موصى به لك

الأقسام

الأفضل شهرياً

    مدينة العوار

    مدينة العوار

    2025, شذى حماد

    ديستوبيا

    مجانا

    نساء وفتيات يتعرضن للأسر ويخضعن لعملية فحص مهين ومؤلمة بجهاز غريب. بعد ذلك، يتم نقلهن إلى غرفة استحمام مشتركة حيث يخف توترهن قليلاً قبل إيداعهن في أقفاص ضمن منطقة واسعة مليئة بالنساء الأخريات. ينتهي الفصل بوصول إيما إلى قفصها وشعورها بالصدمة واليأس. تندرج الروايه تحت الديستوبيا

    إيما

    تجد نفسها فجأة أسيرة في هذا المكان المجهول، تحاول استيعاب الوضع والتفاعل مع الفتيات الأخريات.

    داني

    فتاة شقراء كانت تتحدث بثقة في الشاحنة لكنها تصاب بالهلع عند الفحص، تبدو أنها لديها معلومات سابقة عن المكان.

    بيني

    فتاة كانت تبكي في البداية لكنها تتفاعل بإيجابية مع إيما وتظهر عليها علامات الخوف والألم.
    تم نسخ الرابط
    مدينة العوار

    -  الرواية قد تكون غير مناسبة للبعض
    
    "حمل كامل!" صاح واحد من الزلمة، وهي حسّت روحها تحب صوتَه، حبت كلشي بيه، حبته لأنه عنده هيج شي حلو وجميل ومثالي خلاها تحس بهيج إحساس.
    
    ورا شوية يلا إيما استوعبت إن الشاحنة دتمشي. فتحت عيونها.
    
    لكت روحها بداخل قفص حديدي. داير مدايرها قضبان حديدية رفيعة مسوية شبكة، وبالكُدام اكو باب صغير بيه قفل. بفزعة شافت النسوان الثانيات؛ ستة حسبتهن، كل وحدة بقفصها الصغير. أكثرهن چانن نايمات. البنية اللي بقفصها اللي بصفها چانت تبچي.
    
    تبچي. يا خطية البنية، فكرت إيما، اللي تعاطفت وياها من عالم ثاني بعيد. صدك، السالفة كلها شوية تضحك، فكرت. ليش چانن خايفات هالكد؟
    
    باوعت من خلال الكابينة اللي بالكُدام مال الشاحنة على الجام؛ الدنيا بره چانت كلش ظلمة هسه. اكو ضوء صغير معلك فوك الأقفاص اللي بالورا، يتأرجح رايح جاي ويا حركات الشاحنة على الأرض الممو مستوية. إيما باوعت على وحدة من البنات النايمات؛ شقرة، كلش حلوة وبشرتها ناعمة وصدرها صغير يهتز ويا حركة الشاحنة. إيديها مربوطات ليوره. إيما تساءلت شكد صار لهذن البنات هنا.
    
    البنية اللي على يمينها بطلت بچي شوية بحيث إيما كدرت تحجي شي.
    
    "ها" هذا كل اللي كدرت تفكر بيه.
    
    البنية شمتت وطلعت منها "ها" مبين بيها البچي.
    
    إيما عضت شفتها، ما متأكدة شتحجي.
    
    "أظن كلنا بنفس المركب."
    
    البنية ابتسمت نص ابتسامة ومسحت عيونها. "أي، أظن هيج."
    
    "شنو اسمج؟" سألت إيما، ودارت جسمها حتى تواجه صفحة قفصها، تحجي ويا البنية الثانية من خلال طبقتين من شبك الحديد.
    
    "بيني."
    
    "ها، أنا إيما."
    
    "شكد صارلج هنا؟"
    
    "أففف،" بيني دارت عينها، "صار، يعني، عشر ساعات."
    
    "صدك تحجين؟"
    
    "لا بس، يعني، أحس هيج. أدري يبين مجنون بس شوية أريد نوصل هسه، تعرفين؟"
    
    إيما شوية عرفت شنو تقصد، بس سكتت. جم وحدة من البنات الثانيات كعدن ومالن على كدام أو جوانب أقفاصهن حتى يسمعن.
    
    "أسمع راح يثرمونه كلنا ويطعمونه للولد."
    
    البنية اللي حجت هيج جانت نظرتها قوية وغاضبة. مبينة قوية بالنسبة لبنية، وإيما شوية خافت منها.
    
    "هاي سوالف فارغة، ومو صدك أصلاً." الشقرة الحلوة كعدت هسه وجانت ترد على البنية الجبيرة. "هم يحتاجونه. بس هم ما... ما يحبونه كلش."
    
    إيما بينها وبين نفسها ما وافقت. إذا الزلم يستمتعون بالجنس نص ما هي استمتعت، مستحيل يكرهون النسوان.
    
    "هم ما يكتلونه، ولا أي شي من هذا القبيل."
    
    "أيي؟ وشلون عرفتي، داني؟"
    
    الشقرة الحلوة اللي اسمها داني دارت وجهها وهي جاثية على ركبها وباوعت على البنية الجبيرة نظرة كلش حادة.
    
    "لأن أختي چانت نسوية، وصارلها أشهر هناك. زرتها أول ما فتح وشفت شلون الوضع."
    
    "أختج چانت نسوية؟" بيني اختنكت. "هاي السالفة كلها بسببهم!"
    
    "السالفة أعقد، يعني، بس... مو هيج بالضبط."
    
    جم بنية هزن راسهن، والباقيات باوعن بنظرات شك وحدة على الثانية ودارن ظهرهن لداني. إيما ما اهتمت أخت داني شمسوية. أرادت تعرف أكثر عن المجمع.
    
    "شلون الوضع هناك؟"
    
    داني دارت راسها الحلو على إيما.
    
    "يعني، تعرفين. عندهم هواي أقفاص وكلها مصفوفة ثلاثة فوك ثلاثة، والصفوف تمشي، يعني، للأبد. الصفوف على الجانبين مال هاي الممرات الطويلة، كل واحد بيه مرة. تقريباً نفس حجم هاي الأقفاص."
    
    إيما باوعت داير مداير قفصها. حاولت تمد رجلها كلها؛ ما كدرت إلا إذا كعدت شوية. هم ما كدرت تمد إيديها كلها على الجوانب.
    
    "هواي نسوان هناك." كالت داني وهزت كتفها، تراقب إيما شتسوي.
    
    بيني حجت بسرعة.
    
    "اكو أحد يعرف إذا راح يخلون نسوان يبقون بره المجمعات؟"
    
    ولا وحدة من البنات جاوبت. كلهن يعرفن الحقيقة، بس محد راد يحجيها.
    
    "ها..." البنية اللي على يسار إيما، اللي إيما ما انتبهت عليها كاعدة إلا هسه، حجت، "... تظنين ولد من، يعني، من هاي المنطقة يجون للمجمعات؟"
    
    "أكيد،" داني هزت راسها وهي تكعد متربعة، وإيما لكت صعوبة ما تباوع مباشرة على مهبلها، "الولد من المدرسة اللي رحتلها دائماً يروحون للمجمعات. أنتِ رحتي لثانوية شافتبري، مو؟"
    
    "أي."
     
     
     
     
     "تعرفين هذول الزلم اللي يكرهون النسوان، اللي جان عندهم فد جروب بالمدرسة؟ ذولة كل وكتهم يروحون يعذبون البنات."
    "أوه..." كالت البنية اللي على يسار إيما، "هذا مو..."
    "اللي جنتي تفكرين بيه؟" داني غمزت. "لا تخافين، اكو من هذا الشي هم."
    فجأة إيما استوعبت البنية شتحجي. شنو لو هي، إيما، يجيها واحد من الولد اللي جانت معجبة بيهم بالمدرسة؟ يا إلهي... توني! شنو لو هو يجي؟ تخيلته بداخلها وما كدرت إلا تحط إصبع بين رجلينها.
    الشاحنة وكفت فجأة بنفس اللحظة. إيما سحبت إيدها بسرعة لمن انفتح باب الشاحنة والزلمة الاثنين اللي اجوا لبيتها، وياهم كم واحد ثاني، صعدوا جوه وبدوا يفتحون الأقفاص ويسحبون البنات ليبره، من إيديهن، رجليهن أو حتى شعرهن. ولد أبو حب الشباب باوع من بين قضبان قفص إيما وصفر من خلال جهاز تقويم الأسنان مالته.
    "وووه! هاي درجة أولى!"
    "يلا بسرعة، يا صغير."
    الولد اللي اسمه سكويرت فتح قفصها وسحبها ليبره، بسهولة شالها على جتفه. شافت كاع الشاحنة تحولت لبلاطات كونكريت. لسبب ما هي بس استرخيت وخليته يشيلها. هذا الشي اللي كل ذرة بجسمها جانت تكوللها تسوي.
    رجلها طخت بالكاع، واحد لزم جتفها ودارها بحيث صارت تباوع على ظهر راس بنية ثانية. راس إيما مال ليوره وهي تباوع ليجوه، شافت سماء الليل. "ماكو نجوم،" فكرت بحزن.
    وبعدين ضربتها. "هاي مو السما!" بناية المجمع تمشي وتمشي وتمشي، هواي طوابق ليجوه، وعريضة كلش، بعرض ملعب كرة قدم. جانت أبعد من الضخامة، وماكو غير جدران كونكريت رمادية.
    عيون إيما رجعت للكاع. بالكُدام كدرت تشوف بابين دخول كبار وضوء جوه. صف النسوان اللي جانت بيه هسه دياخذوهن ليجوه. هي جرت رجلها بطاعة.
    واحد رجال مشى رايح جاي بالصف، كله لابس أسود وأحمر وشايل لافتة مكتوب عليها "جمعية مناهضة المرأة"، وعليها رمز الذكر وبداخله قبضة إيد. جان يصيح على كل مرة بالدور وهو يفوت.
    "هذا اللي تستحقونه!" كال بصوت عالي وقاسي والنسوان دنكن ورجفن. "هاي النتيجة النهائية والمطلقة لجريمة الأنوثة! دونية العقل والجسم والأخلاق ما يصير نتسامح وياها، لازم نكرهها! كلكم وسخ، ما تسوون شي، نفايات مثيرة للشفقة!"
    
    "يا عمي،" سمعت إيما صوت رجال مألوف يكول، "صدك لازم ندخل ذولة المخابيل؟"
    باوعت بطرف عينها على الزلمة الاثنين اللي لزموها يحجون واحد ويا الثاني، اثنينهم متجين على السياج اللي داير بالمجمع ويدخنون.
    "أوامر المدير. الظاهر يتفاهمون ويا ذولة المخرفين."
    الرجال الأشقر شخر. إيما جزت على سنونها وغمضت عينها لمن الرجال اللي يكره النسوان فات من يمها. حست تفلته طخت بوجهها وسمعته يصفك البنية اللي وراها على راسها.
    "هذا المستقبل اللي تستحقونه، مستقبل ما بيه شي! هاي مكافئتكم الوحيدة!"
    إيما فرحت لمن أخيراً صارت جوه المجمع، بعيدة عن صياح الرجال الغاضب. جوه جان دافي، وهي جانت كلش بردانة وبس قميصها عليها. الجدران جانت شوية فارغة، واكو هواي بايبات تمشي داير مداير. ما يبين المدخل الرئيسي، أكثر يبين مكان ينزلون بيه البضاعة بمخزن. "أوه،" فكرت إيما، "أنا البضاعة."
    لمن صوت الرجال اللي يصيح خفت، إيما سمعت صياح ثاني، أعلى نبرة. كدام الصف جانوا يتوجهون لفد غرفة مكتوب عليها "قفل المهبل". كدرت تشوف من الشباك؛ بنية كاعدة على كرسي حديدي غريب ورجليها مرفوعة ليجوه بشي مثل الركابات، وتصرخ بكل صوتها والزلمة يسوون شي بين رجلينها. ورا كم دقيقة سحبوها من الكرسي ودفعوا بنية ثانية بمكانها. الزلمة تحركوا بين رجلين هاي البنية، بدوا يسوون شي والصياح رجع من جديد.
    شي كاله الرجال اللي يكره النسوان ظل يرن براسها. جريمة الأنوثة.
    رجلين إيما جانن يرجفن من البرد والخوف وهي تقترب من كدام الصف. داني جانت البنية اللي كدامها، وهسه ما تشبه نفسها بالشاحنة أبداً. جانت هادئة، تبين أقصر شوية. إيما كدرت تشوفها ترجف هم.
    لمن داني وصلت لكدام الصف، ارتبكت. ركضت على الزلمة الاثنين اللي لابسين معاطف بيضاء طويلة وهزت راسها، تتوسل، لازمة إيد الرجال.
    "أرجوكم، أرجوكم ما أريد، ما أريد أرجوكم، أرجوكم ما يحتاج تسوون هيج."
    إيما فكرت الدكتور - أو مهما جان، الرجال اللي لابس معطف المختبر ونظارات وشعره بدا ينحسر - يبين كلش هادئ. جان يطبطب على جتف داني ويكول، "كلشي زين، كلشي زين. يلا هسه."
    "لا، لا أرجوكم لا - لا..." داني جانت بحالة يرثى لها، تهز براسها بالغرفة، مبين تريد تهرب بس تعرف ما عدها مكان تروحله. لمن الزلمة الاثنين لزموا فخذها ورفعوها ليجوه، جانت بعدها تحتج، تهز براسها. حطوها بالكرسي وربطوها، فتحوا رجلها كلش وياهن هم قفلوهن.
    
    
    
    
    إيما باوعت على الدكاترة لمن حطوا كُلّابات كهربائية على شفرات مهبل داني ونطوها صعقة. داني صرخت أعلى من أي بنية ثانية، بحيث إيما اضطرت تغطي أذانها. بعدين طلعوا فد شي معدني مثل الكمثرى المكلوبة، وبدوا يدخلوه بمهبل داني. كل ما يدفعوه شوية ليجوه يدورون فد قرص بالقاعدة وينطون داني صعقة ثانية. كل مرة تصرخ، تتوسل، تستعطف، بس هم يستمرون.
    لمن دخل كله لجوه - وإيما باوعت عليه يغوص مثل فيلم مو زين ما تكدر تبطله - حطوا سلسلة طويلة بالقاعدة، فتحوا داني من الكرسي وجروها ليجوه. كادت تنهار لحد ما واحد من الدكاترة وداها للجهة الثانية من الغرفة. هي جرت رجلها ورا الدكتور اللي جرها بالسلسلة.
    إيما بلعت ريكها بصعوبة. الدكتور الباقي باوع من فوك نظارته عليها بنظرة طيبة، بس بيها استعلاء.
    "راح تكونين مثلها؟"
    
    إيما هزت راسها. "شكو بيه؟!"
    الدكتور نزع قميصها ورماه على صفحة. حط إيد بين رجلها - هي انتفضت لمن لزم مهبلها بسهولة - والإيد الثانية على جتفها، ورتبها بالكرسي. ربط رجلها ليجوه بس إيدها لا. "أنا بنية زينة،" فكرت.
    الكُلّابات اجت أول شي وقرصت كلش قوي بحيث إيما فكرت راح تصرخ بس من هذا الشي. بعدين الصعقة، وبسرعة رجعت للساحة تنضرب بمسدس الصعقات. لمن الفد شي المعدني دخل بيها، قوس ظهرها وحست رجلها ترجف.
    الألم جان مو طبيعي. صرخت كلش قوي بحيث حست طعم التقيؤ بحلكها. جان أسوأ، صدك أسوأ، من مسدس الصعقات. جانت متأكدة راح يشكها نصين، راح تنكص نصين، وفجأة استوعبت أول شي فكرت بيه هو إنها بعد ما راح تحس برجل بداخلها...
    خلصت. باوعت ليجوه وشافت القرص الصغير وبي فد حلقة معدنية طالعة بين رجلها. الدكتور شبك السلسلة بيها، فتح رجلها وساعدها تكوم، ومسح البقايا من وجهها. بعدين جرها شوية وانطى سلسلتها للحارس.
    الغرفة اللي وراها جانت أكبر بهواي، وبكل السقف اكو رشاشات مال مي. جانت ترش مي حار قوي، ينزل مثل مطر دائمي. هواي نسوان جانن بهاي الغرفة، ومن صراخ من الألم قبل ثواني صارن كلهن يضحكن، يركضن بالدافي، يحسن بيه يروح البرد من جلدهن. إيما ما كدرت تبطل تباوع على كُلّياتهن، من كل وحدة طالعة الحلقة والقرص المعدني الصغير. قضبان أفقية طويلة جانت على جوانب الجدران المبلطة مال غرفة الدوش. الحراس ربطوا سلاسل قفل المهبل بالقضبان وتركوا النسوان يغسلن نفسهن. إيما فركت جلدها بخجل، تشوف بنات ثانيات يرشن مي وحدة على الثانية ويضحكن، يسولفن على أي شي ويعزّن اللي بعدهن متألمات.
    جان فد نوع من الراحة لمن شافت بيني طلعت من غرفة قفل المهبل. حارس جر سلسلتها وعلكها على القضيب اللي بصف إيما.
    "ها، هم!" كالت إيما.
    بيني جانت تبين كلش تعبانة من الألم، بس أول ما المي طخ بيها مبين فرحت. ورا كم دقيقة كأن ما صاير شي، مع إن إيما حست بنبض مستمر بين رجلها.
    "جنت كلش كلش كلش بردانة بره!" بيني صاحت فوك صوت المي اللي يجري وصراخ وضحك البنات، "صدك ما حسيت برجلي!"
    "أدري، أنا هم!" إيما حست روحها ارتفعت. بيني فركت نفسها كلها وبعدين مشن سوية على طول صف القضبان، سلاسلهن تخليهن على بعد كم فوت منه، لحد ما وصلن للجهة الثانية وين جانوا ينتظرون حراس أكثر.
    لمن طلعن من غرفة الدوش لكتهن نفخة هوا حار يدخن يبسهن للعظم بثواني. أول ما طخ إيما صرخت، وبعدين حست بالشعور الحلو يمر عليها. هي وبيني جانن يضحكن ويسولفن مثل صديقات قديمات بينما رجال وداهن بممر بسلاسل قفل المهبل مالتهن.
    بطلن يسولفن بثانية ما دخلن منطقة الأقفاص. جناح واحد، بطابق واحد بمجمع واحد، بان لإيما كأنه يحتوي على كل نساء العالم. الأقفاص جانت، مثل ما كالت داني، مصفوفة ثلاثة فوك ثلاثة على جدران متقابلة مسوية فد شارع مال أقفاص يستمر ويستمر بالمسافة. إيما بالكوة حجت وهي تباوع عليه؛ بان كلش مستحيل إن أي واحد يكدر حتى يبني هذا...
    النسوان اللي فاتن من يمهن كلهن يبين عليهن النعاس، شوية بائسات، بس هواي منهن جانن يسولفن، كم وحدة حتى جانن يضحكن. هواي أقفاص جانت فارغة بس مكتوب عليها اسم مرة ورقم تسلسلي. بعدين اكو اثنين ما بيهن اسم ولا رقم تسلسلي. إيما حست إيد دفعت راسها ليجوه.
    صارت جوه القفص قبل ما تستوعب شديصير. بيني حطوها بالقفص اللي بصفها - كلب إيما طفر - وبعدين انطبكت أبواب القفص الاثنين بقوة. إيما حست فجأة بنوبة هلع، كأنها مسوية فد غلط فظيع، وبعدين كالت لنفسها إن الأمر مو بيدها أبداً. التفكير بهيج شي ساعدها، بطريقة ما.
    إيما رجعت راسها على الجدار اللي ورا وحست بيه ينزلك. دارت باستغراب وبعدين شافت اكو لوحة ورة، وراها كدرت تشوف تواليت صغير. روحها ضعفت؛ راح تضطر تسويها، كدام الكل؟
    "لا تخافين،" كال صوت نسائي من جهتها اليمنى، "تكدرين تدخلين وتسدين الغطاء. الشي ينختم زين. بس لا تقفلين على روحج جوه، راح تختنكين."
    المرة اللي حجت جانت بشرتها سمراء، عيونها زرق فاتحة وجسمها رشيق ومشدود. إيما استوعبت راح تضطر تتعود تشوف نسوان ما تعرفهن عاريات تماماً من أول مرة تلتقي بيهن.
    "ها، أنا جيزيل." كالت البنية.
    "بيني." كالت بيني.
    "أنا إيما."
    "زين بنات،" كالت جيزيل برفعة حاجب باردة وهي تباوع فوك وجوه على صفوف الأقفاص اللي ما تخلص، "جان خوش وكت، بس أظن سالفة 'النسوان' هاي؟ تقريباً خلصت."
    
    

    الروايه الصينيه ما بعد نهايه العالم

    ما بعد نهايه العالم

    2025, هاني ماري

    خيال علمي

    مجانا

    عالم اجتاحته فجأة شقوق سوداء في السماء وحشرات غريبة تحول البشر إلى وحوش، تجد شيا ياو نفسها في صراع مرير من أجل البقاء بعد فقدان والديها بطريقة مروعة. تحملها رغبتها الأخيرة في العثور على أخيها عبر مدينة تعج بالفوضى والمسوخ، وتواجه في طريقها أهوالاً تفوق الخيال وتحديات تهدد بتحويلها إلى نفس الكائنات التي تحاربها. تتأرجح الرواية بين مشاهد الرعب والعنف المروع وبين لحظات إنسانية يائسة

    شيا ياو

    تجد نفسها فجأة في عالم مرعب بعد ظهور الشقوق وتحول والديها. تبدو مصممة على البقاء على قيد الحياة والعثور على أخيها الأصغر. تظهر شجاعة وقدرة على التصرف في المواقف الصعبة.

    الأب شيا

    يظهر كرجل محب لعائلته ولزوجته تحديداً. يصبح ضحية للتحول إلى وحش ويقتل والدة شيا ياو قبل أن تقتله ابنته.

    شياو روي

    يقيم في سكن مدرسي خارج المنزل. يبدو قلقاً على عائلته ويتواصل مع أخته عبر الهاتف. مصيره وموقعه الحالي غير واضحين تماماً بعد الفوضى التي اجتاحت المدينة.
    تم نسخ الرابط
    بنت قويه

    "في الأيام الأخيرة، أصبحت الشقوق السوداء التي تظهر بشكل غير مفهوم في السماء حديث الساعة بين البشرية جمعاء. ويسعدنا اليوم استضافة عالم الفيزياء البروفيسور جيا..."
    
    في غرفة المعيشة، كانت أصوات التلفزيون تتسلل إلى غرفة نوم هاروكا عبر الباب الموارب.
    
    وضعت الرواية التي كانت تقرأها ونظرت من النافذة المشرقة.
    
    الطقس اليوم جميل جداً، ولا توجد حتى سحابة بيضاء واحدة في السماء الزرقاء الصافية.
    
    لكن - على الجانب الأيسر من السماء، كان هناك شق أسود نحيل معلقاً فجأة.
    
    لقد مضت ثلاثة أيام منذ ظهوره، واكتشفه الناس عندما بدأت السماء تضيء قليلاً.
    
    عم الذعر العالم بأسره.
    
    الآن، المسؤولون يكتفون بطمأنة الناس في الأخبار الرئيسية قائلين: وفقاً لبحوث الخبراء، لم يكن لهذا الشق أي تأثير على حياة الإنسان - وذلك لتهدئة قلوب الناس.
    
    ومع ذلك، على الإنترنت، تعج التعليقات السلبية.
    
    النهاية قادمة، الأرض على وشك الدمار، الكائنات الفضائية تغزو... كل أنواع التصريحات تقلق عقول الناس.
    
    وقد أدى ذلك بشكل مباشر إلى ارتفاع الأسعار بشكل كبير، وحتى كيس النودلز الذي كان يباع بريالين أصبح الآن بخمسة ريالات.
    
    قامت شيا ياو أيضاً بتخزين بعض الأشياء في المنزل، بشكل أساسي الأرز والبسكويت المضغوط، وصندوقين من المياه المعدنية.
    
    لكن على الرغم من ذلك، فإن الأشخاص الذين يجب أن يذهبوا إلى العمل ما زالوا يذهبون، ولم يتغيب أي من الذين يجب أن يذهبوا إلى المدرسة.
    
    خفت صوت التلفزيون في غرفة المعيشة قليلاً، ثم سمع صوت شيا مو.
    
    "يا لاو شيا، عد بسرعة بعد العمل. الوضع غير آمن للغاية. لقد قيل في التلفزيون إن هناك عدة عمليات سطو في مدينة سي! أيضاً، تذكر أن تأخذ إجازة غداً، لنذهب لإحضار روي من المدرسة..."
    
    كانت تتصل بوالد شيا. شقيق شيا ياو الأصغر في السنة الثانية من المرحلة الإعدادية وفي هذه المدينة، لكن المسافة بين المنزل والمدرسة طويلة جداً، لذلك سمحت له بالإقامة في الحرم الجامعي، ولا يعود إلى المنزل إلا في عطلات نهاية الأسبوع.
    
    تمنت شيا ياو أن يعود. هذه المرة لم يكن الأمر كاذباً مثل تصريحات نهاية العالم السابقة. كان هناك بالفعل شق في السماء لا يمكن تفسيره بالعلم. إذا حدث خطأ ما بالفعل، يجب أن تبقى العائلة مطمئنة معاً.
    
    في حوالي الساعة السادسة مساءً، عاد الأب شيا من العمل وجلب معه وردة كالعادة. قال بيأس: "لا يمكنني طلب إجازة. هناك الكثير من الأشخاص الذين يطلبون إجازات مؤخراً، والشركة تعاني من نقص في الموظفين."
    
    أخذت الأم شيا الزهرة. توجهت إلى طاولة الطعام لتغيير الزهرة التي كانت موضوعة في اليوم السابق، وقالت: "إذاً سأذهب بنفسي. سأستقل الحافلة فقط."
    
    "يا، اتصل به ودعه يعود بمفرده. إنه في السنة الثانية من المرحلة الإعدادية، وليس طفلاً."
    
    هزت الأم شيا رأسها: "هذا غير ممكن، ألم تشاهد الأخبار؟ الوضع فوضوي في كل مكان."
    
    "إذاً دعي آياو ترافقك، لا أطمئن عليكِ بمفردك."
    
    نظرت الأم شيا إلى غرفة ابنتها. "كانت تعاني من دوار الحركة الشديد..."
    
    وبينما كانت تتحدث، انفتح الباب الموارب، ووقفت شيا ياو عند الباب وقالت: "لا بأس يا أمي، لنذهب معاً."
    
    عندما رأت الأم شيا أنها قالت ذلك، أومأت برأسها وقالت: "حسناً، سأذهب لأطبخ أولاً، سأتصل بأخيك لاحقاً، وسنذهب مبكراً صباح الغد."
    
    خلع الأب شيا معطفه ووضعه على الأريكة، وحكّ منطقة صغيرة حمراء باهتة على ظهر يده. وأشار: "بالمناسبة، ظهرت بعض الحشرات الصغيرة من العدم اليوم، ولدغتها مؤلمة. عندما تخرجون غداً، ضعوا بعض الكولونيا أو شيئاً من هذا القبيل للوقاية."
    
    توقفت الأم شيا وسألت مستفسرة: "?? لدغة حشرة؟ ألن تكون هناك مشكلة، أليس كذلك؟"
    
    "لا شيء، لقد لدغته، والكثير من الأشخاص في شركتنا تعرضوا للدغ، وبعضهم فحص الأمر، ولم يجدوا أي سم."
    
    قال الأب شيا: "كان الأمر مؤلماً قليلاً عندما لدغتني، لكن بعد ذلك شعرت بحكة فقط، تماماً مثل لدغة البعوض."
    
    ارتياحت الأم شيا عندما سمعت أنها غير سامة، وأشارت إلى اتجاه غرفة النوم: "هناك مرهم في الرف الأول من المنضدة الجانبية على اليسار. إذا شعرت بالحكة، اذهب ودهن منه."
    
    عادت شيا ياو إلى الغرفة وشغلت الكمبيوتر، ورأت موضوعاً بعنوان "حشرات غير معروفة تلدغ الناس" ظهر في قائمة المواضيع الأكثر بحثاً.
    
    الحشرة الموجودة في الفيديو أصغر قليلاً من البعوضة. لونها أحمر داكن بالكامل، ولها أجنحة طويلة ونحيلة، وأربعة أرجل، وعينان مركبتان سوداوان بارزتان.
    
    هناك آراء مختلفة على الإنترنت. الرأي الرسمي هو أنها مجرد سلالة متحولة من البعوض. وبعد الاختبار، تم التأكد من أنها غير سامة. ويأملون ألا يذعر الجميع وإغلاق الأبواب والنوافذ.
    
    وهناك أيضاً تقارير من الشرطة تفيد بأنهم سيعاقبون بشدة أولئك الذين ينشرون الشائعات ويثيرون المشاكل. ويرجى عدم الانسياق وراء التيار بشكل أعمى.
    
    ذكرت بعض الحسابات الرسمية في مناطق مختلفة أنها ألقت القبض على عدة أشخاص نشروا الشائعات، وأرفقت صوراً لأولئك الأشخاص.
    
    بسبب هذا الإجراء، لم يعد عامة الناس الذين كانوا تواقين لمناقشة هذا الأمر يجرؤون على نشر تخميناتهم على الإنترنت بشكل عشوائي.
    
    حتى نشر شخص نصاً يقول فيه إنه رأى مجموعة من الحشرات الكثيفة تطير من شق أسود في السماء من خلال تلسكوب قوي.
    
    لم يعد بالإمكان السيطرة على الوضع.
    
    
    
    
    أغلقت شيا ياو صفحة الويب، وشعرت بقلق مبهم.
    
    إذا كانت الحشرات قد طارت حقاً من الشقوق، فأخشى...
    
    ربما كانت قد تعرضت لغسيل دماغ بسبب الأقاويل المنتشرة على الإنترنت، لكنها شعرت بالفعل بأن نهاية العالم قادمة.
    
    عبست بقلق - لقد لدغ والدها ذلك النوع من الحشرات. لن يحدث شيء سيء، أليس كذلك؟
    
    أثناء العشاء، بدأ الأب شيا في حك ظهر يده مرة أخرى دون أن يأخذ قضمتين.
    
    ألقت شيا ياو نظرة ورأت أن قطعة من الجلد على ظهر يده قد خُدشت، وخرج منها كمية صغيرة من الدم.
    
    لاحظت الأم شيا أيضاً وقالت بقلق: "لماذا تحكه هكذا؟ لا، لنذهب إلى المستشفى لنرى؟"
    
    "لا بأس"، سحب الأب شيا يده وأكل قضمتين من الأرز، وقال: "مجرد حكة. لم تعد تحكني بعد الآن."
    
    "سأضع لك بعض الدواء بعد قليل"، قالت شيا مو، وأعطته عوداً من عيدان الطعام.
    
    "الآن يباع لحم الخنزير بخمسين يواناً للقطعة الواحدة"، قالت، "لا تشتريه وتنفق المال مرة أخرى. وفر قليلاً من المال واشتر المزيد من اللحم للطفلين."
    
    قال الأب شيا بابتسامة: "عائلتنا ليست غنية، لكن لا ينقصنا المال لشراء وردة. في ذلك الوقت، عندما تزوجتيني، ألم تقولي نعم، سأجني المال لأشتري لك الزهور لبقية حياتي؟"
    
    نظرت الأم شيا بسرعة إلى شيا ياو ثم حدقت في زوجها: "الطفل هنا، ما هذا الهراء الذي تقوله؟"
    
    في الليل، تزايدت الأخبار عن لدغات الحشرات، وكانت تحدث في جميع أنحاء العالم.
    
    تزايد شعور شيا ياو بالقلق.
    
    كانت مستلقية على السرير تتقلب، تهتم دائماً بيد والدها الملدوغة في قلبها، وتخشى حدوث شيء سيء.
    
    في هذه اللحظة، اقتربت منها حشرة صغيرة بصمت في الظلام، قليلاً قليلاً، سقطت على صيوان أذنها بخفة الغبار، ثم فجأة!
    
    شعرت شيا ياو فجأة بألم حاد ينبعث من صيوان أذنها اليمنى، كما لو أنها وخزت بشدة بإبرة.
    
    أدركت بسرعة ما هو الأمر، وسرعان ما مدت يدها وصفعتها.
    
    أُضيء المصباح بجانب السرير، وألقت نظرة على يدها اليمنى - كانت هناك حشرة حمراء مسطحة عليها، بالضبط ذلك النوع من الحشرات الغريبة غير المعروفة.
    
    الألم في الأذن يتلاشى تدريجياً.
    
    لمست شيا ياو أذنيها، باستثناء الألم الشديد، لم تستطع أن تشعر بأي شيء غريب.
    
    كيف دخلت؟ ألم تُغلق الأبواب والنوافذ؟ هل هذا الشيء ضار بالبشر؟
    
    لقد لدغتني أنا أيضاً، ماذا عن أمي؟
    
    كانت تفكر في النهوض وإلقاء نظرة، لكنها سمعت فجأة صرخة حادة قادمة من خارج النافذة!
    
    الصوت بعيد من هنا، لكن الذعر واليأس المختلطين فيه كانا واضحين جداً!
    
    توقف نبض قلب شيا ياو فجأة.
    
    نهضت، وهرعت إلى غرفة النوم الرئيسية، وطرقت الباب بقوة، وصرخت: "أبي، أمي، استيقظا بسرعة، يبدو أن شيئاً ما حدث!"
    
    في جملتها القصيرة، تبعتها عدة صرخات أخرى متتالية قادمة من اتجاهات مختلفة.
    
    أحدهم بدا... يبدو أنه قادم من منزل العم ليو المقابل.
    
    "يا لاو شيا، ما الذي يحدث بالخارج؟"
    
    جاء صوت الأم شيا، ولم يصدر سوى نقرة خفيفة أضاءت ضوءاً خافتاً عبر شقوق الباب.
    
    ثم، دوى صراخ في الغرفة.
    
    تقلصت حدقتا عين شيا ياو، وفجأة فكت مقبض الباب واندفعت إلى الغرفة!
    
    كان هناك مصباح واحد فقط مضاء في الغرفة. ما رأته للوهلة الأولى كان وحشاً فيروزياً له مخالب على رأسه ونتوءات على جلده.
    
    كان الوحش يرتدي ملابس الأب شيا، وكان ظهره مواجهاً لهذا الجانب، وكان مستلقياً على الأم شيا.
    
    صوت مضغ خفيف كاد أن يغطيه تماماً الصوت الفوضوي بالخارج.
    
    كانت يد الأم شيا اليسرى على السرير، وتحركت أطراف أصابعها قليلاً.
    
    دوى أزيز في ذهن شيا ياو، وأظلمت عيناها فجأة للحظة.
    
    لكنها سرعان ما هدأت. ورأت أن الوحش لا ينوي الالتفات لمهاجمتها، فهرعت إلى المطبخ، وشغلت موقد الغاز، وفكت وعاء زيت الطعام، وأشعلت منشفة، وأمسكت سكيناً حادة بالمقلوب على خصر بنطالها وأخرجتها. ثم استدارت وركضت عائدة إلى غرفة النوم ومعها منشفة مشتعلة وعلبة الزيت.
    
    كان الوحش الذي يرتدي بيجامة الأب مستلقياً بجانب الأم شيا باهتمام، وكان صوت المضغ يأتي من هناك بشكل متقطع.
    
    على الملاءات، ظهر دم مبهر تدريجياً.
    
    عضت شيا ياو شفتها السفلى بشدة، وكتمت أنفاسها، واقتربت بحذر خطوة بخطوة، ثم سكبت زيت الطعام على الوحش!
    
    هُوجِم الوحش، وزأر، وأخيراً تخلى عن الطعام الذي أمامه، ثم استخدم زوج المخالب الحادة للإمساك بها!
    
    في الوقت نفسه، أُلقيت المنشفة المشتعلة عليه.
    
    لامست النيران البيجامة المبللة بزيت الطعام، وامتدت على الفور، واشتعلت في جسد الوحش بأكمله.
    
    عوى بصوت عالٍ من الألم الحارق، واندفع نحو شيا ياو بعنف أكبر.
    
    كانت شيا ياو قد توقعت هذا الوضع منذ وقت طويل، وتدحرجت على الفور إلى الأمام جهة اليسار، وتجنبت الوحش الثقيل بسلاسة.
    
    وبينما كانت تنهض، أمسكت باللحاف الموجود على السرير وغطت رأس الوحش مباشرة!
    
    واستغلت حجب رؤيته، وسحبت شيا ياو السكين الحادة، وأمسكت بمقبض السكين بكلتا يديها، وانتظرت.
    
    
    
    
    
    
    عندما أمسك الوحش باللحاف، صرخت واستخدمت كل قوتها لغرز النصل في محجر عين الوحش!
    
    هنا فقط... العينان هما المكان الأكثر ليونة والأسهل اختراقاً.
    
    توقف زئير الوحش فجأة، وتطاير سائل دافئ كريه الرائحة، أغرق رأس ووجه شيا ياو.
    
    لهثت بشدة، وشاهدت بارتجاف الوحش الذي بدا تماماً مثل والدها يسقط "بصوت مكتوم" أمام عينيها.
    
    ليس هناك وقت للعواطف الآن.
    
    استدارت شيا ياو وهرعت إلى والدتها على السرير، وسحبت الملاءات لتغطية الجرح المروع في رقبتها، وصرخت: "أمي، أمي، تماسكي، سآخذك إلى المستشفى على الفور!"
    
    "عيش... ...انظري، شياو روي..."
    
    قالت شيا مو، التي كانت تنازع سكرات الموت، كلماتها الأخيرة بصوت خافت.
    
    ساد الصمت في الغرفة.
    
    كان لجثة الوحش على الأرض سكين حاد لامع مغروز في عينه اليمنى، وكانت النيران لا تزال مشتعلة، تنبعث منها رائحة حريق كريهة.
    
    كانت الجثة على السرير لا تزال دافئة. كانت مستلقية في بركة من الدماء، وعيناها مليئتان بالقلق على أطفالها.
    
    كان هذان زوجين محبين، قبل وقت ليس ببعيد كانا يتبادلان كلمات الحب أمام ابنتهما.
    
    الرجل الذي كان يجلب وردة إلى المنزل كل يوم بعد العمل أزهق روح حبيبته بيديه، وقُتل على يد ابنته...
    
    كم هو سخيف، كم هو سخيف.
    
    ركعت شيا ياو نصف ركبة أمام السرير، ممسكة بيد والدتها الباردة، وبقيت هكذا لفترة طويلة.
    
    عندما استعادت وعيها، صُدمت عندما أدركت أنها انفجرت بالفعل في البكاء.
    
    لم يكن حتى هذه اللحظة أن بدأ جسدها يرتجف بأثر رجعي. بسبب الخوف، ولكن أيضاً بسبب الحزن.
    
    لتعيش، ابحث عن شياو روي.
    
    كانت هذه آخر كلمة تركتها لها والدتها قبل وفاتها، وكان عليها أن تفعل ذلك.
    
    لكن...
    
    لمست شيا ياو المكان الذي يحكها بشدة في أذنها اليمنى، وابتسمت بسخرية على طرفي شفتيها.
    
    آسفة يا أمي، ربما... لم أعد أستطيع العيش.
    
    
    
    
    
    
    
    يمكن اعتبار شيا ياو شخصاً قوياً.
    
    مسحت دموعها بسرعة، وأخرجت السكين من عيني والدها، ووجدت لحافاً نظيفاً، ووضعت الزوجين جنباً إلى جنب.
    
    أطفأت الأنوار وأغلقت الباب كما لو أنهما كانا نائمين للتو.
    
    ثم، التقطت الهاتف وأجرت مكالمة بأخيها.
    
    انتظرت صوت الصفير لفترة طويلة، وتجمد قلب شيا ياو مع كل صوت.
    
    في اللحظة التي اعتقدت فيها أن هذا الرقم قد لا يرد عليه أبداً، ردت المكالمة أخيراً.
    
    "مرحباً، أختي! كيف الوضع عندكم؟ كيف حال أمي وأبي؟!"
    
    جاء صوت شيا روي القلق من السماعة.
    
    تنفس شيا ياو الصعداء عندما سمع أنه لا يزال يتمتع بحيوية كبيرة.
    
    فكرت للحظة وقالت بنبرة هادئة: "كلنا بخير، لا تقلق. شياو روي، أليس هناك حامية في مدرستك؟ تذكر، عندما يبدأ كل شيء الآن، لا يوجد الكثير من الوحوش في الخارج. إذا وجدت فرصة، اترك المدرسة والحق بالجيش!"
    
    "أنا، أنا... ماذا عنك؟ أختي، أريد العودة إلى المنزل."
    
    "اتبع الجيش أولاً، وسنجدك."
    
    قلق شيا ياو. انقطع الاتصال بسرعة وقال: "شياو روي، احذر من تلك الحشرات والوحوش، واحذر من الأشخاص من حولك. العالم الآن في حالة فوضى، وسيتبدل الكثير من الناس. لا تصدق حتى لو كانوا معارف. احم نفسك وتذكر؟"
    
    بدا رينكس الحساس بشكل طبيعي وكأنه أدرك ما كان صامتاً لبضع ثوانٍ، لكنه قال: "أعلم يا أختي، وكوني حذرة أنتِ أيضاً، يجب أن تأتي إلي!"
    
    "حسناً......"
    
    أغنية حادة قادمة من مكالمة واردة على الهاتف قاطعت كلمات شيا ياو.
    
    ظهرت الكلمات القليلة التي لم تكن ترغب في رؤيتها على شاشة الهاتف - لا توجد خدمة.
    
    أخذت نفسين عميقين، وأبعدت هاتفها وسارت إلى النافذة، تنظر إلى العالم المضاء بشدة في الخارج.
    
    كانت الساعة قد تجاوزت الثانية والنصف صباحاً، لكن المدينة كانت تعيش حيوية غير مسبوقة.
    
    تقريباً كل نافذة يظهر منها ضوء، صرخات الناس طلباً للمساعدة لا تنتهي، عدد لا يحصى من الناس يركضون بجنون في الشوارع، ووحوش بأشكال مختلفة تطاردهم.
    
    السائقون الذين يقودون السيارات تجاهلوا قواعد المرور منذ فترة طويلة. اندفعوا على الطريق وتسببوا في إزعاج كبير للسيارات الأخرى. الجميع عالقون على الطريق. حتى صوت صفارات الإنذار الحاد أصبح جزءاً من الصخب والضجيج.
    
    فجأة، انجذبت بعض الوحوش التي تطارد فرائسها إلى الصفير، ثم اندفعت نحو المركبات القريبة، وصفعت نوافذ السيارة بضربة!
    
    السائق، الذي كان يصرخ عليه قبل لحظات، لم يتمكن إلا من طلب المساعدة، وعضه الوحش في حلقه.
    
    لاحظت شيا ياو أن رجلاً كان يركض توقف فجأة، وهو يمسك بمعدته وينكمش في مكانه.
    
    بدا عليه الألم الشديد، لكن سرعان ما ظهر جناحان أسودان ضخمان لحميان على ظهره!
    
    في الوقت نفسه تقريباً، استدار واندفع نحو البشر من حوله.
    
    المزيد من الناس... يتحولون إلى وحوش واحداً تلو الآخر.
    
    يجب أن يكون لهذا علاقة بوقت لدغة الحشرة. لمست شيا ياو أذنها اليمنى، معتقدة أنها يجب أن تكون قادرة على العيش حتى الصباح.
    
    لا أريد حقاً أن أصبح ذلك النوع من الوحوش المقززة...
    
    تنهدت شيا ياو، وغسلت وجهها في الحمام، وعادت إلى غرفة النوم لتغلق الباب خلفها.
    
    الوحوش لا تبدو ذكية. إذا تحولت، يجب أن يكون هذا الباب المغلق قادراً على إيقافها، أليس كذلك؟
    
    
    
    
    
    
    عندما أمسك الوحش باللحاف، صرخت واستخدمت كل قوتها لغرز النصل في محجر عين الوحش!
    
    هنا فقط... العينان هما المكان الأكثر ليونة والأسهل اختراقاً.
    
    توقف زئير الوحش فجأة، وتطاير سائل دافئ كريه الرائحة، أغرق رأس ووجه شيا ياو.
    
    لهثت بشدة، وشاهدت بارتجاف الوحش الذي بدا تماماً مثل والدها يسقط "بصوت مكتوم" أمام عينيها.
    
    ليس هناك وقت للعواطف الآن.
    
    استدارت شيا ياو وهرعت إلى والدتها على السرير، وسحبت الملاءات لتغطية الجرح المروع في رقبتها، وصرخت: "أمي، أمي، تماسكي، سآخذك إلى المستشفى على الفور!"
    
    "عيش... ...انظري، شياو روي..."
    
    قالت شيا مو، التي كانت تنازع سكرات الموت، كلماتها الأخيرة بصوت خافت.
    
    ساد الصمت في الغرفة.
    
    كان لجثة الوحش على الأرض سكين حاد لامع مغروز في عينه اليمنى، وكانت النيران لا تزال مشتعلة، تنبعث منها رائحة حريق كريهة.
    
    كانت الجثة على السرير لا تزال دافئة. كانت مستلقية في بركة من الدماء، وعيناها مليئتان بالقلق على أطفالها.
    
    كان هذان زوجين محبين، قبل وقت ليس ببعيد كانا يتبادلان كلمات الحب أمام ابنتهما.
    
    الرجل الذي كان يجلب وردة إلى المنزل كل يوم بعد العمل أزهق روح حبيبته بيديه، وقُتل على يد ابنته...
    
    كم هو سخيف، كم هو سخيف.
    
    ركعت شيا ياو نصف ركبة أمام السرير، ممسكة بيد والدتها الباردة، وبقيت هكذا لفترة طويلة.
    
    عندما استعادت وعيها، صُدمت عندما أدركت أنها انفجرت بالفعل في البكاء.
    
    لم يكن حتى هذه اللحظة أن بدأ جسدها يرتجف بأثر رجعي. بسبب الخوف، ولكن أيضاً بسبب الحزن.
    
    لتعيش، ابحث عن شياو روي.
    
    كانت هذه آخر كلمة تركتها لها والدتها قبل وفاتها، وكان عليها أن تفعل ذلك.
    
    لكن...
    
    لمست شيا ياو المكان الذي يحكها بشدة في أذنها اليمنى، وابتسمت بسخرية على طرفي شفتيها.
    
    آسفة يا أمي، ربما... لم أعد أستطيع العيش.
    
    يمكن اعتبار شيا ياو شخصاً قوياً.
    
    مسحت دموعها بسرعة، وأخرجت السكين من عيني والدها، ووجدت لحافاً نظيفاً، ووضعت الزوجين جنباً إلى جنب.
    
    أطفأت الأنوار وأغلقت الباب كما لو أنهما كانا نائمين للتو.
    
    ثم، التقطت الهاتف وأجرت مكالمة بأخيها.
    
    انتظرت صوت الصفير لفترة طويلة، وتجمد قلب شيا ياو مع كل صوت.
    
    في اللحظة التي اعتقدت فيها أن هذا الرقم قد لا يرد عليه أبداً، ردت المكالمة أخيراً.
    
    "مرحباً، أختي! كيف الوضع عندكم؟ كيف حال أمي وأبي؟!"
    
    جاء صوت شيا روي القلق من السماعة.
    
    تنفس شيا ياو الصعداء عندما سمع أنه لا يزال يتمتع بحيوية كبيرة.
    
    فكرت للحظة وقالت بنبرة هادئة: "كلنا بخير، لا تقلق. شياو روي، أليس هناك حامية في مدرستك؟ تذكر، عندما يبدأ كل شيء الآن، لا يوجد الكثير من الوحوش في الخارج. إذا وجدت فرصة، اترك المدرسة والحق بالجيش!"
    
    "أنا، أنا... ماذا عنك؟ أختي، أريد العودة إلى المنزل."
    
    "اتبع الجيش أولاً، وسنجدك."
    
    قلق شيا ياو. انقطع الاتصال بسرعة وقال: "شياو روي، احذر من تلك الحشرات والوحوش، واحذر من الأشخاص من حولك. العالم الآن في حالة فوضى، وسيتبدل الكثير من الناس. لا تصدق حتى لو كانوا معارف. احم نفسك وتذكر؟"
    
    بدا رينكس الحساس بشكل طبيعي وكأنه أدرك ما كان صامتاً لبضع ثوانٍ، لكنه قال: "أعلم يا أختي، وكوني حذرة أنتِ أيضاً، يجب أن تأتي إلي!"
    
    "حسناً......"
    
    أغنية حادة قادمة من مكالمة واردة على الهاتف قاطعت كلمات شيا ياو.
    
    ظهرت الكلمات القليلة التي لم تكن ترغب في رؤيتها على شاشة الهاتف - لا توجد خدمة.
    
    أخذت نفسين عميقين، وأبعدت هاتفها وسارت إلى النافذة، تنظر إلى العالم المضاء بشدة في الخارج.
    
    كانت الساعة قد تجاوزت الثانية والنصف صباحاً، لكن المدينة كانت تعيش حيوية غير مسبوقة.
    
    تقريباً كل نافذة يظهر منها ضوء، صرخات الناس طلباً للمساعدة لا تنتهي، عدد لا يحصى من الناس يركضون بجنون في الشوارع، ووحوش بأشكال مختلفة تطاردهم.
    
    السائقون الذين يقودون السيارات تجاهلوا قواعد المرور منذ فترة طويلة. اندفعوا على الطريق وتسببوا في إزعاج كبير للسيارات الأخرى. الجميع عالقون على الطريق. حتى صوت صفارات الإنذار الحاد أصبح جزءاً من الصخب والضجيج.
    
    فجأة، انجذبت بعض الوحوش التي تطارد فرائسها إلى الصفير، ثم اندفعت نحو المركبات القريبة، وصفعت نوافذ السيارة بضربة!
    
    السائق، الذي كان يصرخ عليه قبل لحظات، لم يتمكن إلا من طلب المساعدة، وعضه الوحش في حلقه.
    
    لاحظت شيا ياو أن رجلاً كان يركض توقف فجأة، وهو يمسك بمعدته وينكمش في مكانه.
    
    بدا عليه الألم الشديد، لكن سرعان ما ظهر جناحان أسودان ضخمان لحميان على ظهره!
    
    في الوقت نفسه تقريباً، استدار واندفع نحو البشر من حوله.
    
    المزيد من الناس... يتحولون إلى وحوش واحداً تلو الآخر.
    
    يجب أن يكون لهذا علاقة بوقت لدغة الحشرة. لمست شيا ياو أذنها اليمنى، معتقدة أنها يجب أن تكون قادرة على العيش حتى الصباح.
    
    لا أريد حقاً أن أصبح ذلك النوع من الوحوش المقززة...
    
    تنهدت شيا ياو، وغسلت وجهها في الحمام، وعادت إلى غرفة النوم لتغلق الباب خلفها.
    
    الوحوش لا تبدو ذكية. إذا تحولت، يجب أن يكون هذا الباب المغلق قادراً على إيقافها، أليس كذلك؟
    
    التقطت الرواية التي لم تنته من قراءتها، ودخلت الفراش بهدوء، منتظرة بصمت قدوم الموت.
    
    عندما بدأت السماء تضيء تدريجياً، شعرت شيا ياو ببعض البرودة في جسدها.
    
    من الواضح أنها كانت جالسة في اللحاف، لكن البرودة لم يمنعها اللحاف على الإطلاق، بل كانت تزداد حدة - كما لو أنها كانت تشع من جسدها.
    
    في أقل من نصف ساعة، تكورت على شكل كرة من البرد، وارتجفت بشكل لا يمكن السيطرة عليه.
    
    بدأ الوعي يصبح ضبابياً، وظهرت بعض شظايا الذاكرة الفوضوية في ذهنها واحدة تلو الأخرى، وأخيراً، بقيت في الصورة المؤلمة للأب شيا وهو يحترق بسبب النيران المتأججة.
    
    كان الأب شيا يحمل سكيناً فضياً حاداً مغروساً في عينيه، وكان الدم المبهر يتدفق أسفل عينيه، ويسحب دمعة دموية طويلة.
    
    مد يديه في النار، وولول إلى شيا ياو: "لقد كنتِ أنتِ، لقد قتلتني... أنا والدكِ..."
    
    فجأة اندفع شعور قوي بالذنب في قلب شيا ياو، وكان فمه مليئاً بالأصوات.
    
    قالت: "أنا آسفة يا أبي، أنا آسفة..." ومع ذلك، شعرت أن هناك شيئاً خاطئاً.
    
    "آياو."
    
    لم تعرف شيا مو متى ظهرت خلفها، مبتسمة وتلوح لشيا ياو.
    
    قالت: "آياو، تعالي إلى هنا قريباً."
    
    رمشت شيا ياو، لسبب ما، فجأة سالت دمعة من عينيها.
    
    "آياو، أنا والدتكِ"، ما زالت شيا مو تبتسم: "تعالي إلى هنا، ألا تريدين أن تكوني مع والدتكِ؟"
    
    خطت شيا ياو خطوة إلى الأمام.
    
    في الثانية التالية، عادت القدم مرة أخرى.
    
    كانت أفكارها مشوشة لدرجة أنها لم تستطع التفكير فيها على الإطلاق. لا أعرف لماذا، لكنها تشعر فقط بأنها غير قادرة على المرور.
    
    بعد فترة، ظهر الأب شيا أيضاً بجانب الأم شيا سليماً، واتكأ الزوجان معاً بمحبة، وهتفا معاً: "آياو، تعالي ورافقينا."
    
    أخيراً، تأثرت شيا ياو بهما.
    
    كانت عيناها ضبابيتين، وسارت نحو الاثنين دون وعي، خطوة بخطوة، تقترب أكثر فأكثر.
    
    أظهر الاثنان على الجانب الآخر ابتسامات أكثر لطفاً ومحبة، وحدقا في شيا ياو بإحكام بأعين مليئة بالتوقع.
    
    في هذه اللحظة، توقفت شيا ياو فجأة، وكانت عيناها واضحتين: "كيف يمكن للوالدين الحقيقيين أن يرغبا في أن يموت أطفالهما معهما؟"
    
    سقط الصوت، وانهار كل شيء أمامه فجأة.
    
    فتحت عينيها فجأة وجلست دفعة واحدة.
    
    ضوء الشمس الساطع والدافئ انبعث عليها من خلال النافذة، مما جعل عينيها مبهرتين بعض الشيء.
    
    مدت يدها لا شعورياً لحجب الضوء، ثم استيقظت - يبدو أنها... لا تزال على قيد الحياة؟
    
    كانت الساعة 3:28 بعد الظهر، والمدينة التي كانت صاخبة لفترة طويلة هدأت أخيراً.
    
    لا يوجد بشر يهربون في الشارع، فقط وحوش بأشكال مختلفة تمشي أو تأكل - الطعام هو بالطبع الجثث الميتة التي لا حصر لها على الأرض.
    
    الإحساس بالحكة الشديدة في أذني شيا ياو اختفى تماماً دون أن يترك أي أثر، كما لو أنه لم يظهر من قبل.
    
    وكان يجب أن يكون قد حان وقت التحول منذ فترة طويلة، لكنها لم تصبح وحشاً.
    
    إذا لم يكن وقت التحول متأخراً، فقد لا يتحول الشخص الذي لدغته الحشرة بالضرورة، وقد يكون آمناً وسليماً؟
    
    عند التفكير في هذا الاحتمال، لم تستطع إلا أن تتنفس الصعداء.
    
    بغض النظر عما سيحدث بعد ذلك، على الأقل الآن، ترى الأمل في العيش.
    
    إذن بعد ذلك، أول شيء يجب فعله هو... الخروج من هنا.
    
    بالاستفادة من حقيقة أن الكارثة قد بدأت للتو، يجب أن يكون الخروج أسهل قليلاً، وإذا تأخرت، فلن تزداد الوحوش إلا.
    
    في ذلك الوقت، لا يمكن إلا أن تحاصر وتموت في هذا المكان.
    
    اتخذت شيا ياو قراراً، وقلبت على الفور حقيبة الظهر، وبدأت في ملئها بسرعة -
    
    نصف كيس من البسكويت المضغوط، وثلاث زجاجات من المياه المعدنية، وجميع الأدوية الموجودة في المنزل، وصورة عائلية.
    
    بعد القيام بذلك، أخرجت عصا البيسبول من غرفة أخيها، وأزالت مقبض السكين الحادة، وربطت النصل بإحكام بأعلى عصا البيسبول بسلك.
    
    بعد التفكير في الأمر، قامت بتثبيت العصا مرة أخرى. على الرغم من أن الرأس متجه للخارج، إلا أن قوة الهجوم يجب أن تكون أقوى بكثير من العصا.
    
    بعد الانتهاء من الاستعدادات البسيطة، التقطت حقيبة ظهرها وسارت إلى البوابة بسلاح.
    
    ألقت شيا ياو نظرة أولاً بعين القطة، ورأت أن الباب المقابل مفتوح على مصراعيه، وكانت هناك آثار حمراء على الأرض، لكن لم يظهر أي وحش في مرمى بصرها.
    
    فتحت الباب قليلاً ونظرت بعناية.
    
    
    
    نوع الشقة هنا هو مصعدان وأربعة منازل في كل طابق. يقع المصعد والدرج على الجانب الأيسر من الممر، لكن منزل شيا ياو يقع على الجانب الأيمن، لذلك إذا أرادت النزول إلى الطابق السفلي، يجب أن تمر عبر ممر كامل.
    
    لكن في هذه اللحظة، هذا الممر الذي نادراً ما يلمسه حتى الجيران... يتجول فيه وحشان.
    
    أحدهما لا يزال يحتفظ بمظهر إنسان، لكنه أصبح أكبر بكثير، وملابسه ممزقة، وكان يمشي هناك عارياً وبلا خجل.
    
    أما الوحش الآخر فبدا أكثر رعباً - سقط رأسه إلى الأسفل، وكان مؤخرة رأسه متصلة بعموده الفقري، ونما وجه ضخم آخر من بطنه السميك.
    
    عندما رأت شيا ياو الوجه على جسده، استدارت العينان السوداوان بحجم كرة تنس الطاولة فجأة ونظرتا إليها مباشرة!
    
    في الوقت نفسه تقريباً، اندفع الوحش نحوها!
    
    دارت أفكار شيا ياو بسرعة في ذهنها، وسرعان ما اتكأت على الحائط بجانب الباب - لم تغلق الباب.
    
    في اللحظة التالية، اندفع الوحش وفتح الباب بقوة كبيرة واندفع إلى داخل المنزل!
    
    عندما رأته يدخل الردهة، دفعت شيا ياو الباب وأغلقته على الفور.
    
    كانت حركة الوحش الضخم الآخر أبطأ بكثير، وحتى هذه اللحظة لم يكن قد اقترب. لذلك فصلهما هذا الباب بنجاح.
    
    لم تكن شيا ياو متأكدة من قدرتها على التعامل مع وحشين في وقت واحد - لا، لم تجرؤ على القول كم هي متأكدة حتى من واحد، لكن كان عليها أن تفعل ذلك.
    
    عندما أغلق الباب، أطلق الوحش الموجود في غرفة المعيشة زئيراً، وفتح الفم الضخم الموجود على بطنه بجنون، وطار نحو شيا ياو!
    
    لم تستطع تفاديه، وخاطرت بحمل عصا البيسبول ولوحت بها مباشرة في عينيه!
    
    بصوت "بوم"، تم اعتراض عصا البيسبول المتأرجحة بسرعة بسهولة بواسطة ذراع الوحش.
    
    لم يبدُ أن تلك الذراع القوية قد تأذت من المسامير الموجودة على عصا البيسبول على الإطلاق، ولم تظهر حتى أدنى علامات الألم.
    
    في الثانية التالية، زأر، وأمسك بعصا البيسبول وسحبها للخلف. القوة الهائلة جذبت شيا ياو!
    
    لم يكن لديها شك في أنه بمجرد سقوطها، فإن الفم الضخم الموجود على جسد الوحش سيعض رأسها بلقمة واحدة.
    
    لكن في هذه اللحظة لم تكن هناك فرصة لها للخروج.
    
    استسلمت شيا ياو للمقاومة وتركت جسدها يسقط نحو فم الوحش الضخم.
    
    عندما رأى الوحش الطعام الذي كان على وشك الوصول إلى فمه، أطلق ضحكة غريبة، وفتح فمه على أوسع نطاق، ولم يستطع الانتظار للإمساك برقبتها بيده الأخرى!
    
    بين البرق والنار، توقفت حركاته فجأة، وانطلقت صرخة رهيبة فجأة من ذلك الفم الضخم!
    
    أمسكت يد شيا ياو بدقة بعين الوحش اليسرى، واستخدمت أصابعها أقصى قوة بلا رحمة، وسحقتها بصوت "بوف"!
    
    في الوقت نفسه، دعمت الوحش بكفها، واستغلت قوتها للتدحرج إلى اليمين - وتوقفت بجانب الخزانة على الجانب الأيسر من الردهة.
    
    هناك زجاجة معطر جو.
    
    الوحش الذي أصبح أكثر عنفاً بسبب الألم الشديد استدار بسرعة وتبعه، ورفع ذراعيه القويتين، وأمسك بها!
    
    
    
    
    
    
    
    بمجرد سماع صوت الرش، خرج الرذاذ الأبيض الكثيف من الزجاجة، ورش على العين اليمنى المتبقية للوحش!
    
    انطلقت صرخة حادة أخرى.
    
    لكن هذه المرة، فقد الوحش بصره، ولم يستطع سوى تلويح ذراعيه بجنون، بحثاً عن أثر شيا ياو في الظلام.
    
    باغتنام هذه الفرصة، التقطت شيا ياو عصا البيسبول بحذر، وفي اللحظة المناسبة، اخترق النصل المربوط بأعلاها عين الوحش اليمنى!
    
    صدر صوت "بف بف" من اللحم، وتطاير السائل الأزرق الداكن الدهني والمقزز على الفور.
    
    لم تجرؤ شيا ياو على التوقف، وبعد سحب النصل، راحت تطعن بجنون في كل مكان عليه مراراً وتكراراً!
    
    لم تعرف عدد المرات التي طعنت فيها، لم ترَ سوى جروح جديدة تظهر باستمرار على جسد الوحش، وتناثر الدماء.
    
    وعندما غطى الجسد كله بالجروح، سقط بصوت "بوم".
    
    أمسكت شيا ياو بعصا البيسبول الملطخة بالدماء ووقفت أمام الوحش المحتضر، تلهث بشدة.
    
    ثم تقدمت وحاولت بكل قوتها إدخال النصل بعمق بين عينيه.
    
    ارتجف جسد الوحش فجأة، وأخيراً مات تماماً.
    
    جلست شيا ياو على الأرض، تحدق في الجثة أمامها للحظة، ثم لاحظت أن يديها ترتجفان بعنف.
    
    أخيراً... الخطوة الأولى نجحت.
    
    ومع ذلك، قبل أن تستريح شيا ياو، دوي تحطم عالٍ خارج الباب ليس بعيداً.
    
    بعد صوتي "بوم بوم"، أظهر الباب المتين المضاد للسرقة أشكالاً محدبة واضحة - يجب أن يكون الوحش بالخارج يتمتع بقوة لا حدود لها!
    
    

    رواية : الممر السري | حكايات المنزل المهجور

    الممر السري

    2025, محمد السيد

    رعب

    مجانا

    في منزل مهجور تسوده الغموض، تجد ولاء وخالد نفسيهما مدفوعين بفضول لاستكشاف أسراره المظلمة. يكشف دخولهما عن صور لعائلة سعيدة وعلامات غريبة، مما يوحي بتاريخ مأساوي ووجود قوى خفية. يزداد الرعب مع اكتشاف ممر سري وأصوات همس تنادي باسميهما، مما يقودهما لمواجهة روح المنزل التي تكشف عن قصتها المؤلمة. تتصاعد الأحداث ليجد الصديقان نفسيهما في صراع لمساعدة الروح على التحرر وإيجاد السلام

    ولاء

    فتاة تتميز بشجاعتها وحبها للاستكشاف والمغامرة. هي التي تقود الأحداث بفضولها وإصرارها على كشف أسرار المنزل المهجور، وغالبًا ما تتغلب على خوف صديقها.

    خالد

    صديق ولاء، وهو أكثر حذرًا وترددًا منها. يظهر عليه الخوف من المجهول والأجواء المرعبة للمنزل، لكنه يظل وفيًا لصديقته ويتبعها على الرغم من مخاوفه، ويشهد تحولًا في شجاعته خلال الأحداث.
    تم نسخ الرابط
    رواية : الممر السري

     الفصل الأول - دخول المنزل المهجور
    
    صور رعب
    ولاء وخالد وقفا أمام المنزل المهجور، ينظران إلى البناء المتهالك الذي يقبع في ضواحي المدينة. كان الظلام يخيم على المكان، والغابات الكثيفة تحيط به من كل جانب، مضيفة جوًا من الغموض والرعب. "هل أنت متأكد من أننا نريد الدخول إلى هذا المكان؟" سأل خالد، صوته مرتعشًا قليلاً. ولاء أجابت بثقة: "بالطبع! هذا ما نبحث عنه منذ زمن. لا تخف، سأكون معك طوال الوقت." خالد أومأ برأسه بتردد، لكن نظرة الحماس في عيني ولاء جعلته يشعر بالطمأنينة قليلاً. مع تنهيدة عميقة، اقترب من الباب الرئيسي للمنزل. ولاء سبقته وضغطت على المقبض، الذي تحرك بصعوبة. الباب انفتح بصرير مخيف، كاشفًا عن ممر مظلم يؤدي إلى داخل المنزل. "بعد أنت," قالت ولاء بابتسامة، وهي تشير إلى الداخل. خالد ابتلع ريقه بصعوبة وتقدم إلى الأمام، وهو يحاول إخفاء ارتعاشه. ولاء تبعته بخطوات ثابتة، مشرقة بالحماس. قطع الظلام داخل المنزل رؤيتهما، لكن ولاء أخرجت مصباحًا صغيرًا وأضاءت الطريق أمامهما. الجدران المتهالكة والأرضية المليئة بالغبار أضفت جوًا كئيبًا على المكان. "انظر إلى هذا!" صاحت ولاء فجأة، مما جعل خالد يقفز مذعورًا. "هناك صورة قديمة على الحائط." خالد تقدم بحذر ليرى الصورة. كانت تظهر عائلة سعيدة - أب وأم وطفلان صغيران - يبتسمون إلى الكاميرا. كان المنزل في الخلفية، وقد بدا وقتها مختلفًا تمامًا عما هو عليه الآن. "تساءلت ما الذي حدث لهم..." قالت ولاء بصوت خافت. "ربما هذا المنزل له قصة مظلمة." خالد أومأ برأسه بحذر. "ربما نحن لا ينبغي أن نكون هنا. هذا المكان يبدو مخيفًا جدًا." "لا تكن جبانًا!" قاطعته ولاء بحدة. "لقد جئنا هنا لاستكشاف الأسرار. لا يمكننا الرحيل الآن." خالد تنهد بتردد ولكنه لم يعترض أكثر. ولاء بدأت في التقدم عبر الممر، وهو اضطر إلى متابعتها على الرغم من مخاوفه. كلما خطوا إلى الأمام، بدا الظلام أكثر كثافة. الأصوات الغريبة التي تنبعث من الغرف المجاورة جعلت خالد يشعر بالقشعريرة. لكن ولاء استمرت في المضي قدمًا بحماس. فجأة، وقفت ولاء في مكانها. "انظر إلى هذا!" قالت بصوت مرتفع. خالد تقدم بحذر ليرى ما الذي لفت انتباهها. على الجدار، كانت هناك علامات غريبة - رموز وأشكال مبهمة محفورة في الخشب المتآكل. "ما هذا؟" سأل خالد بخوف. "لا أدري..." أجابت ولاء، وهي تمر أصابعها فوق العلامات بحذر. "لكن هذا يبدو كإشارة تحذير. ربما هناك شيء خطير في هذا المكان." خالد أحس بالخوف يزداد. "ربما نحن يجب أن نغادر الآن. لا أريد أن أكون هنا أكثر من هذا." لكن ولاء لم تستمع إليه. كانت تتفحص العلامات بشغف، مندفعة إلى الأمام بفضول لا يمكن إيقافه. "انتظري!" صاح خالد، وهو يحاول مسك ذراعها لإيقافها. "لا تذهبي إلى هناك. لا أريد أن أتعرض لأي خطر!" لكن ولاء تحررت من قبضته بسهولة. "لا تخف، سأكون بخير. لا تتركني وحدي هنا." وبذلك، واصلت ولاء التقدم عبر الممر المظلم، وتركت خالد يتردد للحظة قبل أن يتبعها بخطوات متثاقلة، قلقًا على سلامتهما الفصل الثاني - اكتشاف الممر السري
    صور رعب
    ولاء وخالد تقدما ببطء في الممر المظلم، وسط أصوات غريبة تنبعث من الغرف المجاورة. كان خالد يشعر بالرعب، لكن ولاء كانت مندفعة بفضولها للاستكشاف. "هل سمعت ذلك؟" همس خالد بصوت مرتجف. "أنا أعتقد أننا يجب أن نعود إلى الخارج." ولاء ألقت نظرة فاحصة حول الممر. "لا تكن جبانًا يا خالد. هناك شيء ما هنا يجب اكتشافه." قالت بحماس. تابعا المسير حذرين، وفجأة اصطدما بباب خشبي قديم. ولاء دفعته ببطء، مكشوفة عن غرفة مليئة بالأغراض القديمة والصور المتراكمة على الرفوف. "انظر إلى هذه الصور!" صاحت ولاء بإثارة، تقترب من إحدى الصور المتراكمة على المنضدة. "هذه عائلة كانت تعيش هنا من قبل." خالد تردد وقال: "ربما علينا أن نغادر الآن. لا أريد أن أعرف المزيد عن هذا المكان." ولكن ولاء لم تستمع إليه. بدأت تتجول في الغرفة، تفحص كل زاوية بفضول. "انظر إلى هذه العلامات على الجدران!" قالت وهي تمرر أصابعها فوق النقوش الغريبة. "ما هي هذه الرموز؟" خالد اقترب منها بحذر. "ربما كانت هناك طقوس غريبة تحدث في هذا المكان. هيا بنا نخرج من هنا قبل أن يحدث شيء سيء." ولكن ولاء لم تكن مستعدة للرحيل بعد. "انظر إلى هذه الأشياء!" قالت وهي تشير إلى مجموعة من الأغراض القديمة المتناثرة على الأرض. "هناك الكثير من الأسرار مخبأة هنا. لا يمكننا المغادرة الآن." فجأة، سمعا صوتًا خافتًا يأتي من إحدى الزوايا المظلمة. كان همسًا غريبًا، يبدو وكأنه ينادي اسمهما. خالد قبض على ذراع ولاء بإحكام. "هيا بنا نخرج من هنا على الفور!" صاح بصوت مرتجف. ولكن ولاء لم تتحرك. كانت تستمع بتركيز إلى الأصوات الغامضة. "هل سمعت ذلك؟" همست. "إنه ينادينا." خالد حاول جذبها نحو الباب. "لا أهتم! هذا المكان مسكون! علينا الخروج من هنا قبل أن يحدث شيء سيء!" ولكن ولاء لم تستجب. كانت مأخوذة بالفضول تجاه هذه الأسرار المظلمة. ببطء، بدأت تتقدم نحو المصدر الغامض للأصوات. "ولاء! ماذا تفعلين؟" صاح خالد بيأس. ولكن ولاء لم تلتفت. كانت مصممة على مواصلة استكشافها. فجأة، ظهرت ظلال غامضة في الزاوية المظلمة. كانت متحركة، كأنها تراقبهما. خالد صرخ من الرعب وبدأ في الركض نحو الباب. ولكن ولاء لم تتحرك، بل ظلت واقفة هناك، مأخوذة بما تراه. "ولاء! تعالي!" صاح خالد من بعيد. "علينا الخروج من هنا على الفور!" ولكن ولاء لم تستجب. كانت مصممة على مواجهة هذه القوى الغامضة، بالرغم من مخاوف صديقها. وبينما خالد يختفي في الممر، بقيت ولاء وحدها في الغرفة المظلمة، متحدية المجهول الذي ينتظرها الفصل الثالث: مواجهة روح المنزل
    صور رعب
    كانت الظلمة تكتسح ممرات المنزل المهجور، وسط أصوات همس غامضة تتردد في الأركان. ولاء وخالد يحاولان الهروب من هذا الكابوس، لكن شيئًا ما يمنعهما من المغادرة. "خالد، هيا بنا! لا أريد البقاء هنا أكثر من ذلك!" هتفت ولاء بصوت مرتجف، وهي تتقدم بحذر في الممر المظلم. لكن خالد لم يتحرك من مكانه، وعيناه مثبتتان على الظلمة المحيطة به. "لا أستطيع، ولاء. لقد انتهى الأمر بنا. لا أريد أن أموت هنا!" ولاء أمسكت بذراع صديقها بقوة. "لا تكن جبانًا الآن! لقد جئنا إلى هنا معًا، وسنخرج سويًا. ثق بي." لم يكن خالد مقتنعًا، لكن صرار ولاء دفعه للتحرك ببطء خلفها. فجأة، ظهرت أمامهما صورة ضبابية تتشكل في الهواء. كانت الروح قد تجسدت أمامهم. "لا تخافا، أبنائي. لقد انتظرتكما طويلاً" همست الروح بصوت خافت. ولاء شعرت بالخوف لحظة، لكن سرعان ما استعادت شجاعتها. "من أنت؟ ما الذي حدث لك؟" "أنا روح هذا المنزل" أجابت الروح بحزن. "لقد عشت هنا منذ زمن بعيد، أراقب كل من دخل إلى هذا المكان. لقد حدث لي أمر مروع..." بدأت الروح في سرد قصتها المؤلمة. كانت هذه العائلة التي ظهرت في الصورة القديمة هي عائلتها، التي عاشت في هذا المنزل. لكن ذات يوم، حدث حريق مأساوي أودى بحياتهم جميعًا. منذ ذلك الحين، ظلت روحها عالقة هنا، تعيش في عذاب لا ينتهي. ولاء استمعت بتأثر شديد. "لقد عانيت الكثير. لكن لماذا تمنعنا من المغادرة؟" "لأنني أخاف من البقاء وحيدة هنا" أجابت الروح. "لا أريد أن أكون وحيدة مرة أخرى. أرجوكما، ساعداني!" خالد ارتجف خوفًا، لكن ولاء لم تتردد. "لا تخافي. سنساعدك على إيجاد السلام. لكن عليك أن تسمحي لنا بالخروج أولاً." الروح ترددت للحظة، ثم وافقت بحزن. "حسنًا. لكن تعدا لي أنكما ستعودان." ولاء نظرت إلى خالد بإصرار. "سنعود. أنا واثقة من ذلك." خالد لم يكن مقتنعًا، لكنه وافق على المضي قدمًا. ببطء، اقتربا من الروح، وشعرا بقوة غامضة تنبعث منها. كانت هناك لحظة من التردد، ثم فتحت الروح الطريق أمامهما. "اذهبا الآن. لكن تذكرا وعدكما" همست الروح قبل أن تختفي في الظلام. ولاء وخالد سارعا إلى الخروج من المنزل، ولكن الرعب الذي عاشاه لن ينساه أحدهما أبدًا. كانا يعرفان أنهما سيعودان إلى هذا المكان مرة أخرى، لمساعدة الروح المسكينة على إيجاد السلام الذي تستحقه الفصل الرابع: الخروج من الكابوس
    صور رعب
    ولاء وقفت أمام روح المنزل، تتأملها بعمق. لقد رأت الكثير من الأشياء المروعة هنا، لكنها لم تشعر بالخوف. بدلاً من ذلك، شعرت بالتعاطف تجاه هذا الكائن الغامض الذي كان يحمل ثقل الماضي على كاهله. "أنا أفهم ما مررت به"، قالت ولاء بصوت هادئ. "لا أستطيع تخيل الألم والمعاناة التي عشتها. لكن أنا هنا الآن، وأريد المساعدة في إنهاء هذا الكابوس." الروح تحركت بتردد، وكأنها تحاول فهم نوايا ولاء. ثم بدأت في سرد قصتها المؤلمة - كيف أن عائلة كانت تعيش في هذا المنزل قبل سنوات عديدة، وكيف أن أحداثًا مروعة أدت إلى موتهم جميعًا. الروح كانت عالقة هنا، تحمل ذكرى هذا الحدث المأساوي. ولاء استمعت بانتباه، وشعرت بالحزن والغضب تجاه ما حدث. لقد كانت تلك القصة مروعة بالفعل، وأدركت لماذا كانت الروح تشعر بالعذاب والرغبة في الانتقام. "أنا آسفة جدًا على ما حدث لك"، قالت ولاء بصوت خافت. "لا أستطيع تغيير الماضي، لكن ربما يمكننا إيجاد طريقة لإنهاء هذا الكابوس." في هذه اللحظة، ظهر خالد من خلف ولاء. كان خائفًا ومتردداً، لكن رأى عزم ولاء وقرر أن يقف بجانبها. "نحن هنا معًا"، قال خالد للروح. "نريد المساعدة في إنهاء معاناتك. هل يمكننا المساعدة في إيجاد السلام الذي تحتاجينه؟" الروح تردد لبرهة، ثم بدأت في الاقتراب منهما ببطء. ولاء شعرت بالتوتر، لكنها لم تتراجع. بدلاً من ذلك، مدت يدها ببطء نحو الروح، كأنها تحاول إقامة اتصال. في تلك اللحظة، شعرت ولاء وكأنها تغوص في ذكريات الروح. رأت صور العائلة السعيدة في المنزل، ثم المشاهد المروعة لموتهم. شعرت بألمهم وحزنهم العميق. وأدركت أن الروح كانت عالقة هنا، تحاول البحث عن السلام والراحة التي لم تجدها. ولاء أغمضت عينيها وتركت نفسها تغرق في هذه التجربة. عندما فتحتهما مرة أخرى، رأت الروح قد تغيرت. لم تعد ضبابية وغامضة، بل أخذت شكل امرأة جميلة تبدو مرتاحة وهادئة. "شكرًا لك"، قالت الروح بصوت رقيق. "لقد منحتني السلام الذي كنت أبحث عنه منذ زمن طويل." ثم بدأت الروح تتلاشى ببطء، وكأنها تذوب في الهواء. ولاء ونظرت إلى خالد، الذي كان ينظر إليها بدهشة وإعجاب. "لقد فعلتِها"، قال خالد بصوت خافت. "لقد حررتِ الروح من عذابها." ولاء ابتسمت بهدوء. "نعم، لقد كان الأمر صعبًا، لكن كان عليّ المساعدة. لا أستطيع تخيل المعاناة التي عاشتها هذه الروح لسنوات." خالد أومأ برأسه بفهم. ثم التفت ليواجه ولاء مباشرة. "أنت شجاعة للغاية"، قال. "لم أكن أعتقد أننا سنتمكن من مواجهة هذا الكابوس، لكنك أثبتِ أنني كنت مخطئًا." ولاء ضحكت قليلاً. "كنت أعرف أنك ستكون معي في النهاية. لقد خفت في البداية، لكنك تجاوزت مخاوفك من أجلي." خالد ابتسم بخجل. "نعم، لقد كان الأمر صعبًا، لكن لم أكن أستطيع تركك وحدك في هذا المكان المخيف." الاثنان نظرا حول المنزل المهجور، الذي بدا الآن أكثر هدوءً وسلامًا. ثم التفتا ليمضيا في طريقهما، مدركين أن تجربتهما هنا ستبقى معهما إلى الأبد. كانت هذه مغامرة لن ينساها أي منهما. لقد واجها المخاوف والأسرار المظلمة للمنزل، وخرجا منه أقوى وأكثر تقديرًا للحياة. سيحملان معهما ذكريات هذه التجربة، وستشكل جزءًا لا يتجزأ من مسيرتهما في الحياة.
    رسائل أقدم الصفحة الرئيسية

    Pages

    authorX