رواية اسطورة الملك الاسود - الفصل السادس

اسطورة الملك الاسود 6

2025, سما أحمد

رواية فانتازيا

مجانا

في عالم خيالي غامض، تجد ليان نفسها داخل جسد الملك الأسود، إسكاي، بعد حادثة غامضة. وسط صراعات القصر والسياسة، تتولد مشاعر معقدة بينها وبين الملك الحقيقي، الذي يجب أن يتزوجها لاستعادة جسده. بينما يتصارع الماضي والمصير، تُختبر قوة الحب والقدر في رحلة مليئة بالمغامرات والخداع.

ليان

تجد نفسها فجأة في جسد الملك الأسود، تحاول التكيف مع هذا الوضع الغريب

لورين

والدة ليان، امرأة قوية وذكية، تحاول فهم ما حدث لابنتها وحمايتها.

الساحرة العجوز

شخصية غامضة تلعب دورًا محوريًا في تبادل الأرواح، وتمتلك أسرارًا تغير مسار الأحداث.
تم نسخ الرابط
اسطورة الملك الاسود

فى القصر

جمعت ليان الفواكه المتساقطة وساعدت العجوز على الوقوف مجددًا. قبل أن تهم بالكلام، نادى ليو الحراس لمساعدة الخادمة العجوز.

اقترب الحراس وأخذوا العجوز بعيدًا عن المكان، بينما أمسك ليو بيد ليان وسحبها بسرعة خلفه، متجنبًا أن يراهم أحد.

توقف فجأة ونظر إليها بحدة، صوته منخفض لكن غاضب:

هل فقدتِ عقلكِ؟ كنتِ تلعبين دوركِ جيدًا وكدنا ندخل الغرفة بنجاح. لماذا قمتِ بهذا التصرف؟!

نظرت إليه ليان بعينين ثابتتين، صوتها هادئ لكن حازم:

لماذا تصرخ علي؟ لم أفعل شيئًا خاطئًا. فقط ساعدتها. لو كان الملك مكاني، كان سيفعل الشيء نفسه.
رد عليها ليو بتهكم:

الملك؟ لا، لن يفعل. كان سيطردها من القصر فورًا، دون أن ينحني لأي شخص. هذا هو الملك.

ساد صمت قصير بينهما، نظرت ليان إلى ليو وكأنها تريد الرد، لكنها تراجعت. كان قلبها يصر على أن الخير لا يجب أن يُخفيه أحد، لكن عقلها كان يدرك أن القصر لا يحتمل ضعفًا كهذا.

قالت ليان بنبرة مملة:
"حسنًا، دعني من هذا... أين غرفتي؟"

رد ليو مستغربًا:
"غرفتك؟ آه، هل تقصدين غرفة الملك؟"

نظرت إليه بعدم تصديق وقالت:
"ماذا؟ هل تعني أنني سأجلس في غرفة الملك؟ أووه..."

قال ليو بنفاد صبر:
"هيا بنا إلى غرفة جلالته."

تحركوا جميعًا نحو الغرفة، حتى وصلوا إلى باب أسود ضخم عليه نقوش غريبة لم تستطع ليان فهمها. فتح ليو الباب، وتسللت الدهشة إلى وجه ليان:
"جميلة!..."

توقفت للحظة، ثم أكملت وهي غير مصدقة:
"لكنها متواضعة... إنها مختلفة عن توقعاتي. ليست فاخرة."

سألها ليو بهدوء:
"وماذا كنتِ تتوقعين؟"

أجابت وهي تتفحص الغرفة:
"ظننت أنها ستكون مصنوعة من الذهب أو مليئة بالأشياء الثمينة، لكنها عكس ذلك تمامًا."

ابتسم ليو بخفة وقال:
"الملك لا يحب التفاخر. إنه متواضع جدًا، لكن قلة فقط تدرك ذلك."

ليان قالت بغضب شديد وهي تنظر إلى ليو: "لعنة عليك وعلى ملكك هذا الأحمق! هو يتفاخر بقدرته الخارقة وليس بما يملك من ذهب أو ملابس! هل تصدقون هذا؟"

رد ليو بجدية، دون أن يخفى على ملامحه استهزاءه: "ليان، بصدق، أليس له الحق في التفاخر؟"

غضبها تزايد، وأجابت دون تردد: "لعنته عليك وعلى ملكك، لا أستطيع تحمله!..."

ابتسم ليو ابتسامة خفيفة، مليئة بالاستفزاز وقال: "تخيلي لو سمعك الملك، ماذا سيفعل؟"

ليان نظرت إليه بابتسامة مليئة بالاستفزاز، وقالت ببرود: "عزيزي، أنا أستغل الفرصة، بما أن الملك غير موجود هنا."

ثم توقفت ليان فجأة، وأكملت كلامها، وقد بدا الجديّة واضحة في نبرتها: "هيا، اخرج من هنا. أريد الاستحمام. اه، قبل أن تخرج، أين الملابس التي يجب أن أرتديها؟"

اتجه ليو نحو الخزانة الضخمة التي تحتوي على ملابس الملك، وقال وهو يفتحها: "هذه هي الملابس."

نظرت ليان إلى الملابس في فزع ورفض: "أتتركني أرتدي تلك الملابس؟ إنها بشعة! انظر إلى تلك الألوان! ما هذا؟ يا إلهي!"

ليو نظر إليها وهو يرفع حاجبه بتململ وقال، وقد بدا غير صبور: "ليان، استمعي جيدًا. أنتِ الآن في جسد الملك الأسود، لذا أصبحتِ ملك إسكاى مؤقتًا. هل كنتِ تتصورين أن الملك الأسود سيرتدي الأحمر أو الأخضر أو الأبيض؟ استمعي لي جيدًا، أنتِ بالأصل لن تخرجي من الغرفة لمدة أسبوعين حتى يتم الزفاف، لذلك افعلي ما تشائين. ليس لي دخل بك."

انتهى كلامه بصراخ عليها وترك الغرفة، تاركًا ليان واقفة مصدومة. كانت كلمات ليو موجعة، وحركت في نفسها تساؤلات عديدة.

قالت مستغربة: "ماذا حدث له؟ ماذا فعلت؟ كيف وقعت مع هؤلاء المجانين؟"

بعد لحظة من التفكير، أخذت ليان أي ملابس من الخزانة، ثم اتجهت نحو الحمام. عندما دخلت، كانت متفاجئة من فخامة الحمام.

"رائع، إنه جميل جدًا!" قالت ليان متفاجئة. ثم تذكرت فجأة أنها في جسد إسكاى. همست بصدمه: "لحظة، كيف سأخلع تلك الملابس؟"

قررت أن تستحم بملابسها الداخلية فقط. نزعت كل شيء ما عدا ملابسها الداخلية، ثم نظرت إلى جسد إسكاى بإعجاب شديد.

"جميل! جسده رائع! لكن عقله ليس في حالة جيدة." قالت ليان، بينما كانت تلمس عضلات بطنه وكتفه بإعجاب.

ثم تذكرت الوعد الذي قطعته لإسكاى: أن لا تنظر إلى جسده مقابل أن لا ينظر إلى جسدها. عبست وقالت في نفسها: "لماذا قلت ذلك؟ هذا غباء! لكن لا يهم الآن، هي بنا إلى هذا الجمال!"

أشارت إلى الحمام، ثم بدأت في الاستحمام. أخذت وقتًا طويلاً جدًا في الاستحمام، وكأنها كانت تستمتع بكل لحظة فيه.

بعد أن انتهت من الاستحمام، ارتدت ملابسها ودخلت إلى سرير الملك. استلقت عليه بكل راحة، وغرقت في عالم الأحلام، متناسية كل ما حدث.

عند اسكاى و ام ليان

وقف إسكاي بلا أي أثر للدهشة، كأنه لم يسمع شيئًا يستحق الاهتمام. تحرك نحو أقرب كرسي وجلس عليه بوقار ملكي، رغم أن جسد ليان لم يكن يساعده، لكن روح الملك داخله فرضت حضورها. وضع قدمًا فوق الأخرى، بينما وقفت لورين أمامه، غير مصدقة ما تراه.

نظر إسكاي إليها مباشرة، بعينين خاليتين من أي مشاعر، وقال بصوت هادئ، يكاد يكون ساخرًا:
"يقال إن الأم تعرف أبناءها دون الحاجة إلى دليل، لكن يبدو أن هذه ليست مجرد وهم ."

ابتسم ابتسامة خفيفة، مليئة بالثقة والبرود، قبل أن يكمل:
"أنتِ على حق، أنا لست ابنتكِ، ولن أكون يومًا كذلك."

اتسعت عينا لورين، وملامح الحزن تسللت إلى وجهها رغم محاولتها إخفاءها. صوتها خرج متحشرجًا وهي تسأل بقلق:
"إذن من أنت؟ وأين ابنتي؟ ماذا حدث؟ أخبرني الآن!"

أسند إسكاي يده على الطاولة بجانبه، بينما الأخرى بقيت مسترخية على ركبته. لمعت عيناه ببرود وهو يجيب:
"أنتِ كثيرة الأسئلة، مثل ابنتكِ تمامًا... لكن لا بأس، سأجيبك، ليس لأنني ملزم بذلك، بل لأنني أكره الإلحاح."

أشار لها بالجلوس، فأطاعت بصمت، رغم اضطرابها. بدأ إسكاي يروي ما حدث بالتفصيل، وكلما تقدم في الحديث، ازدادت ملامح لورين ذهولًا وخوفًا. وضعت يدها على فمها، والدموع تجمعت في عينيها قبل أن تنهار تمامًا. ارتجف جسدها وهي تبكي بحرقة، وكأنها تستوعب لأول مرة المصيبة التي حلت بابنتها.

كان إسكاي يراقبها بملل وضيق. زفر بضجر، وتمتم في نفسه:
"يا لهذه العائلة العاطفية! لمَ كل هذا الحزن؟ في أي ورطة أوقعتُ نفسي؟ كان عليّ أن أتجاهل إحساسي اللعين يوم ذهبت إلى ذلك الجبل."

أفاق من أفكاره عندما سمع بكاءها يزداد. زفر مجددًا، ثم قال بصوت حازم:
"توقفي عن البكاء، يا سيدتي. سأجد حلًا قريبًا جدًا."

رفعت لورين رأسها سريعًا، وملامح الأمل امتزجت بالحيرة:
"حقًا؟ كيف؟"

تنهد إسكاي، وألقى نظرة جانبية قبل أن يقول بجفاف:
"سأتزوج ابنتك."

شهقت لورين، وكأنها لم تصدق ما سمعته:
"ماذا؟!"

رفع إسكاي حاجبه باستغراب:
"نعم، هل هذا غريب؟"

تأملته بقلق، وكأنها تحاول فهم نواياه. ثم قالت بحذر:
"وأبعد أن تحل المشكلة؟ ماذا سيحدث لابنتي؟ هل ستبقى زوجتك؟"

نظر إليها بصمت، عقله يعمل بسرعة. لم يكن قد فكر في هذه الجزئية. كيف يخبرها أنه خطط لإنهاء حياة ليان بعد أن ينتهي كل شيء؟ تخيل للحظة رأسها معلقًا على بوابة المملكة، لكنه بالطبع لا يستطيع قول ذلك.

أخفى أفكاره، ورفع كتفيه بلامبالاة:
"ماذا سأفعل بها؟"

ضاقت عينا لورين وهي تكرر السؤال بحزم:
"هل ستبقى زوجتك بعد انتهاء كل شيء؟"

تأملها للحظات، ثم قال بصوت ثابت، دون تردد:
"أجل، ستكون زوجتي، ولن أتخلى عنها."

تنفست لورين الصعداء، ثم نظرت إليه بامتنان:
"أرجوك، اعتنِ بها جيدًا. إنها طيبة القلب، رغم أنها حمقاء أحيانًا، وعنيدة لا تسمع الكلام. لكنها ستخاف منك وتحترمك كملك وزوج."

تذكر إسكاي كيف كانت تستهزئ به في الغابة، كيف تعاملت معه بلا أدنى احترام، وكيف تحدته بلا خوف. شعر بانزعاج داخلي، لكنه أخفى ذلك، واكتفى بتحريك رأسه ببطء لإبعاد الذكرى.

قالت لورين بعد لحظة صمت:
"ومتى سيتم الزواج؟"

عدل إسكاي جلسته، وقال بجدية:
"بعد أسبوعين."

شهقت لورين:
"بتلك السرعة؟! وكيف سيتم ذلك؟"

وقف إسكاي من مكانه، وأجاب بملل:
"لا تقلقي، سأتولى الأمر. حارسي الشخصي، ليو، سيهتم بكل التفاصيل."

ثم استدار وخرج، تاركًا لورين في دوامة من الحيرة والقلق.

دخل غرفة ليان، وألقى بنفسه على سريرها، عينيه معلقتان بالسقف، ملامحه مليئة بالكآبة.

همس بصوت منخفض، وكأنه يحدث نفسه:
"كيف وجدتُ نفسي في هذه الفوضى؟ هذه العائلة مجنونة... يا ليتني لم أذهب لذلك الجبل، كنت أعرف أن شيئًا سيئًا سيحدث، لكن ليس إلى هذا الحد."

زفر بضيق، ثم عض على شفتيه بغضب وهو يضرب السرير بقبضته:
"كل هذا بسبب تلك الحمقاء الحمراء! اللعنة عليها وعلى عائلتها كلها! أقسم أني سأحبسكِ، ليان، وسأجعلكِ تندمين على كل لحظة جعلتِني أعيش فيها هذه الفوضى!"
صرخ بشدة، كانت صرخاته تتردد في الغرفة المظلمة، محطمة سكون الليل. تراجعت مشاعره المتضاربة، بينما كان يعاني من الفوضى التي عاشت داخل عقله طوال الوقت. أخذ نفسًا عميقًا، يحاول أن يهدئ من نفسه، لكن الكلمات التي خرجت منه كانت كافية لتسرب الارتباك إلى قلبه.
لم يكن لديه الوقت للتفكير في ما قاله أو كيف وصل إلى هذه اللحظة. غلبه الإرهاق العقلي، فاستلقى على السرير، يحاول النوم، وإن كان عقله مشغولًا بكل شيء حوله.

عينيه مغلقتان، لكنه لم يجد الراحة. تفكيره لم يتوقف عن الدوران، وكل شيء بدا وكأنما يسير في اتجاه لا يمكنه الهروب منه.

"هل حقًا وصلت لهذا الحد؟" همس لنفسه، مستسلمًا للنوم الذي كان يرفض أن يأتي.

♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
في مكان بعيد، حيث يلتقي الليل بالظلام، كان هناك كوخ قديم جداً وسط غابة كثيفة، مظلمة إلى حد أن الضوء لم يكن ليخترقها. الأشجار العتيقة تتشابك مع بعضها، تنبعث منها أصوات كأنها أنين شجاع مفقود. داخل الكوخ، كانت ساحرة عجوز تجلس على كرسي خشبي مهدم. أمامها، على الطاولة الخشبية المتهالكة، جلست بومة غريبة، عيونها اللامعة تراقب الساحرة كما لو كانت تتحدث إليها بصمت. العجوز، عميقة النظر في عينيها، بدت وكأنها تصغي لكل كلمة تنطق بها البومة رغم أنها لم تفتح فمها.

بعد لحظات، نهضت العجوز ببطء، وخرجت من الكوخ. نظرت إلى السماء السوداء الكاحلة، حيث كانت الغيوم تغطي القمر. رفعت يديها وأطلقت ابتسامة غامضة ومربكة على وجهها.

"إنه دوري الآن، أيها الملك الأسود. لم أتوقع أن يصل الأمر إلى هذا الحد... إلى الملك الأسود."

رفعت رأسها إلى السماء، وتُصدر صوتاً خافتاً من فمها، كأنها تصدح بحزن مزيف: (تؤتؤتؤ... تؤتؤتؤ). مع كل نغمة، كانت الرياح تعصف من حولها، وكأن الطبيعة تستجيب لها.

ثم، رفعت يديها مجددًا، ودعوت الغربان، التي كانت تحوم في الظلام. بأعينهم الحادة وأجنحتهم التي تحركت كظل قاتم، بدأوا في التجمع حولها.

"راقبوا كل شيء... لن تفلتوا من هذا المراقب."

الغربان، كما لو كانوا جزءاً من الحلم، انتشروا في الهواء، متجهين نحو الأماكن التي لا يمكن للعين البشرية الوصول إليها. كانت الساحرة قد بدأت في لعب دورها في لعبة أكبر بكثير من أي شيء قد يتخيله عقل بشري.

♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
وكانت تلك بداية القصة الجميلة، حيث بدأت الأحداث الرومانسية والمفرحة التي جمعت بين اسكاى وليان معًا.

هل سيحبان بعضهما كما يحدث في الروايات؟
هل ستكون النهاية كما يتمنى كل عاشق؟
هل ستعود الأرواح إلى مكانها كما كانت؟
هل سيحب الملك ليان حقًا، أم كما قال سيقطع رأسها؟
هل سيقع في حب تلك الحمراء؟
هل سيقبل القدر الذي جمعهما معًا؟

كما قال العظماء:

"الحب لا يُرى بالعيون... بل يُحس بالقلب."
"أنتِ البداية التي لا نهاية لها، والحلم الذي لا أريد أن أستيقظ منه."
"كلما نظرتُ إليكِ، شعرتُ أنني أعيش للمرة الأولى."
"في حضوركِ، يصبح العالم قصيدة حب، تُكتب بأنفاس العاشقين."

🌹 إذا، تلك هي بداية العشق والمرح، وبداية الفتاة المنشودة، أسطورة الحمراء، وأسطورة الملك الأسود. 🌹
وحد الله ♥
the endفى القصر






جمعت ليان الفواكه المتساقطة وساعدت العجوز على الوقوف مجددًا. قبل أن تهم بالكلام، نادى ليو الحراس لمساعدة الخادمة العجوز.

اقترب الحراس وأخذوا العجوز بعيدًا عن المكان، بينما أمسك ليو بيد ليان وسحبها بسرعة خلفه، متجنبًا أن يراهم أحد.

توقف فجأة ونظر إليها بحدة، صوته منخفض لكن غاضب:

هل فقدتِ عقلكِ؟ كنتِ تلعبين دوركِ جيدًا وكدنا ندخل الغرفة بنجاح. لماذا قمتِ بهذا التصرف؟!

نظرت إليه ليان بعينين ثابتتين، صوتها هادئ لكن حازم:

لماذا تصرخ علي؟ لم أفعل شيئًا خاطئًا. فقط ساعدتها. لو كان الملك مكاني، كان سيفعل الشيء نفسه.
رد عليها ليو بتهكم:

الملك؟ لا، لن يفعل. كان سيطردها من القصر فورًا، دون أن ينحني لأي شخص. هذا هو الملك.

ساد صمت قصير بينهما، نظرت ليان إلى ليو وكأنها تريد الرد، لكنها تراجعت. كان قلبها يصر على أن الخير لا يجب أن يُخفيه أحد، لكن عقلها كان يدرك أن القصر لا يحتمل ضعفًا كهذا.

قالت ليان بنبرة مملة:
"حسنًا، دعني من هذا... أين غرفتي؟"

رد ليو مستغربًا:
"غرفتك؟ آه، هل تقصدين غرفة الملك؟"

نظرت إليه بعدم تصديق وقالت:
"ماذا؟ هل تعني أنني سأجلس في غرفة الملك؟ أووه..."

قال ليو بنفاد صبر:
"هيا بنا إلى غرفة جلالته."

تحركوا جميعًا نحو الغرفة، حتى وصلوا إلى باب أسود ضخم عليه نقوش غريبة لم تستطع ليان فهمها. فتح ليو الباب، وتسللت الدهشة إلى وجه ليان:
"جميلة!..."

توقفت للحظة، ثم أكملت وهي غير مصدقة:
"لكنها متواضعة... إنها مختلفة عن توقعاتي. ليست فاخرة."

سألها ليو بهدوء:
"وماذا كنتِ تتوقعين؟"

أجابت وهي تتفحص الغرفة:
"ظننت أنها ستكون مصنوعة من الذهب أو مليئة بالأشياء الثمينة، لكنها عكس ذلك تمامًا."

ابتسم ليو بخفة وقال:
"الملك لا يحب التفاخر. إنه متواضع جدًا، لكن قلة فقط تدرك ذلك."

ليان قالت بغضب شديد وهي تنظر إلى ليو: "لعنة عليك وعلى ملكك هذا الأحمق! هو يتفاخر بقدرته الخارقة وليس بما يملك من ذهب أو ملابس! هل تصدقون هذا؟"

رد ليو بجدية، دون أن يخفى على ملامحه استهزاءه: "ليان، بصدق، أليس له الحق في التفاخر؟"

غضبها تزايد، وأجابت دون تردد: "لعنته عليك وعلى ملكك، لا أستطيع تحمله!..."

ابتسم ليو ابتسامة خفيفة، مليئة بالاستفزاز وقال: "تخيلي لو سمعك الملك، ماذا سيفعل؟"

ليان نظرت إليه بابتسامة مليئة بالاستفزاز، وقالت ببرود: "عزيزي، أنا أستغل الفرصة، بما أن الملك غير موجود هنا."

ثم توقفت ليان فجأة، وأكملت كلامها، وقد بدا الجديّة واضحة في نبرتها: "هيا، اخرج من هنا. أريد الاستحمام. اه، قبل أن تخرج، أين الملابس التي يجب أن أرتديها؟"

اتجه ليو نحو الخزانة الضخمة التي تحتوي على ملابس الملك، وقال وهو يفتحها: "هذه هي الملابس."

نظرت ليان إلى الملابس في فزع ورفض: "أتتركني أرتدي تلك الملابس؟ إنها بشعة! انظر إلى تلك الألوان! ما هذا؟ يا إلهي!"

ليو نظر إليها وهو يرفع حاجبه بتململ وقال، وقد بدا غير صبور: "ليان، استمعي جيدًا. أنتِ الآن في جسد الملك الأسود، لذا أصبحتِ ملك إسكاى مؤقتًا. هل كنتِ تتصورين أن الملك الأسود سيرتدي الأحمر أو الأخضر أو الأبيض؟ استمعي لي جيدًا، أنتِ بالأصل لن تخرجي من الغرفة لمدة أسبوعين حتى يتم الزفاف، لذلك افعلي ما تشائين. ليس لي دخل بك."

انتهى كلامه بصراخ عليها وترك الغرفة، تاركًا ليان واقفة مصدومة. كانت كلمات ليو موجعة، وحركت في نفسها تساؤلات عديدة.

قالت مستغربة: "ماذا حدث له؟ ماذا فعلت؟ كيف وقعت مع هؤلاء المجانين؟"

بعد لحظة من التفكير، أخذت ليان أي ملابس من الخزانة، ثم اتجهت نحو الحمام. عندما دخلت، كانت متفاجئة من فخامة الحمام.

"رائع، إنه جميل جدًا!" قالت ليان متفاجئة. ثم تذكرت فجأة أنها في جسد إسكاى. همست بصدمه: "لحظة، كيف سأخلع تلك الملابس؟"

قررت أن تستحم بملابسها الداخلية فقط. نزعت كل شيء ما عدا ملابسها الداخلية، ثم نظرت إلى جسد إسكاى بإعجاب شديد.

"جميل! جسده رائع! لكن عقله ليس في حالة جيدة." قالت ليان، بينما كانت تلمس عضلات بطنه وكتفه بإعجاب.

ثم تذكرت الوعد الذي قطعته لإسكاى: أن لا تنظر إلى جسده مقابل أن لا ينظر إلى جسدها. عبست وقالت في نفسها: "لماذا قلت ذلك؟ هذا غباء! لكن لا يهم الآن، هي بنا إلى هذا الجمال!"

أشارت إلى الحمام، ثم بدأت في الاستحمام. أخذت وقتًا طويلاً جدًا في الاستحمام، وكأنها كانت تستمتع بكل لحظة فيه.

بعد أن انتهت من الاستحمام، ارتدت ملابسها ودخلت إلى سرير الملك. استلقت عليه بكل راحة، وغرقت في عالم الأحلام، متناسية كل ما حدث.

عند اسكاى و ام ليان

وقف إسكاي بلا أي أثر للدهشة، كأنه لم يسمع شيئًا يستحق الاهتمام. تحرك نحو أقرب كرسي وجلس عليه بوقار ملكي، رغم أن جسد ليان لم يكن يساعده، لكن روح الملك داخله فرضت حضورها. وضع قدمًا فوق الأخرى، بينما وقفت لورين أمامه، غير مصدقة ما تراه.

نظر إسكاي إليها مباشرة، بعينين خاليتين من أي مشاعر، وقال بصوت هادئ، يكاد يكون ساخرًا:
"يقال إن الأم تعرف أبناءها دون الحاجة إلى دليل، لكن يبدو أن هذه ليست مجرد وهم ."

ابتسم ابتسامة خفيفة، مليئة بالثقة والبرود، قبل أن يكمل:
"أنتِ على حق، أنا لست ابنتكِ، ولن أكون يومًا كذلك."

اتسعت عينا لورين، وملامح الحزن تسللت إلى وجهها رغم محاولتها إخفاءها. صوتها خرج متحشرجًا وهي تسأل بقلق:
"إذن من أنت؟ وأين ابنتي؟ ماذا حدث؟ أخبرني الآن!"

أسند إسكاي يده على الطاولة بجانبه، بينما الأخرى بقيت مسترخية على ركبته. لمعت عيناه ببرود وهو يجيب:
"أنتِ كثيرة الأسئلة، مثل ابنتكِ تمامًا... لكن لا بأس، سأجيبك، ليس لأنني ملزم بذلك، بل لأنني أكره الإلحاح."

أشار لها بالجلوس، فأطاعت بصمت، رغم اضطرابها. بدأ إسكاي يروي ما حدث بالتفصيل، وكلما تقدم في الحديث، ازدادت ملامح لورين ذهولًا وخوفًا. وضعت يدها على فمها، والدموع تجمعت في عينيها قبل أن تنهار تمامًا. ارتجف جسدها وهي تبكي بحرقة، وكأنها تستوعب لأول مرة المصيبة التي حلت بابنتها.

كان إسكاي يراقبها بملل وضيق. زفر بضجر، وتمتم في نفسه:
"يا لهذه العائلة العاطفية! لمَ كل هذا الحزن؟ في أي ورطة أوقعتُ نفسي؟ كان عليّ أن أتجاهل إحساسي اللعين يوم ذهبت إلى ذلك الجبل."

أفاق من أفكاره عندما سمع بكاءها يزداد. زفر مجددًا، ثم قال بصوت حازم:
"توقفي عن البكاء، يا سيدتي. سأجد حلًا قريبًا جدًا."

رفعت لورين رأسها سريعًا، وملامح الأمل امتزجت بالحيرة:
"حقًا؟ كيف؟"

تنهد إسكاي، وألقى نظرة جانبية قبل أن يقول بجفاف:
"سأتزوج ابنتك."

شهقت لورين، وكأنها لم تصدق ما سمعته:
"ماذا؟!"

رفع إسكاي حاجبه باستغراب:
"نعم، هل هذا غريب؟"

تأملته بقلق، وكأنها تحاول فهم نواياه. ثم قالت بحذر:
"وأبعد أن تحل المشكلة؟ ماذا سيحدث لابنتي؟ هل ستبقى زوجتك؟"

نظر إليها بصمت، عقله يعمل بسرعة. لم يكن قد فكر في هذه الجزئية. كيف يخبرها أنه خطط لإنهاء حياة ليان بعد أن ينتهي كل شيء؟ تخيل للحظة رأسها معلقًا على بوابة المملكة، لكنه بالطبع لا يستطيع قول ذلك.

أخفى أفكاره، ورفع كتفيه بلامبالاة:
"ماذا سأفعل بها؟"

ضاقت عينا لورين وهي تكرر السؤال بحزم:
"هل ستبقى زوجتك بعد انتهاء كل شيء؟"

تأملها للحظات، ثم قال بصوت ثابت، دون تردد:
"أجل، ستكون زوجتي، ولن أتخلى عنها."

تنفست لورين الصعداء، ثم نظرت إليه بامتنان:
"أرجوك، اعتنِ بها جيدًا. إنها طيبة القلب، رغم أنها حمقاء أحيانًا، وعنيدة لا تسمع الكلام. لكنها ستخاف منك وتحترمك كملك وزوج."

تذكر إسكاي كيف كانت تستهزئ به في الغابة، كيف تعاملت معه بلا أدنى احترام، وكيف تحدته بلا خوف. شعر بانزعاج داخلي، لكنه أخفى ذلك، واكتفى بتحريك رأسه ببطء لإبعاد الذكرى.

قالت لورين بعد لحظة صمت:
"ومتى سيتم الزواج؟"

عدل إسكاي جلسته، وقال بجدية:
"بعد أسبوعين."

شهقت لورين:
"بتلك السرعة؟! وكيف سيتم ذلك؟"

وقف إسكاي من مكانه، وأجاب بملل:
"لا تقلقي، سأتولى الأمر. حارسي الشخصي، ليو، سيهتم بكل التفاصيل."

ثم استدار وخرج، تاركًا لورين في دوامة من الحيرة والقلق.

دخل غرفة ليان، وألقى بنفسه على سريرها، عينيه معلقتان بالسقف، ملامحه مليئة بالكآبة.

همس بصوت منخفض، وكأنه يحدث نفسه:
"كيف وجدتُ نفسي في هذه الفوضى؟ هذه العائلة مجنونة... يا ليتني لم أذهب لذلك الجبل، كنت أعرف أن شيئًا سيئًا سيحدث، لكن ليس إلى هذا الحد."

زفر بضيق، ثم عض على شفتيه بغضب وهو يضرب السرير بقبضته:
"كل هذا بسبب تلك الحمقاء الحمراء! اللعنة عليها وعلى عائلتها كلها! أقسم أني سأحبسكِ، ليان، وسأجعلكِ تندمين على كل لحظة جعلتِني أعيش فيها هذه الفوضى!"
صرخ بشدة، كانت صرخاته تتردد في الغرفة المظلمة، محطمة سكون الليل. تراجعت مشاعره المتضاربة، بينما كان يعاني من الفوضى التي عاشت داخل عقله طوال الوقت. أخذ نفسًا عميقًا، يحاول أن يهدئ من نفسه، لكن الكلمات التي خرجت منه كانت كافية لتسرب الارتباك إلى قلبه.
لم يكن لديه الوقت للتفكير في ما قاله أو كيف وصل إلى هذه اللحظة. غلبه الإرهاق العقلي، فاستلقى على السرير، يحاول النوم، وإن كان عقله مشغولًا بكل شيء حوله.

عينيه مغلقتان، لكنه لم يجد الراحة. تفكيره لم يتوقف عن الدوران، وكل شيء بدا وكأنما يسير في اتجاه لا يمكنه الهروب منه.

"هل حقًا وصلت لهذا الحد؟" همس لنفسه، مستسلمًا للنوم الذي كان يرفض أن يأتي.

♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
في مكان بعيد، حيث يلتقي الليل بالظلام، كان هناك كوخ قديم جداً وسط غابة كثيفة، مظلمة إلى حد أن الضوء لم يكن ليخترقها. الأشجار العتيقة تتشابك مع بعضها، تنبعث منها أصوات كأنها أنين شجاع مفقود. داخل الكوخ، كانت ساحرة عجوز تجلس على كرسي خشبي مهدم. أمامها، على الطاولة الخشبية المتهالكة، جلست بومة غريبة، عيونها اللامعة تراقب الساحرة كما لو كانت تتحدث إليها بصمت. العجوز، عميقة النظر في عينيها، بدت وكأنها تصغي لكل كلمة تنطق بها البومة رغم أنها لم تفتح فمها.

بعد لحظات، نهضت العجوز ببطء، وخرجت من الكوخ. نظرت إلى السماء السوداء الكاحلة، حيث كانت الغيوم تغطي القمر. رفعت يديها وأطلقت ابتسامة غامضة ومربكة على وجهها.

"إنه دوري الآن، أيها الملك الأسود. لم أتوقع أن يصل الأمر إلى هذا الحد... إلى الملك الأسود."

رفعت رأسها إلى السماء، وتُصدر صوتاً خافتاً من فمها، كأنها تصدح بحزن مزيف: (تؤتؤتؤ... تؤتؤتؤ). مع كل نغمة، كانت الرياح تعصف من حولها، وكأن الطبيعة تستجيب لها.

ثم، رفعت يديها مجددًا، ودعوت الغربان، التي كانت تحوم في الظلام. بأعينهم الحادة وأجنحتهم التي تحركت كظل قاتم، بدأوا في التجمع حولها.

"راقبوا كل شيء... لن تفلتوا من هذا المراقب."

الغربان، كما لو كانوا جزءاً من الحلم، انتشروا في الهواء، متجهين نحو الأماكن التي لا يمكن للعين البشرية الوصول إليها. كانت الساحرة قد بدأت في لعب دورها في لعبة أكبر بكثير من أي شيء قد يتخيله عقل بشري.

♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
وكانت تلك بداية القصة الجميلة، حيث بدأت الأحداث الرومانسية والمفرحة التي جمعت بين اسكاى وليان معًا.

هل سيحبان بعضهما كما يحدث في الروايات؟
هل ستكون النهاية كما يتمنى كل عاشق؟
هل ستعود الأرواح إلى مكانها كما كانت؟
هل سيحب الملك ليان حقًا، أم كما قال سيقطع رأسها؟
هل سيقع في حب تلك الحمراء؟
هل سيقبل القدر الذي جمعهما معًا؟

كما قال العظماء:

"الحب لا يُرى بالعيون... بل يُحس بالقلب."
"أنتِ البداية التي لا نهاية لها، والحلم الذي لا أريد أن أستيقظ منه."
"كلما نظرتُ إليكِ، شعرتُ أنني أعيش للمرة الأولى."
"في حضوركِ، يصبح العالم قصيدة حب، تُكتب بأنفاس العاشقين."

🌹 إذا، تلك هي بداية العشق والمرح، وبداية الفتاة المنشودة، أسطورة الحمراء، وأسطورة الملك الأسود. 🌹
وحد الله ♥
the end

تعليقات

authorX

مؤلفون تلقائي

نظام شراء الروايه