رواية رعب - "يا هارب من الغولة يا طايح في سلال القلوب"

"يا هارب من الغولة يا طايح في سلال القلوب"

2025,

رعب

مجانا

.....

....
تم نسخ الرابط
رواية رعب -

"يا هارب من الغولة يا طايح في سلال القلوب"

هذا المثل الشعبي الذي يتناوله الناس عندما يهرب أحد من شيءٍ ما لشيءٍ أسوأ منه، لا يعلمون أن وراءه قصة قصيرة مرعبة.

يُحكى أنه في إحدى القرى، كانت تعيش امرأة مع زوجها وابنها الصغير، وهذه المرأة كانت تخاف من القبور جداً، وازداد خوفها عندما مات زوجها وبقيت وحيدة هي وابنها الصغير أحمد. كبر أحمد قليلاً، وازداد خوف أمه من القبور، ولم يعرف أحمد ماذا سيفعل ليُخرج أمه من حالة الخوف تلك.
مرت الأيام، وأحمد يفكر ماذا سيفعل مع خوف أمه؟
وفي يوم من الأيام، أتى لأحمد كبار القرية وقالوا له إن هناك قرية تبعد عن قريتنا مسافة خمس أو ستة أيام، وهذه القرية يُقال إنه ليس فيها مقبرة ولا قبور، اذهب أنت وأمك واسكنا فيها.
أخذ أحمد بكلام كبار القرية، وذهب لأمه وأخبرها بالموضوع، فرحت الأم بالخبر وقالت:
"بشّرك الله يا ولدي بالجنة كما بشّرتني بهذا الخبر السعيد."
بعد يومين، رحل أحمد وأمه إلى القرية الأخرى، وعندما وصل أحمد ووالدته إلى القرية، تفاجأ بالترحيب الكبير من أهالي القرية لهما. بعد الترحيب والسلام، أعطى زعيم القرية لأحمد منزلاً ليعيش فيه هو وأمه.
مرت الأيام والشهور والسنين، كبر أحمد خلالها وأصبح في سن الزواج وتكوين عائلة. ذهب لأمه في إحدى الأمسيات وفاتحها بالموضوع، فرحت الأم واحتضنته وقالت:
"غداً سأذهب لأخطب لك ابنة أبي خالد، فتاة جميلة ومهذبة وتليق بك."
ابتسم أحمد وأردف:
"كما تريدين يا أمي."
مرت الأيام والشهور، وتزوج فيها أحمد بهند، وكانت زوجة صالحة طيبة تعامل أم أحمد مثل والدتها.
بعد سنتين، رزق أحمد بولد من هند، وفي أحد الأيام طرأت لأحمد رحلة سفر من أجل العمل خارج القرية، وكانت هذه الرحلة بعيدة، تقريبًا تصل لأسبوع أو أسبوعين.
وفي يوم سفره، ودّع أحمد زوجته وأوصاها بأمه.
بعد سفر أحمد بيومين، مرضت والدته كثيراً، وذهبت لغرفة هند وهي تسعل وقالت:
"ابنتي هند، أنا مريضة، أعدي لي من فضلك شيئاً ساخناً."
ما إن سمعت هند بخبر مرضها، حتى نهضت تزغرد فرحًا.
تعجبت أم أحمد من فعلها هذا وقالت:
"ما هذه الوقاحة؟ أقول لكِ إنني مريضة وأنت تزغردين فرحاً؟ أتفرحين بمرضي؟"
ردت هند بابتسامة عريضة:
"اليوم يا عمتي يوم فرح، اليوم لدينا وليمة!"
وركضت هند خارجًا وأخذت تصرخ وتزغرد بكلمة:
"لدينا وليمة... لدينا وليمة... لدينا وليمة!"
ودخلت مرة أخرى إلى المنزل وإلى غرفة المعيشة حيث كانت تجلس فيها أم أحمد مصدومة مما يحدث، فقالت هند وهي تشرح لعمتها ما يحدث:
"عمتي، اليوم سوف نقتلك ونأكل لحمك، وسنحضّر بلحمك وليمة العشاء الليلة."
"هكذا إذن، أنتم قرية من آكلي لحوم البشر، لهذا لا يوجد لديكم مقبرة!"
ردت هند:
"نعم، من عاداتنا أنه عندما يمرض أحد، نقتله ونأكل لحمه، ونحضّر بلحمه وليمة العشاء."
"قبل أن تقتلوني، اتركي قلبي لأحمد، دعيه هو يأكله."
"حاضر."
بعد عدة أيام، عاد أحمد للقرية ودخل منزله، نادى على أمه فلم يرد عليه أحد، أخذ يبحث عنها في أرجاء المنزل فلم يجدها، سأل عنها زوجته، فأخبرته أنها ماتت، وأنها تركت له قلبها ليأكله.
انتفض أحمد من كلام زوجته، وعرف أن زوجته والقرية من آكلي لحوم البشر.
في الليل، عندما تأكد من أن زوجته قد نامت، أخذ ابنه وفرّ هارباً إلى قريته الأولى.
وفي الطريق، جاع ابنه، فقضم أذن والده!
في تلك اللحظة، علم أحمد أن ابنه أيضاً من آكلي لحوم البشر، وأنه يسري فيه دم أمه، فرماه في الوادي وأكمل طريقه إلى قريته.
وعندما وصل إلى قريته، سأله أهل القرية عن أمه وعن الذي جرى معه، فقال لهم:

"يا هارب من الغولة يا طايح في سلال القلوب."
 

تعليقات

authorX

مؤلفون تلقائي

نظام شراء