موصى به لك

الأقسام

الأفضل شهريًا

    الأعلى تقييمًا

      روايه مافيا الإيطاليه - الفصل الثاني

      المافيا الإيطالية

      2025, سعود بن عبدالعزيز

      أكشن

      مجانا

      بينما تحاول صوفيا أخذ استراحة من الدراسة، تُجبر على مرافقة شقيقتها إيلا في مغامرة ليلية لشراء الحلوى. تنقلب رحلتهما إلى كابوس عندما يشهدان مشهدًا خطيرًا لجريمة، لكن خطأ بسيط يكشف وجودهما، ليجدوا أنفسهم في مواجهة قاتلة مع رجال غامضين.

      صوفيا هيرنانديز

      فتاة مسؤولة وعقلانية، تحاول دائماً تجنب المشاكل، لكنها تجد نفسها في موقف خطير بسبب تهور شقيقتها.

      إيلا

      فتاة متهورة ومغامرة، تحب التحدي والاستكشاف، مما يضعها في مواقف غير متوقعة.

      الرجل ذو البدلة السوداء

      قائد المجموعة الإجرامية، قاسٍ ولا يرحم، يأمر بالقضاء على أي شهود.
      تم نسخ الرابط
      المافيا الإيطالية

      لمحت الوقت وكان 21:06. لازم أخلص مقال وواجب. ليه الجامعة صعبة لهالدرجة؟ قررت آخذ لي استراحة وانزل آكل لي شيء قبل ما أكمل الليلة الطويلة اللي تنتظرني.
      
      طلعت من غرفتي ونظرت في الممر، كان مظلم شوي لأن عمتي ناتاشا طالعة اليوم، وما فيه إلا أنا وأختي إيلا في البيت. وأنا أمشي مرّيت جنب غرفة إيلا، شفت نورها من تحت الباب. فتحت الباب ولقيتها تلبس لها هودي. فتحت عيونها وصاحت: "خوفتني!"
      
      دخلت وشفتها لابسة بنطلون رياضي رمادي وسنيكرز، كأنها ناوية تطلع. قلت لها: "وين رايحة؟" صارت تلعب بأصابعها، عاد هذي عادتها إذا انكشفت. مسكت يديها بثبات وسألتها مرة ثانية. فجأة قالت بسرعة: "بروح أشتري حلاويات."
      
      طالعَت فيها بعدم تصديق. "الساعة تسع بالليل وتبين تطلعين تشترين حلاويات؟ ليه؟" سألتها بانزعاج. ردّت بحماس: "المحل قريب، بس شارعين، وحسّيت أني أبي أجرب شيء جديد اليوم!"
      
      هذي البنت عقلها طاير. طلعت من غرفتها وأنا معصبة، ونزلت تحت، أسمع صوت خطواتها وراي وهي تلحقني للمطبخ.
      
      "صوفيا، بلييز، بيكون ممتع!" قالت وهي تتوسل. تجاهلتها وشغّلت النور، فتحت الثلاجة، بس هي بسرعة سكّرتها ووقفت قدامي.
      
      "بلييز، تعالي معي، إحنا حتى ما نعيش في منطقة خطرة!" تحاول تقنعني.
      
      تنهدت وقلت: "لو رحت معك، بتسوينها عادة، وذا الشيء خطر." صوتي كان مليان قلق.
      
      بس هي كملت تحاول تقنعني: "لكن بيكون ممتع، وما راح نتأخر، غير كذا نحتاج وقت نكلم بعض أكثر، أنتِ طول الوقت مقفلة على نفسك مشغولة بواجباتك!" قالت وهي تحاول تخليني أتحسس.
      
       
      
      "إيلا، الوقت متأخر"، قلت وأنا أمشي للمغسلة عشان آخذ لي كاسة موية.
      
      "أوكي، وش رايك نسوي اتفاق؟" قالت وهي واثقة إنها بتقدر تقنعني.
      
      قلت بانزعاج: "وشو؟" هذي البنت ما تعرف متى توقف!
      
      "إذا رحنا، أوعدك لشهر كامل ما أزعجك بأي شيء، حتى ما ألبس ملابسك!" قالت وهي جادة.
      
      بصراحة، هي دايم تزعجني وتاخذ ملابسي، غير إنها تجي تضايقني وأنا أذاكر، وهذا أكثر شيء يرفع ضغطي... يمكن، بس هالمرة، أوافق لها.
      
      تنهدت وقلت: "خلاص، بس لا تنكثين بوعدك!"
      
      "تم!" قالت وهي تنطّ من الحماس.
      
      طلعت جري لغرفتي، لبست لي هودي فوق التيشيرت الوردي، لبست سنيكرز، رفعت شعري الأشقر كعكة، حطيت جوالي ومحفظتي في جيب البنطلون الرياضي ونزلت بسرعة.
      
      إيلا كانت واقفة برّا عند الباب تنتظرني.
      
      قفلت الباب، وانطلقنا...
      
      
      بدينا نمشي في الشارع، إلى أن شفنا روجر، جارنا الفضولي اللي يحب يتدخل في كل شيء يخصنا. بسرعة، اختبينا ورا الشجيرات، نور الشارع كان قوي، ولو شافنا، رح نكون في ورطة. عشان كذا قررنا نرجع ونروح لمحل أبعد شوي، يبعد أربع شوارع عن بيتنا.
      
      وإحنا نمشي، إيلا بدأت تهذر، عاد إذا بدت تتكلم مستحيل تسكت! تنهدت وقلت بضيقة: "ليش وافقت أجي أصلاً؟" وأنا أرفع عيوني لفوق، بس طبعًا هي ما شافتني لأن الدنيا ظلام.
      
      قالت وهي تمدّ الحروف: "لأنك تحبيني."
      
      حركت عيوني وكملت أمشي وهي لازالت تتكلم بدون توقف.
      
      بدأت تطلع نكتها السخيفة، وأنا من غير ما أنتبه، ضيّعت الشارع اللي كنا مفروض نلف فيه. بعد ما مشينا ست شوارع، استوعبت إننا رسميًا ضايعين.
      
      قلت وأنا أحاول أفتح GPS الجوال: "إنتِ ما تقدرين تسكتين ولو شوي؟"
      
      إحنا توّنا منتقلين لهالحي قبل 3 شهور ولسه ما تعودت على الشوارع.
      
      ردّت وهي تستهبل علي: "إيش قصدك؟ كان المفروض تركّزين على الطريق، كنت أفكر إنك تعرفين تسوين أكثر من شيء بنفس الوقت!"
      
      طبعًا، كالعادة، بدينا نتجادل، إلين ما صرخت: "كفاية!" وأنا متأكدة إن بيتين قاموا يشغّلون أنوارهم من الصوت.
      
      تنهدت وقلت: "يلا نمشي في هالشارع ونشوف، يمكن نوصل."
      
      قالت بتأفف: "طيب."
      
      بدينا نمشي، بس لاحظت إن هالشارع أظلم من الباقيين وشكله مريب. كنا تقريبًا في نص الشارع لما بدأ قلبي يدق بسرعة.
      
      قلت بسرعة: "خلينا نرجع البيت، المكان ذا مو مريح أبدًا."
      
      إيلا باين عليها تضايقت، بس قالت: "طيب، اللي تبينه."
      
      بدينا نمشي راجعين...
      
      
      
      فجأة، سمعنا صوت رجال يصرخ في زقاق مظلم: "آسف، ما راح يتكرر!"
      
      إيلا، كعادتها، حشريتها قتلتها، وقالت بحماس: "مين ذا؟ يلا نروح نشوف!" قبل حتى ما ألحق أفتح فمي، كانت خلاص ركضت.
      
      ركضت وراها وأنا أحاول أسيطر على نفسي عشان ما أصرخ وأحد يسمعنا. وقفت إيلا واختبّت ورا حاوية نفايات كبيرة.
      
      قدامنا كان فيه أربعة رجال. واحد طايح بالأرض، يترجّاهم، أكيد هذا اللي سمعنا صوته. الرجال اللي بالنص كان لابس بدلة سوداء، ومسّك مسدس وموجهه على رأسه. واحد ثاني كان ماسك الرجال اللي طايح عشان ما يهرب، والثالث واقف على اليسار، يطالع فيه بعصبية. لو ما كان المكان مظلم، كان ممكن أشوف ملامحهم.
      
      دفعت إيلا بكتفي وقلت لها بصوت واطي: "يلا نمشي، الموضوع ذا مو لنا، راح نجيب العيد."
      
      إيلا هزت راسها وبدأت تتراجع بهدوء. وقفت وراها عشان أمشي، وفجأة…
      
      جوالي رن!
      
      كانت خالتي ناتاشا تتصل! حاولت أطفيه بأسرع وقت، بس من الرعب، ما قدرت أضغط الزر بسرعة. بعد كم ثانية، سكت الجوال… بس كان الأوان فات.
      
      سمعنا الرجال اللي ماسك المسدس يقول للي على يساره: "روح شوف مين هناك… واقتله، ما نبي شهود."
      
      تجمد الدم بعروقي، يقتلونّا؟؟
      
      بدأت أركض بأسرع ما عندي، بس ما لاحظت الطوب اللي قدامي، تعثرت فيه، واندفعت بقوة وراسي خبط في الجدار…
      
      آخر شيء فكرت فيه قبل ما أفقد الوعي: "يا رب إيلا تكون بخير…"
      
      .......
      

      روايه سنيوريتا

      سنيوريتا

      2025, كاترينا يوسف

      روايه تاريخيه

      مجانا

      يحكي الفصل الأول عن كاترينا، فتاة قوية تعيش في زمن الرومان وسط عائلة بسيطة تحمل وصمة خيانة والدها للفرس. رغم الحياة القاسية وهمجية المجتمع، استطاعت كاترينا أن تفرض احترامها بسبب علمها وقوة شخصيتها، واضعة لنفسها هدفًا بأن تصبح من الأميرات المحاربين أو تقدم علمها لخدمة الرومان.

      والد كاترينا

      متهم بالخيانة للفرس وتبادل المعلومات مع الرومان.

      كاترينا

      فتاة قوية وذكية، معروفة بعلمها وشخصيتها الصلبة

      أخت كاترينا

      خائفة ومنطوية، تتأثر بسهولة بأحداث الحياة.
      تم نسخ الرابط
      سنيوريتا

      0:00 0:00
        كنت ماشية في الزقاق الضيق. ريحة الخبز اللي طالعة من فرن صغير على آخر الشارع كانت مخلوطة بريحة التراب والعرق اللي ماليه الجو. المدينة دايمًا صاحية، حتى لما الناس بتنام، الحراس ما بيناموش.
      
      أنا كاترينا. بنت محدش بياخد باله منها، بعدي وسط الناس وكأني مش موجودة. يمكن ده كان سبب بقائي عايشة لحد دلوقتي. في مدينة زي دي، إنك تكون مش ملحوظ أحسن بكتير من إنك تكون معروف.
      
      عديت من قدام الجنود الرومان، دروعهم بتلمع وعيونهم بترصد كل حاجة. مفيش أمان، حتى جنب اللي المفروض بيحمونا. لما عين واحد منهم وقعت عليا، قلبي اتشد في صدري، بس اتعلمت من زمان إنك متظهرش خوفك.
      
      سحبت الطرحة على وشي وكملت طريقي. كان لازم أوصل للبيت قبل ما حد يشك فيا. السر اللي شايلاه تقيل، تقيل جدًا... بس مش كل حد يعرف إن أسرار زي دي ممكن تكلفني حياتي.
      
      كان عندي أب وأم وأخت وأخ، عيلة بسيطة، ساكنين في بيت قديم في طرف المدينة، بابه دايمًا يصدر صرير مع كل نسمة هوا. محدش كان يعرف عننا كتير، كنا بنعيش في هدوء. لكن اسم أبويا كان دايمًا بيتردد، مش بالخير.
      
      الناس كانت بتقول إنه خائن، مع الفرس، وإنه باعهم، وراح للرومان ينقل أخبارهم. مكنتش أعرف الحقيقة، لكن كنت شايفة في عيون الناس نظرات مريبة. كل اللي كنت أعرفه إن أبويا لما كان يرجع متأخر، كانت ملامحه متغيرة، وكأنه شايل هم العالم كله.
      
      مكنتش بجرؤ أسأله، وماما كانت دايمًا ساكتة، نظراتها مليانة قلق، وأحيانًا حزن.
      
      أما أخويا، فكان صغير ومش فاهم حاجة، وأختي كانت بتخاف من أي صوت عالي. كنا عيلة منغلقة على نفسها، وكل يوم كان بيعدي وإحنا مستنيين حاجة... مش عارفين هي إيه، بس متأكدين إنها جاية.
      
      مع مرور الوقت، بدأت نظرات الرجالة تتغير. معظمهم كانوا بيتقدموا للزواج مني، لكن كنت دايمًا برفض. مش عشان شايفة نفسي، لكن لأني مكنتش هرضى أكون تحت رحمة حد، أو أعيش حياة مفروضة عليا.
      
      حتى أهلي، رغم سكوتهم، كانوا بيحاولوا يجبروني. ماما بالكلمة الحنينة، وأبويا بالنظرات. لكنهم كانوا عارفين إني مش من النوع اللي بيرضخ. كنت معروفة بقوة شخصيتي.
      
      وأنا مش بس قوية في رأيي، لكن كمان كنت قوية في علمي. كل كلمة كان أبويا بيعلمها لي كنت بفكر فيها. كنت بسمع منه عن الحروب والسياسة، عن خطط الملوك وأسرار الجيوش. ده خلاني أكون مختلفة.
      
      وعشان كده، قررت إن العلم هو سلاحي. لو مقدرتش أكون فارسة بالسيف، هكون فارسة بالعقل. هتعلم أكتر، وهفهم أكتر، وهبني نفسي لحد ما أبقى قوة. قوة مش بس تحمي نفسها، لكن تحمي اللي حواليها.
      
      الناس هنا همجيين، حياة قاسية وما فيهاش رحمة. النساء كانت أكتر ضحايا الزمن ده، بيتعرضوا لأبشع أنواع الظلم. كانت مشاهد بتقطع القلب، ومفيش قانون يردع.
      
      لكن رغم ده كله، مفيش راجل عرف يقرب مني. مش بس عشان كنت حذرة، لكن كمان عشان مظهري. كنت دايمًا لابسة وقورة، نظراتي فيها تحدي، وخطوتي فيها قوة. وعلمي كان ليه وزنه. بعض القادة الكبار كانوا دايمًا بيوصوا عليّا.
      
      كنت ماشية في الطريق ده وقلبي مليان خوف، لكن عقلي مليان خطط. عارفة إن اللي زيي ما ينفعش يكون ضعيف، ولا يتهاون في خطوة. حياتي كانت حرب من غير سيوف، لكن فيها دم ووجع أكتر من أي ساحة قتال.
      
      
      وصلت مع أختي لورينا للسوق. وقفنا قدام الخباز وطلبت الخبز.
      
      كالعادة، أداني الخباز الخبز ورفض ياخد فلوس. حطيت الفلوس قدامه ومشيت. ده الحال معايا دايمًا، والواضح إن في حد موصي عليّ جامد.
      
      اديت لأختي لورينا الخبز ومشيت قدامها، لكن وقفت فجأة وقالت:
      – "روحي إنتي، أنا هعمل حاجة ورايا."
      
      بصيت لها باستغراب، سألتها:
      – "إيه الحاجة دي؟"
      
      ردت بسرعة وهي بتتفادى عيني:
      – "مشوار صغير، مش هتأخر."
      
      كنت حاسة إن في حاجة مش مريحة، بس سكت. قلتلها:
      – "خلي بالك من نفسك."
      
      ومشيت، لكن فضلت كل شوية أبص ورايا.
      
      أختي دايمًا كانت مجهولة بالنسبالي، متوحدة وعكس باقي اللي في سنها. قليل لما كانت تتكلم، وأكتر وقتها كانت بتقضيه لوحدها. عمرها ما حكيتلي عن حاجة تخصها، ولا كنت بفهم هي بتفكر في إيه.
      
      
      الموضوع كان غريب بالنسبالي، فمشيت وراها من غير ما تحس. لقيتها دخلت بيت قديم في طرف السوق، بابه شبه مكسور وحوله تراب كتير. وقفت بعيد، راقبتها، ومستنية أفهم هي بتعمل إيه جوا.
      
      
      بعد عشر دقايق، شفتها نازلة من البيت. مخلتهاش تاخد بالها مني، وبصيت بعيد. عدت من جنبي ومشافتنيش، ومشيت في طريقها عادي كأن مفيش حاجة حصلت.
      
      سبتها وكملت طريقي مع نفسي. كنت رايحة أتجمع مع شوية شباب وبنات من اللي شاركوا في الديوانه العليا، بنشتغل على شوية اختراعات بسيطة ممكن تساعد الرومان في حياتهم اليومية.
      
      مش اختراعات علمية زي الفرس، حاجات بسيطة بس تفيد في تسهيل الحياة. كنت دايمًا فاكرة إن أبويا عنده علم كبير، لكنه كان دايمًا بيرفض يشارك في أي مساهمة تانية بين الفرس والرومان، وكأنه شايل سر كبير مش عايز يطلعه.
      
      النقطة المهمة إن أي حد كان بيخترع حاجة مهمة أو ليه مساهمة كبيرة، كانوا بياخدوه وبيترقى لمستوى أعلى، يعيش في مكان أنضف وأرقى، بعيد عن الحياة الصعبة اللي عايشينها. ده كان دافع لناس كتير تحاول تبتكر وتثبت نفسها.
        

      روايه عرب في كوريا

      عرب في كوريا

      2025, سهى كريم

      اجتماعية

      مجانا

      في الفصل الثاني، يستعد الأصدقاء الأربعة لسفرهم إلى كوريا بعد اختيارهم ضمن بعثة جامعية. اجتمعوا في الجامعة لتوديع ذكرياتهم، ثم توجهوا إلى مطار القاهرة حيث سيبدأ فصل جديد من حياتهم. ومع أول لحظات الرحلة، غلبهم التعب وناموا في الطائرة، حاملين معهم أحلامهم وتوقعاتهم للمغامرة القادمة.

      راندا

      لبنانية مليئة بالحيوية وحب الحياة، تعشق التصوير والتألق، وتسعى دائمًا لترك بصمة خاصة بها

      سما

      فتاة مصرية مرحة وعفوية، تحب توثيق اللحظات وكتابة التفاصيل، تنظر إلى الحياة بروح متفائلة ومغامرة.

      أحمد

      شاب مصري، يهتم بالتكنولوجيا ويبحث عن تجربة تثري معرفته وتفتح له آفاقًا جديدة.
      تم نسخ الرابط
      عرب في كوريا

      الأسبوع اللي قبل السفر كان كله شغل وتحضيرات، بس ما خلاش من خروجات وضحك وذكريات عمرها ما هتتنسي. كنا عايزين نستغل كل لحظة قبل ما نسافر، نحس بطعم بلدنا ونشبع من صحبة بعض.
      
      أول يوم، اتفقنا نروح ناكل مع بعض في مكان شعبى، وقلنا لازم نختمها بأكلة مصرية أصيلة. اخترنا نروح الحسين، وفعلاً قعدنا هناك على القهوة نشرب شاي بالنعناع ونتكلم عن السفر.
      
      أحمد قال وهو ماسك الكوباية:
      "تفتكروا هنلاقي شاي بالنعناع في كوريا؟"
      
      راندا ضحكت وقالت:
      "يا عم إحنا مش رايحين عند خالتي، إحنا رايحين كوريا! هناك هيبقى فيه شاي بس أكيد مش بطعم مصر."
      
      علياء كانت هادية كعادتها وقالت:
      "المهم نعيش التجربة ونجرب كل حاجة، حتى لو الشاي هناك مش زي هنا."
      
      أنا كنت قاعدة ببص حواليا، حسيت إن المكان كله ليه طابع مختلف كده، كأنه بيودعنا على طريقته. قلت لهم وأنا ببتسم:
      "الذكريات هنا هتفضل جوانا مهما سافرنا، بس لازم نخلق ذكريات جديدة هناك."
      
      وفي يوم تاني، قررنا نروح السينما. كنا عايزين نشوف فيلم مصري ونضحك ونعيش الأجواء اللي بنحبها. قعدنا في السينما وطلبنا فشار وكولا، وأول ما الفيلم بدأ، كان الضحك مالي المكان، مش بس من الفيلم، لكن من تعليقات أحمد اللي كانت دايمًا في الصميم.
      
      "يا جدعان، ده لو راح كوريا هيتحبس، إزاي بيتصرف كده؟" قالها أحمد بصوت منخفض بس كفاية تخلينا نضحك ونلفت أنظار الناس حوالينا.
      
      بعد الفيلم، وقفنا عند عربية بطاطا، ودي كانت أهم محطة. راندا قالت وهي مسكة البطاطا السخنة:
      "دي أحلى حاجة في الدنيا، يا ريت نقدر ناخد معانا بطاطا لكوريا."
      
      أنا ضحكت وقلت:
      "خلاص، لو مقدرناش نلاقي بطاطا هناك، هنعمل جروب بطاطا عربي في كوريا!"
      
      وفي اليوم اللي بعده، رحنا على كورنيش النيل. قعدنا على السور بنتأمل المية وبنفكر في اللي جاي. كأن كل واحد فينا كان بيحاول يحفظ المشهد ده جوا قلبه.
      
      علياء قالت:
      "تفتكروا، هنتغير لما نرجع؟"
      
      أنا قلت:
      "أكيد هنتغير، كل تجربة بتغير فينا حاجة. بس اللي بينا أقوى من أي تغيير."
      
      أحمد قال وهو بيرمي حجر في المية:
      "المهم نرجع وكل واحد فينا معاه حكاية يحكيها."
      
      وفي آخر يوم قبل السفر، قررنا نروح نزور أماكننا المفضلة في الجامعة. لفينا في الحرم، وقفنا عند الكافيتيريا اللي كنا دايمًا نقعد فيها، وقفنا عند المدرج اللي شهد على تعبنا وضحكنا. كل مكان كان ليه ذكرى، وكل ذكرى كانت غالية.
      
      راندا قالت وهي بتبص حواليا:
      "المكان ده بقى زي بيتنا، هنفتقده."
      
      أنا قلت:
      "بس لما نرجع، هيكون معانا حكايات جديدة نحكيها لكل حتة هنا."
      
      وفي الآخر، قعدنا مع بعض وسكتنا شوية. كان في رهبة وحماس، شوية خوف وشوية شوق. كأننا كلنا بنودع مكان وأيام هنفتقدها. بس كنا عارفين إن اللي جاي أحلى، وإن الرحلة دي هتكون بداية جديدة لحكاية مختلفة.
      
      وفي الليلة الأخيرة، كل واحد فينا رجع بيته وجهز شنطته وهو بيفكر:
      بكرة هنبدأ أول صفحة في مغامرة جديدة.
      
      
      
      -------------
      
      
      صحينا بدري جدًا، يمكن الساعة كانت حوالي 2 بعد نص الليل، وكل واحد فينا كان بيحارب النوم وهو بيحضر نفسه. شنطنا كانت جاهزة من اليوم اللي قبله، بس الإحساس إنك خلاص مسافر بجد، ده إحساس تاني خالص.
      
      اتفقنا كلنا نتقابل في الجامعة قبل ما نروح على المطار، كنوع من العادة، كأن الجامعة كانت نقطة البداية لكل حاجة في حياتنا، ولازم تكون كمان نقطة الانطلاق لرحلتنا الجديدة.
      
      وصلت أول واحدة، واقفة قدام بوابة الجامعة، وبصيت على المكان اللي عاش جوانا سنين. حسيت إن قلبي بيتشد بين حنين لمكان قضيت فيه أجمل لحظات شبابي، وبين شوق لرحلة يمكن تغيّر حياتي كلها.
      
      وبعد شوية، شفت أحمد جاي من بعيد، شنطته على ضهره، وابتسامته اللي متعودين عليها.
      "ها يا بنت مصر، جاهزة للمغامرة؟" قالها وهو بيضحك.
      
      ضحكت وقلت:
      "جاهزين يا فارس العرب، بس قلبي واجعني على المكان."
      
      ما لحقناش نكمل كلام، لقيت علياء وراندا وصلوا، شكلهم كان فيه خلط بين الحماس والرهبة.
      
      راندا قالت وهي بتتنفس بعمق:
      "دي آخر مرة هنشوف فيها الجامعة قبل السفر... إحساس غريب."
      
      علياء ابتسمت وقالت بهدوءها المعتاد:
      "بس كل حاجة هنا هتفضل جوانا، حتى لو مشينا."
      
      وقفنا لدقايق في صمت، كأن كل واحد فينا عايز يطبع المشهد ده في دماغه. بعدها أحمد قال:
      "يلا بينا، المطار مستنينا."
      
      ركبنا العربية اللي هتوصلنا على مطار القاهرة. الطريق كان هادي، والشوارع فاضية إلا من لمبة الشارع اللي بتنور الطريق زي خيوط ذهبية. كل واحد فينا كان سرحان، وكل واحد بيفكر في حكاية جوة قلبه.
      
      وأنا كنت ببص من الشباك وبقول لنفسي:
      كل خطوة دلوقتي بتقربنا من بداية مختلفة، من قصة هنعيشها بعيد عن بلدنا، بس قريبة من قلوبنا.
      
      أول ما وصلنا المطار، الإحساس اختلف، كله كان حقيقي أكتر. شايفين المسافرين، والشنط، والنداءات اللي بتنادي على الرحلات. بجد إحساس إنك على وشك تسيب كل حاجة وتبدأ من جديد.
      
      أحمد قال وهو بيبص حوالين المطار:
      "حد مصدق إننا بعد ساعات هنكون في كوريا؟"
      
      راندا ضحكت وقالت:
      "أنا مش مستوعبة غير لما أشوف نفسي هناك وأطلب أكل كوري مش فاهمة فيه حاجة!"
      
      علياء قالت بهدوء:
      "أنا متحمسة أجرب كل جديد، بس أكتر حاجة هتوحشني هو الأكل العربي."
      
      وأنا ضحكت وقلت:
      "ماتقلقوش، أنا معايا شوية بهارات مصرية في الشنطة، عشان لو الأكل هناك صعب علينا."
      
      دخلنا المطار وعدينا كل الإجراءات، وكل واحد فينا كان قلبه بيدق بسرعة. يمكن من الحماس، ويمكن من شوية خوف طبيعي لأي حد مسافر لأول مرة لبلد بعيد.
      
      لما قربت ساعة الإقلاع، قعدنا جنب بعض وبصينا لبعض كأننا بنشوف ملامح الأمان في وشوش بعض. إحنا مش بس صحاب، إحنا بقينا عيلة، وعيلتنا دلوقتي داخلة على مغامرة عمرها.
      
      راندا قالت:
      "متخيلين إن بكرة، الشمس اللي هتشرق علينا هتكون من كوريا؟"
      
      أحمد قال وهو بيعدل شنطته:
      "وبداية يوم جديد... وبداية حكايتنا هناك."
      
      أما أنا، فكنت ببص على طيارتنا اللي واقفة قدامنا، وقلبي كان بيقول:
      دي مش مجرد طيارة، دي سفينة هتاخدنا لعالم تاني، لذكريات جديدة، وتجربة مش هتتكرر.
      
      ومع أول نداء للرحلة، وقفنا، وكل واحد فينا أخد نفس عميق. أحمد قال:
      "يلا بينا يا أبطال... مغامرتنا بدأت!"
      
      وبخطوة واحدة، عبرنا بوابة المطار، وبخطوة تانية دخلنا عالم جديد، مستنيين نشوف إيه اللي هيحصل هناك...
      
      
      
      ركبنا الطيارة، وكل واحد فينا كان باين عليه علامات التعب والإرهاق من التحضيرات والسهر. الجو كان هادي، وأصوات الركاب حواليّ كانت واطية كأن الكل مستعد يسيب الدنيا ويريّح شوية.
      
      قعدت في مكاني جنب الشباك، وبصيت على القاهرة من فوق، الأنوار متوزعة زي خيوط ذهبية، وكأنها بتودعنا بحنية. قلبت في أفكاري شوية، لكن التعب كان أقوى من أي تفكير.
      
      بصيت على أحمد اللي كان قاعد جنبي، عيونه كانت نص مفتوحة، بيحاول يقاوم النوم، لكن جسمه كان مستسلم. علياء كانت لاففة شال خفيف حوالين رقبتها، مغمضة عيونها وساكنة كأنها بتحلم بكوريا من قبل ما نوصل. وراندا، كانت حاطة سماعاتها، وأول ما سمعت صوت الأغنية، عيونها غفلت بهدوء.
      
      أما أنا، فكنت بحاول أقاوم شوية، لكن التعب كان مسيطر. غمضت عيوني وأنا بقول لنفسي:
      يلا نرتاح شوية، علشان أول ما نوصل نكون جاهزين نكتشف الدنيا الجديدة اللي مستنيانا.
      
      ومعرفش إزاي، ولا إمتى، لكن النوم أخدني بسرعة. حلمت بضحكتنا في الجامعة، وبأيامنا في شوارع القاهرة، وباللي مستنينا هناك في كوريا.
      
      ولأول مرة من زمان، النوم كان طعمه مريح، كأنه بيحضّرنا لرحلة طويلة... رحلة مش بس لبلد جديد، لكن يمكن لحياة جديدة كمان.
      
      ----- يتبع -----
      
      

      روايه عظام الدم

      عظام الدم 2

      2025, أدهم محمد

      رعب

      مجانا

      في ليلة هادئة، يجتمع أربعة أصدقاء عند أطراف غابة مظلمة حيث يكتشفون أوراقًا غامضة تحمل رسائل مخيفة تحذرهم من خطر مجهول. مع تصاعد التوتر والخوف، يقرر الأصدقاء التقدم داخل الغابة، مدفوعين بفضولهم وشعورهم بالشجاعة الزائفة. ومع كل خطوة، يتزايد الغموض والخطر الذي يحيط بهم، مما ينذر بأن شيئًا مظلمًا يترصدهم في الظل.

      مات

      شاب متوتر ويعاني من مخاوف كثيرة، خاصة من الظلام، لكنه يحاول إخفاء ذلك بالسخرية.

      غراي

      الأكثر هدوءًا وتركيزًا، فضولي بطبعه، ويبحث دائمًا عن تفسير منطقي للأمور.

      فيليكس

      مرح وساخر، يحاول تخفيف الأجواء بالتعليقات الساخرة لكنه يخفي قلقه
      تم نسخ الرابط
      روايه رعب

                مفيش أي طريقة للنوم بعد اللي حصل. من أول ما صحيت في نص الليل لحد شروق الشمس، كنت قاعد على سريري والنور مولع. حتى ما خدتش بالي إن النهار دخل الأوضة مع الفجر. عمري ما كنت من الناس اللي بتدور على معاني عميقة في الأحلام، بس الحلم ده مكنش طبيعي. كان غريب جدًا. مش غريب بمعنى خيالي، لكن غريب بمعنى تجربة مش مفهومة.
      
      الكابوس كان... حقيقي بشكل مرعب. لسه حاسس بحرارة الأجسام الطرية المبللة بالدم. وفي خلفية عقلي، العيون الميتة دي لسه بتراقبني. وبرغم كل الخوف اللي كنت فيه، مقدرتش أمنع نفسي من الإحساس بالانبهار من التجربة.
      
      بطني بتفكرني بقد إيه فضلت صاحي لما بدأت تصرخ من الجوع. روحت الحمام، غسلت وشي ونضفت سناني، وقعدت أبص في إيدي عشان أتأكد إن مفيش دم عليها.
      "اهدَ يا ابن الإيه..." تمتمت للكلام اللي في المراية، ورشيت مية ساقعة على وشي تاني.
      
      نزلت تحت ملقتش حد. البيت فاضي. أهلي خرجوا، وسابولي مسؤولية البيت لأني "كبرت وبقيت قد المسؤولية". هل كانوا غلطانين؟ يمكن. البيت نضيف، بس مفيش حاجة تانية بعملها. حتى باب البيت مش بقفله، أصل هنا مفيش حاجة بتحصل. أسوأ حاجة حصلت إن بيت حد اتخرب شوية، ومفيش أكتر من كده.
      
      عملت لنفسي الفطار اللي متعود عليه، وقعدت أبص من الشباك. الشمس طلعِة، لكن الغابة اللي ورا البيت شكلها كأن الليل عمره ما خلص فيها. محبوسة في نفس اللحظة، سقف الغابة مش سايب أي شعاع شمس يوصل للأرض. وطول حياتي، المكان ده عمره ما كان طبيعي بالنسبالي، مع إني طول عمري ببص جوه ضلمته.
      
      
      
      الموبايل رن في جيبي، وقلبي كان هيقف من الرعب. رسالة من صاحبي بتقول:
      "عايز تقابلني النهارده؟ كنت بفكر نتمشى في الحي مع الولاد ونتكلم."
      
      رحت باعتله، "لسه محتاج أخلص البرزنتيشن بتاع ميس فيشر. كنت فاكرك هتقترح وقت."
      
      اختفى شوية، وبعدها رد بسرعة:
      "الساعة 11 بالليل. سمعت إن فيه شهب هتعدي في الوقت ده، ممكن نتفرج عليها."
      
      ابتسمت لنفسي، وكتبت بسرعة:
      "تمام، هعدي من المكان اللي متعودين نقابل فيه. هخلص الواجب قبلها."
      
      الكلام مع صحابي دايمًا كان طريقتي للهروب من المسؤوليات والمهام اللي بتخنقني. همّا زي المخدرات بالنسبة لي، الناس اللي بتساعدني أهدى وأرتاح.
      
      يلا بقى، أبدأ أخلص شغلي، مش عايز أتأخر عليهم وإلا هيموتوني.
      
      "يا نهار أسود، المهمات دي هتضيع وقتي أكتر من كده؟" الساعة كانت 10:43 بالليل وأنا أخيرًا خلصت وبعت آخر جزء من الشغل للمدرسة.
      
      أكيد دلوقتي صحابي رايحين على مكان التجمع: شجرة ضخمة في آخر الحي، دايمًا بنطلعها ونقعد فوقها. بالليل، المكان ده بيبقى ملجأ لينا؛ الهوا بيلف حوالينا وبيعدي بين الورق بصوت خفيف وإحنا باصين للسماء. لحظات زي دي... كانت نعيم.
      
      
      لبست جاكيت خفيف ونزلت لمواجهة برد الدنيا بره، والهوا كان بيعدي بين البيوت زي قطيع ذئاب بيجري في المكان، بيعوي بصوت عالي. مشيت على الرصيف ناحية الجزء المظلم من الحي. اخترنا المكان المشبوه ده عشان مفيش ناس حوالينا تزعجنا، وكمان كان هادي وقريب من بيوتنا.
      
      من بعيد شُفت صحابي واقفين تحت الشجرة. لمحة نور برتقالي ظهرت واختفت تحت ورقها. الهوا عدى بسرعة، وجالي ريحة دخان السجاير اللي مات دايمًا مش مفارقها.
      
      جراي، أكبر واحد فينا، جري عليّا وضربني ضربة خفيفة في صدري وقال:
      "اتأخرت! كنت بتعمل إيه يا (اسمك)؟ قاعد في الضلمة بتعمل حاجات مش مظبوطة؟"
      
      زقيته بكوعي في جنبه وقلت:
      "قلت لفيليكس إني كنت بخلص شغل ميس فيشر. وبعدين إنت اللي قلت الساعة 11."
      
      فيليكس ومات خرجوا من تحت الشجرة وهما بيضحكوا على نكتة بينهم.
      فيليكس قال وهو بيهزر:
      "ماتخافش من الريحة، دي من مات!"
      
      مات خد نفس من سجارته ونفخه في الهوا، وقال وهو بيبتسم نص ابتسامة:
      "بص، أنا بس مقدرش أتحمل الضلمة وإحنا مش كلنا مع بعض، أوك؟ مش بإيدي إني بخاف من الضلمة!"
      
      فيليكس رفع كتفه وقال بسخرية:
      "خلص السيجارة دي بقى، ريحتها زي ريحة أختك!"
      
      ضحكنا أنا وجراي، لكن مات مسك السيجارة وسخّنها على إيد فيليكس قبل ما يرميها على الأرض بوش مكتئب.
      
      
      
      قلت وأنا بطبطب على دراع مات:
      "مات، لازم تبطل السجاير دي. هتخلص عليك في الآخر."
      
      ضحك بسخرية وهو بيحط إيديه في جيوبه عشان الدفا:
      "الكل لازم يموت في الآخر، صح؟"
      
      سكتنا كلنا. إحنا عارفين من زمان إنه عنده ميول انتحارية، بس عمرنا ما عرفنا نساعده إزاي. كل مرة نحاول نقرب منه أو نتكلم معاه، كان دايمًا بيزداد سوء. كل اللي كنا نقدر نعمله إننا نكون جمبه ونديله وقتنا وطاقتنا.
      
      قطع الصمت ريحة الهوا وصوت جراي الهادي:
      "يلا يا جماعة، خلونا نستمتع بالوقت اللي فاضل قبل ما نرجع ننام للمدرسة."
      
      محدش اعترض. إحنا نادرًا ما بنتخانق، وحتى لو حصل، الخناقة بتعدي زي سحابة مطر خفيفة. هم علموني أفكر في غيري، خصوصًا مات اللي بيتأثر بأقل حاجة. ومع الوقت، الاهتمام ده خلاني أكون أكثر تفهمًا للناس. هم كمان خلوني أنسى وفاة صاحبتي في الطفولة، ماري، اللي ماتت مقتولة على إيد أمها. أمها ماتت بعد كده. كنت دايمًا بروح ألعب معاها لما أهلي يكونوا في الشغل، وكنت صغيرة جدًا ومش فاهمة إيه اللي كان بيحصل وقتها. أهلي قالولي إن ماري راحت تعيش مع أبوها في ولاية تانية، وما كانش عندي سبب أشك في الكلام ده لحد ما كبرت. وقتها، ذكرياتي معاها كانت خلاص بدأت تتلاشى.
      
      كنت هتكلم عن شُهب السما، لكن فجأة، سمعنا صوت حاجة بتجري في الغابة. كلنا لفينا رُقبتنا في نفس اللحظة، وشفنا قطيع من الغزلان البيضا وهي بتتنطط وتجري بين الشجر.
      
      
      جراي ما حولش عينه عن الشجرة وهو بيقول بصوت واطي:
      "مش متأكد... بس شكلها مش زي العلامات اللي بيحطوها على الشجر. شكلها مش طبيعي."
      
      حاولت أضحك وأخفف الجو، "يا عم، يمكن حد رسمها ولا حاجة. إحنا في نص الليل وكل حاجة شكلها غريب."
      
      لكن نظرة جراي فضلت متصلبة، وكأنه مش قادر يبعد عينه.
      "أنا مش مرتاح. ليه العلامة على الشجرة دي بس؟ والغزلان ليه كانوا مرعوبين كده؟"
      
      كنت هرد، لكن صوت الجدال بين مات وفيليكس كان لسه عالي. مات رفع صوته وقال:
      "كفاية بقى! اسكت يا فيليكس، مش ناقصينك!"
      
      فيليكس رجع يضحك وهو بيهز راسه:
      "إنت اللي مكبر الموضوع، خليك هادي شوية."
      
      لكن الجو كله كان متوتر. الريح زادت قوتها، وأوراق الشجر عملت أصوات غريبة كأنها همسات بتتناثر في الهوا.
      
      وقفت جمب جراي وبصيت للشجرة مرة تانية. العلامة البيضا كانت باهتة تحت ضوء القمر، لكنها كانت... مش طبيعية. مش مجرد علامة دهان أو حاجة متآكلة. كانت كأنها محفورة في اللحاء، أو كأن الشجرة نفسها بتنزف لونها.
      
      همست:
      "طب، لو فعلاً حاجة مش طبيعية... تفتكر يعني إيه؟"
      
      جراي هز راسه بخفة، "معرفش... بس مش حابب أكون هنا وقت ما نكتشف."
      
      
      
      مات اتردد للحظة، لكن في الآخر سلّمه الموبايل. جراي مسك الموبايل وسلط الضوء على الورقة اللي كانت ملتصقة بجذع الشجرة.
      
      الكل سكت، كأن الزمن وقف للحظات. الورقة كانت قديمة، صفراء اللون، وحروفها باهتة. لكن كان فيه حاجة غريبة في طريقة الكتابة، وكأنها محفورة بدل ما تكون مكتوبة.
      
      "إيه ده؟" سألت وأنا بحاول أقرا الكلمات اللي شبه ممسوحة.
      
      جراي قرّب الموبايل أكتر، وبدأ يقرا بصوت خافت:
      "من يقترب من هذا المكان، فليعلم أن الخلاص ليس له هنا. كل من رأى العلامة... لن يعود كما كان."
      
      سكون. حتى الرياح كأنها خمدت فجأة.
      
      فيليكس ابتسم وهو بيحاول يضحك، بس صوته كان مهزوز:
      "دي مجرد دعابة. أكيد حد من السكان عمل كده علشان يخوف الأطفال ولا حاجة."
      
      لكن مات كان واضح عليه الخوف، صوته كان شبه همسة، "دي مش دعابة... مش شكلها كده."
      
      جراي بصلنا واحد واحد، وقال ببطء، "العلامة... الورقة دي مرتبطة بيها. مش صدفة إنهم الاتنين هنا."
      
      أنا حاولت أخفف الجو، بس حسيت بخوف خفي بيجري في ضهري، "طب ما نرجع؟ مفيش داعي نفضل هنا أكتر."
      
      بس قبل ما حد يرد، صوت حاجة بتتحرك بين الأشجار شد انتباهنا. خطوات بطيئة، متقطعة، كأنها بتتربص.
      
      مات شهق وأمسك بذراعي بقوة، همس بصوت مرتعش، "في حد هناك."
        
        
        ---- نقف لحد هنا وفتره وهنزل باقتها ----
        
      رسائل أحدث رسائل أقدم الصفحة الرئيسية

      Pages

      authorX

      مؤلفون تلقائي

      نظام شراء