موصى به لك

الأقسام

الأعلى تقييمًا

    أعمال أصلية (RO)

      الأفضل شهريًا

        رسائل مجهولة - رعب

        رسائل مجهولة

        2025, أدهم محمد

        جريمة

        مجانا

        طالبة جامعية تجد نفسها متورطة في سلسلة من الأحداث الغامضة والمخيفة، حيث تبدأ برسالة تهديد غامضة تتهمها بقتل صديقها المفقود، وتتوالى الأحداث لتكشف عن ماضيها وعلاقاتها المعقدة مع شخصيات محيطة بها، وتصاعد الأحداث يزيد من التشويق والإثارة، ويضع لوسي في مواجهة مع حقائق صادمة تهدد حياتها.

        لوسي ستارلينج

        بطلة الرواية، طالبة جامعية تواجه اتهامات غامضة وتكشف عن ماضيها.

        جايس لويد

        رئيس اتحاد الطلبة، شخصية جذابة وغامضة تلعب دورًا محوريًا في الأحداث.

        لوكاس وايت

        صديق قديم للوسي، يظهر مجددًا ويثير تساؤلات حول علاقته بماضيها.
        تم نسخ الرابط
        رسائل مجهولة

         "زي ما معظم القصص بتبدأ بين راجل وست، هو خطف قلبي. خطف قلبي بماسورة حديد.
        الدنيا اتقلبت بيا وأنا وقعت على ضهري، دماغي خبطت في الأسفلت المبلول. نور العمود اللي فوقينا فرقع نجوم وأنا نظري غوش. اتوجعت من الألم اللي طلع في ضهري وعضيت لساني.
        تقل خرساني داس على صدري. كنت بنهج عشان أخد نفسي، وببص لفوق على الراجل اللي واقف فوقي. كل اللي كنت فاكراه عنه اتلاشى. جزمتة الملطخة طبعت على بلوزتي، والدم كان بيقطر من الماسورة اللي رماها على كتفه.
        هو ده دمي؟ تساءلت. زاح رجله من عليا ومشي بالراحة لورا عربيته. رفعت نفسي على كوعي، وبصيت على رجلي. كانوا ورموا خلاص، بس مفيش جروح مفتوحة.
        يبقى الدم اللي على الماسورة مش دمي...
        وقتها شفتها.
        إيد غرقانة دم، هامدة، متدلدلة من شنطة العربية. الراجل زقها جوه تاني قبل ما يلف عليا تاني، ومعاه شريط لاصق وابتسامة مش مبشرة.
        "أنا مكنتش مخطط لده"، قال. "أنتي بس حظك وحش."
        الألم، هوا الليل الساقع، كله اختفى، ومفضلش غير استنتاج بسيط إني هموت الليلة.
        "أنا آسف على كده"، ده كل اللي قلته.
        وكنت قصديها بجد.
        
        قبل خمس أيام
        
        يوم الاتنين الصبح، وصلت لتوجيه السنة الأولى قبل ما يبدأ بخمس دقايق بالضبط. شجر الخريف كان مدي ألوان حلوة للملاعب الخضرا بتاعة الجامعة. شوية طلبة كانوا متجمعين بالفعل، بس التوجيه مابدأش غير بعد عشر دقايق، وكمان عشرين دقيقة عشان معظم طلبة السنة الأولى يوصلوا.
        "لحقت؟" بيانكا بروكس نهجت وهي بتجري عليا.
        ابتسمت لصاحبتي، واديتها المنشورات اللي كانوا بيوزعوها علينا.
        "كانوا بيتكلموا أغلب الوقت. بيخلصوا دلوقتي قوانين ولوائح الجامعة."
        "أوه، كويس. والرحلة اللي بعد كده؟"
        "أيوه."
        "تمام."
        بيانكا رفعت نظارتها الشمس على عينيها. بصينا لبعض قبل ما تضحك وتزق كتفي بهزار.
        "يا بنتي متفتيش"، قالت. "مش كل الناس مثالية زي لوسي ستارلينج. كان فيه حفلة قبل التوجيه امبارح بالليل."
        مع إن علامات السهر كانت واضحة - شبشب وجاكيت منفوخ هي عمرها ما لبسته - مكياج بيانكا كان لسه مثالي، وشعرها الأشقر والبنفسجي المتدرج كان مربوط ديل حصان مظبوط.
        "متنسيش تشربي مية كتير النهاردة"، حذرتها.
        "يا ماما"، لفت عينيها.
        "بعد ما خلصت مهمتي"، رئيس التوجيه اتكلم بصوت أعلى، "يسعدني أسلم الراية لإيدين أنشط. يا ريت ترحبوا بتمثيلي طلبة الجامعة ترحيب حار." عيون متجعدة من الضحك ابتسمت للطلبة اللي طلعوا على المنصة.
        جو المكان اتغير، واندفع على طلبة السنة الأولى مع نسمة الخريف. همسات انتشرت زي حفيف ورق الشجر.
        "أهو"، بيانكا همست، "السبب اللي نص البنات هنا اختاروا الجامعة دي عشانه."
        ضيقت عيني على المنصة. من بين الستة ممثلين، تلاتة كانوا رجالة. واحد طويل، واحد لابس نظارة، والتالت كان عليه بقعة دهان على هدومه.
        "مين فيهم؟" سألت.
        "مش باين يعني؟"
        رئيس التوجيه سلم بحماس على الطالب الطويل قبل ما يلف وشه للجمهور.
        "أهلا بيكم يا طلبة السنة الأولى"، رحب. من غير ما يعلي صوته، كلامه وصل لكل مكان في الملعب.
        "هو ده"، بيانكا همست.
        بصيت على الراجل تاني. شعر بني رملي كان بيأطر عينين طيبين. كان طويل ولبسه أنيق، بس جسمه كان فيه عضلات توحي إنه رياضي. بس أحلى حاجة فيه كانت ابتسامته. ابتسامة صادقة نادرة تخليك تحس إنه صاحبك المقرب.
        "اسمي جايس لويد، وأنا رئيس اتحاد الطلبة بتاعكم"، قدم نفسه. "معايا هنا بقية ممثلي اتحاد الطلبة." زمايله رفعوا إيديهم وهو بيقدمهم. "سيندي، هيذر، آنا، هنري، وويكوس. لو احتجتوا أي مساعدة أو عندكم أي أسئلة، أي حد هنا هيكون سعيد يساعدكم."
        
        
        
        
        "طلبة السنة الأولى سقفوا، ومعظم البنات كانوا فعلاً مركزين مع جايس.
        "مع إن أنا هنا عشان أعمل جولة في حرم الجامعة، فيه حاجة لازم أقولها." ابتسامته اختفت، وسابت إحساس بالفراغ.
        ولا طالب واحد شال عينه من عليه.
        "جامعة نيو هيل بتفتخر باهتمامها براحة طلبتها"، جايس كمل. "كلكم بتدرسوا بكالوريوس في مجالات مختلفة. شوية منكم هيتخرجوا بعد كام سنة ويدخلوا مجالات شغلهم. وشوية تانيين اللي عايزين يكملوا في الطب ممكن يكملوا تعليمهم هنا. زي ما أنا بعمل."
        مع إن المصاريف كانت غالية، أنا ضغطت على نفسي عشان أجيب منحة وأقدر أدرس في جامعة نيو هيل عشان السبب ده. دي كانت أحسن جامعة للي بيدرسوا في المجال الطبي.
        "أي طريق هتختاروه، إحنا هندعمكم ونحميكم على قد ما نقدر"، جايس أعلن. "أنا بتمنى إن كلكم تفتكروا الفترة دي من حياتكم بحب. وإن ولا طالب واحد هنا يتأذى."
        لما ذكر الأذى، سكون موت غطى الجمهور. الكل عارف الكلام اللي هيجي بعد كده. بقالها سنتين تقريباً من لما تحذيرات الأمان دي بقت ضرورية.
        "الدراسة بدأت من شهر"، قال بجدية. "بس النهاردة أول يوم بنفتح أبوابنا للطلبة السنة دي. مش سر ليه ده حصل. مع إن حالات الاختفاء وقفت الشهر اللي فات، الشرطة لسه فاتحة التحقيقات دي. أكتر من أربعين شخص في المدينة دي اختفوا من غير أثر في السنتين اللي فاتوا. التشابه الوحيد بينهم إن مفيش أي تشابه بينهم أصلاً. كبار، صغيرين، رجالة، ستات. ممكن تكونوا تعرفوا شوية منهم شخصياً."
        نسمة هوا لعبت بشعري، وحطيت خصلة سودا ورا ودني. لما لفيت لصاحبتي، قلبي وقع. بيانكا كانت بتبص لقدام من غير ما ترمش.
        بقاله تلات شهور من لما شوفنا تشارلي وايت آخر مرة...
        دلاية الحمامة اللي في رقبتي كانت تقيلة.
        رئيس اتحاد الطلبة ابتسم ابتسامة خفيفة أوي، كانت ممكن تكسر قلب أي حد.
        "مع إن جامعة نيو هيل بتفتخر إنها مخسرتش ولا طالب واحد في الأحداث المؤسفة دي، لازم نبقى متيقظين. الطلبة يُنصحوا إنهم يمشوا في مجموعات من تلاتة ويكونوا جوه البيت الساعة عشرة بالليل."
        "تِش"، بيانكا ضحكت بسخرية. "تشارلي عمره ما كان بيسهر برا. القاتل ده ميهموش إذا كان نهار ولا ليل."
        ربتت على ضهرها.
        
        "معرفش إذا كان قاتل أصلاً. مفيش حاجة اتلاقت."
        "أنا عارفة"، بيانكا قالت وهي بتجز على سنانها، وزقت إيدي بعيد. "أنا عارفة إن تشارلي جثة متعفنة في حتة. هو مش هيسافر رحلة من غير محفظته وتليفونه."
        "شنطة الرياضة بتاعته كانت مفقودة، على العموم"، قلت. تشارلي كان دايماً شايل شنطة الرياضة بتاعته على كتفه، وميداليات المفاتيح بتتدلدل وهو ماشي.
        "أنتي بتحاولي تنرفزيني؟" بيانكا سألت.
        بصتلي نظرة باردة قبل ما تلف وشها لقدام تاني. معنديش حاجة تانية أقولها، بصيت على جزمتي، وبخبط الكلوج القديم بتاعي في بعضه.
        "لسه بدعي إنه يرجع بالسلامة"، قلت.
        وده كان حقيقي. كنت بدعي كل يوم لسلامة وسعادة اللي حواليا. ده كان كل اللي أقدر أعمله.
        "اتحذرتوا تكونوا حريصين مرات كتير، بس عايز أأكد على الموضوع تاني"، جايس قال. "لو أي حد فيكم حس بخطر أو شاف حاجة مريبة، يا ريت يتصل بيا أو بأي موظف."
        موجة تصفيق تانية ملت الملعب لجايس، وهمسات بتنتشر بين البنات.
        "هيتعب معاهم أوي"، بيانكا لفت عينيها.
        بعد ما خلص تحذير الأمان، ممثلي اتحاد الطلبة خدوا طلبة السنة الأولى في جولة في الجامعة لمدة ساعة. طول الوقت ده، كنت منبهرة بالتصميم التاريخي للمباني. مع اللبلاب اللي طالع على كل حيطة وأشجار البلوط الضخمة اللي مغطية الحدائق المعتنى بيها، حسيت إني بتمشى في قلعة من حواديت خيالية.
        مفيش أي شبه بينها وبين الشقة الصغيرة اللي كنت عايشة فيها مع عيلتي. ولا هوا المحل الخانق اللي كنت بشتغل فيه.
        الجولة خلصت أخيراً في قاعة اتحاد الطلبة، وجايس طلع على المسرح تاني.
        "هخربش أي بنت تانية تحاول تقرب منه"، بيانكا هددت. "إزاي هما متوهمين كده؟ كأنه هيقبل بواحدة من السنة الأولى عشوائية. الواد ده عنده كل حاجة. وسيم، غني، رئيس اتحاد الطلبة، دكتور المستقبل، كابتن فريق البيسبول."
        "أوه، هو كابتن فريق الجامعة؟" سألت. "يبقى أكيد يعرف جورج."
        "أقسم بالله أنتي عايشة تحت صخرة يا لوسي. ده جايس الآس. مع رميته القاتلة دي، سمعت إن الفريق الوطني حاولوا يستكشفوه."
        الممثلين اسكتوا القاعة وجايس شبك إيديه في بعض.
        "كده الجولة خلصت يا جماعة! أتمنى تعرفوا تمشوا بين المحاضرات بكرة. وقبل ما أنسى"، جايس لف لواحدة من الممثلين اللي ادته ورقة وشيكولاتة. "لوسي ستارلينج موجودة النهاردة؟" سأل الجمهور. "ممكن تيجي هنا؟"
        في لحظة، اتحولت لتمثال.
        أنا؟
        "—وسي؟ لوسي؟"
        بيانكا زقت كتفي، ورجعتني للواقع.
        "لوسي، دي أنتي. روحي."
        فكي اترخى.
        "آه. أوه. تمام."
        من آخر القاعة، سبت شنطة كتفي على الحيطة وطلعت لقدام. رجلي خدتني بتوتر لحد المسرح. كنت مركزة أوي، مكنتش عارفة نظرة الناس كانت عاملة إزاي وهما بيبصوا عليا. في آخر درجة على المسرح، اتكعبلت، بس إيد لطيفة سندت كتفي قبل ما وشي يخبط في الأرض الملمعة.
        وشي سخن أوي.
        "بالراحة"، جايس ضحك.
        لساني كان متلخبط مش عارفة أرد. أكيد لاحظ، عشان ابتسم ابتسامة مطمئنة بسرعة، وخد كل تركيزي. عيونه البنية كانوا غنيين أوي، كانوا شبه الحمر."
        
        
        
        
        
        "ممثلو اتحاد الطلبة عايزين يقولولك كل سنة وأنتي طيبة يا لوسي." ولما مخدش رد من وشي المتخدر، زود: "النهاردة تلاتة وعشرين سبتمبر، صح؟"
        "أه-أيوه!" قدرت أطلع الكلمة بالعافية. "ش-شكراً جداً."
        جايس حط في إيدي شيكولاتة متغلفة بشريط أحمر، ومعاها ورقة صغيرة.
        "في جامعة نيو هيل، بنهتم بكل واحد فيكم"، قال.
        "ش-شكراً!" كررت.
        موجة تصفيق ملت القاعة وأنا جريت بسرعة ورجعت لبيانكا.
        "إيه الهبل ده يا لوسي؟" صاحت صاحبتي. "مقولتليش إن عيد ميلادك النهاردة."
        "ده نفس اليوم بقاله خمس سنين بنعرف بعض"، قلت بتريقة.
        "يا بختك يا شيخة. ليه عيد ميلادي لازم يكون في ديسمبر؟" اتنحت.
        لما الناس بطلت تبص عليا، بصيت على الشيكولاتة، وقريت الورقة.
        أطيب التمنيات من ممثلي اتحاد الطلبة.
        ابتسمت، وكنت بلعب بالشريط الأحمر وإحساس دافي بيتكون جوايا.
        السنة دي هتكون مختلفة. مفيش إشاعات ثانوي تاني.
        "شكراً لكل اللي حضروا النهاردة"، جايس أنهى كلامه. "متنسوش معرض الأندية بكرة، وطبعاً حفلة التوجيه بعد خمس أيام في داون تاون هاي رايز!"
        لما الكل اتصرف، أنا وبيانكا مشينا على الباركينج، ومشينا في الممر المرصوف اللي وسط الجناين. معظم الطلبة التانيين فضلوا ورا عشان يتكلموا مع الممثلين.
        "مش قادرة أستنى يوم السبت. نفسي أروح البار ده من زمان"، بيانكا ابتسمت. "دي هتكون أحسن حفلة توجيه لحد دلوقتي."
        هزيت راسي بالموافقة.
        أشجار بلوط ضخمة كانت مغطية طريقنا بظلال الخريف. الجولة كانت تحفة النهاردة، بس أكتر حاجة عجبتني كانت المكتبة.
        وقفت.
        "إحم، في الحقيقة يا بيانكا، ممكن تمشي أنتي. أنا عايزة أسجل عشان أخد كارنيه مكتبة."
        "تمام، تمام"، لوحتلي بإيدي. "أشوفك بكرة يا نيرد."
        "سوقي بالراحة"، قلت، وعيني ضيقت وأنا ببتسم.
        إيدي ورا ضهري، خدت وقتي وأنا بمشي في الممر المرصوف، وجيبتي الطويلة كانت بتتهز مع كل خطوة.
        ريحة الورق والحبر ملت مناخيري لما دخلت المبنى الضخم. شبابيك فيكتورية طويلة كانت بتدخل شمس الضهر الدافي. شوية طلبة كانوا بيتحركوا جوا وبرا، يا بيذاكروا يا بيدوروا على كتب. مشيت على مكتب الاستقبال، وبدور على مساعد.
        "محتاجة مساعدة؟" صوت تخين سأل من ورايا.
        كنت هتنط لما لفيت.
        الراجل كان واقف قريب مني أوي، وعيونه كانت بتبص جوايا. كان شكله طالب سنة رابعة، أو يمكن طالب طب، وشعره مصبوغ أبيض وبشرته كانت باهتة زي بشرتي بالظبط. وشم كان باين من أكمام الهدوم بتاعته اللي كانت مرفوعة.
        "محتاجة مساعدة في حاجة؟" كرر سؤاله.
        فيه حاجة في وشه كانت مألوفة. عيونه الزرقا كانت بتجرني لذكريات بعيدة.
        "أوه"، وشي احمر، لما عرفت إني بصيت عليه كتير. "أيوه، إحم. أنت بتشتغل هنا؟"
        "مش عارفاني؟" قال متضايق بسخرية.
        عيني وسعت.
        "افتكرتك مألوف!" قلت، ولزقت نفسي في المكتب. كانت ريحته سجاير وكولونيا.
        
        "بقاله كام سنة. صبغت شعري. عملت شوية وشم. مش بلومك"، هز كتفه. خرم في حاجبه كان بيلمع في الضوء. "بقالك قد إيه من لما مشيتي؟ مامتك اتجوزت تاني وقتها، صح؟"
        أخيراً افتكرت.
        "لوكاس وايت!"
        "لوسي ستارلينج. أخدتي وقتك أوي"، ابتسم، وأخيراً عرفته إنه الولد اللي شوفته آخر مرة من عشر سنين تقريباً.
        "عرفت إزاي إنها أنا؟" سألت.
        "بتهزري؟ متتغيرتيش خالص. لسه عندك عادة الهبل دي إنك تلبسي فيونكة في شعرك."
        بشكل تلقائي، مديت إيدي ورا راسي ولمست الشريط الأبيض. أنا فعلاً لبستهم كل المدة دي؟
        "بابا كان بيربطهم لي."
        "أيوة، فاكر."
        
        
        
        
        
        "هوا ساقع طلع جوايا، بس كتمته قبل ما أي أفكار تتكون. لما بصيت على لوكاس تاني، كان بيبص عليا من غير ما يرمش. فضلت ثابتة تماماً، مليون ذكرى باهتة شلت حركتي.
        "أنا آسفة يا لوكاس"، قدرت أطلع الكلمة بالعافية، وكنت بلعب بدلايتي الدهب.
        "على إيه؟"
        "تشارلي... لسه بيدوروا عليه."
        "آه. أيوه. كنتوا صحاب أوي. روحتوا نفس المدرسة الثانوي في الآخر، صح؟ مش كنتي بتواعدي أخويا كمان؟"
        "لأ، لأ"، تجنبت ألاقي عينه. "هو وبيانكا كانوا مرتبطين."
        "بيانكا؟ كل ما كنت أنزل البيت من الجامعة كان بيتكلم عنك أنتي بس."
        "كنا مجرد أصحاب."
        "حتى وإحنا صغيرين كان دايماً ماشي وراكي زي الجرو."
        "أنت كمان كنت ماشي ورايا"، طلعت مني الكلمة بالغلط.
        بصينا لبعض تاني، وتساءلت لو كان فاكرها هو كمان. اليوم ده في الغابة... التوتر بيننا كان تخين. مين هيجيب الذكرى دي الأول؟ هل هنجيبها أصلاً؟
        لوكاس في الآخر كسر التواصل البصري وخطى خطوة لورا، وخلاني أتنفس براحة. عيونه مسحت لبسي، وضحك زي ما كان بيضحك وإحنا صغيرين.
        "أخمن كده، بتدرسي أدب؟ ولا فنون جميلة؟"
        بصيت على لبسي. كلوج، جيبة بني طويلة، وكنزة كريمي برقبة عالية. حواجبي اتجمعوا لما ملقيتش أي حاجة تدل على استنتاجه.
        "تمريض في الحقيقة"، قلت.
        "إيه ده تاني؟"
        "بكالوريوس علوم تمريض."
        "يا خبر"، قال. "كنت أراهن بمصاريف الجامعة إنتي هتكملي في مجال إبداعي."
        "زوج أمي جسمه ضعيف. وأمي مش هتصغر. فكرت إن التمريض هيكون أحسن اختيار عشان أهتم بيهم."
        "أنتي بتحبي عيلتك أوي، صح؟"
        "هما كلهم غاليين عليا."
        هز راسه.
        "أنتي متتغيرتيش خالص. أراهن حتى الكلب الضال هيبقى غالي عليكي."
        ضحكت، مش متأكدة أوي إيه النكتة. لما بصيت حوالين المكتبة، أخيراً لاحظت إننا لوحدنا. من دقيقة بس كان فيه دستة طلبة على الأقل... لفيت لجاري القديم، وكان بيعملها تاني. بيبص عليا كأنه بيقرر حاجة.
        "ساكنة في سكن الجامعة؟" سأل.
        هزيت راسي بالنفي.
        "لسه ساكنة مع عيلتي."
        "بعيد؟"
        
        
        
        
        
        "مش أوي."
        نظرة لوكاس راحت لجزمتي، وبعدين رجعت لي.
        "لازم تاخدي بالك وأنتي ماشية لوحدك."
        ابتسمت له ابتسامة متعاطفة.
        "هعمل كده."
        "لو خفتي أو احتاجتي حد يوصلك للباص، ممكن تيجي لي."
        "شكراً يا لوكاس."
        مش عارفة أودي الكلام فين، نضفت حلقي.
        "على العموم، أنا جيت عشان أسجل عشان كارنيه مكتبة."
        "معاكي بطاقة الطالب؟" سأل وهو بيلف من ورا الكاونتر.
        مديت إيدي لشنطتي، بس وقفت لما عرفت إن مفيش حاجة على كتفي.
        "يا خبر، نسيت شنطتي."
        "نسّاية زي ما أنتي."
        بصيت على الساعة. كان لسه فيه حاجات كتير لازم أعملها قبل الشيفت بتاعي.
        "أنا- أنا هروح أجيب شنطتي وأروح البيت. هسجل بكرة بقى."
        "زي ما تحبي."
        وشي احمر وأنا بودع صاحبي القديم.
        "أنا همشي دلوقتي. كان حلو إني شوفتك تاني يا لوكاس."
        "أنتي كمان يا ستارلينج."
        ابتسامة اتكونت على وشي وأنا بجري على مبنى اتحاد الطلبة.
        في الوقت ده، القاعة كانت فاضية، والنور مطفي. خطواتي كانت بتتردد وأنا داخلة. لما لمحت شنطتي على الحيطة، جريت عليها وتأكدت إن مفيش حاجة اتسرقت. وأنا بعمل كده، ورقة صغيرة وقعت من شنطتي على الأرض.
        إحساس غريب وهادي طلع في عضمي.
        بصيت حواليا، وحسيت فجأة إني مش لوحدي. برغم قلقي، القاعة فضلت فاضية. حواجبي اتجمعوا وأنا بوطي.
        الإحساس الغريب ده اتحول لقشعريرة وأنا بشيل الورقة. وأنا ببص على الكلام اللي مكتوب بحبر أسود، قلبي كان بيدق جامد وريقي نشف.
        لوسي... لوسي الجميلة... مش فاكرة إزاي قتلتِ تشارلي وايت؟
        جسمي اتجمد.
        مين كتب ده؟
        

        روايه لقاء محرم - مراهقه

        لقاء محرم

        2025, Jumana

        رواية رومانسية

        مجانا

        تدور الرواية حول "إيموجين"، الراقصة التي تقابل "جيسون" في إجازة باليونان، وتنشأ بينهما علاقة عاطفية قوية. بعد عودتهما إلى لندن، تكتشف "إيموجين" أن "جيسون" هو مديرها الجديد في العمل، وأن اسمه الحقيقي هو "جيسون ستافورد". تتناول الرواية صراع "إيموجين" بين مشاعرها تجاه "جيسون" وبين محاولتها الحفاظ على حياتها المهنية.

        إيموجين

        بطلة الرواية، راقصة شابة وقوية، تحاول التوفيق بين حياتها العاطفية والمهنية.

        جيسون ستافورد

        مدير الشركة، رجل أعمال ناجح وجذاب، يخفي هويته الحقيقية عن "إيموجين".

        إيان

        صديق "جيسون" وزميله في العمل، يلعب دور الوسيط بين "جيسون" و"إيموجين".
        تم نسخ الرابط
        روايه لقاء محرم

         
        - (الفصل الأول)
        "عرفتي إن إيموجين رقاصة؟"
        
        غصب عني، تابيتا شدتني تاني للحديث مع التلات شباب اللي كانوا قاعدين معانا على نفس الترابيزة. الخروج للنادي ده مع إليانور وتابيتا كان باين إنه فكرة جامدة في أول السهرة. مزيكا عالية عشان تغرق أفكاري اللي بتزن، رقص مع شباب حلوين عشان أنسى راجل دلوقتي مبقاش موجود غير في ذكرياتي، وصحابي الاتنين اللي بيفكروني بأيام زمان لما المزيكا والرقص والكحول الرخيص كانوا بيحلوا أي مشكلة.
        
        "رقاصة، ها؟" الشاب اللي جنبي قالها وعينيه بتمسح جسمي. "بتاخدي كام؟"
        
        صحابه الاتنين قعدوا يضحكوا، كأن صاحبهم لسه قايل نكتة جديدة، مع إنها كانت جملة بايخة ومستهلكة سمعتها مية مرة قبل كده.
        
        "مش هتعرف تدفعلي"، قلتها، وقلدت حركته وبصيت من عينيه لتحت.
        
        رد متوقع برضه، بس بصراحة الشاب مكنش مهتم بالأصالة. تابيتا بقى مكنش عاجبها الكلام.
        
        "رقاصة باليه"، ضافت بسرعة وبصتلي بضيق.
        
        الواد، ولا كأنه اتأثر بمحاولتي أوقفه عند حده، كمل كلامه.
        
        "رقاصة باليه؟ مش متخيل. إنتي سكسي أوي عشان تقعدي تتنططي مع واحد متكبر يا دوب مسموحله يلمسك".
        
        يا خسارة معنديش صبر على الجهل، وإلا كنت روحت معاه شقته بدل ما أسمعه كلامه الفاضي.
        
        "بتعمل لاتيني كمان"، إليانور قالت.
        
        ضيقت عيني وبصتلها، بس مخدتش بالها من التلميح. واضح أوي إن إليانور وتابيتا كانوا عايزينني أظبط علاقتي بالواد ده. كانوا خلاص حطوا عينيهم على صحابه الاتنين، ومع إنهم كانوا مجموعة شكلهم حلو، أنا مكنش ليا مزاج.
        
        "أنا رايحة الحمام"، قلتها، وقمت من ورا الترابيزة وبصيت على الكوميدي اللي جنبي. "ماتطلبلكوا مشروب تاني؟"
        
        شايف، أنا بحاول أكون لطيفة معاه.
        
        تابيتا وإليانور جريوا ورايا، ومضيعوش وقت وبدأوا هجومهم أول ما وقفنا في طابور حمام الستات.
        
        "يا بنتي، إيه اللي فيكي الليلة؟ لازم إحنا اللي نعمل كل حاجة؟" تابيتا سألت.
        
        "يا ريت متعملوش أي حاجة عشاني. أنا مش مهتمة بالواد ده خالص".
        
        بعيد عن المزيكا العالية والأنوار اللي بتبرق في الصالة، كنا بنعرف نتكلم براحتنا أكتر، بس ده مش هيبقى كويس لو كل اللي عايزين يعملوه هو إنهم يضايقوني.
        
        "بس برايس ده مز أوي. إنتي عمرك ما بترفضي وش حلو وعضلات زي دي".
        
        "أول مرة لكل حاجة"، قلتها ببرود.
        
        إليانور لفت عينيها. "لازم تنسي الواد الفاشل اللي قابلتيه في الإجازة. هو مابيهتمش بيكي يا إيمي. ولا اتصل ولا بعت رسالة. ولا أي حاجة. ليه رافضة الرجالة الحلوة زي برايس؟ من شهرين كنتي قعدتي على رجله".
        
        مع إن كلامها كان قاسي، بس هي كانت بتقول الحقيقة. جيسون متصلش بيا بعد ما رجعنا من شهر مليان جنس خرافي في اليونان. حتى رسالة مبعتش. بعد تلات أسابيع، بدأت أحس إنه مكنش غير خيال.
        
        بس لأ. مستحيل أتخيل جنس حلو زي ده. مهارات جيسون في السرير كانت أحسن من أي راجل تاني عرفته قبل كده، وأنا شايفة إن مفيش حد هيعرف يوصل لمستواه بعد كده. أكيد مش برايس، مع إن وشه حلو وعضلاته كبيرة. ليه حتى أنام معاه لما كل اللي هعمله هو إني أفتكر الجنس الجامد اللي كان في اليونان؟
        
        "بصي، إحنا عاجبنا صحابه الاتنين أوي"، تابيتا قالت. "بس برايس هو اللي كلمته ماشية، وإنتي عارفة بقى..."
        
        "خلاص يا بنات. يمكن لسه بفكر في جيسون، بس ده مش هيمنعكوا تروحوا مع الولاد دول. مش لازم أمسك إيديكوا أو أقولكوا تعملوا إيه. لو عايزين تناموا معاهم، ناموا".
        
        الطابور اتحرك لقدام لحد ما بقينا قربنا من الحمام، وشوية ستات عند الأحواض بصوا علينا لما سمعوا صوتي العالي. تابيتا وإليانور وشوشهم احمر ونزلوا راسهم، واضح إنهم مكسوفين إن باقي الستات في الحمام سمعوا إنهم معندهمش الثقة إنهم يجيبوا واحد لليلة واحدة من غير تشجيع صاحبتهم.
        
        حمام فضي، وتابيتا وإليانور راحوا نحيته، وبصوا عليا في آخر لحظة. إليانور خبطت بصوابعها على شنطتها وهزت راسها ناحية الحمام.
        
        رفضت.
        
        حتى جيسون والترز مش هيقدر يرجعني تاني للحمام ده.
        
        يوم الاتنين اللي بعده، وأنا بستعد لأول يوم شغل، الرسالة وصلت.
        
        جيسون والترز:
        بالتوفيق في أول يوم شغل. إكس.
        
        بصيت على الرسالة، واتشتتت لحظة عن وضع الماسكارا. لما الشاشة طفت، قلبت الموبايل على وشه عشان أخفي أي إشعارات تانية.
        
        كانت عندي فرصة أرجع للماضي في النادي في الويك إند، آخر خروجة قبل ما أعمل حاجة جدية في حياتي. بدل ما كانت ليلة هتبقى مصدر ترفيه مثالي من شهرين، انتهت إني مشيت قبل نص الليل، وصحابي اللي عادة بيكونوا حذرين أكتر مني قرروا يباتوا. الليلة كلها كانت بتفكرني بصيفي أكتر ما كانت بتشتتني.
        
        مع الأخذ في الاعتبار ده، حطيت طبقة فاونديشن تانية عشان أخفي النمش اللي ظهر من شهر سباحة وتشمس ومشاهدة معالم. يا ريت المكياج كان يقدر يمسح الذكريات كمان.
        
        اليونان كانت ممتعة، بس كنت متهورة. دي كانت قمة سنة كاملة من التصرفات الطائشة والقرارات الغبية، بصراحة.
        
        الشغل الجديد ده فيه مستقبل واعد، وقت القرارات الغبية خلص.
        
        تجاهلت الرسالة. كانت متأخرة تلات أسابيع على أي حال.
        
        "إنتي متوترة؟"
        
        السؤال فاجأني. شلت عيني من نظرة على المكتب الحديث المفتوح، وبصيت على إيان، نائب رئيس الشركة، اللي كان بيبصلي بود.
        
        
        
        
        
        "هو أنا المفروض أكون متوترة؟" سألته.
        
        ابتسم وأخدني أوضة اجتماعات صغيرة، وساب الباب مفتوح. "لأ. أول يوم بيكون سهل، مش كده؟"
        
        اتكلمنا عن اللي المفروض أتوقعه في أول كام أسبوع، وبعدين إيان شرحلي شوية مستندات لازم أخلصها لشئون الموظفين.
        
        "دايمًا الحاجات المملة هي الأهم"، قال وهو بيزق الورق ناحيتي. "المدير هنا مثلًا. مهم جدًا. مش ممتع أوي".
        
        اللمعة اللي في عينه كانت بتقول إنه بيهزر، والغمزة اللي بعدها أكدت ده.
        
        بعد ما خلصنا كلام عن الورق، إيان عرفني على زمايلي في الشغل، وقعد يقول أسماء ورا بعض. قبل ما يوصل لفريق التحرير - اللي هشتغل فيه - كنت نسيت اللي كانوا في المبيعات وخدمة العملاء والتسويق.
        
        "ودي مايا تشوبرا. هتبقى المرشدة بتاعتك في أول كام شهر هنا".
        
        مايا حطت شعرها اللي واصل لكتفها ورا ودانها، ومدت إيديها بابتسامة. "تشرفت بمعرفتك، وأهلًا بيكي في الفريق".
        
        سلمت عليها، ورديت عليها بنفس القوة. "شكرًا. كويس إني بدأت أخيرًا".
        
        "أكيد. التقديمات دي بتاخد وقت طويل أوي". بصت على إيان بضحكة، وهو ضم إيديه.
        
        "هنسيبلكوا تتحكموا في العملية المرة الجاية يا مايا".
        
        "يا ريت".
        
        قعدت تاني وحطت رجل على رجل، وشبكت صوابعها على المكتب قدامها.
        
        "فاضل شخص واحد أعرفك عليه، وبعد كده تبدأي شغل مع مايا"، إيان قال. "هتاخد بالها منك".
        
        مشيت وراه في المكتب ناحية بابين معدن مزدوجين في آخر الحيطة. مكنتش فاهمة إن ده أسانسير متخفي غير لما داس على زرار جنبه، ونور أخضر نور بعدها بشوية.
        
        "نعم؟" صوت ناعم بس فيه سلطة اتكلم في الإنتركم.
        
        "أنا يا إيان"، قال. "عندك وقت لتعريف سريع بالموظفة الجديدة؟"
        
        البابين اتفتحوا، وإيان أشارلي أدخل. كان عندي كذا سؤال، بس يا دوب فتحت بقي والأسانسير خلص مشواره القصير والبابين اتفتحوا تاني، وكشفوا عن مكتب خاص.
        
        في آخر الأوضة، قدام الأسانسير بالظبط، راجل قاعد على مكتب زجاج، وراسه واطية وهو بيبص على اللاب توب بتاعه. المدير، أكيد. حاولت أدور عليه على النت، بس ملقتش حاجة مفيدة غير مقالات عن قراراته الناجحة في الشغل. مفيش صور، مفيش معلومات عن اهتماماته، مفيش أي خلفية - مفيش حاجة تخليني أشوفه إنسان قبل ما نتقابل.
        
        "إيموجين، عايزك تقابلي مدير شركتنا"، إيان قال وهو بيمشي بثقة ناحية المكتب، وده خلاني أقف مستقيمة. "جيسون ستافورد".
        
        مشيت ورا إيان ناحية المكتب، ومبسوطة إن المدير مهتم باللاب توب بتاعه عشان محسش إني ماشية على منصة عرض تحت عيون بتقيم.
        
        لما وصلت المكتب، قفل اللاب توب وقام، وعينيه بصت في عيني. عيون مألوفة جدًا.
        
        معدتي اتعصرت لما عرفته، والرعب جرى في عروقي، وبعده إحساس تاني مش مناسب خالص للموقف الحالي. بصيت عليه من فوق لتحت، متأكدة إني بيهيألي.
        
        بشرة سمرا من ساعات تشمس وسباحة ومشاهدة معالم. شوية شعر في وشه متقلم دلوقتي. بدلة كحلي متفصلة بتلزق على جسمه، بتخفي عضلاته اللي لمستها مرة واتنين وتلاتة...
        
        "تشرفت بمعرفتك. أنا جيسون ستافورد".
        
        مدلي إيده، وعينيه بيبصوا في عيني بس مش باين عليهم أي حاجة. مفيش أي إشارة إننا نعرف بعض، مفيش أي تلميح إننا قضينا الشهر اللي فات في السرير مع بعض. فاكرة إن إيان لسه موجود، مديت إيدي وسلمت عليه، وصوابعه لفت حوالين إيدي بقوة.
        
        آخر مرة مسك إيدي بالقوة دي، كان مثبتها على حيطة الحمام وهو بيدخل فيا بقوة من ورا. كنت سامعة صوت الجلد بيخبط في الجلد مع كل حركة من وسطه، تحت صوت المية اللي بتتدفق.
        
        قشعريرة مشيت في جسمي، واستقرت بين رجليا، والإحساس زاد.
        
        وأخيرًا استوعبت. مين جيسون ستافورد ده؟
        
        "متقلقيش"، إيان قال وإحنا خارجين من الأسانسير سوا بعد كام دقيقة. "هو بيعمل كده في أي حد".
        
        "نعم؟"
        
        الوقت اللي قضيته في الأوضة دي كان مشوش، دماغي مش قادرة تركز على أي حاجة غير إن الراجل اللي ورا المكتب ده قضى الصيف كله بيبعت جسمي للنشوة. الراجل اللي متعبش نفسه يتصل بعد الصيف ما خلص. الراجل اللي دلوقتي هو مديري.
        
        "بيصدمهم لدرجة السكوت. هو شكله مرعب، فاهم. بس أوعدك هتتعودي عليه".
        
        صدمتي مكنتش متدارية، بس على الأقل إيان فاكر إنها بسبب إني خايفة من جيسون - مش بسبب الحقيقة القذرة والمحرجة.
        
        "هو جيسون بيقضي كل وقته فوق؟" سألت، وشورت براسي ناحية الأسانسير.
        
        إيان سكت قبل ما يرد. "لأ، خالص. هو عنده مكتب هنا في الأوضة الرئيسية، بس بيستخدم مكتبه للاجتماعات الخاصة والمكالمات".
        
        هزيت راسي. "تمام. شكرًا على التعريف. أكيد هتعلم إني مبقاش خايفة منه أوي".
        
        هنكمل بالكذبة دي. إيان لطفًا جهزلي كذبة، وتمسكت بيها عشان الحقيقة متطلعش.
        
        إيان ابتسم. "هتعرفيه بسرعة جدًا".
        
        أعرفه. أنا أعرفه فعلًا، مع إن واضح إني معرفتوش كويس زي ما كنت فاكرة، بما إنه دلوقتي اسمه مختلف.
        
        "خلاص كده؟ عندك أي أسئلة قبل ما أسيبك مع مايا؟" إيان سأل.
        
        هزيت راسي. "لأ. بس يا ريت تقوللي الحمام فين، هيبقى كويس".
        
        محتاجة خمس دقايق لوحدي عشان أجمع أفكاري وأتعامل مع الصدفة المرعبة دي، وبعدين أركز مع مايا وأعدي أول يوم شغل.
        
        "أكيد، كملي بعد الأسانسير، وأول باب على الشمال، بعد الزاوية على طول".
        
        الحمامات كانت تحفة، أرضية رخام، مرايات كبيرة وإضاءة حلوة، بس ده شتتني ثواني بس. حطيت إيدي على حافة الحوض وعديت لحد عشرة في دماغي. محادثات الصيف بتلف في دماغي، بس مش قادرة أحدد واحدة كانت هتحذرني إن ده هيحصل.
        
        إزاي هشتغل مع الراجل اللي قضى الصيف بيديني نشوة ورا نشوة؟ إزاي هشوف أي حاجة غير جسمه العريان كل ما أبص عليه؟ إزاي هشوفه مديري وهو عارف كل تفصيلة عن ميولي الجنسية؟
        
        جيسون ستافورد.
        
        الحيوان كذب في اسمه. كذب في إيه تاني؟
        
        وبعدين استوعبت حاجة مرعبة.
        
        أنا كذبت في إيه؟
        
        
        
        
        
        
        
        الفصل الثاني: ستافورد، الوقت الحالي
        
        أبواب الأسانسير عملت صوت "بينج"، بتدي إنذار ثانية واحدة إن حد داخل المكتب. مش إن ده كان مهم. شخص واحد بس عنده الجرأة إنه يتجاهل نظام الإنتركم ويدخل براحته.
        
        "مكنش المفروض أديك كود التجاوز ده أبدًا"، قلت لإيان، من غير ما أرفع عيني من اللاب توب بتاعي.
        
        "بتقول كده بس عشان المرة الوحيدة اللي بستخدم فيها الكود ده بتكون لما عارف إنك مش هتخليني أدخل".
        
        "بالظبط"، قلتها وأنا بكز على سناني، وبصيت عليه.
        
        مكنش ليا مزاج للزوار. كان عندي تقرير مالي أراجعه، وغلطة في التوظيف لازم ألاقي حل ليها. الاتنين كانوا محتاجين تركيز شديد. والاتنين كانوا محتاجين إني ألاقي حل عشان نمشي لقدام.
        
        "صعب أعرف إنت متضايق ولا بس بتكون جامد زي عادتك، عشان كده هدخل في الموضوع على طول"، إيان قال، وقعد على الكرسي اللي قدامي.
        
        المجاملة في الكلام كانت عادة أحسن طريقة عشان أخلص من إيان، عشان كده قفلت اللاب توب وريحت ضهري في الكرسي، وحطيت إيدي على صدري. لما شاف ده كإشارة إنه يكمل، إيان دخل في الموضوع على طول.
        
        "إيموجين دي بتاعة أعمل ولا معملش، مش كده؟"
        
        ضيقت عيني وبصيت عليه. "متأكد إني حليت المشكلة دي دلوقتي".
        
        "يا نهار أسود". إيان طلع نفس طويل، واتحنى لقدام وحط إيده على المكتب. بص في عيني، كأنه مستني إني أزود كلام.
        
        "مش عايز أتكلم في الموضوع ده يا إيان".
        
        مكنش تلميح؛ كان كلام واضح مفيش فيه مجال لسوء الفهم. بس إيان كمل برضه.
        
        "لسه متكلمتش معاها من ساعة ما رجعت من اليونان؟"
        
        "بعتلها رسالة الصبح. مردتش".
        
        "عشان كده متضايق أوي؟ عشان مردتش؟"
        
        حاولت أكتم غضبي. مش ذنب إيان إني لقيت نفسي في الموقف ده. هو بيعمل شغل جامد في إنه ياخد الجزء الأكبر من مشاعري في الشغل، بس ده كان خارج نطاق الشغل.
        
        "طبعًا لأ. قالتلي إنها بدأت شغل جديد في شركة نشر. آخر مرة بصيت، إحنا بنتعامل في الأثاث، مش الكتب".
        
        "وأنا متأكد إنك كنت صريح معاها تمامًا".
        
        "إنت جاي تديلي محاضرة يا إيان؟ عشان أنا عندي شغل زبالة لازم أخلصه".
        
        إيان طلع تنهيدة، ونظرته بقت ألطف. "لأ. مش جاي. ومش جاي كزميل كمان يا جيسون. أنا جاي كصاحب. لازم تتكلم معاها. مش من العدل لأي واحد فيكوا إنكوا تعملوا نفسكم إن مفيش حاجة حصلت، وإنت مدين للشركة إنك متخليش ده يأثر على الشغل".
        
        هزيت راسي لنفسي، وقعدت ألعب بحافة اللاب توب بتاعي. دماغي كانت في حالة فوضى، مش قادرة تستوعب إن البنت اللي قضيت الصيف معاها اتقدمت دلوقتي كموظفة جديدة عندنا. حاسس إنه حلم غريب. كأن حد قرر يلعب معايا مقلب قاسي كعقاب إني سحبت عليها.
        
        "غير الرسالة بتاعت الصبح، متكلمتش معاها من ساعة ما رجعت من اليونان"، قلت. "هي يمكن بتكرهني عشان كده. مش هلومها".
        
        "هتعديها. الناس بيظبطوا علاقات في الإجازة طول الوقت، وبعدين بيقطعوا علاقتهم لما بيرجعوا للواقع. مش كأنك مديونلها بحاجة".
        
        "هي دي المشكلة. وعدتها بميعاد. ميعاد حقيقي، في لندن".
        
        عيون إيان اتوسعت. رجع ضهره في الكرسي، وحواجبه اتعقدت. الزميل اللي جواه هيقولي إن ده مش مهم - الشغل شغل، وأي حاجة شخصية لازم تخلص برا المكتب. الصاحب اللي جواه هيقولي إني ابن وسخة، وإني أستاهل إني أعيش غضبها كله.
        
        "ليه توعدها بحاجة زي دي لو مكنش عندك أي نية تنفذها؟"
        
        بطريقة ما عرف إنه ميبانش إنه بيتهم، بالعكس كان باين عليه الفضول بجد. كنت بتخانق مع نفس الفكرة دي آخر تلات أسابيع. إيه الفقاعة اللي كنت عايش فيها في الصيف؟ تجربة إيموجين سوندرز. نوع الفقاعة ده.
        
        جسمها كان مسحرني، وذوقها في السرير خلاني مكمل. اضطريت أتجاهل أي حاجة تانية أثرت على قراري إني أقترح نكمل نشوف بعض في لندن. محادثات بالليل. وفطار الصبح بدري. والأيام اللي قضيناها مع بعض. والسهرات اللي قضيناها بنغازل بعض.
        
        كانت فعلًا فقاعة إيموجين سوندرز.
        
        "مكنش قصدي أديها أمل كاذب"، قلت، وببعد الأفكار اللي بتشتتني عن دماغي. "الظروف بتتغير، مش كده؟"
        
        إيان هز كتفه وساب الموضوع. "بغض النظر عن ده كله، لازم تتكلموا عشان تقفلوا الموضوع، عشان تتأكدوا إن مفيش مشاعر سلبية. مش لازم يكون ميعاد. يمكن أحسن لو مكنش ميعاد، صح؟
        
        
        
        
        
        "محتاج وقت عشان أستوعب الموضوع الأول".
        
        "وأنا متأكد إنها محتاجة وقت كمان".
        
        "وممكن أحتاج أرجع بعض حاجات شئون الموظفين".
        
        إيان رفع حاجبه بضحك. "قلقان إن بنات تانيين نمت معاهم هيتوظفوا هنا كمان؟"
        
        فكي اتعقد. "تسليم التحكم في مسئوليات شئون الموظفين كان المفروض يقلل شغلي ويديني وقت أركز على الاستراتيجية. وجود إيموجين هنا هيشتتني عن ده، وأكيد هيسبب مشاكل كتير هحتاج أضيع وقتي في حلها".
        
        "وكنت هتعمل إيه لو كنت عارف إنها هتبدأ شغل هنا؟"
        
        "مكنتش قربت منها في اليونان".
        
        انجذابي ليها كان قوي جدًا، بس معرفتي إنها موظفة مستقبلية كانت هتغلب ده. مش بعمل نفس الغلطة مرتين.
        
        "يا جيسون، إحنا الاتنين عارفين إنك بتحب تتحكم في كل حاجة، بس سيب حاجات شئون الموظفين لقسم شئون الموظفين المتخصص. النظرة بأثر رجعي حاجة عظيمة، بس عندك مشاغل كتير أوي. خلينا نتعامل مع الموضوع ده يوم بيوم".
        
        طلعت تنهيدة بس مجادلتش. إيان كان أحسن موظف جبته من غير شك، ومفيش حاجة مش بثق فيه فيها. محتاج أطبق نفس مستوى الثقة ده على الموضوع ده.
        
        "عندك حق. شكرًا يا صاحبي".
        
        إيان ابتسم ابتسامة صغيرة وبعدين قام من الكرسي، وعدل بدلته. ولما بدأ يمشي ناحية الأسانسير، ناديت عليه.
        
        "عرفت إزاي إنها هي؟"
        
        إيان لف. "بين رد فعلها المصدوم لما قابلتك، وحقيقة إنها بعد كده نادتك جيسون رغم إنها قضت كام دقيقة بس فوق... مش محتاج شغل مخابرات كتير. آه، واسمها إيموجين. ده كان دليل كبير".
        
        لما إيان خرج من الأوضة، فتحت اللاب توب تاني. ده كان رد فعل تلقائي لما أكون لوحدي. مكنتش ببص عليه فعلًا. دماغي كانت مركزة على إيموجين، وبتسأل إزاي أخرج نفسي من الورطة دي.
        
        يمكن مش بديها حقها الكافي، وممكن تكون عادي جدًا إنها تشتغل في نفس المكتب. بعد كل ده، مايا هتبقى مديرتها المباشرة؛ ممكن علاقتنا ببعض تكون قليلة زي ما عايزين.
        
        غير إن ثقة إيموجين ملهاش حدود. شفت إزاي بتعرف تتحكم في الأوضة، وتخلي الواحد يسمع كلامها، ومسحور بكل حركة منها. هتتأقلم بسرعة، وهبقى أنا مجرد واحد خسرها وقتها في الإجازة.
        
        بس لسه مغرية - إغراء معرفتش أبعد عنه في اليونان، مهما كانت مرات إدماني ليها. دلوقتي هشوفها كل يوم، عارف إني مش هقدر ألمسها، وشايف إن حتى الكلام معاها هيزود بس جاذبيتي الشديدة ليها.
        
        بعد أربع أسابيع بشوفها بمايوه، وفساتين صيف، ومكياج بسيط، رؤيتها بملابس شغل كانت غريبة. نسخة مختلفة من إيموجين اللي قضيت وقت معاها في اليونان. بس مغرية بنفس القدر. كأن حد جابها من اليونان، وغير شكلها، وحطها في مكتبي كاختبار.
        
        وسط كل عدم اليقين ده، في حاجة واحدة أكيدة: لو ده اختبار، مش متوقع إني أنجح فيه.
        
        شكرًا على القراءة :) xx
        
        أتمنى تكونوا استمتعتوا بأول فصل من لقاء محرم. الفصل الجاي هيرجع بينا لآخر يوم ليهم في اليونان سوا. شكرًا على دعمكم لحد دلوقتي - أنا ممتن جدًا لكل تصويتاتكم وتعليقاتكم!
        

        روايه الساعه الذهبيه

        الساعة الذهبية

        2025, شذى حماد

        مافيا

        مجانا

        دور الرواية حول "بيث"، اللصة الذكية التي تسرق ساعة "كرونوس" الثمينة من "روب بي. إليون" المدير التنفيذي الغامض. تجد "بيث" نفسها في مواجهة مع عالم الجريمة المنظمة، وتكتشف أن "روب" ليس مجرد رجل أعمال ثري، بل شخصية خطيرة ذات نفوذ واسع.

        بيث

        لصة ذكية وسريعة البديهة.

        روب بي. إليون

        مدير تنفيذي غامض وخطير.

        ريكو

        صديق "بيث" وشريكها في بعض العمليات.
        تم نسخ الرابط
        روايه الساعه الذهبيه

         اليزابيث 
        
        "متكدرين تغرينه."
        "أي رجال ينغر."
        "مو هذا، بيث."
        شمرت الزي المو مالتي بالكنتور مال أوليفيا وسحبت فستان الليلة.
        "أصلاً ما جنت ناوية أغريه، بس هسه أريد أثبتلج غلطج."
        القماش الأبيض الناعم زحلك على رجلي و حضن جسمي زين. أوليفيا نطتني الكعب اللي جبته.
        "أحجي صدك،" ضغطت. عيونها السودة تفتر على الباب. ماكو أحد من الموظفين، كملت، "أني أشتغل بالاحتفالات مال إليون من فترة. محد مسموح يقترب من هذا الرجال. ولا حتى بمسافة ذراع. آخر بنية لمسته انجرت و ما شفتها بعد."
        "يعني شنو دتكولين؟ قتلها لو شي؟" سألت و أني أعدل مكياجي بمرآة الكنتور.
        من أوليفيا ما جاوبت، درت عليها رافعة حاجبي.
        "صدك تحجين؟"
        طكت لسانها و لعبت بخصلة من شعرها المجعد.
        "ناس تكول أيده ملطخة بالدم."
        "و لهذا السبب ما ينشاف بدون هاي الكفوف الجلد المشهورة؟"
        "أحجي صدك، بيث... اكو إشاعات يكولون عنده علاقات وية المافيا و عوائل الجريمة..." همست.
        "يا معودة، المافيا، ليف؟ صدك تحجين؟" كتمت ضحكتي لا يسمعوني الموظفين و يشوفون المجندة الجديدة تتحول لفستان كوكتيل. ابتسمت لصديقتي، "نسيتي أني منو؟"
        دارت عيونها.
        "حرامية بدون اسم، و كم سرقة جانت حظ."
        "يا معودة، حرامية بدون اسم يعني شغلي ماشي صح."
        من أوليفيا ما ضحكت وياي، درت عليها و ميلت راسي.
        "شوفي، تكدرين تصدكين الإشاعات اللي الناس تذبها، أو تصدكين الحقائق."
        فليت شعري و هزيت راسي.
        "حقيقة، هذا الغبي المتكبر اللي بره لابس ساعة جيب بأربعين مليون دولار." أوليفيا نطتني الكلادة مالتي. "حقيقة، أي واحد غبي يمشي وياه ساعة كرونوس، يعني ديعرض نفسه للسرقة." شبكت الكلادة الدقيقة و لبست حلقان تطابقها.
        "حقيقة، أني أسوي بحثي. هذا الرجال مو دون مافيا ما يتقربوله. هو مجرد شوية مهووس بالنظافة."
        و أني بكامل أناقتي لحفلة الكوكتيل مال الشركة، درت على المرآة الطويلة الموجودة بغرفة الموظفين.
        ماكو شي مميز بملامحي. بشرة لا بيضة ولا سمراء. خشم لا صغير ولا جبير. شعر لا أشقر ولا بني. و عيون اللي بس من تدققين بيها تشوفين أخضر فاتح - لون الدولار. هاي الملامح العادية هي أعظم سلاح عندي.
        "و حقيقة،" درت على أوليفيا. "راح أسرق ساعة كرونوس من روب بي. إليون و أفلت بيها."
        أوليفيا هزت راسها.
        "أني يئست منج من سنين."
        "أحبج هماتين." طيرت بوسة عليها مثل ما جنت أسوي بالثانوية.
        عفت شريكتي من الطفولة و طلعت من غرفة الموظفين و رحت للمصعد. الممر مزين برخام رمادي غامق، نباتات صناعية، و أرضيات ممسوحة بحيث أشوف نفسي بيها و أني أمشي.
        
        
        
        
        دك تلفوني و عرفت منو.
        
        كينغ: أتمنى دفعة هذا الشهر جاهزة يمي، بيث حبيبتي.
        
        لعنت و المصعد وصل للطابق الأخير. هذا الرجال عنده موهبة يخربط وضعي... مو وقت أقلق على ديوني هسه.
        
        وية رنة، الأبواب انفتحت.
        
        هواء الليل ضربني وية همهمة الحوارات و الموسيقى الهادئة. السطح مليان ناس، كلهم لابسين فساتين كوكتيل و بدلات. أضواء الفوانيس المعلقة انعكست على كؤوس الشمبانيا و النوادل يتفادون الضيوف.
        
        بس اللي جذب عيوني هي جواهر السما. وية هاي الارتفاع بالمدينة، جنت أقرب للنجوم من أي وقت مضى. جنت راح أمد ايدي أقطف ماسة من السما، من شخص طبطب على كتفي.
        
        "راسج بالغيوم؟" سأل صوت مميع.
        
        درت على الرجال اللي خدوده وردية و ابتسمت ابتسامة مهذبة.
        
        "اي."
        
        بدلته ماركة. هاي الأزرار ممكن تنباع بسعر زين.
        
        "ما شايفج هنا قبل،" كال و عيونه تفتر عليّ بكل مكان عدا وجهي. "أكدر أجيب للآنسة الصغيرة شراب؟"
        
        هاي حلقة زواج؟
        
        "ههههه اي، أني من فرع ثاني." أخذت الشراب اللي قدمه، ايدي بقت ملامسة ايده لثانية.
        
        "اوه، صدك؟ أني أشتغل بهذا المبنى. ما أريد أتباها، بس أني—"
        
        "شكراً على الشراب!" درت و مشيت.
        
        اختفيت بين المجاميع، و أخذت نظرة خاطفة على جائزتي. لازم أقيم الحلقة بنهاية الأسبوع، بس تخميني ألفين دولار.
        
        آه، أحب من الناس تسهلها عليّ.
        
        بدلت شرابي وية شراب من نادل مَر و رحت يم طرف الحشد. و منظر المدينة المبهر ورى ظهري، اتجيت على الحاجز الزجاجي و مسحت الوجوه اللي مرت.
        
        هدفي لازم يكون سهل الكشف. عنده مظهر مميز. بس أسهل طريقة أشوف رجال غني مثله هي أتبع نظرات الكل.
        
        مجموعة نساء يتهامسن قبل ما يباوعن على المنطقة اللي يساري. حشد سد رؤيتي، فأتجيت للخلف و الهوا يلعب بشعري.
        
        هناك هو.
        
        واكف قريب، بس ما يلمس الحاجز، رجال لابس أسود من راسه لرجله. معطفه نازل على أكتافه كأنما مولود بيه. شعره، أسود مثل بدلته الغالية، مصفف للخلف و خصلة وحدة نازلة على عبوسه الدائم. و بشرته شاحبة مثل الجثة.
        
        و كأن هاي الملامح مو كافية، كفوفه السوداء هي اللي أكدتلي منو هو.
        
        روب بي. إليون.
        
        ثلاث رجال واكفين يمه، يباوعون نظرات وسخة على أي واحد يقترب. شربت رشفة من الشمبانيا مالتي و انتظرت. أكيد واحد راح يكون سكران كفاية يقترب منه.
        
        و مثل ما توقعت، من مجموعة بنات راحن باتجاهه، انسللت من الحشد و بقيت قريبة. وحدة من البنات تضحك دفعت الثانية و تعثرت بكعبها، و أخذت كم خطوة متعثرة قريبة كلش من المدير التنفيذي.
        
        فورا، الأمن لزم البنية قبل ما توقع على السيد إليون نفسه. الرجال دفعها على صديقاتها و تمتم كم كلمة قاسية.
        
        فكي تشنج.
        
        مو أول مرة أشوف شلون يعاملون الناس اللي يقتربون من السيد إليون. بس شلون هاي الحقيقة الصغيرة تفوت على الإعلام؟ بالمقالات و المنتديات، ينعرض كعازب جذاب يحب يبقى وحده.
        
        
        
        
        ها.
        
        ترددت إذا أنطي رأيي بموقفه راح يخرب المهمة، بس تجمدت من طلع شي من جيب سترته. ذهب لمع من ايده المغلفة بالكفوف.
        
        هناك هي.
        
        الكرونوس.
        
        ساعة جيب مصممة خصيصًا سنة 1918 من نبيل غني حب. رغم القصة نفسها تخبل، الساعة تفوقت عليها كلها. مصنوعة من ذهب خالص و 24 تعقيد و 12 ماسة داير مدايرها.
        
        مؤخراً، المدير التنفيذي لشركات إليون، عمره ثمانية وعشرين سنة، اشترى الساعة بأربعين مليون دولار، و صارت الكرونوس أغلى ساعة بالعالم.
        
        و إذا كل شي مشى تمام، الكرونوس راح تسويني أسعد بنية بالعالم.
        
        مجرد التفكير باللي أكدر أسويه بهيج مبلغ فلوس خلا شعر جسمي يوكف. يمكن من أسدد كل ديوننا، ماما ترجع...
        
        رجفة صحتني و مشيت بدون تفكير.
        
        السيد إليون رفع ايده المغلفة بالكفوف على حرسه و كال شي للبنية. مهما كان، خلاها تركض بالاتجاه المعاكس و صديقاتها وراها.
        
        حط الساعة بجيبه و راح للمصعد و كلابه الحراس اختفوا باتجاه ثاني.
        
        لا، لا، لا! توني وصلت!
        
        انخبصت من الأربعين مليون دولار مالتي راحوا هيج، مشيت بخطوات سريعة. على الأقل دستة ضيوف حاولوا يجرون السيد إليون لحوار، بس مجرد رفع ايده المغلفة بالكفوف و كلهم ابتعدوا فورا.
        
        لعنت رجليه الطويلة.
        
        من السيد إليون وصل للمصعد، جنت سريعة كفاية أشوفه يختار الطابق اللي جوه، بس مو سريعة كفاية أدخل وياه.
        
        ما خليت هاي الليلة تروح بلاش، ركضت للدرج، كعبي يسوي طكطكة و أني أركض. ما أخذت مني أكثر من ثانية وصلت للطابق اللي جوه، بس من المصعد رن، ما جان عندي خطة.
        
        عيوني تفتر على كل طرف الممر المظلم. ماكو شي غير باب أسود كل كم خطوة. ما عندي وقت، عندي خيار واحد بس.
        
        أبواب المصعد انفتحت، و السيد إليون طلع.
        
        "يا عزا،" تمتمت، و تعثرت بيه.
        
        جسم السيد إليون تشنج على جسمي، و خليت نفسي أرجع للخلف، متظاهرة أفقد توازني. بس من ماكو شي لزمني، عيوني توسعت بصدمة. مديت ايدي على قميصه، بس تفاداني بسهولة.
        
        و وية طكة قوية، طحت على الكاع، و الألم صعد بذيل ظهري.
        
        "يا خرا،" جزيت على أسناني. قبل ما ينكشف تمثيلي، جمعت نظرة مشوشة بدالها. "يا، شنو... شنو صار؟" سألت بصوت بريء.
        
        من باوعت على السيد إليون، تمثيلي جان راح ينكشف للمرة الثانية. هاي النظرة الجامدة، الغير متأثرة ما رفرفت حتى جفن. حواجبه الداكنة تعقدت.
        
        هاي أكيد مو السيناريو اللي راهنت عليه...
        
        مو المفروض الرجال النبيل يلزمني من أطيح بدال ما يتراجع؟ و مو المفروض يساعدني أكوم بدال ما يباوعلي و أني كاعدة بالكاع؟
        
        السيد إليون تقرب، ظله بلعني. عيونه باردة و مفترسة، كأني مجرد ذرة تراب.
        
        "عندج رغبة بالموت؟" سأل، صوته واطي و قاتل، كأنه ديوزن الجواب.
        
        
        
        
        
        ها؟
        
        مخي ما استوعب الوضع، فكملت كأن كل شي يمشي حسب الخطة.
        
        "اوه... يا خرا، أني سكرانة كلش. و ما شربت غير شراب واحد،" تمتمت و أني أدلك راسي.
        
        المدير التنفيذي الشاب بقى ثابت تمامًا و ايده بجيب سترته، و مبين صدرية سترة سوداء. عرفت سلسلة الجيب الذهبية فورا. فلوس فوق أحلامي مجرد مدة ايد...
        
        "انتبهي على كلامج، لو سمحتي؟" كال السيد إليون ببرود. تعبير وجهه مثل جلاد ملول يحكم إذا أستاهل أبقى عايشة.
        
        ما شايف رجال عنده هيج كمية فلوس و هيج قلة أدب بنفس الوقت.
        
        السيد إليون، فاهم حيرتي الحقيقية على إنها سكر، كرفص يمي، و ظله بلعني.
        
        "تحتاجين مساعدة تكومين؟" سأل، صوته ناعم بشكل مقلق.
        
        من هاي المسافة، لاحظت شلون ملامحه رقيقة. شي واحد الإعلام ما يسكت عنه هو وسامته.
        
        و ما أكدر حتى أناقشهم.
        
        رموشه كثيفة، خشمه مستقيم تمامًا. و عيونه السوداء الفاحمة بيها حدة تخلي أي بنية تضعف.
        
        "اي،" جاوبت، و أني أهز الدوخة اللي تسللت إليّ.
        
        كل اللي أحتاجه كتفك أتجي عليه و ايدي تنزلق ورا صدرية سترتك...
        
        "همم، لازم تنتظرين لحد ما أتصل على أحد،" كال و هو يكوم و طلع تلفونه.
        
        لحظة، شنو؟
        
        "أ-أكدر أكوم وحدي،" تلعثمت و أني أكوم.
        
        هذا الرجال مخبل. جان يكدر يساعدني أكوم بثانيتين بس بدالها يحاول يتصل على أحد؟ يا له من مغرور!
        
        باوعت و السيد إليون هسه ضام ايديه. و طلع صوت موافقة و هو يبتعد عني.
        
        "تبدين زينة. تكدرين توصلين للبيت؟" سأل.
        
        "اوه، ما متأكدة وين سيارتي..."
        
        "لا، قصدي، تكدرين تروحين للبيت؟ ما أحب السكارى بتجمعات الشغل."
        
        انفجرت. بنفس اللحظة، فكي انفتح.
        
        يا نوع من الأدب هذا المفروض يكون؟ ردت أدك بوكس على عظمة خده العالية.
        
        يلا بيث، كلت لنفسي. لا تخلين هذا الغبي يصرف انتباهج عن الهدف.
        
        الكرونوس.
        
        "ما... ما أحس نفسي زينة،" همست و مثلت أفقد توازني لثانية. تقربت خطوة من السيد إليون، بس هو ببساطة رجع خطوة.
        
        معقولة ناوي يخليني أتلولح وحدي؟
        
        "بردانة هماتين،" كلت و أني أرجف شوية. وية فستان الكوكتيل الأبيض مالتي، ماكو مجال الرجال يتجاهلني.
        
        "تحتاجين سترة؟" سأل.
        
        اكو أمل!
        
        "اوه، ما أكدر آخذ سترتك،" كلت بوداعة، و أني أرمقه بنظرة يائسة من تحت رموشي.
        
        "لا، ما تكدرين،" وافق السيد إليون ببرود. "أكدر أخلي سكرتيرتي ترسل وحدة بتكلفة و ترافقج للخارج."
        
        يا غبي! يا حثالة الأرض يا ابن الـ—
        
        
        
        
        "اوه..." تمتمت. "يا له من لطف."
        "تحب أتصل؟"
        "لا، أني زينة. ااا، تكدر تدليني وين الحمام؟"
        "بنهاية الممر."
        "وين؟"
        السيد إليون دار وجهه لنهاية الممر و أشر بهذا الاتجاه. "بنهاية هذا الممر و على يسارك،" شرح، بس و هو داير ظهره، حصلت الفرصة اللي ردتها.
        "اوه، يا خرا، راح أتقيأ،" كلت و اتجيت على السيد إليون.
        فورا حاول يدفعني عنه، و رغم سويت نفسي أثقل حتى أكسب وقت، هو أقوى مما توقعت. السيد إليون دفعني دفعة قوية، و تعثرت للخلف، و جنت راح أطيح على مؤخرتي مرة ثانية.
        "راح أذكرج تنتبهين على كلامج، و رجاءً لا تكونين بمحيطي من تحسين برغبة بالتقيؤ،" كال السيد إليون باستهزاء. نفض نفسه كأنما وصخت ملابسه. "راح أطلب منج تروحين هسه، و إذا تحسين نفسج غير قادرة، راح أطلب من أحد يرافقج."
        خرا. ما أكدر أجذب انتباه أكثر.
        "أ-أني زينة،" تلعثمت. "راح أروح."
        "تكدرين وحدج؟"
        "دائماً أكدر،" جاوبت بتحية قصيرة و أني أروح للمصعد.
        "الحمام بهذا الاتجاه."
        "آه، صحيح."
        درت و رحت للحمام بدالها. السيد إليون بقى بمكانه و بس وصلت لنهاية الممر اختفى للجهة الثانية.
        معقولة هاي اشتغلت؟
        رجلي ترجف و أني أمشي. و ماكو أحد بالحمام، درت على المرآة بابتسامة عريضة. بايدي أغلى ساعة بالعالم.
        "اشتغلت،" ضحكت. "صدك اشتغلت!"
        درت داير نفسي، ما أكدر أكتم فرحتي. الحرية صارت بايدي. لا ديون بعد! لا كينغ بعد! ماما أخيراً تكدر ترجع!
        توقفت.
        الشغل ما خلص. ما أكدر احتفل بعد - مو لحد ما أرجع لشقتي بأمان. أخذت نفس عميق، زلقت الساعة بطيات فستاني و طلعت من الحمام. و حتى بدون ما أشوف كاميرات، بقيت أمثل السكر. بس حتى أكون بأمان. و أني أتلولح على رجلي، تقربت من المصعد.
        تقريبا وصلت... بعد شوية...
        طك.
        تجمدت. الصوت جان خفيف لدرجة شككت بيه، بس شي عميق بداخلي تشنج بإحساس بالنذير. درت ظهري عن المصعد، و عيوني نزلت على الممر اللي السيد إليون اختفى بيه قبل شوية.
        طك.
        الصوت جان أعلى هالمرة، و فزيت، و رجعت خطوة للخلف.
        شنو هذا الصوت؟
        رغم معرفتي بالخطر، تعثرت ببطء حول الزاوية، و بقيت أمثل السكر. الممر هنا جان أظلم بهواي. ضوء واحد مشتعل من وحدة من غرف الاجتماعات. تقربت من الجدار الزجاجي المثلج، و بالكوة أكدر أشوف الأشكال بالجهة الثانية.
        "رجاءً..." صوت يكح بالداخل، و قشعريرة انتشرت على كل جزء بجسمي.
        لا تباوعين، صوت بداخلي توسل. داري وجهج و لا تباوعين للخلف.
        بس ما كدرت.
        الجدران مقسمة بشرائح زجاجية شفافة رفيعة تقسم الألواح المثلجة. باوعت من خلالها بعين وحدة و فورا ندمت. كتمت صرخة، و غطيت فمي بايدي الاثنين.
        بالداخل جانت دستة رجال مسلحين، و السيد إليون نفسه بينهم. محاوطين كرسي بيه رجال مضروب و مربوط. وجهه متورم بوحشية و بمكان أصابعه جانت جذوع ملطخة بالدم.
        بلعت عشاي اللي جان راح يرجع.
        "شنو طلب منكم قائدكم تسرقون مني؟" السيد إليون استجوب الرجال.
        "ما أخذت شي..." كح الرجال، صوته بالكوة مسموع من الخشخشة الخشنة بحلقه.
        "اي، بس جنت راح تاخذ. شنو أمر أليستر تاخذ؟"
        "روح للجحيم."
        الغرفة سكتت لدرجة حسبت راح يسمعون دقات قلبي.
        "جيد جداً،" كال السيد إليون و هو يدير ظهره. "أشوفك هناك."
        راح للباب و واحد من رجاله طلع مسدس و وجهه على راس الرجال. درت وجهي باللحظة اللي سمعت بيها صوت أزيز خفيف بالهواء - و وراه طكة عديمة حياة.
        مقبض الباب دار و دمي تجمد.
        جمعت آخر قوتي، و انسحبت للظلال بهدوء النسيم و ركضت للمصعد قبل ما أحد يلكاني.
        و طول الوقت سؤال يدك براسي بلا هوادة.
        منو هذا اللي سرقت منه؟
        
        
        
        
        دوريس إليزابيث كورداي
        
        "هلا ريكو؟ هاي بيث."
        "يا هلا بيث، شكو؟"
        جنت أتمشى ذهابًا وإيابًا بشقتي وتلفوني على أذني. ساعة الكرونوس ثقيلة بإيدي. اللي جان يبدو حل لكل مشاكلي هسه صار مثل قنبلة موقوتة.
        "تعرف عن أي مزادات سرية هذا الأسبوع؟" سألت.
        ضحك على السؤال.
        "عمري خيبت أملك؟"
        بالفعل، ريكو عمره ما خيب أملي. اكو مزاد بقلعة كاثرين، أكبر كازينو بالمدينة، بعد أسبوع. بعد ما سألني إذا متأكدة القطعة اللي عندي أصلية، نطاني رقم المنسق. كل اللي أحتاجه أقيم ساعة الكرونوس و الصفقة تمت.
        من خلصت مكالمتي ويا ريكو، أطرافي صارت مثل النودلز. تمددت على الكنبة اللي تصدر صوت صرير، و رفعت رجلي على ميز القهوة. مجلات بيها صور روب بي. إليون انتشرت على الكاع.
        وحدة من الأغلفة جانت بيها صورة مقربة لوجهه. هاي العيون السوداء تباوعلي كأنه يعرف كل شي أفكر بيه. كأني فأرة ترقص بفخه.
        صورة الرجال المضروب اللي جان على الكرسي لمعت براسي و غمضت عيوني. إذا جنت محظوظة، كل هذا ينتهي بوقت أقضيه بالسجن. و إذا جنت منحوسة... راح أنتهي مثل هذا الرجال.
        نفضت أعصابي، أخذت تلفوني و راسلت كينغ.
        بيث: فلوسك تكون جاهزة الأسبوع الجاي. كلها.
        قبل ما أنام، رد عليّ.
        كينغ: كل الـ 30،000،000 دولار؟
        بيث: كاش.
        كينغ: يمعودة، بيث حبيبتي. على منو تبيعين هالجسم؟
        بيث: مو عليك.
        كينغ: ممممم عندج جرأة. خلي نشوف فلوسج وينها. منتظر يوم التحصيل ;)
        بيث: واحد منا منتظر.
        و وية ما تخلصت من الزبالة، غمضت عيوني و نزلت أكثر بالكنبة.
        كل شي راح يكون زين، كلت لنفسي. لازم يكون زين.
        
        بمعجزة ما، أعصابي صمدت طول الأسبوع.
        كل ليلة أكعد بعرك بارد، أسمع طرق مو موجود. من وصل يوم المزاد السبت، ماكو مجال أتجاهل الهالات السوداء تحت عيوني.
        شنو جنت أفكر؟
        مثل ما توقعت، قلعة كاثرين جانت تعج بالنشاط. سيارات فارهة وصلت يم المدخل الرئيسي، و موظفين بكمامات بيضاء ناصعة يرحبون برجال ببدلات مصممة و نساء بفساتين ماركات. ما أكدر أثق بصف السيارات، ريكو اختار يصف بعيد شوية. لزم الحقيبة الفضية اللي بيها ساعة كرونوس، و انطلقنا للكازينو.
        "صدك ترتبتي كلش، بيث،" كال و هو يشبك ذراعنا. عيون بنية كبيرة ورا قناع بني مطابق ابتسمت إليّ. كالعادة، تجعيداته البنية الغامقة رفضت تنضبط رغم الجل اللي حطه.
        باوعت على ملابسي. جان فستان حرير أخضر فاتح و بيه أشرطة رفيعة. قناعي جان نفس اللون، بس بيه حواف ذهبية تطابق مجوهراتي الدقيقة.
        "أنت هم مو كلش سيء،" ابتسمتله. "حتى وية البذلة المستعملة."
        بالمدخل، رجال ضخم سألنا عن أسمائنا.
        
        
        
        
        
        
        "دوريس إليزابيث كورداي و ريكاردو ريفيرا،" جاوبت.
        الرجال دقق بقائمته و أومأ. نادى مرافقتنا، امرأة شقراء طويلة بكمامة بيضاء بسيطة. رحبت بينا بفظاظة و قادتنا للداخل. مرينا يم حشد الضيوف المقنعين اللي يمشون باتجاه قاعة الأوبرا بالكازينو.
        "من هنا،" كالت، و أخذتنا للمصعد.
        نزلنا للمكان اللي تنخزن بيه كل القطع ل مزاد الليلة. زنزانة كاثرين. بعد ممر مظلم، دخلنا غرفة كبيرة مليانة بكم رجال، بعضهم يفحصون القطع و البعض الثاني يسحبون أكياس.
        "أكيد أنتي دوريس كورداي!" رحب بينا واحد من الرجال. جان نحيف و بكمامة بيضاء ريشية.
        انزعجت من اسمي الأول و مديت ايدي.
        "إليزابيث تكفي، سيد...؟"
        "ويلسون سوان، بس تكدرين تكوليلي ويلسون،" ابتسم و هو يصافحني. "تكلمنا بالتلفون عن الكرونوس. ممكن نأكد شرعيتها؟"
        "قبل ما نكمل، ذكرت بمكالمتنا إني أبيع بس بنسبة تسعين بالمية."
        الرجال لعق شفاهه، أطراف أصابعه تدك ببعض.
        "انتي مصرة كلش، إليزابيث،" اعترف، صوته مزيج من الإعجاب المتردد و الخضوع المكره. "الدار توافق على شروطج."
        "ممتاز."
        و وية ما استقرت الصفقة، ساعة الكرونوس تم التحقق منها بدون مشاكل، و التوتر اللي جان يعصر أحشائي انفك. وقعت الأوراق بابتسامة حقيقية قبل ما مرافقتنا ترجعنا لقاعة الأوبرا.
        "مزايدة سعيدة،" كالت المرأة الشقراء قبل ما تتركنا.
        درت على ريكو.
        "كل شي يمشي بسلاسة."
        "سلاسة زيادة عن اللزوم،" رد بمزاح.
        رحنا للمقاعد اللي تحيط المسرح الأحمر و الذهبي الكبير. معظم الضيوف المقنعين جانوا كاعدين، بس بعدهم ناس يدخلون.
        جنت أتبع تيار الحشد من رجالين اصطدموا بيه و هم يمرون.
        "اوه، عفواً،" اعتذر واحد منهم.
        درت حتى أباوع عليهم. جانت عندهم أقنعة زرقاء و حمراء متطابقة، بس بدلاتهم جانت واضحة كلش. أكدر أميز المصمم من اللي من السوق بثانية. لا ساعات ذهبية ولا أزرار أكمام هماتين.
        "عادي،" كلت، و راحوا.
        كلش مثيرين للشك، فكرت. فيدراليين يمكن؟
        و وية وجود هيج عوائل خطرة، شكيت مزاد جبير هيج ينكشف. إذا جانوا هنا، على الأغلب يستهدفون شخص معين.
        هزيت كتفي، ريكو و أني اختارينا مقاعد بعيدة عن المسرح حتى نشوف المزايدة زين. صديقي تمدد على كرسي مخملي فخم كأنه يملكه.
        و بعدين شي خطر ببالي.
        "هذوله الأنذال،" تمتمت قبل ما أفتش نفسي.
        "شكو؟" سأل ريكو.
        بقيت واكفة و أني أفحص المكان اللي اصطدموا بيه. و مثل ما توقعت، جهاز بلاستيكي صغير ملتصق على طرف فستاني الأخضر الفاتح.
        "لكيته،" كلت. نزعت الجهاز قبل ما أرميه بشمبانيا واحد من اللي يمرون.
        "شنو هذا؟"
        "الفيدراليين يراقبوني،" جاوبت و أني أكعد.
        "دار المزاد باعتج؟"
        
        
        
        "لا،" تنهدت. "مو محتمل."
        شبكت ايدي بالكرسي و باوعت للقاعة وهي تمتلئ بآخر كم ضيف.
        "يمكن السيد إليون بلغ عن ساعة جيب مفقودة و المزاد قريب كلش، يمكن حاولوا حظهم هنا،" استنتجت. "بس شلون ربطوها بيه؟"
        "يعني انكشفتي؟"
        "مو هسه."
        "بس الشرطة تعرف انتي سرقتي ساعة الكرونوس؟"
        "ما أدري..." عضيت ظفري. "بس إذا يكشفوني، لازم يكشفون المزاد كله. و إذا سووا هيج، راح يزعلون عوائل قوية كلش. غالبا يحاولون يلزكونها بيه بطريقة ثانية - و لهذا زرعوا جهاز التنصت."
        "أتمنى تكونين صح،" كال ريكو بتوتر.
        "أني هم..."
        المزايدة بدأت مثل أغلب المزادات اللي بيها مبالغ كبيرة، مليانة بالثروة، الجشع، و تيار خفي من التوتر. ساعة الكرونوس اتركت كآخر قطعة، و اضطريت أتحمل ساعات أباوع النخبة يتنازعون على حيوانات مهددة بالانقراض و قطع أثرية قديمة.
        ريكو، و عدم اهتمامه بأي شي ما بيه محرك، بسرعة مل. حتى فد لحظة، شفته يغفى. من الليلة أخيراً جرت نفسها للقطعة الأخيرة، كعدت على طرف الكرسي، و ظفري انعض لحد ما خلص. ريكو هم كعد، مسح لعابه و هو يباوع داير مدايره.
        "لختام الليلة، عندنا قطعة مميزة كلش للمزايدة،" صوت المضيف رن، ناعم و متمرس.
        الحشد همس بيناتهم.
        "ساعة الجيب هاي ماكو مثلها،" كمل المضيف و موظف حط القطعة بعناية على المنصة. "معروفة كأغلى قطعة زمن. سيداتي سادتي، أقدم لكم... ساعة الكرونوس."
        جهاز عرض عرض صورة مقربة للساعة اللامعة، و الجمهور مالوا للأمام، و الهوا يطن بالترقب.
        ابتسامة المضيف تعمقت.
        اوه، هو يعرف عنده الكل بكف ايده.
        "صُنعت سنة 1918، بوقت حرب و كسرة قلب،" شرح. "نبيل، السير لويس بايرون، حب الممرضة اللي أنقذت حياته. بس المرأة جانت متزوجة، مخلصة لزوجها و طفلهم."
        "رفضته،" كمل المضيف، "و شرحت إن قلبها راح يبقى لزوجها طول الوقت. رداً على هذا، السير لويس صنع هاي التحفة كرجاء أخير حتى يستميلها. على ظهر الساعة الذهبية، نقش الكلمات: هل حتى إله الزمن ما يكدر يستميل قلبج؟"
        ما جنت أعتبر نفسي رومانسية. بس هاي القصة دائما تأثر بيه.
        "رغم القصة مثيرة للإعجاب،" أعلن المضيف، "الصناعة اليدوية أكثر إثارة. مصنوعة من ذهب خالص، مرصعة باثني عشر ماسة لا تشوبها شائبة و أربعة وعشرين تعقيد - بما فيها خريطة للسما بالمكان اللي جانت عايشة بيه المرأة. الليلة، قطعة الزمن هاي راح تحصل على سعر جديد."
        هواي من المشاهدين طلعوا تلفوناتهم.
        "راح نبدأ المزايدة بعشرين مليون دولار،" أعلن المضيف، و الكل طلع صوت إعجاب جماعي.
        جان اكو رجال بالواجهة قبل العرض، و عشرة غيرهم انضموا. من وصل السعر لـ 38،000،000 دولار، بقت بين مزايدين اثنين بالواجهة يتنافسون.
        "ثمانية وثلاثين مليون و تسعمئة لأستاذ رقم مئة و سبعين. نشوف تسعة وثلاثين مليون؟"
        المزاد جان يمشي شبه أونلاين، و المزايدين يرفعون لافتاتهم المرقمة كشكلية بس يقدمون عروضهم بتلفوناتهم. المضيف جان يباوع باستمرار على التابلت مالته، و التوتر بصوته يصعد.
        
        
        
        "أربعين مليون للسيد رقم ستة وستين! يا له من شيء لا يصدق سيداتي سادتي! تم الوصول إلى رقم المزايدة القياسي من خمس سنوات مضت! هل نرى واحد وأربعين مليون؟ لا أحد؟"
        ماكو أحد يزايد و بدا الموضوع انتهى.
        "مرة أولى،" كال المضيف. "مرة ثانية..."
        يلا، بيعها بسرعة.
        فجأة، عيون المضيف توسعت من التابلت مالته ومض. صوته تلعثم، بين الإثارة و الصدمة.
        "توني استلمت مزايدة بخمسين مليون... من السيد رقم واحد!"
        شنو؟
        الجمهور انفجر بالهمسات، الرؤوس تفتر حتى تلكى المزايد الغامض. أنفاسي انحبست من كل العيون دارت عليّ. مديت رقبتي، أتبع نظراتهم - و عيوني قفلت على عيون الرجال اللي كاعد مباشرة وراي.
        [رقم 001]
        جان لابس بدلة سوداء بالكامل و قناع أسود مطفي، و رافع رقمه بكفوف جلد.
        معدتي لوتني.
        جان يباوعلي بنظرة شدتني قشعريرة لظهري. درت وجهي، دمي تحول لثلج.
        مو هو. مو هو. رجاءً يا رب، لا يكون هو.
        و وية ماكو مزايدات ثانية، المزاد انتهى بدقة مطرقة أخيرة. المضيف شكر الضيوف، و الغرفة فرغت و الناس تسرعوا حتى ياخذون أرباحهم.
        بما إن عد 50،000،000 دولار ياخذ وقت، دار المزاد وزنت الرزم بدالها. كم ورقة انسحبت عشوائياً و فحصت للتأكد من شرعيتها. و طول الوقت، جنت أكتم رغبتي أصرخ عليهم يسرعون.
        هواي عوامل دخلت بالموضوع هسه. جهاز التنصت اللي انزرع بيه... و الأهم، المزايد اللي أخذ الكرونوس... جان عندي شعور سيء كلش. مثل ألعب لعبة جنغا و أعرف البرج راح يطيح بأي لحظة.
        من خلص كل شي، و أخو ريكو وصل وية الفان، أعصابي جانت محطمة. بمساعدة من دار المزاد، حملنا الفلوس بفان دييغو و طلعنا بأسرع ما نكدر.
        رغم ثقتي بدييغو، حسيت براحة أكثر أبقى وية الفلوس. رجعت للبيت بالفان وياه و ريكو أخذ سيارته.
        "يا خرا، ما مصدك اكو خمسة وأربعين مليون دولار هنا،" تمتم دييغو، عيونه واسعة. هو نسخة طبق الأصل من ريكو، بس شعره مقصوص قصير مو فوضوي.
        "شي مجنون،" وافقت. "أخيراً أكدر أسدد ديوني."
        "بس شلون سويتيها؟ أنتي دائماً تشتغلين وحدج، و حسبالي هذا يعني ما تكدرين توصلين لشي جبير، بس باوعي عليج. بدون خطة حقيقية، عندج خمسة وأربعين مليون دولار ورا الفان،" دييغو جان يهذي.
        ضحكة متوترة طلعت مني.
        "يا، عندي خطط. بس أحتاج هدف، مكان، و ثانيتين أنشل. ملء الفراغات بالذكاء و الغريزة ما يخليني مبتدئة."
        "تعرفين أغلب الناس يعتبرون أكثر من هدف، مكان، و ثانيتين. يعني، شنو إذا قررت أقتلك هسه و أهرب بالفلوس؟"
        "أووه، ما تقتلني دييغو،" كلت بدلع. "أخذت درسك آخر مرة حاولت تسرق مني."
        "اكو فرق بين تاخذ علكة بدون ما تسأل و تروح بخمسة وأربعين مليون دولار."
        "ما يغير حقيقة إنك تندم،" ابتسمت بخبث.
        دييغو هم ابتسم.
        "إذا غيرتي رأيج عن سياسة عدم المواعدة، خبريني،" كال.
        جان اكو وميض صدق ورا المزاح، تلميح لشي ما ينكال. بس هو يعرف موقفي من الحب. أراهن أمي جانت تحسب أبويه رجال أحلامها هماتين. بس شوفي وين وصلنا.
        "آسفة، بس المجرمين مو نوعي،" مازحته.
        عيون دييغو لمعت بمرح.
        "يا عاهرة."
        "هههههه."
        من وصلنا لشقتي، ريكو جان ينتظرنا. تركت كيسين بالفان كدفعة لأخوان ريفيرا، و الباقي السبعة صعدتهم لشقتي. ست أكياس منهم راح أخليهم على صفحة لكينغ، بس الكيس الأخير كله مالتي.
        أكدر أسدد كم قرض طلابي لأوليفيا هماتين، فكرت. هي دائماً تساعدني إذا احتاج أدخل مكان بالتسلل. دفع الها شي من العدل.
        بعد ما كلت تصبحون على خير لريكو و دييغو، قفلت باب الشقة و تمددت على الكنبة. حسيت نفسي أريد أطلب بيتزا بس حتى تغيير ملابسي جان هواي عليّ هسه.
        صدك نفذت هالشي؟
        الفكرة بقت، الشك يتحول تدريجياً لراحة.
        بعد أسبوع من التوتر، جسمي أخيراً استرخى. دفء مريح حضني، و غفيت بمكاني.
        بعدين أحلامي تقطعت.
        طق، طق، طق.
        عيوني انفتحت.
        شكد نمت؟ ساعتين؟
        الطرق استمر، هالمرة أقوى، و تمتمت بلعنة.
        شنو ديسوي كينغ هنا؟ مو حتى يوم الاثنين.
        بنعاس، كمت من الكنبة، حافية و بفستاني. جان اكو مجموعة طرق ثانية، هالمرة أكثر إلحاح.
        "اي، اي، جاي،" صحت، و أني أدلك النوم من عيوني.
        فتحت القفلين الأولين، بس توقفت بالثالث. و أني أكثر وعي هسه، لاحظت غريزتي تحذرني.
        وين "بيث حبيبتي" المعتادة من كينغ؟
        و وية القشعريرة اللي انتشرت بكل جسمي، وكفت على أطراف أصابعي و باوعت من خلال العين السحرية. كل اللي شفته بدلات سوداء. أكيد مو اللي يلبسوه دائنيني عادةً...
        تذكرت جهاز التنصت اللي انزرع بيه قبل شوية، بلعت ريقي بتوتر و قفلت الباب بهدوء مرة ثانية. صفيت صوتي.
        "هاي رسالة صوتية آلية. صاحب البيت غير موجود حالياً،" جذبت و أني أرجع للخلف. ركضت لأكياس الفلوس اللي بعدها بغرفة المعيشة.
        جان اكو دكة عالية ثانية على الباب، و فزيت بخوف. و ما عندي وقت، نزلت على ركبي و فتحت المكان المخفي بظهر الكنبة. حملت الأكياس و حشيتها بالداخل.
        الدك صار أعلى، أكثر عنف، و قلبي يدك مثل طبول الحرب بحلقي. جان اكو دكة أعلى من قبل، هاي كادت تطيح الباب من المفصلات. أكيد جانت ركلة.
        أحتاج وقت أكثر!
        أعرك بغزارة، حملت الكيس الثقيل الأخير بمكان الكنبة و سديت الظهر مثل صندوق سيارة، بس الأكياس أخذت مكان هواي و ما سمعت الطكة.
        "خرا،" همست، و فزيت من صوت ركلة ثانية على الباب. الأرض اهتزت من الصدمة، و ما عندي غير ثانية.
        فتحت المكان مرة ثانية و دفعت الأكياس بقوة، و ضربتها قبل ما أدك الباب بقوة.
        طك.
        جان اكو دكة أخيرة قبل ما الباب ينكسر و يطيح على الكاع. درت داير نفسي، على ركبي، و باوعت مثل غزالة مسكوكة بمصابيح سيارة.
        اللي عبر الباب ما جان الشرطة ولا كينغ. بدالهم، و وراه سبع رجال، جان أسوأ كابوس عندي.
        بدلة سوداء من ثلاث قطع تسوى على الأقل 20،000 دولار... كفوف جلد سوداء... و نفس القناع الأسود المطفي اللي شفته بالمزاد. نزع قناعه، و نطه لأقرب رجال يمه.
        "دوريس إليزابيث كورداي،" كال، "جيت أسترد اللي يخصني."
        روب بي. إليون جان شكله مثل الشيطان جاهز ياخذ روحي.
        
        ---- البارت الأول ----
        
        رسائل أحدث رسائل أقدم الصفحة الرئيسية

        Pages

        authorX

        مؤلفون تلقائي

        نظام شراء