موصى به لك

الأقسام

الأعلى تقييمًا

    أعمال أصلية (RO)

      الأفضل شهريًا

        رواية رعب - "يا هارب من الغولة يا طايح في سلال القلوب"

        "يا هارب من الغولة يا طايح في سلال القلوب"

        2025,

        رعب

        مجانا

        .....

        ....
        تم نسخ الرابط
        رواية رعب -

        "يا هارب من الغولة يا طايح في سلال القلوب"
        
        هذا المثل الشعبي الذي يتناوله الناس عندما يهرب أحد من شيءٍ ما لشيءٍ أسوأ منه، لا يعلمون أن وراءه قصة قصيرة مرعبة.
        
        يُحكى أنه في إحدى القرى، كانت تعيش امرأة مع زوجها وابنها الصغير، وهذه المرأة كانت تخاف من القبور جداً، وازداد خوفها عندما مات زوجها وبقيت وحيدة هي وابنها الصغير أحمد. كبر أحمد قليلاً، وازداد خوف أمه من القبور، ولم يعرف أحمد ماذا سيفعل ليُخرج أمه من حالة الخوف تلك.
        مرت الأيام، وأحمد يفكر ماذا سيفعل مع خوف أمه؟
        وفي يوم من الأيام، أتى لأحمد كبار القرية وقالوا له إن هناك قرية تبعد عن قريتنا مسافة خمس أو ستة أيام، وهذه القرية يُقال إنه ليس فيها مقبرة ولا قبور، اذهب أنت وأمك واسكنا فيها.
        أخذ أحمد بكلام كبار القرية، وذهب لأمه وأخبرها بالموضوع، فرحت الأم بالخبر وقالت:
        "بشّرك الله يا ولدي بالجنة كما بشّرتني بهذا الخبر السعيد."
        بعد يومين، رحل أحمد وأمه إلى القرية الأخرى، وعندما وصل أحمد ووالدته إلى القرية، تفاجأ بالترحيب الكبير من أهالي القرية لهما. بعد الترحيب والسلام، أعطى زعيم القرية لأحمد منزلاً ليعيش فيه هو وأمه.
        مرت الأيام والشهور والسنين، كبر أحمد خلالها وأصبح في سن الزواج وتكوين عائلة. ذهب لأمه في إحدى الأمسيات وفاتحها بالموضوع، فرحت الأم واحتضنته وقالت:
        "غداً سأذهب لأخطب لك ابنة أبي خالد، فتاة جميلة ومهذبة وتليق بك."
        ابتسم أحمد وأردف:
        "كما تريدين يا أمي."
        مرت الأيام والشهور، وتزوج فيها أحمد بهند، وكانت زوجة صالحة طيبة تعامل أم أحمد مثل والدتها.
        بعد سنتين، رزق أحمد بولد من هند، وفي أحد الأيام طرأت لأحمد رحلة سفر من أجل العمل خارج القرية، وكانت هذه الرحلة بعيدة، تقريبًا تصل لأسبوع أو أسبوعين.
        وفي يوم سفره، ودّع أحمد زوجته وأوصاها بأمه.
        بعد سفر أحمد بيومين، مرضت والدته كثيراً، وذهبت لغرفة هند وهي تسعل وقالت:
        "ابنتي هند، أنا مريضة، أعدي لي من فضلك شيئاً ساخناً."
        ما إن سمعت هند بخبر مرضها، حتى نهضت تزغرد فرحًا.
        تعجبت أم أحمد من فعلها هذا وقالت:
        "ما هذه الوقاحة؟ أقول لكِ إنني مريضة وأنت تزغردين فرحاً؟ أتفرحين بمرضي؟"
        ردت هند بابتسامة عريضة:
        "اليوم يا عمتي يوم فرح، اليوم لدينا وليمة!"
        وركضت هند خارجًا وأخذت تصرخ وتزغرد بكلمة:
        "لدينا وليمة... لدينا وليمة... لدينا وليمة!"
        ودخلت مرة أخرى إلى المنزل وإلى غرفة المعيشة حيث كانت تجلس فيها أم أحمد مصدومة مما يحدث، فقالت هند وهي تشرح لعمتها ما يحدث:
        "عمتي، اليوم سوف نقتلك ونأكل لحمك، وسنحضّر بلحمك وليمة العشاء الليلة."
        "هكذا إذن، أنتم قرية من آكلي لحوم البشر، لهذا لا يوجد لديكم مقبرة!"
        ردت هند:
        "نعم، من عاداتنا أنه عندما يمرض أحد، نقتله ونأكل لحمه، ونحضّر بلحمه وليمة العشاء."
        "قبل أن تقتلوني، اتركي قلبي لأحمد، دعيه هو يأكله."
        "حاضر."
        بعد عدة أيام، عاد أحمد للقرية ودخل منزله، نادى على أمه فلم يرد عليه أحد، أخذ يبحث عنها في أرجاء المنزل فلم يجدها، سأل عنها زوجته، فأخبرته أنها ماتت، وأنها تركت له قلبها ليأكله.
        انتفض أحمد من كلام زوجته، وعرف أن زوجته والقرية من آكلي لحوم البشر.
        في الليل، عندما تأكد من أن زوجته قد نامت، أخذ ابنه وفرّ هارباً إلى قريته الأولى.
        وفي الطريق، جاع ابنه، فقضم أذن والده!
        في تلك اللحظة، علم أحمد أن ابنه أيضاً من آكلي لحوم البشر، وأنه يسري فيه دم أمه، فرماه في الوادي وأكمل طريقه إلى قريته.
        وعندما وصل إلى قريته، سأله أهل القرية عن أمه وعن الذي جرى معه، فقال لهم:
        
        "يا هارب من الغولة يا طايح في سلال القلوب."
         
        

        المؤلف Hema Mohamed

        الأعمال

        الاَراء

        رواية صراع العروش

        صراع العروش

        2025,

        رومانسية

        مجانا

        20

        تروي القصة رحلة رينفري ابنة الملك روبرت في عالم مليء بالدسائس والمؤامرات داخل قصر كينجز. بعد وفاة والدها المفاجئة، تكتشف رينفري الحقائق المظلمة حول عائلتها، وخاصة سرّ نسب إخوتها. بين حزنها على فقدان والدها وشعورها بالوحدة كـ"غزالة روبرت الوحيدة"، تُجبر على مواجهة واقع أن عليها القتال من أجل بقائها وربما من أجل المطالبة بعرش لا تعرف إن كانت تريده، فهل ستختار الحفاظ على روابط الدم أم ستنحاز للحقيقة؟

        رينفري

        الابنة الكبرى للملك روبرت باراثيون والملكة سيرسي لانيستر. تتميز بشعرها الداكن وعينيها العسلية، وتشبه والدها في الشكل والطباع أكثر من إخوتها. ذكية، قوية، ومحبة لعائلتها، لكنها تكتشف أسراراً صادمة ستغير مجرى حياتها.

        روبرت

        ملك الممالك السبعة، ووالد رينفري. رجل ضخم وقوي، معروف بحبه للصيد والخمر. يفضل رينفري بشكل واضح عن باقي أبنائه، ويرى فيها "الغزالة" الحقيقية الوحيدة من نسله.

        سيرسي

        ملكة الممالك السبعة، ووالدة رينفري وجوفري وميرسيلا وتومين. امرأة جميلة وقوية الإرادة، لكنها تخفي أسراراً عميقة تتعلق بنسب أبنائها. تهتم بشدة بالحفاظ على سمعة عائلتها ومكانتها.

        جوفري

        الأخ الأصغر لـ رينفري، وولي العهد المفترض. يظهر بميول قاسية وعنيفة، ويفتقر إلى التعاطف، مما يثير مخاوف المحيطين به بشأن قدرته على حكم المملكة.

        ميرسيلا

        الأخت الصغرى لـ رينفري

        جون سنو

        لقيط نيد ستارك، وشخصية تلتقي بها رينفري في وينترفيل. يتشارك الاثنان لحظات خاصة ويظهر بينهما ترابط غريب.
        تم نسخ الرابط
        رواية صراع العروش

        المقدمة
        
        مع إنها مدينة مليانة ناس وزحمة، بس كانت ليلة هادية بشكل مش طبيعي. الأجراس بطلت تدق، والستات غسلوا الأطباق اللي فاضلة من العشا، وشوية شوية، النور في الشبابيك طفى، وسكان كينجز لاندينج راحوا يناموا في سرايرهم، مستسلمين لإغراء الليل الساحر.
        
        على الأقل، معظم السكان.
        - هي دي الليلة اللي مات فيها جون آرين -
        
        
        على أطراف القصر كان فيه حانة، حانة كانت دايماً زحمة ومعروفة بأسعارها الغالية وخمرتها الوحشة. أكيد فيه حانات أحسن منها جوه المدينة، بس الجنود اللي كانوا بيروحوا الحانة دي مكنش فارق معاهم، وكانوا مكملين في الحانة دي بالذات، زي ما كانوا بيعملوا أجيال ورا أجيال. كان فيه سببين لكده: الأول، إن الحانة كانت لازقة في الثكنات، فالموقع مكنش فيه زيها. والتاني، إن الحانة كانت معروفة إنها بتجذب بنات من عامة الشعب بيدوروا على أي جندي يتجوزوه.
        
        واحدة من البنات دول كانت قاعدة لوحدها على ترابيزة في أقصى زاوية في الحانة، بتشرب من مج خمرة وحشة كانت دافعة فيه كتير أوي. عينيها كانت بتلمع كل شوية ناحية الباب. كانت بتفحص كل وش يدخل.
        
        "إيه رأيك في دي؟" صاحبها قال وهو بيفكر، وبيبص على وش البنت بحرص. كانت ست قوية، عينيها عسلية غامقة ودايماً بتبص بحدة - بس صاحبها كان يعرفها كويس أوي، وكان ممكن يشوف من الفروقات اللي بتظهر عليها.
        
        البنت بصت على حامل الراية الأشقر اللي اتشاور عليه. كان عنده فك قوي وخصلات دهبية متسرحة لورا، ولابس درع باراثيون مفيش فيه ولا خدش. البنت كشرت مناخيرها.
        
        "أشقر أوي،" ردت بسخرية. "وحلو أوي. مفيش فيه ولا خدش واحد. ممكن يكون لابس درع باراثيون، بس ده راجل لانيستر لو أنا عمري ما شوفتش واحد."
        
        "إنتي بتنقّي زيادة عن اللزوم، كالعادة." صاحبها عدل قعدته، وخد بوق من الخمرة بتاعته وعمل وش مش عاجبه. "أنا كنت أكلته على العشا."
        
        "وأواجه غضب عمي الغيور؟ إنت مش للدرجة دي غبي يا لوراس."
        
        "يمكن أكون لأ،" لوراس لف جسمه ناحيتها وابتسم. "بس إنتي ممكن تكوني. إنتي مسافرة على وينترفيل مع أول نور، وإنتي قاعدة هنا في حانة بتدوري إنك تكوني غماد لسيف حارس قوي. الملكة كانت هتعلق راسك على رمح لو عرفت."
        
        "لو هكون تحت مراقبة مستمرة في الرحلة للشمال، يبقى لازم أعمل الحاجات اللي بحبها دلوقتي. ربنا ما يوريك إني أستمتع شوية."
        
        باب الحانة اتفتح تاني والبنت رفعت راسها، بعدت نفسها عن الكلام. الراجل اللي دخل بص حوالين الأوضة، وعينيه الرمادية وقعت عليها. طويل وعريض، وراسه فيها شعر بني كيرلي ودقن متشذبة.
        
        البنت عدلت قعدتها، شفايفها الوردية المليانة رجعت لورا عشان تكشف عن ابتسامة مبهرة.
        
        "آه،" لوراس ضحك. "لقيتي سيفك."
        
        لوراس شافها وهي بتتزحلق من على كرسي البار وخطت ناحية نور النار، جيبات فستانها بتاع النادلة بتحك في الأرضية الخشبية الوسخة. الفتحة الواطية للفستان كشفت عن أكتر بكتير من صدرها اللي مكنش مسموحلها تظهره غير كده، النور بيرمي ضلال على عظم ترقوتها البارز وكتفها العريض، القماش لازق على ميل وسطها ومنحنى أردافها.
        
        مع إن لوراس عمره ما كان عنده شهية للستات، بس كان لازم يعترف إن صاحبته الغالية كانت جميلة زي ما تخيل الواحد ممكن يكون. ويبدو إن رجالة كينجز لاندينج كانوا موافقين - عمره ما شافها اترفضت.
        
        البنت عدت الأوضة، ولسه ماسكة مج الخمرة بتاعها، مطنشة النظرات من الجنود التانيين وعينيهم بتفحص جسمها. الراجل مسك مج من صينية بار قريبة، واتحرك عشان يقابلها في نص الحانة.
        
        "إنتي بعيدة عن بيتك بشكل غريب،" قال وهو بيفكر وهما واقفين قصاد بعض، ساند كوعه على ترابيزة عالية قريبة، ولهجته بتاعت ستورملاند واضحة.
        
        "لا أبداً، في الحقيقة." البنت قالت وهي بتفكر، ورفعت راسها بصتله من خلال رموشها الكثيفة الغامقة. "اسمي كوكانورا، بس معظم الناس بتنادي عليا كوكي."
        
        "جيمس كير من بيت ميليجان." رفع حواجبه باستغراب. "طيب يا كوكي، إنتي عايشة قريب من القلعة الحمرا؟"
        
        "أنا وصيفة للأميرة. هي بتحب تخلي قريباتي منها."
        
        "أنهي أميرة؟" اهتمام كير زاد، والبنت لاحظت إزاي لغة جسده اتغيرت وهو بيحرك جسمه أقرب ليها. "الدبة ولا الشبلة؟"
        
        الدبة ولا الشبلة؟ السؤال رن في دماغها. هي كانت دايماً بتكره الاسم المستعار ده - الدبة. الدبة كانت شعار بيت مورمونت، والبنت مفيش فيها أي دم من مورمونت. السبب الوحيد اللي كان بيتريقوا عليها بالاسم ده هو إنها كانت سوء حظها إنها ورثت طول أبوها - طويلة، عريضة، وشعرها غامق.
        
        "الحلوة،" جاوبت بدلع. "قابلتها؟"
        
        "لا،" كير هز راسه، عينيه بترقص على وشها. "ما ليش الشرف. قابلت أبوهم بقى. بتقضي وقت كتير مع الملك؟"
        
        "لو بتسأل إذا كنت أنا عاهرة الملك روبرت، الإجابة لأ." مالت راسها لورا، وخصلات شعرها السودا اتحركت على منحنى عمودها الفقري. "أبدو كعاهرة في نظرك يا اللورد كير؟"
        
        عينين كير تتبعت جسمها، شفايفه مفتوحة شوية. "حسناً، ما تبديش كوصيفة للدرجة دي."
        
        البنت مالت لقدام ببطء، وكير عدل قعدته، والإثارة بتلمع ورا عينيه الرمادية. وقفت قبل ودنه بشوية صغيرة.
        
        "وإنت ما كنتش شكلك بيتكلم كتير كده." غمغمت في ودنه، شفايفها قريبة أوي لدرجة إن كير كان ممكن يحس اهتزاز الكلمات وهي بتتكلم.
        
        كير مسكها من وسطها، وسحبها على حجره وهو وقع على كرسي بار، وإيد واحدة نزلت تحت جيبها وبتعمل أشكال على فخدها. البنت ضحكت بفرحة، ماسكاه من كتفه وهي بتقع عليه. شفايف كير لقيت رقبتها، ونفسها اتحبس في زورها.
        
        باب الحانة اتفتح تاني، وعينين البنت طلعت لفوق بسرعة. الحانة سكتت.
        
        
        
        
        
        
        بسرعة، زقت كير عشان تبعد راسه عن جلدها. كير، متضايق، بص ناحية الباب. وشه بهت.
        
        جايمي لانيستر بص في وسط الزحمة، عينيه وقعت بسرعة على كير والبنت. لابس الدرع الدهبي بتاع حراس الملك، خصلات شعره الشقرا متسرحة لورا، ومأطرة وش كان صلب زي الحجر. عينيه لمعت ناحية لوراس اللي كان في الزاوية اللي ورا، واللي كان منكمش جوه درعه، وبعدين رجعت للبنت.
        
        مرت لحظة طويلة من الصمت.
        
        "يا سيدة،" جايمي اتكلم أخيراً، وهز راسه ناحية البنت مباشرة. "الملك بعتلك."
        
        البنت حست كير بيبصلها باستغراب، شعر رقبتها وقف. غمضت عينها وطلعت نفس بصوت عالي.
        
        "كدابة،" كير زقها من على حجره. "إنتي واحدة من عاهرات الملك روبرت."
        
        اترجحت وهي بتحاول تثبت نفسها، وبصت لـ كير بصة وسخة. عدلت فستانها، وحطت إيديها على صدرها.
        
        "وبيت ميليجان كله جبنا وقوادين، بس إنت مش شايفني بحكم." ردت بغضب. كير قام على رجليه بسرعة، وإيده على مقبض سيفه، ومناخيره مكرمشة من الغضب.
        
        زي ومضة البرق، جايمي كان موجود، بيتحرك بسرعة في الأوضة لدرجة إنك لو كنت غمضت عينك مكنتش هتشوفه بيتحرك خالص. مسك إيد السير كير بعنف، وبصله بغضب بعينين بتحرق زي الفحم.
        
        "مش هيكون من الحكمة إنك تحاول تأذي بنت الملك روبرت المفضلة." جايمي حذر. "هي هتتوصى تاخد بالها من لسانها. دلوقتي سيب الموضوع."
        
        كير بص لـ جايمي، بس ساب مقبض سيفه بهدوء. بعد لحظة، جايمي ساب إيده ومسك البنت من دراعها، وسحبها ناحية الباب.
        
        البنت رمت بصة غاضبة ناحية لوراس، اللي رفع إيديه بلا حول ولا قوة، قبل ما يختفي من قدامها.
        
        أول ما الحانة اختفت من النظر، جايمي رمى البنت في الطين تقريباً، وهو بيئن من الإحباط.
        
        "غير مسؤولة، طايشة، متهورة، غبية، وحمقا بكل معنى الكلمة." قال وهو بيوبخها، ورفع إيديه. "كان المفروض أسيبك هناك تتبهدلي وتتحملي، بما إنك عايزة تبوظي حياتك بالشكل الفوضوي ده بوضوح!"
        
        "دي كانت مجرد شوية متعة بريئة!" البنت خبطت رجلها زي الأطفال، وحطت إيديها على صدرها تاني وهي ماشية قدام جايمي ناحية المدخل الخلفي للقلعة الحمرا. "عمرهم ما بيسمحولي أعمل أي حاجة."
        
        "عشان إنتي الأميرة!" جايمي ضحك بطريقة متعالية، وهو ماشي وراها بغضب، وشه بيحمر. "إنتي أكبر أولاد الملك روبرت باراثيون، سيد الأندال والرجال الأوائل! إنتي بنت أختي، وعندك دم لانيستر، والـ لانيسترز مش أغبيا."
        
        "أنا مش لانيستر." البنت نبحت، لهجتها كانت تحذير. "أنا باراثيون."
        
        "هو ده مربط الفرس!" جايمي أن، وهو بيعدي إيده في شعره. دخلوا السلم الخلفي، وبدأوا يطلعوا السلالم الملتوية. "إنتي باراثيون، من دم الملك، وإنتي في حانة لابسة زي عاهرة بار، وبتفتحي رجلك لرجالة كانوا هيتقتلوا لو اتقفشتي. يا إلهي، كان المفروض أسحبك لأمك وارميكي تحت رجليها."
        
        "طب ليه ما عملتش كده؟" بصت من فوق كتفها عليه وهما بيطلعوا السلالم ببطء، وشها مكرمش من الضيق.
        
        "لو فيه 'مرة تانية'، هعمل." جايمي رد بغضب. "وسيرسي هتكون أقبح في رد فعلها مني بكتير."
        
        وصلوا لأعلى السلالم. جايمي مد إيده فوق كتف البنت، وفتح الباب وزقها جوه أوضتها. وقف بره العتبة، وذراعيه متقاطعين.
        
        "متوقع أشوفك مع أول نور، مغسولة ولابسة بشكل مناسب-"
        
        رزعت الباب في وشه، وبتتنفس بصعوبة. بعد لحظة طويلة، خطواته أخيراً بدأت تتراجع عن الباب.
        
        البنت طلعت زفير طويل، وسندت جبهتها على اللوح الخشبي.
        
        "يا أميرة رينفري، إنتي كويسة؟" جه صوت صغير.
        
        رينفري لفت، واسترخت. هزت راسها، والإرهاق غمرها مع تلاشي الأدرينالين.
        
        "آه يا كوكي، أنا كويسة. ممكن تحضريلي حمام؟"
        
        كوكي، بنت قصيرة وشعرها فئراني وعينين أكبر بكتير من وشها، هزت راسها وجرت بسرعة ناحية غرفة الاستحمام. رينفري تنهدت، ومدت إيدها لورا ضهرها عشان تفك أربطة فستانها.
        
        الفستان وقع على الأرض ورينفري طلعت منه، هوا الأوضة الكبيرة البارد بيقرص جلدها العريان. رجليها مشيت بهدوء على الأرض وهي بتشق طريقها ناحية غرفة الاستحمام، بتفرك التعب من عينيها.
        
        من غير كلام، رينفري دخلت الحمام، وسمحت للمية الدافية إنها تحتضن جلدها البارد. بصت للسقف المقوس بينما كوكي بدأت تتكلم، بتحكي عن كل الفساتين الحلوة اللي جهزتها لرحلة رينفري للشمال.
        
        رينفري غمضت عينها، وخلت راسها تغوص تحت المية.
        
        اتخيلت إنها المحيط.
        
        
        
        
        
        ______
        
        لفصل الأول
        نجوم وينترفيل
        "إحنا ليه كان لازم نيجي؟ الجو هنا برد زيادة عن اللزوم."
        
        "آه يا أخويا. إحنا في الشمال. هو كده."
        
        جوفري بص لأخته بصة قذرة، وعدّل قعدته. العربة بتاعتهم كانت ماشية على الطريق الحجري، ورينفري كانت بتعمل كل اللي تقدر عليه عشان تتجاهل دوخة السفر وتحافظ على اللي في بطنها جواها. سندت راسها على حيطة العربة، بتاخد أنفاس عميقة من مناخيرها.
        
        "إنتي تعبانة يا رين؟" أختها الصغيرة سألت، ومدت إيدها ولمست إيد رينفري. رين مسكت إيد ميرسيلا، وعدلت قعدتها وابتسمت للبنت الصغيرة الشقرا.
        
        "إحنا بقالنا شهور على الطريق العبيط ده، وأنا خايفة إن معدتي تكون زهقت منه ببساطة." رين قالت وهي بتفكر، وبتسرح شعر ميرسيلا الدهبي ورا ودانها بإيدها الفاضية. "شكله أنا الوحيدة فينا اللي معدتها مش حديد."
        
        "بابا بيقول إن لما بتكون تعبان، لازم تشرب خمرة عشان تحس أحسن." تومين قال وهو بيلف حوالين رينفري بعينيه الزرقا الكبيرة. رين كتمت ضحكتها.
        
        "هو قصده لما تكون تعبان من الشرب يا توم، مش تعبان من الحركة." رينفري شرحت، وعينيها بتتنقل بين تومين وجوفري وهما قاعدين قصادها هي وميرسيلا.
        
        "بس-" تومين كشر. "لو إنت تعبان من الشرب، إزاي الشرب زيادة يخليك تحس أحسن؟"
        
        "دي بتنفع بس لو إنت سكران تخين." جوفري بص لـ تومين وابتسم ابتسامة مقرفة. "ولما أبقى ملك، هحظر إن الواحد يبقى سكران تخين."
        
        رينفري قلبت عينيها. "جوف، إنت ما تقدرش تحظر إن الواحد يبقى-"
        
        في البعيد، بوق ضرب بصوت عالي، وخلص المحادثة فوراً. رينفري اتحركت بحماس، زقت ستاير الشباك على جنب وطلعت راسها.
        
        وينترفيل.
        
        القلعة كانت بتبان ضخمة في الأفق، ونور الضهر بيخبط في الحجر الرمادي، والرجالة واقفين على الممرات العالية. رايات كبيرة متعلقة من أقواسها، وشعار الذئب بتاع بيت ستارك بيبص على رينفري بعيون قاسية وفاضية.
        
        العربة دخلت الساحة بزحمة، ورحلتهم بقت ناعمة من الحصى المفكك بتاع طريق الملوك لحجر وينترفيل. أول ما العربة وقفت، رينفري أشارت لـ تومين إنه يقعد جنبها، عشان ينزل من العربة الأول.
        
        باب العربة اتفتح، ورين شافت حارس لانيستر وهو بيمد إيده، وبيساعد كل واحد من إخواتها ينزل من العربة واحد ورا التاني. من فوق رؤوسهم الدهبية، رين قدرت تشوف بصعوبة الحشد اللي كان مستنيهم. لقطت لمحات من شعر أحمر، وعبايات سودا، وسيوف، وجيبات.
        
        أخيراً، لما جوفري نزل، الحارس لف ناحيتها. رينفري وطت راسها وهي بتنزل في هوا الضهر النقي، الحارس مد إيده ومسكها من وسطها. مسكت كتفه وهو بينزلها بهدوء على الأرض، ولفت عشان تواجه الزحمة.
        
        رينفري بصت على عيلة ستارك اللي واقفة قصادها. أصغر أفراد العيلة واقفين في آخر الصف، ورغم إنهم كانوا صغار، إلا إنهم كانوا واقفين بضهر مستقيم ونظرات صلبة وجادة. افتكرت دروسها مع السيد العظيم بايسل، بتطلع أساميهم من ورا دماغها. الصغير، بشعر كيرلي رملي ووش مدور، هيكون ريكون، وجنبه أخوه، براندون، بشعر بلون الكاكاو اللي مأطر وشه العظمي، ومش أكبر من تومين ولا يوم واحد. جنب براندون لازم تكون آريا الصغيرة، ولما رينفري قابلت نظرتها، البنت الصغيرة بصتلها تاني. عينيها البنية كانت أكبر بكتير من وشها اللي عامل زي البيضة، بس نظرتها كانت فيها فضول وإثارة.
        
        على جنب آريا كانت سانسا، اللي كانت أقرب لسن ميرسيلا، بس أطول بكتير وأكثر جمالاً، بشعر أحمر زي لهب متوحش، ولابسة درجة أزرق بريئة. بعدين جه روب، اللي رينفري افتكرته من طفولتها، لما كانوا بيناموا في نفس السرير - كان عنده ركب بارزة وشعر منكوش وقتها، بس روب كبر وبقى راجل، عنده كتفين عريضين وعباية سودا من فرو الذئب.
        
        هو في الحقيقة حلو أوي.
        
        رينفري قبلت إيد الحارس اللي كان مستنيها، وسمحتله يوصلها عشان تسلم على العيلة النبيلة. وقفت جنب أمها، قدام اللورد ستارك ومراته مباشرة.
        
        اللورد والليدي ستارك انحنوا، وكل واحد مسك إيد أمها وباسها بخفة.
        
        "يا ملكتي،" اللورد ستارك قال وهو بيقوم. عينيه اتحركت ناحية رينفري. "يا أميرة."
        
        "يا اللورد ستارك." رينفري قالت، ابتسامة مهذبة انتشرت على وشها. "جميل إني أشوفك تاني."
        
        "آخر مرة كنتي هنا، كان وشك كله نمش وسنان ناقصة." الليدي ستارك قالت وهي بتفكر. "إنتي كبرتي وبقيتي ست جميلة."
        
        "إنتي لطيفة أوي يا ليدي ستارك." رينفري وطت راسها. "أنا متحمسة إني ألحق كل اللي حصل."
        
        واقف ورا عيلة ستارك، ثيون جريجوي مال لقدام، وخبط روب ستارك في كتفه. روب لف ببطء، وعلامات ترقب على وشه.
        
        "سمعت حكايات عن بتاعة الأميرة دي،" ثيون ضحك بخبث ووشه فيه نظرة غرور. "يمكن أشوف هي إيه الحكاية اللي عاملينها عليها دي."
        
        جنب ثيون، جون سنو خبطه، جامد. ثيون رمى لـ جون نظرة وسخة، بس جون بص بعيد، ونظرته استقرت للحظة على الأميرة.
        
        لفاجئته، الأميرة كانت بتبصله. جون اتفاجئ، بس هدي لما فهم إن لأ، أميرة ويستروس مش بتبص عليه، بس على سانسا، اللي كانت قدامه مباشرة.
        
        شاف الأميرة وهي بتلم جيبات فستانها الأخضر الحريري، وبتعدي جنب أمها وناحية الليدي ستارك الصغيرة. وقفت تماماً قدام سانسا، وهي بتبص عليها من فوق لتحت بفرحة.
        
        "يا أميرة!" سانسا صرخت. استعجلت عشان تعمل انحناءة، بس الأميرة ضحكت وهزت راسها. ضحكتها كانت عميقة وقوية، على عكس الضحك المتصنع بتاع الستات النبيلات التانيين اللي جون قابلهم.
        
        "مفيش داعي للمجاملات دي يا ذئبتي الصغيرة." الأميرة ضحكت. "إنتي أكيد مش فاكراني. كنت بحكيلك قصص جنب سريرك وإنتي لسه بيبي."
        
        جون اتفاجئ بصوت الأميرة. كان متوقع إن صوتها يكون زي معظم البنات النبيلات - صوت مصطنع وعالي وزي ما يكون بينقط فخامة ورشاقة. بدل كده، صوت الأميرة كان زي العسل السايح. عميق ودافي ومرحب، بلهجة جنوبية وفيه شوية خشونة زي خشونة الدب.
        
        "إنتي جميلة أوي يا أميرة." سانسا تلعثمت، واضح إنها اتفاجئت بطبيعة الأميرة المرحبة. "يا ريت كان شعري زيك. الكيرلي ده جميل أوي."
        
        "يا ريت كان شعري زيك." الأميرة ابتسمت، ومدت إيدها ولفت خصلة من شعر سانسا الناعم حوالين صباعها. "إنتي متباسة بالنار يا حبيبتي. وأنا متأكدة إنك سهل تتشافي في التلج."
        
        "شكراً يا أميرة-"
        
        "يا رين. من فضلك. ناديني رين يا ذئبتي الصغيرة. تقريباً كله بيعمل كده." الأميرة سابت إيدها من شعر سانسا ورجعت لورا، ورفعت حواجبها، ومدت إيدها. "دلوقتي، هتوريني تطريزاتك؟ ولا لازم أدور عليها بنفسي؟"
        
        بإثارة، جون شاف سانسا وهي بتمسك إيد رين وبسرعة بتدخلها جوه. بص وراهم وهما بيبعدوا، وشفايفه مفتوحة من الطبيعة الغير واقعية للتفاعل كله.
        
        ثيون مال ناحيته. "إنت ممكن تحلم زي ما إنت عايز يا لقيط. عمرك ما هتبقى على بعد عشرة أقدام منها."
        
        "سيبه في حاله يا ثيون،" روب تنهد، ولف عشان يواجه الولدين بينما باقي العيلة الملكية دخلت جوه. "بالإضافة لكده، لو أي واحد فينا قرب منها على بعد عشرة أقدام، أمي هتقفل علينا في أوضنا لحد ما شعرنا يبقى أبيض."
        
        مطنشهم، جون لف ومشى، راح ناحية الإسطبلات وهو لسه الأميرة رينفري باراثيون عايشة في دماغه.
        
        في الليلة دي، رينفري قعدت قريب من أول الترابيزة في الوليمة، جنب إخواتها. القاعة الكبيرة كانت منورة كويس والمزيكا بتتردد في كل الأوضة، ومعاها صرخات الفرحة للرجالة والستات. كانت بتشرب من كاس الخمرة السخنة بتاعتها، ولفت وشها ناحية ميرسيلا. لاحظت أختها بتبص بتركيز على الناحية التانية من الأوضة، وتبعت نظرتها.
        
        "آه،" رين ابتسمت. "هو حلو، مش كده؟"
        
        
        
        
        
        "إيه؟" ميرسيلا فاقت من ذهولها، وبصت لأختها. "مش فاهمة قصدك إيه."
        
        "آه، مش فاهمة؟" رينفري قالت وهي بتغيظها، وقرصت دراع أختها، وخليت البنت الصغيرة تضحك بصوت عالي. "يعني ما تفتكريش براندون ستارك ده كيوت أوي؟"
        
        ميرسيلا صرخت، وضربت إيد أختها بعيد. "كفاية يا رين!"
        
        رين ضحكت، وسحبت إيدها.
        
        "ما كانش ينفع تغيظيها على بران." جوفري شرب من خمرته ولف ناحية رين. "لو اتجوزت سانسا ستارك، هو هيكون من عيلتها. هي ما تقدرش تاخده، مهما كانت عايزاه."
        
        "لو اتجوزت سانسا ستارك؟" رين كشرت. "جوفري، إنت معجب؟"
        
        "طبعاً لأ." جوفري بصق بقرف. "الأمراء ما بيعجبوش. التخيلات دي للستات."
        
        "صح." رين شخرت. "عندك حق، الرجالة ما عندهمش مشاعر. ده مستحيل، خصوصاً لملك ويستروس المستقبلي!"
        
        "أنا مش بقول إن ما عنديش - أنا بس بقول - أنا -" جوفري تلعثم، وشه احمر. خبط كاسه على الترابيزة بغضب، وبص لـ رين بغيظ. "إنتي فاهمة قصدي."
        
        "صح، صح." رين ضحكت. زقت كرسيها، وقامت وقعدت تعدل طيات فستانها الأخضر. "استمتع بإنك تبقى من غير مشاعر ومن غير تخيلات يا سموك."
        
        "رايحة فين؟" جوفري سأل. "ما تقدريش تمشي."
        
        "أنا مش ماشية. أنا رايحة أتخيل." رين اتحركت وراه بخفة، واتأكدت إن سانسا لسه بتبصلهم. قبل ما جوفري يقدر يتفاعل، رين بسرعة مسكت وشه وغرقته بوس على خدوده كلها. جوفري كان بطيء في رد فعله، بس بعدين صرخ كأن حد بيطعنه، وزق وشها بعيد. ضحكات ميرسيلا وتومين وآريا العالية ملت ودانها.
        
        رين رجعت لورا وهي مبتسمة، وبصت لـ سانسا، اللي كانت بتبص بفم مفتوح. رين غمزت للذئبة الصغيرة قبل ما تمسك كأسها وتخرج بخطوات واسعة من قاعة الولائم.
        
        الموسيقى ودفء القاعة اختفوا لما رين خرجت للهواء الطلق بالليل، ورا القلعة بدل الساحة. النيران اللي جنبها كانت بتطرقع، وبتدي إضاءة خافتة للمساحة المفتوحة.
        
        مالت راسها لفوق ناحية السما، وشفايفها مفتحت وهي بتعمل كده.
        
        رين كان عندها ذكريات كتير لنجوم وينترفيل. وهي صغيرة، أبوها كان خدها للشمال شهور كتير في زيارة لـ نيد ستارك. دي كانت أول مرة تشوف السما بالليل بالوضوح ده. في كينجز لاندينج، بين الأبراج العالية والنور اللي دايماً موجود، النجوم كان أصعب بكتير إنك تميزها. تلوث نور كتير أوي، ضباب كتير أوي، حاجات كتير بتسد الرؤية. لكن هنا، رين افتكرت إنها قضت أول ليلة كلها بتبص من الشباك، بتسمح للنجوم إنها تبقى لفترة قصيرة الشيء الوحيد اللي يهمها في العالم كله.
        
        دلوقتي، رين رجعت لـ وينترفيل، ومرة تانية كانت قدام أجمل سماء ليلية ممكن حد يتخيلها. شربت من الأضواء اللامعة فوق، بتستحمى في النور الأبيض.
        
        غصن اتكسر. نظرة رين راحت للصوت، وإيدها طارت ناحية الخنجر اللي مربوط على رجلها تحت جيباتها.
        
        "معذرة يا سمو الأميرة." الراجل نزل على ركبة واحدة، وحنى راسه. "ما كنتش أقصد أخض حضرتك."
        
        رين شالت إيدها من على الخنجر. بصت للولد، وذكرى بتزن في دماغها من ورا.
        
        هو مألوف ليها أوي. الشعر الكيرلي الغامق، شبه شعرها أوي. الدقن القوية، الأكتاف العريضة. لكن العينين دول. كان فيهم حزن كتير أوي. فين كانت شافته قبل كده؟
        
        جرس رن في دماغها.
        
        "جون سنو،" قالت وهي بتتنفس، وكلماتها بتختلط في هوا الليل البارد. "ابن نيد ستارك الحرام. أنا فاكراك."
        
        مال راسه لورا تاني، ولسه ما بصش في عينها.
        
        "فاكراني؟" سأل، وهو مكشر.
        
        رين ضحكت، واتحركت ناحيته. قام ببطء على رجليه تاني، ونظرته لسه تحت.
        
        "آه، طبعاً فاكراك. كنت كل سنانك واقعة."
        
        جون ضحك نص ضحكة، وحط إيديه ورا ضهره. بص في الأرض، بس رين ما فاتتهاش الابتسامة اللي كانت بتتسحب على وشه.
        
        "اتخلعت وانا بتدرب على مبارزة السيوف." كشر حواجبه. رين مشيت ناحيته ببطء، وابتسامة غريبة بتكبر على خدودها. "أنا مستغربة إنك فاكرة ده. الليدي كاتلين ما كانتش عايزاني حواليكي، كانت خايفة إن ده يضايق الملك. أميرة ويستروس بتلعب مع لقيط."
        
        "لكن فاكر النجوم؟" رينفري وقفت قصاده دلوقتي، قريبة كفاية إنها تمد إيدها وتمسكه لو عايزه. "في الليلة دي، بعد عيد ميلاد آريا البيبي الأول. قابلنا بعض في الساحة، فاكر؟ كنا إحنا الاتنين جينا عشان-"
        
        "عشان نتفرج على النجوم." جون بص لفوق ساعتها. عينيه قابلت عينها.
        
        كان غريب بالنسبة لـ رينفري، وهي بتبص في عينيه. كان فيهم حاجات كتير رينفري عمرها ما كانت هتفهمها. لكن في اللحظة دي، كانها كانت جوه راسه، وهو جوه راسها. كأنهم سمكتين تنين بيعوموا في بركة، بيحوموا حوالين بعض، منورين بنور السما بالليل.
        
        رينفري مالت راسها.
        
        "وإنت قلت... الكلمة دي. الكلمة الجميلة اللي بتحاوط الروح دي، يا إلهي، إيه كانت-"
        
        "أنا بتساءل لو القمر عارف إنه بيلمع لينا." جون هز راسه. "ذاكرتك ممتازة يا سموك."
        
        بصوا لبعض ساعتها، ورغم إنه كان غصب عنه، جون شربها بعينيه. الطريقة اللي نور القمر كان بيخبط في شعرها الأسود زي الغراب، كثيف أوي وعميق أوي، بيحك في ضهرها. حواجبها الكثيفة اللي كانت تحت عينيها العسلية البنية، كبيرة أوي وفضولية أوي، ومأطرة برموش غامقة كثيفة بشكل مستحيل. الضلال اللي كانت بترقص على عظم خدودها المقوسة ومناخيرها المايلة، وشفايفها المليانة ودقنها اللي فيها غمازة. حرير فستانها الأخضر الغامق، اللي كان نازل على أرداف عريضة ورجلين طويلة-
        
        "أهلاً بيكي يا بنت أختي الجميلة."
        
        نظرة جون ورينفري اتكسرت. جون لف، وشاف القزم، تيريون لانيستر، وهو ماشي ناحيتهم بكأس الخمرة بتاعه.
        
        "عمي تيريون." حواجب رين اترفعت، وهي بتبتسم بغمز لأحد أفراد عيلتها المفضلين. "لسه صاحي كفاية عشان يتكلم بوضوح، زي ما أنا شايف."
        
        "لخيبتي." تيريون وقف بينهم، ورفع كاسه. "شايفك عملتي صداقة."
        
        "عمي تيريون، ده-"
        
        "جون سنو. أنا عارف." تيريون ابتسم بحدة لـ جون. "عضو مستقبلي في حرس الليل، من كلام عمك."
        
        "آه يا سيدي." جون هز راسه. "عمي بنجن وأنا هنسافر مع أول نور لـ قلعة بلاك."
        
        "حرس الليل؟" رينفري سألت، صوتها كان ناعم. "هتاخد الأسود؟"
        
        جون فتح بقه عشان يرد، بس تيريون سبقه.
        
        "هو مش مغتصب ولا قاتل يا أيها الشاب." تيريون شرب بوق من كاسه. "مجرد لقيط. كان المفروض ترجعي جوه يا عزيزتي. أبوكي هيكون بيدور على مفضلته."
        
        رين ابتسمت بخبث.
        
        "حسناً يا عمي." لفت وشها عشان تواجه جون، وهزت راسها. "أتمنى لك كل التوفيق في قلعة بلاك يا جون سنو."
        
        "أتمنى لك كل الخير يا سموك." انحنى تاني. لما عدل قعدته، رين ضحكت وهزت راسها.
        
        تبادلوا نظرة أخيرة قبل ما هي تمشي بخطوات واسعة ناحية المدخل وتختفي من النظر.
        
        "محظوظة، مش كده؟"
        
        جون غمض وفتح عينيه، ولف ناحية تيريون. "أنا آسف؟"
        
        "بنت أختي. أكتر شخص محظوظ عرفته في حياتي." تيريون لوح بكاسه. "مولودة أميرة، مولودة جميلة، وعندها أقل شخصية مقززة من أي باراثيون أو لانيستر على حد سواء. ده حظ فظيع، لو سألتني."
        
        "أفترض كده."
        
        "هي ممكن تكون مرة أو دلوعة زي أمها، بس هي مش كده. ده مفاجئ أوي. سهل أوي إنك تكون مرير، يا جون سنو." تيريون خطى ناحيته. "خصوصاً لرجالة زينا."
        
        "رجالة زينا؟" جون سند على درابزين قريب، وزق الأميرة لآخر دماغه.
        
        "حسناً، إنت لقيط. أنا قزم. إحنا الاتنين... مخيبين للآمال." تيريون بص لـ جون. "بس رينفري مش هتنسى إنها أميرة، بنفس الطريقة اللي روبرت مش هينسى إنه ملك، وإنت عمرك ما هتنسى إنك لقيط، وأنا عمري ما هنسى إني قزم. عمرك ما تنسى إنت إيه. باقي العالم مش هينسى. البسها زي الدرع، وعمرها ما هتتستخدم عشان تأذيك."
        
        لف ساعتها، وشرب بوق من خمرته وهو ماشي راجع جوه. جون بص عليه وهو ماشي.
        
        جون لف وخد نفس. مال دقنه لفوق، وبص في النجوم.
        
        
        
        
        
        
        الفصل التاني
        اسم قديم أوي
        من شهر فات، غروب الشمس كان بيجيب لـ رينفري رؤى عن النجوم.
        
        كانت بتطاردها في أحلامها. نجوم بتلمع وتغمز، معلقة تحت في سما الليل، والقمر بيبتسم لها من فوق. وولد صغير شعره أسود زي الغراب جنبها، بيبص معاها عليهم. في أحلامها، رينفري كانت لسه صغيرة، لسه سنانها بارزة وخدودها سمينة. الولد كان بيوشوش ويقول: "أنا بتساءل لو القمر عارف إنه بيلمع لينا؟"
        
        وبعدين رينفري كانت بتصحى.
        
        في الصبح ده بالذات، كل اللي رينفري كانت عايزاه إنها ترجع تنام. تدفن وشها في مخدتها، تسحب الغطا على راسها وترجع لأحلامها عن النجوم والولد الصغير.
        
        للأسف، ده مكنش خيار متاح لأميرة الممالك السبعة.
        
        "هي قامت ولا لسه؟" رينفري قامت على صوت أمها، بتوشوش اللي هي خمنت إنها كوكي. "...ليه ما صحيتهاش؟ كان عندك تعليمات محددة إنها تكون لابسة وجاهزة بحلول-"
        
        "يا أمي!" رين نادت، وهي بتتقلب في السرير. فركت النوم من عينيها وهي بتقعد. "مش غلطة كوكي. أنا رفضت محاولاتها كذا مرة. هي كانت هتعمل إيه، تسحبني من السرير من شعري؟"
        
        سيرسي دخلت الأوضة بالكامل، وكانت لابسة وجاهزة لليوم، وخصلاتها الدهبية نازلة على كتفها. ابتسمت لبنتها الكبيرة ابتسامة مش واسعة، ولفت لـ كوكي.
        
        "من فضلك، ممكن تسيبونا. لازم أتكلم مع بنتي."
        
        كوكي رمت لـ رين نظرة، لكنها انحنت وخرجت من الأوضة بغض النظر. سيرسي مشيت لحد ما وصلت لـ رينفري اللي كانت قاعدة تحت الغطا، ونزلت نفسها على طرف سرير بنتها.
        
        "إحنا رجعنا البيت بقالنا تلات أيام، وده أول ظهور لينا بعد الرجوع. محتاجاكي في أحسن حالاتك."
        
        "إنتي دايماً محتاجاني في أحسن حالاتي." رين تنهدت، وزحلقت رجليها من تحت اللحاف وقعدت على السرير جنب أمها. "الصبح لسه فاتح، وإنتي بالفعل متوقعاني أكون في كمال."
        
        "كونك أميرة ليها واجباتها يا بنتي العزيزة." سيرسي سرحت واحدة من خصلات شعر رين من وشها، وودتها ورا ودانها. "في يوم من الأيام، هتتجوزي لورد كبير، وهو هيتوقع إن مراته تكون متزنة بطريقة إنتي لسه ما اتقنتيهاش."
        
        "أنا مش عايزة أتجوز لورد كبير." رين رمت نفسها على السرير تاني. "أنا عايزة أفضل ستة عشر سنة للأبد، وأشرب مع لوراس وأسرح شعر ميرسيلا."
        
        "مش عايزة تتجوزي؟" سيرسي رفعت حاجبها. "حتى لو كان... ثيون جريجوي؟"
        
        "خاصة لو كان ثيون جريجوي." رين تنهدت وقعدت تاني. "ما وعدتيش بأي حاجة، صح؟"
        
        سيرسي ضحكت. "لأ يا حبيبتي. بس بفتح الموضوع مع أبوكي. ثيون ممكن يكون اختيار كويس، عشان ننهي الحرب مع جزر الحديد. بس الملك معارض أكتر منك كمان. إنتي بنته المدللة، في النهاية. باراثيون الحقيقية بتاعته."
        
        رين سندت راسها على كتف أمها. سيرسي مدت إيدها، ومسكت وشها.
        
        "الباراثيون الحقيقية دي عايزة ترجع تنام."
        
        سيرسي سقفة وبعدين وقفت. لفت ومسكت رين من رسغها، ورفعتها على رجليها.
        
        "يلا قومي، قومي، قومي. خلينا نجهزك. ده يوم ميلادك في النهاية."
        
        "أنده لـ كوكي؟"
        
        "لأ،" سيرسي زقت رين ناحية غرفة الاستحمام. "مفيش داعي. بقالنا كتير ما قضيناش وقتنا الخاص بينا كستات. بالإضافة لكده، أنا عمري ما حبيت طريقة كوكي في تسريحة شعرك."
        
        رين قعدت في البانيو وسيرسي بدأت تشتغل على تصفيف شعرها الكيرلي، والستتين كانوا مستعجلين عشان يجهزوا لاحتفالات يوم ميلاد رين بحلول نص النهار.
        
        "ما اتكلمتش معاكي عن الموضوع ده، بس إزاي عجبك وينترفيل؟" سيرسي قالت وهي بتسرح عقد شعر رينفري.
        
        "أنا عجبني الشمال أوي." رين قالت وهي بتفكر. "الخمرة أحسن، والرجالة أحلى."
        
        سيرسي ضحكت، ورشت رين بمية الحمام بدلع. ابتسامة رين اختفت.
        
        "ما حبتش لما ذئب سانسا اضطر يتقتل، بالرغم من كده. المسكين ما عملش أي حاجة غلط. وسانسا كانت قلبها مكسور أوي."
        
        "ذئب البنت الصغيرة هاجم أخوكي. العقاب كان ضروري."
        
        "إيه رأيك في عقاب لـ جوفري؟" رين كشرت، وهي بتتحرك في البانيو. "أنا قصدي، هو اللي جابها لنفسه، لما هدد ابن الجزار. هل كان لازم بجد تقتلوا الولد؟"
        
        إيدين سيرسي بطئت في شعر رين.
        
        "جوفري ما هددش حد. هو قال كده بنفسه. بنت ستارك وابن الجزار هددوه. والذئب هاجمه. إنتي ما بتصدقيش أخوكي؟"
        
        رين كشرت.
        
        "هو كدب قبل كده يا أمي." تمتمت بهدوء. "إنتي عارفة إن عنده... ميول."
        
        سيرسي خلصت الضفيرة وبعدت عن بنتها. مالت ناحيتها، وسيرسي رفعت وش رين لفوق، وبصتلها في عينها مباشرة.
        
        "يمكن يكون. لكن هو أخوكي. إحنا لازم نحمي بتوعنا يا رينفري. حتى لو غلطانين."
        
        رينفري ما كانتش متأكدة من ده، لكنها سابت الموضوع. وقفت، ومية البانيو كانت بتنقط من على جلدها العاري، وخطت على الأرضية البلاط، ومدت إيدها عشان تحس مجموعة الضفائر المعقدة اللي أمها عملتها.
        
        بمساعدة سيرسي، رينفري اختارت فستان أخضر شيفون فضفاض بفتحة صدر أقصر مما كانت رينفري بتفضله عادة. لعبت بقلادتها الدهبية اللي على شكل أسد لانيستر واللي كانت مطابقة لقلادة أمها وأخواتها بينما الستتين خرجوا للصالة.
        
        "هي جت اهي!" صوت الملك رعد في الصالة. رينفري لفت، وشافت أبوها بيقرب، ومحاط بـ نيد ستارك وعمها رينلي. الثلاثي وصل لـ رين وسيرسي، روبرت حضن بنته. "يا بنتي، يا أحسن بنت. سبعتاشر سنة!"
        
        رين بعدت، وهي مبتسمة، ومسكت إيدين أبوها. "دي مجرد سنة تانية يا بابا."
        
        "آه، اسكتي بقى." روبرت هز راسه، وشه محمر ومفروض في ابتسامة حماسية. "إنتي بنتي الكبيرة، وإنتي غزالة أصيلة كمان. هنحتفل كأن الآلهة نفسها جت الحفلة."
        
        روبرت خد رين تحت دراعه، وسحبها بعيد عن سيرسي وناحية الصالة. الملكة مشيت وراهم، وفشلت في إخفاء الضيق اللي كان باين على وشها. رين لفت على كتفها، وهي مبتسمة لـ نيد ستارك.
        
        "يا اللورد ستارك،" ضحكت. "بناتك هيحضروا معانا؟"
        
        "هما متحمسين جداً يشوفوكي يا سموك." نيد قال وهو بيفكر.
        
        
         
        Xd7stmkBzlNvxrXC6t9e

        رواية بنت قلبي - كوريا

        بنت قلبي

        2025,

        عائلية

        مجانا

        يونجي كان مستني بنته بفارغ الصبر، لكنه بيتصدم لما يكتشف إن خطيبته ننامي ولدت من بدري وسابت المستشفى وحاولت تتنازل عن البيبي للتبني من غير ما يعرف. يونجي بيتصدم وبيبقى مش مصدق إنها عملت كده بعد حبهم، وبيفضل يتساءل ليه خانته بالشكل ده، ولسه بيحاول يستوعب الصدمة دي كلها لما ننامي بتتصل بيه.

        يونجي

        كان متحمس جداً لاستقبال بنته الأولى، لكنه بيتصدم صدمة كبيرة لما بيكتشف إن حبيبته ننامي كدبت عليه وسابت المستشفى وحاولت تتنازل عن البيبي للتبني من ورا ضهره. شخصيته بتبان حساسة وعاطفية جداً، وبيواجه صدمة نفسية قوية بسبب خيانة ننامي.

        ننامي

        حبيبة يونجي وأم البيبي. بتكدب على يونجي بخصوص معاد ولادة البيبي وبتحاول تتنازل عنها للتبني بدون علمه. دوافعها مش واضحة في الجزء ده من القصة، وده بيخليها شخصية مثيرة للجدل.

        جيمين

        صديق يونجي المقرب وعضو في نفس الفرقة. بيهون على يونجي الصدمة. هو اللي بيلاقي يونجي واقع بعد الصدمة وبيكون أول حد جنبه. واضح إن علاقته بيونجي قوية جداً.

        كوك

        صديق تاني ليونجي وعضو في الفرقة. بيظهر إنه مهتم بصحة يونجي وبيحاول يساعده، زي ما أداله عصير تفاح عشان يحس أحسن. بيعكس جانب من دعم الأصدقاء ليونجي في الأزمة دي.
        تم نسخ الرابط
        بنت قلبي

        فين كنت زمان لو مكنتش مشيت اليوم ده.
        
        هل حياتي كانت هتبقى كده؟
        
        هل كنت هعدي بكل الامتحانات دي؟
        
        هل كان كل ده يستاهل؟
        
        {من وجهة نظر يونجي}
        
        "يا روحي... مش قادر استنى لما أوصل وأشوفك... عاملة إيه دلوقتِ؟"
        
        يونجي بيبص على تليفونه وهو شايف وش حبيبته الجميلة، ملامحها باين عليها قلق خفيف.
        
        "كويسة... قربت تولد... التقلصات مش بعيدة عن بعضها دلوقتِ... المفروض تيجي على الصبح..."
        
        "الطيارة ماشية بأقصى سرعة... يا ريتني كنت هناك عشان أساعدك تقابلي بنتنا..."
        
        "مفيش مشكلة يا يونجي... إنت لسه راجع من جولة... إحنا كنا عارفين إن ده ممكن يحصل..."
        
        "أنا عارف... بس لسه عايز أكون جنبك دلوقتِ قبل ما تيجي تقلصات تانية..."
        
        "الدكتور جاي يا يونجي، هكلمك تاني قريب ماشي؟"
        
        "ماشي يا روحي، وحشتيني من دلوقتي."
        
        "بحبك..."
        
        "وأنا كمان بحبك."
        
        بعد ما يونجي قفل مكالمة الفيديو، رجع راسه لورا وابتسم ابتسامة عريضة، صدره دافي وهو بيفكر إنه هيحضن بنته اللي جاية في الطريق.
        
        أخيراً جاية...
        
        مش قادر أتحمل حماسي...
        
        "يا هيونج... نونا كويسة؟"
        
        "أيوه كويسة يا تشيم، قالت إن البيبي قرب ييجي..."
        
        "بس... إحنا لسه قدامنا أربع ساعات..."
        
        "أنا عارف... مش قادر أستنى لما أرجع لها... مش مصدق إن ده بيحصل.."
        
        جيمين بيتحرك في كرسيه قبل ما يطلع كيس لونه وردي فاتح على حجره بخجل، عينيه بتلمع بدفى.
        
        "يا هيونج... كنت عايز استنى لما البيبي تيجي... بس عايز أديهولك دلوقتي..."
        
        "يا تشيم، المفروض تديه لننامي لما نشوفها... هي اللي بتولدها."
        
        "أنا عارف بس برضه... إنت هتبقى أب... عايزك إنت اللي تفتح هديتي."
        
        يونجي بيبتسم بحنان ويهز راسه قبل ما ياخد الكيس، إيده بتتحسس بين ورق المناديل الوردي.
        
        "يا تشيم..."
        
        "مقدرتش أقاوم لما شفته في المحل."
        
        يونجي بيبتسم ابتسامة عريضة وهو ماسك طقم الدب القطيفة الأسود والأبيض في إيديه، الألوان شبه شخصية كوما-مون.
        
        "شكراً. ننامي هتحبه أوي كمان."
        
        "مش قادر أستنى لما أشوف البيبي بتاعتك. أخيراً هبقى عمو تشيمتشيم!"
        
        "بجد؟ عمو تشيمتشيم؟"
        
        "يلا يا هيونج، من حقي أختار اسمي كعمو!"
        
        "هيونج! البيبي جت ولا لسه؟"
        
        "لأ يا كوك، بس المفروض تيجي قريب... على ما ننزل من الطيارة هتكون اتولدت."
        
        "واو... مش قادر أستنى لما أشوفها! أنا متأكد إنها هتكون كيوت أوي."
        
        "طبعاً هتكون. دي بنتي، و... ننامي جميلة..."
        
        "الإنترنت هينشغل بيكم أوي يا هيونج، تويتر هيولع من الناس اللي بتكتب عنك وعن نونا."
        
        "أيوه... أنا متأكد إن ده هيكون فيه حلو ووحش..."
        
        "كتير من المعجبين هيفرحوا بيك يا هيونج، كلهم هيعجبهم إنك لقيت حد تحبه. الآرميز مش هيكونوا وحشين معانا لمجرد إننا حبينا."
        
        "عندك حق، معجبينا دول أحسن ناس بجد."
        
        "مع إن... يا هيونج ممكن تحاول تستريح شوية... هتكون مشغول مع نونا لما ننزل من الطيارة وإحنا لسه جايين من جولة.."
        
        "عندك حق يا كوك. إنت كمان استريح."
        
        "تمام يا هيونج! تصبح على خير!"
        
        يونجي بيشوف كل الشباب بيستقروا في كراسيهم وناموا، عينيه بتبص على طقم الدب الصغير اللي في إيديه.
        
        هتكون صغيرة كده...
        
        بنتي الجميلة...
        
        إني أحضنك في إيديا هيكون أعظم حاجة في حياتي...
        
        دلوقتي عندي أكتر من مزيكتي والشباب...
        
        هيكون عندي إنتي وماماكي...
        
        
        
        
        
        
        [بعد ٤ ساعات] أخيراً... إحنا بنهبط... أنا متحمس لدرجة إني معرفتش أنام... يونجي بيمسك شنطته اللي فوق راسه وبيتحرك بسرعة لقدام الطيارة وكل الشباب التانيين بيقوموا بكسل عشان ياخدوا شنطهم. "هيونج... إنت... إنت منمتش خالص؟" "مقدرتش يا تشيم. متحمس أوي. أخيراً بنهبط. هشوف بنتي." "هقابل بنت أختي!" "أنا كمان!" "كلكم هتقابلوها... مش قادر استنى..." "يمكن تقدروا تروحوا البيت من غير ما حد يشوف البيبي لسه.." "ننامي هتكون مع البيبي في عربية من ورا عشان محدش يشوفهم. إحنا هنسافر عادي." "هيقولوا إيه عن إننا رايحين مستشفى؟" "بي دي نيم ظبط كل حاجة. هيقول بس إننا محتاجين فحوصات عادية بعد الجولة." "بي دي نيم ده ذكي أوي..." "يلا يا شباب! على العربية!" الشباب كلهم بيتحركوا بسرعة للعربية السودة اللي مستنياهم والمعجبين بيزعقوا وماسكين يافطات، يونجي مبتسم ابتسامة عريضة وبيشاورلهم كلهم. "هيونج هيفكروا إن فيه حاجة غريبة. إنت مبتشاورش أبدًا." صح. مينفعش أبوظ الخطة. أول ما الشباب كلهم ركبوا العربية، اتحركوا على طول للمستشفى، عيون يونجي لازقة في الطريق. مقدرتش أتحمل حماسي أكتر من كده. ده أحسن يوم في حياتي... بنتين حلوين مستنييني...
        "هيونج خش إنت! إحنا هنركن العربية ونيجي!"
        يونجي هز راسه بسرعة ومسك الشنطة الوردية اللي جيمين إدالهاله في الطيارة وهو بيطير من باب العربية، رجليه كانت مهزوزة شوية من السفر.
        أنا جاي يا ننامي...
        ريحة المستشفى القوية الصادمة ضربت مناخير يونجي أول ما دخل المبنى، رجله بتخبط في أرضية المشمع وهو واقف في الأسانسير.
        أخيراً.
        أول ما باب الأسانسير اتفتح، يونجي جرى على الكاونتر وبص على موظفة الاستقبال، قلبه بيدق بسرعة في صدره.
        "مرحباً، خطيبتي ننامي فوكوكا لسه والدة بنتنا... هي في أوضة كام؟"
        "اسم حضرتك؟"
        "مين يونجي."
        الست بصت على شاشة الكمبيوتر بتاعتها وكشرت، عينيها بصت على يونجي.
        "ننامي فوكوكا؟"
        "أيوه."
        "يا سيد مين... الآنسة فوكوكا سابت المستشفى من أربع ساعات ونص."
        "إيه؟"
        
        
        
        
        
        
        "إيه؟"
        
        "باين هنا إنها سابت أوضتها من أربع ساعات ونص..."
        
        هي... روحت البيت؟
        
        العربية مكنتش وصلت لسه..
        
        "يعني استني... هي خدت البيبي و روحت؟"
        
        "أمم... باين هنا... يا أستاذ مين... إيه علاقتك بالطفل؟"
        
        "الأب. أنا أبوها."
        
        الست سكتت لثواني وهي بتدوس على الكيبورد بضوافرها الطويلة، عينيها بتترفع ليونجي.
        
        "يا أستاذ مين... الآنسة فوكوكا قالت إن البيبي هتتحط للتبني."
        
        لون وش يونجي اتخطف وهو بيبص على الست، قلبه بيدق جامد من القلق.
        
        "إيـ... إيه... لـ... لأ... ده... استني... لأ مينفعش تحطوها للتبني! دي بنتي!"
        
        "خليني أنادي المدير يا أستاذ مين. إديني ثانية."
        
        يونجي جرى بسرعة على أقرب سلة زبالة ورجع كل اللي أكله فيها، إيديه كانت بتترعش جامد من التوتر.
        
        مستحيل.
        
        مستحيل.
        
        إزاي سابت المستشفى من أربع ساعات؟
        
        ده معناه إن البيبي اتولدت قبل كده؟
        
        "يا أستاذ مين؟"
        
        يونجي بالعافية قدر يقف على رجليه وهو ساند نفسه على الحيطة الطوب، عينيه راحت ببطء على الراجل اللي قدامه.
        
        "أ-أيوه؟..."
        
        "محتاجين ناخد عينة دي إن إ منك. إحنا آسفين جداً على الإزعاج ده، الآنسة فوكوكا مقالتلناش إن الأب هيكون موجود. هي قالت إن الطفل ملوش أب."
        
        كل اللي يونجي قدر يعمله هو همس مخنوق وهو ساند على الحيطة بالكامل، قلبه بيتفتفت حتت.
        
        "هـ... هـ... هل... بـ... بنتي... ر-راحت؟..."
        
        معرفش لو أقدر أتحمل ده.
        
        حاسس إني هدوخ.
        
        "لأ يا أستاذ مين، البيبي كانت هتتبنى من أهل في الخارج، أول ما نتايج الدي إن إ تطلع ممكن تستلمها."
        
        يا إلهي.
        
        الخارج.
        
        كانت هتروح الخارج.
        
        إزاي ننامي تعمل كده.
        
        "إمتى... إمتى اتولدت بالظبط..."
        
        "اتولدت بالظبط من حداشر ساعة."
        
        حداشر ساعة...
        
        كدبتي...
        
        قلتي إن مكنش عندك أي تقلصات.
        
        كنتي بتعملي إيه في الست شهور اللي فاتت دي اللي كنت غايب فيها...
        
        كنت بكلمك كل ساعة.
        
        فوّت وجبات بين الحفلات عشان نتكلم.
        
        "يا أستاذ مين لو سمحت تابعني، هناخد عينة دم ونبعتها للمعمل."
        
        "ماشي يا دكتور... إديني ثانية..."
        
        
        
        
        
        "يا أستاذ مين؟"
        
        يونجي حاسس إن نظره بيختفي وهو بيقع على الأرض، صدره بيوجعه ألم فظيع.
        
        ليه سبتيني؟...
        
        "هيونج! هيونج!"
        
        دماغي...
        
        يونجي فتح عينيه وحس بإيدين على خدوده، تعبير جيمين القلقان كان أول حاجة شافها.
        
        "هيونج! إنت كويس؟!"
        
        "فين... استنى... فين الدكتور؟! هو فين؟! فين بنتي؟!"
        
        "هيونج اهدى! الدكتور جه وشكشك صباعك وقال إن كان فيه سوء تفاهم! إيه اللي حصل؟"
        
        يونجي حاسس إن قلبه اللي مكسور أصلاً اتكسر أكتر وهو بيبص على جيمين، والدموع بدأت تنزل من على وشه.
        
        "هي... هي راحت يا تشيم... ننامي... هي مشيت... حاولت تحط البيبي للتبني في الخارج... هي... هي... قالت مفيش أب أصلاً!"
        
        يونجي دفن وشه في إيديه وبدأ يعيط بصوت عالي وكل الشباب في الأوضة اتصدموا، صوت هوبي كان أعلى من الباقي.
        
        "أنا افتكرتك لسه كنت بتكلمها! هي مكنتش لسه ولدت!"
        
        "هي ولدت البيبي من حداشر ساعة يا هوبي. هي كدبت عليا."
        
        "إيه... ليه نونا تعمل كده..."
        
        "من امتى الدكتور جه يا تشيم؟.."
        
        "من حوالي ساعة... طلعنا من الأسانسير وشفناك بتقع... في الأول افتكرت عشان مفيش نوم... هما كانوا عايزين يدخلوك أوضة بس إحنا قعدناك على الكرسي ده ورفعنا رجلك..."
        
        "سنتين. سنتين واحنا مع بعض. هي اللي كانت عايزة تخلف طفل أصلاً... في الأول كنت خايف... بس... ليه حاولت تحط البيبي للتبني من ورا ظهري..."
        
        "هيونج لازم تشرب ده، هيساعدك تحس أحسن."
        
        جونجكوك حط عصير تفاح في إيد يونجي وهو بيهز راسه، إيده بتدعك صدغه.
        
        "شكراً يا كوك... أنا خبطت دماغي ولا إيه؟"
        
        "هو... إنت خبطتني... لما شفتك بتقع جريت بسرعة عشان ألحقك... إنت خبطت راسك جامد على كتفي."
        
        "مفيش مشكلة... شكراً يا تشيم."
        
        "العفو يا هيونج."
        
        يونجي فتح علبة عصير التفاح وشربها كلها وهو بيتنهد، زوره ناشف وفيه عقدة ثابتة.
        
        هي سابتني...
        
        حاولت تسيب بنتنا...
        
        ليه؟
        
        ليه عايزة تعمل فيا كده؟
        
        "إمتى النتايج هتطلع؟"
        
        "الدكتور قال ممكن تاخد لحد يومين... قالوا إننا مرحب بينا نقعد هنا... الممرضة اللطيفة قالت إن المدير هيحط اختبار الدي إن إ في أول القائمة عشان نخلص الموضوع ده."
        
        "لو ننامي كانت مستعدة تتبنى بنتنا... ده معناه إنها وقعت على التنازل عن حقوقها فيها.."
        
        "هيونج.."
        
        دموع أكتر نزلت من على خدود يونجي وهو بيدفن وشه في حضنه، صوته كان همس رفيع.
        
        "ليه مقالتليش إنها مش عايزاها... أنا كنت هاخدها... مكنتش لازم تعمل فيا كده... فينا..."
        
        "هل... هل تفتكر عندها سبب-"
        
        "مفيش سبب لإنها متدينيش فرصة أحب طفلي يا تشيم! إزاي تعمل كده؟! بعد كل الساعات... الشهور... هي عمرها ما نطقت بكلمة. مكنتش باينة غريبة ولا أي حاجة.."
        
        "عندك حق... شفت نونا لما رحنا الإجازة بتاعت الأسبوع ده وكانت باينة مبسوطة..."
        
        يونجي مسك منديل ومسح عينيه وهو بيمشي إيديه في شعره.
        
        "أنا بس مش فاهم ليه تعمل كده."
        
        يونجي نام على الكنبة الجلد في أوضة الانتظار وتليفونه بيهتز على الأرض، عينيه وسعت وجسمه وقع على الأرض وهو بيبص على هوية المتصل.
        
        "دي ننامي."
         
        

        Pages

        authorX

        مؤلفون تلقائي

        نظام شراء