موصى به لك

الأقسام

الأفضل شهريًا

    الأعلى تقييمًا

      رواية سايلوس بوابة الاعماق - الفصل الثالث

      سايلوس بوابة الاعماق 3

      2025, سما أحمد

      فانتازيا رومانسية

      مجانا

      في هذا الفصل، تستيقظ ليا داخل قصر فخم غامض دون أن تتذكر كيف وصلت إليه، لتجد نفسها في مواجهة سايلوس، الرجل الغامض ذو الهالة المهيبة، الذي يخبرها بأنها في أمان لكن لا شيء يحدث بلا سبب. تتصاعد التوترات عندما تذكر كايل، مما يفجر غضب سايلوس ويفتح باب الأسرار المظلمة. وفي لحظة غير متوقعة، تكتشف ليا جانبًا مخيفًا من هذا العالم

      ليا

      البطلة الرئيسية، فتاة قوية لكنها تجد نفسها في موقف غامض ومربك بعد أن استيقظت في قصر سايلوس دون أن تعرف كيف وصلت إليه

      سايلوس

      يخفي خلف قسوته أسرارًا كثيرة. عيونه المتوهجة وسلوكه الحاد يوحيان بأنه ليس إنسانًا عاديًا

      أورا

      امرأة ذات شعر فضي طويل وعينين عنبرية، تعمل كمساعدة لسايلوس وتبدو أكثر لطفًا من سيدها.
      تم نسخ الرابط
      سايلوس بوابة الاعماق

       
       
      في قصر سايلوس...
      
      القصر كان تحفة معمارية قائمة بذاتها، يجمع بين الحداثة والفخامة المطلقة. تصميمه الخارجي كان مزيجًا من الطراز الكلاسيكي واللمسات العصرية، حيث ارتفعت أعمدته الضخمة على جانبي المدخل الكبير، تُبرز واجهته المصنوعة من الحجر الأسود اللامع، تعكس الأضواء الخافتة التي تزين الممر المؤدي للباب الرئيسي.
      
      في الداخل، سادت الألوان الداكنة، حيث كانت الجدران مزينة بخشب أسود مصقول، تتخلله لمسات ذهبية تعكس بريق الأضواء المدفونة في السقف العالي. الأرضية الرخامية اللامعة، بلونها الأسود العميق، أعطت المكان إحساسًا بالاتساع والرهبة، بينما توزعت الأرائك الفخمة، المغطاة بجلد داكن، حول طاولة زجاجية كبيرة في منتصف الصالة الرئيسية.
      
      الثريات المعلقة لم تكن تقليدية، بل مصابيح طويلة من الكريستال الأسود، تتدلى من السقف بارتفاعات مختلفة، تُلقي بريقًا خافتًا يزيد المكان غموضًا. نوافذ القصر الكبيرة، المغطاة بستائر ثقيلة من الحرير الأسود، تحركت قليلًا مع النسيم البارد القادم من الخارج، مما أعطى إحساسًا بأن الظلال نفسها تتحرك مع كل همسة هواء.
      
      فكانت توجد غرفه تتبع نفس الطراز-فخامة ممزوجة بالبرود الصارخة. سرير ضخم يعلوه رداء من الحرير الأسود، بجانبه منضدة عليها مصباح ذو ضوء خافت، بينما توزعت قطع الأثاث الفاخرة في الزوايا، تُعطي انطباعًا بأنها ليست مجرد غرفة، بل مكان مصمم ليُخيف بقدر ما يُريح.
      
      استفاقت ليا ببطء، جفناها يرتعشان قبل أن تتفتح عيناها على السقف العالي، المزخرف بنقوش سوداء دقيقة، وكأنه جزء من لوحة فنية مظلمة. حاولت استجماع أفكارها، لكنها شعرت وكأن عقلها مغمور في ضباب كثيف. لا تتذكر كيف وصلت إلى هنا، لكن كل خلية في جسدها كانت تصرخ بالإرهاق، وكأنها خاضت معركة طويلة انتهت لتوها.
      
      كانت مستلقية على سرير مريح، يعلوه رداء حريري ناعم يلامس بشرتها بلطف، بينما أنبوب محلول طبي كان موصولًا بإحدى يديها. أدارت رأسها ببطء، محاولة استيعاب محيطها. الغرفة غارقة في الظلام، جدرانها السوداء ألقت بثقلها على المكان، وكأنها سجن صامت. لم يكن هناك سوى ضوء خافت يتسلل عبر نافذة واسعة، حيث تتراقص الستائر مع نسمات الهواء الخفيفة، وكأنها تحاول التحرر من أسرها.
      
      فتحت عينيها ببطء، وكأنها تحاول انتزاع نفسها من حلم غامض. طرفت عدة مرات، تحاول استيعاب أين هي. كل شيء غريب. كل شيء ثقيل. حاولت أن تتحرك، لكن جسدها لم يطاوعها سوى بألم خفيف، جعلها تتأوه دون وعي. رفعت يدها بصعوبة، ثم نظرت إلى الإبرة المغروسة في جلدها، فبدأت الأسئلة تتزاحم داخل عقلها.
      
      لكن قبل أن تُكمل تفكيرها، قُطع الصمت بخطوات خفيفة خارج الغرفة، خطوات واثقة، لكنها ليست متعجلة. اقترب الصوت أكثر... ثم توقف عند الباب. لحظة من السكون سادت المكان، قبل أن يُفتح الباب ببطء.
      
      في العتبة، ظهر رجل طويل القامة، ملامحه غارقة في الظلال، لكن عيناه كانتا واضحتين... واضحتين جدًا. كانتا تشعّان بوهج خافت، بارد كالجليد، لكنه يحمل شيئًا آخر، شيئًا جعل قلب ليا ينبض بسرعة غير مفهومة. اقترب بخطوات هادئة، وصوته العميق اخترق السكون قائلاً:
      
      "أخيرًا استيقظتِ."
      
      حاولت ليا أن تتكلم، لكن حلقها كان جافًا. كل ما خرج منها كان همهمة ضعيفة، فسألها بصوت أكثر نعومة، كأنه يحاول طمأنتها:
      
      "هل تشعرين بألم؟"
      
      بلعت ريقها بصعوبة وقالت بصوت خافت: "دوار... لكن ليس شديدًا."
      
      أومأ برأسه بهدوء، وكأن إجابتها كانت متوقعة. ثم قال، دون أن يرفع عينيه عنها:
      "أنا سايلوس... رجل أعمال، وأنتِ الآن في بيتي."
      
      تجعدت ملامحها باستغراب. بيته؟ كيف انتهى بها الأمر هنا؟ حاولت تذكر آخر شيء رأته، لكن الصور كانت ضبابية، متقطعة، مثل شظايا مرآة محطمة. تمتمت بصوت بالكاد يُسمع:
      
      "كنت أغرق... ثم... لا أتذكر شيئًا بعد ذلك."
      
      ظل سايلوس يراقبها بصمت، قبل أن يقول بهدوء مبهم:
      "أنتِ في أمان الآن، لكن لا شيء يحدث بلا سبب، ليا."
      
      لم تفهم ما يقصده، لكنها لم تمتلك الطاقة لتسأله. أخذت نفسًا عميقًا محاولة استيعاب ما يحدث، قبل أن تتذكر شيئًا فجأة. رفعت رأسها بسرعة وقالت:
      
      "كايل! أين هو؟!"
      
      على الفور، تغيرت ملامح سايلوس. ذاك الهدوء الغامض الذي كان يحيط به تبدد في لحظة، وحلّ محله شيء أعمق... أظلم. حدقت عيناه بها نظرة باردة، لكن خلفها كان هناك غضب مكتوم، مثل بركان يهدد بالانفجار. تقدم منها خطوة، ثم قال بصوت منخفض، لكنه حمل تهديدًا جليًا:
      
      "انسِ ذلك الخائن، ولا تذكري اسمه مجددًا على لسانك، عزيزتي."
      
      شعرت ليا وكأنها تلقت صفعة غير مرئية. نظرت إليه بذهول، ثم هتفت بانفعال، ودموع الغضب تلمع في عينيها:
      
      "ماذا تقول؟! أنت مجنون؟! كايل هو حبيبي! هو الشخص الذي سأرتبط به! من أنت لتقرر لي من أنساه ومن لا أنساه؟!"
      
      في لحظة، تبدل الجو في الغرفة. ارتفع ضغط الهواء فجأة، واهتزت النوافذ بقوة حتى تحطمت زجاجاتها دفعة واحدة، لتنطلق شظاياها في كل الاتجاهات. انطفأت الأضواء، ولم يبقَ سوى وهج عينيه المتوهجتين في الظلام. الهواء أصبح بارداً لدرجة أن قشعريرة اجتاحت جسد ليا، لكنها لم تتحرك. لم تستطع.
      
      وفجأة، اندفع نحوها وأمسك ذراعيها بقوة، أصابعه القوية تضغط على جلدها بشدة. كان وجهه قريبًا جدًا، وعيناه تحاصرانها كأنهما سلاسل غير مرئية. قال بصوت حمل غضبًا متفجرًا:
      
      "قلت لكِ لا تذكري اسمه!"
      
      شهقت ليا من شدّة قبضته، وألم حارق بدأ يتصاعد في ذراعيها. حركت شفتيها بصعوبة، قبل أن تهمس بصوت مرتجف، بالكاد يُسمع وسط توتر الغرفة:
      
      "أنت... تؤلمني..."
      
      في تلك اللحظة، كأن شيئًا في داخله انكسر. اتسعت عيناه قليلاً، وأرخى قبضته على الفور. ظل يحدق بها للحظة، ثم تراجع للخلف ببطء، قبل أن يستدير متجهًا نحو الباب. وقبل أن يغادر، قال بصوت هادئ لكنه كان يحمل أمراً لا يقبل النقاش:
      
      "كايل لم يفعل شيئًا لإنقاذك حين كنتِ تسقطين. لم يتحرك حتى. والآن، لا أريد سماع اسمه منكِ مرة أخرى."
      
      ثم خرج من الغرفة وأغلق الباب خلفه بقوة، تاركًا ليا وحدها وسط بقايا الغضب، والصمت... ودموعها التي بدأت تتساقط دون أن تشعر.
      
      وفي الأسفل...
      
      كان راين وارورا  يتجادلان كعادتهما، لكن بمجرد أن ظهر سايلوس في قاعة الجلوس، توقف كلاهما على الفور. كان الجو حوله مشحونًا، وكأنه يحمل معه آثار العاصفة التي اندلعت في الأعلى. سار بخطوات هادئة نحو كرسيه، ثم جلس ووضع قدمًا فوق الأخرى ببرود. نظر إلى اورا وقال بلا مبالاة:
      
      "جهّزي لها ملابس، وكل ما تحتاجه."
      
      انحنت اورا قليلاً وقالت بجدية: "كما تأمر، جلالتك."
      
      ثم خرجت لتنفيذ الأوامر، بينما ظل راين يراقب سايلوس بصمت، يتساءل عما حدث هناك في الأعلى.
      
      بعد خروج سايلوس، بقيت ليا جالسة على السرير، أنفاسها متلاحقة ويديها ترتجفان قليلاً. لم تكن تعرف كيف تتعامل مع هذا الموقف. كان جزء منها يصر على تصديق أن كايل لم يتركها، بينما الجزء الآخر بدأ يتسلل إليه الشك...
      
      نهضت ببطء من السرير، قدماها العاريتان تلامسان الأرضية الباردة، مما جعل جسدها يقشعر لا إراديًا. سارت ببطء نحو النافذة، نظرت عبرها إلى الظلام الذي يلف المكان، الأضواء الخافتة في الحديقة الخارجية ألقت ظلالًا غامضة على الأشجار العالية، وكأنها تراقبها بصمت.
      
      "كيف انتهى بي الأمر هنا؟ وكيف يمكنني الخروج؟"
      
      لكن قبل أن تتمكن من التفكير أكثر، فُتح الباب فجأة. التفتت بسرعة، متوقعة أن يكون سايلوس قد عاد، لكنها وجدت فتاة بشعر فضي طويل وعينين بلون العنبر، ترتدي زياً أنيقًا، وتحمل بعض الملابس في يديها.
      
      "مرحبًا، أنا اورا . جئتُ لأحضر لكِ بعض الملابس."
      
      تقدمت الفتاة بخطوات هادئة، ووضعت الملابس على السرير، ثم نظرت إلى ليا بابتسامة خفيفة، قبل أن تميل برأسها قليلًا بتفحص.
      
      "لا زلتِ مصدومة، أليس كذلك؟ لا تقلقي، لن يؤذيكِ أحد هنا."
      
      شعرت ليا أن كلماتها تهدف للتهدئة، لكنها لم تستطع تصديقها تمامًا. نظرت إليها بحذر، قبل أن تسأل
      نظرت إليها بحذر، قبل أن تسأل بصوت خافت لكنه محمل بالريبة:
      
      
      
      
      
      "من أنتِ؟"
      
      ابتسمت اورا ابتسامة جانبية، وكأنها تتوقع هذا السؤال، ثم أجابت بنبرة هادئة ولكنها تحمل بعض المرح:
      
      "كما قلت، اسمي اورا. أعمل هنا... يمكنني القول إنني اليد اليمنى لسايلوس، أو ربما الشخص الوحيد القادر على تحمل مزاجه السيئ."
      
      ارتسمت لمحة من الدهشة على وجه ليا، لكنها سرعان ما أخفتها. لم تكن تعرف إن كانت تستطيع الوثوق بها أم لا، لكنها شعرت بشيء مختلف في طريقة حديثها، شيء أقل تهديدًا مما أظهره سايلوس.
      
      اقتربت اورا من السرير، وأشارت إلى الملابس التي وضعتها هناك.
      
      "من الأفضل أن تغيري ملابسك، تلك التي ترتدينها الآن ليست في حالة جيدة."
      
      نظرت ليا إلى نفسها، لأول مرة تدرك أنها لا تزال ترتدي فستانها المبلل والممزق جزئيًا. لامست القماش البارد الملتصق بجسدها، وتذكرت فجأة... الماء، الغرق، كايل...
      
      ارتعشت أصابعها لا إراديًا، فلاحظت اورا ذلك، وقالت بلطف مفاجئ:
      
      "لا بأس... خذي وقتك، لن يجبركِ أحد على شيء هنا."
      
      رفعت ليا نظرها إليها، للحظة، شعرت أن اوراصادقة... لكن هل يمكنها أن تثق بها حقًا؟
      
      اورا وقفت للحظة عند الباب قبل أن تسأل بصوت هادئ:
      
      "هل تحتاجين أي مساعدة؟"
      
      ليا، التي كانت لا تزال غارقة في أفكارها، هزت رأسها نفيًا دون أن تنطق بكلمة. لم تكن واثقة مما يجب أن تفعله، لكنها بالتأكيد لم تكن مستعدة لتتلقى مساعدة من شخص بالكاد تعرفه.
      
      اورا لم تبدُ متفاجئة من ردها، فقط أومأت برأسها وقالت بلطف:
      
      "حسنًا، سأكون في الأسفل، عندما تنتهين، انزلي لتتناولي الطعام."
      
      ثم استدارت وخرجت من الغرفة بهدوء، مغلقة الباب خلفها برفق.
      
      نظرت ليا إلى الباب بعد خروج اورا، شعرت بالارتباك، وكأنها لا تزال تحاول استيعاب كل ما يحدث حولها. أخذت نفسًا عميقًا، ثم اقتربت من السرير وأخذت الملابس التي أحضرتها لها فلير.
      
      كانت عبارة عن فستان بسيط ولكنه أنيق، مصنوع من قماش ناعم بلون كحلي داكن، بدا وكأنه خُصص لها تمامًا. لم تفكر كثيرًا، فقط أرادت الخروج من هذه الملابس المبللة التي تشعرها بالثقل.
      
      بعد أن ارتدت الفستان، توجهت إلى المرآة الكبيرة في زاوية الغرفة، نظرت إلى انعكاسها، فرأت فتاة شاحبة، عيناها مرهقتان لكنهما تحملان بريقًا من التحدي. شعرت للحظة وكأنها غريبة عن نفسها...
      
      لم تكن هذه هي ليا التي تعرفها.
      
      "أنا فقط بحاجة لبعض الطعام... وبعدها سأفكر في كل شيء."
      
      خرجت من الغرفة ببطء، كان الممر طويلًا، والجدران مزينة بثريات فاخرة تلقي ضوءًا خافتًا، مما زاد من غموض المكان. خطواتها كانت حذرة، وكأنها تمشي داخل فخ غير مرئي.
      
      سمعت أصواتًا قادمة من الطابق السفلي، بدا وكأن هناك حديثًا يدور، وعندما اقتربت أكثر، استطاعت تمييز صوت سايلوس. كانت نبرته هادئة، لكنها تحمل شيئًا من التوتر...
      
      ترددت قليلًا، هل يجب أن تنزل؟ أم أنها ستجد شيئًا لا تود رؤيته؟
      
      عند سايلوس
      
      الهواء في الغرفة أصبح كثيفًا، مشحونًا بطاقة غامضة، بينما كان سايلوس واقفًا في منتصفها، الغضب يشع من عينيه المتوهجتين بلون السماء، وبؤبؤيه الأصفرين اللذين بدا وكأنهما يحترقان. شعره الفضي تلألأ تحت الضوء، وعروقه التي تحولت إلى لون أحمر قاتم بدت وكأنها تنبض بطاقة غير مستقرة.
      
      صوته خرج حادًا، يحمل غضبًا لا لبس فيه:
      "كيف لم يكن في جنوة؟! كيف ذهب إلى روما دون أن نشعر به؟! جهزوا أنفسكم، سنسافر غدًا. وأرسلوا رسالة إلى المملكة، أخبروهم أن يتتبعوا خطواته حتى نعثر عليه!"
      
      في لحظة، استجاب راين و اورورا و تحولا إلى شكلهما الحقيقي، الطاقات المحيطة بهما تماوجت للحظات قبل أن يستقرا على هيئتهما الأصلية. كانا على وشك التحرك، لكن فجأة...
      
      صوت خافت، أنفاس متقطعة...
      
      التفت الجميع بسرعة نحو مصدر الصوت، وهناك، عند الدرج، وقفت ليا.
      
      كانت عيناها متسعتين بصدمة، شفتيها مفتوحتين قليلًا دون أن تخرج أي كلمة. لون وجهها شاحب، وجسدها متصلب كما لو أنها لم تستوعب بعد ما تراه أمامها.
      
      اورورا  تراجعت خطوة للوراء، وهمست بصدمة:
      "ما هذا... لقد رأتني!"
      
      راين لم يحرك ساكنًا، لكنه تمتم بصوت منخفض وهو يرمق سايلوس:
      "لقد فُضح أمرنا..."
      
      لحظة الصدمة...
      
      خطواتها كانت بطيئة، مترددة، كأنها تخشى أن تزعج سكون المكان. كانت قد غادرت غرفتها بعد تردد طويل، تبحث عن مخرج، أو ربما عن إجابات. لكن ما وجدته كان أبعد ما يكون عن المنطق الذي تعرفه.
      
      نزلت الدرج بخفة، أطراف أصابعها بالكاد تلامس الخشب البارد تحته، أنفاسها متلاحقة لكنها خافتة. عندما وصلت إلى منتصف الدرج، تجمدت مكانها.
      
      عيناها التقت بالمشهد أمامها...
      
      سايلوس لم يكن كما رأته من قبل. لم يكن الرجل الغامض الذي أنقذها، أو ذاك الذي يحيط نفسه بجو من الغموض والصمت. أمامها الآن، كان شيئًا آخر تمامًا.
      
      شعره الفضي اللامع تألق تحت الضوء الخافت، أطرافه تتحرك كما لو أن الرياح تلعب بها رغم سكون الغرفة. عيناه لم تعودا بذلك اللون الرمادي الهادئ، بل توهجتا بلون السماء الصافية، يتوسطهما بؤبؤ أصفر مشتعل كجمرة لا تنطفئ. والأدهى... عروقه التي تحولت إلى لون أحمر قاتم، وكأن دمه نفسه اشتعل غضبًا.
      
      لم يكن وحده...
      
      اورا ، تلك الفتاة الهادئة، لم تعد كما رأتها قبل دقائق. وقفت بجانبه، لكنها لم تعد بشرية تمامًا. طاقة غريبة تحيط بجسدها، وهالة قوية تنبعث منها، ترددها البصري جعلها تبدو وكأنها ليست ثابتة، كأنها شيء لا ينتمي لهذا العالم.
      
      أما راين... ذلك الصامت دائمًا، فكان واقفًا بجانبها، عينيه الباردتين تحملان نظرة لم تستطع قراءتها، لكن جسده هو الآخر كان يتغير، معالمه تتلاشى لتكشف عن شيء ليس بشريًا.
      
      ما هذا؟
      
      جسدها قشعر بالكامل، وبرودة غريبة سرت في أطرافها.
      
      لم تدرك أنها حبست أنفاسها حتى شعرت بالدوار.
      
      في تلك اللحظة، تحرك سايلوس، التفت ببطء، نظراته القوية التقت بعينيها. وكأن الزمن توقف بينهما.
      
      عيناه الزرقاوان المتوهجتان تمعنتا فيها، بينما بقيت هي واقفة هناك، عاجزة عن النطق، عاجزة حتى عن الهروب.
      
      the end
      وحد الله ♥
      
      

      رواية أنتقام مجهول

      أنتقام مجهول

      2025, King Rogar

      رعب

      مجانا

      في أجواء غامضة مليئة بالشائعات والأساطير، تدور الأحداث حول أحمد ورفاقه الذين ينجذبون إلى قصة غريبة عن قرية الحسينيين، حيث يُقال إن مخلوقات غامضة تظهر وسط الضباب الأحمر. بينما يغوصون في تفاصيل القصة، يجدون أنفسهم أمام أسرار تفوق الخيال، فهل هي مجرد شائعات، أم أن الحقيقة أخطر مما يتصورون؟

      أحمد مصطفى

      طالب جامعي يدرس الطب النفسي، يعيش مع والدته وأخته في الإسكندرية، ووالده يعمل في بريطانيا.

      يوسف إسماعيل

      صديق أحمد المقرب منذ الإعدادية، يدرس الهندسة، فقد والديه ويعيش مع جده.

      مجدي

      صديقهم الثالث، يدرس القانون، مرح ويحب اللعب، يعيش مع عائلته.
      تم نسخ الرابط
      قصه شبح أمي

      
      الفصل الاولى:
      -الشائعة المتداولة وتعريف الشخصيات:-
      هل سمعتم بتلك الشائعة احمد لا لم اسمع بها يوسف كيف لم تسمع بها احمد وقسمآ بالله لا اعلم بها يوسف حسنآ سأقوله لك تقول الشائعة ان في قرية غامضة في منطقة الحسيني القرية معروفة بأسم الحسينين على اسم المنطقة وبجانبه جامع الحسن بن علي قال الكلام السابق يوسف كانو يتحدثون في الجامعة بالمعني في الكافتيريا
      
      طبعآ انا اسمي احمد مصطفى  عمري 20 سنة اقرأ  في جامعة علي بيك الكبير  طبعآ انا اقرأ اولي جامعة وتخصصي هو الطب النفسي طبعآ اسكن في الاسكندرية في عمارات 788 مع اهلي بالمعني مع امي واختي لي اخت واحدة وليس لدي اخوة اما ابي فهو مسافر الي بريطانيا لان عمله هناك فهو يشتغل في التجارة والعقارات وما الي ذالك ويأتي الينا كل شهرين يطمئن علينا ويلبي طلباتان ويعطيني مال لا اجل الدراسة ومستلزمات العيش اما يوسف فهو صديقي من الاعدادية ويقرأ الهندسة واسمه الكامل يوسف إسماعيل  والداه توفياء  ويسكن عند جده اما جدته فماتت عندما كان في الاعدادية وعندي صديقي الثالث اسمه مجدي هو عكسي انا ويوسف يعني هو يحب المرح واللعب ويقرأ القانون ونفس عمري انا ويوسف
      وسكن مع عائلته يعني هو ليس يتيم او ابوه مثلي يشتغل في خارج مصر بل ابوه يشتغل طبيب في مصر  في مستشفي لا اتذكر اسمه لكن تقريبآ اسمها & £~<^¥€ المهم لنعد الي حديث احمد ويوسف واكمل يوسف وهو يقول كان هناك شخص اسمه مازن كان يتمشي في المنطقة الي ان رأ ظباب احمر يظهر امامه ثم يخرج منه طفل قميصه مغطي بالدماء وله قرنان صغيران على رأسه فأخذ مازن يمشي الي الوراء بهدوء الي ان تعثر فأخذ يصرخ والطفل يحدق به وفي نفس الوقت تغيرت عيون الولد فلم تعد مثل عيون البشر بل انه اصبحت عيونه مشقوقة بالطول ولونه عسلي واخذ يقترب الطفل خطوة بخطوة الي مازن ومازن يرتعش الي ان توقف الطفل عن التحرك وبدأ الطفل يرتعش ويهتز ثم تحول الي طفل وسيم وبشرته بيضاء مثل الثلج واخذ يبتسم الي مازن ويقول له  لا تخف لن افعل لك شي فقال مازن بصوت مرتعش من انت فقال الطفل انا طفل من الجن واسمي يوزان فقال مازن اذا انت من الجن فقال الطفل نعم انا من الجن المسلمين فرد عليه مازن بصوت لطيف وهو يبتسم اذا انت من المسلمين فقال الطفل نعم هل انت مسلم اما لا فرد عليه مازن نعم انا مسلم واكمل قائلا مازن اذا لو كنت انا غير مسلم ماذا ستفعل لي هل ستقتلني فرد عليه الطفل وهو يضحك لا لن افعل لك شي فرد مازن اذا هل تصبح صديقي ومد يده فنظر يوزان الي يد مازن وهو يبتسم  وقال نعم سوف اصبح صديقك فرن الجرس لوقت المحاضرة فقال يوسف حسنآ ساكمل لك الشائعة غدا فقال احمد ماشي فجائة قال احد ايه ياعم احمد ماعرفنيش ياباشا  يتبع......
      
      وداعا في الفصل الثاني 
      
      

      رواية مدرسه المراهفين - كوريا

      مدرسة المراهقين

      2025, كاترينا يوسف

      كورية

      مجانا

      كاترينا تجد نفسها في موقف غير متوقع داخل قاعة الموسيقى، حيث تفاجأ بأن الكورال لن يقتصر على الغناء فقط، بل سيتضمن عرضًا راقصًا ثنائيًا. بدافع غريزي، تختار شابًا مصريًا ليكون شريكها، رغم نظرات الاستنكار من زميلاتها. خلال العزف، تنجذب إلى الموسيقى وإلى الشاب نفسه، لكن سرعان ما تقطع صديقتها اللحظة، مما يدفعها للهرب

      كاترينا

      فتاة خجولة لكنها قوية، تجد نفسها في صراع بين مشاعرها وانتماءاتها.

      المدرس جين

      معلم حازم ومنظم، يدير القاعة بصرامة.

      أحمد

      شاب مصري عازف جيتار، يتمتع بشخصية هادئة وجاذبية غامضة

      الموسيقيات

      ثلاث مدرسات موسيقى محترفات، يقيّمن الطلاب منذ اللحظة الأولى.
      تم نسخ الرابط
      مدرسه المراهقين

       
      دخلت القاعة وأنا حاسة إن كل العيون عليا، مش عارفة ده إحساس حقيقي ولا مجرد وهم عندي، بس الأكيد إني كنت أجمل بنت في المكان. كالعادة، كنت ماشية لوحدي، خجولة، ومش معايا أنيا ولا أي حد، وده خلاني أحس إن خطوتي تقيلة شوية، بس فضلت ماشية بثبات.
      
      استقبلنا المدرس "جين"، وكان واضح عليه إنه شخص حازم وبيحب النظام. معاه ثلاث مدرسات موسيقيين، شكلهم محترفين جدًا، وكل واحدة فيهم كانت ماسكة نوتة موسيقية وبتبص علينا كأنهم بيقيمونا من أول لحظة.
      
      وقفت مع البنات اللي في الكورال، وبدأت أحاول أرتاح وأتأقلم مع الجو، رغم إن إحساسي بالوحدة مكنش سايبني.
      
      
      بصيت حواليّا بسرعة وأنا مش مستوعبة الكلام اللي بيتقال. يعني إيه عرض راقص؟ يعني بدل ما نقف نغني ككورال، هنبقى بنتحرك مع اللحن؟ والأسوأ.. ثنائيات؟ شاب بالجيتار وبنت بترقص على لحنه؟
      
      حسيت بتوتر غريب، أنا أصلًا مش متعودة أكون في موقف زي ده، ومش متأكدة هقدر أتعامل معاه إزاي. البنات حواليا بدأوا يتهامسوا بحماس، وبعضهم كان واضح إنهم متحمسين للفكرة، لكن أنا كنت متجمدة مكاني، مش عارفة ده شيء حلو ولا كارثة جاية في الطريق.
      
      المدرسة الموسيقية اللي كانت واقفة جنب "جين" بدأت تتكلم بحماس وهي بتقول:
      "مش عايزين حد يقلق، إحنا هنساعدكم تتعلموا الخطوات، وهتبقوا في أمان كامل.. الفكرة إنكم تحسوا بالموسيقى بجسمكم، مش بس بصوتكم!"
      
      أمان إيه بس؟! أنا مش عارفة حتى مين هيكون شريكي في العرض ده!
      
      
      
      كان المفروض إن التوزيع يكون عشوائي، المدرّسين بينادوا على الأسماء، كل بنت مع ولد. لكن أول ما لمحت الولد المصري واقف بالجيتار، رجّلي تحرّكت من غير تفكير، روحت وقفت جنبه بسرعة كأنها غريزة، وكأن مفيش خيار تاني غير إنه يكون شريكي. بصيت للمدرّسين بنظرة مليانة ثقة، كأن الموضوع محسوم، وكأنه ملكي وخلاص هاخده.
      
      لكن فجأة، حسيت بتوتر غريب، كأن عقلي فجأة فاق وسألني: "أنا بعمل إيه؟!" بسرعة أخدت خطوة لورا، حاولة أتصرف كأني ماكنتش قاصدة. بس المدرّسة كانت فهمة كل حاجة، ابتسمت وقالت ببساطة:
      
      "خلاص، انتي وهو مع بعض."
      
      
      لمحت أكتر من بنت بتبصلي بنظرات مش مريحة، كلها استنكار وقرف، وكأن مجرد وقوفي جنبه جريمة. حتى هو، شفت عيون بتتوجه ليه بنفس النظرة، كأنه متهم بحاجة محدش قالي عنها.
      
      قبل ما أفهم أي حاجة، لقيت أنيا قربت مني وهمست بصوت هادي لكنه مليان استغراب:
      
      "انتي متعرفيش إنه على علاقة بأكتر من بنت في المدرسة ولا إيه؟"
      
      
      رفعت حواجبي باستغراب وبصيت لأنيا بسرعة، قلت لها بنبرة عادية بس فيها شوية توتر:
      
      "معرفش... أنا عملت كده وخلاص، مفيش غلط يعني!"
      
      كنت بحاول أبين إني مش متأثرة بكلامها، لكن الحقيقة إن قلبي بدأ يدق أسرع. كل البنات كانت بتبصلي بالقرف، وهو كمان كان واخد النظرات دي من غير ما يرد. الجو كان تقيل، بس قررت أتجاهل وأكمل.
      
      
      المدرسين قالوا إن كل الولاد متدربين على معزوفات كبيرة ولطيفة، وقالولنا نقعد مع الولد اللي اخترناه ونشوف هنرقص إزاي مع اللحن.
      
      
      قعدت جنبه، وهو بصلي بهدوء وقال: "متتكسفيش، هسمعك اللحن بس من غير ما تعملي حاجة."
      
      بصيت في عينه وقلتله بهمس: "ماشي." كنت واثقة فيه أوي، مش عارفة إزاي، بس كنت حاسة إني في أمان.
      
      
      بدأ يعزف، وكانت النغمات هادية أوي، كأنها بتمس روحي من جوه. الغريب إن اللحن ده مش غريب عليّا، ده نفس اللحن اللي كنت بسمعه امبارح قبل ما أنام.
      
      اتسمرت مكاني، عيني ثابتة عليه وهو بيعزف، وإحساس غريب شدّني ناحيته أكتر. هل ممكن يكون صدفة؟ ولا في حاجة أعمق بتجمعنا من غير ما نعرف؟
      
      
      قالي قومي يالا وهبدأ تاني هو رقص خفيف مع اللحن
      بصيت له بتردد، بس حسيت في صوته ثقة، كأنه عارف أنا محتاجة إيه عشان أقدر أتحرك مع اللحن. أخدت نفس عميق ووقفت قدامه، حسيت بدقات قلبي بتعلى شوية، بس حاولت أتمالك نفسي.
      
      بدأ يعزف تاني، نغماته كانت ناعمة، كأنها بتمشي في دمي. غمضت عيني، وبدأت أتحرك بهدوء، بجسمي وإيدي، مش بجهد، بس بإحساس. كنت حاسة إني بخف، كأن الموسيقى بترفعني، وكأن مفيش حد في القاعة غيري وغير اللحن اللي بيملاني.
      
      فتحت عيني ببطء، وكأنني بصحي من حلم ناعم، ولقيت نفسي ببص في عينه من غير ما أفكر. نظراته كانت هادية
      كنت لسه بتحرك مع اللحن، بس دلوقتي مكنتش برقص مع الموسيقى، كنت برقص له هو.
      
      
      
      
      
      
      حسيت إن كل اللي حوالينا اختفى، وكأن القاعة فضيت، وكأن المعزوفة دي تخصنا إحنا بس. مكنتش عارفة أنا بعمل إيه، بس اللي متأكدة منه إني مكنتش عايزة اللحظة دي تخلص.
      
      خلص اللحن، بس هو مرفعش إيده عن الأوتار، وكأن الموسيقى لسه مستمرة جواه. بدأ يعيده تاني، بصوته وهمس نغماته، وهو باصص في عيني من غير ولا كلمة. حسيت إن الدنيا كلها ساكنة، مفيش غير صوت الجيتار وأنا، واللي بينا حاجة مش مفهومة، حاجة أقرب للسحر.
      
      فجأة، صوت إينيا قطع كل حاجة. قالت بحدة وضيق: "خلاص! في إيه؟" صوتها كان حاد بطريقة مستفزة، زي اللي فاقتني من حلم كنت غرقانة فيه.
      
      وقفت مكاني، حسيت بحرارة بتجري في جسمي، مش عارفة ده من الإحراج ولا من حاجة تانية. بصيت لها بسرعة، كانت ملامحها متضايقة وكأنها مش مستوعبة اللي بيحصل. هو كمان وقف عن العزف وبص لي بنظرة غريبة، مكنتش عارفة أفهمها.
      
      
      سبت القاعة ومشيت بسرعة، كنت حاسة إني عايزة أختفي، أخرج من الجو ده كله
      
      لقيت حد بيشدني من إيدي فجأة، صوته كان واطي لكنه واضح: "خدي هنا." اتفاجئت وبصيت بسرعة، طلع هو… الولد المصري.
      
      كان واقف قدامي وعينيه متعلقة بيا، كأنه بيحاول يفهم أنا ليه مشيت كده. سحبني على جنب بعيد عن العيون اللي كانت بتلاحقني من جوه القاعة.
      
      "إنتي كويسة؟" سألني بصوت هادي، كأنه مش عايز يضغط عليا أكتر، بس كان واضح إنه مهتم يعرف.
      
      
      بص لي وسألني بهدوء: "اسمك إيه؟"
      
      قلت بسرعة وأنا حاسه بتوتر: "كاترينا، وانا آسفه، معرفش إنّي مكنش ينفع اندمج كده وسببتلك إحراج."
      
      ابتسم بخفه وقال: "فكّك منهم، أنا عارفهم كلهم مرضى نفسيين… وأنا اسمي أحمد بالمناسبة."
      
      اتصدمت للحظة، حسيت ببرودة خفيفة في جسمي، أحمد؟ طلع مسلم؟ معرفش ليه كان عندي اعتقاد إنه مش كده. بصيت له بسرعة، بس ملامحه كانت عادية
      
      
      رفع إيده بهدوء وطلع منديل من جيبه، قربه مني ومسح دموعي برقة كأن الموضوع بسيط، كأن اللي حصل ما يستاهلش إني أزعل. قال بصوت هادي:
      
      — "مفيش حاجة تزعل، فكك منهم."
      
      حسيت بكلامه داخل جوه قلبي، بس مكنتش عارفة أرد. لمح في عيني التردد، فابتسم ابتسامة خفيفة وقال:
      
      — "هسيبك دلوقتي."
      
      ثم لف وبدأ يمشي بعيد، وسابني واقفة مكاني، لسه حاسة بحرارة لمسته على وشي.
      
      الرعب كان متملكني من فكرة إنه مسلم، حاجة عمري ما فكرت إني هواجهها في حياتي. كنت حاسة بتوتر غريب، حاجة بتخبط جوايا، بس كل ده كان بيتبخر بمجرد ما افتكر لمسة وشه على إيدي
      
      
      اللمسة دي، رغم بساطتها، كانت بتهدّي كل الأفكار اللي بتغلي في دماغي، وبتسيبني تايهة ما بين الخوف والتعلق اللي مش فاهمة سببه.
      

      روايه المافيا الإيطاليه - الفصل الثالث

      المافيا الإيطالية 3

      2025, سعود بن عبدالعزيز

      أكشن

      مجانا

      في هذا الفصل، نجد صوفيا في موقف غير متوقع تمامًا. بعد أن اختُطفت من قبل دامون روسو، تجد نفسها في قصر فخم مليء بالغموض. تتلقى صوفيا تهديدات وتحذيرات، ولكن في الوقت نفسه، يبدو أن دامون يتعامل معها ببرود مصحوب بنوع من الحماية الغامضة. خلال حديثها مع والد دامون، ميسون روسو، تبدأ الصراعات في التوضّح، لكنها لا تزال لا تفهم تمامًا سبب احتجازها أو أهمية ما رأته.

      صوفيا

      تجد نفسها في موقف لا تفهمه، محتجزة من قبل دامون. ورغم خوفها، تحاول الحفاظ على شجاعتها واكتشاف الحقيقة.

      دامون روسو

      يتعامل مع صوفيا ببرود لكنه لا يؤذيها، بل يبدو وكأنه يحاول حمايتها لسبب مجهول.

      ميسون روسو

      والد دامون، رجل في الخمسينيات من عمره، يتمتع بكاريزما قوية ويبدو أنه على علم بما يحدث، لكنه لا يوضح نواياه الحقيقية.
      تم نسخ الرابط
      المافيا الإيطالية

      صحيت وراسي ثقيل، جسمي حاس إنه ما يقدر يتحرك. فتحت عيوني، وفجأة تذكرت أحداث الليلة الماضية. "إيلا!"، صرخت، بس استوعبت إني مو في سريري.
      
      طليت حولي ولقيت الغرفة كلها بدرجات الأسود والأحمر. "هذا فيلم ولا وش السالفة؟" فكرت. المكان جميل بشكل غريب، بس الصداع ما يخليني أركز. حاولت أقوم على رجولي، تعثرت شوي، وبعدها مشيت للباب. مسكت المقبض وحاولت أفتحه، لكنه مقفل. "إيش؟ ليش مقفلين علي؟! فيه أحد؟!" بديت أضرب الباب بقبضتي لين حسّيت بالألم، وبعدها استسلمت.
      
      شفت باب ثاني، كان أسود بعد، فتحته ولقيت حمام من الرخام الأبيض قدامي. "قسم بالله كأنه مشهد من فيلم!" مشيت للمغسلة، غسلت وجهي، ورفعت نظري للمراية، وشفت الجرح حقي متعالج.
      
      "ليش ضمدوه؟ ليه ما قتلوني؟ ناوين يعذبوني؟ هل هذي نهايتي؟" الأسئلة ما وقفت في راسي. رجعت وجلست على السرير وأنا أفكر بإيلا، وينها الحين؟ مددت يدي أدور على جوالي، بس طبعًا ما كان موجود. "أكيد إنهم أخذوه، ليه أصلًا بيخلوني أحتفظ فيه؟"
      
      قمت ألف بالغرفة، أدور أي شي يدلني على صاحبها، بس ما كان فيه صور ولا أي شيء يعطيني معلومة. حسّيت إن الصداع بدأ يخف، قربت من النافذة، وكانت الشمس توحي إن الوقت قريب من الظهر. المكان كان محاط بغابة كثيفة، بس كان هادي وجميل بطريقة غريبة.
      
      غصت بالمشهد، لين سمعت صوت قفل الباب ينفتح. التفت بسرعة، وشفت قدامي رجال، عيونه زرقاء بلون الياقوت، شعره أسود، لابس بنطلون أسود وقميص أبيض رسمي بأكمام مرفوعة تكشف تاتواته. أول أزرار القميص مفتوحة، يعطيني مظهر كأنه واثق من نفسه بزيادة. ما قدرت أمنع نفسي من التحديق فيه.
      
      
      
      قفل الباب وراه وبدأ يمشي نحوي. "أشوفك صحصحتِ"، صوته كان بارد، لكن بطريقة ساحرة تخليك مشدود له غصب. "لازم أسألك سؤال، وأبي إجابات واضحة"، قال بنبرة آمرة. بلعت ريقي.
      
      "و.. وين أختي؟"، قدرت أقول بصعوبة، ويدي بدأت تعرق، وصرت أحاول ألقط أنفاسي، يا ساتر، نوبة قلق ثانية!
      
      شافني أرتجف واندفع ناحيتي يحاول يهديني، لمسته كانت غريبة.. أمان؟ كيف؟ ريحته كانت عطر قوي، كأنه الأوكسجين اللي أحتاجه. بدأت أهدى شوي. "ما راح أضرك، بس خذي نفس عميق"، قال بصوت أخف وهو يسندني للسرير. قعدت أتنفس ببطء، وحسّيت إني أقدر أستوعب الوضع شوي.
      
      "إحنا ما شفنا أختك، صوفيا"، قال بصوت هادي ولطيف على عكس أول.
      
      تبًا.. يعني الحين بيدورون عليها؟ لا، لا، لا! "بليز، لا تأذونها.. خذوني أنا، بس خلوها بحالها"، توسلت له، ودموعي بدت تنزل بدون تحكم.
      
      نظر لي بنظرة باردة وقال: "ما راح أضرها، بس لو كذبتي عليّ.. راح أضطر أسوي اللي ما تبينه".
      
      بلعت ريقي مرة ثانية، "أوكي"، همست بخوف.
      
      "وش شفتي؟ وليه كنتِ هناك من الأساس؟"، سألني بنبرة متضايقة.
      
      ما كان عندي خيار، قلت له كل شيء بصراحة، على أمل إنه يصدقني ويخليني أروح.
      
      بعد ما سمعني، وقف وقال: "تمام، شفتي أشياء كثيرة.. يعني مستحيل تروحين مكان". ثم استدار ومشى.
      
      ركضت بسرعة ووقفت قدامه، "قلت لك الحقيقة، خلاص، خليني أروح! أوعدك ما أقول أي شيء عن اللي شفته!" توسلت له مرة ثانية.
      
      هز راسه وقال ببرود: "ما أقدر أخاطر، يعني بتبقين هنا لين أقرر وش أسوي فيك.. هذا جوالك، رسّلي لأختك رسالة بأي كذبة عن سبب عدم رجعتك للبيت، وتذكري.. عيوني عليك، وجواليك تحت المراقبة". أخذ خطوة للوراء ثم أضاف: "على فكرة، أنا ديمون روسو".
      
      طلع وتركني أحدّق في جوالي، وأنا أحاول أفكر وش أقول لإيلا.
      
      
      
      فتحت جوالي بسرعة، وقلبي يدق بقوة. 12 مكالمة فائتة من خالتي ناتاشا و10 رسائل من إيلا.
      
      على طول كتبت لإيلا:
      "هاي إيلا، أنا بخير. قبل أوصل لكِ، ساشا كلمتني وقالت إنها تحتاجني، فقررت أروح عندها. آسفة إني ما قلت لكِ، بس بظل معاها شوي، زي ما تعرفين كيف وضعها. انتبهي لنفسك، بحبك."
      
      نسخت نفس الرسالة وبعتها لخالتي ناتاشا. الشعور بالذنب كان خانق، أكره الكذب عليهم، بس الحين مافيه خيار.. لازم أحميهم. أنا متأكدة إنهم ما راح يدورون عليّ في بيت ساشا لسببين:
      ١- هم يثقون فيني.
      ٢- ما يحبون ساشا أصلًا.
      
      اتكأت على السرير، وأفكاري راحت لديمون.. مين هو بالضبط؟ عضو عصابة؟ بس الغرفة هذي فخمة بزيادة، مستحيل يكون مجرد مجرم عادي!
      
      وأنا غارقة في التفكير، سمعت صوت باب ينفتح بقوة. قمت بسرعة واتجهت للباب، لقيته مفتوح! تطلعت برا بحذر، ونظرت لتحت عند المدخل الرئيسي، شفت رجل تقريبًا بالخمسين من عمره داخل ويتوجه مباشرة للبار في زاوية الغرفة الكبيرة، اللي كان فيها طاولة طعام وباقي المساحة كانت فاضية تقريبًا.. بنفس الديكور الأسود والأحمر.
      
      قررت أستكشف شوي، المكان فيه غرف كثيرة، مشيت بهدوء في الممرات، لكن فجأة سمعت خطوات! قبل حتى أقدر أختبئ، شافني الرجل الكبير اللي شفته قبل شوي.
      
      "مين انتي؟" صوته كان بارد، لكن فيه لمحة فضول.
      
      بلعت ريقي وقلت: "أنا.. أنا صوفيا، وانت؟!" سألت رغم إني كنت ملاحظة إنه يشبه ديمون كثير.. بس نسخة أكبر منه، بشعر أسود مخلوط بشيب، وعينين زرق حادة، ولابس بدلة سوداء مع قميص أزرق وكرافة سوداء.
      
      
      
      
      
      دخل الرجل في صمت، لكن شعرت إنه يعرفني، أو على الأقل سمع عني من قبل.
      
      "أنا مايسون روسو"، قال بصوت هادئ لكن عيونه كانت تراقبني كأنها تحاول تفهم كل شيء عني في لحظة.
      
      "إيش جابك هنا؟" سألني بفضول واضح.
      
      بلعت ريقي وحاولت أتكلم بثبات: "جوني هنا بالقوة." ترددت لحظة، ما كنت متأكدة إذا لازم أكمل وأحكي له التفاصيل، لكن قبل حتى أقرر، ظهر ديمون فجأة.
      
      "أبي"، قال ديمون بصوت بارد لكن فيه احترام غريب.
      
      "ابني"، رد مايسون بنبرة أكثر استرخاء، كأنه ارتاح لما شافه. "إيش اللي قاعد يصير هنا؟"
      
      ديمون نظر لأبوه بنظرة سريعة، وكأنهم كانوا يتكلمون بدون كلمات، وبعد ثواني، هزّ مايسون رأسه وقال: "تصبح على خير، بني"، ثم مشى بعيدًا.
      
      وقفت مكاني وأنا مو مستوعبة اللي صار. إيش كانت هالنظرات؟ وكأنهم اتفقوا على شيء بدون حتى ما ينطقون بكلمة وحدة!
      
      ديمون رجع يركز عليّ وسألني بقلق: "إيش اللي جابك هنا؟"
      
      تنفست بعمق واعترفت: "سمعت صوت الباب الأمامي ينفتح، وقررت أشوف مين اللي دخل، وبعدين استكشفت المكان شوية.. وأظنني تهت."
      
      رفع حاجبه بنظرة مسلّية وقال: "يبدو إنك تضيعي كثير مؤخرًا"، ابتسم بسخرية خفيفة قبل ما يكمل، "تعالي، ما كان المفروض تتجولين بالليل."
      
      قادني إلى الغرفة مرة ثانية، وقبل ما يطلع، وقف عند الباب وقال: "نامي، بكرة يوم مهم لي ولكِ."
      
      قلبي دقّ بسرعة. يوم مهم؟ إيش يعني؟ سحبت نفسًا عميقًا وحاولت أكون شجاعة وسألته: "إيش تقصد بيوم مهم؟"
      
      وقف مكانه بملامح منزعجة وقال: "بكرة بتعرفي."
      
      حاولت أستوعب، بس قبل ما أقدر أفكر، تذكرت شيء أهم. "ممكن أستحم؟" سألته بتردد. "صار لي تقريبًا 24 ساعة بنفس الملابس، ما أقدر أنام كذا."
      
      نظر لي لثواني قبل ما يرد بصوته البارد المعتاد: "تمام، رح أطلع لك بنطلون رياضي وتيشيرت من عندي، وبعد بكرة رح أرتب لك ملابس."
      
      دخلت الحمام ووقفت تحت الماء الساخن، أحاول أغسل كل الأحداث اللي صارت خلال الساعات الماضية.. كيف حياتي اتغيرت فجأة بسبب مشوار بسيط لشراء الحلوى؟
      
      بعد ما خلصت، لفيت نفسي بالفوطة وطلعت للغرفة، ديمون ما كان موجود. تنفست براحة.. على الأقل هو عنده شوية احترام.
      
      لبست الملابس اللي تركها لي، وتوجهت للسرير، لكن قبل ما أستلقي، سمعت صوت طرق على الباب.
      
      "ممكن أدخل؟" سأل بصوت هادئ لكن فيه لمحة فضول.
      
      ابتسمت بخبث، ثم صرخت: "أيوه!"
      
      
      
      لمّا دخل ينام وهو لابس سويت بانتس ومن غير تيشيرت، حسّيت إن قلبي هيقف. جسمه تقريبًا مغطّى بالوشوم، ورغم إني شخصيًا بكره الوشوم، مقدرتش أمنع نفسي من التفكير قد إيه شكله خاطف للأنفاس.
      
      فُقت من السرحان وسألت: "أوضتي فين؟"
      بكل بساطة قال: "هي دي."
      اتصدمت وقلت: "بس إنت نايم هنا؟!"
      ردّ ببرود: "أيوه، وإنتي كمان، عشان أفضل متابعك وما تتوهيش تاني." بصّلي بابتسامة جانبية.
      بعدها زوّد وقال: "ما تخافيش، مش هلمسك."
      تنهدت وقلت بتردد: "ماشي..." وقبل ما أحسّ، كنت غرقت في النوم.
      
      
      رسائل أحدث رسائل أقدم الصفحة الرئيسية

      Pages

      authorX

      مؤلفون تلقائي

      نظام شراء