موصى به لك

الأقسام

الأفضل شهريًا

    الأعلى تقييمًا

      الوشق المصري - أسطورة

      الوشق المصري

      2025, هاني ماري

      مغامرات

      مجانا

      في قلب الصحراء المصرية، تنشأ أسطورة الوشق المصري، الحارس الصامت الذي يظهر في أشد اللحظات خطرًا ليحمي من يستحق. يواجه حاتحور، ابن القبيلة الصحراوية، تحديات قاسية من الغزاة والجفاف والمجاعة، لكنه يجد في الوشق دليلًا غامضًا يقوده إلى النجاة. بين الحقيقة والأسطورة، تبقى الصحراء شاهدة على حكاية رجل ووحش، جمعتهما المصير وأسراره التي لا تنكشف أبدًا.

      حاتحور

      بطل الرواية، شاب من قبيلة صحراوية، شجاع وماهر في الصيد، تتغير حياته بسبب لقائه بالوشق.

      حيوان الوشق

      المخلوق الغامض الذي يظهر في لحظات الخطر، يساعد حاتحور ويوجهه دون أن يترك أثرًا واضحًا.

      مادو

      بن زعيم القبيلة، طفل شجاع لكن مغامرته توقعه في الخطر، مما يدفع حاتحور لإنقاذه.
      تم نسخ الرابط
      الوشق المصري

       أنا مش عارف إذا كنت هتصدقني ولا لا، بس اللي هحكيهولك ده حقيقة... أو على الأقل، الحقيقة اللي وصلتني. الحكاية بدأت من آلاف السنين، لما كانت الصحراء المصرية مش بس رملة وجبال، كانت مليانة أسرار وكائنات محدش يعرف عنها حاجة. ساعتها، كانت فيه قبيلة عايشة على أطراف الوادي، قبيلة بسيطة بتعتمد على الصيد والمياه اللي بتتجمع بعد المطر. وكان عندهم أسطورة، بيحكوهالك كده وانت قاعد قدام النار في عز الليل، عن مخلوق سريع، صامت، وعينيه بتلمع في الضلمة زي نجوم الصحرا.
      
      "الوشق."
      
      كانوا بيقولوا إنه مش مجرد حيوان، ده حارس الوادي، مخلوق خلقته الآلهة علشان يحمي الأرض من أي خطر ممكن يقرب منها. بس مش أي حد يقدر يشوفه، ولو شفته، تبقى حاجة من اتنين: يا إما انت راجل مقدر ليك حاجة عظيمة، يا إما نهايتك قربت.
      
      فيه ولد من القبيلة، اسمه "حاتحور"، كان دايمًا بيسأل عن الوشق، مش بيخاف من الأساطير ولا من كلام الشيوخ الكبار. كان كل يوم يخرج لوحده عند الكهوف اللي على حدود الوادي، مستني يشوف أي علامة تدل على وجوده. وفي ليلة، وهو ماشي تحت ضوء القمر، لمح حاجة غريبة... عينين بيتوهجوا في العتمة.
      
      فضل واقف، قلبه بيخبط في صدره، بس ماجريش. بالعكس، خد خطوة لقدام. المخلوق كان هناك، بين الصخور، بصوته الخفيف، وودانه الطويلة اللي كأنها بتسمع نبض الصحرا نفسها. حاتحور مد إيده، وبدون أي خوف، لمس فروه الناعم. ساعتها، حس بحاجة غريبة، كأن حرارة الأرض كلها بتنتقل لجسمه. الوشق بصله، وكأنه فاهم، وبعدين جري وسط الظلام، واختفى.
      
      تاني يوم، لما رجع حاتحور للقبيلة، حس إن فيه حاجة اتغيرت فيه. بقى سريع زي الريح، يسمع حاجات ماحدش بيسمعها، ويحس بحركة الحيوانات قبل ما تظهر. ومن ساعتها، بدأ يبقى "صياد القبيلة"، اللي محدش يقدر ينافسه. بس السر ده، كان بينه وبين الصحرا... وبين الوشق.
      
      يقال إن من يومها، الوشق المصري بقى جزء من روح الصحراء، بيظهر بس للي عندهم قلب نقي وشجاعة حقيقية. ولو في يوم مشيت لوحدك في الصحرا، وسمعت صوت خفيف وسط الرمال، متخافش... يمكن يكون بيختبرك، يشوف انت من أي نوع من البشر.
      
      
      
      
      بعد الليلة دي، ماحدش في القبيلة فهم التغيير اللي حصل لحاتحور غيره هو بس. بقى يتحرك بين الصخور بسرعة، يعرف أماكن الصيد من قبل ما حد يشم ريحة الفرائس، ولما يخرج للصيد، كان بيرجع دايمًا بحاجة وفيرة، كأنه متفق مع الحيوانات على تسليم نفسهم ليه. الناس في القبيلة بدأوا يبصوا له بنظرة مختلفة، نظرة إعجاب بس برضه خوف. الإنسان لما يشوف حاجة مش مفهومة بيخاف منها، حتى لو كانت حاجة كويسة.
      
      الحكيم العجوز والسر القديم
      
      كان في القبيلة راجل كبير اسمه "جد-إيب"، كان الكل بيحترمه، لأنه أكبرهم سنًا وأكترهم معرفة بأسرار الصحرا. لما شاف اللي بيحصل لحاتحور، ندهه ليلة وجلس معاه قدام النار، وسأله بهدوء:
      
      ــ "شفت الوشق، مش كده؟"
      
      حاتحور تفاجئ، بس ما حاولش يكذب. حكى له كل حاجة، عن الليلة اللي لمس فيها الوشق، عن الإحساس الغريب اللي جري في جسمه، وعن القوة اللي حس بيها من بعدها.
      
      جد-إيب فضل ساكت شوية، وبعدها بص له وقال:
      
      ــ "اللي حصل معاك مش جديد. ده حصل قبل كده، من زمان أوي. بس مش أي حد يقدر يقابل الوشق، ولا أي حد يقدر يعيش بعد ما يلمسه."
      
      حاتحور حس برعشة في جسمه، مش خوف، لكن كأنه فهم إن اللي حصله مش مجرد صدفة. سأله:
      
      ــ "يعني أنا هفضل كده؟"
      
      ــ "ده بيعتمد عليك، الوشق مش بيدي قوته للهزار. اللي خد قوته زمان، لو ما استحقهاش، الصحرا أخدته، وفضل اسمه مجرد قصة الناس تحكيها. بس اللي يقدر يحافظ عليها، بيبقى جزء من الصحرا نفسها."
      
      مغامرة في الكثبان
      
      في يوم، واحد من رجال القبيلة، اسمه "مرنبتاح"، خرج للصيد مع ابنه الصغير، وما رجعش. الناس في القبيلة خافت، لأن الصحراء ما بترحمش اللي يتوه فيها. الكل قال إنهم ضاعوا، وإنه ما فيش فايدة من البحث، بس حاتحور رفض. أخد رمحه وخرج لوحده في نص الليل، متبعًا إحساسه، والإشارات اللي كان بيشوفها في الرمل، إشارات ما حدش غيره كان يقدر يفهمها.
      
      مشيت يوم كامل، لحد ما وصل لكثبان بعيدة، وهناك سمع صوت ضعيف... صوت طفل بيبكي. قلبه دق بسرعة، وجرى ناحيته، لقى الولد قاعد تحت صخرة، مرعوب، وعينه متعلقة بجثة أبوه اللي كان واقع جنب الصخرة، مخدوش من ضربة نمر صحراوي.
      
      حاتحور رفع الولد، وبص حواليه، كان الليل قرب، والصحرا ما بترحمش الضعيف. بدأ يسمع صوت حركة في الرمل، وكأنه مش لوحده. في اللحظة دي، حس بشيء يتحرك في الضلمة... عيون بتلمع بين الصخور. الوشق!
      
      كان واقف هناك، زي المرة الأولى اللي شافه فيها، بس المرة دي، كأنه كان مستنيه. الوشق بص له، وبعدها اتحرك ببطء، كأنه بيقوله "اتبعني." وبدون تردد، حاتحور حمل الولد وماشي وراه. كانت رحلة طويلة وسط الظلام، بس في الآخر، لقى نفسه قدام حدود القبيلة. الوشق كان واقف هناك للحظة، وبعدها اختفى وسط الكثبان.
      
      أسطورة تتوارثها الأجيال
      
      لما رجع حاتحور بالولد، الناس في القبيلة بصت له كأنه نزل من عالم تاني. محدش سأل عن التفاصيل، بس كلهم بقوا متأكدين إن الوشق هو اللي رجّعه. من اليوم ده، القبيلة بقت تحكي عن "حاتحور ابن الوشق"، الراجل اللي قدر يفهم الصحرا، واللي الوشق اختاره بنفسه.
      
      السنين عدت، وحاتحور بقى زعيم القبيلة، وعلمه انتقل للأجيال اللي بعده. لحد النهاردة، في بعض الأماكن البعيدة في الصحرا المصرية، الناس لسه بتحكي عن اليوم اللي ظهر فيه أول وشق مصري... الوشق اللي كان مش بس حيوان، لكن روح الصحرا نفسها.
      
      ولو في يوم كنت ماشي لوحدك في الصحرا، وحسيت إن حد بيراقبك من الظلام، افتكر... مش دايمًا الصحرا فاضية، أحيانًا، بتكون عيون الوشق هي اللي شايفاك.
      
      
      
      
      مرّت السنين، وحاتحور فضِل هو وأفراد قبيلته في الصحراء، عايشين وسط الرمال القاسية، بيكافحوا كل يوم علشان يجيبوا المياه والطعام، ويحاولوا يفهموا الصحرا اللي أحيانًا تبقى أحن من الأم، وأحيانًا تقتل بلا رحمة. لكن حياة الصحرا ما بتستقرش، والخطر دايمًا قريب.
      
      غزو الغرباء
      في يوم مشؤوم، والصبح لسه بيطلع، صوت صهيل خيول غريبة دوّى في الوادي. ناس غريبة، من قبيلة تانية، كانوا جايين من الغرب، لبسهم أسود وأسلحتهم لامعة تحت نور الشمس. مكنوش جايين للسلام، كانوا جايين ينهبوا، ياخدوا أي حاجة قيمة، حتى لو كان على حساب أرواح الناس.
      
      القبيلة كلها دخلت في حالة فوضى، الأطفال بيصرخوا، الستات بيستخبوا في الخيام، والرجالة مسكوا رماحهم واستعدوا للدفاع عن أرضهم. لكن عدد المهاجمين كان أكبر، وأسلحتهم أقوى. حاتحور كان واقف في نص المعركة، عينه بتدور على نقطة ضعف، على أي حاجة يقدر يستخدمها ضدهم.
      
      وفي وسط الفوضى، لمح حاجة... فوق الجبل الصغير اللي جنب الوادي، كان فيه حركة، زي ظل سريع بيتنقل بين الصخور. الوشق! كأنه كان بيراقب الأحداث من بعيد، مستني اللحظة المناسبة. حاتحور فهم الرسالة، وبدون تردد، استخدم معرفته بالصحراء، قاد المقاتلين بتوعه ناحية الكهوف الصغيرة، اللي عرف إنها مليانة فتحات سرية، ممكن يستخدموها للفخاخ.
      
      بسرعة، بدأ يقود المهاجمين ناحيتها، لحد ما وقعوا في الفخ. الرمال الناعمة تحتهم كانت فخاخ طبيعية، واللي خطى غلط، رجله غاصت في الرمال المتحركة. الرجالة اللي بقوا محاصرين بين الصخور، استهدفهم الصيادون بالرماح، وبعد معركة طويلة، قدروا يدفعوا المهاجمين بعيد عن الوادي.
      
      اختفاء ابن زعيم القبيلة
      بعد أيام قليلة من الغزو، حصلت كارثة تانية. ابن زعيم القبيلة، الصغير "مادو"، كان بيحب يجري بعيد عن المخيم، يلعب بين الصخور، يستكشف أماكن جديدة. بس في يوم، مادو اختفى. الناس دورت عليه في كل مكان، بس الصحراء كانت هادية، كأنها ابتلعته.
      
      حاتحور كان عارف إن الصحرا ما بتمحيش حد بسهولة، وإنه لازم يفكر بطريقة مختلفة علشان يلاقي الولد. بالليل، طلع لوحده وسط الصحراء، وقف في المكان اللي اتشاف فيه مادو آخر مرة، وساب عينه تدور وسط الظلام. وساعتها، لمحها... نفس العيون المتوهجة وسط الضلمة.
      
      الوشق كان هناك، واقف بين الصخور. حاتحور خدها كإشارة، وبدأ يتحرك ناحيته. الوشق بدأ يجري، مش بسرعة كبيرة، كأنه كان عايزه يتبعه. ساعات طويلة وهو ماشي وراه، لحد ما وصل عند فجوة صخرية، كان في ضوء ضعيف طالع من جوّاها. لما دخل، لقى مادو، قاعد لوحده، خايف، بس سليم.
      
      قبل ما يمد إيده للولد، سمع صوت هسهسة. التفت، ولقى نفسه قدام واحدة من أخطر مخلوقات الصحراء... أفعى قرناء ضخمة، ملتفة وجاهزة للهجوم!
      
      حاتحور كان بدون سلاح تقيل، مجرد خنجر صغير، لكنه عارف إن أي حركة غلط، الأفعى هتنقض عليه أو على الولد. في اللحظة دي، الوشق اتحرك، بخفة وسرعة مرعبة، قفز على الأفعى قبل ما تهجم، وبضربة واحدة من مخالبه الحادة، أصابها إصابة قاتلة.
      
      الوشق وقف بعدها، عينه في عين حاتحور للحظة، وبعدين، كعادته، اختفى وسط الظلام.
      
      حاتحور حمل مادو ورجع للقبيلة، والناس كلها احتفلت بعودته، لكن القليل بس اللي فهم إن الوشق هو السبب الحقيقي في إنقاذه.
      
      مجاعة الرمال الحارقة
      الصحراء أحيانًا مش بتحتاج أعداء علشان تبقى قاتلة، أحيانًا كفاية إن المطر ما ينزلش، وإن الحيوانات تختفي، وساعتها الناس بتواجه أسوأ عدو... الجوع والعطش.
      
      جت سنة قاسية، الحرارة زادت، الأنهار اللي كانت بعيدة نشفت، والصيد بقى نادر. القبيلة بدأت تجوع، الناس وشهم بقى هزيل، الأطفال بقى صوتهم ضعيف، حتى أقوى الصيادين ما كانوش قادرين يلاقوا حاجة. الموت كان بيقرب، وحاتحور كان حاسس بيه في كل خطوة بياخدها وسط الخيام.
      
      في ليلة، قرر يعمل حاجة مجنونة. خرج لوحده، بدون طعام، بدون مياه، ومشي في الصحرا، عارف إنه لو ما رجعش بحاجة، القبيلة كلها هتموت. مشي يوم كامل، والتاني، والتالت، من غير ما يلاقي أي حاجة، لحد ما جسمه بدأ يضعف، ورجله بقت بتغوص في الرمال.
      
      بس في اللحظة اللي عينه كانت بتقفل فيها، سمع الصوت اللي بقى يحس بالأمان لما يسمعه... صوت خطوات خفيفة على الرمل. فتح عينه بالعافية، وشاف الوشق واقف فوق تل رملي، وراه في الضباب، كان فيه شيء ضخم بيتحرك.
      
      حاتحور لمّ آخر قوته ووقف، وبص قدامه، وشاف... قطيع من الغزلان!
      
      كانوا هناك، في واحة مخفية بين الجبال، مليانة مياه ونباتات. الوشق، للمرة الأخيرة، قاد حاتحور للمكان الوحيد اللي كان ممكن ينقذ قبيلته.
      
      رجع حاتحور بالخبر، والقبيلة كلها سافرت للمكان الجديد، وهناك، بدأوا حياة جديدة، بعيد عن الجفاف، بعيد عن الخطر. ومن اليوم ده، فضلوا يحكوا عن حاتحور ابن الوشق، الرجل اللي أنقذ قبيلته، بفضل حارس الصحرا الغامض.
      
      لكن السر الحقيقي؟
      
      في بعض الليالي، لما القمر يبقى مكتمل، وأحد أحفاد حاتحور يكون بيتمشى لوحده، ممكن يسمع صوت ناعم وسط الرمال، كأن حد بيراقبه، ولو كان محظوظ... ممكن يشوف وميض عيون ذهبية، بتختفي بين الصخور.
      

      أسيرة قلبه - رواية بوليسية

      أسيرة قلبه

      2025, سهى كريم

      رومانسية بوليسية

      مجانا

      لم تكن سامانثا تتوقع أن تتحول حياتها إلى صراع بين مشاعرها وكبريائها، خاصة بعد ظهور جيمس، الشرطي المكلف بحمايتها. بين العناد واللحظات الساخنة، تجد نفسها عالقة في دوامة من المشاعر التي لا تستطيع إنكارها. لكن الحب حين يأتي، لا يمنح فرصة للهروب.

      سامانثا

      فتاة قوية وعنيدة، تحاول إنكار مشاعرها لكنها تجد نفسها غارقة في الحب.

      جيمس

      شرطي غامض وجذاب، مكلف بحماية سامانثا لكنه يقع في حبها رغمًا عنه.

      أنجل

      صديقة سامانثا المقربة، تحاول دائمًا دفعها للاعتراف بمشاعرها.
      تم نسخ الرابط
      رواية بوليسية

        شرطي بيقع في حب غريبة
      
      النوع: حب
      
        //المقدمة//
      
      "عارف إني بحبك، بس إنت مش عارف عشان إنت بارد ومبتحسش." قلتها لجيمس وهو واقف قدامي.
      
      "أنا مش بارد." رد عليا.
      
      "إزاي مش بارد؟ إنت بارد بارد!" فضلت أكررها وأنا بضربه على صدره.
      
      "سام، لو أنا بارد، ليه بوجع لما أشوفك بتتكلمي مع حد تاني؟ ليه بحس بالقهر لما حد غيري بيضحكك؟" قالها وهو الدموع نازلة من عينه.
      
      "بحبك يا سام، من أول يوم شفتك فيه." كمل كلامه.
      
      "وأنا كمان بحبك." قلتها وأنا بشد رقبته ناحيتي وببوسه. رد عليا بنفس البوسة.
      
      
      -------------------------
      
      هاي يا جماعة، أنا سامنثا لافيفر، ممكن تنادوني سام.
      
      وجهة نظر سام
      
      صحيت بدري بسبب صوت أخويا اللي كان بيتصل بيا.
      
      "ساااام، قومي بقى! أول يوم دراسة النهارده، وهتتأخري!" صوته كان عالي جدًا.
      
      "حاضر حاضر، هاقوم أهو!" رديت عليه وأنا بكسل.
      
      قمت من السرير ووقفت قدام المراية، سرحت شعري بسرعة، وبعدها دخلت الحمام أخدت دش منعش. بعد ما خلصت، لبست يونيفورم المدرسة ونزلت تحت علشان أفطر.
      
      
      
      وصلت لجامعة لافيفر. آه، بابا هو صاحب الجامعة دي.
      
      وأنا ماشية في طرقات المدرسة، شفت صحابي المقربين، كريستال، أنجل، وإيلا.
      
      "سااااام!" صرخت أنجل وهي بتنادي عليا.
      
      هي أكتر واحدة صوتها عالي فينا كلنا.
      
      "إيه تاني؟ صوتك عالي كأنك في ماتش مصارعة!" قلتلها بضيق.
      
      "أيوه بجد!" ردت كريستال وإيلا وهي موافقاتني.
      
      "لأ بجد، شفت واحد وسيم جدًا من شوية، وكان ظابط شرطة! بس للأسف، خلص دراسته خلاص." قالت أنجل بحماس.
      
      "إزاي عرفتي إنه خلص دراسته؟" سألتها إيلا باستغراب.
      
      "يا بنتي، مش شايفاه ظابط شرطة؟ يعني هيبقى ظابط إزاي لو مخلصش دراسته؟" ردت كريستال بثقة.
      
      "إيه كل الدوشة دي؟" قلتلهم وأنا ملاحظة إننا مكناش حتى دورنا على الفصل بتاعنا لسه.
      
      إحنا زملاء من أولى ابتدائي لحد دلوقتي، عشان كل سنة بقول لبابا ما يفرقناش في الفصول، وهو بيوافق، ففضلنا مع بعض على طول.
      
      "طب إحنا في أنهي فصل بقى، يا سام؟" سألتني إيلا.
      
      "بابا قال لي إننا في 10B." رديت عليها.
      
      "يلا ندور عليه!" قالت كريستال بحماس.
      
      
      
      
      دخلنا الفصل، وقعدت جنب كريستال، لأني مش عايزة أقعد جنب أنجل، صوتها عالي أوي، وإيلا كمان نفس الحكاية.
      
      دخل البروفيسور وبدأ يشرح الدرس، وأنا ركزت معاه وسمعت كل اللي قاله.
      
      "طيب يا دفعة، المحاضرة خلصت." قال البروفيسور، فقمت على طول وسبتهم وخرجت من الفصل.
      
      وأنا ماشية في الممر، لمحت واحد لابس يونيفورم الشرطة. هاعترف، كان وسيم جدًا، طويل وبشرته فاتحة...
      
      
      
      وجهة نظر جيمس
      
      قربت من الآنسة سامانثا وسلمت عليها.
      
      "هاي، آنسة سامانثا." قلتها وأنا ببوس إيدها باحترام، ولاحظت وشها اللي احمر فجأة.
      
      "إنت مين؟" سألتني وهي بتسحب إيدها بسرعة.
      
      "أنا جيمس كولينز، المكلف بحمايتك يا آنسة سامانثا." قدمت نفسي بهدوء.
      
      وفجأة، تعبير وشها اتغير تمامًا، وبقى مليان غضب.
      
      "مين اللي أمرك بكده؟" سألتني وهي متضايقة.
      
      "بابا حضرتك." رديت عليها بنفس الهدوء.
      
      "ليه؟ إيه السبب؟"
      
      "لأنك متورطة مع عصابة، وهو خايف عليكي، فقرر يعينني لحمايتك." قلتها ببساطة وابتسمت لها ابتسامة عريضة، خلت وشها يحمر أكتر، وفجأة جريت بسرعة بعيد عني.
      
      
      
      وجهة نظر سام
      
      يا نهار أبيض! جريت بأقصى سرعة من شدة الإحراج، كنت عارفة إن وشي بقى أحمر زي الطماطم!
      
      "إيه ده، بيه! ليه سبتي الظابط الوسيم؟" قالت أنجل وهي بتضحك.
      
      "طبعًا كنت محرجة!" رديت عليها وأنا متضايقة.
      
      "إحنااااا؟ بجد؟ مش باين، وشك كله بيصرخ إنك ميتة عليه!" قالت أنجل وهي بتغمز لي.
      
      "فين إيلا وكريستال؟" حاولت أغير الموضوع بسرعة.
      
      
      --------------------
      
      
      
      
      
      أنجل: "إيييه، قاعدة هناك بتتكلم مع الظابط الوسيم."
      
      كنا في الفصل بنحضر آخر محاضرة لينا في اليوم.
      
      "طيب يا دفعة، المحاضرة خلصت." قال البروفيسور.
      
      جمعت حاجتي وحطيتهم في لوكري، بس حسيت إن في حد واقف ورايا. أول ما لفيت، قلبي دق بسرعة جنونية.
      
      "إنت بتعمل إيه هنا؟ غور من وشي!" قلتها بخشونة وأنا بدفعه بعيد.
      
      لكن أول ما دفعته، مسك إيدي، وبدل ما يبعد، لقينا نفسنا واقعين على الأرض، وأنا فوقه بالظبط!
      
      عيوننا تلاقوا، واللحظة اتجمدت... لحد ما سمعت صريخ زمايلي وصحابتي اللي دمروا الجو كله.
      
      أنجل: "آآآييه بييييه، دا كيوت أوي!"
      
      باقي الفصل: "آآآييه، رومانسية خرافية!"
      
      بسرعة، قمت من فوقه، ووشي كان سخن جدًا من الإحراج.
      
      "يا نهار أبيض، أنا شكلي بقت شبه الطماطم!" فكرت في نفسي.
      
      ما بصتلش له ولا حتى رديت على أي حد، جريت بسرعة لحد ما وصلت للباركينج، ركبت عربيتي وضغطت على البنزين بأقصى سرعة.
      
      أول ما وصلت البيت، الخدم استقبلوني كالعادة.
      
      "مساء الخير يا آنسة سامانثا." قالوا بصوت واحد.
      
      "مساء النور." رديت عليهم بسرعة وأنا داخلة جري.
      
      
      
      كنت طالعة أوضتي، لكن لمحت ماما واقفة في المطبخ.
      
      "ماما، بابا فين؟" سألتها.
      
      "في مكتبه يا حبيبتي."
      
      على طول روحت على مكتب بابا وخبطت على الباب.
      
      "ادخلي." سمعت صوته.
      
      دخلت ووقفت قدامه وقلت له بحدة:
      
      "بابا، ليه جايبلي ظابط يحرسني؟"
      
      "إنتِ عارفة إني مش عاوزك تتورطي تاني مع العصابة."
      
      "بس بابا، أنا—"
      
      "مفيش بس ولا لأ، الموضوع انتهى." قالها بحزم.
      
      "هو هيكون الحارس الشخصي بتاعك من النهاردة."
      
      مكنش ينفع أرفض، لأنه بابا في الآخر.
      
      اليوم التاني في المدرسة، كنت ماشية في الكوريدور ولاحظت حد واقف كأنه مستني حد.
      
      ولما بصيت في وشه، اتفاجئت... جيمس! الحارس الشخصي بتاعي!
      
      ابتسمت لا إرادياً وأنا همَّيت أروح له، لكن فجأة، بنت جريت عليه وحضنته بحماس.
      
      كانوا مبسوطين جدًا سوا، ووقتها حسيت بشيء غريب... حزن؟ غيرة؟
      
      "أكيد دي صاحبته... ليه قلبي وجعني كده؟" فكرت في نفسي وأنا واقفة مكاني، مش عارفة أتحرك.
      
      
      
      
      كنت لسه ببص عليهم، ولسه هقول حاجة، لكن فجأة سمعت صوت من ورايا.
      
      "كيوت أوي سوا، مش كده؟"
      
      بصيت بسرعة، لقيت أنجل واقفة وعاملة نفسها مستمتعة بالمشهد.
      
      "آه، أوي... كيوت جدًا، زيادة عن اللزوم كمان." قلت لها بصوت هادي، بس واضح إني مش مبسوطة.
      
      "إيه ده، إنتِ متضايقة؟" سألتني وهي بتبصلي بتركيز.
      
      "إيه؟ أنا؟ لأ طبعًا!"
      
      بس شكلي اتوترت، وطلعت الكلمة بصوت عالي، لدرجة إن كل الطلبة اللي في الكوريدور بصوا علينا، حتى جيمس والبنت اللي معاه!
      
      شافني وابتسم وقال: "صباح الخير، مِس سامانثا."
      
      رفعت حاجبي بضيق وقلت: "تييييييك... صباح إيه؟ مفيش حاجة كويسة في الصبح ده." بعدين مشيت على طول.
      
      دلوقتي أنا قاعدة في الفصل، ولحد دلوقتي البروفيسور لسه مجاش.
      
      "ليه متأخر كده؟ هو عمره ما بيتأخر." قالت إيلا وهي باين عليها الاستغراب.
      
      "يمكن مش هييجي خالص." قالت أنجل بابتسامة.
      
      "يا ريت." علقت كريستال.
      
      أما أنا، فكنت قاعدة ساكتة، تايهة في تفكيري. كل اللي حصل الصبح لسه شاغل بالي، ومش قادرة أفهم إيه الإحساس ده اللي حاساه.
      
      مشيتني الأفكار لحد ما نمت وأنا قاعدة، وما صحيتش غير على صوت الجرس، إشارة إن الحصة خلصت وإن وقت الفسحة بدأ!
      
      "يلا على الكافتيريا!" قلت لهم وأنا واقفة بسرعة، وطبعا كلهم وافقوا بدون تردد.
      
      "أخيرًا، كنت هموت من الجوع." قالت أنجل وهي بتجري قدامي.
      
      
      
      
      نظرت له بعيون متسعة من الصدمة ولساني مربوط، لسه مش مستوعبة اللي حصل.
      
      كان ماسك وسطي بإيد قوية، وملامحه متوترة.
      
      "إنتِ عاوزة تموتي؟!" قالها بصوت مليان قلق وهو لسه مش سايبني.
      
      بلعت ريقي بصعوبة وقلت: "أنا... أنا مكنتش شايفة العربية جاية بسرعة كده."
      
      "مفروض تبقي أكتر حذر." صوته كان هادي، لكن فيه نبرة أمر واضحة.
      
      بعدها سابني ببطء، وأنا لسه حاسة بدقات قلبي سريعة من الخضة.
      
      "شكرًا..." قلتها بصوت بالكاد سمعته أنا نفسي.
      
      نظر لي للحظة، ثم رفع حاجبه وقال بابتسامة جانبية: "هوا ده بس اللي هتقولي؟ شكرًا؟ مش حتى اعتراف إنك كنتي هتتهوري؟"
      
      رفعت عيني له بضيق وقلت: "بلاش تعود نفسك إني هعتذر! اللي حصل حصل."
      
      ضحك بخفة وقال: "العناد ده هيكون مشكلة كبيرة يا مِس سامانثا."
      
      تنفست بعمق وحاولت تجاهله، لكن صوتي طلع تلقائيًا: "مش المفروض تكون مع حبيبتك بدل ما تكون هنا؟"
      
      ارتفع حاجبه بدهشة، كأنه مش متوقع كلامي. "حبيبتي؟ مين؟"
      
      "البنت اللي كنت ماسك إيديها الصبح، والضحك اللي مالي وشك وقتها!"
      
      ابتسم ابتسامة جانبية وهو يهز رأسه وقال: "إنتِ بتتكلمي عن إيريكا؟"
      
      عقدت حاجبي، واضح إنه مستمتع بحيرتي.
      
      "إيريكا دي أختي، سامانثا."
      
      اتسعت عيني للحظة، لكني تمالكت نفسي بسرعة. "أوه، أختك..."
      
      ابتسم بانتصار وقال: "آه، أختي."
      
      ثم اقترب قليلًا وقال بصوت منخفض: "إيه؟ كنتي غيرانة؟"
      
      "هاه؟ غيرانة؟! إنت بتحلم!" قلتها بسرعة وأنا مش عارفة ليه وجهي سخن فجأة.
      
      ضحك وقال: "أها، طبعًا... مش هتغيري. مفهوم."
      
      ثم استدار ومشى، تاركني واقفة في مكاني ويدي مشدودة بقوة على حقيبتي.
      
      'مش بغير... مش بغير... مش بغير!' قلتها لنفسي وأنا أحاول أصدقها، لكن دقات قلبي كان لها رأي تاني.
      
      
      
      مرت الأيام، وأنا بحاول أتجاهل مشاعري اللي كل يوم بتكبر ناحية جيمس. كل مرة يكون قريب مني، كل مرة يتكلم معايا بنبرة صوته اللي فيها ثقة ودفء، كل مرة عيونه تمسك عيوني كأنها بتمسك قلبي معاها… كنت بحس بحاجة غريبة، حاجة بتخوفني وبنفس الوقت بتشدني ليه أكتر.
      
      بس المشكلة إن كبريائي كان أكبر من إني أعترف. أنا سامانثا، مش بسهولة هقع في الحب!
      
      لكن الحقيقة؟ أنا كنت وقعت من زمان.
      
      لحظة الانفجار
      في يوم، بعد الجامعة، كنا لوحدنا في موقف السيارات. أنا كنت واقفة جنب عربيتي، وهو كان مسند ضهره عليها، عيونه مثبتة عليا وكأنها بتحاصرني.
      
      "سامانثا." نادى اسمي بصوت هادي لكنه قوي، ودي كانت أول مرة يناديني من غير أي ألقاب رسمية.
      
      "نعم؟" حاولت أكون باردة.
      
      "لحد إمتى هتهربي مني؟"
      
      اتسعت عيوني وقلت بسرعة: "أنا مش بهرب."
      
      قرب مني خطوتين، مسافة خلت نفسي يتقطع. "طب بصيلي في عيني وقوليلي إنك مش حاسة بأي حاجة لما بكون قريب منك."
      
      اتجمدت مكاني. حاولت أهرب بنظري، لكن إيده مسكت وشي بخفة وخليتني أبصله غصب عني.
      
      "قوليها، سامانثا." صوته كان ناعم بس فيه تحدي.
      
      بلعت ريقي. "أنا... أنا..."
      
      وفجأة، لقيته قرب أكتر، وشفايفه كانت على بعد سنتيمترات من وشي.
      
      "إنتِ ملكيش مفر، لأنك بتاعتي من الأول." قالها بصوت منخفض، وده كان آخر خيط للمقاومة جوايا قبل ما ينقطع تمامًا.
      
      قبلة نارية واعتراف مشتعل
      حسيت بكل حاجة بتتحطم جوايا، الكبرياء، العناد، الخوف… وبدلهم، كان في نار مشتعلة بينا.
      
      أنا اللي كنت دايمًا بهرب، أنا اللي كنت دايمًا بتجاهل، كنت دلوقتي أنا اللي بسحب جيمس من قميصه وبتعلق في رقبته بشغف.
      
      قبلني بقوة، بعمق، وكأنه بيأكد لي إن مفيش هروب تاني. كانت قبلة مليانة اشتياق، مليانة حب كان بيتبني في الخفاء، مليانة نار كانت مستنية اللحظة المناسبة عشان تخرج.
      
      ولما سابني، كان نفسه لاهث وعيونه مشتعلة. "سامانثا، قوليها."
      
      أنا كنت لسه متعلقة فيه، وشفت ضحكته اللي فيها انتصار، وعرفت إن جيمس هو الشخص اللي كنت مستنية أقع في حبه من زمان.
      
      "بحبك، جيمس." قلتها وأنا بتنفس بعمق، وأخيرًا، قدرت أعترف.
      
      لف إيده حوالين وسطي وسحبني ليه بقوة وهمس: "وأنا بعشقك، وغصب عنك، هفضل أحبك."
      
      النهاية ❤️
      ---- بحبكم بجد ----
      

      رواية اسطورة الملك الاسود - الفصل السادس

      اسطورة الملك الاسود 6

      2025, سما أحمد

      رواية فانتازيا

      مجانا

      في عالم خيالي غامض، تجد ليان نفسها داخل جسد الملك الأسود، إسكاي، بعد حادثة غامضة. وسط صراعات القصر والسياسة، تتولد مشاعر معقدة بينها وبين الملك الحقيقي، الذي يجب أن يتزوجها لاستعادة جسده. بينما يتصارع الماضي والمصير، تُختبر قوة الحب والقدر في رحلة مليئة بالمغامرات والخداع.

      ليان

      تجد نفسها فجأة في جسد الملك الأسود، تحاول التكيف مع هذا الوضع الغريب

      لورين

      والدة ليان، امرأة قوية وذكية، تحاول فهم ما حدث لابنتها وحمايتها.

      الساحرة العجوز

      شخصية غامضة تلعب دورًا محوريًا في تبادل الأرواح، وتمتلك أسرارًا تغير مسار الأحداث.
      تم نسخ الرابط
      اسطورة الملك الاسود

      فى القصر
      
      جمعت ليان الفواكه المتساقطة وساعدت العجوز على الوقوف مجددًا. قبل أن تهم بالكلام، نادى ليو الحراس لمساعدة الخادمة العجوز.
      
      اقترب الحراس وأخذوا العجوز بعيدًا عن المكان، بينما أمسك ليو بيد ليان وسحبها بسرعة خلفه، متجنبًا أن يراهم أحد.
      
      توقف فجأة ونظر إليها بحدة، صوته منخفض لكن غاضب:
      
      هل فقدتِ عقلكِ؟ كنتِ تلعبين دوركِ جيدًا وكدنا ندخل الغرفة بنجاح. لماذا قمتِ بهذا التصرف؟!
      
      نظرت إليه ليان بعينين ثابتتين، صوتها هادئ لكن حازم:
      
      لماذا تصرخ علي؟ لم أفعل شيئًا خاطئًا. فقط ساعدتها. لو كان الملك مكاني، كان سيفعل الشيء نفسه.
      رد عليها ليو بتهكم:
      
      الملك؟ لا، لن يفعل. كان سيطردها من القصر فورًا، دون أن ينحني لأي شخص. هذا هو الملك.
      
      ساد صمت قصير بينهما، نظرت ليان إلى ليو وكأنها تريد الرد، لكنها تراجعت. كان قلبها يصر على أن الخير لا يجب أن يُخفيه أحد، لكن عقلها كان يدرك أن القصر لا يحتمل ضعفًا كهذا.
      
      قالت ليان بنبرة مملة:
      "حسنًا، دعني من هذا... أين غرفتي؟"
      
      رد ليو مستغربًا:
      "غرفتك؟ آه، هل تقصدين غرفة الملك؟"
      
      نظرت إليه بعدم تصديق وقالت:
      "ماذا؟ هل تعني أنني سأجلس في غرفة الملك؟ أووه..."
      
      قال ليو بنفاد صبر:
      "هيا بنا إلى غرفة جلالته."
      
      تحركوا جميعًا نحو الغرفة، حتى وصلوا إلى باب أسود ضخم عليه نقوش غريبة لم تستطع ليان فهمها. فتح ليو الباب، وتسللت الدهشة إلى وجه ليان:
      "جميلة!..."
      
      توقفت للحظة، ثم أكملت وهي غير مصدقة:
      "لكنها متواضعة... إنها مختلفة عن توقعاتي. ليست فاخرة."
      
      سألها ليو بهدوء:
      "وماذا كنتِ تتوقعين؟"
      
      أجابت وهي تتفحص الغرفة:
      "ظننت أنها ستكون مصنوعة من الذهب أو مليئة بالأشياء الثمينة، لكنها عكس ذلك تمامًا."
      
      ابتسم ليو بخفة وقال:
      "الملك لا يحب التفاخر. إنه متواضع جدًا، لكن قلة فقط تدرك ذلك."
      
      ليان قالت بغضب شديد وهي تنظر إلى ليو: "لعنة عليك وعلى ملكك هذا الأحمق! هو يتفاخر بقدرته الخارقة وليس بما يملك من ذهب أو ملابس! هل تصدقون هذا؟"
      
      رد ليو بجدية، دون أن يخفى على ملامحه استهزاءه: "ليان، بصدق، أليس له الحق في التفاخر؟"
      
      غضبها تزايد، وأجابت دون تردد: "لعنته عليك وعلى ملكك، لا أستطيع تحمله!..."
      
      ابتسم ليو ابتسامة خفيفة، مليئة بالاستفزاز وقال: "تخيلي لو سمعك الملك، ماذا سيفعل؟"
      
      ليان نظرت إليه بابتسامة مليئة بالاستفزاز، وقالت ببرود: "عزيزي، أنا أستغل الفرصة، بما أن الملك غير موجود هنا."
      
      ثم توقفت ليان فجأة، وأكملت كلامها، وقد بدا الجديّة واضحة في نبرتها: "هيا، اخرج من هنا. أريد الاستحمام. اه، قبل أن تخرج، أين الملابس التي يجب أن أرتديها؟"
      
      اتجه ليو نحو الخزانة الضخمة التي تحتوي على ملابس الملك، وقال وهو يفتحها: "هذه هي الملابس."
      
      نظرت ليان إلى الملابس في فزع ورفض: "أتتركني أرتدي تلك الملابس؟ إنها بشعة! انظر إلى تلك الألوان! ما هذا؟ يا إلهي!"
      
      ليو نظر إليها وهو يرفع حاجبه بتململ وقال، وقد بدا غير صبور: "ليان، استمعي جيدًا. أنتِ الآن في جسد الملك الأسود، لذا أصبحتِ ملك إسكاى مؤقتًا. هل كنتِ تتصورين أن الملك الأسود سيرتدي الأحمر أو الأخضر أو الأبيض؟ استمعي لي جيدًا، أنتِ بالأصل لن تخرجي من الغرفة لمدة أسبوعين حتى يتم الزفاف، لذلك افعلي ما تشائين. ليس لي دخل بك."
      
      انتهى كلامه بصراخ عليها وترك الغرفة، تاركًا ليان واقفة مصدومة. كانت كلمات ليو موجعة، وحركت في نفسها تساؤلات عديدة.
      
      قالت مستغربة: "ماذا حدث له؟ ماذا فعلت؟ كيف وقعت مع هؤلاء المجانين؟"
      
      بعد لحظة من التفكير، أخذت ليان أي ملابس من الخزانة، ثم اتجهت نحو الحمام. عندما دخلت، كانت متفاجئة من فخامة الحمام.
      
      "رائع، إنه جميل جدًا!" قالت ليان متفاجئة. ثم تذكرت فجأة أنها في جسد إسكاى. همست بصدمه: "لحظة، كيف سأخلع تلك الملابس؟"
      
      قررت أن تستحم بملابسها الداخلية فقط. نزعت كل شيء ما عدا ملابسها الداخلية، ثم نظرت إلى جسد إسكاى بإعجاب شديد.
      
      "جميل! جسده رائع! لكن عقله ليس في حالة جيدة." قالت ليان، بينما كانت تلمس عضلات بطنه وكتفه بإعجاب.
      
      ثم تذكرت الوعد الذي قطعته لإسكاى: أن لا تنظر إلى جسده مقابل أن لا ينظر إلى جسدها. عبست وقالت في نفسها: "لماذا قلت ذلك؟ هذا غباء! لكن لا يهم الآن، هي بنا إلى هذا الجمال!"
      
      أشارت إلى الحمام، ثم بدأت في الاستحمام. أخذت وقتًا طويلاً جدًا في الاستحمام، وكأنها كانت تستمتع بكل لحظة فيه.
      
      بعد أن انتهت من الاستحمام، ارتدت ملابسها ودخلت إلى سرير الملك. استلقت عليه بكل راحة، وغرقت في عالم الأحلام، متناسية كل ما حدث.
      
      عند اسكاى و ام ليان
      
      وقف إسكاي بلا أي أثر للدهشة، كأنه لم يسمع شيئًا يستحق الاهتمام. تحرك نحو أقرب كرسي وجلس عليه بوقار ملكي، رغم أن جسد ليان لم يكن يساعده، لكن روح الملك داخله فرضت حضورها. وضع قدمًا فوق الأخرى، بينما وقفت لورين أمامه، غير مصدقة ما تراه.
      
      نظر إسكاي إليها مباشرة، بعينين خاليتين من أي مشاعر، وقال بصوت هادئ، يكاد يكون ساخرًا:
      "يقال إن الأم تعرف أبناءها دون الحاجة إلى دليل، لكن يبدو أن هذه ليست مجرد وهم ."
      
      ابتسم ابتسامة خفيفة، مليئة بالثقة والبرود، قبل أن يكمل:
      "أنتِ على حق، أنا لست ابنتكِ، ولن أكون يومًا كذلك."
      
      اتسعت عينا لورين، وملامح الحزن تسللت إلى وجهها رغم محاولتها إخفاءها. صوتها خرج متحشرجًا وهي تسأل بقلق:
      "إذن من أنت؟ وأين ابنتي؟ ماذا حدث؟ أخبرني الآن!"
      
      أسند إسكاي يده على الطاولة بجانبه، بينما الأخرى بقيت مسترخية على ركبته. لمعت عيناه ببرود وهو يجيب:
      "أنتِ كثيرة الأسئلة، مثل ابنتكِ تمامًا... لكن لا بأس، سأجيبك، ليس لأنني ملزم بذلك، بل لأنني أكره الإلحاح."
      
      أشار لها بالجلوس، فأطاعت بصمت، رغم اضطرابها. بدأ إسكاي يروي ما حدث بالتفصيل، وكلما تقدم في الحديث، ازدادت ملامح لورين ذهولًا وخوفًا. وضعت يدها على فمها، والدموع تجمعت في عينيها قبل أن تنهار تمامًا. ارتجف جسدها وهي تبكي بحرقة، وكأنها تستوعب لأول مرة المصيبة التي حلت بابنتها.
      
      كان إسكاي يراقبها بملل وضيق. زفر بضجر، وتمتم في نفسه:
      "يا لهذه العائلة العاطفية! لمَ كل هذا الحزن؟ في أي ورطة أوقعتُ نفسي؟ كان عليّ أن أتجاهل إحساسي اللعين يوم ذهبت إلى ذلك الجبل."
      
      أفاق من أفكاره عندما سمع بكاءها يزداد. زفر مجددًا، ثم قال بصوت حازم:
      "توقفي عن البكاء، يا سيدتي. سأجد حلًا قريبًا جدًا."
      
      رفعت لورين رأسها سريعًا، وملامح الأمل امتزجت بالحيرة:
      "حقًا؟ كيف؟"
      
      تنهد إسكاي، وألقى نظرة جانبية قبل أن يقول بجفاف:
      "سأتزوج ابنتك."
      
      شهقت لورين، وكأنها لم تصدق ما سمعته:
      "ماذا؟!"
      
      رفع إسكاي حاجبه باستغراب:
      "نعم، هل هذا غريب؟"
      
      تأملته بقلق، وكأنها تحاول فهم نواياه. ثم قالت بحذر:
      "وأبعد أن تحل المشكلة؟ ماذا سيحدث لابنتي؟ هل ستبقى زوجتك؟"
      
      نظر إليها بصمت، عقله يعمل بسرعة. لم يكن قد فكر في هذه الجزئية. كيف يخبرها أنه خطط لإنهاء حياة ليان بعد أن ينتهي كل شيء؟ تخيل للحظة رأسها معلقًا على بوابة المملكة، لكنه بالطبع لا يستطيع قول ذلك.
      
      أخفى أفكاره، ورفع كتفيه بلامبالاة:
      "ماذا سأفعل بها؟"
      
      ضاقت عينا لورين وهي تكرر السؤال بحزم:
      "هل ستبقى زوجتك بعد انتهاء كل شيء؟"
      
      تأملها للحظات، ثم قال بصوت ثابت، دون تردد:
      "أجل، ستكون زوجتي، ولن أتخلى عنها."
      
      تنفست لورين الصعداء، ثم نظرت إليه بامتنان:
      "أرجوك، اعتنِ بها جيدًا. إنها طيبة القلب، رغم أنها حمقاء أحيانًا، وعنيدة لا تسمع الكلام. لكنها ستخاف منك وتحترمك كملك وزوج."
      
      تذكر إسكاي كيف كانت تستهزئ به في الغابة، كيف تعاملت معه بلا أدنى احترام، وكيف تحدته بلا خوف. شعر بانزعاج داخلي، لكنه أخفى ذلك، واكتفى بتحريك رأسه ببطء لإبعاد الذكرى.
      
      قالت لورين بعد لحظة صمت:
      "ومتى سيتم الزواج؟"
      
      عدل إسكاي جلسته، وقال بجدية:
      "بعد أسبوعين."
      
      شهقت لورين:
      "بتلك السرعة؟! وكيف سيتم ذلك؟"
      
      وقف إسكاي من مكانه، وأجاب بملل:
      "لا تقلقي، سأتولى الأمر. حارسي الشخصي، ليو، سيهتم بكل التفاصيل."
      
      ثم استدار وخرج، تاركًا لورين في دوامة من الحيرة والقلق.
      
      دخل غرفة ليان، وألقى بنفسه على سريرها، عينيه معلقتان بالسقف، ملامحه مليئة بالكآبة.
      
      همس بصوت منخفض، وكأنه يحدث نفسه:
      "كيف وجدتُ نفسي في هذه الفوضى؟ هذه العائلة مجنونة... يا ليتني لم أذهب لذلك الجبل، كنت أعرف أن شيئًا سيئًا سيحدث، لكن ليس إلى هذا الحد."
      
      زفر بضيق، ثم عض على شفتيه بغضب وهو يضرب السرير بقبضته:
      "كل هذا بسبب تلك الحمقاء الحمراء! اللعنة عليها وعلى عائلتها كلها! أقسم أني سأحبسكِ، ليان، وسأجعلكِ تندمين على كل لحظة جعلتِني أعيش فيها هذه الفوضى!"
      صرخ بشدة، كانت صرخاته تتردد في الغرفة المظلمة، محطمة سكون الليل. تراجعت مشاعره المتضاربة، بينما كان يعاني من الفوضى التي عاشت داخل عقله طوال الوقت. أخذ نفسًا عميقًا، يحاول أن يهدئ من نفسه، لكن الكلمات التي خرجت منه كانت كافية لتسرب الارتباك إلى قلبه.
      لم يكن لديه الوقت للتفكير في ما قاله أو كيف وصل إلى هذه اللحظة. غلبه الإرهاق العقلي، فاستلقى على السرير، يحاول النوم، وإن كان عقله مشغولًا بكل شيء حوله.
      
      عينيه مغلقتان، لكنه لم يجد الراحة. تفكيره لم يتوقف عن الدوران، وكل شيء بدا وكأنما يسير في اتجاه لا يمكنه الهروب منه.
      
      "هل حقًا وصلت لهذا الحد؟" همس لنفسه، مستسلمًا للنوم الذي كان يرفض أن يأتي.
      
      ♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
      في مكان بعيد، حيث يلتقي الليل بالظلام، كان هناك كوخ قديم جداً وسط غابة كثيفة، مظلمة إلى حد أن الضوء لم يكن ليخترقها. الأشجار العتيقة تتشابك مع بعضها، تنبعث منها أصوات كأنها أنين شجاع مفقود. داخل الكوخ، كانت ساحرة عجوز تجلس على كرسي خشبي مهدم. أمامها، على الطاولة الخشبية المتهالكة، جلست بومة غريبة، عيونها اللامعة تراقب الساحرة كما لو كانت تتحدث إليها بصمت. العجوز، عميقة النظر في عينيها، بدت وكأنها تصغي لكل كلمة تنطق بها البومة رغم أنها لم تفتح فمها.
      
      بعد لحظات، نهضت العجوز ببطء، وخرجت من الكوخ. نظرت إلى السماء السوداء الكاحلة، حيث كانت الغيوم تغطي القمر. رفعت يديها وأطلقت ابتسامة غامضة ومربكة على وجهها.
      
      "إنه دوري الآن، أيها الملك الأسود. لم أتوقع أن يصل الأمر إلى هذا الحد... إلى الملك الأسود."
      
      رفعت رأسها إلى السماء، وتُصدر صوتاً خافتاً من فمها، كأنها تصدح بحزن مزيف: (تؤتؤتؤ... تؤتؤتؤ). مع كل نغمة، كانت الرياح تعصف من حولها، وكأن الطبيعة تستجيب لها.
      
      ثم، رفعت يديها مجددًا، ودعوت الغربان، التي كانت تحوم في الظلام. بأعينهم الحادة وأجنحتهم التي تحركت كظل قاتم، بدأوا في التجمع حولها.
      
      "راقبوا كل شيء... لن تفلتوا من هذا المراقب."
      
      الغربان، كما لو كانوا جزءاً من الحلم، انتشروا في الهواء، متجهين نحو الأماكن التي لا يمكن للعين البشرية الوصول إليها. كانت الساحرة قد بدأت في لعب دورها في لعبة أكبر بكثير من أي شيء قد يتخيله عقل بشري.
      
      ♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
      وكانت تلك بداية القصة الجميلة، حيث بدأت الأحداث الرومانسية والمفرحة التي جمعت بين اسكاى وليان معًا.
      
      هل سيحبان بعضهما كما يحدث في الروايات؟
      هل ستكون النهاية كما يتمنى كل عاشق؟
      هل ستعود الأرواح إلى مكانها كما كانت؟
      هل سيحب الملك ليان حقًا، أم كما قال سيقطع رأسها؟
      هل سيقع في حب تلك الحمراء؟
      هل سيقبل القدر الذي جمعهما معًا؟
      
      كما قال العظماء:
      
      "الحب لا يُرى بالعيون... بل يُحس بالقلب."
      "أنتِ البداية التي لا نهاية لها، والحلم الذي لا أريد أن أستيقظ منه."
      "كلما نظرتُ إليكِ، شعرتُ أنني أعيش للمرة الأولى."
      "في حضوركِ، يصبح العالم قصيدة حب، تُكتب بأنفاس العاشقين."
      
      🌹 إذا، تلك هي بداية العشق والمرح، وبداية الفتاة المنشودة، أسطورة الحمراء، وأسطورة الملك الأسود. 🌹
      وحد الله ♥
      the endفى القصر
      
      
      
      
      
      
      جمعت ليان الفواكه المتساقطة وساعدت العجوز على الوقوف مجددًا. قبل أن تهم بالكلام، نادى ليو الحراس لمساعدة الخادمة العجوز.
      
      اقترب الحراس وأخذوا العجوز بعيدًا عن المكان، بينما أمسك ليو بيد ليان وسحبها بسرعة خلفه، متجنبًا أن يراهم أحد.
      
      توقف فجأة ونظر إليها بحدة، صوته منخفض لكن غاضب:
      
      هل فقدتِ عقلكِ؟ كنتِ تلعبين دوركِ جيدًا وكدنا ندخل الغرفة بنجاح. لماذا قمتِ بهذا التصرف؟!
      
      نظرت إليه ليان بعينين ثابتتين، صوتها هادئ لكن حازم:
      
      لماذا تصرخ علي؟ لم أفعل شيئًا خاطئًا. فقط ساعدتها. لو كان الملك مكاني، كان سيفعل الشيء نفسه.
      رد عليها ليو بتهكم:
      
      الملك؟ لا، لن يفعل. كان سيطردها من القصر فورًا، دون أن ينحني لأي شخص. هذا هو الملك.
      
      ساد صمت قصير بينهما، نظرت ليان إلى ليو وكأنها تريد الرد، لكنها تراجعت. كان قلبها يصر على أن الخير لا يجب أن يُخفيه أحد، لكن عقلها كان يدرك أن القصر لا يحتمل ضعفًا كهذا.
      
      قالت ليان بنبرة مملة:
      "حسنًا، دعني من هذا... أين غرفتي؟"
      
      رد ليو مستغربًا:
      "غرفتك؟ آه، هل تقصدين غرفة الملك؟"
      
      نظرت إليه بعدم تصديق وقالت:
      "ماذا؟ هل تعني أنني سأجلس في غرفة الملك؟ أووه..."
      
      قال ليو بنفاد صبر:
      "هيا بنا إلى غرفة جلالته."
      
      تحركوا جميعًا نحو الغرفة، حتى وصلوا إلى باب أسود ضخم عليه نقوش غريبة لم تستطع ليان فهمها. فتح ليو الباب، وتسللت الدهشة إلى وجه ليان:
      "جميلة!..."
      
      توقفت للحظة، ثم أكملت وهي غير مصدقة:
      "لكنها متواضعة... إنها مختلفة عن توقعاتي. ليست فاخرة."
      
      سألها ليو بهدوء:
      "وماذا كنتِ تتوقعين؟"
      
      أجابت وهي تتفحص الغرفة:
      "ظننت أنها ستكون مصنوعة من الذهب أو مليئة بالأشياء الثمينة، لكنها عكس ذلك تمامًا."
      
      ابتسم ليو بخفة وقال:
      "الملك لا يحب التفاخر. إنه متواضع جدًا، لكن قلة فقط تدرك ذلك."
      
      ليان قالت بغضب شديد وهي تنظر إلى ليو: "لعنة عليك وعلى ملكك هذا الأحمق! هو يتفاخر بقدرته الخارقة وليس بما يملك من ذهب أو ملابس! هل تصدقون هذا؟"
      
      رد ليو بجدية، دون أن يخفى على ملامحه استهزاءه: "ليان، بصدق، أليس له الحق في التفاخر؟"
      
      غضبها تزايد، وأجابت دون تردد: "لعنته عليك وعلى ملكك، لا أستطيع تحمله!..."
      
      ابتسم ليو ابتسامة خفيفة، مليئة بالاستفزاز وقال: "تخيلي لو سمعك الملك، ماذا سيفعل؟"
      
      ليان نظرت إليه بابتسامة مليئة بالاستفزاز، وقالت ببرود: "عزيزي، أنا أستغل الفرصة، بما أن الملك غير موجود هنا."
      
      ثم توقفت ليان فجأة، وأكملت كلامها، وقد بدا الجديّة واضحة في نبرتها: "هيا، اخرج من هنا. أريد الاستحمام. اه، قبل أن تخرج، أين الملابس التي يجب أن أرتديها؟"
      
      اتجه ليو نحو الخزانة الضخمة التي تحتوي على ملابس الملك، وقال وهو يفتحها: "هذه هي الملابس."
      
      نظرت ليان إلى الملابس في فزع ورفض: "أتتركني أرتدي تلك الملابس؟ إنها بشعة! انظر إلى تلك الألوان! ما هذا؟ يا إلهي!"
      
      ليو نظر إليها وهو يرفع حاجبه بتململ وقال، وقد بدا غير صبور: "ليان، استمعي جيدًا. أنتِ الآن في جسد الملك الأسود، لذا أصبحتِ ملك إسكاى مؤقتًا. هل كنتِ تتصورين أن الملك الأسود سيرتدي الأحمر أو الأخضر أو الأبيض؟ استمعي لي جيدًا، أنتِ بالأصل لن تخرجي من الغرفة لمدة أسبوعين حتى يتم الزفاف، لذلك افعلي ما تشائين. ليس لي دخل بك."
      
      انتهى كلامه بصراخ عليها وترك الغرفة، تاركًا ليان واقفة مصدومة. كانت كلمات ليو موجعة، وحركت في نفسها تساؤلات عديدة.
      
      قالت مستغربة: "ماذا حدث له؟ ماذا فعلت؟ كيف وقعت مع هؤلاء المجانين؟"
      
      بعد لحظة من التفكير، أخذت ليان أي ملابس من الخزانة، ثم اتجهت نحو الحمام. عندما دخلت، كانت متفاجئة من فخامة الحمام.
      
      "رائع، إنه جميل جدًا!" قالت ليان متفاجئة. ثم تذكرت فجأة أنها في جسد إسكاى. همست بصدمه: "لحظة، كيف سأخلع تلك الملابس؟"
      
      قررت أن تستحم بملابسها الداخلية فقط. نزعت كل شيء ما عدا ملابسها الداخلية، ثم نظرت إلى جسد إسكاى بإعجاب شديد.
      
      "جميل! جسده رائع! لكن عقله ليس في حالة جيدة." قالت ليان، بينما كانت تلمس عضلات بطنه وكتفه بإعجاب.
      
      ثم تذكرت الوعد الذي قطعته لإسكاى: أن لا تنظر إلى جسده مقابل أن لا ينظر إلى جسدها. عبست وقالت في نفسها: "لماذا قلت ذلك؟ هذا غباء! لكن لا يهم الآن، هي بنا إلى هذا الجمال!"
      
      أشارت إلى الحمام، ثم بدأت في الاستحمام. أخذت وقتًا طويلاً جدًا في الاستحمام، وكأنها كانت تستمتع بكل لحظة فيه.
      
      بعد أن انتهت من الاستحمام، ارتدت ملابسها ودخلت إلى سرير الملك. استلقت عليه بكل راحة، وغرقت في عالم الأحلام، متناسية كل ما حدث.
      
      عند اسكاى و ام ليان
      
      وقف إسكاي بلا أي أثر للدهشة، كأنه لم يسمع شيئًا يستحق الاهتمام. تحرك نحو أقرب كرسي وجلس عليه بوقار ملكي، رغم أن جسد ليان لم يكن يساعده، لكن روح الملك داخله فرضت حضورها. وضع قدمًا فوق الأخرى، بينما وقفت لورين أمامه، غير مصدقة ما تراه.
      
      نظر إسكاي إليها مباشرة، بعينين خاليتين من أي مشاعر، وقال بصوت هادئ، يكاد يكون ساخرًا:
      "يقال إن الأم تعرف أبناءها دون الحاجة إلى دليل، لكن يبدو أن هذه ليست مجرد وهم ."
      
      ابتسم ابتسامة خفيفة، مليئة بالثقة والبرود، قبل أن يكمل:
      "أنتِ على حق، أنا لست ابنتكِ، ولن أكون يومًا كذلك."
      
      اتسعت عينا لورين، وملامح الحزن تسللت إلى وجهها رغم محاولتها إخفاءها. صوتها خرج متحشرجًا وهي تسأل بقلق:
      "إذن من أنت؟ وأين ابنتي؟ ماذا حدث؟ أخبرني الآن!"
      
      أسند إسكاي يده على الطاولة بجانبه، بينما الأخرى بقيت مسترخية على ركبته. لمعت عيناه ببرود وهو يجيب:
      "أنتِ كثيرة الأسئلة، مثل ابنتكِ تمامًا... لكن لا بأس، سأجيبك، ليس لأنني ملزم بذلك، بل لأنني أكره الإلحاح."
      
      أشار لها بالجلوس، فأطاعت بصمت، رغم اضطرابها. بدأ إسكاي يروي ما حدث بالتفصيل، وكلما تقدم في الحديث، ازدادت ملامح لورين ذهولًا وخوفًا. وضعت يدها على فمها، والدموع تجمعت في عينيها قبل أن تنهار تمامًا. ارتجف جسدها وهي تبكي بحرقة، وكأنها تستوعب لأول مرة المصيبة التي حلت بابنتها.
      
      كان إسكاي يراقبها بملل وضيق. زفر بضجر، وتمتم في نفسه:
      "يا لهذه العائلة العاطفية! لمَ كل هذا الحزن؟ في أي ورطة أوقعتُ نفسي؟ كان عليّ أن أتجاهل إحساسي اللعين يوم ذهبت إلى ذلك الجبل."
      
      أفاق من أفكاره عندما سمع بكاءها يزداد. زفر مجددًا، ثم قال بصوت حازم:
      "توقفي عن البكاء، يا سيدتي. سأجد حلًا قريبًا جدًا."
      
      رفعت لورين رأسها سريعًا، وملامح الأمل امتزجت بالحيرة:
      "حقًا؟ كيف؟"
      
      تنهد إسكاي، وألقى نظرة جانبية قبل أن يقول بجفاف:
      "سأتزوج ابنتك."
      
      شهقت لورين، وكأنها لم تصدق ما سمعته:
      "ماذا؟!"
      
      رفع إسكاي حاجبه باستغراب:
      "نعم، هل هذا غريب؟"
      
      تأملته بقلق، وكأنها تحاول فهم نواياه. ثم قالت بحذر:
      "وأبعد أن تحل المشكلة؟ ماذا سيحدث لابنتي؟ هل ستبقى زوجتك؟"
      
      نظر إليها بصمت، عقله يعمل بسرعة. لم يكن قد فكر في هذه الجزئية. كيف يخبرها أنه خطط لإنهاء حياة ليان بعد أن ينتهي كل شيء؟ تخيل للحظة رأسها معلقًا على بوابة المملكة، لكنه بالطبع لا يستطيع قول ذلك.
      
      أخفى أفكاره، ورفع كتفيه بلامبالاة:
      "ماذا سأفعل بها؟"
      
      ضاقت عينا لورين وهي تكرر السؤال بحزم:
      "هل ستبقى زوجتك بعد انتهاء كل شيء؟"
      
      تأملها للحظات، ثم قال بصوت ثابت، دون تردد:
      "أجل، ستكون زوجتي، ولن أتخلى عنها."
      
      تنفست لورين الصعداء، ثم نظرت إليه بامتنان:
      "أرجوك، اعتنِ بها جيدًا. إنها طيبة القلب، رغم أنها حمقاء أحيانًا، وعنيدة لا تسمع الكلام. لكنها ستخاف منك وتحترمك كملك وزوج."
      
      تذكر إسكاي كيف كانت تستهزئ به في الغابة، كيف تعاملت معه بلا أدنى احترام، وكيف تحدته بلا خوف. شعر بانزعاج داخلي، لكنه أخفى ذلك، واكتفى بتحريك رأسه ببطء لإبعاد الذكرى.
      
      قالت لورين بعد لحظة صمت:
      "ومتى سيتم الزواج؟"
      
      عدل إسكاي جلسته، وقال بجدية:
      "بعد أسبوعين."
      
      شهقت لورين:
      "بتلك السرعة؟! وكيف سيتم ذلك؟"
      
      وقف إسكاي من مكانه، وأجاب بملل:
      "لا تقلقي، سأتولى الأمر. حارسي الشخصي، ليو، سيهتم بكل التفاصيل."
      
      ثم استدار وخرج، تاركًا لورين في دوامة من الحيرة والقلق.
      
      دخل غرفة ليان، وألقى بنفسه على سريرها، عينيه معلقتان بالسقف، ملامحه مليئة بالكآبة.
      
      همس بصوت منخفض، وكأنه يحدث نفسه:
      "كيف وجدتُ نفسي في هذه الفوضى؟ هذه العائلة مجنونة... يا ليتني لم أذهب لذلك الجبل، كنت أعرف أن شيئًا سيئًا سيحدث، لكن ليس إلى هذا الحد."
      
      زفر بضيق، ثم عض على شفتيه بغضب وهو يضرب السرير بقبضته:
      "كل هذا بسبب تلك الحمقاء الحمراء! اللعنة عليها وعلى عائلتها كلها! أقسم أني سأحبسكِ، ليان، وسأجعلكِ تندمين على كل لحظة جعلتِني أعيش فيها هذه الفوضى!"
      صرخ بشدة، كانت صرخاته تتردد في الغرفة المظلمة، محطمة سكون الليل. تراجعت مشاعره المتضاربة، بينما كان يعاني من الفوضى التي عاشت داخل عقله طوال الوقت. أخذ نفسًا عميقًا، يحاول أن يهدئ من نفسه، لكن الكلمات التي خرجت منه كانت كافية لتسرب الارتباك إلى قلبه.
      لم يكن لديه الوقت للتفكير في ما قاله أو كيف وصل إلى هذه اللحظة. غلبه الإرهاق العقلي، فاستلقى على السرير، يحاول النوم، وإن كان عقله مشغولًا بكل شيء حوله.
      
      عينيه مغلقتان، لكنه لم يجد الراحة. تفكيره لم يتوقف عن الدوران، وكل شيء بدا وكأنما يسير في اتجاه لا يمكنه الهروب منه.
      
      "هل حقًا وصلت لهذا الحد؟" همس لنفسه، مستسلمًا للنوم الذي كان يرفض أن يأتي.
      
      ♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
      في مكان بعيد، حيث يلتقي الليل بالظلام، كان هناك كوخ قديم جداً وسط غابة كثيفة، مظلمة إلى حد أن الضوء لم يكن ليخترقها. الأشجار العتيقة تتشابك مع بعضها، تنبعث منها أصوات كأنها أنين شجاع مفقود. داخل الكوخ، كانت ساحرة عجوز تجلس على كرسي خشبي مهدم. أمامها، على الطاولة الخشبية المتهالكة، جلست بومة غريبة، عيونها اللامعة تراقب الساحرة كما لو كانت تتحدث إليها بصمت. العجوز، عميقة النظر في عينيها، بدت وكأنها تصغي لكل كلمة تنطق بها البومة رغم أنها لم تفتح فمها.
      
      بعد لحظات، نهضت العجوز ببطء، وخرجت من الكوخ. نظرت إلى السماء السوداء الكاحلة، حيث كانت الغيوم تغطي القمر. رفعت يديها وأطلقت ابتسامة غامضة ومربكة على وجهها.
      
      "إنه دوري الآن، أيها الملك الأسود. لم أتوقع أن يصل الأمر إلى هذا الحد... إلى الملك الأسود."
      
      رفعت رأسها إلى السماء، وتُصدر صوتاً خافتاً من فمها، كأنها تصدح بحزن مزيف: (تؤتؤتؤ... تؤتؤتؤ). مع كل نغمة، كانت الرياح تعصف من حولها، وكأن الطبيعة تستجيب لها.
      
      ثم، رفعت يديها مجددًا، ودعوت الغربان، التي كانت تحوم في الظلام. بأعينهم الحادة وأجنحتهم التي تحركت كظل قاتم، بدأوا في التجمع حولها.
      
      "راقبوا كل شيء... لن تفلتوا من هذا المراقب."
      
      الغربان، كما لو كانوا جزءاً من الحلم، انتشروا في الهواء، متجهين نحو الأماكن التي لا يمكن للعين البشرية الوصول إليها. كانت الساحرة قد بدأت في لعب دورها في لعبة أكبر بكثير من أي شيء قد يتخيله عقل بشري.
      
      ♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
      وكانت تلك بداية القصة الجميلة، حيث بدأت الأحداث الرومانسية والمفرحة التي جمعت بين اسكاى وليان معًا.
      
      هل سيحبان بعضهما كما يحدث في الروايات؟
      هل ستكون النهاية كما يتمنى كل عاشق؟
      هل ستعود الأرواح إلى مكانها كما كانت؟
      هل سيحب الملك ليان حقًا، أم كما قال سيقطع رأسها؟
      هل سيقع في حب تلك الحمراء؟
      هل سيقبل القدر الذي جمعهما معًا؟
      
      كما قال العظماء:
      
      "الحب لا يُرى بالعيون... بل يُحس بالقلب."
      "أنتِ البداية التي لا نهاية لها، والحلم الذي لا أريد أن أستيقظ منه."
      "كلما نظرتُ إليكِ، شعرتُ أنني أعيش للمرة الأولى."
      "في حضوركِ، يصبح العالم قصيدة حب، تُكتب بأنفاس العاشقين."
      
      🌹 إذا، تلك هي بداية العشق والمرح، وبداية الفتاة المنشودة، أسطورة الحمراء، وأسطورة الملك الأسود. 🌹
      وحد الله ♥
      the end
      
      
      رسائل أحدث رسائل أقدم الصفحة الرئيسية

      Pages

      authorX

      مؤلفون تلقائي

      نظام شراء