رواية سايلوس بوابة الاعماق - الفصل الثالث
سايلوس بوابة الاعماق 3
2025, سما أحمد
فانتازيا رومانسية
مجانا
في هذا الفصل، تستيقظ ليا داخل قصر فخم غامض دون أن تتذكر كيف وصلت إليه، لتجد نفسها في مواجهة سايلوس، الرجل الغامض ذو الهالة المهيبة، الذي يخبرها بأنها في أمان لكن لا شيء يحدث بلا سبب. تتصاعد التوترات عندما تذكر كايل، مما يفجر غضب سايلوس ويفتح باب الأسرار المظلمة. وفي لحظة غير متوقعة، تكتشف ليا جانبًا مخيفًا من هذا العالم
ليا
البطلة الرئيسية، فتاة قوية لكنها تجد نفسها في موقف غامض ومربك بعد أن استيقظت في قصر سايلوس دون أن تعرف كيف وصلت إليهسايلوس
يخفي خلف قسوته أسرارًا كثيرة. عيونه المتوهجة وسلوكه الحاد يوحيان بأنه ليس إنسانًا عاديًاأورا
امرأة ذات شعر فضي طويل وعينين عنبرية، تعمل كمساعدة لسايلوس وتبدو أكثر لطفًا من سيدها.
في قصر سايلوس... القصر كان تحفة معمارية قائمة بذاتها، يجمع بين الحداثة والفخامة المطلقة. تصميمه الخارجي كان مزيجًا من الطراز الكلاسيكي واللمسات العصرية، حيث ارتفعت أعمدته الضخمة على جانبي المدخل الكبير، تُبرز واجهته المصنوعة من الحجر الأسود اللامع، تعكس الأضواء الخافتة التي تزين الممر المؤدي للباب الرئيسي. في الداخل، سادت الألوان الداكنة، حيث كانت الجدران مزينة بخشب أسود مصقول، تتخلله لمسات ذهبية تعكس بريق الأضواء المدفونة في السقف العالي. الأرضية الرخامية اللامعة، بلونها الأسود العميق، أعطت المكان إحساسًا بالاتساع والرهبة، بينما توزعت الأرائك الفخمة، المغطاة بجلد داكن، حول طاولة زجاجية كبيرة في منتصف الصالة الرئيسية. الثريات المعلقة لم تكن تقليدية، بل مصابيح طويلة من الكريستال الأسود، تتدلى من السقف بارتفاعات مختلفة، تُلقي بريقًا خافتًا يزيد المكان غموضًا. نوافذ القصر الكبيرة، المغطاة بستائر ثقيلة من الحرير الأسود، تحركت قليلًا مع النسيم البارد القادم من الخارج، مما أعطى إحساسًا بأن الظلال نفسها تتحرك مع كل همسة هواء. فكانت توجد غرفه تتبع نفس الطراز-فخامة ممزوجة بالبرود الصارخة. سرير ضخم يعلوه رداء من الحرير الأسود، بجانبه منضدة عليها مصباح ذو ضوء خافت، بينما توزعت قطع الأثاث الفاخرة في الزوايا، تُعطي انطباعًا بأنها ليست مجرد غرفة، بل مكان مصمم ليُخيف بقدر ما يُريح. استفاقت ليا ببطء، جفناها يرتعشان قبل أن تتفتح عيناها على السقف العالي، المزخرف بنقوش سوداء دقيقة، وكأنه جزء من لوحة فنية مظلمة. حاولت استجماع أفكارها، لكنها شعرت وكأن عقلها مغمور في ضباب كثيف. لا تتذكر كيف وصلت إلى هنا، لكن كل خلية في جسدها كانت تصرخ بالإرهاق، وكأنها خاضت معركة طويلة انتهت لتوها. كانت مستلقية على سرير مريح، يعلوه رداء حريري ناعم يلامس بشرتها بلطف، بينما أنبوب محلول طبي كان موصولًا بإحدى يديها. أدارت رأسها ببطء، محاولة استيعاب محيطها. الغرفة غارقة في الظلام، جدرانها السوداء ألقت بثقلها على المكان، وكأنها سجن صامت. لم يكن هناك سوى ضوء خافت يتسلل عبر نافذة واسعة، حيث تتراقص الستائر مع نسمات الهواء الخفيفة، وكأنها تحاول التحرر من أسرها. فتحت عينيها ببطء، وكأنها تحاول انتزاع نفسها من حلم غامض. طرفت عدة مرات، تحاول استيعاب أين هي. كل شيء غريب. كل شيء ثقيل. حاولت أن تتحرك، لكن جسدها لم يطاوعها سوى بألم خفيف، جعلها تتأوه دون وعي. رفعت يدها بصعوبة، ثم نظرت إلى الإبرة المغروسة في جلدها، فبدأت الأسئلة تتزاحم داخل عقلها. لكن قبل أن تُكمل تفكيرها، قُطع الصمت بخطوات خفيفة خارج الغرفة، خطوات واثقة، لكنها ليست متعجلة. اقترب الصوت أكثر... ثم توقف عند الباب. لحظة من السكون سادت المكان، قبل أن يُفتح الباب ببطء. في العتبة، ظهر رجل طويل القامة، ملامحه غارقة في الظلال، لكن عيناه كانتا واضحتين... واضحتين جدًا. كانتا تشعّان بوهج خافت، بارد كالجليد، لكنه يحمل شيئًا آخر، شيئًا جعل قلب ليا ينبض بسرعة غير مفهومة. اقترب بخطوات هادئة، وصوته العميق اخترق السكون قائلاً: "أخيرًا استيقظتِ." حاولت ليا أن تتكلم، لكن حلقها كان جافًا. كل ما خرج منها كان همهمة ضعيفة، فسألها بصوت أكثر نعومة، كأنه يحاول طمأنتها: "هل تشعرين بألم؟" بلعت ريقها بصعوبة وقالت بصوت خافت: "دوار... لكن ليس شديدًا." أومأ برأسه بهدوء، وكأن إجابتها كانت متوقعة. ثم قال، دون أن يرفع عينيه عنها: "أنا سايلوس... رجل أعمال، وأنتِ الآن في بيتي." تجعدت ملامحها باستغراب. بيته؟ كيف انتهى بها الأمر هنا؟ حاولت تذكر آخر شيء رأته، لكن الصور كانت ضبابية، متقطعة، مثل شظايا مرآة محطمة. تمتمت بصوت بالكاد يُسمع: "كنت أغرق... ثم... لا أتذكر شيئًا بعد ذلك." ظل سايلوس يراقبها بصمت، قبل أن يقول بهدوء مبهم: "أنتِ في أمان الآن، لكن لا شيء يحدث بلا سبب، ليا." لم تفهم ما يقصده، لكنها لم تمتلك الطاقة لتسأله. أخذت نفسًا عميقًا محاولة استيعاب ما يحدث، قبل أن تتذكر شيئًا فجأة. رفعت رأسها بسرعة وقالت: "كايل! أين هو؟!" على الفور، تغيرت ملامح سايلوس. ذاك الهدوء الغامض الذي كان يحيط به تبدد في لحظة، وحلّ محله شيء أعمق... أظلم. حدقت عيناه بها نظرة باردة، لكن خلفها كان هناك غضب مكتوم، مثل بركان يهدد بالانفجار. تقدم منها خطوة، ثم قال بصوت منخفض، لكنه حمل تهديدًا جليًا: "انسِ ذلك الخائن، ولا تذكري اسمه مجددًا على لسانك، عزيزتي." شعرت ليا وكأنها تلقت صفعة غير مرئية. نظرت إليه بذهول، ثم هتفت بانفعال، ودموع الغضب تلمع في عينيها: "ماذا تقول؟! أنت مجنون؟! كايل هو حبيبي! هو الشخص الذي سأرتبط به! من أنت لتقرر لي من أنساه ومن لا أنساه؟!" في لحظة، تبدل الجو في الغرفة. ارتفع ضغط الهواء فجأة، واهتزت النوافذ بقوة حتى تحطمت زجاجاتها دفعة واحدة، لتنطلق شظاياها في كل الاتجاهات. انطفأت الأضواء، ولم يبقَ سوى وهج عينيه المتوهجتين في الظلام. الهواء أصبح بارداً لدرجة أن قشعريرة اجتاحت جسد ليا، لكنها لم تتحرك. لم تستطع. وفجأة، اندفع نحوها وأمسك ذراعيها بقوة، أصابعه القوية تضغط على جلدها بشدة. كان وجهه قريبًا جدًا، وعيناه تحاصرانها كأنهما سلاسل غير مرئية. قال بصوت حمل غضبًا متفجرًا: "قلت لكِ لا تذكري اسمه!" شهقت ليا من شدّة قبضته، وألم حارق بدأ يتصاعد في ذراعيها. حركت شفتيها بصعوبة، قبل أن تهمس بصوت مرتجف، بالكاد يُسمع وسط توتر الغرفة: "أنت... تؤلمني..." في تلك اللحظة، كأن شيئًا في داخله انكسر. اتسعت عيناه قليلاً، وأرخى قبضته على الفور. ظل يحدق بها للحظة، ثم تراجع للخلف ببطء، قبل أن يستدير متجهًا نحو الباب. وقبل أن يغادر، قال بصوت هادئ لكنه كان يحمل أمراً لا يقبل النقاش: "كايل لم يفعل شيئًا لإنقاذك حين كنتِ تسقطين. لم يتحرك حتى. والآن، لا أريد سماع اسمه منكِ مرة أخرى." ثم خرج من الغرفة وأغلق الباب خلفه بقوة، تاركًا ليا وحدها وسط بقايا الغضب، والصمت... ودموعها التي بدأت تتساقط دون أن تشعر. وفي الأسفل... كان راين وارورا يتجادلان كعادتهما، لكن بمجرد أن ظهر سايلوس في قاعة الجلوس، توقف كلاهما على الفور. كان الجو حوله مشحونًا، وكأنه يحمل معه آثار العاصفة التي اندلعت في الأعلى. سار بخطوات هادئة نحو كرسيه، ثم جلس ووضع قدمًا فوق الأخرى ببرود. نظر إلى اورا وقال بلا مبالاة: "جهّزي لها ملابس، وكل ما تحتاجه." انحنت اورا قليلاً وقالت بجدية: "كما تأمر، جلالتك." ثم خرجت لتنفيذ الأوامر، بينما ظل راين يراقب سايلوس بصمت، يتساءل عما حدث هناك في الأعلى. بعد خروج سايلوس، بقيت ليا جالسة على السرير، أنفاسها متلاحقة ويديها ترتجفان قليلاً. لم تكن تعرف كيف تتعامل مع هذا الموقف. كان جزء منها يصر على تصديق أن كايل لم يتركها، بينما الجزء الآخر بدأ يتسلل إليه الشك... نهضت ببطء من السرير، قدماها العاريتان تلامسان الأرضية الباردة، مما جعل جسدها يقشعر لا إراديًا. سارت ببطء نحو النافذة، نظرت عبرها إلى الظلام الذي يلف المكان، الأضواء الخافتة في الحديقة الخارجية ألقت ظلالًا غامضة على الأشجار العالية، وكأنها تراقبها بصمت. "كيف انتهى بي الأمر هنا؟ وكيف يمكنني الخروج؟" لكن قبل أن تتمكن من التفكير أكثر، فُتح الباب فجأة. التفتت بسرعة، متوقعة أن يكون سايلوس قد عاد، لكنها وجدت فتاة بشعر فضي طويل وعينين بلون العنبر، ترتدي زياً أنيقًا، وتحمل بعض الملابس في يديها. "مرحبًا، أنا اورا . جئتُ لأحضر لكِ بعض الملابس." تقدمت الفتاة بخطوات هادئة، ووضعت الملابس على السرير، ثم نظرت إلى ليا بابتسامة خفيفة، قبل أن تميل برأسها قليلًا بتفحص. "لا زلتِ مصدومة، أليس كذلك؟ لا تقلقي، لن يؤذيكِ أحد هنا." شعرت ليا أن كلماتها تهدف للتهدئة، لكنها لم تستطع تصديقها تمامًا. نظرت إليها بحذر، قبل أن تسأل نظرت إليها بحذر، قبل أن تسأل بصوت خافت لكنه محمل بالريبة: "من أنتِ؟" ابتسمت اورا ابتسامة جانبية، وكأنها تتوقع هذا السؤال، ثم أجابت بنبرة هادئة ولكنها تحمل بعض المرح: "كما قلت، اسمي اورا. أعمل هنا... يمكنني القول إنني اليد اليمنى لسايلوس، أو ربما الشخص الوحيد القادر على تحمل مزاجه السيئ." ارتسمت لمحة من الدهشة على وجه ليا، لكنها سرعان ما أخفتها. لم تكن تعرف إن كانت تستطيع الوثوق بها أم لا، لكنها شعرت بشيء مختلف في طريقة حديثها، شيء أقل تهديدًا مما أظهره سايلوس. اقتربت اورا من السرير، وأشارت إلى الملابس التي وضعتها هناك. "من الأفضل أن تغيري ملابسك، تلك التي ترتدينها الآن ليست في حالة جيدة." نظرت ليا إلى نفسها، لأول مرة تدرك أنها لا تزال ترتدي فستانها المبلل والممزق جزئيًا. لامست القماش البارد الملتصق بجسدها، وتذكرت فجأة... الماء، الغرق، كايل... ارتعشت أصابعها لا إراديًا، فلاحظت اورا ذلك، وقالت بلطف مفاجئ: "لا بأس... خذي وقتك، لن يجبركِ أحد على شيء هنا." رفعت ليا نظرها إليها، للحظة، شعرت أن اوراصادقة... لكن هل يمكنها أن تثق بها حقًا؟ اورا وقفت للحظة عند الباب قبل أن تسأل بصوت هادئ: "هل تحتاجين أي مساعدة؟" ليا، التي كانت لا تزال غارقة في أفكارها، هزت رأسها نفيًا دون أن تنطق بكلمة. لم تكن واثقة مما يجب أن تفعله، لكنها بالتأكيد لم تكن مستعدة لتتلقى مساعدة من شخص بالكاد تعرفه. اورا لم تبدُ متفاجئة من ردها، فقط أومأت برأسها وقالت بلطف: "حسنًا، سأكون في الأسفل، عندما تنتهين، انزلي لتتناولي الطعام." ثم استدارت وخرجت من الغرفة بهدوء، مغلقة الباب خلفها برفق. نظرت ليا إلى الباب بعد خروج اورا، شعرت بالارتباك، وكأنها لا تزال تحاول استيعاب كل ما يحدث حولها. أخذت نفسًا عميقًا، ثم اقتربت من السرير وأخذت الملابس التي أحضرتها لها فلير. كانت عبارة عن فستان بسيط ولكنه أنيق، مصنوع من قماش ناعم بلون كحلي داكن، بدا وكأنه خُصص لها تمامًا. لم تفكر كثيرًا، فقط أرادت الخروج من هذه الملابس المبللة التي تشعرها بالثقل. بعد أن ارتدت الفستان، توجهت إلى المرآة الكبيرة في زاوية الغرفة، نظرت إلى انعكاسها، فرأت فتاة شاحبة، عيناها مرهقتان لكنهما تحملان بريقًا من التحدي. شعرت للحظة وكأنها غريبة عن نفسها... لم تكن هذه هي ليا التي تعرفها. "أنا فقط بحاجة لبعض الطعام... وبعدها سأفكر في كل شيء." خرجت من الغرفة ببطء، كان الممر طويلًا، والجدران مزينة بثريات فاخرة تلقي ضوءًا خافتًا، مما زاد من غموض المكان. خطواتها كانت حذرة، وكأنها تمشي داخل فخ غير مرئي. سمعت أصواتًا قادمة من الطابق السفلي، بدا وكأن هناك حديثًا يدور، وعندما اقتربت أكثر، استطاعت تمييز صوت سايلوس. كانت نبرته هادئة، لكنها تحمل شيئًا من التوتر... ترددت قليلًا، هل يجب أن تنزل؟ أم أنها ستجد شيئًا لا تود رؤيته؟ عند سايلوس الهواء في الغرفة أصبح كثيفًا، مشحونًا بطاقة غامضة، بينما كان سايلوس واقفًا في منتصفها، الغضب يشع من عينيه المتوهجتين بلون السماء، وبؤبؤيه الأصفرين اللذين بدا وكأنهما يحترقان. شعره الفضي تلألأ تحت الضوء، وعروقه التي تحولت إلى لون أحمر قاتم بدت وكأنها تنبض بطاقة غير مستقرة. صوته خرج حادًا، يحمل غضبًا لا لبس فيه: "كيف لم يكن في جنوة؟! كيف ذهب إلى روما دون أن نشعر به؟! جهزوا أنفسكم، سنسافر غدًا. وأرسلوا رسالة إلى المملكة، أخبروهم أن يتتبعوا خطواته حتى نعثر عليه!" في لحظة، استجاب راين و اورورا و تحولا إلى شكلهما الحقيقي، الطاقات المحيطة بهما تماوجت للحظات قبل أن يستقرا على هيئتهما الأصلية. كانا على وشك التحرك، لكن فجأة... صوت خافت، أنفاس متقطعة... التفت الجميع بسرعة نحو مصدر الصوت، وهناك، عند الدرج، وقفت ليا. كانت عيناها متسعتين بصدمة، شفتيها مفتوحتين قليلًا دون أن تخرج أي كلمة. لون وجهها شاحب، وجسدها متصلب كما لو أنها لم تستوعب بعد ما تراه أمامها. اورورا تراجعت خطوة للوراء، وهمست بصدمة: "ما هذا... لقد رأتني!" راين لم يحرك ساكنًا، لكنه تمتم بصوت منخفض وهو يرمق سايلوس: "لقد فُضح أمرنا..." لحظة الصدمة... خطواتها كانت بطيئة، مترددة، كأنها تخشى أن تزعج سكون المكان. كانت قد غادرت غرفتها بعد تردد طويل، تبحث عن مخرج، أو ربما عن إجابات. لكن ما وجدته كان أبعد ما يكون عن المنطق الذي تعرفه. نزلت الدرج بخفة، أطراف أصابعها بالكاد تلامس الخشب البارد تحته، أنفاسها متلاحقة لكنها خافتة. عندما وصلت إلى منتصف الدرج، تجمدت مكانها. عيناها التقت بالمشهد أمامها... سايلوس لم يكن كما رأته من قبل. لم يكن الرجل الغامض الذي أنقذها، أو ذاك الذي يحيط نفسه بجو من الغموض والصمت. أمامها الآن، كان شيئًا آخر تمامًا. شعره الفضي اللامع تألق تحت الضوء الخافت، أطرافه تتحرك كما لو أن الرياح تلعب بها رغم سكون الغرفة. عيناه لم تعودا بذلك اللون الرمادي الهادئ، بل توهجتا بلون السماء الصافية، يتوسطهما بؤبؤ أصفر مشتعل كجمرة لا تنطفئ. والأدهى... عروقه التي تحولت إلى لون أحمر قاتم، وكأن دمه نفسه اشتعل غضبًا. لم يكن وحده... اورا ، تلك الفتاة الهادئة، لم تعد كما رأتها قبل دقائق. وقفت بجانبه، لكنها لم تعد بشرية تمامًا. طاقة غريبة تحيط بجسدها، وهالة قوية تنبعث منها، ترددها البصري جعلها تبدو وكأنها ليست ثابتة، كأنها شيء لا ينتمي لهذا العالم. أما راين... ذلك الصامت دائمًا، فكان واقفًا بجانبها، عينيه الباردتين تحملان نظرة لم تستطع قراءتها، لكن جسده هو الآخر كان يتغير، معالمه تتلاشى لتكشف عن شيء ليس بشريًا. ما هذا؟ جسدها قشعر بالكامل، وبرودة غريبة سرت في أطرافها. لم تدرك أنها حبست أنفاسها حتى شعرت بالدوار. في تلك اللحظة، تحرك سايلوس، التفت ببطء، نظراته القوية التقت بعينيها. وكأن الزمن توقف بينهما. عيناه الزرقاوان المتوهجتان تمعنتا فيها، بينما بقيت هي واقفة هناك، عاجزة عن النطق، عاجزة حتى عن الهروب. the end وحد الله ♥