رواية علمني الحب
علمني الحب
2025,
رواية رومانسية
مجانا
طالبة جامعية بتتعرض للتنمر وبتحس بالوحدة بالرغم إنها وسط زمايلها. قلبها بيدق للأستاذ الجديد أبهيمانيو، اللي مش بس جذاب وذكي، لكن كمان بيهتم بطلابه وبيدعمهم. الرواية بتوضح إزاي أمريتا بتلاقي عزاء وراحة في كلماته، وإزاي هي بتتعلم تتقبل نفسها وتلاقي سعادتها بالرغم من كل الظروف اللي حواليها.
أمريتا
طالبة جامعية وحيدة، لكن بتعاني من الوحدة والتنمر من بعض زمايلها. شخصية حساسة جداً وبتتأثر بالكلام، وبتحاول تلاقي مكان ليها في الكلية. قلبها بيدق للأستاذ أبهيمانيو وبتشوف فيه مصدر إلهام وسعادة، وده بيخليها تيجي الجامعة بنفس راضية.أبهيمانيو
أستاذ جامعي جديد لمادة تصميم العمارة، وسيم. بالرغم من ماضيه المؤلم في العلاقات، إلا إنه شخص مهتم بطلابه وبيحاول يدعمهم نفسياً، خصوصاً اللي بيحسوا بالوحدة. بيحب شغله وبيحرص إن الطلاب يفهموا المادة بعمق، ومش بيقبل بالغش أو الاستهتار. شخصية هادية وملاحظة وبيعرف اللي بيدور حواليه من غير ما يتكلم كتير.
- أول روايه ليا على منصه روايه ياريت تقولولي رأيكم فيها واكيد فيها بعض الاخطاء دخلت فصلها وبتدور على مكان تقعد فيه، قعدت جنب واحد بيعدل نضارته على مناخيره. عينيها وقعت على باب الفصل وشافت باني داخلة الأوضة مع اتنين صحابها. نفسها تصاحب باني، مش عشان هي الأشطر في الدفعة، لكن عشان شايفاها لطيفة وطيبة أوي! حتى بتحس بالزعل على نوع الصداقة اللي باني فيها. بس هي مش صاحبتها، يا دوب بس بيبتسموا لبعض، وأمريتا متأكدة إن باني متعرفهاش زي كتير غيرها، ما عدا اسمها. "يا أمريتا، معاكي منهج الترم ده؟" سألها الشاب اللي جنبها. "آه، موجود على الجروب!" كشر "جروب؟ مفيش حاجة نزلت على الجروب اللي مش رسمي." "كان فيه لينك لجروب رسمي للترم ده كمان." "آه، استني" طلع موبايله ودور في الـ 200 رسالة اللي الناس بعتوها بالليل. "آه يا شكراً!" ابتسمت وحست بفرحة كبيرة عشان ساعدت. "واو، فيه أستاذ جديد لتصميم العمارة الترم ده عشان الأستاذة رينو تقاعدت" قال وهو بيقرا الرسائل. هزت راسها "أيوه، اسمه أبهيمانيو راينا، مندوب الدفعة قال كده." الشاب هز راسه "هو انتي كنتي بتحضري المحاضرات كل يوم في الأربع سنين دول؟" "أيوه" "بجد؟ عمري ما شفتك في الاحتفالات." حكت راسها "عشان دي مش محاضرات؟" ضحك "دمك خفيف! بالمناسبة، تعرفيني؟" "آه، انت مانبريت صح؟" كشرت وهي بتسأله مع إنها كانت عارفة. "صح اممم... هو انتي صاحبة كانجانا بالصدفة؟" سأل بقلق. أمريتا هزت راسها "لأ، احنا يا دوب نعرف بعض." هز راسه وبعدين انشغل في التصفح على إنستجرام. قعدت جنبه ساكتة وبتراقب الناس اللي بيتكلموا مع أصحابهم وبيضحكوا. كانت بتتمنى يبقى عندها صديق بس مفيش حد بيحطها في أولوياته، هي بس في قايمة التسليمات. تنهدت وهي بتقبل إن حياتها الجامعية هتخلص من غير ما يكون عندها أصدقاء تعمل معاهم ذكريات حلوة. جرس أول محاضرة رن، والأستاذ طلب منهم يتعرفوا على بعض وحكى عن اللي هيتعلموه في المادة. وبعدين الحصة اللي بعدها كانت بتاعته برضه فقعدوا ساعتين. استراحة 15 دقيقة قبل ما تبدأ المحاضرة اللي بعدها، قعدت في ركن في الكانتين بتاكل ساندويتش بانير اللي مامتها عملتهالها، وبتتفرج على حاجة على موبايلها. قامت بالظبط بعد 10 دقايق وراحت محاضرتها، محاضرة الأستاذ أبهيمانيو زي ما قرت في الجدول. وهي ماشية، بنت وقفتها "لو سمحتي." "نعم؟" سألتها. "اممم هو انتي طالعة السلم؟" أمريتا هزت راسها والبنت كملت "ممكن تاخديه أوضة رقم 216؟ هو عنده محاضرة هناك." بصت على الشاب اللي عنده إعاقة بصرية ومسكت إيده "أكيد، اممم من هنا لو سمحت." ساعدته في طلوع السلم وحست بحد وراها طالع ببطء، مكلفتش نفسها تبص وراها. "لازم تلفي يمين وبعدين السلم بيبدأ" قالت ومشيت معاه. أبهيمانيو كان ماشي وراهم وبص في ساعته، دي أول محاضرة ليه النهاردة في الجامعة دي، وقبل كده درس في جامعتين بس المرتب مكنش يستاهل إمكانياته فسابل الشغل وعمل مقابلة للجامعة دي. أمريتا مشيت يمين مع الشاب، أبهيمانيو كمان خد يمين مفكراً إن المحاضرة في الناحية دي لما خلصوا طلوع السلم للدور التاني. "شكراً" قال الشاب اللي عنده إعاقة بصرية وأمريتا ابتسمت "العفو" صاحبه خده للبنك. أمريتا خدت نفس عميق ولفّت شمال ماشية ناحية فصلها. فتحت شنطتها عشان تطلع موبايلها ومفكرتها على أمل إن الأستاذ مكونش وصل لسه. هي بس مش عايزة تتشاف متأخرة في أول محاضرة بالذات. لكن وهي بتطلع الكتب وقعت من إيديها "يا لهوي" اتمتمت بإحباط وكانت هتنحني عشان تشيل كتبها لما حد نزل على ركبته وشال كتبها، ضغطها على جبينه وقلبه كاحترام عشان وقعت على الأرض. وقف ومدلها الكتاب. "إيدين حلوة" فكرت قبل ما تمسك الكتاب وبصت عشان تقول شكراً بس.. بدلاً من كده حست بانفجار فراشات في بطنها، وانبهرت بجمال الشاب. نظراته فضلت عليها، مستنيها تقول شكراً بس هي فضلت بتبص عليه وبوقها مفتوح، حاسّة إن لسانها اتقفل. سابلها كتابها، لف ومشي دخل الفصل، سابها واقفة مكانها، بترمش بسرعة مش مصدقة. جمعت نفسها وغمضت عينيها بندم. مفيش شكراً منك يا أمريتا و يا نهار أبيض يا نهار أبيض يا نهار أبيض.... اتخضت جواها لما الحقيقة ضربتها. هو دخل فصلها. فصلها هي؟!!؟!!؟!؟ فجأة موجه من التوتر ضربتها وخدت خطوة مترددة أقرب للفصل. "أمريتا كله تمام، كله تمام بجد" همست لنفسها، محاولة تستعيد هدوئها. نطت في مكانها مرتين من الإحباط. عضّت شفايفها عشان تهدي القلق اللي جواها ودخلت الفصل بخطوات بطيئة، أبهيمانيو بصّلها وكذلك الفصل كله. حست بتقل نظراتهم عليها، هي مش عايزة تكون محور الاهتمام فمشيت بسرعة لأخر بنش. قعدت جنب بنت، راسها مطاطية شوية لحد ما أبهيمانيو كمل كلام "فزي ما كنت بقول إنكوا أول دفعة هدرسلها تصميم معماري وهحاول على قد ما أقدر إني مخليهوش ممل ليكوا، بالرغم إنه ممكن يكون ممل شوية في جوانب معينة." أمريتا بصّت ببطء من بين رؤوس الطلاب عشام تبص عليه، فيه ابتسامة صغيرة على شفايفه وصوته عميق وجذاب لدرجة إن هرموناتها بتتنطط! بصت حواليها لقت إنها مش هي بس اللي بتبص على الأستاذ أبهيمانيو، لكن في بنات تانية كمان. "اممم ممكن أخد مقدمة سريعة عنكوا كلكوا؟" قال أبهيمانيو وهو حاطط إيد على الترابيزة والتانية على وسطه، بيبص حوالين الفصل. يا نهار أبيض، هيبته بتنطق ثقة وجاذبية. التقديم بدأ من الصف الأول وأبهيمانيو حاول يفتكر الأسماء بالوشوش. كلهم اتكلموا عن هما منين وعاملين إيه وشوية حاجات زيادة عن نفسهم! لما جه دورها، القلق والتوتر كانوا مغلفينها بشكل وحش أوي. بصت في ساعتها عايزة الحصة تخلص بسرعة. "5 دقايق كمان بس" قالت في دماغها. أربع طلاب بس كانوا باقيين لما الجرس رن وغمضت عينيها بارتياح. "من فضلكوا استنوا، أربع طلاب بس باقيين! هطلب من الأستاذ التاني شوية وقت" أبهيمانيو قال كده، ودقات قلب أمريتا زادت بسرعة. غمضت عينيها جامد!! ليه كده؟؟ البنت اللي جنبها بدأت تقدم نفسها ودلوقتي آخر واحدة هي أمريتا نفسها. أمريتا خدت نفس عميق، صدرها بيعلى وهي وقفت، حاسة بنبض قلبها السريع في ودنها. إيديها بترتعش شوية، بتكشف عن الطاقة العصبية اللي بتجري في جسمها. بصت لأبهيمانيو اللي كان واقف وذراعيه متقاطعتين، نظراته القوية متثبتة عليها. شدة تركيزه بعتت موجة دفء في جسمها كله، خلاها تحس بالدوار والخجل في نفس الوقت. بعد ما بلعت ريقها بصعوبة عشان تهدي نفسها، فتحت شفايفها، ترددت تاني قبل ما تتكلم. "أنا... اممم..." لعقت شفايفها، "أنا... أمريتا رايتشاند." عينيها بصت حوالين الأوضة، "من دلهي نفسها،" زودت، صوتها بقى ثابت أكتر شوية. رجعت انتباهها لأبهيمانيو، ولعبت بعصبية في طرف الكتاب اللي في إيديها من غير سبب. "أنا بشوف العالم اللي حواليا جميل – مش بس المناظر الطبيعية، لكن كمان التصميمات المعقدة اللي صنعها البشر واللي بتحسن الجمال ده. أنا نفسي أكون مهندسة معمارية..." بصت لأبهيمانيو تاني، قلبها بيدق بسرعة وهي كملت، "اللي تقدر تحول أصغر المساحات لأماكن حلوة للعيش فيها." أبهيمانيو بصّلها بتفكير للحظة قبل ما يهز راسه، وبص في مذكراته. "الحصة خلصت،" أعلن، صوته فيه نبرة حاسمة. "هشوفكوا كلكوا بكرة في أول محاضرة." لما أمريتا قعدت تاني مكانها، طلع منها نفس متقطع، خليط من الراحة والقلق غمر حواسها. مررت إيديها في شعرها، حاسة بتقل اللحظة بيرفع شوية، لكن الطاقة العصبية لسه بتزن في عروقها. "أتمنى مكونتش قلت أي حاجة زيادة" قالت لنفسها في سرها. بعدين شافت البنات بيدلدقوا وهما بيبصوا عليها "شفتي أبهيمانيو باشا ازاي طنشها!!" أمريتا عضت شفايفها وشالت شنطتها لما باني قربت منها "يا هلا، قلتي كلام كويس" ابتسمت لها ابتسامة رقيقة. أمريتا ابتسمت وهي مصدومة "اممم بجد؟" باني هزت راسها وكانت لسه هتقول حاجة لما صحباتها سحبوا باني بعنف بعيد عن أمريتا من غير ما يسبوها تقول حتى باي. ابتسامة أمريتا وقعت شوية بس لسه تمام، زي كل مرة. أبهيمانيو جهز نفسه ولبس قميص بني وبنطلون أبيض. شال التابلت بتاعه والكتب وحطهم في شنطته عشان يروح الجامعة. ركب عربيته وساق للجامعة اللي بتاخد منه 30 دقيقة. أسبوع عدى وهو مبسوط هنا، عمل صداقات كويسة مع دكاترة القسم ودكاترة تانيين في سنه من أقسام تانية. الجامعة نضيفة جداً والأكل والمحاضرات على مستوى عالي وبتدل على الثراء! وطبعاً، الهندسة المعمارية لازم تكون كويسة وده اللي هو حبه. زي ما واحدة من طلابه قالت بالظبط "حتى لو مكان صغير، يبقى جميل للعيش فيه". هو مش فارق معاه إنها مش قالت شكراً عشان هو غالباً شايف إنها عرفت إنه الأستاذ بتاعها واتصدمت ومقدرتش تقول أي حاجة. أبهيمانيو ركن عربيته بصوت كاوتش خفيف على الرصيف. بعد ما طفى الموتور، نزل، وشمس العصر بتدفي جلده وهو قفل العربية كويس. ولسه بيلف عشان يشيل حاجته، باب عربية تانية اتفتح فجأة، وخبط فيه مباشرة، في ضهره! لف لقى وش أمريتا مصدوم لما لقتة هناك "آسفة يا أستاذ أنا..." تلجلجت وقفلت الباب. "كله تمام" قالها على طول لما لقاها بترتعش وكأنها خايفة أوي إنه ينقصها درجات أو يقتلها. "مع السلامة يا بنتي،" قال والد أمريتا من العربية وهي لوحتله "مع السلامة يا بابا". والدها رجع بالعربية ومشي. أبهيمانيو مشي معدي أمريتا اللي كانت واقفة مكانها محتارة بصّة في الأرض، هل تقول شكراً على إنه ساعدها اليوم ده وشال كتبها؟! أخيراً، بصت لفوق "شكراً يا أستاذ على اليوم ده..." سكتت لما ملقتهوش هناك. لفت حواليها ولقته ماشي بسرعة ناحية مدخل الجامعة. تنهدت ونزلت كتافها "تاني عملت نفسي عبيطة قدامه" قالت لنفسها ومشيت ناحية الكلية. "يا أم نضارة" قال حريش من فصلها وهو بيبتسم بسخرية وبعدين جرى لجوه من غير كارنيه تعريف. هي بتكره ناس معينة في فصلها وهو منهم. قلبت عينيها. وريت الكارنيه بتاعها وبصت حواليها، ماشية لوحدها، طلعت سماعاتها السلكية وحطتها في ودنها في موبايلها ومشيت وهي بتحرك دراعاتها، ابتسمت عشان الصبح كان حلو والأغنية كمان "مري تشانار أود أود جاي" بالرغم إنها مش لابسة طرحة! قعدت في فصلها بهدوء، ومفيش غير كام طالب متفرقين على صفوف الديسكات الفاضية. أفكارها راحت للأستاذ أبهيمانيو. يا نهار أبيض، ده مش صح. بتنهيدة عميقة، قفلت التابلت اللي بيشغل الأغنية، لكن عقلها فضل يتجه لأفكاره تاني وإزاي شكله حلو بالقميص البني. في الحقيقة هو شكله جذاب في أي لون يلبسه. "أنا بتجنن" فكرت في دماغها. فتحت كتاب قدامها وبدأت تقراه على أمل إنه يشتتها لكنها بدأت تدندن الأغنية وده خلاها تبتسم. هو ذكي جداً وشاطر أوي، نوع الكلمات اللي بيستخدمها وهو بيشرح، بتطلع جذابة أوي من شفايفه. فاكرة في اليوم التالت من المحاضرة إزاي سأل عن معنى كلمة وضحك لما الطلاب كانوا بيخمنوا أي حاجة. ضحكته فضلت ترن في ودنها طول اليوم عشان هو بس بيبتسم ابتسامات صغيرة وعمره ما بيضحك ضحكة بتبين الغمازات كلها. أيوه هو عنده غمازات اللي هي لاحظتها في اليوم ده، شكله لطيف وجذاب وهو بيضحك ونقطة إضافية إنها هي كمان عندها غمازة في خدها الشمال! وده كفاية إنها تكون مبسوطة. في الحقيقة هي سعيدة إن عندها سبب إنها تيجي الكلية بإرادتها عشان تشوف الأستاذ أبهيمانيو. يا لهوي قد إيه حلو يكون الواحد عنده كراش. دلوقتي مش فارق معاها إنها مالهاش أصحاب، بقى عندها كراش دلوقتي. ابتسمت بفرحة للthought ده وقريباً الأستاذ أبهيمانيو دخل الفصل. كتبت كل اللي قاله وعلى الجنب كتبت الكتب اللي بيقترحها. وبعدين سند على الترابيزة عشان يبص في التابلت بتاعه وعينيها وقعت على عضلات ذراعه، مشدودة وقوية، وفيها كام عرق ظاهر. ضغطت على رجليها ببعض وعضت شفايفها. الطريقة اللي فيها كام شعراية على جبينه مخلية شكله أحلى. هو جذاب. حطت إيديها على خدها وبصت عليه من غير ما ترمش بينما في الفصل فيه دندنة خفيفة، لما هو بص عليها فجأة عشان هي النهاردة في الصف اللي في النص والولد اللي قدامها سقط لقدام، وسند راسه على الديسك، كوعها اتزحلق من على الديسك وموجة إحراج غسلتها. شالت عينيها من عليه وبصت في أي حتة غيره. أبهيمانيو شغل عرض تقديمي وشرح التصميمات وكام مفهوم. عينيها كانت بتقع على أبهيمانيو من وقت للتاني وهو بيتكلم. قريباً المحاضرة خلصت وبدأ ياخد الغياب بالرقم الجامعي. "126" قال وهو شافت إيديها "حاضر يا أستاذ" علمها حاضر وهو بص عليها للحظة وقال الرقم الجامعي اللي بعده. بعد أخذ الحضور، خرج الأستاذ من الفصل. أمريتا قامت ودورت على مكان تقضي فيه ساعتها، ففكرت في مكانها المعتاد، ملعب الكلية. وهي بتدندن أغنية، مشيت للملعب بس لقيت فيه ماتش كريكيت شغال، وفي الملعب التاني ناس بتتدرب رقص. عضت شفايفها وقعدت على السلم الإسمنتي بتاع الملعب وهي بتبص على الماتش. طلعت الكتاب اللي كانت مستعراه من المكتبة بس مش قادرة تفهم أي حاجة. هي مش ذكية أوي، محتاجة الأول تفهم المفهوم عشان تعرف الموضوع أكتر، لحد ما تفهمه هي واقفة. حاولت تقراه مرتين تلاتة بس مفهمتش. لحظة فكرت تبعت رسالة لأي حد من التلات الأوائل في فصلها بس وقفت نفسها. "إيه لو فكروا إني زي التانيين اللي بيكلموهم بس عشان الشغل؟" ومعندهاش الجرأة تسأل الأستاذ أبهيمانيو بنفسها في الفصل قدام الكل!! قفلت الكتاب وبصت جنبها وشافت الأستاذ أبهيمانيو ماشي مع أستاذ تاني، مبتسم وهو بيشرب قهوة أو حاجة زيها من كوباية متاحة من الكانتين. مالت وشها وفضلت تبص عليه، شكله حلو أوي وهو بيضحك، لو مش أستاذ ممكن تتخيله ممثل في أفلام بوليود. بعدين فكرة ضربت في دماغها، "هو متجوز؟" طلعت موبايلها بسرعة ودورت عليه على السوشيال ميديا. فضلت تدور على إنستجرام وأخيراً لقت حسابه بس حسابه برايفت. "يا سلام!" بعدين دورت على فيسبوك ولقته هناك كمان! آخر بوست ليه كان من 6 سنين. "يا نهار أبيض"، نزلت تحت في حسابه على فيسبوك ولقته شكله صغير أوي. فيه صور لعيلته وحتى أصحابه. "ياااه عنده أخت أكبر منه!" "واو، فيه كابشن 'أختي هي أحسن ست في العالم'" ابتسمت وبعدين قفلت موبايلها. تنهدت، "زي ما الستات بتحط 'مدام' بعد الجواز، حتى الرجالة المفروض يتغير 'أستاذ' بتاعهم بعد الجواز." كرة الكريكيت جت ناحية أبهيمانيو ومسكها بإيد واحدة، وده وجعه. كل الطلاب هتفوا وهو ضحك وهو بيرميها تاني للرامي! فتح وقفل كف إيده شوية وشرب رشفة من الشاي بتاعه. الأستاذ اللي قدام أبهيمانيو كمل نقاشه، الشغف واضح في صوته وهو بيشرح الموضوع بالتفصيل. أبهيمانيو هز راسه باهتمام، رادد بكلمة عادية، "آه، ده بيحصل،" وهو بيستوعب المعلومات اللي بتتقال. بعد ما خلص كوباية الشاي بتاعته، استأذن بأدب، عشان يرمي الكوباية الفاضية في سلة المهملات على بعد خطوات. وهو بياخد لحظة عشان يفرد رجليه، بص قدامه ولاحظ طالبته، أمريتا، بتذاكر. كانت مركزة جداً، بتحك راسها بتركيز، وفجأة، كرة جت ناحيتها، خبطت في الأرض جنب رجلها بالظبط. الخبطة المفاجئة خلت أمريتا تتخض، وده خلاها تطلع من تركيزها الشديد. خدت كام لحظة عشان تفوق من الصدمة الصغيرة، وقفلت كتبها بسرعة، وهي مدركة إن المنطقة دي ممكن متكونش آمن مكان ليها عشان تذاكر. بتنهيدة، أبهيمانيو رجع للأستاذ. تبادلوا كام كلمة قبل ما يتجهوا للفصل اللي بعده، وسابوا البيئة الحيوية المزدحمة وراهم. "أبهيمانيو، إمتى هتتجوز؟ فيه حد في بالك؟" سألته أخته سميرة. هز راسه "لأ يا أختي، مفيش، انتي عارفة بعد علاقة الكلية دي، عمري ما كنت عايز أروح لأي حد. هي بس، أقول إيه... انتي عارفة." سميرة هزت راسها "عارفة يا أبهي بس متمنعش نفسك من إنك تحب حد. هي مكنتش الصح ليك يا أبهي، فيه بنات كويسين في الدنيا." ضحك "للصداقة بس هما كويسين، مش عايز يبقى عندي حبيبة بعد العلاقة الـ 'كويسة' دي" قال بسخرية. "طب اتجوز انت بقيت 32 سنة دلوقتي." هز راسه "همم عارف إني مش هقدر أرفض ماما وبابا كتير، قريب هقولهم يدورولي على حد." "طيب وبعدين؟ هتدي نفسك فرصة إنك تقع في الحب؟" عض شفايفه "يعني، مش عارف، أنا تخطيت الموضوع ده بس يا أختي، مش قادر أثق في أي حد بسرعة دلوقتي." ابتسمت سميرة برقة لأخوها "أنا فاهمة يا أبهي، خد وقتك." "ماما، ماما (أخو الأم)" نط ابنها، سمير، سام باختصار، قدام مكالمة الفيديو "أهلاً يا حبيبي، وحشني ماما؟" "أيوه يا أبهي ماما، انت بعيد أوي! وحشني ألعب كورة معاك" سام بوز برائة. أبهيمانيو ابتسم "تعالى هنا وهنلعبها سوا تاني وهعلمك حيل جديدة كمان!" سام ابتسم "بجد يا ماما؟" "أيوه، لو هتذاكر بس، سمعت شكواك إنك مش بتذاكر وبتلعب ألعاب فيديو طول الوقت." بوز "ده مش صحيح، أنا بذاكر 8 ساعات في المدرسة." ده خلى أبهيمانيو يضحك "حسناً أنا موافق بس في البيت كمان لازم تذاكر شوية لما مامتك تلح عليك." هز راسه "تمام يا ماما." "شايف يا أبهيمانيو، هو بيسمع كلامك أكتر مني!" قالت سميرة وهي بتلعب في شعر ابنها. "أعمل إيه، أنا المفضل عنده" أبهيمانيو ابتسم. وهو ماشي في الملعب المفتوح بتاع الجامعة، عشان يرد على مكالمة من صاحبه. لاحظ أمريتا وقتها، قاعدة على العشب البارد، مستغرقة تماماً في دراستها. وسماعات الأذن في ودنها، كانت بتاكل من غير وعي طبق رز مامتها جهزته، تركيزها ثابت. مقدرش ميخطفش بَصّات ليها وهو بيتكلم مع صاحبه. بعد كام دقيقة، تنهد وأنهى المكالمة، موجة من الأفكار ضربت في دماغه، "مش غريب إنه عمره ما شافها مع حد؟" مراراً وتكراراً، قابلها بره المحاضرات، دايماً لوحدها – إما غرقانة في كتبها أو بتتفرج على حاجة على موبايلها بس عمرها ما كانت مع... ناس! هز راسه، وقرر إن الأفضل يسيبها. استدار بعيد عن المشهد، ورجع لغرفة الأساتذة، وذكر نفسه إن دي حياتها وهي اللي بتقودها، ومش مكانه إنه يتدخل أو يتكهن كتير. طلع التابلت بتاعه، وبيراجع العروض التقديمية والواجبات اللي طلاب السنة الخامسة عملوها. باني أجينهوتري. بيعدي على واجبها ومبهور جداً بالطريقة اللي شرحت بيها كل حاجة وحتى حطت التصميمات على الجنب. كمان، ده واجب معمول ذاتياً مش منسوخ من جوجل. هو بيعرف مين من الطلاب عمل الواجب بنفسه ومين لأ. الطلاب فاكرين إنهم ممكن يضحكوا على الأساتذة بإنهم يشيلوا الانتحال ويعيدوا صياغة الكلمات، بس أبهيمانيو راينا مش غبي. هو خصم درجات للطلاب وكمان حسب سلوك الطلاب أدى ملاحظات. هو مبيتنازلش لما الموضوع يتعلق بمادته. هيخلي الطلاب ينجحوا بإنهم يديهم فرصة ومش عشان لازم ينجحوا في السنة الأخيرة. لازم يبقوا حاجة في حياتهم ولو محاولوش يجتهدوا دلوقتي، ففي المرحلة الصعبة اللي جاية، مش هيتعبوا خالص. هو كان صارم مع الطلاب اللي مش بيسمعوا كلامه في المحاضرة مش فارق معاه لو مبيسمعوش، اللي بيضايقه هو إن عندهم كبر إن أبهيمانيو مش بيشرح حاجة وإنهم يقدروا يعرفوا كل حاجة لوحدهم. هو مش فاهم إن على يوتيوب مش هيلاقوا كل اللي بين السطور في الكتب. هو بيجهز ملاحظات، بيعمل عروض تقديمية، بيحاول يخلي المحاضرة ممتعة وبالتالي هو كمان يستاهل شوية تقدير من ناحية الطلاب، يعني استجابة أكتر. هو بيحب لما الطلاب بيجوله بأسئلة وشكوك ويكونوا جادين في دراستهم واللي بيحاولوا. بعدين جه واجب أمريتا بس الجرس رن فاضطر يقفل الملف. هو سجل الدرجات لكل واحد شاف مشروعه. فرك عينيه وسند لورا على كرسيه وهو بيتنهد. محاضرة تانية! ربط نفسه كويس وخد الأيباد بتاعه والكتاب معاه. في الطريق حد ناداه "أستاذ أبهيمانيو" لف لقى أستاذة سونيا جاية ناحيته في ساري. ابتسم لها "أهلاً يا مدام." "أهلاً يا أستاذ، إزيك؟" سألتها بلطف. "كله تمام، عندي محاضرة دلوقتي مع طلاب الترم التاسع" أخبرها بأدب. هزت راسها "ده أكيد مجهد عشان الجدول فيه 4 محاضرات ليك في اليوم." هز كتفه "مش فارق، ده شغلي يعني." "انت بجد أستاذ كويس، كل الطلاب أكيد بيحبوك، سمعت كتير مجاملات عن طريقة شرحك." "أوه. معرفش عن ده بس شكراً يا مدام" قال بابتسامة. "اممم، يا أستاذ لو مفيش مانع كنت بسأل ممكن نروح لـ..." كانت لسه هتطلب قهوة لما حد وقع بصوت خبطة عالية على الأرض. أبهيمانيو جرى بسرعة للمكان اللي جه منه الصوت. هناك، على الأرضية المصقولة في ممر الكلية، لقى أمريتا، اللي كانت اتزلقت ووقعت، جنب عامل نظافة في الكلية كان بيمسح الأرض. "أنا آسفة أوي"، قالت أمريتا بصوت مليان إحراج وهي بتدعك كوعها، متوجعة من الخبطة. "كله تمام؟" سأل أبهيمانيو والقلق باين على وشه وهو بيمد إيده يساعد عاملة النظافة تقوم. سونيا انحنت عشان تساعد أمريتا تقف. عاملة النظافة، وهي بتنفض هدومها، ردت: "أيوه يا أستاذ، كان فيه مية على الأرض. البنت وقعت وأنا كمان فقدت توازني." أمريتا بصت بتضييق، عينيها بتدور على نضارتها اللي كانت وقعت من وشها وقت الوقعة. أبهيمانيو شافها على الأرض، وشال نضارتها بسرعة، ومدها لها. "اتفضلي"، قالها بلطف. لما أمريتا رفعت راسها، أبهيمانيو لاحظ الدموع في عينيها. خدت النضارة بصوت خافت شبه مكتوم "شكراً"، وانحنت عشان تلم كتبها وشنطها المتناثرة. أبهيمانيو خد نفس عميق وسأل سونيا، "مدام، ممكن تمسكي دول لحظة؟" ناولها التابلت بتاعه وكام كتاب، وسونيا رجعت خطوة ورا عشان تديهم مساحة. أبهيمانيو ركع جنب أمريتا، وبيساعدها وهي بتعافر عشان ترتب حاجتها. أمريتا شهقت بهدوء، وأبهيمانيو مدلها كتاب وقلم، ناولهم لها بلطف. من غير ما تبص له، خدتهم وحطتهم في شنطتها وهي بتقوم، بتحاول تستعيد هدوئها. "اممم، لو سمحت"، همست أمريتا بخجل، وأبهيمانيو وسونيا بعدوا عنها بسرعة، وسابلها مساحة تتحرك، خطواتها لسه مهزوزة شوية. بخطوات سريعة، دخلت الحمام وهي بتمسح دموعها، وأبهيمانيو خد حاجته من سونيا "اممم شكراً وليا حصة لازم أروحلها، الطلاب أكيد مستنيين". سونيا هزت راسها وهو مشي عشان يدرس الفصل. أمريتا جت متأخرة شوية على الفصل وأبهيمانيو بصلها مرة. هي كانت بتذاكر والمرة دي حاسة إنها متأثرة عاطفياً عشان كام بنت في فصلها كانوا بيتنمروا عليها لما حاولت تتكلم معاهم. كانت هناك وحاولت تتكلم بس هما شتموها بهزار، نادوها "بطارية مضاعفة" وكام تعليق زي "عشان نسمع صوتها هنحتاج سماعة! وحتى عشان نعرف إنها موجودة في الفصل". حست بالحزن، حزن فظيع، معرفتش ترد عليهم إزاي، هي مكنتش زيهم بس كانت غضبانة من نفسها أوي إنها سابتهم يضحكوا عليها والوقعة كانت آخر حاجة من تحملها. مسحت دموعها اللي كانت خلاص هتنزل وبصت لأبهيمانيو اللي كان بيشرح. المرة دي مش منبهرة بمجرد شكله. لما الحصة خلصت، أبهيمانيو قفل الكتاب "اممم قبل ما أمشي لازم أقولكوا حاجة يا جماعة". كله ركز معاه. بص لأمريتا وبعدين للكل "أنا عارف إن كتير منكم عنده أصحاب كتير وممكن يكون البعض عنده قليل! أنا كنت في الكلية برضه، وشفت صداقات بتتكسر وحتى انفصالات! ومع نهاية السنة الأخيرة كتير مننا بيبقى لوحده. فانا بس عايز أقول إن... في آخر اليوم، أنت بس اللي مع نفسك وعادي إنك تكون لوحدك، ده مريح إنك تكون لوحدك." ابتسم وهي حست قلبها بيرفرف. كانت محتاجة تسمع ده! ابتسامة اتكونت على شفايفها وأبهيمانيو ساب الفصل وهو بيبص لأمريتا اللي دلوقتي مبتسمة. أبهيمانيو قال ده عشانها، لأنه افتكر إزاي واحد من أساتذته المفضلين في الكلية خلى طالبة من طلابه تحس بالرضا والتحفيز اللي كانت دايماً لوحدها وفي مرة عيطت قدامه. كأستاذ، هو اهتم إن طلابه يكونوا مبسوطين لو كانوا قدامه، وعشان كده أبهيمانيو، عايز طلابه يكونوا مبسوطين كمان، سواء كانت أمريتا أو أي حد تاني.
تعليقات
إرسال تعليق