قهوة سرمد - رواية خليجية
قهوة سرمد
2025,
اجتماعية
مجانا
موظف في مقهى اسمه تارون، يتحدى نفسه كل يوم ويحاول ينسى تعبه بدوامه ودراسته. في يوم من الأيام، يلتقي بزبون غامض اسمه وينتر، ويعجب فيه بعد ما يكتب له ملاحظة صغيرة على الفاتورة. مع مرور الوقت، يكتشف تارون إن هذا الزبون هو مصدر إلهامه ودافعه في الحياة، ويقرر يسعى عشان يتعرف عليه أكثر، موقن إنه هو شريكه المستقبلي.
تارون
طالب جامعي في سنته الأولى، يشتغل باريستا في مقهى "بالاي داهون". شخصية مجتهدة ومكافحة، لكنه يعاني من شكوك في نفسه. حياته تتغير بعد ما يلتقي بشخص يثير اهتمامه.وينتر
زبون دائم في المقهى. تتكشف ابتسامته اللي تكون دافع كبير لتارون. وصفه تارون بأنه "عاشق قهوة"، وهو الشخصية اللي تلهم تارون وتخليه متحمس للحياة.ليون
زميل تارون في العمل.ريان
زميلة تارون في العمل، تحب تشارك سواليفها مع الفريق، وهي اللي تعطي تارون معلومات عن شخصية وينتر.
يقولون إن القهوة بداية رائعة ليومك. لكن هل فعلاً تخلي يومك أفضل من اللي تتوقعه؟ أنا أشوف إنها تسويه. في حياتي اليومية، دائماً أكون مستعد إني أتحدى نفسي بأشياء جديدة ومختلفة أسويها، بالرغم من بعض الشكوك اللي تجيني. لما تبدأ بوظيفة جديدة، الشعور يكون حماسي في البداية، لكن مع مرور الأيام تصير مملة. زي ما صار معي في قصتي. اسمي تارون هيز، وأنا طالب جامعي في سنتي الأولى. أروح للجامعة بالليل، وفي النهار أشتغل باريستا في مقهى "بالاي داهون". هذا المقهى يعتبر من أقل المطاعم شهرة هنا في تاغايتاي. شيء منعش نسمعه، صح؟ القصة تبدأ وأنا أقولكم كيف حبيت "عاشق قهوة". ---- 8 سبتمبر 2019 "تفضلي الموكا لاتيه الحجم الوسط يا مدام، بالعافية!" أعطيت الحرمة طلبها. واحد من زملائي ناداني عشان أساعده: "رون، ممكن تساعدني في الأكواب اللي تتغسل وترجع تستخدم من جديد؟" "أكيد أكيد!" رحت عنده وعلى طول شلت معه الكرتون وودّيناه المطبخ. واحد ثاني ناداني: "رون، تعرف وين الأدوات؟" "إي، هي في المخزن." مشت وراي للمخزن ووريتها وين ملصقات الأدوات، اللي توضح أي وحدة تستخدم الصبح والظهر والليل. "الحجم كبير ولا طويل؟... فيه طلبات زيادة يا مدام/سيد؟... حسابك الإجمالي 525 بيسو لثلاث مشروبات... شكراً، يوم سعيد! الزبون اللي بعده لو سمحت..." أخيراً صارت الساعة 11 الصباح، وهذا وقت استراحتنا المبكرة للغداء قبل ما تجي دفعة جديدة من الزباين الساعة 12 الظهر. رحت للدور الثاني من المقهى اللي ممنوع يدخله غير الموظفين. بدل ما آكل، كملت تعديل قوالب الإعلانات على الكمبيوتر. "رون، ما راح تتغدى؟ تحتاج مخ صاحي إذا عندك محاضرات العصر. وبعدين أنت ما أكلت فطور، صح؟" سألني ليون. استغربت كيف عرف إني ما أكلت لسى. لأني اضطريت أركب الباص الساعة 5 الفجر عشان ما أتأخر على دوامي. يمكن عرف من ريان. لأنها تحب تتشارك سواليف عشوائية مع فريقنا أغلب الوقت. "آسف، ما قدرت أخلص هذا أمس. كنت ناوي أسويه بعد ما أخلص مراجعة لاختباراتي، بس نمت بعدها." رديت وأنا أحك راسي. سألني: "أي سنة أنت الحين؟" "أولى." قلت. "عندي ساندويتش زيادة. تفضل خذه." مدّه لي وقال: "بس تأكد إنك تأكل. لا تنسى إن 'الصحة أولاً' هي وحدة من أولويات مقهى بالاي داهون لنا كموظفين." بعدها ليون رجع تحت للمطبخ. بعد ما أكلت الساندويتش، نزلت أنا بعد عشان أساعد زملائي الباقين في خدمة الزباين. حسيت بشوية تأنيب ضمير لأني خليتهم يسوون أغلب شغلي. ريان تطوعت تكون هي المسؤولة عن الكاونتر. وأنا صرت أسجل أسماء الزباين على الأكواب اللي تتغسل وتستخدم من جديد. وفجأة، طلبت مني أودّي الطلبات لطاولاتهم. زين إن عليها أرقام. لو ما كان عليها كان وديتها للطاولة الغلط. أخذت سبع دقايق عشان أقدم الطلبات. شفت القائمة حقتي وكانت الطاولة رقم ثمانية هي آخر طلب على صينية التقديم الخشبية حقتي. دورت يمين ويسار بس ما لقيتها. مشيت لين ركن الطاولات ولقيت الرقم. جاتني فكرة ممكن تخلي الزبون مبسوط. خشيت الفاتورة في جيبي الخلفي وقلت للزبون إني نسيت أعطيه إياها. رجعت للكونتر وأخذت ورقة ملاحظات وردية. قبل ما أرجع لطاولة الزبون ومعها الورقة مشبكة في الفاتورة، كتبت رسالة قصيرة. وأنا من عند الكونتر، شفت الزبون وهو طالع من المقهى وهو يقرا الرسالة. ابتسم الزبون. حسيت ببطني زي الفراشات. كتبتها من قلبي عشان أخلي يوم الزبون حلو قد ما أقدر. أتمنى إن الرسالة عجبت الزبون. 13 سبتمبر 2019 رن! رن! رن! صوت منبه جوالي صحاني الساعة أربع العصر. ما قدرت أوقف ولا أمشي. جسمي أحسّه كيس رز. مسكت جوالي عشان أشوف وش السالفة. في ذيك اللحظة، استوعبت إني متأخر على موعدي مع أصحابي في "سوليناد". "يا إلهي! نمت زيادة عن اللزوم بعد اللي صار أمس في الليل." كان هذا رد فعلي. بسرعة غيرت ملابسي وأخذت شنطتي الفرو الغامقة معي. وأنا نازل الدرج، "بتروح تطلع مع أصحابك مرة ثانية؟" سألتني عمتي. ذكّرتني إني أرجع البيت على طول بعد ما أخلص. هزيت براسي قبل ما أطلع من الباب. الهواء البارد لف حولي وأنا أمشي على الرصيف. شفت البحيرة اللي فيها ثلاثة قوارب بيضاء مغطاة جنب منطقة الصيد. لمست الحشيش الطويل اللي يتمايل مع الهواء. كان أنعم من الباذنجان. وصلت المول الساعة خمس العصر. المنطقة كانت مظلمة في أغلبها، بس الأنوار حقت الكريسماس خلت المشي فيها جميل. أخذت كذا صورة سيلفي في أماكني المفضلة. كل صورة آخذها، أحس إني مو حلو ولا شكلي مقبول. مسحت خمس صور سيلفي وخليت وحدة بس. ممكن تنفع تكون صورة بروفايلي على الإنستقرام. فجأة اهتز جوالي وشفت رسالة من صاحبي. كال: "وينك يا وين؟ إحنا في مطعم كوري للوجبات السريعة في سوليناد 3." بديت أركض بسرعة البرق عشان ألحقهم قبل ما يطلبون. "أوه، أهلاً يا وين!" لوح لي فينس. "أهلاً يا شباب! آسف على التأخير." قلت لهم وأنا آخذ أنفاسي بصعوبة. "شكلي نمت زيادة بعد كل المهام اللي سويتها أمس." رد غَال: "عادي. وآسف إذا طلبنا أكل. حسبنا إنك ما راح تجي اليوم." طلبت سمك وبطاطس من المنيو. هذي أكلي المفضل من "بني تشون" من وأنا صغير. شكرت الجرسون يوم حط طلبي. بعد كذا سوالفنا شوي. أنا أفضل أكون مع ناس أعرفهم بدال ما أكون لحالي وما أعرف أحد من المدرسة. هذا يعطيني مساحة كافية أكون على طبيعتي. لأني في البيت أحس إني ما أقدر أكون كذا. طلعنا من المطعم بعد ساعتين من العشاء. كان الوقت ممتع معهم. الشكوك اللي تجيني في نفسي مو موجودة في بالي الحين. أخيراً أقدر أنام في غرفتي. يوم وصلت البيت، أمي كلمتني فجأة. لو سألتني وش سويت طول اليوم، كان كل أعصابي توترت. بس ما سألتني، عشان كذا ارتحت. يومي ما يكتمل إلا بميلك شيك أوريو. اشتريت واحد من مطعم تايلاندي قبل شوي. عشان أشربه وأنا أتدرب على خطابي باللغة الإنجليزية اللي عندنا الشهر الجاي. يوم جلست قدام طاولة المذاكرة حقتي، كانت الساعة 9:47 في الليل. قلبت في التابلت عشان أقرأ مخطوطتي فقرة فقرة. بس ما قدرت أتذكرها. يمكن مخي تعب من اليوم. قعدت أقول لنفسي إني بخلص مهامي اليوم، بس قعدت أأجلها كم يوم. أخذت رشفة من مشروبي. حسيت بطعم الحليب اللذيذ والبارد وأنا أشرب الميلك شيك. شعور الرضا في أحسن حالاته صدق. فجأة، دخل الهواء من شباكي لطاولة المذاكرة. يا إلهي! نسيت أسكره قبل ما أشغل المكيف. طفيت التابلت وأخذت الملاحظة. قريت نفس الكلام اللي قريته آخر مرة. الملاحظة ذكرتني إن لسى فيه أمل في هالعالم. المقاهي هي المكان اللي أرتاح فيه. خلتني أبغى أزورها مرة ثانية في يوم من الأيام، أو يمكن... أغلب الوقت. 26 أكتوبر 2019 الجو غيوم شوي اليوم. أنا خايف إذا الزباين بيكونون قليل. قربنا على آخر الشهر. أقدر أشم ريحة راتبنا اللي بيجي يوم 31. قاعد أخطط آخذ إجازة في الهالوين. ما أخذت إجازة من شهر أبريل اللي راح. غرفت كمية كبيرة من الثلج المطحون وأنا أخلط الموكا فرابتشينو في الخلاط قبل ما أحط كريمة مخفوقة فوقه. "كال!" ناديت على الاسم بصوت عالي بس مو معصب. "ثلاثة مشروبات صح؟" هز راسه لي. "ممكن أشوف الفاتورة حقتك؟" سألت احتياط. "تفضل." مدّها لي ورجعتها له بعدها. "سفَري يا سيد؟" "إي نعم!" طلع من المقهى وهو ماسك المشروبات الثلاثة بكلتا يديه. شفت كم شخص ينتظرونه برا. يمكن يكونون أصحابه. مسحت طاولتي قبل ما يوقف زبون قدام الكاشير. "أهلاً! ممكن آخذ شفاطات؟" سأل شخص بصوت مرح. "أكيد!" بسرعة سكرت الدرج اللي تحت عشان أكلم الزبون. فجأة قعدت أطالعه لمدة عشر ثواني. "أحم... فيه شيء غلط؟ آسف إذا صاحبي نسي يطلب واحدة." "آه لا أبداً! عادي! تفضل الشفاطات." لفيتها بثلاث طبقات من مناديل الطاولة. شكرني قبل ما يطلع من المقهى. رجعت للكونتر وشفت زملائي يطالعوني وهم رافعين حاجبهم. هالشيء ضايقني شوي. "كان هذا تصرف غريب منك." قال ليون وهم يقربون مني. "هاه؟" "مين هذا؟ تعرفه؟" سألت ريان بفضول. "مو مرة. شكله مألوف لي بس." رديت وأنا أحك مؤخرة راسي. "أوه، هذا الزبون دايم يجي هنا مع أصحابه في سوليناد." وضحت. "يمكن ما انتبهت له. لأنك مشغول بالشغل والدراسة." حطت كوب القهوة وكملت: "اسمه وينتر بالمناسبة. كلمته كم مرة قبل كذا وهو إنسان لطيف جداً!" "آه... ما كنت أعرف هالشيء بس شكراً يا ريان." رديت وأنا تهز راسها قبل ما ترجع لدوامها. أنا بصراحة مبسوط إنه صار يحس إنه أسعد. أعتقد إن ورقة الملاحظات اللي كتبتها نفعت، بس كنت خايف وش كان ممكن يصير لو ما سويتها. التعب اللي كان على وجهي اختفى يوم لقيت دافع جديد. واللي هو إني أتعرف عليه. فيه شيء بداخلي يخليني أبغى أعرف أكثر عن هالزبون الغامض. مهما كان من وين، عاشق القهوة هذا بيكون شريكي في المستقبل. -- نهايه الفصل --