موصى به لك

الأقسام

الأفضل شهرياً

    رواية العائلة المالكة

    العائلة المالكة

    2025, سلمى إمام

    رواية تاريخية

    مجانا

    ولي العهد أبهيوداي في مملكة راكشاترا، شاب قوي ومخيف خسر ابتسامته بعد موت أمه وبيواجه أعداء كتير. أكبر أعدائه هم مراته أبوه (الملكة الحاكمة) وأخوه من أبوه، اللي بيحاولوا يتخلصوا منه عشان ياخدوا العرش. في مملكة تانية اسمها هريداي بورا، الأميرة كاليدني المدللة مخطوبة لأبهيوداي من وهما صغيرين. كاليدني تبدو رقيقة ولطيفة للكل، لكنها بتخبي شخصية مختلفة وأسرار محدش يعرفها. القصة هتدور حوالين صراع أبهيوداي المستمر ومحاولاته للبقاء على قيد الحياة، وعلاقته المعقدة بعيلته، وإزاي علاقته بالأميرة كاليدني هتتطور وهل هيقدروا هما الاتنين يتقبلوا بعض بشخصياتهم الحقيقية.

    أبهيوداي

    هو ولي عهد مملكة راكشاترا. شخصية قوية ومخيفة ومحترمة في نفس الوقت. بعد موت أمه وهو صغير، بقى قاسي ومقفول على نفسه. بيواجه محاولات اغتيال كتير وبيحارب أعداءه بنفسه. مشهور أوي،

    كاليدني

    هي أميرة مملكة هريداي بورا ومدللة أوي من عيلتها. مخطوبة لأبهيوداي من وهما أطفال. الناس كلها تعرف عنها إنها شاطرة في الطبخ والرسم والخياطة، لكن عندها أسرار ومواهب تانية مستخبية. في الأول، أبهيوداي بيشوفها ضعيفة.

    أورميلا

    هي مرات أبو أبهيوداي والملكة الحاكمة لراكشاترا. شخصية شريرة وطمعانة في العرش لابنها كوشال. هي اللي ورا محاولات اغتيال أبهيوداي المستمرة.
    تم نسخ الرابط
    رواية العائلة المالكة

    هو ولي عهد مملكة راكشاترا. كل الناس في المملكة كانوا بيخافوا منه وفي نفس الوقت بيحترموه. هو متدرب كويس أوي على كل أنواع التدريبات اللي المفروض ولي العهد ياخدها. فيه ناس كانت بتغير منه وبتحسده على موهبته وإنجازاته، خصوصًا مراته أبوه اللي هي الملكة الحاكمة. على الناحية التانية، الملك الحاكم اللي هو أبوه، كان دايماً صدره بيتنفخ فخر وهو بيفكر في ابنه. بس كل ما الملك يبص على ابنه وعينيه اللي مبتبينش حاجة، واللي بتخبي كره دفين جواها، كان بيتمنى لو يقدر يغير الماضي. ولي العهد اللي كان زمان طفل شقي وبريء، اضطر يحول نفسه لشخص قاسي بعد موت أمه. بس عمره ما سمح لمشاعره الشخصية إنها تأثر على شغله كولي عهد، وعشان كده هو مشهور بين كل الأميرات الملكيات في بهاراتفارشا كلها (الهند كلها اللي فيها ممالك مختلفة).
    
    هي الأميرة المدللة لمملكة هريداي بورا. أخوها وأبوها، اللي هما ولي العهد والملك، كانوا بينفذوا لها كل اللي هي عايزاه. اتدربت من صغرها إزاي تتصرف كواحدة ملكية مظبوطة، وخدت كل دروس الانضباط، وآداب القصر الملكي، وكمان دروس مالية عشان تعرف تدير شؤون القصر الداخلية اللي هيكون فيها الستات الملكيات. بناءً على تقييم المدرسين لأدائها، هي أكتر واحدة مرغوبة بين أمراء وممالك كتير، اللي بيدوروا على سيدة رقيقة وطيبة. بس هل هي فعلاً زي ما كل الناس فاكرة؟ ولا ليها جانب تاني مستخبي عن العالم؟
    
    الاتنين دول مخطوبين لبعض من وهما صغيرين، بناءً على قرار أهلهم. ودلوقتي لما كبروا، هل هو هيتقبلها؟ هل هيشتهيها؟ هو عمره ما حب الستات اللي بتستسلم بسهولة واللي دايماً بتفكر بقلبها بدل عقلها لما بيكون مطلوب منها تفكر. بالنسبة له، دول ناس ضعيفة. في الآخر، ده كان السبب في إن أمه مبقتش موجودة في الدنيا دي. وده خلاه يقفل على قلبه.
    
    أول انطباع سابته فيه كان هو هو نفس الانطباع اللي مبيحبوش أبداً. ضعيفة.
    بس هل هي فعلاً ضعيفة؟
    
    أول انطباع سابه فيها إنها شخص ملوش قلب. بس هل هو فعلاً ملوش قلب؟
     
    -----------
    
    
    
    سلالة راكشاترا
    المملكة - راكشاترا
    
    أبهيوداي (معناها - الشمس المشرقة):
    
    ولي العهد (يوفراج) بتاع راكشاترا. عنده 20 سنة.
    مخطوب من وهو صغير.
    لما كان عنده 12 سنة، خسر أمه وكمان خسر ابتسامته.
    فيريندرا:
    
    الملك الحاكم بتاع راكشاترا وأبو يوفراج أبهيوداي.
    عنده ولدين وبنت واحدة.
    عنده ميل شوية لابنه الأولاني أبهيوداي بسبب إحساسه بالذنب، وكمان عشان أداء ابنه الممتاز وسمعته الكويسة بين العلماء والرعية على حد سواء.
    تشاندريا:
    
    كانت الزوجة الأولى للملك فيريندرا وملكة راكشاترا لحد ما ماتت.
    يوفراج أبهيوداي هو ابنها.
    أورميلا:
    
    مرات أبو يوفراج أبهيوداي، والزوجة التانية للملك فيريندرا والملكة الحاكمة بتاع راكشاترا.
    عندها ولد وبنت واحدة.
    كوشال:
    
    أخو يوفراج أبهيوداي من الأب (الأخ غير الشقيق).
    نيتارا:
    
    أخت يوفراج أبهيوداي من الأب (الأخت غير الشقيقة).
    سلالة دايا
    المملكة - هريداي بورا
    
    كاليدني (معناها - الشمس):
    
    أميرة هريداي بورا. عندها 17 سنة.
    عندها أسرار ومواهب خاصة بيها.
    بس كل اللي العالم يعرفه عنها هو مهاراتها في الطبخ والرسم والخياطة.
    أودايان:
    
    الملك الحاكم بتاع هريداي بورا وأبو الأميرة كاليدني.
    عنده ولد واحد، هو ولي العهد، وبنت واحدة، اللي هي كاليدني، من زوجته الأولى.
    عنده ولاد تانين من زوجاته التانيين.
    ماثورا:
    
    الملكة الحاكمة بتاع هريداي بورا والزوجة الأولى للملك أودايان.
    أم يوفراج براتام والأميرة كاليدني.
    براتام:
    
    يوفراج هريداي بورا والابن الأول للملك والملكة.
    الأخ اللي بيحمي كاليدني.
    
    ------------
    
    
    
    
    راكشاترا
    كان لسه الصبح بدري، والخدم في القصر كانوا خلاص بدأوا شغلهم في الأماكن المخصصة لهم. قصر العيلة المالكة في راكشاترا، اللي متوزع على مساحات كبيرة من الأرض، متأمن بأسوار ضخمة ارتفاعها حوالي 12 قدم، وبتفضل مقفولة دايماً، ماعدا وقت "محكمة الناس العادية"، لما الناس العادية بيُسمح لهم يقابلوا الملك ويعرضوا مشاكلهم وطلباتهم ويطلبوا العدل مباشرةً في المحكمة.
    
    القصر الواسع كله مصمم على شكل دائري وفيه مساحة كبيرة بين القصر والأسوار، والمساحة دي بيستغلوها في حاجات مختلفة زي التدريب اليومي على القتال، واسطبلات الخيل، وجنينة واسعة. الجنينة موجودة قدام القصر، واسطبل الخيل على جنب، أما المبنى الخاص بالتدريب على القتال ومخزن الأسلحة فمبني ورا القصر وبيسموه "شاسترا شالا" (مكان الأسلحة).
    
    فيه غابة كبيرة ورا سور القصر، والغابة دي مفصولة عن الـ"شاسترا شالا" بالسور ده بس. كل الوزراء المهمين وقائد الجيش، مع عائلاتهم، عايشين في العاصمة بتاعة راكشاترا، في حين إن فيه زعماء معينين بيهتموا بشؤون الأقاليم جوه راكشاترا.
    
    في القصر، راجل لابس "دوتي" من الحرير و"أنجافاسترا" (حتة قماش طويلة بتتحط على كتف واحد من الجزء العلوي من الجسم) مع كام زينة دهب مزينة الجزء العلوي من جسمه، راح لمعبد شيفا. وقف قدام الـ"شيفلينج" (شكل من أشكال تمثال الإله شيفا) وصلى لكام ثانية قبل ما يبص حواليه يدور على حد. ولما ملقاش حد تاني، طلع بره المعبد وسأل الحرس الواقفين بره، "فين يوفراج أبهيوداي؟".
    
    الحرس بلغوه، "الجنرال الصغير، يوفراج خلص خلاص طقوس الصلاة بتاعة الصبح ونزل للسرداب اللي تحت الأرض". القصر مكون من دورين وسرداب تحت الأرض، السرداب ده هو سجن للمتهمين قبل ما القضية تتحل. أول ما يصدر الحكم، المتهمين اللي تثبت إدانتهم بيتبعتوا للسجن الكبير اللي مبني في الجانب الشرقي من العاصمة، بعيد عن الناس.
    
    الدور الأرضي من القصر فيه أكتر حاجة المحكمة الملكية، أوضة الصلاة (بوجا) المشتركة اللي فيها تماثيل على شكل بني آدمين للإله شيفا والإلهة بارفاتي، وكمان فيه كام قاعة ممكن يتعمل فيها احتفالات. والدور اللي فوق هو اللي عايش فيه أفراد العيلة المالكة وولادهم. الدور ده مقسم لأربع أجنحة، شرقي، غربي، شمالي، وجنوبي. الجناح الشمالي والجنوبي فيه كل واحد فيهم غرفتين للملك مع ملكته، ويوفراج (ولي العهد) مع يوفراجني (ولية العهد) على الترتيب. الزوج والزوجة ممكن يعيشوا سوا في أوضة واحدة أو كل واحد في أوضته، مع العلم إن الأوضتين بيكونوا متوصلين بحمام مشترك بينهم للاستخدام العام.
    
    في حالة يوفراج أبهيوداي، هو صمم أوضة صلاة خاصة في الجناح بتاعه، ومحدش تاني يقدر يدخلها من غير إذنه. أما الجناح الشرقي فهو للولاد اللي هيكون ليهم أوض منفصلة، والجناح الغربي هو للزوجات التانيين للملك، ويوفراج، والذكور التانيين من العيلة المالكة، اللي هيكون ليهم أوضة بحجم عادي مقارنة بالزوجات الأساسيين اللي معاهم ألقاب. جنب الزوجات التانيين، هيكون فيه كمان جواري لترفيه الذكور من العيلة المالكة، بس البنات دول مش هيكون ليهم أوض منفصلة. في حالة إن أي بنت منهم اتنادت عشان تقضي ليلة مع شخص ملكي، ساعتها هيروحوا لأوضة الشخص ده.
    
    الجنرال الشاب اللي اسمه بارث، راح ناحية السرداب يدور على صاحبه بتاع الطفولة ومستقبل الملك، يوفراج أبهيوداي. هو عارف كويس أوي صاحبه ده، إن الأخير مبيفوتش صلاته بدري الصبح. والنهاردة شكله كده صاحبه صحي بدري أوي. وهو في نص السكة للسرداب، شاف شخصية راجل ضخمة جاية ناحيته، ووقف مكانه على طول.
    
    لما الشخصية قربت، بارث اتنهد وهو بيشوف صاحبه المتعور وعليه دم. "يوفراج، إيه اللي حصل عشان تنزل السرداب بدري كده الصبح؟"، سأل بارث صاحبه أبهيوداي، اللي مكملش وقوف وماشي ناحية أوضته. وبارث مشي وراه لحد أوضته هو كمان عشان ياخد إجاباته. لما الاتنين وصلوا لأوضة يوفراج، أبهيوداي قلع الهدوم اللي فوق اللي كانت قطن بسيط ومريحة للنوم، وراح ناحية مكان الاستحمام. بارث بص على الهدوم اللي عليها دم على الأرض واتنهد تاني وهو بيبص على صاحبه، اللي بيبقى ساكت ومبيتكلمش لما بيتعصب. بارث كان خلاص عرف إيه اللي ممكن يكون حصل.
    
    أخيراً طلع أبهيوداي بعد ما أخد حمام منعش مرة تانية، وبص على صاحبه اللي لسه مطلعش من أوضته. بارث ده صاحبه بتاع الطفولة اللي كان جنبه في الحلوة والمرة، وقت أصعب وأضعف فترة في حياته. بارث سأل، "مرة تانية قاتل مأجور؟ هما مبيتعبوش ولا إيه؟ يعني إزاي لسه عندهم الحماس ده حتى بعد مئات المحاولات الفاشلة؟".
    
    لما تبص على شكل وشوش بارث وهو بيتكلم عن الناس دي، أي حد كان هيضحك أو على الأقل يبتسم ابتسامة خفيفة، بس مش أبهيوداي. أبهيوداي ببساطة هز راسه لبارث عشان يأكد له افتراضاته. "نعمل إيه دلوقتي؟ هو حتى لسه عايش؟"، استفسر بارث. أبهيوداي رد عليه، "هو عايش. وأنت عارف إحنا بنعمل إيه في العادي". بارث ابتسم وقال، "طبعاً، هدف تاني لتدريبنا على الرماية". بعد كام محاولة اغتيال أولانية، الملك سمح ليوفراج بالكامل إنه يتعامل معاهم لوحده، بما إنه كده كده بيصطادهم متلبسين. بس كل الناس بتلاقي الموضوع ده غريب، إزاي القتلة المأجورين بيدخلوا جوه قصر مؤمن أوي كده؟ الملك شك في مساعدة من حد جوه القصر، وأمر مرة بتفتيش كل واحد في القصر وتفتيش كل أوضة بدون استثناء. بس برضه ملقيوش حاجة.
    
    في الـ"شاسترا شالا"، أبهيوداي وبارث خلصوا تدريبهم على الرماية، والجثة اتشالت من قبل الحرس، وبارث راح معاهم عشان يتخلصوا من الجثة. في اللحظة دي الأمير التاني كوشال جه المكان. "سمعت عن القاتل المأجور دلوقتي حالا. أنت كويس يا أخويا؟"، سأل كوشال يوفراج أبهيوداي. في حين إن دي الكلمات اللي طلعت من بقه، الأفكار اللي في دماغه كانت مختلفة عن اللي قاله دلوقتي. أبهيوداي بص في عينيه ورد بوش ملوش تعابير، "أنا كويس. أنت مش محتاج تقلق عليا".
    
    كوشال هز راسه، بس بعدين أبهيوداي ضاف، "وأنا قولتلك كذا مرة إنك تقولي يوفراج. مش أي علاقة". كوشال كان لسه هيعتذر بس أبهيوداي وقفه بإشارة بإيده وقال، "خلي بالك من زلة لسانك. بتحصل كتير أوي لدرجة إن ممكن صبري ينفد في وقت من الأوقات". ده حصل كذا مرة لدرجة إن أبهيوداي بقى عارف هو هيقول إيه كاعتذار. بارث جه في نفس اللحظة وقال، "أبهيوداي، ده وقت نراجع فيه تدريب الجنود بتوعنا". أبهيوداي هز راسه لصاحبه اللي عنده الحق يناديه باسمه. أبهيوداي هز راسه وراح عشان يشرف على تدريب الجنود والناس اللي عايزة تبقى في الجيش اللي لسه في سن المراهقة.
    
    بعد ما الصاحبين مشيوا، كوشال قفل إيده جامد (قبض على إيده) وتمتم وهو قافل فكه، "في الوقت اللي بيسمح لصاحبه الخادم ده يناديه باسمه، هو مبيسمحليش أناديه يا أخويا. كأن أنا الخادم والكلب الوفي ده هو الملكي. أبهيوداي، هييجي يوم وهتترجاني فيه للرحمة ومش هكون رحيم". بعد ما تمتم بالكلام ده، ساب الـ"شاسترا شالا" عشان يقابل أمه.
    
    كوشال، على الرغم من إنه أمير متدرب وخد نفس التدريب اللي يوفراج أبهيوداي خده تحت نفس المعلم (جورو)، هو كسول شوية إنه يتدرب كل يوم. راح ناحية أوضة أمه في الجناح الشمالي، اللي جنب أوضة أبوه، عشان يناقشوا خططهم الفاشلة والخطوات اللي جاية. لما وصل قريب من جناح أمه، قدر يسمع صوت أمه المتعصبة وهي بتزعق لكام وصيفة عشان الميك أب بتاعها مش كويس. قلّب عينيه من صوت أمه العالي اللي كان سامعه حتى من بره الأوضة. وبعدين وصيفة راحت تبلغ أمه بوصوله.
    
    بعدين دخل الأوضة، وبعد ما دخل، أمه أصدرت أوامر بالخصوصية والوصيفات كلهن خرجوا. هو سأل أمه، "يا أمي، متحطيش غضبك ده على الوصيفات الغلابة". غضب أورميلا مهدأش بس هي بصت له بغضب بس. الاتنين فضلوا ساكتين شوية وبعدين هو سأل، "هتعملي إيه دلوقتي يا أمي؟ ليه مبتبعتيش قتلة مأجورين تاني حتى بعد ما فشلتي كذا مرة؟".
    
    أورميلا بصت لابنها بغضب وقالت، "هو أبوك ده بيصغر؟ ولا أبهيوداي ده لسه عيل عشان أقدر أخلص منه بسهولة؟ زمان كانت أمه عايشة وكان ليها تأثير قوي على أبوك لدرجة إني مجرأتش أعمل أي خطوة عشان أقتله. أول ما قدرت أسيطر على أبوك وأمه ماتت، هو كان خلاص بقى مراهق وعلى طول راح الـ'جوروكول'. وأنت عارف كويس أوي الـ'جوروكول' بتاعكم ده متأمن إزاي. حتى الدبانة مبتدخلش من غير ما المعلم بتاعكم يعرف. ولما رجع، كان محارب. ودلوقتي بقى محدش يقدر يهزمه. أنا يائسة إني أشيل العقبة الوحيدة اللي بينك وبين العرش. لو هو مبقاش موجود، مش هنحتاج حتى نستنى أبوك يسلم العرش".
    
    كوشال عارف عن دهاء أمه وشرها طول الوقت. فعادي يعني إنها بتتكلم عن التخلص من أبوه اللي هو الملك الحاكم. في نفس اللحظة، الأم والابن سمعوا الإعلان من الحارس إن الملك جاي ناحية الأوضة. الاتنين بقوا مصحصحين وحسوا إنهم محظوظين إنهم كانوا بيتكلموا بصوت واطي.
    
    الملك دخل وابتسم لمراته وقال، "كويس إنكم أنتم الاتنين هنا. جيت أبلغكم إننا محتاجين نسافر الأسبوع الجاي لـ'هريداي بورا'. أنا بسلم لك كل مسؤوليات الجواز. فعشان كده متوقعش أي مشاكل في الجواز". أورميلا هزت راسها على كلامه بابتسامة رقيقة ردها الملك. الملك بص لابنه وسأل، "ليه مش بتتدرب في الـ'شاسترا شالا' في الوقت ده؟". كوشال بدأ يتلجلج، "يا... يا أبويا، أ.. أنا... أنا" لما أورميلا جت تنقذه وقالت، "أنا اللي ناديته ييجي هنا".
    
    الملك هز راسه ومشي من هناك. الأم والابن اتنهدوا براحة، بس وش كوشال بقى شكله وحش لما افتكر المحاضرات المستمرة اللي بيسمعها من أبوه عن إنه يتعلم من أخوه.
    
    على الناحية التانية، وهو ماشي ناحية المحكمة، الملك فيريندرا فكر في ابنه الأكبر أبهيوداي وحس بالحزن. ليه حياة ابنه في خطر باستمرار؟ في وقت من الأوقات، حتى فكر إن ممكن تكون أورميلا أو كوشال هما اللي بيعملوا كده، بما إنهم أقرب ناس هيستفيدوا لو أبهيوداي مات. وبدأ يراقب نشاطاتهم من خلال حرسه الموثوق فيه، بس ملقيش أي حاجة مريبة حتى بعد هجوم تاني. فسيب الفكرة دي ومقدرش غير إنه يشدد الأمن في القصر وكمان على الحدود عشان يحاول يحمي ابنه اللي مصر على إنه مش عايز أي مساعدة منه. هو بس بيتمنى لو يقدر يسمع ابنه الأكبر بيناديه "يا أبويا" مرة تانية بدل ما يناديه "يا ملك". ساب كل الأفكار دي وراح عشان يكمل شغل المحكمة.
    
    

    قرية المغامرين.. ونداء النار - الفصل الثالث من أسطوره من الرماد

    قرية المغامرين.. ونداء النار

    2025, خالد سعود

    فانتازيا

    مجانا

    وصل خالد إلى قرية المغامرين "ضراس" بحثًا عن ملاذ آمن ومعلومات، مسترشدًا برسالة من خادمه الراحل سيف تخبره بمخبأ للنقود. في القرية، يتعرف على بعض تصنيفات المغامرين ويقابل "عبد الرحمن رمح العاصفة" الذي يثير فضوله. يبدأ خالد رحلة البحث عن أخيه المفقود بالتوجه إلى فرع منظمة "عين الصقر" السرية، بينما في مكان بعيد، يستعد "سلطان التنين الأحمر" لمواجهة شر قديم يهدد القارة بناءً على تحذير من "إمبراطور الشمال".

    خالد آل سعدون

    يبدو أنه في موقف فرار أو اختفاء، ويتبع تعليمات من خادمه الراحل سيف. يبدأ رحلة البحث عن أخيه المفقود.

    سيف

    خادم خالد المتوفى، ترك له رسالة ومخبأً للنقود في قرية ضراس، مما يدل على تخطيطه وحرصه على خالد.

    عبد الرحمن (رمح العاصفة)

    مغامر ذو مستوى عالٍ ("خبير" حسب تصنيف القلادة الفضية)، يتمتع بهيبة وقوة ملحوظة، ويبدو متجهزًا لمواجهة الشر. كلماته تثير تساؤلات لدى خالد حول طبيعة المغامرة.
    تم نسخ الرابط
    أسطورة من الرماد

    الفصل الثالث: قرية المغامرين… ونداء النار ملاحظة مهمة:: تستوحي هذه الرواية أسماء بعض المواقع الجغرافية في المملكة العربية السعودية، لكنّها تعيد تصويرها في إطار خيالي بحت لا يعكس واقعها الحالي أو التاريخي، بما يتناسب مع السياق الدرامي للعمل." بعد أن وصل خالد إلى قرية ضراس، نظر حوله بهدوء. كانت القرية تقع بين الغابة العظيمة التي تُعدّ إحدى المناطق الأربعة المحظورة، وعلى الجهة الأخرى وعلى بُعد أسبوعٍ من المسير، تقع إمبراطورية الرياض، إحدى أعظم إمبراطوريات القارة. كانت ضراس نقطة جذبٍ للكثير من المغامرين، لاقترابها من الغابة العظيمة ومرور العديد من القوافل والتجار بها. وقد اختارها خادمه سيف بعناية، ليس فقط لكونها قرية يعيش فيها المغامرون ويوجد فيها فرع من منظمة المغامرين، بل لأنه يدرك أن مملكة القصيم لا تستطيع مطاردة خالد هنا، فهذه الأرض تقع تحت حماية المنظمة المغامرون، وأي تدخلٍ من قوى خارجية قد يشعل صراعًا لا أحد يريده. خالد (يكلم نفسه): “هل هذه الورقة من سيف؟” فتحها ببطء، وكانت الكتابة بخطٍ مألوف: “هناك كوخ مهجور في زقاق خلف دار المسافر. في زاوية الكوخ طاولة خشبية، تحتها لوح أرضي. أبعد اللوح، وستجد صندوقًا صغيرًا… فيه نقود. كنت متوقع أن مغامرة ما قد تجبرك على الاختفاء يومًا ما، واخترت ضراس لتكون ملاذك.” طوى خالد الورقة بصمت، وسار بخطوات هادئة نحو دار المسافر. لم يتوقف، بل انعطف مباشرة إلى الزقاق الضيق خلفها. توقف أمام كوخٍ متهالك، نظر إليه لثوانٍ ثم همس: خالد: “هذا هو الكوخ…” مدّ يده إلى المقبض الصدئ، فصدر عن الباب صرير طويل مزّق سكون الزقاق. دخل الكوخ، فاستقبلته رائحة الغبار والعفن، فتسارعت أنفاسه وكتم أنفاسه للحظة، ثم سعل قليلًا وهو يلوّح بيده في الهواء: “كح… كح… منذ أشهر فقط… ومع ذلك يبدو كأنه منذ سنوات.’"* خطا على الألواح الخشبية بصوتٍ خافتٍ متردد، وكل خطوة تُصدر طقطقة خفيفة تكسر الصمت المهيب. عيونه مسحت المكان حتى استقرت على الطاولة. اقترب، ومد يده ليسحبها جانبًا. أصدرت الطاولة صوت احتكاك مزعج وهي تنزلق. تحتها، كان هناك لوح خشبي مميز. ركع، ورفعه بحذر… ليكشف عن صندوق صغير. فتحه ببطء، فظهر كيس من النقود الذهبية، أمسكه، ووقف بثبات. سكت لحظة، ثم قال بصوتٍ غاضبٍ هادئ، ودمعة خفية تهبط من عينه: خالد: “سيف… ستأكد أنني سأجعلهم يدفعون الثمن. شدّ الكيس في حزامه، ثم سار نحو دار المسافر، المكان الوحيد في القرية كانت خطواته بطيئة وهادئة، وعقله غارقًا في التفكير. فتح الباب، فاستقبله صخب الأحاديث، وارتفاع الأصوات، وضحكات متناثرة هنا وهناك. لكنه لم يُعرها اهتمامًا. توجه مباشرة نحو صاحب الدار، وقال: – “أعطني كأسًا من الماء.” ابتسم صاحب دار وقال: – “حسنًا، لكن… لا أظن أنني رأيتك من قبل، هل أنت مغامر؟” أجاب خالد بهدوء: – “لست كذلك. ولماذا تسأل؟” – “لأن معظم من يمر بهذه دار هم مغامرون. يعتبرونها محطة للراحة قبل دخول الغابة أو السفر نحو الجنوب—” قاطعه خالد بنبرة باردة: – “كفى حديثًا. لست في مزاج يسمح لي بالكلام. فقط أعطني الماء.” وقبل أن يُكمل دار صخبها، دخل رجل غريب. ساد الصمت فجأة، وكأن دار تجمّدت. ملامحه هادئة، عيناه حمراوان كأنهما اعتادتا رؤية الدم، يحمل رمحا على ظهره، لكنه كان يُشع رهبة. همس أحد الجالسين: – “هل تعرف من هذا؟” رد آخر: – “نعم… إنه عبد الرحمن، المغامر رمح العاصفة. يُقال إنه خصم لا يُستهان به… ويحمل قلادة فضية.” رفع أحد الجالسين في الزاوية رأسه وقال بصوت منخفض: – “القلادة الفضية؟ يعني خبير على الأقل.” ثم تابع وكأنه يُلقي درسًا لحضور غير مرئي: – “تنقسم قلادات منظمة المغامرين حسب مستوى القوة: –المتدرب (عادي، متوسط، ذروة):قلادة حديدية. -المقاتل (عادي، متوسط، ذروة):قلادة برونزية. -الخبير (عادي، متوسط، ذروة):قلادة فضية. -السيد (عادي، متوسط):قلادة ذهبية. سيد الذروة: قلادة بلاتينية – “ثم هناك مستوى التنوير… قلادته بلاتينية منقوش عليها كلمة (أسطوري)، ويحملها عدد قليل من المغامرين القدماء. سكت للحظة، وأخذ نفسًا عميقًا، ثم قال بنبرة منخفضة: – “أما الغير مقيد… فيُقال إن قلادته تحمل رمز سيفين ونخلة!!!. ويُشاع أنها صُنعت من معادن نيزكٍ سقط في القارة قبل خمسة قرون… معادن نادرة لا مثيل لها. ويُقال إن من يحمل هذه القلادة الآن… هو القائد الأعلى لمنظمة المغامرين فقط. استمع خالد بصمت، يحاول أن يستوعب هذا العالم الجديد الذي دخل إليه لتوّه… جلس عبد الرحمن بصمت في الزاوية، وقال لصاحب دار: – “أعطني كأسًا من القهوة.” رد صاحب دار: – “حسنًا.” سأل خالد بصوت منخفض: – “هل هو ممتع… أن تكون مغامرًا؟” أجابه عبد الرحمن دون أن يلتفت: – “لا متعة في هذا العالم… إلا إذا استطاع سيفي أن يُبيد كل ما هو شر فيه.” ثم وقف وقال وهو يبتعد: – “جرّب أن تصبح مغامرًا… وستفهم.” بقيت كلمات عبد الرحمن تتردد في ذهن خالد… مغامر؟ في صباح اليوم التالي، وبعد أن استأجر غرفة صغيرة، نزل خالد إلى أسفل الدار وسأل صاحبها: – “هل يوجد فرع لمنظمة عين الصقر في ضراس؟” تلفّت صاحب دار يمينًا ويسارًا، ثم اقترب وهمس: – “منظمة عين الصقر؟ أنت لا تعبث، أليس كذلك؟” أومأ خالد برأسه. قال صاحب دار: – “تلك المنظمة ليست كأي جماعة. إنها شبكة استخباراتية واسعة تمتد في جميع أنحاء القارة. لديهم عيون في كل مكان… في قصور الملوك، غرف القادة، وحتى وسط الجيوش. يعرفون ما لا يعرفه أحد.” سكت لحظة ثم قال: – “لكن… في هذا العالم، لا شيء مجاني.” لم يعلّق خالد، بل أخرج بعض النقود من جيبه ووضعها على الطاولة أمامه بهدوء، ثم رفع عينيه نحو صاحب الدار. عندها، قال صاحب الدار بنبرة أقلّ جفاءً: – “إذا خرجت من الدار، امشِ للأمام، ثم خذ أول منعطف يمين. ستجد بيتًا متهالكًا. قل عند بابه: صقر نسر صقر. سيفتح لك أحدهم الباب. اتبع خالد التعليمات، حتى وصل إلى البيت المقصود. وقف أمام الباب وقال: – “صقر نسر صقر.” فُتح الباب على يد رجل مغطى وجهه بقطعة قماش بيضاء، وقال بهدوء: – “ادخل.”

    ما إن خطا خالد إلى الداخل حتى شعر بأن الفضاء من حوله يتحرّك… الهواء تغيّر، والضوء تلاشى للحظة، وكأن العالم نفسه التوى. في ومضة، وجد نفسه في مكان مختلف… كانت مصفوفة وهمية قد نُشّطت دون أن يشعر، ونقلته إلى ممرٍ طويلٍ يمتد أمامه بهدوء مخيف. في نهاية الممر بابٌ خشبيّ قديم، وعلى جانبيه، صفّان من الصقور والنسور الحقيقية تقف فوق أعمدة حجرية، تراقبه بصمت وكأنها حراس هذا المكان. لم يُسمع في الممر سوى وقع خطواته البطيئة، وكلما اقترب من الباب، ازداد شعوره بأنه يقترب من شيء غير عادي… حتى وصل إلى غرفة صغيرة يجلس فيها رجل هادئ، يكتب شيئًا على ورقة. كان مدير فرع ضراس لمنظمة عين الصقر. قال الرجل دون أن يرفع رأسه: – “ادفع، ثم قل ما تريد.” قدّم له خالد مبلغًا من الذهب وقال: – “أبحث عن أخي محمد، عمره ستة عشر عامًا. اختفى في مملكة القصيم. تجنب خالد ذكر اسمه الكامل أو هويته الحقيقية. رفع الرجل نظره للحظة، ثم قال بهدوء: – “تعال بعد شهر. ولا تُضيع وقتك بالذهاب إلى فروع أخرى… نفس الجواب ستسمعه منهم.” رد خالد: – “حسنًا. في نفس الوقت: في الجهة الأخرى من القارة، بعيدًا عن قرية ضراس… تغوص الشمس في الأفق خلف كثبان رملية لا نهاية لها. تلك الأرض لا تعرف الرحمة، ولا تعترف بالحياة. إنه الربع الخالي، أحد المناطق الأربعة المحظورة، وأشدّها خطرًا. أرضٌ خالية من البشر، تعجّ بمخلوقات لا تُذكر إلا في الأساطير، وتُقال عنها القصص لتحذير المغامرين الطائشين. الرمال فيها تبتلع كل من تطأ قدمه أرضها، في عمق تلك الصحراء، عند سفح جبلٍ عظيم يُعرف باسم سروات النار، كان هناك رجل يسير وحده. خطواته ثابتة، نظرته هادئة، وملامحه باردة كالثّلج. هيبته تكفي لتجميد الهواء من حوله، وسيف عريض معلّق على ظهره. تحيط به طاقة كثيفة، حتى إن حرارة المكان كانت تتبخّر من وجوده. وقف أمام الجبل، ثم رفع رأسه نحو القمة. “كان هناك، على قمة الجبل، رجلٌ بهيئة بشر… لكن الهالة النارية التي تحيط به، والعينان المشتعلتان، تخبران كل من يراه أنه ليس إنسانًا. إنه سلطان،التنين الأحمر ، أحد أقدم الكائنات على وجه القارة، قفز سلطان من قمة الجبل، ليهبط أمام الرجل القادم بصمت، كأن الأرض احتوته دون صوت. قال سلطان بنبرة احترام: – “لماذا يأتي شخصٌ بمكانتك إلى هذا المكان، يا إمبراطور الشمال… سعود بن تركي؟” رد تركي بصوت هادئ، وعيناه تُحدّقان في الأفق: – “جئت لأخبرك أن هناك تحرّكًا لأحد ملوك الشر. تعلم جيدًا ما حدث قبل ثلاثة قرون… ولا نريد أن يتكرر.” ساد الصمت لحظة، ثم ابتسم سلطان، وحرارة جسده بدأت بالتصاعد: – “إذًا… يبدو أن وقت السكون قد انتهى. سأذهب بنفسي لألقي نظرة.” نهاية الفصل

    رواية عاصفة النار: إرث الأمل

    عاصفة النار: إرث الأمل

    2025, محمد السيد

    فانتازيا

    مجانا

    يجد الأمير الشاب شهاب نفسه في مواجهة مؤامرات خفية وعاصفة نارية تهدد عرشه وإمبراطوريته. تتصاعد الأحداث مع اكتشاف خيانة غير متوقعة من أقرب الناس إليه، مما يدفعه للبحث عن الحقيقة وكشف الأسرار المظلمة التي تحيط بمملكته. في رحلة محفوفة بالمخاطر، يتعاون مع ساحرة غامضة ويواجه قوى شريرة تسعى لتقويض استقرار البلاد، ليجد نفسه في صراع ملحمي من أجل استعادة النور والأمل لمملكته الممزقة.

    الأمير شهاب

    وريث العرش، يواجه مؤامرات وعواصف تهدد مملكته، يسعى لكشف الحقيقة وحماية إمبراطوريته.

    الملكة أماليا:

    والدة الأمير، شخصية قوية وغامضة، تكشف الأحداث عن دوافعها المعقدة وولائها للإمبراطورية.

    الجنرال رفيق

    قائد الجيش، مستشار أمين للأمير، يسانده في مواجهة التحديات.
    تم نسخ الرابط
    رواية عاصفة النار: إرث الأمل

     الفصل الأول - بداية العاصفة
    
    	
    كان الأمير شهاب جالساً على عرشه في قصر الإمبراطورية، تأمل بهدوء في الحدائق الخضراء المحيطة به. على الرغم من كل ما يتمتع به من ثروة وسلطة، إلا أنه لم يشعر بالارتياح. كان قلقًا بشأن مستقبل إمبراطوريته التي ورثها عن والديه. دخلت الملكة أماليا إلى الغرفة بخطوات حازمة، وجهها محمر من الغضب. "ما هذا الذي سمعته عن مؤامرة ضدك؟" سألت بصوت مرتفع. شهاب تنهد بثقل. "لا أعرف التفاصيل بعد، ولكن الجنرال رفيق قد أشار إلى وجود شائعات عن خيانة محتملة."
    ازداد غضب الملكة. "هذا لا يمكن أن يكون صحيحًا! نحن أسرة الإمبراطور، كيف يجرؤ أحد على التخطيط ضدنا؟" "لا أعرف، أمي. لكن علينا التحقيق في الأمر بحذر. لا نريد أن نتسرع في اتخاذ أي إجراءات قد تؤدي إلى مشهاب من الفوضى." في هذه اللحظة، دخل الجنرال رفيق إلى القاعة بوجه قلق. "جلالة الملك، هناك أخبار مقلقة. ظهرت عاصفة نارية في الأفق، وتتجه نحو المدينة." شهاب ونظر إلى الخارج من النافذة. في الأفق، كان يرى سحابًا من اللهب يتحرك بسرعة نحو القصر. شعر بالخوف ينتابه. "هذا لا يمكن أن يكون مجرد صدفة. هناك قوى شريرة تتربص بنا." الملكة أماليا قطبت جبينها. "هذا الأمر أخطر مما كنا نتوقع. علينا أن نتخذ إجراءات فورية لحماية المدينة والشعب." رفع شهاب يده مشيرًا إلى الجنرال. "رفيق، أرسل فورًا رسل إلى جميع أنحاء الإمبراطورية. اطلب من الجيش التحضير للدفاع عن المدينة. وأنت، أمي، اجمعي المستشارين على الفور. يجب أن نناقش هذا الخطر الجديد." ابتسم الجنرال بثقة. "على الفور، جلالة الملك." ثم انصرف بسرعة. بقيت الملكة أماليا وشهاب وحدهما. نظرت إليه بحدة. "هذا الأمر خطير جدًا. لا أعرف ما إذا كان بإمكاننا التصدي لهذه التهديدات." شهاب رفع رأسه بشجاعة. "لا بد أن نحاول. إن لم نفعل، فسوف تسقط إمبراطوريتنا. لا أستطيع السماح بذلك." ابتسمت الملكة بفخر. "لقد ترعرعت لتصبح قائدًا حكيمًا. سأفعل كل ما في وسعي لمساعدتك." في هذه اللحظة، دخل الجنرال رفيق مرة أخرى، وجهه محمر من الجهد. "جلالة الملك، قد بدأت القوات بالتحرك للدفاع عن المدينة. ولكن هناك تقارير مقلقة عن هجمات في المناطق النائية." شهاب تنهد بقلق. "هذا يؤكد أن هناك قوى خفية تحرك الأمور من الخفاء. علينا أن نكتشف الحقيقة وراء هذه الأحداث." الملكة أماليا أمسكت بيد ابنها. "لا تقلق، سنتغلب على هذا التحدي معًا. لقد مررنا بأوقات عصيبة من قبل، ولكننا نجونا دائمًا." نظر شهاب إلى والدته بثقة متجددة. "نعم، أمي. لن أستسلم بسهولة. سأبذل قصارى جهدي للدفاع عن إمبراطوريتنا." في هذه اللحظة، ظهرت العاصفة النارية في سماء المدينة، تلقي بظلالها المخيفة على القصر. شهاب شعر بالقلق يسري في أوصاله، ولكنه تمسك بعزمه. كان مصمماً على مواجهة هذا التهديد الجديد بكل ما أوتي من قوة الفصل الثاني - البحث عن الحقيقة
    بعد أن أدرك الأمير شهاب خطورة الوضع الذي تواجهه إمبراطوريته، قرر أن لا يبقى في قصره وينتظر الأحداث. فقد أدرك أن هناك مؤامرة تحاك ضده، ويجب أن يقوم بالبحث عن الحقيقة بنفسه. غادر شهاب القصر مع الجنرال رفيق، وهما يتحدثان عن الأمور المحيرة التي تحيط بالأزمة الحالية. "لا أستطيع أن أصدق أن والدتي قد تكون متورطة في هذه المؤامرة," قال شهاب بحزن. "لقد كنت أعتقد أنها تحب هذه الإمبراطورية بقدر ما أحبها أنا." أجاب الجنرال رفيق بحكمة: "لا تستعجل الأحكام، سيدي. ربما هناك ظروف أخرى لا نعلمها. دعنا نركز على البحث عن الحقيقة أولاً." سافر الرجلان عبر المدن والقرى، يستمعون إلى أقوال الناس والمسؤولين. وكلما تقدموا في رحلتهم، ازدادت الأمور غموضًا. فقد سمعوا عن شائعات عن خيانة في القصر، وعن تحركات غريبة للجيش في المناطق النائية. في إحدى المدن، التقى شهاب بامرأة غامضة تدعى أسيل. كانت تدعي أنها ساحرة قوية، وأنها على علم بما يحدث في الإمبراطورية. "لقد رأيت في رؤاي أن هناك خطرًا كبيرًا يهدد هذه الأرض," قالت أسيل. "وأنا على استعداد لمساعدتك في مواجهته إذا قبلت عرضي." نظر شهاب إلى الجنرال رفيق بتردد. "لا أعرف ما إذا كان بإمكاننا الوثوق بها. ولكن في ظل هذه الظروف، قد نكون بحاجة إلى كل المساعدة الممكنة." وافق الجنرال على الأمر، وانضمت أسيل إلى البعثة. واصلوا رحلتهم عبر المناطق النائية، حيث شاهدوا تحركات غريبة للجيش. وفي إحدى القرى، التقوا بمجموعة من الجنود يقومون بتجنيد المواطنين بالقوة. "هذا أمر مريب للغاية," قال شهاب. "يبدو أن هناك خطة ما تُحاك ضد الإمبراطورية." فجأة، ظهرت عاصفة نارية هائلة في الأفق. كان منظرها مخيفًا، وبدا أنها تتجه صوب العاصمة. "هذه هي العاصفة التي رأيتها!" صاحت أسيل. "لقد حان الوقت للعمل." أمر شهاب الجنود بتجميع القرويين وإبعادهم عن خطر العاصفة. ثم التفت إلى أسيل وقال: "إذن هذه هي بداية الخطر الذي تتحدثين عنه. دعينا نرى ما الذي يمكننا فعله لإيقافها." وبينما كانوا يتقدمون نحو العاصمة، لاحظ شهاب أن والدته الملكة أماليا تبدو متوترة ومنزعجة. وأدرك أنه قد حان الوقت لمواجهتها والكشف عن الحقيقة الفصل ثالث - مواجهة الشر
    كانت الرياح العاتية تزأر حول قصر الإمبراطورية، وسط سماء ملبدة بالغيوم السوداء التي تخفي أشعة الشمس. تطلع الأمير شهاب من النافذة بقلق، وهو يراقب العاصفة النارية التي تزداد اقترابًا من المدينة. كان قلقه يزداد مع كل لحظة تمر، فهو يدرك أن هذه العاصفة ليست مجرد ظاهرة طبيعية، بل تشكل تهديدًا خطيرًا لإمبراطوريته. دخل الجنرال رفيق إلى الغرفة بخطى حازمة، وقال بصوت جدي: "لقد أرسلت قواتي إلى المناطق المهددة، ولكن من الصعب السيطرة على هذه العاصفة. إنها تتحرك بسرعة كبيرة وتدمر كل ما تمر به." شهاب أومأ برأسه بتفهم، ثم قال: "لا بد أن هناك قوى خفية تقف وراء هذه الكارثة. لقد اكتشفت مؤامرة تستهدف إطاحتي من السلطة. لا أشك في أن هذه العاصفة جزء من هذه المؤامرة." رفع الجنرال حاجبيه بدهشة. "مؤامرة؟ هل تعرف من يقف وراءها؟" "نعم، أعتقد أن والدتي الملكة أماليا متورطة فيها،" أجاب شهاب بحزن. "لقد كانت تتصرف بطريقة مريبة في الآونة الأخيرة." تنهد رفيق بصعوبة. "هذا أمر خطير جدًا. إذا كانت الملكة متآمرة ضدك، فإن الخطر الذي نواجهه أكبر مما كنا نتصور." في هذه اللحظة، ظهرت الساحرة أسيل في الباب، ملفوفة بعباءتها السوداء. "لقد أتيت لأساعدكم في مواجهة هذه العاصفة،" قالت بصوت هادئ. "إنني أعرف الكثير عن قوى الطبيعة الخفية التي تحرك هذه الأحداث." شهاب نظر إليها بشك. "لماذا تريدين المساعدة؟ ما هي نواياك الحقيقية؟" ابتسمت أسيل بغموض. "أنا أريد فقط إنقاذ إمبراطوريتك، كما أنني أكره الظلم والطغيان. دعني أساعدك في هذه المعركة." لم يكن شهاب مقتنعًا تمامًا، ولكن في ظل هذا الخطر الداهم، لم يكن لديه خيار آخر سوى قبول مساعدتها. "حسنًا، تعال معنا. لكن كن على حذر، فأنا لا أثق بك تمامًا." غادروا القصر بسرعة، وانطلقوا في رحلة عبر المدن والقرى المهددة بالدمار. شاهدوا مناظر الخراب والرعب التي خلفتها العاصفة، وسمعوا صرخات الناس المذعورين. كان الجميع يتطلع إلى شهاب باعتباره القائد الوحيد القادر على إنقاذهم. عندما وصلوا إلى إحدى المناطق الحدودية، اصطدموا بجيش من المتمردين الذين كانوا يعملون مع الملكة أماليا. اندلعت معركة شرسة، حيث استخدم شهاب مهاراته القتالية وقدراته القيادية لإلهام رفاقه. وبمساعدة السحر الغامض لأسيل، تمكنوا من هزيمة الخصوم. بعد المعركة، جلس شهاب على صخرة وهو يتأمل في الأحداث المتسارعة. "لقد أصبحت الأمور أكثر تعقيدًا مما كنت أتوقع،" قال بصوت منخفض. "والدتي متورطة في هذه المؤامرة، والعاصفة تتقدم باستمرار. أشعر بالضغط والخوف من الفشل." وضع الجنرال رفيق يده على كتف شهاب بتعاطف. "لا تقلق، سنتغلب على هذه التحديات معًا. إنني أؤمن بك وبقدرتك على قيادة إمبراطوريتنا خلال هذه المحنة." التفت شهاب إلى أسيل التي كانت تقف بعيدًا، تراقبهم بنظرات غامضة. "وماذا عنك؟ هل أستطيع الوثوق بك حقًا؟" ابتسمت أسيل بخبث. "لا تقلق، سأفعل كل ما في وسعي لمساعدتك. لكن تذكر أن السحر له طرقه الخاصة، وقد يكون له عواقب غير متوقعة." أومأ شهاب برأسه بحذر، وهو يدرك أن الطريق أمامه لن يكون سهلاً. ولكن بعزيمة قوية، قرر أن يواجه هذه التحديات بكل ما أوتي من قوة، لا لإنقاذ إمبراطوريته فحسب، بل لإنقاذ مستقبله أيضًا الفصل الرابع - استعادة النور
    بعد المواجهة المؤلمة مع والدته الملكة أماليا، وجد الأمير شهاب نفسه متمزقًا بين الغضب والحزن. كانت صدمة اكتشاف خيانتها أشد مما توقع، فقد كانت الملكة دائمًا تمثل في نظره الحكمة والقوة. ولكن الآن، بعد أن عرف الحقيقة المرة، كان عليه أن يتخذ قرارًا بشأن مصيرها . شهاب جلس على كرسيه في قاعة العرش، وهو يحاول أن يرتب أفكاره. من جهة، كان يشعر بالغضب تجاه والدته لما فعلته، ولكن من جهة أخرى، لا يزال يحبها ويشعر بالحنين إليها. كان عليه أن يوازن بين مشاعره الشخصية وواجباته كحاكم. دخل الجنرال رفيق إلى القاعة وتقدم نحو شهاب. "جلالة الأمير، لقد حان الوقت لاتخاذ قرار بشأن الملكة أماليا. ما هي نيتك تجاهها؟" شهاب تنهد بعمق. "لا أعرف يا رفيق. لقد كنت أعتقد أنني أعرفها جيدًا، ولكن الآن بعد ما اكتشفت من خيانة، لا أعرف ما إذا كنت أستطيع أن أثق بها مرة أخرى." رفيق وضع يده على كتف شهاب. "أنا أدرك أن هذا ليس بالأمر السهل. ولكن تذكر أنها لا تزال والدتك وأنها ربتك وعلمتك. ربما هناك مبرر لأفعالها، حتى لو كان خاطئًا." شهاب فكر في كلام رفيق لبرهة. "ربما تكون على حق. ربما لا أستطيع أن أحكم عليها بدون أن أسمع منها أولاً. سأطلب منها أن تأتي إلي." بعد قليل، دخلت الملكة أماليا إلى القاعة بخطوات هادئة. شهاب رحب بها بابتسامة باهتة. "أمي، لقد طلبت منك أن تأتي. أريد أن أسمع منك الحقيقة." أماليا تنهدت بحزن. "ابني العزيز، أعلم أنك غاضب مني وأنني خنت ثقتك. ولكن أؤكد لك أنني فعلت ما فعلته من أجل حماية الإمبراطورية والحفاظ على مستقبلك." "ولكن كيف؟" سأل شهاب. "كيف يمكن أن تكون الخيانة طريقًا لحماية الإمبراطورية؟" "لقد كان هناك تهديد كبير يحوم حول العرش،" شرحت أماليا. "لقد تآمر بعض الأشخاص النافذين للإطاحة بك وإحلال أحدهم محلك. كنت أخاف على مستقبلك وعلى مصير الإمبراطورية، لذا قررت أن أتصرف بنفسي لإحباط هذه المؤامرة." شهاب استمع بانتباه، وبدأ يفهم أكثر دوافع والدته. "إذن، كان هدفك حماية الإمبراطورية؟" "نعم، ابني. لقد فعلت ما اعتقدت أنه الأفضل، حتى لو كان ذلك على حساب الكشف عن الحقيقة لك. لقد كنت أخاف أن تكون مصير الإمبراطورية أكثر أهمية من مصيري الشخصي." شهاب تأمل في عيني والدته لبرهة. رغم الخيانة التي ارتكبتها، كان يشعر أنها كانت تتصرف من منطلق الحرص على مستقبل الإمبراطورية. لم يكن ذلك تبريرًا لأفعالها، ولكنه جعله يفهمها أكثر. "أمي، أنا أفهم دوافعك الآن. ولكن لا يمكنني السماح بالخيانة، حتى لو كانت بنية حسنة. ما هو مصيرك الآن؟" أماليا أمالت رأسها بحزن. "سأقبل أي عقاب تراه مناسبًا، ابني. لقد خنت ثقتك وأخطأت في حقك. أنا مستعدة لتحمل نتائج أفعالي." شهاب تنهد بعمق. "لا أريد معاقبتك، أمي. ولكن أريد منك أن تساعديني في إعادة بناء الإمبراطورية على أسس جديدة تضمن العدالة والشفافية. سنعمل معًا لضمان مستقبل أفضل للجميع." أماليا رفعت رأسها بدهشة. "هل تعني ذلك؟ هل تسامحني وتريدني أن أساعدك؟" شهاب ابتسم بدفء. "نعم، أمي. لأنك لا تزالين جزءًا لا يتجزأ مني. وأنا بحاجة إلى حكمتك وخبرتك لإعادة بناء هذه الإمبراطورية." الملكة أماليا انهارت في دموع الفرح والامتنان. شهاب أحاطها بذراعيه في حضن دافئ، وهما يستعدان معًا لمواجهة التحديات القادمة. في هذه الأثناء، بدأت العاصفة النارية تتصاعد مرة أخرى في الأفق. كان شهاب يعلم أن هذه المعركة لم تنته بعد. ولكن هذه المرة، كان يشعر بالثقة والقوة لمواجهة أي تهديد قادم. "لقد حان الوقت لإعادة بناء هذه الإمبراطورية،" قال شهاب بصوت واثق. "وسنفعل ذلك معًا، أمي. لن نسمح لأي قوة أن تهدد سلامنا مرة أخرى." أماليا ابتسمت بفخر. "نعم، ابني. سنعمل جنبًا إلى جنب لضمان مستقبل أفضل للجميع." وبذلك، تحرك شهاب والملكة أماليا بعزم لمواجهة التحديات القادمة، وهما مصممان على استعادة النور في إمبراطوريتهم.
    رسائل أقدم الصفحة الرئيسية

    Pages

    authorX