موصى به لك

الأقسام

الأفضل شهريًا

    الأعلى تقييمًا

      مهمه الجواسيس - الفصل الثالث من روايه نساء في الجيش

      مهمه الجواسيس

      2025, كاترينا يوسف

      عسكرية حقيقية

      مجانا

      تخضع ناديجدا لاختبار حاسم داخل الاستخبارات، حيث تواجه أول تجربة مباشرة تثبت فيها قدرتها على التحكم في مشاعرها والاستعداد لتنفيذ المهام المطلوبة، وتبدأ أول مهمة ميدانية لها في باريس، حيث تستهدف دبلوماسياً أمريكياً باستخدام الإغواء والتلاعب النفسي، لتبدأ لعبة خطيرة داخل عالم الجاسوسية الحقيقي.

      ناديجدا

      عميلة شابة في الـKGB تخضع لاختبار نفسي صعب ثم تُرسل إلى أول مهمة ميدانية لها في باريس لاستهداف دبلوماسي أمريكي.

      إيلينا

      مشرفة ومدربة ناديجدا في الاستخبارات، صارمة وذكية، مسؤولة عن إعدادها نفسيًا وجسديًا للمهمات، وتلعب دور الموجه الذي يراقب تقدمها.

      جيمس أندرسون

      الدبلوماسي الأمريكي، ذكي ومتمرس في عالم السياسة والاقتصاد، لكنه مستهدف من قبل الاستخبارات السوفيتية، حيث تسعى ناديجدا لاستغلاله وجمع معلومات حساسة منه.
      تم نسخ الرابط
      مهمه الجواسيس - الفصل الثالث من روايه نساء في الجيش

       
      - الفصل الرابع من نساء في الجيش
      
      ناديجدا دخلت القاعة الواسعة، الإضاءة هادية، بس الجو كان تقيل. مفيش صريخ، مفيش أوامر صارمة زي تدريب الأيام اللي فاتت… لأ، اللي مستنيها هنا حاجة تانية خالص.
      
      في نص القاعة، قاعد راجل في الأربعينات، لابس بدلة رمادي، مسند ضهره للكرسي الجلدي، وفي إيده كوباية كريستال فيها مشروب غامق. عيونه باردة، بيدرسها من أول ما دخلت.
      
      "اقربي."
      
      خطواتها كانت محسوبة، لا سريعة فتبان متوترة، ولا بطيئة فتبان خايفة. وصلت قدامه، وقفت بثبات، ورمشت مرة واحدة… زي ما علموها.
      
      "اسمك؟" قالها وهو بيحرك المشروب في الكوباية.
      
      "ناديجدا." ردت من غير تردد.
      
      ضحك ضحكة صغيرة، بس ما كانتش ضحكة مريحة… كانت ضحكة صياد لسه بيحدد قوة فريسته.
      
      "عارفة إنتي هنا ليه؟"
      
      "علشان أنجح."
      
      حط الكوباية على الترابيزة، ورفع عينه ليها، نظرة تقيلة، كأنها امتحان صامت.
      
      "ونجاحك ده معناه إيه؟"
      
      "إني أنفذ المطلوب مني، بدون خوف، بدون غلطة."
      
      بص لإيلينا اللي كانت واقفة بعيد بتراقب بصمت، وقال ببرود:
      
      "نجربها بجد؟"
      
      إيلينا رفعت حاجبها وردت: "ده سبب وجودها هنا، مش كده؟"
      
      ناديجدا قلبها دق بسرعة، لكنها ما بينتش أي حاجة على وشها. الراجل ابتسم، ابتسامة هادية لكنها مليانة اختبار.
      
      "تعالي."
      
      قربت، وحست بأنفاسه وهي واقفة قدامه. فجأة، مد إيده ولمس خدها بأطراف صوابعه… لمسة خفيفة جدًا، بس كانت كافية تخلي أعصابها تتوتر.
      
      "لسه صغيرة." قالها وكأنه بيتكلم مع نفسه.
      
      ناديجدا ما تحركتش، ما رمشتش حتى. فضلت ثابتة، رغم إنها كانت حاسة بجسمها كله بيقاوم غريزيًا.
      
      هو سابها، ومال بضهره على الكرسي، وبص لإيلينا: "هتمشي معانا، بس لسه محتاجة شغل."
      
      إيلينا ابتسمت لأول مرة، بس ابتسامتها كانت مفيهاش أي دفء: "يبقى نبدأ الشغل الحقيقي."
      
      الاختبار كان مجرد البداية… واللي جاي أصعب.
      
      الواقع التاريخي خلف المشهد
      العميلات في الـKGB كانوا بيتعرضوا لاختبارات مباشرة مع رجال استخبارات أو دبلوماسيين، الهدف كان اختبار تحكمهم في مشاعرهم، واستيعابهم للمواقف الغامضة. أي لحظة ضعف كانت بتكلفهم كل حاجة
      
      
      
      ### **الفصل الرابع – اللاعودة (التصعيد)**  
      
      ناديجدا فضلت واقفة، عينيها سابت الراجل وراحت على إيلينا، كأنها بتدور على أي تفسير. إيلينا قربت منها، لمست كتفها بخفة وقالت:  
      
      **"اتبعيه."**  
      
      ناديجدا قلبها كان بيدق بسرعة، لكنها أخدت نفس بطيء وسارت وراه. الباب اللي دخلوا منه كان مختلف عن القاعة، الإضاءة أقل، الجو أهدى، لكن الإحساس بالخطر كان أقوى.  
      
      وقف عند ترابيزة صغيرة عليها علبة سجائر وكوباية ويسكي، بص لها وقال:  
      
      **"اشربي."**  
      
      ناديجدا مدت إيدها للكوباية، شالتها من غير ما إيدها تهتز، وشربت جرعة صغيرة. طعم المشروب كان مر، لكنها ما كحتش، ما عبستش، فضلت هادية.  
      
      هو ابتسم، ابتسامة مليانة رضا.  
      
      **"كويس… عندك استعداد للي جاي؟"**  
      
      **"أنا هنا علشان أثبت نفسي."**  
      
      ضحك، قرب منها، وشاور على كنبة جلدية في النص.  
      
      **"اقعدي."**  
      
      قعدت، مستنية الخطوة اللي بعدها. هو سحب كرسي، قعد قدامها، ومال بجسمه لقدام، صوته كان واطي، لكنه واضح:  
      
      **"كل حاجة هنا محسوبة، كل اختبار ليه هدف… والهدف دلوقتي بسيط: تثبتي إنك جاهزة، وإلا هتمشي."**  
      
      سكت لحظة، بعدين مد إيده وفتح درج جنب الكرسي، طلع منه صورة وحطها قدامها. الصورة كانت لراجل، واضح إنه دبلوماسي، ومعاه امرأة غربية أنيقة في حفلة.  
      
      **"الشخص ده هدف مهم… ونحتاج حد يقرّبه لينا."**  
      
      ناديجدا فهمت المعنى على طول، لكن ملامحها ما تغيرتش.  
      
      هو بص لها بثبات:  
      
      **"الموضوع مش مجرد تمثيل، دي لعبة نفسية… ولو معرفتيش تلعبيها صح، هتكوني الضحية مش الصيادة."**  
      
      سكت لحظة، بعدها سأل:  
      
      **"مستعدة؟"**  
      
      ناديجدا ما ردتش على طول، بصت للصورة تاني، عقلها شغال بسرعة، بتوزن كل حاجة… بعدين رفعت عينها ليه، وردت بصوت ثابت:  
      
      **"جاهزة."**  
      
      ---  
      
      **الواقع التاريخي خلف المشهد**  
      الـKGB كان عندهم استراتيجيات محددة في عمليات الإغواء، وكانت كل عميلة بتتعلم إزاي تسيطر على مشاعرها، وتدخل عقل الهدف بدون ما يحس. أي فشل في السيطرة كان معناه نهاية العميلة، مش مجرد استبعادها.  
       
      
       
      
      
       المهمة الأولى
      المطار كان مزدحم، أصوات الإعلان عن الرحلات مختلطة بصوت خطوات المسافرين وهم بيتحركوا بسرعة بين البوابات. باريس، مدينة الأضواء، بس بالنسبة لناديجدا، دي كانت ساحة المعركة الأولى.
      
      لبسها كان مختلف، فستان أسود أنيق، بسيط لكنه ملفت، مكياج خفيف، شعرها مرفوع بطريقة توحي بالرقي، ورغم كل حاجة، مفيش حد ممكن يشك لحظة إنها جاسوسة.
      
      في يدها، تذكرة سفر باسم "ناتالي إيفانوفا"، وفي عقلها، خطة تم تكرارها في التدريبات عشرات المرات.
      
      الهدف: جيمس أندرسون، دبلوماسي أمريكي، مستشار اقتصادي في السفارة الأمريكية في باريس.
      
      الراجل مش مجرد موظف عادي، عنده وصول لمعلومات حساسة عن التمويلات السرية اللي بتتدفق من واشنطن لأوروبا لدعم الأنظمة الموالية ضد الشيوعية. الـKGB عايزين يعرفوا كل تفصيلة عن العمليات دي، وناديجدا كانت الوسيلة.
      
      قابلته في صالة رجال الأعمال، كان قاعد لوحده، لابس بدلة غالية، ماسك كوباية ويسكي، عيونه بتراقب الناس كأنه بيدرس كل واحد فيهم. ناديجدا عدت جنبه "بالصدفة"، وأسقطت شنطتها جنب كرسيه.
      
      "أوه، سامحني، مش واخدة بالي." قالتها وهي بتنحني تلم حاجتها.
      
      هو ابتسم، نبرة صوته كانت هادية ومهتمة في نفس الوقت:
      
      "مافيش مشكلة، اسمحيلي أساعدك."
      
      مد إيده ورفع الشنطة ليها، بصت له بعينين متسائلة، كأنها بتحاول تفهم هو مين، وبعدها ابتسمت ابتسامة صغيرة.
      
      "أنت أمريكي، مش كده؟"
      
      "واضح عليا؟" ضحك بخفة.
      
      "الطريقة اللي بتتكلم بيها… عندي موهبة في ملاحظة التفاصيل."
      
      اتغيرت ملامحه للحظة، كأنه أخد باله من حاجة، وبعدها قال:
      
      "ده مثير للاهتمام… تعالي، شاركيني المشروب، لو وقتك يسمح."
      
      تمام، الخطة شغالة… دلوقتي يبدأ الجزء الصعب.
      
      بعد ساعتين، كانوا قاعدين في بار الفندق. الحديث كان ممتع، هي بتلعب دور الفتاة المثقفة اللي عندها شغف بالاقتصاد والسياسة، وهو كان مستمتع بيها، واضح إنه مش متعود على ستات تفهم في المجال ده.
      
      "إيه رأيك في وضع أوروبا دلوقتي؟" سألها وهو بيقلب المشروب في إيده.
      
      "معقد… أمريكا بتحاول تسيطر على السوق الأوروبي، وروسيا بتحاول تثبت وجودها. في الآخر، كله لعبة نفوذ، مش كده؟"
      
      هو ابتسم، كأنه مبسوط إنها شايفة الأمور بالطريقة دي.
      
      "لعبة نفوذ… عجباني الجملة دي."
      
      ناديجدا حست إنها قدرت تدخل عقله… بس ده مجرد البداية، لازم توصله للنقطة اللي يخلي دفاعاته تنزل أكتر.
      
      المهمة الحقيقية لسه ما بدأتش…
      
      

      روايه نساء في الجيش - الفصل الثاني

      نساء في الجيش

      2025, كاترينا يوسف

      عسكرية حقيقية

      مجانا

      تبدأ ناديجدا أولى خطواتها في عالم الجاسوسية تتعلم كيف تستخدم الإغواء كأداة سيطرة وليس كضعف، بينما تواجه اختبارات صعبة تكشف مدى قوتها وتحملها. بين الضغط النفسي والمواقف الغريبة، تدرك أن العودة لم تعد خيارًا، وعليها إما أن تصمد أو تُمحى.

      إيلينا سوركوفا

      شابة روسية جميلة تتحدث الفرنسية بطلاقة، تُجندها الـKGB لتصبح جاسوسة من نوع خاص.

      المدرب المجهول

      رجل في الأربعينات، بارد ومتجرد من المشاعر، أحد المشرفين على تدريب ناديجدا، يُعلمها كيف تستغل جمالها بذكاء بدلًا من أن يكون نقطة ضعفها

      ناديجدا

      تخضع لتدريبات قاسية نفسية وجسدية لكسر هويتها القديمة وتحويلها إلى "عصفورة عسل" لا تُقهر.
      تم نسخ الرابط
      روايه نساء في الجيش

      في الخمسينات، الاتحاد السوفيتي كان عنده برامج سرية لتدريب جاسوسات على الإغواء والتلاعب بأجهزة الاستخبارات الغربية، خصوصًا في برلين، باريس، ولندن. البنات اللي كانوا بيتدربوا في البرامج دي مكانوش مجرد "فتيات جميلات"، دول كانوا مدربين على علم النفس، التلاعب العاطفي، وحتى التشفير والرسائل السرية.
      
      التدريب كان قاسي ومكثف وبيشمل:
      
      التلاعب النفسي: ازاي تقري لغة الجسد، وازاي تأثري على تفكير الشخص من غير ما يحس.
      إتقان اللغات: علشان يقدروا يتعاملوا مع أي هدف أجنبي.
      الإغواء والاستدراج: مش بس بالجمال، لكن بخلق إحساس بالراحة والثقة عند الهدف.
      الدفاع عن النفس والقتال: لأنهم مش عايزين عميلة تنهار لو الموقف بقى خطير.
      البرامج دي مكنتش مجرد خيال، دي كانت حقيقة في الحرب الباردة، لأن الأسرار وقتها مكنتش بتتسرق بس بالقوة، لكن بالمشاعر والوهم.
      
      ----------
      -  بدايه الفصل الثاني
      ناديجدا فضلت ساكتة لحظات بعد كلام فولكوف، عقلها بيدور بسرعة. الموضوع مش مجرد عرض مغري، ده طريق لو دخلته، مش هترجع زي ما كانت أبدًا. بس هي أصلاً عمرها ما كانت بنت عادية… ومش عايزة تكون كده.
      
      "ومتى أبدأ؟" قالتها بنبرة هادية، بس قرارها كان واضح.
      
      فولكوف ابتسم ابتسامة بالكاد تبان، وطفي سجارته في المنفضة قدامه.
      
      "دلوقتي."
      
      داس على جرس صغير جنب مكتبه، وبعد ثواني، الباب اتفتح ودخلت واحدة ست طويلة، لابسة معطف أسود شيك، عنيها حادة كأنها سكينة، وشعرها مربوط ورا بدقة. مش جميلة بمعنى الجمال التقليدي، بس كان عندها حضور قوي يخلي أي حد يركز معاها.
      
      "إيلينا سوركوفا، هي اللي هتشرف على تدريبك."
      
      إيلينا بصت لناديجدا بنظرة تقييم، وبعدها أومت برأسها من غير ما تتكلم.
      
      "تعالي ورايا."
      
      ناديجدا قامت، بصت لفولكوف نظرة أخيرة، لكنه كان بالفعل ماسك ملف جديد وكأنها مش موجودة. مشت ورا إيلينا في ممرات طويلة مضاءة بإضاءة باهتة، لحد ما وصلوا لمصعد قديم.
      
      إيلينا دست على الزر، وبعد لحظات، المصعد بدأ ينزل.
      
      "عارفة احنا رايحين فين؟" سألتها من غير ما تبص لها.
      
      "لأ."
      
      "ممتاز. الجهل أول خطوة في التعلم."
      
      لما باب المصعد اتفتح، المشهد كان مختلف تمامًا عن أي حاجة توقعتها ناديجدا. مكنش طابق إداري تاني، لا، كان ممر طويل مظلم شوية، كأنه قبو سري. سمعت أصوات خطوات، أصوات تدريب، وحتى ضحكات هادية، بس الضحكات دي مكنتش بريئة، كان وراها حاجة تانية.
      
      مشيت جنب إيلينا لحد ما وصلوا لغرفة واسعة مليانة بنات، بعضهم صغيرين في سنها، وبعضهم أكبر شوية، كلهم لابسين لبس شيك، كأنهم رايحين حفلة، بس العيون اللي التفتت عليها كانت مختلفة… كل عين فيها قصة، كل عين فيها سر.
      
      "أهلاً بيكم في الجحيم." قالتها إيلينا بصوت منخفض، وبعدها التفتت لناديجدا: "ده هيكون عالمك الجديد."
      
      
      
      
      ناديجدا واقفة في وسط القاعة، عينيها بتلف في المكان، حاسة إن اللي داخلين عليه مش مجرد تدريب عادي. الجو كان فيه رهبة، الستات اللي حواليها مختلفات عن أي حد شافته قبل كده، وكأنهم مش مجرد متدربات… كأنهم نساء من عالم تاني، عالم أخطر بكتير.
      
      إيلينا وقفت قدامها، بصت لها النظرة اللي بدأِت تفهمها… نظرة اختبار، كأنها بتقيس رد فعلها.
      
      "كل حاجة هنا ليها سبب. كل تفصيلة، كل حركة، كل نفس تاخديه… كل ده بيتحسب."
      
      سحبت نفس هادي وقالت: "هنا هنتعلم إزاي نسيطر، مش بس بجمالنا، لكن بعقلنا، بحركاتنا، وبحاجات تانية… حاجات صعبة."
      
      ناديجدا مكنتش غبية، كانت حاسة إن الموضوع مش بسيط، بس أول ما إيلينا أخدتها لقسم تاني تحت الأرض، بدأت تفهم إن اللي مستنيها أكبر بكتير من مجرد تدريب على التلاعب النفسي.
      
      القسم كان شبه غرفة مظلمة، فيها مرايات على الجدران، وكراسي جلدية، والإنارة خافتة. في ناس واقفة على الجوانب، رجالة وستات، بعضهم لابسين بدلات أنيقة، وبعضهم مجرد متفرجين.
      
      إيلينا قربت منها وقالت بصوت واطي: "الخوف هو أول عدو ليكِ، ولازم تتغلبي عليه."
      
      قرب منها واحد من المدربين، راجل في الأربعينات، ملامحه جامدة كأنه تمثال، قرب منها وقال ببرود: "جمالك سلاح، بس لو استخدمتيه بغباء، هيكون نقطة ضعفك."
      
      وبدأ التدريب…
      
      كسر النفس
      الأيام الأولى كانت اختبار للأعصاب. مفيش خصوصية، مفيش راحة، مفيش وقت للتفكير. كانوا بيخلوها تتعامل مع مواقف غريبة، لازم تتعلم تتحكم في مشاعرها حتى وهي تحت ضغط. في لحظة، كانت مضطرة تبقى مغرية، وبعدها بثانية، تكون باردة كالجليد.
      
      التدريب على الإغواء: مش مجرد لبس أو جمال، لكن ازاي تتحرك، ازاي تتكلم، ازاي تلمس بإيدها لمسة خفيفة تسيب تأثير من غير ما تبان مقصودة.
      كسر الحواجز النفسية: كانوا بيحطوها في مواقف محرجة، لازم تتصرف وكأنها مش متأثرة. لو اتكسفت، لو ظهر عليها الارتباك، كانت إيلينا بتعاقبها فورًا.
      التدريب مع رجال مجهولين: كانوا يجيبوا شخصيات مختلفة، وكل واحد ليه شخصية ونمط معين، لازم تتكيف معاه بسرعة وتعرف نقطة ضعفه في دقائق.
      في ليلة من الليالي، بعد تدريب طويل، كانت قاعدة في غرفتها الصغيرة، حاسة إنها مش هي. إيدها بترتعش، وعقلها بيدور، هل هي فعلًا قادرة تكمل؟ هل تقدر تكون زي الستات التانية اللي شافتهم في القاعة؟
      
      إيلينا دخلت عليها، شافتها بالوضع ده، وقربت منها وقالت:
      
      "انسي اللي كنتي عليه. اللي بيموت جواكي دلوقتي، لازم يموت علشان اللي جواكِ يولد من جديد."
      
      ناديجدا رفعت عينيها، وكانت أول مرة تشوف في نظرة إيلينا حاجة شبه التعاطف، أو يمكن مجرد انعكاس لحاجة هي كمان مرت بيها.
      
      "إما تبقي قوية، أو هتكوني مجرد لعبة لحد تاني."
      
      وكان ده أول درس حقيقي في عالم "عصافير العسل".
      
      
      ---------
      الواقع التاريخي خلف التدريب
      التدريب اللي كانت بتخضع له المجندات في برامج الـKGB كان بيكسر الحواجز النفسية تمامًا، لأن العميلة لازم تكون قادرة تتعامل مع أي موقف مهما كان صعب. جزء كبير من التدريب كان بيعتمد على التحكم في المشاعر، وإتقان الإغواء مش بس بالجمال، لكن بلغة الجسد والصوت والسيطرة النفسية.
      
      كانت بعض التدريبات تشمل مواقف مُحرجة أو غير مريحة، الهدف منها اختبار قدرة العميلة على التصرف بدون ارتباك.
      العميلات كان لازم يتعلموا إزاي يخدعوا أي شخص مهما كان ذكي أو محصن نفسيًا.
      التدريب النفسي كان قاسي جدًا، لأن أي انهيار نفسي كان معناه الفشل والطرد من البرنامج، أو ما هو أسوأ…
      
      

      نساء في الجيش - روايه حقيقيه

      نساء في الجيش

      2025, كاترينا يوسف

      عسكرية حقيقية

      مجانا

      في شتاء موسكو القارس عام 1955، تتلقى ناديجدا بتروفا استدعاءً غامضًا لمقر الـKGB، تواجه الكولونيل فولكوف، الذي يكشف لها عن عرض غير عادي: أن تصبح واحدة من "عصافير العسل"، العميلات المدربات على الإغواء والتلاعب لجمع الأسرار من أعداء الاتحاد السوفيتي. وبينما يُخيَّرها بين العيش كفتاة عادية أو أن تصبح سلاحًا قاتلًا في الحرب الباردة

      ناديجدا بتروفا

      شابة روسية جميلة تتحدث الفرنسية بطلاقة، تُجندها الـKGB لتصبح جاسوسة من نوع خاص.

      الكولونيل ألكسندر فولكوف

      ضابط استخبارات سوفيتي مخضرم مسؤول عن تجنيد "عصافير العسل" وتدريبهن على الإغواء والتلاعب.
      تم نسخ الرابط
      نساء في الجيش

      - هذه الرواية مستوحاة من أحداث حقيقية عن تجنيد النساء من قبل الاتحاد السوفييتي خلال الحرب العالمية الثانية، حيث تم استخدامهن كسلاح لإغواء العدو والتأثير على مجريات الحرب.

      - موسكو، 1955 – بداية الأحداث

      في شتاء 1955، كانت موسكو تعيش في قلب الحرب الباردة، الصراع الصامت بين الشرق والغرب. بعد وفاة ستالين في 1953،

      كان الاتحاد السوفيتي يمرّ بمرحلة انتقالية. نيكيتا خروتشوف، الزعيم الجديد، بدأ يفكك إرث ستالين تدريجياً، لكن قبضة الدولة الأمنية ما زالت قوية. كان جهاز الاستخبارات السوفيتي (KGB)،

      الذي تأسس رسميًا عام 1954، في أوج نشاطه، يُعيد ترتيب أوراقه ليصبح أكثر قوة وتنظيمًا لمواجهة خصمه الأكبر: وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA).

      في هذا الوقت، لم تكن الحرب تُخاض بالرصاص فقط، بل بالمعلومات، بالأسرار، بالخداع. لم تكن هناك إنترنت أو أقمار صناعية تجسسية متطورة مثل اليوم، بل كانت المعركة تعتمد على العملاء، على الجواسيس، على العقول التي تستطيع التلاعب بالآخرين. كانت السياسة العالمية تعجّ بالأزمات:

      فيتنام بدأت تتحول إلى نقطة اشتعال بين أمريكا والاتحاد السوفيتي.

      ألمانيا ما زالت مقسّمة بين الشرق والغرب، وبرلين كانت بؤرة توتر وصراع استخباراتي

      أمريكا بدأت مشروعها السري "MKUltra" للتحكم بالعقول والتلاعب بالبشر.

      المفاعل النووي في "أوبيينسك" بدأ العمل كأول مفاعل نووي لإنتاج الطاقة في العالم، ما جعل السوفييت يثبتون تفوقهم في الطاقة الذرية.

      وسط هذا العالم المعقد، حيث كل شخص قد يكون جاسوسًا أو ضحية، كانت هناك حرب غير مرئية تُدار في الغرف المظلمة، في الحفلات الفاخرة، في اللقاءات السرية داخل الفنادق والمقاهي الباريسية والبرلينية. وهنا... دخلت "ناديجدا بتروفا" إلى الصورة.

      كانت ناديجدا مجرد فتاة أخرى في موسكو، أو هكذا كانت تبدو. جميلة، ذكية، تتحدث الفرنسية بطلاقة، وعيناها تخفيان أكثر مما تُظهران. لكنها لم تكن تعلم أن حياتها العادية على وشك أن تتحول إلى لعبة خطيرة، حيث كل لمسة، كل همسة، كل نظرة قد تكون سلاحًا في يدها أو ضدها.

      في إحدى الأمسيات الباردة، تلقت ناديجدا استدعاءً رسمياً لحضور "مقابلة عمل" في مبنى رمادي ضخم بوسط موسكو. كانت تعرف أن هذا المبنى ليس مجرد مكان عمل عادي، بل هو مقر الـ KGB

      لم تكن تعلم بالضبط ما يريدونه منها، لكنها لم تستطع رفض الدعوة. في تلك الليلة، وقفت أمام المرآة، تأملت وجهها للحظات، ثم ارتدت معطفها الصوفي واتجهت نحو المصير الذي لم تكن تتخيله.

      - أول لقاء مع الاستخبارات - KGB

      كان المبنى الضخم يقف كقلعة باردة وسط المدينة، نوافذه معتمة، وأبوابه الثقيلة تشي بأن الداخل إليه لا يخرج كما كان. لم يكن مجرد مبنى حكومي، بل كان رمزًا للقوة والخوف…

      كان مقر الـ KGB، الجهاز الذي لا يخطئ، أو هكذا يعتقد الجميع.

      ناديجدا بتروفا وقفت أمام الباب المعدني، قلبها ينبض بإيقاع ثابت لكنه متوجس. لم تكن تعلم لماذا استُدعيت، لكنها لم تكن ساذجة لتظن أن الأمر مجرد مقابلة عادية. أخذت نفسًا عميقًا، ثم دفعت الباب بخطوات ثابتة.

      في الداخل، كان الجو دافئًا على عكس الخارج، لكنه لم يكن مُريحًا. الجدران رمادية، والمكان هادئ بشكل غير طبيعي، لا أصوات ضحك أو حديث جانبي كما يحدث في أي مبنى حكومي عادي. تقدم نحوها رجل في بدلة سوداء، عيونه باردة كقطعة جليد.

      "ناديجدا بتروفا؟"

      قالها بنبرة جافة.

      "نعم."

      "اتبعيني."

      سارت خلفه في ممر طويل مضاء بمصابيح فلورية قاسية، حتى وصلا إلى باب خشبي قديم. فتحه دون أن يطرق، وأشار لها بالدخول.

      الغرفة 42

      دخلت إلى غرفة بسيطة، مكتب خشبي عليه عدد قليل من الملفات، كرسي جلدي في المنتصف، وأمام المكتب، كرسي خشبي واضح أنه غير مريح… لها.

      خلف المكتب جلس رجل في منتصف الأربعينات، رأسه أصلع من المنتصف لكن عيناه كانتا الأكثر حضورًا… سوداوان، ثاقبتان، وكأنهما ترى ما خلف الروح نفسها. كان يرتدي بدلة رمادية، يدخن سيجارة ببطء، وكأن الزمن ملك يديه.

      "اجلسي."
      جلست دون أن تنطق، محاولة الحفاظ على هدوئها.

      "تعلمين لماذا أنتِ هنا؟"
      هزت رأسها بالنفي.
      ابتسم، لكن الابتسامة لم تصل لعينيه.

      "أنا الكولونيل ألكسندر فولكوف، وأنتِ هنا لأن لدينا عرضًا لكِ."

      أخرج من درجه ملفًا، فتحه، وأخذ يقلب الصفحات ببطء قبل أن يضعه أمامها. نظرت إلى الأوراق، فرأت صورًا… صورًا لها. في الجامعة، في الشارع، في المقهى الذي تحب الجلوس فيه وحدها. صور لم تكن تعرف أنها التُقطت يومًا.

      "أنتِ موهوبة يا ناديجدا. جميلة، ذكية، تُجيد الفرنسية بطلاقة، وتعرفين كيف تجذبين الانتباه… رأيناكِ. نراقبكِ منذ فترة."

      رفعت نظرها إليه، هذه المرة بعينين أكثر حدة.

      "ماذا تريدون؟"

      انحنى للأمام، أطفأ سيجارته ببطء، ثم قال:
      "نريدكِ أن تصبحي سلاحًا."

      - عرض التجنيد

      نظرت ناديجدا إلى الكولونيل فولكوف بعينين متحفزتين، لكن بداخلها كانت تحاول فهم الموقف. ما الذي يريدونه

      فولكوف استند بظهره إلى الكرسي، وكأنه يمنحها لحظة لاستيعاب الموقف، ثم قال بنبرة هادئة لكنها تحمل ثقلًا:

      "أنتِ تعلمين كيف يعمل العالم، أليس كذلك؟ الرجال… هم من يملكون القوة، المال، النفوذ. لكنهم ضعفاء أمام شيء واحد…"

      توقّف لحظة، ثم ابتسم ابتسامة باردة:
      "النساء."

      كانت ناديجدا تعرف هذه الحقيقة جيدًا، لكنها لم تعلّق، فقط انتظرته ليكمل.

      "لدينا عدو، عدو لا يمكن هزيمته بالدبابات أو الطائرات. العدو الذي نحاربه اليوم يجلس في مكاتب فاخرة في واشنطن، لندن، وباريس. يخططون، يسرقون معلوماتنا، يحاولون تدمير دولتنا من الداخل."

      فتح درج مكتبه، وأخرج ملفًا آخر، هذه المرة به صور لرجال مختلفين… بعضهم في بزات رسمية، وآخرون في حفلات أنيقة، يضحكون مع نساء أجنبيات.

      "هؤلاء هم أهدافنا. سياسيون، رجال أعمال، عملاء استخبارات غربيون… رجال لديهم أسرار، وأنتِ ستكونين المفتاح لفتح تلك الأسرار."

      رفعت حاجبها، الآن بدأت تفهم.

      "هل تريدونني أن أصبح جاسوسة؟"

      هز رأسه ببطء.

      "ليس جاسوسة تقليدية. نحن ندرّب نخبة خاصة جدًا… نسميهن 'عصافير العسل'. مهمتهن ليست مجرد التجسس، بل التلاعب، الإغواء، التحكم في الأهداف دون أن يدركوا ذلك."

      ثم مال للأمام، نبرة صوته أصبحت أكثر جدية:

      "إذا قبلتِ، لن تعودي فتاة عادية بعد اليوم. ستتدربين على كل شيء: كيف تتحدثين، كيف تنظرين، كيف تجعلين الرجل يظن أنه هو من يسيطر، بينما الحقيقة أنكِ أنتِ من يتحكم به."

      "وإذا رفضت؟"

      ابتسم فولكوف، لكنه لم يُجب مباشرة، فقط أشار إلى الصور التي التقطت لها في حياتها اليومية

      "رفضكِ لن يغير شيئًا. أنتِ بالفعل تحت أنظارنا. ولكن لماذا ترفضين؟ نحن لا نجبر أحدًا… نحن نقدم الفرص."

      "هل تريدين أن تظلي نادجة بتروفا العادية؟ أم تريدين أن تصبحي امرأة يمكنها تغيير مجرى التاريخ؟"

      رسائل أقدم الصفحة الرئيسية

      Pages

      authorX

      مؤلفون تلقائي

      نظام شراء