رواية مغامرات فانتازيا | أميرة ميركوود
أميرة ميركوود
2025, مينا مسعود
فانتازيا
مجانا
في قلب مملكة ميركوود، تعيش الأميرة ألفيثيا حياة هادئة بين الكتب والطبيعة، حتى يأتي الساحر جاندالف ليعرض عليها مغامرة غير متوقعة: الانضمام إلى حملة الأقزام بقيادة ثورين أوكنشيلد لاستعادة مملكتهم المسلوبة. بين صراع الأعراق والمخاطر المميتة، تجد ألفيثيا نفسها في اختبار حقيقي لشجاعتها وولائها.
ألفيثيا ثراندويليل
أميرة ألفية شجاعة وعاشقة للمغامرات، تجيد استخدام السيف والقوس.جاندالف
ساحر حكيم يسعى لجمع الحلفاء لاستعادة مملكة الأقزامثورين أوكنشيلد
قائد أقزام إيريبور الذي يحلم باستعادة وطنه.
"سموكِ، يااه قد إيه مبسوطة إني بشوفك!" ألِيثيا ثراندوييل اتفزعت، كانت متركزة قوي في الكتاب بتاعها لدرجة إنها ما خدتش بالها من جاندالف، الساحر الرمادي، وهو بيقرب منها. "ميثراندير، ما كنتش واخدة بالي إنك هنا!" قالتها وهي بتقوم بسرعة وتنحني له بانسيابية، وهو رد التحية بنفس الطريقة. "سامحيني على المقاطعة، يا صاحبة السمو، بس جايب لك أخبار هايلة!" قالها جاندالف وهو بيقعد جنبها على جزع شجرة قديم، وسحب البايب بتاعه وولّع فيه. كانوا قاعدين في غابة ميركوود، المكان اللي أي حد غريب هيشوفه كئيب ومحبط، لكن بالنسبة للأميرة، ده كان بيتها. كانت بتحب تلف في الغابة، رغم اعتراض أبوها المستمر. هنا كانت بتلاقي راحتها، بعيدة عن دوشة القصر، وسط الطبيعة اللي بتحبها. "أخبار إيه بقى، جاندالف؟" سألت وهي بتحط الكتاب جنبها وبتركز معاه. "حابب أخدك في مغامرة.. أو بالأدق، مهمة.. بس بصراحة، هتبقى مغامرة حقيقية!" قالها جاندالف بابتسامة ماكرة. عنيها لمعت بحماس. "مغامرة؟" ردّت بدهشة، وابتسامة صغيرة بدأت تظهر على شفايفها. جاندالف ابتسم بدفء وهو بيشوف حماسها. "أيوه، يا سمو الأميرة.. عايزك تنضمي لفرقة ثورين أوكينشيلد، وتشاركيهم في رحلتهم لاستعادة مملكة إيريبور!" قالها وهو بيشرب من البايب، وبيسيب حلقات الدخان تطلع لفوق وسط فروع الشجر. "ثورين أوكينشيلد... الاسم ده مش غريب عليا..." تمتمت مع نفسها وهي بتحاول تفتكر سمعت عنه فين قبل كده. وفجأة، زي ما يكون لمبة نورت في عقلها. "أنت عايزني أساعد الأمير القزم؟ وريث سلالة دورين؟!" سألت وهي باصة لجاندالف بعدم تصديق. كانت سامعة عن أقزام إيريبور من أبوها، اللي كان دايمًا بيقول إنهم كائنات فظة وأنانية وبيكرهوا الإلفز. إزاي في عالم الأرض الوسطى ممكن تساعدهم؟ وهما أصلًا هيقبلوا مساعدتها؟ جاندالف، وهو شايف التردد في عنيها، حط إيده بلطف على كتفها. "يا صاحبة السمو، عارف إن الإلفز والأقزام مش دايمًا بيكونوا على وفاق، بس أنا دايمًا شايفك واحدة بتدور على المغامرة والإثارة. المهمة دي ممكن تروي تعطشك للحماس، ويمكن كمان... تحققي السلام بينهم." قالها بصوت هادي، مليان بحكمة السنين. ألِيثيا فضلت ساكتة، عقلها شغال بسرعة وهي بتحاول تقنع نفسها. الفكرة كانت مغرية جدًا، وهي طول عمرها بتحلم بمغامرة. "سمعت إنك بارعة في استخدام القوس والسهم، وكمان في فن السيف، ومهاراتك دي هتفيد الرحلة جدًا." كمل كلامه وهو ملاحظ ترددها. ألِيثيا فضلت تفكر.. هل أبوها هيوافق؟ بس أكيد دي فرصة عظيمة! جاندالف استنى بصبر وهي بتصارع أفكارها، وكل اللي عمله إنه كمل يهتم بالبايب بتاعه. وأخيرًا، خدت نفس عميق، وبصت له بابتسامة صغيرة. "أنا أكيد هندم على القرار ده، ميثراندير، بس..." وقفت لحظة وهي تاخد القرار النهائي، وبعدين ابتسمت ابتسامة مليانة حماس. "أنا معاك!" ألِيثيا كانت ماشية رايحة جاية في أوضتها، شعرها الطويل بيتحرك وراها مع كل خطوة. شنطها كانت متجهزة ومتربطة كويس، مستعدة للرحلة اللي قررت تخوضها. وافقت تنضم لفرقة ثورين أوكينشيلد لأنها كانت عايزة المغامرة، بس لما فكرت في الموضوع أكتر، أدركت إنها فعلًا عايزة تساعد الأقزام في استعادة وطنهم. قلبها وجعها عليهم.. ماقدرتش تتخيل إحساس إن حد يفقد بيته للأبد. بالفكرة دي، أخدت قرارها النهائي.. هتنضم للفرقة بدون تردد. جاندالف قال لها تروح عند باج إند، وهناك هتلاقي بيت هوبِت عليه علامة مميزة على الباب. المشكلة الوحيدة؟ إنها لسه ما طلبتش إذن أبوها.. وده سبب رعبها دلوقتي. أكيد هيقول "لأ"، خصوصًا لما يعرف إنها رايحة تساعد أقزام! "هعمل إيه دلوقتي؟! ده هيقتلني!" قالتها وهي مرمية دراعاتها في الهوا، ملامحها مليانة توتر. "يمكن لو حاولت أقنعه.. أفهمه ليه لازم أروح؟" تمتمت لنفسها وهي بتعدي صوابعها في شعرها. كل ما تفكر أكتر، كل ما تحس إن القرار كله كان غلطة كبيرة.. يمكن الأحسن تفضل في ميركوود وتبعت رسالة اعتذار لجاندالف.. زي الجبانة! شهقت بضيق وهي بتحس بالغضب من نفسها. "إنتِ تقدري تعمليها.." همست لنفسها، وهي عارفة كويس لو أي إلف عدى جنب أوضتها دلوقتي، هيشوفها مجنونة بتتكلم مع نفسها. العشا قرب.. وده معناه إن المواجهة مع أبوها بقت وشيكة. هي مش بس عايزة تعمل كده.. هي محتاجة تعمل كده! خدت نفس عميق، جمعت شجاعتها، وخرجت من أوضتها بخطوات ثابتة ناحية قاعة الطعام. أول ما دخلت، لمحت أبوها وأخوها قاعدين بالفعل على الترابيزة الطويلة. "أهو إنتِ جيتي أخيرًا، بنتي.. كنت هبدأ أشك إنك نسيتي الوقت"، قالها ثراندويل وهو بيبص عليها بنظرة هادية بس فيها لمحة تساؤل. حاولت تتحكم في توترها، وردت بسرعة وهي بتاخد كرسيها: "آسفة يا أبي، كنت مستغرقة في الكتاب لدرجة إني تقريبًا نسيت الوقت." كذبة بيضا.. بس كان لازم تقولها. الموضوع كله كان مخليها مش مرتاحة خالص، خصوصًا مع اللي ناوية تقوله. بدأ الخدم الإلف ينزلوا الأطباق قدام العيلة الملكية، وثراندويل مع ليجولاس دخلوا في حوار جاد عن تزايد عدد العناكب في الغابة. أبوها كان بيسمع لاقتراحات أخوها بعناية، يناقش معاه الحلول الممكنة. أما هي؟ فضلت ساكتة، بتبص للطبق قدامها وهي مكشرة، بتلعب في البسلة بشوكتها من غير نفس. "ليث.." رفعت راسها بسرعة ناحية الصوت، عينها قابلت نظرة أبوها اللي كان مرخي حاجبه وهو بيشاور لها على طبقها. "بلاش تلعبي في الأكل"، قالها بنبرة خفيفة، قبل ما يرجع يكمل كلامه مع ليجولاس. اتنهدت بهدوء، وغرزت الشوكة في حتة أكل، وأكلتها عشان تراضيه بس.. بس الطعم كان ناشف في بقها، وكأن الأكل فقد نكهته تمامًا. دماغها كانت مليانة أفكار عن الطريقة اللي ممكن تخلّي أبوها يوافق على رحلتها. الموضوع تقريبًا مستحيل.. يا يا إما يسمح لها تروح (وده احتمال ضعيف جدًا في رأيها)، يا إما يرفض رفض قاطع ويبدأ في محاضرة طويلة عن واجبها تجاه شعبها وعدم التخلي عنهم. "كان يومك عامل إزاي، ثيا؟" رفعت عيونها ناحية ليجولاس، اللي كان بيبصلها مستني منها إجابة. "كان يوم هادي، قدرت أخلص الكتاب اللي كنت بقرأه.. وكمان.. أنجزت شوية حاجات"، ردت بسرعة وهي بتحاول تحافظ على هدوء صوتها. ثراندويل رفع حواجبه بشك وهو بيبص لها بنظرة تحليلية، لكن ما علقش بكلمة. بدل كده، رفع كاس النبيذ الأحمر بتاعه ورشف رشفة صغيرة، عيونه كانت مترقبة لكل حركة بتعملها. أليثيا حست إنها مش قادرة تتنفس.. إحساس أبوها بالشبهة كان واضح جدًا، وكأنها كانت كاتبة سرها على جبينها! أخدت نفس عميق، بتحاول تتحكم في توترها عشان متنهارش قدامه وتترجاه إنه يسامحها على اللي ناوية تعمله. لحسن حظها، ليجولاس بدأ يتكلم عن تدريب الرماية، وعلشان تشتت الشكوك عنها، حاولت تركز معاه وردت لما كان متوقع منها إنها تتكلم. أما ثراندويل، ففضل ساكت أغلب العشا، غير شوية تعليقات بسيطة قالها على فترات متقطعة. بس هي؟ كل مرة تجهز نفسها عشان تطلب إذن أبوها، كانت بتتراجع في آخر لحظة. بتجمع شجاعتها، بتاخد نفس عميق، بتفتح بُقها، بس فجأة.. كل حاجة بتنهار جواها، ولسانها بيتجمد. فتفضل قاعدة ساكتة.. وتفضل اللحظة الحاسمة بعيدة عنها زي ما هي.
تعليقات
إرسال تعليق