موصى به لك

الأقسام

الأفضل شهريًا

    الأعلى تقييمًا

      رواية عصابة BTS الكورية

      عصابة BTS

      2025, Jumana

      إثارة وتشويق

      مجانا

      تدور القصة حول كيم مينا، فتاة يتيمة تعاني من فقدان الذاكرة وتنضم إلى عصابة إجرامية تضم أعضاء BTS بشخصياتهم القاسية. تجد نفسها وسط عالم من الجريمة والمخاطر، بينما تحاول اكتشاف ماضيها المجهول. بين الصراعات الداخلية والتدريبات القاسية، تبدأ مينا في إثبات نفسها داخل العصابة، لكن ماضيها يحمل أسرارًا قد تهدد حياتها.

      كيم مينا

      البطلة، فتاة قوية لكنها غامضة تعاني من فقدان الذاكرة.

      كيم نامجون

      زعيم العصابة الذكي والحازم.

      كيم تايهيونغ

      العقل المدبر والمخطط للعمليات.

      مين يونغي

      مسؤول عن تجارة المخدرات، غامض وبارد.

      كيم سوكجين

      مسؤول عن تجارة النساء، يمتلك كاريزما ساحرة.
      تم نسخ الرابط
      عصابة BTS الكورية

       "إيه القرف ده بجد!" تمتمت وانا بزق الكشكول جوه شنطتي المقطعة.
      
      "مفيش صويت في المكتبة، خصوصًا شتايم." الست العجوزة اللي عندها 95 سنة قالتلي وهي لابسة نضارتها، شكلها الكلاسيكي بتاع أي أمينة مكتبة.
      
      لفيت عيني بضيق، مش فارقة معايا بصراحة. شلت الشنطة على كتفي وطلعت برا وأنا بحط السماعات في وداني. الجو حر نار ومكنش ينفع ألبس سويتشيرت، بس ده مقاسه كبير فبيخبي الفوضى اللي تحتيه. الناس كلها بتقول إني جسمي مثالي، بس الصراحة هما بيقولوا كده عشان يحسسوني إن مفيش مشكلة.
      
      شعري البني الكيرلي كان واصل لحد وسطي، وده كان بيخلي الناس غيرانة مني، هو الحاجة الوحيدة اللي بحبها في شكلي. وشي رفيع قوي وملامحي حادة، بكرهه. حتى لو وشي ناعم من غير مسام واضحة، مش بحب لون بشرتي العسلي اللي بيلمع في الشمس، غالبًا عشان أنا بعمل ترطيب لبشريتي كل يوم من غير استثناء. مش طويلة أوي، طولي حوالي ١٦٠ سم، وده بيخليني باين أقصر وسط صحابي.
      
      أول ما خرجت للشمس، بشرتي بقت بتلمع، وكل اللي حوالي بصوا عليا، وكنت بتمنى لو كان وشي أبيض زي صحابي. ده لأن أمي أصلها لاتينية وبشرتها عسلي، وأنا واخدة ده منها، أما أبويا كوري، بشرته بيضا وطويل. وده السبب في شكلي الغريب، عيون كورية على بشرة عسلية، والناس دايمًا كانت بتبصلي بنظرات غريبة.
      
      خدت نفس عميق وأنا بدعي ربنا إنهم يبطلوا يبصوا عليا كده.
      
      
      
      بصيت لتحت على جراب الموبايل اللي دايمًا بحط فيه فلوسي، بس دلوقتي كان فاضي... شكلي مش هعرف أركب القطر كمان. الساعة دلوقتي 4:50 العصر، وأنا قاعد في مكتبة المدرسة من الساعة 3، من أول ما اليوم الدراسي خلص. مش عارف ليه بروح المكتبة أصلاً طالما بقعد أتوتر من كتر التفكير في اللي ورايا.
      
      وأنا واقف متجمد مكاني، فجأة لامبورجيني سودة وقفت جنبي. الإزاز المظلل نزل بشويش، وأخيرًا قدرت أشوف مين اللي سايق. ولد في نفس سني تقريبًا، ملامحه جدية وعينيه مسلطة عليا بحدة، حواجبه معقدة وكأنه متدايق.
      
      "اركبي العربية."
      
      "نعم؟!"
      
      قبل ما تكمل القراءة، حابب أوضح إن الرواية دي خيالية، وكل الأحداث اللي فيها متألفة ومش حقيقية.
      
      وكمان بطلب منكم متبعتوش أي كراهية، أنا مش أحسن كاتب، وبكتب لمجرد المتعة مش أكتر.
      
      وبرضه، متهاجموش أي شخصية في الرواية، مفيش حد مثالي، وكل الناس بتغلط، وعشان كده الشخصيات هنا هتعمل تصرفات غبية أو غريبة أحيانًا، لأن ده جزء من الواقعية في الحياة.
      
      أتمنى تستمتعوا بالرواية، وشكرًا جدًا لاختياركم تقروها... كل الحب ❤️
      
      
      
      دول مش مجرد عصابة... دول قتلة مأجورين.
      
      أول ما الفكرة دي عدّت في دماغي، حسيت بدم وشي بيتسحب، والراجل اللي قدامي لاحظ ده كويس.
      
      الحبال اللي مربوطة حوالين إيدي ورجلي كانت بتلسع جلدي مع كل محاولة مني للتحرك، إيديا كانت متكتفة ورا ضهري في الكرسي، وده خلاني أفقد الإحساس بيهم بسرعة. الراجل اللي قدامي ابتسم بسخرية... نفس الشخص اللي كان سايق العربية.
      
      "خايفة بقى، مش كده؟" قالها وهو ميل دماغه ناحيتي وهو قاعد على الأرض، ساند دراعاته على ركبته.
      
      لفيت وشي الناحية التانية، عيني وقعت على الحيطة الوسخة اللي في القبو، حاجة سائلة كانت مرشوشة عليها بشكل عشوائي. قلبي سقط في رجلي أول ما استوعبت إنها دم.
      
      رأسي تقيلة... حسيت إني ممكن أغمى عليا في أي لحظة.
      
      بصيت للراجل تاني، لقيته مركز عينه عليا، نظرته تقيلة ومخيفة.
      
      "سيبني أمشي..." قلتها بصوت واطي ومتقطع.
      
      هزّ رأسه بالنفي. "إحنا محتاجينك."
      
      إحنا؟ يعني في غيره؟ كان نفسي أرجع بالزمن وأفضل قاعدة في المكتبة أذاكر بدل ما أعمل فيها دراما كوين. بلعت ريقي بصعوبة، وهو لاحظ ده وابتسم ابتسامة كلها خبث.
      
      "هتخلينا شكلنا ودود أكتر." قالها بهدوء، كأنه بيحكي عن حاجة عادية. "عصابة ماشية في زقاق ضيق منظرها بيكون مرعب، لكن لو كان معاهم ست، الناس مش هيشكّوا فيهم بنفس الدرجة."
      
      سكت لحظة، وعينه كانت بتتفرس فيا بتركيز مخيف. وبعدها قالها ببرود:
      
      "أو... ست ومعاها طفل."
      
      
      
      ضميت رجليّ على بعض أكتر، مجرد التفكير في اللي قاله خلاني أحس بغثيان. كنت مرعوبة بجد، وده كان غريب على شخص مغرور ومستهتر زيي.
      
      هززت راسي بحدة. "ليه أنا؟"
      
      ابتسم بخبث ورفع إيده، لمس خدي بحركة ناعمة مستفزة.
      
      "الناس هتكون فضولية أكتر لما يشوفوا النوع ده... هينجذبوا للون الجلد ده، والجسم ده."
      
      قشعريرة عدّت في جسمي، فضلت ثابتة مكاني، خايفة أتحرك ولو شبر، خايفة يقرر يستخدم المسدس اللي في إيده التانية ويفجر دماغي لو عملت حركة غلط.
      
      فضلت ألعب في صوابعي المتكتفة ورا ضهري، قلبي بيدق بسرعة، بدعي ربنا إنه ما يأذيني.
      
      "ليه مش تاخدوا موديل؟" سألت بصوت مهزوز.
      
      ضحك بسخرية. "الناس هتاخد بالها لو موديل مشهورة اتخطفت، لكن مش هياخدوا بالهم لو حاجة زيك اختفت."
      
      عضيت على سناني، الرعب اللي كنت حاساه اتحوّل لغضب ناري. الـ... متعجرف ده!
      
      "أنت محظوظ إني مربوطة" قلتها من بين سناني بغضب.
      
      ابتسم بنفس البرود. "وعشان كده تحديدًا اخترناك، شخصية زيك هتفيد العصابة جدًا."
      
      رفعت حاجبي بسخرية. "لو فاكر إني ممكن أكون جزء من العصابة الوسخة دي، فأنت غلطان جدًا."
      
      نظر لي بثقة، وقرب مني أكتر وهو بيحرك شفايفه ببطء. "وإيه رأيك لو قلتلك إن ولاءك لينا هو اللي هيحميك؟"
      
      مد إيده، ورماني بصورة لعصابة تانية، ملامحه بقت جدية أكتر.
      
      "العصابة دي عاوزينك ميتة، جالهم أمر بتصفيتك. لو قررتي تحاربيهم معانا، هنحميك منهم."
      
      
       
      
      
       
      
      
      "مين اللي أمرهم يقتلوني؟"
      
      هز كتافه برعونة، ورمى الصورة على الأرض جنبي. "ماعرفش، بس لو ساعدتينا، ممكن نقولك شوية حاجات عن ماضيك اللي عمرك ما كنت تعرفيها."
      
      هم عارفين... عارفين إني بفقدان ذاكرة. عارفين إني بموت وأعرف أي حاجة عن حياتي اللي قبل كده، عن عيلتي الحقيقية اللي رمتني في الملجأ.
      
      أنا تقريبًا مش فاكرة أي حاجة قبل ما أتم ستاشر سنة، وده خلاني أكتر شخص فضولي في العالم. كل اللي عندي شوية صور لأهلي الحقيقيين، ومن خلالهم قدرت أشوف الشبه.
      
      دلوقتي عندي 18 سنة، آخر أسابيع ليا في المدرسة قبل ما الملجأ يرمي ورقي وألاقي نفسي لوحدي في الدنيا.
      
      محدش فكر حتى يتبناني، عشت في الملجأ من يوم ما اتولدت، حتى المشرفين هناك رفضوا يقولولي أي حاجة عن ماضيَّ، خصوصًا بعد الحادثة اللي فقدت فيها الذاكرة.
      
      بلعت ريقي، دي فرصتي، ممكن يكون ده الحل الوحيد. مفيش وقت للتفكير.
      
      "ماشي... بس فكّني، تعبت."
      
      
      "كيم تايهيونج، المخ. أنا اللي بخلق الأفكار والخطط، ونامجون هو اللي بيقرر يقبلها أو يرفضها"، قالها الشخص اللي خطفني وربطني في القبو، بعد ما فضلت فترة طويلة مش فاهمة حاجة.
      
      "كيم سوكجين، مسؤول عن تجارة النساء. أنا اللي بجيب الستات هنا."
      
      "مين يونجي، تاجر المخدرات. أنا المسؤول عن الفلوس الكبيرة."
      
      "جون جونغكوك، النسوانجي. دوري إني أعاكس الستات اللي جين هيونج بيجيبهم، عشان أحسسهم إنهم مميزين ويقبلوا يشتغلوا في الدعارة."
      
      "كيم نامجون، الزعيم. أنا اللي بتحكم في الفوضى دي كلها."
      
      "جونج هوسوك، مسؤول السلاح. أنا اللي بصنع المسدسات والقنابل."
      
      "بارك جيمين"، قالها وهو باصص في عيني كأنه تايه، "أنا... آه، أنا العضلات."
      
      بلعت ريقي، وقلت بهدوء: "وأنا كيم مينا."
      
      نامجون قرب مني وحط إيده بخفة على ضهري، وقال: "يلا تعالي معانا، عشان نقرر هنعمل إيه فيكي."
      
      قادني لواحد من أفخم الأوضة اللي شفتها في حياتي. الأرضية كانت رخام، والأعمدة البيضا واقفة ورا مكتب أسود كبير، عليه ورق متراص بنظام وأقلام محطوطة بدقة. كل حاجة في الأوضة كانت بتلمع، كأنها ملك لشخص موسوس بالنظافة والترتيب.
      
      بلعت ريقي وأنا بقعد على الكرسي قدام المكتب، عيني بتلف على اللي قاعدين. يونجي وتايهيونج كانوا قاعدين جنب بعض، مظهرهم مخيف، كأنهم رؤساء مافيا.
      
      
      
      
      تايهيونج نظر لي بحدة وقال: "زي ما قلت، لازم نخليها معانا عشان نبقى أكتر قابلية للناس. الحاجة دي مش هتتغير."
      
      جين رفع حاجبه وقال باقتراح بارد: "ممكن نوديها للدعارة على الجنب، تكسب لنا شوية فلوس."
      
      جونغكوك ابتسم بمكر وهو بيعض شفته السفلى، عينيه بتلمع بخبث وهو بيتفرج على رد فعلي.
      
      هززت راسي بسرعة وأنا بحاول أتمسك بكلماتي: "تايهيونج وعدني بالحماية لو انضممت للعصابة!"
      
      التفت جين بحدة ناحية تايهيونج وقال ببرود: "احنا ما اتفقناش على ده—"
      
      تايهيونج قاطع كلامه وهو بيتكلم بثقة: "عندها جسم يجذب الرجالة، وعندها مزاج ناري، وعندها غرور يخليها إضافة مثالية كعضو تامن. غير كده، عندها خبرة كويسة في القتال وبتعرف تستخدم المسدسات."
      
      نامجون فكر لحظة قبل ما يهز رأسه ويقول: "تمام، خلصنا. هي بقت عضو جديد في العصابة، وكل واحد فينا لازم يراقبها."
      
      يونجي صحح كلامه وهو بيتكلم بهدوء: "يحميها."
      
      هوسوك هز رأسه موافقًا، لكنه ضحك بسخرية: "مش لازم نحمي العيلة دي."
      
      رفعت حاجبي بحدة وقلت: "أنا عندي تمنتاشر سنة!"
      
      هوسوك رماني بنظرة تحذيرية قبل ما تايهيونج يقاطعهم بنبرة جادة: "خلي عينكم عليها، متعرفوش ممكن تهرب إمتى."
      
      وبعدها، رمقني بنظرة مريبة وهو يضيف بابتسامة خفيفة: "البنت دي زلقة."
      
      
      
      
      نظر تايهيونج لي بحدة وهو بيحرك المسدس في إيده وقال بسخرية: "مش كده يعني، مش حاجة مرعبة للدرجة دي."
      
      بلعت ريقي وأنا بحاول أتماسك، عيناي مثبتة على السلاح المعدني اللي في إيده: "أنا بس... عمري ما شفت مسدس قبل كده."
      
      هز رأسه كأنه مش مهتم بكلامي، ومد إيده وهو يناولني المسدس: "دلوقتي شوفتيه، جربيه."
      
      أخذته بتردد، وحاولت أوجهه ناحية اللوحة الخشبية اللي كانت متعلقة على الجدار، مليانة بثقوب الرصاص من تدريبات سابقة. عيني ركزت على النقطة الحمراء في المنتصف، نفس المكان اللي ضرب عليه تايهيونج من شوية بدقة.
      
      حاولت أتماسك وأنا بسحب الزناد، لكن بمجرد ما خرجت الطلقة، صرخت بصوت عالي، جسمي ارتد للخلف من قوة الارتداد، وعيني أغمضت تلقائيًا، ويدي ارتخت، فوقع المسدس من إيدي على الأرض.
      
      الطلقة ما جاتش جنب اللوحة حتى، راحت وضربت في الحائط الخرساني للسرداب.
      
      تايهيونج تنهد بإحباط وهو يشوفني بحاول مرة واثنين وثلاثة، وفي كل مرة كنت بفشل.
      
      وفجأة، حسيت بجسمه بيقرب مني، كنت على وشك أسأله بيعمل إيه، لكن لقيت إيديه بتمسك إيدي اللي شايلة المسدس، وجسمه كله بيلتصق بيا من الخلف.
      
      أنفاسه الدافئة لامست رقبتي، صدره العريض ضاغط على ضهري، وأيديه القوية بتحاوط يدي، بتوجهني بخبرة.
      
      قلبي بدأ يدق بجنون، نفسي أصبح متقطع، وحرارة جسمي ارتفعت فجأة.
      
      بصوت خافت، همس في أذني: "اضربي."
      
      بإحكام قبضته على يدي، ضغطت على الزناد، والطلقة خرجت بثبات أكبر. ارتفع المسدس قليلًا، لكن مع قوة مسكته، فضل ثابت في مكانه، وإيدي ما اهتزتش زي قبل كده.
      
      حسيت بعضلاته بتتوتر وهو بيحكم قبضته عليّ، نبرته كانت هادئة، لكن لمستها كانت مليانة سيطرة.
      
      
       
      
      
       
      
      
      بلعت ريقي بتوتر وأنا بشوفه بيبعد عني، ماسك خطواته الواثقة وهو بيتجه ناحية اللوحة الخشبية، بيفحص مكان الطلقة اللي ضربتها، ساب وراه أثر دافي لوجوده القريب مني.
      
      أخذت نفس عميق، بحاول أهدي دقات قلبي اللي كانت خارجة عن السيطرة، كأني كنت بجري من ساعات.
      
      التفت لي بنفس الملامح الجادة اللي ما بتتغيرش، عيونه الباردة مثبتة عليّ: "أصبتِ الهدف، عندك تصويب كويس… بس إنتي ضعيفة."
      
      تحرك بخطوات هادئة ناحية السلم، وقبل ما يطلع، مسك المقبض ورمى لي نظرة أخيرة: "روحي اقابلي جيمين في غرفة التدريب، محتاجة تقوي عضلاتك الضعيفة."
      
      عضيت على شفايفي بضيق قبل ما أومأ له بصمت، وبمجرد ما خلص كلامه، اختفى من أمامي.
      
      وقفت قدام الباب الزجاجي اللي بيفصلني عن غرفة التمارين الشخصية، المكان كان مليان بكل أنواع الأجهزة اللي ممكن يتخيلها أي حد، وحتى في حمام خاص للتغيير.
      
      بصوت هادي، ناديت: "جيمين؟"
      
      كان في وضع تمرين الضغط، رفع عيونه ناحيتي وهو بيعلق نفسه فوق الأرض، قميصه متعلق عند صدره، كاشف عن عضلاته المشدودة.
      
      قبل ما أكمل كلامي، رفع حاجبه وكأنه متوقع اللي هقوله: "أذرع ضعيفة، فهمت."
      
      أشار بيده على زاوية معينة في الغرفة، فيها مجموعة أجهزة وتعليمات مكتوبة لتقوية العضلات.
      
      وقبل حتى ما أبدأ، دخل جونغكوك، توجه مباشرة لنفس الركن اللي أنا فيه، وبدأ في تمرينه بصمت. بعده بلحظات، دخل نامجون وجين، كل واحد راح لمنطقة مختلفة في الغرفة.
      
      حسيت كأن المكان فجأة بقى مليان طاقة قوية، كأن وجودهم هنا له وزن ثقيل، وأنا… مجرد دخيلة بتحاول تثبت نفسها.
      
      
      
      رفعت حاجبي بصدمة وأنا بسمع صوت هويسوك وهو بيصرخ:
      
      "حضروا نفسكم، إحنا خارجين!"
      
      مر من جنب الباب بخطوات سريعة، ونامجون علق بهدوء:
      
      "الملهى الليلي."
      
      ابتسمت بخفة وأنا بتحرك ناحية الباب، بس قبل ما ألحق أخرج، حسيت بيد قوية بتوقفني، نظرت لفوق لقيت جونغكوك ماسك إيدي بإحكام، ملامحه كانت جدية.
      
      "مش رايحة لأي مكان لحد ما تبقي قادرة تدافعي عن نفسك، عارفة عدد عمليات إطلاق النار اللي بتحصل هناك؟"
      
      اتجهمت ملامحي، وسحبت إيدي بقوة وأنا برد بانفعال:
      
      "طب فين المفروض أبقى؟!"
      
      قبل ما حتى أكمل، دخل شخص للغرفة، مسك معصمي فجأة وسحبني معاه بدون أي مقدمات.
      
      التفت بسرعة أشوف مين…
      
      "يونغي."
      
      الروايه من تأليفي ولسه مخلصتش لو في اي تعديل او اقتراح ياريت تقولولي أعدل عليها
      

      روايه نساء في الجيش - الفصل الرابع

      نساء في الجيش 4

      2025, كاترينا يوسف

      عسكرية حقيقية

      مجانا

      في هذا الفصل، تبدأ ناديجدا في تنفيذ خطتها لاستدراج جيمس إلى لعبة النفوذ السياسي، مستخدمة مزيجًا من الثقة والذكاء بدلًا من الإغراء المباشر. جيمس، بدوره، يجد نفسه أمام فرصة غامضة قد تساعده في صعوده السياسي، لكنه لا يزال مترددًا. في الخلفية، يظهر الصراع الحقيقي بين الاستخبارات السوفيتية والأمريكية في برلين، حيث كل خطوة محسوبة بدقة. اللقاء مع إيفان يكشف عن المرحلة القادمة، حيث ستكون حفلة السفارة الأمريكية الساحة الجديدة للمواجهة والمخاطر.

      ناديجدا

      العميلة السوفيتية الذكية التي تستخدم الحيلة والتلاعب النفسي لتحقيق أهدافها.

      جيمس

      دبلوماسي أمريكي طموح، يجد نفسه داخل شبكة من النفوذ والتجسس دون أن يدرك مدى خطورتها بالكامل.

      إيفان

      ضابط الاتصال في الـKGB، شخص بارد وحاسم، ينقل الأوامر ويوجه ناديجدا في مهمتها.
      تم نسخ الرابط
      روايه نساء في الجيش

       
       الغرفة كانت هادية، بس التوتر فيها كان بيقطع. جيمس قاعد على الكنبة، ماسك كوباية الويسكي في إيده، عيونه ما سابتش ناديجدا وهي قاعدة قصاده، رجل على رجل، والفستان بتاعها زحف شوية وكشف عن بشرتها الناعمة.
      
      هي شالت الكوباية من إيده بهدوء، حطتها على الترابيزة، وبعدها قربت منه، مسافة صغيرة بس محسوبة، ريحتها لمسته، وصوتها طلع ناعم ومغري:
      
      "ليه بتحاول تفهمني كأنك في تحقيق؟"
      
      جيمس ابتسم، ابتسامة فيها حذر، بس كان واضح إنه متأثر.
      
      "عشان انتي مش عادية… وده مش وحش."
      
      ناديجدا رفعت إيدها ولمست طرف رابطة عنقه، شدتها شوية، كأنها بتعدلها، بس الحقيقة إنها كانت بتقيس ردة فعله.
      
      "ومين قال إني عايزة أبقى عادية؟"
      
      صوته بقى أهدى وهو بيبصلها:
      
      "أنا مش فاهم… انتي عايزة إيه بالظبط؟"
      
      هي قربت أكتر، جسمها بقى على بعد سنتيمترات منه، ووشوشت في ودنه:
      
      "أنا بحب الرجالة الأذكياء… بس بحب أكتر لما بيكونوا عارفين إنهم مش دايماً مسيطرين."
      
      اللحظة اللي بعدها كانت لحظة اختبار، عيونه نزلت لشفايفها، عقله بيتصارع بين الرغبة والشك… وهو ده اللي هي كانت عايزاه.
      
      دلوقتي، خلاص… وقع في الفخ.
      
      
      ناديجدا لمست رابطة عنقه للحظة، خلت أنفاسه تتلخبط، وبعدها فجأة سابت طرفها وراحت قايمة من مكانها، رجعت خطوة لورا، كأنها قطعت اللحظة الحميمة اللي كانت بينهم، وكأنها بتسيب عقل جيمس يلف في دوامة التوتر.
      
      هو أخد نفس عميق، عدل وضع قعدته، شال رابطة عنقه بإيده، ومسح على وشه بسرعة كأنه بيروق نفسه. بص ليها وهي ماشية ناحية البار، بتصب لنفسها شوية نبيذ، عادي جدًا، كأن اللي حصل من لحظات مكانش ليه أي معنى.
      
      "على فكرة، فكرة النفوذ اللي كنا بنتكلم عنها… بتبان في حاجات بسيطة زي دي." قالتها وهي بتقلب الكوباية في إيدها، عنيها مشيا معاه وهو بيحاول يسترجع توازنه.
      
      "إزاي يعني؟" صوته كان أهدى، بس كان واضح إنه لسه متأثر.
      
      هي ابتسمت، قعدت تاني، المرة دي بجسم مرتاح أكتر، كأنها ماسكة زمام الأمور تمامًا.
      
      "السيطرة وهم… الناس بتحب تحس إنها مسيطرة، بس في الحقيقة، القوة الحقيقية عند اللي بيعرف يتحكم في المشاعر، مش في القرارات."
      
      جيمس رفع حاجبه، شال الكوباية من الترابيزة، شرب منها جرعة، وبص ليها وهو بيحاول يخفي ارتباكه.
      
      "يعني انتي شايفة إن السياسة مجرد لعبة مشاعر؟"
      
      هي ضحكت، ضحكة خفيفة، ومالت لقدام شوية، بس من غير ما تكرر اللحظة اللي فاتت، كأنها بتلعب بيه زي ما الاستخبارات علموها بالظبط.
      
      "مش السياسة بس… كل حاجة في الدنيا لعبة مشاعر، حتى الحروب نفسها."
      
      هو عدل هدومه بسرعة، كأنه بيرجع لنفسه، ومسح على رابطة عنقه بإيده قبل ما يلاحظ إنه كان لسه شايلها. لحظة إدراك سريعة… هو فعلاً خرج عن السيطرة للحظات، وده خلاه متوتر أكتر.
      
      "غريبة… عمري ما فكرت في الموضوع بالشكل ده."
      
      هي ابتسمت ابتسامة صغيرة، لمست طرف الكوباية بصباعها، وبصت له بعينين كلها ثقة:
      
      "يمكن جه الوقت إنك تفكر."
      
      اللعبة بدأت بجد… وهو لسه مش واخد باله إنه خسر أول جولة.
      
      
      
      
      جيمس كان لسه بيحاول يستوعب كلامها، كان واضح إنه بيفكر، وده بالظبط اللي هي كانت عايزاه. ساب الكوباية على الترابيزة، ميل بضهره على الكنبة، وبص ليها بنظرة فيها اهتمام حقيقي المرة دي.
      
      "وإيه اللي يخليكي مهتمة بالسياسة بالشكل ده؟" قالها وهو بيراقب كل حركة منها.
      
      ناديجدا شربت رشفة صغيرة من الكوباية بتاعتها، وبعدها حطتها بهدوء، وابتسمت:
      
      "خليني أسألك سؤال… إنت فاكر الناس بتوصل للسلطة إزاي؟"
      
      هو ضحك ضحكة خفيفة، كأنه بيشوف السؤال بسيط:
      
      "بالتصويت؟ بالمناورات؟ بالعلاقات الصح؟"
      
      هي هزت راسها ببطء، عينيها مثبتة عليه، وقالت:
      
      "بالتحالفات."
      
      جيمس حرك الكوباية بإيده وهو بيسمعها، واضح إنه مهتم باللي بتقوله.
      
      "كملي…"
      
      هي قربت شوية، بس مش زي الأول، المرة دي كانت المسافة محسوبة، مش إغراء جسدي، لكن إغراء فكري.
      
      "شايف نفسك فين بعد خمس سنين؟"
      
      سؤال بسيط، لكنه ضغط على نقطة حساسة عنده. هو مش مجرد دبلوماسي، عنده طموح، وده كان واضح من أول لحظة قابلته فيها.
      
      "في مكان أكبر، بسلطة أكبر." قالها من غير تفكير.
      
      ناديجدا ابتسمت، وهزت الكوباية في إيدها بهدوء، كأنها كانت متوقعة الرد ده.
      
      "وده مش هيحصل لو فضلت في الظل، لازم تكون عندك أوراق قوة… وده اللي أنا بعرضه عليك."
      
      جيمس ضيق عينه شوية، بقى مركز أكتر:
      
      "أوراق قوة زي إيه؟"
      
      هي سابت الكوباية، ومالت لقدام، بصوت واطي لكنه محمل بإغراء من نوع تاني:
      
      "معلومات… علاقات… فرص محدش غيرك يقدر يوصلها."
      
      هو بقى ساكت لحظة، عقلُه بيشتغل بسرعة، واضح إنه بيقيم كلامها. بعدها شال الكوباية وشرب منها جرعة، وعينيه ما سابتهاش.
      
      "وإنتي تفتكري عندك النوع ده من الفرص؟"
      
      هي ابتسمت ابتسامة غامضة، وقامت واقفة ببطء، مسحت على الفستان بتاعها، وبصت له من فوق كأنها بتختبره للمرة الأخيرة.
      
      "لو ما كنتش عندي، ما كنتش قاعد بتسمعني لحد دلوقتي."
      
       --------------------
       
      
      
       
       جيمس كان ساكت، بيفكر كويس في كلامها. هو راجل دبلوماسي، وعارف إن أي عرض بالشكل ده مش مجرد كلام عابر. السياسة في العالم اللي هو عايش فيه لعبة كبيرة، واللي مابيبقاش عنده حلفاء بيسقط بسرعة. لكن السؤال اللي كان شاغله: هي دي مين بالظبط؟ وبتلعب لصالح مين؟
      
      ناديجدا اتحركت ناحيته تاني، بس المرة دي ما كانش في أي إغراء في مشيتها، كانت كلها ثقة وتحكم. قعدت، حطت رجل على رجل، وبصت له نظرة مستقرة، كأنها بتقول له إنها مش بتلعب مع الهواة.
      
      "أنا مش عايزاك تجاوب دلوقتي، خد وقتك… لكن لو عايز فعلاً تخطي خطوة كبيرة في حياتك المهنية، هتحتاج دعم من نوع معين، دعم حقيقي."
      
      جيمس رفع حاجبه، بقى مركز أكتر: "وأنتي تمثلين النوع ده من الدعم؟"
      
      هي ابتسمت بهدوء، وعينيها ما اتحركتش من على عينه: "أنا أمثل فرصة، والقرار ليك."
      
      السياسة… لعبة بلا قواعد واضحة
      بعد ساعات، كان جيمس راكب عربيته، سايق في شوارع برلين، اللي كانت وقتها مليانة بالحركة، لكنه كان سرحان. لو هي فعلاً عندها مصادر قوية، ده معناه إنه ممكن يستغلها لصالحه، لكن في نفس الوقت… هي ممكن تكون بتمثل تهديد. كان لازم يلعبها بذكاء.
      
      في نفس الوقت، ناديجدا رجعت للفندق، أول ما قفلت باب أوضتها، طلعت سيجارة من العلبة وشغّلتها بهدوء. المهمة كانت ماشية زي الكتاب، جيمس ابتدى يقتنع، وده بالظبط اللي الـKGB كانوا عايزينه.
      
      لكن اللعبة كانت أعقد من مجرد استدراج رجل سياسة. الحقيقة إن الاستخبارات السوفيتية كانت بتشتغل على خطة أكبر، خطة هدفها زرع تأثير مباشر داخل السياسة الغربية، وكانت برلين في الوقت ده ساحة حرب سرية بين أقوى أجهزة الاستخبارات في العالم.
      
      الوضع السياسي وقتها… الحقيقة خلف القصة
      برلين في الخمسينيات كانت مركز صراع عالمي، المدينة مقسومة نصين: الشرق تحت سيطرة السوفييت، والغرب تحت نفوذ أمريكا وحلفائها. في الوقت ده، أجهزة الاستخبارات كانت بتتنافس على كل معلومة، كل شخص عنده نفوذ كان هدف محتمل، وكل علاقة سياسية كانت ممكن تتحول لسلاح.
      
      الـCIA كان عنده عمليات سرية في برلين، بيراقب تحركات السوفييت، بيحاول يجند عملاء جدد، وبيحارب عمليات التجسس اللي كانت بتتم من خلال أشخاص زي ناديجدا. أما الـKGB، فكان عندهم استراتيجية مختلفة… كانوا بيدخلوا حياة الأشخاص المستهدفين بذكاء، يخلقوا معاهم ثقة، وبعدها يتحكموا فيهم بدون ما يحسوا.
      
      
      
      
      في صباح اليوم التالي، ناديجدا كانت قاعدة في كافيه صغير في منطقة قريبة من بوابة براندنبورج، سابت عينيها تراقب الناس اللي بتمر من الشارع، لكن في الحقيقة، كانت مستنية شخص معين.
      
      دقيقة واحدة، وظهر من بعيد… إيفان، ضابط الاتصال بتاعها في الـKGB. راجل طويل، لبسه أنيق، لكن ملامحه باردة زي التلج. قعد قدامها من غير حتى ما يبص حواليه، وبدأ كلامه مباشرة:
      
      "التطورات؟"
      
      ناديجدا بصت له بهدوء، ردت وهي بتحط السكر في قهوتها: "مهتم، بس لسه متردد. محتاج دفعة صغيرة."
      
      إيفان هز راسه، وبعدها قال بجملة واحدة: "بكرة، حفلة في السفارة الأمريكية، وهو هيكون هناك."
      
      هي ابتسمت، لأنها فهمت الرسالة. الحفلة دي هتكون المكان المثالي عشان تدفع جيمس خطوة كمان جوه الشبكة… لكن كمان، هي هتكون تحت المراقبة، لأن الـCIA مش ممكن يفوتوا مناسبة زي دي من غير ما يكونوا موجودين.
      
      المهمة بقت أخطر… واللعبة دخلت مرحلتها الحاسمة.
      
      

      روايات ابرام نسان

      ibram_4003

      / مصر

      الأعمال

      الاَراء

      رواية أصداء الظلام - ابرام نسان

      أصداء الظلام

      2025, ابرام نسان

      رعب نفسي

      مجانا

      "حسام"، شاب مغامر يقرر استكشاف منزل مهجور مليء بالأساطير المرعبة. بمجرد دخوله، تبدأ أحداث غامضة في مطاردته، حيث يجد نفسه محاصرًا في دائرة زمنية مظلمة تسيطر عليها "الظلال الخالدة"، روح شريرة تستهلك من يدخل هذا المكان. بينما يحاول الفرار، يكتشف أن مصيره قد يكون الانضمام إلى سلسلة الضحايا السابقين.

      حسام

      البطل، شاب مغامر لا يؤمن بالخرافات حتى يجد نفسه في كابوس حقيقي.

      الظلال الخالدة

      كيان شيطاني قديم يتغذى على الأرواح المحتجزة داخل المنزل المهجور.

      سالم

      رجل غامض يظهر في صور الكاميرا، أحد ضحايا اللعنة الذي يحاول مساعدة حسام.
      تم نسخ الرابط

       الفصل الأول: البداية المظلمة
      
      كان "حسام" شابًا مغامرًا، يعشق التحديات والبحث عن المجهول. في أحد الأيام، سمع من أحد السكان المحليين في القرية عن "منزل الظلال"، وهو منزل مهجور على أطراف القرية، كان له تاريخ طويل من القصص المرعبة. الناس في القرية كانوا يذكرون أن المكان كان مأوىً لطقوس غامضة، حيث اختفى الكثير من سكانه في ظروف غامضة ولم يُعثر لهم على أثر.
      
      حسام، الذي كان مشككًا في كل هذه الخرافات، قرر أن يذهب إلى ذلك المنزل المهجور بنفسه. استعد جيدًا، وحمل معه كاميرا حديثة، وقرر أن يوثق مغامرته ليظهر للآخرين أن كل ما يُقال عن هذا المنزل ليس إلا مجرد خرافات. ذهب في تلك الليلة المظلمة، وكان القمر في السماء يتوارى خلف الغيوم.
      
      عندما وصل إلى بوابة المنزل القديمة، شعر بشيء غريب يسري في جسده. كانت هناك رائحة عفن تتسلل من وراء الجدران المتصدعة، لكن لم يكن لديه أي نية للتراجع. دفع الباب الحديدي المتهدم وأطل على الداخل المظلم. الصوت الوحيد الذي كان يسمعه هو صرير الخشب تحت قدميه.
      
      دقائق قليلة بعد دخوله، بدأت الكاميرا في الاهتزاز في يده وكأن هناك شيئًا غير مرئي يحاول التلاعب بها. التقط بعض الصور للغرف المتهالكة، وفي إحدى الصور، لاحظ شيئًا غريبًا: في الزاوية البعيدة، كانت هناك عيون مشعة تراقبه في الظلام، كأنها كانت تتبع تحركاته.
      
      شعر بحركة خلفه، وعندما التفت لم يجد أحدًا. لكنه شعر بأن هناك شيئًا يطارده داخل هذا المنزل المهجور. ومع تزايد الهمسات في الهواء من حوله، بدأ يسمع صوت خطوات تقترب منه، وكأن شخصًا آخر يتبعه. لكنه لم يكن يجرؤ على النظر خلفه، لأنه كان يعرف أن ما يراه ليس بشريًا.
      
      وبينما هو يتجه نحو الخروج، أغشي عليه فجأة وسقط على الأرض، ليبدأ الظلام يحيط به من كل جانب.
      
      ---
      
      الفصل الثاني: الظلام يحاصرني
      
      استفاق حسام ليجد نفسه في مكان مظلم، لكنه لم يكن في المنزل المهجور بعد. كان في مكان آخر، يشبه الغابة، لكن الظلال كانت تتراقص حوله وكأنها كائنات حية. عاد إلى وعيه تدريجيًا، لكنه شعر بشيء غريب في معدته. كانت صورة الكاميرا التي التقطها لا تزال في ذهنه، والعينان المضيئتان لا تفارقان تفكيره.
      
      قرر العودة إلى المنزل المهجور مرة أخرى، لكن هذه المرة كان هناك شيء مقلق، شيئًا يخبره بأن الأمور قد تزداد سوءًا. عندما وصل إلى المنزل، كانت الأبواب مفتوحة كأنها تنتظره. لكن مع كل خطوة كان يشعر بأن هناك شيئًا في الداخل يراقبه عن كثب.
      
      داخل المنزل، بدأت الأصوات تزداد. همسات متسارعة، كأنها تتداخل مع أفكاره، وشيئًا فشيئًا بدأ يراها. ظلال متطايرة، تتخذ أشكالًا إنسانية، تتحرك في الزوايا، تختفي فجأة ثم تظهر من جديد. وفي إحدى الغرف المظلمة، وجد كتابًا قديمًا جدًا، غلافه متآكل بفعل الزمن. فتحه بحذر وبدأ في قراءة بعض الأسطر، ليكتشف أن هذا الكتاب كان يوثق طقوسًا قديمة تُمارس في هذا المكان.
      
      كان يتحدث عن روحٍ شريرة تُدعى "الظلال الخالدة"، وهي روح لشيطان قديم كان يُعبد في هذا المنزل في العصور الوسطى. كان يتغذى على أرواح البشر الذين يدخلون هذا المكان، ولا يترك أحدًا يهرب.
      
      كلما قرأ حسام أكثر، زادت همسات الظلال من حوله، وكأن الكتاب كان يوقظها من سباتها. وعندما نظر إلى الوراء، شعر بشيء يقترب منه، يلمس جلده. أصوات ضحكات منخفضة ومرعبة بدأت تملأ المكان.
      
      ---
      
      الفصل الثالث: الدائرة المغلقة
      
      حسام بدأ يلاحظ شيئًا غريبًا، وهو أن الوقت في هذا المكان لا يسير كما يجب. كان يشعر بأن الأيام تمر ببطء شديد، وكان يجد نفسه دائمًا في نفس الأماكن التي زارها، كأن الزمن يعيد نفسه. في كل مرة يدخل فيها غرفة جديدة، كان يجد نفسه يعود إلى نقطة البداية.
      
      في محاولاته للهروب من هذا المكان، كان يشعر بأن الظلال تلاحقه، تقترب منه أكثر فأكثر. ولا يمر وقت طويل حتى يبدأ حسام في سماع صوتًا داخل عقله، يهمس له بشكل مستمر: "لن تخرج من هنا أبدًا."
      
      مع مرور الوقت، بدأت الأضواء في الكاميرا تتلألأ بطريقة غير طبيعية، وبدأت تلتقط صورًا دون أن يضغط على الزر. في كل صورة جديدة، كان يظهر له جزء من وجه كائن مظلم، يتنقل بسرعة من مكان لآخر. وفي إحدى الصور الأخيرة، كان يظهر فيها "سالم"، رجل غريب يرتدي ملابس قديمة، ذو نظرة حزينة وعينين مليئتين بالذعر.
      
      قرّر حسام البحث عن هذا الشخص الغريب، فربما يكون لديه الإجابة. في بحثه، اكتشف أن هذا الشخص كان أحد الضحايا السابقين للروح الشريرة التي تسكن هذا المكان. وعندما قابل سالم، أخبره بأن هذا المنزل هو فخ للروح القديمة التي تستهلك كل من يدخل في عالمها، ويظل عالقًا إلى الأبد في هذه الدائرة الزمنية المظلمة.
      
      ---
      
      الفصل الرابع: العودة إلى الجحيم
      
      حسام قرر أن يواجه هذا الكائن، وأخذ معه أدوات غريبة وجدها في إحدى الغرف العتيقة. كان يعلم أنه لا يستطيع الخروج دون أن يواجه تلك الظلال، لذلك قرر أن يعود إلى نفس المكان الذي بدأ فيه.
      
      في تلك اللحظة، كانت الظلال تظهر من كل زاوية، وتقترب منه بشدة. كانت أصوات الهمسات تتزايد، وأصبح المكان ضبابيًا وكأنه يحيط به من كل اتجاه. "سالم" كان قد اختفى، وكأن هذا المكان قد ابتلع جميع من دخله، وعاد إلى الزمن القديم ليصبح جزءًا من اللعنة.
      
      حسام كان يعلم الآن أنه لا مفر له. كان الظلام يزداد حوله، بينما روحه كانت تُسحب شيئًا فشيئًا نحو ذلك الكائن المظلم الذي كان يراقب كل تحركاته. عند دخوله الغرفة الأخيرة، كانت هناك مرآة قديمة تكاد تتحطم. وعندما نظر في المرآة، رأى نفسه، لكن بشكل مشوه، ملامحه مغطاة بالظلال.
      
      الشيء الذي كان يلاحقه طوال الوقت، ظهر أمامه أخيرًا، "الظلال الخالدة"، كائن ضخم ذو عينين مضيئتين وفم مفتوح في ظلام حالك. في اللحظات الأخيرة، كان حسام يحاول الهروب، لكن الكائن امتصه في الظلام، ليختفي جسده إلى الأبد.
      
      ---
      
      الفصل الخامس: النهاية المظلمة
      
      بعد فترة طويلة، جاء أشخاص آخرون إلى المنزل المهجور، باحثين عن أي أثر قد يفسر اختفاء حسام. لكن في كل صورة كانوا يلتقطونها داخل المنزل، كان يظهر فيها وجه حسام، عاكسًا عينين مضيئتين وحالة من الذعر الشديد.
      
      في النهاية، اكتشفوا أنه لا يمكن الهروب من هذا المكان. حسام كان قد أصبح جزءًا من اللعنة الأبدية، وعيناه اللتان تظهران في الصور كانت تلاحق كل من يجرؤ على الاقتراب من المنزل المهجور.
      
      كان المنزل لا يزال يعج بالظلال، وكلما دخل شخص آخر، كان يلتقط صورًا جديدة، وتظهر صورة حسام في كل زاوية، تأمل بعيون مضيئة، وكأنها تنتظر الضحية التالية.
      
      ---
      
      نهاية الرواية.
      
      رسائل أحدث رسائل أقدم الصفحة الرئيسية

      Pages

      authorX

      مؤلفون تلقائي

      نظام شراء