موصى به لك

الأقسام

الأعلى تقييمًا

    أعمال أصلية (RO)

      الأفضل شهريًا

        سيدة الليل - روايه رعب

        سيدة الليل

        2025, مينا مسعود

        رعب

        مجانا

        الأمنية الوحيدة اللي نفسها فيها هي إن صاحبتها الانتيم، أليسون، تكون معاها، مع إن فيفيان عارفة إن أليسون ماتت من تلات سنين في مدينة مانا الغامضة. فيفيان بتحاول تفهم سر موت أليسون من خلال رسايل مشفرة كانت بتوصلها منها، وده بيخليها تشك في كل حاجة حواليها، خاصةً لما يجيها استدعاء مفاجئ من مدينة مانا، وده بيقلب حياتها وخططها لعيد ميلادها راسًا على عقب.

        فيفيان

        بنت في سن المراهقة، عيد ميلادها التمنتاشر قرب، بتحب تقضي وقتها في المكتبة، وبتتميز بشعرها الأسود وعيونها الزرقا الصارخة. فيفيان بتحس إنها مختلفة عن باقي البنات، وعندها شكوك حول جمال وسحر مدينة مانا، وده بيخليها دايماً تبحث عن الحقيقة ورا الأحداث الغامضة اللي بتحصل حواليها.

        أليسون

        الصديقة المقربة لفيفيان، اختفت في ظروف غامضة من تلات سنين في مدينة مانا. على عكس فيفيان، أليسون كانت جريئة وواثقة من نفسها، بشعرها الأحمر الناري وخدودها اللي زي التفاح. في الظاهر،

        العمة سالي

        خياطة العيلة، بتحب شغلها وبتحاول تظهر فيفيان في أحسن صورة، لكن ذوقها ممكن يكون غريب شوية.
        تم نسخ الرابط
        سيدة الليل

        الفصل الأول
        
        لو فيفيان كانت تقدر تتمنى أي حاجة في الدنيا، كان هيبقى إن صاحبتها الانتيم تكون معاها في حفلة عيد ميلادها التمنتاشر. بس أقرب صاحبة ليها، أليسون، اللي فيفيان كانت بتحكيلها كل أسرارها - ما كانتش هتيجي.
        
        فيفيان كانت بس بتتخيل أليسون ممكن تقول إيه لو كانت قدرت تيجي. كانت هتعوز تعرف ليه فيفيان ما قالتش لحد السبب الحقيقي ورا اختفاء أليسون في مدينة مانا. كل الناس التانيين كانوا فاكرين إن أليسون بتتبسط على آخرها كحبيبة لورد أرستقراطي غني. عيلة أليسون لسه كانت بتوصلها فلوس شهرية مبعوتة من بنتهم الحبيبة.
        
        بس فيفيان كانت عارفة الحقيقة؛ أليسون ماتت. كانت ميتة بقالها حوالي تلات سنين.
        
        فيفيان ما بطلتش تسأل إيه اللي حصل بجد. قبل ما تختفي، أليسون بعتت لفيفيان إيميلات مكتوبة بالرمز السري بتاعهم بتاع زمان. في الرسايل، كانت خايفة. كان فيه حد بيطاردها. فيفيان عمرها ما عرفت مين، بالرغم من إن أليسون لمحت إنها ست. كانت ست رهيبة أليسون كانت بتشاور ليها بس باسم "سيدة الليل".
        
        خبط عالي ومستمر جه على بابها.
        
        "فيفيان! لازم تروحي بيت عمتك سالي النهاردة. نسيتي ولا إيه؟"
        
        "لأ، جانون،" ردت فيفيان وهي بتلف عينيها. أختها الكبيرة المثالية دايماً كانت بتفترض إن فيفيان مش كفء لدرجة إنها مش هتعرف تقفل زراير قمصانها. فيفيان شجعت نفسها تقوم من السرير ورمت أول طقم هدوم نضيف لقته في دولابها. عمتها ما كانتش هتوافق على لبسها مهما كانت لابسة. عمتها سالي كانت خياطة، وكانت هتاخد مقاس فيفيان عشان فستان عيد ميلادها.
        
        في لويزفيل - المكان اللي عمر ما بيحصل فيه حاجة - عيد ميلاد البنت التمنتاشر كان مهم أوي. ده كان السن اللي بتعتبر فيه مؤهلة للجواز. السبب ورا كده كان إنه كمان السن اللي الأوجارد ما يقدرش يستدعي فيه بنت لمدينة مانا. مش إن ده كان خوف بالنسبة لفيفيان أصلاً. من ساعة ما كملت خمستاشر سنة، كانت مؤهلة إنها تستدعى لمدينة مانا، بس الورقة الصغيرة دي عمرها ما جت. لا في البريد، ولا في الشارع، ولا في المدرسة. الأوجارد اللي قابلتهم كانوا بيبصوا من خلالها كأنها مش موجودة.
        
        في الأول، كانت غيرانة إن أليسون اتقبلت وهي لأ. بعد كل ده، هما الاتنين كانوا حلوين بطرقهم الخاصة. أليسون كان شعرها أحمر نار وخدودها زي التفاح. فيفيان كانت جميلة سمرا. شعرها أسود وعينيها كانت زرقا شفافة وحادة. أبوها كان دايماً بيقولها إنها بنظرة واحدة تقدر تخترق قلب أي ولد.
        
        للأسف، مفيش ولد من النوع ده ظهر لسه. فيفيان كانت بتتساءل إذا كانت سمعة أبوها كراجل عجوز سكران مجنون ليها علاقة بالموضوع ده. زمان لما جانون كانت في السن، أبوها حاول يبيعها للأوجاردات بيأس عشان يمكن يكون عندها فرصة لحياة أفضل في مدينة مانا. جانون دايماً كانت الأحلى بعينيها البني الدافية، وخدودها الوردية، وابتسامتها الطبيعية اللي فيها غمازات. بس الأوجاردات اللي أبوها كان بيضايقهم ما كانوش بيعرفوا يجروا بسرعة كفاية.
        
        "فيفيان؟" صرخت جانون. "دي آخر مرة أفكرك! إحنا في يونيو. الأتوبيسات ما بتمشيش كتير في الصيف، فاكرة؟ يا ريت تتحركي!"
        
        "أنا نازلة!" همست فيفيان ردت عليها. "يا ساتر يا رب، جانون، ده مجرد فستان!"
        
        "هياخد طول اليوم. لازم تلفتي نظر ابن واحد بنك عشان يسدد كل ديون القمار بتاعة بابا."
        
        تنهدت فيفيان. كانت بتأمل إن مرابين الفلوس ما يكونوش بيهددوا يخطفوا واحد من حيوانات العيلة تاني. فيفيان رمت شنطتها على كتف واحد وجريت من الباب قبل ما مامتها تزعقلها عشان فوتت الفطار.
        
        يا دوب لحقت الأتوبيس بالعافية. كان فيه أوجارد قاعد في الكرسي اللي قدام بيقلب في جرايد الصبح. لما ما كانوش بيصطادوا بنات صغيرين عشان ياخدوهم مدينة مانا، كان الأوجارد بيشتغلوا مع مسؤولي البلدة، بيتأكدوا إن القوانين اللي بتتعمل جوه المدينة بتتنَفّذ.
        
        العنوان الرئيسي في الجرايد كان بيقول: "جرين، المتحدث الرسمي للملك وين، يأمر بإعدام اللورد مورجان بتهمة الخيانة". ما كانش العنوان الرئيسي هو اللي لفت نظر فيفيان. كانت صورة بنت في خلفية لقطة اللورد مورجان المسكين. البنت ما كانتش باينة عليها إنها بتعيط على اللي كان بيصرف عليها، قد ما كانت مرعوبة أوي. غالباً هتتغصب تنضم ليه في القبر.
        
        "فيفيان! هنا!" كانت سالين، صاحبة فيفيان من المدرسة. طبطبت على كرسي فاضي جنبها. "إيه الأخبار، يومك الكبير قرب، مش كده؟"
        
        "أيوة، بكرة. أنا بس عايزة أخلصه."
        
        "عازمة حد مميز؟ زي ولد مثلاً؟"
        
        "سالين!" صرخت فيفيان. "إنتي عارفة إني لأ!"
        
        "هتعزمي دانيال؟" سألت سالين بضحكة مكتومة. دانيال كان ولد من المدرسة دايماً بيعزم فيفيان على حاجات. البنات التانيين كانوا بيحبوا يرغوا إنه معجب بيها، بس فيفيان كانت شايفه إن ده كلام فارغ. دانيال كان مجرد واحد كويس. كانت سمعته إنه بيساعد. أكيد كان بيشفق عليها عشان هي البنت الوحيدة اللي بتقضي كل وقتها في المكتبة. الإشاعة كانت بتقول إنه كان معجب بأليسون في الحضانة.
        
        دلوقتي بعد ما اختفت، دانيال بدأ يهتم بفيفيان بشكل خاص. فيفيان عمرها ما حست إنها كافية تماماً. دايماً كانت بتحس في قلبها إن ابتسامة دانيال كانت أحلى، وضحكته أعمق لما كانت أليسون موجودة. كان فيه أوقات فيفيان كانت بتتمنى لو تقدر تعمل نفسها أليسون عشانه، بس بالرغم من إنها ما كانش عندها أي خبرة مع الأولاد، كانت عارفة - الحب ما بيمشيش كده. يا إما موجود، يا إما لأ.
        
        هي ما كانتش توأم روح دانيال - ده أكيد.
        
        "مامتي بعتت كمية دعوات كبيرة أوي،" قالت فيفيان وهي بتكشر. "يا رب بس ما تكونش عزمت المديرة!" لفت فيفيان عينيها، وبعدين بصلت للجرنال اللي الأوجارد كان بيقراه وبيعمل صوت. "فيه شخص واحد أتمنى لو كان يقدر يجي - أليسون. هي دايماً كانت بتحب الحفلات."
        
        "هي غالباً بتحتفل في مدينة مانا دلوقتي واحنا بنتكلم،" قالت سالين. "ممكن في يوم من الأيام نزورها في القصور الفخمة اللي هناك. أليسون دايماً كانت بتعرف إزاي تشق طريقها لفوق بالملاطفة." ده كان حقيقي. أليسون كان عندها ثقة قوية ما بتهتزش وابتسامة مبهرة تناسبها. أليسون كانت كل حاجة فيفيان ما كانتش فيها. دلوقتي بعد ما اختفت، فيفيان حست كأن جزء منها اختفى في ظلام مدينة مانا معاها.
        
        "مش شايفه غريب إننا ما سمعناش عنها بقالنا سنين؟"
        
        لوحت سالين بمخاوف فيفيان بعيد. "أه بطلي يا فيفيان. أنا متأكدة إنها كويسة. يا ريت واحد من الأوجاردات يختارني أكون واحدة من الأورلين بتوعهم. أهلي لسه بيتمنوا." سالين بصت للأوجارد باشتياق. "الوقت بيخلص. عيد ميلادي التمنتاشر بعد شهرين."
        
        فيفيان كانت بتتساءل إذا كانت هي الوحيدة اللي عمرها ما حلمت إنها تبقى أورلين. هي افترضت إن دي طريقة فاخرة لإيجاد مرافقين للعائلة المالكة في مدينة مانا. بالنسبة لبنت في لويزفيل، إنها تكون أورلين يعني هدوم حلوة، حفلات خرافية، ومجد لعيلتها. لقلة مختارة، كانت بتعني قوة كمان. الأورلين بيختلطوا مع أرقى أعضاء مدينة مانا. كان بيتقال إن حتى الملك وين نفسه بيستشير أورلين قبل كل قرار كبير.
        
        فيفيان لسه فاكرة اليوم اللي أليسون جالها دعوتها. ده كان بعد يوم واحد بس من عيد ميلاد أليسون الخمستاشر. جات المدرسة في يوم من الأيام وما بطلتش تبتسم. اتضح إن أوجارد كان مستنيها عند باب المدرسة. أليسون كانت اتختارت تبقى أورلين. عمرها ما كانت هتحتاج تروح المدرسة تاني. في اليوم ده المدرسين حضنوا أليسون كأنها كسبت اليانصيب.
        
        كل الناس كانوا عارفين إن الناس المميزين بجد كانوا بيتختاروا بعد ما يبقوا مؤهلين على طول بعد عيد ميلادهم الأربعتاشر. كان فيه كام قصة لناس اتختاروا قبل ما يكملوا ستاشر سنة بشهرين. أما اللي قربوا يكملوا تمنتاشر سنة، فرصة اختيارهم كانت شبه مستحيلة.
        
        "يا ترى ليه هما محتاجين أورلين أصلاً؟" سألت فيفيان. "يعني إيه لما بيقولوا إنهم بيدوروا على اللي اتولدوا مميزين؟ لو الشروط صارمة كده، ليه ما يقولولناش بالظبط إيه اللي بيخلي حد أورلين؟"
        
        "أنا أعتقد إنهم بيدوروا على أحلى وأطيب الناس،" ردت سالين. "الأورلين عندهم قوة كبيرة؛ هتعوزي حد يعمل اللي فيه مصلحة لباقينا."
        
        
        
        
        
        
        فيفيان ما عجبهاش الكلام ده. كانت بتتساءل إذا كان شكها ده جه نتيجة إنها عاشت في مدينة مانا زمان أوي، قبل ما أبوها يبقى قمارجي سكران. كانت عارفة إن مش كل حاجة في مدينة مانا كانت واضحة زي النوافير الكتير اللي بتلمع وبتجري فيها. كل الناس كانوا بيتكلموا عن مدينة مانا كأن الهوا هناك مليان دهب متطاير والمواطنين بيتزحلقوا على أجنحة ملايكة.
        
        "مش عارفة ليه ما اختاروكِيش يا فيفيان." كملت سالين. "فاكرة القطة التايهة اللي لقيناها ومدعوسة بالعربية؟ إنتي أنقذتيها من الشارع وفضلتي ماسكاها في حضنك لحد ما ماتت. إحنا كلنا كنا خايفين نقرب منها. كان فيه دم في كل مكان، وكانت قذرة أوي. إنتي كنتي شجاعة جداً."
        
        شجاعة ما كانتش الكلمة المناسبة للي حصل مع القطة. كان فيه حاجة في الدم والأحشاء ليها تأثير عكسي على فيفيان عن اللي بيحصل لمعظم الناس. كانت بتهديها، وتنضف عقلها، وفي بعض الحالات كانت تقريباً بتثيرها. فيفيان عمرها ما حبت القطط بس القطة اللي كانت بتعاني في الشارع، في اللحظة دي بالظبط وهي بتموت، كانت تقريباً حاجة فيفيان ممكن تحبها. فيفيان كانت بتتساءل إذا كان ده بيخليها ملتوية أو غريبة. يمكن ده السبب إن الأوجارد دايماً كانوا بيلفوا نظرهم ويبعدوا لما يشوفوا عينيها الباهتة اللي زي التلج. كانوا بيبصوا في روحها، وكانوا عارفين – البنت دي مش هي اللي بيدوروا عليها.
        
        "دي محطتي!" قالت فيفيان والأتوبيس وقف عند الجزء المزدحم بتاع التجار في البلد. لوحت لسالي مع السلامة ونزلت بسرعة من الأتوبيس. وهي خارجة، خبطت بالصدفة في الأوجارد اللي كان قايم. وقع كومة على الأرض. كان بيشتمها. apparently كان معاه عكاز كان بيستخدمه عشان يثبت نفسه قبل ما هي توقعوله من إيده. قبل ما فيفيان تقدر تعرض عليه تساعده يقوم، سالين كانت نطت من كرسها وبقت جنب الأوجارد. لما شافت إن مفيش كتير تقدر تعمله عشان تساعده، فيفيان رجعت بخجل ناحية المخرج.
        
        "آسفة!" تمتمت فيفيان قبل ما تهرب من الأتوبيس.
        
        الفستان كان كتلة وردي منفوشة ضخمة. كان باين عليه كأنه اتسرق من دولاب ماري أنطوانيت وبعدين اتمسك في إعصار من الترتر. عمتها سالي كانت فرحانة أوي بفكرة إنها تشوف اختراعها ده على بنت أختها. فيفيان سمحت لنفسها على مضض إنها تتحشر في بحر التل والساتان. وهي واقفة قدام المراية الطويلة في محل فساتين عمتها، حست إنها زي الكب كيك البشري.
        
        "إنتي بتتممي التمنتاشر مرة واحدة بس في العمر،" قالت عمتها. "يا ريت بس ألاقي شريطة لايقة لشعرك. هتكوني زي العروسة الصيني."
        
        فيفيان عمرها ما تخيلت نفسها عروسة. عمرها حتى ما لعبت بالعرائس وهي طفلة إلا عشان تفكر في طرق مختلفة لتقطيعهم وتتخيل ابتساماتهم المرسومة بتختفي وهم بيواجهوا موت مؤلم.
        
        "يا لهوي، الأولاد هيتجننوا!" عمتها سالي قالت بحماس وهي بتطلع كرة ضخمة من الشرايط المتشابكة بكل الألوان الباستيل الممكنة. ناضلت عشان تسحب واحدة بلون الكناري من فوق بس كل اللي نجحت فيه إنها شدّت العقدة اللي في نص كرة الخيط أكتر. صوابعها الكبيرة المعقدة شدت من غير فايدة العقدة الميتة. "خليني أروح أجيب لوري تساعدني."
        
        عمتها مشيت عشان تلاقي البنت المتدربة في المحل، وفيفيان سقطت على كنبة مخمل أحمر مهترئة. فيفيان قضت كام دقيقة عينيها مقفولة، بتدعي إنها هتنام وتصحى لما يكون المقاس خلص، والأيام اللي جاية خلصت. مفيش حظ من النوع ده. في الحقيقة، عمتها غابت فترة طويلة أوي، والفستان ما كانش مريح في القعدة. فيفيان قلقت إنها هتكرمش حاجة وعمتها هتضطر تخليها وقت أطول عشان تكوي الحاجة دي. عشان كده، فيفيان قررت إن الأحسن إنها تقلعه. أول ما اتحررت منه، ما كانتش متأكدة إذا كانت هتقدر تقاوم إغراء إنها تتسلل من الباب الخلفي. هتقول لمامتها إن عمتها سالي نسيت الموضوع كله وممكن مامتها تخليها تلبس جينز في الحفلة.
        
        فيفيان زحفت من الفستان وعلقته في دولاب عمتها. دخل في مكان بين روب مندرين أخضر وكاب أبيض مبطن بالفرو. دلوقتي، خطة هروبها كانت معاقة بس بسبب إنها ما قدرتش تلاقي الهدوم اللي جات بيها. فين عمتها خدت هدومها؟ فيفيان دورت في الدولاب وكشرت من باقي البضاعة. كان فيه فستان بنفسجي فاتح عليه ريش نعام نيون طالع من الكتاف. كان فيه فستان أحمر بقشرة بومبة بغطاء رأس معمول من راس بايثون. وهي بتبعد عن الدولاب، على الرف، كان فيه قطعة قماش دانتيل لفتت نظرها. سحبتها من تحت كومة شيلان. كان فستان أسود طويل بياقة دانتيل. فيفيان عمرها ما حبت الفساتين، بس لو هتلبس فستان، مش هتكره لبس ده خالص.
        
        قررت إن القماش الناعم اللي زي السايل ده كان مغري أوي إنها متجربوش ولو لثانية. فيفيان سحبته فوق راسها، ونزل تماماً على صدرها المتواضع وكتافها الصغيرة. ربطت الشريطة السودا من ورا، واتسعت من عند وسطها. طرفه نزل لحد ركبتها وكان بيتحرك مع كل خطوة ليها.
        
        تليفونها بدأ يرن. كانت جانون.
        
        "فيفيان! كويسة؟"
        
        "أيوة، أنا عند عمتي سالي،" ردت فيفيان. فكرة ساخرة فضلت على شفايفها إذا كان أي حد بيتعرض لاهتمام عمتها ممكن يكون "كويس"، بس حاجة في نبرة صوت جانون خلتها تبطل تهزر. "إيه المشكلة؟"
        
        "يا لهوي، فيه حد اقتحم البيت. هددوا ماما! قالوا لو بابا ما دفعش ليهم عشر آلاف دولار الليلة، هيخلوا واحد فينا يختفي. ماما هتموت من الرعب." جانون كانت بتتكلم بسرعة وهي بتاخد نفسها بصعوبة وبعدين نزلت في شهقات بكاء. جانون ما كانتش من النوع اللي بيعيط. أكيد الموضوع ده خطير.
        
        "أنا جاية البيت دلوقتي،" قالت فيفيان ودخلت رجليها في أحذيتها السودا.
        
        الأتوبيس كان زحمة بسبب زحمة ساعة الذروة. فيفيان انتهى بيها المطاف واقفة في المقدمة ورجليها حوالين شنطة بقالة ست كبيرة في السن. الفستان الأسود كان بيرفرف مع كل هزة زي موجات محيط ليلي. فيفيان بصت للشباك. كان الجو مغيم ومظلم بره. ممكن تمطر قريب. شافت انعكاسها في الإزاز. بنت جدية أوي بعيون باهتة ومحدقة كانت بتبص تاني. الفستان الغامق كان عامل تباين حاد مع بشرتها الباهتة.
        
        هي ما كانتش دايماً بنت حزينة كده. أبوها كان راجل كويس زمان. لما كان عندها تسع سنين، حتى جاب وظيفة تدريس مربحة جداً، كان بيدرس لأطفال النخبة في مدينة مانا. حتى إنهم عاشوا في منطقة ريفر واي لفترة بين بيوت كبيرة أوي لدرجة إن ممكن فرقة سيرك كاملة تدخل جواها. فيفيان ما كانتش فاكرة كتير من الطلاب اللي أبوها درس ليهم على مر السنين، واحد بس منهم هو اللي فضل في بالها. بليك ثورن، هو اللي أنهى مسيرة أبوها المهنية. هو كمان كان أقرب أصحابها.
        
        بليك ثورن، الولد اللي كان بيصدق في مصاصي الدماء، لو بس ما كانش راح واتقتل على إيد واحد تحت رعاية أبوها، يمكن أبوها كان لسه عنده وظيفة تدريس في مدينة مانا. فيفيان ناضلت عشان ما تلومش بليك على موته. بعد كل ده، هو ما كانش يقدر يعمل حاجة.
        
        فيفيان بصت في انعكاسها. شعرها الأسود اللي كان دايماً مفرود، واللي عمتها سالي كانت مثبتّاه ورا ودنها، نزل كيرلي. كانت باينة أكبر، أنثوية أكتر كأنها ممكن تكون حبيبة حد. كانت بتتساءل إيه الإحساس ده. الولد الوحيد اللي قضت معاه وقت لوحدها كان بليك من عيلة ثورن الغنية والسرية جداً. كان عنده اتناشر سنة وقتها، وهي كان عندها تسعة. لما كانوا مع بعض، كانوا بيحفروا عشان يلاقوا آثار في أرض ترابية قديمة مهجورة على حافة ريفر واي. هو كان بيصدق إنها كانت ساحة بحجم استاد كان الناس بتجبر فيها على قتال مصاصي الدماء. مرة، لقى ناب مصاص دماء.
        
        فيفيان حاولت تتخيل بليك وهو عنده واحد وعشرين سنة. كان لسه هيفضل مهووس بلبس القمصان الرسمية والأحذية الفاخرة. يمكن لسه هيلبس رباط العنق الأخضر اللي كان لابسه يوم ما مات، واللي كان بلون عينيه. تخيلت ولد طويل، نحيف لكن جسمه متناسق، وشعره أشقر مجعد وعيون زمردية هادية. هيلبس رباط العنق ده مع دبوس عيلة ثورن الدهبي في العقدة بتاعته. خصلة شقراء مجعدة هتقع على عينيه. كانت تقريباً تقدر تشوف انعكاسه الشبح في المراية وهو بيقولها، "فيف، إنتي وعدتيني ما تخافيش. هما مجرد مصاصي دماء ميتين في الآخر. الموتى ما يقدروش يؤذوكي."
        
        آه يا بليك، فكرت فيفيان. كنت غلطان أوي.
        
        "إحم،" قالت الست اللي فيفيان كانت واقفة على شنطة الكرفس والعيش الفرنساوي بتاعها بشكل خطير. فيفيان كانت غرقانة في أحلام اليقظة بتاعتها لدرجة إنها ما خدتش بالها إنها هرست معظم بقالة الست.
        
        "أنا آسفة أوي،" فيفيان قالت بسرعة. "كنت بحلم."
        
        "تمام،" الست الكبيرة في السن قالت بلطف. "إنتي حلوة لما بتضحكي. المفروض تعملي كده أكتر."
        
        فيفيان كانت مكسوفة أكتر من أي وقت مضى إنها كانت بتبتسم لنفسها وهي بتبص في شباك أتوبيس وسخ. أكيد شكلها كان زي المجنونة. الست الكبيرة ابتسمت بحرارة؛ هي غالباً كانت فاكرة فيفيان لطيفة جداً.
        
        "رايحة مكان مميز بالفستان الحلو ده؟"
        
        "عيد ميلادي التمنتاشر بعد بكرة،" ردت فيفيان. "عمتي عملت الفستان ده."
        
        "آه. فيه ولد مميز جاي الحفلة؟"
        
        "لأ،" ضحكت فيفيان. "مفيش خالص."
        
        "مفيش؟ حتى في أحلام اليقظة بتاعتك؟"
        
        فيفيان وشها احمر. الأتوبيس وقف في الشارع الرئيسي. الست الكبيرة وقفت وجمعت بقالتها. وهي معدية من جنب فيفيان، مالت عليها واديتها ورقة. الست كانت بتضحك أكتر من أي وقت مضى؛ ده بدأ يخوف فيفيان بجد. الست كان شكلها زي القطة الجعانة اللي أخيراً لمحت فأر في مصيدة.
        
        "يا حبيبتي، حكايتك الخرافية على وشك تتحقق."
        
        "إيه؟" سألت فيفيان.
        
        بالإيد اللي ماسكة الورقة الصغيرة، الست شدت فيفيان قريبة وهمست في ودنها.
        "إنتي شبهها - ليديا."
        
        قبل ما فيفيان تقدر تفهم أي حاجة من رسالة الست العجوزة، الست بعتت لفيفيان بوسة واختفت في الضلمة. فيفيان قلبت الورقة.
        
        "بموجب هذا، يتم استدعائك لأمر برج اللؤلؤ. يرجى التوجه إلى محطة النور الساعة 8 صباحاً غداً.
          
        

        رواية مدينة الفراعنة المفقودة

        مدينة الفراعنة المفقودة

        2025, مينا مسعود

        تاريخية

        مجانا

        في قلب مصر القديمة، الكنوز المفقودة مع مغامرات شابة بريطانية شغوفة بالآثار تجد خريطة سرية تقود إلى مدينة هامونابترا الأسطورية. برفقة محتال جذاب وأخيها المرح، ينطلقون في رحلة محفوفة بالمخاطر، يواجهون لعنات قديمة وقوى شريرة تسعى لحماية أسرار المدينة المدفونة. بين مطاردات الصحراء والمعابد الغامضة، يكافحون لفك ألغاز الماضي وكشف كنوز الفراعنة، بينما يواجهون أهوالًا لم يتوقعوها أبدًا.

        دكتور باي

        مسؤول عن قسم الآثار في المتحف المصري، ينظر إلى إيفلين باستخفاف في البداية لكنه يضطر للاعتراف بمعرفتها.

        إمحوتب

        كاهن مصري قديم تم تحنيطه حيًا بسبب جريمة شنيعة. لعنته تهدد كل من يحاول إيقاظه.

        المدجاي

        سلالة قديمة من المحاربين المصريين الذين أقسموا على حماية قبر إمحوتب ومنع عودته.

        إيفلين

        شابة بريطانية ذكية وشغوفة بعلم المصريات، لكنها اجتماعية . تبحث عن مغامرة ومعرفة، وتجد نفسها في قلب صراع بين قوى قديمة.
        تم نسخ الرابط
        مدينة الفراعنة المفقودة

        بعد 4159 سنة...
        التمثال ده قعد يتبهدل طول الـ 4159 سنة اللي فاتوا، ودلوقتي بقى خرابة مدفونة نصها في نص الصحرا.
        
        1925
        
        صريخ إمحوتب المرعب اتحول لصريخ فارس. كان بيجري بعصايه على الحصان في الصحرا ومعاه ألفين فارس من إخواته المحاربين، ومتسلحين لحد سنانهم. وعلى بعد ميل في الصحرا الحاره اوى،
        كان فيه حوالي ميتين عسكري فرنساوي من الفيلق الأجنبي بيتسحبوا بين الخرابة وبيجهزوا نفسهم للهجوم. ريك أوكونيل كان واقف فوق السور، وقبعة الكاب بتاعته كانت مايلة على جنب بشكل روش. بص على الحشد الضخم اللي بيزعق وبيجري ناحيته بالخيل.
        
        أوكونيل قال: "كنت عارف إن النهاردة هيبقى يوم مش تمام."
        
        واحد فرنساوي تاني جه وقف جنبه وهو ماشي على سور الخرابة من فوق.
        
        بيني قال: "أنا عن نفسي، كنت حابب نستسلم. إيه المشكلة لما نستسلم وخلاص؟"
        
        أوكونيل رد بحدة: "اخرس وهات لي حزام الرصاص بتاعك."
        
        بيني قلع حزام الطلقات بتاعه وادهوله لأوكونيل.
        
        بيني بيتوسل: "يبقى نهرب أحسن. دلوقتي حالا. طول ما لسه فيه أمل."
        
        أوكونيل لبسه فوق حزامه التاني وعملهم علامة إكس.
        
        أوكونيل طلب: "دلوقتي هات لي المسدس بتاعك، كده كده عمرك ما هتستخدمه."
        
        بيني طلع مسدسه ورماه لأوكونيل.
        
        بيني قال: "يبقى نمثل إننا ميتين، إيه رأيك؟ محدش بيعمل كده تاني أصلاً."
        
        أوكونيل زحلق المسدس اللي بيني اداهوله في وسطه جنب مسدسه التاني.
        
        أوكونيل قال: "دلوقتي روح هات لي عصاية تخينة."
        
        بيني استغرب: "في الصحرا؟ ليه؟"
        
        أوكونيل لف وبقى وشه في وش بيني.
        
        أوكونيل قال: "علشان أربطها في ضهرك، شكلك كده معندكش عمود فقري."
        
        حشد المحاربين كان بيجري لقدام بدوي جامد، وبقوا على بعد نص ميل، والسيوف بتاعتهم بتخبط في بعض. أوكونيل وبيني جريوا بين الخرابة.
        
        أوكونيل سأل: "إزاي واحد زيك وصل للفيلق ده أصلاً؟"
        
        بيني رد: "اتمسكت وأنا بسرق كنيس يهودي. الأماكن المقدسة دي فيها حاجات قيمة كتير؛ كنايس، معابد، مساجد، ومين اللي بيحرسها؟"
        
        أوكونيل استغرب: "ولاد شمامسة؟"
        
        بيني أكد: "بالظبط! أنا بتكلم سبع لغات، منهم العبري، فكان تخصصي الكُنس. وأنت بقى؟ قتلت حد؟"
        
        بيني اتكعبل ووقع على أوكونيل غصب عنه. أوكونيل بص له بصه مش كويسة خالص.
        
        أوكونيل قال: "لأ، بس بفكر في الموضوع ده."
        
        قاموا وجريوا برا البوابة ونزلوا المنحدر الحجري.
        
        أوكونيل سأل تاني: "وبعدين؟ سرقة؟ ابتزاز؟ خطف؟"
        
        
        
        
        أوكونيل رد ببرود: "لأ شكراً، مش عايز أي حاجة من دول."
        
        الفرنساوي زعق بغضب: "إمال إنت بتعمل إيه هنا يا جدع?!"
        
        هما الاتنين فرملوا جامد لما وصلوا خط الدفاع الأول وشافوا حشد المحاربين. صوت الخيل اللي بتجري كان عامل دوشة رهيبة. أوكونيل ابتسم لبيني ابتسامة صفرا عريضة.
        
        أوكونيل قال: "كنت بس بدور على شوية متعة."
        
        وفي اللحظة دي، الكولونيل الجبان بتاع الفيلق اتخض فجأة، وقطع وهرب. أوكونيل اتصلب في مكانه على طول.
        
        بيني قال لأوكونيل: "أنت كده اترقيت."
        
        أوكونيل زعق: (خدوا أماكنكم!)
        
        الحشد الضخم كان جاي لقدام، حوافر الخيل بتخبط في الرمل. كام عسكري تاني من الفيلق جريوا هما كمان.
        
        أوكونيل زعق: "اثبتوا!" وسأل بيني: "أنت معايا في دي، صح؟"
        
        بيني رد: "أه، قوتك بتديني قوة."
        
        أوكونيل زعق تاني: "اثبتوا!"
        
        الطوارق طلعوا الصرخات المرعبة بتاعتهم. عساكر تانيين من الفيلق جريوا بسرعة البرق. وبيني كان واحد منهم.
        
        بيني زعق: "استنوا! استنوني!"
        
        أوكونيل قال في نفسه باستغراب: "إيه الخيبة دي؟"
        
        أوكونيل لف عينه بزهق وهو شايف بيني بيهرب.
        
        أوكونيل زعق للمرة التالتة: "اثبتوا!!"
        
        الطوارق جهزوا البنادق بتاعتهم ونشنوا. أوكونيل جمع قوته، وجهز سلاحه. الطلقة اللي كانت في بقه فرقعت فجأة، فبصقها في الرمل.
        
        أوكونيل أمر: "نار!"
        
        العساكر اللي كانوا نايمين على الأرض ضربوا نار. صوت البنادق دوى جامد. الانفجار طير عشرات الطوارق من على الخيل بتاعتهم. العساكر اللي كانوا نايمين بدأوا يعمروا سلاحهم بسرعة. والعساكر اللي كانوا راكعين ضربوا نار هما كمان. طوارق تانيين وقعوا من على خيلهم وباسوا الرمل.
        
        المحاربين اللي فاضلين فتحوا النار. تلت عساكر الفيلق ماتوا. العساكر اللي لسه واقفين ضربوا نار تاني. طوارق اتطوحوا من على خيلهم ووقعوا على الرمل. وبعدين قوة الطوارق كلها اقتحمت الخرابة وعدت من وسط عساكر الفيلق. أوكونيل مسك ماسورة بندقيته وبدأ يخبط بيها الفرسان اللي على الخيل، كان بيحارب زي المجنون. أما بيني، فكان بيتزحف على بطنه على الرمل، وبيعيط وهو بيهرب بكل قوته، وعساكر الفيلق كانوا بيقعوا ميتين حواليه. زحف ودخل من البوابة الرئيسية. أوكونيل رمى بندقيته وراح ناحية مسدساته. طلع المسدسين بسرعة، كل واحد في إيد، وبدأ يوقع الفرسان من على خيلهم.
        
        أوكونيل زعق: "اجري يا بيني! اجري!"
        
        بيني زحف أسرع، وبعدين لمح فتحة باب معبد بين الصخور. قام وجري ناحية الباب بسرعة، وأخر عساكر الفيلق كانوا بيتضربوا ويقعوا وراه.
        
        أوكونيل زعق: "ادخل جوه! ادخل جوه!"
        
        مسدسات أوكونيل فضيت.
        
        أوكونيل شتم: "يا ابن الـ..."
        
        لف وجري زي المجنون، وعدى من البوابة الرئيسية. أربع محاربين طوارق على خيول عربية ضخمة كانوا بيجروا وراه بسرعة. أوكونيل نط من فوق عمود حجري وراح يجري على طول. شاف بيني جوه فتحة باب المعبد، وبيحاول يقفل الباب الرملي التقيل.
        
        أوكونيل زعق: "يا بيني! استنى!"
        
        بيني مكنش ناوي يستنى، وزق الباب أقوى.
        
        أوكونيل زعق تاني: "بتعمل إيه?! استنى!"
        
        أوكونيل جري أسرع. بيني زق الباب أقوى. الأربع فرسان نطوا من فوق العمود الكبير وجريوا وراه.
        
        أوكونيل زعق: "متقفلش الباب ده! متقفلش الباب ده!"
        
        بيني قفل الباب بالظبط لما أوكونيل وصل عنده. أوكونيل خبط جسمه في الباب بكل قوته. بس الباب متزحزحش.
        
        أوكونيل توعد: "أنا هوريك!"
        
        لف وجري بسرعة حوالين الصخور، كان بيجري علشان ينقذ حياته، وكان بيتلوى بين الخرابة، والخيول العربية بتقرب أكتر وأكتر. صوت حوافر الخيل كان بيعلى أكتر وأكتر. أوكونيل أخيرًا لف وواجه المهاجمين بتوعه. الأربع خيول الضخمة وقفت فجأة قدامه. الطوارق الشرسين رفعوا بنادقهم علشان يخلصوا عليه. أوكونيل فضل واقف مكانه، كان تعبان ومضروب، وبعدين غمض عينه واستنى الرصاصة.
        
        وفجأة، الخيول اتجننت. الأربعة رفعوا رجليهم اللي قدام. اتنين من الفرسان وقعوا على الأرض. الخيول صرخت وعملت أصوات عالية وخنفرت بخوف، وبعدين نطت بغضب وجريت بسرعة كأن الشيطان نفسه خوفهم. الفرسان اللي وقعوا قاموا وجريوا ورا خيولهم. أوكونيل فضل واقف مكانه، مصدوم، وبعدين رفع إيده اليمين وبص على صباعه الوسطاني. وبعدين حس بالشر نفسه، ولف وشه. التمثال المتكسر والمهدم بتاع أنوبيس كان بيبص عليه. فجأة، الرمل بدأ يتحرك تحت رجل أوكونيل. بدأ يرجع لورا وهو باصص على الرمل اللي بيتغير، كان شكله زي تعابين ضخمة بتتلوي وتزحف تحته، وبتعمل خطوط وأشكال. أوكونيل لف بسرعة وجري بين الخرابة. الرمل وقف عن الحركة، ودلوقتي فيه صورة مرسومة في الرمل، صورة وش إمحوتب وهو بيزعق. فوق تل، كانت فيه مجموعة من الفرسان بيتفرجوا على أوكونيل وهو بيترنح وبيبعد عن المدينة الخربة. أوكونيل حس بوجودهم وبص لفوق. كانوا مختلفين تمامًا عن الطوارق، كانوا لابسين أسود من راسهم لحد رجليهم ووشوشهم متغطية بوشوم غريبة زي الألغاز؛ المدجاي، أحفاد الموميا، لسه بيراقبوا قبر إمحوتب بعد كل السنين دي. قائد المدجاي كان راجل ضخم وشرس لابس عباية سودا، وكان لابس سيفين معقوفين على وسطه. وشه كان وسيم وموشوم زي الباقيين. عينيه السودة كانت بتراقب أوكونيل وهو بيترنح وبيبعد في الصحرا المفتوحة...
        
        
        
        
        
        القاهرة، مدينة قديمة لدرجة إن النجوم نفسها غيرت مكانها في السما من ساعة ما اتولدت. مدينة مليانة بكل أنواع الحياة. مدينة غريبة، غامضة، ورائعة. في أعماق متحف الآثار، تلاقي المخازن، صفوف ورا صفوف من أرفف الكتب العالية، مليانة كتب عن الآثار. واقفة فوق سلم طويل بين صفين من دول وساندة على واحد من الأرفف، ست بريطانية لابسة نضارة، وشعرها مرفوع كعكة، ولابسة فستان طويل.
        
        إيفلين بتشد كتاب من كومة تحت دراعها، بتنفخ التراب اللي عليه، وبعدين بتحطه على رف فيه كتب تانية عناوينها كلها بتبدأ بحرف "O". وبعدين بتمسك كتاب تاني ورا كتاب من تحت دراعها وبتقرا العناوين.
        
        "أحجار مقدسة... نحت وجماليات... سقراط، سيتي الجزء الأول، الجزء التاني... والجزء التالت و... تحتمس؟ إنت طلعت هنا إزاي بقى؟ ت. ت. ت. ت. ت! أنا هحطك في مكانك الصح."
        
        بالراحة خالص، علشان متتزحلقش، بتبص ورا كتفها على الرف اللي وراها، اللي كل العناوين فيه بتبدأ بحرف "T". وبعدين بتبص لتحت. المشوار طويل أوي لحد الأرض. إيفلين بتحط الكتب التانية بالراحة على الرف اللي فوق، وبعدين بتلف وبتبدأ بالراحة تميل بالذراع اللي ماسكة بيه كتاب تحتمس ناحية الرف التاني. بعيد شوية، فبتتمدد، وبتحاول توصل، وماسكة طرف السلم بصوابعها، قربت أوي. وفي اللحظة دي، السلم بيتزحلق من على الرف. إيفلين بتصرخ صرخة مكتومة، وبترمي كتاب تحتمس وبتمسك الجزء اللي فوق من السلم، اللي وقف सीधा. إيفلين بتحبس نفسها.
        
        -"الحقوني."-
        
        بتتهز بخطورة، وبعدين بتفقد توازنها، والسلم بيلف.
        
        "يا لهوي!! أاااااااااااااااااااااااه!"
        
        إيفلين متعلقة بالجزء اللي فوق، بتحاول تحافظ على توازنها. إيفلين بتحبس نفسها تاني. وفي اللحظة دي، الرف بيقع وبيخبط في الرف اللي جنبه.
        
        "أوه. يا خبر!"
        
        إيفلين بتبص لفوق وهي شايفة تأثير الدومينو بدأ: كل رف بيقع على الرف اللي بعده. وبيخلص لما آخر رف بيخبط في الحيطة. إيفلين مغمضة عينيها. بتفتح عين واحدة وتبص شمال، وبعدين يمين. وبعدين بتفتح العين التانية وبتبص على الخراب الكبير.
        
        "يا لهوي."
        
        القيم المصري بتاع المتحف بيدخل متعصب.
        
        "إيه... إزاي... كـ... لـ... إز... إيه ده! ولاد الفراعنة! هاتولي ضفادع، دبان، جراد، أي حاجة غيركوا! مقارنة بيكوا، البلاوي التانية كانت متعة!"
        
        إيفلين عضت شفتها بتوتر.
        
        "أنا آسفة، ده كان غصب عني."
        
        "يا بنتي، لما رمسيس دمر سوريا، ده كان غصب عنه. إنتي... إنتي كارثة! أنا مستحملك ليه؟"
        
        إيفلين لفت ناحيته، بتحاول تمسك أعصابها.
        
        "أصـ... أصل، استحملني علشان أنا بعرف أقرا وأكتب مصري قديم... وبعرف أفك رموز الهيروغليفية والهيراطيقية... و، أهـ... أصل أنا البني آدمة الوحيدة على بعد ألف ميل اللي بتعرف تفهرس وتصنف المكتبة دي صح، علشان كده."
        
        "أنا مستحملك علشان أمك وأبوكي وعمك كانوا أحسن المتبرعين بتوعنا، علشان كده! الله يرحمهم. دلوقتي مش مهم تعمليها إزاي ومش مهم هتاخد وقت قد إيه. بس ظبطي الزريبة دي!"
        
        القيم خرج متعصب. وبعدين دخل شخص تاني، إيفلين تعرفه كويس أوي.
        
        "إيفلين! كويس إني... يا خبر! إيه اللي حصل هنا؟"
        
        "أوه مادي، أنا كمان مبسوطة إني شفتك تاني!"
        
        إيفلين سمعت صوت فجأة ولفت بسرعة.
        
        "ألو؟ مادي سمعتي ده؟"
        
        "إيه؟"
        
        إيفلين سمعته تاني، زي صوت رجلين بتتسحب بالراحة على الأرض، جاي من أوضة عرض قريبة.
        
        "عبد؟ محمد؟ بوب؟"
        
        إيفلين مشيت بين الأرفف ودخلت الأوضة، ومادلين ماشية وراها على طول. الرامسيوم كان مليان كنوز وغنائم من المملكة الوسطى. كان ضلمة وهدوء أوي جوه، النور الوحيد جاي من كام شعلة نار بتترعش على كل طرف من الأوضة المخيفة دي. إيفلين مسكت شعلة. بصت حواليها، على تمثال أنوبيس، وواحد تاني لحورس، كانوا بيبصوا لتحت على إيفلين، اللي بدأت تخاف دلوقتي. مادلين بصت على بنت عمها باستغراب وهي شايفاها ماشية في الممر، وعدت على تابوت مقفول، وفتارين فيها آثار قديمة، وتابوت تاني مفتوح. إيفلين اتجمدت مكانها، بلعت ريقها بصعوبة، وبصت حواليها بتوتر علشان تشوف مين ممكن يكون فتحه.
        
        مادلين سألت: "كل حاجة تمام يا إيفلين؟"
        
        إيفلين همست: "أنا أقسم إني كنت شايفة ده مش مفتوح قبل كده."
        
        مادلين جت جنبها وحطت إيد على كتف بنت عمها. وبعدين إيفلين مالت لقدام بالراحة بالشعلة، وبصت جوه التابوت. مومياء متحللة قعدت وصرخت في وشهم. هما الاتنين، مادلين وإيفلين، صرخوا، وإيفلين وقعت الشعلة ورجعت لورا، كانت مرعوبة أوي. وبعدين، من جوه التابوت، سمعوا صوت راجل بيضحك. إيفلين ضيقت عينيها وهي شايفة الراجل ده بيزحف وبيطلع من ورا المومياء، وبيضحك من قلبه، وكان سكران نص سُكر.
        
        "إنت...! إنت...!"
        
        الراجل رد بضحك: "سكران؟ عبيط؟ ابن كلب؟ يا ريت تقولي حاجة جديدة."
        
        وهو بيزحف وبيطلع من التابوت، مادلين شدت سيجارة من بق المومياء.
        
        هست بغضب: "إنت معندكش أي احترام للميتين؟"
        
        الراجل رد: "أكيد عندي! بس ساعات بستلطف فكرة إني أروح معاهم."
        
        ابتسم وهو سكران. إيفلين لكمته جامد في صدره.
        
        "يا ريت تعمل كده قريب بدل ما تبوظ مستقبلي زي ما بوظت مستقبلك. يلا غور من هنا!"
        
        الراجل رد: "يا أختي الصغيرة الحلوة وبنت عمي، لازم تعرفوا... إن... في اللحظة دي بالذات مستقبلي في العلالي."
        
        مادلين استغربت: "في العلالي؟ هه! ده أنا مش قادرة أمسك نفسي من الضحك."
        
        جوناثان اتكرع، وبعدين وقع لورا وقعد على طرف مقبرة.
        
        إيفلين قالت بجدية: "في العلالي؟ هه! يا جوناثان والنبي، أنا بجد مش في المود بتاع هزارك ده. أنا لسه عاملة خيبة كبيرة في المكتبة... وعلماء بيمبريدج رفضوا طلب الالتحاق بتاعي تاني. بيقولوا معنديش خبرة كافية في المجال."
        
        مادلين قالت: "هما غلطانين خالص يا إيفي."
        
        جوناثان قال: "إحنا دايماً موجودين علشانك يا ست الكل. وبعدين، أنا عندي حاجة بالظبط هتفرحك."
        
        جوناثان بدأ يدور بحماس في جاكيته.
        
        إيفلين قالت بضيق: "يا لهوي، مش حتة خردة تانية يا جوناثان، لو جبت حتة زبالة تانية للقيم علشان أحاول... أبيعها علشانك..."
        
        جوناثان طلع علبة صغيرة وقديمة؛ المفتاح المكسور لتابوت إمحوتب وصندوقه. إيفلين ومادلين استغربوا أوي في ساعتها، الاتنين عندهم نفس الاهتمام بمصر القديمة. إيفلين خطفت العلبة من إيده.
        
        "جبت ده منين؟"
        
        
        
        
        
        
        جوناثان عارف نقطة ضعفهم وابتسم ابتسامة شيطانية.
        "في حفرية، تحت في طيبة."
        إيفلين بتقلب العلبة في إيديها، وبنت عمها بتمتم مع نفسها وهي بترجم الهيراطيقية والهيروغليفية اللي مغطياها.
        جوناثان قال بلهفة: "طول عمري ما لقيت أي حاجة يا مادي ويا إيفي. والنبي قولولي إني لقيت حاجة."
        مادلين خدت العلبة من إيد إيفلين وبدأت تلعب بصوابعها بالشرائح الصغيرة اللي على العلبة، بتحركها بطرق مختلفة، زي علبة ألغاز. فجأة، العلبة اتفردت لوحدها، بشكل آلي تقريبًا، واتحولت للمفتاح. جوه المفتاح/العلبة المفتوحة كان فيه ورقة بردي مطوية، خريطة قديمة.
        
        مادلين قالت: "أظن إنك لقيت حاجة."
        
        القيم قاعد على مكتبه، بيبص من خلال عدسة مكبرة بتاعة جواهرجي على المفتاح/العلبة. إيفلين وبالذات مادلين واقفين وراه بحماس.
        مادلين قالت: "شايف الخرطوش ده؟ ده الختم الملكي الرسمي بتاع سيتي الأول، أنا متأكدة."
        القيم تمتم: "يمكن."
        جوناثان مال من الناحية التانية من المكتب.
        سأل: "سؤالين. مين ابن الـ... سيتي الأول ده؟ وكان غني؟"
        مادلين شرحت: "ده كان تاني وآخر فرعون في المملكة القديمة، الأسرة التاسعة عشر... وبيقولوا إنه كان أغنى فرعون فيهم كلهم."
        جوناثان تمتم: "كويس، ده كويس. أنا حبيت الراجل ده، حبيته أوي."
        القيم مسك الخريطة.
        "إحنا خلاص قدرنا عمر الخريطة، الخريطة دي عمرها حوالي أربع آلاف سنة. ولو بصيتوا على الهيراطيقية هنا... يعني..."
        إيفلين خدت نفس عميق قبل ما تكمل.
        قالت: "دي هامونابترا."
        القيم اتجمد، وبقى متوتر أوي فجأة، وده مادلين ملاحظتش. وبعدين استرد نفسه وسخر.
        قال: "يا إلهي، بلاش كلام فارغ. إحنا باحثين مش صيادين كنوز. هامونابترا دي أسطورة حكاها حكائين العرب القدام... علشان يسلو السياح اليونانيين والرومان."
        مادلين ردت: "إحنا عارفين كل الكلام الفاضي: عن المدينة اللي محمية بلعنة مومياء... بس أبحاث إيفي وصلتنا للاعتقاد إن المدينة نفسها ممكن تكون موجودة."
        جوناثان سأل: "إحنا بنتكلم عن هامونابترا دي؟"
        مادلين أكدت: "أيوة. مدينة الأموات. اللي بيقولوا إن أول الفراعنة خبوا فيها ثروات مصر."
        جوناثان قال بلهفة: "أيوة، أيوة، فـ... فـ... في أوضة كنوز كبيرة تحت الأرض."
        القيم استهزأ: "هه!"
        مادلين قالت: "يا عم الحاج. كل الناس عارفة الحكاية. المقبرة كلها كانت متجهزة علشان تغرق في الرمل. بأمر من الفرعون. المكان كله كان هيختفي تحت الكثبان الرملية، وياخد الكنز معاه."
        إيفلين قالت: "كل اللي نعرفه إن المدينة اختفت بشكل غامض حوالي 2134 قبل الميلاد."
        القيم قرب الخريطة من لمبة الشمعة.
        قال: "زي ما الأمريكان بيقولوا: ده كله حواديت وخرافات..."
        الخريطة "غصب عنها" ولعت. القيم رماها على الأرض.
        القيم زعق: "يا خبر أبيض! بصوا ده!"
        جوناثان وقع على ركبه وطفاها بسرعة ورفعها. التلت الشمال من الخريطة اختفى.
        زعق: "حرقتها! حرقت الجزء اللي فيه المدينة المفقودة!"
        القيم قال: "ده أحسن حاجة أكيد. رجالة كتير ضيعوا حياتهم في البحث الأهبل عن هامونابترا. محدش عمره لاقاها. أغلبهم... مرجعوش أبدًا."
        جوناثان كان محبط أوي.
        قال بحزن: "قتلت خريطتي."
        القيم رد بسخرية: "أنا متأكد إنها كانت مزيفة أصلاً، أنا مستغرب إنك إنتي يا آنسة كارناهان، اتخدعتي كده."
        القيم مد إيده علشان ياخد المفتاح/العلبة. مادلين خطفتها بسرعة من على المكتب وبصت له بصه غضب وشك وسخرت.
        
        
        
        
        سجن القاهرة. واحد من أسوأ أماكن التعذيب على وجه الأرض. كل أشكال الحثالة والانحطاط ممكن تلاقيها هنا. مدير السجن، وهو حتة حثالة من الطراز الأول، بيوصل مادلين وإيفلين وجوناثان عبر ساحة المشنقة.
        
        مدير السجن قال: "تعالوا، تعالوا! دوسوا على العتبة. أهلاً بكم في سجن القاهرة، بيتي المتواضع."
        
        مادلين همست بصوت عالي: "أنت قلت لنا إنك لقيتها في حفرية تحت في طيبة!"
        
        جوناثان رد: "أصل أنا كنت غلطان."
        
        إيفلين قالت بغضب: "أنت كذبت علينا!"
        
        جوناثان رد ببرود: "أنا بكذب على أي حد، إيه اللي خلاكوا مميزين كده؟"
        
        مادلين ردت: "أنا بنت عمك!"
        
        إيفلين قالت: "وأنا أختك!"
        
        جوناثان قال بسخرية: "ده بس بيخليكوا أغبى."
        
        إيفلين اتهمته: "أنت سرقتها من واحد سكران في الكازينو المحلي؟!"
        
        جوناثان صححها: "نشلت جيبه، في الحقيقة... فمش فاكر إنها فكرة كويسة أوي..."
        
        جوناثان كان عايز يلف ويرجع، بس إيفلين وبنت عمهم لفوه تاني وسحبوه معاهم. مدير السجن زق إيفلين وجوناثان في الزنزانة المؤقتة.
        
        إيفلين قالت بضيق: "بطلوا سخافة بقى. الراجل ده مسجون بتهمة إيه بالظبط؟" وسألت مدير السجن الجزء الأخير.
        
        مدير السجن رد: "أنا معرفش. بس لما عرفت إنكوا جايين، سألته أنا نفسي."
        
        إيفلين سألت بفضول: "وقال إيه؟"
        
        مدير السجن رد ببساطة: "قال إنه كان بيدور على شوية متعة."
        
        باب الزنزانة الداخلي اتفتح فجأة. أوكونيل كان متكتف بالسلاسل، وأربعة حراس بيسحبوه، وزقوه لحد قضبان الزنزانة. من شكله، باين إنه بقاله كتير هناك؛ وشه متغطي نص بالنص بشعر طويل ودقن وكدمات جديدة كتير. إيفلين بصت له باشمئزاز من منظره.
        
        إيفلين قالت باستنكار: "بس ده مجرد مجرم قذر؟"
        
        جوناثان اتألم.
        
        مادلين قالت بتهكم: "برافو عليكي يا إيفي."
        
        إيفلين سألت جوناثان: "ده الراجل اللي سرقت منه العلبة؟"
        
        جوناثان أكد: "أيوة، بالظبط. فإيه رأيكوا نمشي ندور على حتة ناكل فيها..."
        
        أوكونيل بص على مادلين وإيفلين بتمعن، وبعدين بص على جوناثان.
        
        أوكونيل سأل بفضول: "إنت مين والستات دول مين؟"
        
        مادلين وبنت عمها زعقوا في نفس الوقت: "ستات؟!"
        
        جوناثان تلعثم: "أنا... أنا مجرد مبشر محلي طيب، بنشر الكلمة الطيبة. بس دول أختي إيفي وبنت عمنا مادي."
        
        أوكونيل رد ببرود: "أهلاً وسهلاً."
        
        جوناثان قال بتوتر: "أه؟ طيب... أنا متأكد إنهم مش خسارة فادحة أوي."
        
        إيفلين كانت مصدومة وغاضبة.
        
        قالت بغضب: "نعم يا أخويا؟!"
        
        مدير السجن قال: "هرجع بعد لحظة." وخرج من الباب.
        
        أوكونيل قال بسخرية: "أنا بترعش من الانتظار."
        
        واحد من الحراس ضرب أوكونيل بعصاية على راسه، ووش أوكونيل خبط في القضبان الحديد. مظهرش أي ألم، بس بص للحارس بصه مش كويسة.
        
        إيفلين قالت لجوناثان: "اسأله عن العلبة."
        
        إيفلين قربت خطوة.
        
        قالت بتوتر: "إحم... إحنا لقينا... ألو. لو سمحت. إحنا التلاتة لقينا علبة الألغاز بتاعتك وجينا نسألك عنها."
        
        أوكونيل رد بحدة: "لأ."
        
        إيفلين استغربت: "لأ؟"
        
        أوكونيل أكد: "لأ... إنتوا جيتوا تسألوني عن هامونابترا."
        
        مادلين همست: "شش، شش."
        
        التلاتة بصوا حواليهم بسرعة، كانوا خايفين الحراس يسمعوه. قربوا خطوة كمان.
        
        إيفلين سألت بتوتر: "إز... إزاي عرفت إن العلبة ليها علاقة بهامونابترا؟"
        
        أوكونيل رد ببساطة: "لأن ده المكان اللي كنت فيه لما لقيتها. أنا كنت هناك."
        
        الستات الاتنين كانوا مصدومين ومش قادرين يتكلموا. بس جوناثان كان شكله مش مطمن.
        
        جوناثان قال بشك: "بس إزاي نعرف إن ده مش كلام فارغ؟"
        
        أوكونيل بص لجوناثان بتمعن، وبانت عليه علامة إنه افتكره.
        
        أوكونيل سأل: "إيه... هو أنا أعرفك؟"
        
        جوناثان نفى بسرعة: "لأ، لأ. أنا بس شكلي من الأشكال دي."
        
        عينين أوكونيل وسعت وفجأة لكمة جت طايرة من بين القضبان وخبطت جوناثان في فكه بالظبط. وقع على الأرض. الحارس ضرب أوكونيل تاني بالعصاية. راسه خبطت في القضبان تاني. مظهرش أي ألم، بس بص للحارس بصه مش كويسة تاني. إيفلين بصت على أخوها اللي واقع على الأرض، وبعدين بصت تاني على أوكونيل.
        
        إيفلين سألت بجدية: "أنت كنت فعلاً في هامونابترا؟"
        
        أوكونيل رد ببرود: "أنا لسه مدي أخوكي بوكس."
        
        إيفلين قالت بتوتر: "أيوة، طيب..."
        
        
        
        
        
        إيفلين هزت كتفها، ومادلين بصت لها باستغراب.
        إيفلين قالت ببساطة: "أنا عارفة أخويا."
        أوكونيل ابتسم ابتسامة خفيفة.
        أكد: "أيوة، أنا كنت هناك."
        مادلين سألته بحدة: "بتحلف؟"
        أوكونيل رد بجدية: "كل يوم زفت."
        إيفلين وضحت: "لأ، هي قصدها..."
        أوكونيل قاطعها: "أنا فاهم قصدها. أنا كنت هناك، تمام. مكان سيتي. مدينة الأموات."
        إيفلين سألت بفضول: "لاقيت إيه؟ شفت إيه؟"
        أوكونيل رد بمرارة: "لاقيت رمل. شفت موت."
        مدير السجن دخل. إيفلين قربت بسرعة من أوكونيل.
        سألته برجاء: "ممكن تقول لنا نوصل هناك إزاي؟ يعني، المكان بالظبط؟"
        أوكونيل سأل بفضول: "عايزة تعرفي؟"
        إيفلين قربت أكتر.
        قالت بتوتر: "أه، طبعاً."
        أوكونيل سأل تاني: "بجد عايزة تعرفي؟"
        إيفلين قربت وشها من القضبان، كانت متوترة ومتحمسة.
        ردت بإصرار: "أيوة."
        مادلين كانت بتراقب الحوار بينهم بفضول، وفجأة أوكونيل اتقدم وباس إيفلين بوسة طويلة على شفايفها.
        أوكونيل قال بجدية: "يبقى طلعيني من هنا حالا!"
        إيفلين كانت مصدومة ومادلين كانت مذهولة. واحد من الحراس ضربه بعصاية، وشه خبط في القضبان تاني، بس قبل ما يقدر يرد، الحراس مسكوه.
        الحارس زعق: "يلا يا ستات!"
        الحراس شدوه بعيد عن القضبان وسحبوه برا الأوضة.
        إيفلين سألت بقلق: "ودوهم فين؟"
        مدير السجن رد ببرود: "علشان يتشنق."
        إيفلين اتصدمت. مدير السجن كشف عن سنانه الخضرا في ابتسامة خبيثة.
        قال بخبث: "الظاهر إنه اتبسط أوي."
        
        مئات السجناء القذرين كانوا بيبصوا لتحت على المشنقة، وحبل الإعدام بتاع الجلاد كان متدلي فوق راس أوكونيل ومتزنق جامد حوالين رقبته. إيفلين وبنت عمها تبعوا مدير السجن على بلكونة فوق المشنقة. السجناء كلهم سكتوا خالص لما شافوهم؛ زي الديابة اللي بتبص على لحمة طازة.
        
        واحد من الحراس قال بصرامة: "ممنوع دخول الستات."
        إيفلين ردت بثقة: "إحنا ستات إنجليز."
        الظاهر إن ده لخبط مدير السجن، هز كتفه وقعد. أوكونيل بص لفوق لما الستات الاتنين قعدوا جنب مدير السجن.
        إيفلين قالت بجدية: "هنديكوا مية جنيه علشان تنقذوا حياة الراجل ده."
        مدير السجن رد بخبث: "يا سيداتي العزيزات، أنا ممكن أدفع مية جنيه بس علشان أشوفه بيتشنق."
        مادلين عرضت: "ميتين جنيه."
        مدير السجن أمر الجلاد: "ابدأ!"
        إيفلين رفعت المبلغ: "تلتومية جنيه!"
        أوكونيل كان سامع كل كلمة، وبص بأمل. الجلاد لف ناحيته.
        سأل باستهزاء: "فيه أي طلبات أخيرة يا خنزير؟"
        أوكونيل رد ببرود: "أه. فك الحبل وسيبني أمشي."
        الجلاد زعق حاجة بالعربي لمدير السجن.
        مدير السجن رد بغضب: "يا حمار! طبعاً مش هنسيبه يمشي!"
        الجلاد مسك ذراع فتحة الإعدام.
        إيفلين عرضت مبلغ أكبر: "خمسمية جنيه!"
        مدير السجن حط إيده القذرة والشهوانية على رجل مادلين.
        قال بخبث: "وإيه تاني؟ أنا راجل وحيد أوي..."
        مادلين كانت مقرفة وعايزة ترجع. إيفلين زقت إيده بسرعة من على رجل بنت عمها.
        مدير السجن اتغاظ ولف بغضب.
        زعق بالعامية: "يلا طلق!" وأشار للجلاد، اللي شد الذراع. فتحة الإعدام وقعت.
        إيفلين صرخت: "لأااااااااااااااااااااااا!"
        أوكونيل وقع من الفتحة. الحبل اتفرد. جسم أوكونيل اتخبط في نهاية الحبل. بس لسه عايش.
        مدير السجن ضحك بخبث: "ها ها! رقبته متكسرتش! يا خسارة! دلوقتي لازم نتفرج عليه وهو بيتخنق لحد ما يموت."
        السجناء كانوا بيزعقوا وبيصوتوا بغضب. الحراس بصوا حواليهم بتوتر. أوكونيل كان بيتخبط في نهاية الحبل وبيكح. إيفلين كانت مرعوبة ومادلين نفسها اتقطع، لفت بسرعة ناحية مدير السجن، وميلت لقدام وهمست في ودنه.
        مادلين قالت بهمس: "هو عارف مكان هامونابترا."
        مدير السجن لف وشه ناحيتها بسرعة.
        قال بعدم تصديق: "إنتِ بتكدبي."
        مادلين أكدت: "عمري ما هكدب!"
        في نهاية الحبل، أوكونيل كان بيتخنق وبيكح ووشه بيحمر جامد. مدير السجن بص لمادلين بتمعن.
        سأل بجدية: "إنتِ بتقوليلي إن ابن الكلب القذر الكافر ده عارف مكان مدينة الأموات؟"
        مادلين أكدت بإصرار: "أيوة!"
        مدير السجن سأل بتأكيد: "بجد؟"
        إيفلين ردت بسرعة: "أيوة ولو نزلته، هنديكوا... عشرة في المية."
        مدير السجن عرض: "خمسين في المية."
        مادلين قالت بسرعة: "عشرين."
        مدير السجن رفع النسبة: "أربعين."
        مادلين ردت بعناد: "تلاتين."
        مدير السجن قال بحسم: "خمسة وعشرين."
        مادلين فرحت وقالت بسرعة: "أه! اتفقنا!"
        مدير السجن لمس راسه، فهم الغلطة اللي عملها.
        زعق للجلاد: "أه! نزله!"
        سيف لمع في الهوا والحبل اتقطع. أوكونيل وقع على الأرض وتقلب. السجناء كلهم فرحوا وهتفوا. أوكونيل بص لفوق على الستات الاتنين. ابتسموا له ابتسامة عريضة ولوحوا له بإيديهم.
        
        نور الشمعة كان بيترعش على وش القيم.
        قال بجدية: "الاتنين لازم يموتوا."
        واقفين في الضلمة قصاد مكتبه تلاتة من المدجاي. واحد من المدجاي عنده خطاف حديد صدئ بدل إيده، هز كتفه بلا مبالاة.
        قال ببرود: "هما زي الباقيين. هيموتوا في الصحرا."
        القيم اعترض: "لأ! هي شافت كتير أوي. هي عارفة كتير أوي."
        القيم مال على مكتبه، والخوف باين في عينيه.
        قال بخوف: "مش بس معاهم خريطة، ده معاهم المفتاح كمان."
        ده خوف رجالة المدجاي أوي.
        زعق واحد منهم: "المفتاح؟! معاهم المفتاح الضايع؟!"
        
        
        
        
        القيم رد بخوف: "أيوة. محدش وصل لكده قبل كده، محدش كان قريب أوي كده. لازم نوقفها، وإلا هتبقى نهايتنا كلنا."
        واحد من المدجاي رد: "يبقى هنقتلهم، هنقتلهم هما وكل اللي معاهم."
        القيم أصر: "ونحرق الخريطة وناخد المفتاح."
        المدجاي أكد: "هيتم. بس إيه موضوع البعثة الأمريكية؟ هما كمان ماشيين بكرة."
        القيم قال باستهزاء: "انسوا الأمريكان المتخبطين دول، هيبقوا زي الباقيين. من غير الخريطة اللي توديهم، هيلاقوا هامونابترا إزاي يعني؟"
        
        بيني قال: "تلات أيام في النيل، وبعدين يومين بالجمل يا سادة."
        كان واقف على مقدمة مركب ركاب، ومحاط بدانيالز وهندرسون وبيرنز.
        دانيالز قال بتهديد: "مقابل الفلوس اللي بندفعهالك دي، يا ريت يكون فيه حاجة تستاهل تحت الرمل ده."
        هندرسون طبطب على ضهر دانيالز.
        دانيالز قال لنفسه: "هامونابترا،" ده اللي كان بيقوله لنفسه، "هامونابترا."
        فرق المستكشفين كانوا مالين الأرصفة. على الناحية التانية من النيل، الأهرامات كانت بتخترق السما. مادلين وبنات عمها إيفلين وجوناثان كانوا ماشيين على الممشى، والباعة المتجولين كانوا محاصرينهم وبيبيعوا كل حاجة من مقابر لعب لحد مجسمات الملك توت.
        إيفلين سألت بقلق: "بجد فاكر إنه هيجي؟"
        جوناثان رد بثقة: "أيوة، أكيد هيجي، ويا بختي. ممكن يكون راعي بقر، بس أنا عارف النوع ده. كلمته كلمة."
        مادلين قالت بضيق: "أنا عن نفسي، شايفاه قذر، وقليل الأدب، ونصّاب كامل. أنا مبحبوش خالص."
        أوكونيل سأل: "أعرفه ده؟"
        التلاتة لفوا. أوكونيل قرب منهم؛ حالق، ومستحمي، ومتألق، وقصّة شعر جديدة، ولابس لبس جديد. شكله بقى جذاب ووسيم أكتر من أي وقت فات. إيفلين اتأثرت بيه.
        إيفلين اتلخبطت: "أوه... إحم... أهلاً."
        جوناثان مسك دراع أوكونيل وسلم عليه.
        قال بحماس: "يا له من يوم جامد لبداية مغامرة، إيه رأيك يا أوكونيل؟"
        أوكونيل رد: "أيوة. أيوة، جامد."
        أوكونيل بص على جيوبه بسرعة. لقى محفظته وارتاح.
        قال بمرح: "لأ، لأ، أنا عمري ما أسرق شريك."
        جوناثان قاله: "ده بيفكرني. مفيش زعل من موضوع..."
        أوكونيل عمل إشارة ملاكمة لوش جوناثان.
        جوناثان رد: "لأ، لأ. بتحصل كتير."
        فوقهم بالظبط على مقدمة المركب كان بيرنز، اللي مسح نظارته وبص على بيني.
        بيرنز سأل: "أنت متأكد إن هامونابترا موجودة هناك؟"
        بيني رد: "مع العظام المتفحمة للحامية بتاعتي كلها يا بيه."
        وفجأة شاف أوكونيل. بيني هز راسه، كأنه شايف سراب، وبعدين بدأ يرجع لورا بعيد عن الرجالة.
        قال بتوتر: "ألف اعتذار يا سادة، بس فيه شغل كتير لازم يتعمل."
        بيني جري بسرعة واختفى في المخزن.
        تحت، إيفلين استعادت نفسها ونضفت حلقها.
        قالت لأوكونيل: "يا أستاذ أوكونيل، ممكن تبص في عيني، وتضمن لي إن ده مش نصب؟ علشان لو نصب، أنا بحذرك..."
        أوكونيل قرب من إيفلين، واقتحم مساحتها وبص في عينها مباشرة. إيفلين مرجعتش لورا.
        أوكونيل قال بجدية: "بتحذريني؟ يا ست، خليني أوضح لك، وكل اللي أقدر أقوله لك يا آنسة، إن الكولونيل بتاعي لقى الخريطة دي في حصن قديم، والحامية كلها كانت مؤمنة بالكلام ده لدرجة... إن من غير أوامر، مشينا نص ليبيا ومصر علشان نلاقي المدينة دي. زي ما قلت لك، كل اللي شفته كان رمل. لما وصلنا هناك كل اللي لاقيناه... كان رمل ودم. محاربين طوارق قضوا على الباقيين كلهم. خليني آخد شنطكوا."
        قال الجزء الأخير للستات الاتنين. أوكونيل خد شنطهم وطلع على لوح المركب، ونفس مركب الركاب اللي بيني والأمريكان راكبينها. عينين إيفلين تابعته، بحنين شوية. مادلين وجوناثان لاحظوا ده.
        مادلين بدأت تضايق بنت عمها: "أيوة، أيوة، عندك حق، قذر، وقليل الأدب، ونصّاب كامل."
        هي لاحظت الاهتمام اللي إيفلين ورّته.
        جوناثان كمل: "مفيش حاجة تعجب فيه خالص."
        إيفلين بصت لهم بصه. جوناثان ابتسم بس. وفجأة مدير السجن عدى من جنبهم، وقلع طاقيته المتبهدلة.
        قال بابتسامة: "يا صباح الفل على الكل."
        إيفلين قالت بضيق: "يا لهوي. إنت بتعمل إيه هنا؟"
        مدير السجن رد: "أنا هنا علشان أحمي استثماري، وشكراً جزيلاً."
        وطلع على اللوح. الستات الاتنين وجوناثان بصوا لبعض. المركب اتحركت وبدأت رحلتها في النيل.
        
        ...... إنتهيى
        يتبع
        
        

        روايه حين التقيتك

        حين التقيتك

        2025, مينا مسعود

        رومانسية مظلمة

        مجانا

        قصة فتاة هُجرت في صغرها من قبل شخص أحبته، ليعود فجأة بعد سنوات طويلة. تجد البطلة نفسها أمام رجل مختلف، يتسم بالظلامية والتسلط والملكية. يدخل غرفتها عنوة ويواجهها بكلمات قاسية تكشف عن نواياه الاستحواذية. تتصاعد الأحداث إلى مواجهة جسدية ونفسية تُظهر سيطرته عليها. ويختتم المشهد بإعلان صادم عن زواج قسري مرتقب، مؤكداً عزمه على امتلاكها رغم رفضها.

        آيريس

        تأثرت بشدة برحيل شخص مقرب منها في صغرها. تعيش حياتها بشكل مستقل كشابة عاملة، لكنها ما زالت مرتبطة بعائلتها. يبدو أنها خجولة بشأن بعض جوانب حياتها الخاصة، لكنها تمتلك أيضاً جانباً قوياً ومقاوماً يظهر عند مواجهة الشخص الذي تركها. تبدو متألمة من هجره لها وعدم تواصله.

        فينيكس

        الشخص الذي غادر حياة آيريس عندما كانت صغيره. يعود بعد سنوات كرجل بالغ قوي ومُخيف. يتسم بالملكية الشديدة والتسلط والقسوة في تعامله مع آيريس، حيث يعتبرها ملكاً له. يبدو أنه رجل ثري وقادر على فرض إرادته، كما يتضح من إعلانه عن زواج قسري وترتيباته المستقبلية. شخصيته غامضة ومخيفة بناءً على تفاعله الأول معها بعد العودة.
        تم نسخ الرابط
        روايه حين التقيتك

        "أرجوك لا تتركني وحيدة"، توسلتُ إليه.
        
        "ليس لدي أصدقاء سواكِ"، تنهد وهو يستدير لينظر إليَّ.
        
        "يا سكرتي الحلوة، ليس لدي خيار. أحتاج أن أصنع مستقبلاً لكلانا، لذا عليَّ الرحيل"، قال وهو يضع كفه على خدي يداعبه برفق.
        
        عندما غادر كفه خدي، شهقتُ بينما سقطت دمعة.
        
        "سأعود. أعدك. ولن تكوني وحدكِ أبداً"، وأومأتُ له.
        
        منحني عناقاً كبيراً وذبتُ فيه.
        
        وبهذا رحل إلى مكانٍ ما في العالم، آخذاً قلب فتاة في الثانية عشرة من عمرها.
        
        _________________
        
        بعد 9 سنوات.
        
        "أوه، بالتأكيد لا"، صرختُ وأنا أضع الكتاب على الرف. "هيا يا آيريس". قلبتُ عينيَّ وأنا أسير إلى المنضدة وأقف خلفها. "حياتك الجنسية معدومة، على الأقل احصلي على هزاز أو قضيب اصطناعي"، تنهدتُ وأنا أضرب رأسي خجلاً. "نيكول.... تعلمين أنني خائفة من تلك... تعلمين... الأشياء التي تخترق الجسد، ماذا لو حدث شيء؟ لا يمكنني الذهاب إلى أمي وبالتأكيد لا إلى المستشفى"، حاولتُ أن أشرح لها وأنا أجلس. وضعت يديها على المنضدة، "إذن احصلي على النوع غير الاختراقي". "آه"، تنهدتُ مرة أخرى. "أنتِ تعيشين وحدكِ. تأوهي بقدر ما تريدين". "نيكول!" قلتُ وأنا أنظر هنا وهناك لأرى إن كان أحد قد سمعها أم لا. "هذا يكفي. انتهت ورديتكِ منذ 20 دقيقة، أعلم أن مؤخرتكِ كانت تحاول أن تجعلني أترككِ وحدكِ، لكن لا. قومي وسنذهب إلى متجر المستلزمات الجنسية". "أعتقد أن عليكِ ذلك"، تحدث صوت آخر وأنا متأكدة أنني احمررت الآن. "لماذا الجميع مهتمون بحياتي الجنسية فجأة؟" قلتُ وأنا أتكئ للخلف على كرسِيّ. "هذه ليست حياة جنسية يا عزيزتي، إنها حب الذات. احصلي على تلك اللعبة"، قالت السيدة لايك. ابتسمت نيكول ابتسامة عريضة ونظرت إليّ، لأنني لا يمكنني أبداً أن أقول لا للسيدة لايك. "أنا أنتظركِ في الخارج". "أوه لا"، قلتُ وأنا أجهز نفسي ذهنياً للإحراج. جمعتُ أغراضي وودعتُ السيدة لايك. جَررتُ نفسي إلى سيارة نيكول حيث كنتُ أشعر بإثارتها تتوهج من حيث وقفتُ. فتحتُ الباب وفكرتُ في الهرب، لكن في قرارة نفسي، أردتُ لعبة. لكنني كنتُ خجولة جداً لأعترف بذلك. جلستُ وصرختْ بسعادة. 'سيكون يوماً طويلاً' حيث كانت الساعة الواحدة ظهراً فقط الآن.
        فتحتُ بابي وأنا أعض شفتي ترقباً وابتهاجاً. متجر المستلزمات الجنسية كان مكاناً مدهشاً حقاً. أكره أن أعترف بذلك، لكنه كان كذلك. عندما دخلتُ المتجر، استيقظ شيء بداخلي، أردتُ تجربة كل شيء، كل الألعاب الجميلة. كانت عاهرتي الداخلية تعمل بحماس. لكنني أعتقد أنني جبانة. مسكتُ حقيبتي وأغلقتُ بابي. كانت الساعة الثامنة مساءً الآن. تأكدتُ من إغلاق جميع النوافذ والستائر. استحممتُ وكنتُ أعرف أنني مبللة. عضضتُ شفتي وجففتُ جسدي وسرتُ نحو مرآة غرفة النوم بطولها الكامل. شغلتُ الأضواء الملتصقة بالمرآة وأطفأتُ أضواء المنزل بأكمله. اشتريتُ هزازين، واحداً أخضر وواحداً وردياً، واخترتُ الوردي. جلستُ أمام المرآة وفتحتُ ساقيَّ. كان بإمكاني رؤية قُبُلي. كان مظلماً قليلاً من الخارج ولكنه كان وردياً. كنتُ قد قمت بإزالة شعر منطقة البيكيني مؤخراً، كانت ناعمة، تُظهر لي كل منحنياتها. ارتجفتُ. أمسكتُ الهزاز وشغلتُه. اهتز برفق في يدي وبمجرد أن وضعته على نفسي، شعرتُ بالرضا. جيد جداً. تجعّدت أصابع قدمي ونظرتُ إلى قُبُلي من المرآة ورأيتُ عصائري تتدفق بغزارة. "يا إلهي"، همستُ وفتح فمي على شكل حرف 'O'. بدأتُ آخذ أنفاساً عميقة. وعندما زدتُ الاهتزازات، عرفتُ أنني وصلتُ إلى النشوة. وفي لمح البصر، كنتُ هناك فقط، وأغلقتُ ساقيَّ بسبب التحفيز الزائد. أبعدتُ الهزاز. ارتعش جسدي وشعرتُ بالمتعة تسري في عروقي، في جميع أنحاء جسدي. عصرتُ قُبُلي بيدي وحاولتُ إيقاف الارتعاش. أغلقتُ عينيَّ واستمتعتُ بالشعور. شعرتُ وكأنني ركضتُ سباق ماراثون وشعرتُ بشعور رائع. شعرتُ وكأن ثقلاً كبيراً قد أزيل عن جسدي. وقفتُ، نظفتُ نفسي واللعبة وقررتُ الاحتفاظ بهما في الدرج. أطفأتُ أضواء المرآة وزحفتُ إلى سريري بملابس النوم القطنية. بمجرد أن لامس رأسي السرير، غفوتُ.
        "شكراً جزيلاً على قدومكم"، ابتسمتُ لزبوني وهم يغادرون بالكتب.
        جلستُ ونظرتُ إلى الحاسوب، تناولتُ رشفة من الشوكولاتة الساخنة وبدأتُ العمل على كشف الحسابات الدائنة. سمعتُ أحداً يدخل ونظرتُ للأعلى.
        
        
        
        
        
        ابتسمتُ عندما رأيته، كان ماك. ماك هو رجل التوصيل الذي يوصل لي الزهور دائماً.
        "مرحباً يا آيريس، هذه لكِ".
        تنهدتُ. كل يوم، منذ أن بدأتُ العمل هنا، يرسل لي شخص ما زهوراً. كل يوم.
        "هيا يا ماك، قل لي من يرسل هذه. لم أعد أحب هذا النظام".
        قلتُ وأنا أضع باقة الزهور بجوار كوبي. أكره إهدار الزهور هكذا. يعني نعم، أنا أعيد تدويرها بإعطائها لفتاة في المبنى الذي أسكن فيه تستخدم هذه الزهور في عملها، لكن مع ذلك.
        "آسف يا آيريس، كما قلتُ لكِ من قبل، حتى نحن لا نعرف من أين هذا، نحن فقط نتقاضى أجرنا".
        تنهدتُ.
        "وأيضاً، هذه لكِ"، ومدّ يده لي ورقة.
        "شكراً لك يا ماك".
        أهداني ابتسامة لطيفة وخرج.
        جلستُ وأنا أفتح الرسالة، وبمجرد أن قرأتها، شعرتُ فجأة بثقل في قلبي واقشعر بدني.
        أعدتُ قراءتها مراراً وتكراراً. حاولتُ تفسير النص الذي كنتُ أقرأه. لكنني لم أستطع.
        أخرجتُ هاتفي وأرسلتُ رسالة إلى أمي أسألها إن كان بإمكاني قضاء بضعة أيام معهم. دون انتظار ردها، أغلقتُ هاتفي وبدأتُ العمل، لكي أشغل تفكيري عن الرسالة.
        وماذا كان مكتوباً في الرسالة؟
        'في المرة القادمة، استخدمي الأخضر'.
        _________________
        
        
        
        
        "أخيراً! حان الوقت لأستعيد ما هو ملكي. وأفضل جزء؟ سآخذ
        حتى البركات من عائلتها في نفس الوقت".
        أسترخي في طائرتي الخاصة وأنا أنظر إلى المقعد الفارغ بجواري، والذي
        ستمْلؤُه قريباً.
        ومع ذلك، ارتسمت ابتسامة على شفتي.
        "ستكون هنا معي، هي ملكي، سواء أحبت ذلك أم لا".
        
        ____________
        
        
        
        
        "شكراً لك يا جيري"، قلتُ بينما وضع حقيبة سفري في غرفتي. تركني وحدي بابتسامة ونظرتُ حولي. كما هو دائماً. لا أعود إلى المنزل كل الوقت، فقط أستمتع باستقلالي وأعود كلما اشتقتُ إلى بيتي. على الرغم من ذلك، تبقى غرفتي كما هي دائماً. وأنا أحب ذلك. يعيش والداي على بُعد 100 كيلومتر، بعيداً عن المدينة. تقاعد والدي ويستمتع بحياته مع والدتي. كان والدي يدير شركة تبلغ قيمتها ملايين الدولارات، والتي يتولاها الآن أخي. أنعشتُ نفسي وتوجهتُ نحو المطبخ. رأيتُ أمي وأبي يطبخان شيئاً ويضحكان. ابتسمتُ لذلك. لطالما أردتُ علاقة كهذه. مع شخص معين. هززتُ رأسي وركزتُ على والديّ. "ماذا تطبخون؟" سألتُ وأنا أجلس على المنضدة خلفهما. "هل ترغبين ببعض من السباغيتي الخاصة بوالديكِ؟" وابتسامة تلقائية ارتسمت على وجهي. لقد أحببتُ تلك السباغيتي دائماً. "نعم!" قلتُ وضحكا كلاهما. "إذن، تفضلي!" قالت أمي وهي تناولي الطبق وتقبّل رأسي. انغمستُ فيها على الفور وأغمضتُ عيني عند أول لقمة. قبل أن يقول أحد شيئاً، تحدث صوت مختلف، "آمل أنني لم أتأخر كثيراً". التفتُ إلى الخلف لأرى أخي، "زافي" قلتُ ووضعتُ طبقي واحتضنتُ أخي، زافيير. "لا! يا آيريس، ستلوثين ملابسي"، قال وهو يرفع يده ليبقي مسافة بيننا. قلبتُ عينيَّ له. "كانت مرة واحدة!" صرختُ وأنا أحدق فيه. أهداني ابتسامة وسحبني إليه. احتضنتُه بدوري وضحكتُ بخفة. "من الجيد عودتك يا كرزتي".
        كان الليل قد حل الآن، بعد العشاء، جلسنا جميعاً نحن الأربعة في غرفة المعيشة وكنا نتحدث ونضحك فقط. كانت تمطر في الخارج، لذا كنا ملتفين في بطانياتنا ومرتاحين.
        وفي وسط الحديث، جاء جيري، "عفواً يا سيدي وسيدتي. لكن لديكم ضيفاً".
        وشعرنا جميعاً بالحيرة حيث لم يسمع أحد الجرس.
        "من هو؟" سأل والدي.
        وضع جيري وجهه الجامد. "ضيفكم منعني من إخباركم به".
        وقفت عائلتي كلها، ومعهم أنا.
        "اطلبوا منهم الدخول".
        رأيتُ والدي وأخي يتقدمان قليلاً أمام أمي وأنا.
        خرج جيري.
        وازدادت ضربات قلبي، شعرتُ أن يديّ تتعرقان. شعرتُ أن ضربات قلبي تتزايد.
        شعرتُ أن شيئاً على وشك الحدوث، ولم أكن مستعدة لرؤيته.
        وعندما دخل الشخص الردهة. عرفتُ من هو، بعد تسع سنوات كاملة. عرفتُ تماماً من هو.
        تجمدتُ مكاني.
        "فينيكس!" هتف أخي وذهب ليقابله. منحه عناقاً أخوياً، بينما عيناه الرماديتان تنظران فقط في عينيَّ. لا تغادرانهما.
        "أهلاً بك يا بني"، قال والدي وهو يذهب إليه ليصافحه.
        وظلت عيناه لا تغادران عينيَّ.
        هززتُ رأسي فقط من مدى دفء عائلتي نحوه، بعد ما فعله بي.
        جاءت أمي بجانبي ووضعت يدها على كتفي.
        أدرك والدي وأخي ما كان يحدث وتوقفا عن الحديث معه.
        لانّت عيناه قليلاً وشعرتُ بحرقة في عينيّ.
        "يا سكرتي-" قال.
        "أوه، تباً لا"، قلتُ بهدوء، لكن بصوت كافٍ ليسمعني الجميع، وصعدتُ إلى غرفتي دون أن أنظر خلفي.
        شعرتُ بهم ينادونني.
        
        
        
        
        كان خطأً المجيء إلى هنا. كان يجب أن أبقى في المنزل. ما كان يجب أن آتي إلى هنا. بدأتُ أُجهز حقائبي، لأنني، بمعرفتي بوالديّ، علمتُ أنه سيعيش هنا مهما طالت مدة بقائه، وأنا لا أريد أن يكون لي أي علاقة بذلك. كان هناك طرق على بابي. "اتركوني وحدي"، قلتُ بصوت عالٍ. ودخلتُ إلى الحمام لأحضر أغراضي، وعندما دخلتُ، كان يقف في المنتصف ويداه في جيبه. تجاهلتُ حقيقة أنه كان يقف في غرفتي رغم أنني أغلقتها، وتجاهلتُه وأنا أسير نحو حقيبة سفري. "يا سكرتي"، قال مجدداً. وضعتُ يدي أمامي. "توقف! لقد فقدتَ هذا الحق في مناداتي بذلك منذ زمن بعيد"، قلتُ وأنا أدير ظهري له. أمسك بيدي وسحبني نحوه. ضد جسده الصلب، وتغير تنفسي وأنا أحاول إبعاد نفسي عنه. أمسكتْ يده الأخرى خصري، لتثبتني في مكاني. "أنتِ لا تخبرينني بما يجب أن أناديكِ به وما لا يجب". نظرتُ في عينيه. لم يعد ذلك الفتى ذو الثمانية عشر عاماً الذي كنتُ معجبة به. إنه رجل. رجل ضخم ومُخيف. ترك يدي ولم أتحرك على الإطلاق. عدّل نظارتي وأبقى يده على ذقني. "ما زلتِ جميلة جداً"، هذا جعلني أشعر ببهجة خفيفة. نفس البهجة التي شعرتُ بها منذ زمن بعيد. "لقد رحلتَ، ولم تُكلف نفسك عناء الاتصال بي"، قلتُ بصوت عالٍ. "أعلم يا دُميتي. أعلم". "هل تعلم كم رسالة كتبتُ إليكَ؟ ومع ذلك، لم تكن لديكَ حتى اللباقة للرد على واحدة منها!" بقي صامتاً. فقط نظر إليَّ بتعبير غريب. "كيف سترد، وأنت لم تشتق لي حتى؟" وبهذا ازدادت قبضته على ذقني. "أعتقد أنكِ تحدثتِ كثيراً يا دُميتي. أعتقد أنه من الأفضل أن تبقي فمكِ الجميل مغلقاً قبل أن أجبركِ على ذلك"، وعصرتُ ساقيَّ. "ماذا ستفعل؟ بالنسبة لي، أنتَ غريب"، وحاولتُ الانسحاب، لكن قبضته اشتدت. وبهذا رماني على السرير وشهقتُ. أمسكت يده كلتا يديَّ وثبتهما معاً فوق رأسي. تجمدتُ مجدداً، شعرتُ به. تماماً. وكنتُ على حق عندما قلتُ إنه لم يعد فتى في الثامنة عشرة من عمره. هذا الشخص فوقي هو رجل. "غريب؟ هاه؟" قال وهو يسخر مني. أدرتُ رأسي لأتجنب النظر إليه. "هل أصبحتِ عاهرة الآن؟ تسمحين للغرباء بالسيطرة على جسدكِ؟ تسمحين للغرباء بلمسكِ هكذا؟" التفتُ رأسي نحوه فجأة عند كلماته وبينما أمسكت يده قُبُلي المغطى بالقطن. هززتُ وركيَّ عند الاتصال المفاجئ، لكن وركيه انخفضا بعد ذلك وثبتاني. "دعيني أوضح شيئاً يا دُميتي، أنتِ ملكي. كنتِ كذلكِ، وستظلين كذلكِ دائماً. أدخلي هذا في رأسكِ جيداً". وبهذا قام وذهب إلى الباب. رفعتُ نفسي على مرفقيّ، لا أعرف كيف أشعر. "سنتزوج الأسبوع المقبل. فكري في الهروب وستكون هناك عواقب"، وشعرتُ بنفسي أشحبّ من كلماته. خاصة عند الجملة الأولى.
        
        

        Pages

        authorX

        مؤلفون تلقائي

        نظام شراء