أسيرة قلبه - رواية بوليسية
أسيرة قلبه
2025, سهى كريم
رومانسية بوليسية
مجانا
لم تكن سامانثا تتوقع أن تتحول حياتها إلى صراع بين مشاعرها وكبريائها، خاصة بعد ظهور جيمس، الشرطي المكلف بحمايتها. بين العناد واللحظات الساخنة، تجد نفسها عالقة في دوامة من المشاعر التي لا تستطيع إنكارها. لكن الحب حين يأتي، لا يمنح فرصة للهروب.
سامانثا
فتاة قوية وعنيدة، تحاول إنكار مشاعرها لكنها تجد نفسها غارقة في الحب.جيمس
شرطي غامض وجذاب، مكلف بحماية سامانثا لكنه يقع في حبها رغمًا عنه.أنجل
صديقة سامانثا المقربة، تحاول دائمًا دفعها للاعتراف بمشاعرها.
شرطي بيقع في حب غريبة النوع: حب //المقدمة// "عارف إني بحبك، بس إنت مش عارف عشان إنت بارد ومبتحسش." قلتها لجيمس وهو واقف قدامي. "أنا مش بارد." رد عليا. "إزاي مش بارد؟ إنت بارد بارد!" فضلت أكررها وأنا بضربه على صدره. "سام، لو أنا بارد، ليه بوجع لما أشوفك بتتكلمي مع حد تاني؟ ليه بحس بالقهر لما حد غيري بيضحكك؟" قالها وهو الدموع نازلة من عينه. "بحبك يا سام، من أول يوم شفتك فيه." كمل كلامه. "وأنا كمان بحبك." قلتها وأنا بشد رقبته ناحيتي وببوسه. رد عليا بنفس البوسة. ------------------------- هاي يا جماعة، أنا سامنثا لافيفر، ممكن تنادوني سام. وجهة نظر سام صحيت بدري بسبب صوت أخويا اللي كان بيتصل بيا. "ساااام، قومي بقى! أول يوم دراسة النهارده، وهتتأخري!" صوته كان عالي جدًا. "حاضر حاضر، هاقوم أهو!" رديت عليه وأنا بكسل. قمت من السرير ووقفت قدام المراية، سرحت شعري بسرعة، وبعدها دخلت الحمام أخدت دش منعش. بعد ما خلصت، لبست يونيفورم المدرسة ونزلت تحت علشان أفطر. وصلت لجامعة لافيفر. آه، بابا هو صاحب الجامعة دي. وأنا ماشية في طرقات المدرسة، شفت صحابي المقربين، كريستال، أنجل، وإيلا. "سااااام!" صرخت أنجل وهي بتنادي عليا. هي أكتر واحدة صوتها عالي فينا كلنا. "إيه تاني؟ صوتك عالي كأنك في ماتش مصارعة!" قلتلها بضيق. "أيوه بجد!" ردت كريستال وإيلا وهي موافقاتني. "لأ بجد، شفت واحد وسيم جدًا من شوية، وكان ظابط شرطة! بس للأسف، خلص دراسته خلاص." قالت أنجل بحماس. "إزاي عرفتي إنه خلص دراسته؟" سألتها إيلا باستغراب. "يا بنتي، مش شايفاه ظابط شرطة؟ يعني هيبقى ظابط إزاي لو مخلصش دراسته؟" ردت كريستال بثقة. "إيه كل الدوشة دي؟" قلتلهم وأنا ملاحظة إننا مكناش حتى دورنا على الفصل بتاعنا لسه. إحنا زملاء من أولى ابتدائي لحد دلوقتي، عشان كل سنة بقول لبابا ما يفرقناش في الفصول، وهو بيوافق، ففضلنا مع بعض على طول. "طب إحنا في أنهي فصل بقى، يا سام؟" سألتني إيلا. "بابا قال لي إننا في 10B." رديت عليها. "يلا ندور عليه!" قالت كريستال بحماس. دخلنا الفصل، وقعدت جنب كريستال، لأني مش عايزة أقعد جنب أنجل، صوتها عالي أوي، وإيلا كمان نفس الحكاية. دخل البروفيسور وبدأ يشرح الدرس، وأنا ركزت معاه وسمعت كل اللي قاله. "طيب يا دفعة، المحاضرة خلصت." قال البروفيسور، فقمت على طول وسبتهم وخرجت من الفصل. وأنا ماشية في الممر، لمحت واحد لابس يونيفورم الشرطة. هاعترف، كان وسيم جدًا، طويل وبشرته فاتحة... وجهة نظر جيمس قربت من الآنسة سامانثا وسلمت عليها. "هاي، آنسة سامانثا." قلتها وأنا ببوس إيدها باحترام، ولاحظت وشها اللي احمر فجأة. "إنت مين؟" سألتني وهي بتسحب إيدها بسرعة. "أنا جيمس كولينز، المكلف بحمايتك يا آنسة سامانثا." قدمت نفسي بهدوء. وفجأة، تعبير وشها اتغير تمامًا، وبقى مليان غضب. "مين اللي أمرك بكده؟" سألتني وهي متضايقة. "بابا حضرتك." رديت عليها بنفس الهدوء. "ليه؟ إيه السبب؟" "لأنك متورطة مع عصابة، وهو خايف عليكي، فقرر يعينني لحمايتك." قلتها ببساطة وابتسمت لها ابتسامة عريضة، خلت وشها يحمر أكتر، وفجأة جريت بسرعة بعيد عني. وجهة نظر سام يا نهار أبيض! جريت بأقصى سرعة من شدة الإحراج، كنت عارفة إن وشي بقى أحمر زي الطماطم! "إيه ده، بيه! ليه سبتي الظابط الوسيم؟" قالت أنجل وهي بتضحك. "طبعًا كنت محرجة!" رديت عليها وأنا متضايقة. "إحنااااا؟ بجد؟ مش باين، وشك كله بيصرخ إنك ميتة عليه!" قالت أنجل وهي بتغمز لي. "فين إيلا وكريستال؟" حاولت أغير الموضوع بسرعة. -------------------- أنجل: "إيييه، قاعدة هناك بتتكلم مع الظابط الوسيم." كنا في الفصل بنحضر آخر محاضرة لينا في اليوم. "طيب يا دفعة، المحاضرة خلصت." قال البروفيسور. جمعت حاجتي وحطيتهم في لوكري، بس حسيت إن في حد واقف ورايا. أول ما لفيت، قلبي دق بسرعة جنونية. "إنت بتعمل إيه هنا؟ غور من وشي!" قلتها بخشونة وأنا بدفعه بعيد. لكن أول ما دفعته، مسك إيدي، وبدل ما يبعد، لقينا نفسنا واقعين على الأرض، وأنا فوقه بالظبط! عيوننا تلاقوا، واللحظة اتجمدت... لحد ما سمعت صريخ زمايلي وصحابتي اللي دمروا الجو كله. أنجل: "آآآييه بييييه، دا كيوت أوي!" باقي الفصل: "آآآييه، رومانسية خرافية!" بسرعة، قمت من فوقه، ووشي كان سخن جدًا من الإحراج. "يا نهار أبيض، أنا شكلي بقت شبه الطماطم!" فكرت في نفسي. ما بصتلش له ولا حتى رديت على أي حد، جريت بسرعة لحد ما وصلت للباركينج، ركبت عربيتي وضغطت على البنزين بأقصى سرعة. أول ما وصلت البيت، الخدم استقبلوني كالعادة. "مساء الخير يا آنسة سامانثا." قالوا بصوت واحد. "مساء النور." رديت عليهم بسرعة وأنا داخلة جري. كنت طالعة أوضتي، لكن لمحت ماما واقفة في المطبخ. "ماما، بابا فين؟" سألتها. "في مكتبه يا حبيبتي." على طول روحت على مكتب بابا وخبطت على الباب. "ادخلي." سمعت صوته. دخلت ووقفت قدامه وقلت له بحدة: "بابا، ليه جايبلي ظابط يحرسني؟" "إنتِ عارفة إني مش عاوزك تتورطي تاني مع العصابة." "بس بابا، أنا—" "مفيش بس ولا لأ، الموضوع انتهى." قالها بحزم. "هو هيكون الحارس الشخصي بتاعك من النهاردة." مكنش ينفع أرفض، لأنه بابا في الآخر. اليوم التاني في المدرسة، كنت ماشية في الكوريدور ولاحظت حد واقف كأنه مستني حد. ولما بصيت في وشه، اتفاجئت... جيمس! الحارس الشخصي بتاعي! ابتسمت لا إرادياً وأنا همَّيت أروح له، لكن فجأة، بنت جريت عليه وحضنته بحماس. كانوا مبسوطين جدًا سوا، ووقتها حسيت بشيء غريب... حزن؟ غيرة؟ "أكيد دي صاحبته... ليه قلبي وجعني كده؟" فكرت في نفسي وأنا واقفة مكاني، مش عارفة أتحرك. كنت لسه ببص عليهم، ولسه هقول حاجة، لكن فجأة سمعت صوت من ورايا. "كيوت أوي سوا، مش كده؟" بصيت بسرعة، لقيت أنجل واقفة وعاملة نفسها مستمتعة بالمشهد. "آه، أوي... كيوت جدًا، زيادة عن اللزوم كمان." قلت لها بصوت هادي، بس واضح إني مش مبسوطة. "إيه ده، إنتِ متضايقة؟" سألتني وهي بتبصلي بتركيز. "إيه؟ أنا؟ لأ طبعًا!" بس شكلي اتوترت، وطلعت الكلمة بصوت عالي، لدرجة إن كل الطلبة اللي في الكوريدور بصوا علينا، حتى جيمس والبنت اللي معاه! شافني وابتسم وقال: "صباح الخير، مِس سامانثا." رفعت حاجبي بضيق وقلت: "تييييييك... صباح إيه؟ مفيش حاجة كويسة في الصبح ده." بعدين مشيت على طول. دلوقتي أنا قاعدة في الفصل، ولحد دلوقتي البروفيسور لسه مجاش. "ليه متأخر كده؟ هو عمره ما بيتأخر." قالت إيلا وهي باين عليها الاستغراب. "يمكن مش هييجي خالص." قالت أنجل بابتسامة. "يا ريت." علقت كريستال. أما أنا، فكنت قاعدة ساكتة، تايهة في تفكيري. كل اللي حصل الصبح لسه شاغل بالي، ومش قادرة أفهم إيه الإحساس ده اللي حاساه. مشيتني الأفكار لحد ما نمت وأنا قاعدة، وما صحيتش غير على صوت الجرس، إشارة إن الحصة خلصت وإن وقت الفسحة بدأ! "يلا على الكافتيريا!" قلت لهم وأنا واقفة بسرعة، وطبعا كلهم وافقوا بدون تردد. "أخيرًا، كنت هموت من الجوع." قالت أنجل وهي بتجري قدامي. نظرت له بعيون متسعة من الصدمة ولساني مربوط، لسه مش مستوعبة اللي حصل. كان ماسك وسطي بإيد قوية، وملامحه متوترة. "إنتِ عاوزة تموتي؟!" قالها بصوت مليان قلق وهو لسه مش سايبني. بلعت ريقي بصعوبة وقلت: "أنا... أنا مكنتش شايفة العربية جاية بسرعة كده." "مفروض تبقي أكتر حذر." صوته كان هادي، لكن فيه نبرة أمر واضحة. بعدها سابني ببطء، وأنا لسه حاسة بدقات قلبي سريعة من الخضة. "شكرًا..." قلتها بصوت بالكاد سمعته أنا نفسي. نظر لي للحظة، ثم رفع حاجبه وقال بابتسامة جانبية: "هوا ده بس اللي هتقولي؟ شكرًا؟ مش حتى اعتراف إنك كنتي هتتهوري؟" رفعت عيني له بضيق وقلت: "بلاش تعود نفسك إني هعتذر! اللي حصل حصل." ضحك بخفة وقال: "العناد ده هيكون مشكلة كبيرة يا مِس سامانثا." تنفست بعمق وحاولت تجاهله، لكن صوتي طلع تلقائيًا: "مش المفروض تكون مع حبيبتك بدل ما تكون هنا؟" ارتفع حاجبه بدهشة، كأنه مش متوقع كلامي. "حبيبتي؟ مين؟" "البنت اللي كنت ماسك إيديها الصبح، والضحك اللي مالي وشك وقتها!" ابتسم ابتسامة جانبية وهو يهز رأسه وقال: "إنتِ بتتكلمي عن إيريكا؟" عقدت حاجبي، واضح إنه مستمتع بحيرتي. "إيريكا دي أختي، سامانثا." اتسعت عيني للحظة، لكني تمالكت نفسي بسرعة. "أوه، أختك..." ابتسم بانتصار وقال: "آه، أختي." ثم اقترب قليلًا وقال بصوت منخفض: "إيه؟ كنتي غيرانة؟" "هاه؟ غيرانة؟! إنت بتحلم!" قلتها بسرعة وأنا مش عارفة ليه وجهي سخن فجأة. ضحك وقال: "أها، طبعًا... مش هتغيري. مفهوم." ثم استدار ومشى، تاركني واقفة في مكاني ويدي مشدودة بقوة على حقيبتي. 'مش بغير... مش بغير... مش بغير!' قلتها لنفسي وأنا أحاول أصدقها، لكن دقات قلبي كان لها رأي تاني. مرت الأيام، وأنا بحاول أتجاهل مشاعري اللي كل يوم بتكبر ناحية جيمس. كل مرة يكون قريب مني، كل مرة يتكلم معايا بنبرة صوته اللي فيها ثقة ودفء، كل مرة عيونه تمسك عيوني كأنها بتمسك قلبي معاها… كنت بحس بحاجة غريبة، حاجة بتخوفني وبنفس الوقت بتشدني ليه أكتر. بس المشكلة إن كبريائي كان أكبر من إني أعترف. أنا سامانثا، مش بسهولة هقع في الحب! لكن الحقيقة؟ أنا كنت وقعت من زمان. لحظة الانفجار في يوم، بعد الجامعة، كنا لوحدنا في موقف السيارات. أنا كنت واقفة جنب عربيتي، وهو كان مسند ضهره عليها، عيونه مثبتة عليا وكأنها بتحاصرني. "سامانثا." نادى اسمي بصوت هادي لكنه قوي، ودي كانت أول مرة يناديني من غير أي ألقاب رسمية. "نعم؟" حاولت أكون باردة. "لحد إمتى هتهربي مني؟" اتسعت عيوني وقلت بسرعة: "أنا مش بهرب." قرب مني خطوتين، مسافة خلت نفسي يتقطع. "طب بصيلي في عيني وقوليلي إنك مش حاسة بأي حاجة لما بكون قريب منك." اتجمدت مكاني. حاولت أهرب بنظري، لكن إيده مسكت وشي بخفة وخليتني أبصله غصب عني. "قوليها، سامانثا." صوته كان ناعم بس فيه تحدي. بلعت ريقي. "أنا... أنا..." وفجأة، لقيته قرب أكتر، وشفايفه كانت على بعد سنتيمترات من وشي. "إنتِ ملكيش مفر، لأنك بتاعتي من الأول." قالها بصوت منخفض، وده كان آخر خيط للمقاومة جوايا قبل ما ينقطع تمامًا. قبلة نارية واعتراف مشتعل حسيت بكل حاجة بتتحطم جوايا، الكبرياء، العناد، الخوف… وبدلهم، كان في نار مشتعلة بينا. أنا اللي كنت دايمًا بهرب، أنا اللي كنت دايمًا بتجاهل، كنت دلوقتي أنا اللي بسحب جيمس من قميصه وبتعلق في رقبته بشغف. قبلني بقوة، بعمق، وكأنه بيأكد لي إن مفيش هروب تاني. كانت قبلة مليانة اشتياق، مليانة حب كان بيتبني في الخفاء، مليانة نار كانت مستنية اللحظة المناسبة عشان تخرج. ولما سابني، كان نفسه لاهث وعيونه مشتعلة. "سامانثا، قوليها." أنا كنت لسه متعلقة فيه، وشفت ضحكته اللي فيها انتصار، وعرفت إن جيمس هو الشخص اللي كنت مستنية أقع في حبه من زمان. "بحبك، جيمس." قلتها وأنا بتنفس بعمق، وأخيرًا، قدرت أعترف. لف إيده حوالين وسطي وسحبني ليه بقوة وهمس: "وأنا بعشقك، وغصب عنك، هفضل أحبك." النهاية ❤️ ---- بحبكم بجد ----