في قبضة المافيا الروسية - روايه جريمه

في قبضة المافيا الروسية

2025, أدهم محمد

مافيا

مجانا

تضطر لدخول عالم الجريمة في هيوستن، وتواجه المافيا الروسية والمقاتلين المحترفين. تلجأ لإيفان ماركوفيتش، رجل خطير قد يكون الأمل الوحيد لإنقاذ أختها. لكنها تكتشف أن طلب المساعدة قد يضعها في لعبة أخطر مما تخيلت.

إيرين

البطلة الرئيسية، شابة شجاعة تضطر لدخول عالم الجريمة للبحث عن أختها المفقودة

إيفان ماركوفيتش

مرتبط بالمافيا الروسية وعالم القتال، وقد يكون الأمل الوحيد لإيرين أو أسوأ كابوس لها.

روبي

أخت إيرين المفقودة، التي تورطت مع أشخاص خطرين، مما يدفع إيرين للمخاطرة بحياتها لإنقاذها.
تم نسخ الرابط
في قبضة المافيا الروسية

 إيرين، بالله عليكِ متدخليش هناك."

ڤيڤيان كانت قاعدة في الكرسي الأمامي جنب السواق، وعمالة تفرك في إيديها بقلق. "ده خطر جدًا."

حسيت بتوتر في بطني بسبب نبرتها اليائسة. "معنديش اختيار، لازم ألاقي روبي."

"هنلاقي طريقة تانية." لينا لفّت في كرسي السواق بتاع عربيتها الحمرا القديمة، وبصّتلي بنظرة توسل. "ڤيڤي عندها حق، متدخليش هناك."

بصّيت من الشباك الوراني للعربية الضيقة، وقلبي وقع في رجلي وأنا شايفة المستودع قدامي. المبنى كان شكله قديم وصدئ، منظره يوحي إنه مهجور، بس الحقيقة كانت مختلفة تمامًا. المكان ده كان بيحتوي على واحد من أقوى مراكز تدريب الفنون القتالية المختلطة في العالم. رجالة من كل حتة في الدنيا بييجوا هيوستن مخصوص علشان يحاولوا ياخدوا مكان في التدريبات السنوية القليلة جدًا.

بس أنا مش جاية علشان أتدرب. لا، أنا هنا علشان أطلب المساعدة. نوع معين من المساعدة، المساعدة اللي مفيش حد يقدر يقدمهالي غير شخص غارق في الوحل بتاع العالم السفلي في هيوستن.

"أنا محتاجة مساعدة."

"دول مش النوع اللي تروحلهم علشان المساعدة!" ڤيڤي أصرت على كلامها. "دول النوع اللي عادةً بتحتاجي مساعدة علشان تهربي منهم!"

"أنا مع ڤيڤي في النقطة دي، إيرين." لينا كانت بتقضم ضوافرها بقلق. "بجد بلاش تدوري على المشاكل. ڤيڤي أكتر واحدة عارفة، يا ساتر يا رب، إيرين! هي بتشتغل مع المافيا الروسية، أكيد عارفة نوعية الناس اللي زي إيفان ماركوفيتش ده."

ڤيڤي ضربت لينا على رجلها بعصبية. "أنا مش بشتغل مع المافيا الروسية! بطلّي كلامك ده، ممكن تأذيني!"


لينا حكّت رجلها وقالت، "إنتِ شغالة جارسونة في الساموفار، والمكان ده ملك نيكولاي كلاشنيكوف. لو ده مش تابع للمافيا، يبقى أنا مش فاهمة حاجة في الدنيا!"

ڤيڤي ردّت بسرعة، "إنتِ متأكدة من ده؟ محدش عارف إذا كان في المافيا ولا لأ. الناس دي سرّيين جدًا."

بصّتلي بقلق، "لما بدأت شغلي مع نيكولاي، حذرني أبعد عن الرجالة اللي بييجوا المطعم، وفعلاً بسمع كلامه. إيفان ماركوفيتش زبون دائم هناك، فخدي بنصيحة نيكولاي، إيرين، وابعدي عنه بأي تمن."

كنت ممتنة لتحذيرها، بس كان الوقت فات على التراجع. "معنديش اختيار، هدخل."

ڤيڤي كانت شكلها هتعيط، ولينا طلّعت نفس طويل وقالت، "خلي موبايلك في إيدك وافتحي رقمي. لو حصل أي حاجة غريبة، دوسي الزرار وإحنا هنيجي نطلّعك."

في أي وقت تاني كنت هضحك على نبرة البطلة اللي بتتكلم بيها لينا، بس دلوقتي كنت محتاجة قوتها ودعمها. طلّعت موبايلي من الشنطة ومسكتُه بإحكام. "تمام، أنا جاهزة."

ڤيڤي مدت إيدها ومسكَت معصمي بقوة، "إياكِ توعديه بأي حاجة. الروس دول عندهم موضوع الدين ده مقدّس. لو وعدتي بحاجة، لازم تسدديها، وهيستنوكِ توفّي بوعدك مهما كان."



مسلحة بتحذير ڤيڤي ووعد لينا إنها هتيجي تنقذني لو حصلت أي مصيبة، فتحت باب العربية ونزلت. نسمة حارة من مايو لعبت بجيبة فستاني، فعدّلتها بسرعة وأنا بمسح بكفي المتوترة على القماش. سرّحت شعري القصير بأصابعي، وبلعت الغُصّة اللي كانت واقفة في حلقي. حطّيت نضارتي الشمسية على عيني، وأجبرت رجلي إنها تتحرك.

الباب الرئيسي كان تقيل بشكل مرعب. حاولت أدفَعه بكتفي، لكنه بالكاد اتحرك. أخيرًا، بعد معافرة، بدأ ينفتح، وواجهني هواء بارد لدرجة صدمتني. وأنا بدخل المستودع، ما قدرتش أمنع نفسي من التفكير: هل فتح الباب ده كان أول اختبار للمقاتلين اللي بييجوا هنا عشان يتدربوا؟

بمجرد ما دخلت، شجاعتي راحت في مهب الريح. المكان كان واسع جدًا، ومليان أقفاص للملاكمة والتدريبات القتالية. من بره، المستودع كان شكله خرابة، لكن دلوقتي فهمت قد إيه واجهته المتهالكة كانت خادعة. من جوه، المكان كان مظلم شوية، لكنه مليان بمعدات غالية. كان مزدحم برجالة عرقانين، نصهم تقريبًا نص عريان، بعضهم بيتمرن، والبعض التاني بيتضارب بشراسة جوه الأقفاص.

وجودي ما عدّاش مرور الكرام. شوية عضلات وقفوا عن رفع الأوزان وبصّوا عليا باستغراب. حسيت بعدم ارتياح، فرفعت نضارتي الشمسية وحطّيتها فوق راسي، وحضنت دراعي اليمين على صدري. يمكن ڤيڤي كان عندها حق... دي كانت فكرة سيئة، سيئة جدًا.

"ممكن أساعدك؟"

لفّيت على الصوت، لقيت راجل كبير في السن، شكله ممكن يكون في عمر جدي، بييجي ناحيتي من جنب واحدة من محطات التدريب. صوته كان مليان لكنة تقيلة، بس مش روسي… لا، اللهجة اللي كانت بتلون كلماته كانت إسبانية.

"إنتي تايهة؟"


هزّيت راسي وقلت، "أنا محتاجة أقابل السيد ماركوفيتش."

رفع حاجبه الأبيض بدهشة. "إيفان؟ إنتي عايزة تقابلي إيفان؟"

أومأت بسرعة. "أيوه، من فضلك."

فضل يبصّلي لحظة كأنه بيقيّمني، وبعدين طلع نفس طويل وحرّك صوابعه بإشارة خفيفة. "اتبعيني."

مشيت وراه وأنا محافظة على مسافة قريبة. ركّزت عيني على ضهر التيشيرت الرمادي اللي لابسه، ورفضت أبصّ للعيون الفضولية اللي كانت بتتبعني. واضح إنهم مش متعودين يشوفوا ستات في المكان ده.

"استني هنا." الراجل العجوز بصّلي بنظرة تحذير. "متتكلميش."

قلبي وقع في رجلي. "متتكلميش"؟ إيه المكان ده بالظبط؟

لما سبني لوحدي، جرّأت نفسي وبصّيت ناحية القفص المعدني اللي قدامي. كان مرفوع على مسرح صغير، وشبه اللي كنت بشوفه في عروض القتال المدفوعة. زمان، لما كنت قاعدة في أوضة معيشة حبيبي السابق، ما قدرتش حتى أكمل مشاهدة الجولة. لكن دلوقتي، وأنا واقفة قريب لدرجة إني سامعة صوت الضربات اللي بتتصادم مع الأجساد، حسّيت إن دماغي بتلف. العنف والدم عمرهم ما كانوا حاجة أقدر أتحملها بسهولة.

على عكس ڤيڤي ولينا، أنا عشت حياة محمية، بعيد عن المشاكل. لحد ما دخلت روبي في مشاكل الإدمان والقضايا، ما كنتش حتى أعرف أي حاجة عن العالم السفلي لهيوستن. دلوقتي، أنا باخد درس مكثّف في أسوأ ما يمكن للمدينة دي إنها تقدمه.


صوت رجل بيزعق لفت انتباهي. كان صوته واضح جدًا رغم الموسيقى العالية اللي شغالة في السماعات. مع إني عمري ما قابلت إيفان ماركوفيتش قبل كده، لكن مفيش شك إن الراجل المخيف ده هو هو.

واقف قدام القفص مباشرة، شكله كان مختلف تمامًا عن الجو العنيف حواليه. كان لابس بنطلون رمادي مفصَّل بدقة وقميص أبيض بأكمام مرفوعة لحد كوعه، مكشفًا عن دراعات مليانة عضلات وتاتوهات. حتى من المسافة دي، الحروف السيريليّة كانت واضحة جدًا. مش محتاجة أكون خبيرة علشان أفهم معناها.

إيفان صفق بإيديه وبدأ يصدر أوامر بالروسية، صوته كان قوي ومليان سيطرة. جوه الحلبة، المقاتلين ما جراش في بالهم حتى يعصوا أوامره. بالعكس، زوّدوا ضربهم لبعض، اللكمات والركلات كانت بتنزل بقوة. رغم كل العنف ده، كنت مرتاحة إنهم لابسين خوذات وقفازات للحماية.

راجل تاني واقف بره القفص ضرب قطعتين خشب ببعض، مشيرًا لانتهاء الجولة. إيفان فتح باب القفص ودخل بخطوات ثابتة. أشار للمقاتلين اللي كانوا بينهجوا وعرقانين إنهم يقربوا منه. لفّ دراعاته على أكتافهم وسحبهم ناحيته، وهمس لهم بشوية كلام. ما قدرتش أفهم ولا كلمة، لكنهم كانوا بيسمعوا بانتباه شديد.

بعد ما خلص كلامه، ضرب كل واحد منهم على كتفه وخرج من القفص. بدأ ينزل السلالم المعدنية القصيرة، لكن فجأة وقف مكانه. عيونه قابلت عيوني. النظرة اللي رمقني بيها حرّقتني من فوق لتحت، كأنه بيمسحني بعينيه.

قطّب حواجبه وهو بينزل السلالم، وبعدين مال بدماغه ناحيّة الراجل العجوز اللي كان بيتكلم معاه. لكن، ولا لحظة واحدة، رفع عني نظره.



إيفان استمع للراجل العجوز وهو بيتكلم، بس عيونه فضلت مثبتة عليا، كأنه بيحاول يقرا أفكاري. قلبي بدأ يدق بسرعة، وإحساس غريب تسلل لجسمي… مش خوف، مش ارتباك، لكن مزيج من الحاجتين معًا.

بعد لحظات، أومأ إيفان بإشارة بسيطة، والراجل العجوز تحرك بعيدًا. بخطوات هادئة، بدأ يقترب مني. كل حركة منه كانت مدروسة، كأنه متعوّد يسيطر على كل حاجة حواليه، حتى المسافة اللي بتفصلنا.

"إنتي مين؟"

صوته كان منخفض لكنه محمّل بالثقل والسلطة. حسيت إن كل الأنظار اتجمعت علينا، لكني كنت عارفة إن التراجع مش خيار. رفعت راسي، بالرغم من التوتر اللي كان بيخنقني، وقلت بثبات:

"أنا إيرين. محتاجة مساعدتك."

ابتسامة خفيفة—مش سخرية، لكن حاجة أقرب لاختبار صبري—ظهرت على وشه. لفّ دراعاته على صدره وقال:

"وأنا ليه أساعدك؟"

بلعت ريقي. كنت عارفة إن دي اللحظة اللي كل حاجة فيها هتتحدد.

"علشان أنا عارفة إنك الوحيد اللي يقدر يساعدني. ومقابل ده… أنا مستعدة أدفع التمن."

عينيه ضاقت وهو بيدرسني، وكأنه بيحاول يكتشف إذا كنت فاهمة فعلاً معنى كلامي ولا لأ. بعد لحظة صمت طويلة، قال بهدوء:

"التمن عندي غالي، إيرين. متأكدة إنك مستعدة؟"

ما قدرتش أمنع الرعشة اللي عدّت في جسمي. كنت عارفة إنني دخلت لعبة خطيرة جدًا… لكن، برغم كل شيء، كنت مستعدة أخوضها.

"أنا متأكدة."

إيفان ابتسم ابتسامة خفيفة، لكن عيونه فضلت باردة. "طيب… احكيلي، إنتي عايزة إيه؟"


إيفان ساب مسافة قصيرة بيننا، لكن التوتر في الجو كان كافي يخلي كل عضلة في جسمي متشنجة. بصيت في عيونه الداكنة، وحاولت أقاوم الرهبة اللي حسيتها وأنا واقفة قدامه.

"أنا بدوّر على روبي."

ارتفع حاجبه بخفة، وكأنه بيقيّم الموقف. "وروبي دي تبقى مين؟"

اخدت نفس عميق وقلت: "أختي."

نظرته ما اتغيرتش، لكن حسيت إن اهتمامه بيّا زاد. وقف لحظة كأنه بيجمع أفكاره، وبعدين قال بهدوء:

"وأنا إيه علاقتي بموضوع أختك؟"

كنت متوقعة السؤال، فجاوبت من غير تردد: "آخر مرة شوفتها، كانت مع واحد من رجالتك. اسمه فيكتور."

فجأة، النظرة اللي في عيونه بردت أكتر. ملامحه ما تغيرتش كتير، بس حسيت بطاقة غريبة طالعة منه—طاقة خطيرة.

"فيكتور مش من رجّالتي." قالها بصوت منخفض، لكن في حدة خلتني أفهم إن الموضوع أكبر مما كنت متخيلة.

رفعت حواجبي باستغراب. "بس أنا متأكدة إن…—"

قاطعني بحركة بسيطة من إيده، كأنه بيأمرني بالسكوت. قرب خطوة صغيرة، بقت المسافة بيننا أقرب من اللازم، فحاولت أثبت مكاني وما أتحركش للخلف.

"إنتي ما تعرفيش إنتي بتلعبي مع مين، إيرين." قالها بنبرة فيها تحذير واضح. "لو فيكتور فعلاً معاه أختك، يبقى انتي مش بس داخلة في مشكلة… انتي داخلة في كابوس."

حسيت بقشعريرة عدّت في جسمي. كنت فاكرة إن جايالي هنا كانت خطوة صعبة… لكن واضح إن اللي مستنيني أسوأ بكتير.

"أختي فين، إيفان؟" سألت بصوت مليان قلق، وحاولت أحافظ على نبرتي قوية.

نظر لي للحظة طويلة، وبعدين ابتسم ابتسامة شبه خالية من المشاعر. "هيا دي المشكلة، إيرين… إنتي فاكرة إنك جاية تطلبي خدمة. لكن الحقيقة؟ إنتي خلاص بقيتي جزء من اللعبة."

يتبع

سايلوس بوابة الاعماق - الفصل الأول

سايلوس بوابة الاعماق

2025, سما أحمد

دراما رومانسية

مجانا

فتاه تعيش في مدينة جنوة الإيطالية، وتكافح بين قسوة زوجة أبيها وتجاهل والدها، بينما تعمل كنادلة وتحلم بالاستقلال. تجد في "كايل" حبًا ودعمًا لم تعرفه من قبل، لكن حياتها تنقلب رأسًا على عقب بعد لقائه الأخير، حيث تجد نفسها وسط دوامة من الأسرار والخيانة والمصير المجهول، حتى تنتهي غارقةً في البحر، بين الموت والأمل.

أماليا

فتاة في العشرين من عمرها، تدرس الهندسة المعمارية وتعمل كنادلة في مطعم صغير. نشأت في بيئة قاسية بعد وفاة والدتها

كايل

يبدو في البداية وكأنه المنقذ الوحيد في حياة ليا، لكنه يخفي الكثير من الأسرار. شخصيته جذابة، هادئ لكنه يحمل في داخله صراعات كثيرة

فيكتور

والد ليا، رجل أعمال ناجح لكنه قاسٍ ومستبد. بعد وفاة زوجته، تغير تمامًا وأصبح شخصًا أنانيًا
تم نسخ الرابط
سايلوس بوابة الاعماق

 
وسط ظلام البحر وبرودة الليل، كانت هناك فتاة تغرق. نظراتها مليئة بالخوف والخذلان. لم تحاول المقاومة، كأنها استسلمت للمصير. كانت تشعر بجسدها يهبط للأسفل ببطء، المياه تحيط بها من كل جانب، عيناها نصف مغلقتين، لكن عقلها لم يتوقف عن التفكير.

"هل هذه نهايتي؟ هل ينتهي كل شيء هنا؟ هل سأموت هكذا، بلا معنى، بلا فرصة للنجاة؟"

حاولت رفع يدها، لكن جسدها كان ثقيلاً. أنفاسها بدأت تنقطع، والمياه تغزو رئتيها. في تلك اللحظة، لم يكن الخوف مما سيحدث بعدها، بل كان من الألم، من الظلم، من كل ما عاشته حتى هذه اللحظة.

"لماذا؟ لماذا فعلتم بي هذا؟ لماذا كل هذا الألم؟"

قبل أن تفقد وعيها تمامًا، رأت ظلًا يقترب من سطح المياه، كان سريعًا، كأنه يخترق البحر للوصول إليها. هل هو حقيقي؟ أم أنها تتخيل؟ لم تستطع التفكير أكثر، لأن الظلام ابتلعها تمامًا.

قبل الحادث

إيطاليا.. جنوة

7:10 AM

المدينة الساحلية، البحر الأدرياتيكي يمتد حتى الأفق، والشمس ما زالت خجولة خلف السحب الخفيفة. أصوات النوارس تمتزج مع هدير الموج، والنسيم البارد يعبث بأوراق الأشجار المصطفة على جانبي الطريق.

المبنى الراقي يطل على الميناء، شرفة زجاجية في الطابق الخامس، ستائرها تتحرك مع الهواء. تسود الشقة أجواء هادئة إلا من صوت المياه المنسابة في الحمام.

بخار الماء يملأ المكان، وقطرات تتساقط ببطء على المرآة. الفتاة تقف أمامها، جسدها يلتف بمنشفة بيضاء، شعرها الطويل المبلل يلتصق بظهرها. ترفع يدها، تتلمس أثر كدمة خفيفة على جانب وجهها، عيناها مليئتان بالإرهاق. فجأة، تنزل يدها سريعًا، كأنها ترفض الاعتراف بوجودها.

تفتح خزانة الملابس، تخرج قميصًا أبيض فضفاضًا وسروال جينز فاتحًا. تبدأ بارتداء ملابسها، ولكن قبل أن تنتهي، يُفتح الباب بعنف.

تقف امرأة في منتصف الأربعينات عند الباب، عيناها ضيقتان بغضب، ذراعاها معقودتان فوق صدرها.

المرأة (بحدة): "أيتها الفتاة الغبية! تأخرتِ على العمل! هيا!"

تتوقف عن إغلاق أزرار قميصها، تنظر إلى المرأة بنظرة خاوية، لا تجيب. أصابعها ترتجف قليلًا، لكنها تكمل ارتداء ملابسها بصمت.

تتنهد بضيق، ثم تستدير خارجة من الغرفة، صوت خطواتها الحادة يتلاشى في الممر.

تقف للحظة، تأخذ نفسًا عميقًا، تحاول كبح مشاعرها، ثم تلتقط حقيبتها وتخرج.

صوت إغلاق الباب يملأ الفراغ.

"مرحبًا، ربما يجدر بي أن أعرّفكم على نفسي.

أنا أماليا، أو كما يناديني الجميع: ليا. أبلغ من العمر عشرين عامًا وأدرس الهندسة المعمارية. لم أختر هذا المجال عبثًا، بل لأنه كان شغف والدتي الراحلة، المهندسة المشهورة التي لطالما ألهمتني.

أما عن العائلة... فهناك أبي، فيكتور، الذي لم يعد يشبه الرجل الذي كنت أعرفه. بجانبه تقف زوجته، فيرينا، تلك المرأة المزعجة التي تحرضه ضدي كلما سنحت لها الفرصة. ثم هناك أختي، ميرا... لكن لا تنخدعوا بالألقاب، فبعض الروابط العائلية ليست كما تبدو."

"منذ طفولتي، عرفت معنى العذاب. فقدت أمي عندما كنت في العاشرة من عمري، ومع رحيلها تغير كل شيء. لم يمر وقت طويل حتى أحضر والدي عشيقته إلى منزلنا، وكأنها كانت تنتظر هذه اللحظة. لم تأتِ وحدها، بل جلبت معها ابنتها المزعجة، التي تكبرني بعامين. منذ ذلك اليوم، لم يعد المنزل كما كان، ولم يعد والدي الرجل الذي عرفته."

ولكن تغير كل شيء منذ سنة. لأول مرة، شعرت أن هناك ضوءًا وسط العتمة التي تحيط بي.

عندما دخل كايل إلى حياتي، بدا وكأنه طوق نجاة وسط بحر من الوحدة. لم يكن مثل أبي القاسي الذي لم يرَ فيّ سوى عبئًا، ولا مثل زوجته التي لم تفوّت فرصة لإهانتي، ولا حتى مثل ميرا التي لم ترَني يومًا كأختها.

كايل كان مختلفًا. كان يستمع إليّ عندما كنت بحاجة إلى الحديث، وكان يمسح دموعي عندما كنت أختبئ في غرفتي هربًا من قسوة المنزل. كان يبتسم لي وكأنني أهم شخص في العالم، وكان صوته دافئًا وهو يهمس:

"أنتِ أقوى مما تظنين، ليا."

كلماته كانت تمنحني القوة. كنت أصدقه. كنت أراه ملاذي الوحيد في عالم لم يمنحني سوى الألم.

أنا حقًا أحبه، إنه أفضل رجل في العالم. لا أطيق الانتظار لرؤيته اليوم بعد العمل.

آه، كدت أنسى أن أخبركم أين أعمل! أنا نادلة في مطعم صغير، وراتبي بالكاد يكفيني. لكنه أفضل من لا شيء.

هل تتساءلون كيف أعيش في شقة راقية رغم أن مرتبي ضئيل؟ بسيطة، هذه الشقة كانت ملكًا لأمي.

أمي كانت مهندسة معمارية مشهورة، واحدة من الأفضل في مجالها. بعد وفاتها، كان من المفترض أن تكون هذه الشقة لي، لكنها أصبحت تحت سيطرة أبي. تمامًا كما استحوذت زوجته على كل شيء آخر في حياتي.

ولكن أمي لم تكن ساذجة. كانت تعلم أن فيكتور سيستولي على كل شيء، لذلك تركت لي مبلغًا كبيرًا في البنك باسمي.

أعتقد أنها كانت تخطط لشيء، ربما أرادت أن تؤمن مستقبلي بعيدًا عنه، لكنها رحلت قبل أن تخبرني.

أما أبي، فيدّعي أنه رجل عصامي، أنه بدأ من الصفر، لكنه في الحقيقة سرق كل شيء.

هو رجل أعمال يملك شركة مقاولات، بناها بأموال أمي، لكنه لم يعترف بذلك أبدًا. كان يتحدث عنها وكأنها مجرد شريكة سابقة، لا كأنها المرأة التي جعلت منه ما هو عليه اليوم.

وميرا؟ تعيش في رفاهية بفضل أموال أمي، تتجول بثياب باهظة، تسافر، تخرج كل ليلة إلى الحفلات، بينما أنا… أعمل كنادلة في مطعم صغير، بالكاد أغطي مصاريفي.

ليس لأنني لا أملك المال، بل لأنني لا أريد أن ألمس شيئًا من أموال أمي حتى لا أشعر أنني مثلهم.

أخيرًا، وصلت إلى المطعم بعد نصف ساعة من المشي.

كنت متعبة، لكن هذا لم يكن جديدًا. عملي هنا لم يكن صعبًا جسديًا بقدر ما كان مرهقًا نفسيًا. كنت مضطرة إلى تحمل الزبائن الوقحين، والمدير المتطلب، والزميلات اللواتي لا يتوقفن عن الثرثرة.

لكنني كنت أتحمل كل ذلك، لأن هذا العمل يمنحني شيئًا واحدًا مهمًا: استقلالي.

دخلت من الباب الخلفي، ألقيت التحية على زملائي بسرعة، ثم ارتديت مئزري واستعديت لبدء يوم جديد من العمل الرتيب.

المطعم – الساعة 10:30 صباحًا

حملت صينية المشروبات وسارت بين الطاولات بخطوات سريعة، محاولةً تجاهل الإرهاق الذي بدأ يتسلل إلى قدميها. زبون يطلب فنجان قهوة آخر، وآخر يشتكي من تأخر طلبه. يوم آخر ممل كعادته.

لكن وسط الزحام، وقعت عيناها على شخص مألوف يجلس في الزاوية البعيدة.

كايل.

كان جالسًا على طاولة منفردة، مرتديًا قميصًا أسود يكشف عن عضلات ذراعيه، وأمامه كوب من القهوة بالكاد شرب منه. ابتسم عندما التقت نظراتهما، فأحست ليا بدفء مفاجئ يسري في صدرها.

اقتربت منه بخطوات سريعة، وتساءلت في سرها: لماذا لم يخبرني أنه سيأتي؟

ليا (بمرح): "زيارة مفاجئة؟ ما الذي أتى بك إلى هنا؟"

كايل (بابتسامة هادئة): "اشتقت إليكِ، أردت رؤيتك."

كلماته جعلت قلبها يخفق بسعادة. جلست أمامه لثوانٍ، رغم علمها أن المدير لن يكون سعيدًا بذلك.

ليا: "كان بإمكانك أن تنتظرني بعد العمل."

كايل (مترددًا): "كنت أريد الحديث معكِ في أمر مهم."

شعرت بنبرة غريبة في صوته، لكن قبل أن تتمكن من كم مقعدها بسرعة، وأحست بوجنتيها تحترقان من الإحراج.

ليا (معتذرة): "آسفة، سأعود للعمل حالًا!"

رمقها كايل بنظرة غريبة قبل أن ينهض ببطء.

كايل: "سأنتظرك الليلة، لدينا ما نتحدث عنه."

ثم استدار وخرج من المطعم، تاركًا وراءه إحساسًا غريبًا في قلبها.

ماذا يريد أن يخبرني؟ ولماذا يبدو مختلفًا اليوم؟

لكنها لم تعلم أن تلك الليلة ستغير حياتها إلى الأبد.

حلّ الليل سريعًا، وكأن الساعات قد تسارعت بلا رحمة.

وقفت ليا أمام المرآة، تنظر إلى انعكاسها وهي ترتدي فستانًا أنيقًا بلون الكحلي الداكن، بسيط لكنه مناسب لعشاء رومانسي. شعرها انسدل بنعومة على كتفيها، وعيناها زرقاوان تلمعان بانتظار لحظة اللقاء.

الليلة مميزة. كايل يبدو غريبًا اليوم، لكن ربما يريد مفاجأتي؟ ربما سيعترف بشيء مهم؟

أخذت نفسًا عميقًا، حاولت كبح توترها، ثم حملت حقيبتها وخرجت من الشقة.

المطعم الراقي – الساعة 8:45 مساءً

عندما وصلت، كان كايل ينتظرها عند مدخل المطعم، مرتديًا بذلة رمادية أنيقة، وابتسامة ساحرة تزين وجهه.

كايل: "تبدين جميلة الليلة."

ليا (بخجل): "وأنت تبدو أنيقًا أيضًا."

أمسك بيدها وسار بها إلى الداخل. كانت الأجواء هادئة، الطاولات مضاءة بشموع خافتة، والموسيقى تعزف مقطوعة رومانسية.

لكن رغم كل هذا الجمال، كان هناك شيء غريب

جلسنا على الطاولة، وأتى النادل ليأخذ طلبنا. كايل ابتسم لي ابتسامته الساحرة المعتادة، ذلك النوع من الابتسامات التي كانت تجعل قلبي ينبض أسرع. طلبنا سباجتي باللحم، وهو طبقي المفضل، وكأنه ما زال يتذكر كل شيء عني.

أجواء المطعم كانت هادئة، الأضواء الخافتة تضفي لمسة رومانسية، والموسيقى التي يعزفها العازف في الزاوية كانت كفيلة بأن تجعل أي لحظة مثالية.

في تلك اللحظة، مدّ كايل يده وأمسك بيدي بلطف، إبهامه يداعب أصابعي بخفة، ثم رفعها إلى شفتيه وطبع عليها قبلة خفيفة.

همس بصوت منخفض: "أحب هذه اللحظات معكِ، ليا."

كان يجب أن أشعر بالسعادة… لكن هناك شيء غريب. شيء في نظراته، في طريقته، وكأنه يخفي عني شيئًا لا أستطيع رؤيته بعد.

رحلتي مع القدر - الفصل التاسع عشر

رحلتي مع القدر 19

2025, خضراء سعيد

دراما نفسيه

مجانا

تنهار بيلا بعد اكتشافها أن أنس متزوج ولديه ابنة، ما يدفع والده وفراس إلى مواجهته بغضب. تتوالى الصدمات عندما يكتشف الجميع أن بيلا حامل، بينما يتلقى أنس خبر طلاق شقيقته، لكنه يُفاجأ بحالة طارئة تستدعي تدخله الفوري.

بيلا

زوجة أنس التي تكتشف خيانته وتنهار نفسيًا وجسديًا.

كمال

والد أنس الذي يواجهه بلوم شديد ويعامل بيلا كابنته.

الطبيب

يكشف حمل بيلا ويوصي بالعناية بها
تم نسخ الرابط
رحلتى مع القدر - الفصل التاسع عشر

 
بيلا:أنت مش كنت بتقول أني حبيبتك وروحك أنت بتكذب علىِ بنتك أكبر من أبني خدعتني هو علشان أنا طيبه بتمثل علىِ الحب .
فدخل والده وفراس فكانت الصدمات تتوالى عليه فكان والده ينظر له بلوم وعتاب .
فراس:هو صحيح الست دي مراتك ودي بنتك إزاي خبيت عننا أنك متجوز ؟
فضم كمال بيلا الباكيه وهدأها فقال:يا أبني أنت كنت بتقول أنك بتحب مرتك وهي كل حياتك أومال اتجوزت ليه؟
أنس بضيق:أنا اتجوزتها قبل بيلا هي حب حياتي و ما بنكرش أني بحب بيلا وأنا عمري ما فضلت واحده على الثانيه؟
فسقطت بيلا غائبة عن الوعي فخاف كمال عليها فامر فراس بحملها فاسرع أنس نحوها وأراد حملها ولكن والده اوقفه: ممنوع تلمسها لحتى تسامحك وإذا قررت تبقى معاك أو تتطلق فأنا زي أبوها فنقلها فراس لغرفة أخرى ففحصها الطبيب وبعد دقائق خرج.
الطبيب:مبروك المدام حامل ومحتاجه راحه وتنتبه لاكلها هي مابتهتش بأكلها حاكتب ليها أدوية تتابع عليها فكتب لهم الوصفه وغادر وكان أنس يستمع لما قاله الطبيب وهو سعيد للغاية فدخل عليها وظل يقبلها.
أنس بحزن:أنا آسف يا حبيبتي لو كنت قلت لك ما كنتيش ح تنهاري بس أوعدك أني ح أتعامل معاكي بما يرضي الله ولو طلبتي أطلقك او أطلقها ح أرفض لأن كل واحده فيكم أغلى من الثانيه مش مستعد أخسر واحده فيكم فتلقى رسالة نصيه ففتح الرسالة وأبتسم وذهب لوالده وزف له خبر طلاق شقيقته فاستغرب والده كيف تتزوج وهي صغيره؟
كمال:من متى تجوزت وهي صغيره ومين المخبول اللي عمل كدا؟
أنس:واحد فنان أكيد اغر اللي ما يتسمى وهي حامل بس لازم نهتم بيها فسمع نداء بإسمه في الطوارئ فذهب مسرعا فوصل وصدم من المنظر فاسرع يعاين الحالات وبعدها أمرهم

رواية مدرسة المراهقين

مدرسة المراهقين

2025, كاترينا يوسف

كورية

مجانا

الفتاة انتقلت مع أسرتها إلى كوريا، تواجه تحديًا جديدًا في حياتها مع بداية عامها الدراسي الأول في مدرسة ثانوية كورية. بينما تحاول التأقلم مع الثقافة واللغة الجديدة، تلتقي بأنيا، صديقتها الروسية التي تعرفت عليها في المطار، وتصبح داعمها الأول في هذه الرحلة. معًا، يركبان الباص ويتشاركان أحلامهما ومخاوفهما، بينما تستعد كاترينا لليوم الأول الذي قد يغير مجرى حياتها.

كاترينا

ذكية ومرحة، لكنها تشعر بالغربة في كوريا. تحب الكيبوب والدراما الكورية، لكنها تواجه صعوبة في التأقلم مع الحياة الجديدة.

أنيا

صديقة كاترينا من روسيا، متفائلة ومرحة، تعيش في كوريا منذ عام وتجيد الإنجليزية. تساعد كاترينا على التأقلم

أم كاترينا

امرأة حنونة ومتفهمة، تحاول دعم ابنتها في رحلتها الجديدة، وتشجعها على تقبل التغيير
تم نسخ الرابط
مدرسه المراهقين

فتحت عيوني وأنا بتخبط في المنبه اللي كان بيصوت من ساعة. الشمس كانت لسة مطلعة، والجو برا كان لطيف، بس أنا مش حاسة باللطافة دي خالص. "يا عم، ليه أنا صحيت بدري كده؟ آه، صح... كوريا، المدرسة، حياتي الجديدة اللي مش عارفة ليه أمي قررتها بدل ما كنت مرتاحة في مصر."

قمت من السرير وأنا بتمتم لنفسي: "مش عارفة هعيش إزاي بين ناس بتتكلم لغة مش فاهماها، وبعدين ليه المدرسة هنا بتبدأ بدري كده؟!"
فاتحة الدولاب بتاعي، وأنا برمي هودي على وشي: "خلاص، كاترينا، انتي بنت قوية، هتعدي اليوم الأول وخلاص. بعدين كله هيتعود."

لبست اليونيفورم بتاع المدرسة اللي كان معلق على الكرسي، وهو لسه جديد ومكوي. بصيت في المراية: "إيه رأيك يا كاترينا؟ شكل المدرسة الكورية نضيف أوي، بس شكلهم هيفتكروا إني أجنبية من أول ما يشوفوني."
أمي نادت عليا من برا: "كاترينا، هاتفطر وتروحي! متتأخريش!"
قلتلها: "جاي يا أمي!" وأنا بجري على السلم.

الفطار كان أرز وبعض الأطباق الكورية اللي أمي حاولت تعملها عشان نعيش الجو، بس أنا لسة مش متعودة على الأكل ده. قلتلها: "أمي، أنا مش جعانة خالص، هاخد عصير بس."
هي شخت عليا: "ماتروحيش المدرسة من غير فطار، تعالى كلي شوية."
فأكلت لقمتين وأنا بعمل وشي: "خلاص، كفاية، هتأخّرني!"


أمي وهي بتلم الأطباق قالتلي: "كاترينا، انتي لسة متضايقة من فكرة الانتقال؟"
أنا لفيت عينيا: "أمي، أنا مش متضايقة، بس أنا مش فاهمة ليه بالذات كوريا؟ يعني كان ممكن نروح أي بلد تانية، أو حتى منفكرش في الموضوع أصلاً ونفضل في مصر."

أمي وقفت قدامي، وهي بتشيل طبق الأرز من إيدي: "بصي يا بنتي، أنا عارفة إن ده تغيير كبير ليكي، بس ده قرار مش علشان غير مصلحتك. هنا التعليم أحسن، وهتقابلي ناس من كل حتة في العالم، وهتتعلمي لغة جديدة. ده كلو هيضيف لحياتك."

أنا حسيت إنها بتتكلم بجد، فقلتلها: "أنا عارفة إنك بتفكري في مصلحتي، بس أنا لسة مش متأقلمة. كل حاجة هنا غريبة عليا، حتى الأكل! يعني أنا مش عارفة آكل الكيمتشي ده كل يوم!"

أمي ضحكت: "هتعودي يا قلبي، وهتعرفي تحبي الأكل الكوري. وبعدين، أنا معاكي، مش لوحدك."
قلتلها: "أكيد مش لوحدي، بس أنا عايزة أعرف ليه بالذات كوريا؟ يعني كان في فرص تانية كتير."

أمي قعدت جنبي، وهي بتشيل شعري من ورا: "بصي يا كاترينا، أنا وأبوكي كنا بنفكر في الموضوع من زمان. كوريا فيها نظام تعليمي قوي جداً، وده هيخليكي تقدمي في حياتك. وبعدين، أنا عارفة إنك بتحبي الكيبوب والدراما الكورية، ففكرنا إنك ممكن تستمتعي هنا."

أنا حسيت إنها فعلاً كانت بتفكر في كل حاجة، فقلتلها: "تمام يا أمي، أنا هحاول أتقبل الموضوع. بس لو حسيت إن الموضوع صعب عليا، هكلمك."

أمي حضنتني: "أي وقت يا بنتي، أنا هنا علشانك. وبعدين، متقلقيش، هتلاقي صحاب كتير هنا، وهتعيشي حلوة."


 
 فجأة، التليفون بتاعي رنّ. بصيت على الشاشة، ولقيت اسم "Anya" مكتوب. أنا فرحت أوي، لأن أنيا صاحبتي اللي من روسيا، واللي اتعرفت عليها في المطار من يوم ما وصلت كوريا. هي مش معايا في نفس المدرسة، بس بناخد نفس الباص، فبنلاقي بعض كل يوم.

"Hey أنيا! إيه الأخبار؟"
أنيا ضحكت من على التليفون: "Katrina، انتي جاهزة لليوم الأول؟ عارفة إنك متوترة، بس متقلقيش، أنا هكون معاكي."
أنا حسيت إن قلبي رجع مكانه: "Thank God! أنا كنت حاسة إني ضايعة. كل اللي هنا بيتكلموا كوري، وأنا مش فاهمة حاجة."
أنيا قالتلي: "Don’t worry، أنا كنت زيك لما جيت أول مرة. هنفضل مع بعض، وهنساعد بعض."

أمي سمعتني بتكلم، فسألتني: "مين اللي على التليفون؟"
أنا قلتلها: "أنيا، الصاحبة اللي اتعرفت عليها في المطار. هي مش في مدرستي، بس بناخد نفس الباص."
أمي ابتسمت: "الحمدلله، هتلاقي حد معاكي. خليكي معاها، وهتعرفي تتعاملي مع اللي حواليكي."


نزلت من البيت بعد ما فطرت، والباص كان وصل تحت. بصيت على الساعة، ولقيتها لسة بدري شوية. "الحمدلله، مش متأخرة."
ركبت الباص، ولقيت أنيا واقفة قدام الباب بتاعه، وهي بتروح مدرستها. هي لما شافتني، ابتسمت وقالتلي: "Hey كاترينا! تعالى قربي."
أنا رحت قعدت جنبها، وحسيت إن اليوم بدأ يبقى أحسن شوية.

أنيا قالتلي: "Wow، شكلك في اليونيفورم حلو أوي! المدرسة الكورية شكلها نضيف، صح؟"
أنا ضحكت: "Thanks، بس أنا لسة مش متأقلمة على الفكرة. شكلهم كلهم مرتبين أوي، وأنا حاسة إني مختلفة."
أنيا هزت راسها: "Don’t worry، أنا كنت زيك بالظبط. بس هتلاقي إنهم ناس لطاف، وهتعرفي تندمجي معاهم."

الباص بدأ يتحرك، وأنا قعدت أتفرج على الشارع من الشباك. الجو كان هادي، والناس كانت بتعدي بسرعة على جنب الباص. أنيا قالتلي: "إنتي عارفة إننا بنعدي على شارع المشاهير هنا؟ في ناس كتير بتصور هنا."
أنا بصيتلها: "Really؟ أنا مش شايفة حد!"
أنيا ضحكت: "مش النهاردة، بس في أوقات بتكون مليانة. أنا مرة شوفت فرقة كيبوب مشهورة هنا!"

أنا حسيت إن الموضوع بدأ يبقى ممتع شوية. قلتلها: "أنتي محظوظة! أنا لو شوفت حد منهم، هعيط من الفرحة."
أنيا قالتلي: "هتلاقي فرص كتير هنا، كوريا مليانة حاجات حلوة. بس خليكي فاضية للدراسة برضه، عشان التعليم هنا صعب شوية."

رسائل أحدث رسائل أقدم الصفحة الرئيسية

Pages

authorX

مؤلفون تلقائي

نظام شراء