أكتر من مجرد رفيق بيّي - تاليا جوزيف

أكتر من مجرد رفيق بيّي

2025, تاليا جوزيف

رومانسية

مجانا

القصة عن باريس، بنت مراهقة بتحب لوتشيانو، رفيق بيّها اللي أكبر منها بكتير. مشاعرها بلّشت تكبر مع السنين بعد موت أمها، وصارت مهووسة فيه سراً. رغم إنها بتعرف إنو هالشي غلط وممنوع لإنو رفيق بيّها وعمري، ما قدرت تسيطر على مشاعرها القوية. لما بيّها سافر وتركها لحالها معه لخمس شهور، قررت تستغل هالفرصة. وهلّق باريس مصممة تعمل المستحيل لتغوي لوتشيانو وتخليه يوقع بحبها ويصير إلها، مهما كانت المخاطر.

باريس

بتعاني من مشاعر قوية ومربكة تجاهه، وبتتمنى يكون إلها لحالها. شخصيتها بتبين عاطفية، متوترة لما تشوفه، وبالآخر بتصير مصممة تغويه لتحصل عليه.

لوتشيانو

هو رفيق بيّ باريس المقرّب من سنين، ودوره كوصي/حامي إلها بعد وفاة أمها. أكبر منها بكتير، وبيبيّن جذاب بس بنفس الوقت حنون ومهتم فيها بطريقته (متل ما كانت تشوفه من قبل). تصرفاته الأخيرة بتبين شوي أبعد، بس وجوده بيعمل تأثير كبير عليها.

بيّ باريس

هو كل دنيتها وسندها بعد أمها. شخصية محبّة وحامية لبنته، ورفيق وفي للوتشيانو. بيسافر سفرة شغل طويلة بتخلي باريس لحالها بالبيت مع لوتشيانو، وهو اللي بيكشف لباريس عن جوانب من ماضي لوتشيانو وعلاقتهن.
تم نسخ الرابط
أكتر من مجرد رفيق بيّي

باريس

دايماً كنت اكره الأوقات اللي بيضطر فيها بيّي يسافر للشغل. من لما أمي توفت وأنا صغيرة، هو كان كل دنيتي - بيّي، قدوتي، صديقي المفضّل، وسري اللي بآمنه عليه. ما فيني اتحمّل اقضي أيام بلا ما شوفه أو احكيه. حرفياً ما فيني عيش بلا.

لهيك، كل مرة كان يعلن عن سفرة شغل، كنت ازعل وانقهر. فكرة إننا نكون بعاد عن بعض كانت بتخوّف وبتوتر بنفس الوقت. بس هالمرة، الوضع مختلف. رغم إني رح اشتقله كتير، بس كمان في شي منيح بالموضوع، متل كأنه نعمة متخفية. رح اقدر اقضي خمس شهور كاملة لحالي مع لوتشيانو، اعز رفيق لبيّي وحبي السري - أو بالأحرى، هوسي.

حسب ما بيّي بيخبر، هو ولوتشيانو تعرفوا بالجامعة. سيارة بيّي عطلت لما كان طالع مع رفقاته، ولوتشيانو كان عم يمرق بالسيارة. رغم إنو بيّي كان بسنة تالتة ولوتشيانو بسنة أولى، اتفقوا دغري كتير منيح. بيّي كان عم يواعد أمي بهداك الوقت وعرفها على لوتشيانو. انسجموا كلهم كتير منيح وقضوا وقت كتير سوا. بعد سنة، بيّي وأمي جابوني.

كان شي غير متوقع ومفاجئ. هو قال إني كنت هبة من ربنا ما كانوا بيعرفوا إنهم بحاجتها. بتذكر كل القصص المضحكة اللي كان يخبرني ياها قبل ما نام. متل المرة اللي لوتشيانو كان رح يوقعني بالمستشفى لما أمي طلبت منه يكون عرّابي.

بيّي قال إنو ما عمره شاف لوتشيانو متأثر لهالدرجة من قبل، بس بهداك اليوم، بكي من كل قلبه وحملني كأني اثمن شي بالدنيا، وتعهد يحميني ويحبني من كل قلبه.

هي وحدة من القصص المفضلة اللي كان بيّي يخبرني ياها، وكنت اطلب منه يعيدلي ياها كل ليلة. كنت قريبة من لوتشيانو من أنا وصغيرة، بس موت أمي قرّبنا من بعض أكتر. كنت بس خمس سنين لما توفت، ولوتشيانو عمل كل اللي بيقدر عليه ليحميني من الأثر العاطفي. رغم إني كنت صغيرة، بتذكر كل لحظة قضيناها سوا وكل الأماكن اللي رحناها.

بتذكر كيف كان دايماً يلعب دور فارس ومريضي باللعب اللي كنا نلعبها، أو يكون ضيفي بحفلات الشاي مع ألعابي. لوتشيانو كان دايماً موجود، وحنون كتير بحياتي، عم يملا الفراغ اللي تركته أمي لما راحت.

لسنين، كنت فكّر فيه كأب تاني... لحد ما صار هداك اليوم الصيفي اللي ما بنساه. طلعنا نتنقل بالبسكليتات سوا، ووقعت عن بسكليتي، طلعت بنتيجة جرح بركبتي والتوى كاحلي.

ما قدرت امشي أو تنقل بالبسكليت، فحملني على ظهره (ركّبني على ظهره). شقفنا المطر ونحنا وراجعين عالبيت، ووقفنا بمحطة بنزين قريبة لنضل ناشفين. كنت بردانة كتير، فقلع الهودي تبعه وحطه عليّ ليخليني دفيانة. الهودي اللي كان كتير كبير بلعني كلها، بس كان دافي وريحته متله تماماً.

اشترلنا اكل وخلاني ناسية توتري من الرعد والبرق بأنو شغّل اغانينا المفضلة وغنينا سوا بضحكة غبية. حتى بلّش يلعب معي لعبة يخليني اخمّن شغلات موجودة بالمحطة، يخترعلي قصص مضحكة عنهم تخليني اضحك ومبسوطة رغم الطقس واجري اللي كانت مجروحة. كنت متعودة إنه يهتم فيني، بس هداك اليوم، حسيت الموضوع مختلف - كأنه عم يعطيني قطعة من قلبه مع الدفا تبعه. يمكن كان شي طبيعي بالنسبة لإله، بس كان بيعنّي كل شي بالنسبة إلي.

بعد هداك اليوم، بلّشت حس بتوتر وحماس كل ما كان موجود. لاحظت اشيا صغيرة متل ريحته، طريقة حركته، وصوت صوته. لقيت حالي عم اخجل عدد لا يحصى من المرات وحسيت بفراشات ببطني كل ما كان قريب.

حتى بلّشت اهتم بمظهري أكتر وجرّب مكياج بس لالفِت نظره. ما فهمت ليش عم حس هيك بالبداية، وبصراحة، ما كنت بدي اعرف السبب. بس كنت بدي احس بهالمشاعر بلا ما فكّر فيها كتير.

بيوم من الأيام، لما لوتشيانو اجا عالبيت مع مرة قدّمها على إنها حبيبته، حسيت كتير بعدم ارتياح وقلق. حسيت إني منسيّة ومغدورة، وما حبيت قديش كان مهتم فيها. فكرت إنها ما بتستاهل، وكرهت شوف قديش كان حنون معها. بلّشت حس بعدم أمان، وأتساءل شو عندها ما عندي ياها اللي لفتت نظره. ما عرفت كيف اتعامل مع هالمشاعر القوية، فانتهى بيّي الأمر إني بعدت عنه.

لوتشيانو انتبه فوراً تقريباً وسألني ليش عم بتجنبه وبطلت احكيه، بس أنا كذبت بس لأخبي مشاعري. بالآخر، كل هالغيرة المكبوتة وصلت لحد الانفجار، وبكيت، زعلانة إنه اختارها عليي. ما عرفت كيف اتصرف - كنت بس مراهقة، عم اتعامل مع مشاعر ملخبطة وأول خيبة أمل حقيقية بحياتي. بيّي لاحظ التغيير اللي صار فيني كمان وقلق. حتى فكر إني عم اتعرض للتنمّر بالمدرسة وكان جاهز يتعارَك. بس أنا ما قدرت فسر شو كنت حسّ. كل شي كان ملخبط، وما عرفت كيف احكي عنه.

لما قررت أخيراً افتح قلبي لبيّي عن مشاعري، عاملة حالي عم احكي عن شب بصفّي، هو عرف الحقيقة دغري وما كان مبسوط. ما حب إنو في شب لفت نظري، بس كان داعم ومتفهّم. قلي إنو غيرتي معناها عندي مشاعر قوية لهالـ "شب". فسرلي إنو هالحساس بهالطريقة وإنتي عم تكبري شي طبيعي، واقتَرح عليّ جرّب افهم مشاعري ويمكن احكي مع هالشب.

إدراك إني بحب لوتشيانو كان متل كف حامي على وشي. كان مزعج ومربك لأنه رفيق بيّي المقرب وأكبر مني بكتير. جرّبت واعد شباب بعمري لأنسى، بس ولا واحد منهم كان بيشبه لوتشيانو. الشباب بمدرستي كانوا غبيين، شهوانيين وسطحيين. كانوا يفتقروا لنضجه، طيبته، شكله، وتفهمه. حسيت بهالشي أكتر لما كنت انخيب املي فيهم أو اتضايق منهم.

بعدين، بيوم من الأيام، سمعت من بيّي إنو لوتشيانو ترك حبيبته. ما بعتقد إني حسيت بهالسعادة والراحة قبل هيك. بلّشت ابتسم أكتر وحس حالي متل ما كنت قبل، فرحانة ومفعمة بالحيوية من جديد. لوتشيانو وأنا بلّشنا نحكي ونقضي وقت سوا من جديد، ورغم إننا ما كنا بالقرابة اللي كنت بدي ياها، بس كنت طايرة من الفرحة. مع مرور الوقت، مشاعري إله بس زادت عمقاً. كل ما جرّبت حاربهم، كل ما زادوا قوة.

وصلت لمرحلة ما بقى اقدر شيله من راسي. كنت اشتاق لإهتمامه بشكل هوسي، بطلت طلع مع رفقاتي ووقفت واعد شباب بعمري. قضيت ساعات وانا مهووسة بصوره وعم راقب حساباته على السوشال ميديا. حتى كان عندي البوم كامل لصور إله، مصورين بكاميرا أمي. كل دنيتي كانت بتلف حواليه، وكنت معتمدة عليه عاطفياً. مهما كان الموضوع غير صحي، ما قدرت امسك حالي. مشاعري كانت كتير قوية وما كنت بدي احاربهم.

لما صار عمري 17، لوتشيانو بلّش يبعد عني. صرنا نحكي ونقضي وقت سوا اقل، وصار يجي على بيتنا اقل. هالتغيير المفاجئ بتصرفه وترني، وخلاني قلقانة انو يمكن عم يشوف حدا تاني، بس لحسن الحظ، هيدا ما كان السبب. جرّبت اعرف اكتر من بيّي بلا ما شككه، وقلي إنو الشغل بس هو اللي مخلّي لوتشيانو مشغول. كنت شاكة بس ما ضغطت بالموضوع. هلق، مرق سنة تقريباً من آخر مرة كنا متواصلين فيها، وغيابه خلاني حس بمزاج سيء ومنقهرة طول السنة.





فكرت كتير إني خبر لوتشيانو شو بحس، بس كنت خايفة كتير. خفت اخسره، يمكن يرفضني، أو إني ما رح اقدر تخطّى إذا صار هيك. هلق، فكرة إني رح اقضي خمس شهور لحالي معه بتحسسني كأنها حلم وبتوتر بنفس الوقت، بس أنا ممتنة كتير لهالفرصة اللي بيّي عم يعطيني ياها عن غير قصد بسفرته الشغل. اشتقلت لوتشيانو كتير وما فيني انطر لأقضي وقت معه.

واقفة حد الباب تبع غرفة بيّي، عم شوفه وهو عم يحاول يحشي قمصانه وكرافاتاته بالشنطة. هو دايماً سيء بترتيب الشناتي. بابتسامة صغيرة، بقرب اكتر وبلّش صفط القمصان اللي كبّهن كيف ما كان.

"متأكد جبت كل شي، بيّي؟" بسأل، عم طلع عالشنطة اللي مسكرها نص سكرة. "دايماً بتنسى شي."

بيضحك، وتجاعيد حوالين عيونه بتبين.

"مشان هيك عندي ياكي - أحسن مساعدة صغيرة عندي،" بيقول، بيوطى ليبوس راسي من الميل، وأنا ببتسم. "ما بصدق إنو هاللوتشيانو ما كلّف خاطره يودّعني. دايماً مشغول زيادة عن اللزوم لرفيقه القديم. شو سئيل كتير." بيتمتم بيّي، وهو عم يدقق بتلفونه وعم يقلّب فيه بسرعة.

وشي بيحمر لما بسمع اسم لوتشيانو، وبوطّي راسي بسرعة لأخبي خجلي.

"بيّي، انتبه على كلامك،" بقول بهدوء، عم صفط آخر قميص. "وأنا متأكدة إنه كان بده، بس، بتعرف، شغل."

"ايه ايه. شغل. متلي يعني، على ما اعتقد." بيجاوب، بيحط تلفونه بجيبته.

"ايمتى رح يرجع لوتشيانو عالبيت؟" بسأل، عم حاول ما بيّن كتير متحمسة.

"يمكن آخر الليل اليوم، حبيبتي. عنده كتير شغلات هلأ."

بهز براسي، عم حاول خلي وشي عادي، بس من جوا، قلبي عم يدق بسرعة. لوتشيانو رح يرجع الليلة.

"تأكد ما تنسى شاحنك هالمرة." بذكّره.

"لك اخخ. معكي حق." بيتمتم، عم يفتش بالدرج ليلاقيه.

"انتبه على كلامك، بيّي." بمزح، وعم ابتسم.

"آسف، يا بنتي. بالي مشغول كتير." بيقول بابتسامة خجولة، وأنا بس بهز براسي.

بعطيه القمصان والبنطلونات اللي صفطن مظبوط، وبيحطّن بالشنطة بحذر زيادة. بعد ما سكرها السحاب، بيّي بيتجه للباب الأمامي، وأنا بلحقه. بنحمّل شناتيه بصندوق السيارة سوا، ولما بيسكرها، بيلف عليّ بوش جدي.

"تذكري قوانين البيت لما كون غايب،" بيقول، بنبرة جدية. "ما في حفلات صاخبة، ما في سهر برة كتير، ما في تتسلّلي لبرا، وبالأكيد ما في شباب بالبيت. جدي بهالشي، باريس كولينز. ما في شباب!"

بكتم ضحكة، وبعمل له تحية عسكرية.

"وصل يا كابتن. ما في شباب. بوعدك."

"لوتشيانو رح يكون موجود ليساعدك، وهو بيعرف القوانين كمان. فإذا بتحتاجي شي، فيكي تعتمدي عليه،" بيضيف وأنا بهز براسي. "رح اشتقلك، يا جيلي بين. رح تكوني منيحة وأنا غايب، صح؟"

"أكيد، بيّي،" بقول، عم حاول ابتسم ابتسامة فرحة. "رح كون منيحة تماماً."

بيتأمل بوشي لحظة، بعدين بيهز براسه.

"منيح. بتعرفي فيكي تتصلي فيني أي وقت، بالليل أو بالنهار،" بيقول، وأنا بهز براسي مرة تانية. "تمام، حبيبتي، بتعرفي شو لازم نعمل."

ببتسم وبقدّم لقدام. منعمل حركة الإيدين متل ما الشباب بيعملوا - هي فكرته للترابط. بعدين، متل العادة، منتعانق عناق سريع بس له معنى. هي عادتنا الصغيرة من سنين. طريقتنا لنقول وداعاً.

"انتبهي على حالك وإنا غايب،" بيقول بيّي، بيرجع لورا بس ليدّوش شعري. "وإذا لوتشيانو عم يدايقك - بس اتصلي فيني. برجع بكسّر راسه."

بيغمزلي وبضحك، وبز راسه.

"ولكرمال الله، ما في شباب غريبين يتسلّلوا عالبيت. وإلا بقسم، برجع فوراً، بخوّف كتير هالشباب الصغار وبعاقبك طول عمرك. فهمتي؟" بيضيف وأنا بضحك مرة تانية.

"فهمت، بيّي. ما في شباب، ما في مشاكل. مش ضروري تفوت بحالة البيّي الحامي الكاملة معي." بعمل حركة البوز، وبيبتسم بخبث وهو عم يطلع بالسيارة.

"أنا دايماً بحالة البيّي الحامي، يا بنتي. هيدا شغلي. اوعى تنسي هالشي،" بيقول، وأنا بقلّب عيوني بمزح. "بتصل فيكي بس اوصل، تمام؟"

"أكيد،" بجاوب. "سفرة موفقة، وجرّب ما تشتقلي كتير!"

بيبتسم وبيعملي بايده وهو عم يسوق السيارة ليبعد. باخد نفس عميق، عم حاول هدّي دقات قلبي السريعة. هيدا هو. خمس شهور مع لوتشيانو. خمس شهور عم جرّب خبي مشاعري. بتمنى بس اقدر اتحمل هالشي.





معجزة إني بعدني واقفة على اجريّي، لاني متوترة لدرجة ممكن يغمى عليّ. كنت كتلة أعصاب طول النهار، وقلبي عم يدق بسرعة من الحماس والقلق بس فكّر إني رح شوف لوتشيانو من جديد. ما فيني بطل فكّر فيه مهما عملت.

صار بعد نص الليل، وأنا عم روح واجي بغرفة القعدة من ساعة، كل شوي طلع بالساعة وطل من الشباك، عم انطره. تحمّمت بس ما قدرت اكل لاني معدتي كتير مقلوبة. لازم كون بالتخت بكرا عندي مدرسة، بس اعصابي عم تخليني صاحية غصب عني.

صوت موتور خفيف خلاني حس قلبي رح يطّلع من تمّي. هيدا هو. بسرعة بسْرع عالشباك وبشوف سيارة دفع رباعي (SUV) سودا فخمة وحديثة، شباكها ملوّن، وقفت قدام البيت. لما الباب بيفتح، هيدا هو، لابس بنطلون اسود وقميص ابيض مرتب بيبيّن عضلاته. شكله واثق وحلو متل العادة.

بعض على شفتي وبمسك البرداية قوية وأنا بتتبع كل حركة إله. قلبي عم يدق بصوت عالي كتير بداني، خايفة ممكن صير طرشة. بتطلع فيه بتركيز وهو عم ياخد شناتيه من صندوق السيارة ويسكر سيارته. لما بيتجه نحو الباب الأمامي، بسْرع عاليه وبشوف حالي بالمراية اللي حد المدخل.

لما بسمعه عم يفتح الباب، باخد نفس عميق لاهدّي دقات قلبي السريعة قبل ما افتحه. ريحة عطر لوتشيانو اللي بعرفها بتغمر حواسي فوراً، وكنت رح يغمى عليّ تقريباً. وقف هناك، مجمد للحظة، وأنا بتطلع فيه لفوق، عم انتبه قديش اتغير من آخر مرة شفنا بعض.

لوتشيانو شكله احلى وجذاب أكتر مما بتذكر. شعره الأسود مسرّح بشكل مثالي، بيبرز ملامحه القوية. تيابه لازقة على جسمه المعضّل بالطرق الصح كلها، عم بيبيّن اجوره وإيديه القوية.

بعدين بشوف إنه حلق دقنه، وبحس إني انغدرت شوي. حبيت قديش كان شكله خشن قبل. بلا الدقن، خط فكّه أحلى، وشكله أصغر بس أجمل وأكثر لفتاً للنظر.

ريحته القوية ووجوده المسيطر كتير طاغيين، لدرجة حسيت جسمي عم يثار. الليلة لابسة وحدة من تيابه القديمة من سنين، واللي بعدها ريحتها متله. هي كبيرة عليّ كتير، وشورتي صغير وكتير ضيق، ومبيّن كتير من جسمي. كنت بتمنى الفت نظره، ومن طريقة عيونه العسليّة كيف بيغمق لونها لما بيطلع فيني، بعرف إني نجحت. نظره بينزل على اجوريّي المبيّنين، وبشوف فكّه كيف بيشتد. في شي بعيونه - يمكن رغبة أو بس تفاجؤ. مهما كان، هيدا بيبعت قشعريرة حلوة جوا، وبيخليني احس بشعور قوي كتير.

"باريس." بيحكي لوتشيانو أخيراً، صوته واطي ومبحوح.

الطريقة اللي اسمي بيطلع فيها من لسانه بتخلي قلبي يدق أسرع، وركبي ترخّ. بمسك الباب أقوى، عم حاول ضل واقفة.

"ليش بعدك فايقة؟ صار بعد نص الليل." بيكمل، عيونه اللي متل عيون الصيّاد ما عم تترك عيوني وأنا ببلع ريقي بصعوبة، وعم عض على شفتي.

كنت ناطرتك.

"آه، امم، كنت عم خلّص شوية واجبات بيت. ما انتبهت قديش صار الوقت متأخر." بكذب.

ضل ساكت، بس ترك عيونه تجول عليّ بتركيز لدرجة حسيت كأنه عم يلمسني. بطلع لتحت على جراباتي، عم حاول خبي وشي اللي صار احمر، وببعد على جنب لأخليه يفوت. لوتشيانو بيدخل لجوا، إيده بتلمس إيدي بس هيك شوي لتخلّي الفراشات ببطني تطير.

بسرعة بسكر الباب بالمفتاح وبلحقه لجوا. عم حاول سيطر على اعصابي، بس كوني قريبة منه هالقد بعد كل هالمدة عم يخلي قلبي يدق بسرعة كتير ما بقدر سيطر عليها. التأثير اللي بيعمله فيني طاغي زيادة عن اللزوم وما بقدر اتحمله.

"في غرفة نوم فاضية تحت. وواحدة فوق. أي وحدة بدك؟" بسأل، وبيطلع فيني، بعدين بيهز بكتفه.

"باخد اللي تحت."

بحس بشوية خيبة أمل لإنها بعيدة عن غرفتي، بس بخبي مشاعري وب هز براسي.

"اكيد، بيمشي الحال."

ولما لوتشيانو بياخد شناتيه وبيتجه نحو الغرفة، بسْرع لساعده.

"خليني اساعدك بهالشي." بقول بس بيهز براسه بالنفي.

"أنا بتحمله، باريس. ما تقلقي."

بس إيدي وصلت لتمسك وحدة من المسكات، إيدينا لمست بعض بالصدفة. صعقة كهربا ودفى بتطلع بإيدي، وبتنهّد بصوت واطي. لوتشيانو بيسحب إيده بسرعة كأنه انحرق.

عيونه بتلتقي بعيوني، وللحظة، ولا واحد منا بيحكي. الجو بيحسسني إنه مختلف، مليان بشي ما بقدر فسرّه. قلبي عم يدق بسرعة كتير، أنا متأكدة إنه هو كمان سامعه. قبل ما لوتشيانو يقدر يقول شي، بسرعة بمسك وحدة من شناتيه.

"بس الحقني." بقول بصوت واطي، وانا متجهة بالفعل نحو الغرفة.

البيت كتير كبير، لهيك بياخد وقت لنوصل لهونيك. ونحنا وماشيين بالممر، لوتشيانو بضل ساكت. بقدر حس بنظره المركّز عليّ، كأنه عم يحرق جلد وشي. خدودي بتحمرّ، وبحس برطوبة عم تتجمّع بين اجوريّي، عم تخليني واعية أكتر كيف عم اتفاعل مع وجوده. بسرق نظرة سريعة عليه، بس لما عيونا بتلتقي، بقشعر وبسرعة بطلع بغير مطرح.

"طيب، امم، كيف كان الشغل؟ بيّي كان كتير معصّب لإنك ما ودّعته." بقول بتوتر، عم حاول اكسر الصمت.

"الشغل كان كتير مضغوط. انشغلت بشغلات ونسيت الوقت." بيجاوب، صوته هادي بس نوعاً ما بعيد.

الصمت بيرجع مرة تانية، وبحس بشوية احباط. كأنه في حاجز عاطفي بيناتنا، وعم يخلّي كل شي يحسسني بإحراج أكتر مما توقعت.

"شكراً لإنك جبتي هالموضوع." بيشكرني لوتشيانو بس نوصل عالغرفة وأنا بس ببتسم.

ولما بيقعد عالفرشة وبيبلّش يفك أزرار قميصه، بشوف لمحة عن صدره وسنسال فضة فيه قلادة معلّقة تحته بشوي. المنظر بيعمل شعور قوي جوا، وبضطر شد على فخادي كتير لأسيطر على الشعور اللي عم ينبض. لما لوتشيانو بيلقطني عم اتطلع فيه وعم شد على فخادي، عيونه بتحمى. بيطلع بوشي ووشي بيحمر بسرعة كتير.

"ا-امم، أكلت شي؟" بسأل، صوتي كان عالي، وبيهز براسه بالنفي، وهو عم يتمطى شوي.







"أنا أكلت. إنتي أكلتي؟"

عم جرّب ابتسم ابتسامة ضعيفة وب هز براسي، رغم إنو هيدا مش صحيح. الغرفة بيسكت فيها صمت محرج.

"لازم تنامي شوي. عندك مدرسة بكرا." بيقول لوتشيانو بالآخر وبحس بالحزن، بتمنى لو بقدر ضل معه وقت أطول شوي.

"تصبح على خير، لوتشيانو." بقول بصوت واطي بابتسامة حزينة.

"وانتي من اهله." بيجاوب وبرجع على غرفتي.

❀❀❀

ما قدرت نام لاني ضليت عم فكّر بلوتشيانو. لهيك، آخر شي رحت على بابه. وانا واقفة هناك، حسيت حالي سخيفة ومثيرة للشفقة كتير. بس كنت رح امشي، بسمع لوتشيانو عم يضحك بصوت واطي. بوقف وبلزّق داني عالباب. بيسمع كأنه عم يحكي تلفون، بس ما قدرت اسمع كل شي عم يقوله.

"بعدك فايق/فايقة ها؟ انت/إنتِ بومة ليل. والله، دايماً بتكون/بتكوني فايق/فايقة لما بتصل." بيقول، والابتسامة واضحة بصوته. "عملت/عملتِ أي مشاكل اليوم؟"

بيوقف ليستمع، وبقدر اسمع صوت خفيف إنه عم يتحرك، يمكن قعد على الفرشة. مين عم يحكي بهالوقت؟

"كنت عارف. ما بتقدر/بتقدري تمسك/تمسكي حالك، مو هيك؟" بيضحك بصوت واطي، وهالصوت عم يخلي صدري يضيق. "بعرف، نهار طويل. نهاري كمان كان جنون. أنا مبهدل."

صوته كتير ناعم وحنون لدرجة بتوجّعلي قلبي. بعض على شفتي، والغيرة عم تتسلّل لجوا، وانا عم اتخيله عم يبتسم وهو عم يحكي مع هالشخص. ما ممكن يكون مجرد رفيق/رفيقة، صح؟ مو بهالوقت.

"أنت/إنتِ مستحيل/ة،" بيمزح لوتشيانو، صوته بيصير أحلى بطريقة بتخلّي معدتي تلفّ. "تمام، تمام. ارتاح/ارتاحي شوي. بنتواصل أكتر بكرا."

لما قال وداعاً، سمعته عم يضحك بصوت واطي، وحسيت كأنها طعنة بقلبي. بعرف إنها سخافة إني اكون غايرة، بس ما بقدر امسك حالي. ما كان صوته رومانسي بس كمان ما كان صوته رفيقي. بقّبض ايدي قوية، عم حارب الدموع اللي عم تتجمّع بعيوني.

بدي كتير اكون أنا اللي عم خليه يبتسم هيك واسمع صوته الدافي والقريب بس لإلي. برجع لورا عن الباب وبروح على غرفتي، حاسة بالوجع والسخافة.

الصبح، بقعد على طاولة المطبخ، حبوب الفطور تبعي عم تبرد وانا عم حرّكها بلا ما انتبه. رغم إني يا دوب اكلت مبارح، مالي جوعانة. حديث لوتشيانو تبع آخر الليل عم ينعاد براسي، عم يخليني قلقانة إني ممكن اخسره إذا ما تحركت.

"صباح الخير، باريس." صوت لوتشيانو العميق بيفاجئني وبطلع فيه، نفسي بيوقف على قديش شكله حلو كتير ومرتّب ببدلته المفصّلة عليه. كل جزء منه بيبيّن مثالي. هو مثالي.

"صباح الخير." بتمتم، صوتي حزين. لوتشيانو بينتبه على مزاجي بس ما بيضغط.

"بدك وصلة عالمدرسة؟" بيسأل، وهو عم يصب قهوة لإله، وبتردد.

آخر شي بهز براسي، وبعدني مركزة على حبوب الفطور، عم حاول خبي قديش بدي اكون قريبة منه رغم الاحباط من مبارح.

"عندك شي خطط بعد الشغل؟" بسأل قبل ما انتبه على حالي.

لوتشيانو، بنص شربته للقهوة، بيرفع حاجبه وهو متكي براحة على طاولة المطبخ.

"ايه، رح التقي بحدا بعدين. بدك شي؟"

ايه. انت.

"بس كنت فضولية." بتمتم، وانا منقهرة.

بلا تفكير، بزيح طبقي فجأة، وبكّب شوية فتافيت. نظرة لوتشيانو المركّزة بتتتبعني عن قرب وانا عم اقوم وآخد شنطتي.

"ما خلصتي فطورك." بيلاحظ، صوته العميق والناعم بيخليني اقشعر.

"ما بقى جوعانة،" بتمتم، عم حاول تجاهل طريقة عيونه كيف بتخلي جلدي يحس بإحساس غريب. "بنطرك بالسيارة."

لما بوصل عالسيارة، الأضواء بتضوّي، وبخجل، بنتبه إنو لوتشيانو فتحلي ياها. بفوت لجوا بسرعة، وفوراً ريحة عطره بتغمرني - مزيج من شي غامق ومسكّر بيخلّي راسي يدوخ بدوخة حلوة. بغمّض عيوني، تاركة ريحته تملّي كل جزء مني. هي كتير قوية تقريباً، بس أنا مشتهيتها. بدي اغرق فيها. صوت باب السيارة وهو عم يفتح بيخليني افتح عيوني، وبشوف لوتشيانو عم يطلع حدي. وجوده بيملّي المكان، ولازم ذكّر حالي اتنفّس. بيطلع فيني بنظرة طويلة، عم يقيم/يحلّل.

"حزام الأمان."

مش تذكير - هو أمر، وأنا بحب هالشي. وشي بيحمر وإيديّي بتلخبط بحزام الأمان وانا عم استعجل لأطيع.

"شو العنوان؟" بيسأل، وهو عم يشغّل الموتور.

بعطيه التفاصيل، وهو بيكتبن بتلفونه. بعض على شفتي، وانا مسحورة بطريقة جبينه كيف بيتكشّح وهو عم يركّز. شي سخيف، قديش عنده قوة عليّ، كيف كل شي صغير بيعمله بيجنني. لما بيخلص، ما بقى بحاجة حتى يتطلع عالطريق، بس بيبلّش يسوق، بسيطرته الكاملة. كل مرة بيغيّر فيها الفيتاس، بشوف العضلات بإيديه كيف بتشد من تحت بدلته، وبتاخد كل قوتي إني ما لمسه وما حس قديش هو قوي.

بحاول ما ضل اتطلع فيه كتير، بس هالشي مستحيل. اجوره ممدودة براحة، وإيديه ماسكين المقود، عروقه بارزة. بتخايل هالـإيدين القادرة والقوية عليّ، وهي عم تتعامل مع جسمي بنفس الشدة، نفس السيطرة. الفكرة بتخليني فوراً احس بشعور قوي، وبتحرك بكرسيّي بلا راحة، وبعض على لساني لأضل ساكتة.

أنا مهووسة - بشكل غير صحي، وكامل. بعرف إنه ممنوع عليّ. بعرف إنه غلط، بس ما بقدر وقف. ما بدي وقف. رحت بعيد كتير. لوتشيانو هو كل شي بدي ياه بس ما بقدر احصل عليه. كل ما كون قريبة منه، كأني عم اغرق فيه، وما بدي حتى طلع لآخد نفس. أنا بحاجته - اهتمامه، موافقته، لمسته - أكتر من أي شي تاني. وأنا مرعوبة من شو ممكن اعمل إذا ما قدرت احصل عليه.

فكرة إنه يكون مع حدا تاني بتخليني حس حالي مريضة من الغيرة. هو إيلي. أنا كنت هون كل هالوقت، وما رح خلّي حدا ياخده مني. بس أنا خايفة خبره شو بحس. شو بصير إذا ما كان بيحس بنفس الشي؟ بعدين بتيجي ببالي فكرة: رح اغويه. رح خليه يوقع بحبي متل ما أنا وقعت فيه بالشدة والعمق نفسه. ورح ورجيه إني مش مجرد بنت رفيق بيّي أو بنت صغيرة بعد - أنا مرة بتعرف شو بدها، وأنا بدي ياه. رح أتأكد إنه بيشوفني، بيشوفني عن جد، وما رح وقف لحد ما يصير إيلي، تماماً وللأبد.

"وصلنا لهون." بيقول لوتشيانو، بيفاجئني وبيطلعني من أفكاري.

"شكراً." بجاوب، وأنا عم سكر حزام الأمان وآخد شنطتي.

"كلي أكتر بفرصة الغدا،" بيأمر لوتشيانو، وبيطلع فيني بنظرة واضحة. "يا دوب لمستي فطورك."

اهتمامه بيخلّي قلبي يرفرف. بلا تفكير، بحط إيدي فوق إيده، حاسة بصعقة كهربا حلوة بس لمست إيده.

"رح أتأكد من هالشي." ببتسم، وانا عم استمتع باللمسة.

إيد لوتشيانو بتشدّ تحت إيدي، ونظره بيغمق، فكّه مشدود. بشدّ على إيده شوي زيادة، عم مرّر اصبعي على خطوط أصابعه ببطء - وكأني عم امتلكه تقريباً.

"نهار حلو." بتمتم، وانا مو حابة اترك إيده.

بشيل إيدي ببطء، بحس بفراغ موجع مطرح ما كانت لمسته. بطلع من السيارة وبتجه للصف.
 

تعليقات

  1. يخربيت ام اللهجه اللبناني القمر 🔥♥️

    ردحذف

إرسال تعليق

authorX