موصى به لك

الأقسام

الأعلى تقييمًا

    أعمال أصلية (RO)

      الأفضل شهريًا

        قهوة سرمد - رواية خليجية

        قهوة سرمد

        2025,

        اجتماعية

        مجانا

        موظف في مقهى اسمه تارون، يتحدى نفسه كل يوم ويحاول ينسى تعبه بدوامه ودراسته. في يوم من الأيام، يلتقي بزبون غامض اسمه وينتر، ويعجب فيه بعد ما يكتب له ملاحظة صغيرة على الفاتورة. مع مرور الوقت، يكتشف تارون إن هذا الزبون هو مصدر إلهامه ودافعه في الحياة، ويقرر يسعى عشان يتعرف عليه أكثر، موقن إنه هو شريكه المستقبلي.

        تارون

        طالب جامعي في سنته الأولى، يشتغل باريستا في مقهى "بالاي داهون". شخصية مجتهدة ومكافحة، لكنه يعاني من شكوك في نفسه. حياته تتغير بعد ما يلتقي بشخص يثير اهتمامه.

        وينتر

        زبون دائم في المقهى. تتكشف ابتسامته اللي تكون دافع كبير لتارون. وصفه تارون بأنه "عاشق قهوة"، وهو الشخصية اللي تلهم تارون وتخليه متحمس للحياة.

        ليون

        زميل تارون في العمل.

        ريان

        زميلة تارون في العمل، تحب تشارك سواليفها مع الفريق، وهي اللي تعطي تارون معلومات عن شخصية وينتر.
        تم نسخ الرابط
        قهوة سرمد

        يقولون إن القهوة بداية رائعة ليومك. لكن هل فعلاً تخلي يومك أفضل من اللي تتوقعه؟ أنا أشوف إنها تسويه. في حياتي اليومية، دائماً أكون مستعد إني أتحدى نفسي بأشياء جديدة ومختلفة أسويها، بالرغم من بعض الشكوك اللي تجيني.
        
        لما تبدأ بوظيفة جديدة، الشعور يكون حماسي في البداية، لكن مع مرور الأيام تصير مملة. زي ما صار معي في قصتي. اسمي تارون هيز، وأنا طالب جامعي في سنتي الأولى. أروح للجامعة بالليل، وفي النهار أشتغل باريستا في مقهى "بالاي داهون". هذا المقهى يعتبر من أقل المطاعم شهرة هنا في تاغايتاي. شيء منعش نسمعه، صح؟
        
        
        القصة تبدأ وأنا أقولكم كيف حبيت "عاشق قهوة".
        
        ----
        
        
        8 سبتمبر 2019
        
        "تفضلي الموكا لاتيه الحجم الوسط يا مدام، بالعافية!" أعطيت الحرمة طلبها.
        
        واحد من زملائي ناداني عشان أساعده: "رون، ممكن تساعدني في الأكواب اللي تتغسل وترجع تستخدم من جديد؟"
        
        "أكيد أكيد!" رحت عنده وعلى طول شلت معه الكرتون وودّيناه المطبخ.
        
        واحد ثاني ناداني: "رون، تعرف وين الأدوات؟"
        
        "إي، هي في المخزن." مشت وراي للمخزن ووريتها وين ملصقات الأدوات، اللي توضح أي وحدة تستخدم الصبح والظهر والليل.
        
        "الحجم كبير ولا طويل؟... فيه طلبات زيادة يا مدام/سيد؟... حسابك الإجمالي 525 بيسو لثلاث مشروبات... شكراً، يوم سعيد! الزبون اللي بعده لو سمحت..."
        
        أخيراً صارت الساعة 11 الصباح، وهذا وقت استراحتنا المبكرة للغداء قبل ما تجي دفعة جديدة من الزباين الساعة 12 الظهر. رحت للدور الثاني من المقهى اللي ممنوع يدخله غير الموظفين. بدل ما آكل، كملت تعديل قوالب الإعلانات على الكمبيوتر.
        
        "رون، ما راح تتغدى؟ تحتاج مخ صاحي إذا عندك محاضرات العصر. وبعدين أنت ما أكلت فطور، صح؟" سألني ليون.
        
        استغربت كيف عرف إني ما أكلت لسى. لأني اضطريت أركب الباص الساعة 5 الفجر عشان ما أتأخر على دوامي. يمكن عرف من ريان. لأنها تحب تتشارك سواليف عشوائية مع فريقنا أغلب الوقت.
        
        "آسف، ما قدرت أخلص هذا أمس. كنت ناوي أسويه بعد ما أخلص مراجعة لاختباراتي، بس نمت بعدها." رديت وأنا أحك راسي.
        
        سألني: "أي سنة أنت الحين؟"
        
        "أولى." قلت.
        
        "عندي ساندويتش زيادة. تفضل خذه." مدّه لي وقال: "بس تأكد إنك تأكل. لا تنسى إن 'الصحة أولاً' هي وحدة من أولويات مقهى بالاي داهون لنا كموظفين." بعدها ليون رجع تحت للمطبخ.
        
        بعد ما أكلت الساندويتش، نزلت أنا بعد عشان أساعد زملائي الباقين في خدمة الزباين. حسيت بشوية تأنيب ضمير لأني خليتهم يسوون أغلب شغلي.
        
        ريان تطوعت تكون هي المسؤولة عن الكاونتر. وأنا صرت أسجل أسماء الزباين على الأكواب اللي تتغسل وتستخدم من جديد. وفجأة، طلبت مني أودّي الطلبات لطاولاتهم. زين إن عليها أرقام. لو ما كان عليها كان وديتها للطاولة الغلط.
        
        أخذت سبع دقايق عشان أقدم الطلبات. شفت القائمة حقتي وكانت الطاولة رقم ثمانية هي آخر طلب على صينية التقديم الخشبية حقتي. دورت يمين ويسار بس ما لقيتها. مشيت لين ركن الطاولات ولقيت الرقم.
        
        جاتني فكرة ممكن تخلي الزبون مبسوط. خشيت الفاتورة في جيبي الخلفي وقلت للزبون إني نسيت أعطيه إياها. رجعت للكونتر وأخذت ورقة ملاحظات وردية. قبل ما أرجع لطاولة الزبون ومعها الورقة مشبكة في الفاتورة، كتبت رسالة قصيرة.
        
        وأنا من عند الكونتر، شفت الزبون وهو طالع من المقهى وهو يقرا الرسالة. ابتسم الزبون. حسيت ببطني زي الفراشات. كتبتها من قلبي عشان أخلي يوم الزبون حلو قد ما أقدر.
        
        أتمنى إن الرسالة عجبت الزبون.
        
        
        
        
        
        
         13 سبتمبر 2019
        
        رن! رن! رن!
        
        صوت منبه جوالي صحاني الساعة أربع العصر. ما قدرت أوقف ولا أمشي. جسمي أحسّه كيس رز. مسكت جوالي عشان أشوف وش السالفة. في ذيك اللحظة، استوعبت إني متأخر على موعدي مع أصحابي في "سوليناد".
        
        "يا إلهي! نمت زيادة عن اللزوم بعد اللي صار أمس في الليل." كان هذا رد فعلي. بسرعة غيرت ملابسي وأخذت شنطتي الفرو الغامقة معي.
        
        وأنا نازل الدرج، "بتروح تطلع مع أصحابك مرة ثانية؟" سألتني عمتي. ذكّرتني إني أرجع البيت على طول بعد ما أخلص. هزيت براسي قبل ما أطلع من الباب.
        
        الهواء البارد لف حولي وأنا أمشي على الرصيف. شفت البحيرة اللي فيها ثلاثة قوارب بيضاء مغطاة جنب منطقة الصيد. لمست الحشيش الطويل اللي يتمايل مع الهواء. كان أنعم من الباذنجان. وصلت المول الساعة خمس العصر.
        
        المنطقة كانت مظلمة في أغلبها، بس الأنوار حقت الكريسماس خلت المشي فيها جميل. أخذت كذا صورة سيلفي في أماكني المفضلة.
        
        كل صورة آخذها، أحس إني مو حلو ولا شكلي مقبول. مسحت خمس صور سيلفي وخليت وحدة بس. ممكن تنفع تكون صورة بروفايلي على الإنستقرام.
        
        فجأة اهتز جوالي وشفت رسالة من صاحبي.
        
        كال: "وينك يا وين؟ إحنا في مطعم كوري للوجبات السريعة في سوليناد 3."
        
        بديت أركض بسرعة البرق عشان ألحقهم قبل ما يطلبون.
        
        "أوه، أهلاً يا وين!" لوح لي فينس.
        
        "أهلاً يا شباب! آسف على التأخير." قلت لهم وأنا آخذ أنفاسي بصعوبة. "شكلي نمت زيادة بعد كل المهام اللي سويتها أمس."
        
        رد غَال: "عادي. وآسف إذا طلبنا أكل. حسبنا إنك ما راح تجي اليوم."
        
        طلبت سمك وبطاطس من المنيو. هذي أكلي المفضل من "بني تشون" من وأنا صغير. شكرت الجرسون يوم حط طلبي. بعد كذا سوالفنا شوي.
        
        أنا أفضل أكون مع ناس أعرفهم بدال ما أكون لحالي وما أعرف أحد من المدرسة. هذا يعطيني مساحة كافية أكون على طبيعتي. لأني في البيت أحس إني ما أقدر أكون كذا.
        
        طلعنا من المطعم بعد ساعتين من العشاء. كان الوقت ممتع معهم. الشكوك اللي تجيني في نفسي مو موجودة في بالي الحين. أخيراً أقدر أنام في غرفتي. يوم وصلت البيت، أمي كلمتني فجأة. لو سألتني وش سويت طول اليوم، كان كل أعصابي توترت. بس ما سألتني، عشان كذا ارتحت.
        
        يومي ما يكتمل إلا بميلك شيك أوريو. اشتريت واحد من مطعم تايلاندي قبل شوي. عشان أشربه وأنا أتدرب على خطابي باللغة الإنجليزية اللي عندنا الشهر الجاي.
        
        يوم جلست قدام طاولة المذاكرة حقتي، كانت الساعة 9:47 في الليل. قلبت في التابلت عشان أقرأ مخطوطتي فقرة فقرة. بس ما قدرت أتذكرها. يمكن مخي تعب من اليوم. قعدت أقول لنفسي إني بخلص مهامي اليوم، بس قعدت أأجلها كم يوم.
        
        أخذت رشفة من مشروبي. حسيت بطعم الحليب اللذيذ والبارد وأنا أشرب الميلك شيك. شعور الرضا في أحسن حالاته صدق.
        
        فجأة، دخل الهواء من شباكي لطاولة المذاكرة. يا إلهي! نسيت أسكره قبل ما أشغل المكيف.
        
        طفيت التابلت وأخذت الملاحظة. قريت نفس الكلام اللي قريته آخر مرة. الملاحظة ذكرتني إن لسى فيه أمل في هالعالم. المقاهي هي المكان اللي أرتاح فيه.
        
        خلتني أبغى أزورها مرة ثانية في يوم من الأيام، أو يمكن... أغلب الوقت.
        
        
        
        
        
        
        
        
        26 أكتوبر 2019
        
        الجو غيوم شوي اليوم. أنا خايف إذا الزباين بيكونون قليل. قربنا على آخر الشهر. أقدر أشم ريحة راتبنا اللي بيجي يوم 31. قاعد أخطط آخذ إجازة في الهالوين. ما أخذت إجازة من شهر أبريل اللي راح.
        
        غرفت كمية كبيرة من الثلج المطحون وأنا أخلط الموكا فرابتشينو في الخلاط قبل ما أحط كريمة مخفوقة فوقه.
        
        "كال!" ناديت على الاسم بصوت عالي بس مو معصب. "ثلاثة مشروبات صح؟" هز راسه لي. "ممكن أشوف الفاتورة حقتك؟" سألت احتياط.
        
        "تفضل." مدّها لي ورجعتها له بعدها.
        
        "سفَري يا سيد؟"
        
        "إي نعم!"
        
        طلع من المقهى وهو ماسك المشروبات الثلاثة بكلتا يديه. شفت كم شخص ينتظرونه برا. يمكن يكونون أصحابه. مسحت طاولتي قبل ما يوقف زبون قدام الكاشير.
        
        "أهلاً! ممكن آخذ شفاطات؟" سأل شخص بصوت مرح.
        
        "أكيد!" بسرعة سكرت الدرج اللي تحت عشان أكلم الزبون. فجأة قعدت أطالعه لمدة عشر ثواني.
        
        "أحم... فيه شيء غلط؟ آسف إذا صاحبي نسي يطلب واحدة."
        
        "آه لا أبداً! عادي! تفضل الشفاطات." لفيتها بثلاث طبقات من مناديل الطاولة.
        
        شكرني قبل ما يطلع من المقهى. رجعت للكونتر وشفت زملائي يطالعوني وهم رافعين حاجبهم. هالشيء ضايقني شوي.
        
        "كان هذا تصرف غريب منك." قال ليون وهم يقربون مني.
        
        "هاه؟"
        
        "مين هذا؟ تعرفه؟" سألت ريان بفضول.
        
        "مو مرة. شكله مألوف لي بس." رديت وأنا أحك مؤخرة راسي.
        
        "أوه، هذا الزبون دايم يجي هنا مع أصحابه في سوليناد." وضحت. "يمكن ما انتبهت له. لأنك مشغول بالشغل والدراسة." حطت كوب القهوة وكملت: "اسمه وينتر بالمناسبة. كلمته كم مرة قبل كذا وهو إنسان لطيف جداً!"
        
        "آه... ما كنت أعرف هالشيء بس شكراً يا ريان." رديت وأنا تهز راسها قبل ما ترجع لدوامها.
        
        أنا بصراحة مبسوط إنه صار يحس إنه أسعد. أعتقد إن ورقة الملاحظات اللي كتبتها نفعت، بس كنت خايف وش كان ممكن يصير لو ما سويتها.
        
        التعب اللي كان على وجهي اختفى يوم لقيت دافع جديد. واللي هو إني أتعرف عليه. فيه شيء بداخلي يخليني أبغى أعرف أكثر عن هالزبون الغامض.
        
        مهما كان من وين، عاشق القهوة هذا بيكون شريكي في المستقبل.
        
        
        -- نهايه الفصل --
        
        

        نُزل الغابرين - روايه فانتازيا

        نُزل الغابرين

        2025,

        فانتازيا

        مجانا

        تنطلق ستيلا في مغامرة. تجد نفسها مع شابين غريبين في مكان معزول، حيث يكشف سوار غامض عن بوابة سرية إلى عالم "أوترالمونديه" المثير. هل يمتلك هذا السوار قوى خفية؟ وماذا يخبئ هذا الباب الخشبي العتيق خلف ضوئه الساطع؟ استعد لرحلة مليئة بالتشويق والأسرار، حيث القدر ينتظرهم خلف كل منعطف!

        ستيلا

        شابة إيطالية من روما، تزور خالتها في بلدة "أوبيدولا" الهادئة. تتسم بالفضول وحب الاستكشاف، وتجد نفسها في قلب مغامرة غير متوقعة عندما تكتشف سوارًا غامضًا يقودها إلى باب سري.

        سيلستين

        تعيش في أوبيدولا. تبدو على دراية بأسرار عائلية قديمة، وهي التي تمرر السوار الغامض لـ ستيلا.

        إدموند

        شاب فرنسي يقابل ستيلا في ظروف غامضة بعد أن سحبته نفس القوة الغريبة إلى نفس المكان. يبدو أكثر حذرًا وتفكيرًا من جون.

        جون

        شاب فرنسي آخر، يبدو أصغر سنًا من إدموند، ويظهر فجأة في نفس المكان بعد أن سحبته القوة الغامضة. يبدو أكثر اندفاعًا وشجاعة.
        تم نسخ الرابط
        نُزل الغابرين

        كانت أمسية باردة ومعتمة في شهر نوفمبر في مكان ما في جنوب إيطاليا. 
        
        ونسيم الخريف يبعث أنفاسه الباردة على العالم.
        في بلدة أوبيدولا القديمة، شقت امرأة ذات شعر داكن في منتصف الثلاثينات من عمرها طريقها على عجل نحو مبنى مهجور بالقرب من ضواحي المدينة.
        
        توقفت أمام المبنى، الذي كان هادئًا وفارغًا بشكل غريب، 
        ملاحظة الكلمات المكتوبة فوق الأعمدة الضخمة.
        
        مستودع الميناء القديم
        
        
        تسللت خلف الأعمدة وتوقفت أمام باب معدني. المدخل. أخرجت مفتاحًا من حقيبتها الجلدية وفتحت الباب المعدني. أغلقته خلفها، وأشعلت الأضواء فدبت الحياة في الغرفة. كانت الغرفة ميتة، بالأحرى. بعينيها العسليتين الداكنتين رأت صناديق وصناديق معدنية، مغطاة بأغطية بيضاء ولن تفتح أو تشحن أبدًا؛ جدران رمادية باهتة بها تشققات عديدة، تتساقط منها رقائق الطلاء؛ أرضية خرسانية غير مستوية؛ ومصابيح صفراء متقطعة، تتدلى من السقف المتعب. أخذت قطعة قماش بيضاء من حقيبتها. ثم حملتها بين ذراعيها، وتجولت مرورًا بالمكعبات الصدئة.
        
        نزلت إلى الطابق السفلي. بحثت عن الباب الكبير، عيناها تتجولان من السقف إلى الأرض، ووقفت أمامه. باب خشبي. كانت عليه رموز مبالغ فيها محفورة بدقة وكان عليه بصمة يد سوداء مضغوطة في المنتصف. كان الأكثر لفتًا للانتباه هو الأبجدية الغريبة التي كانت مكتوبة عليه. القلائل المختارون فقط هم من يستطيعون فهم ما كتب.
        
        أوترالمونديه
        
        غطت الباب بالغطاء الأبيض وربطته بالسقف بمساعدة خطافات وخيوط. كانت قد ثبتت الخطافات في السقف قبل بضعة أيام، وهكذا تمكنت أخيرًا من استخدامها. ثم لم يعد هناك باب؛ مجرد غطاء أبيض عادي يتدلى أمام الحائط. ابتعدت بسرعة وأطفأت الأضواء. ثم أغلقت الباب المعدني خلفها. مشكلة صغيرة واحدة فقط، خطأ صغير ارتكبته.
        
        تركت الباب المعدني مفتوحًا.
        
        خرجت المرأة مسرعة من المبنى. نظرت إلى سوارها الفضي الساحر، معجبة به. كانت السلسلة قوية جدًا وفضفاضة إلى حد ما على معصمها الصغير. في منتصف السوار الفضي كانت هناك حلقة واحدة على شكل نجمة بأربع نقاط، بحجم ظفر طفل. كانت ملكها آنذاك، ولكن ليس بعد الآن. أعجبت بها للمرة الأخيرة قبل وضعها في صندوق مخملي أحمر، وحفظتها في حقيبتها الجلدية.
        
        لقد وعدتهم بأنها ستعطيها لابنتها إذا أنجبت واحدة. لكنها لم تنجب أطفالًا أبدًا، ولا حتى زوجًا! لكن كان لديها ابنة أخت. ابنة أختها. لم يكن لديها خيار سوى أن تمررها إليها. لكن هل يمكنها أن تثق بها للحفاظ عليها؟ كان ذلك محتملاً. لكن ابنة أختها كانت تعيش بعيدًا جدًا عن منزلها، ولم تتمكن من إرسالها بالبريد في طرد. يمكنها أن تعطيها لها لاحقًا، خلال الصيف، بعد بضع سنوات من الآن. نعم، يمكنها ذلك.
        
        فتحت المرأة باب سيارتها، وصعدت، وقادت إلى المنزل.
        
        
        
        
        
        "من هنا"، قالت امرأة.
        
        سحبت ستيلا حقيبتها على الأرض وهي تتبع خالتها. كانت هذه أول مرة تسافر فيها مع شخص آخر غير والديها، وتمنت لو أنهما قد جاءا معها. بالتأكيد، العمة سيلستين كانت قريبتها، ولكن قبل ذلك اليوم، التقيا بضع مرات فقط. كان الوضع برمته محرجًا لـ ستيلا، على أقل تقدير. بعد خمس دقائق أو أقل، وصلتا إلى سيارة سيدان قديمة. وضعت ستيلا حقيبتها في الصندوق وجلست في المقعد الأمامي للراكب قبل أن تبدأ خالتها القيادة.
        
        وصلتا إلى المنزل بعد ساعات على الطريق. كان المنزل مبنى ضيقًا من طابقين. وبما أنه لا يوجد مرآب، فقد كانت السيارة متوقفة أمام المنزل مباشرةً. كانت أول غرفة تظهر عند الدخول هي غرفة المعيشة، والتي بدت أكبر مما كان من المفترض أن تكون عليه. ستائر بيضاء سميكة غطت النوافذ، قطعة قماش بيضاء سميكة غطت طاولة القهوة، في الزوايا كانت هناك مزهريات بيضاء تحمل أزهارًا ملونة، ولوحة في إطار أبيض معلقة فوق الأريكة البيضاء. كانت المطبخ في الجزء الخلفي من المنزل، وكان أكبر بكثير من غرفة المعيشة. طاولة بيضاء مع ثلاثة كراسي بيضاء جلست بين غرفة المعيشة والمطبخ، وبجانبها كانت الدرج المطلي باللون الأبيض. كان أقل منزل ملون زارته ستيلا على الإطلاق.
        
        "إذن كيف أعجبك المنزل؟" سألت سيلستين.
        
        "يبدو مريحًا"، أجابت ستيلا، "وأبيض جدًا. هل هذا لونك المفضل؟"
        
        "المفضل الثاني. أحب اللون الأرجواني الداكن أكثر، لكن منزلي لن يبدو جميلًا به، أليس كذلك؟ الأبيض يبدو أفضل."
        
        خلعت المرأة حذاءها ووضعته على رف أحذية قريب. ثم ارتدت زوجًا من النعال وأعطت زوجًا آخر لـ ستيلا، قائلة: "يمكنك استعارة هذا مؤقتًا." خلعت ستيلا حذاءها الرياضي ووضعته على الرف. ثم أدخلت قدميها في النعال. قادت المرأة ستيلا إلى الطابق العلوي وإلى غرفة الضيوف. وضعت ستيلا حقيبتها على أحد الجدران.
        
        "سأدعك تستقرين وتستريحين. إذا احتجتِ أي شيء، يمكنك النزول للأسفل والبحث عني. فهمتِ؟"
        
        "فهمتُ"، قالت ستيلا.
        
        تُركت وحدها. استلقت ستيلا على السرير ونظرت حول غرفتها. أمام سريرها كان هناك خزانة خشبية قديمة؛ النصف الأيسر كان مليئًا بالملابس القديمة ولكن الصالحة للاستعمال، بينما النصف الأيمن كان فارغًا. في الزاوية اليمنى من الغرفة، مقابل السرير، وقفت مصباح أرضي بلمبة صفراء دافئة. مكتب وكرسي خشبيان كانا يقعان بين المصباح الأرضي والخزانة. إلى يسارها كانت هناك رف كتب، يحوي حوالي ثلاثين كتابًا قديمًا، وحقيبتها التي لا تزال مغلقة. إلى يمينها كانت النافذة التي، بالطبع، كانت مغطاة بستائر بيضاء. نهضت ستيلا وسحبت الستائر للسماح بدخول المزيد من الضوء. ثم تمشت نحو رف الكتب.
        
        تصفحت ستيلا مجموعة الكتب. بعضها كان عن التاريخ، والبعض الآخر روايات، وأحدها لم يكن له عنوان. رفعت ستيلا الكتاب الذي لا يحمل عنوانًا وقلبت الصفحات. كانت فارغة. تساءلت في قرارة نفسها لماذا يحتفظ شخص بكتاب فارغ على رف كتبه، لكنها تجاهلت الأمر وأعادته إلى رف الكتب. كان هناك أمتعة لتفريغها. فتحت حقائبها وبدأت في تفريغها، ووضعت ملابسها في النصف الفارغ من الخزانة.
        
        صرير.
        
        ماذا كان ذلك؟ طرقت يدها الجزء الخلفي من الخزانة وشعرت بقطعة خشبية مرتخية. أزالتها. لم يكن هناك شيء سوى حجرة فارغة. غريب. أعادت اللوح الخشبي وأغلقت الخزانة.
        
        تثاؤب خرج من فمها. آه، إرهاق السفر. لا شيء لا يستطيع قيلولة علاجه. نهضت وسارت نحو السرير، وبينما كانت تفعل ذلك، لاحظت أن إحدى ألواح الأرضية كانت مرتخية. فتحتها. هذه المرة لم تكن الحجرة المخفية فارغة، بل كانت تحتوي على صندوق مخملي صغير. نظرت ستيلا حولها. لم يكن أحد يراقبها. مدت يدها ببطء نحو الصندوق وفتحته. بداخله كان سوار فضي لامع. عندما لمسته ستيلا، توهج. كان الأمر كما لو أنه تعرف عليها.
        
        دوت خطوات من خلف الباب. أغلقت ستيلا الصندوق بسرعة، ووضعته داخل الحجرة، وغطته بلوح الأرضية. قفزت على سريرها قبل أن يُفتح الباب.
        
        "كيف حالك؟" سألت خالتها، وهي تطل من المدخل.
        
        "أنا بخير. كنت على وشك تفريغ حقائبي ثم أخذ قيلولة، في الواقع،" أجابت وهي تتثاءب.
        
        "حسنًا إذن. فقط استيقظي قبل الحادية عشرة؛ سيكون العشاء جاهزًا بحلول ذلك الوقت."
        
        "الحادية عشرة؟" وسعت ستيلا عينيها. "هذا متأخر جدًا!"
        
        "هنا في الجنوب، نأكل العشاء حوالي العاشرة أو الحادية عشرة." غمزت خالتها. "اذهبي لترتاحي، لا بد أنك متعبة من السفر."
        
        أغلقت خالتها الباب قبل أن تتمكن من النطق بكلمة أخرى. على الفور تقريبًا، نزلت ستيلا من السرير وركعت حيث كانت لوح الأرضية المرتخية. أعادت فتح الحجرة المخفية. كان الصندوق يجلس هناك، ينتظر بشكل جميل كما لو كان يتوقع أن يأخذه أحدهم. انحنت ستيلا وهي تنتزع الصندوق من مخبئه، ثم فتحته. دلكت إصبعها السبابة اليمنى السلسلة الرفيعة للسوار. لا شيء. رفعت ستيلا حاجبها – هل كانت تتخيل في وقت سابق، أم أن السوار توهج حقًا عندما لمسته لأول مرة؟
        
        جالت عيناها العسليتان إلى الباب، ثم إلى قطعة المجوهرات. لا ينبغي أن يكون هناك ضرر في تجربتها، طالما أنها أعادتها قبل أن تُكتشف. قرصت ستيلا السوار ورفعته من صندوقه؛ بدت السلسلة قصيرة قليلاً، وتساءلت عما إذا كانت ستناسبها حتى. تلاعبت أصابعها بالمشبك على شكل نجمة، والذي عمل أيضًا كقلادة، ثم لفت السوار حول معصمها. لم يكن فضفاضًا، كما هو متوقع، لكنه لم يخنق معصمها كما ظنت. كان الأمر كما لو أنه صُنع لها.
        
        ظهر تثاؤب آخر. على الرغم من أن الظهيرة كانت لا تزال مشرقة، إلا أن جسدها كان يطالب بالراحة بعد الرحلة الشاقة في وقت سابق. لمحت ستيلا الباب مرة أخرى. لا، لا يمكنها النوم والسوار في يدها. قد تدخل خالتها وتلتقطها وهي ترتديه بينما كانت تغفو. فكت ستيلا السوار وأعادته إلى صندوقه قبل أن تدفنه تحت لوح الأرضية. ثم صعدت إلى سريرها، ووضعت حقيبة كتفها على منضدة سريرها، وأغلقت عينيها.
        
        
        
        
        
        
        
        كانت الشمس لا تزال تترنح فوق الأفق عندما استيقظت ستيلا من قيلولتها. تمددت وفركت عينيها، ثم انطلقت جانبًا لإحضار هاتفها من حقيبتها. كانت الساعة السادسة بالفعل. تبقى حوالي خمس ساعات على العشاء، ولم تكن تعرف ماذا تفعل. آه، صحيح. لا يزال هناك أمتعة لتفريغها. نزلت من السرير، ثم قضت الثلاثين دقيقة التالية في تفريغ أمتعتها وإزالة الغبار من النصف الأيمن من الخزانة قبل أن تحتفظ ببعض ملابسها وممتلكاتها هناك.
        
        ثم ضربتها موجة من الملل بمجرد أن أدركت أنه لم يعد لديها شيء لتفعله. في البداية، لم تكن تعرف كيف تملأ وقتها - كانت متعبة جدًا لأخذ قيلولة أخرى، ولم تكن في مزاج للقراءة، ولم تشعر بالتقارب الكافي مع خالتها لتتحدث معها لساعات. وصلت في النهاية إلى هاتفها الخلوي ولعبت سودوكو وسنيك، وهما من الألعاب الوحيدة المتاحة.
        
        مرت ساعات وهي تلعب، ولم تتوقف إلا بعد أن أصبح السماء مظلمة تمامًا. لا بد أن الوقت قريب من موعد العشاء، تساءلت. ذهبت ستيلا إلى الحمام لتنعش نفسها قبل أن تتجه إلى الطابق السفلي. كانت خالتها مسترخية على الأريكة، غارقة في رواية. نظرت ستيلا إلى عنوان الكتاب - "حبوب القهوة وتأملات الصباح". لم تسمع به من قبل. هل هو إصدار جديد؟ غلاف الكتاب البالي أخبرها خلاف ذلك. جلست على أحد المقاعد المريحة.
        
        رفعت سيلستين رأسها من كتابها. "آه، لقد استيقظتِ. كيف كانت قيلولتكِ؟"
        
        "كانت جيدة، شكرًا لكِ"، أجابت. جالت عينيها العسليتان إلى الكتاب مرة أخرى؛ براندون دي بيلفور كان مؤلفه. "هل لي أن أسأل عن الكتاب الذي تقرأينه؟"
        
        "أوه، هذا؟ عنوانه 'حبوب القهوة وتأملات الصباح'. كتبه صديق لي."
        
        "لديكِ صديق مؤلف؟" سألت ستيلا بانبهار.
        
        ابتسمت سيلستين بخفة. "نعم. لم يكن مشهورًا جدًا، على الرغم من ذلك. على أي حال" - وضعت الكتاب جانبًا ووقفت - "لدي شيء لأعطيكِ إياه. انتظري هنا."
        
        صعدت إلى الطابق العلوي ودخلت غرفة الضيوف. خرجت من الغرفة بعد لحظة، حاملة صندوقًا مخمليًا صغيرًا. بدا تمامًا مثل الذي رأته تحت لوح الأرضية قبل بضع ساعات. نزلت المرأة الدرج وسلمته لـ ستيلا. عندما فتحته، رأت السوار الفضي بداخله.
        
        "سوار؟"
        
        "ليس أي سوار فقط"، قالت سيلستين وهي تغمز. "هذا إرث عائلي ثمين، ينتقل من جيل إلى جيل. كما تعلمين، ليس لدي أطفال، لذلك سأورثه لكِ. هل تعدينني ألا تخلعيه؟"
        
        "أعدك."
        
        "جيد." نظرت إلى ساعة الحائط. "إنها الساعة العاشرة، هل تمانعين في مساعدتي في إعداد العشاء؟"
        
        "آه، بالتأكيد، لا أمانع."
        
        نهضت ستيلا من الأريكة لمساعدة خالتها في إعداد العشاء وتجهيز الطاولة. تم تقديم العشاء قبل الحادية عشرة إلا ربع، وتجاذبت الاثنتان أطراف الحديث وهما يأكلان.
        
        "إذن، كيف هي الحياة في روما؟" سألت سيلستين.
        
        "إنها جيدة. أحب العيش هناك،" أجابت ستيلا.
        
        "هل تحب والدتكِ العيش هناك؟"
        
        "نعم، إنها تحب ذلك كثيرًا. لا تريد الانتقال إلى أي مكان آخر."
        
        "آه، أرى،" قالت خالتها مبتسمة. ارتشفت بعض النبيذ قبل أن تتناول لقمة أخرى من معكرونتها.
        
        سألتها ستيلا: "هل يعجبكِ العيش هنا؟"
        
        "نعم، كثيرًا. أحب المدن الهادئة أكثر من المدن الصاخبة، طالما أنها ليست هادئة جدًا."
        
        "حقًا؟ أخبرتني أمي أنكِ أحببتِ ميلانو، ولكن لسبب ما، أنتِ عالقة هنا."
        
        "كان ذلك عندما كنت صغيرة. الآن بعد أن عرفت مدى صخب المدن، أفضل البقاء هنا. إنه أنسب لي،" قالت. ثم سألت: "هل أخبرتكِ والدتكِ أي قصص تتعلق بخالتكِ؟"
        
        "أخبرتني أنكِ كنتِ تحبين السفر مع الأولاد، وأنكِ لم تكوني مثل الفتيات الأخريات."
        
        "إذن لقد أخبرتكِ شيئًا،" همست سيلستين لنفسها.
        
        انتهيا من العشاء. ساعدت ستيلا خالتها في غسل الأطباق وتجفيفها، ثم صعدت الدرج إلى غرفة نومها. تفقدت الوقت؛ كانت الساعة تشير إلى منتصف الليل إلا نصف ساعة. غيرت ملابسها إلى ملابس النوم، صعدت إلى سريرها، واستأنفت لعب الألعاب حتى شعرت بالنعاس. بحلول الساعة 12:00 صباحًا، وضعت هاتفها على المنضدة الليلية، تزحلقت تحت بطانيتها، وغرقت في نوم عميق.
        
        لم تكن خالتها نائمة بعد. كانت تمسك هاتفها في يديها بينما تنتظر في غرفة نومها. ثم تلقت رسالة: "مرحبًا سيلستين! لقد وصلنا للتو. التدريب يبدأ بعد غد، أليس كذلك؟"
        
        كتبت سيلستين ردًا: "نعم."
        
        وضعت هاتفها جانبًا، وتلت صلاة قصيرة، ثم نامت بعمق.
        
        
        
        
        
        
        
        اخترقت أشعة شمس الصباح الستائر. أدارت **ستيلا** ظهرها للنافذة وتثاءبت. لقد حل يومها الثاني في أوبيدولا. أمسكت بملابسها، واستحمت، ثم توجهت إلى الطابق السفلي لتناول الإفطار. كانت **سيلستين** قد استيقظت للتو.
        
        "مستيقظة بالفعل؟ إنها الخامسة فقط!" صاحت.
        
        "في روما، أستيقظ عادة في السادسة،" أوضحت **ستيلا**.
        
        "أنتِ مثل أمكِ إذن. هي تحب الاستيقاظ مبكرًا،" قالت **سيلستين**.
        
        كان الإفطار عبارة عن كوبين من القهوة السوداء الساخنة وطبق كبير مليء بقطع البريوش الحلوة. من اللقمة الأولى، أصبح البريوش طعام الإفطار المفضل لـ **ستيلا**، ليحل محل الكرواسون. ومع ذلك، كانت القهوة قوية جدًا بالنسبة لذوقها. توقعت **سيلستين** ذلك وأعدت بعض الحليب مسبقًا. بعد الإفطار، نظفت **ستيلا** أسنانها وملأت كوبها بالماء البارد. كانت حقيبة كتفها تحتوي على كل ما تحتاجه: محفظتها، مرطب الشفاه، معقم اليدين، وغيرها من الضروريات. كل ما كانت تحتاجه هو إذن **سيلستين**. وجدتها في غرفة المعيشة.
        
        "يا خالتي، هل يمكنني الذهاب واستكشاف البلدة؟ سأعود قبل الظهر كما قلتي بالأمس،" سألت **ستيلا**.
        
        "بالتأكيد،" أجابت **سيلستين**، "فقط كوني حذرة."
        
        "شكرًا لكِ!"
        
        قبلت **ستيلا** خالتها وودعتها وخرجت من المنزل. كانت تنظر إلى الوراء كل دقيقة أو أقل، تتتبع خطواتها للتأكد من أنها لن تضل طريقها. لم يكن بعيدًا عن منزل خالتها صف من المقاهي والمتاجر الصغيرة، وعلى بعد قليل من هناك كانت ساحة كبيرة. تجولت **ستيلا** في الشارع، يدها اليمنى تتأرجح بحرية ويدها اليسرى تستقر على حقيبة كتفها.
        
        شد. اهتز معصمها الأيمن بعنف إلى اليمين كما لو أن شخصًا ما أمسك بذراعها فجأة. نظرت إلى جانبها. لا أحد. ما هذا؟ وقفت **ستيلا** ساكنة للحظة، تنتظر أي حركة غريبة لتتكرر، لكن شيئًا لم يحدث. أتمنى أنني كنت أتخيل ذلك، فكرت قبل أن تتجاهل الأمر وتواصل سيرها.
        
        شد. حدث ذلك مرة أخرى! هذه المرة كان أقوى بكثير. نظرت **ستيلا** إلى يمينها ولم تر أحدًا بجانبها. ماذا كان يحدث؟ وضعت يدها اليمنى في جيبها وواصلت السير. ربما سيتوقف إذا لم تدع يدها تتأرجح بحرية.
        
        يبدو أن الأمر قد نجح. كانت تتجول في البلدة لما يقرب من ساعة وظلت يدها اليمنى في جيبها. استدارت **ستيلا** وبدأت طريق عودتها إلى منزل خالتها. مرت ببعض المباني وكانت على وشك الانعطاف يمينًا... انتظر، هل ذهبت في هذا الاتجاه؟ أم أنها جاءت من اليسار؟ نظرت في كلا الاتجاهين. بدت الشوارع متشابهة جدًا بحيث لا يمكنها التمييز. سأذهب إلى اليسار فقط، فكرت **ستيلا**، وإذا كان خطأ فسأذهب إلى اليمين.
        
        انعطفت يسارًا. للحظات قليلة، شعرت وكأنها اتخذت القرار الصحيح. بدت المباني أكثر فأكثر ألفة كلما سارت. إذا تذكرت بشكل صحيح، يجب أن تسير مباشرة لمدة خمس عشرة دقيقة أخرى قبل الانعطاف يسارًا بعد التراتوريا. ابتسمت وهي تتجول، ثم توقفت.
        
        أدى المسار بها مباشرة إلى غابة. أقسمت أنه كان من المفترض أن يكون هناك صف طويل من المنازل الصغيرة. ربما كانت مخطئة. وضعت **ستيلا** قدمًا خلفها وبدأت بالاستدارة.
        
        شد! انطلقت ذراعها اليمنى من جيبها وسحبتها نحو الغابة. "آه!" صرخت. قوة غير طبيعية سحبت جسدها عبر الغابة مثل صنارة صيد تسحب سمكة ضعيفة. اختفت البلدة بسرعة من نظرها حيث أحاطت بها الأشجار فجأة. حاولت أن تغرس قدميها في الأرض فقط لينتهي بها الأمر بتجريفها. أمسكت بأقرب غصن لينكسر. "أيوتو!" صرخت، لكن صوتها لم يصل إلى أحد. كانت محاولاتها للمقاومة عقيمة.
        
        ثود. سقطت على الأرض ككيس ثقيل. وقفت **ستيلا** ببطء، تنفض الغبار عن ملابسها، وألقت نظرة على محيطها. أمامها كانت الغابة، وعلى الرغم من أن الفجوات بين الأشجار كانت واسعة إلى حد ما، لم تتمكن من رؤية البلدة على الإطلاق. من يدري إلى أي مدى ذهبت؟
        
        ---
        
        لا، لم تستطع أن تتقطع بها السبل في مكان مجهول. يجب أن يكون هناك طريقة للعودة! انطلقت **ستيلا** بسرعة إلى الغابة ونحو البلدة -
        
        أمسكتها نفس القوة من معصمها الأيمن ورمتها خارج الغابة مرة أخرى. سقطت على ظهرها هذه المرة، في نفس المكان الذي أُسقطت فيه في وقت سابق.
        
        دفعت **ستيلا** نفسها عن الأرض مرة أخرى. دلكت يداها صدغيها وهي تحاول تهدئة أنفاسها. كانت الغابة محظورة. ماذا عن مسار آخر إلى المدينة؟ واجهت الاتجاه الآخر. رصدت عيناها ساحلاً قريبًا، مع سفن صغيرة ترسو في ميناء قريب. يجب أن يكون هناك أشخاص يمكنهم المساعدة، لكنها لم تكن متأكدة حتى مما إذا كان آمنًا. وكان بعيدًا جدًا أيضًا - من يدري كم من الوقت سيستغرق للوصول إلى هناك سيرًا على الأقدام؟ وماذا لو حدث لها شيء في الطريق؟
        
        ترقرقت عيناها بالدموع. أرادت فقط أن تتجول، لا أن تُجرّ إلى أي شيء يحدث. هددت فكرة عدم العودة إلى المنزل أبدًا بتسرب الدموع. يجب أن يكون هناك طريقة، يجب أن يكون هناك طريقة...
        
        خالتها. يمكنها أن تساعد! مدت **ستيلا** يدها في حقيبتها وتلمست هاتفها.
        
        لم يكن هناك هاتف. كان قلبها ينبض بقوة. أين هو؟ هل أسقطته؟ هل فقدته في الغابة؟ آلاف الأفكار تدور في ذهنها. ثم خطر لها أنها كانت تشحنه في منزل خالتها. "ماناجيا!" لعنت. ما بدأ كصباح مليء بالسعادة والعجب تحول إلى يوم مليء بالذعر والإحباط. نظرت إلى معصمها الأيمن وحدقت في السوار. وعدت ألا تخلعه، لكنها لم تهتم. بحثت عن المشبك، لكنه لم يكن موجودًا. حاولت سحب السوار، لكنه لم يخرج.
        
        "آه!" صرخ أحدهم.
        
        وجهت **ستيلا** انتباهها إلى الغابة. تم قذف شخصية ذكر من الغابة قبل أن ينهار أمامها. بالحكم من المظهر، بدا وكأنه أجنبي: شعره القصير كان أشقر كراميل؛ عيناه الحادتان، على شكل لوز، بلون تركوازي داكن، برزتا من وجهه الشاحب؛ أنفه النحيل والمستقيم كان منحوتًا فوق شفتيه الرقيقتين والورديتين؛ وعلى الرغم من أنه كان أطول منها بكثير، إلا أنه لم يبد أكبر سنًا بكثير.
        
        ---
        
        نهض الشاب، يتمتم لنفسه، وعلى الرغم من أنها لم تستطع فهمه، إلا أنها استطاعت أن تدرك أنه كان مذعورًا أيضًا - فصوته المرتعش وعيناه الواسعتان كشفا ذلك. استغرق الأمر بعض الوقت قبل أن يلاحظها، وعندما فعل ذلك، تجمد لفترة وجيزة.
        
        "إيه... بونجورنو؟" قال بصعوبة.
        
        "بونجورنو،" قالت بنفس الصعوبة.
        
        "كم كنتِ واقفة هناك؟"
        
        "إيه، دقيقة واحدة فقط."
        
        "إذن رأيتني وأنا، إيه، 'أُسحب'؟" أشار، محاكيا حركة سحب.
        
        "نعم. كنتُ، أه، 'أُسحب' إلى هنا أيضًا."
        
        "أنتِ أيضًا!" صاح، ثم وضع يديه على جانبي وجهه. "إذن أنا لست وحدي الذي أصبح مجنونًا. إيه، حسنًا، هل تم سحبكِ أيضًا من أوبيدولا أم من مكان آخر—"
        
        "جئتُ من هناك." أشارت **ستيلا** في اتجاه الغابة.
        
        
        
        
        
        "آه، مثلي." وضع يديه على خصره. نظر إلى الغابة. "حاولت العودة، لكن شيئًا ما ظل يسحبني إلى هنا."
        
        "ربما إذا ذهبنا معًا، فسنخرج."
        
        رفع حاجبيه. "هل تعتقد أن ذلك سينجح؟"
        
        "يمكننا أن نحاول."
        
        بدأت تسير في الغابة. تبعها. لم يحدث شيء غير عادي في البداية. خطوة، خطوتان، ثلاث خطوات... شد! رفعتهم قوة غير طبيعية عن أقدامهم ورمتهم مرة أخرى إلى حيث كانوا. نهض الاثنان، نفضا الغبار عن ملابسهما، وحدقا في الغابة.
        
        "نحن عالقون هنا،" تنهد الشاب.
        
        "انتظر، أعتقد أن عمتي يمكنها مساعدتنا،" قالت ستيلا. "هل لديك هاتف؟"
        
        "ليس لديه إشارة. حاولت."
        
        "ربما يمكننا المحاولة مرة أخرى. هل يمكنني استعارة هاتفك؟"
        
        نظر إليها نظرة. "إيه، بالتأكيد،" تردد. "لكنني أشك في أنه سيعمل."
        
        أخرج هاتفه من جيبه. لدهشتها، كان أحد أحدث الهواتف في ذلك الوقت. حقيقة أنه يحتوي على شاشة لمس بدلاً من الأزرار المادية تعني أنه كان أغلى بكثير مما تملكه. فتح هاتفه الذكي ونقر على الشاشة قبل أن يعطيها إياه لفترة وجيزة. اتصلت ستيلا برقم هاتف خالتها وحاولت الاتصال بها. بعد فترة، هزت رأسها وأعادته إليه.
        
        "لا إشارة."
        
        زفر، متقاطعًا ذراعيه أمام صدره. "إذن نحن عالقون هنا حقًا."
        
        وقف الاثنان في صمت. نظرا إلى الغابة، غير متأكدين مما يجب فعله بعد ذلك. نظرت إليه. "بالمناسبة، ما اسمك؟"
        
        "إيه، اسمي إدموند،" أجاب. "وأنتِ؟"
        
        "أنا ستيلا،" قالت. مدت يدها. "سررت بلقائك."
        
        "سررت بلقائك أيضًا."
        
        تصافحا بإيجاز. كادت ترتجف عند لمس يده؛ كانت باردة نوعًا ما. بعد ذلك، سألته: "ومن أين أنت؟ بريطاني؟"
        
        "لا. فرنسي،" أخبرها، "وأنتِ...؟"
        
        "إيطالية."
        
        "آه. إذن هل أنتِ من أوبيدولا، أم..."
        
        "أنا من روما، لست من هنا."
        
        "فهمت."
        
        سمعوا صوت حفيف قادم من الغابة. ظهرت شخصية من الغابة، تطير بسرعة الرصاصة قبل أن تسقط أمامهما مباشرة. كان صبيًا: شعر قصير، فوضوي، بني شوكولاته؛ عيون واسعة، شابة، بنية اللون تتناسب مع وجهه المستدير والسمرة؛ وعلى الرغم من أنه لم يكن واقفًا، إلا أن ستيلا استطاعت أن ترى أنه كان أطول منها بقليل.
        
        "جون!"
        
        "إدموند؟" صاح الصبي.
        
        "هل تعرفان بعضكما؟" سألت ستيلا الاثنين، متفاجئة.
        
        "التقينا الأسبوع الماضي في ميلانو،" أجاب إدموند. أمسك بيد جون وساعده على الوقوف. وتابع: "جون، هذه ستيلا. ستيلا، قابل جون."
        
        "سررت بلقائك، جون."
        
        "سررت بلقائك أيضًا،" قال. تصافحا بإيجاز. ثم سأل: "هل رأيتما أحدًا يسحبني عندما كنت أطير إلى هنا؟"
        
        "لا. لقد تم سحبي أنا أيضًا إلى هنا بواسطة شيء ما،" أجاب إدموند.
        
        "أنا أيضًا،" قالت ستيلا.
        
        تبادل الثلاثة النظرات. لماذا يا ترى تم إحضارهم إلى هذا المكان المجهول؟ هل كان هناك شيء - أو شخص - يختبئ في مكان قريب؟
        
        "حسنًا، لقد تم سحبنا جميعًا نحن الثلاثة إلى هذا المكان المجهول. و- لا أعرف إذا كنت قد حاولت يا جون بعد - لا يمكننا الخروج من حيث أتينا. أعتقد أن شيئًا ما يحاول أن يقودنا إلى شيء ما،" قال إدموند.
        
        "لكن إلى ماذا؟ لا يوجد شيء هنا سوى الأشجار و..." كاد جون أن ينطق بشيء، لكنه توقف.
        
        "و؟" حثه على الاستمرار. لم يقل جون شيئًا. أشار إلى شيء خلف إدموند وستيلا.
        
        كان مبنى مهجورًا. كان لونه أبيض باهت، مع نباتات خضراء فاتحة تزحف على أعمدته وتشققات تظهر في جدرانه الأسمنتية. اقترب الثلاثة من المبنى القديم. لافتة ملطخة، بالكاد تلتصق بسلاسلها الصدئة، كشفت عن اسمه.
        
        مستودع الميناء القديم
        
        حدقت ستيلا في اللافتة لبعض الوقت. هل صادفت هذا الاسم من قبل؟
        
        "هل يجب أن ندخل؟" سألت ستيلا.
        
        "لدي شعور سيء حيال هذا،" أجاب إدموند.
        
        "لكننا هنا لسبب، أليس كذلك؟ أنا سأدخل أولًا،" قال جون. سار عدة خطوات أمامهما قبل أن يتوقف، ويستدير، ويعود إليهما. "لا يهم، أنتَ ادخل أولًا."
        
        مر الثلاثي من الأعمدة. كانت البوابات الأمامية للمبنى مغلقة بالمسامير ومغطاة بالألواح. لم يكن هناك سبيل للمرور من هناك. ساروا نحو الجانب الأيسر ووجدوا بابًا معدنيًا أصغر بكثير. لدهشتهم، كان مفتوحًا. مشوا بتردد داخل المبنى. بحث أحدهم عن مفتاح الإضاءة وقلبه. اشتعلت المصابيح واحدًا تلو الآخر؛ لم تكن ساطعة، لكنها لم تكن خافتة جدًا. لم يكن هناك سوى صناديق معدنية وهياكل تشبه الصناديق مغطاة بأغطية بيضاء. كانت الجدران بها شقوق وطلاء متقشر. نظر الثلاثة حولهم، محاولين معرفة لماذا تم توجيههم إلى المبنى.
        
        "انظر." أشار جون إلى درجتين. كانت الدرج الذي يؤدي إلى الطوابق العلوية مغلقًا بالألواح. بقي الآخر مفتوحًا ولكنه يؤدي إلى الطابق السفلي إلى غرفة مظلمة. ثم قال: "لن ننزل إلى هناك، أليس كذلك؟ لا بد أنه مظلم جدًا."
        
        "لا أريد النزول إلى هناك،" قال إدموند.
        
        "لكننا لا نستطيع الخروج من الغابة،" ذكرته ستيلا. "ربما يجب علينا، إيه، النزول أولًا والعثور على ما تريده القوة منا."
        
        تنهد. "يمكنكما الذهاب أولاً."
        
        تبادل جون وستيلا النظرات. أشار جون إلى الدرج برأسه. بتردد، قادت ستيلا الطريق. تبعها جون إلى الطابق السفلي بينما تبع إدموند الاثنان، ناظرًا فوق كتفه بين الحين والآخر. بمجرد وصولهم إلى الطابق السفلي، مر الأخير يده على الحائط، باحثًا عن مفتاح الإضاءة، ثم قلبه. اشتعلت الأضواء. بدا الطابق السفلي تمامًا مثل الطابق الأرضي، باستثناء أنه كان فارغًا بشكل أكبر. واصل الثلاثة السير ورأوا غطاءً أبيض يغطي شيئًا على الحائط. رفعه جون وشهق.
        
        "ما هذا؟" سألت ستيلا.
        
        "أعتقد أنه باب،" قال جون ببطء. سحب الغطاء الأبيض ليكشف عما وجده.
        
        ما كان أمامهم كان هيكلاً خشبيًا غريبًا عليه رموز غريبة محفورة. وعلى الرغم من أنه لم يكن يحتوي على مقبض أو مقبض أو أي طريقة واضحة لفتحه، إلا أنهم كانوا متأكدين من أنه مدخل من نوع ما. كانت بصمة يد سوداء فحمية مطبوعة في المنتصف، وفوقها كانت كلمة محفورة. قرأت ستيلا الكلمة في ذهنها لتكشف عن اسم مكان.
        
        أوترالمونديه
        
        "يا له من باب،" تمتمت ستيلا.
        
        "كيف تفتحه؟"
        
        "هل يجب أن نفتحها؟" سأل إدموند. ألقى نظرة سريعة على بقية الغرفة. "ربما القوة تريدنا فقط أن نجد الباب، والآن بعد أن وجدناه، دعونا نحاول العودة إلى المنزل الآن."
        
        استدار على عقبيه وبدأ طريقه إلى الدرج عندما سحبته قوة إلى الباب، وسحبته من حافة قميصه. نظر إلى الباب. "علينا فتحه."
        
        "ربما ندفعه،" قال جون، بينما بدأ يدفع الباب. لم يتحرك قيد أنملة.
        
        "دعني أساعد،" قال إدموند، بينما دفع هو وجون الباب معًا. لم يتحرك بعد. "ربما إذا دفعنا من جانب واحد فإنه سيدور،" اقترح بعد ذلك، واضعًا يديه على الجانب الأيمن من الباب. ما زال يرفض الفتح. لم يهم مقدار القوة التي طبقوها أو أي جانب دفعوه. ببساطة لن يتحرك.
        
        "ربما يمكننا سحبه."
        
        "لكن لا يوجد مقبض،" قالت، "فقط بصمة يد."
        
        "أي بصمة يد؟" سأل الصبيان في وقت واحد. حدقت ستيلا في منتصف الباب.
        
        "تلك البصمة،" أجابتهم، بينما وضعت يدها اليمنى عليها.
        
        فتح الباب على مصراعيه وظهر ضوء ساطع من الجانب الآخر.
        
         
        

        كتاب مافيا العملات الرقمية

        مافيا العملات الرقمية

        2025,

        اقتصادية

        مجانا

        العميلة سارة تشين، محققة مكتب التحقيقات الفيدرالي المتخصصة في الاحتيال على العملات المشفرة، التي تلاحق المتورطين في عملية اختراق "بيتكوين إكس" الضخمة. تكتشف سارة خيطًا يقودها إلى شركة "كريبتو تيك إندستريز" الغامضة، وتلتقي بـ "جاك روبرتس" رائد الأعمال الذي يدعي امتلاكه معلومات حساسة. تتصاعد الأحداث عندما يكشف جاك عن مخطط "سحب البساط" الوشيك لشركة "جلوبال كوين" خلال مؤتمر للعملات المشفرة، مما يضع سارة في سباق مع الزمن لكشف الحقيقة وإنقاذ سوق العملات المشفرة من انهيار وشيك، كل ذلك بينما تطاردها شخصيات مجهولة وتتساءل عن ولاء جاك.

        تشين

        متخصصة في التحقيق في عمليات الاحتيال المتعلقة بالعملات المشفرة. تتميز بحدسها القوي ومهاراتها العالية في تتبع الأنماط والشذوذات في البيانات الرقمية. هي شخصية ملتزمة بعملها، ذكية، ومثابرة، وغالبًا ما تعمل لساعات متأخرة. تواجه ضغوطًا كبيرة في قضية اختراق "بيتكوين إكس" وتسعى لكشف الحقيقة وراء المخططات المعقدة التي تهدد عالم العملات المشفرة.

        مارك

        شريك سارة في مكتب التحقيقات الفيدرالي. يدعم سارة ويثق بقدراتها بشكل كبير. يبدو أنه شخص هادئ ومتفهم، ويفضل اتباع الإجراءات الرسمية، لكنه أيضًا يدرك أحيانًا الحاجة إلى السرية والتكتم في التحقيقات الحساسة.

        جاك روبرتس

        رائد أعمال غامض في مجال العملات المشفرة. يمتلك معلومات حساسة حول اختراق "بيتكوين إكس" ومخطط "مشروع فينيكس". يتميز بالذكاء والجاذبية، ولكنه يفضل الأساليب غير التقليدية في التواصل، مما يثير شكوك سارة حول دوافعه الحقيقية. يبدو أنه يمتلك مصادر خاصة ومعرفة عميقة بالخبايا الخفية في عالم العملات المشفرة.

        إيثان

        الرئيس التنفيذي لشركة "جلوبال كوين"، وهي إحدى أكبر بورصات العملات المشفرة في العالم. يقدم نفسه كشخص ذو رؤية مستقبلية في عالم العملات المشفرة، ويطلق "مشروع فينيكس" الذي يعد بثورة في الأصول الرقمية. ومع ذلك، تشير التحقيقات إلى أنه قد يكون متورطًا في مخطط احتيالي كبير يهدف إلى تغطية إفلاس شركته.
        تم نسخ الرابط
        كتاب مافيا العملات الرقمية

        انتقلت أصابع سارة تشن بسرعة عبر لوحة مفاتيحها، وعيناها مثبتتان على الشاشات الثلاث أمامها. مرت سطور من الرموز، نسيج رقمي قد يبدو للعين غير المدربة مجرد لغة غير مفهومة. لكن بالنسبة لسارة، عميلة مكتب التحقيقات الفيدرالي المتخصصة في تحقيقات احتيال العملات المشفرة، كان ذلك درباً من فتات الخبز يقود إلى ما يمكن أن يكون أكبر عملية اختراق للبيتكوين في التاريخ.
        
        ضج المكتب من حولها بالنشاط، لكن سارة بقيت غير مبالية بكل ذلك. عالمها قد انحصر في الشاشات المتوهجة والغموض الذي تحتويه. توقفت، وهي تفرك عينيها، فقد أدركها الوقت المتأخر أخيراً. كانت الساعة على مكتبها تشير إلى 11:47 مساءً.
        
        "ما زلت هنا؟" قطع صوت تركيزها. رفعت سارة رأسها لترى شريكها، مارك طومسون، واقفاً عند مدخل مقصورتها. كان ربطة عنقه مرتخية، وكان يحمل كوب قهوة ساخناً في يده.
        
        "يمكنني أن أسألك نفس الشيء"، أجابت سارة، وهي تمد ذراعيها فوق رأسها. "اعتقدت أنني وجدت شيئاً بخصوص اختراق بيتكوين إكس هذا."
        
        رفع مارك حاجبيه. "وماذا؟"
        
        تنهدت سارة، وهي تتكئ على كرسيها. "الأمر يشبه مطاردة شبح. في كل مرة أعتقد أنني حصلت على خيط، يختفي. من فعل هذا، إنه جيد. جيد جداً."
        
        "حسناً، لهذا السبب وضعوك على القضية"، قال مارك، وهو يحتسي قهوته. "إذا كان بإمكان أي شخص حل هذا، فهي أنتِ."
        
        أومأت سارة برأسها، على الرغم من أنها لم تكن واثقة كما بدا مارك. كان اختراق بيتكوين إكس مختلفاً عن أي شيء رأته من قبل. أكثر من 300 مليون دولار من البيتكوين، اختفت في لحظة. لا توجد آثار، ولا مطالبات بفدية، لا شيء. كان الأمر كما لو أن العملة المشفرة تبخرت ببساطة في الفضاء الرقمي.
        
        "شكراً لك يا مارك"، قالت، وهي تعود إلى شاشاتها. "سأعطيها ساعة أخرى، ثم أختتم الليل."
        
        أومأ مارك برأسه، وهو يعلم جيداً ألا يحاول إقناعها بالمغادرة الآن. "لا تتأخري كثيراً. لدينا مؤتمر العملات المشفرة غداً، هل تتذكرين؟"
        
        تأوهت سارة. لقد نسيت كل شيء عن المؤتمر. تجمع لأكبر الأسماء في العملات المشفرة، كلها تحت سقف واحد. في الظروف العادية، كانت ستكون متحمسة لفرصة التعلم من أفضل وأذكى المتخصصين في الصناعة. لكن مع قضية بيتكوين إكس التي تلوح في الأفق، شعرت وكأنه تشتيت لا تستطيع تحمله.
        
        "صحيح، المؤتمر. شكراً على التذكير"، قالت، وهي تجبر نفسها على الابتسام.
        
        بينما ابتعد مارك، عادت سارة إلى شاشاتها. فتحت مستكشف البلوك تشين، وهي أداة تسمح لها بمشاهدة جميع المعاملات على شبكة البيتكوين. جمال البيتكوين - ولعنتها - كان شفافيتها. كل معاملة تُسجل في دفتر أستاذ عام، مرئي لأي شخص يعرف أين يبحث.
        
        تصفحت سارة المعاملات، وعينها المدربة تلتقط الأنماط والشذوذات. ركزت على الكتلة التي تحتوي على الاختراق، ودرست المدخلات والمخرجات لكل معاملة.
        
        "هيا"، تمتمت لنفسها. "أظهري لي شيئاً."
        
        وكأنما استجابة لطلبها، لفت شيء انتباهها. سلسلة من المعاملات، كل منها أقل بقليل من الحد الأدنى للإبلاغ عن نشاط مشبوه. بشكل فردي، لن تثير أي علامات حمراء. لكن مجتمعة...
        
        اقتربت سارة، وتسارع نبض قلبها. قد يكون هذا هو. أول خيط حقيقي في القضية. دونت بسرعة معرفات المعاملات، وعقلها يتسابق بالفعل مع الاحتمالات.
        
        في تلك اللحظة، رن هاتفها. نظرت سارة إليه، ورأت رسالة نصية من رقم غير معروف.
        
        "توقفي عن البحث. أنتِ في ورطة كبيرة."
        
        تجمدت سارة، وسرى الدم البارد في عروقها. نظرت حول المكتب الفارغ، وشعرت فجأة أنها مكشوفة. كيف يمكن لأي شخص أن يعرف ما كانت تعمل عليه؟ والأهم من ذلك، من يريد إيقافها؟
        
        
        
        
        
        
        بأيدٍ مرتجفة، التقطت لقطة شاشة للرسالة النصية وأرسلتها لنفسها عبر البريد الإلكتروني. ثم أمسكت سترتها وجهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بها، وقررت أنه ربما حان الوقت لإنهاء الليل بعد كل شيء.
        
        وبينما كانت تسير نحو سيارتها في مرآب السيارات قليل الإضاءة، لم تستطع سارة التخلص من شعور بأنها مراقبة. أسرعت خطواتها، وصدحت خطواتها في الهيكل الخرساني.
        
        عندما وصلت إلى سيارتها، خرج شخص من خلف عمود. ذهبت يد سارة غريزياً إلى خصرها، حيث كان مسدسها الخدمي في حافظته.
        
        "العميلة تشين"، قال الشخص، وهو يخطو إلى الضوء. كان رجلاً، ربما في أوائل الثلاثينات من عمره، بملامح حادة وعينين زرقاوين ثاقبتين. "كنت آمل أن نتمكن من التحدث."
        
        بقيت يد سارة على سلاحها. "من أنت؟"
        
        رفع الرجل يديه، مظهرًا أنه غير مسلح. "اسمي جاك روبرتس. أنا رائد أعمال في مجال العملات المشفرة، وأعتقد أن لدي بعض المعلومات حول اختراق بيتكوين إكس."
        
        ضيقت سارة عينيها. "واعتقدت أن أفضل طريقة لمشاركة هذه المعلومات هي الاختباء في مرآب للسيارات في منتصف الليل؟"
        
        كان لدى جاك ما يكفي من اللباقة ليبدو خجولاً. "أعترف، ليست أفضل خططي. لكنني كنت بحاجة للتحدث معك على انفراد، بعيداً عن الأعين والآذان المتطفلة."
        
        استرخت سارة قليلاً، لكنها بقيت في حالة تأهب. "حسناً يا سيد روبرتس. لديك دقيقتان لإقناعي لماذا لا ينبغي لي أن أقبض عليك بتهمة التحرش وملاحقة عميل فيدرالي."
        
        أومأ جاك برأسه، ثم بدأ في شرحه. "لقد كنت أتتبع بعض الأنشطة غير العادية على شبكة البيتكوين. كميات كبيرة من البيتكوين يتم نقلها عبر سلسلة من المحافظ، كل معاملة منظمة بعناية لتجنب الكشف. إنها تقنية تسمى 'الطبقات'، وتُستخدم غالباً في غسيل الأموال."
        
        أثير اهتمام سارة على الرغم من شكوكها. هذا يتوافق مع ما اكتشفته للتو. "استمر"، قالت.
        
        "لقد تتبعت الأموال إلى مصدرها"، تابع جاك. "وأعتقد أنها جاءت من اختراق بيتكوين إكس. لكن هنا يصبح الأمر مثيراً للاهتمام - وخطراً. المحفظة التي انتهى بها المطاف في النهاية؟ إنها تخص شركة تسمى كريبتو تيك إندستريز."
        
        اتسعت عينا سارة. كانت كريبتو تيك إندستريز واحدة من أكبر عمليات تعدين العملات المشفرة في أمريكا الشمالية. إذا كانوا متورطين في الاختراق، فقد يهز عالم العملات المشفرة بأكمله.
        
        "هذه تهمة خطيرة يا سيد روبرتس"، قالت سارة بحذر. "هل لديك دليل؟"
        
        مد جاك يده إلى جيبه، وتوترت سارة. لكنه ببساطة أخرج محرك أقراص يو إس بي. "كل ما وجدته موجود هنا. عناوين المحافظ، معرفات المعاملات، كل شيء. لكن كوني حذرة يا عميلة تشين. إذا كانت كريبتو تيك وراء هذا، فلن يستسلموا دون قتال."
        
        ترددت سارة، ثم أخذت محرك الأقراص. "أنا أقدر المعلومات، يا سيد روبرتس. لكن في المستقبل، يرجى استخدام القنوات الرسمية للاتصال بمكتب التحقيقات الفيدرالي. هذا النوع من الروتين السري من المرجح أن يعرضك لإطلاق النار أكثر من أن يتم الاستماع إليك."
        
        ابتسم جاك، ابتسامة ساحرة لم تستطع سارة إلا أن تلاحظها. "ملاحظة. على الرغم من أنني يجب أن أعترف، فإن الروتين السري له جاذبية معينة. ربما في حياة أخرى، كان بإمكاني أن أكون جاسوساً بدلاً من مهووس بالعملات المشفرة."
        
        على الرغم من نفسها، وجدت سارة نفسها تبتسم في المقابل. "التزم بوظيفتك النهارية يا سيد روبرتس. اترك ألعاب التجسس للمحترفين."
        
        بينما استدار جاك ليغادر، نادت سارة، "انتظر. كيف عرفت أنني أعمل على هذه القضية؟ وكيف حصلت على رقمي؟"
        
        اتسعت ابتسامة جاك. "لدي مصادري. لكن لا تقلقي، أنا من الأخيار. أراك في المؤتمر غداً يا عميلة تشين. ربما يمكننا مواصلة هذه المحادثة على فنجان قهوة."
        
        قبل أن تتمكن سارة من الرد، اختفى جاك في ظلال مرآب السيارات، تاركاً إياها مع أسئلة أكثر من إجابات.
        
        بالعودة إلى شقتها، وصلت سارة محرك أقراص يو إس بي بجهاز الكمبيوتر المحمول الآمن الخاص بها، منفصلاً عن كمبيوتر عملها. بينما كانت الملفات تُحمل، لم تستطع إلا أن تشعر بمزيج من الإثارة والقلق. إذا كانت معلومات جاك مشروعة، فقد تفتح القضية على مصراعيها. ولكن إذا كان فخاً...
        
        امتلأت الشاشة بالبيانات: عناوين المحافظ، سجلات المعاملات، وما بدا وكأنه اتصالات داخلية من كريبتو تيك إندستريز. اتسعت عينا سارة وهي تتصفح المعلومات. كان منجماً.
        
        لكن ملفاً واحداً لفت انتباهها. كان مقطع فيديو، بعنوان بسيط "شاهدني". بشعور من التوجس، نقرت سارة على تشغيل.
        
        أظهر الفيديو غرفة مضاءة خافتة، مليئة بصفوف من الآلات الطنانة - أجهزة تعدين البيتكوين. سار شخص إلى الإطار، ووجهه محجوب بقناع يحمل رمز البيتكوين.
        
        "مرحباً، عميلة تشين"، قال صوت مشوه. "الآن، ربما تكونين قد أدركت أن اختراق بيتكوين إكس كان مجرد البداية. لدينا القدرة على إركاع سوق العملات المشفرة بالكامل. السؤال هو، هل أنتِ ذكية بما يكفي لإيقافنا؟"
        
        رفع الشخص جريدة، تظهر تاريخ اليوم. هذا لم يكن مقطع فيديو قديماً. هذا كان يحدث الآن.
        
        "اعتبري هذا دعوة للعب لعبتنا. كل أسبوع، سنستهدف بورصة جديدة. كل أسبوع، ستُفقد الملايين. ما لم تتمكني من الإمساك بنا."
        
        انقطع الفيديو إلى اللون الأسود، تاركاً سارة تحدق في انعكاسها في الشاشة المظلمة. تسارعت الأفكار في ذهنها مع التداعيات. هذا لم يكن مجرد اختراق. كان إعلاناً للحرب على النظام البيئي للعملات المشفرة بأكمله.
        
        مدت يدها إلى هاتفها، مستعدة للاتصال بمشرفها، ثم ترددت. ماذا لو كان هذا فخاً؟ ماذا لو كان جاك متورطاً؟ لم يكن لديها طريقة للتحقق من صحة الفيديو أو البيانات.
        
        نظرت سارة إلى الساعة. 3:27 صباحاً. سيبدأ مؤتمر العملات المشفرة في غضون ساعات قليلة. كان لديها شعور بأنها ستجد دليلها التالي هناك - وربما، مشتبهها التالي.
        
        وبينما استلقت أخيراً لكي تحصل على بضع ساعات من النوم، دارت الأسئلة في ذهن سارة. من يقف وراء الاختراق؟ ما هو هدفهم النهائي؟ وهل يمكنها الوثوق بجاك روبرتس، رائد الأعمال الغامض الذي بدا أنه يعرف أكثر مما ينبغي؟
        
        شيء واحد مؤكد: اختراق بيتكوين إكس كان مجرد الخطوة الافتتاحية في لعبة أكبر بكثير. لعبة لا تُقاس فيها المخاطر بمليارات الدولارات فحسب، بل بمستقبل العملة الرقمية نفسها.
        
        وبينما غلبها النوم أخيراً، كانت آخر فكرة لسارة هي تحدي الشخص المقنع. "هل أنتِ ذكية بما يكفي لإيقافنا؟"
        
        كان عليها أن تكون. لأنه إذا لم تكن كذلك، فستكون العواقب كارثية.
        
        
        
        
        
        
        
        صالة مؤتمرات سان فرانسيسكو كانت تضج بطاقة كهربائية شعرت بها سارة تشين لحظة دخولها من أبوابها الزجاجية. أينما نظرت، رأت بحرًا من عشاق التكنولوجيا والمستثمرين ورواد الأعمال، تجمعوا جميعًا لحضور كريبتوكون، أكبر مؤتمر للعملات المشفرة في أمريكا الشمالية.
        
        في الظروف العادية، كانت سارة لتشعر بسعادة غامرة لوجودها هنا. لكن أحداث الليلة الماضية كانت تثقل كاهلها. الفيديو الغامض، تهديد عمليات اختراق البورصات الأسبوعية، وجاك روبرتس الغامض – كل ذلك كان يدور في أفكارها كعاصفة رقمية.
        
        "تبدين وكأنكِ بحاجة لهذا أكثر مني"، قال صوت مألوف. التفتت سارة لترى شريكها، مارك طومسون، يحمل كوب قهوة ساخناً.
        
        "شكرًا"، قالت سارة، وهي تقبل الكوب بامتنان. "لم أنم كثيرًا الليلة الماضية."
        
        رفع مارك حاجبيه. "هل كنتِ تسهرين على قضية بيتكوين إكس؟"
        
        ترددت سارة. لم تخبر مارك عن لقائها بجاك أو الفيديو بعد. جزء منها أراد أن تحتفظ بالأمر لنفسها حتى تتمكن من التحقق من المعلومات، لكن جزءًا آخر عرف أنها يجب أن تثق بشريكها.
        
        "يمكنكِ القول ذلك"، أجابت بحذر. "قد أكون قد عثرت على شيء كبير. سأخبرك لاحقًا عندما نكون في مكان أكثر خصوصية."
        
        أومأ مارك برأسه، متفهماً الحاجة إلى السرية. "حسناً، في الوقت الحالي، دعنا نركز على سبب وجودنا هنا. الكلمة الافتتاحية على وشك البدء، والشائعات تقول إنه سيكون هناك إعلان كبير."
        
        توجهوا إلى القاعة الرئيسية، التي كانت مكتظة بالفعل بالحضور. بينما وجدوا مقاعد بالقرب من الخلف، قامت سارة بمسح الحشد، تتوقع نصف الأمل أن ترى جاك روبرتس. لكن في هذا البحر من الوجوه، لم يكن له أثر.
        
        خفت الأضواء، وساد صمت في القاعة بينما صعد رجل في منتصف الأربعينات من عمره إلى المسرح. عرفته سارة على الفور: إيثان تشاو، الرئيس التنفيذي لشركة جلوبال كوين، إحدى أكبر بورصات العملات المشفرة في العالم.
        
        "سيداتي وسادتي"، بدأ تشاو، وصوته يتردد عبر مكبرات الصوت، "نحن نقف على حافة عصر مالي جديد. عصر لا تكون فيه الحدود ذات معنى، حيث تتم المعاملات بسرعة الضوء، وحيث الحرية المالية ليست مجرد حلم، بل حقيقة للجميع."
        
        استمعت سارة بانتباه بينما عرض تشاو رؤيته لمستقبل العملات المشفرة. تحدث عن التمويل اللامركزي، وعن عالم تتلاشى فيه البنوك، وعن القوة التحويلية لتقنية البلوك تشين.
        
        لكن بيانه الختامي هو ما أثار موجة من الإثارة في الحشد.
        
        "وهكذا، يسرني أن أعلن عن أحدث مبادرة لجلوبال كوين: مشروع فينيكس. عملة مشفرة جديدة ستحدث ثورة في طريقة تفكيرنا في الأصول الرقمية. أسرع وأكثر أمانًا وقابلية للتطوير من أي شيء سبقه. تبدأ عملية البيع المسبق اليوم، وأدعوكم جميعًا لتكونوا جزءًا من هذه اللحظة التاريخية."
        
        انفجرت الجماهير بالتصفيق، لكن سارة شعرت بعقدة تتشكل في معدتها. شيء ما في هذا لم يبد صحيحًا.
        
        بينما بدأ الحشد يتفرق، التفتت سارة إلى مارك. "هل بدا لك هذا جيدًا لدرجة يصعب تصديقها؟"
        
        هز مارك كتفيه. "إنها عملة مشفرة. كل شيء يبدو جيدًا لدرجة يصعب تصديقها. لكن سمعة تشاو راسخة. جلوبال كوين هو أحد أكثر الأسماء الموثوقة في الصناعة."
        
        أومأت سارة برأسها، لكنها لم تستطع التخلص من شعورها بعدم الارتياح. "سأقوم ببعض البحث. اذهب أنت إلى الجلسة التالية."
        
        بينما توجه مارك بعيدًا، شقت سارة طريقها إلى زاوية هادئة في مركز المؤتمرات. أخرجت هاتفها وبدأت في البحث عن مشروع فينيكس. كان الموقع الرسمي مصقولًا واحترافيًا، يعد بسرعات معاملات غير مسبوقة وأمان غير قابل للاختراق. لكن كلما تعمقت في البحث، وجدت شيئًا غريبًا.
        
        لم تكن هناك أي معلومات تقنية تقريبًا حول كيفية عمل مشروع فينيكس بالفعل. لا ورقة بيضاء، ولا مستودع جيت هب، لا شيء سوى وعود غامضة وتسويق مبهر.
        
        غرائز سارة، التي صقلتها سنوات من التحقيق في الاحتيال المالي، كانت تصرخ عليها. هذا يحمل جميع سمات مخطط "ضخ وتفريغ" الكلاسيكي. خلق ضجة حول عملة مشفرة جديدة، رفع السعر، ثم بيع كل شيء وترك المستثمرين يمتلكون رموزًا لا قيمة لها.
        
        لكن جلوبال كوين كانت شركة محترمة. لماذا يخاطرون بكل شيء في مثل هذا الاحتيال الصارخ؟
        
        غرقت سارة في أفكارها، ولم تلاحظ الشخص الذي اقترب حتى أصبح بجانبها تمامًا.
        
        "هل تستمتعين بالمؤتمر يا عميلة تشين؟"
        
        رفعت سارة رأسها لترى جاك روبرتس، ابتسامة مدركة ترتسم على شفتيه.
        
        
        
        
        
        
        
        "سيد روبرتس،" قالت سارة بصوت هادئ. "كنت أتساءل متى ستظهر."
        
        استند جاك إلى الحائط، وقفته تبدو عادية لكن عينيه كانتا حادتين. "رأيتك خلال الكلمة الرئيسية. لم تبدين متحمسة لمشروع فينيكس مثل الآخرين."
        
        درسته سارة بعناية. "وأنت؟ ما رأيك فيه؟"
        
        تلاشت ابتسامة جاك، وحل محلها نظرة قلق. "أعتقد أن إيثان تشاو يلعب لعبة خطيرة للغاية. لعبة يمكن أن تكون لها عواقب كارثية على نظام العملات المشفرة بأكمله."
        
        ازداد اهتمام سارة. "هل تمانع في التوضيح؟"
        
        نظر جاك حوله، ثم اقترب أكثر. "ليس هنا. قابليني في مقهى كريبتو عبر الشارع خلال 20 دقيقة. سأخبرك كل ما أعرفه."
        
        قبل أن تتمكن سارة من الرد، ذاب جاك في الحشد، تاركًا إياها مرة أخرى مع أسئلة أكثر من إجابات.
        
        بعد عشرين دقيقة، وجدت سارة نفسها تجلس قبالة جاك في مقهى صغير ذي إضاءة خافتة. كانت الجدران مزينة بفن مستوحى من البيتكوين، وشاشة كبيرة تعرض أسعار العملات المشفرة في الوقت الفعلي.
        
        "حسناً يا سيد روبرتس،" قالت سارة، متوجهة مباشرة إلى صلب الموضوع. "ماذا تعرف عن مشروع فينيكس؟"
        
        ارتشف جاك قهوته قبل أن يجيب. "ماذا تعرفين عن مفهوم 'سحب البساط' في العملات المشفرة؟"
        
        قطبت سارة حاجبيها. "إنه نوع من الاحتيال حيث يتخلى المطورون عن مشروع بعد رفع السعر وتصفية ممتلكاتهم، صحيح؟"
        
        أومأ جاك برأسه. "بالضبط. الآن، تخيلي ذلك على نطاق واسع. جلوبال كوين ليست مجرد أي شركة. إنهم من أكبر البورصات في العالم. إذا قاموا بعملية سحب بساط مع مشروع فينيكس..."
        
        "ستكون التداعيات كارثية،" أنهت سارة، بينما بدأت تدرك الآثار. "ولكن لماذا يخاطرون بسمعتهم وأعمالهم في مثل هذا المخطط؟"
        
        انحنى جاك إلى الأمام، وصوته منخفض. "لأن جلوبال كوين في ورطة. ورطة كبيرة. لقد كانوا معسرين منذ شهور، يستخدمون أموال العملاء لتغطية خسائرهم. مشروع فينيكس هو فرصتهم الأخيرة."
        
        تسارعت الأفكار في ذهن سارة. إذا كان ما يقوله جاك صحيحًا، فهذا أكبر من اختراق بيتكوين إكس. هذا يمكن أن يؤدي إلى انهيار سوق العملات المشفرة بالكامل.
        
        "هل لديك دليل؟" سألت.
        
        أومأ جاك برأسه، وهو يمد يده إلى سترته. ولكن قبل أن يتمكن من إخراج أي شيء، لفت انتباههم ضجة في مقدمة المقهى.
        
        دخل رجلان يرتديان بدلتين، وعيونهما تمسح الغرفة. عندما لمحا جاك، بدأا في التحرك نحو طاولتهم.
        
        شحب وجه جاك. "علينا الذهاب. الآن."
        
        ذهبت يد سارة غريزياً إلى سلاحها المخفي. "من هم؟"
        
        "أمن جلوبال كوين،" قال جاك، واقفاً بالفعل. "وليسوا هنا للدردشة."
        
        اتخذت سارة قراراً في جزء من الثانية. لم تثق بجاك بالكامل، لكن غريزتها أخبرتها أنه لا يكذب بشأن الخطر.
        
        "المخرج الخلفي،" قالت، مشيرة نحو المطبخ.
        
        تحركا بسرعة، وانزلقا عبر المطبخ بينما وصل الرجلان إلى طاولتهم. صرخ الطاهي احتجاجاً بينما اقتحما الباب الخلفي إلى زقاق.
        
        "من هنا،" قال جاك، ملتفتاً إلى اليسار.
        
        ركضا في الزقاق، وصوت المطاردة قريب خلفهما. تسارع قلب سارة، والأدرينالين يجري في عروقها. كان من المفترض أن يكون هذا مؤتمراً بسيطاً، والآن كانت تركض من بلطجية الشركات مع رجل بالكاد تعرفه.
        
        استدارا زاوية، وفجأة سحب جاك سارة إلى مدخل ضيق، ضاغطاً كليهما على الحائط. بعد ثوانٍ، مر مطاردهما، ففاتا مخبأهما.
        
        وقف سارة وجاك هناك، يتنفسان بصعوبة، جسديهما متقاربين في المساحة الضيقة. للحظة، التقت أعينهما، وشعرت سارة بقشعريرة من... شيء ما. جاذبية؟ خطر؟ لم تكن متأكدة.
        
        "يجب أن نكون آمنين الآن،" قال جاك بهدوء، كاسراً التوتر.
        
        وبينما عادا إلى الزقاق، كان عقل سارة يدور. "عليك أن تخبرني بكل شيء يا جاك. لا مزيد من الألعاب، لا مزيد من أنصاف الحقائق. ما الذي يحدث حقاً؟"
        
        أومأ جاك برأسه، وجهه جاد. "أنتِ محقة. لكن ليس هنا. لدي موقع آمن يمكننا التحدث فيه. هل ستثقين بي؟"
        
        ترددت سارة. كل غريزة لديها كعميلة في مكتب التحقيقات الفيدرالي كانت تخبرها بالاتصال بهذا الأمر، لتفعل الأشياء وفقاً للقواعد. لكن جزءًا آخر منها، الجزء الذي كان يطارد أشباحاً رقمية ويكشف المؤامرات، عرف أن الكتاب أحياناً لا يحمل جميع الإجابات.
        
        "قُد الطريق،" قالت أخيراً.
        
        بينما شقا طريقهما عبر الشوارع الخلفية لسان فرانسيسكو، لم تستطع سارة التخلص من شعور بأنها تخطو إلى شيء أكبر وأكثر خطورة مما كانت تتخيله على الإطلاق. اختراق بيتكوين إكس، مشروع فينيكس، إفلاس جلوبال كوين - كيف كانوا جميعاً مرتبطين؟
        
        والأهم من ذلك، من يمكنها أن تثق به حقاً؟
        
        لم تكن سارة تعلم أن إجابات هذه الأسئلة ستهز أسس عالم العملات المشفرة، وتختبرها بطرق لم تعتقد أنها ممكنة أبداً.
         
        

        Pages

        authorX

        مؤلفون تلقائي

        نظام شراء