملتين. هذي خامس مرة اليوم يتقفل الباب في وجهه كذا.
        
        آه، في هالزمن، صار صعب مرة الواحد يسولف؟ متى صارت المسافة بين الناس بعيدة كذا...؟ فيلسف حق التوصيل لحظة، وحس إن الموضوع له علاقة شوي بمادة علم الاجتماع اللي درسها في الجامعة.
        
        أما عن ليش واحد مثقف ومتخرج من الجامعة صار يوصل طلبات – فهذا موضوع ثاني يحتاج دراسة اجتماعية لحاله.
        
        وبوجهه البايخ وشفايفه النازلة، حق التوصيل ما كان عنده خيار غير إنه يمشي وهو محبط، لأن الوقت كان يضغط عليه عشان يوصل الطلب اللي بعده.
        
        كان في الأصل يبغى يخبر الناس بآخر الأخبار ويقول لهم عن زخات الشهب اللي توقعوها، لكن مع قرب المغرب، ما لقى ولا أحد مهتم يسمع.
        
        هذا كان الطلب قبل الأخير له، بعده بس طلب واحد ويخلص دوامه لليوم. الأخبار قالت إن فيه فرصة كبيرة إنهم يشوفون زخات الشهب الليلة، وحجمها يعتبر حدث يصير مرة كل مليون سنة.
        
        عشان يستعد، استأجر كاميرا كبيرة ومعدات، وكان يأمل إنه يلتقط مجموعة صور فلكية خرافية. بهذي الصور، يمكن يقدر ينقز لمستوى أفضل في شغله وفي المجتمع.
        
        بس... كل هذا ممكن يستنى. السواليف ممكن تستنى. أول شيء، لازم يخلص توصيلاته. توصيل طلبات! لأنه مهما كانت أحلامك كبيرة، لازم بالأول تاكل.
        
        على فكرة، وش ذا الشيء اللي كان معلق عند البنت قبل شوي؟ تعليقة؟ جرس؟ كانت لونها رمادي ومغبر، وألوانها متخلطة، لا هي حديد ولا بلاستيك، وشغلها كان خشن، كأنه قطعة فنية انحتت على السريع.
        
        أشياء زي كذا صارت في كل مكان في هالزمن. الناس اليوم متعودين على فكرة إن الشيء الغريب شكله، كل ما كان أحسن. إذا ما فهمته، معناته إنه شيء كويس. أكيد إنه حير كثير ناس - زي حق التوصيل.
        
        في اللحظة اللي لف فيها وجهه، حس شعور غريب إن لون التعليقة كان شوي غريب. كأنه... كان يلمع؟ كان نوع من النور الغريب اللي يشد الانتباه على طول، يلمع بطريقة ما توصف، وصعب إنك تعبر عنها بأي لغة نعرفها - ما هو شعور عادي يعرفه الناس.
        
        بس بعدها، في طرفة عين، رجعت كأنها تعليقة عادية، رمادية وباهتة، عادية وشكلها شين لدرجة خلته يشك إذا اللي شافه قبل شوي كان وهم. حق التوصيل ضحك على نفسه لأنه قاعد يحلم. أكيد هذا من كثر ما يقرأ - حتى صار يتخيل أشياء خارقة للطبيعة. بس للأسف، العالم ما فيه هالكثر من الغرائب.
        
        حس على نفسه على طول إنه يمشي أسرع واتجه للجهة الثانية من المبنى.
        
        طيب، وش كانت البنت، اللي أخذت الطلب وخلت حق التوصيل يطنقر شوي، قاعدة تسوي الحين؟ أكيد في هالوقت كانت قاعدة تاكل طلبها، صح؟
        
        إيه، ومو إيه.
        
        
        
        
        
        
        
        
        بالفعل، هي استلمت الطلب. وبمجرد ما فتحت الغطا، ريحة المرق الحار اللي تشهي انتشرت في المكان، والمكونات شكلها كان يفتح النفس ولذيذ. شهيتها، اللي كانت ضايعة من كثر الشغل الإضافي طول اليوم، رجعت فجأة. بسرعة، مسكت قطعة بطاطا طرية وما قدرت تستنى تاكلها.
        
        فرحتها بسرعة تحولت لكارثة. لأنها استعجلت في الأكل، حرقها الأكل في فمها، وصارت فقاعة كبيرة. الألم كان حاد، وفي ردة فعل سريعة، كبت جزء من المرق الحار. ومن بعدها، الموضوع صار أسوأ - صار زي سلسلة ردود فعل. وشعرها صار منكوش على جوانب وجهها، ونجحت في إنها تكب كل قدر المرق الحار، بما فيه القطعة اللي كانت ماسكتها.
        
        الأكل انكب عليها كلها، والجلد اللي كان ظاهر صار أحمر من الحرق. وزيادة على كذا، ما أكلت ولا لقمة من مرقها الحار.
        
        البنت على طول صار شكلها كأنها بتنفجر، وبعدها تغير تعبير وجهها لخليط من القهر وقلة الحيلة، وتحاول تكتم مشاعرها.
        
        يا ربي. هذا هو اللي يسمونه الحظ الشين، اللي حتى لو تشرب موية تغص؟ حتى المرق الحار صار يتهاوش معي اليوم!
        
        بس بعد سنوات من مواجهة الحياة الصعبة، ما كانت من النوع اللي ينهار عشان موقف بسيط. وبعدين، ما كان فيه أحد حولها يشوف قهرها. في هالشقة الكبيرة، هي لحالها - لمين بتوري حزنها أصلاً؟
        
        بعدين، كلها قدر مرق حار انكب. ما عصبت حتى لما أجبروها يشتغلون زيادة ويعدلون العقد نفسه 43 مرة اليوم. بعد اليوم هذا، حست إن صبرها وهدوءها تحسنوا كثير. كانت ممكن تشكر العالم وعملائها لأنهم أعطوها هالفرصة، وهي تبتسم.
        
        جمعت نفسها، ونظفت الفوضى، وأخذت لها لبس بيت أي كلام، وراحت بسرعة للحمام تاخذ لها دش منعش.
        
        عدلت مزاجها بسرعة بعد ما طلعت، ورجعت طبيعية.
        
        لكن... العشاء لسه راح عليها. تطلب وجبة ثانية يعني بتجلس تستنى أكثر من ساعة. "جيانغ هوي" ما كان عندها هالكثر صبر، خصوصاً إن عميلها "الحبيب" لسه يستناها تعدل العقد للمرة الـ 44. هدي أعصابك!
        
        فقررت، بعد ما فكرت شوي، إنها تاخذ كيس اندومي من المطبخ، وتتصرف فيه للعشاء. كانت ميته من الجوع.
        
        بعد ما طلعت من المطبخ، مشت لطاولة الأكل وغلت موية. التلفزيون كان لسه يعرض أخبار عن زخات الشهب، والخبراء يستخدمون أقوى الكلمات عشان يوصفون كم هي نادرة وعظيمة بتكون.
        
        هي ما كانت مهتمة كثير في البداية، بس بما إنها كانت تستنى الموية تغلي، وصوت المعلق كان مرة جذاب، لقت نفسها سرحانة شوي، وقاعدة تعض على شوكتها.
        
        صوت الموية وهي تغلي رجعها للواقع. بسرعة كبت الموية على الاندومي، وبعدين شالتها ورجعت لمكتبها عشان تكمل شغل.
        
        الاندومي ما المفروض يجلس وقت طويل، بس برضو يحتاج وقت. وهي حاطة يدها على ذقنها، طالعت في الشباك الكبير اللي جنب الكمبيوتر. من البلكونة الواسعة، كانت لسه تقدر تشوف الليل برا. وفي نفس الوقت، الشخص اللي في التلفزيون وراها كان لسه يتكلم بحماس عن زخات الشهب.
        
        آه، يازين الطفش. متى بتجي زخات الشهب هذي؟ ممكن... في اللحظة الجاية؟ لا، مافيه أمل إني أشوفها بالصدفة. وبعدين، أنا في المدينة، مو أحسن مكان عشان أطالع في النجوم.
        
        طيب ليش قاعدة تفكر في الموضوع أصلاً؟ هل فعلاً تأثرت من كلام الناس؟ الحين، الأفضل إنها تركز على إنها تشبع بطنها.
        
        آه، الاندومي استوى، وهي مرة جوعانة.
        
        
        
        
        
        
        إلا إنها، وهي على وشك إنها تشيل غطا الاندومي...
        
        "رن رن رن، رن رن رن، رن رن رن..." دق جوالها.
        
        جيانغ هوي عصبت مرة لدرجة إنها بغت ترمي الشوكة في الصالة. وبعيون معصبة وجبين مكرمش، طالعت في الاندومي وكأنه أسوأ عدو لها.
        
        الواقع مؤلم. أنسى موضوع زخات الشهب - هل هي، اللي تعتبر عبدة مسكينة للشركات، ما تستاهل حتى تاكل كوب اندومي حار وطازج؟
        
        بآخر نظرة حزينة على الاندومي، مسكت جوالها من الطاولة، وخلت شوكتها غارزة في طرف الكوب، وراحت وهي معصبة عشان ترد.
        
        ما يحتاج تخمن - أكيد كان العميل اللي مسؤول عن الـ 43 تعديل اللي قبل. حنه وتدقيقه كان أسوأ شيء مرت فيه جيانغ هوي، وصل لمستوى سخيف.
        
        فيه عملاء كثير يدقون بعد الدوام يطلبون شغل إضافي، بس قد سمعت عن واحد يطلب منك تعدل جملة وحدة ثلاث مرات، وتدققها ثلاث مرات، وبعدين يلقى جزء جديد ويطلب تعديله؟ وإذا ما سويت له اللي يبغاه، يشتكي ويقول إنك مو محترف ويهدد إنه يشتكي عليك. وإذا تجاهلته، يروح يشتكي عليك صدق.
        
        ممكن البعض يقول إن التعامل مع عميل زي كذا ما يستاهل المشاكل، وإن خسارة جزء من الراتب بسبب شكوى أفضل. بس هذي ما هي المشكلة الحقيقية. المشكلة هي إن العميل بيضايق مديرها بنفس الطريقة، ويجننه... وفي النهاية، المشكلة بترجع لجيانغ هوي.
        
        هذي مو حلقة مفرغة وتخوف؟! جيانغ هوي لها سنة بس في الشركة، وتعاملت مع هالعميل أربع مرات. وهذي كانت المرة الرابعة، وفي كل مرة كان يعذبها لدرجة إنها تفكر بجدية إنها تستقيل.
        
        لكن، كل مرة، مديرها كان يقدر يرجعها بكلامه الحلو - غالباً عشان الراتب كان زين. عشان نكون منصفين، مديرها اضطر يتدخل مادياً عشان يقنعها، لأن إيجاد أحد صبور كفاية عشان يتحمل عميل زي هذا وبسعر رخيص مو سهل.
        
        بعد ما خلصت المكالمة، رجعت جيانغ هوي، ووجهها معصب - عيونها، خشمها، فمها، كل شيء - وهي ماسكة جوالها بقوة.
        
        طالعت في كوب الاندومي، اللي صار شكله فاضي وذابح، كأنها فضت كل اللي فيها في دقايق.
        
        وحست إنها تائهة، طاحت على الكرسي بقوة، وخلت الكرسي الخشب يطلع صوت قوي. عيونها راحت من غطا كوب الاندومي إلى مؤشر الوقت اللي في الزاوية اليمين تحت من شاشة كمبيوترها.
        
        هي اشتغلت زيادة سبع ساعات اليوم. ما تقدر حتى تاكل وجبة حارة؟!
        
        جيانغ هوي ضربت يدها اليسار على المكتب كم مرة بقهر، وهي مو مهتمة إن يدها صارت توجعها. وفي الأخير، ما قدرت تتحمل أكثر، وطلعت قهرها بأنها ضربت بقوة على الزر اللي في الزاوية اليسار فوق من الكيبورد. لما تسيطر المشاعر، يسوي الواحد أشياء غبية، وهي ما كانت تفكر زين أبد.
        
        مع إنها استخدمت إصبعين بس هالمرة، القوة ما كانت أقل من لما ضربت المكتب بيدها كلها قبل شوي. وبمجرد ما أصابعها ضربت الزر، كوب الاندومي اللي على المكتب نط وزحف قدام نص بوصة، وصار طرفه لاصق تماماً في جانب الكيبورد.
        
        وفي نفس الوقت، في مكان ما تشوفه جيانغ هوي، التعليقة اللي كانت معلقة برا نطت شوي، وطلعت نور خافت ومجموعة أصوات خفيفة كأن في شيء اشتغل.
        
        "بيب بيب بيب-" صوت طلع لفترة، بس ما كان واضح هل هو من التلفزيون ولا من صوت الساعة.
        
        عقلها صار فاضي. يا ويلي، كارثة! هل حذفت كل شيء بالغلط؟!
        
        وفي حالة من الهلع، حسّت ببرودة تمشي من ورا راسها لين رقبتها وعمودها الفقري. ظهرها صار بارد، بس وجهها وصدرها كانوا حارين. التناقض بين البرودة والحرارة خلى جيانغ هوي تحس إنها بتنجن.
        
        لو كل شيء انحذف صدق، بيصير كأني رجعت لنقطة البداية. وش اللي خلاني اطلع قهري على الكمبيوتر؟ وليش كنت كأني في حرب مع كوب اندومي؟ هل خلاص انجننت من طلب التعديل الـ 44 من العميل؟
        
        جيانغ هوي كانت تعرف إن الشيء اللي المفروض تقلق منه الحين ما هو مشاعرها، لكن هل العقد اللي قضت اليوم كله تعدل فيه جزء جزء راح بسبب تصرفاتها المتهورة.
        
        بس بعدها، فجأة جاتها فكرة غريبة. حسّت إنها فقدت عقلها، حتى فكرت إن لو العقد راح، يمكن خلاص بترتاح. هل لازم تستقيل؟
        
        فكرة إن الملف ممكن يكون راح، والكمبيوتر ممكن يكون اخترب، ملتها بشعور غريب من الفرح، كأنها طايرة في الهواء. شعور سري بالفرح والترقب طلع فيها.
        
        لحظة، وش قاعدة تفكر فيه أصلاً؟!
        
        هل هي تحت تأثير سحر، ولا عقلها فصل؟ كيف ممكن تجيها أفكار زي كذا؟
        
        
        
        
        
        
        
        آآآآآه، فكرت في نفسها، "أنا عدلت العقد هذا 43 مرة، وعلى وشك أبدأ التعديل الـ44! الوقت من ذهب - كل هذا عشان الفلوس، وما أقدر أضيعه."
        
        تغير تعبير وجهها بسرعة، وجهها صار أحمر، بعدين شاحب، وبعدها أخضر باهت، وعيونها رجعت تلمع مرة ثانية.
        
        الوقت كان يمشي ببطء. وهي تطالع في الكمبيوتر، اللي ومض كم مرة بس في النهاية رجع على الشاشة الأصلية، طلعت زفرة طويلة من الراحة - كأن الكون مو ضدها بالكامل، والتعديل الـ 44 في أمان.
        
        لكن، لسبب ما، لسه كانت حاسة بخيبة أمل شوي.
        
        آه، فكرت في نفسها، "بخلص التعديل هذا بس، وبطفي الكمبيوتر، وبنسى كل شيء ثاني."
        
        جيانغ هوي حطت يدها على الكيبورد، واليد الثانية مسكت فيها كوب الاندومي، عشان تحطه على جنب. من طرف عينها، لمحت المرق اللامع والاندومي اللي بدأ يلين، ويدها وقفت تلقائياً.
        
        "آه... يمكن آكل لقمة أول،" فكرت. "ولا ممكن أموت من الجوع قبل ما أخلص شغلي. مرت نص يوم، وما أكلت ولا لقمة. لقمة وحدة ما هي طلب كبير، صح؟"
        
        في النهاية، استسلمت لشهيتها، جيانغ هوي وطت راسها شوي، وعيونها على تحت وهي تغرز شوكتها في كم حبة اندومي.
        
        ما انتبهت لليل المظلم برا، اللي كان فيه ضباب خفيف يلمع، ومعاه صوت خفيف حاد يتردد جوا وبرا الغرفة.
        
        وبينما الاندومي كان يقرب من فمها، عيونها راحت لشاشة الكمبيوتر، اللي توها صارت سوداء. عيونها اتسعت وهي تطالع، وشافت الشاشة مليانة بسلسلة من رسائل خطأ حمراء ما تنفهم، وقاعدة تنزل زي الشلال، حمراء زي الدم اللي كان ينبض في قلبها.
        
        عقلها كان على وشك الانهيار، بس يدها تلقائياً كملت حركتها لقدام. المرق اللي كان لسه حار انكب عليها، وخلعها، وسبب إن الاندومي يطيح على ظهر يدها. الصدمة سببت سلسلة ردود فعل في عقلها وجسمها؛ يدها بسرعة ضربت، وكبت كوب الاندومي كله، وغرقت اللابتوب بالمرق.
        
        - وخلاص انتهى الموضوع.
        
        جيانغ هوي ما قدرت تكتم صرخة قصيرة وحادة، والمرق من الاندومي انكب على كمبيوترها كله، وكون شبكة من النور اللي ومض زي البرق. وفي نفس الوقت، الشاشة السوداء للكمبيوتر كملت تنزل سيل لا نهاية له من الكلام الأحمر اللي ما ينفهم.
        
        وفي هاللحظة اللي كانت كارثية مرة، شهب نزلت من السماء، زي النجوم وهي تطيح من السحاب.
        
        جيانغ هوي حست بمئات وآلاف التيارات الحادة تقرب منها من ورا، وتلفها، وتلف الأرض، والطاولة، وكمبيوترها بقوة هائلة. وفي النهاية، كل اللي حولها جرفته موجة كبيرة.
        
        وبين زخات الشهب، فقدت وعيها.
        
        
        
        
        
        
        
        ---
        
        يُقال إن سرعة الضوء هي أسرع سرعة عرفتها البشرية، بينما الزمن هو كمية فيزيائية شاملة تحدد حالات الحركة والسكون لكل شيء.
        
        على الكوكب الأزرق، هناك أسطورة قديمة: عندما يستطيع الإنسان تجاوز سرعة الضوء ويحقق زخماً معيناً، قد يتمكن من عكس تدفق الزمن أو حتى السفر عبر الزمان والمكان.
        
        إذًا، ماذا لو كان العكس صحيحًا؟ إذا استطاع شخص ما عبور تيار الزمن، فهل يمكنه أن يشهد سرعة الضوء؟
        
        في الليلة التي هطلت فيها زخات الشهب، لم يكن أحد يعلم أن نسمة من الروح من الكوكب الأزرق قد جرفتها تيارات الزمن، لتنجرف في الفضاء الواسع للكون.
        
        طفقت تسبح ببطء داخل نهر الزمن، مصاحبةً لسرعة تريليونات من الضوء، تسير جنبًا إلى جنب مع الشمس والقمر والنجوم، غير مدركة لوجهتها.
        
        في نهاية المطاف، استيقظ هذا الجزء من الوعي من سبات طويل، وكأنه عبر برية قديمة، يهبط ببطء وفي النهاية انجذب نحو نقطة مألوفة.
        
        في لحظة، في نفَس، عادت نسمة من الروح، وتفتحت زهرة حياة من جديد.
        
        في عام 9983 من العصر الثامن للتقويم النجمي، كانت منطقة داخل اللوحة القارية المركزية للنظام النجمي الدائم، المسمى "الكوكب 732"، تشهد أيضًا زخات شهب.
        
        ومع ذلك، فقد اعتاد الناس هنا على مثل هذه المشاهد منذ زمن طويل ولم يتوقفوا عندها بسببها.
        
        في إحدى البنايات السكنية، انطفأت الأضواء في أحد المنازل فجأة، وساد الصمت في الغرفة، ولم يُسمع أي صوت لفترة طويلة.
        
        عندما لم يتم رصد أي حركة من الكائنات الحية، انطفأت أضواء الاستشعار التلقائية بسرعة مرة أخرى. وبعد فترة، بدأ صوت أنين منخفض يتردد في الغرفة، يشبه صوت حيوان صغير، مرتبكًا ومحتارًا بعض الشيء، وكأنه لا يفهم تمامًا الوضع.
        
        في الظلام، انفتحت عينا جيانغ هوي ببطء. وفي لحظة، وميض غريب في بؤبؤ العينين، وسرعان ما تدفق من زوايا العينين.
        
        "آه... هذا مؤلم"، صاحت جيانغ هوي التي كانت مستلقية على الأرض، فزعةً من الألم. ومع ذلك، يبدو أنها كانت لا تزال تكافح للتحكم في وظيفة كانت كامنة لفترة طويلة، مما جعل كل شيء يبدو بطيئًا. كان كلامها أيضًا غير واضح، مع لدغة شديدة في الكلام.
        
        لحسن الحظ، في تلك اللحظة، لم تكن تتحدث مع أحد؛ كانت فقط تتمتم لنفسها، لذلك لم يكن هناك حاجة لأي شخص آخر أن يجهد نفسه لفهمها.
        
        بعد فترة طويلة، تمكنت هذه الهيئة الصغيرة أخيرًا من أن ترفع نفسها قليلاً، لكن يبدو أنها فقدت أيضًا الإحساس بيديها وقدميها وأطرافها. كافحت قليلاً للتحكم في أطرافها، وحاولت أن ترفع نفسها ثلاث مرات قبل أن تستقر أخيرًا نصف جسدها.
        
        عندما استشعرت حركاتها، اشتغل الضوء الفوتولومينيسينتي تلقائيًا مرة أخرى، وفي هذه المرة، أضاءت الأضواء في غرفة النوم، ثلاثة صفوف من الأمام والخلف، لتنير الغرفة بشكل ساطع.
        
        فجأة انذهلت الفتاة من الضوء الساطع، وأغمضت عينيها بشكل غريزي حيث شعرت عينا جيانغ هوي بألم حاد.
        
        مع رفع نفسها قليلاً، كان نظرها مشوشًا، وعقلها لا يزال مضطربًا، غير قادر على التمييز بين الواقع والوهم. كان دماغها فارغًا، ومليئًا بصوت طنين مستمر.
        
        أين... هذا؟
        
        بعد فترة طويلة، تواصلت أفكارها أخيرًا مع عقلها، وتومضت مشاهد من قبل أن تفقد وعيها أمام عينيها، تلتها مساحات شاسعة من الضوء والظلام غير الواضحين، وفوضوية، وغير واضحة، حتى وصلت إلى اللحظة التي فتحت فيها عينيها للتو.
        
        لا يمكن أن تكون قد ماتت بصعقة كهربائية بسبب وعاء من الاندومي، أليس كذلك؟
        
        لا، انتظري، هل ستشعر بالألم إذا كانت ميتة؟ آه، هذا يؤلم حقًا.
        
        كانت الأرض باردة، وشعرت ببلل على ظهرها، مما جعلها ترتجف. كانت هناك رائحة معدنية غريبة على طرف أنفها، وفمها كان جافًا ومؤلماً. كم كان الأمر سيئاً لدرجة جعلها تشعر وكأنها أصيبت بالزكام على الفور؟
        
        يجب عليها فقط أن تجلس من الأرض. لماذا شعرت بالدوار والارتباك قليلاً؟ كان مؤخرة رأسها أيضًا مخدرة، ربما لأنها سقطت للتو إلى الوراء وضربت رأسها على الأرض.
        
        يا له من حظ سيء هذا! هل يجب أن تكون ممتنة لأنها لم تمت أو تتلف فصها القذالي؟ بعد كل شيء، كانت لا تزال لديها أفكار واضحة نسبيًا... آه، لم تعد متأكدة بعد الآن. هل يمكن أن تكون قد أصيبت بالفعل في فصها القذالي؟
        
        لماذا يبدو تخطيط الغرفة وكأنه تغير بشكل كبير؟ من فضلكم لا تجعلوا الأمر أن بصرها قد تضرر، مما يشوه إحساسها بالوعي المكاني الطبيعي... وإلا، كيف يمكن أن تشعر جيانغ هوي بأنها لا تتعرف على منزلها الخاص؟
        
        وسعت جيانغ هوي عينيها وتفحصت محيطها، وهي تحدق في الفراغ لفترة طويلة قبل أن ترمش بقوة.
        
        لا، هذه ليست غرفتها! إلى جانب ذلك، تذكرت أنها كانت عند مكتب الكمبيوتر في غرفة المعيشة، وهنا—هذه من الواضح أنها غرفة نوم غريبة.
        
        أين هي بالضبط؟ من أنقذها وأحضرها إلى هنا؟ كيف انتهى بها الأمر مستلقية على الأرض بدون سبب... أسئلة كثيرة، فكرت جيانغ هوي. لقد أخذت قيلولة فقط؛ كيف يمكن أن تستيقظ لتجد أن العالم بأكمله قد تغير؟
        
        قبل أن تتمكن من الاستمرار في فهم الوضع الحالي، انطفأت الأضواء فجأة، مما أغرق كل شيء في الظلام مرة أخرى.
        
        "×&%¥#@..." عبرت جيانغ هوي عن إحباطها، مدركةً أنه عندما يكون شخص ما في حالة سيئة، حتى شرب الماء البارد يمكن أن يعلق في أسنانه. ما الذي يحدث الآن؟ انقطاع في التيار الكهربائي؟
        
        لم تفهم، لذا ترنحت ووقفت، وساقيها ترتجفان حيث شعرت بثقل في جسدها وتعب، وتعتمد على جانب شيء لا يمكنها أن تعرف ما إذا كان طاولة أو شيئًا آخر لمساعدتها على الوقوف.
        
        في هذا الوضع الصعب للغاية، تمكنت جيانغ هوي أخيرًا من النهوض من الأرض اللعينة، ولم تعد تشعر بالبرودة. اشتعلت أضواء الغرفة فجأة مرة أخرى، لتنير المساحة بأكملها.
        
        بعد نصف دقيقة، نظرت جيانغ هوي حولها في هذا المكان الغريب تمامًا، وشعرت بالضياع. الآن يمكنها أن تؤكد أن فصها القذالي لم يتضرر وأنها لم تكن مخطئة؛ هذا ببساطة ليس منزلها.
        
        كانت هذه غرفة واسعة جدًا، حوالي أربعين إلى خمسين مترًا مربعًا، بدون حساب المدخلين الجانبيين اللذين كانا مخفيين جزئيًا بأبواب مصممة بشكل أنيق، مما جعل من المستحيل رؤية نوع التخطيط في الداخل. خمنت جيانغ هوي أنهما قد يؤديان إلى حمام أو غرفة ملابس، حيث كان المظهر العام واسعًا جدًا.
        
        كانت الجدران مبطنة بألواح بيضاء طويلة ومربعة مصنوعة من مادة غير معروفة. تحت الضوء، لم تكن تبدو ساطعة؛ بل كانت تنبعث منها وهج ناعم، مما يعطي إحساسًا بالتصميم الرفيع.
        
        في وسط الغرفة، كان السرير الكبير له مخطط ألوان بسيط. كان إطار السرير عاديًا جدًا، وكانت مفارش السرير داكنة ومشبّعة، مع لوح السرير الذي يمتد إلى منصة خشبية كبيرة حوله. تحت ذلك كانت أرضية الغرفة الخشبية بشكل عام، والتي كانت تتميز بأنماط داكنة خفيفة. مقابل المنصة، تركت مساحة كبيرة مفتوحة، مغطاة بستائر ثقيلة تبدو وكأنها نوافذ من الأرض إلى السقف. بدت الستائر سميكة جدًا، وكأنها مصنوعة من تطريز فضي، تمنع أي ضوء وتمنع رؤية المنظر الخارجي.
        
        كانت هناك أيضًا طاولات بجانب السرير، ومكتب كتابة، ورف كتب كبير من الأرض إلى السقف، وبعض الزخارف الكبيرة التي لم يكن غرضها واضحًا... صاحب هذه الغرفة كان يوحي بأنه "لا ينقصه المال".
        
        ربما كان هذا هو النوع من الأسلوب الذي كانت تحبه جيانغ هوي أكثر من غيره؛ كانت قد حلمت مرة بتزيين غرفتها بهذه الطريقة. لو لم يكن الوضع الحالي، لكانت على الأرجح أكثر من مستعدة للتقدم والإعجاب به.
        
        ومع ذلك، مقارنةً بالإعجاب بغرفة شخص غريب، كانت جيانغ هوي أكثر شوقًا لمعرفة ما حدث. كيف استيقظت في مثل هذا المكان الغريب تمامًا؟
        
        بالمناسبة، أين هذا بالضبط؟
         
        

        أميرة الصين السرية - روايه مافيا

        أميرة الصين السرية

        2025, شذى حماد

        أكشن

        مجانا

        مارينيت، أميرة الصين السرية، اللي تتأخر على مدرستها وتتفاجئ هي وصديقها وحارسها الشخصي نينو بخبر سفر صفهم كله للصين حتى يحضرون تتويجها. بسبب هذا السفر المفاجئ، مارينيت ونينو يخافون على أصدقائهم لأن حياتها بخطر وناس هواي يريدون يقتلوها. ولهذا السبب، يقررون يدربون أصدقائهم على الدفاع عن النفس، وتبدي الأحداث تتصاعد بمواجهة نينو ومارينيت بالحديقة، واللي تكشف قدراتهم القتالية الخارقة أمام زملائهم المصدومين.

        مارينيت

        بنية عادية بمظهرها الخارجي بس بالحقيقة هي أميرة الصين السرية. عندها قدرات قتالية عالية ومتدربة عليها، ودا تشيل هم وحمل حماية أصدقائها بسبب الخطر اللي يحيط بيها. هي شخصية قوية، ذكية، وعندها حس فكاهة، بس بنفس الوقت قلقة على سلامة اللي تحبهم.

        نينو

        صديق مارينيت المقرب من الطفولة وحارسها الشخصي. هو متدرب على القتال مثل مارينيت، ويهتم كلش بيها وبسلامتها. عنده شخصية جريئة ومتهورة أحيانًا، ودائمًا يكون ويا مارينيت بكل المواقف الصعبة. العلاقة بيناتهم مبنية على الثقة الكبيرة والتفاهم العميق.

        أدرين

        زميل مارينيت بالصف، واللي مارينيت معجبة بي. هو شخصية مشهورة ومحبوبة، ويبين عليه القلق على مارينيت ونينو من يشوفهم يتصرفون بغرابة. هو القط الأسود (بشكل سري)، وهذا ينطي لمحة عن قدراته القتالية اللي ما يعرف بيها أغلب الناس.

        سابين وتوم

        يبين عليهم إنهم يعرفون حقيقة مارينيت كأميرة، وقرارهم بدعوة صف مارينيت لتتويجها هو اللي سبب كل هذه الفوضى، وهذا يدل على إنهم يا إما متفهمين للوضع أو قليلين التفكير بتبعات قراراتهم..
        تم نسخ الرابط
        أميرة الصين السرية

        مارينيت
        
        آخخخ، تأخرت!! تأخرت تأخرت تأخرت!!!
        
        "ماري راح تتأخرين!!" حذّرت تيكي.
        
        "آخ!! أدري أدري."
        
        وأخيرًا كملت و نزلت ركض عالدرج، جنت مستعدة أطلع من الباب بس وكفوني.
        
        "أووه، حبيبتي لازم نكولج شي قبل لا ترحين." كالت سابين.
        
        "ماكو وقت!! تأخرت!!" صرخت و ركضت برا الباب.
        
        ركضت بالشارع وصعدت درجات المدرسة مالتي. صعدت بعد أكثر درجات و طبيت للصف مالتي.
        
        "آني هنا!!" صرخت و آني ألهث والكل باوعلي، ما متفاجئين.
        
        "مرة ثانية مارينيت؟" كالت المس بي و هي تبتسم ابتسامة تعرف شكو.
        
        "آسفة." ابتسمت و مشيت لميزي و آني أعبر أحلى إنسان بالدنيا... أدرين أغريست.
        
        "صدك تحجين؟" سألتني صديقتي المقربة، آليا.
        
        ابتسمت ابتسامة عريضة و مشاغبة و درت وجهي عالسبورة.
        
        "زين الكل، عندي إعلان!! مدرستنا فازت بجائزة "أحسن مدرسة"!!" كالت المس بي.
        
        الكل، و آني وياهم، صفقوا وهتفوا.
        
        "انتظروا انتظروا، بعد ما كملت." بدت وهي تسكت، "بما إنو فزنا، باجر عدنا سفرة صفية لـ..."
        
        الكل تقدم ليگدام.
        
        "الصين حتى نحضر تتويج الأميرة!!" صرخت بفرح.
        
        ياااي! راح نكدر... و-و-و-انتظر و-شنو؟ اوه لا. لا لا لا.
        
        كعدت بمكاني جامدة، ما تحركت ولا عضلة بينما الكل يهتف ويصيح. جانوا كلش فرحانين بس آني جنت مرعوبة؛ بس ما جنت الوحيدة... نينو دار وجهه ببطء، جامد مثلي، و ضلينا نباوع واحد على اللاخ. اثنيناتنا جانت تعابير وجوهنا فارغة بس آني جنت أدري هو هم جان خايف.
        
        "هلو ماري، زينة انتي؟" سألت آليا بس آني بقيت جامدة و أباوع على نينو.
        
        "ولك انت زين؟" سأل أدرين نينو بس هو بقى جامد وعيونه علي.
        
        "هلوووو!؟!" صرخت آليا و هي تلوّح بإيدها بينا حتى نكدر نكسر نظراتنا... بس ما صار شي. وهسه، عيون الكل علينا و آليا و أدرين جانت عيونهم بيها قلق، يباوعون علينا ذهاباً و إياباً.
        
        "مارينيت؟ نينو؟ انتوا زينيين؟" سألت المس بي.
        
        آني و نينو أخيرًا درنا وجوهنا عن بعض ببطء. الكل جان بعده يباوع علينا بقلق، يتأملون إنو راح نكول شي بس ما كُلنا. بنفس الوقت، آني و نينو طببنا راسنا عالميز، و أخذنا نئن و خليناهم هناك؛ الكل شهق من المفاجأة.
        
        "أحنا زينيين." كال نينو بصوت ناصي.
        
        "امممم زين؟" كالت المس بي بس جانت كأنما سؤال و كملت الدرس.
        
        هذا ما ديصير.
        
        صار وقت الغدا و آني و نينو بعدنا مصدومين.
        
        هسه خليني أشرح... آني أميرة الصين و نينو صديق طفولتي، وهسه هو الحارس الشخصي مالي. كبرنا طول حياتنا و أحنا نعرف إنو من يصير تتويجي كملكة، راح يكونون الضيوف من الطبقة الراقية من العوائل الصينية. من كالت المس بي راح نروح، هالشي طبعاً صدمنه اثنيناتنا. ما جان عدنا أي فكرة إنو هالشي راح يصير و هسه أحنا اثنيناتنا خايفين لأن ما نعرف شنو غير رأيهم و هسه الكل راح يكون بخطر. شوفوا، كل الناس اللي تكدر تجي لتتويجي متدربين على القتال لأن اكو ناس هناك يريدون يقتلوني و أي شخص قريب مني، صديق أو ضيف... وهذا السبب اللي يخلي نينو الحارس الشخصي مالي.
        
        ماكو أحد بمدرستنا يعرف يقاتل غيري آني و نينو و شوية أدرين. ليش أدرين؟ لأن هو أحسن لاعب سيافة؟ لا... آني أدري هو القط الأسود و نينو هم يدري. القناع مالته ولا مرة خداعنا. آني و نينو متدربين نكون كلش ملاحظين و نميز الناس اللي يلبسون أقنعة و هذا اللي سويناه. فمن داكول هالشي، أي، نينو يدري آني الدعسوقة هم.
        
        "زين شبيكم انتوا الاثنين؟" كالت آليا و هي تكعد يمي. أدرين جان كدامي، و نينو كدام آليا.
        
        "ماكو شي يدعو للقلق." جذبت و نينو باوعلي بنظرة غاضبة بالسر.
        
        "متأكدة؟" سأل أدرين.
        
        "أي." ابتسمت و آني أطمنه بس آني أكدر أقرأ الناس كلش زين و عرفت هو ما صدكني.
        
        الكل عاف الموضوع و آليا بدت تحجي عن المدونة مالتها عن الدعسوقة...
        
        
        
        
        
        أدرين
        أني هسة كلش دايخ. مارينيت ونينو ديضمون شي علينا وميريدون يكلولنا. كلش قلقان على ماري لأنو نينو جان مبين عليه خايف عليها. هل أميرتي بخطر؟! لا!! متصير هيج. ماكو أي سبب لهالشي. إذا هي بخطر، لازم ما أخسرها... أبد. أحتاجها.
        
        "يا عاشق، راح تعترف بحبك لأبو كصايب زرك؟" سأل بلاك.
        
        "شنو؟ لا. هي مجرد صديقة."
        
        "مجرد صديقة؟ مجرد صديقة؟! ولك، أني وياك ندري إنو أنت تحبها." كال بلاك وهو يباوع عليّ.
        
        "أني ما أحب مارينيت بلاك." كلت واني أتنهد.
        
        "بطل تجذب على روحك." كال بلاك وطار على الجبن مالته.
        
        هو صح، أنت تحب ماري... هواية. بس أني هم أحب الدعسوقة... اوه منو دا أضحك عليه؟ هي مستحيل تحبني بس قطعة من كلبي راح تبقى إلها دائمًا. أتمنى لو مارينيت والدعسوقة نفس الشخص بس بحظي، أدري هالشي ما راح يصير.
        
        ما أكدر أنتظر حتى أروح للصين باجر، وهذا يذكرني، لازم أبدأ ألم جنطتي لشهرين.
        
         مارينيت
        فتحت باب المخبز بقوة ودخلت بعصبية، ونينو يمشي وراي. عمتي سابين وعمي توم شافونا وابتسموا.
        
        "أهلاً حبيبتي- اوه ونينو أنت هم هنا!! شلونك؟" سألت سابين بلطف.
        
        "زين." جاوب نينو.
        
        "تريدون تفسرون ليش صفي انصقل حتى يجي لحفلة تتويجي آني؟!؟" صرخت بالصيني لأن جان اكو زبائن.
        
        اثنيناتهم تنهدوا وجابونا ليورا...
        
        "هم صقلوا صفج لأنهم كلهم أصدقاءج وأهلج حسبوا إنه راح يكون حلو يجون ويجربون مرة بالعمر -"
        
        "هل حتى فكرتوا إنهم ممكن ينقتلون؟!؟" صرخت، وقطعت كلام عمتي.
        
        تجمدت بمكانها...
        
        "صدك تحجون؟" كلت بجدية، وبديت أعصب.
        
        "زين -"
        
        "لا 'زين'، بما إنكم متكدرون تفكرون زين، راح تتصلون بأهلي وتخلون عمي يين يعلمنا دروس دفاع عن النفس." كلت بصرامة واني خياشيمي منفخة ويدي مشدودة. درت ظهري وطلعت من المخبز.
        
        وصلت أني ونينو للحديقة وكنت أعرف إنه يدري شراح نسوي.
        
        نتقاتل.
        
        ما اهتمينا أبد لأن جنا نحتاج نتدرب، وفوقها إذا أي أحد من صفنا شافنا فما راح يفرق لأن راح يسوون أسوأ من اللي راح نسويه... وشكرًا لله ما اهتمينا لأن كنا على وشك نحصل على شوية رفقة...
        
        أني ونينو وجهنا بعضنا ودخلنا بوضعيات قتال بعد ما حيينا بعض بالانحناء. نينو هو الشخص الوحيد، بنية أو ولد، المسموحله يضربني فعلاً بالقتال. بالنسبة لواحد متفرج، راح يبين الموضوع غريب كلش من يشوف ثنين فجأة يبدون يتقاتلون من العدم.
        
        نينو وجه الضربة الأولى وخليني أكلكم، الضربات مالته سريعة بشكل مو طبيعي.
        
        أني ونينو نتوافق بالقتال. نعرف نقاط ضعف بعض حتى نكدر نقويها. أحنا مثل عقل واحد من نتقاتل بس أني عندي الضربة الأقوى بينما هو عنده الضربة الأسرع. مرات هالشي يخوف البقية لأن دخلنا واحد اللاخ للمستشفى أكثر من مرة وجنا كلش خايفين نتقاتل مرة ثانية بس هسه كأنه نريد ندخل للمستشفى، كأنه اللي يروح للمستشفى أول، يخسر.
        
        لحسن الحظ، انحنيت وهو فاتته الضربة بينما آني رجعت على إيديّ ولويت جسمي حتى أقدر أحط رجلي ورا رجليه وأوكعه. من وكع، كلبت روحي ليورا ووكفت بوضعية قتال.
        
        "ولك حجينا بهذا الموضوع، بطل تكون طفل صغير وتخليني أطيحك هيج!!" صرخت عليه، وأتمنى أخليه يعصب. شأكول بعد، آني مقاتلة شرسة وإحنا نسب واحد اللاخ حتى نكدر نسيطر على عصبيتنا إذا انلزمنا.
        
        نهض بسرعة واندفع باتجاهي. وجه لكمة لي بس صدّيتها. لزم معصمي ورمني عليه ووكعت على رجلي، ولويت إيدي حتى صار معصمه بإيدي. سحبته ليورا وكفزت، وضربت صدره برجلي وكلبت روحي ليورا، وعفت معصمه حتى يوگع. من نزلت، رفعت راسي وواجهت قبضة بوجهي بس لأن نينو ضربني هواية، راسي ما تحرك هواية بالعكس، بالكاد تأذيت.
        
        بحلول الوقت اللي سحب إيده بيه، شفت بعيونه إنه عرف شنو اللي جاي وما جان زين أبد. لزمت معصميه اثنينهم وسحبته ليورا، ضربته بركبتي ببطنه كلش قوي وخليته يتأوه ورفعت وجهه، وضربته مرتين. لزمت جسمه وبعدين رميته عليه، وخليته يوكع بصوت قوي. نينو نهض بسرعة وكنت أدري إنه لفتنا انتباه شوية ناس بس هاي القاعدة رقم 1: لتخلي الجمهور الجديد يشتتك.
        
        هو رفسني بس صدّيت الرفسة ورميت رجله ليجوا. رفسني مرة ثانية وصدّيتها واني أتحرك ليورا شوية.
        
        "يلا خايف أنت؟ جبان لدرجة متكدر تضربني لأن راح تتأذى؟" نينو استهزأ، عرفت شيسوي. أني أبد ما أطيق من الناس ميصدكون إنو البنية، خاصة الأميرة، تكدر تتقاتل وتوجه لكمة.
        
        زأرت واندفعت عليه وضربته ضربة قوية بكتفه وقفزت حتى أسوي رفسة دائرية بس هو لزم رجلي ورمني عبر الحديقة. دحرجت على الأرض وقفزت، سمعت جم صرخة بس تجاهلتها. مثل ما توقعت، نينو جان كبالي مباشرة، موجه لكمة لوجهي بس انحنيت ليورا، وتفاديتها. الصرخات صارت أعلى بس بعدني تجاهلتها. سويت شقلبتين ليورا من نينو حاول يسوي رفسة دائرية عليّ. اثنيناتنا صرنا بوضعية قتال ومستعدين للهجوم بس مكدرنا لأن اثنيناتنا انلزمنا وبالانعكاس، كلبت الشخص عليّ. سمعت أنين وباوعت ليجوا...
        
        "اوووبس، آسفة كيم." كلت وأني أضحك، أي راح يحتاجون هالتدريب مال قتال.
        
        باوعت حولي وشفت صفي كله يباوع عليّ وعلى نينو مصدومين، وخصوصًا عليّ لأن كلبت واحد من أقوى طلاب المدرسة عليّ.
        
        "شنو. هذا. الجحيم!؟!" صرخت آليا علينا.
        
        نينو، اللي أدرين جان لازمه، باوعلي وسوا روحه يبوسني بإيماءة رأس خفيفة وغمز. الكل باوع عليه وبعدين باوع عليّ. نينو عيونه كبرت لأن شاف الابتسامة على وجهي وبده يضطرب، فسويت وياه أسوأ شي ممكن.
        
        ركضت.
        
        
        
        
        
        
        أدرين
        الكل من المدرسة راح يتجمعون سوية وبعدين يرحون للحديقة. كلنا التقينا وبدينا نمشي للحديقة.
        
        "اووه شباب" كالت أليكس.
        
        كلنا وكفنا وباوعنالها.
        
        "يا إلهي، شوفوا" كالت بعيون مفتوحة على وسعها.
        
        الكل شهقوا من المنظر. بتليفونها، جان اكو بث مباشر لثنين يتقاتلون بالحديقة بس مو أي أحد... جانوا ماري ونينو.
        
        "راح أقتله" كالت آليا بعصبية.
        
        كلنا ركضنا باتجاه الحديقة واللي شفناه جان مرعب وبدينا نصيح حتى يوكفون. شفنا ماري تنرمي بالحديقة من قبل نينو. راح أقتله على اللي سواه بأميرتي. بس اللي صدمنه إنها تدحرجت على الأرض ووكفت كأنما ما صار شي بس بعدين نينو صار كبالها بسرعة. هو وجه لكمة لماري وهي بطريقة ما انحنت ليورا وتفادتها وبعدين سوت شقلبتين ليورا. قبل لا يتهجمون واحد على اللاخ إحنا كنا واصلين يمهم. آني لزمت نينو وكيم لزم ماري، زين لحد ما سمعنا صوت طخ.
        
        "اووبس، آسفة كيم" كالت ماري وهي تضحك.
        
        كلنا باوعنا على ماري مصدومين. هي توها كلبت كيم عليها!! شلون؟
        
        "شنو. هذا. الجحيم!؟!" صرخت آليا.
        
        ما أدري شنو سوى بس الكل جان يباوع على نينو وبعدين شي خلاه يضطرب بس آني بعدني لازمته. باوعت ليورا وماري ما جانت موجودة. شنو هذا الجحيم؟
        
        "وين-؟ زين لعد... ممكن تكولنا شصار؟" كالت آليا لنّينو وآني عفته.
        
        "ليش هيج أذيتها ولك؟!" صرخت كيم.
        
        "أي هذا مو صحيح تضرب بنية، وخاصة مارينيت!!" صرخت أليكس.
        
        كلنا بدينا نصيح على نينو على اللي سواه بس...
        
        "انتظروا!!!" صرخت أليكس، "هو راح" كالت بدهشة.
        
        كلنا باوعنا حوالينا مثل الأغبياء. وين راح؟
        
        "شلون ضيعناه؟! جان كبالنا مباشرة!!" صرخت جوليكا وتجاهلنا حقيقة إنها جانت تصرخ لأول مرة بحياتها.
        
        كلنا تنهدنا وقررنا نسألهم باجر...
        
          مارينيت
        ركضت للمخبز وأني أضحك بينما الكل يباوعلي بدهشة ورعب... اوه صح.
        
        "ماري!! شصار بـ - انتظري دقيقة، صدك تحجين ماري" كالت سابين بـ 'جدية' واني بس ابتسمت وركضت لغرفتي.
        
        من وصلت لغرفتي دخلت للحمام بعد ما انطيت لتيكي الصادمة والمذهولة كوكيز.
        
        "يا إلهي" كلت وأني أباوع على صورتي بالمرآة، "أني مو بهالسوء اللي توقعته."
        
        غسلت الدم من وجهي ونظفت الجروح مالتي. جان عندي جرح بحاجبي، وشفتي متفطرة، وخد متكدم شوية. لصقت حاجبي سوا بشريط لاصق أبيض رفيع وهذا هو.
        
        طلعت من حمامي وبدلت ملابسي لبيجاما واني أشرح لتيكي اللي صار. بعد ما بدلت وصلتني رسالة من نينو.
        
        نينو: يا يا... آني فرحان إنو أصدقائنا ضلوا يسألوني أسئلة وإلا جان لازم أشرح إشارة إصبع الوسطى
        
        تبًا لك نينو!! ما جان المفروض تنهزم منهم!!
         
        

        أسرار الشرق شين مو - روايه تاريخية

        أسرار الشرق شين مو

        2025, هاني ماري

        فانتازيا

        مجانا

        15

        رجل من القرن الواحد وعشرين بيموت وبيصحى يلاقي نفسه طفل رضيع في آسيا القديمة، محتفظًا بكل ذكرياته. بيستغل ذكاءه وخبراته من حياته السابقة عشان يتعلم فنون القتال، التأمل، والقراءة والكتابة في عالمه الجديد. بيعيش مع عيلة نبيلة غنية، وبيكتشف إن والده شخصية مهمة مرتبطة بالبلاط الإمبراطوري. بتتعمق الرواية في رحلته وهو بيحاول يتأقلم مع حياته الجديدة، وبيخطط لكتابة روايات مستوحاة من عالمه، كل ده وهو بيكتشف أسرار الثقافة اللي حواليه وبيتعامل مع المواقف الطريفة اللي بيتعرض لها كطفل بعقل راشد.

        شين مو

        رجل من القرن الواحد والعشرين اتولد من جديد في آسيا القديمة مع كل ذكرياته. ذكي وموهوب، وبيحاول يتأقلم مع حياته الجديدة كطفل وبيستكشف الثقافة المحيطة بيه، مع رغبة في كتابة القصص.

        شين هي لونج

        جنرال عظيم ووالد شين مو الحالي. شخصية مهمة ومؤثرة في البلاط الإمبراطوري، بيهتم بعيلته وبيحب يتباهى بذكاء ابنه.

        أم شين مو

        بتعامل شين مو بحب وحنان وبتدعمه في كل خطواته. بتفضل يكون ابنها قريب منها ومش رسمي في التعامل.

        الأستاذ فا

        معلم الفنون القتالية اللي بيعلم شين مو الكونغ فو والتأمل. شخص حكيم ومراقب جيد، وبيلاحظ ذكاء شين مو واستعداده للتعلم.
        تم نسخ الرابط
        أسرار الشرق شين مو - روايه تاريخية

        دي حكاية خيالية مستوحاة من قصتين قريتهم. لو عايز تعرف إيه هما، دور على القصص دي:
        
        إعادة إحياء فا وي لان - بقلم هاروي.
        عالم آخر: الكتاب الأول بقلم إم إس بريمير.
        
        مع إني استوحيت شغلي من القصص العظيمة دي، لكن عملي أصلي ما عدا أسماء قليلة ممكن تتعرف عليها لو قريت القصص اللي فاتت.
        
        القصة الكاملة مكتوبة بالفعل، ومتقسمة على 6 أجزاء (في خمس كتب) وأكتر من 351,000 كلمة.
        
        الجزء الأول ده متاح للقراءة لكل الناس وهو مجرد مسودة بسيطة للكتاب الأول.
        
        مع إني راجعت النص ده عشان أتأكد إنه مفيش تناقضات أو ثغرات في الحبكة أو أخطاء إملائية، ممكن أكون فوت حاجة.
        
        ____________
        
        
        الولادة من جديد وتناسخ الأرواح، في الأساس، هما نفس الحاجة، بس فيه فرق جوهري: الاختيار.
        
        في الولادة من جديد، حياة الروح اللي جاية بتتحدد عن طريق الكارما بتاعتها؛ أما في تناسخ الأرواح، الروح ممكن تقرر هتتولد فين ولمين. ده بيحصل عشان كل ما الروح كانت متطورة أكتر، بتحتاج خبرات تعليمية محددة أكتر، فبمعنى ما، كلنا بنتحول من ولادة جديدة لتناسخ أرواح مع الوقت.
        
        بس اللي ساعات بننساه، هو إن الوقت مش خطي بالنسبة للكون.
        
        ده اللي اكتشفته لما فتحت عيني بعد ما قتلتني مرض جديد.
        
        فاكر إحساس زي إني عايم على البحر، كان فيه نور قوي جاي من فوق، بس بطريقة ما كنت عارف إنه مش الشمس. كان دافي، بس مش زيادة عن اللزوم... كان أقرب للراحة.
        
        كنت حاسس بالدفى وحركة الماية تحتي، ومع كده ما قدرتش أفتح عيني، ولا سمعت أي حاجة.
        
        بعدين، فجأة زي ما ظهر، النور الدافي اتحول لضلمة، واللي فاكره بعد كده إني كنت بصرخ من الوجع والمفاجأة.
        
        إيدين قوية غطت ضهري ورجلي قبل ما لفة قماش تتلف حوالين جسمي بالراحة.
        
        "إيه ده؟ أنا فين؟ إيه اللي بيحصل؟"
        
        كنت عايز أفتح عيني بكل يأس عشان ألاقي إجاباتي، بس أول ما حاولت، حاجة لفتت انتباهي: الغنا.
        
        ما فهمتش الكلمات خالص، بس كنت عارف إن اللي بيغني ده كان مبسوط بشكل مش طبيعي.
        
        "آه، الأغنية دي مريحة أوي... صوتها تحفة. يا ترى مين اللي بيغني؟"
        
        كنت غرقان في الصوت الحلو ده لدرجة إني نسيت كل حاجة تانية خالص ونمت.
        
        
        
        مش متأكد كام وقت عدى من وقتها، بس دلوقتي، على الأقل، أنا عارف إيه اللي بيحصل: أنا اتولدت من جديد.
        
        معنديش فكرة إزاي أو ليه ده حصل.
        
        أنا قصدي، في حياتي اللي فاتت كنت قريت عن ده. كان فيه نوع كامل من القصص الخيالية مخصص لناس بتتولد من جديد في ثقافات أو عصور مختلفة، وطبعًا كان فيه كتب "المساعدة الذاتية" دي عن الحيوات السابقة واستمرار الحياة بعد الموت، بس عمري ما اديت الموضوع ده اهتمام بجد.
        
        بس دلوقتي... دلوقتي بجد مش عارف أفكر في إيه.
        
        أنا اتولدت من جديد في الماضي: في مكان ما في آسيا القديمة، بس لسه مش قادر أحدد فين أو إمتى. عمري ما درست اللغة أو التاريخ أو الثقافة بتاعتهم، عشان كده مش متأكد أنا فين بالظبط... مش فارق أوي كده كده، لأني أشك إني ممكن أرجع للمستقبل. أسرع حاجة في العالم ده شكلها الخيل، فمفيش فرصة أحقق سرعة 88 ميل في الساعة المطلوبة، ومفيش عربية دي لوريان كمان.
        
        وأنا بفكر في ده، أنا قاعد في حضن أمي الحالية.
        
        الست دي أكتر من إنها جميلة.
        
        بجد مش عارف إزاي أنا محظوظ كده بوالديني الحاليين: أبويا راجل كبير بابتسامة تكسب أي حد؛ هو في التلاتينات من عمره، وشكله مهم شوية، عشان فيه ناس كتير بتيجي وتروح من مكتبه كل يوم؛ ورغم كل الشغل اللي بيعمله، دايمًا بيبدو عنده وقت يقضيه مع أمي ومعايا.
        
        على عكس أبويا اللي في حياتي اللي فاتت، اللي كان مشغول أوي بيجمع الفلوس لدرجة إنه مكنش بيشوف أولاده.
        
        أمي الحالية، زي ما قلت قبل كده، ست جميلة بشكل مذهل في نص العشرينات من عمرها، صوتها رائع وده جزء بسيط من سحرها. مابتفتكرش إنها تبتسم لما عينيها تقع عليا، ورغم إني لسه مش فاهم كلمة من اللي بيقولوه، أغلب الوقت بحس بالإحساس اللي ورا الكلام، عشان كده أقدر أقول إني فاهم اللي قصدهم عليه إلى حد ما.
        
        شكلي معنديش أخوات تانيين، وده مناسب ليا جدًا لأني مكنتش هعرف أعمل معاهم إيه في حالتي دي، بس شفت وشوش مختلفة كتير عشان أعرف إن فيه ناس كتير عايشين معانا.
        
        المشكلة الوحيدة في إني اتولدت من جديد بالشكل ده، هو إني أكون بعقل راجل عنده 36 سنة جوه جسم طفل رضيع. مهما كنت عايز أعمل أو أقول، الجسم ده ببساطة مش قادر يتحمل، وأنا، في أغلب الأوقات، بقضي حياتي نايم.
        
        استسلمت لتعلم اللي أقدر عليه من الناس اللي حوالي، بينما جسمي بيتعود ببطء على إنه يكون عايش.
        
        
        
        
        
        
        
        عدى وقت أكتر.
        
        أكيد عمري حوالي سنتين دلوقتي.
        
        إحساسي بالوقت متلخبط عشان أيامي بقضيها في اللعب والنوم واكتشاف العالم الغريب اللي أنا فيه ده.
        
        الناس دي مش بتحتفل بأعياد الميلاد زي ما كنت بعمل في حياتي التانية: أيوة، فيه حفلة وأكل وهدايا، بس مفيش تورته ولا شمع، ومع إني بقيت أفهم اللغة أحسن شوية، لسه فيه فجوات كتير في معلوماتي.
        
        على الأقل، خليت أمي تضحك وتبتسم أول مرة قلتلها "ماما"، اللي أعتقد إنها معناها "أم".
        
        بجد مش فارق معايا لو مش كده، طالما خلتها تنور بالابتسامة الغالية دي وهي بتبص عليا.
        
        قضيت وقت أكتر مع أبويا، اللي أعتقد إن اسمه شين هي لونج.
        
        دايماً شكله بيكتب رسايل. أكيد بيكتب مية كل يوم. بعيداً عن كده، خدني من البيت الضخم اللي عايشين فيه عشان نزور البلدان والغابات اللي حوالينا. شكله مسؤول عن مجموعة من الرجالة المسلحين (غالباً جنود، عشان كلهم لابسين نفس اللبس الأسود والدروع) اللي بشوفهم حوالين البيت كل يوم.
        
        ساعات بيجي راجل أصلع لابس أبيض البيت وبيقعد مع أبويا لساعات، قبل ما يمشي في محفة على مين عارف فين.
        
        ناس كتير بتحترمه، بس فيه كمان نظرات شفقة كتير بتتوجه له، لأي سبب كان.
        
        "شين مو يا حبيبي، بتعمل إيه؟"
        
        بقلب وشي عشان أشوف أمي قاعدة على ركبتيها وبتبص عليا وإيدها بتطبطب بالراحة على راسي.
        
        "ماما!" بابتسم وأحضنها وبعدين أشاور على الحاجة اللي على الأرض "اقري".
        
        أمي الغالية بترمش باندهاش وبتبص على اللي أنا بشاور عليه.
        
        صوابعي التخينة بتاعت البيبي صعبة في الاستخدام وعقلي بيتوه أكتر من مرة، بس قدرت إلى حد ما أتعامل مع ده عشان أبدأ أدرب نفسي على تعلم اللغة المكتوبة.
        
        مكنتش كاتب على الفاضي، المرة اللي فاتت. وبجد وحشني كتابة الأشعار والقصص للمدونة بتاعتي.
        
        فأنا هنا، حياة كاملة بعد كده، بحاول أعمل نفس الحاجة بس على ورق.
        
        أمي بتبص على الحروف المرسومة بشكل وحش وبتنور بابتسامة وهي بتبص عليا، مع إني بحس بكمية كبيرة من الدهشة جايالها.
        
        "أنت اللي عملت ده يا حبيبي؟"
        
        أعتقد إن آثار الفحم على إيدي كافية كدليل، بس برضه، بهزلها براسي.
        
        بتحضني "الأم دي متفاجئة بشكل لطيف. ابنها ذكي أوي."
        
        "آه، المجاملة دي هتوديكي في أي مكان."
        
        جلسة التدريب الصغيرة بتاعتي اتقطعت لما أمي لاحظت إيدي ودراعاتي كانت وسخة قد إيه، وبالتالي اتسحبت (وأنا بزعق وبعيط... بس عشان أحافظ على المظاهر) للحمام.
        
        وأخيراً، استسلمت لمصيري.
        
        
        
        
        فصول بتيجي وفصول بتمشي، ودي أسهل طريقة ليا عشان أحسب الوقت. عدى ست شتاوات من ساعة ما اتولدت.
        
        بقالي كتير أوي بتعلم القراية والكتابة، وفوق حصص الأدب بتاعتي، كان لازم أتعلم فنون قتالية وتأمل.
        
        بعد ما جيت هنا بس فهمت قد إيه إحنا مدلعين في المستقبل. الولد ما ينفعش يعيش من غير ما يتعلم فنون قتالية وفن الحرب... في حياتي اللي فاتت، أقرب حاجة عرفتها عن الفنون القتالية كانت أفلام هوليود والأنمي.
        
        هنا، "جسم الإنسان معبد ولازم نشتغل عشان نهتم ونقوي صلتنا بالروحانيات" ده كان أول درس أخدته من معلم الكونغ فو اللي بيجي البيت يعلمني.
        
        لو كنت أنا القديم، شدة التمارين اللي بعملها دلوقتي كانت ممكن تموتني. الجسم ده، مع كده، مرن بشكل مش طبيعي وبحب إحساس الحرية والقوة اللي بيجيلي من كل تمرين بعمله. لو الناس المهووسة بالصالات الرياضية بيجيلهم الإحساس ده من التمارين، مش غريب إنهم يقضوا حياتهم بيرفعوا وينزلوا أوزان.
        
        بس هنا مفيش اشتراكات صالات رياضية. هنا المدرسين بيجولي كل يوم يعلموني كل اللي يقدروا عليه في وقتهم اللي مش محدود أوي.
        
        كنبيل، المجتمع عنده توقعات كتير من شخصي الصغير. المفروض أكمل مسيرة أبويا كخادم للإمبراطور. المفروض أكون عارف كل حاجة، عادل وشريف، وفي نفس الوقت أفضل نفسي.
        
        أنا بحب كتبي، بس مفيش تنوع كتير. أغلب الأدب اللي لقيته عن الحرب، الفنون القتالية، حاجة اسمها "الزراعة" (اللي فوجئت إن ملهاش علاقة بالنباتات)، أو قصص رومانسية للبنات. مفيش حكايات خيالية وطبعاً مفيش خيال علمي.
        
        ممكن أكون بعمل خدمة للعالم بكتابة حاجة مبتكرة.
        
        لحسن الحظ، ممارسة الفنون القتالية والانضباط اللي وراها بيساعد إبداعي، فده مكسب للكل.
        
        مدرسيني مبسوطين بإخلاصي، وأنا مبسوط بتقدمي السريع في المجالين، وأهلي فخورين بشكل مش طبيعي إن ابنهم عبقري.
        
        "سيدي الشاب" سمعت صوت أستاذ الفنون القتالية بينادي عليا وأنا بخلص الحركة اللي اتعلمتها في نفس اليوم. أول ما وقفت، جه ولد أصغر مني وناولني فوطة عشان أنضف العرق من وشي.
        
        ببص للراجل العجوز "عملت إيه يا أستاذ فا؟"
        
        "ممتاز كالعادة يا سيدي الشاب. الأستاذ ده يتشرف بوجود طالب موهوب زي كده." دي حاجة لسه عندي مشاكل معاها. أغلب الناس هنا بيتكلموا بصيغة الغائب لما يشيروا لنفسهم في الكلام الرسمي.
        
        "الشرف ليا، لوجود معلم عنده كل المعرفة دي" بحني راسي بتحية ووشو ليه، وهو بيرجع التحية بانحناءة أوضح.
        
        هو بيبتسم "سيدي الشاب، خصي الإمبراطور هنا، والأستاذ شين بيطلب وجودك في مكتبه."
        
        أنا اتنهدت.
        
        الراجل الأصلع اللي ذكرته قبل كده طلع هو الخصي الملكي، رسول من العيلة الإمبراطورية بيجي ويروح حسب طلباتهم. السنة اللي فاتت دي، أبويا طلب وجودي كل مرة الراجل ده بيظهر في بيتنا. دايماً بحس إني تحت الاختبار كل ما بيجي، عشان أبويا بيحب يتباهى بمدى ذكاء ابنه.
        
        اديت الفوطة للخادم اللي جري للبيت بسرعة عشان يجهز حمامي ولبسي عشان استقبل المقابلة اللي جاية.
        
        قبل ما أخرج من مكان التدريب، بصيت على أستاذي "يا أستاذ، هتعلمني عن الزراعة (تنمية الروح)؟"
        
        الأستاذ فا بيبتسم بلطف بس مش باين عليه الدهشة. شكله كان مستنيني أسأل السؤال ده. "طبعاً يا سيدي الشاب. هجيب الكتب معايا بكرة."
        
        استحميت ولبست بسرعة وروحت لمكتب أبويا، وهناك الخادم أعلن عن وجودي واتسمح لي بالدخول بسرعة.
        
        "مساء الخير يا أستاذ صن، يا أبي." حنيت راسي للاثنين، لسه مش متأكد إزاي المفروض أحيي الرسول، فاديتله انحناءة مهذبة.
        
        الخصي ابتسم للتغيير، وكذلك أبويا.
        
        "الأستاذ شين بيتكلم عنك كويس أوي" قال الخصي، لسه بيبص عليا. ابتسامته كانت مهذبة، بس قدرت أحس بنظرة عدم صدق من عينيه. هيكون كويس ليا إني آخد كلامه بحذر. "حتى في البلاط، مواهبك معروفة".
        
        حتى أنا كنت عارف إن الإجابة بغرور مش فكرة كويسة، "ده كله بفضل تعليم عيلتي وأساتذتي. أبويا راجل عظيم وممكن بس أتمنى إني في يوم من الأيام أكون قوي أو موهوب زي الجنرال شين العظيم."
        
        كلامي خلى أبويا يبتسم أكتر. حط إيده على راسي "الإمبراطورة بعتت خبر مع صن هنا؛ اتعزمنا على القصر عشان عيد ميلاد ابنها التالت."
        
        آه، يبقى هو ده الموضوع. أبويا معروف كويس في البلاط، فمن الطبيعي إننا نكون مدعوين لحفلة. ده أكيد معناه إن الأمير التالت قريب من سني، عشان كده هياخدوني المرة دي.
        
        "ماما عارفة؟" سألت، بستخدم نفس التمثيل البريء اللي نفعني كتير في الحياة دي.
        
        "لسه. خليك ولد شاطر وقول لمامتك وإخواتك."
        
        "حاضر يا أبي." حنيت راسي للاثنين تاني وطلعت من الأوضة.
        
        أول ما طلعت بره مدى السمع، اتنهدت.
        
        شكله التنمية الروحية بتاعتي هتضطر تستنى كام يوم.
        
        رجعت مشيت للبيت، ناوي أدور على أمي، لما "طوربيد" وردي خبط في صدري، ووقفني مكاني.
        
        "جي-جي!"
        
        آه أيوة، إزاي قدرت أنسى مصدر الفوضى الجميل ده؟
        
        أنا أول واحد من تلات أطفال، لحد دلوقتي. دي اسمها شين زي رو، أختي الصغيرة. عندها تلات سنين وجميلة أوي، بس كمان شقية. بجد بخاف على الراجل اللي هيتجوزها في المستقبل.
        
        "مي-مي، ماما فين؟"
        
        زعلت، هي أكيد عايزة تلعب معايا، بس عارفة إننا لو رحنا لماما، هتتخانق عشان بتجري في الممرات
        
        
        
        "جي-جي العب معايا!"
        
        بطبطب على راسها، وبتتسم. "حاضر، بس لازم أتكلم مع ماما الأول."
        
        "تعالى بقى!"
        
        بتمسك إيدي وبتشدني حوالين البيت لحد ما نلاقي ماما، اللي بترضع أصغر فرد في العيلة. شين يين اتولد من كام شهر، وزي ما كنت أنا في سنه، مبيعملش أي حاجة غير إنه ينام وياكل. بس، على عكسي، مبيظهرش أي رغبة في أي حاجة تانية.
        
        وبرضه، كام مرة راجل كبير بيتولد من جديد وذكرياته سليمة؟ أغلب الناس فاكرين إني عبقري، في حين إني، في الحقيقة، نتاج نظامين تعليميين، التعليم اللي بيركز على العلوم في القرن الواحد وعشرين، والتعليم اللي بيركز على الروحانيات في العصر ده. في المعرفة الصرفة للعالم، عندي على الأقل ألفين سنة ميزة، عشان كده أقدر أركز عقلي على تعلم الارتباط بين الروح والجسم اللي الثقافة دي مشهورة بيه، وأكون دايماً متفوق في أغلب الأوقات.
        
        "ماما! جي-جي هنا!" زي بتبتسم، قاعدة جنب أمنا وبتبص بحب للحزمة الصغيرة اللي هي أخوها الجديد.
        
        أمي الجميلة بتبصلي باندهاش. عادةً، كنت لسه بكون بتدرب في الوقت ده. طبعاً، أول ما عينيها بتيجي على الهدوم الفخمة اللي لابسها، بتفهم.
        
        "أمي" ابتسم وأحني راسي ليها "اتعزمنا على عيد ميلاد الأمير التالت."
        
        "يا حبيبي مو، لازم تكون قاسي أوي على مامتك؟" بتوبخني بلطف عشان أنا رسمي معاها.
        
        أكيد لسه متأثر بالهدوم اللي لابسها، عشان نسيت إنها دايمًا كانت بتحبني أكون ألطف معاها.
        
        مقدرتش أمنع نفسي من إني أحمر وشي شوية وأنا بحك مؤخرة راسي. "آسف." بتضحك عليا، بس في الحقيقة أنا بفضل معاكستها الخفيفة. بتساعدني أفتكر إن فيه بيئتين في الحياة دي: العيلة والمجتمع، وكل واحدة ليها قواعد مختلفة.
        
        "جي-جي، ممكن نلعب دلوقتي؟"
        
        بقلب عيني على النبرة المتفائلة لأختي الصغيرة، وده بيخلي ماما تضحك.
        
        "أيوة يا مي-مي، يلا بينا."
        
        "يااااي!"
        
        وهكذا، بتم جرّي عشان أعتني بأختي الصغيرة بينما الخدم بيزعجوا نفسهم عشان يجهزوا كل حاجة لرحلتنا اللي قربت.
        
        اللي معرفتوش هو إن أبويا وأمي وأنا بس اللي هنروح القصر بينما بقية العيلة هتستنى في بيتنا في العاصمة. إخواتي الاثنين صغيرين أوي على تجمعات زي دي، وده قال لي قد إيه الموضوع هيكون ممل. لحسن الحظ، كنت ناوي أستخدم التجمع ده عشان أكتشف أكتر عن مجتمع النبلاء على أمل إني ألاقي حاجة تساعدني في رواياتي المستقبلية.
        
        آه أيوة! كنت بالفعل بخطط لبعض منهم: كنت عايز أكتب قصة إثارة مليانة أكشن للرجالة، وممكن قصة رومانسية ملحمية للبنات. كنت بالفعل عملت الشخصيات الرئيسية، بس كنت محتاج أعرف إيه اللي ينفع وإيه اللي ممكن أتعلق عشانه، قبل ما أنشرهم.
        
        كنت بتمنى إن العيلة المالكة يكون عندها مكتبة أقدر أسرق منها كتب.
        
        السفر من بيتنا للعاصمة خد أكتر من يومين بالحصان، بس بما إن أمي كانت بتسافر في محفة مع إخواتي، بقوا أربع أيام بدل يومين. لحسن الحظ، كان ممكن أختار أركب في المحفة أو حصان مع بابا. وده اللي كنت بعمله يوم بعد يوم، عشان أقدر أستفيد أقصى وقت مع والدي.
        
        كانت ليلة اليوم الرابع لما وصلنا العاصمة أخيرًا. وقتها بس فهمت قد إيه أبويا كان مهم بجد. كان عنده قصر خاص بيه في العاصمة، ورمز اسم عائلتنا محفور بالفضة على الأبواب الرئيسية للقصر! كان فيه خدم كتير مستنييننا على الباب، واتوجهنا بسرعة لأوضنا.
        
        بدل ما استحمى وأنام زي أي حد تاني، قررت أستكشف المكان.
        
        مع إن البيت ده كان أفخم، إلا إنه كان أصغر من مكان إقامتنا الرئيسي. مكنش فيه مكان تدريب، والإسطبلات كانت أصغر. لقيت الحصان اللي شالني لحد هنا واديته جزرة خلاها تختفي من إيدي في لحظة. طبطبت على جنب راسه ومشيت في طريقي، خبطت في حاجة تاني مرة.
        
        "بتعمل إيه هنا؟" صوت حاد طلب. لقيت نفسي مضطر أبص لفوق لبنت، كانت بتبصلي بغضب.
        
        "ببص على الخيل؟" جاوبت من غير ما أتأثر. رفعت حاجب ليا.
        
        "ماتنفعش تبقى هنا! الأسياد والفرّاشين بس اللي يقدروا يلمسوا الخيل!" أكيد كانت واحدة من خدم البيت، وبما إن دي أول مرة أجي هنا، أكيد افتكرت إني أنا كمان خادم. مقدرتش ألومها، بالكمية اللي على هدومي ووشي من التراب.
        
        مسكت ذراعي وحاولت تشدني بالقوة. لسوء حظها، أنا كنت متدرب كويس من أساتذتي وهي انتهى بيها الأمر وهي بتبص على النجوم من الأرض. بصتلي باندهاش، وأنا ببتسملها من فوق.
        
        "كله تمام هناك تحت؟"
        
        نظرتها الحادة زادت مع ابتسامتي. قامت ووقفت وإيديها على وسطها. "استنى بس لما كبار الخدم يعرفوا اللي عملته! أتمنى يجلدوك!" لما شافت إني مش خايف منها، استدعت القوى العليا، بس كل اللي عملته إني رفعت حاجب.
        
        حاولت تمسكني تاني، بس لقيت نفسها على الأرض مرة تانية.
        
        مقدرتش أمنع نفسي من الضحك وهي بتبصلي بنظرات غاضبة من وضعيتها وهي قاعدة على الأرض.
        
        "لو طلبتي بلطف، ممكن أقرر أرافقك عشان تشوفي كبار الخدم."
        
        أعتقد إني كسرتها.
        
        بتبصلي كأن طلع لي رأس تاني.
        
        بقلب وشي وبمشي كام خطوة ناحية البيت الرئيسي قبل ما أبص ورايا "جايّة؟"
        
        بسمعها بتنتفخ وتمشي ورايا. رجليها أطول من رجلي، فده إنجاز، أعتقد.
        
        أول ما وصلنا البيت، نطت على فرصة إنها تنادي رئيسها عشان يعاقبني. مقدرتش أمنع نفسي من الابتسامة على وشها لما رئيس الخدم ظهر وانحنى ليا.
        
        سألت إذا كان حمامي جاهز، اللي رد عليه بالإيجاب. الخادم العجوز التفت ليها وأمرها إنها توصل السيد الشاب لحمامه.
        
        في طريقنا، فضلت بتبعت لي نظرات خجولة ومعتذرة، أكيد كانت فاكرة إني هعاقبها عشان صرخت في وشي. بس الحقيقة، أنا مش شخص حقود، ومن بدري، كنت عارف إنها بتغلط.
        
        مش معنى كده إني مش ممكن أضايقها.
        
        "معرفتش اسمك أبداً" سألتها لما فتحت لي باب الحمام.
        
        وشها اتجهم. "اسم الخادمة دي لينغ، سيدي الشاب."
        
        "تمام يا لينغ. ممكن تروحي." ابتسمت لوشها اللي مش مصدق "ماتقعديش تستنتجي أي حاجة في كل مرة." قفلت الباب ورايا، وسبتها لوحدها في الممر.
        
        

        Pages

        authorX

        مؤلفون تلقائي

        نظام شراء