روايه المافيا الإيطاليه - الفصل الثالث
المافيا الإيطالية 3
2025, سعود بن عبدالعزيز
أكشن
مجانا
في هذا الفصل، نجد صوفيا في موقف غير متوقع تمامًا. بعد أن اختُطفت من قبل دامون روسو، تجد نفسها في قصر فخم مليء بالغموض. تتلقى صوفيا تهديدات وتحذيرات، ولكن في الوقت نفسه، يبدو أن دامون يتعامل معها ببرود مصحوب بنوع من الحماية الغامضة. خلال حديثها مع والد دامون، ميسون روسو، تبدأ الصراعات في التوضّح، لكنها لا تزال لا تفهم تمامًا سبب احتجازها أو أهمية ما رأته.
صوفيا
تجد نفسها في موقف لا تفهمه، محتجزة من قبل دامون. ورغم خوفها، تحاول الحفاظ على شجاعتها واكتشاف الحقيقة.دامون روسو
يتعامل مع صوفيا ببرود لكنه لا يؤذيها، بل يبدو وكأنه يحاول حمايتها لسبب مجهول.ميسون روسو
والد دامون، رجل في الخمسينيات من عمره، يتمتع بكاريزما قوية ويبدو أنه على علم بما يحدث، لكنه لا يوضح نواياه الحقيقية.
صحيت وراسي ثقيل، جسمي حاس إنه ما يقدر يتحرك. فتحت عيوني، وفجأة تذكرت أحداث الليلة الماضية. "إيلا!"، صرخت، بس استوعبت إني مو في سريري. طليت حولي ولقيت الغرفة كلها بدرجات الأسود والأحمر. "هذا فيلم ولا وش السالفة؟" فكرت. المكان جميل بشكل غريب، بس الصداع ما يخليني أركز. حاولت أقوم على رجولي، تعثرت شوي، وبعدها مشيت للباب. مسكت المقبض وحاولت أفتحه، لكنه مقفل. "إيش؟ ليش مقفلين علي؟! فيه أحد؟!" بديت أضرب الباب بقبضتي لين حسّيت بالألم، وبعدها استسلمت. شفت باب ثاني، كان أسود بعد، فتحته ولقيت حمام من الرخام الأبيض قدامي. "قسم بالله كأنه مشهد من فيلم!" مشيت للمغسلة، غسلت وجهي، ورفعت نظري للمراية، وشفت الجرح حقي متعالج. "ليش ضمدوه؟ ليه ما قتلوني؟ ناوين يعذبوني؟ هل هذي نهايتي؟" الأسئلة ما وقفت في راسي. رجعت وجلست على السرير وأنا أفكر بإيلا، وينها الحين؟ مددت يدي أدور على جوالي، بس طبعًا ما كان موجود. "أكيد إنهم أخذوه، ليه أصلًا بيخلوني أحتفظ فيه؟" قمت ألف بالغرفة، أدور أي شي يدلني على صاحبها، بس ما كان فيه صور ولا أي شيء يعطيني معلومة. حسّيت إن الصداع بدأ يخف، قربت من النافذة، وكانت الشمس توحي إن الوقت قريب من الظهر. المكان كان محاط بغابة كثيفة، بس كان هادي وجميل بطريقة غريبة. غصت بالمشهد، لين سمعت صوت قفل الباب ينفتح. التفت بسرعة، وشفت قدامي رجال، عيونه زرقاء بلون الياقوت، شعره أسود، لابس بنطلون أسود وقميص أبيض رسمي بأكمام مرفوعة تكشف تاتواته. أول أزرار القميص مفتوحة، يعطيني مظهر كأنه واثق من نفسه بزيادة. ما قدرت أمنع نفسي من التحديق فيه. قفل الباب وراه وبدأ يمشي نحوي. "أشوفك صحصحتِ"، صوته كان بارد، لكن بطريقة ساحرة تخليك مشدود له غصب. "لازم أسألك سؤال، وأبي إجابات واضحة"، قال بنبرة آمرة. بلعت ريقي. "و.. وين أختي؟"، قدرت أقول بصعوبة، ويدي بدأت تعرق، وصرت أحاول ألقط أنفاسي، يا ساتر، نوبة قلق ثانية! شافني أرتجف واندفع ناحيتي يحاول يهديني، لمسته كانت غريبة.. أمان؟ كيف؟ ريحته كانت عطر قوي، كأنه الأوكسجين اللي أحتاجه. بدأت أهدى شوي. "ما راح أضرك، بس خذي نفس عميق"، قال بصوت أخف وهو يسندني للسرير. قعدت أتنفس ببطء، وحسّيت إني أقدر أستوعب الوضع شوي. "إحنا ما شفنا أختك، صوفيا"، قال بصوت هادي ولطيف على عكس أول. تبًا.. يعني الحين بيدورون عليها؟ لا، لا، لا! "بليز، لا تأذونها.. خذوني أنا، بس خلوها بحالها"، توسلت له، ودموعي بدت تنزل بدون تحكم. نظر لي بنظرة باردة وقال: "ما راح أضرها، بس لو كذبتي عليّ.. راح أضطر أسوي اللي ما تبينه". بلعت ريقي مرة ثانية، "أوكي"، همست بخوف. "وش شفتي؟ وليه كنتِ هناك من الأساس؟"، سألني بنبرة متضايقة. ما كان عندي خيار، قلت له كل شيء بصراحة، على أمل إنه يصدقني ويخليني أروح. بعد ما سمعني، وقف وقال: "تمام، شفتي أشياء كثيرة.. يعني مستحيل تروحين مكان". ثم استدار ومشى. ركضت بسرعة ووقفت قدامه، "قلت لك الحقيقة، خلاص، خليني أروح! أوعدك ما أقول أي شيء عن اللي شفته!" توسلت له مرة ثانية. هز راسه وقال ببرود: "ما أقدر أخاطر، يعني بتبقين هنا لين أقرر وش أسوي فيك.. هذا جوالك، رسّلي لأختك رسالة بأي كذبة عن سبب عدم رجعتك للبيت، وتذكري.. عيوني عليك، وجواليك تحت المراقبة". أخذ خطوة للوراء ثم أضاف: "على فكرة، أنا ديمون روسو". طلع وتركني أحدّق في جوالي، وأنا أحاول أفكر وش أقول لإيلا. فتحت جوالي بسرعة، وقلبي يدق بقوة. 12 مكالمة فائتة من خالتي ناتاشا و10 رسائل من إيلا. على طول كتبت لإيلا: "هاي إيلا، أنا بخير. قبل أوصل لكِ، ساشا كلمتني وقالت إنها تحتاجني، فقررت أروح عندها. آسفة إني ما قلت لكِ، بس بظل معاها شوي، زي ما تعرفين كيف وضعها. انتبهي لنفسك، بحبك." نسخت نفس الرسالة وبعتها لخالتي ناتاشا. الشعور بالذنب كان خانق، أكره الكذب عليهم، بس الحين مافيه خيار.. لازم أحميهم. أنا متأكدة إنهم ما راح يدورون عليّ في بيت ساشا لسببين: ١- هم يثقون فيني. ٢- ما يحبون ساشا أصلًا. اتكأت على السرير، وأفكاري راحت لديمون.. مين هو بالضبط؟ عضو عصابة؟ بس الغرفة هذي فخمة بزيادة، مستحيل يكون مجرد مجرم عادي! وأنا غارقة في التفكير، سمعت صوت باب ينفتح بقوة. قمت بسرعة واتجهت للباب، لقيته مفتوح! تطلعت برا بحذر، ونظرت لتحت عند المدخل الرئيسي، شفت رجل تقريبًا بالخمسين من عمره داخل ويتوجه مباشرة للبار في زاوية الغرفة الكبيرة، اللي كان فيها طاولة طعام وباقي المساحة كانت فاضية تقريبًا.. بنفس الديكور الأسود والأحمر. قررت أستكشف شوي، المكان فيه غرف كثيرة، مشيت بهدوء في الممرات، لكن فجأة سمعت خطوات! قبل حتى أقدر أختبئ، شافني الرجل الكبير اللي شفته قبل شوي. "مين انتي؟" صوته كان بارد، لكن فيه لمحة فضول. بلعت ريقي وقلت: "أنا.. أنا صوفيا، وانت؟!" سألت رغم إني كنت ملاحظة إنه يشبه ديمون كثير.. بس نسخة أكبر منه، بشعر أسود مخلوط بشيب، وعينين زرق حادة، ولابس بدلة سوداء مع قميص أزرق وكرافة سوداء. دخل الرجل في صمت، لكن شعرت إنه يعرفني، أو على الأقل سمع عني من قبل. "أنا مايسون روسو"، قال بصوت هادئ لكن عيونه كانت تراقبني كأنها تحاول تفهم كل شيء عني في لحظة. "إيش جابك هنا؟" سألني بفضول واضح. بلعت ريقي وحاولت أتكلم بثبات: "جوني هنا بالقوة." ترددت لحظة، ما كنت متأكدة إذا لازم أكمل وأحكي له التفاصيل، لكن قبل حتى أقرر، ظهر ديمون فجأة. "أبي"، قال ديمون بصوت بارد لكن فيه احترام غريب. "ابني"، رد مايسون بنبرة أكثر استرخاء، كأنه ارتاح لما شافه. "إيش اللي قاعد يصير هنا؟" ديمون نظر لأبوه بنظرة سريعة، وكأنهم كانوا يتكلمون بدون كلمات، وبعد ثواني، هزّ مايسون رأسه وقال: "تصبح على خير، بني"، ثم مشى بعيدًا. وقفت مكاني وأنا مو مستوعبة اللي صار. إيش كانت هالنظرات؟ وكأنهم اتفقوا على شيء بدون حتى ما ينطقون بكلمة وحدة! ديمون رجع يركز عليّ وسألني بقلق: "إيش اللي جابك هنا؟" تنفست بعمق واعترفت: "سمعت صوت الباب الأمامي ينفتح، وقررت أشوف مين اللي دخل، وبعدين استكشفت المكان شوية.. وأظنني تهت." رفع حاجبه بنظرة مسلّية وقال: "يبدو إنك تضيعي كثير مؤخرًا"، ابتسم بسخرية خفيفة قبل ما يكمل، "تعالي، ما كان المفروض تتجولين بالليل." قادني إلى الغرفة مرة ثانية، وقبل ما يطلع، وقف عند الباب وقال: "نامي، بكرة يوم مهم لي ولكِ." قلبي دقّ بسرعة. يوم مهم؟ إيش يعني؟ سحبت نفسًا عميقًا وحاولت أكون شجاعة وسألته: "إيش تقصد بيوم مهم؟" وقف مكانه بملامح منزعجة وقال: "بكرة بتعرفي." حاولت أستوعب، بس قبل ما أقدر أفكر، تذكرت شيء أهم. "ممكن أستحم؟" سألته بتردد. "صار لي تقريبًا 24 ساعة بنفس الملابس، ما أقدر أنام كذا." نظر لي لثواني قبل ما يرد بصوته البارد المعتاد: "تمام، رح أطلع لك بنطلون رياضي وتيشيرت من عندي، وبعد بكرة رح أرتب لك ملابس." دخلت الحمام ووقفت تحت الماء الساخن، أحاول أغسل كل الأحداث اللي صارت خلال الساعات الماضية.. كيف حياتي اتغيرت فجأة بسبب مشوار بسيط لشراء الحلوى؟ بعد ما خلصت، لفيت نفسي بالفوطة وطلعت للغرفة، ديمون ما كان موجود. تنفست براحة.. على الأقل هو عنده شوية احترام. لبست الملابس اللي تركها لي، وتوجهت للسرير، لكن قبل ما أستلقي، سمعت صوت طرق على الباب. "ممكن أدخل؟" سأل بصوت هادئ لكن فيه لمحة فضول. ابتسمت بخبث، ثم صرخت: "أيوه!" لمّا دخل ينام وهو لابس سويت بانتس ومن غير تيشيرت، حسّيت إن قلبي هيقف. جسمه تقريبًا مغطّى بالوشوم، ورغم إني شخصيًا بكره الوشوم، مقدرتش أمنع نفسي من التفكير قد إيه شكله خاطف للأنفاس. فُقت من السرحان وسألت: "أوضتي فين؟" بكل بساطة قال: "هي دي." اتصدمت وقلت: "بس إنت نايم هنا؟!" ردّ ببرود: "أيوه، وإنتي كمان، عشان أفضل متابعك وما تتوهيش تاني." بصّلي بابتسامة جانبية. بعدها زوّد وقال: "ما تخافيش، مش هلمسك." تنهدت وقلت بتردد: "ماشي..." وقبل ما أحسّ، كنت غرقت في النوم.
تعليقات
إرسال تعليق