موصى به لك

الأقسام

الأعلى تقييمًا

    أعمال أصلية (RO)

      الأفضل شهريًا

        المحرَّم والمقدس - رواية مسيحية

        المحرَّم والمقدس

        2025,

        دينية

        مجانا

        مراهقة ضاعت بعد موت أمها، وبدأت تسلك طرق غلط وتتعاطى. أبوها ديفيد بيحاول ينقذها وبيوديها مصحة، بس المشكلة أعمق. بيستشير صديقه كريستوفر اللي بيقترح يساعدها عن طريق الكنيسة ومجموعة بنته آفا. آفا بتترفض الفكرة في الأول بسبب تنمر هاربر عليها زمان، بس أبوها بيجبرها توافق. هاربر كمان بتضطر توافق تحت تهديد أبوها، وبتحاول تضايق آفا في أول لقاء بينهم في مجموعة الكنيسة. آفا بترد عليها بقوة وبتهددها تفضح مشاركتها في الكنيسة، وده بيخلي هاربر تتراجع. ديفيد بيتصل بكريستوفر وبيطمنه إن هاربر عجبتها المجموعة، عشان عارف نوايا بنته الخبيثة وعايز يحمي آفا من كدبها.

        هاربر

        بتواجه مشاكل كتير بعد وفاة أمها. كانت بتتعاطى وبتتحدى القواعد، وبتتصرف بعنف. عنيدة جداً ومش بتحب السيطرة.

        ديفيد

        أبو هاربر، بيحس بالعجز قدام مشاكل بنته. حزين على مراته اللي ماتت، وبيحاول بكل الطرق إنه يساعد هاربر ترجع للطريق الصح. أب مهتم بس بيعرف نوايا بنته.

        آفا

        بنت محترمة بتساعد في الكنيسة. اتعرضت للتنمر من هاربر زمان، لكنها قوية وبتعرف تدافع عن نفسها لما تضطر. عندها مبادئ بس بتعاني من سيطرة أبوها.
        تم نسخ الرابط
        المحرَّم والمقدس - رواية مسيحية

        أزيكوا دي قصه كتبتها في خمس ايام بس فيها مراهقه ومواقف نفسيه ومحتاجه تفكير 
        متأكده انها هتعجبكم
        ---
        
        
        هاربر ما كانتش طول عمرها حكيمة وناضجة.
        البنت دي اللي عنيها خضرا وجميلة كانت بتمر بأوقات صعبة أوي.
        على سن 18 سنة، كانت بتحب تتحدى كل القواعد. أصحابها ساعتها؟ كانت محاطة بناس تأثيرهم مش كويس.
        أبوها، ديفيد، حس إنه عاجز خالص وهو بيتفرج على بنته الصغيرة وهي بتضيع في اللخبطة دي كلها.
        
        شوف يا سيدي، هاربر بدأت تتصرف كده بعد ما أمها ماتت من السرطان بدري أوي. كان عندها 15 سنة بس، وكانت زي ما تكون فقدت سندها. كانت علاقة الأم وبنتها خاصة واتدمرت بقسوة. من غير أمها اللي ترشدها، البنت الصغيرة كانت بتطوف في حزنها، مش عارفة تتصرف إزاي.
        
        ديفيد كان في نفس المركب، غرقان في الحزن بعد ما فقد مراته. أول سنة من غيرها، كان عامل زي الزومبي، يا دوب بيلاحظ العالم حواليه، فما بالك بمشاكل هاربر اللي كانت بتزيد. رادار أبوه، اللي كان دايماً شغال صح، اتعطل خالص بسبب وجعه هو، وتصرفات هاربر الجنونية زادت سوء.
        
        لكن بعدين، حاجة في المدرسة صحته من اللي هو فيه. غضب هاربر كان خارج عن السيطرة، وعامل مشاكل كتير. لما ديفيد عرف، الموضوع نزل عليه زي الصاعقة. ما كانش مجرد غضب. كانت بتتعاطى مخدرات كمان. الصدمة دي خلته يفوق ويدرك إن ده وقت إنه يتحرك، ويتواصل مع بنته تاني، ويساعدها تلاقي طريقها.
        
        بس زي ما ممكن تتخيل، الكلام أسهل من الفعل دايماً.
        
        هو وداها مصحة عشان يحاول يحرر جسمها من الإدمان ده، لكن المشكلة ما كانتش جسدية بس، كانت أعمق بكتير، كانت الهاوية اللي مالية قلبها بعد موت أعز إنسان ليها.
        
        كان آخر يوم في الصيف، لما دخل الكنيسة اللي كان صديق طفولته كريستوفر واحد من روادها.
        
        "مش عارف أعمل إيه، حاسس إني بضيعها، بنتي الحلوة. أنا يائس أوي،" والدموع بتجري على وشه وهما واقفين في الهدوء بعد القداس.
        
        "ما تفقدش الأمل يا صاحبي. الشيطان بيحاول ياخد بنتك، بس عارف مالهوش قوة فين؟" عينيه الزرقا الباردة بصت في عين صاحبه، مستني رد.
        
        "في الكنيسة؟" سأل بتردد خفيف في صوته.
        
        "بالظبط!" كريستوفر صاح، "عارف، بنتي الغالية آفا بتساعد في الكنيسة تقريباً كل وقتها الفاضي من الدراسة؟"
        
        "أيوة، هي ملاك بجد. يا ريت هاربر بتاعتي تلاقي طريق زي ده." تنهد. المشكلة إن ديفيد ما كانش مؤمن قوي، بس في اللحظة دي، كان مستعد يعمل أي حاجة عشان يساعد بنته.
        
        "أنا مبسوط إنك قولت كده وإنك فاهم أهمية إيماننا." الرجل الصالح لف دراعه حوالين كتف صاحبه، "كمسيحي حقيقي، والأهم من كده، كصاحبك بجد، ما اقدرش أسيبك تواجه ده لوحدك،" قالها، وابتسامة مطمئنة انتشرت على وشه. ديفيد بص لصاحبه بأمل. "أنا عارف إيه اللي المفروض نعمله،" أضافها، وابتسامة خبيثة اترسمت على وشه، كانت مقدمة لخطة شكلها نابعة من اقتناع عميق. "اسمع يا ديفيد، أنا شفت أرواح تايهة كتير لاقت طريقها تاني في حضن الكنيسة. الموضوع مش مجرد إيمان، ده عن مجتمع، ودعم، وإنك تلاقي هدف."
        
        ديفيد هز راسه، وبذور الأمل بدأت تنبت بحذر. "بس إزاي نخلي هاربر تشارك؟ هي بعيدة أوي عن كل ده."
        
        "هنا يجي دور آفا بنتي. هي بتعرف تتعامل مع الناس، عندها موهبة حقيقية في إنها تجيبهم جوه. إيه رأيك لو نقدم هاربر لمجموعة الشباب؟ بيعملوا أنشطة كتير، مش بس اجتماعات صلاة. شغل مجتمعي، موسيقى، فن - سمي اللي تسميه. ممكن تكون دايرة جديدة ليها، بداية جديدة."
        
        "هي كانت بتحب الرسم أوي. هي وأمها دايماً كانوا بيرسموا سوا،" عيني ديفيد لمعت لأول مرة من شهور. "تفتكر آفا هتعمل كده؟ عشانا؟"
        
        "آفا هتكون مبسوطة أوي إنها تساعد. قلبها كبير، زي أبوها بالظبط،" كريستوفر قال بضحكة فخر. "هنبداً بالراحة، من غير أي ضغط على هاربر. مجرد دعوة ودية إنها تخرج مع ناس في سنها."
        
        الفكرة كانت زي طوق النجاة، فرصة عشان يسحب هاربر من حافة الهاوية. ديفيد حس إن هم كبير اتشال من على كتافه وهما خارجين من الكنيسة.
        
        بعد ما رجع البيت، كريستوفر كان عنده رغبة قوية جداً إنه يحكي لبنته عن الكلام اللي دار بينه وبين صاحبه. فتح باب أوضتها ببطء، "آفا، أنا."
        
        الباب اتفتح ببطء، وكشف عن البنت اللي كانت محاطة بالكتب. "يا بابا،" رحبت بيه.
        
        هو قعد على طرف سريرها. "محتاج أتكلم معاكي عن بنت، هي بنت صاحبي القديم ديفيد، ما كناش على تواصل بقالنا فترة، بس دلوقتي هو محتاج مساعدتنا بجد. بنته اسمها هاربر تومسون، أعتقد إن ليكوا حصص مشتركة سوا،" بدأ كلامه، وتغيرت ملامح آفا، عينيها الزرقا الباردة، زي عيني باباها بالظبط، كشرت.
        
        "هاربر؟ مالها؟" سألت، وصوتها مليان حذر.
        
        كريستوفر تجاهل رد فعل بنته وكمل، "هي في ورطة يا آفا. ورطة كبيرة. وأنا أعتقد إنك ممكن تكوني اللي تساعديها تطلع منها."
        
        ضحكة آفا كانت قصيرة ومريرة. "أساعد هاربر؟" سألت مش مصدقة. "هي ما بتتصرفش كأنها محتاجة مساعدة حد. الناس اللي حواليها هما اللي محتاجين مساعدة... من عنفها،" قالتها وهي مش مصدقة، وهزت راسها. "يا بابا، هي وأصحابها خلوا حياتي في المدرسة كابوس."
        
        كريستوفر اتفاجئ بالحقايق الجديدة دي، بس ده ما كانش هيوقفه عن خطته الأولية. "طيب يا بنتي،" وجه كلامه ليها بنبرة متعالية. "يبقى دي فرصتك عشان تثبتي إنك مسيحية صالحة، بما إننا بنتكلم عن مساعدة حد محتاج." خلص كلامه وهو بيبصلها من فوق لتحت.
        
        
        
        
        
        
        آفا ما كانتش مصدقة اللي بيحصل معاها، وهي بتسأل بصوت ضعيف، "المفروض أساعد اللي بتتنمر عليا؟" وهي عارفة كويس إن رأيها ملوش مكان لما أبوها ياخد قرار.
        
        كريستوفر، زي ما كان متوقع، فضل ثابت على موقفه. بنبرة حازمة، قال، "بالظبط كده اللي هتعمليه. وريها الرحمة، سامحيها، وارجعيها للطريق الصح." قام من على السرير، ومشي ناحية الباب، وبعدين لف وبصلها في عينيها، وضاف، "ده مش طلب. هتساعدي هاربر، سواء عايزة أو مش عايزة."
        
        في اللحظة دي عرفت إن النقاش مش خيار. كل اللي تقدر تعمله إنها تقبل الأمر الواقع. "حاضر يا بابا،" ردت عليه بطاعة.
        
        "هعمل كده، عشان ماليش خيار. بس مش لازم أصدق إنه هينفع، ومش لازم أحب ده،" قالت لنفسها.
        
        في نفس الوقت، على الناحية التانية من الشارع، كان حوار تاني بين أب وبنته بيدور.
        
        ديفيد قرب من هاربر، اللي كانت قاعدة على الكنبة وماسكة موبايلها. "هاربر، محتاجين نتكلم في حاجة،" قال بنبرة حازمة.
        
        هاربر رفعت راسها، وعينيها ضاقت. "إيه تاني دلوقتي؟"
        
        "قابلت صاحب قديم ليا، وكان عنده اقتراح ليكي،" بدأ، وصوته دلوقتي فيه تردد. بنته اتضايقت من كلامه بس فضلت ساكتة. "حاجة ممكن تساعدك توجهي طاقتك وممكن كمان تساعد في تحسين درجاتك. ليها علاقة بالكنيسة،" كمل، وعزيمته بتضعف مع كل كلمة.
        
        "كنيسة؟" كررت، وهي بتكشر كأنها لسه عضت على لمونة حامضة أوي. "أكيد بتهزر."
        
        "صاحبي اقترح إنك تبدأي تساعدي مع مجموعة بنته آفا،" كمل، وهو مستمر رغم تعليقاتها.
        
        "آفا؟! بتاعت المدرسة؟!" هاربر سخرت، وصوتها مليان احتقار. "الوش دي بتاعت الكنيسة؟ مستحيل. هتضيع سمعتي لو اتشافت معايا، خصوصاً هناك."
        
        صبر ديفيد كان بيخلص. "سمعتك مش همي دلوقتي. المهم إنك ترجعي للمسار الصح، وده هيساعد."
        
        هاربر قامت، وغضبها ولع. "مش هبقى بنت كنيسة مؤدبة. انسى الموضوع."
        
        ديفيد خد نفس عميق، وبيجهز نفسه للإنذار الأخير. "اسمعي يا هاربر. يا إما تبدأي تساعدي آفا في الكنيسة، يا إما هتكوني محبوسة في البيت لحد آخر السنة الدراسية. لا فلوس، لا عربية، ولا صحابك دول اللي تأثيرهم وحش،" هددها، وخطف الموبايل من إيديها. "ولا ده تاني."
        
        وش هاربر احمر من الغضب. "ما تقدرش تعمل كده فيا!"
        
        "أقدر، وهعمل،" ديفيد قال بحزم. "ده اختيارك يا هاربر. اختاري الصح."
        
        بنته جريت على أوضتها، وقفلت الباب بصوت عالي، بالرغم من إنها بعد ساعتين لما أدركت خطورة الوضع، رجعت. بنبرة مريرة، تمتمت، "خلاص. هعملها. بس ده ما يغيرش حاجة. مش فجأة هبقى زيها."
        
        ديفيد هز راسه، عارف إن دي مجرد البداية. "هنشوف."
        
        "هتخلص زيي غالبًا، وصاحبك هيلعنك،" قالت وهي بتضحك بخفة، وبتفكر بالفعل في اللي هتعمله لما تتاح لها الفرصة مع آفا.
        
        "آه يا هاربر، مش شايفة إني ملعون بالفعل؟" رد بمرارة.
        
        للحظة، عينيها الخضرا لانت وهي بتبص لأبوها، لكن اللامبالاة رجعت بسرعة، وهي بتمتم، "أي حاجة."
        
        البنتين، كل واحدة في معركتها المنفصلة، واجهوا ليلة بلا نوم.
        
        هاربر كانت مفرودة على سريرها وعينيها متثبتة في السقف. حست بمرارة وتوتر، وخايفة أوي من فكرة إنها مفيش قدامها خيار غير إنها تنفذ فكرة أبوها المجنونة. حتى مجرد التفكير في إنها تضايق آفا الكريهة ما كانش بيريحها. الخوف إن حد من المدرسة يكتشف ويخليها أضحوكة كان بيرعبها. جسمها اتشد زي الحيوان اللي محشور في زاوية، بيستعد للي ممكن يجي بعد كده. أفكار تقيلة كانت بتلف في دماغها: "مجموعة كنيسة، بجد؟ ليه لازم يكون بالتحكم ده؟ كأن مفيش كفاية على راسي! ليه بيكرهني أوي لدرجة إنه عايز يدمر حياتي؟ ليه دايماً أنا؟!"
        
        في نفس الوقت، آفا كانت رايحة جاية في أوضتها بتعيد أحداث اليوم. ثقل أمر أبوها حسّته غير عادل ومُخنق. كانت محتارة بين تعاليم الرحمة اللي اتربت عليها وبين الذكريات اللاذعة والمؤلمة لقسوة هاربر وصحابها. فكرة إنها تمد إيد المساعدة لهاربر كانت زي إنك تمشي بإرادتك في عاصفة، عارفة كويس احتمالية الأذى. توقعات أبوها كانت زي السلاسل، بتربطها بمسار عمل قلبها كان بيعترض عليه. مع مرور الليل، أفكارها زادت سوء، خليط من الغضب والتوتر: "إزاي أسامحها بعد كل اللي عملته؟ ودلوقتي لازم أساعدها؟ عارفة إني المفروض أكون البنت المسيحية الكويسة، بس ده كتير أوي. ده مش عدل. ليه لازم أكون أنا الأكبر؟ بابا عنده حق في حاجة واحدة. هاربر تايهة. بس ليه لازم أكون أنا اللي ألاقيها؟ كأن بيتعاقب على غلطاتها. ممكن أحاول أتكلم معاها. أحط كام قاعدة أساسية. بس إيه لو ضحكت في وشي؟ إيه اللي هيحصل ساعتها؟ أنا كده اتحكم عليا بالهلاك. ليه دايماً أنا؟"
        
        في اليوم اللي بعده، ممرات المدرسة كانت مليانة بالزحمة الصباحية لما هاربر لمحت آفا. مدفوعة بالغضب، راحت ناحيتها ودفعت كتفها زقتها على الحيطة. "يبقى دي كانت خطتك؟ تخلي أبوكي يكلم أبويا عشان تسحبيني على كنيستك وتلعبي دور القديسة؟" اتهمتها، وصوتها كان زي الفحيح الحاد. "فاكرة ده هيخليكي مشهورة، إنك تجبريني أخرج معاكي؟"
        
        آفا، اللي عادةً هادية، وصلت لنقطة الانهيار. "أنتي مغرورة أوي يا هاربر،" بصقت بغضبها المتفجر. "فاكرة بجد إن العالم كله بيلف حواليكي، مش كده؟" سألت بابتسامة حامضة. "أفضل أغسل حمامات المدرسة بفرشة سنان ولا إني أقضي ثانية واحدة معاكي!" البنت اللي عينيها زرقا قالتها بسخرية. "فكرة مجموعة الكنيسة دي؟ دي آخر حاجة أنا عايزاها. مجرد التفكير في التعامل معاكي بره المدرسة بيجنني. لو كان الأمر بإيدي، كنت أنهي المهزلة دي دلوقتي. للأسف، ماليش خيار، بس لو كنت مكانك، كنت هتستقلي النهاردة ونوفر على نفسنا المشاكل."
        
        هاربر اتفاجئت، وحدة كلام آفا قطعت غضبها. فتحت بقها عشان تجادل بس ملقيتش كلام. مسكتها حالة صمت مفاجئة، لفت على كعبها ومشت.
        
        خناقتهم الحادة دي محلّتش أي حاجة، بس خلت الأمر واضح زي الشمس إنهم ما يطقوش بعض. وهما ماشيين كل واحدة في طريقها، التوتر فضل موجود، مع اعتراف صامت إن الشغل سوا هيكون تحدي حقيقي.
        
        
        
        
        
        
        
        هاربر:
        كنت واقفة بره الكنيسة، المبنى القديم الضخم بيرمي ضل طويل عليا. يا لهوي على الرمزية. إيدي كانت على مقبض الباب الخشبي التقيل، وفكرة إني هقضي العصر كله مع مجموعة الكنيسة خلت بطني توجعني.
        
        بصيت ورايا، وفكرت إني أمشي، بس صورة وش أبويا الصارم ظهرت في دماغي. عرفت إن ماليش خيار حقيقي. خدت نفس عميق اللي ما عملش أي حاجة عشان يهدي أعصابي، ومديت إيدي لمقبض الباب وزقيته، ودخلت جوه.
        
        "درس النهاردة مش مجرد رسم. هو رحلة عبر التاريخ واللاهوت، بنتعلم عن القديسين والأحداث اللي متصورة، والرمزية ورا الألوان والإيماءات المستخدمة. ده مكان هادي للتأمل، فيه فعل الرسم بيتحول لصلاة وتفكير،" آفا كانت بتشرح معنى نشاط النهاردة لمجموعة الكنيسة وأنا دخلت بشكل مزعج، متأخرة نص ساعة كاملة.
        
        صوت الباب وهو بيزيق بصوت عالي، وقولتي المستهترة، "أنا متأخرة، بس مش آسفة،" كان علامة وصولي. بصيت في الأوضة، لاحظت الوشوش المركزة لزمايلي، كل واحد منهم غرقان في شغله. من غير ما أستنى رد، رميت نفسي على آخر كرسي فاضي.
        
        آفا بصتلي بصة مش راضية. "حاولي تلحقي اللي فاتك من غير ما تزعجي حد، لو سمحتي،" قالت، وصوتها مليان غضب.
        
        دي مين عشان تكلمني كده؟
        
        لفيت عيني وخدت فرشاة، بس بدل ما أرسم، بدأت أخبطها على جنب الترابيزة، مستمتعة إزاي كل خبطة جديدة كانت بتخلي وشها متضايق أكتر.
        
        "ممكن ما تعمليش كده؟" آفا فحيحت، وهي جاية ناحيتي.
        
        "إيه؟ أنا بس بحسس عليها،" رديت، وصوتي مليان براءة مزيفة.
        
        الدرس كمل، وأنا فضلت ألاقي طرق جديدة عشان أتسلى بيها، عن طريق إني أجننها أكتر. كنت محتاجة أضايقها لدرجة إنها تجري على أبوها، وتترجاه إنه يخليها تطردني من المجموعة.
        
        فلما عدت من جنب كرسيي، مسكت إيدها.
        
        "عايزة إيه؟" سألت بنبرة وقحة جداً.
        
        "عندي سؤال،" قولت، وأنا بتمثل الجدية.
        
        "إيه السؤال؟" قالت، وهي بتحاول تسحب إيدها من ماسكتي، بس أنا ما كنتش هسمح بده يحصل.
        
        بدل كده، سحبتها أقرب ليا وهمست في ودنها، "أنتي متوترة أوي يا آفي. عايزاني أساعدك تسترخي؟" بعدت عشان أشوف رد فعلها وما اتخيبتش.
        
        كان فيه غضب في عينيها لما في الآخر سحبت إيدها ومشيت بعصبية.
        
        أتمنى ده ينفع، بس كنت محتاجة ألاقي طريقة عشان أثبت نجاحي بجد.
        
        حاولت تتجنبني بقية الدرس، بس لما خلص، بدأت تتمشى في الممرات، بتشوف كل واحد. ما كنتش قادرة أستنى لحد ما توصل لمكاني عشان أوريها تحفتي الفنية.
        
        قربت من حامل الرسم بتاعي وهي بتاخد نفس عميق، بتجهز نفسها. من شكل وشها، عرفت إن اللي شافته على قماشتي خلا دمها يغلي. الرسمة كانت لست عريانة رسمتها من آفا، مستخدمة خيالي للأجزاء من جسمها اللي ما كنتش أقدر أشوفها. رسمت شعرها الأشقر، عينيها الزرقا الباردة المميزة، وملامح وشها المتطابقة. بس ما كانش مجرد العري اللي ولّع غضبها. كانت تفصيلة أحلى في الرسمة — الست كانت مصورة وإيدها بين رجليها وعلى وشها تعبير ما بيسبش أي شك في إيه بالظبط كانت بتعمله.
        
        "إيه ده؟" آفا صرخت بغضب.
        
        "دي صورتك، طبعاً. مش عاجباكي؟" ابتسمت بخبث.
        
        "ده اللي كنتي بتعمليه؟" آفا سألت، صوتها مزيج من عدم التصديق والغضب. "كل اللي هنا بيحاولوا يتعلموا ويحترموا التقاليد، وأنتي... أنتي بتهزري؟"
        
        ضحكت. "خفيها شوية يا آفا-بو. أنا بس بديكي تعليمات عن اللي المفروض تعمليه عشان تسترخي بدل ما تكوني نكدية طول الوقت. عشان واضح إن مفيش حد تاني هيساعدك في ده."
        
        إيد آفا اتلكمت. "أنتي مستحيلة! أنتي ما بتفكريش غير في نفسك. أنتي... أنتي مقرفة!" خدت خطوة أقرب، صوتها كان واطي بس حاد. "عارفة إيه يا هاربر؟ يا ريتك ما كنتيش جيتي. وجودك هنا مش مرحب بيه زي 'فنك' المزعوم."
        
        أنا بس هزيت كتفي وقمت بابتسامة شريرة. "قولتلك — متوترة أوي." ومع كده، طلعت بره، تاركة ورايا صمت ذهول وأوضة مليانة ناس بيتساءلوا إيه اللي حصل بالظبط.
        
        آفا:
        خلال العشاء، أبويا سأل بحماس إزاي كانت أول حصة مع هاربر. "هي مهتمة باللي بيحصل؟" سأل بحماس. طبعاً، مشاعري كانت آخر حاجة في دماغه، زي العادة.
        
        "ما اعتقدش إنها مهتمة بأي حاجة من دي،" قولت بلا تعبير، وأنا باكل بطاطسي المهروسة ببطء.
        
        "يبقى لازم تحاولي أكتر،" قال بحزم، وفي عيلتنا كان ممنوع إني أتجاهل نبرته دي. بصيتله فوراً، وهو بصلي، نظراته حادة من تحت حواجبه المكشرة.
        
        "حاضر يا بابا،" أطعت. "هحاول أكتر."
        
        "وكمان، نص ساعة وقت الموبايل في البيت ملغية. اديهولي،" أمر، وهو بيمد إيده عشان ياخد جهازي.
        
        سلمتله الحاجة اللي طلبها، وحسيت بغصة في حلقي. بس على مدار السنين، بقيت شاطرة أوي في إني أبلعها قبل ما أي دموع تنزل.
        
        بس لما كنت في السرير، في الآخر سمحت لمشاعري تاخد مجراها وعيطت في المخدة.
        
        
        
        
        
        
        
        
        دخلت المدرسة وإحساس بالخوف جوايا. فكرة إني أواجه هاربر كانت بتثير جوايا مشاعر سلبية قوية كان صعب أسيطر عليها.
        
        وأنا بلف الكورنر، شفت مجموعة من الطلاب متجمعين، ضحكهم عالي ومخيف. هاربر كانت وسطهم، راسها راجعة لورا وبتضحك بخبث. عنيهم اتركزت عليا، وضحكهم زاد. واحد من الولاد شاور عليا، وفرحتهم زادت. قلبي غرق. عرفت من غير شك إن هاربر نشرت قصة حصة الرسم، وغالباً ضافت عليها لمستها القاسية.
        
        الولد اللي شاور عليا ساب المجموعة وقرب مني. "إزيك يا آفا،" قال بسخرية، ووقع الكتب من إيدي. "سمعت إنك بقيتي 'تحفة فنية' بجد." كلماته الساخرة كانت زي الخناجر، كل واحدة منهم هدفها إهانتي.
        
        بس أنا فضلت واقفة مكاني، ملامح وشي ما اتغيرتش. جوايا، كنت دوامة من المشاعر، بس فضلت متمسكة بترنيمة صامتة: "أنا بس لازم أكمل لحد آخر السنة الدراسية. بعد كده، هكون حرة من المتخلفين دول، ومفيش تعليقات هاربر المقرفة تاني، ومفيش سيطرة أبويا الزايدة." فضلت أكررها في دماغي، وده ساعدني.
        
        بهدوء فاجئني أنا نفسي، لميت كل كتبي ومشيت وسط الزحمة، عيني الزرقا الباردة قابلت عيون هاربر الخضرا. حتى هي بدت متلخبطة شوية لما عينينا اتقابلت. كملت مشي، هدوئي درعي، وصمتي سلاحي، وأنا بعدي وسط السخرية من غير أي ضعف في عزيمتي.
        
        وأنا ببعد عن الضحكات الساخرة، دماغي كانت مليانة أفكار ومشاعر. "كملي مشي بس،" قولت لنفسي. "هما ما يستاهلوش وقتك. أنتي أحسن من كده." مع كل خطوة، كنت بكرر تأكيداتي الصامتة، قائمة من الثقة بالنفس عشان أغرق الضوضاء. "أنتي قوية. أنتي فوق سخافتهم. دي مجرد لحظة،" كملت. "هتعدي. هما ما بيحددوش مين أنتي. كلامهم فاضي، ملوش معنى." مع كل كلمة ساخرة كانت بتوصل لوداني، كنت ببني جدران حوالين قلبي. "بس لحد آخر السنة الدراسية،" فكرت نفسي. كنت مصممة إني ما أديهمش فرصة يشوفوني بنهار، ولا دلوقتي، ولا أبداً.
        
        خلال فترة الغداء، قررت إني الأفضل إني أتجنب الكافيتريا، لأني كنت عايزة أتجنب أي مواجهة تانية مع هاربر وشلتها. فوقفت قدام حوض الحمام، ببص على صورتي في المراية. وشي كان شكله وحش أوي بالنسبة لي — بشرة شاحبة، عيني تعبانة وحمرا من ليلة بكا. كان واضح ليه مفيش حد بيحبني. كنت مسكينة. أستاهل كده.
        
        دوامة أفكاري اللي بتنتقد نفسي اتقطعت فجأة لما مجموعة بنات اقتحمت الحمام. وطبعاً، كانت هي، ومعاها صاحباتها چينا و آشلي.
        
        في الوقت اللي الاتنين التانيين دخلوا حمامات التواليت، أنا جريت ناحية الباب، بس هاربر وقفتني في نص الطريق، سدت طريقي.
        
        "ماشية بدري كده؟" سألت بنبرة سخرية.
        
        "لو سمحتي، سيبيني أمشي،" قولت بصوت ثابت، مصممة إني ما أوريهاش إن عندها أدنى فرصة إنها تتفوق عليا.
        
        هزت راسها بالرفض، قربت أكتر، وهمست في ودني، "عايزة أتأكد إني رسمت كل جزء في جسمك صح."
        
        فضلت ثابتة، وبصيت في عينيها وتكلمت بصوت واطي عشان هي بس تسمعني، "أنتي عايزاني أنا و چينا و آشلي نناقش مشاركتك في مجموعة الكنيسة بتاعتي؟" سألت بمتعة استهزائية. "أنا موافقة جداً. يلا نقولهم قد إيه الموضوع رائع. يمكن هما كمان عايزين ينضموا." سخرت، وأنا بتابع رد فعلها عن قرب. عينيها الخضرا اتسعت شوية، لمحة من التردد عدت على وشها. "أنا متأكدة إنك حكيتيلهم عن الرسمة بس، من غير ما تذكري إنك بقيتي عضو في مجموعة الكنيسة، زيي بالظبط،" كملت، وصوتي فيه نبرة انتصار. تعبير وشها أكد إني صح.
        
        في اللحظة دي، صوت سيفون الحمام رن، وصاحباتها طلعوا من الحمامات واحدة ورا التانية. وش هاربر ظهر عليه الذعر لحظياً وهي بتبصلهم.
        
        "شوفوا مين هنا،" چينا قالت بنبرة مرحة شريرة، وصوتها مليان سخرية وهي بتبص عليا.
        
        لكن، تجاهلتها، واتجهت ناحية الباب، قلبي كان بيدق بس مظهري كان هادي.
        
        "هاربر، امسكيها،" آشلي أمرت.
        
        هاربر اترددت، نظراتها بتتنقل بيني وبين صاحباتها. في الآخر، بعدت خطوة، وفتحتلي طريق ضيق عشان أهرب. "سيبوها تمشي! أنا ضيعت وقت كتير عليها النهاردة. هي ما تستاهلش!" لوحت بإيدها، وهي بتحاول تحافظ على مظهرها القوي وأنا بخرج من الباب.
        
        وأنا ماشية بسرعة في الممر، ما قدرتش أمسك نفسي من الابتسامة. ده كان انتصاري. وقفت لنفسي، وهي ما قدرتش تعمل أي حاجة.
        
        لما الدروس خلصت، رحت ناحية الباركينج، وماشية ناحية عربيتي زي أي يوم تاني. كل ما أقرب، طلعت شهقة غضب، "بتهزري؟" لما شفت شكل مألوف بلبس جاكت جلد أسود ساند على عربيتي.
        
        "كنت مستنياكي،" هاربر أعلنت بصوتها الأجش المزعج.
        
        "عايزة إيه تاني دلوقتي؟" سألت بغضب، وأنا بضم دراعاتي على صدري في حركة دفاعية.
        
        ضحكت بخبث، من غير ما تتأثر خالص. "فاكرة إنك ممكن تبتزيني؟" قالتها، وهي بتفاجئني.
        
        "مش هبتزك ولا هيكون ليا أي علاقة بيكي خالص!" صرخت، مش مصدقة وقاحتها.
        
        فجأة، مسكتني من الياقة وزقتني على عربيتي. مش هكدب، كنت خايفة أوي في اللحظة دي. نوبات غضبها المشهورة كانت معروفة، وعرفت إنها قادرة تعمل أي حاجة في اللحظة دي.
         
         
         
         
         
         
         
         
        
        "اسمعي يا وش الكنيسة!" فحيحت، وشها كان على بعد سنتيمترات من وشي. "فاكرة إنك ذكية أوي، بتحاولي تقلبي أصحابي عليا. بس أنتي ما تعرفيش أنتي بتتعاملي مع مين."
        
        حاولت أحافظ على صوتي ثابت. "أنا مش بحاول أقلب حد عليكي. أنا بس عايزة أكون لوحدي."
        
        عينيها ضاقت، وللحظة، فكرت إنها ممكن تضربني بجد. بس بعدين سابت إيدي، وزقتني لورا على العربية. "اعتبري ده تحذير،" بصقت. "لو حد عرف إني بروح لمجموعتك اللي ما تسواش، أنتي خلاص خلصتي."
        
        ومع كده، لفت ومشيت، سايباني متوترة. وأنا ببصلها وهي بتمشي، خدت نفس عميق، بحاول أهدي دقات قلبي اللي بتجري. عرفت إن دي مش النهاية، بس عرفت كمان إني ما اقدرش أسيبها تخوفني.
        
        طلعت عربيتي، إيدي كانت بترتعش وأنا ماسكة عجلة القيادة. "بس عدي بقية السنة،" فكرت نفسي. "بعدين هتكوني حرة."
        
        الفكرة دي، إني هقدر أسيب المدرسة دي وعيلتي قريب، كانت هي الحاجة الوحيدة اللي بتخليني أكمل. كل مرة كنت بفكر إن الأمور مش ممكن تسوء أكتر من كده، الحياة كان ليها طريقة غريبة تثبتلي إني غلط، بس أنا دايماً كنت بواجه كل تحدي براسي مرفوعة. وهاربر؟ هي مش هتكون اللي تكسرني. هي اللي ما تعرفش هي بتتعامل مع مين — أنا أقوى بكتير مما تتخيل.
        
        
        
        هاربر:
        كنت غاضبة جداً إن وش الكنيسة ده عنده الجرأة يتكلم معايا بالطريقة دي. تحديها غير المتوقع خلاني أفقد توازني. ليه بتجرؤ تبص في عيني بجرأة كده؟ هي عارفة إن ليها سلطة عليا دلوقتي. بس أنا ما اقدرش أسمح بده يحصل. آفا ممكن تكون حققت انتصار لحظي، بس أنا كنت مصممة إني أطلع على القمة. كنت محتاجة أطلع بحاجة أحطها في مكانها، عشان تندم إنها فكرت تتعدى حدودها معايا.
        
        في المساء، على العشاء، بابا سألني عن انطباعاتي عن أول درس في مجموعة الكنيسة. امبارح كان متأخر في الشغل ورجع لما كنت نايمة، فما كانش عندنا فرصة نتكلم.
        
        بس دلوقتي، واحنا بنتكلم، جتلي فكرة إني أعمل حاجة مضحكة بجد.
        
        "المجموعة كويسة والدرس كان ممتع. أنا بجد اندمجت فيه،" كدبت بوقاحة.
        
        "أنا مبسوط إني أسمع كده،" قال بنبرة مش مصدقة شوية.
        
        "بس عارف يا بابا،" بدأت، وأنا بحاول أكتم ابتسامة خبيثة. "آفا مش زي ما قولتلي خالص. هي وقحة معايا وحتى انتقدت رسمتي."
        
        "بجد؟" سأل باستغراب، وهو مكشر.
        
        "بجد! هي ما بتحبنيش. قالتلي صراحةً إن الأفضل إني ما أكونش هنا." كملت قصتي، والجزء ده ما كانش كدب خالص.
        
        "إيه اللي رسمتيه؟" سأل، وده جنني من الغضب.
        
        "إيه الفرق إيه اللي رسمته؟! أنا عملت اللي عليا وزيادة." صرخت باستياء.
        
        "أنتي صح، أنا آسف،" بصلي بذنب. "أنا متأكد إن شغلك كان رائع."
        
        "كان كذلك،" أكدت، واديتله أحسن نظرة قطة حزينة عندي. "ممكن تكلم أبوها؟ تقوله إزاي هي عاملتني وحش." عرفت إن ده هيضايقها.
        
        "لو فاكرة إن ده ضروري، يبقى أكيد، هتصل بيه النهاردة،" قال بابتسامة مطمئنة. هزيت راسي بالموافقة.
        
        
        _________
        
        
        بعد العشاء، ديفيد قعد في كرسيه وطلب كريستوفر، زي ما بنته طلبت. بص على صورة لهاربر وهي عندها ست سنين وهز راسه، فاكر تصرفاتها.
        
        "إزيك يا كريس،" سلم لما صاحبه القديم رد. "إزيك عامل إيه؟"
        
        "أهلاً يا ديفيد! كل حاجة كويسة." رد كريستوفر، وصوته كان بيشجع على الكلام. "إزاي هاربر؟ قالت حاجة عن أول اجتماع للمجموعة؟"
        
        ديفيد خد نفس عميق. "أيوة، هاربر ذكرتها، وحبيت أشاركك حاجة."
        
        صاحبه اهتم. "أكيد، اتفضل."
        
        "طيب، أنا بس كنت عايز أقول إن هاربر استمتعت بالاجتماع وهي بجد متحمسة للاجتماع الجاي. شكل آفا بتعمل شغل كويس هناك، زي ما قولت بالظبط،" اعترف.
        
        كريستوفر ضحك بارتياح. "مبسوط إني أسمع كده. عارف إني دايماً صح."
        
        "طبعاً يا كريس. خلي بالك من نفسك،" ديفيد قال وهما بيقفلوا المكالمة.
        
        ديفيد زفر، عارف إنه عمل الصح. لأنه كان يعرف بنته كويس بما فيه الكفاية عشان يميز نواياها الخبيثة.
        
        وفي نفس الوقت، كان يعرف طبيعة صاحبه القديم أفضل بكتير مما تعرفها هاربر. فهم قد إيه ممكن يكون اتهام كاذب زي ده مؤذي لآفا.
        ---
        --- يتبع يا قمرات ---
        
        

        دكتور صامويل وماري - رواية ثقافية

        دكتور صامويل وماري

        2025,

        فلسفية

        مجانا

        ماري بتروح لدكتور نسا لأول مرة في حياتها بسبب انقطاع الدورة الشهرية. بتتصدم لما بتكتشف إن الدكتور راجل وسيم، وبتتوتر جداً أثناء الفحص. الدكتور "صموئيل نايت" بيحاول يهديها وبيفاجئها لما بيكتشف إنها بنت وموصلتش للذروة قبل كده. الفحص بياخد منحنى غريب، والدكتور بيقترح عليها إنها ممكن توصل للذروة معاه، لكن بتطلب منه يوقف. في النهاية، بيكتب لها إذن شغل وبيقولها إن سبب مشكلتها هو التوتر. الدكتور بيرجع مكتبه وبيوبخ نفسه على اللي حصل، وبياخد قرار إنه يحولها لدكتورة تانية لو رجعت. بعد كده، بيكلمه مراته "كاساندرا" اللي بتضغط عليه عشان الفلوس، وده بيبين العلاقة المتوترة بينهم وازاي هو مش سعيد في حياته.

        ماري

        أول مرة في حياتها تزور دكتور نسا. عندها مشكلة إن الدورة الشهرية بتاعتها غايبة بقالها 3 شهور، وبسبب توترها الشديد عمرها ما وصلتل للذروة ولا جربت أي علاقة.

        دكتور صموئيل

        دكتور نسا وسيم جداً، لسه مكمل 30 سنة. مهني في شغله لكن بيتفاجئ بحالة ماري وبتثير فضوله بشكل شخصي. رغم إنه متجوز، بس واضح إن فيه مشاكل في علاقته بزوجته ومش سعيد في حياته.

        كاساندرا

        زوجة دكتور صموئيل. علاقتها بجوزها متوترة جداً وبتستخدم الجنس كوسيلة للمكافأة مش تعبير عن الحب.
        تم نسخ الرابط
        دكتور صامويل وماري - رواية ثقافية

        "آه!" زَعَّقْت في التليفون، "أنا في السكة حالاً!"
        
        صوتي كان مليان قرف وأنا بكلم صاحبتي الانتيم. كنت راكبة تاكسي أصفر وأنا بكلمها،
        
        وأنا متأكدة إن السواق افتكرني واحدة نكدية.
        "مالك متعصبة كده ليه يا ماري؟ عندك مشكلة ولازم تشوفي دكتور، ملايين الناس بتعمل كده كل يوم." هي شرحت وأنا قلبت عيني وأنا بسمع كلامها. هي كانت صح، بس حالتي كانت مختلفة شوية.
        "تيسا، آسفة إني متعصبة أوي على واحد غريب هيدخل صوابعه فيا!" الجملة الساخرة اتقالت بصوت واطي عشان السواق ميسمعنيش، بس بما إننا بصينا لبعض في المراية اللي قدام، فهو فعلاً سمعني.
        "بقاله 3 شهور مجتلكيش الدورة، ده مش طبيعي لواحدة زيك." هي قالت وهي بتلمح لأكتر صفة بتكسفني. ضغطت على شفايفي في خط واحد وكنت عايزة أزعق فيها تاني، بس ده هيفيد بإيه؟ "هتبقى كويسة وأول ما تتعودي على صوابعهم هناك ممكن تحسي إنها حلوة." هي قالت وخدودي ولعت وأنا ببص من الشباك على جو الربيع في نيويورك.
        "أنا هقفل دلوقتي." أنا قلت بطريقة باهتة وهي ضحكت ودعتلي مع السلامة في نفس اللحظة اللي العربية وقفت قدام عيادة الدكتور. قررت أدّي الراجل إكرامية زيادة عشان غلبه في سماع مكالمتي وبعدين نزلت من العربية.
        نزلت الجيبة الروز الفاتحة بتاعتي عشان تبقى مفرودة ومظبوطة على ركبتي. كنت مبسوطة إني لابسة بلوفر أسود النهاردة عشان الجو كان ساقعة بما إننا قربنا من شهر مارس. دخلت عيادة الدكتور غصب عني بس وسواس الوقت عندي كان أقوى من قلقي من الزيارة.
        العيادة كانت ريحتها مستشفى وجابتلي قشعريرة، أنا بكره المستشفيات. حتى ديكورها كان باهت زي المستشفى بالظبط. مشيت للموظفة اللي في الاستقبال وابتسمتلها، "أهلاً أنا هنا عشان أقابل دكتور نايت." أنا قلت وأظافري بلونها الطبيعي كانت بتطبل على الكاونتر.
        "ما كلنا كده." هي تمتمت تحت نفسها قبل ما تضغط على الكمبيوتر، "ماري بيني؟" هي سألت وأنا هزيت راسي.
        "آه أنا ماري بيني." أنا قلت وهي هزت راسها وضغطت وكتبت شوية كمان.
        "تمام." هي قالت وهي قامت وورقي في إيديها ومشيت واختفت من قدامي.
        حركت رجلي وأنا لابسة الكعب الأسود وأنا مستنية بصبر. الممرضة أحسن تستعجل قبل ما أجري، وأول ما فكرت كده الباب اتفتح وهي ابتسمت.
        "هو جاهز يشوفك دلوقتي." هي قالت وكنت لسه هتحرك، بس كلامها وقفني.
        "استني، هو؟" أنا سألت وعيني وسعت قد اللمض اللي متعلقة فوقي.
        "آه، دكتور نايت راجل، ومن أحسن الدكاترة بجد، انتي في أمان." هي طمنتني، "مش قصدي أي تورية." هي تمتمت بتحاول تخليني أروق بس ده بس فكرني باللي كان هيحصل.
        اعمليها يا عيلة!
        اتنهدت ومشيت وراها في الطرقة وهي دخلتني أوضة الفحص، "تمام، اقلعي هدومك والبسي الرووب ده بحيث يكون الرباط مربوط من قدام." هي شرحت وأنا ترددت لحظة بس هزيت راسي وهي سابتني أغير. وقفت بجسمي لازقة في الباب وأنا بقلع عشان محدش يدخل فجأة.
        عملت زي ما قالت وربطت رووب المستشفى من قدامي وأنا كنت بتحرك بعدم راحة في القماش الخفيف ده عشان كام عقدة بس كانت بتمنع جسمي العريان إنه يبان.
        كان فيه خبط على الباب وخلاني اتنطط من مكاني على الترابيزة، "إيه، أه ادخل." أنا قلت والباب اتفتح.
        رجل كبيرة لابسة جزمة سودة دخلت الأول وبعدها رجل طويلة بعضلاتها اللي عليها بنطلون أسود لازق عليها في كل الأماكن الصح. عيني طلعت لفوق الجسم وكان لابس قميص لبني فاتح تحت البالطو الأبيض بتاعه اللي كان ضيق على دراعاته العضلية وصدره المنحوت. عيني وسعت لما بصيت في عينيه الزرقا الساحرة في وشه المثالي. كان سُمرة و ده خلى ملامحه أحلى بكتير. أنفه اليوناني اتكرمش ردًا على شفايفه اللي ابتسمت وورّت سنانه المستقيمة تمامًا.
        "أهلاً يا حلوة، انتي أكيد ماري بيني؟" هو سأل وهو بيبص في الورق اللي في إيده وأنا هزيت راسي. اتفرجت على إيده الكبيرة وهي بترجع شعره الغامق لورا عشان كان بينزل على عينيه.
        "إمم." أنا بلعت ريقي، "آه يا فندم." أنا قلت وعينيه لمعت بمتعة من الرسمية بتاعتي.
        
        
        
        
        
        "آه من فضلك مفيش داعي للرسمية؛ بتخليني أحس إني كبير في السن." هو هزار وهو بيرمي نفسه على الكرسي اللي بيلف وده خلاني أبص عليه شوية،
        
        بس بسبب طوله كنا تقريباً عين في عين. هو كان طويل أوي، "أنا لسه مكمل 30 سنة وبتهيألي الإحساس بالرفض بدأ يدخل." هو كان بيتكلم لنفسه وأنا قعدت هناك وهزيت راسي بس متوترة أوي إني أديله ضحكة.
        هو سقف بإيديه أول ما بان إنه ارتاح، "ها." هو قال بالتزامن مع تسفيقته، "إيه اللي جابك يا قمر؟" هو سأل وبصلي باهتمام كامل وده خلى الموضوع أحرج إني أقوله لأن نظرته كانت ودودة بس مخيفة أوي.
        بصيت لتحت على إيديا ولعبت بصوابعي، "إمم، أنا آآآ مجاتليش، إمم." أنا عضيت شفايفي وأنا ببص للسقف، "الدورة بقالها 3 شهور." أنا قلت وهو هز راسه بصبر ومسك قلم من جيب بالطو وكتبها.
        "انتي بتاخدي حبوب منع حمل؟" هو سأل وأنا هزيت راسي بالنفي. ده كان سؤال سهل إني أجاوب عليه. هو كتب شوية كمان، "عملتي علاقة من غير وقاية؟" هو سأل وخدودي ولعت وأنا هزيت راسي بالنفي وبصيت لتحت على إيديا، "همم." هو قال وهو بيفكر، "آخر مرة عملتي فيها علاقة كانت إمتى؟" هو سأل وكأن ده سؤال عادي الناس كلها بتسأله لبعض.
        "أنا آآآ." خدودي كانت وجعاني أوي من الدم اللي بيتدفق ليها، "معملتش." أنا قلت وحواجبه اتعقدت ومال راسه على جنب.
        "مؤخراً؟" هو سأل وأنا ضغطت على شفايفي قبل ما أكشف عن عيبي.
        "أبداً، بصراحة." أنا قلت وحواجبه اترفعت لثانية قصيرة قبل ما يغطيها بنظرة مهنية.
        "تمام كده، انتي أكيد مش حامل." هو قال وهو شطب على كام حاجة في الورقة. هو حط الورق على الترابيزة وبعدين لف ومسك جوانتيين وأنا بصيت وعيني واسعة وهو لبسهم بصوت طقة.
        "ارجعي لورا، لو سمحتي، أنا بس هكشف عليكي وأتأكد إن مفيش حاجة خطيرة." هو شرح وصوت ضيق صغير طلع من شفايفي وأنا قفلت رجلي. عينيه لانت وهو قرب مني شوية وانحنى بحيث إني بقيت ببص عليه فعلاً، "جيتي لزيارة دكتور من النوع ده قبل كده؟" هو سأل بيشير لكونه دكتور نسا وأنا هزيت راسي بالنفي وهو لحس شفايفه وهو بياخد نفس. هو هز راسه، "تمام كده، إمم، عايزاني أشرحلك بالظبط إيه اللي هعمله قبل ما أعمله؟" هو سأل وأنا بصيت عليه قبل ما أهز راسي ببطء.
        هو ابتسم لالتزامي، "تمام، هتنامي على ظهرك وبعدين هتحطي رجليكي على دول." هو أشار للعواميد المعدنية اللي عليها حتت صغيرة عشان رجلي تستريح عليها، "وبعدين هدخل صابعين بس في المهبل وهحس إذا كان فيه أي علامات لأي حاجة خطيرة." هو شرح وأنا عضيت شفايفي وأنا بهز راسي بتردد.
        "تمام." أنا تمتمت وأنا برجع لورا على الترابيزة.
        "تمام." هو قلدني بابتسامة خلتني أحس براحة أكتر.
        "بس حطي رجليكي هنا." هو قال وإيديه خبطت على العمود وأنا عملت وشي وأنا بحط رجلي بحيث تكون مفتوحة على واسع.
        رجعت راسي لورا ونفسي بقى سطحي وأنا قلقي زاد، "انتي كويسة يا آنسة بيني؟" هو سأل وهو بيبص على شمال رجلي وأنا هزيت راسي. كانت كذبة أنا مكنتش كويسة لما حسيت بالهوا بيخبط في ثنايا جسمي اللي كانت مكشوفة لراجل لأول مرة.
        "تمام، أنا هبدأ الفحص." هو قال وأنا هزيت راسي وأنا بلعب بصوابعي.
        "آآه آه تمام." أنا تلعثمت وأنا قفلت عيني جامد.
        حسيت بصابع واحد دخل جوايا ببطء وعضيت شفايفي، أنا عمري ما دخلت حتى فوطة صحية هناك فما بالك بصابع.
        "لسه كويسة؟" هو سأل وأنا قدرت أطلع رد وأنا بعض شفايفي لحد ما بقت بيضا.
        لما حسيت بيه بيحاول يدخل صابعه التاني شهقت وحاولت أقفل رجلي بالانعكاس.
        "واو، يا ماري، اهدى، كل حاجة تمام." هو قال بصوت هادي وإيده التانية ربتت على ركبتي، "انتي بس مشدودة شوية، ده كل اللي في الموضوع. لو ريحتي نفسك ده هيخلي الموضوع أسهل بكتير." هو شرح وأنا أخدت أنفاس عميقة شهيق وزفير وبحاول أسترخي. في النهاية قدرت أهدي نفسي وصوابعه دخلت جوايا بسهولة.
        
        
        
        
        
        
        
        "طيب يا ماري، بتشتغلي إيه؟" هو سأل عشان يقلل من إحساس الحرج.
        "أنا... أنا مدرسة." أنا شرحت وأنا حاسة بصوابعه بتتحسس جدران جسمي من جوه، والحقيقة كان إحساس حلو. تيسا كان عندها حق.
        "أوه ده رائع! أنا بحب الأطفال، بتدرسي صف إيه؟" هو سأل وصوابعه بدأت تتحرك أكتر وحسيت بوجع في نص جسمي.
        "يا دكتور نايت، مع كل الاحترام، أنا أفضل إني متكلمش عن أولادي وصوابعك فيا." أنا قلت وهو ضحك.
        "تمام." هو قال وساد الصمت في الأوضة. مقدرتش أمنع نفسي من التركيز على صوابعه والوجع زاد. نفسي بقى أسرع بس ده محدش خده باله منه لأنه كان مشغول أوي بالتركيز.
        صوابع رجلي اتفردت وصوابعه بدأت تتحرك في اتجاه عقارب الساعة. إيه اللي بيحصل ده؟ "يا دكتور نايت، إيه..." أنا شهقت لما صوابعه ضغطت بقوة وخلتني أمسك جوانب الترابيزة، "قف!" أنا همست وأنا مش قادرة أخد نفسي وهو استجاب فوراً وسحب صوابعه لبره.
        "يا آنسة بيني، كل حاجة تمام؟" هو سأل بصوت قلقان وأنا هزيت راسي بالنفي وأنا نزلت رجلي وقربتهم من بعض تاني.
        "لأ، حسيت بوجع تحت هناك و..." أنا كنت مش لاقية كلام وهو وشه كان بيحاول يخفي تسليته.
        "ده طبيعي أوي يا ماري." هو قال وهو بيعض على شفايفه عشان يخفي ابتسامته، "كتير أوي ستات بيوصلوا للذروة وأنا بفحصهم." هو قال وعيني وسعت.
        "أنا كنت..." أنا سكتت وعينيه أغمقت شوية.
        "هتوصلي للذروة؟" هو سأل وأنا بصيت بعيد بس هزيت راسي. أنا كنت فضولية ومقدرتش أتحكم في نفسي، "غالباً آه." هو قال ورقبتي سخنت لأن وشي كان خلاص جاب آخره، "لكن عادي متتكسفيش." هو قال وهو حط إيده على ركبتي واداني ابتسامة مريحة.
        "أنا آسفة يا دكتور، أنا بس مكنتش أعرف عشان أنا... أنت عارف." هو قال وحواجبه اتعقدت.
        "طيب أكيد عملتي استمناء." هو قال وعيني وسعت من صراحته.
        "لأ!" أنا قلت بنرفزة وأنا قعدت مستقيمة ولعبت في أطراف الرووب بتاعي.
        "يعني عمرك ما وصلتي للذروة قبل كده؟" هو سأل وأنا جالي إحساس إنه هو كمان فضولي.
        "لأ." أنا همست.
        "عايزة؟" هو سأل.
        
        
        
        
        
        
        دكتور صموئيل نايت
        
        إيه القرف ده! إيه اللي بيحصلي!
        
        الكلام ده كان مالي دماغي وأنا قاعد قدام الست دي، المريضة بتاعتي. كنت متفاجئ جداً لما عرفت إنها بنت. مش عشان عندها 24 سنة، بس عشان جمالها كان فوق الخيال. إزاي قدرت تفضل الفترة دي كلها من غير ما حد تاني يلمسها؟
        
        كان لازم أهدي نفسي لما جه وقت الجد عشان لازم أعمل شغلي.
        
        لما حطت رجليها في الوضع المناسب، دخلت صابع واحد بالراحة، ويا إلهي كانت ضيقة جداً. حسيت إنها بتضغط عليا جامد زي الكماشة وطلبت منها تسترخي. ولما استرخت كان أسهل إني أدخل صابعين. وأنا بتحسس، بدأت تترطب، ومن كل المرات اللي حصل فيها كده مع مريضات، المرة دي أثرت فيا. بصيت عليها وهي قافلة عينيها جامد وأنا بتحسس جدران جسمها وكل حاجة كانت باينة إنها كويسة. اتحسست أكتر ولاحظت إن نفسها بقى سطحي وصوابع رجليها اتشنجت.
        
        البنت دي هتوصل للذروة.
        
        مجرد الفكرة خلتني أثار، وفقدت السيطرة على إيدي لما ضغطت على النقطة اللي بتخلي معظم الستات توصل للذروة، ولما عملت كده، عينيها فتحت على طول وقالتلي أقف.
        
        عملت كده بالظبط لأني كنت محتاج أقف قبل ما أعمل حاجة تبوظ مستقبلي المهني. عينيها الخضرا الواسعة كانت قلقانة وهي نزلت رجليها وغطت نفسها.
        
        مكنتش تعرف إنها كانت هتوصل للذروة، وفاكرت إن فيه حاجة غلط فيها. كان الموضوع مسلي بجد، لأنها من بين كل مريضاتي، هي أول واحدة تطلب مني أقف.
        
        استنى، ده صوت وحش! قصدي لما بفحص الستات (بمهنية كاملة) بيثاروا ومفيش ولا واحدة منهم بتقولي أقف وأنا بعمل شغلي بفحصهم. دي كانت أول مرة أفقد حجابي المهني. معرفش إيه اللي جالي!
        
        هي مخلتش الموضوع أسهل لما اعترفت إنها عمرها ما لمست نفسها قبل كده. أنا كنت أول راجل، أول شخص حتى يلمسها، ويمكن ده السبب اللي خلاني أتحمس وأفقد السيطرة كده.
        
        فضولي غلبني، وكذلك هرموناتي لما سألتها، "عايزة؟" كل واحد محتاج يجرب الإحساس بالراحة اللي جسمه ممكن يوفره. مشكلة الست دي إنها كانت متوترة وده السبب اللي خلا الدورة متجيلهاش. مفيش حاجة غلط فيها، هي بس محتاجة تخفف من التوتر.
        
        عينيها وسعت وكنت مستعد لطشة على وشي وسحب رخصتي لما تجري وتصوت، "آسف؟" هي همست.
        
        بلعت ريقي بصعوبة وضحكت بحرج، "أنا آسف، ده كان غير لائق تماماً، أنا بس كنت فضولي أعرف ليه انتي ممتنعة عن العلاقات. كنت أقصد هل عايزة تعملي علاقة جنسية، بس ده مش سؤال أحسن." أنا تلعثمت وعينيها كانت قلقانة وهي لحست شفايفها.
        
        "أعمل علاقة جنسية معاك؟" هي سألت والارتباك كان مالي كلماتها وعيني وسعت وهزيت راسي بالنفي.
        
        آه.
        
        "لأ، قصدي بشكل عام!" أنا قلت وهي هزت كتفها.
        
        "معنديش فرصة بجد، مفيش حد بيحبني أوي." هي قالت وكنت عايز أحول كل شريك محتمل في حياتها لمستشفى الأمراض النفسية لأنهم مجانين عشان يتجاهلوها.
        
        بلعت ريقي وأنا بمسك الملف، لازم أغير الموضوع.
        
        "على أي حال، كل حاجة شكلها كويس. انتي بس متوترة." أنا شرحت وهي هزت راسها وهي لسه في حالة اكتئاب وأنا كنت بتساءل هي بتفكر في إيه.
        
        
        
        
        
        
        
        "طب أنا على طول متوترة، فيه أي حاجة ممكن تساعد في كده؟" هي سألت وهي بتلعب بصوابعها.
        
        "آه! حاجات كتير، رياضة، يوجا، تأمل، افصلي عن تليفونك، إمم." فكرت في أمثلة تانية، "اسمعي مزيكا، جنس، أعمال يدوية." أنا قولت أمثلة تانية وهي بصتلي كأني قولت نكتة وحشة.
        
        "طب أنا مقدرش أعمل واحدة من دول." هي زَعَّقِت وهي بتبصلي بغضب وأنا رفعت إيديا.
        
        "متلوميش عليا لومي العلم." أنا قولت وأنا بلف في الكرسي بتاعي وقلعت الجوانتي ورميته. غسلت إيدي وحسيت عينيها عليا وأنا بعمل كده.
        
        لفت تاني، "شفتي مش كان الموضوع صعب أوي." أنا قولت وهي هزت كتفها وبصت تاني على إيديها، "انتي كويسة؟" أنا سألت وهي بصتلي وكانت عايزة تسأل على حاجة بوضوح.
        
        "هتنام معايا؟" بصيت على شفايفها وهي بتقول كده وعيني وسعت.
        
        "إيه؟" أنا قولت وأنا كحيت وبصيتلها عشان تتأكد.
        
        "هتمضيلي على إذن الشغل؟" هي سألت بالراحة المرة دي لأني بوضوح سمعتها غلط، "مديري مش هيصدقني لو معنديش إذن." هي شرحت وأنا هزيت راسي بسرعة ومسكت الورقة اللي طلعتها من شنطتها. مضيت بسرعة وسلمتهالها وهي ابتسمت بلطف.
        
        "شكراً يا دكتور نايت." هي قالت وأنا ابتسمت ولوحت بإيدي.
        
        "لا شكر على واجب يا قمر. قللي من توترك ولو الدورة مجاتكيش الشهر الجاي تعاليلي تاني، تمام؟" أنا سألت ودكتور نايت رجع تاني، ومبقاش صموئيل نايت اللي محروم من الجنس.
        
        "تمام." هي قالت وأنا ابتسمت وفتحت الباب وطلعت وأنا ماشي بخفة.
        
        مشيت في الطرقة وفتحت باب مكتبي. قفلته ومشيت لغاية مكتبي قبل ما أقع في الكرسي. دي كانت أغرب زيارة على الإطلاق. عمري في 6 سنين شغلي هنا معملتش كده. كنت مقرف من نفسي. أنا دكتور عشان أكون بتصرف كده.
        
        أخدت نفس عميق ومشيت إيدي على شعري. عملت صفقة مع نفسي إنها لو رجعت تاني، هحولها للدكتورة الست اللي بتشتغل هنا أيام الخميس. اللي حصل جوه ده مش ممكن ولا هيحصل تاني.
        
        صوت رنين ملى مكتبي ونطيت قبل ما أطلع تليفوني من جيبي. أتأففت لما شفت اسم المتصل.
        
        "أهلاً." أنا قولت بحماس مزيف.
        
        "إزاي تحسس على الستات طول اليوم؟" مراتي زعقت وأنا قلبت عيني. هي مش بتفهم إني بعمل حاجات تانية غير إني أفحص مهبل الستات. أنا بتصل بيا المستشفى كتير عشان أعمل عمليات جراحية للستات اللي عندهم مشاكل زي سرطان عنق الرحم، وبقدر أعمل عملية لست عندها عقم وبحاول أنظف انسداد في قناة فالوب، وكمان بعمل عمليات قيصرية. توليد طفل دي من أكتر الحاجات اللي بحبها لأني بحب الأطفال وببقى أول واحد بيرحب بالمولود الجديد.
        
        أتنهدت ومشيت إيدي على شعري، "عايزة إيه يا كاساندرا؟" أنا تمتمت وإيدي مغطية وشي من الزهق.
        
        "محتاجة أكتب شيك لـ-"
        
        "لأ." قطعتها وهي اتأففت.
        
        "ليه لأ!" هي زعقت وأنا قلبت عيني. كاساندرا كانت مدمنة تسوق وكانت دايماً بتصرف فلوسي. حتى كان عندها مشكلة مع القمار، الموضوع كله فوضى كبيرة وبيوترني.
        
        "عشان انتي عندك فلوسك." أنا قولت وكنت شايفها بتقلب عينيها تقريباً.
        
        "وكنت فاكرة إني هكافئك بجنس الليلة دي." هي قالت وأنا جزيت على سناني. احنا معملناش جنس بقالنا شهر. هي بتستخدم الجنس كمكافأة ليا؛ مش عشان يبقى وقت رومانسي مع بعض. أنا بحبها وكل حاجة بس بدأت أصدق إني مش بحبها.
        
        "طيب يبقى هتضطري تروحي تعمليها بنفسك!" أنا زعقت وقفلت التليفون ورميته بعنف على مكتبي. حسيت إني وحش بس خلاص زهقت منها مؤخراً.
        
        أتأففت ومشيت إيدي في شعري البني وسحبته من الإحباط.
        
        هي هتبقى سبب موتي.
         
        

        وسط سبع رجالة - رواية مراهقة

        وسط سبع رجالة

        2025, تريزا عبدالمسيح

        شبابية

        مجانا

        انضمت فجأة لفرقة "إنهايبن" المكونة من سبع شباب، وهما كانوا فاكرين الموضوع مقلب في الأول. بتورينا إزاي ليليا بتثبت نفسها كراقصة ومغنية موهوبة، وإزاي بتحاول تتأقلم مع كونها البنت الوحيدة في الفرقة. الرواية بتسلط الضوء على تحدياتها في إثبات ذاتها، وبتوريك اللحظات الكوميدية والعلاقات اللي بتبدأ تتكون بينها وبين الأعضاء، خصوصاً نيكي وجونجون اللي بيكتشفوا موهبتها بدري.

        ليليا

        بنت عندها 16 سنة، دخلت فرقة "إنهايبن" كالعضوة التامنة. ليليا قوية وموهوبة في الرقص والغناء، وبتثبت نفسها رغم إن الأعضاء في الأول كانوا فاكرين إنها مقلب. شخصيتها مستقلة ومبتحبش إن حد يقلل منها عشان هي بنت. عندها حس فكاهة واضح، وبتحاول تتأقلم مع الحياة الجديدة اللي كلها شباب.

        جونجون

        واحد من أعضاء "إنهايبن"، وأول واحد اكتشف موهبة ليليا في الرقص. جونجون شخص هادي وملاحظ، وبيكون من أول الناس اللي بتصدق إن ليليا بجد جزء من الفرقة.

        نيكي

        العضو الأصغر في الفرقة (في نفس سن ليليا تقريباً)، نيكي بيكون فضولي جداً بخصوص ليليا وموهبتها. هو كمان من أوائل اللي بيصدقوا في ليليا وبيعجب بقدراتها، وبيكون مرح ومتحمس.
        تم نسخ الرابط
        وسط سبع رجالة - رواية مراهقة

        "أخيرًا طلعنا على المسرح."
        
        سمعت الأعضاء وهما بيدخلوا. سمعت شهقاتهم وهما بيتفرجوا على السكن وبيدخلوا كل أوضة. أنا بقى طبعي كده، استخبيت تحت البطانية على سريري، اللي كان السرير اللي فوق جنب الشباك في آخر الأوضة. سمعت الباب بيتفتح والأنوار بتشتغل.
        
        "ياااه.. هنا اللي هننام فيه." واحد منهم قال. بصيت شوية من تحت البطانية من جنب سريري، شفت إيد، وده خلى عنيا تتفتح على آخرها.
        
        فجأة، ولد بيشد نفسه لفوق وأول ما بيشوف جسمي المستخبي تحت البطانية، بيصرخ وبيسيب إيده.
        
        من غير ما أفكر، مسكت إيده وشديته تاني عشان ما يتأذاش، وبعض الأعضاء التانيين صرخوا لما شافوني وأنا بكشف عن نفسي.
        
        "أنتوا أخيراً وصلتوا." ابتسمت لهم كلهم وهما بيبصولي بصدمة. "ايه ده.. أنتي مين؟" الشاب اللي كان هيقع سألني، وأنا سبت إيده وقعدت كويس، ظبطت شعري وبعدين اتنهدت.
        
        "أهلاً يا جماعة." ابتسمت، وحنيت راسي وأنا قاعدة قبل ما أبص عليهم تاني.
        
        "أنا كيم ليليا، العضوة التامنة في إنهايبن."
        
        
        
        زي ما كنت متوقعة، بصولي كأني مجنونة. واحد منهم بدأ يضحك والباقيين ضحكوا معاه بكسوف.
        
        "ما تتوقعوش إني أقولكم أوبا، أنا أسترالية وعشت مع فانز الكيبوب اللي بيقولوا 'يا تايهيونج أوبا بتاعي' وده رعبني طول حياتي." قلت لهم قبل ما أبص على الشاب اللي سادد طريقي عشان أقوم من السرير.
        
        "استني أنتي مش بتهزري..."
        
        "أنت هيسونج صح؟" سألته فهز راسه، ونزل من السلم ورجع لورا. "أيوه يا هيسونج، أنا مش بهزر. أنا البنت الوحيدة في فرقتكم، ممكن تعاملوني زي الولاد ومش هزعل. بس فيه حدود، مش عايزة أتربط بأي حد فيكم."
        
        "واو، دي بتدخل في الموضوع على طول."
        
        "أيوه يا جاي، كبنت صغيرة كان لازم أثبت طول الوقت إن كوني بنت ده مش معناه إني أقل من الراجل وده اللي علمني." ابتسمت قبل ما أشق طريقي ناحية الباب. "اختاروا سرايركم، أنا هعمل الأكل."
        
        سمعتهم بيوشوشوا إنها مقلب، وكنت عارفة إنهم هيفتكروا كده، بس أنا لازم أثبت نفسي تاني.
        
        "أنتوا موافقين على رز مقلي؟ لسه مجبتش طلبات كتير!" صرخت وأنا مستنية الردود. سمعت شوية "أه" فبدأت أطبخ الرز. بعد ما غسلته وحطيته في حلة الرز، بدأت أقطع الخضار.
        
        فجأة كلهم دخلوا وقدموا نفسهم كأني مديرة عليهم وبعدين فضلوا باصينلي.
        
        "يعني... أنتي جد؟" رفعت راسي وبصيت على جاي وهزيت راسي. "أنتوا ممكن تفتكروا إنه مقلب، بس مع الوقت هتشوفوا إنه مش مقلب."
        
        "محتاجة مساعدة؟" جونجون سألني فهزيت راسي. "ممكن تجيب جزرتين وتبدأ تقطعهم مكعبات؟" سألته فهز راسه، وبص حواليه ولقى كل حاجة قبل ما يبدأ. "طيب سنك كام؟"
        
        "خمستاشر."
        
        "واو أصغر مني!" نيكي قال وأنا وقفت ثانية قبل ما أهز راسي. "آسفة أنا قلت سني الدولي، أنا عندي 16 سنة. نفس سنك بس أكبر منك بكام شهر." قلت له وسمعت شوية "واو".
        
        "كنت فاكر إنك نفس سني..." سونجهون قال وأنا هزيت راسي. "أنا مش طويلة، بس أنا طويلة بالنسبة لسني وبتصرف أكبر من سني مش كده؟" سألتهم وكلهم هزوا راسهم. سألوا أسئلة عشوائية وأنا بدأت أقلي المكونات والفراخ اللي مستوية نص سوا.
        
        "يبقى أنتي أسترالية كمان؟" أعتقد جيك سأل بما إنه قال 'كمان' وهزيت راسي قبل ما أبص عليه تاني. "اتولدت وتربيت في ميلبورن، نقلت هنا من حوالي سنة."
        
        "بتوحشك؟"
        
        "طبعاً، سبت كل أصحابي وعيلتي هناك. بس فيه سبب إني نقلت هنا." قلت وأنا حلة الرز بتصفر.
        
        خلصت الأكل بسرعة وهما كلهم كانوا بيتكلموا براحة، قدمت لهم الأكل وأكلت بهدوء وهما بيضحكوا مع بعض. بسرعة نيكي وأنا اتطلب مننا نروح أوضتنا لأننا كنا صغيرين على إننا نظهر في التلفزيون في وقت متأخر كده، فجهزنا للنوم ورحنا سرايرنا.
        
        "هاه..." نيكي فجأة طلع على السرير اللي جنبي وقعد هناك، وفضل باصصلي. "أيوه...؟" سألته فمال راسه. "يعني أنتي جد بجد؟" سألني فهزيت راسي. "أنتي رابر ولا مغنية ولا راقصة...؟" سأل، وعينيه كانت مليانة فضول وهو بيحاول يفهم إزاي فجأة الفرقة اللي كانت كلها ولاد بقت مختلطة.
        
        "أنا راقصة ومغنية." قلت له فبدأ يتحمس. "تمام، بما إنه مفيش مكان نرقص فيه هنا، غني حاجة." قال وأنا رفعت حاجب. "عشان أثبت إني بجد في الفرقة دي...؟" سألته فهز راسه.
        
        "تمام... إيه الأغنية؟"
        
        "أغنية اختبار الأداء بتاعتك." قال وأنا هزيت راسي، ونزلت من على سريري وطلعت حاجة من تحت السرير اللي تحت. "إيه اللي أنتي..." نيكي سكت بس فهم لما شافني بطلع جيتار. حطيته على السرير وطلعت مكاني.
         
        
        
        بدأت أعزف الجيتار قبل ما أبدأ أغني.
        
        شروق الشمس وأنتِ على صدري
        مفيش ستاير في المكان اللي عايشة فيه
        شروق الشمس افتحي عينيكِ
        عشان ده كان مقدرله ليلة واحدة بس
        ومع ذلك، بنغير رأينا هنا
        كوني حبيبتي، كوني عزيزتي
        قريبة منكِ بشفاهي
        أنوفنا تلمس بعضها، أحس بإنفاسك
        ادفعي قلبك وابتعدي، أيوه
        كوني صيفي في يوم شتوي يا حبيبتي
        مش شايفة أي حاجة غلط
        بيننا إحنا الاتنين
        كوني لي، كوني لي، أيوه
        في أي وقت، في أي وقت
        
        بدأت أغني "فولين أول إن يو" لشون مينديز. في نص الأغنية وقفت أغني وبصيتله، عينيه كانت واسعة. بدأ يسقف بابتسامة قبل ما يطلع حاجة من جيبه.
        
        "خدِ." مسك معصمي ولبسني أسورة سودة مصنوعة يدوي، شد الخيوط عشان يضيقها وابتسم. "سنو هيونج وأنا عملناها للأعضاء وعملنا واحدة زيادة للعضو السري، اللي هي أنتي." ابتسم وأنا ابتسمت كمان، فيه حد صدقني دلوقتي.
        
        "آسف لو أخدت وقت، كلنا كنا فاكرين إنه هيكون ولد لأنهم عمرهم ما قالولنا إنه ممكن تكون بنت كمان. بس دلوقتي لما بفكر فيها، هما عمرهم ما قالوا إنه هيكون ولد برضو..." سكت وأنا هزيت كتفي.
        
        "فاهمة، فما تقلقش."
        
        "ليه اخترتي تكوني في فرقة مع ولاد بدل بنات تانيين؟" سألني وأنا هزيت كتفي بس. "أنا بفضل الرقصات اللي بيعملوها لفرق الولاد، هما دايماً بيقللوا من فرق البنات ومهارتهم في الرقص." قلت بصراحة وهز راسه، موافقني.
        
        "شفت راقصات كتير شاطرين جداً، بس الشركات مش بتخليهم يبرزوا موهبتهم." ضاف وأنا هزيت راسي. "عموماً، أنا بتمرن طول اليوم فمجهدة، هروح أنام." قلت له فهز راسه، ونزل من السرير اللي جنبي وراح على السرير اللي فوق قصاد سريري.
        
        "مش ده سريرك...؟" سألته وأنا بشاور على السرير اللي كان قاعد عليه فهز راسه. "قعدت هنا عشان ده أقرب واحد، بس لا ده سرير جونجون." قال وأنا هزيت راسي، واستريحت في ترنجي وتيشرتي الواسع. "تصبح على خير." تمتمت قبل ما أغمض عيني.
        
        
        
        
        
        ليليا
        
        7:00 الصبح
        
        الولاد كلهم كانوا لسه نايمين، نومهم تقيل أوي. مش هيصحوا قريب... صح؟ عشان كده لما صحيت، أخدت هدومي ورحت على طول للحمام عشان أغير. مكسلتش أخد دش عشان كنت ناوية أستحمى بعدين. غسلت سناني ورحت المطبخ، أكلت شوية كورن فليكس قبل ما أروح أوضة التليفزيون/أوضة التدريب على الرقص عشان كانت واسعة.
        
        7:15 الصبح
        
        أكيد مش هيكونوا صحيوا...
        
        حطيت تليفوني على الأرض، وشغلت أغنية "لايتس أوت" لـ "صن آند آيل" وبدأت أعمل تصميم الرقصات اللي كانت بتعملها بنت اسمها بيلي سوك في لوس أنجلوس. عليت الصوت لدرجة أقدر أسمعها، بس متصحيش الأعضاء.
        
        غمضت عيني وبدأت أرقص على تصميم الرقصات اللي كنت فكراها.
        
        في الآخر وقفت مكاني، عيني مغمضة وأنا بسمع الموسيقى بتخلص.
        
        "واو..."
        
        فتحت عيني فجأة.
        
        وجهة نظر جونجون
        
        أنا محتاج أعمل حمام بجد.
        
        عيني كانت نص مغمضة وأنا قعدت على سريري، نفشت شعري قبل ما أبص حواليا على باقي الأعضاء، وبعدين عيني راحت على السرير الفاضي اللي جنبي.
        
        مادققتش أوي، فنـزلت من السلم ومشيت ناحية الباب اللي كان... مفتوح بالفعل؟ سمعت موسيقى وأنا بخرج فوقفت في نص طريقي وبصيت حواليا، قبل ما أشوف ليليا وعينيها مغمضة وهي بترقص لوحدها.
        
        هي مذهلة...
        
        اتفرجت عليها وهي بتخلص ببطء، عينيها لسه مغمضة وهي واقفة مكانها، بتاخد أنفاسها.
        
        "واو..." تمتمت، مخدتش بالي لحد ما فتحت عينيها وبصتلي. "أهلاً." تمتمت بابتسامة خفيفة وهي بتوطي على الأرض وتاخد تليفونها، وقفت الموسيقى اللي كانت شغالة على الأغنية اللي بعدها.
        
        "أنتي راقصة شاطرة." قلتلها بصراحة وهي ابتسمت. "لسه عايزة أتحسن كتير، بس شكراً." حنت راسها شوية قبل ما تبص في تليفونها.
        
        "الساعة 7 الصبح... ليه صحيتي؟" سألتني وفجأة افتكرت ليه. "آه... كنت محتاج أروح الحمام." ضحكت بخفة قبل ما أمشي ببطء وأروح للحمام.
        
        
        
        
        
        ليليا
        
        ضحكت بهدوء كده قبل ما أقعد على المخدة اللي كانت على الأرض، قعدت أقلّب في تليفوني قبل ما تجيلي رسالة.
        
        طفل بالمعنى الحرفي.
        
        مرحباً أنا عارف إنك صاحية
        وغالباً فاضية فإزيك؟ اتأقلمتي؟
        
        إزاي عرفت إني صاحية، الساعة ٧ الصبح
        
        لأنك دايماً بتصحي بدري
        عشان ترقصي لوحدك قبل ما
        تعملي أي حاجة عندك.
        
        ...
        تمام أنا كويسة..؟
        أعتقد واحد بس منهم صدق
        إني معاهم في الفرقة.
        فاكرين إنه مقلب.
        طيب قوليلهم عني
        وممكن يصدقوكي؟
        لو قلتلهم عنك
        هيعتقدوا بجد إنه مقلب يا برو.
        هتكلم معاهم أنا بقى، لما
        يصحوا كلميني وأنا
        هتكلم.
        مش عايزة يعرفوا
        أنت مين.
        ليه لأ؟
        عشان هيفتكروا
        إني دخلت بسببك.
        طيب قوليلهم إنك
        اضطريتي تثبتي نفسك
        أكتر بسببي.
        أنا كويسة، واحد منهم
        صدقني فإحنا هنستنى.
        تمام طيب بالتوفيق.
        شكراً.
        
        تعالي بيتي لما
        تقدري، أمي هتعملك
        أكلك المفضل.
        أيوه، عمتي قالتلي خلاص.
        
        تمام هشوفك قريب بقى؟
        أكيد. مع السلامة.
        
        حطيت تليفوني ونفخت. أكيد مكنتش هكمل رقص، إحساس إن واحد منهم بس بيراقبني وأنا برقص مريحنيش. مكنتش مرتاحة معاهم كفاية عشان أوريهم إيه اللي أقدر أعمله وإيه اللي مقدرش. حالياً يقدروا يتخيلوا بس.
        
        شفت جونجون وهو ماشي للأوضة وأعتقد إنه رجع ينام. بعد كذا دقيقة شغلت موسيقى هادية عشوائية، فردت رجلي ووطيت لقدام، لمست صوابع رجلي وأنا مناخيري لمست ركبي.
        
        بعد كذا دقيقة من التمارين حسيت بملل فقررت أجهز وأستحمى. مشيت على أطراف صوابعي في أوضة النوم والولاد السبعة كانوا بيشخروا بهدوء، جبت شنطتي اللي كانت في الدولاب وطلعت شوية هدوم.
        
        مشيت للحمام وقلعت هدومي، بصيت لنفسي في المراية. بصيت لشعري الطويل والغامق اللي كان مموج طبيعي، وعيني الغامقة، شكلها كان أكبر بما إن أبويا أسترالي، أعتقد إن كان عندي شفايف ومناخير متوسطة الحجم، والنمش بتاعي اللي دايماً كانوا بيقولولي أخبيه.
        
        جسمي... عمري ما عرفت أفكر فيه إزاي. كل الناس كانوا بيقولولي إني رفيعة جداً وجميلة وإزاي خلاص كبرت ومبقاش عندي خدود بيبي، بس الحفاظ على جسم الكل بيتوقعه مكنش سهل.
        
        لفيت وشي عن المراية وربطت شعري كحكة، دخلت الدش واستحميت. بعد ما خلصت غيرت هدومي، لبست ترنج رمادي، سويتر أسود قصير بس مش قصير أوي، الجو هيكون تلج النهارده.
        
        أخدت هدومي القديمة، حطيتها في كيس بلاستيك قبل ما أحطها في شنطتي العادية عشان أغسلها بعدين لما يكون عندي هدوم أكتر أغسلها.
         
        
        
        وأنا خارجة من الأوضة، والولاد السبعة لسه نايمين، سبت شعري ونزلت الطاقية بتاعتي (البونيه)، مسكت تليفوني واتنهدت من الملل.
        
        طفل بالمعنى الحرفي
        
        يا ليليا، قالولنا إمبارح
        إننا هنروح الشركة النهاردة. هتكوني
        هناك؟
        
        لو رايح الصبح،
        أيوه.
        
        يبقى ممكن أشوفك،
        متمثليش إنك تعرفيني.
        بس عندي هدية ليكي.
        
        أنا--
        شكراً.
        بس بجد مكنش ليه لزوم.
        
        مش فارقلي هلاقي
        هلاقيكي النهاردة وهديها لك.
        
        ...
        متمثليش إنك شاكة.
        عموماً أنا زهقان و
        الكل نايم.
        
        مكالمة فيس تايم واردة من "طفل بالمعنى الحرفي".
        
        "ليه-" قاطعني ضحكة. "عندي وقت فاضي." قال وأنا ماشية لأوضة التلفزيون اللي رقصت فيها قبل كده، وقعدت ساندة على الحيطة. "عندك أي أسئلة؟" سألني فهزيت كتفي، ظبطت الكاميرا عشان يشوفني كويس.
        
        "أنا عارفة إنك مش هتعرف بجد... بس تفتكر هيكون إزاي بالنسبة لي...؟ أنا البنت الوحيدة في فرقة مختلطة كلها ٧ شباب." سألته فقعد مكانه، بيفكر شوية قبل ما يهز كتفه. "طيب تخيلي إزاي هيكون لو بنت انضمت لفرقتك."
        
        "آه، ده هيكون غريب."
        
        رد فعله السريع خلاني أضحك. "هخاف إن واحد من الأعضاء ممكن يعجب بيها لو هكون صريح." قال وأنا كتمت ضحكة. "إيه؟" لاحظ وشي. "أنتوا كلكم مثليين يعني إيه اللي بتقوله ده."
        
        "إيه!"
        
        "أنا بكذب؟"
        
        "... بعضنا ثنائي الميول..."
        
        "أغلبكم مثليين بس، متكدبش حتى. أنتوا كلكم بتحبوا بعض." كدت أضحك بصوت عالي لما شفت وشه المغلوب. "الوضع اللي حاطة فيه تليفونك ده شكله زي بث مباشر."
        
        "إزاي عرفت شكل بث مباشر بتاعي."
        
        "أنا معجب يا صاحبي، يعني يمكن لما أشوفها أنت بقفل، بس أعضائك التانيين..." ابتسمت وعينيه وسعت. "أنت طفل."
        
        "السن مجرد رقم."
        
        "أنا هقفل الخط!"
        
        "أنا بهزر يا صاحبي، بعد ما عرفتني عليهم شكلهم إخوة جذابين ومخيفين...؟" سألت عن اللي بقوله بس هزيت راسي بطريقة غريبة عشان ده كان غريب. "هتجاهل ده."
        
        "أنا كمان." رديت وضحكنا إحنا الاتنين.
        
        موظف دخل فجأة وبص لي لثانية قبل ما يميل راسه. "أنتي جاهزة خلاص...؟" الراجل قال وأنا هزيت راسي، دورت وش تليفوني بعيد عشان ميشوفوش مين اللي بتكلمه.
        
        "ممكن تصحيهم؟" سألني وهزيت راسي، اداني ابتسامة ومشى. "يا صاحبي، لما أقول صرخ ممكن تصرخ عشاني؟" سألته فضحك. "يعني أنا المنبه بتاعك؟" سألني وهزيت راسي.
        
        مشيت لأوضة النوم وحطيت تليفوني على أعلى صوت قبل ما أبص عليه. "اصرخ."
        
        "اصحوا يا عيال يا صُغار، عايزين تتطردوا في أول يوم شغل ليكم؟ متخلوش الست دي تستنى، هي مستنية خلاص—"
        
        المكالمة انتهت.
         --- يتبع
         
        

        Pages

        authorX

        مؤلفون تلقائي

        نظام شراء