موصى به لك

الأقسام

الأفضل شهريًا

    الأعلى تقييمًا

      زميل سكن الجامعة - رواية حب

      زميل سكن الجامعة

      2025, تريزا عبدالمسيح

      مراهقة

      مجانا

      لقت نفسها فجأة من غير مكان تعيش فيه قبل الجامعة بأيام قليلة. بعد بحث كتير ويأس، لقت إعلان عن أوضة شكلها مثالي في شقة كويسة. لما راحت تشوف المكان، اكتشفت إن صاحبه شاب هو نفسه اللي صادفته في موقف محرج في الجراج. رغم التردد والقلق الواضح بين الاتنين، خصوصاً من ناحيته بسبب تجارب قديمة. قرروا يجربوا يعيشوا زملاء سكن لعدم وجود خيارات أفضل، مع وجود تحفظات عند كل واحد فيهم.

      ريان

      شابة وطالبة جامعية بتدرس تمريض وعلم نفس. لقت نفسها فجأة من غير بيت قبل بداية الدراسة بكم يوم بسبب ظروف خارجة عن إرادتها. باين عليها بنت مسؤولة لكن نفسها في الاستقلال.

      إيثان

      الشاب صاحب الشقة اللي ريان لقت إعلان عن أوضة فيها. طالب في كلية التجارة وكابتن فريق الهوكي بتاع الجامعة. شكله جذاب لكن عنده تحفظات ومشاكل من علاقات سابقة، وكان بيدور على زميل سكن راجل.

      إيزابيل

      صاحبة ريان الانتيمة. هي السبب غير المقصود في الأزمة اللي ريان فيها حالياً بسبب غلطة في حجز الشقة الأولى. باين عليها طيبة ومحبة لكن يمكن مش خبرة أوي في أمور الحياة، وقدمت لرّيان حل مؤقت للسكن.
      تم نسخ الرابط
      زميل سكن الجامعة

      ريان:
      عمري ما كنت أتخيل إني هلاقي نفسي من غير بيت وأنا عندي واحد وعشرين سنة. بس بصراحة صاحب العمارة اللي طلع مش تمام وصاحبتي الانتيمة اللي مش بتعتمد عليها هما السبب، وده بالظبط اللي كان بيحصل.
      
      "قصدك إيه إن فيه مشكلة في عقد الإيجار بتاعنا يا إيز؟" سألت وأنا بلزق بسرعة باللصق آخر كرتونة من كراتين النقل عشان أقفلها. "إيه اللي حصل؟"
      
      بعد ما لقيت شغلانة صيفية (تدريب صيفي) في بلد الكلية بتاعتنا، إيزابيل كانت مسؤولة إنها تلاقي لنا مكان نأجره للسنة التالتة في الكلية. على حسب كلامها، كانت لقت المكان: شقة صغيرة وحلوة ومريحة أوضتين نوم في منطقة الكلية وبسعر معقول. كنا هنقابل صاحب العمارة ونمضي عقد الإيجار وناخد المفاتيح لما أوصل بكرة.
      
      "مش عارفة!" صرخت. "أعتقد إن صاحب العمارة لقى مستأجرين تانيين مستعدين يدفعوا أكتر. بما إننا ممضناش عقد الإيجار بإيدينا لسه، هو باعنا وسابنا في نص الطريق."
      
      الأحلام الوردية المفصلة اللي كنت بنيتها طول الصيف عن السنة اللي جاية دي اتبخرت. لا لا لا.
      
      كنا مخططين لكل حاجة؛ من أول إزاي هنديكور (نزين) الشقة (ستايل قديم بس شيك ومريح) لحد القواعد اللي هتحكم زيارات الصحاب الولاد الافتراضيين (يبياتوا عندنا يومين في الأسبوع بالكتير). كنت قريبة أوي من الحرية الحلوة بتاعت السكن برة الكلية لأول مرة.
      
      اتأففت بضيق. "الكلية هتبدأ كمان أقل من أسبوع. كان لازم بجد نمضي العقد ده من بدري."
      
      "هو قال إننا منقدرش نعمل كده غير لما ترجعي،" إيزابيل قالت. "حاجة ليها علاقة بالأوراق الرسمية لو عملناها إلكتروني (أونلاين)."
      
      هي نسيت تقول الأسباب دي في كلامنا اللي فات. ربنا يهديها، أنا بحب إيزابيل بس ساعات بتكون مش خبرة في الدنيا أوي.
      
      "ده، إممم، شكله مش تمام شوية يا إيز."
      
      "أظن كده، مش كده؟ وبصراحة كده، صاحب العمارة ده كان شكله ممكن يكون بتاع مشاكل. كان عمال يبص على صدري وهو بيفرجني على الشقة. غالباً فيه كاميرات مستخبية في كل حتة في الشقة دي كده كده،" قالت وهي بتفكر وسرحت بخيالها، وكانت بسرعة بتخترع نظرية مؤامرة مجنونة تانية من نظرياتها.
      
      وقفت وسيبت اللصق من إيدي. مابقاش فيه لازمة أستعجل وأخلص الشنط دلوقتي وأنا مابقاش عندي مكان أفضّي فيه الشنط. "يمكن عندك حق، بس دلوقتي مابقاش عندي مكان أنقل فيه بكرة. هعمل إيه؟ هتعملي إيه؟"
      
      "مممم..." قالت وهي مترددة. "خالتي وعمي قالوا إني ممكن أقعد هنا دلوقتي. بيت حمام السباحة بتاعهم ده تحفة."
      
      يا سلام. هي كان عندها خطة بديلة، لكن أنا لأ.
      
      كأنها سمعت أفكاري، زودت وقالت: "دي مجرد أوضة مفتوحة (استوديو). مفيش مكان كفاية لشخصين يعيشوا هنا فترة طويلة، بس ممكن تنامي على الكنبة دلوقتي (في الوقت الحالي). هتبقى حاجة مسلية. كأننا في سكن الكلية تاني (أيام السكن الجامعي من أول وجديد)."
      
      آه، تسلمي، متعة لا توصف. مفيش خصوصية، مفيش مساحة شخصية، ومفيش أوضة نوم تبقى بتاعتي. آه، كده تبقى فعلاً زي أيام السكن الجامعي. بدأت أشوف زي هالات كده قدام عيني، صداع نصفي بيستخبى في الضلمة عشان يهاجم. لازم ألاقي العلاج بتاعي قبل ما الصداع يزيد أوي.
      
      "شكراً يا إيز. ده هينفع دلوقتي." اتنهدت وأنا بدعك مناخيري من فوق (بين العينين).
      
      وأنا ببص على أوضة النوم الفاضية، كنت بعصر دماغي وبحاول أفتكر كنت حطيت البرشام بتاعي فين في الشنط. يمكن لسه في شنطة إيدي... أياً كان مكانها فين.
      
      نور الشمس كان داخل من الشباك على سريري بتاع زمان اللي مقاسه فردة ونص وتسريحة خشب بلوط، المنظر هو هو زي ما كان طول عمري فاكرة. حسيت بحنين كده للماضي وجع قلبي للحظات. غالباً دي كانت آخر صيف أقضيه في بيتنا. وللأسف، دلوقتي شنطي كلها جاهزة ومفيش مكان أروحه.
      
      "ممكن نبدأ ندور على مكان جديد في أسرع وقت ممكن، أوعدك. مين عارف، يمكن نلاقي مكان أحسن كمان. كل حاجة هتبقى تمام وهتتسهل،" قالت.
      
      حسيت من نبرة صوتها إنها كانت already زعلانة من نفسها وبتلوم نفسها على اللي حصل؛ هي من النوع اللي يفضل صاحي ومش بينام لأيام بسبب حاجة زي دي. وأنا مكنتش غضبانة منها، بس كنت زعلانة وخايبة الأمل إن شقتنا اللي كانت زي الحلم اتخدت مننا في ثانية. اختفت.
      
      "تمام. أنا متأكدة إنها هتبقى كويسة،" وافقت وأنا بُمثل إني مبسوطة. بصراحة، أنا مكنتش متأكدة خالص. وكان قدامي خمس أيام بس ألاقي فيهم مكان أسكن فيه قبل ما الدراسة تبدأ.
      بعد ما بلعت برشام الصداع النصفي بشوية شاي تقيل أوي، عملت لفة في الأوضة وبصيت كويس على أي حاجة يمكن كنت نسيتها. كل اللي اتبقى كان كام شماعة وحيدة في الدولاب الفاضي وكام كرتونة نقل قدامي.
      مكنتش عارفة أقرر إذا كان ده حزين ولا مريح لما عرفت إن كل حاجتي دخلت في كراتين قليلة أوي كده. أو يمكن مجرد حاجة مريحة وبس، دلوقتي وأنا خلاص هعيش في عربيتي.
      *
      دماغي كانت بتلف طول بقية بعد الضهر وأنا عمالة أحاول ألاقي حل بسرعة. قولت لنفسي إن الأمور هتتسهل. لازم تحصل كده. بس لسه معرفتش أقنع نفسي بالواقع ده لما قعدت على السفرة عشان آكل العشا، وده كان باين عليا.
      ريحة الجبنة السايحة والطماطم والريحان كانت بتوصلني وأنا بتسحب على الكرسي بتاعي اللي قصادها على السفرة.
       
       
       
       
       
      "ريان يا حبيبتي، مالك؟" ماما بصت في وشي كويس وهي بتناولني طبق من المكرونة بالبشاميل بتاعتها المشهورة. أخدت لنفسي قطعتين، ومعاهم حتة كبيرة أوي من عيش بالوم. قولت لنفسي في يوم من الأيام لازم أطبخ حلو زيها كده. أصلاً إني أطبخ أي حاجة خالص يمكن تكون بداية كويسة. "صداعك لسه تاعبك؟"
      أخدت قطمة من العيش بالوم ومضغتها ببطء عشان أكسب وقت. مكنتش عايزة أكدب عليها، بس الصراحة كمان مكنتش باينة فكرة كويسة. هي كانت بتبص عليا وأنا مترددة إذا كنت أقول لها الحقيقة كاملة وأقلقها على وضعي الحالي إني من غير بيت، ولا أقول لها نص الحقيقة.
      رديت وأنا بحاول أكون حذرة: "بس بظبط شوية تفاصيل سكن كده في آخر لحظة أنا وإيزابيل. النقل بيوتر وبيزهق، بس كده." تمام، يعني أنا كده كنت بكدب بس بطريقة إني مخبية جزء من الحقيقة، بس اخترت إني أتجاهل التفصيلة دي.
      
      ظهر خط كده بين حواجبها، فكّرني قد إيه هي كبرت في السن من ساعة ما مشيت رحت الكلية. كانت لسه جميلة، بس كنت بسأل نفسي إذا كانت عيشة لوحدها صعبة عليها أكتر مما كانت بتبين. مع إنها كانت بتصر إنها مبسوطة لوحدها، ساعات كنت بتمنى إن يكون فيه حد جنبها يونسها.
      
      كشّرت وخطوط القلق زادت. "إنتي عارفة، أنا بقلق عليكي وإنتي قاعدة في شقة لوحدك خالص. سكن الكلية هيبقى مكان أمان أكتر بكتير ليكي."
      
      ماما ربّتني لوحدها؛ عمري ما شفت أبويا. من ساعة ما وعيت على الدنيا، كنا دايماً أنا وهي بس. كنا قريبين أوي من بعض، وده في الأغلب كان حاجة كويسة. بس ده كمان كان معناه إن هي كانت بتميل إنها تقلق عليا زيادة عن اللزوم، وأنا كنت بموت وعايزة الاستقلالية الزيادة اللي سكن الكلية مش هيديهالي. حاجات زي مفيش مواعيد رجوع متأخرة ومفيش قواعد صعبة عن مين ممكن يبيات معانا.
      
      أنا بصراحة مكنتش عايزة أبقى مش مسؤولة (أتهور)، أنا بس كنت عايزة يكون متاح ليا الاختيار ده.
      
      "مش هبقى لوحدي يا ماما، هبقى مع إيز." ماما كانت بتحب إيزابيل؛ أغلب الناس كانوا بيحبوها.
      
      "عارفة، بس إنتوا الاتنين لسه صغيرين أوي إنكم تبقوا لوحدكم كده،" قالت وهي قلقانة وبتشك حتة خس من سلطة السيزر بالشوكة بتاعتها.
      
      "إنتي مكنتيش أكبر بكتير لما خلفتيني،" قولت لها. "أنا حتى معنديش بيبي أقلق عليه. أنا هبقى كويسة."
      على الأقل، هبقى كويسة أول ما أحل مشكلة السكن دي وألاقي مكان أسكن فيه.
      
      مشيت الصبح تاني يوم بعد كذا حضن كده مليان دموع ووعود إني أتصل أول ما أوصل. للأسف، السواقة لحد الكلية تاني كانت طويلة ومملة ومليانة غيطان درة ملهاش آخر. سمعت برامج صوتية، كتب صوتية، الراديو وقايم التشغيل بتاعتي، بس الوقت كان بيعدي ببطء أوي برضه. بعد ست ساعات طوال، وصلت بالعربية لحد القصر الكبير بتاع خال وعم إيزابيل اللي على طراز تيودور وركنت على جنب. فتحت شنطة العربية، ونزلت نطّيت من العربية بسرعة وأنا عايزة أخلص من القفص المعدني بتاعي ده (العربية).
      
      "ريان!" إيزابيل صرخت بصوت عالي ومتحمس. شعرها الأشقر العسلي كان طاير في كل حتة وهي بتجري عليا عشان تحضني حضن دافي بريحة ورد. "وحشتيني أوي!"
      رديت عليها الحضن، وإحساس الراحة بتاع الصداقة الحلوة غمرني. "إنتي كمان وحشتيني يا إيز." بعدنا عن بعض وشاورت على العربية براسي. "ممكن تساعديني في الكراتين دي؟ عايزة أشوف المكان الفخم ده."
      
      "ممكن أساعدك،" قالت. "بس بعد كده لازم أروح بسرعة على محطة الراديو لكام ساعة كده."
      
      "آه، أنا كنت فاكرة إنك قلتي إمبارح كان آخر يوم في التدريب بتاعك."
      
      "وأنا كمان كنت فاكرة كده." عملت وش كده. "بعد كده ماندي جتلها نزلة معوية ودلوقتي ناقصهم مساعدين إنتاج. أنا محتاجة منهم توصية كويسة عشان كده مقدرتش أسيبهم كده. المفروض أخلص على نص الليل تقريباً. ممكن نقعد ونتكلم بعدين لو لسه صاحية."
      
      في الوقت اللي طلاب الكلية كانوا بيبقوا سهرانين طول الليل تقريباً، أنا كنت بصحى بدري أوي بطبعي. حتى لما كنت بسهر لوقت متأخر، كنت بلاقي نفسي بصحى مع شروق الشمس، مهما حاولت أرجع أنام تاني. ده كان كويس في أيام الأسبوع؛ بس أقل في إجازة آخر الأسبوع.
      
      "طب، خلينا نشوف هعمل إيه في موضوع إني ألاقي مكان،" قولت. "يمكن أفضل سهرانة طول الليل أدور."
      
      إيزابيل عملت لي بإيديها (كأنها بتقول متقلقيش). "يا عم متقلقيش. ممكن تقعدي هنا براحتك خالص على قد ما تحتاجي." حاجة كويسة منها إنها قالت كده، بس غالباً مش هتفضل كده بعد كام أسبوع من إننا نشارك حمام واحد.
      
      بسرعة دخلنا الكراتين، ورصينا أغلبهم على جنب جنب الدولاب اللي عند المدخل. إيزابيل كان عندها حق: بيت حمام السباحة كان تحفة. مكانه في الجنينة الخضرا الكبيرة بتاعت الفيلا، كان متشطب كله تشطيبات فخمة أوي. بلاط رخام، أسطح رخام كوارتز رمادي، أرضيات خشب بلوط أبيض شكله قديم أو معتّق. كان شكله كإنه طالع من مجلة ديكورات بيوت.
      
      المكان المثالي لوحدة عايشة لوحدها - لواحدة بس. استوديو مفتوح، أوضة النوم ومكان القعدة كانوا حاجة واحدة. ده خلى المكان ضيق وكنت شاكة إننا هنفضل بنتخبط في بعض طول الوقت. لحسن الحظ، ولا واحدة فينا بتشخّر. بصراحة، ساعات إيزابيل كانت بتشخّر. عمري ما كان عندي قلب أقول لها كده عشان كانت هتتحرج جداً، بس على الأقل مكنش صوت الشخير عالي.
      
      شغّلت جهاز ماك بوك الدهبي بتاع إيزابيل وبدأت أدور بجنون على الإنترنت على أماكن متاحة للإيجار. ده كان في أواخر شهر تمانية، والفرص كانت قليلة أوي بما إن أغلب الناس كانوا Already ظبطوا أمور سكنهم لحد دلوقتي. لحد وقت قريب، كنت فاكرة إني أنا كمان من الناس دي.
      
      إيجار شقق لينا إحنا الاتنين كانت حاجة مستحيلة من البداية. تقريباً كل حاجة كانت متأجرة، وأي حاجة كانت موجودة كانت ضعف الفلوس اللي نقدر ندفعها. إيزابيل كانت دورت شوية برضه، بس لحد دلوقتي محالفناش الحظ إننا نلاقي مكان نشاركه سوا أو مكان ليا لوحدي.
      
      صحباتي التانيين القريبين مني برضه مفيش منهم فايدة. هانا لسه ناقلة تعيش مع صاحبها سام، وآفا كانت مشاركة في بيت أصلاً ضيق تلات أوض نوم مع 3 بنات تانيين، وده مكنش أحسن بكتير من وضعي مع إيزابيل. كان ممكن أتواصل مع كام بنت تانية من دفعتي في التمريض، بس من غير أي معلومات أكيدة (من غير أي حاجة توصلني لحل)، هكون كإني ماسكة في الهوا (بحاول في الفاضي).
      
      إني مبقاش عندي مكان أقول عليه بيتي كان حاجة مقلقة ومزعجة؛ كنت قلقانة وعايزة أنقل وأفضّي شنطي بسرعة. دلوقتي، هحتاج بس الحاجات الأساسية أوي في شنطة السفر بتاعتي. كان ممكن ألجأ لسكن الكلية وأسلم أمري لظروفه، بس مكنتش متأكدة إذا كنت هستحمل سنة تانية من أكل السكن الجامعي أو قواعد السكن الجامعي. أو زميلة سكن تانية يختاروها لي. ده كان آخر حل ممكن أفكر فيه (حاجة مستحيلة تقريباً).
      
      وأنا قاعدة مفرودة على الكنبة اللي عاملة سرير مؤقت، كنت بقلّب في إعلانات الكلية المبوبة، وبعمل دايرة على إعلانات 'مطلوب زميل سكن' بالقلم الجاف الموف اللامع بتاعي. بما إن الكلية كانت بتراجع الإعلانات دي وتتأكد منها عشان تتأكد إن الطلاب المسجلين بس هما اللي ينزلوا إعلانات، ده بان إنه أكتر طريقة أمان (أنسب طريقة أمشي فيها).
      
      
      
      
      
      
      
      بس زي ما كنت متوقعة، محالفنيش الحظ أوي. لما اتصلت بكام واحد كده كانوا باينين كويسين، طلعوا خلاص اتملوا. على الوضع ده، كنت متأكدة إني هلزق في بيت حمام السباحة ده للأبد. كنت خلاص هقفل جهاز ماك بوك عشان أتفرج على أي برنامج واقعي كده أنسى بيه همومي لما لاحظت إعلان جديد تحت خالص في آخر الصفحة.
      
      أوضة للإيجار في شقة واسعة (كوندو) أوضتين نوم على طراز اللوفت. حمام خاص بيا. واسعة، هادية، ونضيفة. موقع ممتاز قريبة من كلية برودر مشي. ممنوع التدخين، مطلوب طالبة جامعية ناضجة.
      
      كانت باينة مثالية أوي، عشان كده غالباً كانت خلاص اتملت زي الإعلانات التانية. بس لسه تستاهل إني أجرب. بعتت رسالة على الرقم اللي كان في الإعلان.
      
      "إزيك، أوضة الإيجار دي لسه موجودة؟ لو كده، أحب آجي أشوفها. قوليلي إيه الوقت المناسب ليكي. - ريان."
      
      كتمت نفسي، مستنية الرد بفارغ الصبر. دي كانت فرصتي الأخيرة. يا دي يا إما سكن الكلية. لقيت إن التبصيص في الموبايل مش بيفيد، عشان كده قررت أعمل كوباية شاي ألهي نفسي بيها. وأنا بملى براد الشاي في مطبخ إيزابيل، الموبايل بتاعي رن (بصوت رسالة). جريت بسرعة تاني على أوضة المعيشة، وأنا مجهزة نفسي لخيبة أمل أكيدة.
      
      "لسه موجودة. الإيجار بـ 500 دولار في الشهر. العنوان: 2550 شارع أوبرن، وحدة 605. الساعة 7 بليل النهاردة؟"
      
      يا سلام! 500 دولار في الشهر لمكاني الخاص بيا وحمامي لوحدي هيبقى صفقة ممتازة. أكيد فيه حاجة غلط؛ حالة تانية لحاجة أحلى من إنها تكون حقيقة، غالباً. المكان غالباً كان مليان نمل أو حاجة. بس في اللحظة دي، كان يستاهل إني أجرب. هخسر إيه؟
      
      
      
      
      
      
      ريان
      
      الواجهة (الخارجية) المصنوعة من الإزاز والحديد لعمارة شقق حديثة ومذهلة مش عالية أوي كانت بتلمع قدامي في نور شمس المغرب اللي كان بيقل. كانت الساعة قبل سبعة بالظبط وكنت راكنة في الشارع، متأكدة إني أكيد غلطانة.
      
      مش ممكن يكون ده صح، صح؟ استغربت وبصيت تاني، بصيت على العنوان تاني: 2550 شارع أوبرن. دي كانت العمارة اللي أنا وإيزابيل كنا بنعدي عليها بالعربية واحنا رايحين اليوجا. كنا دايماً بنحلم نسكن فيها، بس الشقق اللي بتتأجر كانت ملك لأصحاب خاصين وكانت دايماً أغلى بكتير من اللي نقدر ندفعه. بناءً على شكل العمارة، المكان نفسه كان أكيد ينفع أعيش فيه. بصراحة، أكتر من مجرد ينفع أعيش فيه، بما إن ده مجمع شقق فاخر.
      
      علامة استفهام واحدة بس اللي كانت فاضلة: زميل السكن. بعد ما عشت في سكن الكلية سنتين، مكنتش غريبة عليا موضوع زملاء السكن الوحشين؛ أنا وإيزابيل اتقابلنا لما كانوا حاطينا سوا في أوضة سكن جامعي فيها 4 بنات في أول سنة في الكلية، واللي كانت معاها بنت تانية سرقت هدومي، ولبستها قدامي، وبعد كده كدبت في وشي بخصوص الموضوع ده. كان موقف صعب، والكلية رفضت تعمل أي حاجة بخصوصه.
      
      على الأقل في الموقف ده، أنا اللي كنت بتحكّم في مين هعيش معاه، بدل الإدارة بتاعة سكن الكلية اللي ملهاش وشوش واللي ماشية بالنظام المعقد ده.
      
      نزلت بالراحة على المطلع بتاع الدخول ولفيت جوه الجراج اللي تحت الأرض، وأنا بحاول أشوف بصعوبة في النور الخافت وأنا بدور على مكان فاضي أركن فيه. أغلب الأماكن كانت مترقمة عشان تبقى تبع شقق الكوندو بتاعتها، واللي مكنتش مترقمة كانت Already متقفلة بعربيات تانية. كنت بكره الجراجات اللي تحت الأرض دي؛ كانوا دايماً بيخلوني أحس بإني مخنوقة. كل ما أركن وأطلع فوق أسرع، كل ما كان أحسن.
      
      وأنا بلف الكورنر، ظهر مكان فاضي لوحده قدامي على اليمين. كنت لسه يا دوبك شغّلت إشارة العربية لما عربية نقل (بيك أب) جديدة موديل حديث لونها أبيض وبتلمع جاية من الناحية التانية، دخلت بسرعة أوي وأخدت المكان قبل حتى ما أرمش بعيني. ضربت كلاكس العربية على السواق، اللي يا دوبك طلع إيده من الشباك وعمل لي بإيده. مستفز!
      
      ركن ونزل من عربية النقل وجري ومشي بسرعة. لازم أعترف، إنه كان حيوان جذاب. جسمه رياضي، بكتف عريض وطويل كده؛ أنا نقطة ضعفي الرجالة الطوال. يا خسارة إن ده بالذات عمل فيا المقلب ده بخصوص مكان الركن ده، وخلاّني أتأخر على مقابلتي. كنت بتمنى إن تأخيري ده ميلبسنيش لزميل السكن اللي ممكن أعيش معاه. لو الموضوع ده مبقاش نصيب، مكنش عندي أي اختيارات تانية.
      
      إيثان
      
      جرس باب الشقة (الكوندو) رن بعد الساعة سبعة بكام دقيقة، وده خلاني أعرف إن الراجل اللي بعت رسالة بخصوص الإعلان وصل. فتحت له الباب (من تحت بالزرار)، ولاحظت إن الالتزام بالمواعيد مش نقطة قوته. دي أول حاجة تتحسب عليه Already.
      
      كان جالي كام استفسار بخصوص الأوضة الزيادة اللي عايز أأجرها، بس لحد دلوقتي ملاقتش حد أكون مستعد أعيش معاه. مكنتش مستعجل. بصراحة كده، مكنتش محتاج حد يساعدني في تكاليف القسط بتاع الشقة، عشان كده كان ممكن أختار براحتي. وكنت لازم أكون انتقائي، بعد اللي حصل مع آخر زميل سكن كان معايا.
      
      بعد لحظات، حد خبط على الباب. مشيت لحد الباب، أخدت نفس عميق، ودعيت. يا رب ميطلعش راجل كبير في السن أصلع وغريب الأطوار لابس تي شيرت عليه جارفيلد زي المرة اللي فاتت. مع إنه يمكن كان بياخد دروس أو كورسات في الكلية، مكنش ده اللي في بالي لما كتبت 'طالب جامعي' في الإعلان.
      
      على الناحية التانية من الباب، لقيت عكس اللي توقعته بالظبط؛ كانت فيه بنت حلوة بشعر بني وقوام ممشوق واقفة قدامي، لابسة بنطلون جينز مقطع وتي شيرت أبيض ضيق. نفس البنت اللي شعرها بني اللي أنا لسه يا دوبك خطفت منها مكان الركن في الجراج اللي تحت الأرض. إيه ده؟!
      
      استغربت للحظة، وحاولت ألاقي أي حاجة أقولها بسرعة. "إنتي؟"
      
      "إنت!" ضيّقت عينيها البني اللي زي عينين الغزال كده.
      
      "إنتي هنا عشان أنا خطفت مكان الركن بتاعك؟" كنت بحاول أكتم ابتسامة محرجة بدأت تظهر على وشي.
      
      "لأ، أنا هنا بخصوص إعلان زميل السكن." بصت عليا كإني اتجننت. "بس ليه عملت كده أصلاً؟ إنت مش عندك مكان ركن محجوز بتاعك؟"
      
      بصراحة، دلوقتي حسيت إني وحش.
      رفعت كتفي. بصراحة معنديش حجة. كنت مستعجل ومتأخر. كان أقرب للأسانسير من مكان الركن المخصص للشقة بتاعتي.
      "آسف على اللي حصل. كنت فاكر إني هتأخر على المقابلة دي. إنتي ريان؟" لو كده، تبقى أحلى واحدة اسمها ريان شفتها في حياتي.
      هزّت راسها بـ "آه". "أيوه. ريان وينترز."
      "إنتي هنا... بخصوص إعلان أوضة الإيجار؟" سألت وأنا لسه مش فاهم إيه اللي بيحصل.
      هزّت راسها تاني وهي بتبص لي بصة غريبة. "أيوه."
      هو أكسل ده بيعمل فيا مقلب غريب؟ دي مش أول مرة يعمل كده، وحاجة زي دي كانت أسلوبه. زي مرة ما بدّل خوذة الهوكي البيضة بتاعتي بخوذة لونها بمبي فاتح قبل واحدة من أهم المباريات بتاعت السنة. هو كان فاكر إن ده يضحّك؛ الفريق التاني كان فاكر إنها حاجة تموت من الضحك.
      وضحت كلامي: "إنتي عايزة تسكني... هنا؟"
      "إيه ده، تحقيق؟" ضحكت، وهي بتزود كلامها بضيق: "هتخليني أدخل ولا إيه؟"
      مكنتش فاهم إيه اللي بيحصل، بس مكنتش عايز أبقى مش مرحب بيها، عشان كده قررت أمشي مع الموضوع ووريّتها الشقة. بدأنا بأوضة النوم الزيادة والحمام اللي فوق، وخلصنا في الدور الرئيسي اللي فيه المطبخ، أوضة المعيشة، والمكتب.
      
      "أوه، أنا حبيت المطبخ أوي." بصت عليه لفة كده بسرعة وهي بتهز راسها بموافقة. "إحساس صناعي أوي."
      
      "شكراً." كنت فخور بكده عشان أنا اللي اخترت أسطح المطبخ اللي من الخرسانة والدواليب الحديثة اللي بتلمع لما اشتريت الشقة وهي لسه تحت الإنشاء. أنا مبعرفش أعمل ديكورات خالص، بس كنت فاكر إني عملت شغل كويس في أساسيات المكان نفسها.
      
      "هي كبيرة أوي، مش كده؟" هي أكيد كانت قصدها على الشقة، بس كنت عايز أوي أعمل إفيه بايخ عن الحجم. مسكت نفسي، وأنا بهني نفسي في سري إني قدرت أمسك نفسي بالدرجة دي. مكنتش عايز أبقى شكلي مريب من الأول، حتى لو كنت فاكر إن الإفيه بتاعي كان جامد أوي.
      
      "مقاسها كويس. حوالي 1100 قدم مربع." رجعنا تاني لأوضة المعيشة الكبيرة، وقفنا كده من غير ما نتحرك كتير بما إن ولا واحد فينا كان عارف بالظبط إيه اللي المفروض نعمله بعد كده. "إيه الأخبار، تشربي حاجة؟ ممكن نقعد نتكلم شوية."
      
      رفعت كتفها. "آه، تمام، حلو."
      
      قعدت جنبها على الكنبة الكبيرة اللي لونها رمادي غامق في أوضة المعيشة بتاعتي، فتحت علبتين مياه فوارة بالليمون وناولتها واحدة.
      مدّت إيدها الناعمة ومتقلمة ضوافرها كويس عشان تاخدها. "مياه فوارة، مممم؟ كنت فاكراك بتحب البيرة."
      
      "ساعات. بس أنا محافظ على أكل صحي ونظام غذائي صارم بشكل عام عشان التدريب بتاعي،" وضحت لها. هزّت راسها كده من غير ما تكون فاهمة أوي، كأنها مش عارفة أنا بتكلم عن إيه بس مش عايزة تقول إنها مش فاهمة.
      
      "المهم... يا ريان. لازم أعترف، كنت متوقع إن اللي جاي راجل. إيه الحكاية ورا اسمك؟"
      
      "بصراحة كده، هو يعتبر اسم ينفع للولاد والبنات." ابتسمت ابتسامة ساخرة. "ماما ناشطة حقوق المرأة أوي. كانت فاكرة إن ده هيديني ميزة لما أقدم السير الذاتية بتاعتي في سوق العمل. حاجة ليها علاقة بدراسات أثبتت إن الستات فرصتهم أقل إنهم يجيلهم مقابلات شغل."
      
      غريب! بس مقدرتش أقول كده من غير ما أضايقها. بدل ما أقول كده، هزّيت راسي بس. "مممم. أعتقد ده منطقي."
      
      "ما عدا إن، قررت أطلع ممرضة. واللي هي تقريباً أكتر مجال بتشتغل فيه ستات كده كده."
      
      
      
      
      
      "إنتي في كلية التمريض؟" سؤال غبي يا إيثان. ما هي لسه قايلة كده. موضوع إنها ممرضة ده كان فيه حاجة جذابة شوية. استنى، الجاذبية دي حاجة وحشة. الجاذبية دي مش لزملاء السكن. بطل كده.
      "أنا بصراحة عاملة تخصص مزدوج، والتخصص التاني بتاعي علم نفس." شبّكت رجليها وعدّلت قعدتها. "هي مجرد كام مادة زيادة. وإنت إيه نظامك، بتدرس إيه؟"
      
      آه، كده فهمت ليه مشوفتهاش قبل كده. مباني التمريض والعلوم الاجتماعية كانوا في الناحية التانية خالص من الجامعة عن كلية التجارة. بس التخصص المزدوج ده حاجة مبهرة بصراحة؛ كانت باينة ذكية. دي كمان حاجة جذابة. يا نهار أسود.
      "إدارة أعمال وتخصصي تمويل."
      
      هزّت راسها وهي بتفكر، وهي بتبص عليا من فوق لتحت. "آه، شكلك كده فعلاً."
      حطيت إيدي على صدري وعملت نفسي إني متضايق. "وإيه معنى الكلام ده بقى؟"
      
      "أوه، مفيش حاجة وحشة. إنت بس عندك مكان حلو، ولابس كويس، لايق عليك. بس كده،" قالت.
      أخدت بالي كده في سري إن البنطلون الجينز الجديد اللي شكله قديم اللي كنت لابسه كان عاجبها. بعد كده لمت نفسي إني اهتميت بالموضوع ده. أنا مش هنا عشان أعاكسها، أنا هنا عشان ألاقي حد يسكن معايا. ومكنتش متأكد إحنا الاتنين موقفنا إيه من الموضوع ده.
      
      "يمكن المفروض أقول إني بسافر كتير بسبب الهوكي،" قولت. "عندنا تمرينات كتير متأخرة بالليل ومباريات برة المدينة."
      "أوه. تمام." هزّت راسها وكأنها موافقة، وملامح وشها عادية.
      
      ده كان أكتر رد فعل بارد شفته في حياتي كلها. بجد؟ في كليتنا الصغيرة دي اللي مهتمة بالرياضة أوي، الهوكي ده حاجة كبيرة أوي. أغلب الناس في الجامعة كانوا عارفين الفريق - وعارفيني أنا كمان.
      
      "أنا الكابتن،" زودت، مستنيها تربط الأحداث ببعضها. بعد كده استغربت ليه بحاول أبهرها أوي كده. الموضوع كان باين مقلوب - زميل السكن اللي ممكن يعيش معايا هو اللي المفروض يحاول يبهرني - بس مقدرتش أتحكم في نفسي.
      
      "آه." فضلت زي ما هي مش متأثرة. يا إما هي ممثلة شاطرة أوي ومقنعة، يا إما هي فعلاً متعرفش أنا مين خالص. "بقول إيه؟ الأوضة لسه متاحة؟"
      
      "لسه عايزة الأوضة؟" سألت. "حتى لو أنا..."
      
      "راجل؟" ريان كملت كلامي.
      
      "آه، يعني." أبويا غالباً كان هيجيله سكتة لو عرف إني عايش مع بنت. بس قولت في بالي إن دي حاجة كويسة تتحسب لي، مع الأخذ في الاعتبار كل حاجة.
      
      "مش بيفرق معايا." رفعت حاجبها. "هو بيضايقك إنت؟ إنت معترض على إنك تعيش مع ممرضات؟ ولا بنات؟"
      هي كانت بتقصد إن إني مقدرش أستحمل أعيش مع بنت؟ كانت باين عليها كده قوية شخصية شوية. أنا نوعاً ما عجبني الموضوع ده. ده ممكن يخلي الأمور مسلية.
      
      "أنا كان عندي زميلة سكن بنت قبل كده، وكانت الأمور كويسة. الموضوع مش كبير." بصراحة، كانت بنت عمي/خالي الكبيرة اسمها صوفي. بس برضه تتحسب.
      
      "أوه، الحمد لله." ريان طلعت نفس براحة كده، وهي بترمي نفسها على الكنبة تاني. "ده كان آخر حل ممكن ألجأ له."
      بصراحة، ده مكنش باين تزكية قوية أوي.
      
      خلصت آخر بق في شربها، وهي بتقوم تقف تاني. "لازم أمشي، لسه عندي غسيل كتير أوي لازم أعمله في البيت. إحم، قصدي عند إيزابيل. المكان اللي قاعدة فيه دلوقتي." عينيها بصت عليا بسرعة كده وبقلق واترددت للحظة قبل ما تتكلم. ريان شاورت علينا إحنا الاتنين. "الموضوع ده مش هيبقى غريب... صح؟"
      
      "الموضوع مش هيبقى غريب غير لو إحنا اللي خليناه غريب." مشيت معاها لحد باب الشقة الرئيسي، وأنا محافظ على ملامح وشي عادية وبحاول أوصل إحساس إني شخص ناضج وعصري.
      
      "بالظبط كده،" قالت. "وإحنا مش هنخلي الموضوع غريب."
      
      "ابعتي لي رسالة بكرة ونشوف التفاصيل."
      
      "تمام." وهي بتسلم بإيديها، لفت بسرعة حوالين نفسها ومشيت في الطرقة.
      
      قفلت الباب وراها، ودماغي كانت بتلف. كنت مبسوط إني قابلتها؛ يمكن مبسوط زيادة عن اللزوم. يمكن دي تكون غلطة. بعد ما بقالي 9 شهور لوحدي وبيزيدوا، الحياة كانت سهلة وبسيطة، ومعنديش أي رغبة أبوظ الموضوع ده. مبدئي كان مفيش علاقات عابرة، مفيش خروجات، مفيش دراما، ومفيش وجع قلب. بعد ما الأمور باظت شوية الربيع اللي فات، رجعت سيطرت على حياتي تاني؛ كنت مكسّر الدنيا في الهوكي وكنت دايماً من الأوائل في الكلية. كانت الحياة مملة شوية، وساعات كانت وحيدة كمان، بس لسه أفضل من مرجيحة المشاعر. عرفت ده من تجربتي. مقدرش أستحمل اللي حصل السنة اللي فاتت يتكرر تاني.
      
      قعدت أفكر في اختياراتي: إني أجازف وأعيش معاها ولا أفضل في عزلتي اللي فرضتها على نفسي. إني أرجع البيت والشقة فاضية كان ساعات بيجيب لي اكتئاب بصراحة، وزميل السكن ممكن يحل المشكلة دي من غير تعقيدات أي علاقة.
      
      هي تفرق في إيه يعني لو هي كانت جذابة؟ ما هو ده كان حال بنات كتير اللي أنا رفضتهم الكام شهر اللي فاتوا دول؛ مفيش أي سبب يخلي الموضوع ده مختلف. ممكن نكون بمنتهى البساطة زميلين سكن ناضجين وبس.
      
      

      أكتر من مجرد رفيق بيّي - تاليا جوزيف

      أكتر من مجرد رفيق بيّي

      2025, تاليا جوزيف

      رومانسية

      مجانا

      القصة عن باريس، بنت مراهقة بتحب لوتشيانو، رفيق بيّها اللي أكبر منها بكتير. مشاعرها بلّشت تكبر مع السنين بعد موت أمها، وصارت مهووسة فيه سراً. رغم إنها بتعرف إنو هالشي غلط وممنوع لإنو رفيق بيّها وعمري، ما قدرت تسيطر على مشاعرها القوية. لما بيّها سافر وتركها لحالها معه لخمس شهور، قررت تستغل هالفرصة. وهلّق باريس مصممة تعمل المستحيل لتغوي لوتشيانو وتخليه يوقع بحبها ويصير إلها، مهما كانت المخاطر.

      باريس

      بتعاني من مشاعر قوية ومربكة تجاهه، وبتتمنى يكون إلها لحالها. شخصيتها بتبين عاطفية، متوترة لما تشوفه، وبالآخر بتصير مصممة تغويه لتحصل عليه.

      لوتشيانو

      هو رفيق بيّ باريس المقرّب من سنين، ودوره كوصي/حامي إلها بعد وفاة أمها. أكبر منها بكتير، وبيبيّن جذاب بس بنفس الوقت حنون ومهتم فيها بطريقته (متل ما كانت تشوفه من قبل). تصرفاته الأخيرة بتبين شوي أبعد، بس وجوده بيعمل تأثير كبير عليها.

      بيّ باريس

      هو كل دنيتها وسندها بعد أمها. شخصية محبّة وحامية لبنته، ورفيق وفي للوتشيانو. بيسافر سفرة شغل طويلة بتخلي باريس لحالها بالبيت مع لوتشيانو، وهو اللي بيكشف لباريس عن جوانب من ماضي لوتشيانو وعلاقتهن.
      تم نسخ الرابط
      أكتر من مجرد رفيق بيّي

      باريس
      
      دايماً كنت اكره الأوقات اللي بيضطر فيها بيّي يسافر للشغل. من لما أمي توفت وأنا صغيرة، هو كان كل دنيتي - بيّي، قدوتي، صديقي المفضّل، وسري اللي بآمنه عليه. ما فيني اتحمّل اقضي أيام بلا ما شوفه أو احكيه. حرفياً ما فيني عيش بلا.
      
      لهيك، كل مرة كان يعلن عن سفرة شغل، كنت ازعل وانقهر. فكرة إننا نكون بعاد عن بعض كانت بتخوّف وبتوتر بنفس الوقت. بس هالمرة، الوضع مختلف. رغم إني رح اشتقله كتير، بس كمان في شي منيح بالموضوع، متل كأنه نعمة متخفية. رح اقدر اقضي خمس شهور كاملة لحالي مع لوتشيانو، اعز رفيق لبيّي وحبي السري - أو بالأحرى، هوسي.
      
      حسب ما بيّي بيخبر، هو ولوتشيانو تعرفوا بالجامعة. سيارة بيّي عطلت لما كان طالع مع رفقاته، ولوتشيانو كان عم يمرق بالسيارة. رغم إنو بيّي كان بسنة تالتة ولوتشيانو بسنة أولى، اتفقوا دغري كتير منيح. بيّي كان عم يواعد أمي بهداك الوقت وعرفها على لوتشيانو. انسجموا كلهم كتير منيح وقضوا وقت كتير سوا. بعد سنة، بيّي وأمي جابوني.
      
      كان شي غير متوقع ومفاجئ. هو قال إني كنت هبة من ربنا ما كانوا بيعرفوا إنهم بحاجتها. بتذكر كل القصص المضحكة اللي كان يخبرني ياها قبل ما نام. متل المرة اللي لوتشيانو كان رح يوقعني بالمستشفى لما أمي طلبت منه يكون عرّابي.
      
      بيّي قال إنو ما عمره شاف لوتشيانو متأثر لهالدرجة من قبل، بس بهداك اليوم، بكي من كل قلبه وحملني كأني اثمن شي بالدنيا، وتعهد يحميني ويحبني من كل قلبه.
      
      هي وحدة من القصص المفضلة اللي كان بيّي يخبرني ياها، وكنت اطلب منه يعيدلي ياها كل ليلة. كنت قريبة من لوتشيانو من أنا وصغيرة، بس موت أمي قرّبنا من بعض أكتر. كنت بس خمس سنين لما توفت، ولوتشيانو عمل كل اللي بيقدر عليه ليحميني من الأثر العاطفي. رغم إني كنت صغيرة، بتذكر كل لحظة قضيناها سوا وكل الأماكن اللي رحناها.
      
      بتذكر كيف كان دايماً يلعب دور فارس ومريضي باللعب اللي كنا نلعبها، أو يكون ضيفي بحفلات الشاي مع ألعابي. لوتشيانو كان دايماً موجود، وحنون كتير بحياتي، عم يملا الفراغ اللي تركته أمي لما راحت.
      
      لسنين، كنت فكّر فيه كأب تاني... لحد ما صار هداك اليوم الصيفي اللي ما بنساه. طلعنا نتنقل بالبسكليتات سوا، ووقعت عن بسكليتي، طلعت بنتيجة جرح بركبتي والتوى كاحلي.
      
      ما قدرت امشي أو تنقل بالبسكليت، فحملني على ظهره (ركّبني على ظهره). شقفنا المطر ونحنا وراجعين عالبيت، ووقفنا بمحطة بنزين قريبة لنضل ناشفين. كنت بردانة كتير، فقلع الهودي تبعه وحطه عليّ ليخليني دفيانة. الهودي اللي كان كتير كبير بلعني كلها، بس كان دافي وريحته متله تماماً.
      
      اشترلنا اكل وخلاني ناسية توتري من الرعد والبرق بأنو شغّل اغانينا المفضلة وغنينا سوا بضحكة غبية. حتى بلّش يلعب معي لعبة يخليني اخمّن شغلات موجودة بالمحطة، يخترعلي قصص مضحكة عنهم تخليني اضحك ومبسوطة رغم الطقس واجري اللي كانت مجروحة. كنت متعودة إنه يهتم فيني، بس هداك اليوم، حسيت الموضوع مختلف - كأنه عم يعطيني قطعة من قلبه مع الدفا تبعه. يمكن كان شي طبيعي بالنسبة لإله، بس كان بيعنّي كل شي بالنسبة إلي.
      
      بعد هداك اليوم، بلّشت حس بتوتر وحماس كل ما كان موجود. لاحظت اشيا صغيرة متل ريحته، طريقة حركته، وصوت صوته. لقيت حالي عم اخجل عدد لا يحصى من المرات وحسيت بفراشات ببطني كل ما كان قريب.
      
      حتى بلّشت اهتم بمظهري أكتر وجرّب مكياج بس لالفِت نظره. ما فهمت ليش عم حس هيك بالبداية، وبصراحة، ما كنت بدي اعرف السبب. بس كنت بدي احس بهالمشاعر بلا ما فكّر فيها كتير.
      
      بيوم من الأيام، لما لوتشيانو اجا عالبيت مع مرة قدّمها على إنها حبيبته، حسيت كتير بعدم ارتياح وقلق. حسيت إني منسيّة ومغدورة، وما حبيت قديش كان مهتم فيها. فكرت إنها ما بتستاهل، وكرهت شوف قديش كان حنون معها. بلّشت حس بعدم أمان، وأتساءل شو عندها ما عندي ياها اللي لفتت نظره. ما عرفت كيف اتعامل مع هالمشاعر القوية، فانتهى بيّي الأمر إني بعدت عنه.
      
      لوتشيانو انتبه فوراً تقريباً وسألني ليش عم بتجنبه وبطلت احكيه، بس أنا كذبت بس لأخبي مشاعري. بالآخر، كل هالغيرة المكبوتة وصلت لحد الانفجار، وبكيت، زعلانة إنه اختارها عليي. ما عرفت كيف اتصرف - كنت بس مراهقة، عم اتعامل مع مشاعر ملخبطة وأول خيبة أمل حقيقية بحياتي. بيّي لاحظ التغيير اللي صار فيني كمان وقلق. حتى فكر إني عم اتعرض للتنمّر بالمدرسة وكان جاهز يتعارَك. بس أنا ما قدرت فسر شو كنت حسّ. كل شي كان ملخبط، وما عرفت كيف احكي عنه.
      
      لما قررت أخيراً افتح قلبي لبيّي عن مشاعري، عاملة حالي عم احكي عن شب بصفّي، هو عرف الحقيقة دغري وما كان مبسوط. ما حب إنو في شب لفت نظري، بس كان داعم ومتفهّم. قلي إنو غيرتي معناها عندي مشاعر قوية لهالـ "شب". فسرلي إنو هالحساس بهالطريقة وإنتي عم تكبري شي طبيعي، واقتَرح عليّ جرّب افهم مشاعري ويمكن احكي مع هالشب.
      
      إدراك إني بحب لوتشيانو كان متل كف حامي على وشي. كان مزعج ومربك لأنه رفيق بيّي المقرب وأكبر مني بكتير. جرّبت واعد شباب بعمري لأنسى، بس ولا واحد منهم كان بيشبه لوتشيانو. الشباب بمدرستي كانوا غبيين، شهوانيين وسطحيين. كانوا يفتقروا لنضجه، طيبته، شكله، وتفهمه. حسيت بهالشي أكتر لما كنت انخيب املي فيهم أو اتضايق منهم.
      
      بعدين، بيوم من الأيام، سمعت من بيّي إنو لوتشيانو ترك حبيبته. ما بعتقد إني حسيت بهالسعادة والراحة قبل هيك. بلّشت ابتسم أكتر وحس حالي متل ما كنت قبل، فرحانة ومفعمة بالحيوية من جديد. لوتشيانو وأنا بلّشنا نحكي ونقضي وقت سوا من جديد، ورغم إننا ما كنا بالقرابة اللي كنت بدي ياها، بس كنت طايرة من الفرحة. مع مرور الوقت، مشاعري إله بس زادت عمقاً. كل ما جرّبت حاربهم، كل ما زادوا قوة.
      
      وصلت لمرحلة ما بقى اقدر شيله من راسي. كنت اشتاق لإهتمامه بشكل هوسي، بطلت طلع مع رفقاتي ووقفت واعد شباب بعمري. قضيت ساعات وانا مهووسة بصوره وعم راقب حساباته على السوشال ميديا. حتى كان عندي البوم كامل لصور إله، مصورين بكاميرا أمي. كل دنيتي كانت بتلف حواليه، وكنت معتمدة عليه عاطفياً. مهما كان الموضوع غير صحي، ما قدرت امسك حالي. مشاعري كانت كتير قوية وما كنت بدي احاربهم.
      
      لما صار عمري 17، لوتشيانو بلّش يبعد عني. صرنا نحكي ونقضي وقت سوا اقل، وصار يجي على بيتنا اقل. هالتغيير المفاجئ بتصرفه وترني، وخلاني قلقانة انو يمكن عم يشوف حدا تاني، بس لحسن الحظ، هيدا ما كان السبب. جرّبت اعرف اكتر من بيّي بلا ما شككه، وقلي إنو الشغل بس هو اللي مخلّي لوتشيانو مشغول. كنت شاكة بس ما ضغطت بالموضوع. هلق، مرق سنة تقريباً من آخر مرة كنا متواصلين فيها، وغيابه خلاني حس بمزاج سيء ومنقهرة طول السنة.
      
      
      
      
      
      فكرت كتير إني خبر لوتشيانو شو بحس، بس كنت خايفة كتير. خفت اخسره، يمكن يرفضني، أو إني ما رح اقدر تخطّى إذا صار هيك. هلق، فكرة إني رح اقضي خمس شهور لحالي معه بتحسسني كأنها حلم وبتوتر بنفس الوقت، بس أنا ممتنة كتير لهالفرصة اللي بيّي عم يعطيني ياها عن غير قصد بسفرته الشغل. اشتقلت لوتشيانو كتير وما فيني انطر لأقضي وقت معه.
      
      واقفة حد الباب تبع غرفة بيّي، عم شوفه وهو عم يحاول يحشي قمصانه وكرافاتاته بالشنطة. هو دايماً سيء بترتيب الشناتي. بابتسامة صغيرة، بقرب اكتر وبلّش صفط القمصان اللي كبّهن كيف ما كان.
      
      "متأكد جبت كل شي، بيّي؟" بسأل، عم طلع عالشنطة اللي مسكرها نص سكرة. "دايماً بتنسى شي."
      
      بيضحك، وتجاعيد حوالين عيونه بتبين.
      
      "مشان هيك عندي ياكي - أحسن مساعدة صغيرة عندي،" بيقول، بيوطى ليبوس راسي من الميل، وأنا ببتسم. "ما بصدق إنو هاللوتشيانو ما كلّف خاطره يودّعني. دايماً مشغول زيادة عن اللزوم لرفيقه القديم. شو سئيل كتير." بيتمتم بيّي، وهو عم يدقق بتلفونه وعم يقلّب فيه بسرعة.
      
      وشي بيحمر لما بسمع اسم لوتشيانو، وبوطّي راسي بسرعة لأخبي خجلي.
      
      "بيّي، انتبه على كلامك،" بقول بهدوء، عم صفط آخر قميص. "وأنا متأكدة إنه كان بده، بس، بتعرف، شغل."
      
      "ايه ايه. شغل. متلي يعني، على ما اعتقد." بيجاوب، بيحط تلفونه بجيبته.
      
      "ايمتى رح يرجع لوتشيانو عالبيت؟" بسأل، عم حاول ما بيّن كتير متحمسة.
      
      "يمكن آخر الليل اليوم، حبيبتي. عنده كتير شغلات هلأ."
      
      بهز براسي، عم حاول خلي وشي عادي، بس من جوا، قلبي عم يدق بسرعة. لوتشيانو رح يرجع الليلة.
      
      "تأكد ما تنسى شاحنك هالمرة." بذكّره.
      
      "لك اخخ. معكي حق." بيتمتم، عم يفتش بالدرج ليلاقيه.
      
      "انتبه على كلامك، بيّي." بمزح، وعم ابتسم.
      
      "آسف، يا بنتي. بالي مشغول كتير." بيقول بابتسامة خجولة، وأنا بس بهز براسي.
      
      بعطيه القمصان والبنطلونات اللي صفطن مظبوط، وبيحطّن بالشنطة بحذر زيادة. بعد ما سكرها السحاب، بيّي بيتجه للباب الأمامي، وأنا بلحقه. بنحمّل شناتيه بصندوق السيارة سوا، ولما بيسكرها، بيلف عليّ بوش جدي.
      
      "تذكري قوانين البيت لما كون غايب،" بيقول، بنبرة جدية. "ما في حفلات صاخبة، ما في سهر برة كتير، ما في تتسلّلي لبرا، وبالأكيد ما في شباب بالبيت. جدي بهالشي، باريس كولينز. ما في شباب!"
      
      بكتم ضحكة، وبعمل له تحية عسكرية.
      
      "وصل يا كابتن. ما في شباب. بوعدك."
      
      "لوتشيانو رح يكون موجود ليساعدك، وهو بيعرف القوانين كمان. فإذا بتحتاجي شي، فيكي تعتمدي عليه،" بيضيف وأنا بهز براسي. "رح اشتقلك، يا جيلي بين. رح تكوني منيحة وأنا غايب، صح؟"
      
      "أكيد، بيّي،" بقول، عم حاول ابتسم ابتسامة فرحة. "رح كون منيحة تماماً."
      
      بيتأمل بوشي لحظة، بعدين بيهز براسه.
      
      "منيح. بتعرفي فيكي تتصلي فيني أي وقت، بالليل أو بالنهار،" بيقول، وأنا بهز براسي مرة تانية. "تمام، حبيبتي، بتعرفي شو لازم نعمل."
      
      ببتسم وبقدّم لقدام. منعمل حركة الإيدين متل ما الشباب بيعملوا - هي فكرته للترابط. بعدين، متل العادة، منتعانق عناق سريع بس له معنى. هي عادتنا الصغيرة من سنين. طريقتنا لنقول وداعاً.
      
      "انتبهي على حالك وإنا غايب،" بيقول بيّي، بيرجع لورا بس ليدّوش شعري. "وإذا لوتشيانو عم يدايقك - بس اتصلي فيني. برجع بكسّر راسه."
      
      بيغمزلي وبضحك، وبز راسه.
      
      "ولكرمال الله، ما في شباب غريبين يتسلّلوا عالبيت. وإلا بقسم، برجع فوراً، بخوّف كتير هالشباب الصغار وبعاقبك طول عمرك. فهمتي؟" بيضيف وأنا بضحك مرة تانية.
      
      "فهمت، بيّي. ما في شباب، ما في مشاكل. مش ضروري تفوت بحالة البيّي الحامي الكاملة معي." بعمل حركة البوز، وبيبتسم بخبث وهو عم يطلع بالسيارة.
      
      "أنا دايماً بحالة البيّي الحامي، يا بنتي. هيدا شغلي. اوعى تنسي هالشي،" بيقول، وأنا بقلّب عيوني بمزح. "بتصل فيكي بس اوصل، تمام؟"
      
      "أكيد،" بجاوب. "سفرة موفقة، وجرّب ما تشتقلي كتير!"
      
      بيبتسم وبيعملي بايده وهو عم يسوق السيارة ليبعد. باخد نفس عميق، عم حاول هدّي دقات قلبي السريعة. هيدا هو. خمس شهور مع لوتشيانو. خمس شهور عم جرّب خبي مشاعري. بتمنى بس اقدر اتحمل هالشي.
      
      
      
      
      
      معجزة إني بعدني واقفة على اجريّي، لاني متوترة لدرجة ممكن يغمى عليّ. كنت كتلة أعصاب طول النهار، وقلبي عم يدق بسرعة من الحماس والقلق بس فكّر إني رح شوف لوتشيانو من جديد. ما فيني بطل فكّر فيه مهما عملت.
      
      صار بعد نص الليل، وأنا عم روح واجي بغرفة القعدة من ساعة، كل شوي طلع بالساعة وطل من الشباك، عم انطره. تحمّمت بس ما قدرت اكل لاني معدتي كتير مقلوبة. لازم كون بالتخت بكرا عندي مدرسة، بس اعصابي عم تخليني صاحية غصب عني.
      
      صوت موتور خفيف خلاني حس قلبي رح يطّلع من تمّي. هيدا هو. بسرعة بسْرع عالشباك وبشوف سيارة دفع رباعي (SUV) سودا فخمة وحديثة، شباكها ملوّن، وقفت قدام البيت. لما الباب بيفتح، هيدا هو، لابس بنطلون اسود وقميص ابيض مرتب بيبيّن عضلاته. شكله واثق وحلو متل العادة.
      
      بعض على شفتي وبمسك البرداية قوية وأنا بتتبع كل حركة إله. قلبي عم يدق بصوت عالي كتير بداني، خايفة ممكن صير طرشة. بتطلع فيه بتركيز وهو عم ياخد شناتيه من صندوق السيارة ويسكر سيارته. لما بيتجه نحو الباب الأمامي، بسْرع عاليه وبشوف حالي بالمراية اللي حد المدخل.
      
      لما بسمعه عم يفتح الباب، باخد نفس عميق لاهدّي دقات قلبي السريعة قبل ما افتحه. ريحة عطر لوتشيانو اللي بعرفها بتغمر حواسي فوراً، وكنت رح يغمى عليّ تقريباً. وقف هناك، مجمد للحظة، وأنا بتطلع فيه لفوق، عم انتبه قديش اتغير من آخر مرة شفنا بعض.
      
      لوتشيانو شكله احلى وجذاب أكتر مما بتذكر. شعره الأسود مسرّح بشكل مثالي، بيبرز ملامحه القوية. تيابه لازقة على جسمه المعضّل بالطرق الصح كلها، عم بيبيّن اجوره وإيديه القوية.
      
      بعدين بشوف إنه حلق دقنه، وبحس إني انغدرت شوي. حبيت قديش كان شكله خشن قبل. بلا الدقن، خط فكّه أحلى، وشكله أصغر بس أجمل وأكثر لفتاً للنظر.
      
      ريحته القوية ووجوده المسيطر كتير طاغيين، لدرجة حسيت جسمي عم يثار. الليلة لابسة وحدة من تيابه القديمة من سنين، واللي بعدها ريحتها متله. هي كبيرة عليّ كتير، وشورتي صغير وكتير ضيق، ومبيّن كتير من جسمي. كنت بتمنى الفت نظره، ومن طريقة عيونه العسليّة كيف بيغمق لونها لما بيطلع فيني، بعرف إني نجحت. نظره بينزل على اجوريّي المبيّنين، وبشوف فكّه كيف بيشتد. في شي بعيونه - يمكن رغبة أو بس تفاجؤ. مهما كان، هيدا بيبعت قشعريرة حلوة جوا، وبيخليني احس بشعور قوي كتير.
      
      "باريس." بيحكي لوتشيانو أخيراً، صوته واطي ومبحوح.
      
      الطريقة اللي اسمي بيطلع فيها من لسانه بتخلي قلبي يدق أسرع، وركبي ترخّ. بمسك الباب أقوى، عم حاول ضل واقفة.
      
      "ليش بعدك فايقة؟ صار بعد نص الليل." بيكمل، عيونه اللي متل عيون الصيّاد ما عم تترك عيوني وأنا ببلع ريقي بصعوبة، وعم عض على شفتي.
      
      كنت ناطرتك.
      
      "آه، امم، كنت عم خلّص شوية واجبات بيت. ما انتبهت قديش صار الوقت متأخر." بكذب.
      
      ضل ساكت، بس ترك عيونه تجول عليّ بتركيز لدرجة حسيت كأنه عم يلمسني. بطلع لتحت على جراباتي، عم حاول خبي وشي اللي صار احمر، وببعد على جنب لأخليه يفوت. لوتشيانو بيدخل لجوا، إيده بتلمس إيدي بس هيك شوي لتخلّي الفراشات ببطني تطير.
      
      بسرعة بسكر الباب بالمفتاح وبلحقه لجوا. عم حاول سيطر على اعصابي، بس كوني قريبة منه هالقد بعد كل هالمدة عم يخلي قلبي يدق بسرعة كتير ما بقدر سيطر عليها. التأثير اللي بيعمله فيني طاغي زيادة عن اللزوم وما بقدر اتحمله.
      
      "في غرفة نوم فاضية تحت. وواحدة فوق. أي وحدة بدك؟" بسأل، وبيطلع فيني، بعدين بيهز بكتفه.
      
      "باخد اللي تحت."
      
      بحس بشوية خيبة أمل لإنها بعيدة عن غرفتي، بس بخبي مشاعري وب هز براسي.
      
      "اكيد، بيمشي الحال."
      
      ولما لوتشيانو بياخد شناتيه وبيتجه نحو الغرفة، بسْرع لساعده.
      
      "خليني اساعدك بهالشي." بقول بس بيهز براسه بالنفي.
      
      "أنا بتحمله، باريس. ما تقلقي."
      
      بس إيدي وصلت لتمسك وحدة من المسكات، إيدينا لمست بعض بالصدفة. صعقة كهربا ودفى بتطلع بإيدي، وبتنهّد بصوت واطي. لوتشيانو بيسحب إيده بسرعة كأنه انحرق.
      
      عيونه بتلتقي بعيوني، وللحظة، ولا واحد منا بيحكي. الجو بيحسسني إنه مختلف، مليان بشي ما بقدر فسرّه. قلبي عم يدق بسرعة كتير، أنا متأكدة إنه هو كمان سامعه. قبل ما لوتشيانو يقدر يقول شي، بسرعة بمسك وحدة من شناتيه.
      
      "بس الحقني." بقول بصوت واطي، وانا متجهة بالفعل نحو الغرفة.
      
      البيت كتير كبير، لهيك بياخد وقت لنوصل لهونيك. ونحنا وماشيين بالممر، لوتشيانو بضل ساكت. بقدر حس بنظره المركّز عليّ، كأنه عم يحرق جلد وشي. خدودي بتحمرّ، وبحس برطوبة عم تتجمّع بين اجوريّي، عم تخليني واعية أكتر كيف عم اتفاعل مع وجوده. بسرق نظرة سريعة عليه، بس لما عيونا بتلتقي، بقشعر وبسرعة بطلع بغير مطرح.
      
      "طيب، امم، كيف كان الشغل؟ بيّي كان كتير معصّب لإنك ما ودّعته." بقول بتوتر، عم حاول اكسر الصمت.
      
      "الشغل كان كتير مضغوط. انشغلت بشغلات ونسيت الوقت." بيجاوب، صوته هادي بس نوعاً ما بعيد.
      
      الصمت بيرجع مرة تانية، وبحس بشوية احباط. كأنه في حاجز عاطفي بيناتنا، وعم يخلّي كل شي يحسسني بإحراج أكتر مما توقعت.
      
      "شكراً لإنك جبتي هالموضوع." بيشكرني لوتشيانو بس نوصل عالغرفة وأنا بس ببتسم.
      
      ولما بيقعد عالفرشة وبيبلّش يفك أزرار قميصه، بشوف لمحة عن صدره وسنسال فضة فيه قلادة معلّقة تحته بشوي. المنظر بيعمل شعور قوي جوا، وبضطر شد على فخادي كتير لأسيطر على الشعور اللي عم ينبض. لما لوتشيانو بيلقطني عم اتطلع فيه وعم شد على فخادي، عيونه بتحمى. بيطلع بوشي ووشي بيحمر بسرعة كتير.
      
      "ا-امم، أكلت شي؟" بسأل، صوتي كان عالي، وبيهز براسه بالنفي، وهو عم يتمطى شوي.
      
      
      
      
      
      
      
      "أنا أكلت. إنتي أكلتي؟"
      
      عم جرّب ابتسم ابتسامة ضعيفة وب هز براسي، رغم إنو هيدا مش صحيح. الغرفة بيسكت فيها صمت محرج.
      
      "لازم تنامي شوي. عندك مدرسة بكرا." بيقول لوتشيانو بالآخر وبحس بالحزن، بتمنى لو بقدر ضل معه وقت أطول شوي.
      
      "تصبح على خير، لوتشيانو." بقول بصوت واطي بابتسامة حزينة.
      
      "وانتي من اهله." بيجاوب وبرجع على غرفتي.
      
      ❀❀❀
      
      ما قدرت نام لاني ضليت عم فكّر بلوتشيانو. لهيك، آخر شي رحت على بابه. وانا واقفة هناك، حسيت حالي سخيفة ومثيرة للشفقة كتير. بس كنت رح امشي، بسمع لوتشيانو عم يضحك بصوت واطي. بوقف وبلزّق داني عالباب. بيسمع كأنه عم يحكي تلفون، بس ما قدرت اسمع كل شي عم يقوله.
      
      "بعدك فايق/فايقة ها؟ انت/إنتِ بومة ليل. والله، دايماً بتكون/بتكوني فايق/فايقة لما بتصل." بيقول، والابتسامة واضحة بصوته. "عملت/عملتِ أي مشاكل اليوم؟"
      
      بيوقف ليستمع، وبقدر اسمع صوت خفيف إنه عم يتحرك، يمكن قعد على الفرشة. مين عم يحكي بهالوقت؟
      
      "كنت عارف. ما بتقدر/بتقدري تمسك/تمسكي حالك، مو هيك؟" بيضحك بصوت واطي، وهالصوت عم يخلي صدري يضيق. "بعرف، نهار طويل. نهاري كمان كان جنون. أنا مبهدل."
      
      صوته كتير ناعم وحنون لدرجة بتوجّعلي قلبي. بعض على شفتي، والغيرة عم تتسلّل لجوا، وانا عم اتخيله عم يبتسم وهو عم يحكي مع هالشخص. ما ممكن يكون مجرد رفيق/رفيقة، صح؟ مو بهالوقت.
      
      "أنت/إنتِ مستحيل/ة،" بيمزح لوتشيانو، صوته بيصير أحلى بطريقة بتخلّي معدتي تلفّ. "تمام، تمام. ارتاح/ارتاحي شوي. بنتواصل أكتر بكرا."
      
      لما قال وداعاً، سمعته عم يضحك بصوت واطي، وحسيت كأنها طعنة بقلبي. بعرف إنها سخافة إني اكون غايرة، بس ما بقدر امسك حالي. ما كان صوته رومانسي بس كمان ما كان صوته رفيقي. بقّبض ايدي قوية، عم حارب الدموع اللي عم تتجمّع بعيوني.
      
      بدي كتير اكون أنا اللي عم خليه يبتسم هيك واسمع صوته الدافي والقريب بس لإلي. برجع لورا عن الباب وبروح على غرفتي، حاسة بالوجع والسخافة.
      
      الصبح، بقعد على طاولة المطبخ، حبوب الفطور تبعي عم تبرد وانا عم حرّكها بلا ما انتبه. رغم إني يا دوب اكلت مبارح، مالي جوعانة. حديث لوتشيانو تبع آخر الليل عم ينعاد براسي، عم يخليني قلقانة إني ممكن اخسره إذا ما تحركت.
      
      "صباح الخير، باريس." صوت لوتشيانو العميق بيفاجئني وبطلع فيه، نفسي بيوقف على قديش شكله حلو كتير ومرتّب ببدلته المفصّلة عليه. كل جزء منه بيبيّن مثالي. هو مثالي.
      
      "صباح الخير." بتمتم، صوتي حزين. لوتشيانو بينتبه على مزاجي بس ما بيضغط.
      
      "بدك وصلة عالمدرسة؟" بيسأل، وهو عم يصب قهوة لإله، وبتردد.
      
      آخر شي بهز براسي، وبعدني مركزة على حبوب الفطور، عم حاول خبي قديش بدي اكون قريبة منه رغم الاحباط من مبارح.
      
      "عندك شي خطط بعد الشغل؟" بسأل قبل ما انتبه على حالي.
      
      لوتشيانو، بنص شربته للقهوة، بيرفع حاجبه وهو متكي براحة على طاولة المطبخ.
      
      "ايه، رح التقي بحدا بعدين. بدك شي؟"
      
      ايه. انت.
      
      "بس كنت فضولية." بتمتم، وانا منقهرة.
      
      بلا تفكير، بزيح طبقي فجأة، وبكّب شوية فتافيت. نظرة لوتشيانو المركّزة بتتتبعني عن قرب وانا عم اقوم وآخد شنطتي.
      
      "ما خلصتي فطورك." بيلاحظ، صوته العميق والناعم بيخليني اقشعر.
      
      "ما بقى جوعانة،" بتمتم، عم حاول تجاهل طريقة عيونه كيف بتخلي جلدي يحس بإحساس غريب. "بنطرك بالسيارة."
      
      لما بوصل عالسيارة، الأضواء بتضوّي، وبخجل، بنتبه إنو لوتشيانو فتحلي ياها. بفوت لجوا بسرعة، وفوراً ريحة عطره بتغمرني - مزيج من شي غامق ومسكّر بيخلّي راسي يدوخ بدوخة حلوة. بغمّض عيوني، تاركة ريحته تملّي كل جزء مني. هي كتير قوية تقريباً، بس أنا مشتهيتها. بدي اغرق فيها. صوت باب السيارة وهو عم يفتح بيخليني افتح عيوني، وبشوف لوتشيانو عم يطلع حدي. وجوده بيملّي المكان، ولازم ذكّر حالي اتنفّس. بيطلع فيني بنظرة طويلة، عم يقيم/يحلّل.
      
      "حزام الأمان."
      
      مش تذكير - هو أمر، وأنا بحب هالشي. وشي بيحمر وإيديّي بتلخبط بحزام الأمان وانا عم استعجل لأطيع.
      
      "شو العنوان؟" بيسأل، وهو عم يشغّل الموتور.
      
      بعطيه التفاصيل، وهو بيكتبن بتلفونه. بعض على شفتي، وانا مسحورة بطريقة جبينه كيف بيتكشّح وهو عم يركّز. شي سخيف، قديش عنده قوة عليّ، كيف كل شي صغير بيعمله بيجنني. لما بيخلص، ما بقى بحاجة حتى يتطلع عالطريق، بس بيبلّش يسوق، بسيطرته الكاملة. كل مرة بيغيّر فيها الفيتاس، بشوف العضلات بإيديه كيف بتشد من تحت بدلته، وبتاخد كل قوتي إني ما لمسه وما حس قديش هو قوي.
      
      بحاول ما ضل اتطلع فيه كتير، بس هالشي مستحيل. اجوره ممدودة براحة، وإيديه ماسكين المقود، عروقه بارزة. بتخايل هالـإيدين القادرة والقوية عليّ، وهي عم تتعامل مع جسمي بنفس الشدة، نفس السيطرة. الفكرة بتخليني فوراً احس بشعور قوي، وبتحرك بكرسيّي بلا راحة، وبعض على لساني لأضل ساكتة.
      
      أنا مهووسة - بشكل غير صحي، وكامل. بعرف إنه ممنوع عليّ. بعرف إنه غلط، بس ما بقدر وقف. ما بدي وقف. رحت بعيد كتير. لوتشيانو هو كل شي بدي ياه بس ما بقدر احصل عليه. كل ما كون قريبة منه، كأني عم اغرق فيه، وما بدي حتى طلع لآخد نفس. أنا بحاجته - اهتمامه، موافقته، لمسته - أكتر من أي شي تاني. وأنا مرعوبة من شو ممكن اعمل إذا ما قدرت احصل عليه.
      
      فكرة إنه يكون مع حدا تاني بتخليني حس حالي مريضة من الغيرة. هو إيلي. أنا كنت هون كل هالوقت، وما رح خلّي حدا ياخده مني. بس أنا خايفة خبره شو بحس. شو بصير إذا ما كان بيحس بنفس الشي؟ بعدين بتيجي ببالي فكرة: رح اغويه. رح خليه يوقع بحبي متل ما أنا وقعت فيه بالشدة والعمق نفسه. ورح ورجيه إني مش مجرد بنت رفيق بيّي أو بنت صغيرة بعد - أنا مرة بتعرف شو بدها، وأنا بدي ياه. رح أتأكد إنه بيشوفني، بيشوفني عن جد، وما رح وقف لحد ما يصير إيلي، تماماً وللأبد.
      
      "وصلنا لهون." بيقول لوتشيانو، بيفاجئني وبيطلعني من أفكاري.
      
      "شكراً." بجاوب، وأنا عم سكر حزام الأمان وآخد شنطتي.
      
      "كلي أكتر بفرصة الغدا،" بيأمر لوتشيانو، وبيطلع فيني بنظرة واضحة. "يا دوب لمستي فطورك."
      
      اهتمامه بيخلّي قلبي يرفرف. بلا تفكير، بحط إيدي فوق إيده، حاسة بصعقة كهربا حلوة بس لمست إيده.
      
      "رح أتأكد من هالشي." ببتسم، وانا عم استمتع باللمسة.
      
      إيد لوتشيانو بتشدّ تحت إيدي، ونظره بيغمق، فكّه مشدود. بشدّ على إيده شوي زيادة، عم مرّر اصبعي على خطوط أصابعه ببطء - وكأني عم امتلكه تقريباً.
      
      "نهار حلو." بتمتم، وانا مو حابة اترك إيده.
      
      بشيل إيدي ببطء، بحس بفراغ موجع مطرح ما كانت لمسته. بطلع من السيارة وبتجه للصف.
       
      

      اعتراف حبيبة سابقة - روايه عشيقه معلمي

      اعتراف حبيبة سابقة

      2025, Jumana

      رومانسيه للمراهقين

      مجانا

      في هذا الفصل المشحون بالعواطف، تتوارى بطلتنا "كينزي" بين حلاوة اللحظات الرومانسية الناشئة مع "كايل" وإزعاج صديقها المرح "جيك". يظهر التوتر بشكل مفاجئ مع وصول حبيبة "كايل" السابقة، مما يشعل فتيل مواجهة كلامية حادة تكشف عن ولاء "كايل" وحماية "كينزي". ينتهي الفصل بإعلان مفاجئ يغير ديناميكية العلاقة ويترك القارئ متلهفًا لمعرفة التطورات القادمة.

      ماكنزي

      طالبة على وشك التخرج، تبدو مرحة ولطيفة ولكنها تحمل بعض المخاوف الداخلية خاصة فيما يتعلق بوالدتها. تبدأ في تطوير مشاعر تجاه مدرسها "كايل".

      كايل

      : مدرس "كينزي"، يبدو جذابًا وواثقًا من نفسه. علاقته بـ "كينزي" تتجاوز حدود العلاقة بين الطالب والمعلم، ويظهر غيرته وحمايته لها عندما تظهر حبيبته السابقة.

      ناتالي

      حبيبة "كايل" السابقة، تظهر بشكل مفاجئ وعدواني، وتحاول استعادة علاقته بـ "كايل"، مما يخلق صراعًا وتوترًا في الأحداث.
      تم نسخ الرابط
      اعتراف حبيبة سابقة

       ماكينزي:
      
      يا لهوي! مش مصدقة إن فاضل شهر واحد بس ونخلص مدرسة ونتخرج. أنا هتوحشك أوي!
      
      راح جيك عامل صوت عياط كده أوفر وهو بيطبطب على راسي كأني كلب. الواد ده غريب أوي.
      
      "يا جيك، أنت ممكن تيجي بيتنا في أي وقت أنت عارف."
      
      راح عامل نفسه بيعيط على كتفي، وخني بقى في حضن دب.
      
      "عارف، بس بجد، الموضوع ده حزين أوي."
      
      قالها وهو بيعيط بصوت أعلى على كتفي.
      
      "يا جيك، إحنا رايحين نفس الكلية، بطّل بقى تعمل زي العيال الصغيرة."
      
      راح رافع راسه فجأة وصوته زغروطة وهو بيسقف بإيده.
      
      "يا نهار أبيض! ليه ما قلتليش من بدري؟! كنت هتسيبيني كده زعلانة؟!"
      
      "وطي صوتك بدل ما نتخانق، ويا جيك أنت كنت عارف أصلاً."
      
      قلت وأنا بلف عيني على صاحبي الأوفر ده.
      
      "همم؟ آه صح، نسيت."
      
      هز كتفه وأنا نفخت بزهق ورجعت بصيت على الأستاذ. كنا في الحصة الأولى، ويا لهوي كانت مملة موت. حسيت جيك بيخبط خفيف على كتفي وبيوشوش اسمي.
      
      "كينزي"
      
      "نعم يا جيك؟"
      
      "ممكن أطلب من كايل يخرجنا تاني؟"
      
      لفيت عيني على الواد اللي شعره أسود ده. كايل ده لسه مخرجنا من أسبوعين أكلنا آيس كريم.
      
      "لسه مخرجنا قريب يا جيك."
      
      "عارف بس نفسي فيه أوي."
      
      راح متحنن في ودني بالراحة عشان محدش ياخد باله.
      
      "أنت بتبقى هايبر أوي لما السكر بيدخل جسمك، يبقى بلاش حتة حلويات خالص. ممكن ناكل أي حاجة تانية."
      
      "مش هاكل كتير، بليييز!"
      
      قعدت أدلك في راسي وهو بيتوسل لي بصوت واطي. زهقت في الآخر ووافقت.
      
      "خلاص خلاص، ممكن نسأله قبل الغداء. تعالى عنده الفصل بعد الحصة التانية."
      
      راح مزعق بصوت واطي وحط إيده حوالين كتفي وعصرني عصرة موت.
      
      "آي أي. خلاص خلاص. وسع، ضيق أوي."
      
      راح سايبني وهو بيضحك بصوت عالي. "دي ضحكة رجالي" زي ما بيقول هو.
      
      رينج
      
      "أخيراً!"
      
      طلعت نفس طويل أوي وأنا ماشية طالعة من الفصل وجيك ماشي ورايا بالظبط.
      
      "قولي والله! كأن الحصة دي كانت بتزحف زحف."
      
      ضحكت على كلامه. كان عنده حق فعلاً.
      
      "طيب أنا لازم أروح الفصل يا جيك. هكلمك بعدين."
      
      سلمنا على بعض ومشيت ناحية فصل كايل، قصدي مستر جريسون. أنا مبسوطة أوي وأنا بتكلم معاه. مش عارفة إحنا إيه بالظبط، بس الأكيد إنه مش علاقة "مدرس وطالبة" يعني. وصلت الفصل ودخلت.
      
      "إيه يا كينزي"
      
      "هاااي كاي- قصدي يا مستر جريسون."
      
      مينفعش أقول له كايل قدام الناس كلها، كده هيطلع علينا كلام.
      
      "يا سلام يا سلام. شكلك مختلف النهارده."
      
      كنت حاطة شوية ليب جلوس شفاف فيه لمعة خفيفة وشوية مكياج صغيرين. وشعري عاملاه نص رفعة ونص نازل. مش تغيير كبير يعني.
      
      
      
      
      
      "يا عم اسكت بقى. كل اللي عملته إني حطيت شوية مكياج صغيرين وغيرت تسريحة شعري."
      وشوشته عشان محدش يسمع. راح ضحك ورد:
      "طب ما أنتِ قمر زي ما أنتِ دايماً."
      "أيوة أيوة. روّق على فصلك أنت، مش تغازل في تلاميذك."
      رديت وأنا برفع شفايفي بابتسامة خبيثة.
      "معلش، مقدرتش أمسك نفسي."
      غمز لي بعينه قبل ما يرجع يبص على حاجة على مكتبه. حسيت وشي سخن من الإحراج وقلبي عمال يدق بسرعة جنونية. استعجلت ورحت قعدت مكاني، بحاول بكل قوتي إنه ميشوفش وشي اللي احمر وهو بيضحك ضحكة خفيفة.
      "إيه يا مزة!"
      رفعت عيني من على الموبايل لقيت ولد في سني بيبص لي بابتسامة منورة. عمره ما كلمني قبل كده، عايز إيه ده بقى؟ الجرس رن في اللحظة دي بس هو ممشيش.
      "أهلاً؟"
      "بتعملي إيه النهاردة بالليل؟"
      بصيت وراه شفته كايل بيبص له بغيظ من وراه. ماله ده؟
      "أنا أم..."
      "يا أستاذ جلين، اطلع برا الفصل بتاعي. مينفعش تتكلم والجرس رن."
      "بس..."
      "اطلع، وإلا هيكون الطرد ده أقل حاجة هعملها."
      الواد اللي اسمه جلين ده طلع من الفصل وهو متغاظ وكايل بيبص له بغيظ وهو شكله مبسوط. ده كان قاسي شوية بصراحة.
      
      الجرس رن والحصة خلصت. كله طلع ناحية الباب إلا أنا، عشان جيك كان جايلي هنا. رحت ناحية كايل وقعدت أخبط برجلي على الأرض بسرعة.
      "عايزة حاجة؟"
      "إيه اللي أنت عملته ده؟! ده كان قاسي أوي، أنت حتى مدتهوش إنذار."
      راح لافف عينه لما جبت سيرة الواد ونفخ بضيق.
      "مينفعش يتكلم في الفصل بتاعي."
      "أنت مش متعود تعمل كده، إيه الفرق بينه وبين أي حد تاني؟"
      راح متنهد وقعد على الكرسي بتاعه، وشاور لي أروح ناحيته. روحت بسرعة، وده كان جزء منه عشان كنت عايزة أفهم إيه اللي حصل. فجأة راح شادد دراعي وقعدني على رجله.
      "الفرق إنه كان بيكلمك أنتِ."
      باس خدي وابتسم. إجابة محيرة بصراحة. لفيت دراعي حوالين رقبته. من غير ما أفكر، لقيت نفسي بسأله قصده إيه.
      "يعني إيه الكلام ده؟"
      "يعني مش هقعد أتفرج على أي ولد بيعاكسك لمجرد إنك غيرتي كام حاجة في شكلك."
      "هو مكنش بيعاكسني."
      قلت وهو بدأ يكشر. الواد مكنش بيعاكسني، ده كان لسه بيبدأ كلام.
      "بصي، أنا كنت في ثانوي زمان وأقدر أعرف كويس أوي لما ولد بيعاكس بنت. أنا كنت بعمل كده كتير أوي."
      قال وهو بيهرش في رقبته من ورا وبيضحك ضحكة خفيفة.
      "ده كان من مليون سنة فاتوا. الدنيا بتتغير يا أستاذ."
      "يا بت! ده كان من ست سنين بس، أنا مش عجوز أوي كده وده كلام بيزعل أوي."
      ضحكت وبطبط على راسه عشان أصالحه.
      "لو دي طريقتك عشان تقولي آسفة، أنا مش مسامحك. أنا مش كلب."
      
      قال وهو بيرفع حواجبه بابتسامة لعوب على وشه. السؤال اللي كان بيدور في دماغي طلع مني من غير قصد.
      "إحنا إيه؟"
      "إحنا كايل وكينزي. كايزي."
      (ملحوظة: اسم السفينة من صنع LwkeyDii 😂)
      "يا عم أنا بتكلم جد!"
      قلت وأنا ببوز. راح حاطط إيده على دقنه وقعد يعمل صوت همهمة وهو بيحاول يلاقي الكلام الصح. وهو لسه هيتكلم، الباب اتفتح.
      "يا سلام يا سلام، أنا كده بعطل حاجة ولا إيه؟"
      جيك واقف على الباب بيبص لينا بابتسامة واسعة أوي. حاولت أقوم من على رجل كايل بس هو مسكني مكاني وهو بيرد على سؤاله.
      "أيوة، يلا غور."
      "يا عم سيبني! لأ أنت مكنتش بتعطل حاجة.
      
      
      
      
      
      قلت وأنا بتلوى شوية. مكنتش عايزة أمشي بس مع جيك اللي بيتفرج ده محرج شوية. لما استوعبت إنه مش هيسيبني، لفيت وشي بعيد عن جيك ودفنت وشي في كتف كايل عشان أخفي وشي اللي سخن. فجأة، سمعت جيك بيزعق اسم كايل.
      "يا كايل!! خرجنا تاني ناكل آيس كريم. بليز!!"
      "لأ لأ لأ. أنت مش بتعرف تتعامل مع السكر كويس. بغض النظر عن سنك."
      كايل رفض بسرعة، وقفل على طول آمال جيك.
      "بس..."
      "مفيش بس."
      شلت وشي من على كتفه وقعدت أضحك على خناقة الولاد. فضلوا رايحين جايين بيتخانقوا. وبيشتموا بعض. "شتائم أقسم إني مش هكررها."
      "يا جماعة- هاها، اسكتوا بقى."
      هما الاتنين سكتوا بؤهم الصغير المزعج وبصوا لي، مستنيين أفهمهم ليه وقفت خناقتهم التافهة دي.
      "إيه رأيكم نروح ديني'ز ولا حاجة؟"
      كايل نط لفوق، خلاني أقع على قفايا. هما الاتنين راحوا ناحية بعض وضربوا كفوفهم في كفوف بعض. لفيت عيني بس مقدرتش مببتسمش من كتر ما هما منسجمين مع بعض. باستثناء الوقت اللي بيكونوا فيه بيتخانقوا على أتفه الأسباب.
      "أنا إيه، مش موجودة؟"
      سألتهم وأنا متضايقة من قلة الاهتمام اللي كنت واخداها.
      "اسكتي يا كينزي إحنا بنحتفل."
      قالوا في نفس الوقت ورجعوا يتكلموا تاني، ومبصوش عليا ولا مرة.
      "بجد يا جماعة؟!"
      هما الاتنين بصوا لي وبدأوا يضحكوا بصوت واطي.
      "إيه اللي مقعدك على الأرض يا قمر؟"
      كايل سأل بابتسامة لطيفة وفيها هزار.
      "أيوة يا صاحبتي. الأرض مش نظيفة. كنتي بتفكري في إيه؟"
      جيك دخل في الكلام بعد كايل. أنا اتنهدت بصوت عالي من الولاد الأغبيا اللي قدامي وضربت كف على كف في دماغي.
      "فيه إيه؟"
      كايل قال وهو بيبص عليا وبعدين على جيك، فصاحبي هز كتفه.
      "يا رب أنت الاتنين أغبية!"
      "إيه!"
      هما الاتنين زعقوا في نفس الوقت. أنا بس لفيت عيني ونطيت من على الأرض بما إن مفيش حد تاني هيساعدني.
      "يلا بينا نتغدى يا جيك."
      أمرت وأنا بمسك دراعه وبشده.
      "أنتوا ممكن تقعدوا هنا لو عايزين. أنا هطلب بيتزا."
      
      "أشوفك بعدين يا كينزي. ممكن تروحي تتغدي لو عايزة بس أنا مش رايح."
      قال وهو بيشد دراعه من إيدي. لفيت عيني وقعدت على مكتب جنب جيك.
      
      "كينزي يلا بقى!"
      جيك مسك إيدي وشدها أول ما جرس الانصراف رن، وخرجنا ماشيين في الطرقة. أنا مشيت معاه وخلاص عشان كنت متحمسة أنا كمان. بس مبينتش عشان عارفة إن جيك كل اللي هيعمله إنه هيقعد يتريق عليا. وصلنا فصله وصاحبي فتح الباب ودخلنا إحنا الاتنين.
      "يا جماعة، هخلص في دقيقة."
      راح ممشي إيده في شعره الأشقر اللي مش نضيف قبل ما يرجع يلم حاجته. لما خلص، إحنا التلاتة مشينا من "الباب السري" وطلعنا على الباركينج.
      "أسرعوا يا بطيئين!"
      هزيت راسي وضحكت على الواد العبيط اللي قدامي. أحسن صاحب ممكن أتمناه. ركبنا العربية ومشينا.
      
      "مش مصدق إنك عملتيله كده."
      كايل قالي وهو بيخبط إيده على الترابيزة وهو بيضحك. كنا حكيناه القصة بتاعة إزاي أنا وجيك اتقابلنا.
      "ده اللي بقوله. مناخيري هتبقى طول عمرها مش طبيعية."
      "يا جيك مناخيرك كويسة. شكلها بالظبط زي ما كانت أول ما اتقابلنا."
      "همف، قول كده للمراية بتاعتي اللي بتتكسر كل ما أبص فيها."
      مقدرتش أمسك نفسي وضحكت ضحكة خفيفة، وقبل ما نعرف، كنا كلنا بنضحك تاني.
      "طيب يا سادة ويا آنسات، أنا لازم أروح أفرغ الحاجة الصفرا اللي بنسميها بول."
      جيك قال وهو مبتسم قبل ما يقوم.
      "يا قرف، مكنتش لازم توصفها كده."
      مديت إيدي على الترابيزة وضربته على دراعه قبل ما يقدر يهرب. مسك دراعه وبص لي بغيظ.
      "أياً كان."
      بعد كده، قام ومشي بعيد. حسيت حد بينغزني في دراعي.
      "ها، عجبك الأكل هنا؟" كايل سأل.
      "تفتكر كنت هاكله لو معجبنيش؟"
      رديت بنبرة فيها سخرية. بس طبعاً كنت بهزر.
      "يا عم الحاج عامل فيها متكبر."
      
      
      
      
      
      لفيت عيني بدلع ورجعت بصيت على موبايلي لما رن، وش أمي ظهر على الشاشة. رفعت صباعي لكايل، وسحبت صباعي على الشاشة ورديت.
      "إيه يا ماما"
      "أهلاً يا حبيبتي. كنت بس عايزة أقولك إن أنا وناثان هنخرج في ميعاد تاني."
      "تمام. هترجعي البيت إمتى؟"
      "والله، الصبح."
      "الصبح؟!"
      "أيوة، هنروح مشوار صغير برا المدينة عشان معنديش شغل بكرة. متقلقيش، المكان حوالي ساعتين بس بالعربية."
      اتنهدت لما عرفت المعلومة الجديدة.
      "تمام يا ماما، اتبسطي. بس مش أوي يعني."
      ضحكت على الهزار بتاعي قبل ما ترد.
      "باي يا حبيبتي"
      "باي"
      
      ضغطت على زرار إنهاء المكالمة وحطيت موبايلي تاني على الترابيزة. فيه سبب إني متضايقة. أنا بس مش عايزة أمي تتأذي. هي استحملت كتير أوي.
      "فيه إيه؟"
      "مفيش"
      مسك خصري ولفني ناحيته، عينيه البنيين الشوكولاتة بصوا في عيني الزرقا. يا لهوي دي تحفة. يا ترى اللي بنعمله ده غلط؟ طب ولو غلط، مين يهتم. أنا بحب ده.
      "فيه إيه؟"
      "مشاكل أم."
      "زي إيه؟"
      بدأت بتردد أشرح الموقف للواد الأعمى اللي قاعد جنبي. هو هز راسه وابتسم وهو بيسمع كل كلمة. لما خلصت، سكت شوية قبل ما يتكلم.
      "يا كينزي، لازم على الأقل تديله فرصة. وأنا متأكد إن مامتك هتعرف تاخد بالها من نفسها، تمام؟"
      "أيوة أعتقد."
      شدني لحضنه وباس جبيني، وفضل حاضني كام ثانية حلوين. فجأة سمعنا صوت فرقعة، وبسرعة بصيت ناحية الصوت وشفت جيك ماسك موبايله.
      "يا لهوي على الكياته!"
      عمل صوت صريخ صغير بتاع المعجبين قبل ما يقعد.
      "يا جيك متكونش بني آدم غريب!!"
      زعقت في الواد اللي شعره أسود. هو وكايل ضحكوا قبل ما صاحبي يرد.
      "مش ذنبي إنكم أنت الاتنين كيوت أوي كده."
      "أنت بني آدم..."
      راح قاطع كلامي بشفايف على شفايفي، وبسرعة زي ما جت، اختفت. وبعدين ظهر كايل وهو بيبص لي بابتسامة خبيثة. أنا- إيه؟ يا لهوي.
      "أيوة، أنا موافق يا جيك."
      أنا مصدومة ومش قادرة أتحرك، بس ببص على الواد الأشقر بوش خالي من أي تعبير. حالة الصدمة دي اختفت بسرعة لما سمعت صوت معين كنت بتمنى إني عمري ما أسمعه تاني.
      "يا كايلي بوو!"
      يا لهوي مستحيل. البنت دي تاني. شفت جيك بيبص لي بوش مستغرب. أنا بس حركت شفايفي بكلمة "بنت مجنونة" وهو هز راسه بسرعة كأنه عارف أنا بتكلم على مين.
      وصلت الترابيزة وكشرت أول ما شافتني. صدقيني يا بت، أنا ممكن أعمل أكتر من كده بكتير.
      "يا حبيبي! بتعمل إيه هنا مع البت الرخيصة دي!"
      (ملحوظة: تحذير، خناقة جامدة جاية😂)
      "يا لهوي على قلة الأدب، أنا عارفة إنك مقولتيش على صاحبي الرخيصة دي."
      "ولو قلت؟"
      ابتسمت لجيك وهو بيبص للبنت الشقرا بغيظ. الدلوعة بتاعته هتبدأ تطلع. الست دي بجد محتاجة تبعد. بس فكرت تاني، ممكن تكمل كلام.
      "أنصحك تاخدي نفسك وطيظتك اللي باين عليها إنها فيك دي وتمشي من هنا. أنا مش عايزة أتخانق مع بنت، بس لو قلتي كلام قليل الأدب تاني، مش هفكر مرتين."
      قال وهو بيطقطق صوابعه وبيديها نظرة حادة. راحت ماسكة صدرها وشهقت.
      "دول مش فيك!!"
      "أكيد مش فيك، روحي قولي كده للدكتور التجميل اللي عملهم. المهم، لازم تمشي. شكلك زي المهرج بالآيشادو الأحمر ده. ارجعي السيرك بتاعك يا بت."
      أنا وكايل كنا بنحاول بكل قوتنا نكتم الضحك اللي كان هيطلع من بؤنا.
      "طيب، أنا هاخد حبيبي معايا."
      "يا بت، ده مش حبيبك ولا عمره كان حبيبك. بطلي أوهام وامشي بقى. هو مش عايزك."
      "يا كلبة يا واطية"
      "أنا الواطية، روحي قولي كده للطوق اللي في رقبتك."
      "ده مش طوق يا ولد يا لوطي! ده عقد."
      (ملحوظة: مفيش إهانة للعقود، أنا بحبها!)
      شفت جيك بيقبض ويفتح إيده من التعليق اللي قالته. قبل ما يقدر يعمل أي حاجة، كايل نط بينهم.
      "اسمعي يا ناتالي، امشي. أنتِ كده زودتيها أوي والناس بدأت تبص علينا."
      قال وهو بيشاور على الناس اللي بدأت تتجمع وتبص علينا.
      "يا حبيبي يا كايل، ليه واقف معاهم؟"
      سكت لحظة قبل ما يبص عليا ويقول حاجة مكنتش متوقعاها أبداً.
      "عشان دي صاحبتي."
      
      
      رسائل أقدم الصفحة الرئيسية

      Pages

      authorX

      مؤلفون تلقائي

      نظام شراء