موصى به لك

الأقسام

الأعلى تقييمًا

    أعمال أصلية (RO)

      الأفضل شهريًا

        روايه سفر الأقدار - عالم غريب بانتظاركم

        سفر الأقدار

        2025,

        خيال علمي

        مجانا

        يا زين هذي الرواية! تبدأ بسوالف عن زخات شهب نادرة، بس كل شيء يتلخبط لما بطلتنا جيانغ هوي تحاول تاكل اندومي بعد يوم شاق. مكالمة عمل تزعجها، وتنتقم من الكمبيوتر، اللي يسبب كارثة كهربائية. وفجأة، تلقى نفسها في مكان ثاني، في عالم غريب بعد ما روحتها انسلخت من جسمها وراحت في الفضاء.

        جيانغ

        موظفة كادحة تتعرض لضغوط الشغل ولسانها سليط. حياتها مليانة حظ سيء، لدرجة إنها ما قدرت تاكل وجبة اندومي بسبب مكالمات العمل اللي ما تخلص. شخصيتها قوية وتتحمل، بس عندها حد للصبر، وفي الأخير يخلص وتنفجر.

        الفريق الفلكي الصيني

        هم أعلنوا عن زخات الشهب

        الناس العاديين في الكوكب الأزرق والكوكب 732

        ..
        تم نسخ الرابط
        روايه سفر الأقدار - عالم غريب بانتظاركم

        الساعة 3:45 العصر بتوقيت بكين، عالم الفلك الصيني المشهور "جيا منغ" وفريقه الفلكي، اللي يعتبرون الأفضل في البلد، أعلنوا أول توقع لهم عن حدث فلكي ضخم، هو زخات شهب بتكون بالآلاف. الزخات هذي تنبأوا إنها بتمر أقرب مدار لكوكبنا الأزرق من أي شيء شافه الإنسان من قبل. القياسات الحالية تدل على وجود جسم سماوي ضخم في المنطقة الإشعاعية اللي حولها، ممكن يكون ثقب أسود...
        
        "هنا، هنا... إيوه، اللي رقمها الأخير 7474، هذي هي. عطني إياها، يعطيك العافية." طلعت البنت نص جسمها من الباب ومدت يدها، وأخذت الطرد من الرجال.
        
        ظل حق التوصيل يطالع في الباب اللي تسكر وهو شوي يهتز. الكلام اللي كان يبغى يقوله ما لحق يطلعه، وبقى بس آخر "يعطيك العافية" تتردد في الجو.
        
        آه، ليش شباب هالزمن كذا مستعجلين؟ كان وده يسولف شوي، حتى لو جملة ولا جملتين. هذي خامس مرة اليوم يتقفل الباب في وجهه كذا.
        
        آه، في هالزمن، صار صعب مرة الواحد يسولف؟ متى صارت المسافة بين الناس بعيدة كذا...؟ فيلسف حق التوصيل لحظة، وحس إن الموضوع له علاقة شوي بمادة علم الاجتماع اللي درسها في الجامعة.
        
        أما عن ليش واحد مثقف ومتخرج من الجامعة صار يوصل طلبات – فهذا موضوع ثاني يحتاج دراسة اجتماعية لحاله.
        
        وبوجهه البايخ وشفايفه النازلة، حق التوصيل ما كان عنده خيار غير إنه يمشي وهو محبط، لأن الوقت كان يضغط عليه عشان يوصل الطلب اللي بعده.
        
        كان في الأصل يبغى يخبر الناس بآخر الأخبار ويقول لهم عن زخات الشهب اللي توقعوها، لكن مع قرب المغرب، ما لقى ولا أحد مهتم يسمع.
        
        هذا كان الطلب قبل الأخير له، بعده بس طلب واحد ويخلص دوامه لليوم. الأخبار قالت إن فيه فرصة كبيرة إنهم يشوفون زخات الشهب الليلة، وحجمها يعتبر حدث يصير مرة كل مليون سنة.
        
        عشان يستعد، استأجر كاميرا كبيرة ومعدات، وكان يأمل إنه يلتقط مجموعة صور فلكية خرافية. بهذي الصور، يمكن يقدر ينقز لمستوى أفضل في شغله وفي المجتمع.
        
        بس... كل هذا ممكن يستنى. السواليف ممكن تستنى. أول شيء، لازم يخلص توصيلاته. توصيل طلبات! لأنه مهما كانت أحلامك كبيرة، لازم بالأول تاكل.
        
        على فكرة، وش ذا الشيء اللي كان معلق عند البنت قبل شوي؟ تعليقة؟ جرس؟ كانت لونها رمادي ومغبر، وألوانها متخلطة، لا هي حديد ولا بلاستيك، وشغلها كان خشن، كأنه قطعة فنية انحتت على السريع.
        
        أشياء زي كذا صارت في كل مكان في هالزمن. الناس اليوم متعودين على فكرة إن الشيء الغريب شكله، كل ما كان أحسن. إذا ما فهمته، معناته إنه شيء كويس. أكيد إنه حير كثير ناس - زي حق التوصيل.
        
        في اللحظة اللي لف فيها وجهه، حس شعور غريب إن لون التعليقة كان شوي غريب. كأنه... كان يلمع؟ كان نوع من النور الغريب اللي يشد الانتباه على طول، يلمع بطريقة ما توصف، وصعب إنك تعبر عنها بأي لغة نعرفها - ما هو شعور عادي يعرفه الناس.
        
        بس بعدها، في طرفة عين، رجعت كأنها تعليقة عادية، رمادية وباهتة، عادية وشكلها شين لدرجة خلته يشك إذا اللي شافه قبل شوي كان وهم. حق التوصيل ضحك على نفسه لأنه قاعد يحلم. أكيد هذا من كثر ما يقرأ - حتى صار يتخيل أشياء خارقة للطبيعة. بس للأسف، العالم ما فيه هالكثر من الغرائب.
        
        حس على نفسه على طول إنه يمشي أسرع واتجه للجهة الثانية من المبنى.
        
        طيب، وش كانت البنت، اللي أخذت الطلب وخلت حق التوصيل يطنقر شوي، قاعدة تسوي الحين؟ أكيد في هالوقت كانت قاعدة تاكل طلبها، صح؟
        
        إيه، ومو إيه.
        
        
        
        
        
        
        
        
        بالفعل، هي استلمت الطلب. وبمجرد ما فتحت الغطا، ريحة المرق الحار اللي تشهي انتشرت في المكان، والمكونات شكلها كان يفتح النفس ولذيذ. شهيتها، اللي كانت ضايعة من كثر الشغل الإضافي طول اليوم، رجعت فجأة. بسرعة، مسكت قطعة بطاطا طرية وما قدرت تستنى تاكلها.
        
        فرحتها بسرعة تحولت لكارثة. لأنها استعجلت في الأكل، حرقها الأكل في فمها، وصارت فقاعة كبيرة. الألم كان حاد، وفي ردة فعل سريعة، كبت جزء من المرق الحار. ومن بعدها، الموضوع صار أسوأ - صار زي سلسلة ردود فعل. وشعرها صار منكوش على جوانب وجهها، ونجحت في إنها تكب كل قدر المرق الحار، بما فيه القطعة اللي كانت ماسكتها.
        
        الأكل انكب عليها كلها، والجلد اللي كان ظاهر صار أحمر من الحرق. وزيادة على كذا، ما أكلت ولا لقمة من مرقها الحار.
        
        البنت على طول صار شكلها كأنها بتنفجر، وبعدها تغير تعبير وجهها لخليط من القهر وقلة الحيلة، وتحاول تكتم مشاعرها.
        
        يا ربي. هذا هو اللي يسمونه الحظ الشين، اللي حتى لو تشرب موية تغص؟ حتى المرق الحار صار يتهاوش معي اليوم!
        
        بس بعد سنوات من مواجهة الحياة الصعبة، ما كانت من النوع اللي ينهار عشان موقف بسيط. وبعدين، ما كان فيه أحد حولها يشوف قهرها. في هالشقة الكبيرة، هي لحالها - لمين بتوري حزنها أصلاً؟
        
        بعدين، كلها قدر مرق حار انكب. ما عصبت حتى لما أجبروها يشتغلون زيادة ويعدلون العقد نفسه 43 مرة اليوم. بعد اليوم هذا، حست إن صبرها وهدوءها تحسنوا كثير. كانت ممكن تشكر العالم وعملائها لأنهم أعطوها هالفرصة، وهي تبتسم.
        
        جمعت نفسها، ونظفت الفوضى، وأخذت لها لبس بيت أي كلام، وراحت بسرعة للحمام تاخذ لها دش منعش.
        
        عدلت مزاجها بسرعة بعد ما طلعت، ورجعت طبيعية.
        
        لكن... العشاء لسه راح عليها. تطلب وجبة ثانية يعني بتجلس تستنى أكثر من ساعة. "جيانغ هوي" ما كان عندها هالكثر صبر، خصوصاً إن عميلها "الحبيب" لسه يستناها تعدل العقد للمرة الـ 44. هدي أعصابك!
        
        فقررت، بعد ما فكرت شوي، إنها تاخذ كيس اندومي من المطبخ، وتتصرف فيه للعشاء. كانت ميته من الجوع.
        
        بعد ما طلعت من المطبخ، مشت لطاولة الأكل وغلت موية. التلفزيون كان لسه يعرض أخبار عن زخات الشهب، والخبراء يستخدمون أقوى الكلمات عشان يوصفون كم هي نادرة وعظيمة بتكون.
        
        هي ما كانت مهتمة كثير في البداية، بس بما إنها كانت تستنى الموية تغلي، وصوت المعلق كان مرة جذاب، لقت نفسها سرحانة شوي، وقاعدة تعض على شوكتها.
        
        صوت الموية وهي تغلي رجعها للواقع. بسرعة كبت الموية على الاندومي، وبعدين شالتها ورجعت لمكتبها عشان تكمل شغل.
        
        الاندومي ما المفروض يجلس وقت طويل، بس برضو يحتاج وقت. وهي حاطة يدها على ذقنها، طالعت في الشباك الكبير اللي جنب الكمبيوتر. من البلكونة الواسعة، كانت لسه تقدر تشوف الليل برا. وفي نفس الوقت، الشخص اللي في التلفزيون وراها كان لسه يتكلم بحماس عن زخات الشهب.
        
        آه، يازين الطفش. متى بتجي زخات الشهب هذي؟ ممكن... في اللحظة الجاية؟ لا، مافيه أمل إني أشوفها بالصدفة. وبعدين، أنا في المدينة، مو أحسن مكان عشان أطالع في النجوم.
        
        طيب ليش قاعدة تفكر في الموضوع أصلاً؟ هل فعلاً تأثرت من كلام الناس؟ الحين، الأفضل إنها تركز على إنها تشبع بطنها.
        
        آه، الاندومي استوى، وهي مرة جوعانة.
        
        
        
        
        
        
        إلا إنها، وهي على وشك إنها تشيل غطا الاندومي...
        
        "رن رن رن، رن رن رن، رن رن رن..." دق جوالها.
        
        جيانغ هوي عصبت مرة لدرجة إنها بغت ترمي الشوكة في الصالة. وبعيون معصبة وجبين مكرمش، طالعت في الاندومي وكأنه أسوأ عدو لها.
        
        الواقع مؤلم. أنسى موضوع زخات الشهب - هل هي، اللي تعتبر عبدة مسكينة للشركات، ما تستاهل حتى تاكل كوب اندومي حار وطازج؟
        
        بآخر نظرة حزينة على الاندومي، مسكت جوالها من الطاولة، وخلت شوكتها غارزة في طرف الكوب، وراحت وهي معصبة عشان ترد.
        
        ما يحتاج تخمن - أكيد كان العميل اللي مسؤول عن الـ 43 تعديل اللي قبل. حنه وتدقيقه كان أسوأ شيء مرت فيه جيانغ هوي، وصل لمستوى سخيف.
        
        فيه عملاء كثير يدقون بعد الدوام يطلبون شغل إضافي، بس قد سمعت عن واحد يطلب منك تعدل جملة وحدة ثلاث مرات، وتدققها ثلاث مرات، وبعدين يلقى جزء جديد ويطلب تعديله؟ وإذا ما سويت له اللي يبغاه، يشتكي ويقول إنك مو محترف ويهدد إنه يشتكي عليك. وإذا تجاهلته، يروح يشتكي عليك صدق.
        
        ممكن البعض يقول إن التعامل مع عميل زي كذا ما يستاهل المشاكل، وإن خسارة جزء من الراتب بسبب شكوى أفضل. بس هذي ما هي المشكلة الحقيقية. المشكلة هي إن العميل بيضايق مديرها بنفس الطريقة، ويجننه... وفي النهاية، المشكلة بترجع لجيانغ هوي.
        
        هذي مو حلقة مفرغة وتخوف؟! جيانغ هوي لها سنة بس في الشركة، وتعاملت مع هالعميل أربع مرات. وهذي كانت المرة الرابعة، وفي كل مرة كان يعذبها لدرجة إنها تفكر بجدية إنها تستقيل.
        
        لكن، كل مرة، مديرها كان يقدر يرجعها بكلامه الحلو - غالباً عشان الراتب كان زين. عشان نكون منصفين، مديرها اضطر يتدخل مادياً عشان يقنعها، لأن إيجاد أحد صبور كفاية عشان يتحمل عميل زي هذا وبسعر رخيص مو سهل.
        
        بعد ما خلصت المكالمة، رجعت جيانغ هوي، ووجهها معصب - عيونها، خشمها، فمها، كل شيء - وهي ماسكة جوالها بقوة.
        
        طالعت في كوب الاندومي، اللي صار شكله فاضي وذابح، كأنها فضت كل اللي فيها في دقايق.
        
        وحست إنها تائهة، طاحت على الكرسي بقوة، وخلت الكرسي الخشب يطلع صوت قوي. عيونها راحت من غطا كوب الاندومي إلى مؤشر الوقت اللي في الزاوية اليمين تحت من شاشة كمبيوترها.
        
        هي اشتغلت زيادة سبع ساعات اليوم. ما تقدر حتى تاكل وجبة حارة؟!
        
        جيانغ هوي ضربت يدها اليسار على المكتب كم مرة بقهر، وهي مو مهتمة إن يدها صارت توجعها. وفي الأخير، ما قدرت تتحمل أكثر، وطلعت قهرها بأنها ضربت بقوة على الزر اللي في الزاوية اليسار فوق من الكيبورد. لما تسيطر المشاعر، يسوي الواحد أشياء غبية، وهي ما كانت تفكر زين أبد.
        
        مع إنها استخدمت إصبعين بس هالمرة، القوة ما كانت أقل من لما ضربت المكتب بيدها كلها قبل شوي. وبمجرد ما أصابعها ضربت الزر، كوب الاندومي اللي على المكتب نط وزحف قدام نص بوصة، وصار طرفه لاصق تماماً في جانب الكيبورد.
        
        وفي نفس الوقت، في مكان ما تشوفه جيانغ هوي، التعليقة اللي كانت معلقة برا نطت شوي، وطلعت نور خافت ومجموعة أصوات خفيفة كأن في شيء اشتغل.
        
        "بيب بيب بيب-" صوت طلع لفترة، بس ما كان واضح هل هو من التلفزيون ولا من صوت الساعة.
        
        عقلها صار فاضي. يا ويلي، كارثة! هل حذفت كل شيء بالغلط؟!
        
        وفي حالة من الهلع، حسّت ببرودة تمشي من ورا راسها لين رقبتها وعمودها الفقري. ظهرها صار بارد، بس وجهها وصدرها كانوا حارين. التناقض بين البرودة والحرارة خلى جيانغ هوي تحس إنها بتنجن.
        
        لو كل شيء انحذف صدق، بيصير كأني رجعت لنقطة البداية. وش اللي خلاني اطلع قهري على الكمبيوتر؟ وليش كنت كأني في حرب مع كوب اندومي؟ هل خلاص انجننت من طلب التعديل الـ 44 من العميل؟
        
        جيانغ هوي كانت تعرف إن الشيء اللي المفروض تقلق منه الحين ما هو مشاعرها، لكن هل العقد اللي قضت اليوم كله تعدل فيه جزء جزء راح بسبب تصرفاتها المتهورة.
        
        بس بعدها، فجأة جاتها فكرة غريبة. حسّت إنها فقدت عقلها، حتى فكرت إن لو العقد راح، يمكن خلاص بترتاح. هل لازم تستقيل؟
        
        فكرة إن الملف ممكن يكون راح، والكمبيوتر ممكن يكون اخترب، ملتها بشعور غريب من الفرح، كأنها طايرة في الهواء. شعور سري بالفرح والترقب طلع فيها.
        
        لحظة، وش قاعدة تفكر فيه أصلاً؟!
        
        هل هي تحت تأثير سحر، ولا عقلها فصل؟ كيف ممكن تجيها أفكار زي كذا؟
        
        
        
        
        
        
        
        آآآآآه، فكرت في نفسها، "أنا عدلت العقد هذا 43 مرة، وعلى وشك أبدأ التعديل الـ44! الوقت من ذهب - كل هذا عشان الفلوس، وما أقدر أضيعه."
        
        تغير تعبير وجهها بسرعة، وجهها صار أحمر، بعدين شاحب، وبعدها أخضر باهت، وعيونها رجعت تلمع مرة ثانية.
        
        الوقت كان يمشي ببطء. وهي تطالع في الكمبيوتر، اللي ومض كم مرة بس في النهاية رجع على الشاشة الأصلية، طلعت زفرة طويلة من الراحة - كأن الكون مو ضدها بالكامل، والتعديل الـ 44 في أمان.
        
        لكن، لسبب ما، لسه كانت حاسة بخيبة أمل شوي.
        
        آه، فكرت في نفسها، "بخلص التعديل هذا بس، وبطفي الكمبيوتر، وبنسى كل شيء ثاني."
        
        جيانغ هوي حطت يدها على الكيبورد، واليد الثانية مسكت فيها كوب الاندومي، عشان تحطه على جنب. من طرف عينها، لمحت المرق اللامع والاندومي اللي بدأ يلين، ويدها وقفت تلقائياً.
        
        "آه... يمكن آكل لقمة أول،" فكرت. "ولا ممكن أموت من الجوع قبل ما أخلص شغلي. مرت نص يوم، وما أكلت ولا لقمة. لقمة وحدة ما هي طلب كبير، صح؟"
        
        في النهاية، استسلمت لشهيتها، جيانغ هوي وطت راسها شوي، وعيونها على تحت وهي تغرز شوكتها في كم حبة اندومي.
        
        ما انتبهت لليل المظلم برا، اللي كان فيه ضباب خفيف يلمع، ومعاه صوت خفيف حاد يتردد جوا وبرا الغرفة.
        
        وبينما الاندومي كان يقرب من فمها، عيونها راحت لشاشة الكمبيوتر، اللي توها صارت سوداء. عيونها اتسعت وهي تطالع، وشافت الشاشة مليانة بسلسلة من رسائل خطأ حمراء ما تنفهم، وقاعدة تنزل زي الشلال، حمراء زي الدم اللي كان ينبض في قلبها.
        
        عقلها كان على وشك الانهيار، بس يدها تلقائياً كملت حركتها لقدام. المرق اللي كان لسه حار انكب عليها، وخلعها، وسبب إن الاندومي يطيح على ظهر يدها. الصدمة سببت سلسلة ردود فعل في عقلها وجسمها؛ يدها بسرعة ضربت، وكبت كوب الاندومي كله، وغرقت اللابتوب بالمرق.
        
        - وخلاص انتهى الموضوع.
        
        جيانغ هوي ما قدرت تكتم صرخة قصيرة وحادة، والمرق من الاندومي انكب على كمبيوترها كله، وكون شبكة من النور اللي ومض زي البرق. وفي نفس الوقت، الشاشة السوداء للكمبيوتر كملت تنزل سيل لا نهاية له من الكلام الأحمر اللي ما ينفهم.
        
        وفي هاللحظة اللي كانت كارثية مرة، شهب نزلت من السماء، زي النجوم وهي تطيح من السحاب.
        
        جيانغ هوي حست بمئات وآلاف التيارات الحادة تقرب منها من ورا، وتلفها، وتلف الأرض، والطاولة، وكمبيوترها بقوة هائلة. وفي النهاية، كل اللي حولها جرفته موجة كبيرة.
        
        وبين زخات الشهب، فقدت وعيها.
        
        
        
        
        
        
        
        ---
        
        يُقال إن سرعة الضوء هي أسرع سرعة عرفتها البشرية، بينما الزمن هو كمية فيزيائية شاملة تحدد حالات الحركة والسكون لكل شيء.
        
        على الكوكب الأزرق، هناك أسطورة قديمة: عندما يستطيع الإنسان تجاوز سرعة الضوء ويحقق زخماً معيناً، قد يتمكن من عكس تدفق الزمن أو حتى السفر عبر الزمان والمكان.
        
        إذًا، ماذا لو كان العكس صحيحًا؟ إذا استطاع شخص ما عبور تيار الزمن، فهل يمكنه أن يشهد سرعة الضوء؟
        
        في الليلة التي هطلت فيها زخات الشهب، لم يكن أحد يعلم أن نسمة من الروح من الكوكب الأزرق قد جرفتها تيارات الزمن، لتنجرف في الفضاء الواسع للكون.
        
        طفقت تسبح ببطء داخل نهر الزمن، مصاحبةً لسرعة تريليونات من الضوء، تسير جنبًا إلى جنب مع الشمس والقمر والنجوم، غير مدركة لوجهتها.
        
        في نهاية المطاف، استيقظ هذا الجزء من الوعي من سبات طويل، وكأنه عبر برية قديمة، يهبط ببطء وفي النهاية انجذب نحو نقطة مألوفة.
        
        في لحظة، في نفَس، عادت نسمة من الروح، وتفتحت زهرة حياة من جديد.
        
        في عام 9983 من العصر الثامن للتقويم النجمي، كانت منطقة داخل اللوحة القارية المركزية للنظام النجمي الدائم، المسمى "الكوكب 732"، تشهد أيضًا زخات شهب.
        
        ومع ذلك، فقد اعتاد الناس هنا على مثل هذه المشاهد منذ زمن طويل ولم يتوقفوا عندها بسببها.
        
        في إحدى البنايات السكنية، انطفأت الأضواء في أحد المنازل فجأة، وساد الصمت في الغرفة، ولم يُسمع أي صوت لفترة طويلة.
        
        عندما لم يتم رصد أي حركة من الكائنات الحية، انطفأت أضواء الاستشعار التلقائية بسرعة مرة أخرى. وبعد فترة، بدأ صوت أنين منخفض يتردد في الغرفة، يشبه صوت حيوان صغير، مرتبكًا ومحتارًا بعض الشيء، وكأنه لا يفهم تمامًا الوضع.
        
        في الظلام، انفتحت عينا جيانغ هوي ببطء. وفي لحظة، وميض غريب في بؤبؤ العينين، وسرعان ما تدفق من زوايا العينين.
        
        "آه... هذا مؤلم"، صاحت جيانغ هوي التي كانت مستلقية على الأرض، فزعةً من الألم. ومع ذلك، يبدو أنها كانت لا تزال تكافح للتحكم في وظيفة كانت كامنة لفترة طويلة، مما جعل كل شيء يبدو بطيئًا. كان كلامها أيضًا غير واضح، مع لدغة شديدة في الكلام.
        
        لحسن الحظ، في تلك اللحظة، لم تكن تتحدث مع أحد؛ كانت فقط تتمتم لنفسها، لذلك لم يكن هناك حاجة لأي شخص آخر أن يجهد نفسه لفهمها.
        
        بعد فترة طويلة، تمكنت هذه الهيئة الصغيرة أخيرًا من أن ترفع نفسها قليلاً، لكن يبدو أنها فقدت أيضًا الإحساس بيديها وقدميها وأطرافها. كافحت قليلاً للتحكم في أطرافها، وحاولت أن ترفع نفسها ثلاث مرات قبل أن تستقر أخيرًا نصف جسدها.
        
        عندما استشعرت حركاتها، اشتغل الضوء الفوتولومينيسينتي تلقائيًا مرة أخرى، وفي هذه المرة، أضاءت الأضواء في غرفة النوم، ثلاثة صفوف من الأمام والخلف، لتنير الغرفة بشكل ساطع.
        
        فجأة انذهلت الفتاة من الضوء الساطع، وأغمضت عينيها بشكل غريزي حيث شعرت عينا جيانغ هوي بألم حاد.
        
        مع رفع نفسها قليلاً، كان نظرها مشوشًا، وعقلها لا يزال مضطربًا، غير قادر على التمييز بين الواقع والوهم. كان دماغها فارغًا، ومليئًا بصوت طنين مستمر.
        
        أين... هذا؟
        
        بعد فترة طويلة، تواصلت أفكارها أخيرًا مع عقلها، وتومضت مشاهد من قبل أن تفقد وعيها أمام عينيها، تلتها مساحات شاسعة من الضوء والظلام غير الواضحين، وفوضوية، وغير واضحة، حتى وصلت إلى اللحظة التي فتحت فيها عينيها للتو.
        
        لا يمكن أن تكون قد ماتت بصعقة كهربائية بسبب وعاء من الاندومي، أليس كذلك؟
        
        لا، انتظري، هل ستشعر بالألم إذا كانت ميتة؟ آه، هذا يؤلم حقًا.
        
        كانت الأرض باردة، وشعرت ببلل على ظهرها، مما جعلها ترتجف. كانت هناك رائحة معدنية غريبة على طرف أنفها، وفمها كان جافًا ومؤلماً. كم كان الأمر سيئاً لدرجة جعلها تشعر وكأنها أصيبت بالزكام على الفور؟
        
        يجب عليها فقط أن تجلس من الأرض. لماذا شعرت بالدوار والارتباك قليلاً؟ كان مؤخرة رأسها أيضًا مخدرة، ربما لأنها سقطت للتو إلى الوراء وضربت رأسها على الأرض.
        
        يا له من حظ سيء هذا! هل يجب أن تكون ممتنة لأنها لم تمت أو تتلف فصها القذالي؟ بعد كل شيء، كانت لا تزال لديها أفكار واضحة نسبيًا... آه، لم تعد متأكدة بعد الآن. هل يمكن أن تكون قد أصيبت بالفعل في فصها القذالي؟
        
        لماذا يبدو تخطيط الغرفة وكأنه تغير بشكل كبير؟ من فضلكم لا تجعلوا الأمر أن بصرها قد تضرر، مما يشوه إحساسها بالوعي المكاني الطبيعي... وإلا، كيف يمكن أن تشعر جيانغ هوي بأنها لا تتعرف على منزلها الخاص؟
        
        وسعت جيانغ هوي عينيها وتفحصت محيطها، وهي تحدق في الفراغ لفترة طويلة قبل أن ترمش بقوة.
        
        لا، هذه ليست غرفتها! إلى جانب ذلك، تذكرت أنها كانت عند مكتب الكمبيوتر في غرفة المعيشة، وهنا—هذه من الواضح أنها غرفة نوم غريبة.
        
        أين هي بالضبط؟ من أنقذها وأحضرها إلى هنا؟ كيف انتهى بها الأمر مستلقية على الأرض بدون سبب... أسئلة كثيرة، فكرت جيانغ هوي. لقد أخذت قيلولة فقط؛ كيف يمكن أن تستيقظ لتجد أن العالم بأكمله قد تغير؟
        
        قبل أن تتمكن من الاستمرار في فهم الوضع الحالي، انطفأت الأضواء فجأة، مما أغرق كل شيء في الظلام مرة أخرى.
        
        "×&%¥#@..." عبرت جيانغ هوي عن إحباطها، مدركةً أنه عندما يكون شخص ما في حالة سيئة، حتى شرب الماء البارد يمكن أن يعلق في أسنانه. ما الذي يحدث الآن؟ انقطاع في التيار الكهربائي؟
        
        لم تفهم، لذا ترنحت ووقفت، وساقيها ترتجفان حيث شعرت بثقل في جسدها وتعب، وتعتمد على جانب شيء لا يمكنها أن تعرف ما إذا كان طاولة أو شيئًا آخر لمساعدتها على الوقوف.
        
        في هذا الوضع الصعب للغاية، تمكنت جيانغ هوي أخيرًا من النهوض من الأرض اللعينة، ولم تعد تشعر بالبرودة. اشتعلت أضواء الغرفة فجأة مرة أخرى، لتنير المساحة بأكملها.
        
        بعد نصف دقيقة، نظرت جيانغ هوي حولها في هذا المكان الغريب تمامًا، وشعرت بالضياع. الآن يمكنها أن تؤكد أن فصها القذالي لم يتضرر وأنها لم تكن مخطئة؛ هذا ببساطة ليس منزلها.
        
        كانت هذه غرفة واسعة جدًا، حوالي أربعين إلى خمسين مترًا مربعًا، بدون حساب المدخلين الجانبيين اللذين كانا مخفيين جزئيًا بأبواب مصممة بشكل أنيق، مما جعل من المستحيل رؤية نوع التخطيط في الداخل. خمنت جيانغ هوي أنهما قد يؤديان إلى حمام أو غرفة ملابس، حيث كان المظهر العام واسعًا جدًا.
        
        كانت الجدران مبطنة بألواح بيضاء طويلة ومربعة مصنوعة من مادة غير معروفة. تحت الضوء، لم تكن تبدو ساطعة؛ بل كانت تنبعث منها وهج ناعم، مما يعطي إحساسًا بالتصميم الرفيع.
        
        في وسط الغرفة، كان السرير الكبير له مخطط ألوان بسيط. كان إطار السرير عاديًا جدًا، وكانت مفارش السرير داكنة ومشبّعة، مع لوح السرير الذي يمتد إلى منصة خشبية كبيرة حوله. تحت ذلك كانت أرضية الغرفة الخشبية بشكل عام، والتي كانت تتميز بأنماط داكنة خفيفة. مقابل المنصة، تركت مساحة كبيرة مفتوحة، مغطاة بستائر ثقيلة تبدو وكأنها نوافذ من الأرض إلى السقف. بدت الستائر سميكة جدًا، وكأنها مصنوعة من تطريز فضي، تمنع أي ضوء وتمنع رؤية المنظر الخارجي.
        
        كانت هناك أيضًا طاولات بجانب السرير، ومكتب كتابة، ورف كتب كبير من الأرض إلى السقف، وبعض الزخارف الكبيرة التي لم يكن غرضها واضحًا... صاحب هذه الغرفة كان يوحي بأنه "لا ينقصه المال".
        
        ربما كان هذا هو النوع من الأسلوب الذي كانت تحبه جيانغ هوي أكثر من غيره؛ كانت قد حلمت مرة بتزيين غرفتها بهذه الطريقة. لو لم يكن الوضع الحالي، لكانت على الأرجح أكثر من مستعدة للتقدم والإعجاب به.
        
        ومع ذلك، مقارنةً بالإعجاب بغرفة شخص غريب، كانت جيانغ هوي أكثر شوقًا لمعرفة ما حدث. كيف استيقظت في مثل هذا المكان الغريب تمامًا؟
        
        بالمناسبة، أين هذا بالضبط؟
         
        

        قهوة سرمد - رواية خليجية

        قهوة سرمد

        2025,

        اجتماعية

        مجانا

        موظف في مقهى اسمه تارون، يتحدى نفسه كل يوم ويحاول ينسى تعبه بدوامه ودراسته. في يوم من الأيام، يلتقي بزبون غامض اسمه وينتر، ويعجب فيه بعد ما يكتب له ملاحظة صغيرة على الفاتورة. مع مرور الوقت، يكتشف تارون إن هذا الزبون هو مصدر إلهامه ودافعه في الحياة، ويقرر يسعى عشان يتعرف عليه أكثر، موقن إنه هو شريكه المستقبلي.

        تارون

        طالب جامعي في سنته الأولى، يشتغل باريستا في مقهى "بالاي داهون". شخصية مجتهدة ومكافحة، لكنه يعاني من شكوك في نفسه. حياته تتغير بعد ما يلتقي بشخص يثير اهتمامه.

        وينتر

        زبون دائم في المقهى. تتكشف ابتسامته اللي تكون دافع كبير لتارون. وصفه تارون بأنه "عاشق قهوة"، وهو الشخصية اللي تلهم تارون وتخليه متحمس للحياة.

        ليون

        زميل تارون في العمل.

        ريان

        زميلة تارون في العمل، تحب تشارك سواليفها مع الفريق، وهي اللي تعطي تارون معلومات عن شخصية وينتر.
        تم نسخ الرابط
        قهوة سرمد

        يقولون إن القهوة بداية رائعة ليومك. لكن هل فعلاً تخلي يومك أفضل من اللي تتوقعه؟ أنا أشوف إنها تسويه. في حياتي اليومية، دائماً أكون مستعد إني أتحدى نفسي بأشياء جديدة ومختلفة أسويها، بالرغم من بعض الشكوك اللي تجيني.
        
        لما تبدأ بوظيفة جديدة، الشعور يكون حماسي في البداية، لكن مع مرور الأيام تصير مملة. زي ما صار معي في قصتي. اسمي تارون هيز، وأنا طالب جامعي في سنتي الأولى. أروح للجامعة بالليل، وفي النهار أشتغل باريستا في مقهى "بالاي داهون". هذا المقهى يعتبر من أقل المطاعم شهرة هنا في تاغايتاي. شيء منعش نسمعه، صح؟
        
        
        القصة تبدأ وأنا أقولكم كيف حبيت "عاشق قهوة".
        
        ----
        
        
        8 سبتمبر 2019
        
        "تفضلي الموكا لاتيه الحجم الوسط يا مدام، بالعافية!" أعطيت الحرمة طلبها.
        
        واحد من زملائي ناداني عشان أساعده: "رون، ممكن تساعدني في الأكواب اللي تتغسل وترجع تستخدم من جديد؟"
        
        "أكيد أكيد!" رحت عنده وعلى طول شلت معه الكرتون وودّيناه المطبخ.
        
        واحد ثاني ناداني: "رون، تعرف وين الأدوات؟"
        
        "إي، هي في المخزن." مشت وراي للمخزن ووريتها وين ملصقات الأدوات، اللي توضح أي وحدة تستخدم الصبح والظهر والليل.
        
        "الحجم كبير ولا طويل؟... فيه طلبات زيادة يا مدام/سيد؟... حسابك الإجمالي 525 بيسو لثلاث مشروبات... شكراً، يوم سعيد! الزبون اللي بعده لو سمحت..."
        
        أخيراً صارت الساعة 11 الصباح، وهذا وقت استراحتنا المبكرة للغداء قبل ما تجي دفعة جديدة من الزباين الساعة 12 الظهر. رحت للدور الثاني من المقهى اللي ممنوع يدخله غير الموظفين. بدل ما آكل، كملت تعديل قوالب الإعلانات على الكمبيوتر.
        
        "رون، ما راح تتغدى؟ تحتاج مخ صاحي إذا عندك محاضرات العصر. وبعدين أنت ما أكلت فطور، صح؟" سألني ليون.
        
        استغربت كيف عرف إني ما أكلت لسى. لأني اضطريت أركب الباص الساعة 5 الفجر عشان ما أتأخر على دوامي. يمكن عرف من ريان. لأنها تحب تتشارك سواليف عشوائية مع فريقنا أغلب الوقت.
        
        "آسف، ما قدرت أخلص هذا أمس. كنت ناوي أسويه بعد ما أخلص مراجعة لاختباراتي، بس نمت بعدها." رديت وأنا أحك راسي.
        
        سألني: "أي سنة أنت الحين؟"
        
        "أولى." قلت.
        
        "عندي ساندويتش زيادة. تفضل خذه." مدّه لي وقال: "بس تأكد إنك تأكل. لا تنسى إن 'الصحة أولاً' هي وحدة من أولويات مقهى بالاي داهون لنا كموظفين." بعدها ليون رجع تحت للمطبخ.
        
        بعد ما أكلت الساندويتش، نزلت أنا بعد عشان أساعد زملائي الباقين في خدمة الزباين. حسيت بشوية تأنيب ضمير لأني خليتهم يسوون أغلب شغلي.
        
        ريان تطوعت تكون هي المسؤولة عن الكاونتر. وأنا صرت أسجل أسماء الزباين على الأكواب اللي تتغسل وتستخدم من جديد. وفجأة، طلبت مني أودّي الطلبات لطاولاتهم. زين إن عليها أرقام. لو ما كان عليها كان وديتها للطاولة الغلط.
        
        أخذت سبع دقايق عشان أقدم الطلبات. شفت القائمة حقتي وكانت الطاولة رقم ثمانية هي آخر طلب على صينية التقديم الخشبية حقتي. دورت يمين ويسار بس ما لقيتها. مشيت لين ركن الطاولات ولقيت الرقم.
        
        جاتني فكرة ممكن تخلي الزبون مبسوط. خشيت الفاتورة في جيبي الخلفي وقلت للزبون إني نسيت أعطيه إياها. رجعت للكونتر وأخذت ورقة ملاحظات وردية. قبل ما أرجع لطاولة الزبون ومعها الورقة مشبكة في الفاتورة، كتبت رسالة قصيرة.
        
        وأنا من عند الكونتر، شفت الزبون وهو طالع من المقهى وهو يقرا الرسالة. ابتسم الزبون. حسيت ببطني زي الفراشات. كتبتها من قلبي عشان أخلي يوم الزبون حلو قد ما أقدر.
        
        أتمنى إن الرسالة عجبت الزبون.
        
        
        
        
        
        
         13 سبتمبر 2019
        
        رن! رن! رن!
        
        صوت منبه جوالي صحاني الساعة أربع العصر. ما قدرت أوقف ولا أمشي. جسمي أحسّه كيس رز. مسكت جوالي عشان أشوف وش السالفة. في ذيك اللحظة، استوعبت إني متأخر على موعدي مع أصحابي في "سوليناد".
        
        "يا إلهي! نمت زيادة عن اللزوم بعد اللي صار أمس في الليل." كان هذا رد فعلي. بسرعة غيرت ملابسي وأخذت شنطتي الفرو الغامقة معي.
        
        وأنا نازل الدرج، "بتروح تطلع مع أصحابك مرة ثانية؟" سألتني عمتي. ذكّرتني إني أرجع البيت على طول بعد ما أخلص. هزيت براسي قبل ما أطلع من الباب.
        
        الهواء البارد لف حولي وأنا أمشي على الرصيف. شفت البحيرة اللي فيها ثلاثة قوارب بيضاء مغطاة جنب منطقة الصيد. لمست الحشيش الطويل اللي يتمايل مع الهواء. كان أنعم من الباذنجان. وصلت المول الساعة خمس العصر.
        
        المنطقة كانت مظلمة في أغلبها، بس الأنوار حقت الكريسماس خلت المشي فيها جميل. أخذت كذا صورة سيلفي في أماكني المفضلة.
        
        كل صورة آخذها، أحس إني مو حلو ولا شكلي مقبول. مسحت خمس صور سيلفي وخليت وحدة بس. ممكن تنفع تكون صورة بروفايلي على الإنستقرام.
        
        فجأة اهتز جوالي وشفت رسالة من صاحبي.
        
        كال: "وينك يا وين؟ إحنا في مطعم كوري للوجبات السريعة في سوليناد 3."
        
        بديت أركض بسرعة البرق عشان ألحقهم قبل ما يطلبون.
        
        "أوه، أهلاً يا وين!" لوح لي فينس.
        
        "أهلاً يا شباب! آسف على التأخير." قلت لهم وأنا آخذ أنفاسي بصعوبة. "شكلي نمت زيادة بعد كل المهام اللي سويتها أمس."
        
        رد غَال: "عادي. وآسف إذا طلبنا أكل. حسبنا إنك ما راح تجي اليوم."
        
        طلبت سمك وبطاطس من المنيو. هذي أكلي المفضل من "بني تشون" من وأنا صغير. شكرت الجرسون يوم حط طلبي. بعد كذا سوالفنا شوي.
        
        أنا أفضل أكون مع ناس أعرفهم بدال ما أكون لحالي وما أعرف أحد من المدرسة. هذا يعطيني مساحة كافية أكون على طبيعتي. لأني في البيت أحس إني ما أقدر أكون كذا.
        
        طلعنا من المطعم بعد ساعتين من العشاء. كان الوقت ممتع معهم. الشكوك اللي تجيني في نفسي مو موجودة في بالي الحين. أخيراً أقدر أنام في غرفتي. يوم وصلت البيت، أمي كلمتني فجأة. لو سألتني وش سويت طول اليوم، كان كل أعصابي توترت. بس ما سألتني، عشان كذا ارتحت.
        
        يومي ما يكتمل إلا بميلك شيك أوريو. اشتريت واحد من مطعم تايلاندي قبل شوي. عشان أشربه وأنا أتدرب على خطابي باللغة الإنجليزية اللي عندنا الشهر الجاي.
        
        يوم جلست قدام طاولة المذاكرة حقتي، كانت الساعة 9:47 في الليل. قلبت في التابلت عشان أقرأ مخطوطتي فقرة فقرة. بس ما قدرت أتذكرها. يمكن مخي تعب من اليوم. قعدت أقول لنفسي إني بخلص مهامي اليوم، بس قعدت أأجلها كم يوم.
        
        أخذت رشفة من مشروبي. حسيت بطعم الحليب اللذيذ والبارد وأنا أشرب الميلك شيك. شعور الرضا في أحسن حالاته صدق.
        
        فجأة، دخل الهواء من شباكي لطاولة المذاكرة. يا إلهي! نسيت أسكره قبل ما أشغل المكيف.
        
        طفيت التابلت وأخذت الملاحظة. قريت نفس الكلام اللي قريته آخر مرة. الملاحظة ذكرتني إن لسى فيه أمل في هالعالم. المقاهي هي المكان اللي أرتاح فيه.
        
        خلتني أبغى أزورها مرة ثانية في يوم من الأيام، أو يمكن... أغلب الوقت.
        
        
        
        
        
        
        
        
        26 أكتوبر 2019
        
        الجو غيوم شوي اليوم. أنا خايف إذا الزباين بيكونون قليل. قربنا على آخر الشهر. أقدر أشم ريحة راتبنا اللي بيجي يوم 31. قاعد أخطط آخذ إجازة في الهالوين. ما أخذت إجازة من شهر أبريل اللي راح.
        
        غرفت كمية كبيرة من الثلج المطحون وأنا أخلط الموكا فرابتشينو في الخلاط قبل ما أحط كريمة مخفوقة فوقه.
        
        "كال!" ناديت على الاسم بصوت عالي بس مو معصب. "ثلاثة مشروبات صح؟" هز راسه لي. "ممكن أشوف الفاتورة حقتك؟" سألت احتياط.
        
        "تفضل." مدّها لي ورجعتها له بعدها.
        
        "سفَري يا سيد؟"
        
        "إي نعم!"
        
        طلع من المقهى وهو ماسك المشروبات الثلاثة بكلتا يديه. شفت كم شخص ينتظرونه برا. يمكن يكونون أصحابه. مسحت طاولتي قبل ما يوقف زبون قدام الكاشير.
        
        "أهلاً! ممكن آخذ شفاطات؟" سأل شخص بصوت مرح.
        
        "أكيد!" بسرعة سكرت الدرج اللي تحت عشان أكلم الزبون. فجأة قعدت أطالعه لمدة عشر ثواني.
        
        "أحم... فيه شيء غلط؟ آسف إذا صاحبي نسي يطلب واحدة."
        
        "آه لا أبداً! عادي! تفضل الشفاطات." لفيتها بثلاث طبقات من مناديل الطاولة.
        
        شكرني قبل ما يطلع من المقهى. رجعت للكونتر وشفت زملائي يطالعوني وهم رافعين حاجبهم. هالشيء ضايقني شوي.
        
        "كان هذا تصرف غريب منك." قال ليون وهم يقربون مني.
        
        "هاه؟"
        
        "مين هذا؟ تعرفه؟" سألت ريان بفضول.
        
        "مو مرة. شكله مألوف لي بس." رديت وأنا أحك مؤخرة راسي.
        
        "أوه، هذا الزبون دايم يجي هنا مع أصحابه في سوليناد." وضحت. "يمكن ما انتبهت له. لأنك مشغول بالشغل والدراسة." حطت كوب القهوة وكملت: "اسمه وينتر بالمناسبة. كلمته كم مرة قبل كذا وهو إنسان لطيف جداً!"
        
        "آه... ما كنت أعرف هالشيء بس شكراً يا ريان." رديت وأنا تهز راسها قبل ما ترجع لدوامها.
        
        أنا بصراحة مبسوط إنه صار يحس إنه أسعد. أعتقد إن ورقة الملاحظات اللي كتبتها نفعت، بس كنت خايف وش كان ممكن يصير لو ما سويتها.
        
        التعب اللي كان على وجهي اختفى يوم لقيت دافع جديد. واللي هو إني أتعرف عليه. فيه شيء بداخلي يخليني أبغى أعرف أكثر عن هالزبون الغامض.
        
        مهما كان من وين، عاشق القهوة هذا بيكون شريكي في المستقبل.
        
        
        -- نهايه الفصل --
        
        

        الرومانسية في عالم الكيبوب - رواية كورية

        الرومانسية في عالم الكيبوب

        2025,

        رومانسية كورية

        مجانا

        المتدربة إيونجي اللي تقابل آيدولها المفضل بانغ تشان بعد يوم تدريبي طويل، فيوصلها لبيتها وتتبادل معاه الأرقام. في اليوم الثاني، يلتقون بالصدفة من جديد في مبنى الشركة ويساعدها تشان وزملاؤه لما تتأخر على تدريبها. بعد ما يخلص تمرينها، يعترف لها تشان بحبه ويسوي فيها حركة مفاجئة؛ فيطلب منها إنهم يتواعدون. توافق إيونجي وهي مصدومة وسعيدة في نفس الوقت.

        إيونجي

        متدربة في شركة ترفيه صار لها 6 سنين، عمرها 19 سنة. شخصيتها خجولة ولطيفة، وتحب الأشياء الكيوت. كانت على وشك تستسلم من التدريب بسبب التعب، بس لقاؤها بآيدولها المفضل غيّر كل شي.

        بانغ

        آيدول معروف ومعجبة فيه إيونجي. حنون لاحظ تعب إيونجي وساعدها. بدا عليه الإعجاب فيها من أول لقاء، وهو اللي اعترف لها بمشاعره أولاً.

        جيسونغ وتشانغبين

        زملاء بانغ تشان في نفس الفرقة. يبينون إنهم أصحاب روحهم خفيفة وودودين، ويحبون يمزحون. ساعدوا إيونجي لما كانت متأخرة على التدريب ودافعوا عنها قدام المدربة.
        تم نسخ الرابط
        الرومانسية في عالم الكيبوب - رواية كورية

        ياهلا! هذي أول قصة لي على منصه روايه وأول رواية خيالية (فانفيك) أو رواية خيالية للكبار. أعتذر لو ما كانت كويسة، أنا بس قاعدة أجرب!😅
        
        خلفية عن شخصية "إيونجي":
        العمر: 19.
        المهنة: متدربة في شركة جي واي بي (صار لها 6 سنين).
        تحب: الأشياء الكيوت، الألوان الباستيل، الموتشي، القطاوة، البحر، وشخصيات سانريو.
        ما تحب: الناس المتشائمين والوحدة.
        
        مظهر "إيونجي"/ستايلها:
        
        (المفروض يكون هنا وصف مظهرها وستايلها، بس النص الأصلي ما فيه هالفقرة) تبدأ القصة هنا: إيونجي كانت جالسة على الأرض، هلكانة من التدريب. أغلب زميلاتها المتدربات رجعوا مساكنهم من زمان. "يارب بس كل هالتعب يجيب نتيجة..." فكرت في نفسها، وهي مو واثقة أبداً إنها بتترسم. بعد ما جلست كم لحظة، قررت إيونجي تطلع من غرفة التدريب. شالت شنطتها ومشت طلعت من الغرفة. كانت تعبانة لدرجة يا دوب تقدر تفتح عيونها. كانت إيونجي تمشي في ممرات المبنى لين خبطت بشخص وطاحت على الأرض. "أنا مرة آسفة..." قالت إيونجي وهي تحاول تقوم وتجمع أغراضها. "لا يهمك، كانت مجرد حادثة." قال الرجال. "إنتِ بخير؟ شكلك مو مرة تمام..." عبس وجهه. وقفت إيونجي ونظرت للرجال... كان آيدول هي مرة معجبة فيه: بانغ تشان. "مستحيل هذا يكون حقيقي..." فكرت في نفسها. "أنا... إحم..." نظرت لكل مكان إلا هو. "أنت إحم؟" ضحك وهو ينزل نفسه لمستواها. "أنا... أنا بس... كنت..." تلعثمت، "...أتدرب بجدية كبيرة..." هز تشان رأسه وسكت ثانية، يفكر في نفسه قبل لا يرد. "ما المفروض تتعبين نفسك بزيادة؛ لازم تتذكرين تهتمين بنفسك. تظنين تقدرين توصلين بيتك بسلام وحالتك كذا؟" سأل بقلق. شبكت إيونجي يدينها في بعض وطالعت الأرض. "م-ممكن لا... بس أنا لازم أرجع البيت فـ... أنا بس... مضطرة أتحمل هالخطر." قالت بصوت صادق. "مدري لو مسموح لي أسوي كذا بس أنا بوصلك بيتك. ما أقدر أخليك تروحين لحالك في هالليل من دون ما أحس بالذنب." قال تشان وهو يحط يده على كتف إيونجي. هي احمرت، وغطت فمها، وطالعت بعيد عنه. قلبها كان يدق بسرعة وهي تفكر كيف ترد عليه. "طيب... أظن ما أقدر أقول لا على هالشي..." قالت بارتباك. "أجل تمام. بوصلك لسيارتي وتكتبين عنوانك على الجي بي اس." بدأ تشان يمشي وإيونجي لسا تحت يده. إيونجي كانت من داخلها مو مصدقة. "معقولة قاعدة أمشي جنب بانغ تشان الحين؟! هل هو صدق اهتم فيني شخصياً؟ هل أنا صدق بكون في سيارته؟! وش يفكر فيني؟! يارب ما أكون قاعدة أفشل نفسي قدامه..." حاولت تحافظ على هدوئها بس تشان لاحظ كيف كانت تتنفس بقوة. وقبل يوصلون للسيارة، وقف تشان، وحط يديه على أكتافها وطالع في عيونها. "يا بنت، متأكدة إن كل شي تمام؟ قاعدة تتنفسين بقوة..." وقف للحظة وطالع فيها بتركيز وهي ارتبكت أكثر وأكثر. "...ووجهك قاعد يحمر بزيادة... ما عندك أي مشاكل صحية أو شي لازم أقلق منه؟" هزت إيونجي رأسها بـ "إيه" وابتسمت ابتسامة مرتبكة. "بس... أنا... أنا ما قد كنت حول آيدول حقيقي قبل... أظن إني... ارتبكت..." ضحكت بارتباك وهي تحاول تطالع في عيونه، بس ما قدرت. ضحك تشان وحط يده على رأسها. "طيب لازم تتعودين على هالشي لو ناوية تصير واحدة منهم بنفسك. يلا، خليني أوصلك بيتك قبل لا ينصادون واحنا مع بعض." فتح تشان باب السيارة لإيونجي وقفله أول ما دخلت. بعدين دخل السيارة بنفسه ووصلها لبيتها. ~وصلوا عند سكن إيونجي~ طلع تشان من السيارة وفتح الباب لإيونجي. "شـ-شكراً... أنا مرة أقدر هالشي." ابتسمت له بلطف وهي تطلع من السيارة. "العفو." قال تشان. حط يديه في جيوبه وطالع على جنب وهو يفكر في نفسه. "اسمعي، قبل لا تروحين... تظنين تبغين رقمي؟ تعرفين، لو احتجتي توصيلة للبيت... أو نصيحة لتدريبك أو شي؟" توسعت عيون إيونجي من الصدمة. "أ-أنت تبي تـ-تعطيني ر-رقمك..." قاطعها تشان: "إيه، لأسباب مهنية، تعرفين؟ بنصير زملاء عمل يوم من الأيام فـ ليه ما نساعد بعض من الحين، صح؟" ضحك بارتباك. طلعت إيونجي جوالها بيدين ترجف وناولته لتشان. طالعت على يسارها تحت وقالت بهدوء "أ-أظن إنك ع-عليك حق...". أخذ الجوال وابتسم وهو يحفظ رقمه في جوالها. رجع الجوال لإيونجي. "تفضلي. لا تخافين ترسلين لي." أخذت جوالها وابتسمت له بألمع وأصدق ابتسامة شافها منها للحين. "شكراً لك بانغ تشان أوبا. ما راح أنسى كرمك أبد!" انحنت له بـ 90 درجة. "لا يهمك. وما يحتاج تنحنين؛ أنا مجرد صديق يساعد صديق." غمز لها. إيونجي صارت حمراء مرة. ما قد حظيت بكل هالاهتمام من شخص مذهل لهالدرجة. "طيب أظن لازم أدخل الحين..." ضحكت. قد ما كانت ما تبغى هذي اللحظة تخلص، كانت على وشك إنها يغمى عليها. "أوه! صح! وهذا هو سبب وجودنا هنا." ضحك تشان. "تصبحين على خير. أتمنى نشوف بعض قريب... في ظروف أفضل." لوح بيده وهو راجع لسيارته. "أتفق! تصبح على خير! سوق بهدوء!" قالت وهي تدخل مبنى سكنها، وتلوح لتشان اللي لسا كان يطالعها بابتسامة دافئة على وجهه. دخلت إيونجي مبنى سكنها. "ممكن تكون هذي أحسن ليلة في حياتي... يارب أكون عطيت انطباع أول كويس عنه..." فكرت في نفسها بابتسامة خفيفة على وجهها. دخل تشان سيارته. حط يده اليسار على الدركسون ويده اليمين فوق رأسه. "هي بنت مرة لطيفة... ومرة حلوة. أنا نوعاً ما اشتقت لوجودها..." فكر تشان في نفسه. بعدين تذكر... "يا ويلي! نسيت أسألها وش اسمها..! لازم أشوفها مرة ثانية قريب... لازم أعرف اسمها." ~الصباح اللي بعده~ إيونجي قامت من النوم وهي على سريرها. "هل بانغ تشان صدق وصلني البيت... ولا كل اللي صار كان حلم..." فكرت بصوت مسموع. شغّلت جوالها وراحت لقائمة الأسماء... وبالمقابل، شافت اسم بانغ تشان. جلست إيونجي على سريرها، وعيونها مفتوحة على الآخر من الصدمة. "مستحيل..." قالت وهي قاعدة تتنفس بسرعة. بدت إيونجي تضحك وتتحرك بحماس على السرير بسبب السعادة اللي حست فيها، وهي تعرف إن كل اللي صار ما كان حلم. بس حماسها هذا توقف فجأة لما استوعبت... "أنا متأخرة على التمرين!". قامت إيونجي من السرير بسرعة، استشورت، وفرشت أسنانها، ولبست. ملابس إيونجي اللي اختارتها: (وصف لملابسها)
        راحت بسرعة وطلعت من الباب وركبت القطار عشان توصل لمبنى شركة جي واي بي، اللي تتمرن فيه. ~إيونجي وصلت لمبنى شركة جي واي بي~ ركضت جوا وهي تتمنى توصل لغرفة تدريبها في أسرع وقت ممكن، و... لاحظت وجيه مألوفة وهي تركض في الممر: بانغ تشان، تشانغبين، وهان جيسونغ. إيونجي ما كانت مصدقة عيونها. قد ما كانت ودها توقف وتستغل الفرصة عشان تكلم الثلاثة، كان لازم تعطي الأولوية لتدريبها؛ وظيفتها كانت على المحك! تشان وبانغ كان يطالع إيونجي مباشرة وهي تمر من قدامه بسرعة. أول ما وصلت إيونجي للمصعد اللي في نهاية الممر، تفاجأت باللحظة اللي عيونهم التقت فيها. "هل تشان... عرفني الحين؟... يعني... ما فيه سبب ثاني يخليه يطالع فيني كذا... غير إني قاعدة أجري..." فكرت في نفسها بابتسامة خفيفة. صبرت إيونجي لين جا المصعد، وفجأة جا تشان وتشانغبين وجيسونغ ووقفوا جنبها. "أنتِ البنت اللي قابلتها أمس، صح؟" قال تشان بحماس. إيونجي احمر وجهها وطالعت بارتباك في الثلاثة. "إي-إيه! ...ما كنت متوقعة أشوفك قريب كذا." ضحكت بلطف. "أنا بعد. كنت قاعد أفكر فيك. كنت أبغى أعرف وش اسمك... نسيت أسألك." ابتسم لها وهو يمسح على ورا رأسه. "أوه! أنا بايك إيونجي... كان المفروض أعرف عن نفسي..." طالعت باستحياء جهة المصعد أول ما انفتحت الأبواب. "إحم... أنا آسفة على هالشي بس لازم ألحق على التمرين..." قالت وهي تدخل المصعد. "أوه لا يهمك!" رد عليها تشان. "بس حتى إحنا لازم نطلع فوق، فأتمنى ما يضايقك إننا ندخل المصعد معك يا آنسة بايك." قال جيسونغ بهدوء وهو يدخل المصعد. بدت إيونجي تلعب بأصابعها وراحت جهة لوحة الأزرار. "أوه، أ-أبداً ما يضايقني... و لو سمحت، نادوني إيونجي." قالت بخجل. دخل تشان وتشانغبين المصعد. "إحنا بنطلع للدور العاشر. ممكن تضغطين لنا الزر؟" قال تشانغبين بلطف. هزت إيونجي رأسها بـ "إيه" وضغطت على زر الدور العاشر. "أنا بعد رايحة للدور العاشر! يا لها من صدفة!" ابتسمت بارتباك. "صدفة حلوة." ضحك جيسونغ. "بالمناسبة، كيف تعرفون بعض؟" سأل. "أنا وديتها سكنها أمس بالليل. كانت مرة تعبانة من التدريب، فبغيت أوصلها البيت." قال تشان وهو يدق إيونجي على كتفها. "أكيد بتسوي شي زي كذا. بس انتبه... ما نبغى محاضرة من مدير أعمالنا عشان شافونا مع أحد بالليل." قال تشانغبين بطريقة مزح. رجعت إيونجي شعرها ورا وجهها... هذي الحركة تسويها لما تكون متضايقة. وصل المصعد للدور العاشر وبدأ الكل يمشي لوجهته. غرفة تدريب إيونجي كانت الأقرب للمصعد، فما أخذت وقت طويل عشان توصل لها. طقت إيونجي الباب وطلع لها المدرب وهو معصب. "وين كنتي كل هالمدة؟!" صرخ المدرب. "متأخرة ساعة! تبغين تصيرن آيدول ولا لا؟ لأني بديت أشك إنك ما تاخذين الموضوع بجدية!" طالعت إيونجي تحت، وهي محرجة. "أنا... إحم..." قالت بحزن ودموع في عيونها. "إحم، يا آنسة؟" قال جيسونغ وهو يتقدم من المدرب. "هذا خطأنا... قعدنا وقت طويل نعطيها نصايح لتدريبها. لو سمحت لا تصرخين عليها." "أوه... طيب" ارتبكت المدربة وحست إنها ما تقدر تزعل شخص له مكانة عالية في الشركة. "أظن هذي المرة بنمشيها لها..." عبست المدربة. غمز جيسونغ لإيونجي وهو يلوح لها وبدأ يمشي لتشان وتشانغبين (اللي كانوا ينتظرونه في نهاية الممر). ابتسمت إيونجي لجيسونغ بلطف ولحقت مدربتها لغرفة التدريب. ~بعد 5 ساعات (الساعة 1 الظهر)~ وأخيراً سمحوا لإيونجي تاخذ استراحة من التمرين. المدربة قررت تترك إيونجي وباقي المتدربين يتمرنون لحالهم لباقي اليوم، لأنها (المدربة) عندها أشغال شخصية. أكلت إيونجي تفاحة كانت مخبيتها وشربت موية، وفجأة شافت باب الغرفة ينفتح. كان بانغ تشان. ركضوا كل المتدربين عنده وهم يتمنون ياخذون تواقيع وصور. مشت إيونجي لتشان وهو قاعد يلبي طلبات باقي المتدربين. بس أول ما وصلت إيونجي عنده، مسك يدها. "لو سمحتوا دقيقة." قال تشان وهو يطلع من الباب مع إيونجي. المتدربين تنهدوا وتأففوا بس احترموا رغبته. قفل تشان الباب وطالع في إيونجي. احمر وجهها بقوة وحاولت تغطي وجهها بشعرها وهي تطالع بعيد عنه. "ليش احتجتني؟" سألت بهدوء. "أنا... إحم..." تشان كان مو قادر يلقى الكلمات. "أبغى أكون صادق معك... ما قدرت أوقف تفكير فيك أمس بالليل..." بدأ يحمر وجهه وهو يتسند على الجدار. تجمدت إيونجي من الصدمة وهي تعض شفتها اللي تحت. "أنا... كنت في باله...؟!" فكرت في نفسها. بدأ قلبها يدق بسرعة وهي تحاول تستوعب اللي سمعته. "ما قعدتي تسألين أسئلة كثير أو تطلبين مني أي شي. كنتِ خجولة، بس ما كنتِ منسجمة بشكل مبالغ فيه وأنتِ حولي. و فوق هذا، أنتِ مرة كيوت..." قال تشان وهو يبتسم لها بلطف. "طـ-طيب أنا كنت تعبانة! أكيد ما كـ-كنت أفكر أسوي شي زي كذا! وأنا ماني ناوية أرد على آخر شي قلته!" قالت وهي تلعب بأصابعها، وصارت تطالع في تشان. "بس اليوم، وحتى الحين، أنتِ ما تتصرفين زي كذا، فـ كلامك ما يفرق." ضحك. وقفت وهي تطالع فيه بتردد. "طيب... وش تحاول تقول...؟" قالت بخجل. أخذ بانغ تشان يدين إيونجي بيده، وقرب وجهه لوجهها، وهمس "أنا أحاول أقول إني أظن إني معجب فيك...". قرب عشان يبوسها. إيونجي كانت منصدمة من كل شي قاعد يقوله ويسويه تشان، لدرجة إنها ما قدرت تسوي أي ردة فعل. شفايف تشان لمست شفايفها بس في الوقت اللي استوعبت فيه اللي صار، هو بعد عنها. إيونجي كانت منصدمة مرة. تنفسها صار ما له أي تحكم وجسمها كان يرجف شوي. طالعت في تشان ببراءة. "تشان... توه باس... مين؟!" فكرت في نفسها. ما كانت تقدر تصدق إن شخص زيه ممكن يهتم فيها. "أنا... بـ-بعد معجبة فيك..." قالت بخجل. حطت يدينها حول خصره وسندت رأسها عليه. هو ضمها وباس رأسها من فوق. "أنا... أبغى أعرفك أكثر... ممكن نصير مع بعض؟" قال تشان بلطف. "أنا أبغى هالشي... بـ-بس ما أبغى نطيح في مشكلة مع الشركة بسبب هالشي..." قالت وهي تبعد عنه. "أجل تعالي لسكني. بنكون بعيد عن عيون الناس. أنا مرة أبغى شخص أحبه. فـ لو سمحتي، خلينا نجرب..." توسل لها وهو يسوي عيون زي عيون الكلب. إيونجي لسا ما كانت تقدر تصدق اللي تسمعه. بس في نفس الوقت، كانت تعرف إنها ما تقدر تقول "لا" لهالفرصة. "أكـ-أكيد... أنا بـ-أحب أقضي وقت معك..!" قالت وهي تبتسم له. ضموا بعض لآخر مرة قبل لا يرجعون لغرفة التدريب، اللي كل المتدربين كانوا ينتظرون تشان يرجع لها. خلص تشان من طلبات المتدربين قبل لا يأخذ إيونجي لغرفة ثانية.

        Pages

        authorX

        مؤلفون تلقائي

        نظام شراء