رواية رومانسية للبالغين | بين ضوء القمر وظلال المدينة
بين ضوء القمر وظلال المدينة
2025,
روايات للبالغين
مجانا
تدور حول لقاءٍ غير متوقع بين كاتبة شابة تحمل شغف الأدب، وكاتب غامض يخفي وراء كلماته ماضيًا من الأسرار. تجمع الرواية بين الحب والنضج والمشاعر الصادقة، وتتناول كيف يمكن للكلمة أن تُعيد بناء القلب وتُغيّر مجرى الحياة.
ليان عبد الرحمن
فتاة طموحة في أواخر العشرينات، تعمل في مجال النشر والتحرير الأدبي.آدم خالد
كاتب غامض في منتصف الثلاثينات، مشهور بأسلوبه الواقعي المليء بالمشاعر المكبوتة.هالة عبد الحميد
صديقة ليان المقربة وزميلتها في العمل، واقعية وعملية وتملك نظرة متزنة للأمور.
الفصل الأول: اللقاء كانت ليان تمشي في شوارع المدينة تحت المطر الخفيف، تحمل مظلتها السوداء وتفكر في العرض الذي جاءها من شركة النشر الجديدة. لم تكن تدري أن تلك الليلة ستغير كل شيء في حياتها. في زاوية المقهى الصغير المقابل للجسر، جلس آدم، الكاتب الغامض الذي لا يظهر في المقابلات أبدًا. كان يكتب بهدوء بينما تتصاعد أنفاسه مع بخار القهوة. حين دخلت ليان، التقت عيناهما صدفة — لكنها لم تكن صدفة عادية، بل لحظة امتزج فيها الصمت بالدهشة، وكأن الزمن توقف لثوانٍ. اقتربت منه بخطوات مترددة: – "أنت آدم خالد؟" – رفع رأسه بابتسامة غامضة: "كنت أتمنى ألا يعرفني أحد هنا." ضحكت بخجل، وجلسا يتحدثان عن الكتب والأفكار والوجع الذي يسكن النصوص الجميلة. شيئًا فشيئًا، بدأ بينهما خيط غير مرئي من التفاهم، خيط دافئ كضوء القمر على النهر. الفصل الثاني: ما وراء الورق مرت الأيام، وبدأت ليان العمل معه على روايته الجديدة. كانت كلماته تلمسها بعمقٍ غريب، وكأنها تعرف الحكاية قبل أن تُكتب. كانت تراه كل يوم، في المكتب الصغير المطل على البحر، وكانت تشعر أن المسافة بينهما تضيق مع كل كلمة جديدة يكتبها. ذات مساء، حين كانت تراجع نصه الأخير، سألته بصوتٍ هادئ: – "هل تكتب عني؟" – أجاب بعد لحظة صمت: "أكتب عن كل ما يجعلني أشعر… وأنتِ واحدة من تلك الأشياء." لم تستطع الرد، فقط نظرت إلى الأفق، وهي تدرك أن ما بينهما لم يعد مجرد تعاون مهني. كان شيئًا أكبر، وأصدق، وأخطر. الفصل الثالث: بين القلب والعقل بدأت الشائعات تدور حولهما في المكتب. كانت ليان تحاول إخفاء مشاعرها، لكنه كان يراها في عينيها رغم صمتها. في يوم عاصف، قرر السفر لإلقاء محاضرة في العاصمة، وقبل أن يرحل، ترك على مكتبها مظروفًا صغيرًا كتب عليه بخطه: “أحيانًا لا نختار من نحب، لكننا نختار أن نصدق ما نشعر به.” فتحت المظروف بعد رحيله، فوجدت نسخة من روايته الجديدة. في الصفحة الأولى، إهداء بسيط: إلى التي جعلت الكتابة تشبه اللقاء الأول بها. ابتسمت وهي تبكي… لم تكن تعرف إن كانت هذه نهاية القصة، أم بدايتها الحقيقية. الفصل الرابع: أسرار مطوية مرت أسابيع منذ رحلته، وكان الحزن يترك علامات دقيقة على روتين ليان. لم تكن تفتقد وجوده كمجرد شخص، بل افتقدت الطريقة التي كانت عيناه تقرأ فيها الكلمات قبل أن تُكتب. وصلتها رسالة إلكترونية من ناشرٍ قديم يقدم ملاحظات على فصلٍ من الرواية — وكان بين الملاحظات اقتراح بإضافة فصلٍ جديد يتناول سرًّا من ماضي الكاتب. قررت ليان أن تبحث في المجلدات القديمة على المكتب، ووجدت ورقة صغيرة مطوية بين صفحاته. على الورقة جملة واحدة: "أحيانًا يخشى القلب أن يُقال، فالأمر يبقى آمنًا بين السطور." أدركت أن آدم لم يخبرها عن كل شيء، وأن في صمته بابًا إلى ماضٍ لم يَرِد فتحه بعد. لكن الشوق كان أقوى من الخوف، فكتبت له رسالة طويلة وصادقة، لم تطبع كلمة "أريد" فيها إلا مرة واحدة، ووضعتها في المظروف الذي كان قد تركه لها. الفصل الخامس: اعتراف المطر عاد آدم بعد شهرين أكثر هدوءًا مما عرفته ليان من قبل. لم يكن رجوعه احتفالًا، بل هروبًا من ضجيج داخلي لم يعد يحتمل. التقيا على رصيف المقهى الذي جمعهما أول مرة، وكان المطر يمسح وجهي المدينة كأنه يغسل من الذاكرة كل شيء غير ضروري. نظرت له ليان طويلاً، ثم قالت بصوتٍ لم يرتجف: "لماذا غبت؟" أجابها بصراحة مجهدة: "لأنني أردت أن أتأكد أن الكلمات لم تكن سببًا لاهتزاز قلبك. أردت أن أعرف إن كان الحب ناتجًا عنكِ أم عن ما كتبت." ابتسمت وهي تقرأ في عينيه حيرة طفل ورجولة رجل في آنٍ واحد. أخذت يده دون دراما، وكأن الإمساك بها كان قرارًا منزليًا وطبيعيًا. في ذاك المساء، جلسا لساعات يتبادلان قصصًا من طفولتهما، ضحكا كثيرًا، وسمعا حديثًا خفيفًا عن المستقبل — دون وعود كبيرة، لكن بوجود طيّب في الكلمات. الفصل السادس: اختبار الثقة لم تخلُ الحياة من اختبارات. وصل نبأ إلى ليان أن دار نشرٍ منافسة ترغب في نشر فصلٍ كتب له آدم، وقالت إنها ستعمل الدعاية كاملة إن وافق على مقابلات تلفزيونية. خفت ليان من أن يعود آدم إلى عالم الشهرة والضوضاء، لكنها أيضًا رأت فرصةً لتحقيق حلمه. في حوار صريح، اعترف آدم: "الخوف الأكبر أن أكتب شيئًا ثم أفقدك في تفاصيله." قالت ليان: "لا تكُن قلمًا يكتب باسمه فقط. كن من يكتب معنا." اتفقا على شروط بسيطة: الشفافية في كل خطوة، وحدود بين العمل والحياة، ومساحة شخصية لكل منهما. كانت خطوة كبيرة: امتحان للثقة، لكنه جعلهما أقرب. كلما واجها قرارًا، ناقشاه بصدق، حتى لو كان النقاش مؤلمًا في بعض الأحيان. الفصل السابع: صفحات تكبر بالقُرب تغيّرت الأجواء في حياتهما تدريجيًا. أصبحت لقاءاتهما أقل عفوية، لكنها أكثر عمقًا. بدأت ليان مشروعها الكتابي الأول، مستلهمةً من قصصهما المشتركة، وكان آدم يدعمها بصمت، يحرر النص أحيانًا ويصمت أحيانًا ليدعها تكتشف صوتها. ذات مساء هادئ، بينما كانت الشرفة ترشّ نور المدينة على وجهيهما، همس آدم: "أريد أن أعرف كيف ستكون حياتنا بعد خمس سنوات." لم تجبه ليان بكلمات جاهزة، بل بقبلة قصيرة على جبينه، وكأنها تؤجل الإجابة لتترك له حرية الحلم. نما بينهما إحساس بالراحة والثبات، لم يعد الخوف يسيطر كما كان. تعلم كلاهما أن الحب عمل يومي، ليس لحظة درامية نعيشها مرةً واحدة. وبين صفحات الكتب، ومذكرات السفر، والمقاهي، تشكلت حياتهما بهدوءٍ جميل — ليست مثالية، لكنها حقيقية. الخاتمة: نورٌ لا يعلّمه القلم بعد عام من اللقاء الأول، جلسا أمام طاولة صغيرة في المكتبة التي افتتحاها معًا — مساحة للقراء والكتاب. كانت الرفوف تحمل كتبهما، وابتسامتهما مشتركة بين الزوار. ليان ألقت نظرة على غلاف روايتها الأولى، حيث وُضِع إهداء بسيط: "لمن علمني أن الكتابة قد تكون حبًا." آدم أمسك بيدها وسط الهمس، وقال: "أظن أن أجمل ما كتبت لم يكن في صفحات، بل في الأيام التي عشناها." تبادلا نظرة طويلة، وسرّ في قلب كل منهما يقينٌ بأن القصة لم تنتهِ بعد — بل إنهما الآن معاكةٌ لصفحات جديدة، تفيض بالضوء والالتزام، وببساطة الأشياء الصغيرة التي تصنع الحياة.