رواية مدينة الفراعنة المفقودة
مدينة الفراعنة المفقودة
2025, مينا مسعود
تاريخية
مجانا
في قلب مصر القديمة، الكنوز المفقودة مع مغامرات شابة بريطانية شغوفة بالآثار تجد خريطة سرية تقود إلى مدينة هامونابترا الأسطورية. برفقة محتال جذاب وأخيها المرح، ينطلقون في رحلة محفوفة بالمخاطر، يواجهون لعنات قديمة وقوى شريرة تسعى لحماية أسرار المدينة المدفونة. بين مطاردات الصحراء والمعابد الغامضة، يكافحون لفك ألغاز الماضي وكشف كنوز الفراعنة، بينما يواجهون أهوالًا لم يتوقعوها أبدًا.
دكتور باي
مسؤول عن قسم الآثار في المتحف المصري، ينظر إلى إيفلين باستخفاف في البداية لكنه يضطر للاعتراف بمعرفتها.إمحوتب
كاهن مصري قديم تم تحنيطه حيًا بسبب جريمة شنيعة. لعنته تهدد كل من يحاول إيقاظه.المدجاي
سلالة قديمة من المحاربين المصريين الذين أقسموا على حماية قبر إمحوتب ومنع عودته.إيفلين
شابة بريطانية ذكية وشغوفة بعلم المصريات، لكنها اجتماعية . تبحث عن مغامرة ومعرفة، وتجد نفسها في قلب صراع بين قوى قديمة.
بعد 4159 سنة... التمثال ده قعد يتبهدل طول الـ 4159 سنة اللي فاتوا، ودلوقتي بقى خرابة مدفونة نصها في نص الصحرا. 1925 صريخ إمحوتب المرعب اتحول لصريخ فارس. كان بيجري بعصايه على الحصان في الصحرا ومعاه ألفين فارس من إخواته المحاربين، ومتسلحين لحد سنانهم. وعلى بعد ميل في الصحرا الحاره اوى، كان فيه حوالي ميتين عسكري فرنساوي من الفيلق الأجنبي بيتسحبوا بين الخرابة وبيجهزوا نفسهم للهجوم. ريك أوكونيل كان واقف فوق السور، وقبعة الكاب بتاعته كانت مايلة على جنب بشكل روش. بص على الحشد الضخم اللي بيزعق وبيجري ناحيته بالخيل. أوكونيل قال: "كنت عارف إن النهاردة هيبقى يوم مش تمام." واحد فرنساوي تاني جه وقف جنبه وهو ماشي على سور الخرابة من فوق. بيني قال: "أنا عن نفسي، كنت حابب نستسلم. إيه المشكلة لما نستسلم وخلاص؟" أوكونيل رد بحدة: "اخرس وهات لي حزام الرصاص بتاعك." بيني قلع حزام الطلقات بتاعه وادهوله لأوكونيل. بيني بيتوسل: "يبقى نهرب أحسن. دلوقتي حالا. طول ما لسه فيه أمل." أوكونيل لبسه فوق حزامه التاني وعملهم علامة إكس. أوكونيل طلب: "دلوقتي هات لي المسدس بتاعك، كده كده عمرك ما هتستخدمه." بيني طلع مسدسه ورماه لأوكونيل. بيني قال: "يبقى نمثل إننا ميتين، إيه رأيك؟ محدش بيعمل كده تاني أصلاً." أوكونيل زحلق المسدس اللي بيني اداهوله في وسطه جنب مسدسه التاني. أوكونيل قال: "دلوقتي روح هات لي عصاية تخينة." بيني استغرب: "في الصحرا؟ ليه؟" أوكونيل لف وبقى وشه في وش بيني. أوكونيل قال: "علشان أربطها في ضهرك، شكلك كده معندكش عمود فقري." حشد المحاربين كان بيجري لقدام بدوي جامد، وبقوا على بعد نص ميل، والسيوف بتاعتهم بتخبط في بعض. أوكونيل وبيني جريوا بين الخرابة. أوكونيل سأل: "إزاي واحد زيك وصل للفيلق ده أصلاً؟" بيني رد: "اتمسكت وأنا بسرق كنيس يهودي. الأماكن المقدسة دي فيها حاجات قيمة كتير؛ كنايس، معابد، مساجد، ومين اللي بيحرسها؟" أوكونيل استغرب: "ولاد شمامسة؟" بيني أكد: "بالظبط! أنا بتكلم سبع لغات، منهم العبري، فكان تخصصي الكُنس. وأنت بقى؟ قتلت حد؟" بيني اتكعبل ووقع على أوكونيل غصب عنه. أوكونيل بص له بصه مش كويسة خالص. أوكونيل قال: "لأ، بس بفكر في الموضوع ده." قاموا وجريوا برا البوابة ونزلوا المنحدر الحجري. أوكونيل سأل تاني: "وبعدين؟ سرقة؟ ابتزاز؟ خطف؟" أوكونيل رد ببرود: "لأ شكراً، مش عايز أي حاجة من دول." الفرنساوي زعق بغضب: "إمال إنت بتعمل إيه هنا يا جدع?!" هما الاتنين فرملوا جامد لما وصلوا خط الدفاع الأول وشافوا حشد المحاربين. صوت الخيل اللي بتجري كان عامل دوشة رهيبة. أوكونيل ابتسم لبيني ابتسامة صفرا عريضة. أوكونيل قال: "كنت بس بدور على شوية متعة." وفي اللحظة دي، الكولونيل الجبان بتاع الفيلق اتخض فجأة، وقطع وهرب. أوكونيل اتصلب في مكانه على طول. بيني قال لأوكونيل: "أنت كده اترقيت." أوكونيل زعق: (خدوا أماكنكم!) الحشد الضخم كان جاي لقدام، حوافر الخيل بتخبط في الرمل. كام عسكري تاني من الفيلق جريوا هما كمان. أوكونيل زعق: "اثبتوا!" وسأل بيني: "أنت معايا في دي، صح؟" بيني رد: "أه، قوتك بتديني قوة." أوكونيل زعق تاني: "اثبتوا!" الطوارق طلعوا الصرخات المرعبة بتاعتهم. عساكر تانيين من الفيلق جريوا بسرعة البرق. وبيني كان واحد منهم. بيني زعق: "استنوا! استنوني!" أوكونيل قال في نفسه باستغراب: "إيه الخيبة دي؟" أوكونيل لف عينه بزهق وهو شايف بيني بيهرب. أوكونيل زعق للمرة التالتة: "اثبتوا!!" الطوارق جهزوا البنادق بتاعتهم ونشنوا. أوكونيل جمع قوته، وجهز سلاحه. الطلقة اللي كانت في بقه فرقعت فجأة، فبصقها في الرمل. أوكونيل أمر: "نار!" العساكر اللي كانوا نايمين على الأرض ضربوا نار. صوت البنادق دوى جامد. الانفجار طير عشرات الطوارق من على الخيل بتاعتهم. العساكر اللي كانوا نايمين بدأوا يعمروا سلاحهم بسرعة. والعساكر اللي كانوا راكعين ضربوا نار هما كمان. طوارق تانيين وقعوا من على خيلهم وباسوا الرمل. المحاربين اللي فاضلين فتحوا النار. تلت عساكر الفيلق ماتوا. العساكر اللي لسه واقفين ضربوا نار تاني. طوارق اتطوحوا من على خيلهم ووقعوا على الرمل. وبعدين قوة الطوارق كلها اقتحمت الخرابة وعدت من وسط عساكر الفيلق. أوكونيل مسك ماسورة بندقيته وبدأ يخبط بيها الفرسان اللي على الخيل، كان بيحارب زي المجنون. أما بيني، فكان بيتزحف على بطنه على الرمل، وبيعيط وهو بيهرب بكل قوته، وعساكر الفيلق كانوا بيقعوا ميتين حواليه. زحف ودخل من البوابة الرئيسية. أوكونيل رمى بندقيته وراح ناحية مسدساته. طلع المسدسين بسرعة، كل واحد في إيد، وبدأ يوقع الفرسان من على خيلهم. أوكونيل زعق: "اجري يا بيني! اجري!" بيني زحف أسرع، وبعدين لمح فتحة باب معبد بين الصخور. قام وجري ناحية الباب بسرعة، وأخر عساكر الفيلق كانوا بيتضربوا ويقعوا وراه. أوكونيل زعق: "ادخل جوه! ادخل جوه!" مسدسات أوكونيل فضيت. أوكونيل شتم: "يا ابن الـ..." لف وجري زي المجنون، وعدى من البوابة الرئيسية. أربع محاربين طوارق على خيول عربية ضخمة كانوا بيجروا وراه بسرعة. أوكونيل نط من فوق عمود حجري وراح يجري على طول. شاف بيني جوه فتحة باب المعبد، وبيحاول يقفل الباب الرملي التقيل. أوكونيل زعق: "يا بيني! استنى!" بيني مكنش ناوي يستنى، وزق الباب أقوى. أوكونيل زعق تاني: "بتعمل إيه?! استنى!" أوكونيل جري أسرع. بيني زق الباب أقوى. الأربع فرسان نطوا من فوق العمود الكبير وجريوا وراه. أوكونيل زعق: "متقفلش الباب ده! متقفلش الباب ده!" بيني قفل الباب بالظبط لما أوكونيل وصل عنده. أوكونيل خبط جسمه في الباب بكل قوته. بس الباب متزحزحش. أوكونيل توعد: "أنا هوريك!" لف وجري بسرعة حوالين الصخور، كان بيجري علشان ينقذ حياته، وكان بيتلوى بين الخرابة، والخيول العربية بتقرب أكتر وأكتر. صوت حوافر الخيل كان بيعلى أكتر وأكتر. أوكونيل أخيرًا لف وواجه المهاجمين بتوعه. الأربع خيول الضخمة وقفت فجأة قدامه. الطوارق الشرسين رفعوا بنادقهم علشان يخلصوا عليه. أوكونيل فضل واقف مكانه، كان تعبان ومضروب، وبعدين غمض عينه واستنى الرصاصة. وفجأة، الخيول اتجننت. الأربعة رفعوا رجليهم اللي قدام. اتنين من الفرسان وقعوا على الأرض. الخيول صرخت وعملت أصوات عالية وخنفرت بخوف، وبعدين نطت بغضب وجريت بسرعة كأن الشيطان نفسه خوفهم. الفرسان اللي وقعوا قاموا وجريوا ورا خيولهم. أوكونيل فضل واقف مكانه، مصدوم، وبعدين رفع إيده اليمين وبص على صباعه الوسطاني. وبعدين حس بالشر نفسه، ولف وشه. التمثال المتكسر والمهدم بتاع أنوبيس كان بيبص عليه. فجأة، الرمل بدأ يتحرك تحت رجل أوكونيل. بدأ يرجع لورا وهو باصص على الرمل اللي بيتغير، كان شكله زي تعابين ضخمة بتتلوي وتزحف تحته، وبتعمل خطوط وأشكال. أوكونيل لف بسرعة وجري بين الخرابة. الرمل وقف عن الحركة، ودلوقتي فيه صورة مرسومة في الرمل، صورة وش إمحوتب وهو بيزعق. فوق تل، كانت فيه مجموعة من الفرسان بيتفرجوا على أوكونيل وهو بيترنح وبيبعد عن المدينة الخربة. أوكونيل حس بوجودهم وبص لفوق. كانوا مختلفين تمامًا عن الطوارق، كانوا لابسين أسود من راسهم لحد رجليهم ووشوشهم متغطية بوشوم غريبة زي الألغاز؛ المدجاي، أحفاد الموميا، لسه بيراقبوا قبر إمحوتب بعد كل السنين دي. قائد المدجاي كان راجل ضخم وشرس لابس عباية سودا، وكان لابس سيفين معقوفين على وسطه. وشه كان وسيم وموشوم زي الباقيين. عينيه السودة كانت بتراقب أوكونيل وهو بيترنح وبيبعد في الصحرا المفتوحة... القاهرة، مدينة قديمة لدرجة إن النجوم نفسها غيرت مكانها في السما من ساعة ما اتولدت. مدينة مليانة بكل أنواع الحياة. مدينة غريبة، غامضة، ورائعة. في أعماق متحف الآثار، تلاقي المخازن، صفوف ورا صفوف من أرفف الكتب العالية، مليانة كتب عن الآثار. واقفة فوق سلم طويل بين صفين من دول وساندة على واحد من الأرفف، ست بريطانية لابسة نضارة، وشعرها مرفوع كعكة، ولابسة فستان طويل. إيفلين بتشد كتاب من كومة تحت دراعها، بتنفخ التراب اللي عليه، وبعدين بتحطه على رف فيه كتب تانية عناوينها كلها بتبدأ بحرف "O". وبعدين بتمسك كتاب تاني ورا كتاب من تحت دراعها وبتقرا العناوين. "أحجار مقدسة... نحت وجماليات... سقراط، سيتي الجزء الأول، الجزء التاني... والجزء التالت و... تحتمس؟ إنت طلعت هنا إزاي بقى؟ ت. ت. ت. ت. ت! أنا هحطك في مكانك الصح." بالراحة خالص، علشان متتزحلقش، بتبص ورا كتفها على الرف اللي وراها، اللي كل العناوين فيه بتبدأ بحرف "T". وبعدين بتبص لتحت. المشوار طويل أوي لحد الأرض. إيفلين بتحط الكتب التانية بالراحة على الرف اللي فوق، وبعدين بتلف وبتبدأ بالراحة تميل بالذراع اللي ماسكة بيه كتاب تحتمس ناحية الرف التاني. بعيد شوية، فبتتمدد، وبتحاول توصل، وماسكة طرف السلم بصوابعها، قربت أوي. وفي اللحظة دي، السلم بيتزحلق من على الرف. إيفلين بتصرخ صرخة مكتومة، وبترمي كتاب تحتمس وبتمسك الجزء اللي فوق من السلم، اللي وقف सीधा. إيفلين بتحبس نفسها. -"الحقوني."- بتتهز بخطورة، وبعدين بتفقد توازنها، والسلم بيلف. "يا لهوي!! أاااااااااااااااااااااااه!" إيفلين متعلقة بالجزء اللي فوق، بتحاول تحافظ على توازنها. إيفلين بتحبس نفسها تاني. وفي اللحظة دي، الرف بيقع وبيخبط في الرف اللي جنبه. "أوه. يا خبر!" إيفلين بتبص لفوق وهي شايفة تأثير الدومينو بدأ: كل رف بيقع على الرف اللي بعده. وبيخلص لما آخر رف بيخبط في الحيطة. إيفلين مغمضة عينيها. بتفتح عين واحدة وتبص شمال، وبعدين يمين. وبعدين بتفتح العين التانية وبتبص على الخراب الكبير. "يا لهوي." القيم المصري بتاع المتحف بيدخل متعصب. "إيه... إزاي... كـ... لـ... إز... إيه ده! ولاد الفراعنة! هاتولي ضفادع، دبان، جراد، أي حاجة غيركوا! مقارنة بيكوا، البلاوي التانية كانت متعة!" إيفلين عضت شفتها بتوتر. "أنا آسفة، ده كان غصب عني." "يا بنتي، لما رمسيس دمر سوريا، ده كان غصب عنه. إنتي... إنتي كارثة! أنا مستحملك ليه؟" إيفلين لفت ناحيته، بتحاول تمسك أعصابها. "أصـ... أصل، استحملني علشان أنا بعرف أقرا وأكتب مصري قديم... وبعرف أفك رموز الهيروغليفية والهيراطيقية... و، أهـ... أصل أنا البني آدمة الوحيدة على بعد ألف ميل اللي بتعرف تفهرس وتصنف المكتبة دي صح، علشان كده." "أنا مستحملك علشان أمك وأبوكي وعمك كانوا أحسن المتبرعين بتوعنا، علشان كده! الله يرحمهم. دلوقتي مش مهم تعمليها إزاي ومش مهم هتاخد وقت قد إيه. بس ظبطي الزريبة دي!" القيم خرج متعصب. وبعدين دخل شخص تاني، إيفلين تعرفه كويس أوي. "إيفلين! كويس إني... يا خبر! إيه اللي حصل هنا؟" "أوه مادي، أنا كمان مبسوطة إني شفتك تاني!" إيفلين سمعت صوت فجأة ولفت بسرعة. "ألو؟ مادي سمعتي ده؟" "إيه؟" إيفلين سمعته تاني، زي صوت رجلين بتتسحب بالراحة على الأرض، جاي من أوضة عرض قريبة. "عبد؟ محمد؟ بوب؟" إيفلين مشيت بين الأرفف ودخلت الأوضة، ومادلين ماشية وراها على طول. الرامسيوم كان مليان كنوز وغنائم من المملكة الوسطى. كان ضلمة وهدوء أوي جوه، النور الوحيد جاي من كام شعلة نار بتترعش على كل طرف من الأوضة المخيفة دي. إيفلين مسكت شعلة. بصت حواليها، على تمثال أنوبيس، وواحد تاني لحورس، كانوا بيبصوا لتحت على إيفلين، اللي بدأت تخاف دلوقتي. مادلين بصت على بنت عمها باستغراب وهي شايفاها ماشية في الممر، وعدت على تابوت مقفول، وفتارين فيها آثار قديمة، وتابوت تاني مفتوح. إيفلين اتجمدت مكانها، بلعت ريقها بصعوبة، وبصت حواليها بتوتر علشان تشوف مين ممكن يكون فتحه. مادلين سألت: "كل حاجة تمام يا إيفلين؟" إيفلين همست: "أنا أقسم إني كنت شايفة ده مش مفتوح قبل كده." مادلين جت جنبها وحطت إيد على كتف بنت عمها. وبعدين إيفلين مالت لقدام بالراحة بالشعلة، وبصت جوه التابوت. مومياء متحللة قعدت وصرخت في وشهم. هما الاتنين، مادلين وإيفلين، صرخوا، وإيفلين وقعت الشعلة ورجعت لورا، كانت مرعوبة أوي. وبعدين، من جوه التابوت، سمعوا صوت راجل بيضحك. إيفلين ضيقت عينيها وهي شايفة الراجل ده بيزحف وبيطلع من ورا المومياء، وبيضحك من قلبه، وكان سكران نص سُكر. "إنت...! إنت...!" الراجل رد بضحك: "سكران؟ عبيط؟ ابن كلب؟ يا ريت تقولي حاجة جديدة." وهو بيزحف وبيطلع من التابوت، مادلين شدت سيجارة من بق المومياء. هست بغضب: "إنت معندكش أي احترام للميتين؟" الراجل رد: "أكيد عندي! بس ساعات بستلطف فكرة إني أروح معاهم." ابتسم وهو سكران. إيفلين لكمته جامد في صدره. "يا ريت تعمل كده قريب بدل ما تبوظ مستقبلي زي ما بوظت مستقبلك. يلا غور من هنا!" الراجل رد: "يا أختي الصغيرة الحلوة وبنت عمي، لازم تعرفوا... إن... في اللحظة دي بالذات مستقبلي في العلالي." مادلين استغربت: "في العلالي؟ هه! ده أنا مش قادرة أمسك نفسي من الضحك." جوناثان اتكرع، وبعدين وقع لورا وقعد على طرف مقبرة. إيفلين قالت بجدية: "في العلالي؟ هه! يا جوناثان والنبي، أنا بجد مش في المود بتاع هزارك ده. أنا لسه عاملة خيبة كبيرة في المكتبة... وعلماء بيمبريدج رفضوا طلب الالتحاق بتاعي تاني. بيقولوا معنديش خبرة كافية في المجال." مادلين قالت: "هما غلطانين خالص يا إيفي." جوناثان قال: "إحنا دايماً موجودين علشانك يا ست الكل. وبعدين، أنا عندي حاجة بالظبط هتفرحك." جوناثان بدأ يدور بحماس في جاكيته. إيفلين قالت بضيق: "يا لهوي، مش حتة خردة تانية يا جوناثان، لو جبت حتة زبالة تانية للقيم علشان أحاول... أبيعها علشانك..." جوناثان طلع علبة صغيرة وقديمة؛ المفتاح المكسور لتابوت إمحوتب وصندوقه. إيفلين ومادلين استغربوا أوي في ساعتها، الاتنين عندهم نفس الاهتمام بمصر القديمة. إيفلين خطفت العلبة من إيده. "جبت ده منين؟" جوناثان عارف نقطة ضعفهم وابتسم ابتسامة شيطانية. "في حفرية، تحت في طيبة." إيفلين بتقلب العلبة في إيديها، وبنت عمها بتمتم مع نفسها وهي بترجم الهيراطيقية والهيروغليفية اللي مغطياها. جوناثان قال بلهفة: "طول عمري ما لقيت أي حاجة يا مادي ويا إيفي. والنبي قولولي إني لقيت حاجة." مادلين خدت العلبة من إيد إيفلين وبدأت تلعب بصوابعها بالشرائح الصغيرة اللي على العلبة، بتحركها بطرق مختلفة، زي علبة ألغاز. فجأة، العلبة اتفردت لوحدها، بشكل آلي تقريبًا، واتحولت للمفتاح. جوه المفتاح/العلبة المفتوحة كان فيه ورقة بردي مطوية، خريطة قديمة. مادلين قالت: "أظن إنك لقيت حاجة." القيم قاعد على مكتبه، بيبص من خلال عدسة مكبرة بتاعة جواهرجي على المفتاح/العلبة. إيفلين وبالذات مادلين واقفين وراه بحماس. مادلين قالت: "شايف الخرطوش ده؟ ده الختم الملكي الرسمي بتاع سيتي الأول، أنا متأكدة." القيم تمتم: "يمكن." جوناثان مال من الناحية التانية من المكتب. سأل: "سؤالين. مين ابن الـ... سيتي الأول ده؟ وكان غني؟" مادلين شرحت: "ده كان تاني وآخر فرعون في المملكة القديمة، الأسرة التاسعة عشر... وبيقولوا إنه كان أغنى فرعون فيهم كلهم." جوناثان تمتم: "كويس، ده كويس. أنا حبيت الراجل ده، حبيته أوي." القيم مسك الخريطة. "إحنا خلاص قدرنا عمر الخريطة، الخريطة دي عمرها حوالي أربع آلاف سنة. ولو بصيتوا على الهيراطيقية هنا... يعني..." إيفلين خدت نفس عميق قبل ما تكمل. قالت: "دي هامونابترا." القيم اتجمد، وبقى متوتر أوي فجأة، وده مادلين ملاحظتش. وبعدين استرد نفسه وسخر. قال: "يا إلهي، بلاش كلام فارغ. إحنا باحثين مش صيادين كنوز. هامونابترا دي أسطورة حكاها حكائين العرب القدام... علشان يسلو السياح اليونانيين والرومان." مادلين ردت: "إحنا عارفين كل الكلام الفاضي: عن المدينة اللي محمية بلعنة مومياء... بس أبحاث إيفي وصلتنا للاعتقاد إن المدينة نفسها ممكن تكون موجودة." جوناثان سأل: "إحنا بنتكلم عن هامونابترا دي؟" مادلين أكدت: "أيوة. مدينة الأموات. اللي بيقولوا إن أول الفراعنة خبوا فيها ثروات مصر." جوناثان قال بلهفة: "أيوة، أيوة، فـ... فـ... في أوضة كنوز كبيرة تحت الأرض." القيم استهزأ: "هه!" مادلين قالت: "يا عم الحاج. كل الناس عارفة الحكاية. المقبرة كلها كانت متجهزة علشان تغرق في الرمل. بأمر من الفرعون. المكان كله كان هيختفي تحت الكثبان الرملية، وياخد الكنز معاه." إيفلين قالت: "كل اللي نعرفه إن المدينة اختفت بشكل غامض حوالي 2134 قبل الميلاد." القيم قرب الخريطة من لمبة الشمعة. قال: "زي ما الأمريكان بيقولوا: ده كله حواديت وخرافات..." الخريطة "غصب عنها" ولعت. القيم رماها على الأرض. القيم زعق: "يا خبر أبيض! بصوا ده!" جوناثان وقع على ركبه وطفاها بسرعة ورفعها. التلت الشمال من الخريطة اختفى. زعق: "حرقتها! حرقت الجزء اللي فيه المدينة المفقودة!" القيم قال: "ده أحسن حاجة أكيد. رجالة كتير ضيعوا حياتهم في البحث الأهبل عن هامونابترا. محدش عمره لاقاها. أغلبهم... مرجعوش أبدًا." جوناثان كان محبط أوي. قال بحزن: "قتلت خريطتي." القيم رد بسخرية: "أنا متأكد إنها كانت مزيفة أصلاً، أنا مستغرب إنك إنتي يا آنسة كارناهان، اتخدعتي كده." القيم مد إيده علشان ياخد المفتاح/العلبة. مادلين خطفتها بسرعة من على المكتب وبصت له بصه غضب وشك وسخرت. سجن القاهرة. واحد من أسوأ أماكن التعذيب على وجه الأرض. كل أشكال الحثالة والانحطاط ممكن تلاقيها هنا. مدير السجن، وهو حتة حثالة من الطراز الأول، بيوصل مادلين وإيفلين وجوناثان عبر ساحة المشنقة. مدير السجن قال: "تعالوا، تعالوا! دوسوا على العتبة. أهلاً بكم في سجن القاهرة، بيتي المتواضع." مادلين همست بصوت عالي: "أنت قلت لنا إنك لقيتها في حفرية تحت في طيبة!" جوناثان رد: "أصل أنا كنت غلطان." إيفلين قالت بغضب: "أنت كذبت علينا!" جوناثان رد ببرود: "أنا بكذب على أي حد، إيه اللي خلاكوا مميزين كده؟" مادلين ردت: "أنا بنت عمك!" إيفلين قالت: "وأنا أختك!" جوناثان قال بسخرية: "ده بس بيخليكوا أغبى." إيفلين اتهمته: "أنت سرقتها من واحد سكران في الكازينو المحلي؟!" جوناثان صححها: "نشلت جيبه، في الحقيقة... فمش فاكر إنها فكرة كويسة أوي..." جوناثان كان عايز يلف ويرجع، بس إيفلين وبنت عمهم لفوه تاني وسحبوه معاهم. مدير السجن زق إيفلين وجوناثان في الزنزانة المؤقتة. إيفلين قالت بضيق: "بطلوا سخافة بقى. الراجل ده مسجون بتهمة إيه بالظبط؟" وسألت مدير السجن الجزء الأخير. مدير السجن رد: "أنا معرفش. بس لما عرفت إنكوا جايين، سألته أنا نفسي." إيفلين سألت بفضول: "وقال إيه؟" مدير السجن رد ببساطة: "قال إنه كان بيدور على شوية متعة." باب الزنزانة الداخلي اتفتح فجأة. أوكونيل كان متكتف بالسلاسل، وأربعة حراس بيسحبوه، وزقوه لحد قضبان الزنزانة. من شكله، باين إنه بقاله كتير هناك؛ وشه متغطي نص بالنص بشعر طويل ودقن وكدمات جديدة كتير. إيفلين بصت له باشمئزاز من منظره. إيفلين قالت باستنكار: "بس ده مجرد مجرم قذر؟" جوناثان اتألم. مادلين قالت بتهكم: "برافو عليكي يا إيفي." إيفلين سألت جوناثان: "ده الراجل اللي سرقت منه العلبة؟" جوناثان أكد: "أيوة، بالظبط. فإيه رأيكوا نمشي ندور على حتة ناكل فيها..." أوكونيل بص على مادلين وإيفلين بتمعن، وبعدين بص على جوناثان. أوكونيل سأل بفضول: "إنت مين والستات دول مين؟" مادلين وبنت عمها زعقوا في نفس الوقت: "ستات؟!" جوناثان تلعثم: "أنا... أنا مجرد مبشر محلي طيب، بنشر الكلمة الطيبة. بس دول أختي إيفي وبنت عمنا مادي." أوكونيل رد ببرود: "أهلاً وسهلاً." جوناثان قال بتوتر: "أه؟ طيب... أنا متأكد إنهم مش خسارة فادحة أوي." إيفلين كانت مصدومة وغاضبة. قالت بغضب: "نعم يا أخويا؟!" مدير السجن قال: "هرجع بعد لحظة." وخرج من الباب. أوكونيل قال بسخرية: "أنا بترعش من الانتظار." واحد من الحراس ضرب أوكونيل بعصاية على راسه، ووش أوكونيل خبط في القضبان الحديد. مظهرش أي ألم، بس بص للحارس بصه مش كويسة. إيفلين قالت لجوناثان: "اسأله عن العلبة." إيفلين قربت خطوة. قالت بتوتر: "إحم... إحنا لقينا... ألو. لو سمحت. إحنا التلاتة لقينا علبة الألغاز بتاعتك وجينا نسألك عنها." أوكونيل رد بحدة: "لأ." إيفلين استغربت: "لأ؟" أوكونيل أكد: "لأ... إنتوا جيتوا تسألوني عن هامونابترا." مادلين همست: "شش، شش." التلاتة بصوا حواليهم بسرعة، كانوا خايفين الحراس يسمعوه. قربوا خطوة كمان. إيفلين سألت بتوتر: "إز... إزاي عرفت إن العلبة ليها علاقة بهامونابترا؟" أوكونيل رد ببساطة: "لأن ده المكان اللي كنت فيه لما لقيتها. أنا كنت هناك." الستات الاتنين كانوا مصدومين ومش قادرين يتكلموا. بس جوناثان كان شكله مش مطمن. جوناثان قال بشك: "بس إزاي نعرف إن ده مش كلام فارغ؟" أوكونيل بص لجوناثان بتمعن، وبانت عليه علامة إنه افتكره. أوكونيل سأل: "إيه... هو أنا أعرفك؟" جوناثان نفى بسرعة: "لأ، لأ. أنا بس شكلي من الأشكال دي." عينين أوكونيل وسعت وفجأة لكمة جت طايرة من بين القضبان وخبطت جوناثان في فكه بالظبط. وقع على الأرض. الحارس ضرب أوكونيل تاني بالعصاية. راسه خبطت في القضبان تاني. مظهرش أي ألم، بس بص للحارس بصه مش كويسة تاني. إيفلين بصت على أخوها اللي واقع على الأرض، وبعدين بصت تاني على أوكونيل. إيفلين سألت بجدية: "أنت كنت فعلاً في هامونابترا؟" أوكونيل رد ببرود: "أنا لسه مدي أخوكي بوكس." إيفلين قالت بتوتر: "أيوة، طيب..." إيفلين هزت كتفها، ومادلين بصت لها باستغراب. إيفلين قالت ببساطة: "أنا عارفة أخويا." أوكونيل ابتسم ابتسامة خفيفة. أكد: "أيوة، أنا كنت هناك." مادلين سألته بحدة: "بتحلف؟" أوكونيل رد بجدية: "كل يوم زفت." إيفلين وضحت: "لأ، هي قصدها..." أوكونيل قاطعها: "أنا فاهم قصدها. أنا كنت هناك، تمام. مكان سيتي. مدينة الأموات." إيفلين سألت بفضول: "لاقيت إيه؟ شفت إيه؟" أوكونيل رد بمرارة: "لاقيت رمل. شفت موت." مدير السجن دخل. إيفلين قربت بسرعة من أوكونيل. سألته برجاء: "ممكن تقول لنا نوصل هناك إزاي؟ يعني، المكان بالظبط؟" أوكونيل سأل بفضول: "عايزة تعرفي؟" إيفلين قربت أكتر. قالت بتوتر: "أه، طبعاً." أوكونيل سأل تاني: "بجد عايزة تعرفي؟" إيفلين قربت وشها من القضبان، كانت متوترة ومتحمسة. ردت بإصرار: "أيوة." مادلين كانت بتراقب الحوار بينهم بفضول، وفجأة أوكونيل اتقدم وباس إيفلين بوسة طويلة على شفايفها. أوكونيل قال بجدية: "يبقى طلعيني من هنا حالا!" إيفلين كانت مصدومة ومادلين كانت مذهولة. واحد من الحراس ضربه بعصاية، وشه خبط في القضبان تاني، بس قبل ما يقدر يرد، الحراس مسكوه. الحارس زعق: "يلا يا ستات!" الحراس شدوه بعيد عن القضبان وسحبوه برا الأوضة. إيفلين سألت بقلق: "ودوهم فين؟" مدير السجن رد ببرود: "علشان يتشنق." إيفلين اتصدمت. مدير السجن كشف عن سنانه الخضرا في ابتسامة خبيثة. قال بخبث: "الظاهر إنه اتبسط أوي." مئات السجناء القذرين كانوا بيبصوا لتحت على المشنقة، وحبل الإعدام بتاع الجلاد كان متدلي فوق راس أوكونيل ومتزنق جامد حوالين رقبته. إيفلين وبنت عمها تبعوا مدير السجن على بلكونة فوق المشنقة. السجناء كلهم سكتوا خالص لما شافوهم؛ زي الديابة اللي بتبص على لحمة طازة. واحد من الحراس قال بصرامة: "ممنوع دخول الستات." إيفلين ردت بثقة: "إحنا ستات إنجليز." الظاهر إن ده لخبط مدير السجن، هز كتفه وقعد. أوكونيل بص لفوق لما الستات الاتنين قعدوا جنب مدير السجن. إيفلين قالت بجدية: "هنديكوا مية جنيه علشان تنقذوا حياة الراجل ده." مدير السجن رد بخبث: "يا سيداتي العزيزات، أنا ممكن أدفع مية جنيه بس علشان أشوفه بيتشنق." مادلين عرضت: "ميتين جنيه." مدير السجن أمر الجلاد: "ابدأ!" إيفلين رفعت المبلغ: "تلتومية جنيه!" أوكونيل كان سامع كل كلمة، وبص بأمل. الجلاد لف ناحيته. سأل باستهزاء: "فيه أي طلبات أخيرة يا خنزير؟" أوكونيل رد ببرود: "أه. فك الحبل وسيبني أمشي." الجلاد زعق حاجة بالعربي لمدير السجن. مدير السجن رد بغضب: "يا حمار! طبعاً مش هنسيبه يمشي!" الجلاد مسك ذراع فتحة الإعدام. إيفلين عرضت مبلغ أكبر: "خمسمية جنيه!" مدير السجن حط إيده القذرة والشهوانية على رجل مادلين. قال بخبث: "وإيه تاني؟ أنا راجل وحيد أوي..." مادلين كانت مقرفة وعايزة ترجع. إيفلين زقت إيده بسرعة من على رجل بنت عمها. مدير السجن اتغاظ ولف بغضب. زعق بالعامية: "يلا طلق!" وأشار للجلاد، اللي شد الذراع. فتحة الإعدام وقعت. إيفلين صرخت: "لأااااااااااااااااااااااا!" أوكونيل وقع من الفتحة. الحبل اتفرد. جسم أوكونيل اتخبط في نهاية الحبل. بس لسه عايش. مدير السجن ضحك بخبث: "ها ها! رقبته متكسرتش! يا خسارة! دلوقتي لازم نتفرج عليه وهو بيتخنق لحد ما يموت." السجناء كانوا بيزعقوا وبيصوتوا بغضب. الحراس بصوا حواليهم بتوتر. أوكونيل كان بيتخبط في نهاية الحبل وبيكح. إيفلين كانت مرعوبة ومادلين نفسها اتقطع، لفت بسرعة ناحية مدير السجن، وميلت لقدام وهمست في ودنه. مادلين قالت بهمس: "هو عارف مكان هامونابترا." مدير السجن لف وشه ناحيتها بسرعة. قال بعدم تصديق: "إنتِ بتكدبي." مادلين أكدت: "عمري ما هكدب!" في نهاية الحبل، أوكونيل كان بيتخنق وبيكح ووشه بيحمر جامد. مدير السجن بص لمادلين بتمعن. سأل بجدية: "إنتِ بتقوليلي إن ابن الكلب القذر الكافر ده عارف مكان مدينة الأموات؟" مادلين أكدت بإصرار: "أيوة!" مدير السجن سأل بتأكيد: "بجد؟" إيفلين ردت بسرعة: "أيوة ولو نزلته، هنديكوا... عشرة في المية." مدير السجن عرض: "خمسين في المية." مادلين قالت بسرعة: "عشرين." مدير السجن رفع النسبة: "أربعين." مادلين ردت بعناد: "تلاتين." مدير السجن قال بحسم: "خمسة وعشرين." مادلين فرحت وقالت بسرعة: "أه! اتفقنا!" مدير السجن لمس راسه، فهم الغلطة اللي عملها. زعق للجلاد: "أه! نزله!" سيف لمع في الهوا والحبل اتقطع. أوكونيل وقع على الأرض وتقلب. السجناء كلهم فرحوا وهتفوا. أوكونيل بص لفوق على الستات الاتنين. ابتسموا له ابتسامة عريضة ولوحوا له بإيديهم. نور الشمعة كان بيترعش على وش القيم. قال بجدية: "الاتنين لازم يموتوا." واقفين في الضلمة قصاد مكتبه تلاتة من المدجاي. واحد من المدجاي عنده خطاف حديد صدئ بدل إيده، هز كتفه بلا مبالاة. قال ببرود: "هما زي الباقيين. هيموتوا في الصحرا." القيم اعترض: "لأ! هي شافت كتير أوي. هي عارفة كتير أوي." القيم مال على مكتبه، والخوف باين في عينيه. قال بخوف: "مش بس معاهم خريطة، ده معاهم المفتاح كمان." ده خوف رجالة المدجاي أوي. زعق واحد منهم: "المفتاح؟! معاهم المفتاح الضايع؟!" القيم رد بخوف: "أيوة. محدش وصل لكده قبل كده، محدش كان قريب أوي كده. لازم نوقفها، وإلا هتبقى نهايتنا كلنا." واحد من المدجاي رد: "يبقى هنقتلهم، هنقتلهم هما وكل اللي معاهم." القيم أصر: "ونحرق الخريطة وناخد المفتاح." المدجاي أكد: "هيتم. بس إيه موضوع البعثة الأمريكية؟ هما كمان ماشيين بكرة." القيم قال باستهزاء: "انسوا الأمريكان المتخبطين دول، هيبقوا زي الباقيين. من غير الخريطة اللي توديهم، هيلاقوا هامونابترا إزاي يعني؟" بيني قال: "تلات أيام في النيل، وبعدين يومين بالجمل يا سادة." كان واقف على مقدمة مركب ركاب، ومحاط بدانيالز وهندرسون وبيرنز. دانيالز قال بتهديد: "مقابل الفلوس اللي بندفعهالك دي، يا ريت يكون فيه حاجة تستاهل تحت الرمل ده." هندرسون طبطب على ضهر دانيالز. دانيالز قال لنفسه: "هامونابترا،" ده اللي كان بيقوله لنفسه، "هامونابترا." فرق المستكشفين كانوا مالين الأرصفة. على الناحية التانية من النيل، الأهرامات كانت بتخترق السما. مادلين وبنات عمها إيفلين وجوناثان كانوا ماشيين على الممشى، والباعة المتجولين كانوا محاصرينهم وبيبيعوا كل حاجة من مقابر لعب لحد مجسمات الملك توت. إيفلين سألت بقلق: "بجد فاكر إنه هيجي؟" جوناثان رد بثقة: "أيوة، أكيد هيجي، ويا بختي. ممكن يكون راعي بقر، بس أنا عارف النوع ده. كلمته كلمة." مادلين قالت بضيق: "أنا عن نفسي، شايفاه قذر، وقليل الأدب، ونصّاب كامل. أنا مبحبوش خالص." أوكونيل سأل: "أعرفه ده؟" التلاتة لفوا. أوكونيل قرب منهم؛ حالق، ومستحمي، ومتألق، وقصّة شعر جديدة، ولابس لبس جديد. شكله بقى جذاب ووسيم أكتر من أي وقت فات. إيفلين اتأثرت بيه. إيفلين اتلخبطت: "أوه... إحم... أهلاً." جوناثان مسك دراع أوكونيل وسلم عليه. قال بحماس: "يا له من يوم جامد لبداية مغامرة، إيه رأيك يا أوكونيل؟" أوكونيل رد: "أيوة. أيوة، جامد." أوكونيل بص على جيوبه بسرعة. لقى محفظته وارتاح. قال بمرح: "لأ، لأ، أنا عمري ما أسرق شريك." جوناثان قاله: "ده بيفكرني. مفيش زعل من موضوع..." أوكونيل عمل إشارة ملاكمة لوش جوناثان. جوناثان رد: "لأ، لأ. بتحصل كتير." فوقهم بالظبط على مقدمة المركب كان بيرنز، اللي مسح نظارته وبص على بيني. بيرنز سأل: "أنت متأكد إن هامونابترا موجودة هناك؟" بيني رد: "مع العظام المتفحمة للحامية بتاعتي كلها يا بيه." وفجأة شاف أوكونيل. بيني هز راسه، كأنه شايف سراب، وبعدين بدأ يرجع لورا بعيد عن الرجالة. قال بتوتر: "ألف اعتذار يا سادة، بس فيه شغل كتير لازم يتعمل." بيني جري بسرعة واختفى في المخزن. تحت، إيفلين استعادت نفسها ونضفت حلقها. قالت لأوكونيل: "يا أستاذ أوكونيل، ممكن تبص في عيني، وتضمن لي إن ده مش نصب؟ علشان لو نصب، أنا بحذرك..." أوكونيل قرب من إيفلين، واقتحم مساحتها وبص في عينها مباشرة. إيفلين مرجعتش لورا. أوكونيل قال بجدية: "بتحذريني؟ يا ست، خليني أوضح لك، وكل اللي أقدر أقوله لك يا آنسة، إن الكولونيل بتاعي لقى الخريطة دي في حصن قديم، والحامية كلها كانت مؤمنة بالكلام ده لدرجة... إن من غير أوامر، مشينا نص ليبيا ومصر علشان نلاقي المدينة دي. زي ما قلت لك، كل اللي شفته كان رمل. لما وصلنا هناك كل اللي لاقيناه... كان رمل ودم. محاربين طوارق قضوا على الباقيين كلهم. خليني آخد شنطكوا." قال الجزء الأخير للستات الاتنين. أوكونيل خد شنطهم وطلع على لوح المركب، ونفس مركب الركاب اللي بيني والأمريكان راكبينها. عينين إيفلين تابعته، بحنين شوية. مادلين وجوناثان لاحظوا ده. مادلين بدأت تضايق بنت عمها: "أيوة، أيوة، عندك حق، قذر، وقليل الأدب، ونصّاب كامل." هي لاحظت الاهتمام اللي إيفلين ورّته. جوناثان كمل: "مفيش حاجة تعجب فيه خالص." إيفلين بصت لهم بصه. جوناثان ابتسم بس. وفجأة مدير السجن عدى من جنبهم، وقلع طاقيته المتبهدلة. قال بابتسامة: "يا صباح الفل على الكل." إيفلين قالت بضيق: "يا لهوي. إنت بتعمل إيه هنا؟" مدير السجن رد: "أنا هنا علشان أحمي استثماري، وشكراً جزيلاً." وطلع على اللوح. الستات الاتنين وجوناثان بصوا لبعض. المركب اتحركت وبدأت رحلتها في النيل. ...... إنتهيى يتبع