موصى به لك

الأقسام

الأعلى تقييمًا

    أعمال أصلية (RO)

      الأفضل شهريًا

        مدرسة الخاضعين - مركز لتدريبهم على خدمة المسيطرين

        مدرسة الخاضعين

        2025,

        فلسفية

        مجانا

        خاضعة أليفة نفسها تلاقي مسيطرين يحبوها ويهتموا بيها. أهلها بعتوها مدرسة تدريب عشان تبقى خاضعة مثالية. في يوم من الأيام، بييجي "ماكسيم" و"كاسبيان" ومعاهم خاضعهم "رايدر" عشان يدوروا على أنثى لمجموعتهم، وبيكتشفوا إن فاي هي المناسبة. بياخدوها لبيتهم، وبتعيش معاهم حياة مليانة بالإثارة والحب والرعاية، وبتلاقي أخيراً اللي كانت بتتمناه.

        فاي

        عندها 22 سنة. متربية في عيلة كلها مسيطرين، وده اللي خلاها محترمة وملاحظة. بتحب الموسيقى والسفر والطبيعة والشمس. نفسها تلاقي مسيطرين يفهموها ويهتموا بيها، مش مجرد يسيطروا عليها.

        جاك

        المدير الرئيسي لأكاديمية برونز لتدريب الخاضعين. باين عليه إنه مسيطر محترم ومهتم بالخاضعين اللي تحت إيده، خصوصًا فاي اللي بيعتبرها من المفضلين عنده. بيحب يساعد الخاضعين يفهموا دورهم ويتطوروا.

        ماكسيم

        واحد من المسيطرين الرئيسيين في الرواية. بيحب السيطرة والنظام، وهو اللي بيدور على خاضعة أنثى لمجموعته مع شريكه كاسبيان والخاضع بتاعهم رايدر. شخصيته قوية وعملية.
        تم نسخ الرابط
        مدرسة الخاضعين - مركز لتدريبهم على خدمة المسيطرين

        تعريف للرواية:
        في العالم ده، الخاضعين مطلوبين. الخاضعين دول، بأي رتبة، مطلوبين. سواء كانوا خاضعين عاديين، أو صغيرين (ليتلز)، أو خاضعين حيوانات أليفة، وهكذا.
        
        فاي دي خاضعة أليفة عسولة، نفسها تبقى ملك حد وتحبه مسيطرين في المستقبل. أهلها بعتوها مدرسة عشان تتدرب وتبقى خاضعة صح. هي بتجتهد عشان تعمل أحسن حاجة عندها، ومجرد التفكير في كده بيثيرها.
        
        في يوم ممل، فاي بدأت تزهق من قعدتها في المدرسة، نفس الروتين الممل. في اليوم التاني، رجالة ومعاهم الخاضع الأليف بتاعهم، بييجوا يدوروا على بنت حلوة يضيفوها للمجموعة بتاعتهم.
        
        أول ما بيتقابلوا، بيعرفوا إنها مثالية للمجموعة بتاعتهم، فبياخدوها لقصرهم الغامق القديم. هي بتبقى فرحانة إنها أخيراً هتعمل واجباتها، ده في دمها أصلاً.
         
         
         ي مستنية حياة مليانة عنف وحب، وتدريب فوق ما تتخيل، واستخدام وحب فوق ما كانت تتوقع إنه ممكن يحصل.
        
        تعالوا ننضم ليها في الرحلة دي...
        
        
        
        
        قعدت على الأرضية الناعمة بتاعت السجاد وأنا بسمع باقي الخاضعين بيكملوا يومهم. كان يوم ممل تاني في أكاديمية برونز. مدرسة بتدرب الخاضعين عشان يبقوا في أحسن شكل ليهم.
        
        أهلي بعتوني هنا بعد الاختبار بتاعي من سنتين. عيلتي كلها مسيطرين، أنا الوحيدة الخاضعة من إخواتي وبنات عمي وولاد خالي. عندي تلات إخوات. أخين وأخت واحدة. كلهم عندهم الخاضعين بتوعهم، وأهلي كمان بيشاركوا اتنين خاضعين. أنا أصغر واحدة في عيلتي، أكبر واحد أكبر مني بعشر سنين، وأصغر واحد أكبر مني بست سنين.
        
        قبل الاختبار بتاعي، كنت عارفة إني مش مسيطرة، كنت عارفة إنه مستحيل أبقى حاجة زي كده، دايماً كنت بحس إني محتاجة حد يقولي أعمل إيه ويدلعني. بس مكنتش عايزة أهلي يتضايقوا مني، ومكنتش عايزة إنهم يتبروا مني برضه. كنت خايفة أوي لما اكتشفت إني مش خاضعة. كنت فاكرة إنهم هيتبروا مني، بس بدل كده، شكروني. عيلتي صارمة جداً ومسيطرة – عيلة معروفة ومحترمة جداً. بس كانوا مبسوطين وحتى شجعوني، وفي الحقيقة قالوا "كنا عارفين أصلاً". وده مش مستغرب بالنسبة لي.
        
        أول ما بقيت جاهزة، بعتوني هنا عشان أتدرب. بقالي فترة مشفتش عيلتي بس بتواصل معاهم على تليفوني لما بيسمحولي استخدمه.
        
        "فاي، تعالي هنا" جاك ناداني. زحفت على إيدي ورجلي ناحيته، وبحت جسمي في رجله.
        
        "شاطرة يا بنتي، شكل تفكيرك مشتت. في حاجة غلط؟"
        "لأ يا سيدي."
        "همم، ليه مش بتختلطي بحد؟" سأل وهو بيشاور على الأرض عشان أقعد. طوعته وأنا بجاوب. "بصراحة، مليش نفس النهاردة. أنا آسفة يا سيدي."
        "مفيش مشكلة يا فاي، مين عايز يختلط بحد طول الوقت. ساعات بتبقى الوحدة أحسن." قال وهو بيخليني أبتسم بارتياح إن في حد فهمني.
        
        جاك هو المدير الرئيسي للمدرسة دي. المدرسة دي مبنية زي مركز تدريب. أقفاص، سلاسل، أدوات، أوضنا، حوش مسور. أنا بتدرب إني أبقى زي الكلبة الصغيرة، وأنا بحب كده. بس كل واحد مختلف. الناس اللي في المناصب العليا، يعني المسيطرين، بيقدروا يعرفوا من طريقة تصرفنا.
        
        "اطلعي شوفي الشمس بره." أمرني. طوعته وقعدت بره. جاك كان بره بيتفرج علينا كلنا اللي كنا بنستمتع بالجو بره. كان بيوبخ اتنين من الخاضعين قبل ما واحد من المدربين يهمس في ودنه حاجة، هز راسه قبل ما يختفي جوه المبنى.
        
        مسحت الموضوع من دماغي قبل ما أسترخي في ضوء الشمس بتاع اليوم الجميل ده. ركزت على نفسي، وإحساس الهوا الدافئ وهو بيخبط في وشي، والشمس الدافية وهي نازلة عليا.
        
        وحشتني عيلتي، وحشتني أكل ماما. مع إن كان عندنا خدامين وطباخين، هي كانت بتحب تطبخ. وحشوني إخواتي كمان. يا رب أقدر أزورهم كلهم قريب.
        
        "فاي، جاك عايزك جوه." ليلاك نادتني. زحفت ناحيتها وبحت جسمي فيها كتحية، إحنا متعلمين نعمل كده بس أنا عايزة أعملها.
        
        "شاطرة يا بنتي" ليلاك شكرتني. ليلاك وجاك هما أعلى ناس هنا في برونز. هما الاتنين مسيطرين محترمين، بيهتموا بينا، وبيعلمونا دروس كمان. ليلاك وجاك ألطف من التانيين، اتقالي إن ده عشان أنا محترمة وملاحظة أكتر من التانيين. بس طبعاً "المتنمرين" بيقولوا إن ده بسبب عيلتي الغنية.
        
        مش فارق معايا، أنا بس عايزة أخدم زي ما اتدربت. مفيش حاجة بتحمسني أكتر من إني ألاقي مسيطر مثالي ليا. عايزة إنهم يفهموني، يفهموا أفكاري، يفهموني أنا، يعني أنا. أنا عارفة إن وظيفتي هي إني أخدم كخاضعة ليهم وبس، إني أبقى كلبتهم بالطريقة اللي هما عايزينها.. وميهمنيش. بس عايزة إنهم يفهموني كإنسانة برضه. بس ده بقى نادر الأيام دي.
        
        "إيه اللي مخليكي سرحانة كده يا فاي" ليلاك سألت وهي بتشاور على الأرض وخلتني أقعد قدامها.
        "أنا بس مكنتش اجتماعية النهاردة، في أفكار كتير بتجري في دماغي. أنا آسفة يا سيدتي" قلت وأنا بخفض راسي في وضع اعتذار.
        "متتأسفيش على التفكير يا فاي. مش هتتعاقبي عشانك انتي." ليلاك قالت.
        
        رفعت راسي وأنا بميلها باستغراب، أنا عارفة كويس إنها ممكن تعاقبني على أي حاجة هي عايزاها. ده بيثيرني، بيحمسني بس هما ممكن يعاقبوني في أي لحظة. هي ضحكت على ارتباكي وده خلاني أبوز.
        
        "كفاية بوزان. فاي، مسيطرين كتير بيحبوا لما الخاضع بتاعهم يفكر ويعبر عن أفكاره. ده بس عشان نص الخاضعين دول مبيفكروش، هما بس بيتصرفوا ويهزروا." شرحت وهي ماشية ناحية واحدة من "الأوض الهادية" زي ما بنسميها.
        "تفتكري ليه بنتعب أوي عشان نخلي كل الخاضعين دول يعملوا أي حاجة غير إنهم يبقوا وقحين. المسيطرين بيزهقوا منهم." فاي قالت وهي بتدخلني الأوضة الهادية.
        "تفتكري أنا مملة؟" قلت باحترام وأنا ببصلها في وشها. إحنا المفروض نبص في وشهم بس واحنا بنتكلم، وممنوع نتكلم إلا لما حد يكلمنا.
        "لأ خالص، ده سبب تاني إني بحب ألعب معاكي أوي." قالت وهي بتهرش في شعري.
        "دلوقتي كوني شاطرة واستريحي هنا. جاك قال إنك محتاجة شوية وقت هنا النهاردة. جبتلك شوية حاجات تسترخي بيها" قالت وهي بتشاور على الترابيزة. كان عليها أقلام ملونة وكشكول، وحتى كتب للقراءة.
        "دلوقتي زي ما قلتلك كوني شاطرة وإلا هاخد المضرب وأضرب بيه مؤخرتك الحلوة دي تاني." قالت بصرامة وهي بتضحك قبل ما تسيب الأوضة وتقفل الباب وراها.
        
        تنهدت قبل ما أحط راسي على الترابيزة. الترابيزة كانت قصيرة لدرجة إننا كنا ممكن نقعد على ركبنا عشان نستخدمها. مش مسموح لينا نستخدم كراسي، إحنا المفروض نرتاح على ركبنا أو رجلينا وبس. بصيت حواليا في الأوضة اللي ديكورها بسيط. الصور المرسومة، سرير الكلب الكبير المنفوش، طبق الماية في حالة لو عطشنا، الكنبة اللي للمسيطرين بس، وبعدين الترابيزة المملة.
        
        إيه اللي لفت نظري هو المستطيل الأسود الغامق اللي واخد نص الحيطة اللي قدامي، هو زي الشباك. بس ليه هو هنا؟
        بصيت تاني على الكشكول والأقلام. أنا مبسوطة إني ممكن أحصل على شوية هدوء وسلام هنا، فبدأت أرسم أي حاجة أنا عايزاها. أنا مش فنانة بس لسه ممتع. أنا مش مغنية برضه بس لما ببقى لوحدي بغني أي كلام في دماغي.
        
        فقعدت بس واسترخيت في السلام، هو بس صمت الأوضة البيضا وصوت صوتي وهو بيرتد من على الحيطان.
        "همم، الصوت أحسن في الأوضة دي، هضطر أبقى منعزلة أكتر."
        
        
        
        
        
        
        ماكسيم
        أنا وشريكي قعدنا جنب بعض في أوضة المراقبة. الخاضع بتاعنا كان ساند راسه على رجل شريكي وإحنا بنتفرج على البنت اللي شعرها فاتح من الناحية التانية. سمعناها وهي بتغني كلمات عشوائية بصوت هادي، بس كانت بترتبهم بشكل مثالي.
        
        إحنا جينا نشتري خاضعة تانية عشان تبقى مع الخاضع اللي عندنا. هو محتاج حد يلعب معاه ويتحكم فيه بس كمان يحميه، ده في دمه. بس إحنا كمان عايزين أنثى في مجموعتنا. هما عادة بيضيفوا طاقة أكتر للمجموعة.
        
        "طب قوليلي، هي عاملة إزاي؟" سألت وأنا بقوم أمشي ناحية المدير اللي ورانا المكان. اللي أعتقد إنه جاك.
        "هي جرو صغير شيق أوي. مرحة جداً وحتى دمها خفيف، لسبب ما النهاردة حاسة إنها مش اجتماعية. أعتقد إنها وحشها بيتها." شرح.
        "إيه بالظبط اللي بتدوروا عليه؟" سأل بعد كده.
        "همم، إحنا عايزين نضيف أنثى لمجموعتنا. وده هيكون كمان عشان الخاضع الأليف اللي عندنا يبقى عنده حد يلعب معاه ويبقى عنده سلطة عليه. هو محتاج حد يكون تحت إيده." شرحت.
        "أنا عارف إن كلامي ده كمدير ممكن يبان إني بحاول أبيعها وخلاص، بس أنا فعلاً أعتقد إنها هتكون مثالية للدور ده. هي ممكن تتعامل بسهولة مع أكتر من شخص، وكمان بتطيع الخاضعين اللي عندهم سلطة أعلى منها." جاك قال وده خلاني أهتم بيها أكتر لوحدها.
        
        "هي اتربت مع عيلة ولا اتولدت في مزرعة خاضعين؟" سألت.
        "مع عيلة، هي الخاضعة الوحيدة من خمسة مسيطرين. أعتقد ده سبب تاني إنها محترمة وملاحظة أوي، هي اتربت حوالين مسيطرين."
        "مثير للاهتمام، خاضعة من عيلة مسيطرين" شريكي كاسبيان قال من على الكنبة. كان بيدعك راس الخاضع بتاعنا. الخاضع بتاعنا، اسمه رايدر، أو لوك. لوك ده اللقب اللي إحنا سميناه بيه لما اشتريناه أول مرة.
        
        "شخصيتها عاملة إزاي؟" سألت.
        "عسولة، طيبة، دمها خفيف، شجاعة، واثقة من نفسها ومتمردة أحياناً" جاك قال وهو بيضحك على الجزء الأخير.
        "أنا ملاحظ، متبانش من النوع اللي بسيط وبيطيع كل ثانية." رديت.
        "هي مش كده، بس بتعرف امتى تطيع وامتى تتمرد لو ده ليه معنى."
        "تمام جداً. هي عارفة إن في حد بيتفرج عليها؟" سألت. كانت باينة إنها بتتصرف طبيعي، مش بتحاول تبين نفسها أحسن عشان تتختار.
        "لأ، هي فاكرة إنها مجرد أوضة للاسترخاء والهدوء. هي مش بتحب الضوضاء العالية أو الصراخ فببعتها للأوضة دي كتير سواء كان في حد مهتم بيها أو لأ. فعشان كده هي معندهاش أي فكرة." جاك شرح. عدم حبها للضوضاء العالية ده كويس، في البيت إحنا هادين إلا لو إحنا اللي خلينا الصوت عالي.
        
        "هي عندها أنياب لسه؟" سألت. معظم الخاضعين الأليفين بيتركب لهم أنياب في بقهم، معظمهم بيحبوا كده وبيلاقوها سهلة للعب أو لإظهار وضعهم.
        "لأ، عيلتها كانوا عايزين يركبولها إياهم أول ما تتباع من الأكاديمية. هي هتحبهم" جاك شرح. وشرح كمان إنها بتحب تلبس ودان بس ذكر من نفس الرتبة قرر يقطعهم.
        
        "تمام، هرجع حالاً" رديت قبل ما أرجع لشريكي.
        "إيه رأيك يا كاس؟" سألت وأنا ببص عليه وعلى رايدر.
        "أعتقد إنها أكتر واحدة مثيرة للاهتمام من بين كل الخاضعين التانيين اللي بصينا عليهم لحد دلوقتي، شكلها مناسبة جداً لـ لوك." كاسبيان قال وهو بيكمل يتفرج على فاي من خلال الزجاج الملون.
        
        "هطلب الملفات بتاعتها" قلت قبل ما أرجع لجاك وأطلب الملفات بتاعتها. هز راسه قبل ما يمشي ويرجع بشوية ورق وملف.
        "هسيبك تبص عليهم، من فضلك دوس على الزرار ده لما تكون جاهز تشوفني تاني."
        جاك قال قبل ما يسيب الأوضة.
        "رايدر"
        "نعم يا سيدي؟" صوته الخشن رد وهو بيرفع راسه.
        "إيه رأيك فيها لحد دلوقتي، تحبها كرفيقة؟" سألت وأنا قعدت في مكاني تاني.
        "هي مختلفة عن التانيين" قال وهو بيبصلها هو كمان. لثانية وقفت غناها ورسمها قبل ما تبص لفوق وحوالين الأوضة تاني، ووقفت عند الشباك الملون.
        كلنا اتواصلنا بعينينا معاها، سواء كانت عارفة إننا هنا أو لأ. "عينيها حلوة أوي" رايدر همس.
        "كنت بفكر في نفس الحاجة." كاسبيان قال.
        "يلا نبص على ملفاتها ونتكلم أكتر قبل ما نكلم المدير تاني." قلت وأنا بفتح الملف اللي معمول بإتقان والأوراق المرتبة.
        
        فاي مونرو رودس
        السن: 22
        الوزن: 135
        الطول: 5 أقدام و 6 بوصات
        الحساسية: القطط
        مشاكل صحية: لا يوجد
        الحالة: متعقمة.
        مبتكرهش: بعض الخاضعين الذكور، السياط، الإبر، الضوضاء العالية، الصراخ.
        تحتاج: طوق، ودان، عملية أنياب، كمامة.
        إضافات: تحتاج رعاية إضافية بعد الأنشطة الجنسية، تحتاج فيتامينات مناسبة، لديها مشاكل مع بعض الممارسات الجنسية ولكن يمكن تدريبها بسهولة.
        
        "رودس، زي عيلة رودس؟ خاضعة منهم، مش مستغرب إنها مؤدبة." كاسبيان قال وهو بيبص على الملفات، وافقت قبل ما أكمل قراءة.
        أنا مصدوم إن مفيش حد اشتراها بس عشان اسمها الأخير، جاك باين إنه بيحبها فأنا متأكد إنه بيحاول يحافظ عليها.
        "لحد دلوقتي هي مناسبة للي إحنا عايزينه، ميولها الجنسية بتطابق كتير من ميول رايدر وميولنا. معندهاش مشاكل صحية كمان... إيه يا رايدر، إنتوا الاتنين عندكم نفس الحساسية" قلت وده خلى رايدر يبتسم ابتسامة خبيثة قبل ما يدعك راسه في فخذي.
        "كلب شاطر."
        "مكتوب هنا إنها متعقمة، فمش محتاجين نقلق من الحماية أو الحمل. كويس. مش عايزين نخليها تمر بكل ده." قلت وأنا بسلم الأوراق لكاسبيان.
        
        
        
        
        
        
        
        ماكسيم
        قرا أكتر قبل ما يحط الأوراق على ترابيزة القهوة اللي قدامنا.
        "إيه رأينا؟" سألت.
        "هي حلوة، ومثيرة للاهتمام كمان. أحب تكون جنبي، شكلها كلبة وفية." كاسبيان قال وده خلاني أضحك. "أنا كمان، أحبها تقعد عند رجلي."
        "رايدر، إيه رأيك؟ تحب تقابلها؟" سألت.
        "أيوة يا سيدي، أحب." قال وهو بيهز راسه ببطء.
        قمت ودوست على زرار الاتصال عشان أكلم جاك تاني. في خلال دقايق قليلة دخل الأوضة.
        "أهلاً مستر كاسيدي، خدنا قرار؟" جاك سأل. كان باين عليه السعادة، كأنه مبسوط إنها هتكون ملك حد قريب. شكلها المفضلة عنده.
        "أيوة، عايزين نشتريها، نشوف إذا كانت مناسبة، بس قبل ما نوقع أو ندفع عايزين نقابلها الأول." قلت.
        "طبعاً، لو تديني دقايق قليلة أتكلم معاها" جاك قال. هزيت راسي وطلع من الأوضة قبل ما يظهر في نفس الأوضة اللي فيها فاي.
        
        "يا سيدي؟" صوت فاي الناعم نطق.
        "فاي عندي أخبار حلوة" جاك قال وهو واقف فوقيها، باصص على رسوماتها.
        "جبنا أكل صيني بالليل؟!"
        فاي سألت بحماس وده خلاني أنا وجوزي نضحك. رايدر ابتسم بس على رد فعلها. جاك بصلها بغضب، هي بس ابتسمت ببراءة قبل ما ترجع لوضع الخضوع بتاعها.
        "لأ، بس أنا متأكد إنك ممكن تجيبي ده قريب لو طلبتي بلطف."
        "قصدك إيه؟" سألت.
        "في مسيطرين عايزين يقابلوكي يا فاي" جاك قال بهدوء.
        كان في صمت لثانية، وشها كان ملامحه ثابتة لحد ما ظهرت ابتسامة. "إنت جاد يا سيدي؟"
        "فاي، إنتي عارفة أحسن من إنك توحي إني بكذب عليكي." جاك قال.
        "أنا آسفة، أنا بس... أنا بس متفاجئة." ردت وهي حاطة إيدها على صدرها. "قلبي بيدق بسرعة." همست.
        "هما عايزين يقابلوكي دلوقتي، يلا." جاك قال وهو بيشاور على الباب. اتفرجنا على فاي وهي بتزحف بعصبية من الباب.
        "كيوت طريقة توترها." رايدر قال. وافقته قبل ما أسكته. الباب صر وهو بيتفتح وبيبان منه الشقرا الصغيرة وجاك وراها.
        "روحي اقعدي" جاك أمر وهي أطاعت بس الخجل اللي على وشها خلاني أضحك تقريباً.
        "عرفي نفسك يا فاي." جاك قال وهو واقف وراها. بصت لفوق بخجل قبل ما تتكلم.
        "أهلاً، اسمي فاي رودس. تشرفت بلقائكم سادتي." انحنت قدامنا.
        "خليكي مكانك. دلوقتي هسيبكم تتكلموا كلكم. مرة تانية دوسوا على الزرار لما تحتاجوني." جاك قال قبل ما يخرج من الأوضة.
        "ممكن تقعدي يا فاي، تعالي أقرب." أمرت. مرة تانية أطاعت فوراً.
        "اسمي ماكسيم، وده جوزي كاسبيان، وده الخاضع-الأليف بتاعنا رايدر." عرفتنا على بعض.
        "ممكن أتكلم بحرية يا سيدي؟" سألت.
        "ممكن." اديتها الإذن.
        "أنا عاجباني أسمائكم، بحب أشوف لو أسماء الناس بتطابق هالتهم أو جسمهم. أسماءكم التلاتة متطابقة." فاي قالت.
        "يا بجد؟ مكنتش فكرت في كده قبل كده." كاسبيان قال وده خلى فاي تبتسم ابتسامة خفيفة.
        "فاي، إيه كمان في دماغك؟ عايزين نسمع أكتر عنك وإيه اللي بتفكريه كخاضعة." قلت.
        وشها نور فوراً، وقعدت براحة أكتر قبل ما تتكلم. "إيه نوع الحاجات يا سيدي؟ أنا بفكر في حاجات كتير."
        "احكيلنا عن نفسك" قلت.
        "أنا مش قصدي أكون قليلة احترام، بس مش الحاجات دي موجودة في ملفاتي يا سيدي؟"
        "أيوة بس إحنا عايزين نسمع حاجات منك." قلت وده خلاها تتململ من الحماس.
        "أنا بحب الموسيقى، بتساعدني أهرب من قد إيه العالم صوته عالي. أنا كمان بحب أجرب أكل جديد، أمي كانت بتعمل أكل جديد وكنت بساعدها تختبره. أنا بحب السفر، الطبيعة، وبحب الشمس. هي جميلة. أه وكمان بحب الموضة.." كان باين إنها بدأت تتكسف من كتر ما بتتكلم.
        "أنا كمان بحب الشمس" رايدر اتكلم. عيون فاي ثبتت عليه، وعيونه هو كمان ثبتت عليها.
        "فاي، خلينا نقول إن كل ده مشي كويس وخدناكي بيتنا. رايدر هنا هيكون ليه سلطة عليكي كمان، هتكوني خاضعتنا وخاضعته. فاهمة؟" سألت.
        "أيوة يا سيدي" ردت.
        "فاي، بتستمتعي بكونك حيوان أليف؟ تحبي يتم معاملتك ككلبة بالكامل؟" كاسبيان سأل. هو بيحب يسأل أسئلة صعبة.
        
        "أيوة يا سيدي، لما الاختبار بتاعي كشف إني خاضعة كنت متلخبطة ومضطربة جداً، بس لما ظهر مفهوم الخاضع الأليف. حسيت إنه منطقي أكتر..." فاي قالت.
        "همم، ماشي، إحنا فاهمين إن الحيوانات الأليفة محتاجة بس استخدام وحب. أنا متأكد إن ده اللي إنتي عايزاه صح؟" كاسبيان سأل. هزت راسها كإجابة.
        "إذن اجلسي." أمرت. قعدت في وضع "الجلوس" بتاعها.
        "نامي."
        "اتدحرجي."
        "اشحتي" قلت. قعدت وراحت تنبح، وتشحت بإيديها.
        "يا لها من كلبة جيدة، تعالي هنا. أحب أشوفك أقرب" قلت وأنا بطبطب على فخذي. زحفت لحد ما بقت على بعد بوصات قليلة من إيدي. قدرت أعرف إنها متوترة بس فضلت هادية عشان هي كمان تهدى.
        معظم الناس ممكن تحس بخوفك وغضبك وحزنك وسعادتك لو حاولت بجد. الخاضعين بيقدروا يحسوا بيهم أكتر، خاصة الخاضعين الأليفين.
        من سنين فاتت البشر كانوا بيتعمل عليهم تجارب، وبياخدوا أمصال وأدوية عشان يبقوا خاضعين أفضل. الخاضعين الأليفين فعلاً عندهم غريزة حيوانية في دمهم، عشان كده بيقدروا ينبحوا ويغرغروا، ويقدروا يحسوا بالحاجات قبلنا.
        
        لمست أطراف صوابعي خدها. كان ناعم ودافي. بعدين مررت إيدي في شعرها. غمضت عينيها وهي بتهمهم بنوع من الاسترخاء.
        "آه، إنتي بس عايزة تتحبي صح؟" قلت وأنا مسكت قبضة مليانة شعر في إيدي.
        ميلت راسها لورا عشان أقدر أشوف وشها وجسمها اللي تحتها بشكل أفضل.
        استرخت في مسكتي، عادة بعض الخاضعين/الحيوانات الأليفة بيحاولوا يقاوموا عشان يبانوا كيوت أو بيبقوا خايفين بس هي فضلت ساكنة وهي محافظة على التواصل البصري.
        فحصت كل حاجة في جسمها قدرت أشوفها من غير هدوم، بعدين هنفحصها وهي عريانة كمان. بس كل حاجة باينة كويسة.
        حطيت طرف إبهامي تحت شفتها السفلية، وسحبتها لفوق عشان أشوف أسنانها. "الأنياب هتبقى حلوة أوي في البق الجميل ده." قلت وأنا بلف حوالين فكها وشفايفها.
        "رايدر، تحب تلمسها؟" سألت وأنا ببص على رايدر اللي كان بيراقب فاي عن كثب. قدرت أعرف إنه عايز يلعب معاها، عايز يحضنها بين دراعه.
        معظم الخاضعين اللي في رتبة أعلى، ده طبيعي بالنسبة لهم إنهم عايزين أو محتاجين خاضع أقل منهم للمتعة أو اللعب عشان نفسهم. إحنا كنا عايزين واحد ليه بس أساساً لينا كمان.
        بعدين بصلي قبل ما يتكلم "أيوة يا سيدي" قال بصوت ناعم وخشن.
        هزيت راسي ليه عشان يبدأ وأنا ماسك شعر فاي، عشان متتحركش أو تحاول تعض. بس أنا متهيأليش إنها هتعمل كده.
        هي فضلت هادية في إيدي.
        أنا وكاسبيان اتفرجنا عليه وهو بيدعك إيده بلطف على بشرتها، حس بشعرها الناعم ودعك إيده على رقبتها. قدرت أعرف إنه عايز يعلمها إنها بتاعته، ممكن يعمل كده قريب.
        "فاي، بتحبي لمسنا؟" سألت.
        "أيوة يا سيدي، عجبني جداً. بس محسيتش بلمسته هو لسه." قالت وهي بتشاور على كاسبيان.
        "تعالي هنا إذن" كاسبيان قال. سبت شعرها، رايدر بعد عشان هي تقدر تتحرك قدام كاسبيان. عمل نفس اللي أنا عملته، عشان يشوف لو هتكون مناسبة تماماً في إيده زي رايدر بالنسبة لنا.
        "مثالية" همس وهو في وشي، ولسه ماسك فاي. إداني نظرة "أيوة".
        "إيه رأيك يا لوك؟" سألت.
        "أيوة يا سيدي."
        قمت وناديت على جاك يرجع.
        فتح الباب في ثواني قليلة وده خلاني أبص عليه بصدمة.
        "كنت واقف بره الباب، عندنا موظفين كتير النهاردة فاعتقدت إنه هيكون أسهل إني أكون موجود." شرح.
        "آه أقدر ده. هناخدها النهاردة." أبلغته.
        "ده رائع. لو كلكم تيجيوا معايا على مكتبي ممكن نخليها رسمية. هبعت واحد من الموظفين يلم كل حاجاتها." جاك قال قبل ما يبص على فاي وده خلاني أبص عليها أنا كمان.
        كانت بتبص على الشباك الغامق الملون اللي بيبص على الأوضة التانية قبل ما تبص ببطء على جاك. "إنت خدعتني" قالت وهي بتضحك بابتسامة خبيثة.
        أقدر أعرف إنهم عندهم علاقة قريبة، وده معناه إنها على الأرجح متدربة وكويسة الرعاية. وده بيثير فضولي أكتر كمان.
        "إنتي استمتعتي بوقتك مش كده؟" جاك رد.
        "هقول لماما عليكي" دعت وهي بتخليني أستهزئ وأضحك على جرأتها.
        "أحب كده. دلوقتي المكتب ولا حزام أسيادك الجداد." جاك أمر. ابتسمت قبل ما تطيع.
        "امشي جنبها يا لوك" كاسبيان قال لرايدر. أطاع.
        مشينا وراهم بما إن فاي كانت عارفة رايحة فين. اتفرجنا على رايدر وهو بيزحف جنبها، عجبني شكلهم سوا.
        هيكون شيق نشوفها تحت إيده كمان...
        
        

        روايه بيت أحمد

        بيت أحمد

        2025, سلمى إمام

        اجتماعية

        مجانا

        سارة وأحمد، أصحاب من زمان. سارة، اللي أهلها طردوها وهي صغيرة، عاشت مع أحمد وعيلته وبقت قوية ومستقلة، وده بيخليه فخور بيها بس قلقان عليها. أحمد، اللي بقى تاجر أحذية كبير، دايماً بيحاول يساعدها ويشتريلها حاجات عشان يسندها ويدلعها، خصوصاً إنه حاسس إنه سبب المشاكل بينها وبين أهلها. هي بترفض مساعدته كتير عشان تثبت نفسها، لكن علاقتهما قوية مبنية على الحب والثقة المتبادلة، وبتورّي إن الدعم الحقيقي مش بيطلب مقابل.

        سارة

        مرت بظروف صعبة في حياتها من وهي صغيرة بعد ما أهلها طردوها. اشتغلت بجد عشان تثبت نفسها ونجحت في شغلها كمتاجرة أسهم. بتحاول دايماً تعتمد على نفسها وترفض المساعدة، بس في نفس الوقت بتحب أحمد أوي وبتعتبره سندها.

        أحمد

        بقى واحد من أكبر تجار الأحذية في المدينة. هو أكتر واحد ساند سارة في حياتها ومستعد يعمل أي حاجة عشانها، لأنه بيعتبرها أقرب صديقة ليه. بيحاول دايماً يدلعها ويعوضها عن أي حاجة اتحرمت منها.
        تم نسخ الرابط
        روايه بيت أحمد

        من ٨ سنين فاتوا
        
        قعدت على الكنبة، ضامة ركبي لصدري، وبحاول أصغر نفسي على قد ما أقدر في ركن أوضة الضيوف. ريحة البيت مختلفة، أنضف، أهدى، مترتب أكتر من أي حاجة أنا متعودة عليها. ده بيت أهل أحمد، مش بيتي، وهو أكبر من أي بيت شفته في حياتي، سقوفه عالية وحيطانه حاسة إنها فاضية أوي.
        
        مامة أحمد كانت طيبة، بس الطيبة دي كانت غريبة. كأنها بتحاول تكون لطيفة، بس كنت شايفة التردد في عينيها. هي متعرفنيش، متعرفش حجم كل اللي مريت بيه، وأنا مش متوقعة منها تعرف. بس إحساسي إن كل حاجة غلط.
        
        شديت البطانية عليا أكتر، بس ده مسعدش. المفروض إنها تخليني أحس بالأمان، بس هي مجرد بتفكرني إن ده مؤقت. وإن في أي لحظة، ممكن حد يدخل ويقولي امشي. أنا مش المفروض أكون هنا.
        
        بفكر في الخناقة اللي حصلت الصبح، كلام بابا اللي قطع في قلبي: "أنتي برة يا سارة. مش هينفع تفضلي تتصرفي كإن ده بيتك." وماما... ساكتة، بتتفرج عليا وأنا بتطرد من المكان اللي المفروض يكون بيتي. سكوتها كان أقوى من أي حاجة ممكن تكون قالتها.
        
        الباب اتفتح ببطء، وسمعت صوت أحمد: "إنتي كويسة؟"
        
        حاولت أطنشه، وشديت البطانية فوق راسي، بس منفعش. الدموع كانت بتنزل خلاص قبل ما أقدر أوقفها. مش عايزاه يشوفني كده، بس مقدرتش أمنع نفسي. حاسة إني صغيرة أوي، وعاجزة أوي.
        
        أحمد مسكتش في الأول. سمعته بيتحرك في الأوضة، وبعدين قعد جنبي. إيده كانت دافية لما حطها على كتفي، وسحبني ناحيته بالراحة.
        
        "هتبقى كويسة يا سارة." صوته كان واطي، كإنه بيحاول يكون حريص عليا. كإنه خايف يكسرني أكتر ما أنا مكسورة.
        
        "مكنتش عايزة ده يحصل،" همست، صوتي خانق بالدموع. "مطلبتش ده."
        
        "عارف يا سارة." صوته كان هادي بس ثابت، كإنه مر بحاجة زي دي قبل كده. "بس إنتي هنا دلوقتي. مش لازم تروحي أي مكان."
        
        لويت وشي في كتفه، ومش قادرة أوقف سيل المشاعر. كل حاجة كنت كتماها جوايا من زمان طلعت فجأة، أسرع مما أقدر أتحكم فيها. بكره إني ضعيفة، بكره إني مش قادرة ألم نفسي. بس دلوقتي، كل اللي أقدر أعمله إني أعيط.
        
        "معنديش مكان تاني أروحه،" قلت بين أنفاسي المتقطعة.
        
        إيد أحمد اتحركت على شعري، بتسرح فيه بالراحة كإنه بيحاول يهديني. "إنتي مش لوحدك،" همس. "أنا معاكي. مش هروح أي حتة."
        
        كلامه اخترق عاصفة المشاعر اللي بتلف في صدري، وثبتني، ولو للحظة. دي أول مرة من زمان حد يقولي كده. وده بيوجع، لأني عارفة إنه قصده بجد. بس في نفس الوقت، ده مبصلحش أي حاجة.
        
        بعدت عنه شوية، ومسحت وشي، مكسوفة. "أنا آسفة. مكنتش أقصد—"
        
        "متقوليش آسفة،" قاطعني أحمد، صوته ناعم بس حازم. "معندكيش حاجة تعتذري عليها. إنتي ممكن تفضلي هنا زي ما تحبي. مش لازم تشرحي لي أي حاجة."
        
        معنديش كلام أوصف بيه اللي حاسة بيه، ومش محتاجة. هو عارف، حتى من غير ما أقول أي حاجة. هو بس عارف. ودي الحاجة الوحيدة اللي مخليني متماسكة دلوقتي.
        
        أحمد قام ومد لي إيده. ترددت بس مسكتها، وسبته يسحبني من على الكنبة. "يلا، هعملك حاجة تاكليها،" قال وهو بيوديني برة الأوضة. "لازم تاكلي حاجة."
        
        معترضتش. مشيت وراه للمطبخ، ورجلي حاسة إنها من الرصاص. كل خطوة حاسة إنها تقيلة، بس مبقاش لازم أعملها لوحدي تاني.
        
        البيت ممكن ميكونش حاسس إنه بيت لسه، بس كل ما أفضل فيه أكتر، كل ما ببدأ أدرك - يمكن، بس يمكن، ده يكون المكان اللي أقدر ألم نفسي فيه من تاني
        
        
        
        
        أحمد
        
        "إيه يا معلم، مين ده؟" رديت وأنا بخطف تليفوني اللي بدأ يرن بسرعة. "أه تمام، هدخّلك. خبط بس لما تطلع." قفلت السكة ورميت التليفون على الترابيزة قدامي. كملت تعبئة صندوق الجزم، بجهزه للزبون اللي جاي في السكة. "مين ده؟" سألت سارة وهي بتعلق الكام سويت شيرت والجاكيت اللي كانوا مش في مكانهم. "ده الواد دري. فاكراه؟ ده كان ساكن في العمارات القديمة اللي عند شيروود." "أه ياااااه" سارة مطت صوتها. "أنا فكراه. كان حلو أوي." سارة خلصت تعليق السويت شيرت ومشت لحد المراية الطويلة اللي كانت في ركن الأوضة. فضلت تتفرج على نفسها في المراية. "شعري شكله كويس؟" رفعت عيني من الهدوم الجديدة اللي كنت بطبقها واتفرجت على سارة وهي بتتبختر قدام المراية. كانت شكلها حلو في طقم اللولو ليمن الزيتوني اللي كنت جبتهالها من كام أسبوع. ضحكت على وقفتها. أحسن صاحبة ليا جميلة، طبيعي كده؛ وأنا بهتم بيها أوي، عشان كده عمري ما هسمحلها تتكلم مع واد زي دري. ضحكاتي رجعت تاني لوجهي الجاد زي الأول. بوزت شفايفي ورفعت عيني للسقف. "متعصبينيش يا سارة. بصراحة، ادخلي الأوضة لما يجي هنا." "دايماً عايزة تتشافي" هزيت راسي. "واااااو، يا أحسن صديق إنت غيران أوي." قالت سارة وهي مربعة إيديها. "أنا بهزر أصلاً. أنا قولتلك إني بفكر أبقى مثلية، فاكر؟" استنكرت. "أه صحيح؟ إنتي مستعدة تأكلي كس؟" سارة ضمت شفايفها بتوتر. "ممممم... لأ... بس هخلي البنت هي اللي تعملي كده، أنا مش بتاعة الحاجات دي." "أنا كنت فاكر كده." قلت وأنا بضحك. "إنت دايماً بتبوظلي المود يا أحمد." قالت سارة وهي بتيجي ناحيتي وزقت كتفي بهزار. "بس أنا بحب المكان الجديد ده يا أحمد. يعني، بص على المنظر." أضافت سارة وهي بتمشي لحد الشبابيك الكبيرة اللي من الأرض للسقف واللي كانت بتوري منظر حلو للمدينة. "بجد؟ أنا كمان عاجبني، وفيه مساحة أكبر للمخزون والحاجات دي كمان." قلت. "حقيقة، كنا بنتزنق أوي في المكان القديم." قالت سارة وهي بدأت تتأمل الشقة أكتر.
        سارة رجعت تاني للترابيزة اللي كنت واقف عندها وقعدت على الكرسي اللي جنبي. "أنا فخورة بيك يا أحمد، بجد." قالت وهي مبتسمة وساندة راسها على كف إيدها.
        "تسلمي." شكرتها وأنا ببتسم وبفتح اللابتوب بتاعي عشان أراجع المعاملات بتاعة الأسبوع.
        "لأ بجد، أول يوم قابلتك فيه في الثانوي سألتك عايز تعمل إيه لما تتخرج، وانت قولتلي إنك عايز تبقى بياع ناجح، وإنت عملت ده فعلاً."
        "دلوقتي إنت في مكانك التاني، وبص عندنا مخزون قد إيه هنا، ده جنان بجد. أحسن صاحبة ليا بجد أكبر بياع في البلد." أضافت سارة وهي لفت راسها تبص حوالين الشقة.
        كانت عاملة زي فوت لوكر هنا، بس ١٠ مرات أكتر.
        رفعت عيني لسارة من اللابتوب بتاعي وابتسمت. ده واحد من الأسباب الكتير اللي مخليني أقدرها. كانت دايماً بتهنيني وتدعمني. كانت دايماً بتؤمن بطموحاتي حتى لما كل الناس قالتلي إني مجنون. كان من حقي إني أخليها تشتغل معايا، ده غير إني بتكفل بيها.
        لو كانت عايزة أي حاجة، كانت ممكن تجيبها. من غير أي أسئلة.
        "بحبك يا جدع، بجد." قلت.
        سارة احمر وشها، وبانت غمازاتها العميقة. "أنا كمان بحبك، يا وشك الفاتح."
        رفعت عيني للسقف بهزار وهزيت راسي.
        بعدين سمعنا خبط على الباب.
        "أنا هفتح." قالت سارة وهي بدأت تقوم من مكانها.
        "لأ، أنا اللي هفتح." قلت وأنا بقوم وبمشي لحد الترابيزة. شلت المسدس بتاعي من على الترابيزة ودخلته في حزام بنطلوني الجينز.
        بعدين مشيت لحد الباب الأمامي، بصيت من العين السحرية الأول قبل ما أفتح الترباس.
        "إيه يا معلم." قال دري.
        "أهلاً." رحبت بيه.
         
         
         
         
         دسنا لبعض قبل ما يدخل الشقة. وراه كانت بنت وولد أول مرة أشوفهم.
        "إيه الأخبار" سلمت عليهم وقفلت الباب وراهم.
        "أهلاً! إزيكوا؟ الجزم بتاعتكوا جاهزة بس شوفوا براحتكوا. احنا لسه جايبين تيشيرتات كروم هارتس الجديدة، على فكرة." سارة اتكلمت بابتسامة.
        "تسلمي يا جميلة." رد دري وهو بيبص في رفوف السويت شيرتات.
        بوزت شفايفي ورفعت عيني للسقف قبل ما أمشي للمطبخ عشان أحدث حسابي على انستجرام بتاع الشغل بالقطع الجديدة اللي لسه جايبينها.
        بعد حوالي 10 دقايق من دري والضيوف بتوعه بيتسوقوا، كانوا أخيراً جاهزين يدفعوا.
        "تمام كده، الحساب كله النهاردة... 2345 دولار. هتدفع كاش ولا زين كاش؟" سألت دري.
        "معايا كاش ليك." قال دري وهو بيبدأ يدور في جيبه، طلع رزمة فلوس.
        عد الفلوس وناولها لي.
        
        وأنا بخلص البيعة، سارة جت تساعدني أكيّس كل الحاجات.
        "إنتوا شكلكم حلو أوي مع بعض. يعني بجد بتكملوا بعض، كيوت أوي." قالت البنت اللي دري كان جايبها معاه بابتسامة كبيرة.
        سارة وأنا بصينا لها.
        سارة ضحكت بخفة. "إحنا مش—"
        "تسلمي." قلت قاطعاً سارة وأنا بناولهم الشنط بتاعتهم.
        سارة تنهدت. "إنتي قمر أوي على فكرة." قالت سارة وهي بتبتسم للبنت.
        "شكراً، إنتي كمان!" البنت احمر وشها وهي بتاخد واحدة من الشنط.
        "إنت كده تمام يا معلم، متشكرين إنك اتسوقت عندنا." قلت لدري وبدأت أوصلهم للباب.
        التلاتة مشيوا وأنا لفيت لقيت سارة بتبصلي وذراعاتها متقاطعة.
        "إيه اللي بتبصيلي كده عشانه يا بنت؟" سألت.
        "دلوقتي ليه يا أحمد خليت البنت دي تفتكر إن إحنا كابل؟" قالت وهي بتضحك.
        هزيت كتفي. "عشان الواد دري ده ميفكرش إن ليه فرصة معاكي. بديهي."
        "واو، إنت مجنون. أكبر عدو ليا." قالت سارة وهي بتهز راسها.
        "صح. جاهزة؟" سألت وأنا ببدأ ألم حاجتي.
        "أه أنا كنت فاكرة إن فيه واحد تاني المفروض يجي؟" سارة سألت.
        "لأ، هو لغى، هيجي بكرة وخلاص."
        سارة هزت راسها وبدأت تلم شنطتها وحاجتها التانية.
        •••
        بعد ما قفلوا الشقة كويس، أحمد وسارة اتجهوا لموقف العربيات.
        "أووووه شوفت دي؟ دي العربية اللي أنا عايزاها." صرخت سارة وهي بتشاور على مرسيدس بنز CLA 250 موديل 2024 كانت واقفة في الموقف.
        أحمد ضيق عينيه وهو بيبص على العربية البيضاء، نظره أخيراً ركز. "حلوة. دي اللي إنتي عايزاها؟"
        "أه. اشتغلت بجد أوي السنة دي وحاسة إني أستاهلها." قالت سارة وهي بتبتسم.
        "أه إنتي عملتي كده." قال أحمد وهما مكملين مشي ناحية عربيته.
        بعيداً عن شغلها مع أحمد، سارة كانت متداولة أسهم بدوام كامل. كانت لسه بدأت تتداول من سنة واحدة، وكانت بالفعل بتعمل أرباح من خمس أرقام شهرياً بشكل ثابت.
        "متصرفيش فلوسك على عربية بقى. كملي تجميع." قال أحمد وهو مكشر وشه.
        "أم أحمد، إنت نسيت إني عملت حادثة السنة اللي فاتت ومبقاش عندي عربية من ساعتها؟ أنا محتاجة عربية يا حبيبي." قالت وهي بتضحك على كلامه الغريب.
        أحمد هز كتفه. "لو عايزاها، هجيبها ليكي يا سارة. بس أنا مش عايزك تصرفي فلوسك على عربية. وفري فلوسك وكملي تجميع."
        سارة بصت على أحمد اللي كان بيطلع مفاتيح عربيته من جيبه. "أحمد لأ. إنت دايماً بتحاول تشتريلي حاجة. أنا كبيرة. أقدر أشتري حاجتي بنفسي."
        أحمد وقف للحظة، وبص على سارة بمزيج من الفخر والقلق. كان عارف إنها مستقلة، بس كان عندها ميل إن طموحها يطغى على الصورة الأكبر. هي مش أي بنت بالنسبة له، هي أقرب صاحبة ليه، وهو دايماً بيسندها، مهما حاولت ترفض مساعدته.
        كان عارف ده جاي منين. من ساعة ما أهلها طردوها وهي عندها 16 سنة، سارة عملت مهمتها إنها تثبت إنها تقدر تعتمد على نفسها. أحمد فهم ده، هي عاشت معاه ومع أهله بعد كده على طول وفضلت معاهم لحد ما هما الاتنين اتخرجوا من الثانوي. مشاهدتها وهي بتنمو وتدفع نفسها خلاه يحترمها أكتر، بس كان بيتمنى كمان إنها تدرك إنها مش لازم تشيل كل حاجة لوحدها. مش وهو موجود.
        أحمد بالذات كان عايز يدلعها ويعملها حاجات حلوة لأنه كان حاسس إنه السبب في العلاقة المتوترة بينها وبين أهلها.
        أحمد كان حاسس إنها مش عايزة تتشاف على إنها "حالة إنسانية" بما إنها اعتمدت عليه وعلى عيلته سنين. بس هو مش بيشوفها كده خالص.
        هو كل اللي عايزه إنه يتأكد إنها تمام. هي بتشتغل بجد، بس هو كان عايزها تعيش شوية كمان، من غير ضغط الشغل المستمر على كتفها.
        "أنا فاهمك، بس شوفي... أنا مش بقولك إنك مش ممكن تشتري حاجتك بنفسك. أنا بس بقول إنك كنت بتشتغلي أوي، وإنتي تستاهلي حاجة حلوة. خلي فلوسك معاكي يا بنت. مفيش أي عيب إنك تخليني أساعدك أحياناً يا سارة."
        هي رفعت عينها للسقف، بس طرف بقها ابتسم بابتسامة مترددة. "إنت بتتصرف كإني معرفش أظبط أموري. إنت عارف كم سهم بعته الشهر ده لوحده؟ أنا مش محتاجة إنك تشتريلي عربية يا أحمد. صدقني."
        أحمد ضحك بخفة، وفتح باب عربيته الشارجر السوداء. "أنا مش بقول إنك محتاجاني أشتريلك، بس أنا عايز أعملك حاجة حلوة. إنتي دايماً بتسنديني من أول يوم."
        سارة سكتت ثانية وهما الاتنين دخلوا العربية. مكنتش عارفة ترد على ده إزاي. هي عارفة إنه مبيطلبش أي حاجة في المقابل، عمره ما عمل كده. بس لسه كانت حاسة بتقل عليها، التجاذب المستمر ده بين قبول كرمه والحفاظ على استقلالها.
        "إنت أوفر أحياناً." ابتسمت بخفة، وسندت ضهرها على الكرسي وأحمد شغل العربية.
        "إنتي أحسن صاحبة ليا يا صغيرة. إنتي تستاهلي الدنيا."
        
        

        رواية ربانزل

        ربانزل

        2025, سلمى إمام

        فانتازيا

        مجانا

        ساحرة وحيدة عايشة في برجها، حياتها هادية لحد ما بيقع في جنينتها حرامي اسمه كارلوس. كارلوس بيطلب منها تخبيه من الحراس، وبتوافق على مضض. بعدها، بيطلب منها طلب أغرب: إنها ترعى بنتهم رابونزل لليلة واحدة بس. جوثيل بتكتشف إن الليلة دي مش هتعدي بالساهل، وفي الآخر، بتلاقي نفسها لوحدها مع رابونزل، بعد ما أهلها بيختفوا ومابيرجعوش تاني.

        جوثيل

        ساحرة بتعيش لوحدها في برجها، بتحب الهدوء والعزلة وبتعتني بجنينتها. قلبها طيب بس ساعات بتكون ساذجة شوية، وبتلاقي نفسها بتساعد ناس ما تتوقعش إنها تساعدهم.

        كارلوس

        حرامي خفيف الدم وبيتكلم كتير، بيحاول يلاقي أي طريقة يعيش بيها هو ومراته وبنتهم. بيظهر بمظهر اللطيف والمحتاج، لكن أفعاله بتدل على إنه ما عندوش مشكلة يستغل اللي حواليه.

        رابونزل

        طفلة رضيعة، بتغير حياة جوثيل. بتدخل حياة جوثيل بشكل مفاجئ وبتبقى سبب في إن جوثيل تخرج من وحدتها.
        تم نسخ الرابط

        لصين وعيل صغير
        زي أي يوم عادي، جوثيل كانت بتعتني بجنينتها، بتسقي نبات الرامبيون بتاعها وبتشيل أي حشيش ملوش لازمة. جوثيل ما كانتش متضايقة من الروتين ده، بس ساعات كتير الوحدة كانت بتتملكها. الناس في مملكة تيار القريبة كانوا دايمًا بيخافوا منها، عشان هي ساحرة، بس جوثيل عمرها ما حاولت تأذي أو تهدد أي حد بريء. كانت بتتمنى أختها الصغيرة كمان تتصرف بنفس الطريقة.
        
        جوثيل مسحت حبات العرق من على جبينها وشالت شعرها الأحمر المنور من على وشها، وبصت على برجها العالي الرمادي، اللي حواليه جنينة الرامبيون بتاعتها. ما كانتش متأكدة ليه هي بس بتزرع الخضار ده بالذات. يمكن عشان هو الخضار الوحيد اللي بتعرف تزرعه كويس. دلوقتي، باين إن الرامبيون بتاعها بقى هو ونيسها الوحيد. كانت بتشوف أختها، رينجوندا، أكتر من كده، بس مؤخرًا شكلها لقت طرق أحسن تقضي بيها وقتها بدل ما تيجي تزورها. جوثيل ما كانش عندها فكرة أختها الصغيرة بتعمل إيه الأيام دي. جزء منها ما كانش عايز يعرف حتى. في آخر زيارة ليها لقصر رينجوندا، لقت أختها بتعذب واحد غلبان عشان معلومات عن طرق تفضل بيها شابة، وده كان هوسها الأخير. جوثيل كانت بتأمل بشدة إنها تكون عدت المرحلة دي دلوقتي.
        
        وبينما جوثيل بتفكر في شغلها، حست إن مفيش حاجة تانية تتعمل النهاردة. لو سقت الزرع أكتر من كده هيغرق. طلعت آهة لما شافت الشمس لسه ساطعة فوق الأفق، لأنها عرفت إنها لازم تلاقي طريقة تانية تقضي بيها وقتها لحد ما يجي ميعاد النوم. افتكرت إنها هتقضي ليلة هادية ومملة لوحدها في برجها.
        
        لحد ما جوثيل بدأت تتمشى حوالين جنينتها عشان تروح للباب الخلفي، سمعت صوت خبطة عالية. لفت راسها، وشافت راجل رفيع بشعر أشقر قصير وعينين زرقا لابس هدوم مقطعة، وقع في جنينتها، وبهدل شوية من خضارها.
        
        ولما قام على رجليه ونفض التراب من عليه، جوثيل جريت عليه وهي بتسأله: "إنت كويس؟"
        
        "آه.. مجرد وقعة." الراجل ابتسم ولف راسه. "يا سلام. أنا فقدتهم."
        
        "فقدت مين؟" جوثيل سألت، وهي بتحاول تخبي ضيقها منه عشان بوظ جنينتها. "حد بيطاردك؟"
        
        "آه، ولا حاجة كبيرة." لوح بإيده باستخفاف، وبعدين حطها على وسطه وهو بيحاول ياخد نفسه. "مجرد سوء تفاهم صغير. الرجالة دي شكلهم فاكريني سرقت حاجة."
        
        جوثيل رفعت حاجبها وهي بتسأل: "فاكرينك سرقت إيه؟"
        
        الراجل الغريب هز كتفه ودور في جيبه. "آه، مجرد رغيف العيش والمفتاح ده."
        
        "تمام." جوثيل رجعت خطوتين لورا. "يبقى أنت حرامي."
        
        الراجل رجع الحاجات في جيبه، ورفع إيديه الاتنين، دفاعًا عن نفسه، وهو بيهز راسه بعنف. "لا لا! لازم تفهمي، أنا ومراتي بالعافية بنلاقي أكلة كويسة لينا احنا الاتنين بس، ودلوقتي عندنا عيل صغير لازم ناكله كمان. لازم نسرق عشان نعيش."
        
        جوثيل شبكت دراعتها. "وإيه حكاية المفتاح؟ ليه خدته؟"
        
        مرة تانية، الراجل هز كتفه. "مش عارف. كان محطوط جنب العيش. أنا مش متأكد حتى بيفتح إيه."
        
        "إيه اللي خلاك تاخده طيب؟" سألته تاني، وهي محتارة.
        
        الراجل الغريب تجاهل سؤالها الأخير، وبدأ يبص حواليه في الجنينة وسألها: "إنتي عايشة هنا لوحدك؟"
        
        جوثيل تنهدت وهي بترد: "آه."
        
        الراجل حط إيديه على وسطه وعلق: "دي خضروات كتير أوي لشخص واحد. بتبيعيها؟"
        
        هزت راسها. "لأ. الناس نادرًا ما بييجوا هنا."
        
        "بجد؟" الراجل بص لفوق كأنه جاتله فكرة فجأة.
        
        جوثيل بصت من وراه كأن حاجة لفتت نظرها. "آه، عادة لأ بس دلوقتي..."
        
        صوتها قطع والراجل لف راسه عشان يشوف هي شافت إيه. تلات رجالة شكلهم حراس مسلحين كانوا جايين ناحية برجها.
        
        الراجل رفع دراعاته في حالة ذعر. "يا لهوي، لقوني!" لف راسه بيأس ناحية جوثيل. "لازم تخبيني!"
        
        "إيه؟" جوثيل رجعت خطوة لورا، اتفاجئت بطلبه المفاجئ وبعدين بصت لتحت وهي بتتجنب عينيه. "أنا آسفة، بس أنا ما اقدرش أساعد حرامي."
        
        "أرجوكي،" استمر بإصرار. "إنتي عارفة بيعملوا إيه في الحرامية في المملكة دي؟ شوفي، لو خبيتيني دلوقتي، هاعوضك. إيه رأيك؟"
        
        جوثيل طلعت تنهيدة مترددة وأشارت بإيدها بسرعة. "روح استخبى في الشجر ده قدام البرج."
        
        لحد ما هو دخل في الشجر، التلات حراس وصلوا ونزلوا من أحصنتهم. قربوا من جوثيل بحذر كأنهم لو قربوا أوي ممكن يولعوا نار. الحراس كانوا لسه باينين مصممين، خصوصًا القائد، اللي كان وشه خشن وليه دقن صغيرة مش متسرحة.
        
        "يا ست جوثيل،" بدأ الحارس اللي في الأول. "احنا آسفين إننا بنزعجك، بس احنا بندور على حرامي حاليًا. شفتي أي حد غريب في المنطقة دي؟"
         
         
         
         
         
         "امم..." جوثيل حست بقلبها بيدق جامد وهي بتلف راسها بسرعة ناحية الشجيرات وشافت الحرامي رافع إيديه بيدعي. وبعدين هزت راسها بسرعة وقالت: "لأ. ما شفتش أي حد هنا."
        
        الحارس تنهد وهو بيطلع ورقة من جيبه. مدها لجوثيل وفي اللحظة اللي خدتها، سحب إيده بسرعة وحافظ على مسافته.
        ورغم خوفه، الحارس فضل محافظ على نبرة واثقة. "طيب، لو شفت الراجل ده، يا ريت تبعتي خبر للمحكمة الملكية في تياري. احنا عايزين نمسك الراجل ده أوي. أه..." وطلع ورقة تانية، ومدها لجوثيل. "دي مراته. عايزين نمسكها هي كمان."
        
        جوثيل هزت راسها بسرعة، وهي بتبص على الصورة. "آه، طبعًا هبعت خبر للمملكة."
        الحارس هز راسه، وشكرها، وبعدين من غير تردد نادى رجاله عشان يركبوا أحصنتهم وبعدين مشوا بسرعة. جوثيل خدت لحظة تبص على الحرامية الست. كانت مرسومة بشعر غامق كثيف وناعم. الست دي كانت وشها جامد وبارد، بس جوثيل افتكرت إنهم مش هيرسموا مجرم مطلوب وهو مبتسم.
        
        "واو، الرجالة دول شكلهم كانوا متوترين أوي حواليكي،" علق الراجل وهو بيطلع من الشجر.
        جوثيل طلعت نفس حزين. "آه، معظم الناس كده."
        
        الراجل هز راسه، بس ما كانش باين عليه بيسمع، وبعدين أعلن: "طيب، أنا لازم أمشي بقى. شكرًا على مساعدتك." رجع ورا ومد إيده. "اسمي كارلوس."
        "جوثيل،" ردت وهي بتسلم عليه بسرعة وبعدين افتكرت حاجة، "استنى، إنت قلت إنك هتبقى مديون لي لو ساعدتك."
        
        كارلوس رجع ورا، ورفع إيده. "فعلا قلت كده." إيده راحت لدقنه وهو بيبص حواليه في الجنينة. "خليني أشوف. دي كمية خضروات كبيرة أوي لشخص واحد. أنا هاعملك خدمة كبيرة إني أخد شوية من دول عشان أخفف عليكي."
        جوثيل رفعت إيدها وغمغمت: "استنى..."
        
        وهو بيلم الخضار بص لها بابتسامة جريئة. "أنا مصمم. ده أقل حاجة أقدر أعملها."
        
        جوثيل طلعت نفخة وهي مش لاقية كلام تقوله وكارلوس لسه بيقطع الرامبيون بتاعها، وفكرت في نفسها: أنا بجد محتاجة أتعلم أدافع عن نفسي. إنت كنت هتفتكر إن كساحرة ده هيكون سهل.
        وبعدين قررت إنها تسيب الموضوع يعدي وهي فاكرة إن الراجل ده عنده طفل رضيع، أو على الأقل هو ادعى كده. جوثيل افتكرت كمان إنها ممكن تكون ساذجة أحيانًا.
        
        "تمام كده." أعلن كارلوس وهو واقف وذراعيه مليانة. "كده كفاية. أنا لازم أمشي دلوقتي."
        "مع السلامة،" ردت جوثيل وبعدين لفت عشان تدخل جوه بقية اليوم.
        
        "استني." كارلوس رجع ورا. "في الحقيقة، في خدمة تانية محتاجها منك. هتساعدني أنا ومراتي كتير أوي. ممكن تساعدينا؟"
        "أفترض طالما هتاخد شوية كمان من الرامبيون بتاعي،" تمتمت جوثيل بسخرية.
        
        كارلوس ما فهمش نبرة صوتها، وابتسم. "تمام! شكرًا جزيلا! احنا هنيجي هنا الليلة."
        وهو ماشي، جوثيل طلعت تنهيدة تانية، وهي أدركت إنها كان المفروض تسأل إيه هي الخدمة دي بالظبط قبل ما توافق عليها. كانت بتأمل إنها بمجرد ما تخلص مساعدة الحرامي ده، هتكون دي آخر مرة تشوفه فيها.
        
        
        
        
        
        الشمس كانت غابت من ساعتين. جوثيل بصت من شباكها اللي فوق، بس لسه مفيش أي أثر للحرامي ولا مراته. يمكن نسي، على الأقل كانت بتأمل كده.
        
        بعد لحظات كتير عدت، بصت بره تاني، المرة دي لمحت زوجين من بعيد، جايين ناحية بيتها. مع ضوء القمر، كانت بالعافية تقدر تشوف الشعر الأشقر بتاع الحرامي اللي قابلته قبل كده. شعر مراته كان باين أثخن حتى من الصورة اللي كانت بتصوره، بنفس الكيرلي الضيق. في دراعاتها، كانت شايلة لفة. جوثيل شافت إن كارلوس كان بيقول الحقيقة فعلا بخصوص الطفل.
        جوثيل نزلت تحت وطلعت من الباب الخلفي. وهي ماشية ناحية قدام البرج بتاعها، كانت سامعة صوتهم.
        
        "إنت متأكد من ده يا كارلوس؟" طلبت الزوجة.
        "اثقي فيا يا ليليان. المكان ده مثالي،" أكد كارلوس، وهو حاطط دراعه حواليها. "الساحرة نفسها قالت كده؛ مفيش حد بيجي هنا أبدًا."
        
        وبمجرد ما جوثيل ظهرت، الحرامي حياها كأنها أقرب صديقة ليه. "أهلا! جينا، زي ما قلتلك بالظبط."
        "عظيم،" تمتمت جوثيل بيأس، وهي بالفعل بتخاف من الخدمة دي. "طيب إيه اللي عايزاني أعمله؟"
        
        "طيب، أنا ومراتي لسه الحراس ورانا،" شرح كارلوس. "احنا هنحاول نصرفهم في اتجاه مختلف عشان نقدر نهرب." لف راسه لمراته وطفله وأضاف، "في الوقت ده، هنبقى شاكرين أوي لو اهتميتي ببنتنا."
        "ده أسوأ مما توقعت،" فكرت جوثيل في نفسها وبعدين بدأت تهز راسها. "آه، مش عارفة. أنا عمري ما اهتميت بطفل قبل كده. مش متأكدة إن دي هتكون فكرة كويسة."
        
        "ما تقلقيش. هي ليلة واحدة بس،" طمنها كارلوس. "هنيجي تاني عشان ناخدها أول ما نصحى الصبح. ده غير إنها أكلت واستحمت خلاص يبقى كل اللي محتاجه تعمله إنها تنام."
        "مش متأكدة،" تمتمت جوثيل وهي مشتتة، بتحاول تلاقي طريقة تطلع بيها من الموضوع ده.
        
        "يا لهوي، تعالي. بصي لها." كارلوس مد إيده لطفلته، وبعدين رجع بص لجوثيل. "احنا... سميناها رابونزل. عارفة، زي خضارِك."
        ليليان بصت لجوزها بعيون مرعوبة وبدأت تهز راسها بعنف. كارلوس بس ابتسم لها ابتسامة مزيفة كاشفًا كل أسنانه وهز راسه بيأس عشان يقنعها.
        
        جوثيل رفعت حاجبها وهي مندهشة. "سميتوا بنتكم على اسم الرامبيون بتاعي؟"
        "آه." كارلوس هز راسه وهو حاطط دراعاته على كتف مراته وبيشجعها لقدام. "أوعدك إنك هتحبيها. هي قمر. بصي على رابونزل الصغيرة."
        
        "تمام،" وافقت جوثيل، على مضض. "أفترض إنها ليلة واحدة بس."
        "يا ألف شكر!" هتف كارلوس بامتنان. "ده معناه كتير لينا." لف راسه لليليان وهز لها ناحية جوثيل. "تمام، احنا لازم نمشي دلوقتي."
        
        ورغم نظرة الست دي القاسية، جوثيل لاحظت عيون ليليان البنية الغامقة لانت وهي بتزرع بوسة على خد بنتها وسلمت الطفل لجوثيل رغمًا عنها.
        "ماما بتحبك... رابونزل،" ليليان عضت على اسمها من بين أسنانها وهي بترمي لجوزها نظرة غيظ.
        
        "هنرجع على طول،" أكد كارلوس وهو حاطط دراعه حوالين مراته اللي كانت متأثرة. "أول حاجة بكرة الصبح."
        جوثيل تنهدت وهي بتفكر إن على الأقل مش هتبقى لوحدها الليلة دي. بصت لتحت على البنت الصغيرة في دراعاتها. في لحظات، الرضيعة بدأت تعيط.
        
        "أنا بجد محتاجة أكون حريصة على اللي بتمناه،" فكرت جوثيل في نفسها.
        
        
        
        
        الصبح اللي بعده، جوثيل تمايلت وهي بتشيل الطفل من السلة الكبيرة المبطنة بالبطاطين. الزوجين الحرامية ما اهتموش يذكروا إن طفلهم قضى ساعات قليلة بس من الليل نايم والباقي بيعيط. افتكرت إنها لازم تكون مبسوطة إن الليل خلص وبعد الصبح ده كل حاجة هترجع لطبيعتها.
        جوثيل بعدين سحبت كرسي بره وقعدت مع رابونزل، مستنية أهلها يرجعوا. الطفل نام أخيراً. جوثيل حست إنها عايزة تغمض عينيها وتنام شوية بس عرفت إنها لازم تفضل صاحية عشان تتأكد إن الطفل ده يرجع لكارلوس وليليان، مهما كان وقت رجوعهم. جوثيل بصت لفوق وشافت الشمس دلوقتي في نص السما تقريبًا.
        
        عيونها بعدين لمحوا حد بيتحرك ناحيتها. وبمجرد ما بدأت تقف ومعاها الطفل، جوثيل شافت إنها مجرد غزالة. تنهدت وهي بتتساءل إيه اللي أخرهم كده.
        الساعات مرت بسرعة ودلوقتي لما جوثيل بصت لفوق شافت الشمس فوق راسها بالظبط وده معناه إن الصبح ما بقاش موجود. في الآخر وصلت لنتيجة، أهل رابونزل مش هيرجعوا.
        
        

        Pages

        authorX

        مؤلفون تلقائي

        نظام شراء