رواية مدرسه المراهفين - كوريا

مدرسة المراهقين

2025, كاترينا يوسف

كورية

مجانا

كاترينا تجد نفسها في موقف غير متوقع داخل قاعة الموسيقى، حيث تفاجأ بأن الكورال لن يقتصر على الغناء فقط، بل سيتضمن عرضًا راقصًا ثنائيًا. بدافع غريزي، تختار شابًا مصريًا ليكون شريكها، رغم نظرات الاستنكار من زميلاتها. خلال العزف، تنجذب إلى الموسيقى وإلى الشاب نفسه، لكن سرعان ما تقطع صديقتها اللحظة، مما يدفعها للهرب

كاترينا

فتاة خجولة لكنها قوية، تجد نفسها في صراع بين مشاعرها وانتماءاتها.

المدرس جين

معلم حازم ومنظم، يدير القاعة بصرامة.

أحمد

شاب مصري عازف جيتار، يتمتع بشخصية هادئة وجاذبية غامضة

الموسيقيات

ثلاث مدرسات موسيقى محترفات، يقيّمن الطلاب منذ اللحظة الأولى.
تم نسخ الرابط
مدرسه المراهقين

 
دخلت القاعة وأنا حاسة إن كل العيون عليا، مش عارفة ده إحساس حقيقي ولا مجرد وهم عندي، بس الأكيد إني كنت أجمل بنت في المكان. كالعادة، كنت ماشية لوحدي، خجولة، ومش معايا أنيا ولا أي حد، وده خلاني أحس إن خطوتي تقيلة شوية، بس فضلت ماشية بثبات.

استقبلنا المدرس "جين"، وكان واضح عليه إنه شخص حازم وبيحب النظام. معاه ثلاث مدرسات موسيقيين، شكلهم محترفين جدًا، وكل واحدة فيهم كانت ماسكة نوتة موسيقية وبتبص علينا كأنهم بيقيمونا من أول لحظة.

وقفت مع البنات اللي في الكورال، وبدأت أحاول أرتاح وأتأقلم مع الجو، رغم إن إحساسي بالوحدة مكنش سايبني.


بصيت حواليّا بسرعة وأنا مش مستوعبة الكلام اللي بيتقال. يعني إيه عرض راقص؟ يعني بدل ما نقف نغني ككورال، هنبقى بنتحرك مع اللحن؟ والأسوأ.. ثنائيات؟ شاب بالجيتار وبنت بترقص على لحنه؟

حسيت بتوتر غريب، أنا أصلًا مش متعودة أكون في موقف زي ده، ومش متأكدة هقدر أتعامل معاه إزاي. البنات حواليا بدأوا يتهامسوا بحماس، وبعضهم كان واضح إنهم متحمسين للفكرة، لكن أنا كنت متجمدة مكاني، مش عارفة ده شيء حلو ولا كارثة جاية في الطريق.

المدرسة الموسيقية اللي كانت واقفة جنب "جين" بدأت تتكلم بحماس وهي بتقول:
"مش عايزين حد يقلق، إحنا هنساعدكم تتعلموا الخطوات، وهتبقوا في أمان كامل.. الفكرة إنكم تحسوا بالموسيقى بجسمكم، مش بس بصوتكم!"

أمان إيه بس؟! أنا مش عارفة حتى مين هيكون شريكي في العرض ده!



كان المفروض إن التوزيع يكون عشوائي، المدرّسين بينادوا على الأسماء، كل بنت مع ولد. لكن أول ما لمحت الولد المصري واقف بالجيتار، رجّلي تحرّكت من غير تفكير، روحت وقفت جنبه بسرعة كأنها غريزة، وكأن مفيش خيار تاني غير إنه يكون شريكي. بصيت للمدرّسين بنظرة مليانة ثقة، كأن الموضوع محسوم، وكأنه ملكي وخلاص هاخده.

لكن فجأة، حسيت بتوتر غريب، كأن عقلي فجأة فاق وسألني: "أنا بعمل إيه؟!" بسرعة أخدت خطوة لورا، حاولة أتصرف كأني ماكنتش قاصدة. بس المدرّسة كانت فهمة كل حاجة، ابتسمت وقالت ببساطة:

"خلاص، انتي وهو مع بعض."


لمحت أكتر من بنت بتبصلي بنظرات مش مريحة، كلها استنكار وقرف، وكأن مجرد وقوفي جنبه جريمة. حتى هو، شفت عيون بتتوجه ليه بنفس النظرة، كأنه متهم بحاجة محدش قالي عنها.

قبل ما أفهم أي حاجة، لقيت أنيا قربت مني وهمست بصوت هادي لكنه مليان استغراب:

"انتي متعرفيش إنه على علاقة بأكتر من بنت في المدرسة ولا إيه؟"


رفعت حواجبي باستغراب وبصيت لأنيا بسرعة، قلت لها بنبرة عادية بس فيها شوية توتر:

"معرفش... أنا عملت كده وخلاص، مفيش غلط يعني!"

كنت بحاول أبين إني مش متأثرة بكلامها، لكن الحقيقة إن قلبي بدأ يدق أسرع. كل البنات كانت بتبصلي بالقرف، وهو كمان كان واخد النظرات دي من غير ما يرد. الجو كان تقيل، بس قررت أتجاهل وأكمل.


المدرسين قالوا إن كل الولاد متدربين على معزوفات كبيرة ولطيفة، وقالولنا نقعد مع الولد اللي اخترناه ونشوف هنرقص إزاي مع اللحن.


قعدت جنبه، وهو بصلي بهدوء وقال: "متتكسفيش، هسمعك اللحن بس من غير ما تعملي حاجة."

بصيت في عينه وقلتله بهمس: "ماشي." كنت واثقة فيه أوي، مش عارفة إزاي، بس كنت حاسة إني في أمان.


بدأ يعزف، وكانت النغمات هادية أوي، كأنها بتمس روحي من جوه. الغريب إن اللحن ده مش غريب عليّا، ده نفس اللحن اللي كنت بسمعه امبارح قبل ما أنام.

اتسمرت مكاني، عيني ثابتة عليه وهو بيعزف، وإحساس غريب شدّني ناحيته أكتر. هل ممكن يكون صدفة؟ ولا في حاجة أعمق بتجمعنا من غير ما نعرف؟


قالي قومي يالا وهبدأ تاني هو رقص خفيف مع اللحن
بصيت له بتردد، بس حسيت في صوته ثقة، كأنه عارف أنا محتاجة إيه عشان أقدر أتحرك مع اللحن. أخدت نفس عميق ووقفت قدامه، حسيت بدقات قلبي بتعلى شوية، بس حاولت أتمالك نفسي.

بدأ يعزف تاني، نغماته كانت ناعمة، كأنها بتمشي في دمي. غمضت عيني، وبدأت أتحرك بهدوء، بجسمي وإيدي، مش بجهد، بس بإحساس. كنت حاسة إني بخف، كأن الموسيقى بترفعني، وكأن مفيش حد في القاعة غيري وغير اللحن اللي بيملاني.

فتحت عيني ببطء، وكأنني بصحي من حلم ناعم، ولقيت نفسي ببص في عينه من غير ما أفكر. نظراته كانت هادية
كنت لسه بتحرك مع اللحن، بس دلوقتي مكنتش برقص مع الموسيقى، كنت برقص له هو.






حسيت إن كل اللي حوالينا اختفى، وكأن القاعة فضيت، وكأن المعزوفة دي تخصنا إحنا بس. مكنتش عارفة أنا بعمل إيه، بس اللي متأكدة منه إني مكنتش عايزة اللحظة دي تخلص.

خلص اللحن، بس هو مرفعش إيده عن الأوتار، وكأن الموسيقى لسه مستمرة جواه. بدأ يعيده تاني، بصوته وهمس نغماته، وهو باصص في عيني من غير ولا كلمة. حسيت إن الدنيا كلها ساكنة، مفيش غير صوت الجيتار وأنا، واللي بينا حاجة مش مفهومة، حاجة أقرب للسحر.

فجأة، صوت إينيا قطع كل حاجة. قالت بحدة وضيق: "خلاص! في إيه؟" صوتها كان حاد بطريقة مستفزة، زي اللي فاقتني من حلم كنت غرقانة فيه.

وقفت مكاني، حسيت بحرارة بتجري في جسمي، مش عارفة ده من الإحراج ولا من حاجة تانية. بصيت لها بسرعة، كانت ملامحها متضايقة وكأنها مش مستوعبة اللي بيحصل. هو كمان وقف عن العزف وبص لي بنظرة غريبة، مكنتش عارفة أفهمها.


سبت القاعة ومشيت بسرعة، كنت حاسة إني عايزة أختفي، أخرج من الجو ده كله

لقيت حد بيشدني من إيدي فجأة، صوته كان واطي لكنه واضح: "خدي هنا." اتفاجئت وبصيت بسرعة، طلع هو… الولد المصري.

كان واقف قدامي وعينيه متعلقة بيا، كأنه بيحاول يفهم أنا ليه مشيت كده. سحبني على جنب بعيد عن العيون اللي كانت بتلاحقني من جوه القاعة.

"إنتي كويسة؟" سألني بصوت هادي، كأنه مش عايز يضغط عليا أكتر، بس كان واضح إنه مهتم يعرف.


بص لي وسألني بهدوء: "اسمك إيه؟"

قلت بسرعة وأنا حاسه بتوتر: "كاترينا، وانا آسفه، معرفش إنّي مكنش ينفع اندمج كده وسببتلك إحراج."

ابتسم بخفه وقال: "فكّك منهم، أنا عارفهم كلهم مرضى نفسيين… وأنا اسمي أحمد بالمناسبة."

اتصدمت للحظة، حسيت ببرودة خفيفة في جسمي، أحمد؟ طلع مسلم؟ معرفش ليه كان عندي اعتقاد إنه مش كده. بصيت له بسرعة، بس ملامحه كانت عادية


رفع إيده بهدوء وطلع منديل من جيبه، قربه مني ومسح دموعي برقة كأن الموضوع بسيط، كأن اللي حصل ما يستاهلش إني أزعل. قال بصوت هادي:

— "مفيش حاجة تزعل، فكك منهم."

حسيت بكلامه داخل جوه قلبي، بس مكنتش عارفة أرد. لمح في عيني التردد، فابتسم ابتسامة خفيفة وقال:

— "هسيبك دلوقتي."

ثم لف وبدأ يمشي بعيد، وسابني واقفة مكاني، لسه حاسة بحرارة لمسته على وشي.

الرعب كان متملكني من فكرة إنه مسلم، حاجة عمري ما فكرت إني هواجهها في حياتي. كنت حاسة بتوتر غريب، حاجة بتخبط جوايا، بس كل ده كان بيتبخر بمجرد ما افتكر لمسة وشه على إيدي


اللمسة دي، رغم بساطتها، كانت بتهدّي كل الأفكار اللي بتغلي في دماغي، وبتسيبني تايهة ما بين الخوف والتعلق اللي مش فاهمة سببه.

تعليقات

  1. موفقه دائما اختي

    ردحذف
  2. يخربيت ام الجمال بجد

    ردحذف
  3. حقيقي مش عارفه اقولك ايه على الجمال ده ♥️♥️

    ردحذف

إرسال تعليق

authorX

مؤلفون تلقائي

نظام شراء