في قبضة المافيا الروسية - روايه جريمه
في قبضة المافيا الروسية
2025, أدهم محمد
مافيا
مجانا
تضطر لدخول عالم الجريمة في هيوستن، وتواجه المافيا الروسية والمقاتلين المحترفين. تلجأ لإيفان ماركوفيتش، رجل خطير قد يكون الأمل الوحيد لإنقاذ أختها. لكنها تكتشف أن طلب المساعدة قد يضعها في لعبة أخطر مما تخيلت.
إيرين
البطلة الرئيسية، شابة شجاعة تضطر لدخول عالم الجريمة للبحث عن أختها المفقودةإيفان ماركوفيتش
مرتبط بالمافيا الروسية وعالم القتال، وقد يكون الأمل الوحيد لإيرين أو أسوأ كابوس لها.روبي
أخت إيرين المفقودة، التي تورطت مع أشخاص خطرين، مما يدفع إيرين للمخاطرة بحياتها لإنقاذها.
إيرين، بالله عليكِ متدخليش هناك." ڤيڤيان كانت قاعدة في الكرسي الأمامي جنب السواق، وعمالة تفرك في إيديها بقلق. "ده خطر جدًا." حسيت بتوتر في بطني بسبب نبرتها اليائسة. "معنديش اختيار، لازم ألاقي روبي." "هنلاقي طريقة تانية." لينا لفّت في كرسي السواق بتاع عربيتها الحمرا القديمة، وبصّتلي بنظرة توسل. "ڤيڤي عندها حق، متدخليش هناك." بصّيت من الشباك الوراني للعربية الضيقة، وقلبي وقع في رجلي وأنا شايفة المستودع قدامي. المبنى كان شكله قديم وصدئ، منظره يوحي إنه مهجور، بس الحقيقة كانت مختلفة تمامًا. المكان ده كان بيحتوي على واحد من أقوى مراكز تدريب الفنون القتالية المختلطة في العالم. رجالة من كل حتة في الدنيا بييجوا هيوستن مخصوص علشان يحاولوا ياخدوا مكان في التدريبات السنوية القليلة جدًا. بس أنا مش جاية علشان أتدرب. لا، أنا هنا علشان أطلب المساعدة. نوع معين من المساعدة، المساعدة اللي مفيش حد يقدر يقدمهالي غير شخص غارق في الوحل بتاع العالم السفلي في هيوستن. "أنا محتاجة مساعدة." "دول مش النوع اللي تروحلهم علشان المساعدة!" ڤيڤي أصرت على كلامها. "دول النوع اللي عادةً بتحتاجي مساعدة علشان تهربي منهم!" "أنا مع ڤيڤي في النقطة دي، إيرين." لينا كانت بتقضم ضوافرها بقلق. "بجد بلاش تدوري على المشاكل. ڤيڤي أكتر واحدة عارفة، يا ساتر يا رب، إيرين! هي بتشتغل مع المافيا الروسية، أكيد عارفة نوعية الناس اللي زي إيفان ماركوفيتش ده." ڤيڤي ضربت لينا على رجلها بعصبية. "أنا مش بشتغل مع المافيا الروسية! بطلّي كلامك ده، ممكن تأذيني!" لينا حكّت رجلها وقالت، "إنتِ شغالة جارسونة في الساموفار، والمكان ده ملك نيكولاي كلاشنيكوف. لو ده مش تابع للمافيا، يبقى أنا مش فاهمة حاجة في الدنيا!" ڤيڤي ردّت بسرعة، "إنتِ متأكدة من ده؟ محدش عارف إذا كان في المافيا ولا لأ. الناس دي سرّيين جدًا." بصّتلي بقلق، "لما بدأت شغلي مع نيكولاي، حذرني أبعد عن الرجالة اللي بييجوا المطعم، وفعلاً بسمع كلامه. إيفان ماركوفيتش زبون دائم هناك، فخدي بنصيحة نيكولاي، إيرين، وابعدي عنه بأي تمن." كنت ممتنة لتحذيرها، بس كان الوقت فات على التراجع. "معنديش اختيار، هدخل." ڤيڤي كانت شكلها هتعيط، ولينا طلّعت نفس طويل وقالت، "خلي موبايلك في إيدك وافتحي رقمي. لو حصل أي حاجة غريبة، دوسي الزرار وإحنا هنيجي نطلّعك." في أي وقت تاني كنت هضحك على نبرة البطلة اللي بتتكلم بيها لينا، بس دلوقتي كنت محتاجة قوتها ودعمها. طلّعت موبايلي من الشنطة ومسكتُه بإحكام. "تمام، أنا جاهزة." ڤيڤي مدت إيدها ومسكَت معصمي بقوة، "إياكِ توعديه بأي حاجة. الروس دول عندهم موضوع الدين ده مقدّس. لو وعدتي بحاجة، لازم تسدديها، وهيستنوكِ توفّي بوعدك مهما كان." مسلحة بتحذير ڤيڤي ووعد لينا إنها هتيجي تنقذني لو حصلت أي مصيبة، فتحت باب العربية ونزلت. نسمة حارة من مايو لعبت بجيبة فستاني، فعدّلتها بسرعة وأنا بمسح بكفي المتوترة على القماش. سرّحت شعري القصير بأصابعي، وبلعت الغُصّة اللي كانت واقفة في حلقي. حطّيت نضارتي الشمسية على عيني، وأجبرت رجلي إنها تتحرك. الباب الرئيسي كان تقيل بشكل مرعب. حاولت أدفَعه بكتفي، لكنه بالكاد اتحرك. أخيرًا، بعد معافرة، بدأ ينفتح، وواجهني هواء بارد لدرجة صدمتني. وأنا بدخل المستودع، ما قدرتش أمنع نفسي من التفكير: هل فتح الباب ده كان أول اختبار للمقاتلين اللي بييجوا هنا عشان يتدربوا؟ بمجرد ما دخلت، شجاعتي راحت في مهب الريح. المكان كان واسع جدًا، ومليان أقفاص للملاكمة والتدريبات القتالية. من بره، المستودع كان شكله خرابة، لكن دلوقتي فهمت قد إيه واجهته المتهالكة كانت خادعة. من جوه، المكان كان مظلم شوية، لكنه مليان بمعدات غالية. كان مزدحم برجالة عرقانين، نصهم تقريبًا نص عريان، بعضهم بيتمرن، والبعض التاني بيتضارب بشراسة جوه الأقفاص. وجودي ما عدّاش مرور الكرام. شوية عضلات وقفوا عن رفع الأوزان وبصّوا عليا باستغراب. حسيت بعدم ارتياح، فرفعت نضارتي الشمسية وحطّيتها فوق راسي، وحضنت دراعي اليمين على صدري. يمكن ڤيڤي كان عندها حق... دي كانت فكرة سيئة، سيئة جدًا. "ممكن أساعدك؟" لفّيت على الصوت، لقيت راجل كبير في السن، شكله ممكن يكون في عمر جدي، بييجي ناحيتي من جنب واحدة من محطات التدريب. صوته كان مليان لكنة تقيلة، بس مش روسي… لا، اللهجة اللي كانت بتلون كلماته كانت إسبانية. "إنتي تايهة؟" هزّيت راسي وقلت، "أنا محتاجة أقابل السيد ماركوفيتش." رفع حاجبه الأبيض بدهشة. "إيفان؟ إنتي عايزة تقابلي إيفان؟" أومأت بسرعة. "أيوه، من فضلك." فضل يبصّلي لحظة كأنه بيقيّمني، وبعدين طلع نفس طويل وحرّك صوابعه بإشارة خفيفة. "اتبعيني." مشيت وراه وأنا محافظة على مسافة قريبة. ركّزت عيني على ضهر التيشيرت الرمادي اللي لابسه، ورفضت أبصّ للعيون الفضولية اللي كانت بتتبعني. واضح إنهم مش متعودين يشوفوا ستات في المكان ده. "استني هنا." الراجل العجوز بصّلي بنظرة تحذير. "متتكلميش." قلبي وقع في رجلي. "متتكلميش"؟ إيه المكان ده بالظبط؟ لما سبني لوحدي، جرّأت نفسي وبصّيت ناحية القفص المعدني اللي قدامي. كان مرفوع على مسرح صغير، وشبه اللي كنت بشوفه في عروض القتال المدفوعة. زمان، لما كنت قاعدة في أوضة معيشة حبيبي السابق، ما قدرتش حتى أكمل مشاهدة الجولة. لكن دلوقتي، وأنا واقفة قريب لدرجة إني سامعة صوت الضربات اللي بتتصادم مع الأجساد، حسّيت إن دماغي بتلف. العنف والدم عمرهم ما كانوا حاجة أقدر أتحملها بسهولة. على عكس ڤيڤي ولينا، أنا عشت حياة محمية، بعيد عن المشاكل. لحد ما دخلت روبي في مشاكل الإدمان والقضايا، ما كنتش حتى أعرف أي حاجة عن العالم السفلي لهيوستن. دلوقتي، أنا باخد درس مكثّف في أسوأ ما يمكن للمدينة دي إنها تقدمه. صوت رجل بيزعق لفت انتباهي. كان صوته واضح جدًا رغم الموسيقى العالية اللي شغالة في السماعات. مع إني عمري ما قابلت إيفان ماركوفيتش قبل كده، لكن مفيش شك إن الراجل المخيف ده هو هو. واقف قدام القفص مباشرة، شكله كان مختلف تمامًا عن الجو العنيف حواليه. كان لابس بنطلون رمادي مفصَّل بدقة وقميص أبيض بأكمام مرفوعة لحد كوعه، مكشفًا عن دراعات مليانة عضلات وتاتوهات. حتى من المسافة دي، الحروف السيريليّة كانت واضحة جدًا. مش محتاجة أكون خبيرة علشان أفهم معناها. إيفان صفق بإيديه وبدأ يصدر أوامر بالروسية، صوته كان قوي ومليان سيطرة. جوه الحلبة، المقاتلين ما جراش في بالهم حتى يعصوا أوامره. بالعكس، زوّدوا ضربهم لبعض، اللكمات والركلات كانت بتنزل بقوة. رغم كل العنف ده، كنت مرتاحة إنهم لابسين خوذات وقفازات للحماية. راجل تاني واقف بره القفص ضرب قطعتين خشب ببعض، مشيرًا لانتهاء الجولة. إيفان فتح باب القفص ودخل بخطوات ثابتة. أشار للمقاتلين اللي كانوا بينهجوا وعرقانين إنهم يقربوا منه. لفّ دراعاته على أكتافهم وسحبهم ناحيته، وهمس لهم بشوية كلام. ما قدرتش أفهم ولا كلمة، لكنهم كانوا بيسمعوا بانتباه شديد. بعد ما خلص كلامه، ضرب كل واحد منهم على كتفه وخرج من القفص. بدأ ينزل السلالم المعدنية القصيرة، لكن فجأة وقف مكانه. عيونه قابلت عيوني. النظرة اللي رمقني بيها حرّقتني من فوق لتحت، كأنه بيمسحني بعينيه. قطّب حواجبه وهو بينزل السلالم، وبعدين مال بدماغه ناحيّة الراجل العجوز اللي كان بيتكلم معاه. لكن، ولا لحظة واحدة، رفع عني نظره. إيفان استمع للراجل العجوز وهو بيتكلم، بس عيونه فضلت مثبتة عليا، كأنه بيحاول يقرا أفكاري. قلبي بدأ يدق بسرعة، وإحساس غريب تسلل لجسمي… مش خوف، مش ارتباك، لكن مزيج من الحاجتين معًا. بعد لحظات، أومأ إيفان بإشارة بسيطة، والراجل العجوز تحرك بعيدًا. بخطوات هادئة، بدأ يقترب مني. كل حركة منه كانت مدروسة، كأنه متعوّد يسيطر على كل حاجة حواليه، حتى المسافة اللي بتفصلنا. "إنتي مين؟" صوته كان منخفض لكنه محمّل بالثقل والسلطة. حسيت إن كل الأنظار اتجمعت علينا، لكني كنت عارفة إن التراجع مش خيار. رفعت راسي، بالرغم من التوتر اللي كان بيخنقني، وقلت بثبات: "أنا إيرين. محتاجة مساعدتك." ابتسامة خفيفة—مش سخرية، لكن حاجة أقرب لاختبار صبري—ظهرت على وشه. لفّ دراعاته على صدره وقال: "وأنا ليه أساعدك؟" بلعت ريقي. كنت عارفة إن دي اللحظة اللي كل حاجة فيها هتتحدد. "علشان أنا عارفة إنك الوحيد اللي يقدر يساعدني. ومقابل ده… أنا مستعدة أدفع التمن." عينيه ضاقت وهو بيدرسني، وكأنه بيحاول يكتشف إذا كنت فاهمة فعلاً معنى كلامي ولا لأ. بعد لحظة صمت طويلة، قال بهدوء: "التمن عندي غالي، إيرين. متأكدة إنك مستعدة؟" ما قدرتش أمنع الرعشة اللي عدّت في جسمي. كنت عارفة إنني دخلت لعبة خطيرة جدًا… لكن، برغم كل شيء، كنت مستعدة أخوضها. "أنا متأكدة." إيفان ابتسم ابتسامة خفيفة، لكن عيونه فضلت باردة. "طيب… احكيلي، إنتي عايزة إيه؟" إيفان ساب مسافة قصيرة بيننا، لكن التوتر في الجو كان كافي يخلي كل عضلة في جسمي متشنجة. بصيت في عيونه الداكنة، وحاولت أقاوم الرهبة اللي حسيتها وأنا واقفة قدامه. "أنا بدوّر على روبي." ارتفع حاجبه بخفة، وكأنه بيقيّم الموقف. "وروبي دي تبقى مين؟" اخدت نفس عميق وقلت: "أختي." نظرته ما اتغيرتش، لكن حسيت إن اهتمامه بيّا زاد. وقف لحظة كأنه بيجمع أفكاره، وبعدين قال بهدوء: "وأنا إيه علاقتي بموضوع أختك؟" كنت متوقعة السؤال، فجاوبت من غير تردد: "آخر مرة شوفتها، كانت مع واحد من رجالتك. اسمه فيكتور." فجأة، النظرة اللي في عيونه بردت أكتر. ملامحه ما تغيرتش كتير، بس حسيت بطاقة غريبة طالعة منه—طاقة خطيرة. "فيكتور مش من رجّالتي." قالها بصوت منخفض، لكن في حدة خلتني أفهم إن الموضوع أكبر مما كنت متخيلة. رفعت حواجبي باستغراب. "بس أنا متأكدة إن…—" قاطعني بحركة بسيطة من إيده، كأنه بيأمرني بالسكوت. قرب خطوة صغيرة، بقت المسافة بيننا أقرب من اللازم، فحاولت أثبت مكاني وما أتحركش للخلف. "إنتي ما تعرفيش إنتي بتلعبي مع مين، إيرين." قالها بنبرة فيها تحذير واضح. "لو فيكتور فعلاً معاه أختك، يبقى انتي مش بس داخلة في مشكلة… انتي داخلة في كابوس." حسيت بقشعريرة عدّت في جسمي. كنت فاكرة إن جايالي هنا كانت خطوة صعبة… لكن واضح إن اللي مستنيني أسوأ بكتير. "أختي فين، إيفان؟" سألت بصوت مليان قلق، وحاولت أحافظ على نبرتي قوية. نظر لي للحظة طويلة، وبعدين ابتسم ابتسامة شبه خالية من المشاعر. "هيا دي المشكلة، إيرين… إنتي فاكرة إنك جاية تطلبي خدمة. لكن الحقيقة؟ إنتي خلاص بقيتي جزء من اللعبة." يتبع
تعليقات
إرسال تعليق