حب في عنبر 7 | رواية عسكرية رومانسية
حب في عنبر 7
2025,
رومانسية مثلية
مجانا
بنت في مدرسة عسكرية اسمها ويست بوينت، بعد ما أبوها، اللي شغال في الشرطة، بيتدخل عشان ما تتسجنش بسبب القيادة تحت تأثير المخدرات. هناك بتقابل اللواء توريس، الضابطة الصارمة اللي بتعجب بيها من أول نظرة، رغم كل المشاكل اللي بتحصل بينهم. الرواية بتوضح صراع أريزونا مع القواعد الصارمة للمدرسة، وكمان المشاعر اللي بتبدأ تظهر ناحية توريس، في وسط أجواء كلها تحديات وتدريبات عسكرية.
أريزونا
بنت متهورة ولسانها طويل، اتقبض عليها وهي سايقة مخمورة واتبعتت مدرسة عسكرية عشان تفضل بعيد عن السجن. شخصيتها قوية ومبتخافش، وعندها غمازات بتميزها. بتظهر بسرعة إنها بتنجذب للواياتها الضابطة، وبتتحط في مشاكل بسبب طريقتها العنيدة.كالي
ضابطة صارمة في المدرسة العسكرية، بتظهر في الأول إنها شديدة جداً مع أريزونا وباقي الطلبة. هي كمان مثلية، وأهلها بعتوها المدرسة دي لما عرفوا ميولها. كالي بتحاول تحافظ على قواعد المدرسة، لكنها بتلاقي نفسها بتنجذب لأريزونا بشكل مابيقدروش تتحكم فيه.تيدي
زميلة أريزونا في السكن وأول صديقة ليها في المدرسة العسكرية. شخصيتها هادية وبتفهم، وبتحاول تنصح أريزونا وتبعدها عن المشاكل. هي اللي بتكشف لأريزونا عن سبب وجود كالي في المدرسة، وليها خبرات سابقة مع صرامة كالي.
رؤية عامة: "أهلاً بيكي في بيتك الجديد،" أريزونا قالت لنفسها وهي بترمي شنطها على السرير اللي تحت. بصّت حوالين الأوضة عشان تتعوّد على المكان اللي هتسميه بيتها لمدة سنتين جايين. خدت نفس عميق وبدأت تفضي حاجتها. "شكلي كده استاهل أكون هنا بعد اللي عملته،" فكرت تاني وهي بتحس بدمعة بتجري على خدها. "بتكلمي نفسك ولا إيه؟" صوت ست جه. مسحت خدها، وبعدين لفت ناحية الصوت. شافت واحدة أطول، شعرها أشقر غامق، ساندة على باب الأوضة وذراعاتها متكتفة على صدرها وبتضحكلها. "ياااه، ماكنتش أعرف إن فيه حد تاني هنا." "شكله كده،" الست ضحكت، "أنا تيدي. تيدي ألتمن." الشقرا الطويلة قربت أكتر جوه الأوضة عشان تشوف الوافدة الجديدة اللي ما تعرفهاش كويس. "أنا أريزونا،" أريزونا جاوبت وهي بتضحك. "أريزونا؟ واو، ده اسم مميز." "أيوه، أقول إيه، أبويا كان راجل مميز يوم ما اتولدت،" ضحكت. "طيب أريزونا ليها اسم عيلة؟ ولا أريزونا بس؟" "روبنز. أريزونا روبنز." "تشرفنا يا أريزونا روبنز. أهلاً بيكي في حياة المدرسة العسكرية. إيه اللي جابك هنا ويست بوينت؟" "عرايس قاتلة. كان عندي واحدة ملبوسة بجاثوم تشارلز لي راي المشهور، خنّاق البحيرة،" أريزونا بتهزر. تيدي رفعت حاجبها وضحكت. "واو، مميزة ومضحكة. كده اتنين من اتنين يا قمر،" أريزونا ضحكت بس، وبعدين رجعت تكمل تفريغ حاجتها. "أقول إيه،" هزت كتفها، "طيب بتعملوا إيه هنا للمتعة؟" "متعة؟ إيه هي دي بالظبط؟" جه دور تيدي إنها تهزر. أريزونا لفت تبصلها، وشها عليه نظرة حيرة. "انتوا مابتتفسحوش هنا؟" "أه بنعمل. بس هي في الأغلب تدريبات، رمي سلاح. يعني زي حرس الشرف، بس من غير المتعة." "أه. باين إنهم اختارولي مكان وحش بقى،" أريزونا قالت بحزن. "همّا؟" "مفيش حاجة،" قالت وهي بتدخل خصلة شعر ورا ودانها، قبل ما ترجع لسريرها. "آه، يعني عندك أسرار. قوليها يا روبنز." "ياااه، هو مفيش حاجة بجد،" تيدي قعدت على سرير أريزونا وابتسمت للشقرا الأقصر. "يلا، احنا هنكون زملاء أوضة. زملاء الأوضة مابيخفوش أسرار. بيتقلبوا أفضل أصحاب كل ما تقضي وقت أكتر هنا. فـ قولي." "اتمسكت وأنا بعمل حاجة ماكانش المفروض أعملها، فـ كان يا هنا يا سجن، وأنا ماكنتش عايزة سجن بجد. فـ أهو أنا هنا دلوقتي." "عملتي إيه؟" "مش عايزة أتكلم عن الموضوع ده خالص،" قالت. "تمام، فهمت. موضوع حساس. مفهوم. بس على العموم، ممكن تكوني عايزة تستعجلي، عندنا نداء الحضور بعد عشر دقايق. فـ اتأكدي إنك لابسة وجاهزة في الصف," تيدي قالت وهي بتقوم من مكانها. حطت دراعاتها على ضهر أريزونا وهمست في ودنها، "نصيحة صغيرة، خلي بوقك مقفول، واعملي شغلك، وبصي لـ الضباط في عينيهم، وهتكوني كويسة." "شكراً،" أريزونا همستلها تاني، وهي بتبلع غصة في زورها. "في أي وقت، أشوفك بره،" تيدي قالت، وبعدين سابت أريزونا واقفة لوحدها جنب سريرهم. "أنا كرهت المكان ده خلاص،" أريزونا قالت لنفسها بحزن. في الطابور عشان نداء الحضور، أريزونا كانت بتتنطط على كعوب رجليها عشان تدفي نفسها. من بين كل الأيام اللي تختارها عشان تبدأ المدرسة العسكرية، اختارت اليوم اللي مطرت فيه وثلجت. بصت لقدام، وشافت شقرا تانية ماشية ناحية سمرا شعرها غامق. أريزونا ماقدرتش تمسك نفسها وماتفضلش تبص. السمرا كانت قمر. شعرها الغامق الطويل نازل على كتافها وبشرتها لونها زي الكراميل وعينيها بني في منتهى الجمال. "كله موجود،" جت الشقرا. "شكراً يا جنرال هان،" السمرا جاوبت. بدأت تمشي، وتبص لكل طالبة عشان تتأكد إنهم لابسين اللبس المظبوط. والسمرا ماشية، أريزونا ما شالتش عينيها من عليها. لما وقفت قدام الوافدة الجديدة، أريزونا نفسها انحبس، وقلبها بدأ يدق بجنون في صدرها. السمرا قربت من أريزونا لدرجة إنها بقت على بُعد سنتيمترات من وشها. "أنتِ البنت الجديدة، صح؟" "أيوه." "إزيك عاملة إيه؟" "كويسة خالص،" أريزونا جاوبت بابتسامة صغيرة. أريزونا بصت في عينيها البني الغامق اللي زي الشوكولاتة؛ كانت ممكن تتوه فيهم. "مين قالك تبصيلي؟" السمرا قالت في وشها مباشرة. ابتسامة أريزونا اختفت وبلعت ريقها بصعوبة. "أنا آسف..." "عارفة أنا مين؟" السمرا زعقت. قلب الشقرا بدأ يدق أسرع، وحاولت تتماسك عشان ما تقولش أي حاجة غبية. "لا يا فندم،" أريزونا قالت بتوتر. "اللواء توريس. قوليها دلوقتي يا حشرة." "اللواء توريس." "لا، لا، اللواء توريس... يا فندم." "اللواء توريس، يا فندم." "أعلى،" اللواء توريس أمرت. "يا فندم،" روبنز قالت بصوت أعلى. "أعلى،" كالي زعقت بصوت أعلى. "يا فندم،" أريزونا زعقت بصوت أعلى منها. "أحسن كتير يا بنت يا جديدة. كده أحسن كتير. اسمك إيه يا حشرة؟" "روبنز، أريزونا روبنز، يا فندم،" أريزونا ردت. كالي بصت للوافدة الجديدة في عينيها. ماقدرتش تمسك نفسها وما تلاحظش جمال عينيها. كانت ممكن تتوه في العيون دي. كالي بعدت وكملت فحصها. أريزونا خدت نفس براحة لما السمرا ما بقتش واقفة قدامها. وشها دلوقتي اتحفر في دماغها ومفيش مهرب منه. اللواء توريس هتفضل في بالها للأبد. جوه أوضتها في السكن، كالي كانت راقدة على سريرها، بتفكر في الشقرا الجديدة اللي انضمت للوحدة بتاعتها. ماقدرتش تتجاوز جمال وش الست دي. هي عارفة إن ده ضد القواعد إن الرؤساء يكون ليهم أي نوع من العلاقات مع الطلبة العسكريين، بس ماقدرتش تمنع نفسها إنها تحس إنها عايزة تتعرف على الست اللي دلوقتي سيطرت على تفكيرها. "يا رب، إيه اللي حصلي؟" كالي سألت نفسها. خدت نفس عميق، وبعدين لفت وشها ناحية الحيطة عشان تحاول تنام، بس ماقدرتش. صورة الشقرا فضلت تدور في دماغها. "ده عبط خالص،" كالي قامت من سريرها وخرجت من أوضتها عشان تجري وتصفي ذهنها. كالي جريت حوالي ساعة، بس مفيش حاجة ساعدتها تبعد تفكيرها عن الشقرا الجديدة. أول ما دخلت أوضتها، لقت أحسن صاحبة ليها وزميلة سكنها قاعدة على مكتبها، وقدامها قلم وورقة. "كنتي فين؟" الحمرة سألت بعد ما سمعت صاحبتها دخلت الأوضة. "نزلت أجري. انتِ بتعملي إيه هنا؟ كنت فاكراكي هتخرجي مع مارك الليلة،" قالت وهي بترمي نفسها على السرير تاني. أديسون لفت الكرسي بتاعها عشان تبصلها. "كنت، بس هو كان عنده شوية شغل يخلصه. فـ خلصنا الليلة بدري،" "آه،" ده كان كل اللي كالي قدرت تقوله. "أنتِ كويسة؟" الحمرة سألتها. "أيوة، أنا زي الفل،" كالي قالت بسخرية. "عندك مشاكل مع هان؟" "أبداً لا، أنا وهان خلصنا من زمان." "آه، طيب إيه اللي شاغل بالك؟" "فيه شقرا جديدة في الوحدة بتاعتي." "آه، من نوعك المفضل كمان،" الحمرة هزرت. "اخرسي،" كالي زمجرت، وهي بترمي نفسها على سريرها. مررت إيديها في شعرها وخدت نفس عميق "أدي، عمرك حسيتي بارتباط مع واحدة من طالباتك العسكريات؟ كإنك انجذبتي ليهم على طول. بعد ساعات بس من وصولهم؟" "قصدك إيه؟" أديسون سألت. "انسي الموضوع،" كالي قالت، وهي بتغطي وشها بدراعها، "البنت دي في بالي من نداء الحضور بعد الضهر. ومش قادرة أطلع وشها من دماغي طول حياتي، وهي لسه موجودة هنا بقالها كام ساعة بس." "طيب لازم تطلعيها. انتِ عارفة القواعد يا كالي. مفيش اختلاط مع طلابنا العسكريين." "أنا عارفة، بس أنا مش قادرة أتحكم في نفسي. انتِ ما شوفتيش كانت حلوة إزاي في الزي بتاعها. يا رب، كنت عايزة أقلعها الزي ده وأ***ها هناك." أديسون بس ابتسمت بصاحبتها. "واو، هي لسه ما كملتش أربعة وعشرين ساعة هنا وإنتِ خلاص اتجننتي عليها." "أيوه، ده كلام أهبل. هاعمل إيه؟" أديسون اتحركت من مكانها على مكتبها وراحت لكالي على سريرها. "طيب، ممكن دايمًا تخلي الموضوع احترافي لما يكون فيه ناس موجودة، وبعدين تتقابلوا في مكان منعزل. ده اللي أنا ومارك بنعمله. بنروح مكان ماحدش يعرفه. أقولك إيه، بما إن عندنا يوم إجازة بكرة، عشان يوم السبت، إيه رأيك نروح وأوريكي المكان؟" "أيوه، ماشي،" كالي قالت وهي بتاخد نفس عميق، "أنا هروح أستحمى. حاسة إني سخنة وعرقانة بعد الجري." كالي قامت من سريرها وجابت لنفسها طقم غيار من أدراجها. "أنا متأكدة إن البنت الجديدة دي مش هتمانع إنك تكوني سخنة وعرقانة كده،" أديسون قالت بضحك. "اخرسي خالص،" كالي زمجرت. مسكت حاجة من على تسريحتها ورمتها على الحمرة، وأديسون بعدتها على طول. الحمرة بس ضحكت على صاحبتها وبعدين رجعت وركزت تاني في اللي كان قدامها، "هابقى أرجع،" كالي خرجت من الأوضة عشان تروح لحمامات الاستحمام. وهي داخلة الحمامات، سمعت صوت غُنا جاي من واحد من كبائن الدش. "يا لهوي!" قالت بصوت تعبان، "كنت أتمنى ألاقي المكان ده ليا لوحدي." دخلت واحدة من الكبائن وشغلت المايه وظبطتها على الحرارة المناسبة. "إيه اللي بيوجع أكتر، إني كنت قريبة أوي، وعندي كلام كتير أوي أقوله، وأشوفك بتمشي، وماأعرفش أبدًا إيه اللي كان ممكن يحصل، ومش شايفة إن الحب اللي جواكي ده هو اللي كنت بحاول أعمله، صعب إني أتعامل مع وجع إني خسرتك في كل مكان أروحه، بس أنا بعمل ده، صعب إني أجبر نفسي على الضحك لما أشوف أصحابنا القدام وأنا لوحدي....." كالي سمعت من الكابينة اللي جنبها، "ولسه أصعب إني أقوم وألبس وأعيش بالندم ده، بس أنا عارفة لو أقدر أعملها تاني، كنت هتخلى وأدي كل الكلمات اللي أنا حفظتها في قلبي، اللي أنا ماقلتهاش، إيه اللي بيوجع أكتر، إني كنت قريبة أوي، وعندي كلام كتير أوي أقوله (كلام كتير أقوله)، وأشوفك بتمشي، وماأعرفش أبدًا إيه اللي كان ممكن يحصل، ومش شايفة إن الحب اللي جواكي ده هو اللي كنت بحاول أعمله، آه." كالي فضلت واقفة في كابينتها بتسمع الست بتغني. كالي ماقدرتش تمسك نفسها وما تبتسمش. صوتها كان رهيب. مش الأغنية اللي كانت هتختارها للست اللي ماتعرفهاش، بس صوتها كان خرافي. وهي بتستحمى، فضلت تسمع الست بتغني، وده ساعدها تبعد تفكيرها عن الشقرا اللي شافتها في أول اليوم. بعد ما خلصت، كالي قفلت المايه ومسكت فوطتها من الشماعة اللي كانت بره الكابينة. بعد ما نشفت ولبست هدوم النوم بتاعتها، كالي طلعت من الكابينة ووقفت مكانها مرة واحدة لما شافت الست اللي الصوت كان بتاعها. "إيه القرف ده؟" كالي قالت بصوت عالي. أريزونا لفت وابتسمت للاتينية. "آه، أهلاً يا حضرة الضابطة. ماكنتش متوقعة أشوفك هنا،" قالت بدلع. "إيه اللي بتعمليه هنا يا حشرة؟" "نفس السبب اللي إنتِ هنا عشانه. عشان أستحمى،" أريزونا ردت. "فاهمة ده. بس ليه؟" أريزونا كشرت حواجبها بحيرة. "عشان كنت محتاجة واحد. دي مشكلة؟" "أيوه، لا،" كالي عدلت نفسها. قلبت عينيها للشقرا، "النور هيطفى كمان عشر دقايق يا حشرة،" قالت وهي خارجة من حمام الدش. بعد ما شافت الرائد بتاعتها في حمام الدش، أريزونا ماقدرتش غير إنها تهز راسها وتضحك على طريقتها في التعامل معاها. هي عارفة إن ليها تأثير على الستات، بس مش بالشكل ده. أريزونا لمّت حاجتها ورجعت على أوضتها. "الدش بتاعك عامل إيه؟" تيدي، زميلتها الجديدة في السكن سألتها، وهي داخلة الأوضة. "عظيم!" أريزونا ردت بابتسامة غمازة. رصت حاجتها وقعدت على سريرها. "طيب، إيه حكاية الرائد توريس؟" "هاه؟" تيدي سألتها. لفت تبص لصاحبتها الجديدة. "الرائد توريس. إيه حكايتها؟" أريزونا سألت تاني. "أعتقد إن أهلها بعتوها هنا عشان تتعافى. ليه؟" "تعافي من إيه؟" أريزونا سألت أكتر. من ساعة ما عينيها وقعت على اللاتينية الجميلة، وهي عايزة تعرف عنها أكتر. "ليه؟" تيدي ابتسمت بسخرية، "هتقوليلي إنك مثلية كمان وإنك معجبة بيها؟" أريزونا ما قالتش أي حاجة تانية. "استني، إنتِ مثلية؟" تيدي سألت باستغراب. "ممكن،" أريزونا ابتسمت. "أكيد إنتِ كده،" تيدي ضحكت، "وإنتِ أكيد معجبة بالرائد بتاعتنا." "طيب، ممكن أكون معجبة، إيه المشكلة. فـ تاني، إيه حكايتها؟" "طيب، اللي سمعته، إنها جابوها هنا عشان صارحت أهلها إنها مثلية." "قاسي!" أريزونا استهجنت، "مين يهتم إن ابنه مثلي. لو ابني طلع مثلي، مش هبعته مدرسة داخلية عسكرية زفت." "عشان كده إنتِ هنا؟" "لا. مش ده السبب،" أريزونا ردت، "أنا هنا لسبب مختلف تمامًا. أهلي مش فارق معاهم إني مثلية." "طيب ليه إنتِ هنا؟" "عملت حاجات مش فخورة بيها،" أريزونا جاوبت، وهي بتاخد خطوة لورا عن الموضوع الحساس ده. "زي إيه؟" "حاجات،" أريزونا جاوبت تاني. هي بجد ماكانتش عايزة تتكلم عن اللي حصل واللي خلاها تيجي هنا. كان موضوع مؤلم ليها وكل اللي عايزاه إنها تنسى إنه حصل أصلاً. "لازم تديني أكتر من كده يا روبنز." "مش لازم أديكي أي حاجة خالص،" أريزونا ردت عليها بعصبية. تيدي اتصدمت من تصرف صاحبتها الجديدة، "أنا آسفة. ماكنتش أقصد أتكلم معاكي كده." "لا، عادي. أنا فاهمة،" تيدي ردت، وهي ماشية عشان تطفي نور أوضتهم، وبعدين طلعت على سريرها. "أنا اتقبض عليا،" أريزونا بدأت. "واو! على إيه؟" "القيادة تحت تأثير المخدرات. أنا وصاحبتي وقتها، روحنا حفلة عند واحدة من أصحابها. كل اللي كانوا هناك كانوا بيشربوا، فـ عشان أبقى كول، قررت أشرب أنا كمان شوية. لما أنا وهي كنا على وشك نمشي، حاولت تاخد مفاتيح العربية مني وحاولت تقولي إنها هي اللي هتسوق عشان هي مش شاربة، وأنا كنت شاربة كتير. بس أنا كنت غبية، رفضت أديلها المفاتيح. أكدتلها إني كويسة أسوق، بس هي فضلت تصر. وأنا فضلت أرفض. المهم، عملنا حادثة بالليل. هي فضلت عايشة بس اتصابت. أنا بس كان عندي كام جرح في دراعاتي وراسي وضلوعي كانت متخبطة." "يا لهوي!" تيدي هتفت. "أيوه. أبويا كان شغال في شرطة بالتيمور وكان صاحب القاضي. قدر يتفق معاه على صفقة صغيرة. فـ اتفقوا سوا ووافقوا يبعتوني هنا." "يعني إنتِ هنا بدل ما تتسجني؟ ليه مابعثوكيش لمركز علاج؟" "هو اعتبر إن ده هيساعدني أكتر من السجن. أنا سألت أبويا نفس السؤال، بس هو قال إن الأماكن دي مابتنفعش. الناس اللي بتروح هناك بتمشي منها على طول. هو كان عايزني في مكان ماقدرش أعمل فيه ده. فـ أنا محبوسة هنا لغاية عيد ميلادي الواحد وعشرين على الأقل، وده أقل من أربع سنين من دلوقتي." "يا نهار أبيض! طلعتي منها بسهولة يا روبنز،" تيدي قالت، "شكله كده إنك أخدتي فرصة تانية عشان تتعدلي، فـ لو أنا مكانك، مش هاضيعها." "ثقي فيا. مش هاعمل كده،" قالت وهي بتاخد نفس عميق، "تصبحين على خير يا تيدي." "تصبحين على خير يا روبنز." الصبح اللي بعده، أريزونا وتيدي لبسوا وراحوا كافيتريا صغيرة عشان الفطار. لما وصلوا، الرائد توريس كانت قاعدة على واحدة من الترابيزات مع واحدة شعرها أحمر، بيتكلموا سوا. "صباح الخير يا رائد،" أريزونا حيت اللاتينية، وهي بتوريها ابتسامتها اللي فيها غمازة. "صباح الخير يا حشرة،" توريس ردت وهي بتنضف زورها. "إيه جدولنا النهارده؟" كالي بصت للحمرة، وبعدين رجعت بصت لأريزونا. "تمارين بدنية الساعة 10:30، وبعدين ميدان الحواجز الظهر." "عظيم! مش قادرة أستنى،" أريزونا قالت بسعادة، "يلا يا تيدي، نروح ناكل حاجة." كالي فضلت بصة وهما الاتنين الشقراوات ماشيين ورايحين يصطفوا. ابتسمت في سرها وهي بتشوف أريزونا بتتمايل بوسطها وهي ماشية. "يا لهوي على المؤخرة الحلوة!" "كالي، بتسمعيني؟" أديسون سألت وهي بتلوح بإيدها قدام وشها. كالي كانت مركزة أوي على مؤخرة أريزونا لدرجة إنها ما سمعتش أديسون بتتكلم معاها لحد ما حست إنها بتتهز من كتافها. "أنا آسفة، إيه؟" كالي سألت وهي بترجع للواقع. "قلت إنهم قفلوا ميدان الحواجز النهارده." "آه، طيب هي مش لازم تعرف ده صح؟" ضحكت. بعدها بلحظة، ومن الناحية التانية من الكافيتريا، سمعت صريخ. بصت وشافت أريزونا وكريستينا يانج في خناقة حامية. "إيه القرف ده. بصي إنتِ رايحة فين،" كالي سمعت أريزونا بتزعق من الناحية التانية من الأوضة. "آسفة،" الكورية ردت وهي بتلوح بإيدها، قبل ما تمشي. "يا بت يا وسخة، إيه رأيك في آسف بجد؟" أريزونا زعقت تاني. "معلش؟" الكورية سألت وهي راجعة تقف قدامها تاني. "قلت، إيه رأيك في آسف بجد؟" أريزونا زمجرت. "وإيه لو ما قولتش، يا مدام شوفيني أنا قد إيه مزة؟" الكورية ردت وهي بتزقها. "آه، إنتِ بجد عايزة تعرفي. عشان أنا كبرت باسم أريزونا. أنا أعرف ألعب قذر في الملعب،" أريزونا ردت. الكورية بس هزت كتفها وضحكت عليها. أول ما أريزونا راحت ترفع إيدها عشان تضرب الست، تيدي سحبتها لورا، وخلتها تضرب في الهوا. "أريزونا، بلاش، هتدخلينا في مشاكل." في الوقت ده، كالي كانت قامت من مكانها وانضمت للستات التلاتة في الطابور. "فات الأوان،" كالي قالت ليهم هما الاتنين، "إنتِ وإنتِ، تعالوا معايا، دلوقتي." أريزونا بس قلبت عينيها ومشيت ورا الرائد بتاعتها وطلعت من الكافيتريا. بعد ما مشوا كام دقيقة، الستات الأربعة وقفوا في منطقة منعزلة في المدرسة. أريزونا بصت حواليها، وبعدين بصت لكالي بحواجب متكشرة، "إحنا هنا ليه؟" "لفات! إنتوا التلاتة!" بوق أريزونا كاد يقع على الأرض، "إيه؟ إنتِ بتهزري؟" "أنا جد! عندك مشكلة في كده يا حشرة؟" كالي سألت. "ليه إحنا اللي في المشكلة؟ هي اللي بدأت القرف ده،" أريزونا زمجرت وهي بتشاور على كريستينا. "أيوه، ممكن تكون هي اللي بدأت، بس إنتِ..." كالي قربت خطوة من أريزونا، "إنتِ قررتي تحاولي تضربي. فـ بما إن صاحبتك الصغيرة دي كانت معاكي، إنتوا دلوقتي كلكم في مشكلة. دلوقتي، 20 لفة." "ده قرف..." "اخرسي يا روبنز،" تيدي قاطعتها بعصبية. "يلا! دلوقتي!" كالي أمرت وهي بتبصلها بصة شريرة. أريزونا بس استهجنت، وبعدين بدأت تجري ببطء. "عايزة السمانة دي تولع، زي ما عمرها ما ولعت قبل كده،" كالي زعقت وراهم. وهما بيجروا بخطوات ثابتة، تيدي بصت لأريزونا وهزت راسها. "قلتلك ماتفتحيش بوقك على الرؤساء،" تيدي قالتلها. "أنا آسفة." "إيه ده، ما تعتذريليش، اعتذري لنفسك عشان رجلك هتبقى زي المطاط لما تخلصوا. توريس ما بتهزرش في الجري." "وإنتِ عارفة ده من خبرة؟" "أيوه. أول يوم ليا هنا. فتحت بوقي ومش بس اضطريت أجري، ده كمان عملت ضغط." "إيه، أنا أقدر أعمل دول وأنا نايمة،" أريزونا ضحكت. تيدي بس قلبت عينيها على صاحبتها الجديدة. أريزونا كانت مغرورة وكانت بتوري ده لكل الناس من طريقة تصرفها. "لو إنتِ بتقولي كده،" تيدي قالت، "لما تضطري تعملي جري، وبعدين ضغط بعده، ما تقوليش ما حذرتكيش." خدت الستات التلاتة حوالي ساعة ونص عشان يجروا 20 لفة حوالين الساحة. ولما خلصوا، تيدي كانت عندها حق. رجليهم بقت زي المطاط بعدها. بعد ما عدت الخط الوهمي عشان تنهي لفاتها، أريزونا رفعت دراعاتها وحطتها ورا راسها عشان تحاول تاخد نفسها. ما كانتش مصدقة قد إيه هي خارج لياقتها. خصوصًا إن أبوها كان بيصحيها بدري الصبح عشان تجري معاه. "خلصتي غرور معايا يا حشرة؟" كالي سألتها. "لحد دلوقتي،" أريزونا ردت وهي لسه بتحاول تاخد نفسها. كالي رفعت حاجبها بسؤال للشقرا. "قصدي، أيوه يا فندم،" عدلت نفسها. "المرة الجاية، مش هاساهل معاكي كده. يلا بينا دلوقتي." أريزونا بصت على كريستينا وادتها بصة وحشة وهما ماشيين ورا الرائد بتاعتهم راجعين الكافيتريا.