موصى به لك

الأقسام

الأفضل شهريًا

    الأعلى تقييمًا

      أسيرة قلبه - رواية بوليسية

      أسيرة قلبه

      2025, سهى كريم

      رومانسية بوليسية

      مجانا

      لم تكن سامانثا تتوقع أن تتحول حياتها إلى صراع بين مشاعرها وكبريائها، خاصة بعد ظهور جيمس، الشرطي المكلف بحمايتها. بين العناد واللحظات الساخنة، تجد نفسها عالقة في دوامة من المشاعر التي لا تستطيع إنكارها. لكن الحب حين يأتي، لا يمنح فرصة للهروب.

      سامانثا

      فتاة قوية وعنيدة، تحاول إنكار مشاعرها لكنها تجد نفسها غارقة في الحب.

      جيمس

      شرطي غامض وجذاب، مكلف بحماية سامانثا لكنه يقع في حبها رغمًا عنه.

      أنجل

      صديقة سامانثا المقربة، تحاول دائمًا دفعها للاعتراف بمشاعرها.
      تم نسخ الرابط
      رواية بوليسية

        شرطي بيقع في حب غريبة
      
      النوع: حب
      
        //المقدمة//
      
      "عارف إني بحبك، بس إنت مش عارف عشان إنت بارد ومبتحسش." قلتها لجيمس وهو واقف قدامي.
      
      "أنا مش بارد." رد عليا.
      
      "إزاي مش بارد؟ إنت بارد بارد!" فضلت أكررها وأنا بضربه على صدره.
      
      "سام، لو أنا بارد، ليه بوجع لما أشوفك بتتكلمي مع حد تاني؟ ليه بحس بالقهر لما حد غيري بيضحكك؟" قالها وهو الدموع نازلة من عينه.
      
      "بحبك يا سام، من أول يوم شفتك فيه." كمل كلامه.
      
      "وأنا كمان بحبك." قلتها وأنا بشد رقبته ناحيتي وببوسه. رد عليا بنفس البوسة.
      
      
      -------------------------
      
      هاي يا جماعة، أنا سامنثا لافيفر، ممكن تنادوني سام.
      
      وجهة نظر سام
      
      صحيت بدري بسبب صوت أخويا اللي كان بيتصل بيا.
      
      "ساااام، قومي بقى! أول يوم دراسة النهارده، وهتتأخري!" صوته كان عالي جدًا.
      
      "حاضر حاضر، هاقوم أهو!" رديت عليه وأنا بكسل.
      
      قمت من السرير ووقفت قدام المراية، سرحت شعري بسرعة، وبعدها دخلت الحمام أخدت دش منعش. بعد ما خلصت، لبست يونيفورم المدرسة ونزلت تحت علشان أفطر.
      
      
      
      وصلت لجامعة لافيفر. آه، بابا هو صاحب الجامعة دي.
      
      وأنا ماشية في طرقات المدرسة، شفت صحابي المقربين، كريستال، أنجل، وإيلا.
      
      "سااااام!" صرخت أنجل وهي بتنادي عليا.
      
      هي أكتر واحدة صوتها عالي فينا كلنا.
      
      "إيه تاني؟ صوتك عالي كأنك في ماتش مصارعة!" قلتلها بضيق.
      
      "أيوه بجد!" ردت كريستال وإيلا وهي موافقاتني.
      
      "لأ بجد، شفت واحد وسيم جدًا من شوية، وكان ظابط شرطة! بس للأسف، خلص دراسته خلاص." قالت أنجل بحماس.
      
      "إزاي عرفتي إنه خلص دراسته؟" سألتها إيلا باستغراب.
      
      "يا بنتي، مش شايفاه ظابط شرطة؟ يعني هيبقى ظابط إزاي لو مخلصش دراسته؟" ردت كريستال بثقة.
      
      "إيه كل الدوشة دي؟" قلتلهم وأنا ملاحظة إننا مكناش حتى دورنا على الفصل بتاعنا لسه.
      
      إحنا زملاء من أولى ابتدائي لحد دلوقتي، عشان كل سنة بقول لبابا ما يفرقناش في الفصول، وهو بيوافق، ففضلنا مع بعض على طول.
      
      "طب إحنا في أنهي فصل بقى، يا سام؟" سألتني إيلا.
      
      "بابا قال لي إننا في 10B." رديت عليها.
      
      "يلا ندور عليه!" قالت كريستال بحماس.
      
      
      
      
      دخلنا الفصل، وقعدت جنب كريستال، لأني مش عايزة أقعد جنب أنجل، صوتها عالي أوي، وإيلا كمان نفس الحكاية.
      
      دخل البروفيسور وبدأ يشرح الدرس، وأنا ركزت معاه وسمعت كل اللي قاله.
      
      "طيب يا دفعة، المحاضرة خلصت." قال البروفيسور، فقمت على طول وسبتهم وخرجت من الفصل.
      
      وأنا ماشية في الممر، لمحت واحد لابس يونيفورم الشرطة. هاعترف، كان وسيم جدًا، طويل وبشرته فاتحة...
      
      
      
      وجهة نظر جيمس
      
      قربت من الآنسة سامانثا وسلمت عليها.
      
      "هاي، آنسة سامانثا." قلتها وأنا ببوس إيدها باحترام، ولاحظت وشها اللي احمر فجأة.
      
      "إنت مين؟" سألتني وهي بتسحب إيدها بسرعة.
      
      "أنا جيمس كولينز، المكلف بحمايتك يا آنسة سامانثا." قدمت نفسي بهدوء.
      
      وفجأة، تعبير وشها اتغير تمامًا، وبقى مليان غضب.
      
      "مين اللي أمرك بكده؟" سألتني وهي متضايقة.
      
      "بابا حضرتك." رديت عليها بنفس الهدوء.
      
      "ليه؟ إيه السبب؟"
      
      "لأنك متورطة مع عصابة، وهو خايف عليكي، فقرر يعينني لحمايتك." قلتها ببساطة وابتسمت لها ابتسامة عريضة، خلت وشها يحمر أكتر، وفجأة جريت بسرعة بعيد عني.
      
      
      
      وجهة نظر سام
      
      يا نهار أبيض! جريت بأقصى سرعة من شدة الإحراج، كنت عارفة إن وشي بقى أحمر زي الطماطم!
      
      "إيه ده، بيه! ليه سبتي الظابط الوسيم؟" قالت أنجل وهي بتضحك.
      
      "طبعًا كنت محرجة!" رديت عليها وأنا متضايقة.
      
      "إحنااااا؟ بجد؟ مش باين، وشك كله بيصرخ إنك ميتة عليه!" قالت أنجل وهي بتغمز لي.
      
      "فين إيلا وكريستال؟" حاولت أغير الموضوع بسرعة.
      
      
      --------------------
      
      
      
      
      
      أنجل: "إيييه، قاعدة هناك بتتكلم مع الظابط الوسيم."
      
      كنا في الفصل بنحضر آخر محاضرة لينا في اليوم.
      
      "طيب يا دفعة، المحاضرة خلصت." قال البروفيسور.
      
      جمعت حاجتي وحطيتهم في لوكري، بس حسيت إن في حد واقف ورايا. أول ما لفيت، قلبي دق بسرعة جنونية.
      
      "إنت بتعمل إيه هنا؟ غور من وشي!" قلتها بخشونة وأنا بدفعه بعيد.
      
      لكن أول ما دفعته، مسك إيدي، وبدل ما يبعد، لقينا نفسنا واقعين على الأرض، وأنا فوقه بالظبط!
      
      عيوننا تلاقوا، واللحظة اتجمدت... لحد ما سمعت صريخ زمايلي وصحابتي اللي دمروا الجو كله.
      
      أنجل: "آآآييه بييييه، دا كيوت أوي!"
      
      باقي الفصل: "آآآييه، رومانسية خرافية!"
      
      بسرعة، قمت من فوقه، ووشي كان سخن جدًا من الإحراج.
      
      "يا نهار أبيض، أنا شكلي بقت شبه الطماطم!" فكرت في نفسي.
      
      ما بصتلش له ولا حتى رديت على أي حد، جريت بسرعة لحد ما وصلت للباركينج، ركبت عربيتي وضغطت على البنزين بأقصى سرعة.
      
      أول ما وصلت البيت، الخدم استقبلوني كالعادة.
      
      "مساء الخير يا آنسة سامانثا." قالوا بصوت واحد.
      
      "مساء النور." رديت عليهم بسرعة وأنا داخلة جري.
      
      
      
      كنت طالعة أوضتي، لكن لمحت ماما واقفة في المطبخ.
      
      "ماما، بابا فين؟" سألتها.
      
      "في مكتبه يا حبيبتي."
      
      على طول روحت على مكتب بابا وخبطت على الباب.
      
      "ادخلي." سمعت صوته.
      
      دخلت ووقفت قدامه وقلت له بحدة:
      
      "بابا، ليه جايبلي ظابط يحرسني؟"
      
      "إنتِ عارفة إني مش عاوزك تتورطي تاني مع العصابة."
      
      "بس بابا، أنا—"
      
      "مفيش بس ولا لأ، الموضوع انتهى." قالها بحزم.
      
      "هو هيكون الحارس الشخصي بتاعك من النهاردة."
      
      مكنش ينفع أرفض، لأنه بابا في الآخر.
      
      اليوم التاني في المدرسة، كنت ماشية في الكوريدور ولاحظت حد واقف كأنه مستني حد.
      
      ولما بصيت في وشه، اتفاجئت... جيمس! الحارس الشخصي بتاعي!
      
      ابتسمت لا إرادياً وأنا همَّيت أروح له، لكن فجأة، بنت جريت عليه وحضنته بحماس.
      
      كانوا مبسوطين جدًا سوا، ووقتها حسيت بشيء غريب... حزن؟ غيرة؟
      
      "أكيد دي صاحبته... ليه قلبي وجعني كده؟" فكرت في نفسي وأنا واقفة مكاني، مش عارفة أتحرك.
      
      
      
      
      كنت لسه ببص عليهم، ولسه هقول حاجة، لكن فجأة سمعت صوت من ورايا.
      
      "كيوت أوي سوا، مش كده؟"
      
      بصيت بسرعة، لقيت أنجل واقفة وعاملة نفسها مستمتعة بالمشهد.
      
      "آه، أوي... كيوت جدًا، زيادة عن اللزوم كمان." قلت لها بصوت هادي، بس واضح إني مش مبسوطة.
      
      "إيه ده، إنتِ متضايقة؟" سألتني وهي بتبصلي بتركيز.
      
      "إيه؟ أنا؟ لأ طبعًا!"
      
      بس شكلي اتوترت، وطلعت الكلمة بصوت عالي، لدرجة إن كل الطلبة اللي في الكوريدور بصوا علينا، حتى جيمس والبنت اللي معاه!
      
      شافني وابتسم وقال: "صباح الخير، مِس سامانثا."
      
      رفعت حاجبي بضيق وقلت: "تييييييك... صباح إيه؟ مفيش حاجة كويسة في الصبح ده." بعدين مشيت على طول.
      
      دلوقتي أنا قاعدة في الفصل، ولحد دلوقتي البروفيسور لسه مجاش.
      
      "ليه متأخر كده؟ هو عمره ما بيتأخر." قالت إيلا وهي باين عليها الاستغراب.
      
      "يمكن مش هييجي خالص." قالت أنجل بابتسامة.
      
      "يا ريت." علقت كريستال.
      
      أما أنا، فكنت قاعدة ساكتة، تايهة في تفكيري. كل اللي حصل الصبح لسه شاغل بالي، ومش قادرة أفهم إيه الإحساس ده اللي حاساه.
      
      مشيتني الأفكار لحد ما نمت وأنا قاعدة، وما صحيتش غير على صوت الجرس، إشارة إن الحصة خلصت وإن وقت الفسحة بدأ!
      
      "يلا على الكافتيريا!" قلت لهم وأنا واقفة بسرعة، وطبعا كلهم وافقوا بدون تردد.
      
      "أخيرًا، كنت هموت من الجوع." قالت أنجل وهي بتجري قدامي.
      
      
      
      
      نظرت له بعيون متسعة من الصدمة ولساني مربوط، لسه مش مستوعبة اللي حصل.
      
      كان ماسك وسطي بإيد قوية، وملامحه متوترة.
      
      "إنتِ عاوزة تموتي؟!" قالها بصوت مليان قلق وهو لسه مش سايبني.
      
      بلعت ريقي بصعوبة وقلت: "أنا... أنا مكنتش شايفة العربية جاية بسرعة كده."
      
      "مفروض تبقي أكتر حذر." صوته كان هادي، لكن فيه نبرة أمر واضحة.
      
      بعدها سابني ببطء، وأنا لسه حاسة بدقات قلبي سريعة من الخضة.
      
      "شكرًا..." قلتها بصوت بالكاد سمعته أنا نفسي.
      
      نظر لي للحظة، ثم رفع حاجبه وقال بابتسامة جانبية: "هوا ده بس اللي هتقولي؟ شكرًا؟ مش حتى اعتراف إنك كنتي هتتهوري؟"
      
      رفعت عيني له بضيق وقلت: "بلاش تعود نفسك إني هعتذر! اللي حصل حصل."
      
      ضحك بخفة وقال: "العناد ده هيكون مشكلة كبيرة يا مِس سامانثا."
      
      تنفست بعمق وحاولت تجاهله، لكن صوتي طلع تلقائيًا: "مش المفروض تكون مع حبيبتك بدل ما تكون هنا؟"
      
      ارتفع حاجبه بدهشة، كأنه مش متوقع كلامي. "حبيبتي؟ مين؟"
      
      "البنت اللي كنت ماسك إيديها الصبح، والضحك اللي مالي وشك وقتها!"
      
      ابتسم ابتسامة جانبية وهو يهز رأسه وقال: "إنتِ بتتكلمي عن إيريكا؟"
      
      عقدت حاجبي، واضح إنه مستمتع بحيرتي.
      
      "إيريكا دي أختي، سامانثا."
      
      اتسعت عيني للحظة، لكني تمالكت نفسي بسرعة. "أوه، أختك..."
      
      ابتسم بانتصار وقال: "آه، أختي."
      
      ثم اقترب قليلًا وقال بصوت منخفض: "إيه؟ كنتي غيرانة؟"
      
      "هاه؟ غيرانة؟! إنت بتحلم!" قلتها بسرعة وأنا مش عارفة ليه وجهي سخن فجأة.
      
      ضحك وقال: "أها، طبعًا... مش هتغيري. مفهوم."
      
      ثم استدار ومشى، تاركني واقفة في مكاني ويدي مشدودة بقوة على حقيبتي.
      
      'مش بغير... مش بغير... مش بغير!' قلتها لنفسي وأنا أحاول أصدقها، لكن دقات قلبي كان لها رأي تاني.
      
      
      
      مرت الأيام، وأنا بحاول أتجاهل مشاعري اللي كل يوم بتكبر ناحية جيمس. كل مرة يكون قريب مني، كل مرة يتكلم معايا بنبرة صوته اللي فيها ثقة ودفء، كل مرة عيونه تمسك عيوني كأنها بتمسك قلبي معاها… كنت بحس بحاجة غريبة، حاجة بتخوفني وبنفس الوقت بتشدني ليه أكتر.
      
      بس المشكلة إن كبريائي كان أكبر من إني أعترف. أنا سامانثا، مش بسهولة هقع في الحب!
      
      لكن الحقيقة؟ أنا كنت وقعت من زمان.
      
      لحظة الانفجار
      في يوم، بعد الجامعة، كنا لوحدنا في موقف السيارات. أنا كنت واقفة جنب عربيتي، وهو كان مسند ضهره عليها، عيونه مثبتة عليا وكأنها بتحاصرني.
      
      "سامانثا." نادى اسمي بصوت هادي لكنه قوي، ودي كانت أول مرة يناديني من غير أي ألقاب رسمية.
      
      "نعم؟" حاولت أكون باردة.
      
      "لحد إمتى هتهربي مني؟"
      
      اتسعت عيوني وقلت بسرعة: "أنا مش بهرب."
      
      قرب مني خطوتين، مسافة خلت نفسي يتقطع. "طب بصيلي في عيني وقوليلي إنك مش حاسة بأي حاجة لما بكون قريب منك."
      
      اتجمدت مكاني. حاولت أهرب بنظري، لكن إيده مسكت وشي بخفة وخليتني أبصله غصب عني.
      
      "قوليها، سامانثا." صوته كان ناعم بس فيه تحدي.
      
      بلعت ريقي. "أنا... أنا..."
      
      وفجأة، لقيته قرب أكتر، وشفايفه كانت على بعد سنتيمترات من وشي.
      
      "إنتِ ملكيش مفر، لأنك بتاعتي من الأول." قالها بصوت منخفض، وده كان آخر خيط للمقاومة جوايا قبل ما ينقطع تمامًا.
      
      قبلة نارية واعتراف مشتعل
      حسيت بكل حاجة بتتحطم جوايا، الكبرياء، العناد، الخوف… وبدلهم، كان في نار مشتعلة بينا.
      
      أنا اللي كنت دايمًا بهرب، أنا اللي كنت دايمًا بتجاهل، كنت دلوقتي أنا اللي بسحب جيمس من قميصه وبتعلق في رقبته بشغف.
      
      قبلني بقوة، بعمق، وكأنه بيأكد لي إن مفيش هروب تاني. كانت قبلة مليانة اشتياق، مليانة حب كان بيتبني في الخفاء، مليانة نار كانت مستنية اللحظة المناسبة عشان تخرج.
      
      ولما سابني، كان نفسه لاهث وعيونه مشتعلة. "سامانثا، قوليها."
      
      أنا كنت لسه متعلقة فيه، وشفت ضحكته اللي فيها انتصار، وعرفت إن جيمس هو الشخص اللي كنت مستنية أقع في حبه من زمان.
      
      "بحبك، جيمس." قلتها وأنا بتنفس بعمق، وأخيرًا، قدرت أعترف.
      
      لف إيده حوالين وسطي وسحبني ليه بقوة وهمس: "وأنا بعشقك، وغصب عنك، هفضل أحبك."
      
      النهاية ❤️
      ---- بحبكم بجد ----
      

      رواية اسطورة الملك الاسود - الفصل السادس

      اسطورة الملك الاسود 6

      2025, سما أحمد

      رواية فانتازيا

      مجانا

      في عالم خيالي غامض، تجد ليان نفسها داخل جسد الملك الأسود، إسكاي، بعد حادثة غامضة. وسط صراعات القصر والسياسة، تتولد مشاعر معقدة بينها وبين الملك الحقيقي، الذي يجب أن يتزوجها لاستعادة جسده. بينما يتصارع الماضي والمصير، تُختبر قوة الحب والقدر في رحلة مليئة بالمغامرات والخداع.

      ليان

      تجد نفسها فجأة في جسد الملك الأسود، تحاول التكيف مع هذا الوضع الغريب

      لورين

      والدة ليان، امرأة قوية وذكية، تحاول فهم ما حدث لابنتها وحمايتها.

      الساحرة العجوز

      شخصية غامضة تلعب دورًا محوريًا في تبادل الأرواح، وتمتلك أسرارًا تغير مسار الأحداث.
      تم نسخ الرابط
      اسطورة الملك الاسود

      فى القصر
      
      جمعت ليان الفواكه المتساقطة وساعدت العجوز على الوقوف مجددًا. قبل أن تهم بالكلام، نادى ليو الحراس لمساعدة الخادمة العجوز.
      
      اقترب الحراس وأخذوا العجوز بعيدًا عن المكان، بينما أمسك ليو بيد ليان وسحبها بسرعة خلفه، متجنبًا أن يراهم أحد.
      
      توقف فجأة ونظر إليها بحدة، صوته منخفض لكن غاضب:
      
      هل فقدتِ عقلكِ؟ كنتِ تلعبين دوركِ جيدًا وكدنا ندخل الغرفة بنجاح. لماذا قمتِ بهذا التصرف؟!
      
      نظرت إليه ليان بعينين ثابتتين، صوتها هادئ لكن حازم:
      
      لماذا تصرخ علي؟ لم أفعل شيئًا خاطئًا. فقط ساعدتها. لو كان الملك مكاني، كان سيفعل الشيء نفسه.
      رد عليها ليو بتهكم:
      
      الملك؟ لا، لن يفعل. كان سيطردها من القصر فورًا، دون أن ينحني لأي شخص. هذا هو الملك.
      
      ساد صمت قصير بينهما، نظرت ليان إلى ليو وكأنها تريد الرد، لكنها تراجعت. كان قلبها يصر على أن الخير لا يجب أن يُخفيه أحد، لكن عقلها كان يدرك أن القصر لا يحتمل ضعفًا كهذا.
      
      قالت ليان بنبرة مملة:
      "حسنًا، دعني من هذا... أين غرفتي؟"
      
      رد ليو مستغربًا:
      "غرفتك؟ آه، هل تقصدين غرفة الملك؟"
      
      نظرت إليه بعدم تصديق وقالت:
      "ماذا؟ هل تعني أنني سأجلس في غرفة الملك؟ أووه..."
      
      قال ليو بنفاد صبر:
      "هيا بنا إلى غرفة جلالته."
      
      تحركوا جميعًا نحو الغرفة، حتى وصلوا إلى باب أسود ضخم عليه نقوش غريبة لم تستطع ليان فهمها. فتح ليو الباب، وتسللت الدهشة إلى وجه ليان:
      "جميلة!..."
      
      توقفت للحظة، ثم أكملت وهي غير مصدقة:
      "لكنها متواضعة... إنها مختلفة عن توقعاتي. ليست فاخرة."
      
      سألها ليو بهدوء:
      "وماذا كنتِ تتوقعين؟"
      
      أجابت وهي تتفحص الغرفة:
      "ظننت أنها ستكون مصنوعة من الذهب أو مليئة بالأشياء الثمينة، لكنها عكس ذلك تمامًا."
      
      ابتسم ليو بخفة وقال:
      "الملك لا يحب التفاخر. إنه متواضع جدًا، لكن قلة فقط تدرك ذلك."
      
      ليان قالت بغضب شديد وهي تنظر إلى ليو: "لعنة عليك وعلى ملكك هذا الأحمق! هو يتفاخر بقدرته الخارقة وليس بما يملك من ذهب أو ملابس! هل تصدقون هذا؟"
      
      رد ليو بجدية، دون أن يخفى على ملامحه استهزاءه: "ليان، بصدق، أليس له الحق في التفاخر؟"
      
      غضبها تزايد، وأجابت دون تردد: "لعنته عليك وعلى ملكك، لا أستطيع تحمله!..."
      
      ابتسم ليو ابتسامة خفيفة، مليئة بالاستفزاز وقال: "تخيلي لو سمعك الملك، ماذا سيفعل؟"
      
      ليان نظرت إليه بابتسامة مليئة بالاستفزاز، وقالت ببرود: "عزيزي، أنا أستغل الفرصة، بما أن الملك غير موجود هنا."
      
      ثم توقفت ليان فجأة، وأكملت كلامها، وقد بدا الجديّة واضحة في نبرتها: "هيا، اخرج من هنا. أريد الاستحمام. اه، قبل أن تخرج، أين الملابس التي يجب أن أرتديها؟"
      
      اتجه ليو نحو الخزانة الضخمة التي تحتوي على ملابس الملك، وقال وهو يفتحها: "هذه هي الملابس."
      
      نظرت ليان إلى الملابس في فزع ورفض: "أتتركني أرتدي تلك الملابس؟ إنها بشعة! انظر إلى تلك الألوان! ما هذا؟ يا إلهي!"
      
      ليو نظر إليها وهو يرفع حاجبه بتململ وقال، وقد بدا غير صبور: "ليان، استمعي جيدًا. أنتِ الآن في جسد الملك الأسود، لذا أصبحتِ ملك إسكاى مؤقتًا. هل كنتِ تتصورين أن الملك الأسود سيرتدي الأحمر أو الأخضر أو الأبيض؟ استمعي لي جيدًا، أنتِ بالأصل لن تخرجي من الغرفة لمدة أسبوعين حتى يتم الزفاف، لذلك افعلي ما تشائين. ليس لي دخل بك."
      
      انتهى كلامه بصراخ عليها وترك الغرفة، تاركًا ليان واقفة مصدومة. كانت كلمات ليو موجعة، وحركت في نفسها تساؤلات عديدة.
      
      قالت مستغربة: "ماذا حدث له؟ ماذا فعلت؟ كيف وقعت مع هؤلاء المجانين؟"
      
      بعد لحظة من التفكير، أخذت ليان أي ملابس من الخزانة، ثم اتجهت نحو الحمام. عندما دخلت، كانت متفاجئة من فخامة الحمام.
      
      "رائع، إنه جميل جدًا!" قالت ليان متفاجئة. ثم تذكرت فجأة أنها في جسد إسكاى. همست بصدمه: "لحظة، كيف سأخلع تلك الملابس؟"
      
      قررت أن تستحم بملابسها الداخلية فقط. نزعت كل شيء ما عدا ملابسها الداخلية، ثم نظرت إلى جسد إسكاى بإعجاب شديد.
      
      "جميل! جسده رائع! لكن عقله ليس في حالة جيدة." قالت ليان، بينما كانت تلمس عضلات بطنه وكتفه بإعجاب.
      
      ثم تذكرت الوعد الذي قطعته لإسكاى: أن لا تنظر إلى جسده مقابل أن لا ينظر إلى جسدها. عبست وقالت في نفسها: "لماذا قلت ذلك؟ هذا غباء! لكن لا يهم الآن، هي بنا إلى هذا الجمال!"
      
      أشارت إلى الحمام، ثم بدأت في الاستحمام. أخذت وقتًا طويلاً جدًا في الاستحمام، وكأنها كانت تستمتع بكل لحظة فيه.
      
      بعد أن انتهت من الاستحمام، ارتدت ملابسها ودخلت إلى سرير الملك. استلقت عليه بكل راحة، وغرقت في عالم الأحلام، متناسية كل ما حدث.
      
      عند اسكاى و ام ليان
      
      وقف إسكاي بلا أي أثر للدهشة، كأنه لم يسمع شيئًا يستحق الاهتمام. تحرك نحو أقرب كرسي وجلس عليه بوقار ملكي، رغم أن جسد ليان لم يكن يساعده، لكن روح الملك داخله فرضت حضورها. وضع قدمًا فوق الأخرى، بينما وقفت لورين أمامه، غير مصدقة ما تراه.
      
      نظر إسكاي إليها مباشرة، بعينين خاليتين من أي مشاعر، وقال بصوت هادئ، يكاد يكون ساخرًا:
      "يقال إن الأم تعرف أبناءها دون الحاجة إلى دليل، لكن يبدو أن هذه ليست مجرد وهم ."
      
      ابتسم ابتسامة خفيفة، مليئة بالثقة والبرود، قبل أن يكمل:
      "أنتِ على حق، أنا لست ابنتكِ، ولن أكون يومًا كذلك."
      
      اتسعت عينا لورين، وملامح الحزن تسللت إلى وجهها رغم محاولتها إخفاءها. صوتها خرج متحشرجًا وهي تسأل بقلق:
      "إذن من أنت؟ وأين ابنتي؟ ماذا حدث؟ أخبرني الآن!"
      
      أسند إسكاي يده على الطاولة بجانبه، بينما الأخرى بقيت مسترخية على ركبته. لمعت عيناه ببرود وهو يجيب:
      "أنتِ كثيرة الأسئلة، مثل ابنتكِ تمامًا... لكن لا بأس، سأجيبك، ليس لأنني ملزم بذلك، بل لأنني أكره الإلحاح."
      
      أشار لها بالجلوس، فأطاعت بصمت، رغم اضطرابها. بدأ إسكاي يروي ما حدث بالتفصيل، وكلما تقدم في الحديث، ازدادت ملامح لورين ذهولًا وخوفًا. وضعت يدها على فمها، والدموع تجمعت في عينيها قبل أن تنهار تمامًا. ارتجف جسدها وهي تبكي بحرقة، وكأنها تستوعب لأول مرة المصيبة التي حلت بابنتها.
      
      كان إسكاي يراقبها بملل وضيق. زفر بضجر، وتمتم في نفسه:
      "يا لهذه العائلة العاطفية! لمَ كل هذا الحزن؟ في أي ورطة أوقعتُ نفسي؟ كان عليّ أن أتجاهل إحساسي اللعين يوم ذهبت إلى ذلك الجبل."
      
      أفاق من أفكاره عندما سمع بكاءها يزداد. زفر مجددًا، ثم قال بصوت حازم:
      "توقفي عن البكاء، يا سيدتي. سأجد حلًا قريبًا جدًا."
      
      رفعت لورين رأسها سريعًا، وملامح الأمل امتزجت بالحيرة:
      "حقًا؟ كيف؟"
      
      تنهد إسكاي، وألقى نظرة جانبية قبل أن يقول بجفاف:
      "سأتزوج ابنتك."
      
      شهقت لورين، وكأنها لم تصدق ما سمعته:
      "ماذا؟!"
      
      رفع إسكاي حاجبه باستغراب:
      "نعم، هل هذا غريب؟"
      
      تأملته بقلق، وكأنها تحاول فهم نواياه. ثم قالت بحذر:
      "وأبعد أن تحل المشكلة؟ ماذا سيحدث لابنتي؟ هل ستبقى زوجتك؟"
      
      نظر إليها بصمت، عقله يعمل بسرعة. لم يكن قد فكر في هذه الجزئية. كيف يخبرها أنه خطط لإنهاء حياة ليان بعد أن ينتهي كل شيء؟ تخيل للحظة رأسها معلقًا على بوابة المملكة، لكنه بالطبع لا يستطيع قول ذلك.
      
      أخفى أفكاره، ورفع كتفيه بلامبالاة:
      "ماذا سأفعل بها؟"
      
      ضاقت عينا لورين وهي تكرر السؤال بحزم:
      "هل ستبقى زوجتك بعد انتهاء كل شيء؟"
      
      تأملها للحظات، ثم قال بصوت ثابت، دون تردد:
      "أجل، ستكون زوجتي، ولن أتخلى عنها."
      
      تنفست لورين الصعداء، ثم نظرت إليه بامتنان:
      "أرجوك، اعتنِ بها جيدًا. إنها طيبة القلب، رغم أنها حمقاء أحيانًا، وعنيدة لا تسمع الكلام. لكنها ستخاف منك وتحترمك كملك وزوج."
      
      تذكر إسكاي كيف كانت تستهزئ به في الغابة، كيف تعاملت معه بلا أدنى احترام، وكيف تحدته بلا خوف. شعر بانزعاج داخلي، لكنه أخفى ذلك، واكتفى بتحريك رأسه ببطء لإبعاد الذكرى.
      
      قالت لورين بعد لحظة صمت:
      "ومتى سيتم الزواج؟"
      
      عدل إسكاي جلسته، وقال بجدية:
      "بعد أسبوعين."
      
      شهقت لورين:
      "بتلك السرعة؟! وكيف سيتم ذلك؟"
      
      وقف إسكاي من مكانه، وأجاب بملل:
      "لا تقلقي، سأتولى الأمر. حارسي الشخصي، ليو، سيهتم بكل التفاصيل."
      
      ثم استدار وخرج، تاركًا لورين في دوامة من الحيرة والقلق.
      
      دخل غرفة ليان، وألقى بنفسه على سريرها، عينيه معلقتان بالسقف، ملامحه مليئة بالكآبة.
      
      همس بصوت منخفض، وكأنه يحدث نفسه:
      "كيف وجدتُ نفسي في هذه الفوضى؟ هذه العائلة مجنونة... يا ليتني لم أذهب لذلك الجبل، كنت أعرف أن شيئًا سيئًا سيحدث، لكن ليس إلى هذا الحد."
      
      زفر بضيق، ثم عض على شفتيه بغضب وهو يضرب السرير بقبضته:
      "كل هذا بسبب تلك الحمقاء الحمراء! اللعنة عليها وعلى عائلتها كلها! أقسم أني سأحبسكِ، ليان، وسأجعلكِ تندمين على كل لحظة جعلتِني أعيش فيها هذه الفوضى!"
      صرخ بشدة، كانت صرخاته تتردد في الغرفة المظلمة، محطمة سكون الليل. تراجعت مشاعره المتضاربة، بينما كان يعاني من الفوضى التي عاشت داخل عقله طوال الوقت. أخذ نفسًا عميقًا، يحاول أن يهدئ من نفسه، لكن الكلمات التي خرجت منه كانت كافية لتسرب الارتباك إلى قلبه.
      لم يكن لديه الوقت للتفكير في ما قاله أو كيف وصل إلى هذه اللحظة. غلبه الإرهاق العقلي، فاستلقى على السرير، يحاول النوم، وإن كان عقله مشغولًا بكل شيء حوله.
      
      عينيه مغلقتان، لكنه لم يجد الراحة. تفكيره لم يتوقف عن الدوران، وكل شيء بدا وكأنما يسير في اتجاه لا يمكنه الهروب منه.
      
      "هل حقًا وصلت لهذا الحد؟" همس لنفسه، مستسلمًا للنوم الذي كان يرفض أن يأتي.
      
      ♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
      في مكان بعيد، حيث يلتقي الليل بالظلام، كان هناك كوخ قديم جداً وسط غابة كثيفة، مظلمة إلى حد أن الضوء لم يكن ليخترقها. الأشجار العتيقة تتشابك مع بعضها، تنبعث منها أصوات كأنها أنين شجاع مفقود. داخل الكوخ، كانت ساحرة عجوز تجلس على كرسي خشبي مهدم. أمامها، على الطاولة الخشبية المتهالكة، جلست بومة غريبة، عيونها اللامعة تراقب الساحرة كما لو كانت تتحدث إليها بصمت. العجوز، عميقة النظر في عينيها، بدت وكأنها تصغي لكل كلمة تنطق بها البومة رغم أنها لم تفتح فمها.
      
      بعد لحظات، نهضت العجوز ببطء، وخرجت من الكوخ. نظرت إلى السماء السوداء الكاحلة، حيث كانت الغيوم تغطي القمر. رفعت يديها وأطلقت ابتسامة غامضة ومربكة على وجهها.
      
      "إنه دوري الآن، أيها الملك الأسود. لم أتوقع أن يصل الأمر إلى هذا الحد... إلى الملك الأسود."
      
      رفعت رأسها إلى السماء، وتُصدر صوتاً خافتاً من فمها، كأنها تصدح بحزن مزيف: (تؤتؤتؤ... تؤتؤتؤ). مع كل نغمة، كانت الرياح تعصف من حولها، وكأن الطبيعة تستجيب لها.
      
      ثم، رفعت يديها مجددًا، ودعوت الغربان، التي كانت تحوم في الظلام. بأعينهم الحادة وأجنحتهم التي تحركت كظل قاتم، بدأوا في التجمع حولها.
      
      "راقبوا كل شيء... لن تفلتوا من هذا المراقب."
      
      الغربان، كما لو كانوا جزءاً من الحلم، انتشروا في الهواء، متجهين نحو الأماكن التي لا يمكن للعين البشرية الوصول إليها. كانت الساحرة قد بدأت في لعب دورها في لعبة أكبر بكثير من أي شيء قد يتخيله عقل بشري.
      
      ♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
      وكانت تلك بداية القصة الجميلة، حيث بدأت الأحداث الرومانسية والمفرحة التي جمعت بين اسكاى وليان معًا.
      
      هل سيحبان بعضهما كما يحدث في الروايات؟
      هل ستكون النهاية كما يتمنى كل عاشق؟
      هل ستعود الأرواح إلى مكانها كما كانت؟
      هل سيحب الملك ليان حقًا، أم كما قال سيقطع رأسها؟
      هل سيقع في حب تلك الحمراء؟
      هل سيقبل القدر الذي جمعهما معًا؟
      
      كما قال العظماء:
      
      "الحب لا يُرى بالعيون... بل يُحس بالقلب."
      "أنتِ البداية التي لا نهاية لها، والحلم الذي لا أريد أن أستيقظ منه."
      "كلما نظرتُ إليكِ، شعرتُ أنني أعيش للمرة الأولى."
      "في حضوركِ، يصبح العالم قصيدة حب، تُكتب بأنفاس العاشقين."
      
      🌹 إذا، تلك هي بداية العشق والمرح، وبداية الفتاة المنشودة، أسطورة الحمراء، وأسطورة الملك الأسود. 🌹
      وحد الله ♥
      the endفى القصر
      
      
      
      
      
      
      جمعت ليان الفواكه المتساقطة وساعدت العجوز على الوقوف مجددًا. قبل أن تهم بالكلام، نادى ليو الحراس لمساعدة الخادمة العجوز.
      
      اقترب الحراس وأخذوا العجوز بعيدًا عن المكان، بينما أمسك ليو بيد ليان وسحبها بسرعة خلفه، متجنبًا أن يراهم أحد.
      
      توقف فجأة ونظر إليها بحدة، صوته منخفض لكن غاضب:
      
      هل فقدتِ عقلكِ؟ كنتِ تلعبين دوركِ جيدًا وكدنا ندخل الغرفة بنجاح. لماذا قمتِ بهذا التصرف؟!
      
      نظرت إليه ليان بعينين ثابتتين، صوتها هادئ لكن حازم:
      
      لماذا تصرخ علي؟ لم أفعل شيئًا خاطئًا. فقط ساعدتها. لو كان الملك مكاني، كان سيفعل الشيء نفسه.
      رد عليها ليو بتهكم:
      
      الملك؟ لا، لن يفعل. كان سيطردها من القصر فورًا، دون أن ينحني لأي شخص. هذا هو الملك.
      
      ساد صمت قصير بينهما، نظرت ليان إلى ليو وكأنها تريد الرد، لكنها تراجعت. كان قلبها يصر على أن الخير لا يجب أن يُخفيه أحد، لكن عقلها كان يدرك أن القصر لا يحتمل ضعفًا كهذا.
      
      قالت ليان بنبرة مملة:
      "حسنًا، دعني من هذا... أين غرفتي؟"
      
      رد ليو مستغربًا:
      "غرفتك؟ آه، هل تقصدين غرفة الملك؟"
      
      نظرت إليه بعدم تصديق وقالت:
      "ماذا؟ هل تعني أنني سأجلس في غرفة الملك؟ أووه..."
      
      قال ليو بنفاد صبر:
      "هيا بنا إلى غرفة جلالته."
      
      تحركوا جميعًا نحو الغرفة، حتى وصلوا إلى باب أسود ضخم عليه نقوش غريبة لم تستطع ليان فهمها. فتح ليو الباب، وتسللت الدهشة إلى وجه ليان:
      "جميلة!..."
      
      توقفت للحظة، ثم أكملت وهي غير مصدقة:
      "لكنها متواضعة... إنها مختلفة عن توقعاتي. ليست فاخرة."
      
      سألها ليو بهدوء:
      "وماذا كنتِ تتوقعين؟"
      
      أجابت وهي تتفحص الغرفة:
      "ظننت أنها ستكون مصنوعة من الذهب أو مليئة بالأشياء الثمينة، لكنها عكس ذلك تمامًا."
      
      ابتسم ليو بخفة وقال:
      "الملك لا يحب التفاخر. إنه متواضع جدًا، لكن قلة فقط تدرك ذلك."
      
      ليان قالت بغضب شديد وهي تنظر إلى ليو: "لعنة عليك وعلى ملكك هذا الأحمق! هو يتفاخر بقدرته الخارقة وليس بما يملك من ذهب أو ملابس! هل تصدقون هذا؟"
      
      رد ليو بجدية، دون أن يخفى على ملامحه استهزاءه: "ليان، بصدق، أليس له الحق في التفاخر؟"
      
      غضبها تزايد، وأجابت دون تردد: "لعنته عليك وعلى ملكك، لا أستطيع تحمله!..."
      
      ابتسم ليو ابتسامة خفيفة، مليئة بالاستفزاز وقال: "تخيلي لو سمعك الملك، ماذا سيفعل؟"
      
      ليان نظرت إليه بابتسامة مليئة بالاستفزاز، وقالت ببرود: "عزيزي، أنا أستغل الفرصة، بما أن الملك غير موجود هنا."
      
      ثم توقفت ليان فجأة، وأكملت كلامها، وقد بدا الجديّة واضحة في نبرتها: "هيا، اخرج من هنا. أريد الاستحمام. اه، قبل أن تخرج، أين الملابس التي يجب أن أرتديها؟"
      
      اتجه ليو نحو الخزانة الضخمة التي تحتوي على ملابس الملك، وقال وهو يفتحها: "هذه هي الملابس."
      
      نظرت ليان إلى الملابس في فزع ورفض: "أتتركني أرتدي تلك الملابس؟ إنها بشعة! انظر إلى تلك الألوان! ما هذا؟ يا إلهي!"
      
      ليو نظر إليها وهو يرفع حاجبه بتململ وقال، وقد بدا غير صبور: "ليان، استمعي جيدًا. أنتِ الآن في جسد الملك الأسود، لذا أصبحتِ ملك إسكاى مؤقتًا. هل كنتِ تتصورين أن الملك الأسود سيرتدي الأحمر أو الأخضر أو الأبيض؟ استمعي لي جيدًا، أنتِ بالأصل لن تخرجي من الغرفة لمدة أسبوعين حتى يتم الزفاف، لذلك افعلي ما تشائين. ليس لي دخل بك."
      
      انتهى كلامه بصراخ عليها وترك الغرفة، تاركًا ليان واقفة مصدومة. كانت كلمات ليو موجعة، وحركت في نفسها تساؤلات عديدة.
      
      قالت مستغربة: "ماذا حدث له؟ ماذا فعلت؟ كيف وقعت مع هؤلاء المجانين؟"
      
      بعد لحظة من التفكير، أخذت ليان أي ملابس من الخزانة، ثم اتجهت نحو الحمام. عندما دخلت، كانت متفاجئة من فخامة الحمام.
      
      "رائع، إنه جميل جدًا!" قالت ليان متفاجئة. ثم تذكرت فجأة أنها في جسد إسكاى. همست بصدمه: "لحظة، كيف سأخلع تلك الملابس؟"
      
      قررت أن تستحم بملابسها الداخلية فقط. نزعت كل شيء ما عدا ملابسها الداخلية، ثم نظرت إلى جسد إسكاى بإعجاب شديد.
      
      "جميل! جسده رائع! لكن عقله ليس في حالة جيدة." قالت ليان، بينما كانت تلمس عضلات بطنه وكتفه بإعجاب.
      
      ثم تذكرت الوعد الذي قطعته لإسكاى: أن لا تنظر إلى جسده مقابل أن لا ينظر إلى جسدها. عبست وقالت في نفسها: "لماذا قلت ذلك؟ هذا غباء! لكن لا يهم الآن، هي بنا إلى هذا الجمال!"
      
      أشارت إلى الحمام، ثم بدأت في الاستحمام. أخذت وقتًا طويلاً جدًا في الاستحمام، وكأنها كانت تستمتع بكل لحظة فيه.
      
      بعد أن انتهت من الاستحمام، ارتدت ملابسها ودخلت إلى سرير الملك. استلقت عليه بكل راحة، وغرقت في عالم الأحلام، متناسية كل ما حدث.
      
      عند اسكاى و ام ليان
      
      وقف إسكاي بلا أي أثر للدهشة، كأنه لم يسمع شيئًا يستحق الاهتمام. تحرك نحو أقرب كرسي وجلس عليه بوقار ملكي، رغم أن جسد ليان لم يكن يساعده، لكن روح الملك داخله فرضت حضورها. وضع قدمًا فوق الأخرى، بينما وقفت لورين أمامه، غير مصدقة ما تراه.
      
      نظر إسكاي إليها مباشرة، بعينين خاليتين من أي مشاعر، وقال بصوت هادئ، يكاد يكون ساخرًا:
      "يقال إن الأم تعرف أبناءها دون الحاجة إلى دليل، لكن يبدو أن هذه ليست مجرد وهم ."
      
      ابتسم ابتسامة خفيفة، مليئة بالثقة والبرود، قبل أن يكمل:
      "أنتِ على حق، أنا لست ابنتكِ، ولن أكون يومًا كذلك."
      
      اتسعت عينا لورين، وملامح الحزن تسللت إلى وجهها رغم محاولتها إخفاءها. صوتها خرج متحشرجًا وهي تسأل بقلق:
      "إذن من أنت؟ وأين ابنتي؟ ماذا حدث؟ أخبرني الآن!"
      
      أسند إسكاي يده على الطاولة بجانبه، بينما الأخرى بقيت مسترخية على ركبته. لمعت عيناه ببرود وهو يجيب:
      "أنتِ كثيرة الأسئلة، مثل ابنتكِ تمامًا... لكن لا بأس، سأجيبك، ليس لأنني ملزم بذلك، بل لأنني أكره الإلحاح."
      
      أشار لها بالجلوس، فأطاعت بصمت، رغم اضطرابها. بدأ إسكاي يروي ما حدث بالتفصيل، وكلما تقدم في الحديث، ازدادت ملامح لورين ذهولًا وخوفًا. وضعت يدها على فمها، والدموع تجمعت في عينيها قبل أن تنهار تمامًا. ارتجف جسدها وهي تبكي بحرقة، وكأنها تستوعب لأول مرة المصيبة التي حلت بابنتها.
      
      كان إسكاي يراقبها بملل وضيق. زفر بضجر، وتمتم في نفسه:
      "يا لهذه العائلة العاطفية! لمَ كل هذا الحزن؟ في أي ورطة أوقعتُ نفسي؟ كان عليّ أن أتجاهل إحساسي اللعين يوم ذهبت إلى ذلك الجبل."
      
      أفاق من أفكاره عندما سمع بكاءها يزداد. زفر مجددًا، ثم قال بصوت حازم:
      "توقفي عن البكاء، يا سيدتي. سأجد حلًا قريبًا جدًا."
      
      رفعت لورين رأسها سريعًا، وملامح الأمل امتزجت بالحيرة:
      "حقًا؟ كيف؟"
      
      تنهد إسكاي، وألقى نظرة جانبية قبل أن يقول بجفاف:
      "سأتزوج ابنتك."
      
      شهقت لورين، وكأنها لم تصدق ما سمعته:
      "ماذا؟!"
      
      رفع إسكاي حاجبه باستغراب:
      "نعم، هل هذا غريب؟"
      
      تأملته بقلق، وكأنها تحاول فهم نواياه. ثم قالت بحذر:
      "وأبعد أن تحل المشكلة؟ ماذا سيحدث لابنتي؟ هل ستبقى زوجتك؟"
      
      نظر إليها بصمت، عقله يعمل بسرعة. لم يكن قد فكر في هذه الجزئية. كيف يخبرها أنه خطط لإنهاء حياة ليان بعد أن ينتهي كل شيء؟ تخيل للحظة رأسها معلقًا على بوابة المملكة، لكنه بالطبع لا يستطيع قول ذلك.
      
      أخفى أفكاره، ورفع كتفيه بلامبالاة:
      "ماذا سأفعل بها؟"
      
      ضاقت عينا لورين وهي تكرر السؤال بحزم:
      "هل ستبقى زوجتك بعد انتهاء كل شيء؟"
      
      تأملها للحظات، ثم قال بصوت ثابت، دون تردد:
      "أجل، ستكون زوجتي، ولن أتخلى عنها."
      
      تنفست لورين الصعداء، ثم نظرت إليه بامتنان:
      "أرجوك، اعتنِ بها جيدًا. إنها طيبة القلب، رغم أنها حمقاء أحيانًا، وعنيدة لا تسمع الكلام. لكنها ستخاف منك وتحترمك كملك وزوج."
      
      تذكر إسكاي كيف كانت تستهزئ به في الغابة، كيف تعاملت معه بلا أدنى احترام، وكيف تحدته بلا خوف. شعر بانزعاج داخلي، لكنه أخفى ذلك، واكتفى بتحريك رأسه ببطء لإبعاد الذكرى.
      
      قالت لورين بعد لحظة صمت:
      "ومتى سيتم الزواج؟"
      
      عدل إسكاي جلسته، وقال بجدية:
      "بعد أسبوعين."
      
      شهقت لورين:
      "بتلك السرعة؟! وكيف سيتم ذلك؟"
      
      وقف إسكاي من مكانه، وأجاب بملل:
      "لا تقلقي، سأتولى الأمر. حارسي الشخصي، ليو، سيهتم بكل التفاصيل."
      
      ثم استدار وخرج، تاركًا لورين في دوامة من الحيرة والقلق.
      
      دخل غرفة ليان، وألقى بنفسه على سريرها، عينيه معلقتان بالسقف، ملامحه مليئة بالكآبة.
      
      همس بصوت منخفض، وكأنه يحدث نفسه:
      "كيف وجدتُ نفسي في هذه الفوضى؟ هذه العائلة مجنونة... يا ليتني لم أذهب لذلك الجبل، كنت أعرف أن شيئًا سيئًا سيحدث، لكن ليس إلى هذا الحد."
      
      زفر بضيق، ثم عض على شفتيه بغضب وهو يضرب السرير بقبضته:
      "كل هذا بسبب تلك الحمقاء الحمراء! اللعنة عليها وعلى عائلتها كلها! أقسم أني سأحبسكِ، ليان، وسأجعلكِ تندمين على كل لحظة جعلتِني أعيش فيها هذه الفوضى!"
      صرخ بشدة، كانت صرخاته تتردد في الغرفة المظلمة، محطمة سكون الليل. تراجعت مشاعره المتضاربة، بينما كان يعاني من الفوضى التي عاشت داخل عقله طوال الوقت. أخذ نفسًا عميقًا، يحاول أن يهدئ من نفسه، لكن الكلمات التي خرجت منه كانت كافية لتسرب الارتباك إلى قلبه.
      لم يكن لديه الوقت للتفكير في ما قاله أو كيف وصل إلى هذه اللحظة. غلبه الإرهاق العقلي، فاستلقى على السرير، يحاول النوم، وإن كان عقله مشغولًا بكل شيء حوله.
      
      عينيه مغلقتان، لكنه لم يجد الراحة. تفكيره لم يتوقف عن الدوران، وكل شيء بدا وكأنما يسير في اتجاه لا يمكنه الهروب منه.
      
      "هل حقًا وصلت لهذا الحد؟" همس لنفسه، مستسلمًا للنوم الذي كان يرفض أن يأتي.
      
      ♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
      في مكان بعيد، حيث يلتقي الليل بالظلام، كان هناك كوخ قديم جداً وسط غابة كثيفة، مظلمة إلى حد أن الضوء لم يكن ليخترقها. الأشجار العتيقة تتشابك مع بعضها، تنبعث منها أصوات كأنها أنين شجاع مفقود. داخل الكوخ، كانت ساحرة عجوز تجلس على كرسي خشبي مهدم. أمامها، على الطاولة الخشبية المتهالكة، جلست بومة غريبة، عيونها اللامعة تراقب الساحرة كما لو كانت تتحدث إليها بصمت. العجوز، عميقة النظر في عينيها، بدت وكأنها تصغي لكل كلمة تنطق بها البومة رغم أنها لم تفتح فمها.
      
      بعد لحظات، نهضت العجوز ببطء، وخرجت من الكوخ. نظرت إلى السماء السوداء الكاحلة، حيث كانت الغيوم تغطي القمر. رفعت يديها وأطلقت ابتسامة غامضة ومربكة على وجهها.
      
      "إنه دوري الآن، أيها الملك الأسود. لم أتوقع أن يصل الأمر إلى هذا الحد... إلى الملك الأسود."
      
      رفعت رأسها إلى السماء، وتُصدر صوتاً خافتاً من فمها، كأنها تصدح بحزن مزيف: (تؤتؤتؤ... تؤتؤتؤ). مع كل نغمة، كانت الرياح تعصف من حولها، وكأن الطبيعة تستجيب لها.
      
      ثم، رفعت يديها مجددًا، ودعوت الغربان، التي كانت تحوم في الظلام. بأعينهم الحادة وأجنحتهم التي تحركت كظل قاتم، بدأوا في التجمع حولها.
      
      "راقبوا كل شيء... لن تفلتوا من هذا المراقب."
      
      الغربان، كما لو كانوا جزءاً من الحلم، انتشروا في الهواء، متجهين نحو الأماكن التي لا يمكن للعين البشرية الوصول إليها. كانت الساحرة قد بدأت في لعب دورها في لعبة أكبر بكثير من أي شيء قد يتخيله عقل بشري.
      
      ♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
      وكانت تلك بداية القصة الجميلة، حيث بدأت الأحداث الرومانسية والمفرحة التي جمعت بين اسكاى وليان معًا.
      
      هل سيحبان بعضهما كما يحدث في الروايات؟
      هل ستكون النهاية كما يتمنى كل عاشق؟
      هل ستعود الأرواح إلى مكانها كما كانت؟
      هل سيحب الملك ليان حقًا، أم كما قال سيقطع رأسها؟
      هل سيقع في حب تلك الحمراء؟
      هل سيقبل القدر الذي جمعهما معًا؟
      
      كما قال العظماء:
      
      "الحب لا يُرى بالعيون... بل يُحس بالقلب."
      "أنتِ البداية التي لا نهاية لها، والحلم الذي لا أريد أن أستيقظ منه."
      "كلما نظرتُ إليكِ، شعرتُ أنني أعيش للمرة الأولى."
      "في حضوركِ، يصبح العالم قصيدة حب، تُكتب بأنفاس العاشقين."
      
      🌹 إذا، تلك هي بداية العشق والمرح، وبداية الفتاة المنشودة، أسطورة الحمراء، وأسطورة الملك الأسود. 🌹
      وحد الله ♥
      the end
      
      

      رواية سايلوس بوابة الاعماق - الفصل الثالث

      سايلوس بوابة الاعماق 3

      2025, سما أحمد

      فانتازيا رومانسية

      مجانا

      في هذا الفصل، تستيقظ ليا داخل قصر فخم غامض دون أن تتذكر كيف وصلت إليه، لتجد نفسها في مواجهة سايلوس، الرجل الغامض ذو الهالة المهيبة، الذي يخبرها بأنها في أمان لكن لا شيء يحدث بلا سبب. تتصاعد التوترات عندما تذكر كايل، مما يفجر غضب سايلوس ويفتح باب الأسرار المظلمة. وفي لحظة غير متوقعة، تكتشف ليا جانبًا مخيفًا من هذا العالم

      ليا

      البطلة الرئيسية، فتاة قوية لكنها تجد نفسها في موقف غامض ومربك بعد أن استيقظت في قصر سايلوس دون أن تعرف كيف وصلت إليه

      سايلوس

      يخفي خلف قسوته أسرارًا كثيرة. عيونه المتوهجة وسلوكه الحاد يوحيان بأنه ليس إنسانًا عاديًا

      أورا

      امرأة ذات شعر فضي طويل وعينين عنبرية، تعمل كمساعدة لسايلوس وتبدو أكثر لطفًا من سيدها.
      تم نسخ الرابط
      سايلوس بوابة الاعماق

       
       
      في قصر سايلوس...
      
      القصر كان تحفة معمارية قائمة بذاتها، يجمع بين الحداثة والفخامة المطلقة. تصميمه الخارجي كان مزيجًا من الطراز الكلاسيكي واللمسات العصرية، حيث ارتفعت أعمدته الضخمة على جانبي المدخل الكبير، تُبرز واجهته المصنوعة من الحجر الأسود اللامع، تعكس الأضواء الخافتة التي تزين الممر المؤدي للباب الرئيسي.
      
      في الداخل، سادت الألوان الداكنة، حيث كانت الجدران مزينة بخشب أسود مصقول، تتخلله لمسات ذهبية تعكس بريق الأضواء المدفونة في السقف العالي. الأرضية الرخامية اللامعة، بلونها الأسود العميق، أعطت المكان إحساسًا بالاتساع والرهبة، بينما توزعت الأرائك الفخمة، المغطاة بجلد داكن، حول طاولة زجاجية كبيرة في منتصف الصالة الرئيسية.
      
      الثريات المعلقة لم تكن تقليدية، بل مصابيح طويلة من الكريستال الأسود، تتدلى من السقف بارتفاعات مختلفة، تُلقي بريقًا خافتًا يزيد المكان غموضًا. نوافذ القصر الكبيرة، المغطاة بستائر ثقيلة من الحرير الأسود، تحركت قليلًا مع النسيم البارد القادم من الخارج، مما أعطى إحساسًا بأن الظلال نفسها تتحرك مع كل همسة هواء.
      
      فكانت توجد غرفه تتبع نفس الطراز-فخامة ممزوجة بالبرود الصارخة. سرير ضخم يعلوه رداء من الحرير الأسود، بجانبه منضدة عليها مصباح ذو ضوء خافت، بينما توزعت قطع الأثاث الفاخرة في الزوايا، تُعطي انطباعًا بأنها ليست مجرد غرفة، بل مكان مصمم ليُخيف بقدر ما يُريح.
      
      استفاقت ليا ببطء، جفناها يرتعشان قبل أن تتفتح عيناها على السقف العالي، المزخرف بنقوش سوداء دقيقة، وكأنه جزء من لوحة فنية مظلمة. حاولت استجماع أفكارها، لكنها شعرت وكأن عقلها مغمور في ضباب كثيف. لا تتذكر كيف وصلت إلى هنا، لكن كل خلية في جسدها كانت تصرخ بالإرهاق، وكأنها خاضت معركة طويلة انتهت لتوها.
      
      كانت مستلقية على سرير مريح، يعلوه رداء حريري ناعم يلامس بشرتها بلطف، بينما أنبوب محلول طبي كان موصولًا بإحدى يديها. أدارت رأسها ببطء، محاولة استيعاب محيطها. الغرفة غارقة في الظلام، جدرانها السوداء ألقت بثقلها على المكان، وكأنها سجن صامت. لم يكن هناك سوى ضوء خافت يتسلل عبر نافذة واسعة، حيث تتراقص الستائر مع نسمات الهواء الخفيفة، وكأنها تحاول التحرر من أسرها.
      
      فتحت عينيها ببطء، وكأنها تحاول انتزاع نفسها من حلم غامض. طرفت عدة مرات، تحاول استيعاب أين هي. كل شيء غريب. كل شيء ثقيل. حاولت أن تتحرك، لكن جسدها لم يطاوعها سوى بألم خفيف، جعلها تتأوه دون وعي. رفعت يدها بصعوبة، ثم نظرت إلى الإبرة المغروسة في جلدها، فبدأت الأسئلة تتزاحم داخل عقلها.
      
      لكن قبل أن تُكمل تفكيرها، قُطع الصمت بخطوات خفيفة خارج الغرفة، خطوات واثقة، لكنها ليست متعجلة. اقترب الصوت أكثر... ثم توقف عند الباب. لحظة من السكون سادت المكان، قبل أن يُفتح الباب ببطء.
      
      في العتبة، ظهر رجل طويل القامة، ملامحه غارقة في الظلال، لكن عيناه كانتا واضحتين... واضحتين جدًا. كانتا تشعّان بوهج خافت، بارد كالجليد، لكنه يحمل شيئًا آخر، شيئًا جعل قلب ليا ينبض بسرعة غير مفهومة. اقترب بخطوات هادئة، وصوته العميق اخترق السكون قائلاً:
      
      "أخيرًا استيقظتِ."
      
      حاولت ليا أن تتكلم، لكن حلقها كان جافًا. كل ما خرج منها كان همهمة ضعيفة، فسألها بصوت أكثر نعومة، كأنه يحاول طمأنتها:
      
      "هل تشعرين بألم؟"
      
      بلعت ريقها بصعوبة وقالت بصوت خافت: "دوار... لكن ليس شديدًا."
      
      أومأ برأسه بهدوء، وكأن إجابتها كانت متوقعة. ثم قال، دون أن يرفع عينيه عنها:
      "أنا سايلوس... رجل أعمال، وأنتِ الآن في بيتي."
      
      تجعدت ملامحها باستغراب. بيته؟ كيف انتهى بها الأمر هنا؟ حاولت تذكر آخر شيء رأته، لكن الصور كانت ضبابية، متقطعة، مثل شظايا مرآة محطمة. تمتمت بصوت بالكاد يُسمع:
      
      "كنت أغرق... ثم... لا أتذكر شيئًا بعد ذلك."
      
      ظل سايلوس يراقبها بصمت، قبل أن يقول بهدوء مبهم:
      "أنتِ في أمان الآن، لكن لا شيء يحدث بلا سبب، ليا."
      
      لم تفهم ما يقصده، لكنها لم تمتلك الطاقة لتسأله. أخذت نفسًا عميقًا محاولة استيعاب ما يحدث، قبل أن تتذكر شيئًا فجأة. رفعت رأسها بسرعة وقالت:
      
      "كايل! أين هو؟!"
      
      على الفور، تغيرت ملامح سايلوس. ذاك الهدوء الغامض الذي كان يحيط به تبدد في لحظة، وحلّ محله شيء أعمق... أظلم. حدقت عيناه بها نظرة باردة، لكن خلفها كان هناك غضب مكتوم، مثل بركان يهدد بالانفجار. تقدم منها خطوة، ثم قال بصوت منخفض، لكنه حمل تهديدًا جليًا:
      
      "انسِ ذلك الخائن، ولا تذكري اسمه مجددًا على لسانك، عزيزتي."
      
      شعرت ليا وكأنها تلقت صفعة غير مرئية. نظرت إليه بذهول، ثم هتفت بانفعال، ودموع الغضب تلمع في عينيها:
      
      "ماذا تقول؟! أنت مجنون؟! كايل هو حبيبي! هو الشخص الذي سأرتبط به! من أنت لتقرر لي من أنساه ومن لا أنساه؟!"
      
      في لحظة، تبدل الجو في الغرفة. ارتفع ضغط الهواء فجأة، واهتزت النوافذ بقوة حتى تحطمت زجاجاتها دفعة واحدة، لتنطلق شظاياها في كل الاتجاهات. انطفأت الأضواء، ولم يبقَ سوى وهج عينيه المتوهجتين في الظلام. الهواء أصبح بارداً لدرجة أن قشعريرة اجتاحت جسد ليا، لكنها لم تتحرك. لم تستطع.
      
      وفجأة، اندفع نحوها وأمسك ذراعيها بقوة، أصابعه القوية تضغط على جلدها بشدة. كان وجهه قريبًا جدًا، وعيناه تحاصرانها كأنهما سلاسل غير مرئية. قال بصوت حمل غضبًا متفجرًا:
      
      "قلت لكِ لا تذكري اسمه!"
      
      شهقت ليا من شدّة قبضته، وألم حارق بدأ يتصاعد في ذراعيها. حركت شفتيها بصعوبة، قبل أن تهمس بصوت مرتجف، بالكاد يُسمع وسط توتر الغرفة:
      
      "أنت... تؤلمني..."
      
      في تلك اللحظة، كأن شيئًا في داخله انكسر. اتسعت عيناه قليلاً، وأرخى قبضته على الفور. ظل يحدق بها للحظة، ثم تراجع للخلف ببطء، قبل أن يستدير متجهًا نحو الباب. وقبل أن يغادر، قال بصوت هادئ لكنه كان يحمل أمراً لا يقبل النقاش:
      
      "كايل لم يفعل شيئًا لإنقاذك حين كنتِ تسقطين. لم يتحرك حتى. والآن، لا أريد سماع اسمه منكِ مرة أخرى."
      
      ثم خرج من الغرفة وأغلق الباب خلفه بقوة، تاركًا ليا وحدها وسط بقايا الغضب، والصمت... ودموعها التي بدأت تتساقط دون أن تشعر.
      
      وفي الأسفل...
      
      كان راين وارورا  يتجادلان كعادتهما، لكن بمجرد أن ظهر سايلوس في قاعة الجلوس، توقف كلاهما على الفور. كان الجو حوله مشحونًا، وكأنه يحمل معه آثار العاصفة التي اندلعت في الأعلى. سار بخطوات هادئة نحو كرسيه، ثم جلس ووضع قدمًا فوق الأخرى ببرود. نظر إلى اورا وقال بلا مبالاة:
      
      "جهّزي لها ملابس، وكل ما تحتاجه."
      
      انحنت اورا قليلاً وقالت بجدية: "كما تأمر، جلالتك."
      
      ثم خرجت لتنفيذ الأوامر، بينما ظل راين يراقب سايلوس بصمت، يتساءل عما حدث هناك في الأعلى.
      
      بعد خروج سايلوس، بقيت ليا جالسة على السرير، أنفاسها متلاحقة ويديها ترتجفان قليلاً. لم تكن تعرف كيف تتعامل مع هذا الموقف. كان جزء منها يصر على تصديق أن كايل لم يتركها، بينما الجزء الآخر بدأ يتسلل إليه الشك...
      
      نهضت ببطء من السرير، قدماها العاريتان تلامسان الأرضية الباردة، مما جعل جسدها يقشعر لا إراديًا. سارت ببطء نحو النافذة، نظرت عبرها إلى الظلام الذي يلف المكان، الأضواء الخافتة في الحديقة الخارجية ألقت ظلالًا غامضة على الأشجار العالية، وكأنها تراقبها بصمت.
      
      "كيف انتهى بي الأمر هنا؟ وكيف يمكنني الخروج؟"
      
      لكن قبل أن تتمكن من التفكير أكثر، فُتح الباب فجأة. التفتت بسرعة، متوقعة أن يكون سايلوس قد عاد، لكنها وجدت فتاة بشعر فضي طويل وعينين بلون العنبر، ترتدي زياً أنيقًا، وتحمل بعض الملابس في يديها.
      
      "مرحبًا، أنا اورا . جئتُ لأحضر لكِ بعض الملابس."
      
      تقدمت الفتاة بخطوات هادئة، ووضعت الملابس على السرير، ثم نظرت إلى ليا بابتسامة خفيفة، قبل أن تميل برأسها قليلًا بتفحص.
      
      "لا زلتِ مصدومة، أليس كذلك؟ لا تقلقي، لن يؤذيكِ أحد هنا."
      
      شعرت ليا أن كلماتها تهدف للتهدئة، لكنها لم تستطع تصديقها تمامًا. نظرت إليها بحذر، قبل أن تسأل
      نظرت إليها بحذر، قبل أن تسأل بصوت خافت لكنه محمل بالريبة:
      
      
      
      
      
      "من أنتِ؟"
      
      ابتسمت اورا ابتسامة جانبية، وكأنها تتوقع هذا السؤال، ثم أجابت بنبرة هادئة ولكنها تحمل بعض المرح:
      
      "كما قلت، اسمي اورا. أعمل هنا... يمكنني القول إنني اليد اليمنى لسايلوس، أو ربما الشخص الوحيد القادر على تحمل مزاجه السيئ."
      
      ارتسمت لمحة من الدهشة على وجه ليا، لكنها سرعان ما أخفتها. لم تكن تعرف إن كانت تستطيع الوثوق بها أم لا، لكنها شعرت بشيء مختلف في طريقة حديثها، شيء أقل تهديدًا مما أظهره سايلوس.
      
      اقتربت اورا من السرير، وأشارت إلى الملابس التي وضعتها هناك.
      
      "من الأفضل أن تغيري ملابسك، تلك التي ترتدينها الآن ليست في حالة جيدة."
      
      نظرت ليا إلى نفسها، لأول مرة تدرك أنها لا تزال ترتدي فستانها المبلل والممزق جزئيًا. لامست القماش البارد الملتصق بجسدها، وتذكرت فجأة... الماء، الغرق، كايل...
      
      ارتعشت أصابعها لا إراديًا، فلاحظت اورا ذلك، وقالت بلطف مفاجئ:
      
      "لا بأس... خذي وقتك، لن يجبركِ أحد على شيء هنا."
      
      رفعت ليا نظرها إليها، للحظة، شعرت أن اوراصادقة... لكن هل يمكنها أن تثق بها حقًا؟
      
      اورا وقفت للحظة عند الباب قبل أن تسأل بصوت هادئ:
      
      "هل تحتاجين أي مساعدة؟"
      
      ليا، التي كانت لا تزال غارقة في أفكارها، هزت رأسها نفيًا دون أن تنطق بكلمة. لم تكن واثقة مما يجب أن تفعله، لكنها بالتأكيد لم تكن مستعدة لتتلقى مساعدة من شخص بالكاد تعرفه.
      
      اورا لم تبدُ متفاجئة من ردها، فقط أومأت برأسها وقالت بلطف:
      
      "حسنًا، سأكون في الأسفل، عندما تنتهين، انزلي لتتناولي الطعام."
      
      ثم استدارت وخرجت من الغرفة بهدوء، مغلقة الباب خلفها برفق.
      
      نظرت ليا إلى الباب بعد خروج اورا، شعرت بالارتباك، وكأنها لا تزال تحاول استيعاب كل ما يحدث حولها. أخذت نفسًا عميقًا، ثم اقتربت من السرير وأخذت الملابس التي أحضرتها لها فلير.
      
      كانت عبارة عن فستان بسيط ولكنه أنيق، مصنوع من قماش ناعم بلون كحلي داكن، بدا وكأنه خُصص لها تمامًا. لم تفكر كثيرًا، فقط أرادت الخروج من هذه الملابس المبللة التي تشعرها بالثقل.
      
      بعد أن ارتدت الفستان، توجهت إلى المرآة الكبيرة في زاوية الغرفة، نظرت إلى انعكاسها، فرأت فتاة شاحبة، عيناها مرهقتان لكنهما تحملان بريقًا من التحدي. شعرت للحظة وكأنها غريبة عن نفسها...
      
      لم تكن هذه هي ليا التي تعرفها.
      
      "أنا فقط بحاجة لبعض الطعام... وبعدها سأفكر في كل شيء."
      
      خرجت من الغرفة ببطء، كان الممر طويلًا، والجدران مزينة بثريات فاخرة تلقي ضوءًا خافتًا، مما زاد من غموض المكان. خطواتها كانت حذرة، وكأنها تمشي داخل فخ غير مرئي.
      
      سمعت أصواتًا قادمة من الطابق السفلي، بدا وكأن هناك حديثًا يدور، وعندما اقتربت أكثر، استطاعت تمييز صوت سايلوس. كانت نبرته هادئة، لكنها تحمل شيئًا من التوتر...
      
      ترددت قليلًا، هل يجب أن تنزل؟ أم أنها ستجد شيئًا لا تود رؤيته؟
      
      عند سايلوس
      
      الهواء في الغرفة أصبح كثيفًا، مشحونًا بطاقة غامضة، بينما كان سايلوس واقفًا في منتصفها، الغضب يشع من عينيه المتوهجتين بلون السماء، وبؤبؤيه الأصفرين اللذين بدا وكأنهما يحترقان. شعره الفضي تلألأ تحت الضوء، وعروقه التي تحولت إلى لون أحمر قاتم بدت وكأنها تنبض بطاقة غير مستقرة.
      
      صوته خرج حادًا، يحمل غضبًا لا لبس فيه:
      "كيف لم يكن في جنوة؟! كيف ذهب إلى روما دون أن نشعر به؟! جهزوا أنفسكم، سنسافر غدًا. وأرسلوا رسالة إلى المملكة، أخبروهم أن يتتبعوا خطواته حتى نعثر عليه!"
      
      في لحظة، استجاب راين و اورورا و تحولا إلى شكلهما الحقيقي، الطاقات المحيطة بهما تماوجت للحظات قبل أن يستقرا على هيئتهما الأصلية. كانا على وشك التحرك، لكن فجأة...
      
      صوت خافت، أنفاس متقطعة...
      
      التفت الجميع بسرعة نحو مصدر الصوت، وهناك، عند الدرج، وقفت ليا.
      
      كانت عيناها متسعتين بصدمة، شفتيها مفتوحتين قليلًا دون أن تخرج أي كلمة. لون وجهها شاحب، وجسدها متصلب كما لو أنها لم تستوعب بعد ما تراه أمامها.
      
      اورورا  تراجعت خطوة للوراء، وهمست بصدمة:
      "ما هذا... لقد رأتني!"
      
      راين لم يحرك ساكنًا، لكنه تمتم بصوت منخفض وهو يرمق سايلوس:
      "لقد فُضح أمرنا..."
      
      لحظة الصدمة...
      
      خطواتها كانت بطيئة، مترددة، كأنها تخشى أن تزعج سكون المكان. كانت قد غادرت غرفتها بعد تردد طويل، تبحث عن مخرج، أو ربما عن إجابات. لكن ما وجدته كان أبعد ما يكون عن المنطق الذي تعرفه.
      
      نزلت الدرج بخفة، أطراف أصابعها بالكاد تلامس الخشب البارد تحته، أنفاسها متلاحقة لكنها خافتة. عندما وصلت إلى منتصف الدرج، تجمدت مكانها.
      
      عيناها التقت بالمشهد أمامها...
      
      سايلوس لم يكن كما رأته من قبل. لم يكن الرجل الغامض الذي أنقذها، أو ذاك الذي يحيط نفسه بجو من الغموض والصمت. أمامها الآن، كان شيئًا آخر تمامًا.
      
      شعره الفضي اللامع تألق تحت الضوء الخافت، أطرافه تتحرك كما لو أن الرياح تلعب بها رغم سكون الغرفة. عيناه لم تعودا بذلك اللون الرمادي الهادئ، بل توهجتا بلون السماء الصافية، يتوسطهما بؤبؤ أصفر مشتعل كجمرة لا تنطفئ. والأدهى... عروقه التي تحولت إلى لون أحمر قاتم، وكأن دمه نفسه اشتعل غضبًا.
      
      لم يكن وحده...
      
      اورا ، تلك الفتاة الهادئة، لم تعد كما رأتها قبل دقائق. وقفت بجانبه، لكنها لم تعد بشرية تمامًا. طاقة غريبة تحيط بجسدها، وهالة قوية تنبعث منها، ترددها البصري جعلها تبدو وكأنها ليست ثابتة، كأنها شيء لا ينتمي لهذا العالم.
      
      أما راين... ذلك الصامت دائمًا، فكان واقفًا بجانبها، عينيه الباردتين تحملان نظرة لم تستطع قراءتها، لكن جسده هو الآخر كان يتغير، معالمه تتلاشى لتكشف عن شيء ليس بشريًا.
      
      ما هذا؟
      
      جسدها قشعر بالكامل، وبرودة غريبة سرت في أطرافها.
      
      لم تدرك أنها حبست أنفاسها حتى شعرت بالدوار.
      
      في تلك اللحظة، تحرك سايلوس، التفت ببطء، نظراته القوية التقت بعينيها. وكأن الزمن توقف بينهما.
      
      عيناه الزرقاوان المتوهجتان تمعنتا فيها، بينما بقيت هي واقفة هناك، عاجزة عن النطق، عاجزة حتى عن الهروب.
      
      the end
      وحد الله ♥
      
      
      رسائل أحدث رسائل أقدم الصفحة الرئيسية

      Pages

      authorX

      مؤلفون تلقائي

      نظام شراء