موصى به لك

الأقسام

الأعلى تقييمًا

    أعمال أصلية (RO)

      الأفضل شهريًا

        قهوة سرمد - رواية خليجية

        قهوة سرمد

        2025,

        اجتماعية

        مجانا

        موظف في مقهى اسمه تارون، يتحدى نفسه كل يوم ويحاول ينسى تعبه بدوامه ودراسته. في يوم من الأيام، يلتقي بزبون غامض اسمه وينتر، ويعجب فيه بعد ما يكتب له ملاحظة صغيرة على الفاتورة. مع مرور الوقت، يكتشف تارون إن هذا الزبون هو مصدر إلهامه ودافعه في الحياة، ويقرر يسعى عشان يتعرف عليه أكثر، موقن إنه هو شريكه المستقبلي.

        تارون

        طالب جامعي في سنته الأولى، يشتغل باريستا في مقهى "بالاي داهون". شخصية مجتهدة ومكافحة، لكنه يعاني من شكوك في نفسه. حياته تتغير بعد ما يلتقي بشخص يثير اهتمامه.

        وينتر

        زبون دائم في المقهى. تتكشف ابتسامته اللي تكون دافع كبير لتارون. وصفه تارون بأنه "عاشق قهوة"، وهو الشخصية اللي تلهم تارون وتخليه متحمس للحياة.

        ليون

        زميل تارون في العمل.

        ريان

        زميلة تارون في العمل، تحب تشارك سواليفها مع الفريق، وهي اللي تعطي تارون معلومات عن شخصية وينتر.
        تم نسخ الرابط
        قهوة سرمد

        يقولون إن القهوة بداية رائعة ليومك. لكن هل فعلاً تخلي يومك أفضل من اللي تتوقعه؟ أنا أشوف إنها تسويه. في حياتي اليومية، دائماً أكون مستعد إني أتحدى نفسي بأشياء جديدة ومختلفة أسويها، بالرغم من بعض الشكوك اللي تجيني.
        
        لما تبدأ بوظيفة جديدة، الشعور يكون حماسي في البداية، لكن مع مرور الأيام تصير مملة. زي ما صار معي في قصتي. اسمي تارون هيز، وأنا طالب جامعي في سنتي الأولى. أروح للجامعة بالليل، وفي النهار أشتغل باريستا في مقهى "بالاي داهون". هذا المقهى يعتبر من أقل المطاعم شهرة هنا في تاغايتاي. شيء منعش نسمعه، صح؟
        
        
        القصة تبدأ وأنا أقولكم كيف حبيت "عاشق قهوة".
        
        ----
        
        
        8 سبتمبر 2019
        
        "تفضلي الموكا لاتيه الحجم الوسط يا مدام، بالعافية!" أعطيت الحرمة طلبها.
        
        واحد من زملائي ناداني عشان أساعده: "رون، ممكن تساعدني في الأكواب اللي تتغسل وترجع تستخدم من جديد؟"
        
        "أكيد أكيد!" رحت عنده وعلى طول شلت معه الكرتون وودّيناه المطبخ.
        
        واحد ثاني ناداني: "رون، تعرف وين الأدوات؟"
        
        "إي، هي في المخزن." مشت وراي للمخزن ووريتها وين ملصقات الأدوات، اللي توضح أي وحدة تستخدم الصبح والظهر والليل.
        
        "الحجم كبير ولا طويل؟... فيه طلبات زيادة يا مدام/سيد؟... حسابك الإجمالي 525 بيسو لثلاث مشروبات... شكراً، يوم سعيد! الزبون اللي بعده لو سمحت..."
        
        أخيراً صارت الساعة 11 الصباح، وهذا وقت استراحتنا المبكرة للغداء قبل ما تجي دفعة جديدة من الزباين الساعة 12 الظهر. رحت للدور الثاني من المقهى اللي ممنوع يدخله غير الموظفين. بدل ما آكل، كملت تعديل قوالب الإعلانات على الكمبيوتر.
        
        "رون، ما راح تتغدى؟ تحتاج مخ صاحي إذا عندك محاضرات العصر. وبعدين أنت ما أكلت فطور، صح؟" سألني ليون.
        
        استغربت كيف عرف إني ما أكلت لسى. لأني اضطريت أركب الباص الساعة 5 الفجر عشان ما أتأخر على دوامي. يمكن عرف من ريان. لأنها تحب تتشارك سواليف عشوائية مع فريقنا أغلب الوقت.
        
        "آسف، ما قدرت أخلص هذا أمس. كنت ناوي أسويه بعد ما أخلص مراجعة لاختباراتي، بس نمت بعدها." رديت وأنا أحك راسي.
        
        سألني: "أي سنة أنت الحين؟"
        
        "أولى." قلت.
        
        "عندي ساندويتش زيادة. تفضل خذه." مدّه لي وقال: "بس تأكد إنك تأكل. لا تنسى إن 'الصحة أولاً' هي وحدة من أولويات مقهى بالاي داهون لنا كموظفين." بعدها ليون رجع تحت للمطبخ.
        
        بعد ما أكلت الساندويتش، نزلت أنا بعد عشان أساعد زملائي الباقين في خدمة الزباين. حسيت بشوية تأنيب ضمير لأني خليتهم يسوون أغلب شغلي.
        
        ريان تطوعت تكون هي المسؤولة عن الكاونتر. وأنا صرت أسجل أسماء الزباين على الأكواب اللي تتغسل وتستخدم من جديد. وفجأة، طلبت مني أودّي الطلبات لطاولاتهم. زين إن عليها أرقام. لو ما كان عليها كان وديتها للطاولة الغلط.
        
        أخذت سبع دقايق عشان أقدم الطلبات. شفت القائمة حقتي وكانت الطاولة رقم ثمانية هي آخر طلب على صينية التقديم الخشبية حقتي. دورت يمين ويسار بس ما لقيتها. مشيت لين ركن الطاولات ولقيت الرقم.
        
        جاتني فكرة ممكن تخلي الزبون مبسوط. خشيت الفاتورة في جيبي الخلفي وقلت للزبون إني نسيت أعطيه إياها. رجعت للكونتر وأخذت ورقة ملاحظات وردية. قبل ما أرجع لطاولة الزبون ومعها الورقة مشبكة في الفاتورة، كتبت رسالة قصيرة.
        
        وأنا من عند الكونتر، شفت الزبون وهو طالع من المقهى وهو يقرا الرسالة. ابتسم الزبون. حسيت ببطني زي الفراشات. كتبتها من قلبي عشان أخلي يوم الزبون حلو قد ما أقدر.
        
        أتمنى إن الرسالة عجبت الزبون.
        
        
        
        
        
        
         13 سبتمبر 2019
        
        رن! رن! رن!
        
        صوت منبه جوالي صحاني الساعة أربع العصر. ما قدرت أوقف ولا أمشي. جسمي أحسّه كيس رز. مسكت جوالي عشان أشوف وش السالفة. في ذيك اللحظة، استوعبت إني متأخر على موعدي مع أصحابي في "سوليناد".
        
        "يا إلهي! نمت زيادة عن اللزوم بعد اللي صار أمس في الليل." كان هذا رد فعلي. بسرعة غيرت ملابسي وأخذت شنطتي الفرو الغامقة معي.
        
        وأنا نازل الدرج، "بتروح تطلع مع أصحابك مرة ثانية؟" سألتني عمتي. ذكّرتني إني أرجع البيت على طول بعد ما أخلص. هزيت براسي قبل ما أطلع من الباب.
        
        الهواء البارد لف حولي وأنا أمشي على الرصيف. شفت البحيرة اللي فيها ثلاثة قوارب بيضاء مغطاة جنب منطقة الصيد. لمست الحشيش الطويل اللي يتمايل مع الهواء. كان أنعم من الباذنجان. وصلت المول الساعة خمس العصر.
        
        المنطقة كانت مظلمة في أغلبها، بس الأنوار حقت الكريسماس خلت المشي فيها جميل. أخذت كذا صورة سيلفي في أماكني المفضلة.
        
        كل صورة آخذها، أحس إني مو حلو ولا شكلي مقبول. مسحت خمس صور سيلفي وخليت وحدة بس. ممكن تنفع تكون صورة بروفايلي على الإنستقرام.
        
        فجأة اهتز جوالي وشفت رسالة من صاحبي.
        
        كال: "وينك يا وين؟ إحنا في مطعم كوري للوجبات السريعة في سوليناد 3."
        
        بديت أركض بسرعة البرق عشان ألحقهم قبل ما يطلبون.
        
        "أوه، أهلاً يا وين!" لوح لي فينس.
        
        "أهلاً يا شباب! آسف على التأخير." قلت لهم وأنا آخذ أنفاسي بصعوبة. "شكلي نمت زيادة بعد كل المهام اللي سويتها أمس."
        
        رد غَال: "عادي. وآسف إذا طلبنا أكل. حسبنا إنك ما راح تجي اليوم."
        
        طلبت سمك وبطاطس من المنيو. هذي أكلي المفضل من "بني تشون" من وأنا صغير. شكرت الجرسون يوم حط طلبي. بعد كذا سوالفنا شوي.
        
        أنا أفضل أكون مع ناس أعرفهم بدال ما أكون لحالي وما أعرف أحد من المدرسة. هذا يعطيني مساحة كافية أكون على طبيعتي. لأني في البيت أحس إني ما أقدر أكون كذا.
        
        طلعنا من المطعم بعد ساعتين من العشاء. كان الوقت ممتع معهم. الشكوك اللي تجيني في نفسي مو موجودة في بالي الحين. أخيراً أقدر أنام في غرفتي. يوم وصلت البيت، أمي كلمتني فجأة. لو سألتني وش سويت طول اليوم، كان كل أعصابي توترت. بس ما سألتني، عشان كذا ارتحت.
        
        يومي ما يكتمل إلا بميلك شيك أوريو. اشتريت واحد من مطعم تايلاندي قبل شوي. عشان أشربه وأنا أتدرب على خطابي باللغة الإنجليزية اللي عندنا الشهر الجاي.
        
        يوم جلست قدام طاولة المذاكرة حقتي، كانت الساعة 9:47 في الليل. قلبت في التابلت عشان أقرأ مخطوطتي فقرة فقرة. بس ما قدرت أتذكرها. يمكن مخي تعب من اليوم. قعدت أقول لنفسي إني بخلص مهامي اليوم، بس قعدت أأجلها كم يوم.
        
        أخذت رشفة من مشروبي. حسيت بطعم الحليب اللذيذ والبارد وأنا أشرب الميلك شيك. شعور الرضا في أحسن حالاته صدق.
        
        فجأة، دخل الهواء من شباكي لطاولة المذاكرة. يا إلهي! نسيت أسكره قبل ما أشغل المكيف.
        
        طفيت التابلت وأخذت الملاحظة. قريت نفس الكلام اللي قريته آخر مرة. الملاحظة ذكرتني إن لسى فيه أمل في هالعالم. المقاهي هي المكان اللي أرتاح فيه.
        
        خلتني أبغى أزورها مرة ثانية في يوم من الأيام، أو يمكن... أغلب الوقت.
        
        
        
        
        
        
        
        
        26 أكتوبر 2019
        
        الجو غيوم شوي اليوم. أنا خايف إذا الزباين بيكونون قليل. قربنا على آخر الشهر. أقدر أشم ريحة راتبنا اللي بيجي يوم 31. قاعد أخطط آخذ إجازة في الهالوين. ما أخذت إجازة من شهر أبريل اللي راح.
        
        غرفت كمية كبيرة من الثلج المطحون وأنا أخلط الموكا فرابتشينو في الخلاط قبل ما أحط كريمة مخفوقة فوقه.
        
        "كال!" ناديت على الاسم بصوت عالي بس مو معصب. "ثلاثة مشروبات صح؟" هز راسه لي. "ممكن أشوف الفاتورة حقتك؟" سألت احتياط.
        
        "تفضل." مدّها لي ورجعتها له بعدها.
        
        "سفَري يا سيد؟"
        
        "إي نعم!"
        
        طلع من المقهى وهو ماسك المشروبات الثلاثة بكلتا يديه. شفت كم شخص ينتظرونه برا. يمكن يكونون أصحابه. مسحت طاولتي قبل ما يوقف زبون قدام الكاشير.
        
        "أهلاً! ممكن آخذ شفاطات؟" سأل شخص بصوت مرح.
        
        "أكيد!" بسرعة سكرت الدرج اللي تحت عشان أكلم الزبون. فجأة قعدت أطالعه لمدة عشر ثواني.
        
        "أحم... فيه شيء غلط؟ آسف إذا صاحبي نسي يطلب واحدة."
        
        "آه لا أبداً! عادي! تفضل الشفاطات." لفيتها بثلاث طبقات من مناديل الطاولة.
        
        شكرني قبل ما يطلع من المقهى. رجعت للكونتر وشفت زملائي يطالعوني وهم رافعين حاجبهم. هالشيء ضايقني شوي.
        
        "كان هذا تصرف غريب منك." قال ليون وهم يقربون مني.
        
        "هاه؟"
        
        "مين هذا؟ تعرفه؟" سألت ريان بفضول.
        
        "مو مرة. شكله مألوف لي بس." رديت وأنا أحك مؤخرة راسي.
        
        "أوه، هذا الزبون دايم يجي هنا مع أصحابه في سوليناد." وضحت. "يمكن ما انتبهت له. لأنك مشغول بالشغل والدراسة." حطت كوب القهوة وكملت: "اسمه وينتر بالمناسبة. كلمته كم مرة قبل كذا وهو إنسان لطيف جداً!"
        
        "آه... ما كنت أعرف هالشيء بس شكراً يا ريان." رديت وأنا تهز راسها قبل ما ترجع لدوامها.
        
        أنا بصراحة مبسوط إنه صار يحس إنه أسعد. أعتقد إن ورقة الملاحظات اللي كتبتها نفعت، بس كنت خايف وش كان ممكن يصير لو ما سويتها.
        
        التعب اللي كان على وجهي اختفى يوم لقيت دافع جديد. واللي هو إني أتعرف عليه. فيه شيء بداخلي يخليني أبغى أعرف أكثر عن هالزبون الغامض.
        
        مهما كان من وين، عاشق القهوة هذا بيكون شريكي في المستقبل.
        
        
        -- نهايه الفصل --
        
        

        رواية توكسيك Toxic Girl

        Toxic Girl :)

        2025,

        سايكو

        مجانا

        تيكيرا، بنت عم تدور على شغل وما عم تلاقيه، ومدام ديفيس عم تضغط عليها لتلاقي أي وظيفة. بتلاقي فرصة غريبة كـ جناينية بموقع اسمو غراسروتس، مع إنها ما بتفهم شي بهالموضوع وبتخاف تكون فخ. بتنصدم لما بتعرف إنو الشغل مع زلمي اسمو أوستن وما في جنينة أصلًا، بس الوظيفة بدها تخطيط وتصميم لمساحة كبيرة خلال أسبوع، وهيدا الشي مقابل أجر خيالي. بتوافق تيكيرا وبتبلش تفكر بالتصميم وبتلاقي حالها رايحة مع أوستن بسيارته لمركز بيع النباتات.

        تيكيرا

        بنت عم بتعاني لتلاقي شغل. حالتها النفسية متقلبة، مرة بتنهار ومرة بتتحمس، وهالشي بيخلّيها توافق على وظيفة غريبة كجناينية مع إنها ما بتفهم شي فيها، بس بداخلا هي طموحة وبدها "حرية استكشاف العالم" مش بس شهادة جامعية.

        مدام ديفيس

        الموظفة الحكومية اللي بتضغط على تيكيرا لتلاقي شغل. بتبين صارمة وعملية، وما كتير بتتعاطف مع ظروف تيكيرا، وبتعطيها نصايح ممكن تكون بعيدة عن الواقع (متل قصة غراسروتس).

        أوستن

        هو الزلمي اللي بيوظف تيكيرا كجناينية. بيبين شخص غامض شوي بالبداية، بس بعدين بيطلع لطيف وعندو وشوم ملونة بتخفف من حدته. بيعطي تيكيرا حرية كبيرة بالشغل وبيشجعها على الإبداع.
        تم نسخ الرابط

        Grassroots
        
        بزيح الباب المكسور وبفوت عالأوضة المدهونة بألوان زاهية. مع إنو في رشّات أصفر والهدف إنو يخلّو هالمحل دافي ومرحب، بس هوي محل بشع كتير.
        
        "موعد لتيكيرا كوبلاند." بسند حالي عالطاولة وببتسم.
        
        السكرتيرة بتلف بكرسيا وبتعطيني كشرة مش عاجبا، بعدين بتلتفت عشاشة الكمبيوتر. بتنقر عشغلة وبتدق ضفورا عالطاولة البلاستيك.
        
        "قعدي، مدام ديفيس بتشوفك قريب."
        
        "شكراً." بجر ابتسامة.
        
        بلف راسي وبئن – عن جد عم تمزحو معي؟
        
        الكرسي الوحيد الفاضي محشور بين زلمي ريحتو كأنو بحياتو ما شاف قالب صابون ومرة عجوز عم تتأوه عشي قاللا ياه حكيما.
        
        ما بيقدر الكوكب يبلعني خلص؟
        
        وبينما عم بمشي جهتن، بينفتح باب مكتب مدام ديفيس وبتنهد.
        
        "تيكيرا كوبلاند،" بتنادي.
        
        بفوت عالأوضة وبقعد مقابيلها. هي مكشرة عالكمبيوتر بينما أنا بحط شنطتي حد رجليي.
        
        عيونها البنية الميتة بتنتقل من الكمبيوتر لعندي ومعدتي بتنقبض، بس بضل مبتسمة، حتى لو كانت ابتسامة مصطنعة.
        
        بتهز راسا. "نحنا عم نشتغل بمهلة ضيقة، إيزابيل. لحظة، آسفة، تيكيرا. إذا ما لقيتي شغل قريب، رح تنضمي لبرنامج الشغل تبعنا."
        
        "فيكن تلاقولي شي بالإدارة؟"
        
        "عندك خيار بين جنينة أو محل خيرية لبيع الأغراض المستعملة. لتتجنبي هالشي، بدك تقدمي عشغل أكتر. الشباب التانيين اللي بيجو لهون بيقدمو لستين شغلة بالشهر. جين—" عيونها بتلمع عالكمبيوتر. "تيكيرا، إنتي ما بتقدمي حالك كفاية. بدي ياكي تقدمي عشغل أكتر من مواقع مختلفة."
        
        "أنا بستعمل مجموعة مواقع: فيسبوك، سيك، إنديد، جوب سبوت، مواقع الشركات. متل ما قلتي، أنا ما فيي لاقي شغل لإني ما عندي خبرة بشي."
        
        "الكل بيقدر يلاقي شغل،" بتزمجر. "شو رأيك بـ غراسروتس؟ زبون تاني عندي لاقى شغل من هالموقع مبارح."
        
        "غراسروتس؟ هيدا متل كريغسليست، بس." أنا مع الشغل، بس بفضل ما أخلص بقبر مش معروف وين بالصحرا.
        
        "إنتي عم تكوني ضيقة الأفق وما عندك خيال. بدك شغل، أي شي بتقدري تحصليه، وغراسروتس رح يساعدك."
        
        "آسفة. رح جرب هالموقع." إذا خلصت بقبر مش معروف، بكون أهون من إني إجي لهون كل أسبوع.
        
        "رح أحجزلك موعد للأسبوع الجاي لنتأكد من تقدمك."
        

        "شكراً، بشوفك ساعتها." "مع السلامة، أريانا، ويا ريت يكون باقي أسبوعك حلو." "أكيد، رح أعمل هيك." بمسك شنطتي وبسرع لبرا. الحيط الأصفر الفاقع بيخليني بدي دقر راسي فيه، بس بدل هيك بزيح الباب وبطلع لبرا. الشمس الدافية بتضرب وبتحرق جلدي الشاحب، بس لازم كون ممتنة لإني ممكن أخلص عبدة جنسية لقاتل متسلسل وممكن تكون هي آخر مرة بحس بهالشعور. "هالشي مقرف،" بتمتم. بكّبس زر فتح القفل بمفاتحي وبفوت عالكرسي الأمامي بسيارتي. إي، في أسوأ من هيك، بس هيدا ما بيمنعني إني دق راسي بمقود السيارة. "ليش هالقد صعبة؟ كيف أنا مش منيحة حتى لمكدونالدز؟" بهز راسي، بقعد منيح وبحط المفتاح بفتحة التشغيل. السيارة بتخرخش وبسوق عالبيت. "كيف ماشي البحث عن شغل؟" ماما بتقعد على طرف تختي. "إي هيك وهيك." بهز بكتفي. "قدمت على تلات عشر شغلة كمربية أطفال. في وحدة لجنايني، بس مش متأكدة لإني عندي مقبرة صباريات بالحمام." "الجناينة مش هالقد صعبة، أهون من العناية بالأولاد، خاصة إذا كانوا متل ولاد عمامك الصغار." بتبرم عيونا. "مستغربة إنن مش بالحضانة دوام كامل." "إي، مزبوط! رح أبعت سيرتي الذاتية لوظيفة الجناينة. مين بيعرف، ممكن تكون شغلة سهلة بدها بس كم عشبة تنقلع." بكبس على زر الإرسال وبنتقل للصفحة اللي بعدها. "إذا طلبوا منك تقلعي تيابك، تعي عالبيت فوراً!" تمي بينزل وإيدي بيرجفوا. "عشو عم تحكي؟ أنا هلأ قدمت سيرتي الذاتية." "بنت دارلا قدمت على وظيفة تنظيف عن طريق غراسروتس، والزلمي العجوز بدو ياها تنضف وهي بلا بلوزة. بدو ياها كمان تنضفلو... بتعرفي، ديري بالك بس." "أنا قلت لمدام ديفيس هالموقع متل كريغسليست وكل اللي قالته كان، 'إنتي ضيقة الأفق،' وهلأ ما عندي فكرة عشو فايتة." "بيّك بيدفعلك تطلعي الأعشاب من جنتنا قبل ما يصير هيك شي." "بابا بيرجعني عالجامعة قبل ما يوظفني لأقلع أعشاب." "نحنا منحبك كتير، ولهيك بدنا الأحسن إلك." "هيدا ما بيعني إنو الجامعة هي الأحسن إلي." "شو بدك؟" "حرية إستكشاف العالم."

        "شهادة جامعية بتساعدك لتحققي هيدا الهدف." "أنا بفهم، بس ما فيي أعملها. المحاسبة ما إلها معنى وما رح تخليني مبسوطة." "تيكيرا، بليز." "أنا بحبكن انتو التنين، بس بليز خلوني إزبط أموري لحالي." "ماشي." بتهز راسها. "رح أعمل دجاج بالكاري للعشا. بتتعشي بالبيت ولا برا؟" "دايماً بالعشا بالبيت! بحب طبخك." "رح بلّش بالعشا. بالتوفيق ببحثك عن شغل." ماما بتطبطب على ركبتي. "بدي كل الحظ اللي بقدر أحصل عليه! تذكري، أنا ما بلاقي شغل." "مش مضبوط—ما تسمعيلها!" بتتمتم. نظري بيرجع عالشاشة وبشهق. "بليز صلولي." بكّبس على الإيميل اللي مش مقري وبنطر الشاشة لتحمل. "يا إلهي." عيوني بيوسعوا. "شو في؟ لقيتي مقابلة؟" "بدهن يعملولي مقابلة لوظيفة الجناينة،" بصيح. "آه،" بتصرخ، "هيدي أخبار بتجنن!" "بدهن يشوفوني بكرا، بكير كتير. حتى لو ضحكوا عليّ وطلعوني من المزرعة، حاسة إنو حظي عم يتغير." "شفتي، إنتي بتلاقي شغل." "شكراً، ماما." "رح أعمل لحمة مشوية لنحتفل بالأخبار الحلوة." "ييييي!" بسكّر اللابتوب وبحضنها. "ممكن يكون التقديم عالشغل على غراسروتس فكرة منيحة." "رح نشوف، ممكن بدهن إياني أعملها بلا تياب." بضحك. "ما تقولي هيك! نحنا بدنا أشيا منيحة إلك." "إي، لإني بدي أوقف بنص أوروبا وأنا عم بستمتع بشبابي، مش عم بتوتر بشأن الشغل." "ضلي قدمي وأنا رح بلّش أطبخ." "حسناً." ببتسم. ماما بتطلع من الأوضة وبمسك اللابتوب وبنتقل عالمكتب. بفتحو وببعت إيميل قصير بشكرهن على الفرصة وبقبل المقابلة لبكرا. بس يبعت الإيميل، برمي حالي عالفرشة وببتسم. لبكرا بعد الضهر، ممكن كون لاقية شغل أو مرمية بخندق. كيف بتتوقعي رح تصير المقابلة؟ Lavender "وصلت على وجهتك" بتبين عالشاشة مع إني بنص الشارع وما في بيت. بتمنى يكون سوء فهم، وما أكون عم لاحق سراب. بركن حد الرصيف وبفتح إيميلي لأتأكد من العنوان مرة تانية مع مكاني. صح، بس البيت بعدو مش موجود. شجيرات طويلة على طول الشارع، بتخلّي خيوط الشمس تتسلل. "وهيك راح حظي الحلو"، بتمتم. بطفي السيارة وبنزل. لبلاب أخضر زاهي مغطّي سياج وعلى اليسار سماعة معدنية بتلقط لمعان شمس آخر الصبح. "لعنة، هيدا مكار كتير!" بركض باتجاه السماعة وباخد نفس عميق. بضغط الزر. "مرحباً، أنا تيكيرا كوبلاند، وأنا هون لمقابلة الجناينة." إذا توظفت، رح قص اللبلاب لحتى الناس ما تضيع. "أهلاً تيكيرا! البوابة رح تفتح ورح لاقيكي برا." "ماشي، شكراً." ببتسم. البوابة بترج وبتفتح لجوا. بتسلل من الفتحة وبتلبك. إنو أخلص بقبر مجهول ما بيعود كتير مجنون هلأ. البيت طابق واحد صاير عاليمين، تارك مساحة واسعة عاليسار. ما في جنينة إلا إذا عديت الأعشاب اللي عم تطلع بالرمل الأصفر أو النباتات المزروعة بالأصص المنتشرة على طول السياج الرمادي. زلمي عندو وشم ملون قاعد حد جيب أسود مركون بمدخل البيت. "ما تخافي، الشغل بسيط." الجلد الأسمر حول عيونه البنية بيتجعّد وهو عم يبتسم. "آه ماشي." بعُضّ على شفتي. "أنا أوستن." بيخطو بعيد عن السيارة وبيقدملي إيدو. الوشوم عبارة عن حوريات بحر، أشياء عشوائية، وقلوب، وهالشي بيخليه أقل تخويفاً. أوستن بيعصر إيدي وابتسامتي بتشد. "متأكد إنك بدك جنايني؟ ما في شي هون." "نحنا عم نفتش على حدا يعمل تنسيق حدائق ويحافظ على الجنينة. رح يكون عندك أسبوع لتصممي المنطقة وتحطي النباتات." "أسبوع؟" بشهق. "كيف بدي أخلص هالشي بأسبوع؟" "بتلاتين دولار بالساعة، أكيد رح تلاقي طريقة." بيضحك. عيوني بيوسعوا. "تلاتين بالساعة؟" "إي، سمعتي صح." "أكيد، بقدر أعمل هالشي! شو هي المتطلبات؟" "نباتات بريحة غنية، متل الخزامى (لافندر)، جنينة أعشاب ونافورة." "إنت من محبين الخزامى؟" "المدير بحبها كتير." أوستن بيضحك. "آه! في لون معين؟" "ما كان في تحديد، بس بقترح يكون مخلط ليعطي عمق." "هيدي فكرة منيحة." بهز راسي. "إذا بدك الشغل، فيكي تبلشي هلأ." "بس هيك؟ ما في أسئلة عن الخبرة أو تدقيق بالمراجع تبعي؟" "لازم أسأل عن خبرتك؟" بيرفع حاجبو. "إيه، لأ، لإني عن جد، هل أنا مبينة جناينية؟" بهز راسي. "بحب الشغل! فيني أخد قلم وورقة لأرسم تصاميم؟" "إي، أكيد." بيضحك. "شكراً!" ببتسم ابتسامة عريضة.

        "ضلك مطرحك لبين ما جيب الأغراض. بس إرجع، بفرجيك الجنينة." "تمام." بهز راسي. أوستن بيفوت عالبيت، وورا دقايق، بيطلع ومعو دفتر ملاحظات. بيناولني إياه وبيكفي مشي. بحط الدفتر تحت إيدي وبهرول وراه. "ما في ميزانية محددة، لهيك إشتري نباتات ومنتجات ذات جودة عالية. فيك تعمل منطقة للمدير يسترخي فيها لإنه شغلو مجهد." منوقف بنص الممر الرملي اللي بيمتد على طول البيت وحول الزاوية اللي بتعمل شكل حرف L. ورا في نباتات ميتة وحبل غسيل شاف أيام أحسن. "في شي زيادة على طرف البيت؟" "ما في داعي تقلقي بشأن هالمساحة لإنه رح يتم تبليطها لحبل الغسيل." "مقبول." إزالة النباتات الميتة رح تعطلني، بس بتلاتين دولار بالساعة، رح لاقي طريقة لإنه مستحيل إفرط بهالشغلة. "عندك أي أفكار للجنينة؟" "لأ، بس بس بلّش إتسوق، أكيد رح يلهمني." بروح ع مصف السيارات وبقعد. الأشجار المجاورة بتوفر ظل كافي لتهدئة الإحساس بالحرق على جلدي. أوستن بيسند ظهره عالبيت وعم يتفرج، لهيك بشد على ابتسامة وبلوّح. ما لازم يكون صعب كتير إني أعمل تصميم لإنه الهواة رمموا بيوت كاملة، وأنا بس عليي حط نباتات بالأرض. لسبب ما، هيدا ما بيريحني بالكامل. برسم مخطط للحديقة الخلفية وبملي المساحة بأفكار متل بركة، أرضية خشبية ومخبأ سري مع سرير خارجي مخفي بالورق الأخضر. فكرة الأرضية الخشبية مش عملية بسبب ضيق الوقت، والمخبأ السري مبشر بالخير، بس البركة؟ بتمنى يكون في حدا بيقدر يركبها أو لاقي فيديو تعليمي جيد على يوتيوب. "شو رأيك بسرير خارجي وبركة؟" أوستن بيميل راسو عالجنب وبيتأمل. "المي الجارية المفروض تكون مريحة." "فكرة منيحة." بيهز راسو. "المدير بحب سمك الكوي." "شي حلو نعرفه." بكتب هيدا عالورقة. "في شي تاني لازم أعرفه؟" "هو بيكره الورد الجوري." "بس هنن حلوين كتير." "بدك تعتني بشجيرة ورد جوري فيها شوك؟" "نقطة صحيحة." بهز راسي. بس تيصير عندي فكرة، ببحث عن مشاتل وبختار أقرب محل بيبيع بالجملة. "فيني روح عالسوق هلأ؟" "بهالسرعة؟ أكيد." "لازم شوف النباتات لآخد إلهام بصري." "تمام. أنا بسوق، فوتي." بيهز برأسه على سيارة الجيب. "آه..." معدتي بتنقبض. "أكيد." "ما تقلقي، سواقتي منيحة." مش سواقته اللي بتقلقني. بنركب بالسيارة ومنشد الأحزمة. "بتعرف وين رايحين؟" "عندي فكرة تقريبية." بضحك. مع إني مش عم أشتغل جناينة بلا تياب، بس القعدة بسيارة غريب كمان مش آمنة. بس المصاري مصاري، وأنا بحاجتها. هل كنت لتقبل بوظيفة الجناينة؟

        نُزل الغابرين - روايه فانتازيا

        نُزل الغابرين

        2025,

        فانتازيا

        مجانا

        تنطلق ستيلا في مغامرة. تجد نفسها مع شابين غريبين في مكان معزول، حيث يكشف سوار غامض عن بوابة سرية إلى عالم "أوترالمونديه" المثير. هل يمتلك هذا السوار قوى خفية؟ وماذا يخبئ هذا الباب الخشبي العتيق خلف ضوئه الساطع؟ استعد لرحلة مليئة بالتشويق والأسرار، حيث القدر ينتظرهم خلف كل منعطف!

        ستيلا

        شابة إيطالية من روما، تزور خالتها في بلدة "أوبيدولا" الهادئة. تتسم بالفضول وحب الاستكشاف، وتجد نفسها في قلب مغامرة غير متوقعة عندما تكتشف سوارًا غامضًا يقودها إلى باب سري.

        سيلستين

        تعيش في أوبيدولا. تبدو على دراية بأسرار عائلية قديمة، وهي التي تمرر السوار الغامض لـ ستيلا.

        إدموند

        شاب فرنسي يقابل ستيلا في ظروف غامضة بعد أن سحبته نفس القوة الغريبة إلى نفس المكان. يبدو أكثر حذرًا وتفكيرًا من جون.

        جون

        شاب فرنسي آخر، يبدو أصغر سنًا من إدموند، ويظهر فجأة في نفس المكان بعد أن سحبته القوة الغامضة. يبدو أكثر اندفاعًا وشجاعة.
        تم نسخ الرابط
        نُزل الغابرين

        كانت أمسية باردة ومعتمة في شهر نوفمبر في مكان ما في جنوب إيطاليا. 
        
        ونسيم الخريف يبعث أنفاسه الباردة على العالم.
        في بلدة أوبيدولا القديمة، شقت امرأة ذات شعر داكن في منتصف الثلاثينات من عمرها طريقها على عجل نحو مبنى مهجور بالقرب من ضواحي المدينة.
        
        توقفت أمام المبنى، الذي كان هادئًا وفارغًا بشكل غريب، 
        ملاحظة الكلمات المكتوبة فوق الأعمدة الضخمة.
        
        مستودع الميناء القديم
        
        
        تسللت خلف الأعمدة وتوقفت أمام باب معدني. المدخل. أخرجت مفتاحًا من حقيبتها الجلدية وفتحت الباب المعدني. أغلقته خلفها، وأشعلت الأضواء فدبت الحياة في الغرفة. كانت الغرفة ميتة، بالأحرى. بعينيها العسليتين الداكنتين رأت صناديق وصناديق معدنية، مغطاة بأغطية بيضاء ولن تفتح أو تشحن أبدًا؛ جدران رمادية باهتة بها تشققات عديدة، تتساقط منها رقائق الطلاء؛ أرضية خرسانية غير مستوية؛ ومصابيح صفراء متقطعة، تتدلى من السقف المتعب. أخذت قطعة قماش بيضاء من حقيبتها. ثم حملتها بين ذراعيها، وتجولت مرورًا بالمكعبات الصدئة.
        
        نزلت إلى الطابق السفلي. بحثت عن الباب الكبير، عيناها تتجولان من السقف إلى الأرض، ووقفت أمامه. باب خشبي. كانت عليه رموز مبالغ فيها محفورة بدقة وكان عليه بصمة يد سوداء مضغوطة في المنتصف. كان الأكثر لفتًا للانتباه هو الأبجدية الغريبة التي كانت مكتوبة عليه. القلائل المختارون فقط هم من يستطيعون فهم ما كتب.
        
        أوترالمونديه
        
        غطت الباب بالغطاء الأبيض وربطته بالسقف بمساعدة خطافات وخيوط. كانت قد ثبتت الخطافات في السقف قبل بضعة أيام، وهكذا تمكنت أخيرًا من استخدامها. ثم لم يعد هناك باب؛ مجرد غطاء أبيض عادي يتدلى أمام الحائط. ابتعدت بسرعة وأطفأت الأضواء. ثم أغلقت الباب المعدني خلفها. مشكلة صغيرة واحدة فقط، خطأ صغير ارتكبته.
        
        تركت الباب المعدني مفتوحًا.
        
        خرجت المرأة مسرعة من المبنى. نظرت إلى سوارها الفضي الساحر، معجبة به. كانت السلسلة قوية جدًا وفضفاضة إلى حد ما على معصمها الصغير. في منتصف السوار الفضي كانت هناك حلقة واحدة على شكل نجمة بأربع نقاط، بحجم ظفر طفل. كانت ملكها آنذاك، ولكن ليس بعد الآن. أعجبت بها للمرة الأخيرة قبل وضعها في صندوق مخملي أحمر، وحفظتها في حقيبتها الجلدية.
        
        لقد وعدتهم بأنها ستعطيها لابنتها إذا أنجبت واحدة. لكنها لم تنجب أطفالًا أبدًا، ولا حتى زوجًا! لكن كان لديها ابنة أخت. ابنة أختها. لم يكن لديها خيار سوى أن تمررها إليها. لكن هل يمكنها أن تثق بها للحفاظ عليها؟ كان ذلك محتملاً. لكن ابنة أختها كانت تعيش بعيدًا جدًا عن منزلها، ولم تتمكن من إرسالها بالبريد في طرد. يمكنها أن تعطيها لها لاحقًا، خلال الصيف، بعد بضع سنوات من الآن. نعم، يمكنها ذلك.
        
        فتحت المرأة باب سيارتها، وصعدت، وقادت إلى المنزل.
        
        
        
        
        
        "من هنا"، قالت امرأة.
        
        سحبت ستيلا حقيبتها على الأرض وهي تتبع خالتها. كانت هذه أول مرة تسافر فيها مع شخص آخر غير والديها، وتمنت لو أنهما قد جاءا معها. بالتأكيد، العمة سيلستين كانت قريبتها، ولكن قبل ذلك اليوم، التقيا بضع مرات فقط. كان الوضع برمته محرجًا لـ ستيلا، على أقل تقدير. بعد خمس دقائق أو أقل، وصلتا إلى سيارة سيدان قديمة. وضعت ستيلا حقيبتها في الصندوق وجلست في المقعد الأمامي للراكب قبل أن تبدأ خالتها القيادة.
        
        وصلتا إلى المنزل بعد ساعات على الطريق. كان المنزل مبنى ضيقًا من طابقين. وبما أنه لا يوجد مرآب، فقد كانت السيارة متوقفة أمام المنزل مباشرةً. كانت أول غرفة تظهر عند الدخول هي غرفة المعيشة، والتي بدت أكبر مما كان من المفترض أن تكون عليه. ستائر بيضاء سميكة غطت النوافذ، قطعة قماش بيضاء سميكة غطت طاولة القهوة، في الزوايا كانت هناك مزهريات بيضاء تحمل أزهارًا ملونة، ولوحة في إطار أبيض معلقة فوق الأريكة البيضاء. كانت المطبخ في الجزء الخلفي من المنزل، وكان أكبر بكثير من غرفة المعيشة. طاولة بيضاء مع ثلاثة كراسي بيضاء جلست بين غرفة المعيشة والمطبخ، وبجانبها كانت الدرج المطلي باللون الأبيض. كان أقل منزل ملون زارته ستيلا على الإطلاق.
        
        "إذن كيف أعجبك المنزل؟" سألت سيلستين.
        
        "يبدو مريحًا"، أجابت ستيلا، "وأبيض جدًا. هل هذا لونك المفضل؟"
        
        "المفضل الثاني. أحب اللون الأرجواني الداكن أكثر، لكن منزلي لن يبدو جميلًا به، أليس كذلك؟ الأبيض يبدو أفضل."
        
        خلعت المرأة حذاءها ووضعته على رف أحذية قريب. ثم ارتدت زوجًا من النعال وأعطت زوجًا آخر لـ ستيلا، قائلة: "يمكنك استعارة هذا مؤقتًا." خلعت ستيلا حذاءها الرياضي ووضعته على الرف. ثم أدخلت قدميها في النعال. قادت المرأة ستيلا إلى الطابق العلوي وإلى غرفة الضيوف. وضعت ستيلا حقيبتها على أحد الجدران.
        
        "سأدعك تستقرين وتستريحين. إذا احتجتِ أي شيء، يمكنك النزول للأسفل والبحث عني. فهمتِ؟"
        
        "فهمتُ"، قالت ستيلا.
        
        تُركت وحدها. استلقت ستيلا على السرير ونظرت حول غرفتها. أمام سريرها كان هناك خزانة خشبية قديمة؛ النصف الأيسر كان مليئًا بالملابس القديمة ولكن الصالحة للاستعمال، بينما النصف الأيمن كان فارغًا. في الزاوية اليمنى من الغرفة، مقابل السرير، وقفت مصباح أرضي بلمبة صفراء دافئة. مكتب وكرسي خشبيان كانا يقعان بين المصباح الأرضي والخزانة. إلى يسارها كانت هناك رف كتب، يحوي حوالي ثلاثين كتابًا قديمًا، وحقيبتها التي لا تزال مغلقة. إلى يمينها كانت النافذة التي، بالطبع، كانت مغطاة بستائر بيضاء. نهضت ستيلا وسحبت الستائر للسماح بدخول المزيد من الضوء. ثم تمشت نحو رف الكتب.
        
        تصفحت ستيلا مجموعة الكتب. بعضها كان عن التاريخ، والبعض الآخر روايات، وأحدها لم يكن له عنوان. رفعت ستيلا الكتاب الذي لا يحمل عنوانًا وقلبت الصفحات. كانت فارغة. تساءلت في قرارة نفسها لماذا يحتفظ شخص بكتاب فارغ على رف كتبه، لكنها تجاهلت الأمر وأعادته إلى رف الكتب. كان هناك أمتعة لتفريغها. فتحت حقائبها وبدأت في تفريغها، ووضعت ملابسها في النصف الفارغ من الخزانة.
        
        صرير.
        
        ماذا كان ذلك؟ طرقت يدها الجزء الخلفي من الخزانة وشعرت بقطعة خشبية مرتخية. أزالتها. لم يكن هناك شيء سوى حجرة فارغة. غريب. أعادت اللوح الخشبي وأغلقت الخزانة.
        
        تثاؤب خرج من فمها. آه، إرهاق السفر. لا شيء لا يستطيع قيلولة علاجه. نهضت وسارت نحو السرير، وبينما كانت تفعل ذلك، لاحظت أن إحدى ألواح الأرضية كانت مرتخية. فتحتها. هذه المرة لم تكن الحجرة المخفية فارغة، بل كانت تحتوي على صندوق مخملي صغير. نظرت ستيلا حولها. لم يكن أحد يراقبها. مدت يدها ببطء نحو الصندوق وفتحته. بداخله كان سوار فضي لامع. عندما لمسته ستيلا، توهج. كان الأمر كما لو أنه تعرف عليها.
        
        دوت خطوات من خلف الباب. أغلقت ستيلا الصندوق بسرعة، ووضعته داخل الحجرة، وغطته بلوح الأرضية. قفزت على سريرها قبل أن يُفتح الباب.
        
        "كيف حالك؟" سألت خالتها، وهي تطل من المدخل.
        
        "أنا بخير. كنت على وشك تفريغ حقائبي ثم أخذ قيلولة، في الواقع،" أجابت وهي تتثاءب.
        
        "حسنًا إذن. فقط استيقظي قبل الحادية عشرة؛ سيكون العشاء جاهزًا بحلول ذلك الوقت."
        
        "الحادية عشرة؟" وسعت ستيلا عينيها. "هذا متأخر جدًا!"
        
        "هنا في الجنوب، نأكل العشاء حوالي العاشرة أو الحادية عشرة." غمزت خالتها. "اذهبي لترتاحي، لا بد أنك متعبة من السفر."
        
        أغلقت خالتها الباب قبل أن تتمكن من النطق بكلمة أخرى. على الفور تقريبًا، نزلت ستيلا من السرير وركعت حيث كانت لوح الأرضية المرتخية. أعادت فتح الحجرة المخفية. كان الصندوق يجلس هناك، ينتظر بشكل جميل كما لو كان يتوقع أن يأخذه أحدهم. انحنت ستيلا وهي تنتزع الصندوق من مخبئه، ثم فتحته. دلكت إصبعها السبابة اليمنى السلسلة الرفيعة للسوار. لا شيء. رفعت ستيلا حاجبها – هل كانت تتخيل في وقت سابق، أم أن السوار توهج حقًا عندما لمسته لأول مرة؟
        
        جالت عيناها العسليتان إلى الباب، ثم إلى قطعة المجوهرات. لا ينبغي أن يكون هناك ضرر في تجربتها، طالما أنها أعادتها قبل أن تُكتشف. قرصت ستيلا السوار ورفعته من صندوقه؛ بدت السلسلة قصيرة قليلاً، وتساءلت عما إذا كانت ستناسبها حتى. تلاعبت أصابعها بالمشبك على شكل نجمة، والذي عمل أيضًا كقلادة، ثم لفت السوار حول معصمها. لم يكن فضفاضًا، كما هو متوقع، لكنه لم يخنق معصمها كما ظنت. كان الأمر كما لو أنه صُنع لها.
        
        ظهر تثاؤب آخر. على الرغم من أن الظهيرة كانت لا تزال مشرقة، إلا أن جسدها كان يطالب بالراحة بعد الرحلة الشاقة في وقت سابق. لمحت ستيلا الباب مرة أخرى. لا، لا يمكنها النوم والسوار في يدها. قد تدخل خالتها وتلتقطها وهي ترتديه بينما كانت تغفو. فكت ستيلا السوار وأعادته إلى صندوقه قبل أن تدفنه تحت لوح الأرضية. ثم صعدت إلى سريرها، ووضعت حقيبة كتفها على منضدة سريرها، وأغلقت عينيها.
        
        
        
        
        
        
        
        كانت الشمس لا تزال تترنح فوق الأفق عندما استيقظت ستيلا من قيلولتها. تمددت وفركت عينيها، ثم انطلقت جانبًا لإحضار هاتفها من حقيبتها. كانت الساعة السادسة بالفعل. تبقى حوالي خمس ساعات على العشاء، ولم تكن تعرف ماذا تفعل. آه، صحيح. لا يزال هناك أمتعة لتفريغها. نزلت من السرير، ثم قضت الثلاثين دقيقة التالية في تفريغ أمتعتها وإزالة الغبار من النصف الأيمن من الخزانة قبل أن تحتفظ ببعض ملابسها وممتلكاتها هناك.
        
        ثم ضربتها موجة من الملل بمجرد أن أدركت أنه لم يعد لديها شيء لتفعله. في البداية، لم تكن تعرف كيف تملأ وقتها - كانت متعبة جدًا لأخذ قيلولة أخرى، ولم تكن في مزاج للقراءة، ولم تشعر بالتقارب الكافي مع خالتها لتتحدث معها لساعات. وصلت في النهاية إلى هاتفها الخلوي ولعبت سودوكو وسنيك، وهما من الألعاب الوحيدة المتاحة.
        
        مرت ساعات وهي تلعب، ولم تتوقف إلا بعد أن أصبح السماء مظلمة تمامًا. لا بد أن الوقت قريب من موعد العشاء، تساءلت. ذهبت ستيلا إلى الحمام لتنعش نفسها قبل أن تتجه إلى الطابق السفلي. كانت خالتها مسترخية على الأريكة، غارقة في رواية. نظرت ستيلا إلى عنوان الكتاب - "حبوب القهوة وتأملات الصباح". لم تسمع به من قبل. هل هو إصدار جديد؟ غلاف الكتاب البالي أخبرها خلاف ذلك. جلست على أحد المقاعد المريحة.
        
        رفعت سيلستين رأسها من كتابها. "آه، لقد استيقظتِ. كيف كانت قيلولتكِ؟"
        
        "كانت جيدة، شكرًا لكِ"، أجابت. جالت عينيها العسليتان إلى الكتاب مرة أخرى؛ براندون دي بيلفور كان مؤلفه. "هل لي أن أسأل عن الكتاب الذي تقرأينه؟"
        
        "أوه، هذا؟ عنوانه 'حبوب القهوة وتأملات الصباح'. كتبه صديق لي."
        
        "لديكِ صديق مؤلف؟" سألت ستيلا بانبهار.
        
        ابتسمت سيلستين بخفة. "نعم. لم يكن مشهورًا جدًا، على الرغم من ذلك. على أي حال" - وضعت الكتاب جانبًا ووقفت - "لدي شيء لأعطيكِ إياه. انتظري هنا."
        
        صعدت إلى الطابق العلوي ودخلت غرفة الضيوف. خرجت من الغرفة بعد لحظة، حاملة صندوقًا مخمليًا صغيرًا. بدا تمامًا مثل الذي رأته تحت لوح الأرضية قبل بضع ساعات. نزلت المرأة الدرج وسلمته لـ ستيلا. عندما فتحته، رأت السوار الفضي بداخله.
        
        "سوار؟"
        
        "ليس أي سوار فقط"، قالت سيلستين وهي تغمز. "هذا إرث عائلي ثمين، ينتقل من جيل إلى جيل. كما تعلمين، ليس لدي أطفال، لذلك سأورثه لكِ. هل تعدينني ألا تخلعيه؟"
        
        "أعدك."
        
        "جيد." نظرت إلى ساعة الحائط. "إنها الساعة العاشرة، هل تمانعين في مساعدتي في إعداد العشاء؟"
        
        "آه، بالتأكيد، لا أمانع."
        
        نهضت ستيلا من الأريكة لمساعدة خالتها في إعداد العشاء وتجهيز الطاولة. تم تقديم العشاء قبل الحادية عشرة إلا ربع، وتجاذبت الاثنتان أطراف الحديث وهما يأكلان.
        
        "إذن، كيف هي الحياة في روما؟" سألت سيلستين.
        
        "إنها جيدة. أحب العيش هناك،" أجابت ستيلا.
        
        "هل تحب والدتكِ العيش هناك؟"
        
        "نعم، إنها تحب ذلك كثيرًا. لا تريد الانتقال إلى أي مكان آخر."
        
        "آه، أرى،" قالت خالتها مبتسمة. ارتشفت بعض النبيذ قبل أن تتناول لقمة أخرى من معكرونتها.
        
        سألتها ستيلا: "هل يعجبكِ العيش هنا؟"
        
        "نعم، كثيرًا. أحب المدن الهادئة أكثر من المدن الصاخبة، طالما أنها ليست هادئة جدًا."
        
        "حقًا؟ أخبرتني أمي أنكِ أحببتِ ميلانو، ولكن لسبب ما، أنتِ عالقة هنا."
        
        "كان ذلك عندما كنت صغيرة. الآن بعد أن عرفت مدى صخب المدن، أفضل البقاء هنا. إنه أنسب لي،" قالت. ثم سألت: "هل أخبرتكِ والدتكِ أي قصص تتعلق بخالتكِ؟"
        
        "أخبرتني أنكِ كنتِ تحبين السفر مع الأولاد، وأنكِ لم تكوني مثل الفتيات الأخريات."
        
        "إذن لقد أخبرتكِ شيئًا،" همست سيلستين لنفسها.
        
        انتهيا من العشاء. ساعدت ستيلا خالتها في غسل الأطباق وتجفيفها، ثم صعدت الدرج إلى غرفة نومها. تفقدت الوقت؛ كانت الساعة تشير إلى منتصف الليل إلا نصف ساعة. غيرت ملابسها إلى ملابس النوم، صعدت إلى سريرها، واستأنفت لعب الألعاب حتى شعرت بالنعاس. بحلول الساعة 12:00 صباحًا، وضعت هاتفها على المنضدة الليلية، تزحلقت تحت بطانيتها، وغرقت في نوم عميق.
        
        لم تكن خالتها نائمة بعد. كانت تمسك هاتفها في يديها بينما تنتظر في غرفة نومها. ثم تلقت رسالة: "مرحبًا سيلستين! لقد وصلنا للتو. التدريب يبدأ بعد غد، أليس كذلك؟"
        
        كتبت سيلستين ردًا: "نعم."
        
        وضعت هاتفها جانبًا، وتلت صلاة قصيرة، ثم نامت بعمق.
        
        
        
        
        
        
        
        اخترقت أشعة شمس الصباح الستائر. أدارت **ستيلا** ظهرها للنافذة وتثاءبت. لقد حل يومها الثاني في أوبيدولا. أمسكت بملابسها، واستحمت، ثم توجهت إلى الطابق السفلي لتناول الإفطار. كانت **سيلستين** قد استيقظت للتو.
        
        "مستيقظة بالفعل؟ إنها الخامسة فقط!" صاحت.
        
        "في روما، أستيقظ عادة في السادسة،" أوضحت **ستيلا**.
        
        "أنتِ مثل أمكِ إذن. هي تحب الاستيقاظ مبكرًا،" قالت **سيلستين**.
        
        كان الإفطار عبارة عن كوبين من القهوة السوداء الساخنة وطبق كبير مليء بقطع البريوش الحلوة. من اللقمة الأولى، أصبح البريوش طعام الإفطار المفضل لـ **ستيلا**، ليحل محل الكرواسون. ومع ذلك، كانت القهوة قوية جدًا بالنسبة لذوقها. توقعت **سيلستين** ذلك وأعدت بعض الحليب مسبقًا. بعد الإفطار، نظفت **ستيلا** أسنانها وملأت كوبها بالماء البارد. كانت حقيبة كتفها تحتوي على كل ما تحتاجه: محفظتها، مرطب الشفاه، معقم اليدين، وغيرها من الضروريات. كل ما كانت تحتاجه هو إذن **سيلستين**. وجدتها في غرفة المعيشة.
        
        "يا خالتي، هل يمكنني الذهاب واستكشاف البلدة؟ سأعود قبل الظهر كما قلتي بالأمس،" سألت **ستيلا**.
        
        "بالتأكيد،" أجابت **سيلستين**، "فقط كوني حذرة."
        
        "شكرًا لكِ!"
        
        قبلت **ستيلا** خالتها وودعتها وخرجت من المنزل. كانت تنظر إلى الوراء كل دقيقة أو أقل، تتتبع خطواتها للتأكد من أنها لن تضل طريقها. لم يكن بعيدًا عن منزل خالتها صف من المقاهي والمتاجر الصغيرة، وعلى بعد قليل من هناك كانت ساحة كبيرة. تجولت **ستيلا** في الشارع، يدها اليمنى تتأرجح بحرية ويدها اليسرى تستقر على حقيبة كتفها.
        
        شد. اهتز معصمها الأيمن بعنف إلى اليمين كما لو أن شخصًا ما أمسك بذراعها فجأة. نظرت إلى جانبها. لا أحد. ما هذا؟ وقفت **ستيلا** ساكنة للحظة، تنتظر أي حركة غريبة لتتكرر، لكن شيئًا لم يحدث. أتمنى أنني كنت أتخيل ذلك، فكرت قبل أن تتجاهل الأمر وتواصل سيرها.
        
        شد. حدث ذلك مرة أخرى! هذه المرة كان أقوى بكثير. نظرت **ستيلا** إلى يمينها ولم تر أحدًا بجانبها. ماذا كان يحدث؟ وضعت يدها اليمنى في جيبها وواصلت السير. ربما سيتوقف إذا لم تدع يدها تتأرجح بحرية.
        
        يبدو أن الأمر قد نجح. كانت تتجول في البلدة لما يقرب من ساعة وظلت يدها اليمنى في جيبها. استدارت **ستيلا** وبدأت طريق عودتها إلى منزل خالتها. مرت ببعض المباني وكانت على وشك الانعطاف يمينًا... انتظر، هل ذهبت في هذا الاتجاه؟ أم أنها جاءت من اليسار؟ نظرت في كلا الاتجاهين. بدت الشوارع متشابهة جدًا بحيث لا يمكنها التمييز. سأذهب إلى اليسار فقط، فكرت **ستيلا**، وإذا كان خطأ فسأذهب إلى اليمين.
        
        انعطفت يسارًا. للحظات قليلة، شعرت وكأنها اتخذت القرار الصحيح. بدت المباني أكثر فأكثر ألفة كلما سارت. إذا تذكرت بشكل صحيح، يجب أن تسير مباشرة لمدة خمس عشرة دقيقة أخرى قبل الانعطاف يسارًا بعد التراتوريا. ابتسمت وهي تتجول، ثم توقفت.
        
        أدى المسار بها مباشرة إلى غابة. أقسمت أنه كان من المفترض أن يكون هناك صف طويل من المنازل الصغيرة. ربما كانت مخطئة. وضعت **ستيلا** قدمًا خلفها وبدأت بالاستدارة.
        
        شد! انطلقت ذراعها اليمنى من جيبها وسحبتها نحو الغابة. "آه!" صرخت. قوة غير طبيعية سحبت جسدها عبر الغابة مثل صنارة صيد تسحب سمكة ضعيفة. اختفت البلدة بسرعة من نظرها حيث أحاطت بها الأشجار فجأة. حاولت أن تغرس قدميها في الأرض فقط لينتهي بها الأمر بتجريفها. أمسكت بأقرب غصن لينكسر. "أيوتو!" صرخت، لكن صوتها لم يصل إلى أحد. كانت محاولاتها للمقاومة عقيمة.
        
        ثود. سقطت على الأرض ككيس ثقيل. وقفت **ستيلا** ببطء، تنفض الغبار عن ملابسها، وألقت نظرة على محيطها. أمامها كانت الغابة، وعلى الرغم من أن الفجوات بين الأشجار كانت واسعة إلى حد ما، لم تتمكن من رؤية البلدة على الإطلاق. من يدري إلى أي مدى ذهبت؟
        
        ---
        
        لا، لم تستطع أن تتقطع بها السبل في مكان مجهول. يجب أن يكون هناك طريقة للعودة! انطلقت **ستيلا** بسرعة إلى الغابة ونحو البلدة -
        
        أمسكتها نفس القوة من معصمها الأيمن ورمتها خارج الغابة مرة أخرى. سقطت على ظهرها هذه المرة، في نفس المكان الذي أُسقطت فيه في وقت سابق.
        
        دفعت **ستيلا** نفسها عن الأرض مرة أخرى. دلكت يداها صدغيها وهي تحاول تهدئة أنفاسها. كانت الغابة محظورة. ماذا عن مسار آخر إلى المدينة؟ واجهت الاتجاه الآخر. رصدت عيناها ساحلاً قريبًا، مع سفن صغيرة ترسو في ميناء قريب. يجب أن يكون هناك أشخاص يمكنهم المساعدة، لكنها لم تكن متأكدة حتى مما إذا كان آمنًا. وكان بعيدًا جدًا أيضًا - من يدري كم من الوقت سيستغرق للوصول إلى هناك سيرًا على الأقدام؟ وماذا لو حدث لها شيء في الطريق؟
        
        ترقرقت عيناها بالدموع. أرادت فقط أن تتجول، لا أن تُجرّ إلى أي شيء يحدث. هددت فكرة عدم العودة إلى المنزل أبدًا بتسرب الدموع. يجب أن يكون هناك طريقة، يجب أن يكون هناك طريقة...
        
        خالتها. يمكنها أن تساعد! مدت **ستيلا** يدها في حقيبتها وتلمست هاتفها.
        
        لم يكن هناك هاتف. كان قلبها ينبض بقوة. أين هو؟ هل أسقطته؟ هل فقدته في الغابة؟ آلاف الأفكار تدور في ذهنها. ثم خطر لها أنها كانت تشحنه في منزل خالتها. "ماناجيا!" لعنت. ما بدأ كصباح مليء بالسعادة والعجب تحول إلى يوم مليء بالذعر والإحباط. نظرت إلى معصمها الأيمن وحدقت في السوار. وعدت ألا تخلعه، لكنها لم تهتم. بحثت عن المشبك، لكنه لم يكن موجودًا. حاولت سحب السوار، لكنه لم يخرج.
        
        "آه!" صرخ أحدهم.
        
        وجهت **ستيلا** انتباهها إلى الغابة. تم قذف شخصية ذكر من الغابة قبل أن ينهار أمامها. بالحكم من المظهر، بدا وكأنه أجنبي: شعره القصير كان أشقر كراميل؛ عيناه الحادتان، على شكل لوز، بلون تركوازي داكن، برزتا من وجهه الشاحب؛ أنفه النحيل والمستقيم كان منحوتًا فوق شفتيه الرقيقتين والورديتين؛ وعلى الرغم من أنه كان أطول منها بكثير، إلا أنه لم يبد أكبر سنًا بكثير.
        
        ---
        
        نهض الشاب، يتمتم لنفسه، وعلى الرغم من أنها لم تستطع فهمه، إلا أنها استطاعت أن تدرك أنه كان مذعورًا أيضًا - فصوته المرتعش وعيناه الواسعتان كشفا ذلك. استغرق الأمر بعض الوقت قبل أن يلاحظها، وعندما فعل ذلك، تجمد لفترة وجيزة.
        
        "إيه... بونجورنو؟" قال بصعوبة.
        
        "بونجورنو،" قالت بنفس الصعوبة.
        
        "كم كنتِ واقفة هناك؟"
        
        "إيه، دقيقة واحدة فقط."
        
        "إذن رأيتني وأنا، إيه، 'أُسحب'؟" أشار، محاكيا حركة سحب.
        
        "نعم. كنتُ، أه، 'أُسحب' إلى هنا أيضًا."
        
        "أنتِ أيضًا!" صاح، ثم وضع يديه على جانبي وجهه. "إذن أنا لست وحدي الذي أصبح مجنونًا. إيه، حسنًا، هل تم سحبكِ أيضًا من أوبيدولا أم من مكان آخر—"
        
        "جئتُ من هناك." أشارت **ستيلا** في اتجاه الغابة.
        
        
        
        
        
        "آه، مثلي." وضع يديه على خصره. نظر إلى الغابة. "حاولت العودة، لكن شيئًا ما ظل يسحبني إلى هنا."
        
        "ربما إذا ذهبنا معًا، فسنخرج."
        
        رفع حاجبيه. "هل تعتقد أن ذلك سينجح؟"
        
        "يمكننا أن نحاول."
        
        بدأت تسير في الغابة. تبعها. لم يحدث شيء غير عادي في البداية. خطوة، خطوتان، ثلاث خطوات... شد! رفعتهم قوة غير طبيعية عن أقدامهم ورمتهم مرة أخرى إلى حيث كانوا. نهض الاثنان، نفضا الغبار عن ملابسهما، وحدقا في الغابة.
        
        "نحن عالقون هنا،" تنهد الشاب.
        
        "انتظر، أعتقد أن عمتي يمكنها مساعدتنا،" قالت ستيلا. "هل لديك هاتف؟"
        
        "ليس لديه إشارة. حاولت."
        
        "ربما يمكننا المحاولة مرة أخرى. هل يمكنني استعارة هاتفك؟"
        
        نظر إليها نظرة. "إيه، بالتأكيد،" تردد. "لكنني أشك في أنه سيعمل."
        
        أخرج هاتفه من جيبه. لدهشتها، كان أحد أحدث الهواتف في ذلك الوقت. حقيقة أنه يحتوي على شاشة لمس بدلاً من الأزرار المادية تعني أنه كان أغلى بكثير مما تملكه. فتح هاتفه الذكي ونقر على الشاشة قبل أن يعطيها إياه لفترة وجيزة. اتصلت ستيلا برقم هاتف خالتها وحاولت الاتصال بها. بعد فترة، هزت رأسها وأعادته إليه.
        
        "لا إشارة."
        
        زفر، متقاطعًا ذراعيه أمام صدره. "إذن نحن عالقون هنا حقًا."
        
        وقف الاثنان في صمت. نظرا إلى الغابة، غير متأكدين مما يجب فعله بعد ذلك. نظرت إليه. "بالمناسبة، ما اسمك؟"
        
        "إيه، اسمي إدموند،" أجاب. "وأنتِ؟"
        
        "أنا ستيلا،" قالت. مدت يدها. "سررت بلقائك."
        
        "سررت بلقائك أيضًا."
        
        تصافحا بإيجاز. كادت ترتجف عند لمس يده؛ كانت باردة نوعًا ما. بعد ذلك، سألته: "ومن أين أنت؟ بريطاني؟"
        
        "لا. فرنسي،" أخبرها، "وأنتِ...؟"
        
        "إيطالية."
        
        "آه. إذن هل أنتِ من أوبيدولا، أم..."
        
        "أنا من روما، لست من هنا."
        
        "فهمت."
        
        سمعوا صوت حفيف قادم من الغابة. ظهرت شخصية من الغابة، تطير بسرعة الرصاصة قبل أن تسقط أمامهما مباشرة. كان صبيًا: شعر قصير، فوضوي، بني شوكولاته؛ عيون واسعة، شابة، بنية اللون تتناسب مع وجهه المستدير والسمرة؛ وعلى الرغم من أنه لم يكن واقفًا، إلا أن ستيلا استطاعت أن ترى أنه كان أطول منها بقليل.
        
        "جون!"
        
        "إدموند؟" صاح الصبي.
        
        "هل تعرفان بعضكما؟" سألت ستيلا الاثنين، متفاجئة.
        
        "التقينا الأسبوع الماضي في ميلانو،" أجاب إدموند. أمسك بيد جون وساعده على الوقوف. وتابع: "جون، هذه ستيلا. ستيلا، قابل جون."
        
        "سررت بلقائك، جون."
        
        "سررت بلقائك أيضًا،" قال. تصافحا بإيجاز. ثم سأل: "هل رأيتما أحدًا يسحبني عندما كنت أطير إلى هنا؟"
        
        "لا. لقد تم سحبي أنا أيضًا إلى هنا بواسطة شيء ما،" أجاب إدموند.
        
        "أنا أيضًا،" قالت ستيلا.
        
        تبادل الثلاثة النظرات. لماذا يا ترى تم إحضارهم إلى هذا المكان المجهول؟ هل كان هناك شيء - أو شخص - يختبئ في مكان قريب؟
        
        "حسنًا، لقد تم سحبنا جميعًا نحن الثلاثة إلى هذا المكان المجهول. و- لا أعرف إذا كنت قد حاولت يا جون بعد - لا يمكننا الخروج من حيث أتينا. أعتقد أن شيئًا ما يحاول أن يقودنا إلى شيء ما،" قال إدموند.
        
        "لكن إلى ماذا؟ لا يوجد شيء هنا سوى الأشجار و..." كاد جون أن ينطق بشيء، لكنه توقف.
        
        "و؟" حثه على الاستمرار. لم يقل جون شيئًا. أشار إلى شيء خلف إدموند وستيلا.
        
        كان مبنى مهجورًا. كان لونه أبيض باهت، مع نباتات خضراء فاتحة تزحف على أعمدته وتشققات تظهر في جدرانه الأسمنتية. اقترب الثلاثة من المبنى القديم. لافتة ملطخة، بالكاد تلتصق بسلاسلها الصدئة، كشفت عن اسمه.
        
        مستودع الميناء القديم
        
        حدقت ستيلا في اللافتة لبعض الوقت. هل صادفت هذا الاسم من قبل؟
        
        "هل يجب أن ندخل؟" سألت ستيلا.
        
        "لدي شعور سيء حيال هذا،" أجاب إدموند.
        
        "لكننا هنا لسبب، أليس كذلك؟ أنا سأدخل أولًا،" قال جون. سار عدة خطوات أمامهما قبل أن يتوقف، ويستدير، ويعود إليهما. "لا يهم، أنتَ ادخل أولًا."
        
        مر الثلاثي من الأعمدة. كانت البوابات الأمامية للمبنى مغلقة بالمسامير ومغطاة بالألواح. لم يكن هناك سبيل للمرور من هناك. ساروا نحو الجانب الأيسر ووجدوا بابًا معدنيًا أصغر بكثير. لدهشتهم، كان مفتوحًا. مشوا بتردد داخل المبنى. بحث أحدهم عن مفتاح الإضاءة وقلبه. اشتعلت المصابيح واحدًا تلو الآخر؛ لم تكن ساطعة، لكنها لم تكن خافتة جدًا. لم يكن هناك سوى صناديق معدنية وهياكل تشبه الصناديق مغطاة بأغطية بيضاء. كانت الجدران بها شقوق وطلاء متقشر. نظر الثلاثة حولهم، محاولين معرفة لماذا تم توجيههم إلى المبنى.
        
        "انظر." أشار جون إلى درجتين. كانت الدرج الذي يؤدي إلى الطوابق العلوية مغلقًا بالألواح. بقي الآخر مفتوحًا ولكنه يؤدي إلى الطابق السفلي إلى غرفة مظلمة. ثم قال: "لن ننزل إلى هناك، أليس كذلك؟ لا بد أنه مظلم جدًا."
        
        "لا أريد النزول إلى هناك،" قال إدموند.
        
        "لكننا لا نستطيع الخروج من الغابة،" ذكرته ستيلا. "ربما يجب علينا، إيه، النزول أولًا والعثور على ما تريده القوة منا."
        
        تنهد. "يمكنكما الذهاب أولاً."
        
        تبادل جون وستيلا النظرات. أشار جون إلى الدرج برأسه. بتردد، قادت ستيلا الطريق. تبعها جون إلى الطابق السفلي بينما تبع إدموند الاثنان، ناظرًا فوق كتفه بين الحين والآخر. بمجرد وصولهم إلى الطابق السفلي، مر الأخير يده على الحائط، باحثًا عن مفتاح الإضاءة، ثم قلبه. اشتعلت الأضواء. بدا الطابق السفلي تمامًا مثل الطابق الأرضي، باستثناء أنه كان فارغًا بشكل أكبر. واصل الثلاثة السير ورأوا غطاءً أبيض يغطي شيئًا على الحائط. رفعه جون وشهق.
        
        "ما هذا؟" سألت ستيلا.
        
        "أعتقد أنه باب،" قال جون ببطء. سحب الغطاء الأبيض ليكشف عما وجده.
        
        ما كان أمامهم كان هيكلاً خشبيًا غريبًا عليه رموز غريبة محفورة. وعلى الرغم من أنه لم يكن يحتوي على مقبض أو مقبض أو أي طريقة واضحة لفتحه، إلا أنهم كانوا متأكدين من أنه مدخل من نوع ما. كانت بصمة يد سوداء فحمية مطبوعة في المنتصف، وفوقها كانت كلمة محفورة. قرأت ستيلا الكلمة في ذهنها لتكشف عن اسم مكان.
        
        أوترالمونديه
        
        "يا له من باب،" تمتمت ستيلا.
        
        "كيف تفتحه؟"
        
        "هل يجب أن نفتحها؟" سأل إدموند. ألقى نظرة سريعة على بقية الغرفة. "ربما القوة تريدنا فقط أن نجد الباب، والآن بعد أن وجدناه، دعونا نحاول العودة إلى المنزل الآن."
        
        استدار على عقبيه وبدأ طريقه إلى الدرج عندما سحبته قوة إلى الباب، وسحبته من حافة قميصه. نظر إلى الباب. "علينا فتحه."
        
        "ربما ندفعه،" قال جون، بينما بدأ يدفع الباب. لم يتحرك قيد أنملة.
        
        "دعني أساعد،" قال إدموند، بينما دفع هو وجون الباب معًا. لم يتحرك بعد. "ربما إذا دفعنا من جانب واحد فإنه سيدور،" اقترح بعد ذلك، واضعًا يديه على الجانب الأيمن من الباب. ما زال يرفض الفتح. لم يهم مقدار القوة التي طبقوها أو أي جانب دفعوه. ببساطة لن يتحرك.
        
        "ربما يمكننا سحبه."
        
        "لكن لا يوجد مقبض،" قالت، "فقط بصمة يد."
        
        "أي بصمة يد؟" سأل الصبيان في وقت واحد. حدقت ستيلا في منتصف الباب.
        
        "تلك البصمة،" أجابتهم، بينما وضعت يدها اليمنى عليها.
        
        فتح الباب على مصراعيه وظهر ضوء ساطع من الجانب الآخر.
        
         
        

        Pages

        authorX

        مؤلفون تلقائي

        نظام شراء