موصى به لك

الأقسام

الأفضل شهريًا

    الأعلى تقييمًا

      روايه رحلتي - الفصل 24

      رحلتي مع القدر

      2025, خضراء سعيد

      دراما نفسيه

      مجانا

      يارا، تعود إلى بلدها بعد غياب طويل، لتجد نفسها وسط عائلة لم تعش معها من قبل، محاطة بأشخاص جدد يحملون لها مشاعر مختلفة. بين الحنين والغموض، تحاول التأقلم مع حياتها الجديدة، بينما تنجذب إلى أحد الشبان الذين يستقبلونها، دون أن تدرك أن ماضيها قد يحمل مفاجآت غير متوقعة.

      يارا

      فتاة هادئة وحساسة، تحمل ذكريات غامضة عن ماضيها، وتواجه مشاعر متضاربة في رحلتها الجديدة.

      فؤاد

      شاب مرح وحيوي، يعتبر يارا كأخته، يحاول جعلها تشعر بالراحة منذ لحظة وصولها.

      السيدة الباكية

      امرأة حنونة، تذرف دموع الفرح عند رؤية يارا، وتحمل لها مشاعر دفينة قد تكشف الكثير عن ماضيها.
      تم نسخ الرابط
      رحلتي

       
      ولا داعي لأن تخاف.
      بينما جلست يارا بجانب والدها في القطار، 
      
      كانت عيناها تتنقلان بين الوجوه المتحركة حولها.
      رجل يرتشف قهوته بهدوء، ينظر من النافذة وكأنه غارق في أفكاره،
      
      بينما تتشابك أصابعه على الكوب الدافئ. شابة تجلس على الجانب الآخر، تتحدث في هاتفها بصوت خافت، شفاهها تتحرك بسرعة بينما تهز رأسها بين الحين والآخر.
      طفل صغير يقفز على المقعد بجوار والدته، تبتسم له بحنان وتحاول تهدئته، بينما يجذب انتباهه صوت بائع متجول يعرض بضاعته للركاب بصوت رخيم. بالقرب من الباب، يقف رجل مسنّ مستندًا إلى عصاه، يراقب المشهد بعينين تحملان حكايا الزمن، في حين يمد له شاب يده لمساعدته على الجلوس.
      القطار يهتز برفق، وعجلاته تنزلق بسلاسة على القضبان، فيما تتداخل أصوات الركاب مع صفير الرياح خلف النوافذ. يارا تتأمل كل ذلك بصمت، وكأنها تلتقط مشاهد من مسرحية متحركة، حيث يكتب كل راكب سطرًا جديدًا في قصته الخاصة. شعرت يارا بالنعاس وتحاول جاهده أن لا تنام فاحتضنها: نامي يا حبيبتي
      فاغمضت عينيها ونامت فقبل جبينها وبعد فترة وصل القطار لوجهته استيقظت وهي تلمح انعكاس صورتها على نافذة القطار للحظة قبل أن تستدير نحو المخرج، أو تمر بجانب أكشاك الجرائد والمطاعم الصغيرة بينما تتسارع خطواتها تدفق الهواء البارد من الخارج،
      
      ارتفع هدير المحرك، ثم خطت سريعًا على الرصيف، تحاول الحفاظ على توازنها وسط حركة الركاب المتجهين للصعود والنزول.
      
      سمعت صوت احتكاك العجلات بالسكة الحديدية أو لاحظت رائحة المعدن والوقود.
      
      
      بمجرد خروجها،تحرر الهواء من رائحة القطار، وصوت السيارات وضجيج المدينة أصبح أكثر وضوحًا.
      البحث بنظراتها: رفعت يدها تحجب الشمس عن عينيها، بحثت في الوجوه، حتى رأته واقفًا هناك، تسارعت أنفاسها، ربما راودها شعور بالراحة فاتجهت نحو والدها فلمحت معه عده شباب فخجلت من أن تتقدم فتقدم نحوها أحدهم وضمها وهي مصدومة 
      
      فقال:نورتي البلد يا قلب اخوكِي أسمي فؤاد يالله نروح وترتاحي فذهبت معه وهي تتأمل المناظر وتستمع إلى أحاديثهم وترى نظرات أحدهم موجهه لها ويبتسم لها فابعدت نظراتها وتنظر للبحر
      
      فوصلوا للحي وتوقفت السيارة أمام قصر كبير تحيطه حديقة جميلة فنزلت يارا برفقتهم فسبقوها وكان أحدهم ينتظر دخولها فسمعته يقول لها بهيام:نورتي قلبي يا نونه اتفضلي البيت بيتك فدخلت وهي مستغربه. فتفاجأت بتلك السيدة التي تذرف دموع الفرح وتتوجه ناحيتها وضمتها بحنان وظلت تقبلها وتبكي
      
      

      رقصة تحت ضوء القمر

      رقصة تحت ضوء القمر

      2025, مينا مسعود

      روايه حب تاريخيه

      مجانا

      قصة رومانسية اجتماعية تدور أحداثها في العصر الفيكتوري، حيث تخضع الفتيات لقيود المجتمع وقواعده الصارمة بشأن الزواج والمظهر اللائق. وسط هذا العالم المليء بالقيود، تعيش البطلة كريسي مارتن، فتاة شابة تتمتع بروح حرة وفضول لا حدود له، لكنها تجد نفسها عالقة بين رغباتها الشخصية وتوقعات والدتها المتسلطة.

      كريسي مارتن

      فتاة في السادسة عشرة من عمرها، ذكية وحادة الملاحظة لكنها تعاني من قيود المجتمع الراقي. تحب السباحة وتشعر أنها محاصرة بين توقعات والدتها ورغباتها الحقيقية.

      جيم دينهام:

      شاب غامض ذو روح مرحة لكنه متوتر في المواقف الاجتماعية. رغم كونه من عائلة نبيلة، إلا أنه يبدو مختلفًا عن الآخرين، مما يجذب كريسي إليه بشكل غير متوقع.

      السيدة مارتن

      والدة كريسي، امرأة طموحة تسعى لتزويج ابنتها لرجل مناسب وفقًا لمعايير المجتمع، مما يجعلها تضغط على كريسي في اختيار شركاء الرقص والحديث خلال المناسبات
      تم نسخ الرابط
      رقصة تحت ضوء القمر

      0:00 0:00
        في نوفمبر 1811
      
      كرسيدا مارتن ماكانتش فاكرة حاجات كتير عن حياتها قبل ما والدها يسافر فرنسا.
      كانت ساعات بتحب تتخيل إنه ساب البيت عشان سبب نبيل، زي الرجالة التانية اللي بيحاربوا عشان الملك والبلد. كانت بتحب تتخيل نفسها هي ووالدتها مستنيين رجوعه بانتصار، وهم محافظين على البيت بكل إخلاص.
      
      لكن الحقيقة إنه عمره ما رجع. ولا كان هيرجع أبدًا.
      
      والدتها، مدام آن مارتن، كانت عارفة ده كويس.
      كانت بتتصرف قدام الناس كأنها تمام، مبتورّيش ضعفها لأي حد. هي كرهت فكرة إنها تبقى الست اللي جوزها سابها، وفضلت تعيش في دور الأرملة. الناس كانوا عارفين الحقيقة، عارفين إن مستر مارتن كان راجل لعوب وسابهم، لكن محدش كان بيجرؤ يجيب سيرته قدامها من باب الذوق.
      
      كرسي كانت راقدة في سريرها بتبص على والدتها وهي بتحط بودرة على وشها، بودرة من خلطة هي اللي عملتها بنفسها. زمان كان عندها عطور ومساحيق تجميل، لكن من زمان وهي خلصت، فاضطرت تلاقي طرق أرخص عشان تحافظ على جمالها الطبيعي.
      
      
      
      مدام مارتن كانت في شبابها من أجمل البنات، ولسه محتفظة بجمالها اللي كان بيخلي الخطاب يدقوا بابها زمان.
      
      — "القَسِّيس طمّنّي إننا هنتعرف على الدوق والدوقة النهارده، كريسي"، قالتها والدتها بحماس متوتر وهي بتقرص خدودها عشان تديها لون قبل ما تقوم من على التسريحة الصغيرة. مشيت ناحية السرير ووقفت قدام كريسي، بتبص لها بنظرة ناقدة وحواجب مرفوعة وعيونها الرمادي المائل للأخضر ديقة.
      
      — "تقصدين إن القَسِّيس بيحاول يروّج لي عند الدوق والدوقة الليلة؟" ردّت كريسي بتهكم قبل ما تعض لسانها.
      
      والدتها رفعت حواجبها باستنكار:
      — "طلّعي كل التعليقات اللي عندك دلوقتي، عشان مش عايزة أسمع منك ولا كلمة النهارده إلا لو كانت ناعمة، جذابة أو لطيفة!"
      
      كريسي تنهدت بملل ورمت راسها على السرير، لكن أمها زعقت فيها على طول عشان كانت هتبوظ التسريحة اللي قعدت ساعة تثبتها فيها.
      
      ضحكت مدام مارتن بسخرية وقالت:
      — "كأنها فاكرة إننا عندنا فلوس تكفينا عشان تفضل تلعب زي العيال شوية كمان."
      
      كانت بتتكلم كأنها بتقول الكلام لنفسها، لكن كريسي عرفت كويس إن الجملة دي مقصودة عشان تحسسها بالذنب.
      
      هي أصلًا عارفة حالهم المالي السيئ من وهي طفلة. بس الصراحة، هي لسه حاسة إنها طفلة، لسه مش مكملة السبعة عشر، وده مش هيحصل غير في أبريل الجاي.
      
      
      كريسي بقالها كتير ماحستش إن في حاجة ثابتة في حياتها. بالكاد تفتكر الإحساس ده، زي ما بالكاد تفتكر الوقت اللي أهلها كانوا عايشين فيه مع بعض كزوج وزوجة.
      
      اتعودت على فكرة إنها تشيل نفسها في أي لحظة وتسافر بحقيبة واحدة فيها كل اللي تملكه. هي ووالدتها كانوا بيعتمدوا على كرم الأصدقاء والجيران والقرايب القليلين اللي لسه عايشين. في الشتا، كانوا بيقعدوا في لندن في شقة تبع واحد من قرايب مدام مارتن. كريسي كانت بتكره لندن في الشتا، بس عمرها ما اشتكت.
      
      أما الصيف، فكان بيتقسم ما بين أبرشية بريملي وسيابريدج. بريملي كانت أبرشية صغيرة في ديربيشاير، قريبة من الضيعة اللي كريسي اتولدت فيها وعاشت فيها طفولتها الأولى. القَسِّيس هناك كان لسه بيعامل مدام مارتن كويس وساعدها تأجر كوخ صغير كان أصحابه سابوه وسافروا اسكتلندا.
      
      وفي سيابريدج، والدتها كان عندها نفس الترتيبات تقريبًا.
      
      
      
      
      أو على الأقل، ده كان زمان. السنة اللي فاتت كانت أصعب سنة عليهم على الإطلاق. يمكن من بعد السنة اللي مستر مارتن سافر فيها لفرنسا بطريقة أبعد ما تكون عن الشرف. القَسِّيس اللي كان بيساعدهم مات، وغيابه كان مؤلم جدًا لكريسي ومدام مارتن. بس الألم ماكانش المشكلة الوحيدة، لأنهم كمان بقوا مش عارفين هيعملوا إيه لحد ما يجي الشتاء ويقدروا يروحوا لندن.
      
      أشفود كان مجرد صدفة. مدام مارتن شافت إعلان عن كوخ للإيجار في الأبرشية بسعر معقول. مدة الإيجار كانت قصيرة، ولما وصلوا هناك، فهموا ليه السعر كان بالشكل ده—المكان صغير وحالته مش قد كده.
      
      — "كريسي..." قالت مدام مارتن اسم بنتها بزفرة مليانة تعاطف، قبل ما تقعد جنبها على السرير وتسحبها بلطف.
      
      كريسي سمعت الكلام واستسلمت، مالت برأسها على كتف والدتها، ومدام مارتن حاوطتها بإيديها بحنان.
      
      — "محدش بيحاول يروّج لحد"، قالتها مدام مارتن بصوت هادي. "إحنا بس عندنا الليلة دي عشان نتعرف على الدوق والدوقة، ونكسب رضاهم، عشان نقدر نستفيد من العلاقة دي السنة الجاية في الموسم. فكّري في الناس اللي يعرفوهم، في الرجالة اللي ممكن يساعدونا. كل اللي محتاجينه هو صديق يوقف جنبك في أول ظهور ليكي، وساعتها كل مشاكلنا هتتحل."
      
      كريسي سمعت الكلام ده ألف مرة قبل كده. كانت عارفة هي المفروض تعمل إيه. كانت فاهمة كل واجباتها والتزاماتها. والدتها كانت شاطرة جدًا في إنها تحسسها بالذنب وتاخد اللي عايزاه منها. وكريسي هتعمل اللي أمها طلبته منها، مفيش شك في كده... بس ده مش معناه إنها لازم تكون مبسوطة بيه.
       

      كريسي سحبت دراعها من تحت إيد والدتها ووقفت، عدّت الأوضة الصغيرة بخطوات سريعة ووقفت عند الشباك الصغير اللي كان مفتوح على الهوى البارد بتاع الليل. أوضة السطح كانت بتبقى خانقة جدًا، فكان لازم يتهوّى كل شوية. — "بس برضه حاسه إنه تسويق، يا ماما"، قالتها كريسي بجفاف. "أنا مش مستعدة أصلًا للجواز." مستحيل كانت تجرؤ تقولها بصوت عالي، بس جواها كانت متأكدة إن والدتها بتحاول تكرر حياتها فيها. مدام مارتن اتجوزت من تمنتاشر سنة في موسم لندن. كانت بنت صالحة للزواج، ومستربمارتن كان واحد من المعجبين بيها. والنتيجة؟ دلوقتي مدام مارتن بقت ست فقيرة بتمثل دور الأرملة، ومستربمارتن عايش في جنوب فرنسا مع واحدة أكبر من كريسي بسنتين ومعاهم طفل رضيع. حاليًا يعني، بس مدام مارتن عندها طرقها لمعرفة أخباره، وبتتصرف كأن كريسي مش عارفة أي حاجة عن الموضوع. الحقيقة إن مستربمارتن كان بيحب الستات الصغيرين، وعنده على الأقل ست عيال غير شرعيين وعشيقات سايبهم في فرنسا. التصرفات دي ما كانتش مشجعة خالص لكريسي إنها تفكر في أي "جنتلمان" تاني. — "يا كريسي يا حبيبتي، إحنا هنلاقي لك شخص ساحر، وهتبقي سعيدة"، قالتها مدام مارتن بنبرة مشجعة. "أنا واثقة من ده. ومتأكدة إن علاقتنا بالدوق والدوقة، وكمان الدوقة الأرملة، هتفيدنا جدًا. أنا بشوفهم في الكنيسة، وباين عليهم إنهم ناس متدينين جدًا." كريسي كانت عارفة إن والدتها نيتها كويسة، بس في أعماق قلبها، كانت متأكدة إن ده مش هيكون له أي فرق في النهاية. أمها هتشتغل أكتر من أي حد مع بداية الموسم، وفي الآخر هتتجوز أغنى راجل يقدروا يلاقوه، واحد ما يهموش إنها ما عندهاش مهر. الفكرة نفسها كانت بتقرفها، وعارفة إنها هتفضل تحارب عشان تخرجها من دماغها طول الليل. حفلة الشتاء كانت الحدث الأكبر في الموسم الاجتماعي لأشفود، وكل حد تقريبًا شافته كريسي من يوم ما وصلت كان موجود، بيضحك، بيرقص، وبيتصرف بحرية تامة. أما مدام مارتن، فمكانتش جاية عشان تضحك. أول ما عيلة بيريسفورد تم الإعلان عن وصولهم للقاعة، مسكت كريسي من دراعها وسحبتها ناحيتهم بكل إصرار. كريسي حاولت تبطّئ خطواتها وهي بتحاول تقاوم، بس أمها كانت مصممة وهي بتشدها وسط الطابور اللي كان متجمع بالفعل عشان يتعرّف على عيلة بيريسفورد اللي لسه واصلة. كانت حاسة بخجل وضيق، وكأنها، أكتر من أي وقت فات، معروضة للبيع. بصعوبة قدرت تلمح أي بنت تانية في سنها في الأوضة. غالبًا لسه قاعدين في البيت بفساتينهم القصيرة اللي أطرافها فوق الكاحل، مش لابسين زي السيدات الكبار زيها. سألت نفسها، لو كانت ظروفهم المادية أحسن، يا ترى كانت أمها هتصمم إنها تخرج للمجتمع وهي لسه صغيرة كده؟ حبت تصدق إن الإجابة كانت هتكون "لأ". أول ما مدام مارتن وكريسي وصلوا لأول الطابور، همست في ودن بنتها بحدة، "بسم الله، ابتسمي بقى!" "أصحاب السمو، اسمحوا لي أقدّم لكم مدام مارتن، وبنتها الآنسة كريسيدا مارتن. مدام مارتن، آنسة مارتن، أعرّفكم بأصحاب السمو، دوق ودوقة أشفود، ودوقة أشفود الأرملة." الكاهن نطق بالكلمات رسميًا، وكريسي وأمها انحنوا باحترام. كريسي حاولت تطيع أمها وقدرت تطلع ابتسامة، رغم إنها مش متأكدة كانت عاملة إزاي مع التوتر اللي حاساه. رغم إنها مكرهة على فكرة "التسويق" اللي أمها بتعمله لها، بس الوقوف قدام دوق ودوقتين كان مرعب بصراحة. الدوقة الكبيرة كان شكلها فخم جدًا، لدرجة إن كريسي حسّت إنها مش قادرة تبصّ في عينيها. أما الدوق فكان باين عليه دفء أكتر، بينما الدوقة كانت ملامحها مليانة رُقي وطيبة. عنيها الزرقا كانت مليانة لطف واضح. "لنا الشرف الكبير إننا نقابلكم، أصحاب السمو." قالتها مدام مارتن بحماس، وكريسي سمعت الصدق في كل كلمة من كلام أمها. بعد كده، زقت كريسي لقدام، حاطاها مباشرةً قدام الثلاثة نبلاء. كريسي حسّت خدودها بتحمر وهي بتحاول تلاقي أي كلمة تقولها، وطلعت منها بتهتهة محرجة، "نعم، أنا أوافق أمي… أنا م-مسرو..رة جدًا." مدام مارتن عمرها ما نسيت إزاي تتصرف في قاعات الحفلات. طريقتها الواثقة في الكلام مع عيلة بيريسفورد كانت تخلي أي حد يفتكر إنها واحدة منهم. وهي بتوزّع المجاملات وبتتكلم عن الاحتفالات، فجأة، الدوقة اتقدمت وخدت كريسي من دراعها بلُطف. كريسي كانت متفاجئة جدًا لدرجة إنها مش عارفة ترد تقول إيه! قالت الدوقة بصوت ناعم وهي بتبدأ تمشي جنب كريسي، "إنتِ جميلة جدًا الليلة، آنسة مارتن." كريسي مشيت معاها وهي بتاخدها ناحية اتنين رجالة وست واقفين مع بعض. كانت شافت الرجالة دول قبل كده، لكن ماكانتش تعرفهم، ونفس الشيء بالنسبة للست. الأكبر فيهم كان راجل طويل ووسيم، جسمه ممشوق ومتناسق. عنيه الزرقا كانت متناسقة مع شعره الغامق، وبشرته كانت ناعمة وفاتحة. كان واقف بثقة جنب الست، اللي واضح إنها كانت شريكته. كريسي كانت عارفة بوجود شابة سمراء في قرية أشفود، زي ما كانت سامعة عن الراجل اللي بقى زوج الليدي سوزانا بيريسفورد. الإشاعات دايمًا بتلف، وكريسي ماكانتش تقدر تتجنبها حتى لو حاولت. كانت عارفة إن القيل والقال بيستهدف الناس البريئة أكتر من أي حد تاني. هي وأمها كانوا موضوع للإشاعات أكتر من مرة في برملي، فبقت فاهمة اللعبة دي كويس. لكن بغض النظر عن اللي ممكن الناس محدودي التفكير يقولوه عن بشرتها، كريسي كانت شايفة إنها جميلة بشكل مبهر. يمكن ما شافتش في حياتها ست بالجاذبية دي. دلوقتي، بقت فاهمة ليه الراجل الأكبر واقف بفخر جنبها. كانت لافتة جدًا للنظر، وحركتها فيها وقار وثقة. بشرتها كانت ملساء زي الحرير، لكن أكتر حاجة شدت انتباه كريسي كانت عنيها الذهبية اللامعة. عمرها ما شافت لون زي ده قبل كده. بينما الرجل والسيدة كانوا واقفين في هدوء مستنيين الدوقة تقول حاجة، الراجل الأصغر اللي معاهم كان باين عليه التوتر وعدم الارتياح. الشاب الأصغر كان عنده ملامح شابة بس جذابة. كريسي كانت شافته قبل كده في القرية، وكان دايمًا عنده ابتسامة لعوبة بتكشف عن سنه وروحه المرحة. بس النهارده، الابتسامة دي كانت غايبة تمامًا. كان باين عليه عدم الارتياح، كأنه حد قاله إن فيه قطع في بنطلونه من ورا! كان طويل زي أخوه، والتشابه بينهم كان واضح، مفيش شك إنهم إخوات. بس الفرق إن الأخ الأكبر كان جسمه متناسق وممشوق، في حين إن الأصغر لسه ما أخدش راحته في طوله. كان نحيف، وحركاته باينة متلخبطة، كأنه مش عارف يحط إيديه ورجليه فين. الدوقة أشارت للرجل الأكبر وقالت، "آنسة مارتن، حابة أقدملك أخويا، السيد دينهام." وبعدين لمحت ناحية السيدة، "ودي الآنسة بيل ديجاردان. صديقة عزيزة لعيلتنا، وخياطة موهوبة جدًا، يمكن تكوني قريتي عن شغلها في الجرايد وسط بقية الهري اللي بيكتبوه." كريسي لاحظت نبرة دفاعية في صوت الدوقة وهي بتقدم الآنسة بيل، وحبت لو تقدر تطمنها إن مفيش داعي للقلق. السيد دينهام قال بلطف واضح، "تشرفنا يا آنسة مارتن." فردت عليه كريسي بابتسامة، "وأنا كمان، يا سيد دينهام، ويا آنسة ديجاردان." الدوقة كملت، "وكمان حابة أعرفك بأخويا الأصغر." وبصت له بابتسامة مشجعة، "آنسة مارتن، ده السيد جيم دينهام. جيم، دي الآنسة كريسيدا مارتن." جيم بص لكريسي أخيرًا، عنيه الزرقا كان فيها توتر غريب، وفكه مشدود كأنه بيعض على سنانه. كريسي ما قدرتش تمنع نفسها من العبوس وهي بتبصله باستغراب. إيه حكايته بالضبط؟ كانت نسيت تمامًا إن أمها واقفة وراها، وفجأة قفزت من مكانها لما سمعت السيدة مارتن بتقول بصوت عالي، "أنا متأكدة إن الآنسة مارتن سعيدة جدًا بالتعرف على إخوة الدوقة!" كريسي كادت تتأوه من قلة اللباقة في اللحظة دي. أمها كانت تقريبًا بتصرخ إن الموضوع "عريس وعروسة" بطريقة فجة! لحسن الحظ، الدوقة كانت لطيفة بما يكفي إنها تقدم السيدة مارتن لإخوتها، وللآنسة ديجاردان، قبل ما السيد جيم يفاجئ الجميع بإعلان صادم. "عاوز ساندوتش!" كل العيون في المكان اتجهت له فورًا، وهو بكل بساطة لف ضهره ومشي في اتجاه قاعة الضيافة بخطوات ثابتة، كأن دي كانت أهم حاجة في الدنيا بالنسبة له دلوقتي. بعد ما خلصت التعارفات، اتسحبت كريسي بعيدًا عن عيلة بيريسفورد، واتحركت هي وأمها ناحية حافة قاعة الرقص. المكان اللي كانوا واقفين فيه كان مثالي بالنسبه لمامتها، اللي كانت ماسكة المشهد كله تحت المجهر، بتراقب الأزواج وهيا بترصد تحركات بيريسفورد بعين صقر. وهنا جالها أول طلب للرقصة. كان الرجل اللي طلبها هو السيد أندروز، صاحب البقالة. كانت تعرفه من قبل، لكن عمره كان مجهول بالنسبة لها—بس أكيد كان أكبر منها بأكتر من عشر سنين! والطريقة اللي كان بيبصلها بيها خلتها تحس بعدم ارتياح رهيب... كانت بتتمنى لو تقدر تلبس تاني التنانير الطويلة اللي بتوصل لكاحلها، خصوصًا في اللحظة دي. السيدة مارتن وافقت بسعادة على طلب السيد أندروز بالرقص مع كريسي، وفعلاً رقصت معاه وهي بتتكلم معاه بأدب، من غير ما تبدي أي اهتمام حقيقي. ولما خلصت الرقصة، وطلب منها رقصة تانية، تظاهرت بالتعب بكل لطف، وده خلاه يعرض عليها إنه يجيب لها مشروب منعش. استغلت اللحظة دي فورًا وهربت... مش بعيد طبعًا، لكن بعيد كفاية عن مامتها وعن السيد أندروز. راحت للنحية التانية من قاعة الرقص، مستخبية ورا الزحمة اللي كانت بتتفرج على الراقصين.

      "معذرة، آنسة مارتن." تجمدت في مكانها للحظة، قلبها دق بسرعة... هل السيد أندروز لقاها؟! لكن سرعان ما أدركت إن الصوت مختلف. كان صوت شبابي أكتر، أهدى وألطف. استدارت ببطء... كان السيد جيم هو اللي واقف قدامها. واقف بفخر، إيديه وراه، والتعبير الغريب اللي كان في وشه قبل كده اختفى. لكنه لا يزال مش مرتاح تمامًا... كان متوتر. يمكن كان حاسس بنفس اللي هي حست بيه لما اضطرت تتكلم مع عيلة بيريسفورد. سنه الصغير كان بيكشف ده أكتر، وبصراحة؟ كريسي حست إن ده حاجة لطيفة جدًا. كانت طول الوقت حاسة إنها أصغر واحدة في القاعة، لكن السيد جيم... يمكن كان قريب منها في السن. لكن رغم إن توترها كان مفهوم لأي حد في القاعة، هي ماكنتش عارفة إيه اللي يخلي السيد جيم متوتر كده. في الآخر، هو قريب عيلة بيريسفورد. مش كأنه داخل مزاد أو حاجة! أما هي، فكانت حاسة إن أي رجل ممكن يجي يطلب يشوف سنانها أو يقيس طولها وكأنها حصان في مزاد لندن للموسم الاجتماعي. "مساء الخير، سيد دينهام." قالتها بابتسامة خفيفة وانحناءة صغيرة. "آه، آه، صباح الخير!" رد عليها بتلعثم، وهو يحاول يرد التحية بانحناءة سريعة. وبعد ثانية، فتح عينيه على وسعهم واتلخبط وهو بيحاول يصحح كلامه: "قصدي مساء الخير! مش الصبح، يعني... بس هيبقى الصبح كمان شوية، صح؟ بس على العموم، هل بتعتبري الساعات بعد نص الليل صباح ولا لسه مساء؟ أنا شخصيًا بشوفها لسه مساء. مش بقول لحد صباح الخير لو نمت بعد نص الليل!" كريسي عقدت حواجبها وهي مش عارفة تفهم إيه اللي بيقوله بالظبط. بدأ يرجع لنفس حالة الارتباك اللي كان فيها وقت التعارف، وبدأت تقلق... هل هي السبب؟ هو حصل منها حاجة ضايقته؟ هما أصلًا أول مرة يتقابلوا النهارده! "ممم... أظن إنه فعليًا بيكون صباح،" ردت عليه ببطء، "بس لو رايحة أنام بعد نص الليل، أكيد هقول تصبح على خير." السيد جيم ضحك ضحكة متوترة، ومد إيده على شعره يلفف شوية من خصلاته الغامقة بين صوابعه، قبل ما يفوق لنفسه ويسيب شعره فجأة كأنه لمس نار. "يا ربّي، هو في إيه؟!" قالها وهو بينفخ لنفسه. كريسي عقدت حواجبها أكتر. هو مستني منها رد على السؤال ده؟ لو بصت له كده، مفيش أي حاجة شكلها غلط فيه. يمكن غريب شوية، بس التوتر مفهوم. هي فاكرة الابتسامة الشقية اللي شافته بيها في القرية. هو مش دايمًا كده! "إنتي مش عايزة ترقصي الرقصة الجاية معايا، صح؟" السؤال خرج من السيد جيم بطريقة ملتوية جدًا، لدرجة إن كريسي ماقدرتش تفهمه في الأول. كانت طريقة غريبة لطلب رقصة… أو على الأقل ده اللي افتكرته إنه بيحاول يعمله. "أنا... مممم... مش مش عايزة…" دلوقتي، الدور عليه هو اللي يعبس ويحاول يستوعب هو قال إيه! شدّ حواجبه في إحباط وأخد نفس عميق قبل ما يحاول تاني: "أنا آسف، آنسة مارتن. أنا ببوّظ كل حاجة. هل تودين أن ترقصي الرقصة الجاية معي؟" كريسي ماقدرتش تمنع نفسها من الابتسام. حطّت إيدها المغطاة بالقفاز في إيده، وبمجرد ما عملت كده، شافت الابتسامة الصادقة اللي نورت وشه. ياااه، الابتسامة دي! زادت من لمعان عيونه الزرقا الفاتحة، وخلّته يبان أصغر وألطف. ماحستش بأي توتر وهي بتمشي مع جيم دينهام للرقص، على عكس اللي حسته مع السيد أندروز. لكن يا سلام على رقصة جيم! كان… كارثة متحركة! دراعاته ورجليه مش متعاونين خالص معاه، وكل خطوة كانت شكلها أغرب من اللي قبلها. بس كريسي ماضايقتش. بالعكس، لقيت ده لطيف جدًا. هو كان بيحاول بجد، وده كان كفاية يخليها تبتسم طول الرقصة. الـ "كوادريل" كانت رقصة سريعة، ماكانتش بتسيب فرصة كبيرة للكلام بين الشُركاء. كريسي كانت لاهثة في الآخر، وحقيقي كانت محتاجة المشروب اللي السيد أندروز راح يجيبه… بس الحمد لله، ماكانش له أثر في أي حتة! وجيم؟ خدوده كانت محمّرة، وكريسي متأكدة إن خدودها كمان بقت ورديّة. بصّوا لبعض بضحكة خفيفة، وكأن التوتر اللي كان مسيطر عليه طار فجأة. وقف بثقة أكتر، وابتسامته الجميلة بقت أدفى وأريح بكتير. "إيه الحاجة اللي بتخليكي مبسوطة، آنسة مارتن؟" كريسي رمشت بعينها في اندهاش. السؤال غريب جدًا! صحيح هي ماعندهاش خبرة كبيرة في الكُرات، ولا في الكلام مع الرجالة أصلًا، بس عمرها ماحد سألها سؤال زي ده. عادةً، التملُّق هو النظام المعتاد. لو أمها كانت جنبها، كانت هتجبرها ترد بحاجة زي: "مساعدة المحتاجين" أو "الأطفال"، أي حاجة تخليها تبان لطيفة وعروسة مثالية. لكن بصراحة…؟ "السباحة." ردّت بتفكير، "بحب السباحة جدًا." مش ده الحاجة الوحيدة اللي بتفرّحها، لكن لما فكّرت في اللحظات اللي حسّت فيها بسعادة نقية، افتكرت الأيام اللي قضتها في العوامة جوه البرك… كانت متعة خالصة. مع آخر نغمة في الرقصة، كريسي بصت لجيم لاقته واقف قدامها ببريق غريب في عينيه، مزيج من التردد والحيرة، كإنه عايز يقول حاجة بس مش عارف إزاي. "كريسي..." صوته طلع واطي، بالكاد سمعته وسط دوشة القاعة. رفعت حاجبها مستنية يكمل، بس قبل ما يقدر ينطق بكلمة، صوت أمها جالها زي السهم، "كريسي، آنستي، كفاية بقى!" اتلفتت بسرعة، قلبها بيدق، رجعت تبص لجيم... مكنش هناك. كإنه اختفى.

      لفت حوالين نفسها، عينيها بتجري على كل الناس، الوجوه الضاحكة، الرجال ببدلهم السوداء، الستات بفساتينهم المنفوشة، الراقصين، المتفرجين... بس هو مش موجود. مفيش أثر ليه. وكإنه... عمره ما كان هنا أصلاً. --------------------- دي الروايه كامله رأيكم ؟

      روايه مافيا الإيطاليه - الفصل الثاني

      المافيا الإيطالية

      2025, سعود بن عبدالعزيز

      أكشن

      مجانا

      بينما تحاول صوفيا أخذ استراحة من الدراسة، تُجبر على مرافقة شقيقتها إيلا في مغامرة ليلية لشراء الحلوى. تنقلب رحلتهما إلى كابوس عندما يشهدان مشهدًا خطيرًا لجريمة، لكن خطأ بسيط يكشف وجودهما، ليجدوا أنفسهم في مواجهة قاتلة مع رجال غامضين.

      صوفيا هيرنانديز

      فتاة مسؤولة وعقلانية، تحاول دائماً تجنب المشاكل، لكنها تجد نفسها في موقف خطير بسبب تهور شقيقتها.

      إيلا

      فتاة متهورة ومغامرة، تحب التحدي والاستكشاف، مما يضعها في مواقف غير متوقعة.

      الرجل ذو البدلة السوداء

      قائد المجموعة الإجرامية، قاسٍ ولا يرحم، يأمر بالقضاء على أي شهود.
      تم نسخ الرابط
      المافيا الإيطالية

      لمحت الوقت وكان 21:06. لازم أخلص مقال وواجب. ليه الجامعة صعبة لهالدرجة؟ قررت آخذ لي استراحة وانزل آكل لي شيء قبل ما أكمل الليلة الطويلة اللي تنتظرني.
      
      طلعت من غرفتي ونظرت في الممر، كان مظلم شوي لأن عمتي ناتاشا طالعة اليوم، وما فيه إلا أنا وأختي إيلا في البيت. وأنا أمشي مرّيت جنب غرفة إيلا، شفت نورها من تحت الباب. فتحت الباب ولقيتها تلبس لها هودي. فتحت عيونها وصاحت: "خوفتني!"
      
      دخلت وشفتها لابسة بنطلون رياضي رمادي وسنيكرز، كأنها ناوية تطلع. قلت لها: "وين رايحة؟" صارت تلعب بأصابعها، عاد هذي عادتها إذا انكشفت. مسكت يديها بثبات وسألتها مرة ثانية. فجأة قالت بسرعة: "بروح أشتري حلاويات."
      
      طالعَت فيها بعدم تصديق. "الساعة تسع بالليل وتبين تطلعين تشترين حلاويات؟ ليه؟" سألتها بانزعاج. ردّت بحماس: "المحل قريب، بس شارعين، وحسّيت أني أبي أجرب شيء جديد اليوم!"
      
      هذي البنت عقلها طاير. طلعت من غرفتها وأنا معصبة، ونزلت تحت، أسمع صوت خطواتها وراي وهي تلحقني للمطبخ.
      
      "صوفيا، بلييز، بيكون ممتع!" قالت وهي تتوسل. تجاهلتها وشغّلت النور، فتحت الثلاجة، بس هي بسرعة سكّرتها ووقفت قدامي.
      
      "بلييز، تعالي معي، إحنا حتى ما نعيش في منطقة خطرة!" تحاول تقنعني.
      
      تنهدت وقلت: "لو رحت معك، بتسوينها عادة، وذا الشيء خطر." صوتي كان مليان قلق.
      
      بس هي كملت تحاول تقنعني: "لكن بيكون ممتع، وما راح نتأخر، غير كذا نحتاج وقت نكلم بعض أكثر، أنتِ طول الوقت مقفلة على نفسك مشغولة بواجباتك!" قالت وهي تحاول تخليني أتحسس.
      
       
      
      "إيلا، الوقت متأخر"، قلت وأنا أمشي للمغسلة عشان آخذ لي كاسة موية.
      
      "أوكي، وش رايك نسوي اتفاق؟" قالت وهي واثقة إنها بتقدر تقنعني.
      
      قلت بانزعاج: "وشو؟" هذي البنت ما تعرف متى توقف!
      
      "إذا رحنا، أوعدك لشهر كامل ما أزعجك بأي شيء، حتى ما ألبس ملابسك!" قالت وهي جادة.
      
      بصراحة، هي دايم تزعجني وتاخذ ملابسي، غير إنها تجي تضايقني وأنا أذاكر، وهذا أكثر شيء يرفع ضغطي... يمكن، بس هالمرة، أوافق لها.
      
      تنهدت وقلت: "خلاص، بس لا تنكثين بوعدك!"
      
      "تم!" قالت وهي تنطّ من الحماس.
      
      طلعت جري لغرفتي، لبست لي هودي فوق التيشيرت الوردي، لبست سنيكرز، رفعت شعري الأشقر كعكة، حطيت جوالي ومحفظتي في جيب البنطلون الرياضي ونزلت بسرعة.
      
      إيلا كانت واقفة برّا عند الباب تنتظرني.
      
      قفلت الباب، وانطلقنا...
      
      
      بدينا نمشي في الشارع، إلى أن شفنا روجر، جارنا الفضولي اللي يحب يتدخل في كل شيء يخصنا. بسرعة، اختبينا ورا الشجيرات، نور الشارع كان قوي، ولو شافنا، رح نكون في ورطة. عشان كذا قررنا نرجع ونروح لمحل أبعد شوي، يبعد أربع شوارع عن بيتنا.
      
      وإحنا نمشي، إيلا بدأت تهذر، عاد إذا بدت تتكلم مستحيل تسكت! تنهدت وقلت بضيقة: "ليش وافقت أجي أصلاً؟" وأنا أرفع عيوني لفوق، بس طبعًا هي ما شافتني لأن الدنيا ظلام.
      
      قالت وهي تمدّ الحروف: "لأنك تحبيني."
      
      حركت عيوني وكملت أمشي وهي لازالت تتكلم بدون توقف.
      
      بدأت تطلع نكتها السخيفة، وأنا من غير ما أنتبه، ضيّعت الشارع اللي كنا مفروض نلف فيه. بعد ما مشينا ست شوارع، استوعبت إننا رسميًا ضايعين.
      
      قلت وأنا أحاول أفتح GPS الجوال: "إنتِ ما تقدرين تسكتين ولو شوي؟"
      
      إحنا توّنا منتقلين لهالحي قبل 3 شهور ولسه ما تعودت على الشوارع.
      
      ردّت وهي تستهبل علي: "إيش قصدك؟ كان المفروض تركّزين على الطريق، كنت أفكر إنك تعرفين تسوين أكثر من شيء بنفس الوقت!"
      
      طبعًا، كالعادة، بدينا نتجادل، إلين ما صرخت: "كفاية!" وأنا متأكدة إن بيتين قاموا يشغّلون أنوارهم من الصوت.
      
      تنهدت وقلت: "يلا نمشي في هالشارع ونشوف، يمكن نوصل."
      
      قالت بتأفف: "طيب."
      
      بدينا نمشي، بس لاحظت إن هالشارع أظلم من الباقيين وشكله مريب. كنا تقريبًا في نص الشارع لما بدأ قلبي يدق بسرعة.
      
      قلت بسرعة: "خلينا نرجع البيت، المكان ذا مو مريح أبدًا."
      
      إيلا باين عليها تضايقت، بس قالت: "طيب، اللي تبينه."
      
      بدينا نمشي راجعين...
      
      
      
      فجأة، سمعنا صوت رجال يصرخ في زقاق مظلم: "آسف، ما راح يتكرر!"
      
      إيلا، كعادتها، حشريتها قتلتها، وقالت بحماس: "مين ذا؟ يلا نروح نشوف!" قبل حتى ما ألحق أفتح فمي، كانت خلاص ركضت.
      
      ركضت وراها وأنا أحاول أسيطر على نفسي عشان ما أصرخ وأحد يسمعنا. وقفت إيلا واختبّت ورا حاوية نفايات كبيرة.
      
      قدامنا كان فيه أربعة رجال. واحد طايح بالأرض، يترجّاهم، أكيد هذا اللي سمعنا صوته. الرجال اللي بالنص كان لابس بدلة سوداء، ومسّك مسدس وموجهه على رأسه. واحد ثاني كان ماسك الرجال اللي طايح عشان ما يهرب، والثالث واقف على اليسار، يطالع فيه بعصبية. لو ما كان المكان مظلم، كان ممكن أشوف ملامحهم.
      
      دفعت إيلا بكتفي وقلت لها بصوت واطي: "يلا نمشي، الموضوع ذا مو لنا، راح نجيب العيد."
      
      إيلا هزت راسها وبدأت تتراجع بهدوء. وقفت وراها عشان أمشي، وفجأة…
      
      جوالي رن!
      
      كانت خالتي ناتاشا تتصل! حاولت أطفيه بأسرع وقت، بس من الرعب، ما قدرت أضغط الزر بسرعة. بعد كم ثانية، سكت الجوال… بس كان الأوان فات.
      
      سمعنا الرجال اللي ماسك المسدس يقول للي على يساره: "روح شوف مين هناك… واقتله، ما نبي شهود."
      
      تجمد الدم بعروقي، يقتلونّا؟؟
      
      بدأت أركض بأسرع ما عندي، بس ما لاحظت الطوب اللي قدامي، تعثرت فيه، واندفعت بقوة وراسي خبط في الجدار…
      
      آخر شيء فكرت فيه قبل ما أفقد الوعي: "يا رب إيلا تكون بخير…"
      
      .......
      

      روايه سنيوريتا

      سنيوريتا

      2025, كاترينا يوسف

      روايه تاريخيه

      مجانا

      يحكي الفصل الأول عن كاترينا، فتاة قوية تعيش في زمن الرومان وسط عائلة بسيطة تحمل وصمة خيانة والدها للفرس. رغم الحياة القاسية وهمجية المجتمع، استطاعت كاترينا أن تفرض احترامها بسبب علمها وقوة شخصيتها، واضعة لنفسها هدفًا بأن تصبح من الأميرات المحاربين أو تقدم علمها لخدمة الرومان.

      والد كاترينا

      متهم بالخيانة للفرس وتبادل المعلومات مع الرومان.

      كاترينا

      فتاة قوية وذكية، معروفة بعلمها وشخصيتها الصلبة

      أخت كاترينا

      خائفة ومنطوية، تتأثر بسهولة بأحداث الحياة.
      تم نسخ الرابط
      سنيوريتا

      0:00 0:00
        كنت ماشية في الزقاق الضيق. ريحة الخبز اللي طالعة من فرن صغير على آخر الشارع كانت مخلوطة بريحة التراب والعرق اللي ماليه الجو. المدينة دايمًا صاحية، حتى لما الناس بتنام، الحراس ما بيناموش.
      
      أنا كاترينا. بنت محدش بياخد باله منها، بعدي وسط الناس وكأني مش موجودة. يمكن ده كان سبب بقائي عايشة لحد دلوقتي. في مدينة زي دي، إنك تكون مش ملحوظ أحسن بكتير من إنك تكون معروف.
      
      عديت من قدام الجنود الرومان، دروعهم بتلمع وعيونهم بترصد كل حاجة. مفيش أمان، حتى جنب اللي المفروض بيحمونا. لما عين واحد منهم وقعت عليا، قلبي اتشد في صدري، بس اتعلمت من زمان إنك متظهرش خوفك.
      
      سحبت الطرحة على وشي وكملت طريقي. كان لازم أوصل للبيت قبل ما حد يشك فيا. السر اللي شايلاه تقيل، تقيل جدًا... بس مش كل حد يعرف إن أسرار زي دي ممكن تكلفني حياتي.
      
      كان عندي أب وأم وأخت وأخ، عيلة بسيطة، ساكنين في بيت قديم في طرف المدينة، بابه دايمًا يصدر صرير مع كل نسمة هوا. محدش كان يعرف عننا كتير، كنا بنعيش في هدوء. لكن اسم أبويا كان دايمًا بيتردد، مش بالخير.
      
      الناس كانت بتقول إنه خائن، مع الفرس، وإنه باعهم، وراح للرومان ينقل أخبارهم. مكنتش أعرف الحقيقة، لكن كنت شايفة في عيون الناس نظرات مريبة. كل اللي كنت أعرفه إن أبويا لما كان يرجع متأخر، كانت ملامحه متغيرة، وكأنه شايل هم العالم كله.
      
      مكنتش بجرؤ أسأله، وماما كانت دايمًا ساكتة، نظراتها مليانة قلق، وأحيانًا حزن.
      
      أما أخويا، فكان صغير ومش فاهم حاجة، وأختي كانت بتخاف من أي صوت عالي. كنا عيلة منغلقة على نفسها، وكل يوم كان بيعدي وإحنا مستنيين حاجة... مش عارفين هي إيه، بس متأكدين إنها جاية.
      
      مع مرور الوقت، بدأت نظرات الرجالة تتغير. معظمهم كانوا بيتقدموا للزواج مني، لكن كنت دايمًا برفض. مش عشان شايفة نفسي، لكن لأني مكنتش هرضى أكون تحت رحمة حد، أو أعيش حياة مفروضة عليا.
      
      حتى أهلي، رغم سكوتهم، كانوا بيحاولوا يجبروني. ماما بالكلمة الحنينة، وأبويا بالنظرات. لكنهم كانوا عارفين إني مش من النوع اللي بيرضخ. كنت معروفة بقوة شخصيتي.
      
      وأنا مش بس قوية في رأيي، لكن كمان كنت قوية في علمي. كل كلمة كان أبويا بيعلمها لي كنت بفكر فيها. كنت بسمع منه عن الحروب والسياسة، عن خطط الملوك وأسرار الجيوش. ده خلاني أكون مختلفة.
      
      وعشان كده، قررت إن العلم هو سلاحي. لو مقدرتش أكون فارسة بالسيف، هكون فارسة بالعقل. هتعلم أكتر، وهفهم أكتر، وهبني نفسي لحد ما أبقى قوة. قوة مش بس تحمي نفسها، لكن تحمي اللي حواليها.
      
      الناس هنا همجيين، حياة قاسية وما فيهاش رحمة. النساء كانت أكتر ضحايا الزمن ده، بيتعرضوا لأبشع أنواع الظلم. كانت مشاهد بتقطع القلب، ومفيش قانون يردع.
      
      لكن رغم ده كله، مفيش راجل عرف يقرب مني. مش بس عشان كنت حذرة، لكن كمان عشان مظهري. كنت دايمًا لابسة وقورة، نظراتي فيها تحدي، وخطوتي فيها قوة. وعلمي كان ليه وزنه. بعض القادة الكبار كانوا دايمًا بيوصوا عليّا.
      
      كنت ماشية في الطريق ده وقلبي مليان خوف، لكن عقلي مليان خطط. عارفة إن اللي زيي ما ينفعش يكون ضعيف، ولا يتهاون في خطوة. حياتي كانت حرب من غير سيوف، لكن فيها دم ووجع أكتر من أي ساحة قتال.
      
      
      وصلت مع أختي لورينا للسوق. وقفنا قدام الخباز وطلبت الخبز.
      
      كالعادة، أداني الخباز الخبز ورفض ياخد فلوس. حطيت الفلوس قدامه ومشيت. ده الحال معايا دايمًا، والواضح إن في حد موصي عليّ جامد.
      
      اديت لأختي لورينا الخبز ومشيت قدامها، لكن وقفت فجأة وقالت:
      – "روحي إنتي، أنا هعمل حاجة ورايا."
      
      بصيت لها باستغراب، سألتها:
      – "إيه الحاجة دي؟"
      
      ردت بسرعة وهي بتتفادى عيني:
      – "مشوار صغير، مش هتأخر."
      
      كنت حاسة إن في حاجة مش مريحة، بس سكت. قلتلها:
      – "خلي بالك من نفسك."
      
      ومشيت، لكن فضلت كل شوية أبص ورايا.
      
      أختي دايمًا كانت مجهولة بالنسبالي، متوحدة وعكس باقي اللي في سنها. قليل لما كانت تتكلم، وأكتر وقتها كانت بتقضيه لوحدها. عمرها ما حكيتلي عن حاجة تخصها، ولا كنت بفهم هي بتفكر في إيه.
      
      
      الموضوع كان غريب بالنسبالي، فمشيت وراها من غير ما تحس. لقيتها دخلت بيت قديم في طرف السوق، بابه شبه مكسور وحوله تراب كتير. وقفت بعيد، راقبتها، ومستنية أفهم هي بتعمل إيه جوا.
      
      
      بعد عشر دقايق، شفتها نازلة من البيت. مخلتهاش تاخد بالها مني، وبصيت بعيد. عدت من جنبي ومشافتنيش، ومشيت في طريقها عادي كأن مفيش حاجة حصلت.
      
      سبتها وكملت طريقي مع نفسي. كنت رايحة أتجمع مع شوية شباب وبنات من اللي شاركوا في الديوانه العليا، بنشتغل على شوية اختراعات بسيطة ممكن تساعد الرومان في حياتهم اليومية.
      
      مش اختراعات علمية زي الفرس، حاجات بسيطة بس تفيد في تسهيل الحياة. كنت دايمًا فاكرة إن أبويا عنده علم كبير، لكنه كان دايمًا بيرفض يشارك في أي مساهمة تانية بين الفرس والرومان، وكأنه شايل سر كبير مش عايز يطلعه.
      
      النقطة المهمة إن أي حد كان بيخترع حاجة مهمة أو ليه مساهمة كبيرة، كانوا بياخدوه وبيترقى لمستوى أعلى، يعيش في مكان أنضف وأرقى، بعيد عن الحياة الصعبة اللي عايشينها. ده كان دافع لناس كتير تحاول تبتكر وتثبت نفسها.
        
      رسائل أحدث رسائل أقدم الصفحة الرئيسية

      Pages

      authorX

      مؤلفون تلقائي

      نظام شراء