موصى به لك

الأقسام

الأعلى تقييمًا

    أعمال أصلية (RO)

      الأفضل شهريًا

        قسوة الحياة 3

        قسوة الحياة 3

        2025, هيانا المحمدي

        اجتماعية نفسية

        مجانا

        شخصين يحملان ندوبًا عميقة من الماضي. "آدم" لم يتجاوز صدمة فقدان والدته وزواج والده المفاجئ، بينما شهدت "ونس" جريمة قتل والدها على يد عشيق والدتها التي تزوجته سريعًا. يجمعهما الرغبة في الانتقام، لكنهما يواجهان تحديات قانونية تعيق طريقهما. تتشابك مصائرهما على متن طائرة، لتنطلق رحلة مليئة بالإثارة والسعي لتحقيق العدالة المفقودة.

        آدم

        شاب يبلغ من العمر 33 عامًا، درس القانون والاقتصاد والهندسة. يعيش تحت وطأة صدمة فقدان والدته وزواج والده السريع بعد وفاتها.

        ونس

        فتاة تبلغ من العمر 12 عامًا، شهدت مقتل والدها على يد عشيق والدتها التي تزوجته بعد الجريمة مباشرة. تحمل جرحًا عميقًا وتسعى للانتقام لوالدها
        تم نسخ الرابط
        رواية قسوة الحياة

          
        
        في أحد البارات الشرب
        نجد في إحدى الأماكن الضيقة حيث درجة رجال الأعمال VIP نجد معظم الناس من طبقات راقية
        الشخص باحترام : نورتني يا باشا في مكاني المتواضع
        الباشا بثقة وبرود : روح أريد افضل لوحدى
        الشخص باقتراح : ايه رايك يا باشا اجهز ليكي سهرة حلوة دي زيارتك الاول لينا يا باشا
        الباشا بتهديد مخفي : اغرب عن وجهي أو ستكون تلك أخر مرة لك ولهذا المكان
        الشخص برعب وخوف : انا اسف سيدي ارجوك ارحمني لدي اطفال صغار
        يقاطعه شخص يتحدث المساعد ويدعي يزن
        يزن بهدوء وبرود : سيدي هناك شخص يحاول الوصول لمعلوماتك سيدي
        الباشا بغموض وثقة : لا تجعله يصل لشيء لا أريده أن يعرفه
        أحد هل فهمت؟
        يزن بفهم عليه : نعم سيدي، سوف اذهب الان
        الباشا : حسنا يمكنك الذهاب، يجب ان تعلم صاحب هذا المكان درسا، ودعه يتسول في الشوارع
        ويأخذ كأس العصير ويذهب إلى الخارج
        ويتفاجا بقبلة علي شفتيه
        
        
        في الخارج
        ونس بضجر : اوووف انان من سيقوم بالاتفاق علي اعمال بهكذا مكان
        أنان : أهدي ونس وهو فقط لا يفضل مناقشة الأعمال بالاماكن التقليدية
        ونس : حسنا اذهب اليه انت اتفق معه وأنا سأبقي هنا انتظرك لا اريد الدخول
        أنان : حسنا ونس
        ونس : لم أغفر لك مقلب المقبرة لقد ارعبتني سأحاسبك لاحقا
        أنان؛ حسنا كنت أمزح فقط لم اتوقع ان تفقدي الوعي
        فلاش باك
        انان يبحث عن ونس يعلم أنها حزينة : لم يكن عليا تركها وحيدة هكذا
        يذهب يرى ونس ويجد انها سقطت فاقدة للوعي ينظر يجد شخص لا يرى سوى ظهره
        فلاش باك
        يفيق علي صوت فتاة
        فتاة :
        ما بك يا وسيم؟ هل تريد رفقة مميزة؟
        أنان ببرود : لافي ابتعدي
        لافي بغضب وعصبية : انان الى متى ستستمر بتجاهلي أنا أحبك
        أنان يتحكم بأعصابه : اذهبي الان لدي عميل للتحدث معه الان
        لافي بتفاخر : أنا هو العميل المميز
        أنان : لكن العميل هو السيد كوهين
        لافي : نعم والداي أرسلني لتغطية مكانه وانا سعيدة لان رأيتك
        أنان بعصبية : هذا التعاون مرفوض ويذهب ويتركها
        
        في الخارج يحاول بعض الشباب التحرش ب ونس
        ولكن تقوم بضربهم بقوة
        ونس بغضب جحيمي : هيا بسرعة يجب أن تكون قويا الآن أين قواتكم؟ لا تستطيعون التنافس مع فتاة بعض من العهرة
        يقول بعض الشباب بهمس لكن تسمع ونس : هذا الفتاة ليست سوي وجها جميل وتفتقر للانوثة
        ونس بغضب وغموض : من هي التي تفتقر للأنوثة ايها العاهر
        وتبدأ بضربه حتى تختفي ملامحه وتذهب إلى داخل الملاهي
        ونس تحدث نفسها بغضب : انا افتقر لانوثة حقا استطيع جعل أي رجل يخضع لي سوف اقبل اول رجل يخرج
        ونس كانت قبلتها الاول لم تكن تعرف ماذا تفعل أرادت أن تثبت أنها أنثى قوية ذات عزيمة صلبة للغاية لكن وقعت مع من لا يجرؤالخطا ان يخطي في حضرة وجوده
        
        
        

        روايات رعب هلا بالعوالم الخفية - الفصل الاول

        هلا بالعوالم الخفية

        2025,

        روايات رعب

        مجانا

        تم نسخ الرابط
        روايات رعب هلا بالعوالم الخفية - الفصل الاول

         
         
        
        ـ "هلا! دي مش جلسة… دي غرفة خياطة!"
        هلا ضيّقت عينيها، ومدّت إيدها على صدر نادية،
        وهمست:
        
        ـ "أنا مش هقتلك…
        أنا هخلي صوت الناس اللي خيطتيهم… يكونوا الإبرة اللي تفكك."
        
        وفجأة…
        صرخة عالية خرجت من نادية، والمكان نور، والمرايات كلها اتكسرت.
        
        نادية وقعت على الأرض…
        وأول دمعة نزلت من عينها من سنين،
        وقالت بصوت واطي:
        ـ "أنا… كنت بحاول أحميهم من ضعفهم…"
        
        هلا بصّت لها وقالت:
        "بس نسيتِ… إن الإنسان لازم يتكلم علشان يخف، مش علشان يتهزّ."
        نادية سقطت، مش كعدو… لكن كضحية قديمة هي كمان.
        وآدم؟ أول مرة بكى فيها بصدق… كان بعدها بساعات.
        والخيط اللي على رقبته؟ اختفى… مكانه وردة صغيرة
        
        هلا كانت نايمة، بس نايمه مش مريحة.
        من أول ما خرجت من مكتب د. نادية، وهي بتحس بدوخة غريبة، كأن دماغها بتتزحلق.
        
        وفجأة، لقت نفسها في نفس الحديقة السودا اللي كانت فيها مع ميسان…
        لكن المرة دي، الأشجار كلها مربوطة بخيوط،
        وفي نص المكان، واقف هو.
        
        الخياط.
        لكن مش صورته اللي شافته قبل كده.
        
        ده شكله الحقيقي.
        طول ملوكي، وشه مافيهوش ملامح… بس كل ما تبص، تشوف حاجة مختلفة:
        مرّة بيبان وش أبوها، مرّة آسر، مرّة هي وهي صغيرة.
        
        صوته جه كأنه بيطلع من الأرض:
        
        "فكيتي التانية… بسرعة غير متوقعة."
        
        هلا واقفة، بتحاول تبين إنها ثابتة، وقالت:
        
        ـ "أنا هفكهم كلهم. حتى لو كنت آخر غرزة أنت نفسك."
        
        ضحك… ضحكة باردة، وقال:
        
        "كل غرزة بتتفك، بتسحب حاجة منك يا هلا.
        لحد ما تبقى خالية… زيّهم."
        
        وفجأة، ظهرت صورة آسر قدامها…
        لكن شكله كان مُتعِب، عينيه مطفية، وبطنه ملفوف بخيط أسود كثيف.
        
        صوت الخياط قال:
        "بتفتكري إنك بتحريره؟
        ده كل ما تفكي غرزة… هو بيضعف."
        
        هلا حاولت تمد إيدها له، لكن الأرض نفسها بعدته.
        والخياط قرب منها جدًا، وقال بهمس:
        
        "أنا مش هقتلك…
        بس هخلي كل اللي حواليكي…
        يشكّوا فيكي."
        
        وفجأة، حلمت هلا بمنى — صاحبتها الوحيدة — وهي بتصرخ في وشها:
        
        "إنتي السبب… من ساعة ما بدأتي، وحياتي بتتلخبط!"
        
        وبعدين رهيب… وهو بيبعد عنها:
        
        "إنتي بتنزفي من جوا… بس مش واخدة بالك."
        
        هلا وقعت على ركبتها، وقالت بصوت عالي:
        
        "كفاية!!!"
        
        الخياط ابتسم أخيرًا، وقال:
        
        "ده بس بداية اللعب يا هلامثب١.
        لو انتي بتفكي الغرز…
        فأنا هفكك إنتي."
        واختفى.
        
        وساب جملة معلقة في الهوا:
        "غرزة رقم ٣… أقرب مما تتخيلي."
        
        هلا صحيت من النوم، بتنهج، وعينها فيها دمعة…
        لكن مش دمعة خوف.
        دي دمعة عارفة إن اللي جاي… أشرس.
        
        رهيب (ياسين) كان جنبها، حسّ باللي حصل.
        بصّ لها وقال:
        
        ـ "شافك؟"
        
        هلا أومأت برأسها، وقالت:
        
        ـ "شافني… ولمسني.
        الخياط دخل في روحي."
        
        وسكتت لحظة… وبصّت من الشباك:
        ـ "بس أنا كمان… دخلت في لعبته.
        والمرة دي… مش هرحم."
        
        دخلت هلا الكافية، وشافتها حنان قاعدة جنب الشباك، بتقلّب في الموبايل بعصبية.
        
        منى كانت أول من وقفت جنبها
        لما بدأت "تشوف حاجات غريبة"،
        بس دلوقتي… وشها مش مطمّن، فيه حاجة متغيرة.
        
        هلا قالت وهي بتضحك بخفة:
        ـ "إنتي طلبتي القهوة قبلي كالعادة؟ ولا سيبتيلي حق الاختيار؟"
        
        منى رفعت عينها، بس النظرة ما كانتش دافية.
        
        قالت بصوت باين عليه تعب:
        
        "هلا… إحنا محتاجين نتكلم بجد."
        
        قلب هلا اتقبض.
        
        ـ "خير؟"
        
        منى تنهدت وقالت:
        
        "أنا مش قادرة أستوعب اللي بيحصل حوالينا.
        كل حاجة بقت غريبة.
        نادية اللي كانت قدوة… بقت مريضة نفسية؟
        الطلبة بيتكلموا عنك كأنك ساحرة؟
        وأنا؟
        بقيت مش عارفة أنتي مين!"
        
        هلا بصّت في عينيها، وشافت الخيط…
        رفيع، بس موجود.
        علامة من علامات الخياط… خيط من الشك، ملفوف حوالين الكلام اللي مش متقال.
        
        قالت لها بهدوء:
        ـ "إنتي خايفة مني؟"
        
        هلا بصّت في الأرض:
        ـ "أنا خايفة عليكي.
        بس كمان… في صوت جوايا بيقول لي: ابعدي.
        مش صوتي… بس كأنه بيتكرر كل ما أكون معاكي."
        
        هلا بلعت ريقها… وقالت بصوت مكسور:
        
        ـ "الخياط بدأ فيكِ."
        
        منى رفعت عينيها بسرعة:
        ـ "إيه؟! إنتي بتقولي إني…؟"
        
        هلا
        لأ، مش غرزة.
        بس هو عارف إنك نقطة ضعفي، فبدأ يخيط في قلبك.
        بالخوف، والريبة، بالصوت اللي مش صوتك."
        
        منى دمعت عينيها وقالت:
        ـ "أنا مش فاهمة حاجة يا هلا…
        بس أنا بحبك.
        حتى وأنا مش قادرة أفهمك."
        
        هلا قامت، ووقفت جنبها، ومدّت إيدها،
        ولمسِت بإصبعين جبهة منى،
        وغمضت عينيها.
        
        لحظة…
        وفي داخل عقل حنان، سمعت صوت الخياط يقول:
        
        "هسيبك دلوقتي… بس المرة الجاية، هخيطها بخيط من دمعك."
        
        هلا صرخت:
        
        ـ "أخرج منها!"
        
        وفتحِت عيونها…
        ومنى وقعت في حضنها، بتنهج، زي واحدة كانت غرقانة.
        
        وقالت وهي بتعيط:
        
        ـ "أنا كنت بضعف… كل يوم، وأنا مش حاسة.
        شكرًا إنك لسه هنا."
        
        هلا حضنتها بقوة وقالت:
        
        ـ "أنا مش بس بحارب علشان آسر… أنا بحارب علشانك إنتي كمان.
        علشان محدّش يسكّتك… لا بخيط، ولا بخوف."
        
        منى مازالت في صف هلا،
        لكن الخياط عرف نقطة ضعفها…
        ودلوقتي هلا عارفة: أي شخص قريب منها… ممكن يكون هدف.
        
        في عالم الخيوط السوداء
        
        آسر قاعد لوحده في حجرة مالهاش أبواب.
        الحيطان عبارة عن نسيج من خيوط سودة، بتتحرك بهدوء كأنها بتتنفّس…
        كل خيط ماسك في جلده، وفي كل مرة بيتنفس، الخيط يشدّ أكتر.
        
        أسر بتفكير مستمر :
        "أنا لسه عايش؟
        ولا ده شكل الموت؟
        ولا دي زنزانة الحُب… اللي ماتقالش في وقته؟"
        
        هو مش شايف الزمن، بس كل شوية، "الذكريات" بتجي له على هيئة ظلال،
        مشاهد باهتة:
        
        هلا بتضحك في المطر
        أول مرة سمع صوتها وهي بتغلط في نطق اسمه
        
        ميسان… وهي بتجري ناحيته تصرخ من وجعها، قبل ما تقع
        
        ثم آخر حاجة… هلا وهي تصرخ: "أنا مش هسيبك!"
        
        بس دلوقتي؟
        مفيش صوت.
        مفيش أمل.
        
        آسر حاول يقوم.
        رجليه مربوطين بخيطين شبه شرايين.
        شد نفسه… وجتله صدمة كهربا.
        وقع.
        
        ظهر صوت جديد… مش صوت الخياط،
        صوت شبه هلا… لكن مش هي.
        
        "لو حاولت تفك نفسك… هتنسى كل اللي بتحبه."
        
        آسر صرخ:
        ـ "انسيهم؟! أنا مليان بيهم!"
        
        ورد الصوت:
        
        "عشان كده لازم تفضل مربوط."
        
        آسر حسّ بيها… كأنها نبض رجع له:
        
        "فيه حد… لسه بيحارب عشاني."
         
         
        

        هلا بالعوالم الخفية - البارت 3

        هلا بالعوالم الخفية 3

        2025, هيانا المحمدي

        فانتازيا

        مجانا

        جوا كان المكان مضيء بنور دافي، والحيطان مليانة صور غريبة لأعضاء جسم الإنسان… لكن مرسومة بطريقة رمزية، كأن القلب عامل زي زهرة، والكبد عامل زي بحر. في آخر القوضة، ست كبيرة في السن، لابسة أبيض، وشعرها أبيض ناعم، وعينيها فضية. قالت بدون ما هلا تتكلم: ـ "اتأخرتي." هلا قالت وهي بتتلفّت: ـ "إنتي مين؟ وإزاي عرفتي إني جاية؟" في كل مكان تروحه، تحس فيه عينين بتبص عليها من الظل، وفي أوقات تسمع صوت واطي بيكرر نفس الجملة: "اللي بيعالج… لازم يدفع."

        ...

        ....
        تم نسخ الرابط
        فتاة الانتقام

        هلا قالت والدم نازل من أنفها:
        
        "أنا مبقتش بس دكتورة أرواح… أنا بقيت نارهم اللي ما تنطفيش!"
        
        الخياط صرخ، والدخان حوالين جسمه اتقطع، لكن قبل ما يختفي، بص لها وقال:
        
        "إنتي فكيتي أول غرزة… فاضل سبعة…
        واللي فيهم… مش كلهم ناس."
        
        وفجأة، تحول الهواء… واختفى.
        
        ميّا وقعت على الأرض، قلبها يدق بسرعه، ووجها شاحب.
        
        منى لقيتها صرخت:
        ـ "هلا! قومي! إيه اللي حصل؟!"
        
        هلا بصت لها وقالت بهمس:
        
        "أنا بدأت الحرب يا منى… ولسه ما اكتشفتش أنا مين.
        
        من بعد المواجهة، هلا بقت أضعف بدنيًا… بس أقوى داخليًا.
        بدأت تحس إن فيه حاجة جواها بتتغيّر…
        كأنها مش بس تكتسب طاقة، لكن كمان بتفقد حاجات صغيرة في نفسها: طبع كانت بتحبه، ذكرى خفيفة… حاجة مش واضحة.
        
        في يوم وهي خارجة من الشغل، لقيت راجل واقف مستنيها قدام المحل.
        شاب في الثلاثينات، لابس جاكيت جلد، وشه مش غريب… كأنها شافته قبل كده، بس مش فاكرة فين.
        
        قال بنبرة هادية:
        ـ "هلا، عندك وقت؟ لازم نحكي شوية."
        
        هلا وقفت في حالها:
        ـ "إنت مين؟ وتراقبني من إمتى؟"
        
        قال:
        ـ "من قبل ما تلمسي أول مراية.
        أنا اسمي رُهَيب… وأنا كنت زيّك."
        
        هلا ضحكت بعصبية:
        ـ "كنت زيّي؟ يعني إيه؟ عندك برضو إيد بتنور؟"
        
        رُهيب مدّ إيده، وطلع منها خيط نور أزرق، وقال:
        ـ "أنا مش بس بعالج… أنا كنت أَخيط قبل ما أبقى ضد الخياط."
        
        هلا تسمرت مكانها.
        ـ "إنت كنت معاه؟!"
        
        قال وهو بيبص للأرض:
        ـ "كنت غرزة رقم ٣.
        بس أنا… فكيّت نفسي."
        
        هلا:
        ـ "ليه؟"
        
        قال:
        ـ "لأن الخياط مش بيهتم بالعلاج… هو بيهتم بالتحكّم.
        أنا كنت أعالج الناس، بس بطريقته.
        كنت باخد الألم… وبدله بخضوع."
        
        هلا بصت له وقالت بحدة:
        ـ "وإنت دلوقتي جاي تساعدني؟ بعد ما كنت بتخيط أرواح؟"
        
        رهيب قال بهدوء:
        ـ "لأنك الوحيدة اللي حرقتي خيط.
        وده معناه إنك… ممكن تحررنا كلنا.
        
        في مكان مهجور، أخدها رهيب لمخزن قديم، فتح الباب، ولقوا فيه سبعة تماثيل حجر… كل تمثال شكله مش بشري خالص.
        
        قال:
        ـ "دي صور رمزية للغرز السبعة.
        كل غرزة مربوطة بروح، وبعضهم… بيعيشوا وسطنا كأنهم بشر."
        
        هلا قالت:
        ـ "يعني ممكن أكون قابلت غرزة؟ ومركزتش؟"
        
        قال:
        ـ "الغرز الأعمق… بيكونوا فاكرين نفسهم بشر.
        مهمتك دلوقتى… تفكى غرزة رقم ٢."
        
        هلا:
        ـ "فين؟"
        
        رهيب:
        ـ "في جامعة القاهرة… أستاذة نفسية…
        بتعالج الطلاب بالكلام، بس بتخيط جواهم صمت ما بيموتش."
        
        هلا اتسعت عينيها:
        ـ "يعني أنا هبدأ أواجه الغرز… واحد ورا التاني؟"
        
        قال:
        ـ "لو ما فكيتيهمش، الخياط هيفضل يربط العالمين ببعض… وفي الآخر، مفيش لا حب ولا حرية، هيبقى في بس... خيط."
        
        المكان كان هادي، مخزن شبه مهجور، بس منور بنور خفيف جاى من مصباح متعلق في السقف.
        
        هلا كانت قاعدة على صندوق خشب، بتبص في وش رهيب، بس وشه كان مليان سكوت.
        
        قالت له بنبرة هادية:
        ـ "أنا ممكن أثق فيك؟ يعني… أنا مش نسيت إنك كنت شغّال مع الخياط."
        
        رهيب تنهد، وفك زرار الجاكيت، وقال:
        
        ـ "الثقة مش حاجة بتتاخد… دي بتتكوّن.
        بس لو عايزة تعرفي أنا ليه بقيت كده… هاحكيلك."
        
        سكت لحظة، وبعدين بص بعيد، كأن الذكرى بتفلت من لسانه:
        
        فلاش باك
        
        "أنا كان اسمي الحقيقي: ياسين.
        كنت طالب في كلية طب… متفوق، محبوب، بس مش حاسس بأي معنى.
        كنت بعالج الناس، بس ماكنتش بحس إني أنقذت حد.
        لحد ما في يوم، جاتلي واحدة مريضة… قالتلي:
        'في خيط بيخنقني جوا، وإنت الوحيد اللي تقدر تفكّه'.
        كنت فاكِرها بتهلوس… بس بعد ما ماتت، لقيت ظرف على مكتبي، جواه مراية صغيرة."
        
        "المراية كانت بوابة… وشفت الخياط لأول مرة.
        قاللي: 'عايز تعالج الناس بجد؟ تعال معايا'.
        وأنا، المغرور اللي فاكر نفسه منقذ، وافقت…
        وتحولت من دكتور… لخياط."
        
        فلاش باك
        
        هلا كانت بتسمع وكأنها في حلم.
        
        قالت:
        ـ "كنت فاكره إنك قوي… بس طلع إنك كنت مكسور زيّي."
        
        رهيب ابتسم لأول مرة:
        ـ "أنا ما كنتش قوي… أنا كنت تايه، وزي أي تايه، أول نور شوفته… اتبعته.
        بس لما شُفت بنت صغيرة، كنت هخيط قلبها عشان ما تحبش تاني…
        إيديا وقفت. قلبي وجعني.
        وعرفت إن اللي باعمله مش علاج… ده قتل ببطء."
        
        هلا قالت وهي بتحط إيدها على كتفه:
        
        "كل واحد فينا عنده لحظة بيقرر فيها: يفضل مربوط… ولا يفك الغرزة بنفسه."
        
        رهيب بص لها، وعنيه كانت باينة فيها دمعة مكسوفة، وقال:
        
        ـ "أنا لو كنت شفتك من زمان… يمكن ما كنتش وصلت لكده.
        بس دلوقتي، هساعدك تفكي كل غرزة… حتى لو كنت أنا آخرهم."
        
        هلا وقفت وقالت:
        ـ "أنا هدخل الجامعة، وهواجه الغرزة رقم ٢.
        بس أوعدني… لو حسيت إني بضيع، تفكرني أنا مين."
        
        رهيب قال:
        
        ـ "أنا مش بس هفكرك… أنا هفكك من أي خيط تمسكك."
        
        رهيب (ياسين) واقف وسط دواير مرسومة بالطباشير، وكل دايرة فيها رمز غريب.
        
        قال ل هلا وهي داخلة:
        ـ "النهاردة… هتتعلمي أهم مهارة للطبيب الحقيقي:
        إنك تفرق بين الألم الحقيقي… واللي اتزرع جوا المريض."
        
        هلا ضيّقت عينيها وقالت:
        ـ "يعني فيه وجع حقيقي… ووجع مزيف؟"
        
        رهيب (ياسين) :
        ـ "الوجع المزيف هو اللي بيزرعه الخياط،
        يحطّه جوا الناس كأنه من جواهم،
        عشان يفضلوا مربوطين، ساكتين، ومكسورين."
        
        هلا سألته:
        ـ "وإزاي أفرّق؟"
        
        رهيب رسم دايرة كبيرة، وقال:
        ـ "هتدخلي الدايرة دي… وكل دايرة هتحطك جوّا ذكرى مش بتاعتك.
        إنتي لازم تكتشفي… إيه فيها مزيف، وإيه حقيقي."
        
        هلا بلعت ريقها، ودخلت الدايرة.
        
        هلا لقت نفسها طفلة، قاعدة في أوضة قديمة، وجنبها ست كبيرة بتموت.
        
        الست قالت:
        ـ "انسي وجعك… وأنا هرتاح."
        
        الطفلة (اللي هي هلا في الذكرى) قالت:
        ـ "بس إنتي ماما…!"
        
        فجأة، الست اختفت، وكل حاجة حواليها سكتت.
        
        رهيب (ياسين) صرخ من برة الدايرة:
        
        ـ "في حاجة غلط… دي مش ذاكرتك!"
        
        هلا ركّزت…
        وبدأت تلاحظ إن كل حاجة في الذكرى "مثالية" زيادة…
        ريحة الورد، لون الشمس، حتى صوت العصافير.
        
        قالت لنفسها:
        
        ـ "وجع حقيقي عمره ما بيكون ناعم كده… ده وجع مزيف!"
        
        مدّت إيدها، ولمست الحيطة، وقالت:
        
        "ارحل.
        
        والذكرى تكسرت زي إزاز، وهي وقعت على ركبتها.
        
        رهيب (ياسين) دخل وساعدها تقوم.
        
        قال:
        ـ "برافو… عرفتِ تميّزي الغرزة النفسية."
        
        رهيب (ياسين) كمل شرح ل هلا
        "اللي دخلتيه دلوقتي اسمه: مساحة العكس،
        فيها الخياط بيحط مشاعر مش بتاعة الشخص…
        بس إنتي دلوقتي، بقيتي قادرة تشوفيها،
        وتكشفيها… وتحطّي إصبعك على مكان الألم الحقيقي."
        هلا، وهي بتنظف التراب من هدومها، قالت:
        "يعني أنا بقيت… ماسحة قلوب؟"
        
        رهيب ضحك:
        ـ "لأ… إنتي بقيتي دكتورة أرواح بجد
        
        دخلت ميّا الجامعة، وسط الزحمة والصوت والضحك اللي باين… لكن مش حقيقي.
        
        رهيب كان بعيد بيراقب، لكنها لوحدها دلوقتي.
        
        وقبل ما تطلع على مكتب الدكتورة، سمعت صوت خبطة شنطة بتقع.
        
        بصّت، لقت شاب في أوائل العشرينات، شعره منكوش، ولابس كأن الحياة وقعت عليه أكتر من مرة.
        وقع منه كشكول، ووشه باين عليه إنه مش هنا خالص.
        
        ميّا ساعدته، وقالت بابتسامة:
        
        ـ "الكشكول وقع… بس روحك وقعت قبله، صح؟"
        
        الشاب ضحك ضحكة باهتة:
        ـ "واضح إني بقيت كتاب مفتوح."
        
        هلا قعدت جنبه على السور وقالت:
        ـ "أنا هلا… وإنت؟"
        
        قال:
        ـ "آدم."
        
        لحظة صمت حصلت، بعدها قال وهو باصص في الأرض:
        
        ـ "أنا حاسس إني مش قادر أتكلم… مش عارف ليه.
        كل لما أحب أتكلم عن اللي جوايا… لساني بيقف.
        كأن في حد ربطه بخيط حرير… ناعم بس خانق."
        
        هلا عرفت الإشارة فورًا.
        العلامة واضحة.
        
        قالت له:
        ـ "بتاخد محاضرات عند دكتورة نفسية هنا؟"
        
        آدم:
        ـ "آه… خالتي، د. نادية.
        ناس كتير بيحبوها… بس أنا بعد كل حصة بحس إني تايه أكتر."
        
        هلا قلبها وقع.
        الغرزة رقم ٢… خالته.
        
        قالت له بهدوء:
        ـ "إنت عمرك قلتلها الكلام ده؟"
        
        آدم ضحك بس من غير روح:
        ـ "جربت… كل مرة ببص في عينيها، بحس إني غلطان حتى لو معايا الدليل."
        
        قالت له:
        ـ "أنا ممكن أساعدك… بس هطلب منك حاجة."
        
        قال:
        ـ "إيه؟"
        
        قالت:
        
        ـ "لما أوصل لخالتك… وتبدأ تحس الدنيا بتتهز… ما تخافش.
        لإنك هتتكلم تاني، وكل الكلام اللي جواك… هيخرج، حتى لو بصوت البكاء."
        
        دخلت ميّا المكتب…
        المكان مش شبه مكتب أستاذة جامعية.
        الحوائط سادة، لكن فيها مرايات صغيرة متناثرة كأنها عينين بتتفرج…
        وورا المكتب، قعدة "هي"، بكل هيبتها:
        الدكتورة نادية… في الخمسينات، لبسها كلاسيكي شيك، شعرها رمادي مرتب، وعينيها باردة… باردة لدرجة إنها ما تتحبش… لكنها تتطاع.
        
        قالت وهي بتبتسم ببرود:
        ـ "اتفضلي… هلا، صح؟ سمعت إنك مهتمة بالعلاج النفسي."
        
        هلا بصّت حواليها وقالت:
        ـ "أكيد. بس أنا مهتمة أكتر باللي ما بيتقالش في الجلسة… اللي بيتخيط جوا الناس."
        
        نادية ابتسمت ابتسامة بلا معنى، وقالت:
        ـ "جميل. طب نجرب جلسة صغيرة؟ أنا بسألك… وإنتِ تجاوبيني.
        ومع كل إجابة… هنقرب من الحقيقة."
        
        هلا قالت وهي بتقفل الباب وراها:
        ـ "بس خلي بالك… أنا كمان بشوف الحقيقة، حتى لو مخيطة بخيط دهب."
        
        د/ نادية كتبت حاجة على نوت صغيرة، وسألت:
        "لما بتحسي إنك تعبانة… بتلومي نفسك؟ ولا بتدّوّري على حد تلوميه؟"
        هلا ردت بهدوء:
        ـ "بلمس التعب… وبسأله: إنت ملكي؟ ولا حد زرعك جوايا؟"
        
        نادية رمشت ببطء.
        الرد مش مألوف.
        سألت تاني:
        
        "لو كنتي طفلة تانية… وقابلتي نفسك الكبيرة، هتحضنيها؟ ولا تهربي منها؟"
        
        هلا قالت:
        ـ "هشدها من وشها وأقول لها: ما تبقيش جبانة تاني."
        
        صوت البيانو وراهم علي فجأة.
        وإزاز المرايا الصغيرة حوالين الأوضة بدأ يعمل زي الرعشة.
        
        نادية قامت بهدوء، وقربت من هلا.
        
        قالت بصوت ناعم… بس فيه كهربا:
        
        "إنتِ عارفة إني شايفة اللي جواكي؟ شايفة الخيط اللي بيجبرك تحسي… وتحاولي تصلّحي؟"
        
        هلا بصتلها بعين صاحية:
        ـ "وأنا شايفة الوشم اللي حوالين رقبتك…
        ده مش إكسسوار.
        ده توقيع الخياط.
        
        فجأة، هلا مدت إيدها ولمست حافة المكتب…
        وسمعت صوت آدم، جاي من بعيد… صوته الداخلي، المحبوس:
        
        "أنا مش فاشل… أنا كنت بصدقها.
        كنت بظن إن خالتي بتساعدني، بس كل مرة أحكي… كنت برجع أسكت أكتر."
        
        صوت نادية تغيّر، بقى مبحوح:
        "سكّتي. مش من حقك تسمعي أصواتهم!"
        
        هلا وقفت وقالت بنبرة أقوى:
        "أنا مش بس بسمعهم…
        أنا بفكّهم من الخيط اللي إنتِ زرعاه جواهم."
        
        نادية صرخت، وكل المرايات حوالين الأوضة اتفتحت فجأة،
        طلعت منها صور لطلاب كتير، قاعدين في جلسات، ووشوشهم باهتة… ساكتين… مفرغين من الكلام.
        
        رهيب (ياسين) دخل فجأة من الباب، وقال:
        
        
        

        هلا بالعوالم الخفية 2

        هلا بالعوالم الخفية 2

        2025, هيانا المحمدي

        رومانسية

        مجانا

        جوا كان المكان مضيء بنور دافي، والحيطان مليانة صور غريبة لأعضاء جسم الإنسان… لكن مرسومة بطريقة رمزية، كأن القلب عامل زي زهرة، والكبد عامل زي بحر. في آخر القوضة، ست كبيرة في السن، لابسة أبيض، وشعرها أبيض ناعم، وعينيها فضية. قالت بدون ما هلا تتكلم: ـ "اتأخرتي." هلا قالت وهي بتتلفّت: ـ "إنتي مين؟ وإزاي عرفتي إني جاية؟" في كل مكان تروحه، تحس فيه عينين بتبص عليها من الظل، وفي أوقات تسمع صوت واطي بيكرر نفس الجملة: "اللي بيعالج… لازم يدفع."

        ...

        ....
        تم نسخ الرابط
        فتاة الانتقام

        من يوم ما هلا "عالَجت" الست، وهي بقت بتحس بحاجة غريبة لما تلمس الناس…
        كأنها بتشم وجعهم، بتشوفه جوّا جسمهم…
        كأن فيه لغة صامتة بتتحرك في دمها.
        
        وفي ليلة هادية، المراية لمعت لوحدها…
        لكن آسر ماطلعش.
        
        طلع مكانه عنوان مكتوب بخط إيد باهت:
        
        "زنقة الورد، جنب قهوة البهجة، افتحي الباب اللي مافيش عليه رقم."
        
        هلا قررت تروح.
        
        وتاني يوم، بعد الشغل، لبست كاجوال وركبت ميكروباص رايح الحتة اللي في العنوان.
        الزنقة كانت ضيقة، كلها قعدات على الأرض وريحة نعناع.
        
        لفت شمال… لقت باب خشب قديم، مش مكتوب عليه أي حاجة.
        
        خبطت… مافيش رد.
        دفعت الباب… فتح لوحده.
        
        جوا كان المكان مضيء بنور دافي، والحيطان مليانة صور غريبة لأعضاء جسم الإنسان… لكن مرسومة بطريقة رمزية، كأن القلب عامل زي زهرة، والكبد عامل زي بحر.
        
        في آخر القوضة، ست كبيرة في السن، لابسة أبيض، وشعرها أبيض ناعم، وعينيها فضية.
        
        قالت بدون ما هلا تتكلم:
        ـ "اتأخرتي."
        
        هلا قالت وهي بتتلفّت:
        ـ "إنتي مين؟ وإزاي عرفتي إني جاية؟"
        
        الست ابتسمت وقالت:
        ـ "أنا زُهرة… آخر طبيبة روحية في العالم ده.
        وجيت أجهزك لأول حالة حقيقية."
        
        هلا اتحمّست وقالت:
        ـ "يعني هشتغل معاكي؟"
        
        زُهرة:
        ـ "لأ… إنتي هتشتغلي لوحدك. الحالة مستنياكي من بدري."
        
        مدّت لها ملف، جوّاه صورة بنت صغيرة، شكلها هادي، بس عنيها مطفية كأن فيها ليل ما بيخلصش.
        
        زُهرة قالت:
        ـ "دي ميسان. عندها ١٠ سنين. الناس فاكرين إنها مكتئبة، لكن الحقيقة… روحها مربوطة بعالم تاني."
        
        هلا قربت:
        ـ "يعني أنا مش بس هعالجها… ده أنا هفك ربط روحي؟ ده سحر؟"
        
        زُهرة قالت:
        ـ "ده علم أقدم من السحر.
        بس خلي بالك… لو دخلتي جوا روحها… ممكن تتعلقي."
        
        هلا بصّت للصورة، وشعرت بوخز غريب في قلبها، كأن البنت تناديها.
        
        قالت:
        ـ "هروح اشوفها.
        
        هلاوصلت لبيت بسيط، في حي شعبي، وفتحت لها أم ميسان.
        
        قالت الأم:
        ـ "انتي من طرف زُهرة؟ ربنا يكرمك يا بنتي… بنتي ساكتة بقالها شهور."
        
        دخلت هلا…
        وقعدت قدام ميسان، اللي كانت قاعدة ساكتة، ماسكة دب دوب محروق نصه.
        
        قالت لها بهدوء:
        ـ "ميسان… أنا اسمي هلا. وسمعت إنك مش بتحبي تتكلمي."
        
        ميسان بصّت لها…
        وعينيها بكت من غير دموع.
        
        هلا مدّت إيدها ولمست إيد البنت… وفجأة، لقلبها اتقلب.
        
        في لحظة، حسّت كأنها اتسحبت من المكان…
        
        وفتحت عينيها… لقت نفسها في حديقة سودة، كلها أشجار ميتة…
        وفي وسط الحديقة، ميسان واقفة لوحدها.
        
        هلا قالت بخوف:
        ـ "ده حلم؟ ولا أنا دخلت جواكي فعلاً؟"
        
        ميسان قالت بصوت طفلة ووش ملاك:
        ـ "أنا محبوسة هنا… والوحش مش هيسمحلي أخرج."
        
        ميّا بصّت حواليها، وظهر صوت خشن من وراء الأشجار:
        
        "لو خرجت… هتموتي."
        
        وفجأة، اتجمعت الأشجار على شكل مخلوق أسود، طالع منه دخان، وعينيه حمراء.
        
        ميّا وقفت قدامه وقالت:
        
        ـ "لو كنت وحش، يبقى أنا الطبيبة اللي تعالج الرعب ده!"
        
        ومن غير ما تفكر…
        مدّت إيدها، وطلعت منها طاقة بيضا، زي ما تكون دايرة نور اتكونت حواليها وحوالي ميسان.
        
        الوحش صرخ، وابتدى يتحلل…
        وميسان بصّت لها وقالت:
        
        ـ "شكرًا… عرفت إني لسه عايشة."
        
        وكل حاجة حوالين هلا اتلاشت…
        وفتحت عينيها وهي بتنهج… ولقت ميسان بتضحك لأول مرة.
        
        هلا أنقذت أول روح.
        
        من بعد ما أنقذت ميسان، هلا حسّت إنها مش هي…
        مش بمعنى إنها اتغيّرت، لا… هي حاسة إنها اتفتحت، كأن في باب في عقلها كان مقفول، واتفتح فجأة.
        
        بس كمان… كانت حاسة إنها مراقبة.
        
        في كل مكان تروحه، تحس فيه عينين بتبص عليها من الظل، وفي أوقات تسمع صوت واطي بيكرر نفس الجملة:
        
        "اللي بيعالج… لازم يدفع."
        
        وفي مرة، وهي بتعدّي قدام محل تصوير مهجور، شافت انعكاسها في الزجاج…
        بس اللي في الزجاج مش كانت هي.
        
        كانت نسخة منها… بس بعين سودة، وبتمسح وشها بخيط وإبرة!
        
        رجعت خطوتين للخلف ، وقلبها دق بسرعه.
        
        منى، اللي كانت معاها، قالت:
        ـ "مالك؟"
        
        هلا قالت وهي تبلع ريقها:
        ـ "أنا… شفت حاجة في الزجاج… كانت شبهي… بس مش أنا."
        
        منى قالت:
        ـ "ممكن تكوني تعبانة…"
        
        بس هلا كانت عارفه… في حاجة مش مظبوطة.
        
        في الليل، ظهرت المراية ثاني…
        لكن ماكانش فيها آسر.
        
        كانت سودة، وفيها خيالات تتحرك كأنها بتتخبط في بعض.
        
        وفجأة، طلع صوت غريب…
        راجل صوته عامل زي الخربشة:
        
        "أنقذت روح؟ ممتاز… خليني أعرّفك بنفسي."
        
        ظهر راجل غريب… لابس بالطو سودة طويلة، ووشه متغطي بخيوط، وعينه معمولة من زرار!
        وشه مش مفهوم، وكأنه معمول من قصاقيص وشوش تانية.
        
        قال:
        
        ـ "أنا الخياط… وأنا اللي بيخيط أرواح الضايعين.
        بس إنتي، يا دكتورة هلا، بتفكي الشغل اللي أنا ببنيه."
        
        هلا قالت وهي تحاول تمسك أعصابها:
        ـ "إنت بتسجن الناس في خوفهم؟"
        
        الخياط ضحك وقال:
        
        ـ "أنا بحافظ على توازن العوالم…
        وإنتي، بكلامك الحلو ولمستك اللي بتوجعني، بتعملي فوضى."
        
        ثم قال:
        
        ـ "أنا ما بقتلش… بس بعرف أخلّي اللي بيحبوه… ينسوهم."
        
        هلا، في اللحظة دي، حسّت حاجة غريبة…
        صورة آسر ظهرت للحظة، وهو مربوط بخيط سميك، ووشه موجوع.
        
        صوت الخياط قال:
        
        "لو كملتي، هفكّر أعالجه بطريقتي."
        
        وقبل ما ترد، المراية تكسّرت قدامها، وقطعة صغيرة منها دخلت في كفها…
        وانجرحت، بس الجرح مكانش عادي…
        كان شكله زي غرزة.
        
        من يوم ما المراية اتكسرت، وميّا مش قادرة تنام.
        كل ما تغمض عينها، تحلم إنها مربوطة بخيوط، وخياط ضخم بيقرب منها بإبرة بطول ذراع.
        
        لكن اللي خوفها أكثر…
        كان حلم شافته فجأة، آسر قاعد في مكان مظلم، حواليه دخان، وعينيه بتلمع كأنها بتقول "الحقيني".
        
        تاني يوم، ميّا صحيت…
        ولقت إيدها اللي كانت مجروحة من المراية، فيها "علامة" مش عادية…
        غرزة سودة، كأن الخيط لسه موجود تحت جلدها.
        
        وفي لحظة، قلبها اتقبض، ووشها اتشد ناحية المراية اللي بقت مشقوقة نصفين.
        
        وفجأة…
        ظهر دخان أسود، وخرج منه "الخياط" بنفسه.
        
        كان أطول من المرة اللي فاتت، جسمه هزيل لكن صوته ثقيل كأنك سامع ميت بيتنفس،
        وأيده فيها إبرة ضخمة بتلمع.
        
        قال بنبرة فيها تهديد ناعم:
        
        "جيت أديكي فرصة… ترجعِي لجهلك الجميل."
        
        وقفت بثبات، وقالت:
        
        "وأنا جيت أقولك… إني مش هرجع، ولا هسيب آسر في إيدينك."
        
        الخياط ضحك بصوت مرعب:
        
        "آسر؟ دا بقي واحد من أنسجتي دلوقتي… عايزة ترجعيه؟ هاتي مشاعرك."
        
        اهلا بتسأول واستغراب
        ـ "يعني إيه؟"
        
        قرب منها، ولمس طرف جبينها بالإبرة…
        وهي حسّت إن ذاكرتها بتتهز، كأن فيه ذكريات تنسحب منها واحدة ورا التانية.
        
        ضحك وقال:
        
        "لو نسيتيه… هيرجع لك حر، بس قلبه مش ليكي."
        
        بس ميّا، وهى تنهج، رفعت إيدها، والمكان نور فجأة…
        طاقة بيضا طلعت من كفها، وخيط الإبرة اتحرق في لحظة.
        
        الخياط اتفاجئ، رجع ورا وقال:
        
        "إنتي بتعرفي تحرقي؟!"
        "ده ممنوع… ده قوة قديمة!"
        
        

        Pages

        authorX

        مؤلفون تلقائي

        نظام شراء