موصى به لك

الأقسام

الأعلى تقييمًا

    أعمال أصلية (RO)

      الأفضل شهريًا

        حب بين الجنود - الفصل الثاني (ابنة عائلة عسكرية)

        حب بين الجنود

        2025,

        رومانسية

        مجانا

        حياتها اتقلبت لما أبوها جابها تعيش معاه، وبعد ما اتعلقت بـ"ويل" العسكري، سابها وسافر. "آريا" بتحاول تلاقي نفسها في دنيا جديدة، وبتكتشف الصداقة الحقيقية مع "كريستينا". في نفس الوقت، "ويل" بيكتبلها من ساحة المعركة، وده بيخليها تفكر تاني في مشاعرها ناحيته، وتشوف إذا كانت هتسمع كلام عقلها وتتجنبه، ولا قلبها وهتدي للحب فرصة تانية.

        آريا

        بنت في آخر سنة ثانوي بتلاقي نفسها فجأة منقولة لبلد تانية عشان تعيش مع باباها اللي مكلمتوش من سنين. هي بنت حساسة وبتتأثر باللي بيحصل حواليها، وبتحاول تتأقلم مع الظروف الجديدة بس في نفس الوقت عندها فضول تعرف أسباب اللي حصل زمان بين والديها.

        ويل فيشر

        شاب قابلته آريا في مطعم. هو جندي في الجيش ودايماً مستعد للمساعدة. بيظهر كشخصية محترمة ومهذبة، وبيرجع الأمل لآريا في إنها ممكن تلاقي حد يفهمها ويقف جنبها.

        كريستينا

        أول واحده بتقدرها وتهتم بيها بجد. بتشجع "آريا" إنها تعبر عن مشاعرها تجاه "ويل" ومبتتكسفش تدفعها للي شايفاه صح عشان سعادة صاحبتها.
        تم نسخ الرابط
        ابنة عائلة عسكرية

        مر أسبوع كامل من ساعة ما اتكلمت مع "ويل". يمكن كان مشغول، أو يمكن أبويا كان صح. أنا اتعلقت بيه، ودلوقتي بتوجع عشان هو مكلمنيش ولا حتى بعت رسالة. الليالي اللي من غير نوم بدأت، والاكتئاب تقل عليا زي طوبة بتشدني لقاع المحيط. مفيش حاجة كانت صح، والدنيا كلها كأنها ماشية من غيري. كان فاضلي أسبوعين بس قبل ما الدراسة تبدأ، و"ويل" كان هيتسافر في مهمة في أوروبا. بالنسبة له، أنا كنت مجرد تسلية تقضي بيها الوقت.
        
        أمي أكيد يئست من محاولاتها تكلمني، لأني مسمعتش صوتها بقالي أسبوع. مش بلومها لأني رفضت أرد على رسالتها. أنا فاشلة لما بييجي الموضوع إني أبقى البنت المثالية اللي أمي عايزاها.
        
        أبويا خبط على الحيطة وهو واقف في باب أوضتي. "أنا رايح البلد. قولت يمكن تحبي تيجي معايا بدل ما أنتي قاعدة في أوضتك طول اليوم. هشتريلك الغدا كمان." ابتسم وهو بيحاول يهزر.
        
        فضلت نايمة في السرير كام دقيقة كمان بفكر في كلامه. ما أعتقدش إن الخروج من البيت هيكون حاجة وحشة. "ماشي يا بابا. هنزل في خمس دقايق."
        
        "هعد." قالها وهو مبتسم تاني قبل ما يمشي.
        
        كنت مبسوطة نوعًا ما إن أبويا بيحاول يكون الأب اللي عمره ما عرف يكونه. بعد خناقتنا ليلة ما "ويل" رجعني البيت، كأننا قربنا أكتر لبعض. احترمنا بعض أكتر أنا كده فاهمة.
        
        لبست سويتشيرت من بتوعي الأحمر اللي كان عندي من مدرستي القديمة، وغيرت من تريننج لبنطلون جينز فيه قطع عند الركب. الحاجة الوحيدة اللي كانت دايماً بتخليني مختلفة عن صحابي كانت ذوقي في اللبس. عمري ما اهتميت بلبس إيه زي ما كانوا هما بيعملوا، بس لما أفكر فيها، عمري ما اهتميت بأي حاجة أصلاً. لبست جزمة الكاوبوي بتاعتي ونزلت على السلم، لقيت أبويا واقف جنب الباب.
        
        "معاكي دقيقة زيادة." قالها وهو فاتحلي الباب. "طب كنت بفكر نروح 'فال' نتغدى، إيه رأيك؟ ما أخدتكيش هناك من ساعة ما كنتي عندك تلاتاشر سنة."
        
        'فال' أحسن مكان في البلد للبيتزا. كان مكاني المفضل لما كنا عايشين هنا. ماما وبابا كانوا دايماً بياخدوني هناك في عيد ميلادي أو لما بابا يرجع من مهمته. "ماشي يا بابا. أنا عايزة كده." قلتها وأنا ببتسم وببص من شباك العربية بتاعته.
        
        كانت رحلة هادية في الأغلب لحد البلد. أبويا وقف عند محل الأدوات عشان يشتري شوية حاجات وبعدين كملنا طريقنا لـ 'فال'. أنا مبسوطة نوعًا ما إني قررت أقضي اليوم مع أبويا.
        
        "إيه يا بابا؟" قلتها بهدوء وبصيت عليه وأنا باكل.
        
        "آه؟" قالها وهو مركز معايا.
        
        "ليه دخلت الجيش أصلاً؟" سألت ببطء ومش عارفة رد فعله هيكون إيه، بس ارتحت لما شفت ابتسامة ظهرت على وشه.
        
        سند البيتزا بتاعته وشرب مياه قبل ما يرد. "بصي بقى." قالها. "أنا دايماً كان عندي فخر بالبلد دي. دايماً كنت عايز أعمل حاجة في المقابل. اليوم اللي تميت فيه ١٨ سنة دخلت الجيش وعمري ما بصيت ورايا لحد ما قابلت بنت لما رجعت من التدريب. كانت جميلة. عينيها زرقا بتلمع وشعرها بني مموج. من أول نظرة عرفت إني هتجوزها في يوم من الأيام." ابتسم وبص على طبق بتاعه وبعدين رجعلي تاني.
        
        هو كان بيتكلم عن أمي؟ فضلت قاعدة وبسمعه وهو بيكمل. "قابلتها هنا في المطعم ده بالظبط. بعد ما اتقابلنا، فضلت أتحايل عليها عشان تخليني أخرج معاها. في الأول رفضت. قالتلي إنها عمرها ما هتكون مع راجل جيش، بس في الآخر تعبتها ووافقت عشان أبطل أزهقها."
        
        ضحكت وشربت لما باب المطعم اتفتح والجرس رن. "كنت عارف إنها هي. طريقة تصرفها بس. وقعت في حبها في اللحظة اللي بدأت أعرفها. ضحكتها كانت جميلة. بعد أول خروجة لينا، هي اللي طلبت خروجة تانية. صيفي كان عبارة عن شغل في مزرعة أبويا وكوني معاها كل ما أقدر. لما جالي قرار السفر في مهمة، مقدرتش استحمل إني أسيبها. كنت مرعوب إنها متكونش هنا لما أرجع من المهمة." كان فيه حزن في صوته كأنه بيقول إن أمي عملت الحاجة الوحيدة اللي كان دايماً خايف منها تحصل.
        
        "قعدت غايب أربع شهور قبل ما أرجع. عمري ما توقعت إنها هتكون هنا مستنياني. ده كان أحلى حاجة. بعد أسبوع من رجوعي طلبت إيدها، وبعد سنة اتجوزنا. عرفت إن لما كنت مسافر في مهمة، أنا مكنتش بدافع عن البلد دي بس، كنت بحميها هي." ابتسم. "أمك كانت حاجة مميزة، وهي كانت السبب اللي خلاني أفضل في الجيش. كان صعب إني أسيبكم انتوا الاتنين بعد ما اتولدتي، بس كنت عارف إن شغلي ده بيخليكم في أمان وبيوفرلكم أكل وسقف فوق راسكم."
        
        "بابا؟" وقفت للحظة، مش عايزة أسأل السؤال ده. "أنت عارف ليه ماما سابتنا؟"
        
        "لأ معرفش. ليلة ما رجعت البيت، مكنتش لاقيكم انتوا الاتنين في أي مكان. كنت عرفت إنها سابتنا في اللحظة اللي شفت فيها شنطكم مش موجودة."
        
        "آه." قلتها وأنا باخد لقمة بيتزا. "كنت أتمنى تكون عارف."
        
        "اتكلمتي مع أمك من ساعة ما جيتي هنا؟" سأل بقلق.
        
        "لأ متكلمتش. أنا كده فاهمة، بعد ما خلتني أجي هنا، كنت غضبانة. تجاهلت كل رسايلها، وهي بطلت تكلمني وتبعثلي رسائل خالص." قلتها بسرعة.
        
        احنا الاتنين فضلنا ساكتين واحنا بناكل. ندمت إني سألت أبويا السؤال ده، وبالتأكيد ندمت إني قلتله إني رفضت أتكلم مع أمي.
        
        جرس الباب رن تاني، ولفيت. عيني جت في عينيه للحظة قبل ما ينزل راسه ويمشي ناحية الكاونتر. قلبي نَط وبعدين غطس. هو حتى مش عايز يبصلي.
        
        بصيت في طبقي وفضلت ألعب في البيتزا بتاعتي لحد ما حسيت إن فيه حد بيبصلي. لما بصيت تاني لقيت أبويا بيبصلي وكان فاهم قد إيه أنا متوترة من رؤية "ويل". "الساعة تقريباً اتنين، المفروض نروح البيت. عندي شغل بالليل النهارده."
        
        ابتسمت ابتسامة خفيفة وأنا عارفة إنه هيقوم يمشي بسببي. "ماشي يا بابا." مسكت علبة البيتزا وقومت وأبويا راح للكاونتر عشان يحاسب. وقفت هناك ثانية وبصيت على أبويا وهو بيسلم على "ويل" وبعدين جه ناحيتي. أنا كده فاهمة، هو كان بيتجاهلني بعد كل ده.
        
        
        
        
        
        
        فاضل أسبوع على المدرسة والأيام بدأت تدخل في بعضها. مخرجتش من البيت كتير، ومفيش حد أعرفه في البلد دي. أمي بعتتلي رسالة اليومين اللي فاتوا. سألتني عاملة إيه، وقولتلها كويسة. بس أنا مش حاسة إني كويسة.
        
        أبويا بيحاول يفرحني. أنا قاعدة باصة في تليفوني وكل خمس دقايق أراقبه على أمل إن "ويل" يبعتلي رسالة، بس ده محصلش.
        
        فيه خبط على باب أوضتي، والإيد بتلف والباب بيتفتح، وبابا بان. "أنا رايح الشغل. فيه أكل بايت في التلاجة للعشا، أو ممكن تطلبي بيتزا. المفروض أروح حوالي الساعة حداشر أو يمكن اتناشر بالليل، على حسب لما أخلص." قالها وهو بيبتسم ابتسامة حزينة.
        
        "ممكن أطلب بيتزا؟" قلتها بابتسامة على وشي.
        
        طلع عشرين جنيه من جيبه واداهالي. "المبلغ ده يكفي البيتزا والبقشيش. هاتي بيتزا كبيرة بس. عشان يبقى عندي حاجة آكلها لما أروح البيت."
        
        "ماشي." قلتها وأنا باخد الفلوس. "تفتكر ممكن نخرج نعمل حاجة يوم السبت؟ بس عشان نخرج من البيت؟"
        
        "هنشوف. لازم أمشي. هشوفك الصبح لو لسه صاحية لما أروح البيت. بحبك."
        
        "ماشي يا بابا. أنا كمان بحبك." قلتها بهدوء وهو بيخرج من أوضتي.
        
        بصيت في الساعة اللي كانت بتقول ٣:١٥ وقعدت هناك بحاول أفهم أعمل إيه. بصيت على رف الكتب بتاعي اللي عليه كومة كتب مقراتش مستنية تتفتح. وبعدين بصيت على مكتبي اللي عليه كشكول الرسم بتاعي مفتوح على صفحة بيضا. بصيت في المراية اللي متعلقة فوق وبصيت لنفسي. بس أنا مش شايفاني، أنا شفت بنت تايهة في الدنيا. بنت وقعت، وبينما هي بتحاول تقوم، كل حاجة بتفضل ماشية حواليها وسايباها وراها. البنت دي كان شعرها منكوش وعينيها فيها آثار دموع. ابتسامتها اختفت وهي بتتزق وتتزق وهي واقعة. البنت دي كانت تعيسة.
        
        قومت حسيت بالبرودة على الأرض تحتي واتحركت ناحية مكتبي. قعدت ومسكت قلم رصاص وبدأت أرسم. مفيش حاجة كانت باينة حقيقية. كله كان كأنه حلم وأنا مستنية أصحى، بس لسه مصحتش.
        
        لما بصيت في الساعة تاني، كانت بتقول ٥:٥٦، فمسكت تليفوني وطلبت بيتزا. الراجل اللي في التليفون قال إن البيتزا هتوصل في حوالي خمسة وأربعين دقيقة ورجعت أرسم. الوقت عدى بسرعة وأنا برسم وبرسم، بس كان فيه حاجة غريبة. مكنتش فاهمة إيه الغلط، لأن اليوم ده كان زي أي يوم تاني.
        
        لما سمعت جرس الباب، لبست السويتشيرت القديم بتاع الجيش اللي أبويا كان مديهولي ونزلت السلالم. كان فيه خبطة وبعدين جرس الباب تاني. لما وصلت للباب، كنت زهقت من الشخص اللي مستعجل على الناحية التانية. بس قبل ما أبتدي أتذمر، شفته. شفته واقف هناك بزي الجيش بتاعه.
        
        قفلت الباب جامد ووقفت هناك مش عارفة أعمل إيه. جاي على باب بيتي من غير أي تفسير أو مقدمات. لما هديت شوية فتحت الباب ببطء تاني لقيته وشه باين عليه الحيرة والألم.
        
        "ويل..." همست.
        
        
        
        
        
        
        
        
        
        
        وقفت أبصله. "بتعمل إيه هنا يا ويل..؟" سألته بهدوء.
        
        باين عليه التعب وهو بيتكلم. "أنا مسافر النهارده. يعني همشي بعد ما أخرج من هنا. هغيب كام شهر ويمكن أكتر، وكنت لازم أشوفك." مد إيده في جيبه وطلع ورقة. "كنت بتمنى لو ممكن تكتبيلي وأنا غايب. أنا عارف إني بطلت أتكلم معاكي وتجاهلت رسايلك ومكالماتك، بس مكنتش عايز أتعلق بحاجة عارف إني هسيبها."
        
        مسكت الورقة وبصيت على عنوان البريد اللي عليها. "مش عارفة." قلتها وأنا بحاول أرجعله الورقة. "يمكن الكتابة مش فكرة كويسة."
        
        هز راسه ومشي ناحية العربية ولف يبصلي. "طب أتمنى ليكي سنة دراسية كويسة وكده. أنا مش عارف بالظبط إمتى هرجع."
        
        ابتسمت ودخلت جوه وجريت على أوضتي فوق. من الشباك شفته وهو قاعد في عربيته قبل ما يمشي. كان باين عليه مختلف. مش عارفة إزاي ولا إيه اللي خلاه مختلف، بس كان فيه حاجة.
        
        رحت على مكتبي ومسكت كشكولي وبدأت أكتب. مكنتش عارفة ده ليا ولا ليه.
        
        عزيزي ويل،
        
        أنا مش عارفة أقول إيه ولا حتى لو ده صح. أبويا حذرني أول ليلة اتقابلنا فيها. لما مشيت، قالي إن علاقتي بيك فكرة وحشة. هو جندي بنفسه وعارف الوجع اللي بيجيبه مش بس ليه، لكن كمان للناس اللي بيتعامل معاهم. أبويا مكنش عايز يشوفني بتوجع. خصوصًا بعد ما شافه بيتسافر أكتر من مرة، وآخر مرة كان فيها، أنا وأمي مكنناش موجودين لما رجع البيت. الكتابة ممكن تعمل حاجات في قلب الواحد. زي الكلام أو الرسايل. على ما ترجع من مهمتك هتكون نسيت إني كنت موجودة أصلاً. إحنا حياتنا منفصلة ومش باين عليها تتلخبط مع بعض كويس. أرجوك افهم ده.
        
        ~ر
        
        حطيت القلم وبصيت للصفحة. وبعدين مسكت ظرف وكتبت العنوان. بالظبط بعد أسبوع هبدأ المدرسة، واليوم اللي هرجع فيه هو اليوم اللي هبعت فيه الجواب. أنا بس أتمنى إن كل ده ميكونش غلطة.
        
        
        
        
        ويل:
        
        أنا بقالي شهرين في بلد غريبة، ومحاط بس بصوت إطلاق النار والقنابل. الإرهاق وصل لآخره معايا، ولو نمت دلوقتي ممكن أنام في وسط الحرب اللعينة دي.
        
        بقالى شهرين متكلمتش معاها. شهرين من ساعة ما قالتلي إن الكلام مش فكرة كويسة. شهرين من ساعة ما ودعت وشها الجميل ده لآخر مرة، بس أنا دلوقتي بكتب. بكتبلها.
        
        عزيزتي آريا،
        
        بقالى شهرين، وعارف إنك قولتيلي مكلمكيش، بس لما الأمور هنا بتبقى مرعبة، بقدر أفكر فيكي وأعرف إن كل حاجة هتبقى كويسة. أنتي السبب إني عمري ما بستسلم. اليوم اللي أبوكي سلم عليا فيه في المطعم، هو نفس اليوم اللي سألني فيه إذا كنت بحبك بجد. بكل صراحة جاوبته. فيه حاجات مش مقدرلها تحصل، وحاجات تانية بتحصل لأسباب معينة، واليوم اللي اتقابلنا فيه كنتي محتاجة مساعدة حد، واختارتي الحد ده أكون أنا. ده السبب اللي مخليني أخدم، لأني عارف إني لما بكون في الخط الأمامي، أنا بحمي بلدي، وبحمي كمان الناس اللي بهتم بيهم أكتر حاجة، وده بيشملك أنتي. أتمنى إنك تفهمي ده.
        
        -ويل.
        
        حطيت القلم وسنت الخطاب وحطيته في ظرف. كتبت عنوان البريد وحطيته في كومة البريد اللي هتتبعت. حاجة بتقولي إني المفروض مابعتهوش، بس بتجاهل الإحساس ده وبخرج من الخيمة.
        
        بفكر فيها مرة كمان وأنا في طريقي للعربيات اللي بيتحمل عليها المعدات عشان تطلع دورية ليلية. تلات شهور كمان في الجحيم ده قبل ما أقدر أرجع البيت.
        
        
        
        
        
        بقالى تلات شهور والدنيا في المدرسة ماشية كويس. فيه شوية عيال كنت أعرفهم من صغري لسه فاكريني. كريستينا هي الوحيدة اللي كانت مستعدة تتعرف عليا بجد. بقت بتقضي معايا وقت كتير. أنا مش متعودة على كل الاهتمام ده.
        
        في شلة صحابي القدام، كنت أنا اللي مش باينة. البنت اللي محدش بياخد باله منها إلا لو كانوا محتاجين حاجة. كانوا بيقطعوني وأنا بتكلم، وبيتجاهلوني لما أقول حاجة. في معظم الأوقات، مكنتش بتعزم على الأماكن لما كانوا كلهم بيقرروا يخرجوا. بس هنا الوضع مختلف. رأيي فعلاً بيفرق، وبتعزم على أماكن.
        
        "ها، سمعتي حاجة عن الواد العسكري بتاعك من ساعة ما سافر؟" كريستينا هزرت وهي ماشية معايا في الممر الزحمة.
        
        "هو مش 'الوادي العسكري بتاعي'، وأنا نوعًا ما قولتله مييكلمنيش ولا يبعتلي رسايل خالص. أنا مكنتش أعرف الراجل ده أصلاً، وأبويا مكنش بيحبه، وأنا دلوقتي بقيت فاهمة ليه."
        
        "وإيه السبب؟ غير إنه عسكري شرير كبير." كريستينا قالتها وهي بتغيظني بصوت كأنها بتكلم طفل صغير. "يا ر، هو مش باين عليه إنه وحش أوي، وهو واضح إنه عنده مشاعر ليكي من اللي حكيتيهولي. ومقدرناش ننكر إنك بتتغيري تمامًا لما بتتكلمي عنه. بتبقي أسعد لما بتتكلمي عنه. حتى لو مش هتعترفي بده، أنا عارفة إنك بتحبيه أنتي كمان."
        
        "كريس، أنا قولت للراجل إني مش عايزاه يكلمني. هو عنده ٢١ سنة، قرب يبقى ٢٢، وحطي في اعتبارك إنه تجاهلني بجد قبل ما يسافر في مهمة. أنا معرفش عنك، بس لو بتحبي حد بجد، هتتجاهليه؟"
        
        فكرت في الموضوع دقيقة قبل ما تقرر إني صح. في الوقت ده، كنا قاعدين في الفصل مستنيين شرح الدرس يبدأ على الفصل ٤.٨ من دوال المثلثات.
        
        أنا كده فاهمة، كريستينا عندها وجهة نظر صح، أنا كنت أسعد لما كنت بتكلم معاه ومقدرش أمسك نفسي من الابتسامة لما بفكر فيه. فتحت كشكول مذكراتي وبدأت أكتب.
        
        أنا عارفة الحاجات اللي قولتها وإزاي اتصرفت. ولسه حاسة بنفس الإحساس ده، ومش عارفة ليه بكتب ده بصراحة. أنا كده فاهمة، أنا محتاجة صديق زي ما أنت محتاج. معرفش إيه المفروض أسأله ولا حتى إيه أحطه في الخطاب ده، لأني عمري ما كتبت خطاب قبل كده. على الأقل مش لعسكري برا البلد. دلوقتي أنا في نص الفصل بكتب ده، والمفروض أكون بكتب ملاحظات عن درس المثلثات اللي بناخده، بس بدل ده، مقدرتش أمسك نفسي من التفكير فيك وأتساءل بتعمل إيه وعامل إيه.
        
        رفعت راسي وبصيت على السبورة، وشفت أستاذي بيكتب وأنا بفكر في حاجة تانية أقولها، وبعدين بصيت تاني. كان عندي بداية خطاب لعسكري احتمال يكون نسيني أصلاً، وأنا مش عارفة أقول إيه. في عقلي، عارفة إني المفروض مكلمهوش خالص، بس في قلبي، عارفة إني ممكن أخسر حاجة عمري ما أخدت فرصة إني أحصل عليها بجد.
        
        لما خلصت الحصة، أنا وكريس مشينا لعربيتها في الجراج. "ها، بيت مين؟ بيتي ولا بيتك؟" سألتها وهي بتلعب بمفاتيحها.
        
        "ممكن نروح بيتي. أبويا في الشغل، فهنكون لوحدنا."
        
        "ماشي، بيتك يبقى بيتك. مش عايزة أتعامل مع الشياطين الصغيرين دول الليلة. تفتكري أبوكي هيفرق معاه لو باتت عندك؟"
        
        "مش أفتكر إنه هيهتم." قلتها وأنا ببتسم.
        
        كريس عندها تلات إخوات أصغر منها، اللي هما ولاد شيطان، على الأقل ده اللي بنسميهم بيه. هي بتروح بيت أي حد لما بتلاقي فرصة عشان تهرب من عيلتها. معظم الوقت بتكون في بيتي، وأنا مفيش عندي أي مشكلة مع ده.
        
        بعد ما وصلنا بيتي، رحت لعلبة البريد وطلعت كومة الرسايل منها. معظمها فواتير لبابا. فيه جواب من أمي متوجه لبابا وجواب متوجه ليا من العراق. قلبي نط وقفت أبصله ثانية. لفيت وبصيت لكريس، اللي كانت مستنياني على السلم، بتعبير وشي جامد.
        
        "إيه ده؟" نادت.
        
        جريت ناحية السلم واديتها الظرف.
        
        بصت فيه وبعدين بصتلي بنفس التعبير الجامد. "ده منه؟" سألت وهي بترجعهولي. "أنا افتكرت إنك قولتيله ميكلمكيش."
        
        "أي راجل بيسمع الكلام." قدرت أقولها بهدوء وأنا لسه ببص على الظرف.
        
        "صح. طب هتفتحيه ولا هتفضلي تبصيلو؟" قالتها وهي بتبتسم.
        
        رفعت راسي وابتسمت. "يلا بينا ندخل البيت الأول."
        
        مشينا من الباب وطلعنا جري على السلم. بصيت على كريس وهي بتبصلي والخطاب في إيدي. فتحته وبدأت أقرا. "عزيزتي آريا، بقالي شهرين وعارف إنك قولتلي مكلمكيش، بس لما الأمور هنا بتبدأ تبقى مرعبة، بفكر فيكي وأعرف إن كل حاجة هتبقى كويسة.... ده السبب اللي مخليني أخدم، لأني عارف إني لما بكون في الخط الأمامي، أنا بحمي بلدي، وبحمي كمان الناس اللي بهتم بيهم أكتر حاجة، وده بيشملك أنتي. أتمنى إنك تفهمي ده. -ويل."
        
        قعدنا احنا الاتنين وبصينا لبعض كام دقيقة قبل ما حد فينا يعرف يقول إيه.
        
        "هو بيحبك يا ر." كريس استنتجت. "يبقى كده لازم تبعتي الخطاب اللي كتبتيه النهارده في حصة المثلثات."
        
        "مش عارفة إذا كان المفروض."
        
        "لو مبعدتيش، أنا هبعته." كريس ابتسمت. "عمري ما شفت حد بيهتم بحد قد ما هو بيهتم بيكي. يبقى ابعتيه. طلعي الخطاب من شنطتك دلوقتي وحطيه في ظرف وفي صندوق البريد عشان يتبعت."
        
        طلعت لساني ليها. "ماشي." عملت اللي قالته ورحت لصندوق البريد. وقفت هناك ثانية وبحاول أقرر إذا كنت المفروض أعمل كده ولا لأ، وفي الآخر حطيته في صندوق البريد ورفعت العلامة. عملت الحاجة الوحيدة اللي قولت إني مش هعملها.
        
        ---- نهايه الفصل الثاني ----
        
        

        روايه كافيين الحب

        كافيين الحب

        2025, كاترينا يوسف

        رومانسية

        مجانا

        جيسيكا، بنت دماغها سايحة وبتعمل مصايب وهي سكرانة. بتقابل واحد مز اسمه جيك في كافيه وبتدلق عليه القهوة. الحياة بتلعب معاها وبتكتشف إن جيك ده هو الإشبين بتاع خطيب أختها. الموقف بيقلب كوميديا وإحراج، وجيسيكا بتحاول تسيطر على مشاعرها ناحيته، خصوصًا مع وجود صاحبته سيرينا. في الآخر، جيسيكا بتقرر تبص لقدام وتنسى اللي فات، سواء جيك كان مجرد محطة أو بداية لحاجة أكبر.

        جيسيكا

        حظها وحش شوية في الحب. بتشتغل في دار نشر وبتدرس أدب إنجليزي. شخصيتها قوية، بس ساعات بتتصرف بغباء لما بتتوتر أو بتشرب. عندها مشكلة إنها بتتهته لما بتتفاجئ أو بتتحرج.

        سكوت

        حبيب جيسيكا السابق. خانها قبل ست شهور، بس بعد كده اعتذرلها وبقوا أصحاب بشكل أو بآخر. ظهوره بيسبب لجيسيكا انتكاسات في مشاعرها.

        جيك

        الشاب الوسيم اللي جيسيكا بتقابله بالغلط. إشبين برايان وصاحبه المقرب. شخصيته جذابة ومغرورة شوية، وبيحب يهزر ويضايق جيسيكا. له تاريخ مع البنات الكتير.
        تم نسخ الرابط
        كافيين الحب

        عيني تقلانة أوي من قلة النوم، بالعافية فاتحاهم وأنا واقفة. الاتنين مع بعض مخلياني مش قادرة أستنى في الطابور بتاع محل القهوة المفضل بتاعي، اللي هو جنب شقتي على طول، بس عشان جرعة الكافيين الصبح اللي لازم أخدها، بتحمل. حاطة كل أملي في حبوب القهوة اللي بيحمّصوها هناك إنها تنقذني من صداع الخمرة الفظيع اللي عندي. تقريبًا أنا الوحيدة اللي ألومها على إحساسي ده. آه، صاحبتي الانتيم حنة برضه تتحمل جزء من اللوم؛ هي بتستحمل الشرب أحسن مني بكتير، فالشرب معاها في نص الأسبوع مكنتش أحسن أفكاري.
        
        ريحة القهوة الطازة المحمّصة مالية المكان وريحتها تحفة، جسمي كله بيتهز من كتر ما أنا مستنية أدوقها. عارفة، كلام مدمنة صافية، بس القهوة دي هي شريان الحياة بتاعي. وفي اللحظة دي هي تقريبًا الحاجة الوحيدة اللي ممكن تعدل دماغي اللي سايحة دي.
        
        نايمة نص نوم على رجلي ومستنية الطابور يتحرك، واحد قدامي لفت نظري. كلامه العالي في التليفون مع "أعز صاحبه جو" صعب تتجاهله، ووصفه الحي للحفلة اللي حضرها امبارح بيوجع لي دماغي زيادة. الطريقة اللي بوزو بيتعوج بيها بسخرية بتضايقني أكتر من الطبيعي بالنسبة لواحد غريب، بس أنا مفيش عندي طاقة أصلاً أحلل أفكاري المعادية دي. بما إنه شكله حلو، أنا متأكدة إن فيه قصة بنت ورا كل فشرة.
        
        قبل ما أقدر أقفل دماغي، عقلي بدأ يسرح في اللي ممكن يخلّي البوزة دي على وشه (وأنا هنا كنت فاكرة إني دماغي فاصلة مؤقتًا). بدأت أسرح، وأفكر امتى آخر مرة كانت فيه ابتسامة زي دي موجهة ناحيتي.
        
        خطيبي السابق سكوت، خطيبي من ست شهور فاتوا، كان وشه بياخد الابتسامة الشيطانية دي بأكتر طريقة مثيرة ممكنة. كنت بحبها زمان. مكنتش أعرف إن الابتسامة دي كانت بتسخر مني قد إيه. لسه سامعة كلام أحسن صاحبه وهو بيقولي لازم أفوق عشان هو بيخوني كل ما يلاقي فرصة. صاحبه الحقيقي خانه عشان حس بالذنب ناحيتي إني كنت ساذجة أوي. كنت فاكرة بجد إني خلاص تخطيت الموضوع، يعني، يا عم، بقالها ست شهور خلاص. وإحنا كنا مرتبطين لمدة سنة ونص بس. بس امبارح بقى، حصلتلي انتكاسة خرافية.
        
        عيني بتقفل على اللحظة المحرجة أوي اللي افتكرتها من امبارح بليل. أنا غبية أوي لما بشرب.
        
        شفت سكوت في نفس النادي اللي أنا وحنة رحنا له امبارح، وانتهى بينا الحال بنتكلم على حلبة الرقص. كنا مخليين كلامنا خفيف ومحايد من ساعة ما كل دراما انفصالنا حصلت. ممكن أكون غبية، بس أنا مبحبش أشيل الطين. لما قرب مني بعد شهر من انفصالنا عشان يعتذر بجد على كل حاجة، سامحته وقررنا نفضل أصدقاء نوعًا ما. فدي كانت أنا امبارح وأنا بتعامل كصديقة. لحد ما سكرت على الآخر أنا وحنة وانتهى بينا الحال وسكوت روحنا. طبعًا، حنة نزلت بيتها قبلي. معرفش إمتى قررنا إن مناقشة اختيارات علاقاتنا البايظة فكرة كويسة في حالتنا اللي كنا فيها دي، بس ده اللي حصل. وبعد كام تعليق حاد، انهرت. وأنا قصدي انهيار كامل وتام. فضلت أعيط في حضنه لمدة عشر دقايق كاملة، بسأله ليه كان لازم يوجعني كده.
        
        صوت جرس الباب بيطلعني من أفكاري للحظة ومقدرتش أتحكم في نفسي إني أكش من ذكرى إني كنت منهارة بعياطي امبارح. تعبت أوي عشان أتخطاه، بس كنت كويسة خلاص بقالي فترة. أنا غبية موت لما بسكر.
        
        صداع دماغي بيزيد بس مع ذكريات امبارح بالليل وبلف بضيق بعيد عن الراجل اللي بيتكلم في التليفون قدامي. بس مبقتش قادرة أوقف أفكاري. أمسية امبارح بترجع بقوة.
        
        سكوت كان مصدوم بجد وهو شايفني بعيط في حضنه، والطريقة الوحيدة اللي عرف بيها يهديني كانت إنه يبوسني. مسك راسي بإيديه الاتنين وقربني لأقسى بوسة باسها لي في حياته. وأنا رديت على طول، من غير تفكير. الإحباطات من كل اللي حصل صبت في تلامس جسمينا وخليتنا نتعامل مع الوضع الحالي بالطريقة الوحيدة اللي كنا بنعرفها.
        
        كنا بنشد وبعدين بندفع بعض، بنعض شفايف بعض بقوة، ولا واحد فينا كان بيرجع. إيديه اتحركت لضهري وسحبني لصدره في حضن مؤلم تقريبًا، بس سخن بشكل فظيع. لما إيده دخلت تحت قميصي وإيديه الخشنة لمست جلدي اللي كان سخن، قدرت أخيراً أطلع من الدوخة وأزقه، وأفصل أجسامنا المتشابكة. كنا بننهج بشدة، وبنبص لبعض بصدمة وشهوة سوداء نقية. وبعدين دماغي أخيراً استوعبت اللي بيحصل - فوقني على طول.
        مد إيده لذراعي في محاولة إنه يسحبني تاني، بس أنا كنت غضبانة من نفسي لدرجة إني مقدرش أسيب الأمور توصل للدرجة دي. كنت أتمنى إن دماغي العقلاني يظهر بدري. دي كانت يمكن أول مرة في ست شهور أدرك فيها إنه مكنش متأثر بانفصالنا زي ما كنت فاكرة. بس أنا بجد مكنتش عايزة أخلي أفكاري تروح في السكة دي.
        حاولت أتفاهم معاه وأقوله إني مش عايزة أبقى مرتبطة بيه كده تاني أبداً بالرغم من اعترافاتي اللي كنت بعيط فيها. وبعد ما اتكلمنا، وافق على إنه مش هنمشي في الموضوع ده أكتر من كده. كان عارف إن إحنا كنا تركيبة من النوع اللي بيتخبط وبيتحرق. طول عمرنا كده. مكنش هو عايز يبدأ حاجة تاني برضه. دي كانت مجرد الطريقة اللي كنا بنتعامل بيها مع مناقشاتنا اللي ملهاش لازمة زمان. في السرير.
        حضنا بعض وقبل ما أنزل من العربية، سحبني تاني مرة وعينيه الحزينة بصت في عيني قبل ما يتكلم.
        
        "أنا آسف يا جسيكا. آسف إني مقدرتش أكون اللي انتي كنتي محتاجاه. بس إني أشوفك النهاردة بتعيطي في حضني كده..."
        وسكت كده وبعدين تنهد، والندم والحزن باينين على وشه.
        "خليني أقول، أنا عندي قلب في الآخر. عشان هو لسه متكسر لمليون حتة."
        أكيد هو كان كداب وخاين وغبي، بس مكنش شخص وحش. وكلامه لمس قلبي. كنت عارفة إنه كان عنده مشاعر ليا زمان. كان فيه حاجات تانية بس هو كان محتاج يحلها قبل ما يدخل في علاقة جدية. بس أنا حسيت بشوية رضا لما سمعت الكلام ده. قبل ما ألف عشان أمشي بصيت عليه كويس آخر مرة، عينيه الزرقا المخضرة الجميلة، فكه القوي اللي عليه ذقن خفيف ملفوف حوالين شفايفه المذنبة ونازل لذراعه العضلية، إيده بتقفل وتفتح بقبضة. أنا بصراحة فاكرة إن كان فيه مشاعر حقيقية بينا في وقت من الأوقات، بس في اللحظة دي إحنا الاتنين أدركنا إن دي آخر مرة هنكون فيها مرتبطين ببعض. وأنا كنت كويسة مع الموضوع ده. أعتقد إحنا الاتنين كنا كده. اديته بوسة صغيرة على شفايفه قبل ما أنزل من العربية والحاجة الوحيدة اللي فاكراها بعد كده إني صحيت بدماغ وزنها حوالي عشرة طن.
        
        صوت مألوف بتاع الباريستا المفضل بتاعي بول بيطلعني من أفكاري.
        "أهلاً يا جيس، هتطلبي حاجة النهاردة ولا بس بتبصي في الفراغ؟"
        هزيت راسي ولفيت عيني بسخرية، وهو ضحك على حالتي البائسة.
        "أمريكانو، شوت دوبل النهاردة، لو سمحت."
        "كنت عارف إن فيه سبب إن شكلك زي الزفت النهاردة. قضيتي ليلة طويلة؟"
        دلوقتي أنا اللي ابتديت أضحك.
        "ممكن تقول كده."
        
        
        
        
         
         
         هو لف وحضر القهوة بتاعتي، وغمزلي قبل ما يناولني الكوباية ويتمنى لي يوم سعيد. أنا فتحت الغطا بتاع الكوباية وشميت ريحة القهوة بعمق، ودماغي تقريبًا ارتاحت من مجرد الريحة. بدأت ألف عشان أمشي، وطبعًا، مع دماغي اللي سايحة وجسمي النايم اللي ملوش أي رد فعل، خبطت جامد في صدر عريض ورايا، ووقعت نص القهوة بتاعتي على قميص البولو الأبيض النظيف بتاعه. هو فحيح من الألم، غالبًا من قهوتي السخنة أوي، وأنا رفعت عيني وبصيت لأكثر عيون خضرا نافذة شفتها في حياتي. بصيت بصدمة وإعجاب للغريب المذهول ده وبقي مفتوح من كتر ما هو شكله حلو بشكل سخيف. سكوت مين؟
        
        شعره قصير وغامق، وفكه مربع، وذقن خفيف مظبوط على وشه. وشفايفه المليانة، يا إلهي، ليه أنا ببص على شفايفه؟ هو بيبص لي بشوية ضيق، بس لما شافني مش عارفة أتكلم، ظهرت على وشه ابتسامة بطيئة.
        "إ-إ-آسفة. أنا آسفة أوي-ي. أنا حرقتك؟" أنا تهتهت.
        هو بس هز راسه وبص على قميصه. أنا كشيت لا إراديًا لما تابعت بصته. جزء كبير من قميصه اتوسخ ببقعة قهوة بني غامق. مسكت مناديل من جنبي وبدأت أطبطب على قميصه، وإيدي ماشية على صدره اللي كان ناشف بشكل مش معقول تحت لمستي. يا إلهي، أنا هكسف نفسي خالص لو ملمتش نفسي دلوقتي. ده مجرد واحد حلو عشوائي. هو مسك إيدي بالراحة، وقفني عن حركاتي الجنونية في محاولة إني أرجع قميصه أبيض، واللي كنت فيها غالبًا بزود الطين بلة. أقسم إيدي حاسة إنها اتعلمت بشكل ما لما لمسها. إيه ده بجد؟ أعتقد إني ممكن أكون لسه سكرانة.
        "يا هلا، هلا، متقلقيش. عادي. مش لازم تعملي كده."
        بصيت له تاني ودلوقتي مفيش على وشه غير الضحك. عينيه ماسكاني تمامًا ومش قادرة أبص بعيد.
        "إلا لو كنتي عايزة تفضلي تلمسيني، وده برضه عادي معايا." ابتسامة صغيرة شدت شفايفه. أنا وشي احمر أوي وهو ضحك على خجلي.
        "آه، آسفة. هبطل د-دلوقتي." يا رب، ممكن أبطل تهتهة؟
        "خدي، خليني أشتريلك قهوة تانية." واخد الكوباية الفاضية تقريبًا من إيدي ورماها في الزبالة. "أنا جيك، بالمناسبة."
        مد إيده ليا وأنا حطيت إيدي الصغيرة في إيده. جلد إيديه الكبيرة سخن على إيدي ومقدرتش أمنع الوخز اللي طلع في دراعي.
        "أنا جيسيكا. ومينفعش خالص تشتريلي قهوة تانية، بس أنا أكيد هشتريلك واحدة. ولو تديني قميصك ممكن أوديه دراي كلين."
        هو رفع حواجبه باستغراب وابتسملي بلعب. عنده غمازات، عنده غمازات بجد لما بيضحك. هو في حاجة مش كليشيه خالص في الراجل ده؟
        وبعدين استوعبت أنا قلت إيه وليه هو بيضحك عليا تاني.
        "يا إلهي، أنا بفضل أحرج نفسي زيادة. طبعًا مش هتقلع قميصك هنا وإيه اللي هتلبسه عشان تروح... أي مكان كنت رايحه كده كده. ممكن أدفع تمن واحد جديد." أنا ضحكت بضيق قبل ما أكمل.
        "أنا آسفة، أنا مش غبية كده عادةً. النهاردة بس مش أحسن صباح ليا. مش إن ده يهمك في حاجة. و... أنا برغي تاني. آسفة." أنا لفيت عيني على نفسي في سري. أنا غبية.
        بصيت حواليا وقعدت على الترابيزة اللي جنبي، وخدت نفس عميق. كنت خبطت دماغي في السطح الخشبي البارد لو مكنتش في مكان عام. هو قعد جنبي، بيبصلي عن قرب.
        "جيسيكا، تشرفت بمعرفتك. ومتقلقيش على القميص، أنا عندي كتير منهم. بطلي اعتذار."
        حاولت أهز راسي بامتنان لمحاولته الواضحة إنه يحسسني إني أحسن.
        "لكن، محاولتك إنك تخلعيني وإحنا لسه يدوب بدلنا أسماءنا جريئة أوي."
        بصيت له بصدمة، وعيني واسعة من الإحراج وعدم التصديق لكلامه.
        بس وشه فضل فيه لعب وضحك على عدم تصديقي الواضح. حاولت أسترخي قبل ما أرد لما أدركت إنه بيهزر. إيده وصلت وسحبت خصلة شعر سايبة ورا ودني. أنا اتخضيت من حركته، بس هو ملقاش ده غريب.
        "اهدي، أنا بس بهزر معاكي."
        غمز كده وأنا حسيت إن اللي جوايا بدأ يدوب من نظرته النافذة. هو شاطر في ده.
        "آه، آه. مكنتش بفكر في اللي قلته، آسفة." أنا بصيت لتحت عشان ألم نفسي قبل ما أبص له تاني.
        "ومتعملش على نفسك نمرة. مش كل ست عايزة تخلعك من أول نظرة."
        أخيرًا، غروري رجع. شكرًا جزيلاً.
        وشه بان عليه المفاجأة لأول مرة. كده أحسن. بالرغم من إن إني أخلعه كان هيبقى أول حاجة على أجندتي النهاردة لو مكنش، حسنًا، غريب.
        هو ضحك بصوت عالي المرة دي ووشه كله نور، ومبين الغمازات اللعينة دي تاني.
        "شاطرة، شايف."
        مقدرتش أمنع نفسي إني أبتسم. دلوقتي بجد لازم أشتريله القهوة دي.
        "طيب، إيه القهوة اللي بتشربها-..."
        كلامي اتقطع قبل ما أخلص سؤالي لما شقراء زي الموديل وقفت قدام جيك وسحبت انتباهه بعيد عني.
        "جيك، آسفة إنك اضطريت تستنيني. يا إلهي، إيه اللي حصل لقميصك؟"
        هي متجاهلتنيش بأي شكل وهو بص عليها.
        "مجرد حادثة صغيرة. كنت فاكر إني هقابلك بره؟"
        أنا بدأت أقوم من الكرسي بتاعي بما إني واضح إني مقاطعة حاجة هنا. هو بص لي تاني ومسك دراعي بسرعة قبل ما أقدر أتراجع.
        "إيه ده، ماشية خلاص؟"
        "آه، لازم أمشي. آسفة تاني على الفوضى. لسه حابة أشتريلك قهوة كاعتذار." بصيت على الشقراء وذوقي مسمحليش أبقى وقحة، بالرغم من إنها كانت بتبصلي بغضب. "ولصاحبتك برضه، طبعًا."
        هو كان على وشك يقول حاجة لما هي قاطعته. "مش لازم، إحنا هنشتري مشروباتنا بنفسنا. صح يا حبيبي؟"
        النظرة اللي هو بصلها بيها مكنتش ودودة خالص والضيق باين على ملامحه بوضوح، بس أنا بدأت أتراجع بسرعة على أي حال. بعد تذكرة فشل علاقاتي الليلة اللي فاتت، مش عايزة أدخل في دراما جديدة. حتى لو كانت مع واحد من أحلى الرجالة اللي شفتهم في حياتي. قبل ما يقدر يرد أي حاجة، لفيت ومشيت من غير ما أبص ورايا، وقهوة الصبح بتاعتي اتنسيت في السكة.
        خدت نفس عميق أول ما طلعت، وهوا الخريف النضيف دخل في مناخيري وحاولت أروّق دماغي وأنا ماشية لعربيتي وبسوق نفسي للمحاضرات. لسه قدامي أطول يوم. ومن غير قهوة كمان على ما يبدو.
        
        ---
        
        
        
        بعد كام يوم، بالليل كان فيه خطوبة أختي ومفضلش غير كام ساعة بس على ميعاد ما أكون هناك. حنة، صاحبتي الانتيم، هتيجي معايا وهي اللي هتيجي تاخدني عشان نروح سوا.
        
        أختي ريبيكا أكبر مني بعشر سنين والفرق ده خلاها أكتر زي أمي التانية منها أختي. على الأقل لحد ما كبرت كفاية عشان تبدأ تشوفني كشخص كبير وتقدر تشاركني أسرار الكبار اللي محدش يعرفها. هي أحسن أخت ممكن أتمناها. لحسن حظها لقت راجل أحلامها ومكنتش ممكن أكون أسعد منها. هي تعبت كتير السنين اللي فاتت وخطيبها برايان كان السبب إني شفتها بتبتسم بعد شهور طويلة كانت بتنام وهي بتعيط.
        
        بعد انفصال بايظ مع حبيبها بتاع أيام الثانوية وطفل، اللي مبقاش طفل دلوقتي عشان هو هيتم ١٨ سنة كمان شهرين، الأمور سخنت بسرعة وسابت أختي بتعاني من ليالي كتير مابتنامهاش. ابنهم مايك، اختصار لـ مايكل، ابن أختي، وتقريبًا واحد من قليلين اللي بحبهم أكتر من أي حد، أخد الموضوع بصعوبة أوي لما اتطلقوا. تصرفاته بقت مش طبيعية خالص، واخد دور المراهق المدلل اللي جاي من بيت مفكك. نص اللي حصل ده كنت فاهماه، أهلي اتطلقوا وأنا عندي خمس سنين، بس النص التاني كنت عايزة أخنقه. بالرغم من كده، هو واحد من أكتر الناس اللي بحبهم وبما إن فرق السن بينا قليل، هو أقرب حد ليا لأخ.
        
        أنا لسه خارجة من الجامعة اللي بدرس فيها أدب إنجليزي، بخلص آخر سنة ليا هنا على أمل إني ألاقي فرصة شغل تحفة في دار النشر اللي بشتغل فيها حاليًا كـ مساعدة شخصية لواحدة من أهم المحررين. دي كانت أقرب حاجة ممكن أوصلها للوظيفة اللي عايزها، وكمان مرتبها مكفيني إني أقدر أدفع إيجار شقة صغيرة أوضة وصالة في مدينتنا، اللي هي ملكي لوحدي لأول مرة في حياتي. جالي رسالة صوتية من حنة، بتقولي إنها هتيجي تاخدني الساعة ٦:٢٠ بالليل وإنها مش عايزة حد يزعجها لحد الوقت ده، عشان هي قضت ليلة طويلة. شخصية عسل أوي.
        
        أنا لسه مجبتش هدية الخطوبة ولا اشتريت طقم مناسب. يا ريت لو لمرة واحدة بس مكنتش الشخص اللي بيأجل كل التزاماته لآخر لحظة ممكنة.
        
        روحت تيفاني عشان أجيب هدية الخطوبة وبعدين لفيت ناحية المول عشان أجبلي فستان شيك. عادةً بحب التسوق، بالرغم إني دايمًا بحس بالذنب لو صرفت فلوس كتير على الهدوم. النهاردة بالذات، مش كده خالص. معرفش ليه كنت مستنية كل ده قبل ما أشتري طقم.
        
        لفيت في اتجاه محل الأزياء الراقية اللي بحبه، على أمل إني أكون محظوظة على الأقل إني ألاقي فستان مناسب في وقت قليل كده. في الآخر اشتريت فستان أسود دلوع وجزمة جيمي تشو اللي كانت أحلى من إنها تتفوت. هضطر أضيق الحزام الشهر ده ومصرفش تاني، بس كانت تستاهل. هم تحفة. سبت المول وروحت على البيت على طول. فاضلي ساعتين عشان أجهز، فياريت أبدأ. ريبيكا مش هتقدر تأخيري (زي كل مرة).
        
        الساعة ٦:١٥ كنت واقفة قدام المراية في شقتي، ببص على شكلي. وأنا بحط آخر طبقة من الماسكارا ومستنية حنة تيجي، دماغي سرحت في الراجل اللي قابلته من كام يوم في محل القهوة. أنا كشيت من ذكرى إني دلقت عليه القهوة كلها، بس مش قادرة أتخلص من صورته. كان تحفة. وأنا مش بتعجب بسهولة كده.
        
        طبعًا، القدر أكيد بيلعب معايا تاني بما إني أخيرًا قابلت راجل لأول مرة بعد سكوت يخطف أنفاسي، بس القدر بيحطه مع شقراء مقرفة حوالين دراعه وأنا في الآخر مخدتش ولا قهوته. ولا قهوتي كمان.
        
        سمعت صوت الآيفون بتاعي بيرن في الأوضة التانية، بيعرفني إن حنة تحت مستنياني، وبصيت على نفسي آخر بصة. الفستان الأسود الدلوع واصل لنص الفخد وبيحتضن منحنيات جسمي في كل الأماكن الصح. هو فستان مفتوح الظهر مبين ضهري المشدود اللي هو نتيجة تعب في الجيم وده جزء من جسمي فخورة بيه جدًا. أنا مش واثقة في نفسي أوي، بس بشكل عام، أنا راضية جدًا عن شكلي. عندي رجلين طوال نوعًا ما، ووسط منحني، وأرداف حلوة، ووسط رفيع. صدري حلو، بس مش كبير أوي أتباهى بيه وبطريقة ما ده ماشي مع شكلي كله. عندي شعر بني فاتح مموج واصل تقريبًا لنص ضهري وتركيبة عيون مثيرة للاهتمام بين الرمادي والأخضر مع لمسة بني. أنا مش عندي شكل عارضة أزياء، وساعتها صورة صديقة جيك الشقراء المتغطرسة عدت على دماغي، بس بيجيلي اهتمام كافي من الجنس الآخر عشان غروري يبقى راضي.
        
        لبست جزمة جيمي تشو الجديدة بتاعتي ومعاها شنطة يد نفس اللون ونزلت تحت. حنة حضنتني بسرعة لما قعدت في كرسي الراكب ومدحت شكلي. هي شكلها تحفة في فستانها الأخضر الغامق اللي من غير أكمام، وكعبها الأسود العالي، وشعرها الأحمر الطويل المفرود. هي من البنات اللي بتلفت انتباه الرجالة والستات مهما راحت فين. مش إنها يهمها رأي الناس فيها، هي واثقة في نفسها وساحرة جدًا، وده اللي بيزود جاذبيتها.
        
        
        
        
        
        
        بدأنا نسوق في طريقنا لمكان الخطوبة، وأنا بدأت أحكي لها قصة حادثة القهوة، اللي خلتها بتضحك طول الطريق تقريبًا لحد ما ركنا قدام المكان. بس، أنا قدرت أثير اهتمامها بالطريقة اللي وصفت بيها الراجل الغامض. أنا عارفة إنها مدركة إني مكنتش معجبة بواحد كده من بعد سكوت.
        
        لما دخلنا التراس اللي معمول بشكل جميل أوي بديكور أبيض وذهبي، وبيلمع تحت السما الصافية اللي شكلها زي آلاف النجوم، أنا كنت مذهولة. أختي اختارت المكان ده صح أوي وظبطته تحفة. لمحنا بيكا وبرايان بيتكلموا مع واحد من المعازيم، ولما قربنا منهم، كوبايتين شامبانيا اتحطوا في إيدينا. أختي حضنتني جامد.
        
        "أهلاً يا جميلة، أنا فرحانة أوي إنك هنا. أنا بدأت أحس إني متوترة من الموضوع كله. تفتكري كل حاجة شكلها تمام؟ لسه شايفه كرسي شريطه مش ماشي مع الباقيين، وواحد من الجرسونات دلق شامبانيا بالغلط على أخت مرات برايان، وأحسن واحد عند برايان لسه مجاش، آه بس انتي لسه مقابلتيهوش و..."
        
        أنا قطعتها قبل ما تدخل في حالة فزع كاملة.
        
        "يا أختي الكبيرة، كل حاجة شكلها تحفة بجد وانتي شكلك جميل بشكل مش طبيعي. بلاش قلق، هو مثالي خلاص."
        
        يا إلهي، أنا بحبها، بس هي مهووسة بالتفاصيل. هي هزت راسها بامتنان وحضنتني تاني. أنا تقريبًا نسخة أصغر منها؛ إحنا تقريبًا نفس الطول، ونفس تركيبة الجسم، ما عدا إن صدرها أكبر وشعرها البني الفاتح أقصر شوية. النهاردة هي منورة في الفستان الحريري الأخضر الفاتح اللي ماشي تحفة مع عينيها اللي لونها أخضر مصفر تقريبًا.
        
        أنا لفيت عشان أحضن برايان جامد وهو خد فاصل من الكلام العادي اللي كان بيقوله لـ حنة. هو خلاني ألف، مبين الفستان بتاعي وأعلن إني شكلي يجنن. أختي خبطته بهزار على دراعه في محاولة إنها تخليه يبطل يبص عليا كده.
        
        الضحك انفجر في دايرتنا وهو باسها بوسة صغيرة على خدها. يا إلهي، أنا بحبهم أوي.
        
        ابن أختي بدأ يقرب من ناحية الشمال، سحبني في حضن ولف بيا. حلو أوي إني أشوفه هنا. أنا حضنته تاني وهو شاور لـ حنة. دردشنا شوية كمان مع مايك ولمحت شعر أمي الأحمر القصير على الناحية التانية، واقفة جنب المدخل، بتسلم على الناس.
        
        كنت على وشك أروح أشوفها لما بيكا سحبتني تاني عشان تعرفني أخيرًا على أحسن صاحب برايان / الإشبين بتاع الخطوبة، ومرافقته للسهرة. أنا سمعت حاجات كتير عنه، إنه وسيم أوي وإنه ماشي من بنت لبنت. أنا كنت فضولية أوي إني أقابله بجد.
        
        لفيت ووشي بدأ ياخد ابتسامة ودودة لما كدت أفقد توازني من المنظر اللي قدامي.
        
        أنا بالغلط دلقت شوية من الشامبانيا على السجادة من الصدمة وكل واحد بص عليا وعلى خيبتي، بس أنا معرفتش أرد بأي حاجة. فضلت باصة على الغريب الجميل لما برايان بدأ يعرف صاحبه جيك.
        
        وطبعًا، وطبعًا هو نفس الراجل بتاع محل القهوة بكل جاذبيته، المرة دي لابس بدلة رمادي غامق وحالق ذقنه جديد.
        
        أنا متدمرة خالص.
        
        
        
        
        
        عينيه الخضرا اللي بتلمع دي كانت موجهة ناحيتي مباشرة. ريقي نشف وبقيت بالعافية بقدر أعرّف نفسي. "أ-أنا جيس-يكا."
        
        يارب يكون فهم إني مش عايزة حد يعرف إيه اللي حصل. هو بيبصلي بنظرة مرحة وأنا متخيلة بس إيه شكل الكارثة اللي كنت فيها اليوم اللي فات.
        
        "أهلاً أخيرًا عرفت جيسيكا المشهورة. أنا جيك." ابتسامة صغيرة بترقص على شفايفه وهو بيسلم عليا. ليه أنا وشي بيحمر كده؟!!
        
        "ودي سيرينا." بيشاور على الشقرا اللي شفته معاها اليوم اللي فات. هي بتسلم عليا، عاملة نفسها كإننا متقابلناش قبل كده، وبتبصلي من فوق لتحت وابتسامتها مصطنعة أوي. تقريبًا نسيت أقدم حنة لحد ما هي كحت بصوت خفيف.
        
        "آه، آسفة؛ دي صاحبتي الانتيم حنة." هي سلمت عليهم هما الاتنين وابتسمت بأدب، وهي بتفحص جيك بخفة.
        
        "لسه فاكر موضوع القهوة." مفيش مفر من ابتسامته الخبيثة. يا أرض ابلعيني. كنت عارفة إنه مش هيقدر يقفل بقه.
        
        أختي وبرايان بصولي نظرات حيرة وأنا شايفة حنة بتجمع الخيوط في دماغها. حتى مايك رفع راسه من تليفونه، مبين اهتمام خفيف باللي بيحصل. أنا هزيت راسي وابتسمت بتصلب، وبعدين اعتذرت بطريقة مش مهذبة أوي، وسحبت حنة ورايا وشديتها ناحية حمام السيدات. هي مشيت ورايا بسرعة، وإحنا الاتنين تجاهلنا النظرات المحتارة اللي سيبناها ورانا.
        
        لما وصلنا التواليت أخيرًا، قفلت علينا بالمفتاح وبدأت أتنفس بصعوبة، كنت على وشك إني أتنفس بسرعة زيادة (هايبر فنتيليت). حنة لسه مصدومة، بس أنا عارفة إنها هتفوق بسرعة وتغرقني بالأسئلة.
        
        "ده هو الراجل اللعين بتاع اليوم اللي فات؟ اللي كنتي مفتونة بيه وبتتكلمي عنه لمدة عشرين دقيقة كاملة وإحنا جايين هنا؟" مفيش عندي وقت أرد قبل ما هي تكمل رغيها.
        
        "الراجل ده بجد مز أوي، مكنتيش بتكدبي. والشقرا سيرينا دي مغرورة زي ما تخيلت. هتعملي إيه؟ ده طالع من مسلسل تركي. مش مصدقة!"
        
        من الرغي، هي اتحولت لضحك كامل وعينيها دمعت. أخيرًا، قدرت أنضم للمحادثة.
        
        "آه، هو. أنا مش لاقية كلام أعبر بيه عن قرف الموقف ده دلوقتي، فبطلي تضحكي." بالرغم من إني حاسة إن أطراف بوقي عايزة تضحك معاها على سخرية الموقف.
        
        "يارب ميكونش قال لكل الناس على خيبتي الكبيرة وقد إيه وشي احمر. ده محرج أوي. ليه ده بيحصلي أنا دايماً؟"
        
        مكنتش عارفة أضحك ولا أعيط على سخافة الموقف. هو بجد كان سخيف. بس الجزء الصغير مني اللي كان بيتساءل لو هشوفه تاني، راضي جدًا عن نفسه.
        
        حاولت أتجاهل الصوت اللي في دماغي، بس مهما كان مستوى الإحراج اللي حسيته، مقدرتش أنكر قد إيه كان مز بشكل مش طبيعي بالبدلة وإن إعجابي بيه تضاعف من أول مرة شفته فيها. اللعنة، اللعنة، اللعنة.
        
        حنة كانت بتبصلي وعارفة بالظبط إيه اللي بفكر فيه لما ابتسامة خبيثة ظهرت على وشها.
        
        "إحنا هننبسط أوي النهاردة." مع الإعلان ده، سحبوني من حمام السيدات ورجعنا للحفلة. ده وقت العرض.
        
        رجعنا الحفلة عشان نلاقي أماكنا عشان البرنامج كان بدأ خلاص. قاعدة على ترابيزة طويلة على يمين العروسة، أنا كنت جنب أمي آنا. هي ست رائعة وشكلها يجنن، سنها مش باين عليها بالرغم من إنها في نص الخمسينات. هي أكتر شخص حنون ومتفاهم في حياتي؛ مش ممكن أكون ممتنة أكتر من كده إني عنديها أم.
        
        على الناحية التانية مني كانت حنة. عيلة برايان كانت على شماله. بما إن جيك كان واحد من أقرب الناس ليه، هو كان قاعد كام كرسي بعيد عني. كنت مبسوطة بوجود مسافة فيزيائية بيني وبينه، بس مقدرتش أمنع نظراتي إنها تروح في اتجاهه من وقت للتاني. أقدر أحلف إن كام مرة هو كمان راسه لفت ناحيتي.
        
        كنت بحاول أفتكر الحاجات اللي أختي قالتها لي عن 'أحسن صاحب برايان'، بس مقدرتش أفتكر كتير. هي ذكرت إنه مز، وده مقدرش أجادل فيه. أنا فاكرة بشكل غامض إنها قالت حاجة عن إنهم كانوا عايشين قريب من بعض وهما أطفال وجيك كان بيلعب في بيت برايان كتير عشان أهله مكنوش موجودين كتير. أنا عارفة إن جيك أصغر منه بكام سنة، فده معناه إنه حوالي ٣٠ سنة. يعني غالبًا أكبر مني بخمس سنين على الأقل. همم... أنا دايماً كنت بفضل أرتبط برجالة أكبر مني... ماشي، مش دي النقطة.
        
        بيكا قالت برضه إنه بيواعد بنات كتير وإنها بتتمنى إنه ميجيش فرحهم مع أي واحدة تافهة. أنا فاكرة بشكل خفيف إنها قالت إنها شافته مؤخرًا مع نفس الست كذا مرة، فانا خمنت إن دي سيرينا.
        
        كنت بفصل وبأرجع أركز كده طول بقية البرنامج الرسمي، لحد ما الموسيقى بدأت تشتغل والحفلة بدأت تولع. شفت حنة كانت في مودها وأنا كمان حسيت إني دايخة شوية من كتر الشامبانيا اللي شربتها.
        
        أختي لقتني بعد كام "رقصة خطوبة" وسحبتني على جنب. كنت عارفة هي هتسأل إيه.
        
        "إيه الحوار ده كله مع جيك؟ انتي تعرفيه؟" كنت أتمنى إن ده يكون علامة إنه مذكرش الحادثة لأي حد.
        
        "قصة طويلة، بس باختصار،" أنا عملت حركة إيدي عشان أبين إني متضايقة من الموضوع قبل ما أكمل، "أنا قابلته بالغلط اليوم اللي فات في محل القهوة بتاعي ووقعت قهوة سخنة لسه معمولة على قميصه الأبيض. وانتهى بينا الحال بنتكلم ولما كنت على وشك إني أشتريله كوباية، الشقرا سيرينا دي ظهرت. مش عايزة أي دراما، أنا ببساطة هربت من الموقف. كنت فاكرة إني عمري ما هشوفه تاني، بس إحنا هنا... دي قصة حياتي."
        
        كانت بتبصلي بعدم تصديق وبعدين انفجرت في الضحك. آه، مرحبًا بيكي في النادي. كلماتها اللي بعد كده، كانت غير متوقعة شوية.
        
        "وإنتي لقيتيه مز لدرجة إنك بدأت تتهتهي؟"
        
        بدأت أضحك على سؤالها المباشر، بس بجد، إزاي كنت أتوقع إنها مش هتاخد بالها من قلة كلامي. أنا كده كده تمتمت بموافقتي وحاولت أمشيها وأنا بطلب منها إنها تروح تستمتع بليلتهما، وإننا هنتكلم بعدين.
        
        دورت على حنة ومايك وسحبتهم هما الاتنين لساحة الرقص. قررت إني أبطل أفكر فيه خالص وأسترخي بس في صحبة أكتر ناس بحبهم.
        
        مكنتش أعرف إن ليلتي مش هتخلص مريحة زي ما كنت أتمنى.
        
        
        
        
        
        رقصنا واتجننا في ساحة الرقص، وكنت بحاول على قد ما أقدر مابصش عليه. حنة وفّت بوعدها واتأكدت إننا نكون ملفوتين للنظر في الرقص. مايك زهق مننا بعد كام أغنية ورجع مكانه يلعب بتليفونه. بصراحة، أنا حتى اتفاجئت إنه قعد كل المدة دي. لازم أتكلم معاه لوحدنا قريب وأشوف هو مستحمل الوضع ده كله إزاي.
        
        حنة وأنا فضلنا نرقص شوية وبعدين تعبنا أخيرًا، قررت أروح حمام السيدات وهي رجعت للترابيزة عشان تجدد مشروبها.
        
        لما وصلت عند الزاوية، عيني وقفت على راجل واقف قدام باب المكان اللي أنا رايحاه. طبعًا، نجم الليلة.
        
        في لحظة الذعر، ترددت ثابتة مكاني، بفكر ألف وارجع بعدين ولا أمشي على طول وأعمل نفسي مفيش حاجة حصلت. كنت بفكر في الخيارين دول فترة طويلة على ما يبدو لما هو رفع راسه من تليفونه وعينيه وقفت على عيني.
        
        اتسمرت مكاني لحظة، مش قادرة أتحرك تحت نظرته. إزاي ممكن واحد غريب تمامًا يخطفني كده بالكامل؟ جسمي ودماغي بيتفاعلوا معاه حتى من بعيد.
        وبعدين خبطت نفسي في دماغي. أنا مش هعمل دور المصدومة لدرجة إني مش عارفة أتكلم تاني.
        
        خدت نفس عميق وكملت طريقي هناك. عينيه مسبتنيش، بتبصلي من تحت لفوق. حسيت بقشعريرة طالعة من صوابع رجلي لحد فوق كأن جلدي متوصل بعينيه اللي بتلف عليا كلها. بدأت أقرب منه طول الوقت بحاول يائسة إني أقدر إيه اللي بيفكر فيه، بس وشه كان متخبي بعناية من أي مشاعر. خلاص، دلوقتي أو لا.
        
        "أهلاً بيكم،" أهلاً بيكم؟؟ أنا في ابتدائي ولا إيه؟
        
        "أنا كده كده كنت عايزة أشكرك إنك مقلتش لحد على الحادثة اللي حصلت اليوم اللي فات. أنا لسه آسفة جدًا ونفسي أقدر أعتذرلك."
        
        كنت بحاول أكون مهذبة بجد، بس حتى في وداني، الكلام ده كان فيه إيحاء شوية. عقلي الباطن مش رقيق أوي الظاهر. أعتقد إنه خد باله من تلميحي غير المقصود لما حاجة سخنة عدت في عينيه، بس هو خفاها بسرعة.
        
        هو مردش أي حاجة فترة، فضل بس يبصلي بعينيه الخضرا المكثفة دي، بيقيمني بصمت. باين عليا مقدرتش أبطل أبص عليه أنا كمان، غرقانة في عينيه الحلوة، مستنياه يتحرك. ليه أنا بتفاعل معاه كده كان فوق استيعابي.
        
        بعد فترة، هو فك شوية التوتر بانه هز راسه بإيماءة صغيرة ووراني ابتسامته المثيرة اللي فيها غمازات.
        
        "متقلقيش. انتي كنتي حلوة نوعًا ما. آه، وأنا قلت لـ برايان. مكنتش أعرف إن ده سر حربي." هو كان بيسخر مني، بس قاله بصوت خفيف وابتسامة دافية، وده خلاني أسترخي شوية. هو قال إني كنت حلوة نوعًا ما؟
        
        "عادي بجد، مش أحسن لحظاتي. ممكن نبدأ من جديد؟" أنا مدت إيدي قدامه، مستنياه يمد إيده.
        
        "أهلاً، أنا جيسيكا كافاناج، أخت بيكا. تشرفت أخيرًا بمعرفتك."
        
        هو كان بيقيم الموقف شوية وبعدين بدأ يبتسم وهو بيسلم عليا.
        
        "تشرفت بمعرفتك يا جيسيكا، أنا جيك أدامز. إشبين برايان. سمعت عنك حاجات حلوة كتير. بس مكنتش أعرف إن شكلك كده يجنن."
        
        
        
        
        عيني اتفتحت بصدمة على كلامه وفجأة حسيت إني حرّانة أوي في هدومي. حقيقة إنه لسه ماسك إيدي مش بتساعد خالص. حسيت بطاقة بتهزني في المكان اللي صوابعه لمست فيه جلدي ورجلي اترعشت لا إراديًا.
        
        "أنا آس-فة؟"
        
        صوته بقى أوطى وأهدى، وسحبني سنتي أقرب منه وخلاني أشم ريحة البرفان بتاعه من قربنا.
        
        "قلتلك شكلك جميل أوي ولازم تعرفي إزاي تقبلي الإطراء."
        
        كنت دايخة من إني محاطة بريحة البرفان بتاعه اللي بتصوت "جنس" وكلامه خلاني أحس بوخز في كل الأماكن الغلط.
        
        هو كمل، "بس بما إنك أخت أخويا اللي يعتبر أخويا، مفروض ملمسكيش. ودي حاجة مؤسفة بجد لو هتسأليني."
        
        أخت أخويا اللي يعتبر أخويا؟ وأنا اللي كنت فاكرة دماغي دي لخبطة كلمات غريبة. حسيت بقشعريرة في كل جسمي وبدافع مفاجئ سحبت إيدي من إيده. مقدرش أخليه يفتكر إني معجبة بيه بشكل ميؤوس منه لدرجة إني مقدرش أتحكم في نفسي.
        
        "إيه اللي خلاك تفتكر إني عايزة تلمسني؟ أنا يا دوب أعرفك."
        
        عينيه اللي مترصعة برموش كثيفة بنات تموت عليها قيمت تعبيرات وشي، واضح إنه بيفكر في طريقة يرد بيها. مرة تانية مد إيده عشان يرجع خصلة شعر ورا ودني وكان على وشك يرد لما باب الحمام اتفتح وخرجت سيرينا.
        
        هي بصتلي بصة وحشة وبغريزة، أنا بعدت عنه كام سنتي. حاجة زي الضيق عدت على وشه، بس قبل ما أقدر أفهم هو بيفكر في إيه، سيرينا حطت إيديها حوالين رقبته، وهي بتوشوش حاجة في ودنه.
        
        خمنت إن دي إشارتي، بصيت عليه مرة تانية ودخلت حمام السيدات، وقفلت الباب وطلعت نفس مكنتش عارفة إني كنت حابساه. إيه اللي حصل ده كله؟
        
        بعد عشر دقايق من التنفس العميق، هديت نوعًا ما وخرجت من حمام السيدات. عضلاتي فكت من التوتر المكبوت لما أدركت إن مفيش حد واقف على الناحية التانية.
        
        حنة كانت مستنياني لما دخلت القاعة الرئيسية ولاحظت إن الحفلة بتقرب تخلص. قررنا نقول وداعًا للضيوف الباقيين وعيلتي، ونتجه للعربية.
        
        أنا بحاول يائسة إني مأفكرش بقية الليل في حقيقة إن جيك وسيرينا مشيوا خلاص وأنا كنت بتكلم مع نفسي في الحمام. أنا مفروض ميهمنيش هو بيعمل إيه كده كده، صح؟
        
        
        
        الفجر طلع، الشمس دخلت أوضتي. صحيت ودماغي لسه فيها كل تفاصيل إمبارح. مش عارفة أنا مبسوطة ولا متضايقة من اللي حصل مع جيك.
        
        قمت من السرير، بصيت من الشباك. الهوا كان لسه ساقع. حسيت إني عايزة أبدأ من جديد. يمكن اللي حصل ده كان إشارة لحاجة تانية خالص.
        
        بصيت حواليا في الأوضة، كل حاجة مترتبة وهادية. حسيت بهدوء غريب جوايا. قررت إني مش هفكر كتير في اللي فات. الحياة بتمشي، وأنا لازم أمشي معاها.
        
        خدت نفس عميق، وحسيت إني عندي طاقة جديدة. طاقة إني أبص للمستقبل. يمكن جيك ده كان مجرد موقف، أو يمكن بداية لحاجة أكبر. مفيش حاجة مضمونة، بس أنا جاهزة لأي حاجة.
        
        ابتسامة خفيفة ظهرت على وشي. أنا جاهزة. مش مهم إيه اللي حصل، المهم إيه اللي جاي.
        
        

        قداس العشق - روايه رحب

        قداس العشق

        2025, كاترينا يوسف

        للمراهقين

        مجانا

        قسيسه ملتزمة، صحيت على زعيق أبوها عشان متتأخرش على الكنيسة. هناك بتقابل بنت بتعزف درامز بتشدها أوي، وبتتكلم معاها رغم إن صاحبتها بتحذرها منها عشان سمعتها مش كويسة. بيونسي بتحاول تنكر أي إعجاب بيها خوفًا من فكرة "الخطية"، بس في الآخر بتديها رقمها على أساس إنها صداقة، مع إن الواضح إن فيه حاجة أكتر من كده بتحصل.

        بيونسي

        قسيسه ملتزمة وبتصحى كل يوم على صوت أبوها اللي بيزعق عشان تروح الكنيسة. صوتها جميل وبتغني في الكورال، وواضح إن ليها كاريزما وبتلفت الانتباه

        كيلي

        جريئة ومبتخافش تتكلم بصراحة. بتحاول تحذر بيونسي من البنت اللي بتعزف درامز وبتقولها إن ليها سمعة مش كويسة، لكنها في نفس الوقت بتعرض إنها توصلها بيها لو بيونسي عايزة تتعرف عليها.

        نيكي

        بتجذب انتباه بيونسي. بتغازل بيونسي بشكل مباشر. عندها موهبة واضحة في العزف على الدرامز وشغفها بالموسيقى واضح جداً في أدائها. كيلي بتذكر إن ليها سمعة مش كويسة وبتسبب مشاكل كتير مع أختها.
        تم نسخ الرابط
        قداس العشق - روايه رحب

        "قومي يا بيونسي!" أبويا زعق وهو داخل أوضتي. اتأففت وسحبت الغطا على راسي وأنا بحاول أكتم صوته العالي عشان آخد آخر لحظات سلام.
        
        "يلا يا بنتي ما ينفعش نتأخر، فيه كنيستين ضيوف جايين النهاردة!" قال وهو بيشد الغطا.
        
        "قومي قبل ما أوريكي!" زعق وهو طالع.
        
        اتنهدت جامد وقمت، مع إن ده كان آخر حاجة عايزة أعملها، بكره صحيان النوم. قعدت في السرير أبص على الحيطة بوش مكشر وأنا بحاول أقنع نفسي أقوم بس كنت عايزة أرجع تحت البطانية الدافية دي.
        
        دعكت عيني عشان تتظبط أكتر وبعدين رمشت كام مرة كمان وقمت أبص حوالين أوضتي اللي مش واضحة.
        
        "بابا قالك أحسنلك تقومي يا أختي!" سولو قالت وهي معدية.
        
        "اخرسي!" زعقت فيها وأنا متضايقة أصلاً.
        
        رحت آخد دوايا اليومي ودخلت حمام أوضتي وشغلت الدش السخن. وفي الوقت اللي الحمام بقى مليان بخار، دعكت عيني بتعب وبعدين قلت دعاء الصبح.
        
        لما خلصت، دخلت الدش وفضلت واقفة وعيني مقفولة والمية السخنة نازلة على جسمي. جسمي كله استرخى وحسيت إني بنام تاني بالراحة.
        
        سمعت خبط قاطع كل ده واتأففت "يلا يا بيونسي!"
        
        مسكت الفوطة والصابون وغسلت جسمي كويس وغسلت شعري. بعد ما خلصت خالص، طلعت ولفيت الفوطة حوالين نفسي ودخلت أوضتي نشفت نفسي وبعدين مسكت نضارتي ولبستها. بدأت أحط لوشن ومزيل عرق وأنا بدندن الأغنية اللي هغنيها النهاردة في القداس.
        
        لما خلصت ده، غسلت سناني ولبست هدومي قبل ما أعمل شعري كيرلي خفيف.
        
        "يا سمايلي يلا!" أخويا الكبير جاي قال وهو بيخبط على الباب وينادي عليا بلقبي. استعجلت ولبست كعب رجلي ومسكت شنطتي وموبايلي ورشيت برفان وأنا طالعة.
        
        نزلت تحت طلعت للعربية وركبت ورا جنب أختي.
        
        "يا سمايلي إيه اللي قعدك كل ده؟!" أبويا زعق فيا وهو بيطلع بسرعة من الممر.
        
        "كنت بعمل شعري." قلت بتمتمة وأنا بلمسه.
        
        هز راسه ليَّ "شاغلة بالك بشعرك واحنا قربنا نتأخر على الكنيسة. أنا مستنيكي." قال وهو بيخليني أتنهد.
        
        "بتطلعي نفس؟!" راسه رجعت لورا بسرعة.
        
        "لأ يا بابا." قلت بتمتمة وأنا باصة من الشباك.
        
        بقية المشوار بالعربية كان هادي لحد ما وصلنا الكنيسة، نزلت من العربية واتسلم لي أخويا الصغير "لبسيه الجزمة. بسرعة."
        
        "ماشي." قلت وأنا ببعد عن أبويا وهو مشي. الكل مشي وأنا بلبس أخويا الصغير إرميا الجزمة.
        
        لما خلصت، لفيت بسرعة وخبطت في بنتين، واحدة شكلها رجولي أكتر من التانية.
        
        القصيرة كانت بتبصلي أوي والتانية كانت باصة بوش مكشر "مش شايفة رايحة فين؟" سألتني بصوت عالي.
        
        "أنا آسفة." اتكلمت بصوت واطي بلهجتي الجنوبية العميقة قبل ما أسرع وأدخل أبواب الكنيسة.
        
        كنت لسه هدخل الأبواب الرئيسية بس حد مسكني.
        
        "أنا آسفة على أختي، هي بس وقحة." البنت القصيرة اللي شفتها قالت وهي باصة بأسف.
        
        بصيت على وشها كله وأنا باكتشف إنها جذابة جداً.. جداً جذابة.
        
        "مفيش مشكلة." اتكلمت بصوت واطي شوية.
        
        "عجباني اللهجة دي." لحست شفايفها. احمر وشي وبصيت لتحت، مش بيجيلي إشادات كتير على لهجتي.
        
        "اسمك إيه؟" سألتني بصوت ناعم.
        
        "بي-" "بيونسي! بتعملي إيه؟!" أبويا جه من الأبواب وهو بيوشوش ويصرخ.
        
        "أحسنلك تروحي على المذبح وبسرعة." جز على سنانه بغلظة.
        
        "بس انت قولتلي-" "مش مهم! روحي!" زقني بره ناحية الناس اللي كانوا بيتكلموا في الكنيسة.
        
        حطيت أخويا عند نانا قبل ما أروح مكاني.
        
        "ابتدوا الأغنية." أبويا قال وهو بيبصلي بغضب.
        
        "ابتسمي." أمي همستلي بوش آسف.
        
        اتنهدت وهزيت ضيقتي وأنا عارفة إني لو هعمل ده لربنا لازم أعمله صح.
        
        "آه آسف يا قسيس بس انت اللي مش بتقول ابتدوا الأغنية، أنا اللي بقول." كات مدير الكورال قال وهو بيبص ناحيته وبعدين بص لينا.
        
        "دلوقتي ابتدوا الأغنية."
        
        الموسيقى بدأت بسرعة وابتسمت. "بصوا لبعض وقولولهم، يسوع جاب النور!" قلت بفرح.
        
        "يسوع جاب النور!" الكورال قال.
        
        "يسوع جاب النور!" قلت وهما كرروا ورايا تاني.
        
        فضلنا نقول كده لحد ما الأغنية بدأت تخلي الجمهور يغني معانا. مدير الكورال أشار لينا عشان نبدأ وهو بيحرك إيده فوق وتحت مع الإيقاع وأنا خبطت على المايك بالإيقاع زي ما بعمل عادة عشان أثبته.
        
        "انتَ عملتلي يومييي... انتَ جيت
        طريقيييي......
        سمعتني كل مرة أصلييي!"
        "انتَ اديتني سلام... انتَ اديتني
        نعمة.....
        حطيت ابتسامة على وشيييي!"
        مدير الكورال شاور عليا وهو بيهز راسه.
        "انتَ جبت النوووررر" غنيت بقوة ومش بغني مع الكورال تاني.
        "انتَ جبت النور"
        "في حيااااتي"
        "انتَ طوق النجاة"
        "انتَ طوق النجاااة"
        
        "انتَ جبت النور"
        "حياااتي" غنيت وأنا ببص على أبويا وهو بيبرقلي.
        ممكن أبصله.
        "من ساعة ما لقيت المسيح
        كان فيه تغيير كبيير في-
        "حيااتي" الكورال غنى الجزء ده لوحده بينما المدير رفع إيده مشيراً للارتفاع
        "حيااااة!" دخلت بعدهم.
        "يسوع هو الحل"
        "أوه يسوع هو الحل!"
        "بيكسر كل قيد"
        "..بيكسر كل قيد!" غنيت وأنا لمحت البنت دي اللي شفتها بدري بتطبل براسها وبتبصلي وأنا بغني.
        "مش مهم خالص!"
        "...مفيش مستحيل، مفيش حاجة غلط، مفيش حاجة صعبببة على إلهي إنه يقلق عليها."
        "مهما كانت مشكلتك!"
        "مهما كانت مشكلتك"
        "ربنا يقدر يحلهالك دايماً!"
        "ربنا يقدر يحلهالك دايماً"
        "سلم حمولك عليه"
        "جربه النهاردة وهو هينور يومك!" غنيت وبعدين بدأت أقول أي كلام عشان مش عارفة هي قالت إيه بالظبط هناك ونهيت بـ "أنا عارفة، أنا عارفة، أنا عارفة إنه هيعمل كده!"
        المدير اداني علامة إبهام لفوق وده خلى ابتسامتي تكبر والناس تهتف لينا واحنا بنغني.
        
        
        ...........
        
        
        
        
        "انتَ جبت النور!"
        "في حيااااتي!"
        "انتَ طوق النجاة"
        "انتَ طوق النجاااة"
        "انتَ جبت النووورررر"
        "حياااتي"
        "انتَ طوق النجاة"
        "من ساعة ما لقيت المسيح
        كان فيه تغيير كبيير في-
        "حيااتي"
        "حيااااة!" غنيت وأنا المدير بيشاور في الهوا وبيتنطط لما وصلت للنغمة. هو دايماً بيعمل أكتر من اللازم.
        "أنا شاهد!"
        "ممكن ألاقي شاهد؟!" غنيت وبدأت أتفاعل مع الجمهور شوية.
        "ده يسوع!"
        "حد يعرف يسوع؟!.. مش هو هيفتحلك طريق؟"
        "هيغير حياتك!..."
        "أنا شاهد!"
        
        "ممكن ألاقي شاهد؟!"
        "ده يسوع!"
        "حد يعرف يسوع؟!.. مش هو هيفتحلك أبواب؟" غنيت وأنا بشاور على الناس.
        "هيغير حياتك!"
        "أنا شاهد!"
        "ممكن ألاقي شاهد؟!" غنيت.
        "ده يسوع!"
        "حد يعرف يسوع؟!.. مش هو هيفتحلك طريق؟"
        "هيغير حياتك!..."
        المدير شاور عليا عشان الجزء اللي بعده فبدأته.
        
        "نعمة مدهشة! يا حلاوة الصوت- اللي أنقذني أناااا..." الكورال انضم ليَّ وأنا بغني من كل قلبي وبفتح دراعاتي وبشاور على نفسي.
        "أوووووه...." غنيت وبعدين بدأت أهز شوية وأسقف بينما مدير الكورال عمل قفزات صغيرة حوالينا وهو بيسقف وده خلاني عايزة أفرط من الضحك.
        "...انتَ عملت، انتَ عملتلي يووومي." غنينا.
        "أوه أوه أوه أوه أوه"
        "انتَ جيت، انتَ جيت طريقييي"
        "أوه أوه أوه أوه أوه"
        المدير وقف قدامنا وهو بينطط وبيعرض رقصاته الصغيرة بينما احنا بنغني زي ما بيعمل دايماً.
        غنينا لحد ما الأغنية خلصت ونزلت المايك وأنا ببص لأبويا بغضب.
        الكنيسة كلها سقفة وهتافات عالية وإحنا رحنا قعدنا عشان الكنيسة اللي بعدها تطلع وتغني.
        بصيت على البنتين وهما طالعين ورفعت حاجب. هما بيغنوا؟
        كنت غلطانة. البنت القصيرة قعدت على الدرامز والتانية على الكيبورد وده صدمني جداً. ما كانتش باينة من النوع اللي بيعزف كيبورد.
        البنتين اتكلموا كلام قصير جداً وبعدين نفس البنت بصت ناحيتي وهي بتغمزلي وابتسمت وبصيت لتحت.
        فجأة الموسيقى بدأت بالدرامز والكيبورد وهما داخلين. بسرعة الكل بدأ يسقف مع الأغنية وراجل بدأ يغني.
        "مش هتفرق... إيه اللي بتمر بيه، انتَ هتوصل. ربنا هيعديك. ارفع راسك، حط ابتسامة على وشك! ده اختبار تاني، مش هيفضل على طول!"
        الأغنية كانت شغالة ولقيت نفسي ببص على البنت اللي بتعزف درامز طول الوقت. كنت بسقف مع الكل بس هي كانت واخدة كل انتباهي.
        كانت شاطرة جداً في الدرامز وكنت شايفة إن عندها شغف بيها من طريقة ابتسامتها وهي بتعزف. هي والبنت اللي جنبها كانوا بيعملوا وشوش لبعض وقبل ما يزودوا الصوت ويخلوا الأغنية أحلى بكتير.
        ابتسمت من غير قصد وأنا بتفرج عليها بتبتسم. عندها ابتسامة جميلة جداً.
        "أوووه" سمعت في ودني وبصيت وأنا ببرق لسولو وهي بتضحك. بصيتلها بقرف ورجعت أبص على البنت الجميلة اللي على الدرامز.
        
        "ربنا عنده بركة" شفتها بتغني مع الكورال وهي مبتسمة بابتسامة سخيفة على وشها.
        الإيقاع نزل مرة تانية وهي هزت راسها وهي بتعزف. شفت دراعاتها بتتحرك بسرعة وجسمها بينط وهي بتعزف والابتسامة ما فارقتش وشها.
        لما الأغنية خلصت، عزفت شوية زيادة مع البنت قبل ما تنزل وكان وقت الكورال اللي بعده.
        غمزتلي وهي ماشية من جنبي وانكمشت في مكاني وبصيت لتحت بابتسامة كبيرة.
        يا رب.. ده مش صح.
        الثلاثة قساوسة وعظوا وده خلى القداس طويل أوي بس في الآخر قدموا لنا أكل وكنت مبسوطة بكده.
        "عملتي شغل حلو يا حبيبتي" أمي قالتلي وهي بتبوس خدي وهي ماشية.
        "شكراً يا ماما" قلت بصوت ناعم بابتسامة وبوست خدها أنا كمان قبل ما أروح للمكان اللي بيقدموا فيه الأكل.
        "أهي سمايلي بتاعتنا" واحدة من أمهات الكنيسة ابتسمت وهي بتجيلي.
        "أهلاً يا أم بيلي" ابتسمت وأنا بحضنها. "كنتي كويسة أوي النهاردة يا حبيبتي، أنا بحب أسمع صوتك."
        "شكراً يا أمي، ده بيخليني أحس بإحساس حلو أوي بنفسي." قلت وهي باست خدي وأنا بعدت.
        مشيت وأنا بيجيلي كذا "أهلاً" من ناس في الكنيسة ورديت "أهلاً" بابتسامتي اللي عندي كل يوم.
        وده تلميح ليه أنا خدت اللقب ده.
        "بيونسي تعالي هنا" سمعت وبصيت لقيت صاحبتي كيلي بتشاورلي عشان أجي.
        "نعم؟" سألت.
        بصتلي وهي بتغمز "بلا لعب دور البريئة ده، أنا شفتك."
        ضحكت ضحكة خفيفة "أنا عملت إيه؟"
        "كنتي بتعملي حركات إعجاب لنيكي." قالت وهي بتبصلي بتمعن. بصيتلها لثواني وبعدين ضحكت.
        "أنا أصلاً معرفش مين نيكي دي."
        "أوه، ما تعرفيش؟" رفعت حاجبها. "لأ معرفش."
        
        
        
        
        .............
        
        
        
        "دي عازفة الدرامز في كنيستنا." قالتها. فضلت ساكتة وبصيتلها وبعدين حولت عيني.
        "آه هاا." بصتلي نظرة عارفة، وأنا طلعت صوت ضيق.
        "ما كنتش بعمل حركات إعجاب، كنت بتفرج عليها وهي بتعزف درامز." قلت.
        "مممم." هزت راسها وكأنها مش مصدقاني.
        "بتتصرفي كأنني معجبة بيها أو حاجة." قلت وأنا مكشرة وشي شوية ناحيتها.
        "ممكن تكوني." تمتمت، وده خلاني أبص عليها بسرعة.
        "ده خطية إن الواحد يكون مثلي، حاجة مقرفة." قلت.
        "عارفة، إحنا الاتنين بنات قساوسة." قالت وأنا هزيت راسي وبصيت لتحت تاني.
        "بس كنتي بتبصي بجد أوي.."
        
        لفيت عليها وأنا ببصلها بغضب "بصي أنا مش بقول إنك معجبة بيها-" "اششش!" سكتتها بعنف. ما ينفعش تقول كلام زي ده بصوت عالي.
        "آسفة." ضحكت وهي بتقرب.
        "لو انتي معجبة بيها لازم تكوني حذرة، هي وأختها بيعملوا مشاكل كتير." قالتلي بصوت واطي. "ولها سمعة، مش كويسة كمان. بس دي صاحبتي فممكن أظبطك لو عايزة."
        "لو دي صاحبتك ليه بتقولي عليها؟" سألت وأنا حاطة إيدي على وسطي.
        "علشان انتي صاحبتي من يوم ما اتولدنا." قالت بابتسامة وأنا ابتسمت كمان.
        "بصي، مش لازم تقلقي إني أكون معجبة بأي واحدة، دلوقتي أنا رايحة آكل أنا جعانة." قلت قبل ما أمشي.
        شفت أخويا الصغير واقف في الطابور لوحده وكشرت وشي "إرميا، فين بابا؟"
        هز كتفه "أنا جعان."
        "إحنا على وشك ناخد أكل يا مجنون." قلت وأنا بشاور على الأكل اللي بيتقدم.
        حد جه من ورايا وطبطب عليا خلاني أبص ورايا. شفت البنت اللي شفتها بدري وبدأت فجأة أحس بالتوتر.
        "أهلاً يا حلوة." لحست شفايفها.
        "أهلاً." قلت بصوت واطي وبدأت أشد ودني.
        "بتتكلمي دايماً بصوت واطي كده؟" سألتني. هزيت راسي "مش دايماً، أنا بس صوتي واطي. اتعلمتها من خالتي." قلتلها.
        "صوتك واطي؟.. عجبني ده، صوتك حلو وانتي بتتكلمي." قالت وما قدرتش أمسك الابتسامة اللي كانت على وشي.
        "شكراً." قلت وأنا بلف تاني.
        "استمتعت بغناكي. كان نفسي أسمع أكتر بصراحة." سمعتها بتقول وبصيت ورايا.
        "شكراً، ده لطف منك." قلت وأنا لسه ببتسم.
        "ليه بتتكلمي بالطريقة دي؟" سألت وده خلى وشي يكشر. "زي إيه؟"
        "بتتكلمي كأنك... مش عارفة، كأنك مش من هنا بس لهجتك بتقولي إنك من هنا." قالت وده خلاني أضحك.
        "قلتلك، خالتي علمتني الطريقة الصحيحة للكلام. لو عايزة كلام ريفي أو بلدي لازم تتكلمي مع بابا."
        "فهمت." قالت وأنا لفيت تاني وبدأت أساعد أخويا وهو بيجهز طبقه.
        "ده ابنك؟" سمعت وراسي رجعت بسرعة.
        "لأ! أنا أصغر من إني يبقى عندي عيال، ده أخويا." قلت وأنا ببصلها نظرة غريبة وأنا بمسك أطباقنا إحنا الاتنين.
        "ماشي آسفة. ده غلط مني إني افترضت." قالت وهي رافعة إيديها.
        "آه ده غلطك." قلت وأنا رايحة أقعد.
        بعد دقيقة جات قعدت معانا. "إيه اللي انتي عايزاه؟" سألتها.
        "عايزة رقمك."
        "رقمي؟" رفعت حواجبي بصدمة.
        "ودلوقتي عايزاه ليه؟" ملت راسي. "عايزة أتعرف عليكي." قالت ببساطة وهي بتبتسم.
        "ما أعتقدش إن فيه داعي لكده." هزيت راسي. "ليه لأ؟" كشرت.
        "ليه عايزة تتعرفي عليا؟ ها؟ إحنا لسه متقابلين." قلت وهي ضحكت.
        "عشان كده بحاول أتعرف عليكي."
        سكتت لثواني "ده مش صح... بنتين مع بعض." قلتلها وأنا عارفة أصلاً إيه اللي في دماغها.
        بصتلي وسكتت لثانية "أنا بس عايزة أتعرف عليكي." همست.
        بصيت لتحت وهزيت راسي وطلعت موبايلي.
        مفيش ضرر في إني يكون عندي صاحبة.
         
        

        Pages

        authorX

        مؤلفون تلقائي

        نظام شراء