روايه الوداع - فانتازيا
الوداع
2025, مينا مسعود
فانتازيا
مجانا
في هذا الفصل من الرواية، تخوض أليثيا صراعًا داخليًا بين ولائها لوالدها ثراندويل ورغبتها في خوض مغامرتها الخاصة. رغم محاولاتها إخفاء نواياها، يكشف والدها كذبها، لكن الحزن والاحترام يجمع بينهما في وداع صامت. في النهاية، تقرر أليثيا ترك منزلها سرًا تحت ضوء القمر لتنطلق نحو مصيرها المجهول.
أليثيا
شابة جريئة ممزقة بين حبها لعائلتها ورغبتها في خوض مغامرة خطيرةثراندويل
ملك الجان، والد أليثيا، رجل صارم لكنه يحمل حبًا عميقًا لابنته.ليجولاس
شقيق أليثيا، يتميز بالفضول والسخرية الخفيفة.
لما خلصوا آخر لقمة أكل وآخر نقطة من الميد والنبيذ، قال ثراندويل لأولاده إنه عايز يروح ينام علشان كان يومه مرهق جدًا. أليثيا فتحت بقها عشان تقول حاجة، لكنها سكتت. "دي فرصتك! روحي اسأليه!"، فكرت في نفسها. بس كان في جزء صغير منها بيقول لأ، مش هتمشي كويس. لو يومه كان متعب، أكيد مش فاضي يسمعها. "أليثيا، عايزك بكلمة"، قال ثراندويل لبنته وهو بيخرج من قاعة الطعام. "عملتي إيه تاني؟" سألها ليجولاس وهو رافع حواجبه. "ولا حاجة يا أخويا. كنت ملاك النهارده"، ردت عليه بنظرة بريئة، وابتسمت لما هو لف عينيه. "هنشوف!" أليثيا انحنت شوية وهي بتودعه وخرجت ورا أبوها من القاعة. كان واقف قدام مدخل القصر مستنيها. قبل ما تقول أي حاجة، هو بدأ الكلام. "اتكلمي يا صغيرة"، قالها ببساطة. أليثيا اتلبكت شوية. "واضحة أوي كده؟" همست. ثراندويل ضم دراعاته على صدره، ومستني يسمع منها. "كنت بس بتساءل... ممكن تسمحلي... أخرج؟" سألت وهي بتحس إنها باينة غبية. "تخرجي فين؟" "أي مكان..." "يعني... حوالين المكان كده." "أليثيا! لو ماكنتش عارفك، كنت افتكرت إني بتكلم مع عيل صغير. أنا مش فاضي ألعب لعبة التخمين دي معاكي. قولي بقى، عايزة تروحي فين؟" قالها والدها بنبرة بدأت تفقد صبرها. "هو يعني..." توقفت لحظة. "كنت بفكر أروح هوبيتون." تقنيًا، هي ما كانتش بتكذب. هي بس ما قالتش الحقيقة كاملة، زي إنها رايحة في رحلة لاستعادة إيريبور مع مجموعة من الأقزام اللي والدها بيكرههم. وطبعًا، في التنين المرعب اللي ممكن تضطر تواجهه لو لسه عايش، بس أكيد مش هتذكر الحتة دي. "هوبيتون؟" "أيوه، هوبيتون." "وعشان إيه؟" "عندي صديق من الهوبيت..." "بجد؟ واسمه إيه الهوبيت ده؟" "رو...سانا. روسانا... جرينهاند!" أليثيا شعرت بإحراج شديد. روسانا جرينهاند؟ هي بتقول إيه؟ كان واضح إن والدها مش مصدقها، خصوصًا وهو معروف بشكه في كل حاجة. "آدا، من فضلك. هكون حذرة وهارجع قبل ما تحس حتى بغيابي." حاولت تقنعه. "لأ، مش هسمحلك"، قالها بنبرة قاطعة. أليثيا عبست. "ليه لأ؟! إنت عمرك ما بتخليني أخرج! ليه مش عايز تسيبني المرة دي بس؟" قالت وهي بترفع إيديها في الهواء من الإحباط. واضح إن الموضوع هيبقى أصعب من اللي كانت متوقعة. "لإنك مخبية الحقيقة عني يا أليثيا. بصيلي في عيني وقولي إنك رايحة هوبيتون علشان تشوفي هوبيت اسمه روسانا جرينهاند." قالها ثراندويل وهو بينحني شوية عشان يبصلها في عينيها. أليثيا بصت لأبوها بعناد، لكن أول ما عينيها قابلت عينيه، قوتها خانتها. حولت نظرها بعيد ونزلت راسها من الخجل. "زي ما توقعت"، قالها ثراندويل، وهو عارف إنه كده كسب الجولة. وزفر تنهيدة حزينة على رد فعل بنته. "إيه اللي مخبياه عني يا ليث؟" سألها، وصوته الصارم اختفى وتحول لنبرة أهدى وألطف. واستخدامه لاسمها المميز ما عداش عليها. بالعكس، زاد إحساسها بالذنب تجاه اللي ناوية تعمله. "آدا..." بدأت كلامها، لكن شعرت بوخزة تانية من الذنب. وفي اللحظة دي قررت إنها ما تقولوش الحقيقة. لو عرف عن الرحلة، أكيد هيمنعها، ولو عرف هي رايحة فين، هيرسل حراس يدوّروا عليها ويرجعوها. الأحسن إنه يفضل مش عارف. وبعد ما اتخذت قرارها، بلعت ريقها. "ليث، تقدري تقوليلي أي حاجة." "مافيش حاجة يا آدا... انسى الموضوع بس"، قالتها ببطء. لو كانت أليثيا بتبص لثراندويل، كانت هتشوف نظرة الحزن اللي لمعت بسرعة على ملامحه الحادة والباردة. لحظة واحدة بس قبل ما يخفي ألمه. مقدرش يمنع الإحساس بالذنب اللي خبطه فجأة. بنته مش قادرة تثق فيه، وممكن يكون عندها سبب، بس ده وجعه. أولاده كانوا أغلى حاجة في حياته. كانوا سند ليه. وفكرة إن بنته مضطرة تكذب عليه كانت قاسية. بس لما شاف قد إيه هي متضايقة، قرر يسكت وما يضغطش عليها أكتر. ملك الجان حط إيده تحت دقن بنته ورفع وشها عشان تبصله. أليثيا بسرعة حولت نظرها بعيد. بالنسبة لأي حد تاني، تصرفها ده كان ممكن يعدي عادي، لكن بالنسبة لثراندويل، كانت إشارة واضحة إنها مش واثقة فيه. زفر تنهيدة حزينة وسحبها لحضنه، لف دراعاته الطويلة حواليها. أليثيا مسكت في عباءته، بتحاول تحس بكل تفصيلة في حضنه، عارفة إن ده ممكن يكون آخر حضن تاخده منه قبل ما تنضم للرفقة. "آسفة يا آدا، أنا آسفة أوي"، فكرت في نفسها. اعتذارها الصامت فضل جواها، معرفش طريقه لأبوها، لكنها كانت بتتمنى إنه يفهم إنها لازم تعمل كده. لازم تساعد الأقزام. فضلوا حضنين بعض شوية، كل واحد فيهم شايل ذنب جواه، بس لأسباب مختلفة. ذنب أب على اللي عمله، وذنب بنت على اللي ناوية تعمله. ولما أبوها سيبها، أليثيا انحنت له شوية باحترام. "تصبح على خير، آدا." "تصبح على خير، ليث." الكلمات الأخيرة دي فضلت دايرة في دماغ أليثيا وهي بتبدل هدومها وبتلبس عتادها القتالي. شالت شنطتها على ضهرها، وحملت القوس والسهام والسيف اللي كان أبوها مديه لها آخر مرة. وقفت لحظة تبص على أوضتها اللي نصها فاضي، وبعدين لمحت من الشباك السماء المظلمة. القمر كان منور في السما، وسايب وراه ظل جميل بس غامض على غابة ميركوود. نظرة أخيرة للأوضة، وبعدها استدارت وقفزت من الشباك. قلبها كان بيتقفل وهي بتسيب بيتها وراها. ---- - وده كان الجزء التاني. يا رب أكون قدرت أوصل شخصية ثراندويل صح. هو باين عليه بارد شوية في الفيلم، بس بحب أفتكر إنه بيحب أولاده أكتر من أي حاجة في الدنيا. على العموم، شكرًا إنك قريت، واستنوا الفصل التالت