سيدة الليل - روايه رعب
سيدة الليل
2025, مينا مسعود
رعب
مجانا
الأمنية الوحيدة اللي نفسها فيها هي إن صاحبتها الانتيم، أليسون، تكون معاها، مع إن فيفيان عارفة إن أليسون ماتت من تلات سنين في مدينة مانا الغامضة. فيفيان بتحاول تفهم سر موت أليسون من خلال رسايل مشفرة كانت بتوصلها منها، وده بيخليها تشك في كل حاجة حواليها، خاصةً لما يجيها استدعاء مفاجئ من مدينة مانا، وده بيقلب حياتها وخططها لعيد ميلادها راسًا على عقب.
فيفيان
بنت في سن المراهقة، عيد ميلادها التمنتاشر قرب، بتحب تقضي وقتها في المكتبة، وبتتميز بشعرها الأسود وعيونها الزرقا الصارخة. فيفيان بتحس إنها مختلفة عن باقي البنات، وعندها شكوك حول جمال وسحر مدينة مانا، وده بيخليها دايماً تبحث عن الحقيقة ورا الأحداث الغامضة اللي بتحصل حواليها.أليسون
الصديقة المقربة لفيفيان، اختفت في ظروف غامضة من تلات سنين في مدينة مانا. على عكس فيفيان، أليسون كانت جريئة وواثقة من نفسها، بشعرها الأحمر الناري وخدودها اللي زي التفاح. في الظاهر،العمة سالي
خياطة العيلة، بتحب شغلها وبتحاول تظهر فيفيان في أحسن صورة، لكن ذوقها ممكن يكون غريب شوية.
الفصل الأول لو فيفيان كانت تقدر تتمنى أي حاجة في الدنيا، كان هيبقى إن صاحبتها الانتيم تكون معاها في حفلة عيد ميلادها التمنتاشر. بس أقرب صاحبة ليها، أليسون، اللي فيفيان كانت بتحكيلها كل أسرارها - ما كانتش هتيجي. فيفيان كانت بس بتتخيل أليسون ممكن تقول إيه لو كانت قدرت تيجي. كانت هتعوز تعرف ليه فيفيان ما قالتش لحد السبب الحقيقي ورا اختفاء أليسون في مدينة مانا. كل الناس التانيين كانوا فاكرين إن أليسون بتتبسط على آخرها كحبيبة لورد أرستقراطي غني. عيلة أليسون لسه كانت بتوصلها فلوس شهرية مبعوتة من بنتهم الحبيبة. بس فيفيان كانت عارفة الحقيقة؛ أليسون ماتت. كانت ميتة بقالها حوالي تلات سنين. فيفيان ما بطلتش تسأل إيه اللي حصل بجد. قبل ما تختفي، أليسون بعتت لفيفيان إيميلات مكتوبة بالرمز السري بتاعهم بتاع زمان. في الرسايل، كانت خايفة. كان فيه حد بيطاردها. فيفيان عمرها ما عرفت مين، بالرغم من إن أليسون لمحت إنها ست. كانت ست رهيبة أليسون كانت بتشاور ليها بس باسم "سيدة الليل". خبط عالي ومستمر جه على بابها. "فيفيان! لازم تروحي بيت عمتك سالي النهاردة. نسيتي ولا إيه؟" "لأ، جانون،" ردت فيفيان وهي بتلف عينيها. أختها الكبيرة المثالية دايماً كانت بتفترض إن فيفيان مش كفء لدرجة إنها مش هتعرف تقفل زراير قمصانها. فيفيان شجعت نفسها تقوم من السرير ورمت أول طقم هدوم نضيف لقته في دولابها. عمتها ما كانتش هتوافق على لبسها مهما كانت لابسة. عمتها سالي كانت خياطة، وكانت هتاخد مقاس فيفيان عشان فستان عيد ميلادها. في لويزفيل - المكان اللي عمر ما بيحصل فيه حاجة - عيد ميلاد البنت التمنتاشر كان مهم أوي. ده كان السن اللي بتعتبر فيه مؤهلة للجواز. السبب ورا كده كان إنه كمان السن اللي الأوجارد ما يقدرش يستدعي فيه بنت لمدينة مانا. مش إن ده كان خوف بالنسبة لفيفيان أصلاً. من ساعة ما كملت خمستاشر سنة، كانت مؤهلة إنها تستدعى لمدينة مانا، بس الورقة الصغيرة دي عمرها ما جت. لا في البريد، ولا في الشارع، ولا في المدرسة. الأوجارد اللي قابلتهم كانوا بيبصوا من خلالها كأنها مش موجودة. في الأول، كانت غيرانة إن أليسون اتقبلت وهي لأ. بعد كل ده، هما الاتنين كانوا حلوين بطرقهم الخاصة. أليسون كان شعرها أحمر نار وخدودها زي التفاح. فيفيان كانت جميلة سمرا. شعرها أسود وعينيها كانت زرقا شفافة وحادة. أبوها كان دايماً بيقولها إنها بنظرة واحدة تقدر تخترق قلب أي ولد. للأسف، مفيش ولد من النوع ده ظهر لسه. فيفيان كانت بتتساءل إذا كانت سمعة أبوها كراجل عجوز سكران مجنون ليها علاقة بالموضوع ده. زمان لما جانون كانت في السن، أبوها حاول يبيعها للأوجاردات بيأس عشان يمكن يكون عندها فرصة لحياة أفضل في مدينة مانا. جانون دايماً كانت الأحلى بعينيها البني الدافية، وخدودها الوردية، وابتسامتها الطبيعية اللي فيها غمازات. بس الأوجاردات اللي أبوها كان بيضايقهم ما كانوش بيعرفوا يجروا بسرعة كفاية. "فيفيان؟" صرخت جانون. "دي آخر مرة أفكرك! إحنا في يونيو. الأتوبيسات ما بتمشيش كتير في الصيف، فاكرة؟ يا ريت تتحركي!" "أنا نازلة!" همست فيفيان ردت عليها. "يا ساتر يا رب، جانون، ده مجرد فستان!" "هياخد طول اليوم. لازم تلفتي نظر ابن واحد بنك عشان يسدد كل ديون القمار بتاعة بابا." تنهدت فيفيان. كانت بتأمل إن مرابين الفلوس ما يكونوش بيهددوا يخطفوا واحد من حيوانات العيلة تاني. فيفيان رمت شنطتها على كتف واحد وجريت من الباب قبل ما مامتها تزعقلها عشان فوتت الفطار. يا دوب لحقت الأتوبيس بالعافية. كان فيه أوجارد قاعد في الكرسي اللي قدام بيقلب في جرايد الصبح. لما ما كانوش بيصطادوا بنات صغيرين عشان ياخدوهم مدينة مانا، كان الأوجارد بيشتغلوا مع مسؤولي البلدة، بيتأكدوا إن القوانين اللي بتتعمل جوه المدينة بتتنَفّذ. العنوان الرئيسي في الجرايد كان بيقول: "جرين، المتحدث الرسمي للملك وين، يأمر بإعدام اللورد مورجان بتهمة الخيانة". ما كانش العنوان الرئيسي هو اللي لفت نظر فيفيان. كانت صورة بنت في خلفية لقطة اللورد مورجان المسكين. البنت ما كانتش باينة عليها إنها بتعيط على اللي كان بيصرف عليها، قد ما كانت مرعوبة أوي. غالباً هتتغصب تنضم ليه في القبر. "فيفيان! هنا!" كانت سالين، صاحبة فيفيان من المدرسة. طبطبت على كرسي فاضي جنبها. "إيه الأخبار، يومك الكبير قرب، مش كده؟" "أيوة، بكرة. أنا بس عايزة أخلصه." "عازمة حد مميز؟ زي ولد مثلاً؟" "سالين!" صرخت فيفيان. "إنتي عارفة إني لأ!" "هتعزمي دانيال؟" سألت سالين بضحكة مكتومة. دانيال كان ولد من المدرسة دايماً بيعزم فيفيان على حاجات. البنات التانيين كانوا بيحبوا يرغوا إنه معجب بيها، بس فيفيان كانت شايفه إن ده كلام فارغ. دانيال كان مجرد واحد كويس. كانت سمعته إنه بيساعد. أكيد كان بيشفق عليها عشان هي البنت الوحيدة اللي بتقضي كل وقتها في المكتبة. الإشاعة كانت بتقول إنه كان معجب بأليسون في الحضانة. دلوقتي بعد ما اختفت، دانيال بدأ يهتم بفيفيان بشكل خاص. فيفيان عمرها ما حست إنها كافية تماماً. دايماً كانت بتحس في قلبها إن ابتسامة دانيال كانت أحلى، وضحكته أعمق لما كانت أليسون موجودة. كان فيه أوقات فيفيان كانت بتتمنى لو تقدر تعمل نفسها أليسون عشانه، بس بالرغم من إنها ما كانش عندها أي خبرة مع الأولاد، كانت عارفة - الحب ما بيمشيش كده. يا إما موجود، يا إما لأ. هي ما كانتش توأم روح دانيال - ده أكيد. "مامتي بعتت كمية دعوات كبيرة أوي،" قالت فيفيان وهي بتكشر. "يا رب بس ما تكونش عزمت المديرة!" لفت فيفيان عينيها، وبعدين بصلت للجرنال اللي الأوجارد كان بيقراه وبيعمل صوت. "فيه شخص واحد أتمنى لو كان يقدر يجي - أليسون. هي دايماً كانت بتحب الحفلات." "هي غالباً بتحتفل في مدينة مانا دلوقتي واحنا بنتكلم،" قالت سالين. "ممكن في يوم من الأيام نزورها في القصور الفخمة اللي هناك. أليسون دايماً كانت بتعرف إزاي تشق طريقها لفوق بالملاطفة." ده كان حقيقي. أليسون كان عندها ثقة قوية ما بتهتزش وابتسامة مبهرة تناسبها. أليسون كانت كل حاجة فيفيان ما كانتش فيها. دلوقتي بعد ما اختفت، فيفيان حست كأن جزء منها اختفى في ظلام مدينة مانا معاها. "مش شايفه غريب إننا ما سمعناش عنها بقالنا سنين؟" لوحت سالين بمخاوف فيفيان بعيد. "أه بطلي يا فيفيان. أنا متأكدة إنها كويسة. يا ريت واحد من الأوجاردات يختارني أكون واحدة من الأورلين بتوعهم. أهلي لسه بيتمنوا." سالين بصت للأوجارد باشتياق. "الوقت بيخلص. عيد ميلادي التمنتاشر بعد شهرين." فيفيان كانت بتتساءل إذا كانت هي الوحيدة اللي عمرها ما حلمت إنها تبقى أورلين. هي افترضت إن دي طريقة فاخرة لإيجاد مرافقين للعائلة المالكة في مدينة مانا. بالنسبة لبنت في لويزفيل، إنها تكون أورلين يعني هدوم حلوة، حفلات خرافية، ومجد لعيلتها. لقلة مختارة، كانت بتعني قوة كمان. الأورلين بيختلطوا مع أرقى أعضاء مدينة مانا. كان بيتقال إن حتى الملك وين نفسه بيستشير أورلين قبل كل قرار كبير. فيفيان لسه فاكرة اليوم اللي أليسون جالها دعوتها. ده كان بعد يوم واحد بس من عيد ميلاد أليسون الخمستاشر. جات المدرسة في يوم من الأيام وما بطلتش تبتسم. اتضح إن أوجارد كان مستنيها عند باب المدرسة. أليسون كانت اتختارت تبقى أورلين. عمرها ما كانت هتحتاج تروح المدرسة تاني. في اليوم ده المدرسين حضنوا أليسون كأنها كسبت اليانصيب. كل الناس كانوا عارفين إن الناس المميزين بجد كانوا بيتختاروا بعد ما يبقوا مؤهلين على طول بعد عيد ميلادهم الأربعتاشر. كان فيه كام قصة لناس اتختاروا قبل ما يكملوا ستاشر سنة بشهرين. أما اللي قربوا يكملوا تمنتاشر سنة، فرصة اختيارهم كانت شبه مستحيلة. "يا ترى ليه هما محتاجين أورلين أصلاً؟" سألت فيفيان. "يعني إيه لما بيقولوا إنهم بيدوروا على اللي اتولدوا مميزين؟ لو الشروط صارمة كده، ليه ما يقولولناش بالظبط إيه اللي بيخلي حد أورلين؟" "أنا أعتقد إنهم بيدوروا على أحلى وأطيب الناس،" ردت سالين. "الأورلين عندهم قوة كبيرة؛ هتعوزي حد يعمل اللي فيه مصلحة لباقينا." فيفيان ما عجبهاش الكلام ده. كانت بتتساءل إذا كان شكها ده جه نتيجة إنها عاشت في مدينة مانا زمان أوي، قبل ما أبوها يبقى قمارجي سكران. كانت عارفة إن مش كل حاجة في مدينة مانا كانت واضحة زي النوافير الكتير اللي بتلمع وبتجري فيها. كل الناس كانوا بيتكلموا عن مدينة مانا كأن الهوا هناك مليان دهب متطاير والمواطنين بيتزحلقوا على أجنحة ملايكة. "مش عارفة ليه ما اختاروكِيش يا فيفيان." كملت سالين. "فاكرة القطة التايهة اللي لقيناها ومدعوسة بالعربية؟ إنتي أنقذتيها من الشارع وفضلتي ماسكاها في حضنك لحد ما ماتت. إحنا كلنا كنا خايفين نقرب منها. كان فيه دم في كل مكان، وكانت قذرة أوي. إنتي كنتي شجاعة جداً." شجاعة ما كانتش الكلمة المناسبة للي حصل مع القطة. كان فيه حاجة في الدم والأحشاء ليها تأثير عكسي على فيفيان عن اللي بيحصل لمعظم الناس. كانت بتهديها، وتنضف عقلها، وفي بعض الحالات كانت تقريباً بتثيرها. فيفيان عمرها ما حبت القطط بس القطة اللي كانت بتعاني في الشارع، في اللحظة دي بالظبط وهي بتموت، كانت تقريباً حاجة فيفيان ممكن تحبها. فيفيان كانت بتتساءل إذا كان ده بيخليها ملتوية أو غريبة. يمكن ده السبب إن الأوجارد دايماً كانوا بيلفوا نظرهم ويبعدوا لما يشوفوا عينيها الباهتة اللي زي التلج. كانوا بيبصوا في روحها، وكانوا عارفين – البنت دي مش هي اللي بيدوروا عليها. "دي محطتي!" قالت فيفيان والأتوبيس وقف عند الجزء المزدحم بتاع التجار في البلد. لوحت لسالي مع السلامة ونزلت بسرعة من الأتوبيس. وهي خارجة، خبطت بالصدفة في الأوجارد اللي كان قايم. وقع كومة على الأرض. كان بيشتمها. apparently كان معاه عكاز كان بيستخدمه عشان يثبت نفسه قبل ما هي توقعوله من إيده. قبل ما فيفيان تقدر تعرض عليه تساعده يقوم، سالين كانت نطت من كرسها وبقت جنب الأوجارد. لما شافت إن مفيش كتير تقدر تعمله عشان تساعده، فيفيان رجعت بخجل ناحية المخرج. "آسفة!" تمتمت فيفيان قبل ما تهرب من الأتوبيس. الفستان كان كتلة وردي منفوشة ضخمة. كان باين عليه كأنه اتسرق من دولاب ماري أنطوانيت وبعدين اتمسك في إعصار من الترتر. عمتها سالي كانت فرحانة أوي بفكرة إنها تشوف اختراعها ده على بنت أختها. فيفيان سمحت لنفسها على مضض إنها تتحشر في بحر التل والساتان. وهي واقفة قدام المراية الطويلة في محل فساتين عمتها، حست إنها زي الكب كيك البشري. "إنتي بتتممي التمنتاشر مرة واحدة بس في العمر،" قالت عمتها. "يا ريت بس ألاقي شريطة لايقة لشعرك. هتكوني زي العروسة الصيني." فيفيان عمرها ما تخيلت نفسها عروسة. عمرها حتى ما لعبت بالعرائس وهي طفلة إلا عشان تفكر في طرق مختلفة لتقطيعهم وتتخيل ابتساماتهم المرسومة بتختفي وهم بيواجهوا موت مؤلم. "يا لهوي، الأولاد هيتجننوا!" عمتها سالي قالت بحماس وهي بتطلع كرة ضخمة من الشرايط المتشابكة بكل الألوان الباستيل الممكنة. ناضلت عشان تسحب واحدة بلون الكناري من فوق بس كل اللي نجحت فيه إنها شدّت العقدة اللي في نص كرة الخيط أكتر. صوابعها الكبيرة المعقدة شدت من غير فايدة العقدة الميتة. "خليني أروح أجيب لوري تساعدني." عمتها مشيت عشان تلاقي البنت المتدربة في المحل، وفيفيان سقطت على كنبة مخمل أحمر مهترئة. فيفيان قضت كام دقيقة عينيها مقفولة، بتدعي إنها هتنام وتصحى لما يكون المقاس خلص، والأيام اللي جاية خلصت. مفيش حظ من النوع ده. في الحقيقة، عمتها غابت فترة طويلة أوي، والفستان ما كانش مريح في القعدة. فيفيان قلقت إنها هتكرمش حاجة وعمتها هتضطر تخليها وقت أطول عشان تكوي الحاجة دي. عشان كده، فيفيان قررت إن الأحسن إنها تقلعه. أول ما اتحررت منه، ما كانتش متأكدة إذا كانت هتقدر تقاوم إغراء إنها تتسلل من الباب الخلفي. هتقول لمامتها إن عمتها سالي نسيت الموضوع كله وممكن مامتها تخليها تلبس جينز في الحفلة. فيفيان زحفت من الفستان وعلقته في دولاب عمتها. دخل في مكان بين روب مندرين أخضر وكاب أبيض مبطن بالفرو. دلوقتي، خطة هروبها كانت معاقة بس بسبب إنها ما قدرتش تلاقي الهدوم اللي جات بيها. فين عمتها خدت هدومها؟ فيفيان دورت في الدولاب وكشرت من باقي البضاعة. كان فيه فستان بنفسجي فاتح عليه ريش نعام نيون طالع من الكتاف. كان فيه فستان أحمر بقشرة بومبة بغطاء رأس معمول من راس بايثون. وهي بتبعد عن الدولاب، على الرف، كان فيه قطعة قماش دانتيل لفتت نظرها. سحبتها من تحت كومة شيلان. كان فستان أسود طويل بياقة دانتيل. فيفيان عمرها ما حبت الفساتين، بس لو هتلبس فستان، مش هتكره لبس ده خالص. قررت إن القماش الناعم اللي زي السايل ده كان مغري أوي إنها متجربوش ولو لثانية. فيفيان سحبته فوق راسها، ونزل تماماً على صدرها المتواضع وكتافها الصغيرة. ربطت الشريطة السودا من ورا، واتسعت من عند وسطها. طرفه نزل لحد ركبتها وكان بيتحرك مع كل خطوة ليها. تليفونها بدأ يرن. كانت جانون. "فيفيان! كويسة؟" "أيوة، أنا عند عمتي سالي،" ردت فيفيان. فكرة ساخرة فضلت على شفايفها إذا كان أي حد بيتعرض لاهتمام عمتها ممكن يكون "كويس"، بس حاجة في نبرة صوت جانون خلتها تبطل تهزر. "إيه المشكلة؟" "يا لهوي، فيه حد اقتحم البيت. هددوا ماما! قالوا لو بابا ما دفعش ليهم عشر آلاف دولار الليلة، هيخلوا واحد فينا يختفي. ماما هتموت من الرعب." جانون كانت بتتكلم بسرعة وهي بتاخد نفسها بصعوبة وبعدين نزلت في شهقات بكاء. جانون ما كانتش من النوع اللي بيعيط. أكيد الموضوع ده خطير. "أنا جاية البيت دلوقتي،" قالت فيفيان ودخلت رجليها في أحذيتها السودا. الأتوبيس كان زحمة بسبب زحمة ساعة الذروة. فيفيان انتهى بيها المطاف واقفة في المقدمة ورجليها حوالين شنطة بقالة ست كبيرة في السن. الفستان الأسود كان بيرفرف مع كل هزة زي موجات محيط ليلي. فيفيان بصت للشباك. كان الجو مغيم ومظلم بره. ممكن تمطر قريب. شافت انعكاسها في الإزاز. بنت جدية أوي بعيون باهتة ومحدقة كانت بتبص تاني. الفستان الغامق كان عامل تباين حاد مع بشرتها الباهتة. هي ما كانتش دايماً بنت حزينة كده. أبوها كان راجل كويس زمان. لما كان عندها تسع سنين، حتى جاب وظيفة تدريس مربحة جداً، كان بيدرس لأطفال النخبة في مدينة مانا. حتى إنهم عاشوا في منطقة ريفر واي لفترة بين بيوت كبيرة أوي لدرجة إن ممكن فرقة سيرك كاملة تدخل جواها. فيفيان ما كانتش فاكرة كتير من الطلاب اللي أبوها درس ليهم على مر السنين، واحد بس منهم هو اللي فضل في بالها. بليك ثورن، هو اللي أنهى مسيرة أبوها المهنية. هو كمان كان أقرب أصحابها. بليك ثورن، الولد اللي كان بيصدق في مصاصي الدماء، لو بس ما كانش راح واتقتل على إيد واحد تحت رعاية أبوها، يمكن أبوها كان لسه عنده وظيفة تدريس في مدينة مانا. فيفيان ناضلت عشان ما تلومش بليك على موته. بعد كل ده، هو ما كانش يقدر يعمل حاجة. فيفيان بصت في انعكاسها. شعرها الأسود اللي كان دايماً مفرود، واللي عمتها سالي كانت مثبتّاه ورا ودنها، نزل كيرلي. كانت باينة أكبر، أنثوية أكتر كأنها ممكن تكون حبيبة حد. كانت بتتساءل إيه الإحساس ده. الولد الوحيد اللي قضت معاه وقت لوحدها كان بليك من عيلة ثورن الغنية والسرية جداً. كان عنده اتناشر سنة وقتها، وهي كان عندها تسعة. لما كانوا مع بعض، كانوا بيحفروا عشان يلاقوا آثار في أرض ترابية قديمة مهجورة على حافة ريفر واي. هو كان بيصدق إنها كانت ساحة بحجم استاد كان الناس بتجبر فيها على قتال مصاصي الدماء. مرة، لقى ناب مصاص دماء. فيفيان حاولت تتخيل بليك وهو عنده واحد وعشرين سنة. كان لسه هيفضل مهووس بلبس القمصان الرسمية والأحذية الفاخرة. يمكن لسه هيلبس رباط العنق الأخضر اللي كان لابسه يوم ما مات، واللي كان بلون عينيه. تخيلت ولد طويل، نحيف لكن جسمه متناسق، وشعره أشقر مجعد وعيون زمردية هادية. هيلبس رباط العنق ده مع دبوس عيلة ثورن الدهبي في العقدة بتاعته. خصلة شقراء مجعدة هتقع على عينيه. كانت تقريباً تقدر تشوف انعكاسه الشبح في المراية وهو بيقولها، "فيف، إنتي وعدتيني ما تخافيش. هما مجرد مصاصي دماء ميتين في الآخر. الموتى ما يقدروش يؤذوكي." آه يا بليك، فكرت فيفيان. كنت غلطان أوي. "إحم،" قالت الست اللي فيفيان كانت واقفة على شنطة الكرفس والعيش الفرنساوي بتاعها بشكل خطير. فيفيان كانت غرقانة في أحلام اليقظة بتاعتها لدرجة إنها ما خدتش بالها إنها هرست معظم بقالة الست. "أنا آسفة أوي،" فيفيان قالت بسرعة. "كنت بحلم." "تمام،" الست الكبيرة في السن قالت بلطف. "إنتي حلوة لما بتضحكي. المفروض تعملي كده أكتر." فيفيان كانت مكسوفة أكتر من أي وقت مضى إنها كانت بتبتسم لنفسها وهي بتبص في شباك أتوبيس وسخ. أكيد شكلها كان زي المجنونة. الست الكبيرة ابتسمت بحرارة؛ هي غالباً كانت فاكرة فيفيان لطيفة جداً. "رايحة مكان مميز بالفستان الحلو ده؟" "عيد ميلادي التمنتاشر بعد بكرة،" ردت فيفيان. "عمتي عملت الفستان ده." "آه. فيه ولد مميز جاي الحفلة؟" "لأ،" ضحكت فيفيان. "مفيش خالص." "مفيش؟ حتى في أحلام اليقظة بتاعتك؟" فيفيان وشها احمر. الأتوبيس وقف في الشارع الرئيسي. الست الكبيرة وقفت وجمعت بقالتها. وهي معدية من جنب فيفيان، مالت عليها واديتها ورقة. الست كانت بتضحك أكتر من أي وقت مضى؛ ده بدأ يخوف فيفيان بجد. الست كان شكلها زي القطة الجعانة اللي أخيراً لمحت فأر في مصيدة. "يا حبيبتي، حكايتك الخرافية على وشك تتحقق." "إيه؟" سألت فيفيان. بالإيد اللي ماسكة الورقة الصغيرة، الست شدت فيفيان قريبة وهمست في ودنها. "إنتي شبهها - ليديا." قبل ما فيفيان تقدر تفهم أي حاجة من رسالة الست العجوزة، الست بعتت لفيفيان بوسة واختفت في الضلمة. فيفيان قلبت الورقة. "بموجب هذا، يتم استدعائك لأمر برج اللؤلؤ. يرجى التوجه إلى محطة النور الساعة 8 صباحاً غداً.