روايه مافيا الإيطاليه - الفصل الثاني

المافيا الإيطالية

2025, سعود بن عبدالعزيز

أكشن

مجانا

بينما تحاول صوفيا أخذ استراحة من الدراسة، تُجبر على مرافقة شقيقتها إيلا في مغامرة ليلية لشراء الحلوى. تنقلب رحلتهما إلى كابوس عندما يشهدان مشهدًا خطيرًا لجريمة، لكن خطأ بسيط يكشف وجودهما، ليجدوا أنفسهم في مواجهة قاتلة مع رجال غامضين.

صوفيا هيرنانديز

فتاة مسؤولة وعقلانية، تحاول دائماً تجنب المشاكل، لكنها تجد نفسها في موقف خطير بسبب تهور شقيقتها.

إيلا

فتاة متهورة ومغامرة، تحب التحدي والاستكشاف، مما يضعها في مواقف غير متوقعة.

الرجل ذو البدلة السوداء

قائد المجموعة الإجرامية، قاسٍ ولا يرحم، يأمر بالقضاء على أي شهود.
تم نسخ الرابط
المافيا الإيطالية

لمحت الوقت وكان 21:06. لازم أخلص مقال وواجب. ليه الجامعة صعبة لهالدرجة؟ قررت آخذ لي استراحة وانزل آكل لي شيء قبل ما أكمل الليلة الطويلة اللي تنتظرني.

طلعت من غرفتي ونظرت في الممر، كان مظلم شوي لأن عمتي ناتاشا طالعة اليوم، وما فيه إلا أنا وأختي إيلا في البيت. وأنا أمشي مرّيت جنب غرفة إيلا، شفت نورها من تحت الباب. فتحت الباب ولقيتها تلبس لها هودي. فتحت عيونها وصاحت: "خوفتني!"

دخلت وشفتها لابسة بنطلون رياضي رمادي وسنيكرز، كأنها ناوية تطلع. قلت لها: "وين رايحة؟" صارت تلعب بأصابعها، عاد هذي عادتها إذا انكشفت. مسكت يديها بثبات وسألتها مرة ثانية. فجأة قالت بسرعة: "بروح أشتري حلاويات."

طالعَت فيها بعدم تصديق. "الساعة تسع بالليل وتبين تطلعين تشترين حلاويات؟ ليه؟" سألتها بانزعاج. ردّت بحماس: "المحل قريب، بس شارعين، وحسّيت أني أبي أجرب شيء جديد اليوم!"

هذي البنت عقلها طاير. طلعت من غرفتها وأنا معصبة، ونزلت تحت، أسمع صوت خطواتها وراي وهي تلحقني للمطبخ.

"صوفيا، بلييز، بيكون ممتع!" قالت وهي تتوسل. تجاهلتها وشغّلت النور، فتحت الثلاجة، بس هي بسرعة سكّرتها ووقفت قدامي.

"بلييز، تعالي معي، إحنا حتى ما نعيش في منطقة خطرة!" تحاول تقنعني.

تنهدت وقلت: "لو رحت معك، بتسوينها عادة، وذا الشيء خطر." صوتي كان مليان قلق.

بس هي كملت تحاول تقنعني: "لكن بيكون ممتع، وما راح نتأخر، غير كذا نحتاج وقت نكلم بعض أكثر، أنتِ طول الوقت مقفلة على نفسك مشغولة بواجباتك!" قالت وهي تحاول تخليني أتحسس.

 

"إيلا، الوقت متأخر"، قلت وأنا أمشي للمغسلة عشان آخذ لي كاسة موية.

"أوكي، وش رايك نسوي اتفاق؟" قالت وهي واثقة إنها بتقدر تقنعني.

قلت بانزعاج: "وشو؟" هذي البنت ما تعرف متى توقف!

"إذا رحنا، أوعدك لشهر كامل ما أزعجك بأي شيء، حتى ما ألبس ملابسك!" قالت وهي جادة.

بصراحة، هي دايم تزعجني وتاخذ ملابسي، غير إنها تجي تضايقني وأنا أذاكر، وهذا أكثر شيء يرفع ضغطي... يمكن، بس هالمرة، أوافق لها.

تنهدت وقلت: "خلاص، بس لا تنكثين بوعدك!"

"تم!" قالت وهي تنطّ من الحماس.

طلعت جري لغرفتي، لبست لي هودي فوق التيشيرت الوردي، لبست سنيكرز، رفعت شعري الأشقر كعكة، حطيت جوالي ومحفظتي في جيب البنطلون الرياضي ونزلت بسرعة.

إيلا كانت واقفة برّا عند الباب تنتظرني.

قفلت الباب، وانطلقنا...


بدينا نمشي في الشارع، إلى أن شفنا روجر، جارنا الفضولي اللي يحب يتدخل في كل شيء يخصنا. بسرعة، اختبينا ورا الشجيرات، نور الشارع كان قوي، ولو شافنا، رح نكون في ورطة. عشان كذا قررنا نرجع ونروح لمحل أبعد شوي، يبعد أربع شوارع عن بيتنا.

وإحنا نمشي، إيلا بدأت تهذر، عاد إذا بدت تتكلم مستحيل تسكت! تنهدت وقلت بضيقة: "ليش وافقت أجي أصلاً؟" وأنا أرفع عيوني لفوق، بس طبعًا هي ما شافتني لأن الدنيا ظلام.

قالت وهي تمدّ الحروف: "لأنك تحبيني."

حركت عيوني وكملت أمشي وهي لازالت تتكلم بدون توقف.

بدأت تطلع نكتها السخيفة، وأنا من غير ما أنتبه، ضيّعت الشارع اللي كنا مفروض نلف فيه. بعد ما مشينا ست شوارع، استوعبت إننا رسميًا ضايعين.

قلت وأنا أحاول أفتح GPS الجوال: "إنتِ ما تقدرين تسكتين ولو شوي؟"

إحنا توّنا منتقلين لهالحي قبل 3 شهور ولسه ما تعودت على الشوارع.

ردّت وهي تستهبل علي: "إيش قصدك؟ كان المفروض تركّزين على الطريق، كنت أفكر إنك تعرفين تسوين أكثر من شيء بنفس الوقت!"

طبعًا، كالعادة، بدينا نتجادل، إلين ما صرخت: "كفاية!" وأنا متأكدة إن بيتين قاموا يشغّلون أنوارهم من الصوت.

تنهدت وقلت: "يلا نمشي في هالشارع ونشوف، يمكن نوصل."

قالت بتأفف: "طيب."

بدينا نمشي، بس لاحظت إن هالشارع أظلم من الباقيين وشكله مريب. كنا تقريبًا في نص الشارع لما بدأ قلبي يدق بسرعة.

قلت بسرعة: "خلينا نرجع البيت، المكان ذا مو مريح أبدًا."

إيلا باين عليها تضايقت، بس قالت: "طيب، اللي تبينه."

بدينا نمشي راجعين...



فجأة، سمعنا صوت رجال يصرخ في زقاق مظلم: "آسف، ما راح يتكرر!"

إيلا، كعادتها، حشريتها قتلتها، وقالت بحماس: "مين ذا؟ يلا نروح نشوف!" قبل حتى ما ألحق أفتح فمي، كانت خلاص ركضت.

ركضت وراها وأنا أحاول أسيطر على نفسي عشان ما أصرخ وأحد يسمعنا. وقفت إيلا واختبّت ورا حاوية نفايات كبيرة.

قدامنا كان فيه أربعة رجال. واحد طايح بالأرض، يترجّاهم، أكيد هذا اللي سمعنا صوته. الرجال اللي بالنص كان لابس بدلة سوداء، ومسّك مسدس وموجهه على رأسه. واحد ثاني كان ماسك الرجال اللي طايح عشان ما يهرب، والثالث واقف على اليسار، يطالع فيه بعصبية. لو ما كان المكان مظلم، كان ممكن أشوف ملامحهم.

دفعت إيلا بكتفي وقلت لها بصوت واطي: "يلا نمشي، الموضوع ذا مو لنا، راح نجيب العيد."

إيلا هزت راسها وبدأت تتراجع بهدوء. وقفت وراها عشان أمشي، وفجأة…

جوالي رن!

كانت خالتي ناتاشا تتصل! حاولت أطفيه بأسرع وقت، بس من الرعب، ما قدرت أضغط الزر بسرعة. بعد كم ثانية، سكت الجوال… بس كان الأوان فات.

سمعنا الرجال اللي ماسك المسدس يقول للي على يساره: "روح شوف مين هناك… واقتله، ما نبي شهود."

تجمد الدم بعروقي، يقتلونّا؟؟

بدأت أركض بأسرع ما عندي، بس ما لاحظت الطوب اللي قدامي، تعثرت فيه، واندفعت بقوة وراسي خبط في الجدار…

آخر شيء فكرت فيه قبل ما أفقد الوعي: "يا رب إيلا تكون بخير…"

.......

تعليقات

إرسال تعليق

authorX

مؤلفون تلقائي

نظام شراء