رواية ملجأي
ملجأي
2025, شذى حماد
رومانسية عائلية
مجانا
الرواية تحكي قصة امرأة نجت من علاقة مؤذية تركتها محطمة، لكنها استطاعت أن تبني حياتها من جديد وتنجح في عملها. بالرغم من تجاوزها الماضي ظاهرياً، لا تزال ذكريات تلك الفترة تطاردها في أحلامها. عودة أخيها بعد غياب طويل تحمل لها فرحة كبيرة وأملاً بمستقبل أفضل، لكنها تخفي في داخلها خوفاً عميقاً من عودة الظلام الذي كاد أن يبتلعها. القصة تصور رحلة تعافيها وصراعها المستمر مع آثار الماضي، مع بصيص أمل يلوح في الأفق بقدوم أخيها وصديقه.
لين
صاحبة متجر للحيوانات الأليفة. عانت في الماضي من علاقة مؤذية تركت آثاراً نفسية عميقة عليها، لكنها تسعى جاهدة لتجاوز تلك التجربة.مايكل
الأخ الأكبر للين، شخص حنون وداعم كان له دور كبير في مساعدة لين على التعافي بعد علاقتها المؤذية. التحق بالجيش وغاب لفترة طويلة، وعودته تمثل مصدر سعادة وأمل للين.أنتوني
صديق مايكل الذي سيأتي معه عند عودته، لكن وجوده يشير إلى إضافة شخصية جديدة للعالم المحيط بلين.
هسه همزين مرت ست سنين، بس خياله بعده يخطر ببالي بالحلم. حتى وعيوني مفتحة أشوف وجهه. راح يبقى طول عمري وياي، شكد ما أتعالج. أذكر كل الضرب اللي ضربني إياه، إذا أركز زين أحس روحي أشوف أثر الرضوض اللي خلاها، هو مو دائماً هيج جان، قبل جان خوش ولد وحنين، يغركني بالورد والبوسات، أحنه تعارفنه من جنا عمرنه 16 سنة، بوكتها جنت مكسورة خاطري، أبوي توفى قبلها ومي عرفت عدها سرطان، جان وكت كلش خايس وجنت كلش ضايجة. هو ساعدني أشوف النور، يجوز تبين سوالف مال أفلام، بس صدك هو جان النور بظلمتي، بس ما جنت أدري راح يصير هو ظلمتي الجديدة. وره أربع سنين بلعني بلع لحد ما صرت ملفوفة بيه مثل البطانية، كل ما أحاول أفلت منه، هو يجذبني أكثر. فد يوم طفح الكيل، سوى شي ما ينغفر بحيث عرفت لازم أطلع من عنده. فلتت منه ومن ظلمته وما ردت أرجع بعد، بس هسه أني علكت بظلمتي. هي تحضني وتكلي كلشي راح يصير زين وأني أصدكها. باوعت بالمراية وأتذكر بذكرياتي، كلهن خايسات بعد ماكو مكان للزينات. جنت أفكر شلون خلصت روحي من بين أيده، شلون وره ما سوى بيه هالشي الشنيع ركضت، سقت سيارتي لبيت أخوي الجبير، هو جان يبعد عني ساعة تقريباً بس وصلته بـ 40 دقيقة من السرعة اللي جنت أسوق بيها. جانت تعدت الساعة 12 بالليل من دكيت باب مايكل، الجو بارد وجنت أرجف، الدموع اللي بقت على وجهي حسيتها تجمدت على خدودي، من فتح الباب مبين عليه مستغرب وضايج من الكعدة من النوم، بس من شاف خدودي الحمر والدمع بيهن وآثار الضرب الزركة والسودة اللي جانت منتشرة على جسمي، حضني. خلاني أبجي على صدره لحد الصبح من بدت الشمس تطلع من وره الجبال، أذكر سوى إلي جاي بشكر وملعقتين عسل، السائل الحار اللي نزل ببلعومي ريح الوجع من البجي. بعدين سولف وياي بصوت كلش ناصي وحنين، كلي أحبه وكدر أثق بيه، هواي أسرار ضميتهن بقلبي بحيث فجأة طلعن كلهن، كتله شلون جان يضربني، شلون كام يشرب والخلكة مبينة على جسمي، بعدين كتله على الشي الخايس اللي سواه بيه قبل شوية، كتله على مخاوفي، من شنو خايفة ومنو أخاف منه، هو حسبني أحجي على حبيبي السابق هسه، بس جنت أحجي على روحي. جنت خايفة أرجعله، أخلي يكمل عذابي، بس جنت أخاف بالأكثر من الظلمة اللي جنت أعرف راح تبلعني، شلون ما راح أكدر أقاومها. مايكل طمني وكلي ما راح يسمح لهالشي يصير أبد طول ما هو وياي، ما راح أرجع للظلمة. وما رجعت سنة كاملة، جنت صدك فرحانة. أخذت علاج نفسي واستشارة خاصة لمشاكلي، علاقتي بمايكل صارت أقوى، بديت أدرس بالكلية وجنت أحضر ماجستير إدارة أعمال وشهادة ثانوية بالصحة والعافية. بس بعدين مايكل راد يسوي شي أكبر بحياته، يسوي شي لنفسه، فقدم بالجيش، تركني وعمري 19 سنة، هو جان عمره 21 سنة بس. وره 6 سنين سمعت المنبه مالتي يدك، تأوهت ودحرجت من فراشي. صار وكت بداية اليوم، كمت وسويت روتيني العادي، سبحت واستخدمت الشامبو وغسول الجسم بريحة الفانيلا وبعدين لبست ملابس الشغل، عندي محلي الخاص بعد أربع سنين دراسة وهوواي فلوس جمعتهن سويت "قفص لين"، هو محل مال حيوانات أليفة، طول عمري أحب الحيوانات فقررت أسوي كل شغلي حول شي أحبه، أخذ مني هواي وكت وفلوس بس جان يستاهل. عايشة بمدينة زينة مو كلش جبيرة، محلي بالمدينة وين أحصل أحسن شغل وأني عايشة بالأرياف يم الحقول الخضرة والزهور البرية. عندي بيت صغير طابق واحد، بيه طابع إنجليزي قديم كلش أحبه. من دخلت للمحل سمعت العصافير تزقزق والجراوي تنبح علي ترحب بيه. رحت على قفص الجراوي، بيه خمس جراوي جيرمن شيبرد صغار يهزن ذيولهن بفرح يترجون وجبة الصبح. من جنت أملي كاساتهن الزركة سمعت الجرس اللي فوك الباب يدك، باوعت لكيت ماكينا الموظفة مالتي. ماكينا بنية عمرها 18 سنة تخرجت من الثانوية، عدها شعر أحمر سرح وعيون خضر يخبلن ولهجة تخبل كل شاب، هي بالأصل من أيرلندا بس انتقلت لأمريكا من جان عمرها 12 سنة، كلش خوش بنية بالشغل وصديقة زينة إلي. "هلا لين، ما جنت متوقعة تجين اليوم؟" كالت، ابتسمت وشلت واحد من جراوي الجيرمن شيبرد وحضنته. "ما جنت ناوية بس ما بقى عندي شي أسويه فكت ليش لا. غير هذا عندي شغل لازم أسويه هنا." بهالكلمة نزلت الجرو ومشيت ليوره وين مكتبي، لبقية الصبح دفعت ضرائب وفواتير وطلبت شحنة جديدة مال ألعاب وياقات وأكل عصافير وهواي شغلات ثانية، طلبت همين مجموعة من خنازير غينيا صغار. من باوعت على الساعة جانت تعدت الساعة 12 الظهر، طلعت لكيت ماكينا تساعد عائلة تشترين واحد من جراوي الجيرمن شيبرد. أشرتلها بيدي يعني راح أتغدى وطلعت. من جنت أمشي لمطعم صغير قريب على محلي كام موبايلي يهتز يعني اكو مكالمة، باوعت على اسم المتصل والشي اللي شفته خلى قلبي يطير من الفرحة. مايكل جان يتصل بيه. من الفرحة بجيت وقفزت قبل ما أدوس موافق. "مايكل! يا إلهي!" صاحت بالتلفون. "يا معودة اهدي لين." مايكل ضحك بالتلفون. "شلونج؟" "لك اسكت مايكل! ليش تتصل راح ترجع؟" هم ضحك بالتلفون، شكد مشتاقة لهالضحكة، صوته عميق وفرحان بحيث يخلي الواحد يبتسم. "أي راح أرجع، الأسبوع الجاي يوم الثلاثاء طيارتي توصل الساعة 5:00 العصر." كال، ما كدرت أضم فرحتي الناس كاموا يباوعولي باستغراب بس تجاهلتهم. "مايكل كلش فرحانة! ما مصدكة راح ترجع." غصيت بالكلام وما كملت الجملة. "يا لين، فدوة لا تبجين. ما مصدك ما تريديني أرجع." سمعت النبرة المصطنعة مال الزعل بالتلفون. "لك اسكت أنت كلش زين تعرف أريدك ترجع. شكد راح تبقى هالمرة؟" سألت. "هاي المرة اثنعش شهر كامل." ابتسمت وكام صوتي يختنك مرة ثانية، صار فوك الثلاث سنين ما شايفة مايكل، آخر مرة جان هنا جنت يالله فاتحة المحل مالتي جان كلش فخور بيه بس للأسف بقى بس ثلاث أشهر، هسه سنة كاملة! "ياي راح يصير كلش حلو! ما مصدكة راح ترجع!" "أني هم ما مصدك وراح أجيب صديق وياي هم راح يرجع، اسمه أنتوني وما عنده هواي أهل باقين، زين هيج؟" سأل. "يا أي أكيد! راح أطبخ أكلة جبيرة أرحب بيكم بيها، راح أحضر كلشي، راح يصير كلش حلو!" كلت بفرحة. "تمام خوش حجي أكيد راح يطلع طيب. لازم أروح هسه راح أشوفج وره أسبوع. باي لين." كال، سمعت الحزن بصوته وأكيد صوتي جان مثله. "مع السلامة مايكل." يا الله شكد مشتاقة لمايكل ونكاته الحلوة وشلون يحاجي الواحد بذكاء بحيث أبد ما تمل وأنت وياه، وهذا صديقه ما عمره ذكر أي واحد اسمه أنتوني، كل الرسائل اللي دزها بالكوة يذكر أي أحد أصلاً. هسه أني كلش فرحانة بحيث ما إلي نفس أكل فرجعت للمحل حتى أكل لماكينا الأخبار الحلوة، من دخلت جانت توكل الطيور، مو كلش ناجحة، أكل الطيور جان مكوم بالكاع. "تدرين أكل الطيور المفروض يصير بالكاسة مو بالكاع، مو؟" غمزت لها. "أي هو المفروض هيج بس كل ما أخلي إيدي بالقفص ينهجم عليها هالطير الغبي." سوت تمثيلية شلون أخذت كاسة مليانة أكل وطبت إيدها بالقفص راساً أولي الببغاء الأحمر نكز إيدها. "شوفي! هو طير كلش غبي." كشرت وكتفت إيديها، مبينة مثل طفلة عمرها أربع سنين تسوي نوبة غضب. "زين يجوز لو تبطلين تكولين عليه طير غبي يجوز يحبج. وعندي أخبار تخبل! أخوي مايكل راح يرجع!" ما كدرت أضم فرحتي وسويت نكزة صغيرة، ماكينا هم مبينة فرحتلي وحضنتني. "لين هذا كلش حلو! كلش فرحانة لج." دمعات صغار تجمعت بعيوني. "صار هواي ما شايفته، أكيد متغير هواي، المرة الوحيدة اللي أشوفه بيها بالصور وهذا مو مثل الحقيقة." "أكيد راح يبقى يخبل مثل ما هو." ماكينا غمزتلي، مرة شفتها صورة مايكل كالت شكله مثل آلهة الإغريق. "شكد عمره هسه؟" سألت. "هسه عمره 26 سنة." ابتسمت. "هممم، مو جبير كلش." ابتسمتلي بمكر، سويت وجه مقرف عليها لأن حتى فكرت بهالطريقة على أخوي. "أي زين حظج، أكيد اكو هواي بنات يشوفنه شكله مثل آلهة الإغريق." غمزت لها. "يجوز صحيح بس كلنه نعرف آلهة الإغريق يدور على آلهة الإغريقية." ابتسمت بمكر مرة ثانية وراحت، ما كدرت ما أضحك على ثقتها بنفسها وشقاوتها.