روايه بيت أحمد

بيت أحمد

2025, سلمى إمام

اجتماعية

مجانا

سارة وأحمد، أصحاب من زمان. سارة، اللي أهلها طردوها وهي صغيرة، عاشت مع أحمد وعيلته وبقت قوية ومستقلة، وده بيخليه فخور بيها بس قلقان عليها. أحمد، اللي بقى تاجر أحذية كبير، دايماً بيحاول يساعدها ويشتريلها حاجات عشان يسندها ويدلعها، خصوصاً إنه حاسس إنه سبب المشاكل بينها وبين أهلها. هي بترفض مساعدته كتير عشان تثبت نفسها، لكن علاقتهما قوية مبنية على الحب والثقة المتبادلة، وبتورّي إن الدعم الحقيقي مش بيطلب مقابل.

سارة

مرت بظروف صعبة في حياتها من وهي صغيرة بعد ما أهلها طردوها. اشتغلت بجد عشان تثبت نفسها ونجحت في شغلها كمتاجرة أسهم. بتحاول دايماً تعتمد على نفسها وترفض المساعدة، بس في نفس الوقت بتحب أحمد أوي وبتعتبره سندها.

أحمد

بقى واحد من أكبر تجار الأحذية في المدينة. هو أكتر واحد ساند سارة في حياتها ومستعد يعمل أي حاجة عشانها، لأنه بيعتبرها أقرب صديقة ليه. بيحاول دايماً يدلعها ويعوضها عن أي حاجة اتحرمت منها.
تم نسخ الرابط
روايه بيت أحمد

من ٨ سنين فاتوا

قعدت على الكنبة، ضامة ركبي لصدري، وبحاول أصغر نفسي على قد ما أقدر في ركن أوضة الضيوف. ريحة البيت مختلفة، أنضف، أهدى، مترتب أكتر من أي حاجة أنا متعودة عليها. ده بيت أهل أحمد، مش بيتي، وهو أكبر من أي بيت شفته في حياتي، سقوفه عالية وحيطانه حاسة إنها فاضية أوي.

مامة أحمد كانت طيبة، بس الطيبة دي كانت غريبة. كأنها بتحاول تكون لطيفة، بس كنت شايفة التردد في عينيها. هي متعرفنيش، متعرفش حجم كل اللي مريت بيه، وأنا مش متوقعة منها تعرف. بس إحساسي إن كل حاجة غلط.

شديت البطانية عليا أكتر، بس ده مسعدش. المفروض إنها تخليني أحس بالأمان، بس هي مجرد بتفكرني إن ده مؤقت. وإن في أي لحظة، ممكن حد يدخل ويقولي امشي. أنا مش المفروض أكون هنا.

بفكر في الخناقة اللي حصلت الصبح، كلام بابا اللي قطع في قلبي: "أنتي برة يا سارة. مش هينفع تفضلي تتصرفي كإن ده بيتك." وماما... ساكتة، بتتفرج عليا وأنا بتطرد من المكان اللي المفروض يكون بيتي. سكوتها كان أقوى من أي حاجة ممكن تكون قالتها.

الباب اتفتح ببطء، وسمعت صوت أحمد: "إنتي كويسة؟"

حاولت أطنشه، وشديت البطانية فوق راسي، بس منفعش. الدموع كانت بتنزل خلاص قبل ما أقدر أوقفها. مش عايزاه يشوفني كده، بس مقدرتش أمنع نفسي. حاسة إني صغيرة أوي، وعاجزة أوي.

أحمد مسكتش في الأول. سمعته بيتحرك في الأوضة، وبعدين قعد جنبي. إيده كانت دافية لما حطها على كتفي، وسحبني ناحيته بالراحة.

"هتبقى كويسة يا سارة." صوته كان واطي، كإنه بيحاول يكون حريص عليا. كإنه خايف يكسرني أكتر ما أنا مكسورة.

"مكنتش عايزة ده يحصل،" همست، صوتي خانق بالدموع. "مطلبتش ده."

"عارف يا سارة." صوته كان هادي بس ثابت، كإنه مر بحاجة زي دي قبل كده. "بس إنتي هنا دلوقتي. مش لازم تروحي أي مكان."

لويت وشي في كتفه، ومش قادرة أوقف سيل المشاعر. كل حاجة كنت كتماها جوايا من زمان طلعت فجأة، أسرع مما أقدر أتحكم فيها. بكره إني ضعيفة، بكره إني مش قادرة ألم نفسي. بس دلوقتي، كل اللي أقدر أعمله إني أعيط.

"معنديش مكان تاني أروحه،" قلت بين أنفاسي المتقطعة.

إيد أحمد اتحركت على شعري، بتسرح فيه بالراحة كإنه بيحاول يهديني. "إنتي مش لوحدك،" همس. "أنا معاكي. مش هروح أي حتة."

كلامه اخترق عاصفة المشاعر اللي بتلف في صدري، وثبتني، ولو للحظة. دي أول مرة من زمان حد يقولي كده. وده بيوجع، لأني عارفة إنه قصده بجد. بس في نفس الوقت، ده مبصلحش أي حاجة.

بعدت عنه شوية، ومسحت وشي، مكسوفة. "أنا آسفة. مكنتش أقصد—"

"متقوليش آسفة،" قاطعني أحمد، صوته ناعم بس حازم. "معندكيش حاجة تعتذري عليها. إنتي ممكن تفضلي هنا زي ما تحبي. مش لازم تشرحي لي أي حاجة."

معنديش كلام أوصف بيه اللي حاسة بيه، ومش محتاجة. هو عارف، حتى من غير ما أقول أي حاجة. هو بس عارف. ودي الحاجة الوحيدة اللي مخليني متماسكة دلوقتي.

أحمد قام ومد لي إيده. ترددت بس مسكتها، وسبته يسحبني من على الكنبة. "يلا، هعملك حاجة تاكليها،" قال وهو بيوديني برة الأوضة. "لازم تاكلي حاجة."

معترضتش. مشيت وراه للمطبخ، ورجلي حاسة إنها من الرصاص. كل خطوة حاسة إنها تقيلة، بس مبقاش لازم أعملها لوحدي تاني.

البيت ممكن ميكونش حاسس إنه بيت لسه، بس كل ما أفضل فيه أكتر، كل ما ببدأ أدرك - يمكن، بس يمكن، ده يكون المكان اللي أقدر ألم نفسي فيه من تاني




أحمد

"إيه يا معلم، مين ده؟" رديت وأنا بخطف تليفوني اللي بدأ يرن بسرعة. "أه تمام، هدخّلك. خبط بس لما تطلع." قفلت السكة ورميت التليفون على الترابيزة قدامي. كملت تعبئة صندوق الجزم، بجهزه للزبون اللي جاي في السكة. "مين ده؟" سألت سارة وهي بتعلق الكام سويت شيرت والجاكيت اللي كانوا مش في مكانهم. "ده الواد دري. فاكراه؟ ده كان ساكن في العمارات القديمة اللي عند شيروود." "أه ياااااه" سارة مطت صوتها. "أنا فكراه. كان حلو أوي." سارة خلصت تعليق السويت شيرت ومشت لحد المراية الطويلة اللي كانت في ركن الأوضة. فضلت تتفرج على نفسها في المراية. "شعري شكله كويس؟" رفعت عيني من الهدوم الجديدة اللي كنت بطبقها واتفرجت على سارة وهي بتتبختر قدام المراية. كانت شكلها حلو في طقم اللولو ليمن الزيتوني اللي كنت جبتهالها من كام أسبوع. ضحكت على وقفتها. أحسن صاحبة ليا جميلة، طبيعي كده؛ وأنا بهتم بيها أوي، عشان كده عمري ما هسمحلها تتكلم مع واد زي دري. ضحكاتي رجعت تاني لوجهي الجاد زي الأول. بوزت شفايفي ورفعت عيني للسقف. "متعصبينيش يا سارة. بصراحة، ادخلي الأوضة لما يجي هنا." "دايماً عايزة تتشافي" هزيت راسي. "واااااو، يا أحسن صديق إنت غيران أوي." قالت سارة وهي مربعة إيديها. "أنا بهزر أصلاً. أنا قولتلك إني بفكر أبقى مثلية، فاكر؟" استنكرت. "أه صحيح؟ إنتي مستعدة تأكلي كس؟" سارة ضمت شفايفها بتوتر. "ممممم... لأ... بس هخلي البنت هي اللي تعملي كده، أنا مش بتاعة الحاجات دي." "أنا كنت فاكر كده." قلت وأنا بضحك. "إنت دايماً بتبوظلي المود يا أحمد." قالت سارة وهي بتيجي ناحيتي وزقت كتفي بهزار. "بس أنا بحب المكان الجديد ده يا أحمد. يعني، بص على المنظر." أضافت سارة وهي بتمشي لحد الشبابيك الكبيرة اللي من الأرض للسقف واللي كانت بتوري منظر حلو للمدينة. "بجد؟ أنا كمان عاجبني، وفيه مساحة أكبر للمخزون والحاجات دي كمان." قلت. "حقيقة، كنا بنتزنق أوي في المكان القديم." قالت سارة وهي بدأت تتأمل الشقة أكتر.
سارة رجعت تاني للترابيزة اللي كنت واقف عندها وقعدت على الكرسي اللي جنبي. "أنا فخورة بيك يا أحمد، بجد." قالت وهي مبتسمة وساندة راسها على كف إيدها.
"تسلمي." شكرتها وأنا ببتسم وبفتح اللابتوب بتاعي عشان أراجع المعاملات بتاعة الأسبوع.
"لأ بجد، أول يوم قابلتك فيه في الثانوي سألتك عايز تعمل إيه لما تتخرج، وانت قولتلي إنك عايز تبقى بياع ناجح، وإنت عملت ده فعلاً."
"دلوقتي إنت في مكانك التاني، وبص عندنا مخزون قد إيه هنا، ده جنان بجد. أحسن صاحبة ليا بجد أكبر بياع في البلد." أضافت سارة وهي لفت راسها تبص حوالين الشقة.
كانت عاملة زي فوت لوكر هنا، بس ١٠ مرات أكتر.
رفعت عيني لسارة من اللابتوب بتاعي وابتسمت. ده واحد من الأسباب الكتير اللي مخليني أقدرها. كانت دايماً بتهنيني وتدعمني. كانت دايماً بتؤمن بطموحاتي حتى لما كل الناس قالتلي إني مجنون. كان من حقي إني أخليها تشتغل معايا، ده غير إني بتكفل بيها.
لو كانت عايزة أي حاجة، كانت ممكن تجيبها. من غير أي أسئلة.
"بحبك يا جدع، بجد." قلت.
سارة احمر وشها، وبانت غمازاتها العميقة. "أنا كمان بحبك، يا وشك الفاتح."
رفعت عيني للسقف بهزار وهزيت راسي.
بعدين سمعنا خبط على الباب.
"أنا هفتح." قالت سارة وهي بدأت تقوم من مكانها.
"لأ، أنا اللي هفتح." قلت وأنا بقوم وبمشي لحد الترابيزة. شلت المسدس بتاعي من على الترابيزة ودخلته في حزام بنطلوني الجينز.
بعدين مشيت لحد الباب الأمامي، بصيت من العين السحرية الأول قبل ما أفتح الترباس.
"إيه يا معلم." قال دري.
"أهلاً." رحبت بيه.
 
 
 
 
 دسنا لبعض قبل ما يدخل الشقة. وراه كانت بنت وولد أول مرة أشوفهم.
"إيه الأخبار" سلمت عليهم وقفلت الباب وراهم.
"أهلاً! إزيكوا؟ الجزم بتاعتكوا جاهزة بس شوفوا براحتكوا. احنا لسه جايبين تيشيرتات كروم هارتس الجديدة، على فكرة." سارة اتكلمت بابتسامة.
"تسلمي يا جميلة." رد دري وهو بيبص في رفوف السويت شيرتات.
بوزت شفايفي ورفعت عيني للسقف قبل ما أمشي للمطبخ عشان أحدث حسابي على انستجرام بتاع الشغل بالقطع الجديدة اللي لسه جايبينها.
بعد حوالي 10 دقايق من دري والضيوف بتوعه بيتسوقوا، كانوا أخيراً جاهزين يدفعوا.
"تمام كده، الحساب كله النهاردة... 2345 دولار. هتدفع كاش ولا زين كاش؟" سألت دري.
"معايا كاش ليك." قال دري وهو بيبدأ يدور في جيبه، طلع رزمة فلوس.
عد الفلوس وناولها لي.

وأنا بخلص البيعة، سارة جت تساعدني أكيّس كل الحاجات.
"إنتوا شكلكم حلو أوي مع بعض. يعني بجد بتكملوا بعض، كيوت أوي." قالت البنت اللي دري كان جايبها معاه بابتسامة كبيرة.
سارة وأنا بصينا لها.
سارة ضحكت بخفة. "إحنا مش—"
"تسلمي." قلت قاطعاً سارة وأنا بناولهم الشنط بتاعتهم.
سارة تنهدت. "إنتي قمر أوي على فكرة." قالت سارة وهي بتبتسم للبنت.
"شكراً، إنتي كمان!" البنت احمر وشها وهي بتاخد واحدة من الشنط.
"إنت كده تمام يا معلم، متشكرين إنك اتسوقت عندنا." قلت لدري وبدأت أوصلهم للباب.
التلاتة مشيوا وأنا لفيت لقيت سارة بتبصلي وذراعاتها متقاطعة.
"إيه اللي بتبصيلي كده عشانه يا بنت؟" سألت.
"دلوقتي ليه يا أحمد خليت البنت دي تفتكر إن إحنا كابل؟" قالت وهي بتضحك.
هزيت كتفي. "عشان الواد دري ده ميفكرش إن ليه فرصة معاكي. بديهي."
"واو، إنت مجنون. أكبر عدو ليا." قالت سارة وهي بتهز راسها.
"صح. جاهزة؟" سألت وأنا ببدأ ألم حاجتي.
"أه أنا كنت فاكرة إن فيه واحد تاني المفروض يجي؟" سارة سألت.
"لأ، هو لغى، هيجي بكرة وخلاص."
سارة هزت راسها وبدأت تلم شنطتها وحاجتها التانية.
•••
بعد ما قفلوا الشقة كويس، أحمد وسارة اتجهوا لموقف العربيات.
"أووووه شوفت دي؟ دي العربية اللي أنا عايزاها." صرخت سارة وهي بتشاور على مرسيدس بنز CLA 250 موديل 2024 كانت واقفة في الموقف.
أحمد ضيق عينيه وهو بيبص على العربية البيضاء، نظره أخيراً ركز. "حلوة. دي اللي إنتي عايزاها؟"
"أه. اشتغلت بجد أوي السنة دي وحاسة إني أستاهلها." قالت سارة وهي بتبتسم.
"أه إنتي عملتي كده." قال أحمد وهما مكملين مشي ناحية عربيته.
بعيداً عن شغلها مع أحمد، سارة كانت متداولة أسهم بدوام كامل. كانت لسه بدأت تتداول من سنة واحدة، وكانت بالفعل بتعمل أرباح من خمس أرقام شهرياً بشكل ثابت.
"متصرفيش فلوسك على عربية بقى. كملي تجميع." قال أحمد وهو مكشر وشه.
"أم أحمد، إنت نسيت إني عملت حادثة السنة اللي فاتت ومبقاش عندي عربية من ساعتها؟ أنا محتاجة عربية يا حبيبي." قالت وهي بتضحك على كلامه الغريب.
أحمد هز كتفه. "لو عايزاها، هجيبها ليكي يا سارة. بس أنا مش عايزك تصرفي فلوسك على عربية. وفري فلوسك وكملي تجميع."
سارة بصت على أحمد اللي كان بيطلع مفاتيح عربيته من جيبه. "أحمد لأ. إنت دايماً بتحاول تشتريلي حاجة. أنا كبيرة. أقدر أشتري حاجتي بنفسي."
أحمد وقف للحظة، وبص على سارة بمزيج من الفخر والقلق. كان عارف إنها مستقلة، بس كان عندها ميل إن طموحها يطغى على الصورة الأكبر. هي مش أي بنت بالنسبة له، هي أقرب صاحبة ليه، وهو دايماً بيسندها، مهما حاولت ترفض مساعدته.
كان عارف ده جاي منين. من ساعة ما أهلها طردوها وهي عندها 16 سنة، سارة عملت مهمتها إنها تثبت إنها تقدر تعتمد على نفسها. أحمد فهم ده، هي عاشت معاه ومع أهله بعد كده على طول وفضلت معاهم لحد ما هما الاتنين اتخرجوا من الثانوي. مشاهدتها وهي بتنمو وتدفع نفسها خلاه يحترمها أكتر، بس كان بيتمنى كمان إنها تدرك إنها مش لازم تشيل كل حاجة لوحدها. مش وهو موجود.
أحمد بالذات كان عايز يدلعها ويعملها حاجات حلوة لأنه كان حاسس إنه السبب في العلاقة المتوترة بينها وبين أهلها.
أحمد كان حاسس إنها مش عايزة تتشاف على إنها "حالة إنسانية" بما إنها اعتمدت عليه وعلى عيلته سنين. بس هو مش بيشوفها كده خالص.
هو كل اللي عايزه إنه يتأكد إنها تمام. هي بتشتغل بجد، بس هو كان عايزها تعيش شوية كمان، من غير ضغط الشغل المستمر على كتفها.
"أنا فاهمك، بس شوفي... أنا مش بقولك إنك مش ممكن تشتري حاجتك بنفسك. أنا بس بقول إنك كنت بتشتغلي أوي، وإنتي تستاهلي حاجة حلوة. خلي فلوسك معاكي يا بنت. مفيش أي عيب إنك تخليني أساعدك أحياناً يا سارة."
هي رفعت عينها للسقف، بس طرف بقها ابتسم بابتسامة مترددة. "إنت بتتصرف كإني معرفش أظبط أموري. إنت عارف كم سهم بعته الشهر ده لوحده؟ أنا مش محتاجة إنك تشتريلي عربية يا أحمد. صدقني."
أحمد ضحك بخفة، وفتح باب عربيته الشارجر السوداء. "أنا مش بقول إنك محتاجاني أشتريلك، بس أنا عايز أعملك حاجة حلوة. إنتي دايماً بتسنديني من أول يوم."
سارة سكتت ثانية وهما الاتنين دخلوا العربية. مكنتش عارفة ترد على ده إزاي. هي عارفة إنه مبيطلبش أي حاجة في المقابل، عمره ما عمل كده. بس لسه كانت حاسة بتقل عليها، التجاذب المستمر ده بين قبول كرمه والحفاظ على استقلالها.
"إنت أوفر أحياناً." ابتسمت بخفة، وسندت ضهرها على الكرسي وأحمد شغل العربية.
"إنتي أحسن صاحبة ليا يا صغيرة. إنتي تستاهلي الدنيا."

تعليقات

authorX

مؤلفون تلقائي

نظام شراء